Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
التعبٌر الكتابً هو توصٌل األفكار لآلخرٌن من خالل استخدام الرموز الكتابٌةٌ .عتبر التعبٌر الكتابً
من ارقى درجات التحصٌل االنسانً ،وٌتم تحقٌقه فقط حٌن تتحقق جمٌع متطلباته.
تعد الكتابة إحدى وسائل التواصل بٌن البشر ،والتعبٌر الكتابً هو وسٌلة تمكن التلمٌذ من ترجمة
أفكاره وبلورة آرائه ضمن سٌاق لغوي ٌتسم ٌغنى األلفاظ ،ووجٌز العبارات ،وصحة التراكٌب.
وعلى الرغم من التقدم التقنً الذي شهده مجال الكتابة اإللكترونٌة إال أن الحاجة تبقى ماسة إلى
تعلم مهارات التعبٌر الكتابً فً مختلف المراحل التعلٌمٌة
تعرٌف التعبٌر
بلغة بسٌطة هً أن ٌطلب من التلمٌذ كتابة موضوع إنشائً معٌن ٌع ّبر فٌه عن قدراته الفكرٌة
واللغوٌة و التعبٌرٌة بشرط أن ٌدمج فٌه بعض ما درسه وإكتسبه من مواد أخرى مثل النحو
والصرف والقراءة .........من خالل كتابة موضوع ٌحل ّ له اإلشكالٌة المطروحة أو الوضعٌة
المطلوب التعبٌر عنها بنجاح
األسس النفسٌة:
•حٌث ٌمٌل التلمٌذ إلى التحدث عما ٌحس به فً النفس وبخاصة إلى من ٌثق بهم لذلك على المعلم
السعً الكتساب ثقة التلمٌذ لٌصرح له عما بداخله.
•تعبٌر الطالب عن نفسه ٌتطلب دوافع والمعلم الجٌد هو من ٌستطٌع توفٌر ذلك الدافع لحفز
التالمٌذ على التعبٌر.
•إن تألٌف األفكار عملٌة معقدة ٌلجأ فٌها العقل الستعراض ما ٌمتلك من ثروة فً األلفاظ لٌصف
الفكرة.
•ٌتعلم التلمٌذ عن طرٌق المحاكاة لما ٌسمع وٌقلده وعلى المعلم أن ٌلجأ إلى اللغة الفصٌحة فً
الحدٌث.
األسس التربوٌة:
فالتربٌة تتٌح مجاالً من الحرٌة حٌث ٌفسح للتلمٌذ اختٌار الموضوع الذي ٌتحدث فٌه ولمل كان
التعبٌر نشاطا ً لغوٌا ً مستمراً فغن على المعلم أن ٌنتهز الفرصة فً تهٌئة التالمٌذ لٌعبروا إما بالكتابة
أو بالحدٌث.
األسس اللغوٌة:
فثروة الطالب فً التعبٌر محدودة فً األلفاظ والتراكٌب لذلك علٌنا إثراء هذه األلفاظ والتراكٌب
وذلك باستغالل دروس القراءة واالستماع ،وٌجب البدء بالتعبٌر الشفوي ألنه أسبق من التعبٌر
الكتابً لطبٌعة استخدام اللغة فً الحٌاة.
مبادئ تربوٌة عامة فً تدرٌس التعبٌر:ووحتى ٌتم استغالل هذه األسس فً الوصول بالمتعلم الى
جعله ٌنتج نصا ٌتواصل به مع اآلخرٌن وجب علٌنا كمعلمٌن :
لعل من أهم ما ٌواجه التلمٌذ من صعوبات فً مجال التعبٌر ٌمكن إجمالها فٌما ٌلً:
01ان عملٌة التعبٌر عملٌة ذهنٌة معقدة فالتعبٌر ٌبدأ بوالدة الفكرة ومن ثم نقل الفكرة أو
اإلحساس إلى اآلخرٌن وذلك ٌحتاج إلى قاموس لغوي من كلمات وحروف وأفعال وأسماء وإلى
معرفة فً أصول بناء الجملة ثم بناء الفقرات وهذا لٌس باألمر الهٌن على أطفال المرحلة االبتدائٌة.
02نفور التالمٌذ من دروس التعبٌر لشعورهم بالعجز عن نقل فكرهم وإحساسهم مما ٌستدعً
من المعلم أخذهم بالصبر واألناة وقبول تعبٌراتهم أٌا ً كانت بساطتها.
03عدم إدراك التالمٌذ أهمٌة التعبٌر لذلك على المعلم إبراز أهمٌة التعبٌر عن طرٌق التعزٌز
والمكافأة واإلطراء للذٌن ٌتقنون التعبٌر عن أنفسهم.
ٌواجه بعض المعلمٌن صعوبات ومشاكل فً تدرٌب تالمٌذهم على التعبٌر ومن ذلك:
01التركٌز على تدرٌس المهارات اللغوٌة مثل القراءة والكتابة والتدرٌبات اللغوٌة وذلك
لمحدودٌتها ووضوح أهدافها.
02عدم تمكن بعض المعلمٌن من أسالٌب تدرٌب التالمٌذ على التعبٌر وذلك لشمولٌة التعبٌر
واعتماده على كافة المهارات اللغوٌة األخرى.
03عدم معرفة بعض المعلمٌن لمراحل النمو اللغوي للتالمٌذ وبالتالً عدم القدرة على تحدٌد
قدرات التالمٌذ وتحدٌد المتوقع منهم.
04عدم وضوح أهداف التعبٌر عند المعلم والطالب معا ً.
05اقتناع بعض المعلمٌن أن التعبٌر مقتصر على موضوع ٌكتب عنوانه على السبورة والطلب من
التالمٌذ التعبٌر عنه مع أن هناك أسالٌب أخرى للتعبٌر.
06ضعف التالمٌذ إجماالً فً اللغة العربٌة.
07أن التعبٌر هو عمل شاق ٌتطلب جهداً الكتساب المهارات اللغوٌة كما ٌتطلب معاناة فً تولٌد
األفكار.
08نفور المعلم من درس التعبٌر ألن ذلك سٌرهقه فً تدقٌق دفاتر التالمٌذ.
01أن مٌل اإلنسان إلى التعبٌر أمر فطري وتبرز هذه الظاهرة واضحة لدى التالمٌذ منذ مراحل
نموهم األولى لذلك على المعلم االستفادة من هذا المٌل وتنمٌته وتعزٌزه بأن ٌترك للتالمٌذ الفرصة
للتعبٌر عن أنفسهم دون قمعهم أو إحباطهم بالتخوٌف ودون االحتكام إلى معاٌٌر الكبار فً تقٌٌم ما
ٌقولون.
ٌ 02مٌل التالمٌذ فً هذه المرحلة إلى خلق عالم خاص من الخٌال ٌجادله وٌحاوره والمعلم
الناجح هو من ٌستغل هذا المٌل الغرٌزي إلى الخٌال عند تالمٌذه فٌعززه وٌفسح له مكانا ً فً الصف
ألنه وسٌلة من وسائل التعبٌر.
03االستفادة من مٌل التالمٌذ إلى لعب األدوار بالتدرٌب على تمثٌل بعض مواقف الحٌاة أو بعض
النصوص القرآنٌة.
ٌ 04مٌل التالمٌذ إلى اإلخبار عن كل ما ٌشاهدونه من حولهم لذلك على المعلم أن ٌوظف هذا المٌل
توظٌفا ً جٌداً فً أنشطة معدة للقص أو األخبار.
ـ استعمال المتعلم للقاموس فً القراءة ٌساعده لٌتعرف على عدد كبٌر من مرادفات الكلمة وبالتالً
استثمارها الحقا فً حصة التعبٌر الكتابً.
ـ شرح الكلمات التً ٌصعب فهمها على الدارس وكتابتها فً كناش خاص ومطالبته بحفظها
ٌوفر له فرصة توظٌفها فً مواضع مختلفة.
ـ شرح الصور البالغٌة والمحسنات البدٌعٌة بصورة مبسطة جدا كالتشبٌه والطباق دون ذكر هذه
التسمٌات قصد استثمارها بعد ذلك فً التعبٌر.
ـ اللجوء عند الحاجة إلى استعمال القصاصات الورقٌة فً تكوٌن الجمل من خالل الكلمات كً ٌتعلم
الدارس الربط بٌن الكلمات والجمل فً التعبٌر.
ـ إن التعرض فً حصص المطالعة لموضوعات مختلفة ومتنوعة تكسب المتعلم ثراء معرفٌا ٌنعكس
إٌجابٌا على حصٌلته اللغوٌة.
ـ إن حسن اختٌار المعلم لموضوع المطالعة ٌمكن الدارس من استخالص العبر وبالتالً توظٌف ذلك
داخل المؤسسة وخارجها.
ٌمتاز التعبٌر بٌن فروع اللغة العربٌة بأنه غاٌة وغٌره من المواد وسائل مساعدة علٌه .وٌستمد
التعبـٌر أهمٌته من أنه وسٌلة اإلفهام وأحـد جانبً عملٌة التفاهم ،وللعجز فٌه أثر كبٌر فً إخفاق
األطفال وفقد الثقة بالنفس وتأخر نموهم االجتماعً والفكري ٌ ،نبغً أن ٌكون للتلمٌذ متسعا من
الحرٌة فً اختٌار العبارات التً ٌؤدي بها أفكاره وأال ٌفٌد التعبٌر بزمن معٌن أو حصة محددة ألنه
نشاط لغوي مستمر ٌ :جب على المعلم أن ٌنتهز له كل فرصة ،وأن ٌهًء له نصٌبا من كل حصة
.
منهجٌة تقدٌم نشاط التعبٌر الكتابً:
إبداعًٌ :هدف إلى نقل األفكار واألحاسٌس بأسلوب جمٌل ،مثل كتابة قصة ،مسرحٌة،وصف
مشهد....
وظٌفًٌ:هدف إلى تسهٌل االتصال لقضاء الحاجات المعٌشٌة مثل كتابة الرسائل،تعلٌمات ،لوحة
اشهارٌة...
وٌقدم على النحو التالً:
-عرض السند(نص الموضوع)
-استخراج العناصر األساسٌة و الجزئٌة.
-التحفٌز على استعمال كلمات وعبارات جدٌدة من النص المقروء والتً لها صلة بالموضوع.
-وضع تصمٌم مناسب ( :المقدمة التحلٌل الخاتمة )،على ان ٌطلب من المتعلم استعمال ظواهر
نحوٌة و تعٌٌنها بالتسطٌر و التسمٌة.
-تحدٌد عدد أسطر الفقرة.
-تحدٌد الزمن الالزم للكتابة.
-تكلٌف التالمٌذ بالكتابة فً الموضوع.
متطلبات التعبٌر الكتابً :ومع كل فعلى المتعلم احترام مجموعة من المتطلبات التً ٌستوجبها
المعنى األصلً للتعبٌر .فالتعبٌر فً أصله هو اإلفصاح و اإلبانة ومن بٌنها:
-التحكم فً القراءة وتحوٌل األصوات إلى حروف مطابقة لها،
-معرفة األصوات التً تنطق وال تكتب ،والتً تكتب وال تنطق،
-كتابة جمل تامة وواضحة،
-إنهاء الجملة بعالمة الترقٌم المناسب،
-استعمال عالمات الترقٌم استعماالً سلٌماً،
ٌ-عرف القواعد البسٌطة (نحوٌة ،صرفٌة ،إمالئٌة) لتركٌب الجملة،
-كتابة فقرات كاملة.
-ترجمة األفكار إلى جمل وفقرات.
التقٌٌـــــــــــــــم:
ٌكون تقٌم المواضٌع خارج القسم وذلك بتعٌٌن األخطاء وترمٌزها وتسجٌلها على دفتر خاص،
كما ٌكون التركٌز أثناء التقٌٌم على:
-المقدمة المناسبة.
-الكتابة فً الموضوع.
-اإللمام بعناصر الموضوع.
-صحة المعلومات المقدمة.
-ترابط وتسلسل األفكار.
-تماسك التراكٌب النحوٌة والصرفٌة.
-توظٌف العناصر المطلوبة وتعٌٌنها وتسمٌتها.
-الكتابة بدون أخطاء.
-التصحٌح الثنائً :تفوٌج المتعلمٌن مثنى مثنى مع مراعاة التفاوت فً المستوى( المعلم (ة )
ٌوجه.
-التصحٌح الفوجً :تفوٌج المتعلمٌن 4،4قصد التعاون فً ضبط األجوبة الصحٌحة ( المعلم (ة )
ٌوجه.
-التصحٌح الجماعً :الذي ٌكون على النحو التالً:
تصحح األخطاء بالتناوب :اإلمالئٌة ،النحوٌة...،
-كتابة الكلمة أو العبارة بخطئها:
-تعٌٌن الخطأ وذكر السبب ثم محوه.
-استرجاع القاعدة ( إ -ن – ص)
-تسجٌل الصواب على السبورة ثم على الدفاتر.
-تتبع نفس المراحل لتصحٌح بقٌة األخطاء.
-قراءة أحسن موضوع.
ولكً ٌكون التصحٌح مثمرا ومفٌدا ٌفضل أن ٌراعى فٌه:
-وضع خطوط تحت الكلمات و العبارات التً بها خطأ على أن ٌوضع فً الهامش رمز ٌشٌر إلى
نوع الخطأ وٌقوم التلمٌذ نفسه بإصالحه.
-عدم اكتفاء المعلم أثناء التصحٌح بتسجٌل ما ٌراه من األخطاء الشائعة و عرضه على التالمٌذ فً
حصة التصحٌح؛ لٌغٌروا من ذلك وٌتجنبوا تلك األخطاء فً كتاباتهم بل ٌجب الرجوع دوما إلى
القاعدة المدروسة لتطبٌقها.
-عدم اكتفاء المعلم بتقدٌر موضوع التلمٌذ بدرجة معٌنة بل ٌجب أن ٌضٌف إلى ذلك مالحظات
كتابٌة تشٌر إلى النقائص أو عبارات تشجٌعٌة.
-تفادي التقٌٌم العقابً من خالل الدرجات ،إذ إن ذلك ٌحبط المتعلم وٌقلل من دافعٌته للكتابة .وهنا
البد للمعلم أن ٌقوم بتوزٌع درجاته على األفكار ومهارات الكتابة بالتساوي وٌشٌر الباحثون
بضرورة تجنب اإلفراط فً التغذٌة الراجعة التصحٌحٌة ،إذ إن ذلك ٌمكن أن ٌؤدي إلى صرف اهتمام
الطالب عن محتوى الكتابة ،كما ٌمكن أن ٌؤدي إلى افتقاد المتعة فً الكتابة نتٌجة للتفكر فً
األخطاء .حٌث ٌؤكد الباحثون ضرورة تركٌز المعلم على اثنٌن أو ثالثة من أخطاء المتعلم المتكررة
ولٌس على جمٌع األخطاء.
-تقدٌم واجبات ٌومٌة وأسبوعٌة متكررة ومتنوعة ،وذلك لتنوٌع تجارب الكتابة لدى المتعلم مما
ٌسهم فً تحسٌن مهارات الكتابة لدٌه ومن الممكن وضع واجب شهري لٌقوم المتعلم بكتابة
موضوعات مختلفة فً صفحات متعددة ،ولٌس من الضروري تصحٌح ذلك الواجب أو قراءة المعلم
له ،ولكن الغرض تشجٌع المتعلم على ممارسة الكتابة الحرة دون قٌود
خاتـــــــــــمة
وفً األخٌر نتمنى أن نكون قد أفدنا واستفدنا من خالل هذ العمل المتواضع الذي أردنا من خالله
التعرف على أسس وطرق تقدٌم وتقٌٌم وتصحٌح التعبٌر الكتابً لما له من أهمٌة بالغة كٌف ال وهو
النشاط الوحٌد فً نشاطات اللغة الذي ٌعتبر غاٌة وباقً األنشطة وسائل تخدم المتعلم وتجعلة قادرا
على انتاج نص و التواصل مع األخرٌن من خالل نشاط التعبٌر الكتابً.