Professional Documents
Culture Documents
الحياة المدرسية:
البد من طرح األسئلة التي تقرب مفهوم الحياةـ المدرسية ،حتى نستطيع اإلحاطة بمكوناتها ،وتقريبها على ذهنية
المهتم والمتتبع للشأن التعليمي التعلمي ؟ التعريف ينقسم بين عالقة الحياة المدرسية بالمدرسة.كمجال ذو خصوصية معينة؟ وعالقة الحياةـ
المدرسية بالمتعلم ،من خالل تفاعالته السيكولوجية والسويولوجية ،وكذا المعرفية ؟
تعتبر الحياة المدرسية وحدة وظيفية ،والتي تدخل فيها مكونات العمل المدرسي ،الذي ينبغي التحكم فيها تحكما
دقيقا .
الحياة المدرسية ،انطالقا من الخصوصية التي يتسم بها المتعلم هي في حقيقة األمر حياة اعتيادية للمتعلم داخل
فضاء المدرسة ،ما يعيشه المتعلم خارج المدرسة يجب أن يوجد داخل المدرسة .
كخالصة أولى الحياة المدرسية مجموعة من األساليب ،ومجموعة من اللحظات ،ومجموعة من الفترات الممتعة
التي تجعل المتعلم يشعر بكرامة ،وارتياح .فإذا كان القسم فضاء يمكن للمتعلم أن يتفاعل داخله مع مجموعة األنشطة
المتنوعة التي يتدرب عليها ،وينخرط فيها كما أنه يبنيها في احسن األحوال .إذا فالمدرسة تؤشر له على امتالك كفايات
متنوعة تختلف بين االساسية والنوعية ،والمستعرضة كمكتسبات .
أمام هذا الكم ،والزخم ،بل والتعدد في األدوار والمهام ،نجد دورا مهما لوسيط بشري يتدخل ضمن ادوار
متعددة ،كموجه ،وميسر ،ومساعد .إنه أستاذ القسم ،ومدير المدرسة ،ومشرفها .
من هؤالء المتدخلون في الحياة المدرسية ،وما هي أدوارهم ؟
)1( االستاذ : هومتدخل في الحياة المدرسية يتقمص دورا ،ويؤدي رسالة تلقى تكوينا عليها .إذا كان مفهوم االستاذ
يتدرج بين المفهوم الكالسيكي كونه مصدرا للمعرفة والتعلم ،بمفهومه الموسوعي ،فالدور اآلن اصبح غير ذلك بفعل
التحول الذي تعرفه المنظومة التربوية العالمية ،والمغربية بشكل خاص غداة االنفتاح على المقاربات الحديثة ،والتي
جعلته منشطا ،وميسرا ووسيطا .وسيطا بين ماذا ؟ووسيطا لمن؟ إنه مخطط ومبرمج للعملية التعليمية التعلية ،باعتماد
النشاط كآلية للعمل على توفيرها في وضعية تعلمية .مع اعتماد التنشيط كإستراتيجية لجعل المتعلم يستفيد من
النشاط .ومن خالل تقويم لتعلماته،وفي جو يشعر من خالله ،وهو يحيا حياة مدرسية تذكي رغبته في التعلم بكرامة ،إقامة
لعالقة تقاطعية تشاركية تنظم المسار التعلمي لمجموعة من االنشطة .ومن العناصر المتدخلة في الحياة المدرسية هناك
المدير .
)2( المدير : المدير تدرج وتحول دوره القديم الذي كان ذو طبيعة سلطوية تصدر األوامر ،وتوقع الجزاءات إلى دور
أكثر جاذبية يتجدد بين خصوصية المهمة التي أصبحت تدبير شأن إداري وتربوي ،من هنا نطرح السؤال الجوهري كيف
يدير المدير الحياة المدرسية وفق المقاربة الجديدة ؟ فهو يرصد الظواهر التي تلبي حاجات المتعلمين ،ويحولها إلى
وضعيات ،انطالقا من اهداف واستراتيجيات تم تحويلها إلى مشاريع تناقشها في إطار التشارك ،مع الهيئات
العاملة ،وبمشاركة متدخلين وشركاء ،وبمساعدة مجالس األساتذة ومجلس التدبير ...إلخ
كما انه يدبر أنشطة الحياة المدرسية من موقع الواصف والمدقق ،بمعية جميع المتدخلين ،لبناء حياة مدرسية ناجعة.
)3( المفتش: عفا الزمن عن دركية المفتشين ،وعن العالقة الفوقية ،وأصبح المفتش مصاحبا تربويا ،وأضحى رجل
المهام الصعبة يدلل الصعاب ،ويعمل وفق مرجعيات مضبوطة مواكبة للمستجدات ،ومنفتحة على روح المرجعيات
الرسمية ( الميثاق الوطن للتربية والتكوين ،الكتاب األبيض ...إلخ)فهو المقوم والمؤطرالمتعلم والمساعد لجميع
الممارسات التربوية ،خبيرا لرفع مستوى الجودة إجرائيا .وهذه العالقة المتعاونة واإليجابية تنعكس على السير العادي
للعملية التعليمية التعلمية وعلى المتعلم محور العملية .وأصبح العذر للمفتش في الغياب عن الحياة المدرسية ألنه يساهم
في تقويم التنشيط ،ويدعم ويعزز مراحله ووضعياته بمشاركة هيأة التدريس.
)4( التكوين األساس والمستمر: بمرجعية اإلصالح الذي تعرفه منظومتنا التربوية ،أصبح لزاما علينا ونحن نشهد
فترة التقويم ،واجراة الخطة االستعجالية التي تعد بحق بوابة لتدارك مواطن التعثر ومنها تقوية المكونات األساسية
للنهوض بالحياة المدرسية شكال ومضمونا .وهي بمثابة لوحة القيادة تبوء المدرسة مكانة مرموقة كمؤسسة اجتماعية
لها من القوة والتشريعية والتربوية ما يؤثر في مخرجاتها .فالمذكرة 42بتاريخ 8غشت 1992تحث على تسريع ظروف
مأسسة الحياة المدرسية :حيث ألحت على الحق لكل مدرسة في تكوين فريق تربوي يتآلف من ممثلين عن كل
مستوى ،أوكل مادة من كل مواد الشعب .كل مقاطعة تفتيش تكون فريقا تربويا للمقاطعة ،وللنيابة يتكون من
مفتشين ،وكذلك على صعيد األكاديمية الجهوية ،وذلك بغية حصر التعثرات ،و رسم االستراتيجيات الساعفة لتعلم
المتعلمين وتنشيط الحياة المدرسة .
)5( الجمعيات المتدخلة : مثل الجمعية الرياضية ،جمعية اآلباء ،جمعية تنمية التعاون المدرسي كلها مدعوة
الحتضان المتعلمين ،من خالل أنشطة تسطر من خاللها برامج سنوية وضمن إطار تشاركي بقوة المرجعيات التربوية .
على الجمعية الرياضية أن تهتم بنشر وتكوين تعلمات حركية إجرائية ،ونظرية تعاضدها حتى تكتمل الصورة الرياضية
الحقة لدى المتعلم .جمعية تنمية التعاون حلقة أساسية ضمن سلسلة المتدخلين حيث ينبغي أن تعتمد الميزانية مبدأ
البداية في شتنبر واالنتهاء في يونيه ،ملتزمة يصرف كل االعتمادات على المتعلمين بكيفية نزيهة تطبعها الحكامة الجيدة
التي ينبغي التفكير الجدي.فيها ضمانا لمصلحة المتعلم وصونا لحقوقه .حيث يبقى المتعلم المتدخل األول واألخير .كما أن
الرهان الذي تراهن عليه المدرسة يجعل المتعلم :
-قادرا في نماء مجتمعه .
-قادرا على التمييز بين ما له ،وما عليه .
-قادرا على ممارسة الديمقراطية .
فمن المفروض أن نشرك المتعلم في القرارات المتخذة ،وفي ذلك تحقيق لذاته وبناء لها ،بشكل يجعله يستشعر
المسؤولية ويعرف انه ملزم بتطوير مواقفها .
ففي إشارة للدور الجماعي للمتدخلين البد من التذكير بمايلي:
-كل ممارسة الوظيفة لها فهي ممارسة ملغاة .
-كل نشاط الينعكس بشكل إيجابي على المسار التعليمي والتكويني يلغي .
بعد هذا يمكن ان نتسائل هل للمتعلم الحق في ان يصبح شريكا ؟
هل له الحق في مناقشة أسلوب التعلم والكم التعليمي ؟
هل له الحق في اتخاذ القرارات المعينة مع توفير شروط ذلك ؟
نعم فالمتعلم له الحق في مناقشة قضايا المدرسة ترسيخا لثقافة التشارك .
فالمتعلم يستبطن األساليب التي تجعله يعتز بمؤسسته ،حينما يعالج مشاكل طارئة بين أصدقائه ،وفي مؤسسة النادي
الديمقراطي ،أو نادي القراءة ،او داخل مجلس التدبير ....يقتنع بكون الحياة المدرسية تتطلب تخطيطا ،وبرنامجا (حل
المشاكل بطرق وصفية تتم من خاللها معالجة القضايا ،والبحث عن الحلول .
قد يمكن ان يقول لي ان هذا حلم ،وان الواقع به من اإلكراهات ما يستحيل معه توفير مثل هذه القيم النبيلة .والمستحيلة
ألقول ( :من االحالم تولد األفكار الجميلة ،وبالرغبة نصل إلى المبتغى ).
تبقى اآلفاق المستقبلية رهينة ضمن التصورات الجميلة بالمشاركة الفعلية في الحياة المدرسية ألنه مضى علينا
زمن كانت الوزارة الوصية تساهم في الحياة المدرسية بشكل الزم لها ،لكن الدور تحول اآلن بفعل التحول االجتماعي
واالقتصادي ،داخل الوطن وخارجه ،والتحديات العالمية لم تعد تترك لنا الوقت في التخلف عن مسار
المشاركة ،وأصبحت المسؤولية جماعية بعدما كانت فردية .
فالدور الذي أضحت المدرس ملتزمة بتنفيذه ،اليبعد عن إعادة النظر في أساليب العمل ،لكي نجعل من المتعلم عنصرا
قادرا على اإلسهام في تنمية مجتمعه وعصره ،داخل اعتبار :أنه يتحتم عليه التمتع بالحاجيات األساسية مادية
ومعنوية ،وان تنظم له تعلمات بما يعيشه في مجتمعه فهذا يعرض علينا أن نقوم بقراءة مضبوطة بما نقوم به داخل
المجاالت التالية :
-البرنامج الموحد المنبثق من الوثيقة اإلطار الكتاب األبيض .
-المحتويات ،مايو جد في الكتب المدرسية .
-البرنامج ،وهي الخطوط العريضة التي تفعل الكفايات .
-المحتويات المتغيرة والمناسبة لكون البرنامج ثابت ،والمحتويات متغيرة وتبقى الحياة المدرسية متواجدة وحاضرة في
المحتويات .ألن المحتويات هي التي تساعد المتعلم على إدماج تعلماته وتنظيمها ،قصد توظيفها في مجتمعه .
وزبدة القول ،الحياة مدرسية بدون برنامج وبدون زمن ،وبدون وسيط وبدون تعبئة اجتماعية ،ومشاركة
الجميع .البد من مفهوم جديد للحياة المدرسية من خالل استنتاج مايلي :
-الحياة المدرسية جزء من الحياة العامة .
-الحياة المدرسية مجال للتكيف مع التحوالت
-الحياة المدرسية تعمق الوظيفة االجتماعية للمدرسة .
-الحياة االجتماعية تشاركية الانعزالية مفردة .
-ترسخ التعلمات ،وتساهم في نجاح المخرجات .
-تسهم في كسب الرهانات باختالف مجاالتها ،وتدبر العملية التعليمية التعلمية ،ولعمري هي رهانات مستقبلية لطالما
تتوق غلها المدرسة المغربية ليس كحلم نلكن كواقع نشهد بدايته ،ونتمنى ان نحضر تطوره الذي اليمكن ان يكون بعيدا
عن إرادة المدرسة المغربية .