Professional Documents
Culture Documents
أصبح مفهوم التعليمية يحتل مكانة بارزة في األدبيات التربوية خالل العقود األخيرة من القرن العشرين،
و أضحى لها دور متميز ضمن علوم التربية ،و لقد شهد تطورها التاريخي خطوات متسارعة بفضل
اهتمامات العلماء و الباحثين ،فبلغت درجات عليا من الضبط و التحديد لموضوعها و كذا المبادئ التي
ترتكز عليها و لقد توصلت الد ارسات التحليلية لمفهوم التعليمية إلى ارتباط عملية التعليم و التعلم ببعضها
البعض ارتباطا عضويا ضمن عالقة تفاعلية ،فهما عنصران متكامالن ل يقبل التجزئة ،ومن هنا أصبح
ينظر إلى التعليمية على أنها نظام من األحكام ترتبط مباشرة بالظواهر المتعلقة بعملية التعليم و التعلم ،و
تتمركز حول الفعل التعليمي و ارتباطه بالمحتويات و مفاهيمها المتعلقة بها أي التفاعل الموجود بين
النشاطين (التعليم/التعلمي) بمعنى تأثير كل مكون من مكونات العملية التعليمية في األخر لوجود عالقة
منطقية بينهما ولول وجود هذه العالقة بينهما لما حدث التفاعل.
-1مفهوم التعليمية:
أصل كلمة التعليمية ) ديداكتيك ( مشتق من الكلمة اإلغريقية Didactikosو تعني فلنتعلم ومن الفعل
Didaskeimالذي يعني التعليم ,وهي كلمة تستعمل عادة للدللة على التعليم.
و يقصد بها اصطالحا :كل ما يهدف إلى التثقيف و ماله عالقة بالتعليم.
عرفها محمد الدريج :الديداكتيك هي الدارسة العلمية لطرق التدريس و تقنياته و ألشكال تنظيم مواقف
التعليم التي يخضع لها المتعلم قصد بلوغ األهداف المنشودة سواء على المستوى العقلي )المعرفي( أو
النفعالي )الوجداني( أو الحس حركي )المهاري).
حيث اعتبر جون ديوي :أن التعليمية نظرية للتعلم وليست للتعليم حيث انحصرت وظيفة التعليمية في
تحليل نشاطات المتعلم.
كما تعرف التعليمية على أنها مادة تربوية موضوعها التركيب بين عناصر الوضعية البيداغوجية و
موضوعها األساسي هو دارسة شروط و إعداد الوضعيات أو المشكالت المقترحة على التالميذ قصد
تيسير تعلمهم ,كما تتضمن البحث في المسائل التي يطرحها تعليم المواد.
-3خصائص التعليمية:
-1االنتقال من منطق التعليم إلى منطق التعلم.
-2التعلم ليس عملية تكديس للمعارف بطريقة تراكمية بل إعادة بناء المعارف السابقة بعد إدخال
المعارف الجديدة.
-3األخذ بعين االعتبار تصورات المتعلمين وتجنيدها في اكتساب مفاهيم جديدة.
-4المعلم والمتعلم محوران أساسيان والمتعلم شريك في اتخاذ القرار.
تعمل التربية البدنية (الحركية) كباقي المواد األخرى على تنمية وبلورة شخصية الفرد ،من جميع
النواحي الحركية منها والنفسية واالجتماعية ،معتمدة في ذلك على النشاط الحركي الذي يميزها ،كدعامة
ثقافية واجتماعية ،فهي تمنح المتعلم رصيدا صحيا يضمن له توازنا سليما ،وتعايشا منسجما مع المحيط
الخارجي ،منبعه سلوكات فاضلة تمنحه فرصة االندماج الفعلي.
و رغم كل هذا فقد حكم عليها مسبقا في كثير من األحيان من خالل األنشطة الرياضية ،على أنها لعب
وترفيه أو استعادة للنشاط و الحيوية ،أو أنها مضيعة للوقت وال مجال حتى إلدراجها في النظام التربوي.
غير أن الدولة في السنوات األخيرة تفطنت لهذا وأعطتها عناية فائقة ،وذلك بإعادة النظر في كثير
من التعليمات سواء المتعلقة باإلعفاءات أو بالمنشآت والوسائل ،وكذا إدراجها في االمتحانات الرسمية
وآخرها إسنادها ألستاذ متخصص في مرحلة التعليم االبتدائي.
إن التعبير الحركي لدى طفل المرحلة االبتدائية ,بكل ما يتضمنه من تصرفات وسلوكات حركية عفوية,
وخاصة تلك التي تكتسي صبغة اللًعب من صميم حياته ,فهو يواكب نموه ويسعى من خالله إلى إثبات
ذاته وتأكيدها في المحيط الذي يعيش.
واألفضل أن يجد امتداده في إطار منظم ومهيكل ،تراعى فيه خصوصيته ومميزاته وحتى إمكاناته
البدنية والحركية .وهذا ما تضمه حصة التربية البدنية (الحركية) ،التي تبقى الفضاء األوفى للتعلمات في
صيغة اللعب شريطة أن يتناولها المعلم مع متعلميه في قالب تعليم /تعلم بعيدا عن التصور المبنى على
منطق التلقين والتدريب وما يتطلبه من مميزات وخصوصيات.
بينما الممارسة السليمة تجعل المعلم مرافقا ومرشدا ،محفزا ،مشوقا ،ساعيا إلى تحقيق األهداف
المنشودة باقتراح مجموعة حلول عبر مسالك متعددة ،يجد فيها كل متعلم مبتغاه ،ليصل إلى ما يصبو إليه.
والمنهاج هو تنظيم وتخطيط ألنشطة المتعلمين بطريقة منظمة مقصودة .سواء كانت هذه األنشطة داخل
المدرسة او كانت مرتبطة بجوانب تعليمية .وينطبق هذا التعريف على تنظيم األنشطة لوحدة تعليمية
األستـــــــاذ ســـــــــاعد يوســـــــف [تعليمية المادة -ابتدائي]
صغيرة في إطار إحدى المواد الدراسية .أو على األنشطة المتعددة المرتبطة بعدة مواد دراسية ،والتي
تستغرق عدة سنوات متتالية.
والمنهاج هو مجموع األنشطة و العمليات التي يقوم بها أطراف العملية التعليمية /التعلمية المستهدفة
إكساب المتعلمين أنواع المعرفة ومن ثم الدنو بهم نحو النمو الشامل الذي هو الهدف األسمى للتربية.
-6مفهوم الكفاءة:
تعني قدرة الفرد على استعمال المهارات و المعارف الشخصية ضمن وضعيات ) إشكاليات ( جديدة داخل
إطار معين.
يتضمن تنظيم العمل و تخطيطه و كذا االبتكار و القدرة على التكيف مع النشاطات غير العادية.
هي عبارة عن مكسب شامل يجعل المتعلم قاد ا ر على مواجهة مواقف صعبة فيجد الحلول المالئمة
للمشكالت التي تواجهه في الحياة.
و يمكن القول أن الكفاءة التي تعنينا في الحقل التربوي هي الكفاءة التي تجعل المتعلمين قادرين على
االستخدام الناجح لمجموعة مندمجة من القدرات و المعارف و المهارات و الخبرات و السلوكات لمواجهة
وضعية جديدة ) إشكالية ( غير مألوفة و التكيف معها بما يجعلهم يجدون لها الحلول المناسبة بسهولة و
يسر متغلبين على العوائق التي تعترض سبيلهم و كذا حل المشكالت المختلفة و انجاز المشاريع المتنوعة.
-7هيكلة المنهاج:
انطالقا من ملمح الدخول وخصائص ومواصفات المتعلم في هذه المرحلة ،من النواحي البدنية
والمعرفية والنفسية الحركية والوجدانية ،وما يراد تحقيقه لدى المتعلم كملمح للخروج في نهاية مرحلة
التعليم االبتدائي.
األستـــــــاذ ســـــــــاعد يوســـــــف [تعليمية المادة -ابتدائي]
-1صيغت كفاءة سميت بالكفاءة الشاملة والتي تمثل ملمح تخرج لكل سنة وتعد تتويجا لمرحلة التعليم
االبتدائي وهي نفسها ملمح تخرج السنة الخامسة ،وهي تعبر عن المكتسبات والسلوكات المراد تحقيقها
لدى المتعلمين.
-2صنفت احتياجات الطفل في هذه المرحلة ثالثة ميادين (ميدان الوضعيات والتنقالت ,ميدان الحركات
القاعدية ,وميدان الهيكلة والبناء).
-4صيغة لكل ميدان كفاءة سميت بالختامية واشتقت من الكفاءة الشاملة.
-3اشتقت من كل كفاءة ختامية مجموعة من مركبات الكفاءة مرتبطة باألنشطة البدنية (الحركية) التي
تمثل وتدل على مدى اكتسابها بعد إخضاعها لعملية التقويم.
-4تترجم هذه مركبات بعد إخضاعها للتقويم إلى أهداف يتناولها المتعلم خالل الحصص التعليمية.
هذا ما يوضحه المخطط التالي:
الكفاءة الشاملة
الكفاءة الختامية
تخضع للتقويم
مع مراعاة الموارد المعرفية المستهدفة لكل
ميدان وكذا المؤشرات
• من الناحية المنهجية:
-يتطلب إتاحة الفرصة لجميع المتعلمين واستغالل كل الفضاء المتوفر(الساحة ،الملعب ،األروقة .)...
-تنوع النشاطات ،وتفهرس إلى تمارين تتميز بحركات المشي ،الجري ،التسلق ،الرمي ،الوثب ،الدفع
والسحب ،وتكون ذات صبغة لعب مشوق
-ترتب حسب الجهد حيث يتبع كل لعبة شديدة الجهد بلعبة اقل جهدا.
-تعريف الوحدة التعليمية :هي التمفصل التعلمي الذي يتضمن مجموعة حصص قصد بلوغ الهدف
التعلمي.
• المنهجية المتبعة:
وفيه يتم ما يلي: •
-تحديد العناصر الخاضعة للتقويم انطالقا من مركبات الكفاءة المعنية.
أوال :التقويم التشخيصي (األولى)
-تحديد المحتوى ( اللعبة )....الذي يقوم عن طريقه التقويم.
-تحديد منهجية تطبيق المحتوى. (الوضعية المشكلة (أم))
-تحليل النتائج (استخالص النقائص وترتيبها حسب األولوية)
-انطالقا من الوحدة التعلمية ,يتم استخراج هدف الحصة. -بناء وحدة تعليمية (حصة):
-تحليل هدف الحصة ,وتحديد مبادئه األساسية.
-بعد إعداد وتحضير الحصة يتحول دور المعلم تنشيط القسم وتسيير
مراحل الدرس ميدانيا وهذا يستوجب تطبيق المبادئ التالية:
* التدخالت الشفوية :الشرح الموجز ,المبسط والمفهوم /تقديم التوجيهات رابعا :مبادئ متعلقة بالجزء الرئيسي
في الوقت المناسب /استعمال صوت مسموع وواضح.
-من المعلوم أن الجزء الرئيسي يتضمن تحقيق
* التدخالت العملية (الحركية): الهدف المسطر لذا فمساهمة المعلم كبيرة في هذه
المرحلة من حيث:
-استعمال حركات واضحة وصحيحة باليدين والجسم ,باألداة المستخدمة).
...........................-1
...........................-2
...........................-3
...........................-4
الحصيلة الجماعية
-2تقويم المتعلم :يتم تقويم المتعلمين من خالل وضعيات إدماجية مرتبطة بمركبات الكفاءة
المستهدفة ,بحيث تتم مالحظتهم أثناء الممارسة قصد تصنيفهم حسب مستويات تعبر عن مكتسباتهم.
-التحكم في التوازن.