خطة البحث: مقدمة مفهوم النظام التربوي أهداف النظام التربوي 1ــ التكيف االجتماعي للفرد 2ــ اكتساب المهارات األساسية 3ــ تطوير نوعية التعليم والتعلم وظائف النظام التربوي الخاتمة قائمة المصادر والمراجع مقدمة: مفهوم النظام التربوي: تشير معظم الدراسات التربوية واالجتماعية إلى أن أي مجتمع يتكون من أنساق مختلفة ومرتبطة ارتباطا وثيقاً .الهدف منها تحقيق التكيف االجتماعي للفرد مع ببيئته المحيطة وعواملها المتنوعة .وهذا يبرز من خالل منظومات متعددة ،فالنظام التربوي يشكل أبرز هذه األنظمة التي تلعب دوراً متميزاً في إرساء القيم االجتماعية والمساهمة في تطور وتنمية تلك المجتمعات .وأن تأخر الشعوب أو تقدمها مرهون بمدى استجابة نظامها التربوي او التعليمي للتحديات التي يعرفها العالم نتيجة لتزايد التراكم المعرفي وتعقد أساليب الحياة االجتماعية والتقنية وغيرها. تعريف النظام التربوي :نظرا ألهمية النظام التربوي ضمن مجموع األنظمة االجتماعية او المجتمعية تعددت وتنوعت المفاهيم كل حسب الرؤية التي يتصور من خاللها النظام التربوي .حيث يعرفه معجم علوم التربية ومصطلحاتها بانه مجموعة من العناصر والعالقات التي تستمد مكوناتها من النظم السياسية واالقتصادية والسوسيوثقافية وغيرها .لبلورة غايات التربية وألدوار المدرسة ونظم سيرها ومبادئ تكوين األفراد الوافدين إليها. فقد وضع المختصون والمهتمين Fبشؤون التربية عدة تعاريف للنظام التربوي حيث عرفه البعض على أنه التدريب الرسمي الذي يتم بطريقة شعورية منظمة .وعرفة اخرون بانه المكونات األساسية المتفاعلة وفقا لمرجعية الدستور والتوجهات السياسية واالجتماعية و االقتصادية في ظل االنفتاح والمحافظة على الهوية واألصالة والقيم التي تهدف إلى تكوين الفرد. ويرى البعض بأنه مجموعة من العمليات التي توجه بشكل خاص نحو اكتساب التعليم ,او عملية نقل المعرفة والمهارات والقيم بطريقة رسمية نظامية. وفي قاموس علم االجتماع يعرف بانه النظام أو النسق االجتماعي الذي يشمل األدوار والمعايير االجتماعية التي تعمل على نقل المعرفة من جيل إلى جيل آخر(المعرفة تتضمن القيم وأنماط السلوك) .والنظام التربوي ال يشمل فقط على التنظيمات الرسمية المخصصة للتربية وإ نما يشمل باإلضافة إلى ذلك على الوسائل التي حددها المجتمع لنقل التراث الثقافي. فالنظام يشتمل على األدوار والمعايير االجتماعية التي تعمل على نقل المعرفة من جيل إلى جيل ,كما ينطوي على تعليم مهارات وقيم أساسية الزمة الستمرارية المجتمعات. النظام التربوي يتضمن جملة من القواعد والتنظيمات واإلجراءات التي تتبعها الدولة لتسيير شؤون التربية والتعليم .وتهدف من وراءها للمحافظة على قيم ومبادئ األمة موجهة للنظام التربوي وفق هذه السياسات التربوية التي تعكس التوجهات العامة للمجتمع. وهذه النظم التربوية عامة هي انعكاس الفلسفة االجتماعية والسياسة السائدة .كما يعبر عن فلسفات تؤسس على ضوئها المناهج التربوية التي تؤطر عملية التعليم على كافة المستويات التنظيمية .فهي وحدة فنية اجتماعية مزودة بجملة من اإلجراءات ذات اإلستقالل الذاتي في نشاطاتها المتفاعلة فيما بينها .لخدمة غرض محدد يكون نابع من فلسفة المجتمع والسياسة التربوية المحددة لذات الغرض ومؤسساته .بما تحمله هذه المؤسسات من روافد متنوعة تعبر عن طموح وآمال الشعوب في منظومتها التربوية. تأسيساً على ما سبق يمكن أن نصل إلى جملة من الخصائص والمزايا التي يتميزـ بها النظام التربوي نذكرها في ما يلي: )1للنظام التربوي غايات مرتبطة بالسياسة التربوية لألمة ضمن إطار فلسفتها التربوية. )2اإلرتباط الوثيق بين الجوانب السوسيو ثقافية وقيام النظم التربوية. )3كل نظام تربوي يتضمن جملة من القواعد والتنظيمات واإلجراءات المحددة إلنجاز أهدافه. )4يعبر عن طموح وآمال األمة في منظومتها التربوية. ويستدل أيضاً من هذه التعاريف المتعددة للنظام التربوي على اهتمام العلماء والباحثين بدراسة هذا النظام نظرا ألهميته بالنسبة للمجتمع .وأن مفهوم النظام التربوي ضيفاً حيث يتضمن معنى التربية الرسمية أو التعليم وهو أحد العناصر األساسية لمحتوى العملية التربوية .إذ يمكن النظر إلى التعليم باعتباره المظهر الرسمي للتربية في دور العلم والمؤسسات التربوية التي تختار نوعية معينة من المعارف لتربط الفرد بمجتمعه وبتراثه الثقافي واالجتماعي. أهداف النظام التربوي: كل نظام تربوي من األنظمة التربوية على وجه األرض له أهدافه الخاصة والعامة التي يسعى لتحقيقها .والتي يستمدها من المرجعية الفلسفية واالجتماعية التي يقوم عليها هذا المجتمع بما تحمله من موروث ثقافي يمتد في عمق تاريخها الحضاري واإلنساني .غير أن هناك أهداف عامة يسعى كل نظام تربوي إلى تحقيقها رغبة في تحقيق التربية المثالية للفرد والمجتمع وعلى كافة المستويات المعرفية والنفسية والوجدانية والمهارية .تكون محصلة ذلك النمو والتطور المنشود ,ويمكن تحديد هذه األهداف فيما يلي: 1ــ التكيف االجتماعي للفرد: إن التربية تعد الوسيلة الفعالة للتنشئة االجتماعية سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة لذلك كان للتربية عند القدامى أو المحدثين أهمية كبيرة .حيث نظر إليها العديد من الفالسفة والمفكرين على أنها القائد لحياة ناجحة وفعالة بل هي الحياة نفسها .فهي تضمن للفرد القدرة على التكيف مع المحيط االجتماعي الذي يعيش فيه. فالتربية هي عملية رعاية الطفل وإ نماء قابليته بإشراف الكبار .والكبار حين يفعلون ذلك إنما يضعون نصب أعينهم المجتمع الذي يعيش فيه ذلك الطفل .الذي سوف يعيش فيه وإ لى شروط الحياة االجتماعية فيه وعاداته وتقاليده وثقافته. ان األجيال المتعاقبة بحاجة إلى تربية لتحقيق االنسجام والتكيف والتوافق مع مجتمعاتها وكذلك مع المجتمعات األخرى .فعملية التواصل والمثاقفة ضرورة كمضادات مناعية لتحصين جسم األمة من االنحالل واالضمحالل في اآلخر الن هذا ال يتحقق إذا لم يؤدي النظام التربوي دوره كامالً في هذه العملية. 2ــ اكتساب المهارات األساسية: يسعى أي نظام تربوي من خالل مناهجه التربوية وآلياته المستعملة في النطاق المدرسي من أجل تزويد المتعلمين بالقدرة على القيام بمجموعة من المهارات التي تعينهم في مزاولة األنشطة المختلفة للحيا ,.داخل المدرسة وخارجها حسب المرحلة العمرية والقدرات العقلية التي يتمتعون بها ,إلى جانب الجوانب المعرفية التي يحصلون عليها. فقد حددت منظمة األمم المتحدة للتربية والتعليم (اليونيسكو) جملة من األهداف يسعى النظام التربوي لتحقيقها ليتمكن األفراد من أداء وظائفهم على أكمل وجه .لكي يكون األفراد قادرين على القيام بالوظائف المطلوبة منهم في المجتمع البد من إدخال تحسينات على نوعية تعليمهم من حين آلخر .فالنظام التربوي يسعى من خالل التربية لتحقيق جملة من األهداف تتمحور حول عدة محاور أهمها (التعليم للمعرفة ,التعليم للعمل ,تعلم لتكون, التعليم للتكيف البيئي). كما يساهم ويساعد في توجيه المتعلمين Fمع مراعاة التالؤم بين كل مرحلة عمرية والمناهج المعدة لها .بما يتوافق مع النضج الجسمي والعقلي واالجتماعي يتم ذلك عن طريق معرفة معدل نمو األطفال في الجوانب المختلفة .وتوجيههم نحو المهنة أو الدراسة المالئمة لمستوى هذا النضج حتى ال يواجه هذا المتعلم إحباطات نتيجة فشله في أداء عمله أو في عدم النجاح في الدراسة .إذا كانت غير مالئمة لنموه الجسمي أو العقلي ,أو ال تتفق وميوله واتجاهاته. 3ــ تطوير نوعية التعليم والتعلم: يسعى النظام التربوي إلى تحسين جودة التعليم من خالل جملة من اإلجراءات المتبعة تتعلق بالمناهج الدراسية .وتفعيل العمل التربوي من خالل التجديدات واإلصالحات التي تحدث من حين آلخر ,وتحسين نوعية التعليم وتطويره باإلفادة من مستخدمات العلم والتكنولوجيا. فهناك أهداف وطنية وأخرى دولية حيث تتمثل األولى في تنمية شخصية األطفال والمواطنين وإ عدادهم للعمل والحياة .وإ كسابهم للمعارف العامة العلمية والتكنولوجية التي تمكنهم من اإلستجابة للتطلعات الشعبية التواقة إلى العدالة والتقدم وحق المواطن في التربية واالعداد للحياة .أما الثانية (الدولية) تتمثل في منح التربية التي تساعد على التفاهم والتعاون بين الشعوب وصيانة السالم في العالم على أساس إحترام سيادة األمم .وتلقين مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين والشعوب وإ عدادهم لمكافحة كل شكل من أشكال التفرقة والتعصب والتمييز .وتنمية تربية تتجاوب حقوق اإلنسان وحرياته األساسية. وظائف النظام التربوي ألي نظام تربوي أهمية بالغة في حياة األمم نظراً للمهام والمطالب التي يعمل على تجسيدها ميدانياً .وتتجلى هذه األهمية في ما يلي: )1 يرتبط إستمرار المجتمع من خالل المحافظة على سماته المميزة لثقافته المحلية وتفاعله مع الثقافات الوافدة دون إنحالله فيها .ومن هنا يلعب النظام التربوي دوراً بارزاً في تحقيق أهداف المجتمع في النمو واإلستمرارية مع المحافظة على الذات .فهو يعمل على تزويد الفرد والمجتمع باألسس الثقافية واإلجتماعية التي تتيح له عملية التفاعل والتكيف دون فقدان معالم الشخصية المحلية. )2 النظام التربوي ضروري لتنظيم الحياة اإلجتماعية والمساهمة في مجابهة متطلبات الفرد والمجتمع في االستقرار واألمن ومحاربة المشكالت اإلجتماعية في مهدها قبل أن تستفحل .فبالتربية يمكن محاصرة الكثير من المعضالت اإلجتماعية وهي في محيط المدرسة قبل أن تقفز إلى خارج المحيط المدرسي لتنخر أسس وقواعد المجتمع. )3 تتجلى أهمية النظام التربوي في تلبية متطلبات المجتمع في النمو إقتصادياً .فلقد شهد منتصف القرن الماضي وبداية القرن الحالي إهتماماً متزايداً بأهمية التربية في توفير اليد العاملة المدربة .والمؤهلة للقيام باألعمال المختلفة بدقة متناهية مضافاً إليها التكنولوجيا الحديثة والرقمية .وما أنجر عنها من ضرورة أن يكون الفرد على قدر مقبول من التحصيل العلمي حتى يستطيع مسايرة التطور الحاصل في نظم المعلوماتية الحديثة. )4 يعمل النظام التربوي على تنمية شخصية األطفال والمواطنين وإ عدادهم للعمل والحياة وكسب المعارف العامة العلمية والتكنولوجية . )5 يستجيب نظام التربية إلى تطلعات الشعب او المجتمع إلى العدالة والقيم كذلك تنشئة األجيال على حب الوطن. )6 تدريب وتلقين النشء على مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين Fوالشعوب وإ عدادهم لمكافحة كل شكل من أشكال التفرقة والتمييز .ومنح تربية تساعد على إنماء روح التفاهم والتعاون بين الشعوب وصيانة ونشر السالم في العالم على أساس احترام سيادة األمم. )7 إن التربية والتعليم لم يعد ينظر إليهما كنوع من الخدمة التي تقدم للناس بمعزل عن العملية اإلقتصادية .وإ نما أصبح ينظر إليهما استثمار أساسي وأنهما مع النشاط اإلقتصادي ,وجهان لشيء واحد يراد بهما النهوض بمستوى حياة الفرد والمجتمع. المصادر: عبد اللطيف الغاربي وآخرون ( )1994معجم علوم التربية ومصطلحاتها. -1
الخوالدة ،محمد محمود ( )2003مقدمة في التربيةـ ,دار المسيرة ,عمان.