‫جامعة األمرية نورة بهت عبد الرمحو‬

‫كلية علوم احلاسب واملعلومات‬

‫تعتبر مهنة التدرٌس من أشرف المهن التً ٌؤدٌها اإلنسان عامة والمعلم خاصة‪ ،‬إذ إن‬
‫العاملٌن فً هذا المٌدان ـ وهم المعلمون ـ ٌتركون آثارا واضحة على المجتمع كله‪،‬‬
‫ولٌس على أفراد منه فحسب كما هو الحال مع أصحاب المهن األخرى‪ ،‬كاألطباء‬
‫فالمعلم ٌدرس عشرات الطالب خالل الٌوم‬ ‫والمهندسٌن والمحامٌن والحرفٌٌن‪،‬‬
‫الواحد ‪ ،‬والفرق واضح بٌن مهنة الطبٌب ـ على سبٌل المثال ـ الذي ٌخص بعالجه‬
‫فردا واحدا من أفراد المجتمع‪ ،‬بل وٌعالج الجزء المعتل من بدنه وال ٌترك أثرا علمٌا‬
‫على مرٌضه كما ٌفعل المعلم الذي ٌؤثر تأثٌرا كبٌرا على عقول طالبه وشخصٌاتهم ‪،‬‬
‫وكٌفٌة نموها وتفتحها على حقائق الحٌاة ‪.‬‬
‫وتعد عملٌة التدرٌس والتعلم األساس واألسبق بٌن المهن األخرى ‪ ،‬فالطبٌب‬
‫والمهندس والمحامى والمحاسب والصٌدلً وغٌرهم البد وأن ٌمروا تحت ٌد المعلم ‪،‬‬
‫ألنهم من نتائج عمله وجهده وتدرٌبه فً مراحل التعلٌم المختلفة‪ .‬أضف إلى ما سبق‬
‫أن المعلم ٌحاول دائما من خالل مهنة التدرٌس أن ٌجدد وٌبتكر‪ ،‬وٌنٌر عقول الطالب‪،‬‬
‫وٌهذب طباعهم ‪ ،‬وأن ٌوضح الغامض‪ ،‬وٌكشف الستار عن الخفً‪ ،‬وٌربط بٌن‬
‫الماضً والحاضر‪ ،‬وٌخلق فً نفوس طالبه األمل والٌقٌن ‪ ،‬وٌؤهلهم لبناء المجتمع‬
‫الناجح القائم على فهم الحٌاة ومتطلباتها‪.‬‬
‫” التعلٌم ذو المعنى والمفٌد‪ ،‬ذو القٌمة القابل للبقاء واالستمرار‪ ،‬واالستخدام فً حٌاة‬
‫المتعلم الراهنة والمستقبلٌة‪ ،‬والتعلم المنتج واإلبداعً والذي ٌتصف بالعمق وٌؤدي‬
‫إلى استثمار كل اإلمكانات والطاقات الكامنة لدى الفرد استثمارا خالقا ومبدعا ٌساهم‬
‫فً تحسٌن نوعٌة حٌاة الفرد وحٌاة المجتمع فً آن واحد ”‪( .‬خٌري ‪)1990‬‬
 ‫ٌقوم التدرٌس الفعال على بعدٌن هما ‪:‬‬

‫• البعد األول‪:‬‬
‫اإلثارة الفكرية‪ :‬وهً تعتمد على مهارة المدرس وتتمثل فً وضوح االتصال الكالمً‬
‫مع المتعلمٌن عند شرح المادة العلمٌة وأثر المدرس االنفعالً اإلٌجابً على المتعلمٌن‬
‫وٌتولد هذا من طرٌقة عرض المادة العلمٌة‪.‬‬

‫• البعد الثاني‪:‬‬
‫الصلة اإليجابية بين المدرس والتالميذ‪ :‬البد أن ٌعمل المعلم على تحسٌن مهارة‬
‫االتصال مع التالمٌذ وذلك لزٌادة دافعٌتهم للتعلم وٌمكن أن ٌتحقق ذلك بإحدى‬
‫الطرٌقتٌن التالٌتٌن ‪:‬‬
‫•تجنب استثارة العواطف السلبٌة عند التالمٌذ ‪ ،‬مثل القلق الزائد أو الغضب‪.‬‬
‫•تطوٌر عواطف إٌجابٌة عند التالمٌذ مثل احترامهم وإثابة أدائهم الجٌد ‪.‬‬

‫( الهوٌدي ‪2002 ،‬م )‬

‫‪ ‬أن ٌكون مناسبا للمتعلم من حٌث الوقت الذي ٌتطلبه والجهد الذي ٌبذل فٌه‪ .‬فكلما‬
‫كان التعلم مناسبا لقدرة المتعلم واستعداده من حٌث وقته‪ ،‬وما ٌتطلبه من جهد كلما‬
‫كان أٌسر له‪.‬‬
‫‪ ‬أن ٌكون واضح الهدف ذا معنى للمتعلم‪ٌ ،‬رتبط بحاجاته ومٌوله‪ ،‬وٌخدم متطلبات‬
‫حٌاته‪ .‬فكلما كان التعلم ذا معنى للمتعلم كلما ازداد إقباال علٌه‪ ،‬ورغبة فٌه ‪ ،‬وكلما كان‬
‫أٌسر له‪.‬‬
‫‪ ‬أن ٌبقً أثرا لدى المتعلم‪ .‬فكلما كان التعلم ذا أثر فً نفس المتعلم ٌحس معه‬
‫بالتغٌر الذي أحدثه فً سلوكه‪ ،‬كلما كان فعاال‪ ،‬له مردوده وعطاؤه‪.‬‬
‫‪ ‬أن ٌكون مبنٌا على فهم المتعلم وإدراكه ‪ ،‬حتى ٌكون مستمرا أي قابال للتطبٌق‬
‫والتعمٌم والتوظٌف فً مواقف أخرى‪ .‬فالتعلم الفعال هو الذي ٌمكن المتعلم من‬
‫استخدامه واإلفادة منه فً مواقف جدٌدة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ٌكون مسٌرا ذاتٌا ٌقوم على مبادرة المتعلم ونشاطه‪ ،‬فكلما كان التعلم فردٌا‬
‫بعٌدا عن اللفظٌة والتلقٌن‪ ،‬والمتعلم ٌقدر وٌقٌم النتائج التً حصل علٌها كلما كان فعاال‪.‬‬
‫‪ ‬أن ٌكون مبنٌا على تعزٌز المتعلم وإثارة دافعٌته بالثواب بدال من العقاب‪ ،‬حٌث‬
‫وجد أن الثواب ٌشجع على التعلم أكثر من العقاب أي أن االستجابة لمثٌرات التعلم إذا‬
‫صاحبها أو تبعها ثواب فإنها تقوى وٌحتفظ المتعلم بها‪ ( .‬الزٌود وآخرون ‪1993،‬م)‬
 ‫أن ترتبط ارتباطا وظٌفٌا بالهدف المطروح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن تجعل الطالب إٌجابٌا ومشاركا فعاال فً الموقف التعلٌمً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن تكون إدارة الصف إدارة دٌمقراطٌة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن ٌكون الطالب قادرا على النقد والتحلٌل والتركٌب واالستنتاج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن تثٌر الدافعٌة والتشوٌق واالنتباه عند الطالب‪(.‬عاشور ‪،‬أبو الهٌجاء ‪) 2004‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أن ال ٌكون الطالب فً موقف المتلقً‪ ،‬بل فً موقف ٌعطً رأٌه بكل صراحة‬
‫ووضوح دون إكراه‪.‬‬
‫‪ ‬أن تنمً عند الطالب شخصٌة متكاملة عقلٌا واجتماعٌا وحسٌا وحركٌا وأن‬
‫تتصف المعلومات التً ٌحصل علٌها الطالب بالدٌمومة لفترة طوٌلة دون نسٌانها‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون مناسبة لمستوى الطالب العقلً و التحصٌلً‪.‬‬
 ‫‪‬الرغبة في التعليم ( تطوير الذات )‪ :‬حٌث أن الرغبة فً التعلم تدفع المعلم إلى‬
‫االستزادة بكل ما ٌستجد فً مجال تخصصه‪.‬‬
‫‪‬التخطيط الفعال‪ :‬أي أن ٌخطط المعلم األهداف وأغراض التعلٌم وذلك لتحقٌقها وأن‬
‫ٌطلع طالبه علٌها وإشراكهم فً اختٌار األهداف والعمل معهم لتحقٌقها بمشاركتهم‪.‬‬
‫‪‬التعامل مع الطالب‪ :‬أي أن ٌظهر المعلم كفاءة فً تعامله مع طالبه‪.‬‬
‫‪‬إدارة التعليم‪ :‬أي فرض أدوار أو مهارات إلدارة التعلٌم بحٌث تعمل هذه المهارات‬
‫على تدرٌب المتعلم على "من أٌن وكٌف ٌحصل على المعلومات " إلكسابه مهارات‬
‫التعلٌم الذاتً ‪.‬‬
‫‪‬العمل بفاعلية مع المجتمع المحلي‪ :‬أي على المعلم الفعال أن ٌعً طبٌعة البٌئة‬
‫التً ٌعمل بها والمشاكل التً تعانً منها البٌئة أو المجتمع المحلً ‪.‬‬
‫‪ ‬مهارات اإلدارة والتواصل االجتماعً والعالقات اإلنسانٌة مع اآلخرٌن مثل‬
‫الطالب‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬البٌت والبٌئة المحلٌة‪.‬‬
‫‪ ‬مهارات تطوٌر احترام الذات لكل من المعلم والمتعلم‪.‬‬
‫‪ ‬مهارات إعداد الخطط المختلفة الٌومٌة والفصلٌة والسنوٌة‪.‬‬
‫‪ ‬مهارات استخدام طرق التدرٌس المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬مهارات إنتاج واستخدام الوسائل التعلٌمٌة‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على حفظ النظام داخل غرفة الصف‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على تطوٌر شخصٌة المتعلم‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على مراعاة الفروق الفردٌة‪.‬‬
‫‪ ‬الكفاءة العلمٌة بالمادة الدراسٌة‪.‬‬
 ‫ما الذي ٌجعل بعض المعلمٌن فً نظر طلبتهم أفضل من البعض اآلخر ؟‬

‫البشاشة والحٌوٌة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحماسة والعدالة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التحلً باألخالق الحمٌدة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الصبر واالحتمال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلحساس بالقدرة والكفاٌة فً العمل واإلنجاز ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التمكن من المادة التً ٌدرسها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القدرة على اتخاذ القرار المناسب فً الوقت المناسب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫( عاشور ‪ ،‬وأبو الهٌجاء ‪2004،‬م )‬

 ‫من طرق التدرٌس التً تسهم فً نجاح التعلم الفعال ما ٌلً ‪:‬‬
‫المحاضرة ‪ :‬وهً سلسلة من العملٌات اإللقائٌة للمحتوى التدرٌسً على مجموعة من‬
‫الطالب بغرض اإللمام بالمعلومات الخاصة بموضوع معٌن‪.‬‬

‫المناقشة ‪ :‬هً إحدى الطرق الكشفٌة للتعلم وهً عبارة عن استبطان محتوى‬
‫الموضوع من خالل تبادل عملٌات التحلٌل لجوانبه اعتمادا على األسئلة الشفوٌة ‪.‬‬
‫العصف الذهني‪ :‬وهً إحدى استراتٌجٌات التعلم الجماعً التً تهدف إلى استحضار‬
‫أكبر قدر ممكن من األفكار من جانب الطالب بغض النظر عن الكٌف فً البداٌة ‪،‬‬
‫ودون أي تقوٌم لألفكار أثناء استحضارها ‪ ،‬وصوال إلى األفكار المطلوبة وتسجٌلها‪.‬‬
‫( الغبٌسً ‪2001،‬م)‬

‫حل المشكالت ‪ :‬وهً عبارة عن موقف غامض ال ٌستطٌع التلمٌذ التغلب علٌه فً‬
‫ضوء خبراته الحالٌة وٌستطٌع حل الغموض عن طرٌق الخبرات الجدٌدة وبالتالً‬
‫الوصول للهدف ‪.‬‬
‫لقد قدم فالندرز ( ‪ )Flanders‬سنة ‪1970‬م نتائج دراسة قام بها باالشتراك مع‬
‫فرٌق من الباحثٌن للتعرف على مقومات التدرٌس الفعال عن طرٌق مقارنة نمطٌن من‬
‫أنماط التدرٌس‪ ،‬النمط األول هو ما سمً بالتدرٌس المباشر وٌعتمد فٌه المعلم على‬
‫اإللقاء والنقد لطالبه واستخدام السلطات المتاحة له وإعطاء األوامر‪ ،‬أما النمط الثانً‬
‫فقد سمً بالتدرٌس غٌر المباشر وٌعتمد فٌه المعلم على توجٌه األسئلة وتقبل مشاعر‬
‫الطالب ومدحهم والثناء على أفكارهم وتشجٌعهم‪ ،‬وكشفت الدراسة أن طالب المعلمٌن‬
‫الذٌن استخدموا األسلوب غٌر المباشر كان تعلمهم أفضل من طالب المعلمٌن الذٌن‬
‫استخدموا األسلوب المباشر‪ ،‬وتكونت لدى الطالب فً التعلٌم الغٌر مباشر اتجاهات‬
‫أفضل نحو العملٌة التعلٌمٌة‪ .‬فهذا ٌدل على أن التعلٌم الفعال بالنسبة للطالب أفضل‬
‫عن غٌره من التعلٌم‪.‬‬