Professional Documents
Culture Documents
التعلم
التعليم
شروط حدوث التعلم
المفهوم
التعلم الذاتي
التعليم والتدريس
ج -تعريف سيرورة التعلم
أنماط التعليم
التمثالت
المفهوم
مكونات التمثالت
مرجعيات التمثالت
د -التعامل مع التمثالت
مقدمة
يعتمد مستقبل البلدان بشكل كبير على تعليم أجيالها القادمة ،حيث يساهم
التعليم في تحديد جميع األمور التي يجب على األمة القيام بها من أجل زيادة قوة
بلدها وتقدمه ،كما أنه ال يمكن ألي بلد إيجاد قوة عاملة منتجة ،وأفراد مثمرين
يساعدون في تقدمه إال من خالل التعليم ،لذلك البد لهذه البلدان من تحسين
وتطوير مواردها التعليمية ،وتوفير فرص تعليمية كافية لجميع أبناء األمة من
أجل تحقيق التقدم والنجاح .مما يجعلنا نتساءل عن مفهوم التعليم؟ وهل يمكن
إسناده لمفهوم التعلم الذي نتداوله بصفة مستمرة في حياتنا اليومية ؟ سنتطرق
لكل هذه اإلشكاليات في موضوعنا هذا.
مفهوم التعلم
هو س لوك شخص ي يق وم ب ه الف رد لكس ب المعلوم ات والخ برات
والمعرفة ،فيستطيع من خاللها أداء عمل ما ،فالمتعّلم هنا هدفه هو
الّتعُلم وذل ك عن طري ق البحث عن األدوات المناس بة اّل تي تحق ق
المعلوم ات من خالل الم دارس ،والمعاه د ،والكتب ،واإلن ترنت،
والّتداريب وغيرها من األدوات الّتعليمية.
" عملي ة نفس ية يتم فيه ا التفاع ل بين المتعلم والم ادة التعليمي ة بحيث
يؤدى إلى تغيرات سلوكية ".
عناصر العملية التعليمية
توجد مكونات أساسية للعملية التعليمية وقد تتغير من مجتمع آلخر وفقًا لمتطلباته ولما يحتاجه
لتحسين إنجاز الطالب ،وهذه العناصر هي:
المعلم
المتعلم المادة
عناصر العملية التعليمية
03 المعلم
20
المنهاج أو المحتوى التعليمي
01
المتعلم
يتبع لنظرية الجشطلت ،مؤسس نظرية الجشطلت هو ماكس فرتهيمر .ثم انضم له بعد
ذلك كل من كوهلر وكيرت كوفكا .،تهتم نظرية الجشطلت بحل المشكالت واإلدراك والشخصية
.
التعلم عندهم عملية انتقال من موقف غامض ال معنى له إلى موقف غاية في الوضوح ،من
خالل عمليات الفهم واالستبصار واإلدراك .قضيتهم األساسية هي االهتمام بالكل الذي يسمو
فوق مجرد مجموع األجزاء المكونة له .
التعلم بالتكرار (االشتراط الكالسيكي ):
تتبع للمدرسة السلوكية ،رائدها هو العالم الروسي إفان بيتروفيتش بافلوف ،إن جوهر اإلشراك الكالسيكي
ارتباط بين مثير شرطي و استجابة ما ،من خالل اقتران تقديم المثير الشرطي بتقديم المثير الغير الشرطي أي
الطبيعي ،أي أن التعلم عليه أن يكون عبارة عن سلسلة من العمليات التي نعمل من خاللها على إكساب المتعلم
سلوكات جديدة من أهمها:
أن تبدأ درسك وفق قانون االستثارة .
أن يكون درسك قلبا وقالبا مستجيبا لقانون اإلثارة.
أن تدعم استجابات المتعلمين مستوفيا شرط قانون التعزيز.
أن تكرر على مسامعهم محترما قانون التكرار .
أن تدربهم على السلوك المرغوب فيه مستجيبا لقانون التمرين.
أن تساعدهم على تعميم تعلمانهم على مواقف أخرى مطبقا لقانون التعميم
-التعلم االجتماعي :
تهتم بالسلوك االجتماعي و تتبع للمدرسة المعرفية ،رائدها باندورا والذي يقر بنظرية التعلم بالقدوة
:أو النموذج ومن خصائصها
يميل إلى التعميم بمعنى أنه يمكن أن يظهر في مواقف مشابهة
يميل إلى الثبات
وهو ناتج بين الفرد والبيئة االجتماعية
يتم تعزيزه أو عقابه من خالل الناس
يمثل فئة من االستجابات وليس استجابة واحدة
عوامل التعلم أو شروطه
- -الدافعية
موضوع
التعلم
-الخبرة -النضج
والتدريب -االستعداد النفسي
والجسمي
-1النضج:
يقصد بالنضج توفر القدرات الطبيعية العقلية أو الجسمية أو االنفعالية الالزمة لحدوث التعليم .
مثال على النضج الجسمي :
الطفل قبل سن السادسة يصعب تعليمه الكتابة وقد يجهد بعض اآلباء أنفسهم في هذا المجال
ويحاولون إرغام أطفالهم على تعلم الكتابة ومن المعروف أن عضالت األصابع التي تمكن الطفل
من اإلمساك بالقلم والتحكم في رسم الحروف تنضج فيما بين الخامسة والسابعة وهو ما يعني
عدم إرغام الطفل الكتابة وإذا ما تبين عدم قدرته على ذلك .
مثال على النضج العقلي:
بينت الدراسات حول مراحل النمو العقلي أن األطفال يمكنهم تعلم موضوعات محددة في أعمار
محددة .ال يمكن أن تقول لطفل في الصف الثاني االبتدائي أن األرض كروية وأنها تدور حول
الشمس ،ألنه يعيش مرحلة عقلية تجعله ال يدرك إال ما يحسه بحواسه .ومن ثم فمن الصعوبة
عليه إدراك أو تخيل مثل هذه المعلومات لذا يجب أن يستفيد المعلم من هذه الحقيقة ويتعرف
على قدرات تالميذه الجسمية والعقلية حتى ال يضيع وقته عبًثا في محاولة تعليمهم أشياء ال
تؤهلهم مرحلتهم العمرية لتعلمها .كما يجب أن يعلم المعلم أن إجبار التلميذ على التعلم قبل
وصوله لمرحلة النضج الالزمة قد يؤدي إلى مشكالت نفسية أو جسمية كما يؤدي إلى نفور
التلميذ من المدرسة.
)2الدافعية
يقصد بالدافعية وجود مثير أو دافع أو حافز أو غرض للتعلم لدى المتعلم .قبل ظهور المدارس
كان التعلم يتم بصورة تلقائية لدى كل طفل وذلك إلشباع حاجاته األساسية فهو يتعلم األكل ليشبع
حاجته إلى الطعام ويتعلم السباحة حتى ال يغرق عند اشتغاله بالصيد ومع تقدم سبل الحياة فإن
هذه الدوافع التقليدية تضاءلت أهميتها وأصبح على المدرسة أن تبحث عن دوافع جديدة لحث
التالميذ على التعلم حيث نجد كثيرا من أبنائنا في الوقت الراهن يقولون :لماذا نتعلم ؟ ولماذا
نذهب إلى المدرسة؟ ويقودنا ذلك إلى أن نؤكد أن الدافعية للتعلم والتحصيل مسئولية مشتركة بين
المدرسة والمنزل .ولعلنا نفهم من ذلك أن الدافعية قد تأخذ أشكاال متنوعة يمكن توضيحها فيما
يلي:
أ -الثواب والعقاب:
وهو مبدأ يكون الثواب في صورة مادية أو في صورة معنوية وينطبق الكالم على العقاب أو التوبيخ وغالبا ما
يستخدم المعلمون المدح كنموذج للثواب والذم كنموذج للعقاب وقد وجد أن اإلسراف في العقاب قد يؤدي إلى
الشعور بالنقص.
ب -النجاح والفشل:
يعتبر النجاح دافعا قويا للتعلم لدى التالميذ وال يقصد بالنجاح النجاح بمفهومه الضيق في اإلجابة عن أسئلة المعلم،
أو النجاح في الظهور بمظهر جيد في الفصل أو النجاح في الحياة بصفة عامة .ويمكن االستفادة من الفشل في
شحذ الهمم.
ج -األهداف التعليمية:
يرى كثير من التربويين أن تعريف التالميذ بأهداف الدروس وإعالنها مهم عن طريق كتابتها على السبورة أو
تقديمها لهم مكتوبة على أوراق في بداية كل درس ويمثل حافزا قويا للتالميذ على مواصلة العمل من أجل تحقيق
هذه األهداف المعلنة لهم.
) 3االستعداد النفسي والجسدي
ويتمثل االستعداد الجسدي في تمتع التلميذ بصحة جيدة تمكنه من استثمار اليوم الدراسي
بحيوية وطاقة عالية .
أما بالنسبة لالستعداد النفسي فهو كل الوظائف التي تكسب التلميذ الرغبة والحماس
لدخول المدرسة واالندماج الفعلي مع أنشطتها وبرنامجها األكاديمي السلوكي االجتماعي
ويعتبر االستعداد النفسي والجسدي وجهان لعملة واحدة فاإلجراءات المتخذة لتعزيز
االستعداد البدني االيجابي ينعكس في الصحة النفسية لتلميذ .
)4موضوع التعلم
ويتعلق األمر هنا بطبيعة المادة المدرسة والتي تعتبر الركيزة األساس في العملية التعليمية التعلمية
)5الممارسة والتدريب
يقصد بها النشاط الذي يقوم به المتعلم لتحقيق التعلم أو لظهور المخرجات السلوكية المعبرة عن حدوث
التعلم فالتلميذ ال يستطيع أن يتعلم الطرح عندما يستمع إلى شرح المعلم ولكنه البد وان يجري بنفسه عدة
عمليات معتمدا على فهمه للمعلم وباستمرار ممارسة التلميذ لحل مسائل الطرح ويكتسب مهارة في هذا
المجال.
ب) التعلم الذاتي
من المفاهيم المرتبطة بالتعلم ،مصطلح التعلم الذاتي بوصفه نمطا من أنماط التعلم،
على نحو وظف فيه مهارات المتعلم ،وتستثمر فيه حاجاته واستعداداته ،وبشكل
يراعي الفروق الفردية لكلُ ت متعلم ،فال ينظر إلى المتعلمين على أنهم مجموعة
متجانسيه ،بل أفرادا بخصائص مستقلة ،لذلك يصير تطوير المتعلم سلوكا ومعرفة
ووجدانا ،أكثر فاعلية ونجاعة .ألنه يتقن مهارات التعلم وآلياته ،ويسير وفق
استراتيجيات واضحة ومتقنة .فيتحقق التعلم في كل األوقات ،داخل المؤسسة أو
خارجها.
أهمية التعلم الذاتي
يراعي التعلم الذاتي خصوصية المتعلم ،بشكل يؤسس لتعلم فردي لذلك فهو يحقق جملة
أهداف ،منها:
-يقدم تعلما يتالءم وقدرات المتعلم واستعداداته وميوالته.
-يعتمد على فاعلية المتعلم وانخراطه في األنشطة التعلمية.
-يعنى التعلم الذاتي بتطوير القدرات والمهارات والقيم ،فضاال عن صقل المعارف بشكل
متوازن.
-ينطلق التعلم الذاتي من وضعيات حياتية يكون فيها المتعلم طرفا مباشرا ومنخرطا.
-يكرس التعلم الذاتي نزوعا نحو اإلبداع وتطوير الشخصية.
ج) تعريف سيرورة التعلم
يشيرمفهوم سيرورة التعلم إلى ،العمليات التي تكتسب عبرها سلسلة من المعارف
والمهارات في سياق جملة من التجارب السابقة .و يمكن لهذه السيرورة أن تحدث داخل
البيئة التعليمية(تعلما) أو خارجها (اكتسابا) ،وسيرورة التعلم في عموها عبارة عن
عمليات داخلية يستوعب من خاللها المتعلم مفاهيم معينة ،وينفذها ويقومها.
لذلك فإن سيرورة التعلم تتخذ من المدارس والمؤسسات التعليمية بيئة لها ،وتعتمد على
التفاعل القائم بين المدرس والمتعلم ،وتشترط وضوح المهمة المطلوبة.
مراحل سيرورة التعلم
مرحلة الترسيخ :إذا كانت مرحلة االكتساب تهدف فهم موضوع التعلم من خالل بناء تمثالت ذهنية .فإن هذه العملية
تهدف إلى بناء أثر لتلك التمثالت على مستوى الذاكرة الطويلة األمد ،على أن تربط المعارف والمهارات التي
سيحتفظ بها المتعلم بالمكتسبات السابقة ،في شكل شبكات ذات معنى .وفق نظام للتشفير يتيح تخزينها ،واستدعاءها
متى دعت الضرورة إلى ذلك.
مرحلة التحويل :يعد مبدأ التحويل من صميم الفعل التعليمي التعلمي ،ألن غاية التدريس هو توجيه المتعلمين نحو نقل
تعلماتهم من مهمة إلى أخرى ،ومن فضاء المدرسة إلى فضاءات المنزل والعمل .وبشكل يتيح فهم تجارب التعلم التي
تؤدي إلى هذا التحويل ،الذي يظهر في القدرة على استخدام ما تعلمه في سياق بسيط ضمن سياق أكثر تعقيدا في شكل
تحويل عمودي ،أو لتعميم تعلماته ضمن سياقات جديدة وفق تحويل أفقي.
التعليم
التعليم :عملية يقوم بها المدرس بهدف اكساب التلميذ معرفة او مهارة ،ويعرف ايضا بانه برمجة المعلومات
وتنسيقها ليستقبلها الشخص عبر حواسه ،وتخيلها وتفسيرها ووضعها في فئات ،ومن تم تخزينها في الذاكرة على
المدى البعيد ليتمكن من استرجاعها عند الحاجة .فاذا كان التعلم مرتبطا الى حد كبير بالخلفية النظرية التي تؤطره
فإن التعليم تؤطره ايضا تلك الخلفية التي ينتمي اليها الن طبيعة تصرفات االستاذ وافعاله ،وحدود تدخالته تترجم
مرجعية هذا االستاذ.
ويعرف الدريج التعليم بانه ":نشاط تواصلي يهدف إلى إثارة التعلم وتحفيزه وتسهيل حصوله .انه مجموعة االفعال
التواصلية والقرارات التي يتم اللجوء إليها ،بشكل قصدي ومنظم ؛اي يتم استغاللها وتوظيفها بكيفية مقصودة من
طرف شخص او مجموعة من األشخاص الذي يتدخل كوسيط في إطار موقف تعليمي تربوي .
تقوم خطة التعليم على جملة من المحطات التي ينبغي مراعاتها النجاح عملية التعليم ،وهي
• -تخطيط اهداف الدرس
• -اختيار المحتويات وتنظيمها .
• -اختيار الطرق والوسائل وادماجها
• -تنظيم عمليات التقويم وبناء ادواتها .
• -اجراء الدعم والتقوية للمتعلمين المتعثرين .
في عالقة التعليم و التعلم بالمرجعية التي تؤطرهما ،فانه يمكن بيان عالقة المفهومين بمرجعياتهما النظرية ،من
خالل المقارنة بين المقاربتين كما يلي :
يرتبط التعلم بثنائية ؛مثير ،استجابة افعال وتصرفات يقوم بها االستاذ المقاربة باالهداف ( النظرية
ويسعى الى تعديل سلوك قابل تتيح الترابط المؤسس على ثنائية: السلوكية) .
للمالحظة والقياس . مثير ،استجابة .
المقاربة بالكفايات (البنائية والسوسيو توفير بيئة للتعلم تتيح تطوير امكانات يسير التعلم وفق مسار ينطلق من
المتعلم بناء على استعدادات المتعلم تمثالت المتعلمين ،لبناء تعلمات بنائية )
جديدة ،مع تعبئة موارد مختلفة وقدراته وحاجاته .
(معارف ،مهارات ،قيم) .لحل
وضعيات مرتبطة بالواقع .
التعليم والتدريس
يراد بالتدريس :ذلك النشاط المتواصل الذي يهدف إلى إثارة التعلم وتيسير تحقيقه ،على نحو
يتضمن القيام بجملة من اإلجراءات ،من قبيل تشكيل بيئة المتعلم بصورة تمكنه من تعلم سلوك
معين ضمن شروط خاصة بالمتعلم واخرى خاصة بالموقف التدريسي ،وتالثة خاصة باالستاذ
والمنهاج واساليب ووسائل التدريس
اما التعليم :يعتبر مجهودا شخصيا يهدف إلى مساعدة شخص اخر على التعلم من خالل إستثارة
المتعلم وتحفيز نشاطه الذهني وتهييء الظروف المناسبة التي تمكن المتعلم من بناء تعلماته
بشكل سليم
بناء على ذلك يمكن اعتبار التعليم اهم من التدريس ،ال يقتصر على المؤسسة المهيئة لذلك
فقط بل هو نشاط منفتح على األسرة والمجتمع وباقي المؤسسات.
أنماط التعليم
التعليم عن بعد:
يطلق على نظام التعليم الذي يكون فيه المتعلمين بعيدين عن مدرسهم لمعضم االوقات التي يدرسون فيها يسعى هذا
النمط الى ايصال الخدمة التعلمية إلى الفئات التي ال يتستطيع الوصول الى المؤسسات التعليمية و يوظف هدا النمط مقابل
التعليم الحضوري إلى جانب التعليم بالتناوب ( يجمع بينهما ) لهذا النوع من التعليم أهمية بالغة بحيث يعزز التعليم الذاتي
والتكوين الفردي ويشجع على البحث و التأطير
التعليم الجماعي:
يتاسس على بنيات مدرسية بكيفية توكل الى مدرس واحد نفس مسؤولية الشامل لمجموعة من المتعلمين ينتمون إلى نفس
القسم لهم نفس السن يسند له مهمة تدريس مجموعة من المواد .
التعليم الفردي :
تعليم يحول مركزية العملية التعليمية التعلمية من المادة المعرفية نحو المتعلم نفسه ،وعليه فإن هذا النمط يراعي ميوالت
المتعلمين و استعداداتهم ومهاراتهم ورغباتهم فهو نمط يراعي الفروقات الفردية بين المتعلمين داخل الفصل الواحد ،في
المقابل قل االعتماد على االستاذ .فهو مرشد للمتعلم ،وميسر للفعل التربوي .
التعليم العرضي:
هو تعليم غير مقصود ،يحدث نتيجة الخبرات الحياتية اليومية والتفاعل مع عوامل البيئة المحيطة عن طريق المالحظة
والمحاكاة ،مع امكانات تعزيز ذلك من قبل االخرين .ويحدث هذا النمط داخل األسرة نتيجة للتفاعل القائم بين األفراد .
التمثالت
تمثل التمثالت عنصرا رئيسا في بناء وضعيات التعليم والتعلم ،إال أن عددا كبيرا من
المدرسين ،ال يولون هذا الجانب األهمية والعناية االزمتين أثناء مناولة مفهوم من المفاهيم في
المدرسة االبتدائية.
وبما أن جميع المواد المدرسة تتم وفق مجموعة من األنشطة التي تستجيب لحاجيات
المتعلمين المعرفية والحسية الحركية ثم الوجدانية ،فإنه يستوجب أن تبنى التعلمات بكيفية
متينة ومحكمة ،وذلك عن طريق البناء المتدرج ،من خالل إدماج موارد جديدة على أنقاض
المكتسبات السابقة ،من أجل تعديلها وتصحيحها أو تطويرها ودعمها.
وسنحاول في عرضنا هذا إلى اإلحاطة بموضوع التمثالت من مختلف الجوانب.
مفهوم التمثالت
اقتبس مفهوم التمثل من مجال علم النفس و بالخصوص سيكولوجية التعلم و السوسيولوجيا ،و اكتسب
أهميته الكبيرة في العلوم انطالقا من تيارين متكاملين في مجال التعلم هما التيار البنائي و التيار البشالري
التمثالت في اللغة :هي التصورات
التمثالت في الديداكتيك :هو نتاج سيرورة نشاط عقلي يعمل الفرد أو الجماعة من خالله إعادة تشكيل
الواقع و تقديم معنى محدد له وهي استحضار ذهني ألشياء و مواضيع غائبة أو إكمال المعرفة اإلدراكية
ألشياء حاضرة أمامنا بالرجوع إلى أشياء غير حاضرة في تلك اللحظة يترجمها في شكل ملموس يمثل
درجة عالية من التصور كما جاء في تعريف بياجي .
يتعلق ا ألمر بكيفية امتالك المتعلم للمعرفة ،فالمتعلم ال ينتقل من االمعرفة الى المعرفة بل من تمثل إلى
تمثل آخر يكون أكثر تطورا و فعالية .
حصر العالم السوسيولوجي إيميل دوركهايم على أنه :تصورات اجتماعية تتأسس على شكل قيم و معايير
السلوك ،التذوق و القول ،حيث تتغير الحياة االجتماعية ،وتتشكل انطالقا من األوضاع ،المواقف و الميوالت
الثقافية ،التي تحكم رؤية المجتمع الى العالم ،كما تحكم أنماط تفكيره و أسلوب عيشه و المعايير المعتمدة فيه
حسب األولويات
أما Clementو Giordanفعرفاها على أنها معارف أولية مكتسبة خارج إطار العلوم المختصة ،
و بالتالي فهي عبارة عن معلومات عامة ،استوعبها الفرد في محيطه السوسيوثقافي قد تفتقر على المستوى
العام لسند علمي يعطيها مصداقيتها و شرعيتها كمعرفة مقبولة .
في حين اعتبر باشالر التمثل عائقا بيداغوجيا يمنع المتعلم من امتالك العلوم الموضوعية .
وعليه فالتمثالت هي معارف ،موارد مفاهيم أولية ،تصورات سابقة أو أحكام مسبقة يمتلكها الشخص
أو كنشاط ذهني يتشكل لدى الطفل من خالل احتكاكه بمحيطة السوسيوثقافي العام و تجاربه التي عاشها
أو خضع لها ،و هو نمط تفسيري يستحضره لفك رموز الواقع لمواجهة الوضعيات المشكلة .
تتفق التعاريف على أن التمثالت تلك المنظومة المعرفية التي تسمح للفرد بتفسير
الظواهر و مواجهة المشاكل ،و نعني بالتمثالت هنا الكيفية التي يوظف بها الفرد
معرفته السابقة لمواجهة مشكل معين في وضعية معينة و يمكن تصنيفها إلى:
• تمثالت صورية ( :المورفولوجيا ( تحيل الى الشكل ،الحجم ،البنية ،و تمثل
أشياء لم يسبق لنا إدراكها
• تمثالت مفهومية :مرتبطة باللغة و اللفظ
• تمثالت عملية :طريقة إنجاز تجربة ،تصور إقامة ،مواقع معينة ....
أصناف التمثالث
التعرف على األنساق التفسيرية التي يعتمدها المتعلم في بناء تصوراته ،
و هنا يعتبر بشالر ان المهم ليس اكتساب معلومات جديدة ولكن تقييم
المعلومات القديمة ،و تفكيك العوائق التي تعيق اكتساب المعرفة
الجديدة.
تهييء المتعلمين و إعدادهم لتطوير و تغيير تلك التمثالت األولية من
خالل مناقشتها ،و البحث عن معرفة أخرى للتصحيح و اإلغناء عن
طريق الصراع المعرفي .
استثمار المدرس لحوارات التالميذ المتنوعة ،ثم عقد مقارنة بين
المعرفة التي انطلقوا منها و المعرفة التي انتهوا إليها.
مكونات التمثالت تتكون التمثالت من عناصر مختلفة :
اإلطار المرجعي
الداللة شبكة المعاني العمليات العقلية لمشكلة ا
- 1البعد االجتماعي :يستوعب الفرد عناصر المحيط و يقيمها حسب نظام القيم و المعايير
االجتماعية التي يرثها عن مجموعته االصلية ،او حسب االيديولوجيات التي يقرها المجتمع
- 2البعد الوجداني :مقاربة تستند الى المجال الوجداني من الشخصية في تفسير و تبرير بعض
مصادر التمثالت
-3البعد المرتبط بسيكولوجية النمو :تتمثل في عدم التمييز بين الذات و العالم الخارجي في
اقامة عالقة توافق بين معطيات خاصة بالنمو الفكري للطفل و التمثالت المتعلقة بمختلف
المفاهيم
- 4البعد االبستمولوجي :يرتبط بالمعرفة في حد ذاتها ،بحيث يمكن للفرد ان يعيد نفس
االخطاء التي ارتكبتها البشرية في تاريخ تطورها العلمي
من الصعب العثور على تعريف موحد للتمثالت ،لكن يمكن ان نستنتج من خالل
التعاريف السابقة ان :
التمثالت بنيات فكرية ،تشكل نموذجا تفسيريا و شبكة لتحليل و بناء المعرفة
- 2خالل الوضعية التعليمية التعلمية :و يمكن بلورة ذلك عبر أربع استراتيجيات هي :
• استراتيجية التشكيك في معرفة التالميذ و تمثالتهم .
• استراتيجية الحوارات المتعارضة التي تعني خلق عالقات أفقية و عمودية بين التالميذ .
للحصول على تمثالت مختلفة حول موضوع أو ظاهرة ما .
• استراتيجية وضعيات استكشاف التمثالت .
• استراتيجية المواجهة بين المعرفة المستهدفة و معرفة التالميذ .
-3بعد نهاية الدرس أو الوحدة التعليمية :باعتماد التقويم و التغذية الراجعة للتحقق
من تغير المفهوم .
: طرق التعامل مع التمثالت في الفصل الدراسي