Professional Documents
Culture Documents
بداية احمد هللا واشكره على توفيقه النجازنا هذا البحث ,ثم اشكر كل من مد لي
يد المساعدة خالل هذه الفترة وفي مقدمتهم استاذي المشرف على الرسالة الدكتور
شهاب اليحياوي الذي لم يدخر جهدا في مساعدتي والذي كان له الدور الفعال في
بعث هذا البحث الى الوجود ,وحقا تجد حروفي عجزا عن وصف شعوري لمدى
امتناني له على كل ما قدمه لي من توجيهات سديدة و نصائح ومعلومات قيمة
.وقدم لي الوقت والجهد رغم كثرة التزاماته شكرا سيدي
اهداء
الى اخي ورفيق دربي في الحياة الى العين الوحيدة التي ال معنى للحياة بدونه
اريد ان اشكرك على مواقفك النبيلة ومساندتي في خطواتي طول سنواتي
الدراسية شكرا ادامك لي هللا السند والكتف الذي ال يميل
فهرس المحتويات
المقدمة
:المقدمة
1موضوع البحث :
رغم التطورات و اإلصالحات الكثيرة و المتنوعة للمنظومة التربوية حسب ما يتماشى مع متطلبات
العصر و تزويد المؤسسة بمجموع وسائل ومعارف ومهارات تمكنها من تحدي مختلف الصعوبات و
المعيقات التي تقف في طريقها اال انها ما زالت في ازمة .فالنظام التربوي التونسي رغم محاولته
فاالرتقاء بالتربية والتعليم إال انه مازال يعاني جملة من المشاكل من بينها مشكلة االنقطاع المدرسي
التي في تزايد مستمر خالل السنوات األخيرة 2021 -2020/2020-2019/2019-2018
حيث أصبح من أهم المشاكل التي تشغل بال األعضاء المسؤولين على التربية وتتطلب ) انظرالملحق(
ضرورة الوقوف عليها ومعرفة أسبابها و أنواعها و اآلثار الناجمة عنها و مختلف اآلليات التربوية
.لمواجهتها و الحد منها وإستراتيجية تنفيذها
وفي ظل ذلك يعد العمل و التعاون االجتماعي بالوسط المدرسي لهذه اآلليات احد الحلول التي تثبت
نجاعتها في الحد من ظاهرة االنقطاع المدرسي و التصدي لكافة مظاهر عدم التكيف المدرسي التي
.تكون سببا في االنقطاع
انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير في التعليم االعدادي في تونس وعرفت توسعا كبيرا بين التالميذ
فتجلت في سلوك الغياب المتكرر عن الحصص لعدة أيام أو أسابيع ,انخفاض مستوى الدافعية للدراسة
االنخفاض المفاجئ لمستوى الدراسة و كذلك في شكل سلوكيات عدوانية تندرج ضمن مصطلح العنف
.المدرسي كسلوك بارز يتماشى بشكل توافقي مع سلوك االنقطاع عن الدراسة
هذه الظاهرة عكرت صفو المنظومة التربوية و انعكست على مرد ودها ونتائجها وتقدمها األمر الذي
تطلب لفت انتباه كافة المسؤولين و الجهات الرسمية لها وضرورة تسخير كافة الموارد البشرية والمادية
قصد استثمار أوقات فراغ التلميذ وكافة الصعوبات والتعقيدات التي تعترضه في دراسته كتنظيم دروس
.الدعم ,خلق نشاطات ثقافية ورياضية مدرسية ,مسابقات علمية التي هي من مهام القيم العام
وفي دراستي هذه حاولت تسليط الضوء على اآلليات التربوية لمواجهة االنقطاع المدرسي من خالل
:دور القيم العام بما انه سلطة إشراف بيداغوجي وذلك وفق الخطة الموضحة كاألتي
حيث قمت بتقسيم الدراسة إلى جانبين جانب نظري منهجي وجانب تطبيقي
الجانب النظري يحتوي على النظرية الراديغم ,التدقيق المفاهيمي والدراسات السابقة ,الجانب المنهجي
الذي احتوى إشكالية البحث والتوجهات ,المنهج ,تقنيات البحث ,مجاالت البحث ,الفئة المستهدفة ,اما
القسم الثاني فخصصته لتحليل النتائج أوال :دور القيم العام بماهو سلطة اشراف بيداغوجي في مواجهة
االنقطاع المدرسي من خالل ابراز أهميته ومهامه داخل المؤسسة ,ثانيا االليات التي من صلب مهام
القيم العام وثالثا حدود هذه االليات في تمكين القيم العام من التصدي لهذه الظاهرة
1
2الدوافع الذاتية والموضوعية للبحث:
يعد تحديد الباحث لدوافع اختيار موضوع دراسته مساهمة بشكل كبير ضمنيا في ضبط اإلشكالية
وتحديد المسار السليم للبحث للوصول إلى النتائج المرجوة ومن ابرز الدوافع التي جعلتني كباحثة اختار
:موضوع اآلليات التربوية لمواجهة االنقطاع كموضوع دراسة ما يلي
خطورة الظاهرة ألنها ال تقتصر على الوسط المدرسي ولكنها تتحول الى سلوك دائم للتالميذ والذي -
.يشكل خطورة على الفرد والمجتمع
دراسة الظاهرة في مرحلة التعليم المتوسط باعتبارها مرحلة حساسة جدا تتمثل في مرحلة المراهقة -
.التي تتميز بالعديد من التغيرات النفسية والجسمية والعقلية
لفت انتباه المسؤولين والجهة المعنية باألمر إلى خطورة ظاهرة االنقطاع المدرسي وضرورة تطبيق -
مختلف اآلليات التربوية لمواجهتها والحد من تفاقمها
-معرفة اآلثار الناتجة عن ظاهرة االنقطاع ومدى تأثيرها على التالميذ .
-التعرف على أهم اآلليات التربوية التي تواجه االنقطاع المدرسي للتلميذ من خالل دور القيم العام .
ال يتجه بحثنا الى تناول ظاهرة االنقطاع المدرسي من ناحية العوامل واألسباب او
تطور الظاهرة كميا وانما يهتم أساسا بدور احد الفاعلين التربويين ضمن المدرسة
وهو القيم العام في التحكم في الظاهرة وحدود هذا الدور الذي تسمح به اإلجراءات
واالليات المتاحة له بعامل القانون والعرف المدرسي .
2
القسم األول :االطار النظري والمنهجي للبحث
3
أوال :النظرية البراديغم
يعتبر القيم العام نواة المؤسسة التربوية ومصدر القوة واليد العاملة فيها فاذا كان المدير هو من يضع
المهام المتوقعة من كل مسؤول داخلها فان القيم العام هو من يقوم بفعل التنفيذ وهو من يؤدي األدوار
والمهام المطلوبة منه ويشارك في تنظيمها وتحقيق الوظائف داخل المنظمة مع بقية األطراف الفاعلين
فيها ,فالنظرية األقرب لموضوع دراستنا هاهنا هي النظرية الوظيفية الكالسيكية :
تنبني المقاربة الوظيفية على تشبيه المجتمع بالكائن العضوي الحي .بمعنى أن المجتمع يتكون من
مجموعة من العناصر والبنيات واألنظمة .وكل عنصر من هذه العناصر يؤدي وظيفة ما داخل هذا
الجهاز المجتمعي .وبهذا ،يترابط كل عنصر في النسق بوظيفة ما .ومن ثم ،فالمجتمع نظام متكامل
ومترابط ومتماسك ،يهدف إلى تحقيق التوازن والحفاظ على المكتسبات المجتمعية .وبالتالي ،يقوم الدين
والتربية -مثال -بالحفاظ على توازن المجتمع .وخير من يمثل هذه المقاربة الفرنسي إميل دوركايم،
واألمريكيان تلكوت بارسونز ( )٢( )Talcott Parsonsوروبرت ميرتون ( )٣( )R.Mertonعلى
سبيل التمثيل .وقد كان لهذه النظرية إشعاع كبير في سنوات الخمسين من القرن الماضي.
ويعني هذا أن النظرية الوظيفية تعتبر " المجتمع نظاما معقدا تعمل شتى أج زاؤه س ويا لتحقي ق االس تقرار
والتضامن بين مكوناته .ووفقا لهذه المقارب ة ،ف إن على علم االجتم اع استقص اء عالق ة مكون ات المجتم ع
4
بعض ها ببعض وص لتها ب المجتمع برمت ه .ويمكنن ا على ه ذا األس اس أن نحل ل ،على س بيل المث ال،
المعتقدات الديني ة والع ادات االجتماعي ة ،بإظه ار ص لتها بغيره ا من مؤسس ات المجتم ع؛ ألن
أجزاء المجتمع المختلفة تنمو بصورة متقاربة بعضها مع بعض.
ولدراسة الوظيفة التي تؤديها إحدى الممارسات أو المؤسسات االجتماعي ة ،ف إن علين ا أن نحل ل م ا تقدم ه
المساهمة أو الممارسة لضمان ديمومة المجتمع .وطالما اس تخدم الوظيفي ون ،ومنهم ك ونت ودرك ايم مب دأ
المشابهة العضوية للمقارنة بين عمل المجتمع بما يناظره في الكائنات العض وية .وي رى ه ؤالء أن أج زاء
المجتمع وأطرافه تعمل سويا وبصورة متناسقة كما تعمل أعض اء الجس م البش ري ،لم ا في ه نف ع المجتم ع
بمجمله .وليتسنى لنا دراسة أحد أعضاء الجسم ،كالقلب على سبيل المثال ،فإن علينا أن نبين كيفية ارتباطه
باعضاء الجسم األخرى ووظائفه .وعند ض خ ال دم في س ائر أج زاء الجس م ،ي ؤدي القلب دورا حيوي ا في
استمرار الحياة في الكائن الحي .وبالمثل ،فإن تحليل الوظائف التي يقوم بها أحد تكوين ات المجتم ع يتطلب
منا أن نبين الدور الذي تلعبه في استمرار وجود المجتمع ودوام عافيته.
ومن هنا ،تنبني النظرية الوظيفية على مجموعة من المبادئ والمف اهيم األساس ية ،مث ل :الوظيف ة ،والبن اء
االجتماعي ،والمشابهة العضوية ،والنسق ،والدور والمكان ة االجتماعي ة ،والمتطلب ات الوظيفي ة ،والب دائل
الوظيفية ،والمعوقات الوظيفية ،والوظائف الظاهرة والوظائف الكامنة ،والجزء في خدمة الكل ،والتضامن
العضوي ،والمحافظة واالستقرار ،والنظام والتوازن ،واألدوار الحيوية ،واالتس اق واالنس جام ،والتماس ك
االجتماعي مقابل مبدإ التجزئة والصراع .
" يشير مصطلح التربية في معناه العام إلى كل أشكال التأثير التي يتعرض لها اإلنسان في المحيط
5
الخارجي ،سواء من طرف األشياء أو األشخاص المشكلة لهذا المحيط ،بما في ذلك تأثير الطبيعة على
العضوية البشرية من خالل المناخ والتغذية و غيرها ،أو تأثيرات األشخاص اآلخرين المحيطين باالفراد
والذين تربطهم به عالقة احتكاك وتفاعل دائمين" (من كتاب التربية والمجتمع ). ).
إضافة إلى ذلك يعرف التربية على انها "هي الفعل الذي تمارسه األجيال الراشدة على األجيال الصغيرة
التي لم تصبح بعد ذلك ناضجة للحياة االجتماعية ،وموضوعها إثارة و تنمية عدد من االستعدادات
الجسدية و الفكرية و األخالقية عند الطفل ،و التي يتطلبها المجتمع السياسي في مجمله والوسط الخاص
الذي يوجه إليه" ( إميل دوركايم ،1996،ص.)68
بمعنى ان دوركهايم يرى ان التربية تقتصر على االجيال التي لم تنضج بعد للحياة االجتماعية فجعل
العالقة تحدث بين شخصية الراشد والطفل فجعل بذلك غاية التربية ليست تكوين الفرد من أجل ذاته بل
من أجل المجتمع في الدرجة األولى معتبرا ان التربية عملية حفظ للتراث الثقافي ونقله من جيل إلى آخر
.
إذن فالتربية عملية اجتماعية ثقافية تكسب جيل الصغار الصفة االجتماعية من خالل عملية التشكيل
الثقافي التي تتصف باإللزام ومن ثمة تتضمن التنشئة االجتماعية ،التنشئة االجتماعية في اي مجتمع ال
تنشأ من فراغ بل هي انعكاس لثقافة المجتمع في حد ذاته والتي هي جزء منه فيتضح لنا ان هناك عالقة
تبادلية بين التربية والتنشئة وكل منهما يساعد على نمو اآلخر وتطوره التنشئة هي الوعاء الذي يستطيع
من خالله المجتمع ان يقوم بحفظ ثقافته والمواقف االجتماعية التي يتعرض لها الفرد والتربية في نفس
الوقت تحدد اساليب التنشئة المتبعة في المجتمع وبالتالي فالتربية هي العملية التي تشكل الفرد وتكيفه مع
الواقع من خالل بناء شخصيته بما يتفق مع متطلبات ثقافته االجتماعية وتحديد دوره االجتماعي وفي هذا
الصدد يوضح "ستيوارت ميل " " ان التربية ال تشمل كل ما نعلمه النفسنا او ما يقدمه اآلخرون لنا
بقصد تنشئتنا تنشئة صالحة فحسب بل تشمل فوق ذلك االثار غير المباشرة التي لها اكبر األثر في تقويم
اخالقنا ومواهبنا وطباعنا كالقانون ونظم الحكم والفنون الصناعية والنظم االجتماعية كما تشمل كذلك
آثار البيئة الطبيعية كعوامل الجو والموقع الجغرافي بل كل ما يساعد على صقل الفرد وتقويم شخصيته
بالشكل الذي يصير اليه بعد ذلك "
وبالتالي يتضح ان التربية من وجهة نظر "ستيوارت ميل " هي عملية شاملة والتنشئة جزء منها .
اما من الناحية االجرائية فقمت بتعريف المؤسسة التربوية على انها كيان منظم يقوم بمجموعة من
العمليات من اجل تحقيق اهداف مشتركة لتقديم مجموعة من المهارات السلوكية والظوابط االخالقية
والتي تكون بمثابة رصيد من المعرفة والخبرات االنسانية لدعم المتلقين وتمكينهم من المشاركة في
المجتمع بشكل فعال .
اما "الرنولد كلوس " يصف المدرسة على انها "نسق منظم من العقائد والقيم والتقاليد وانماط التفكير
" والسلوك التي تتجسد في بنيتها وفي ايديولوجيتها الخاصة
فمن خالل هذه التعاريف نجد ان اصحاب هاذا المنهج عرفوا المدرسة على انها نظام معقد النه يتكون
من نسق منظم من العقائد والقيم التي تمثل مكونات الثقافة وفق ايديولوجية خاصة تقوم في اطار المجتمع
1
.
نجد الباحث "فريدنان بونسون " يعرف المدرسة على انها "مؤسسة اجتماعية ضرورية تهدف الى
ضمان عملية التواصل بين العائلة والدولة من اجل اعداد االجيال الجديدة ودمجها في إطار الحياة
" االجتماعية
من خالل تعريف الباحث نجد انه حدد اهمية المدرسة التي تمثلت في كونها حلقة رابطة بين االسرة
.والدولة والتي تقوم بوظيفة التنشئة االجتماعية للنشء الجديد ودمجه في المجتمع
إذن فدور المدرسة وأهميتها والتفاعالت الحاصلة بين مكوناتها وعناصرها كله من اجل انجاح العملية
التعليمية والحد من العوائق ومن بين هذه العوائق و اخطرها ظاهرة التسرب المدرسي والتي عرفتها
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بأنه " صورة من صور الفقر التربوي في المجال التعليمي
وترك الطالب الدراسة في إحدى مراحلها المختلفة وبمعنى شامل هو كل طالب يترك المدرسة ألي سبب
من االسباب قبل نهاية المرحلة التعليمية مما يمثل هدرا لطاقات المجتمع المستقبلية وفقد اقتصادي سلبي
" للعملية التعليمية من الناحية االقتصادية
بمعنى ان التسرب المدرسي قبل انهاء اي مرحلة من المراحل التعليمية يمس من إقتصاد الدولة بما انه
من اصعب المشاكل التي تعاني منها المؤسسات التربوية فهو عنصر فعال في تفشي االمية وعدم اندماج
.االفراد في التنمية
1ايميل دوركايم ,كتاب التربية والمجتمع ,ترجمة اسعد وطفة ,جامعة الكويت ,دار معد للطباعة والنشر والتوزيع 2007 ,
محي الدين احمد الحسين ,التنشئة االجتماعية واهميتها من المنظور السيكيولوجي ,الكتاب السنوي للعلوم االجتماعية ,القاهرة دار المعارف ,
1982
ريمون بودون ,كتاب المعجم النقدي لعلم االجتماع ,المترجم سليم حداد ,دار النشر ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 2012 ,
7
:من الناحية اإلجرائية قمت بتعريف المدرسة على النحو التالي
المدرسة نظام معقد الى جانب وظيفتها التعليمية فهي تواجه العديد من المشاكل من ابرزها االنقطاع
وقمت بتعريفه على انه االنقطاع التام عن الدراسة الي سبب من االسباب اجتماعية او اقتصادية او
.تربوية وذلك قبل االنتهاء من السن االجباري للتعليم في مرحلة معينة
لقد عرف "أحمد زكي بدوي " الدور في معجم مصطلحات العلوم االجتماعية بأنـه "الـسلوك المتوقع من
الفرد في الجماعة والجانب الدينامي لمركز الفرد ،فبينما يشير المركز إلى مكانة الفرد في الجماعة ،
فإن الدور يشير إلى نموذج السلوك الذي يتطلبه المركز ،ويتحدد سلوك الفرد فـي ضـوء توقعاته
وتوقعات اآلخرين منه ،وهذه التوقعات تتأثر بفهم الفرد واآلخرين للحقوق والواجبات المرتبطة بمركزه
االجتماعي ،وحدود الدور تتضمن تلك األفعال التي تتقبلها الجماعة فـي ضـوء مـستويات السلوك في
" .الثقافة السائدة
يعني ان المركز هو الذي يحدد مكانة الفرد داخل المجموعة اما الدور فهو نموذج السلوك الذي يتطلبه
.المركز وحدود دوره تتمثل في افعاله التي تتبناها المجموعة
في حين يذهب "محمد عاطف غيث " إلى تعريف الدور في قاموس علم االجتماع ،بأنه "نموذج يرتكز
حول بعض الحقوق والواجبات ،ويرتبط بوضع محدد للمكانة داخل جماعة أو موقف اجتماعي معين،
ويتحدد دور الشخص في أي موقف عن طريق مجموعة توقعات يعتنقها اآلخرون كما يعتنقها الفرد
نفسه" ،
بمعنى ان واجبات الفرد يحددها الدور الذي يشغله اما حقوقه فتحددها الواجبات والمهام التي ينجزها في
المجتمع .
أما "عبد المجيد سالمي " فقد عرفه في معجم مصطلحات علم النفس بأنه "مجموعة من أنماط سلوك
الفرد ،تمثل المظهر الدينامي للمكانة ،وترتكز على الحقوق والواجبات المتعلقة بهـا ،وبمعنـى آخر يتحدد
الدور على أساس متطلبات معينة تنعكس على توقعات األشخاص لسلوك الفرد الذي يحتل مكانة ما في
اوضاع معينة "
من خالل التعريفات السابقة يمكن أن نالحظ بأنها تشتمل على الكثير من القضايا المـشتركة ،التي تجعل
من مفهوم الدور يرتكز على األفعال والتصرفات التي يقوم بها الشخص ،بما يتوافق مـع متطلبات مركز
معين في المجتمع .
8
اذن مما سبق من تعريفات نستنج ان الدور هو نموذج السلوك المتمثل في االفعال والتصرفات التي
تتوافق مع متطلبات مركز معين في المجتمع ومن بين جملة هذه المراكز نأخذ المراكز التعليمية ودور
كل مسؤول فيها ومن بين ادوار كل المسؤولين نأخذ دور االرشاد التربوي بماهو جزء رئيسي في اي
نظام تعليمي حيث قامت المؤسسات التربوية بتعيين مختصين في االرشاد والتوجيه لتقديم الخدمات
للطلبة و متابعة المتعلمين وتقديم المساعدات على تحسين االداء وتنمية المهارات ومعالجة كل من
المشاكل السلوكية او التعليمية التي تظهر لديهم بالتنسيق مع االطراف المعنية باألمر .
اما من الناحية اإلجرائية فقمت بتعريف دور المرشد التربوي على النحو التالي :دور المرشد التربوي
في المنظومة التعليمية يتمركز في معالجة المشاكل السلوكية والتعليمية و الحد من ظاهرة االنقطاع بشكل
خاص .
2
االنقطاع لغة هو :
-انقطع ( قطع ) فعل خماسي الزم ,انقطعت ,انقطع مصدره " انقطاع "
انقطع عن العمل :توقف ,تركه او اعرض عنه ,انقطع عن الكالم /انقطع عن الدراسة -
تخلى عن الدراسة ( ) www.almaany.com
نالحظ ان للفعل عدة معاني يتحدد معناه من خالل السياق الموجود فيه ,االنقطاع عن
الدراسة يعني التخلي عنها .
تبنينا مصطلح االنقطاع المدرسي في سياق التالميذ المتواجدين في النظام المدرسي بصفة
متذبذبة او متقطعة او نهائية لعدة أسباب .
االنقطاع التلقائي :هو في األصل ناتج عن نفور التلميذ من مقاعد الدراسة ومن فضاء
لم يعد يجد نفسه فيه ()www.assabahnews.tn
انقطاع بقرار من مجلس القسم :تجاوز السن القانونية ,الرفت لعدم إمكانية التثليث
( بمعنى قضاء ثالث سنوات بنفس القسم ) ( ) www.tunisia-sat.com
2سميح ابو مغلي ,التنشئة االجتماعية للطفل ,االردن ,دار اليازوي العلمية للنشر والتوزيع 2002 ,
احمد زكي بدوي ,معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ,مكتبة النشر لبنان 2003
محمد عاطف غيث ,قاموس علم االجتماع دار المعرفة الجامعية للطبع والنشر 2008 ,
9
انقطاع بقرار من مجلس التربية :يتم فيه لرفت التلميذ من المؤسسة ومن كافة
المؤسسات التربوية مثال عند ثبوت ارتكاب العنف اللفظي او المادي ضد احد أعضاء
االسرة التربوية او عند القيام باعمال تخريبية يكون العقاب المستوجب الطرد النهائي
من جميع االعداديات ,التالميذ اللذين ثبتت ادانتهم لدى اللمحاكم وصدرت بشانهم احكام
بالسجن يقع التشطيب على أسمائهم بصفة الية )www.tunisia-sat.com ( .
جاء في تعريف االليات من الناحية اللغوية انها اسم مؤنث منسوب الى االلة :حركة الية
وسيلة ,إمكانية اجراء طريقة :يجب االلتزام باليات فض النزاع .
وسيلة وطريقة الدارة لمواجهة المخاطر ومختلف النزاعات) www.almaany.com( .
تمثل الدراسات السابقة احد األجزاء المهمة من خطة البحث العلمي ,فهي التي تقوم بوضع
الباحث على الطريق الصحيح حتى يقدم بحثا جديدا وقد استندت في دراستي على الدراسات
السابقة االتي ذكرها :
* دراسة : 1
جاءت دراسة سعد بن محمد علي الهميم تحت عنوان الخصائص االجتماعية للمتسربين
دراسيا وعالقتها بالمتسرب الدراسي دراسة اجتماعية لطالب المرحلة الثانوية 66الفصل
األول موضوع الدراسة وإطارها المفاهيمي في محافظة حوطة بني تميم وهي أطروحة
مقدمة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم االجتماعية أجريت هذه
الدراسة في الرياض في سنة . 2010
10
الثانوية في محافظة حوطة بني تميم ؟
فيما يخص المنهج فقد استخدم المنهج الوصفي التحليلي في دراسته لموضوع بحثه واعتمد
3على اداة االستمارة حيث ضمنها مجموعة من االسئلة التي تهدف للكشف عن الخصائص
االجتماعية للمتسربين وغير المتسربين.
اما مجتمع الدراسة فتشكل من طالب المرحلة الثانوية للتعليم العام (بنين) التابع الدارة
التربية والتعليم في محافظة حوطة بني تميم حيث وصل عددهم الى 102طالبا موزعين
على المدارس الثانوية وقد قام الباحث باختيار العينة بطريقة المسح االجتماعي الشامل
للمنقطعين واخذ الباحث عينة اخرى مماثلة من الطلبة المنتظمين دراسيا او غير المتسربين
بطريقة العينة العشوائية كعينة مقارنة .
11
التسرب بين االسر التي كانت تدفع أبنائها الى التسرب مقارنة مع االسر التي تشجع ابنائها
على المتابعة الدراسية ،كثرة المشكالت بين افراد االسرة خاصة االبوين والذي يؤدي الى
االنفعال واالغفال وعدم المتابعة لالبناء مما يؤدي الى عدم تحفيزهم على اكمال الدراسة ،
نوع العالقة التي يقيمها الطالب مع مدير المدرسة والمعلمين هي واحدة من العوامل
االساسية التي تسهم في دفع الطلبة الى التسرب او االلتزام ، ،تشكل الروابط التي يقيمها
الطالب مع االسرة عامال اساسيا من عوامل التسرب او االنتظام الدراسي .
* دراسة : 2
حول " االسباب االجتماعية واالقتصادية والشخصية لتسرب طلبة االقليات "
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج يمكن ذكرها كما يلي:
التحصيل التعليمي المتدني لألبوين يزيد من ارتفاع نسب التسرب الدراسي لدى أبنائهم،
انخفاض مستوى الذكاء والتغيب الكثير عن المدرسة ،العالقة السلبية بينهم وبين المدرسين ،
الظروف االقتصادية السيئة لالسرة تساهم مساهمة كبيرة في تسرب التالميذ من المدرسة بما
ان اغلب المتسربين من اسر ذات مستوى اقتصادي سيء او من اصحاب الدخل الضعيف
لعدم قدرة العائلة على تلبية احتياجات التلميذ المادية واللوازم المدرسية التي تشكل عبئ على
االسرة .
ويتضمن التعقيب على الدراسة:تناولت الدراسة جانبا مهما من الموضوع وهو التعرف على
الدور الذي يمكن أن تلعبه األسباب االجتماعية واالقتصادية والشخصية ،وتتشابه دراسة
مارتن روبين مع دراستنا الحالية في الجوانب المتعلقة بالدور الذي تلعبه األسباب االجتماعية
واالقتصادية والثقافية في التسرب المدرسي ،أما في أوجه االختالف فهو في ربط المتسربين
بالعالقة السلبية بينهم وبين المعلمين واإلدارة المدرسية.
12
* الدراسة : 3
مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االجتماعية تخصص علم
االجتماع للطالبة بن كحلول ليلى حول االوضاع االجتماعية لالسرة وعالقتها بالتسرب
المدرسي دراسة ميدانية لعينة من التالميذ المتسربين خالل مرحلتي المتوسط والثانوي في
الفترة الممتدة 2020-2018بمدينة وبسعادة
تطرقت الدراسة لهذا الموضوع من خالل جملة من التساؤالت وكان السؤال الرئيسي لطرح
االشكالي كاآلتي :
هل توجد عالقة بين االوضاع االجتماعية لالسرة والتسرب المدرسي ؟
و األسئلة الفرعية وردت كاآلتي :هل توجد عالقة بين التفكك االسري والتسرب المدرسي ؟
-هل توجد عالقة بين المستوى الثقافي للوالدين والتسرب المدرسي ؟
-هل توجد عالقة بين المستوى المعيشي لالسرة والتسرب المدرسي ؟
فيما يخص المنهج اعتمد المنهج الوصفي التحليلي الذي يستخدم في دراسة االوضاع الراهنة
للظواهر من حيث خصائصها ،اشكالها ،عالقاتها والعوامل المؤثرة في ذلك ،ان مصدر جمع
المادة العلمية هو ميدان الدراسة واضافة الى المنهج الوصفي المستخدم في هذه الدراسة
الميدانية قد استعان ببعض االدوات لجمع البيانات من الميدان والتي تمثلت في المالحظة
واالستمارة .
بالنسبة لمجتمع البحث فهو التالميذ المتسربين من المدرسة من كال الجنسين في مرحلة
المتوسط والثانوي في 2020-2019/2019-2018بمدينة بسعادة .
13
وقد توصل فيها الباحث الى جملة من النتائج :
ان الحالة العائلية ألولياء افراد العينة الدراسة كان اغلبهم مطلقين والتي تمثل األغلبية وهو
ما انعكس سلبا وكانت له اثاره على التحصيل الدراسي مما ادى بهم الى التسرب المدرسي ،
كثرة المشاحنات بين الوالدين من شأنه ان يؤثر على تحصيلهم الدراسي ،الجو السائد في
االسرة والذي يعد من بين المتغيرات التي لها عالقة بالتسرب المدرسي ،عدم توفير الجو
المالئم للدراسة والمراجعة داخل البيانو شأنه ان يفقد التلميذ تركيزه ويقلل من اهتمامه
بالدراسة ،االسر التي تتبع االساليب التقليدية في التربية (الضرب ،الترهيب ،الخوف )بدل
الحوار من شأنه ان يخلق لديهم الخوف وكبت مواهبهم و قدراتهم مما يؤثر على تحصيلهم ،
التفكك االسري له عالقة بالتسرب ،كلما ارتفع المستوى الدراسي للوالدين كلما زادت عالقة
التلميذ بالمدرسة والعكس صحيح ،االهمال والالمباالة في متابعة الوالدين ألبنائهم منذ بداية
مراحل التعليم االولى ينتج عنه ضعف في التحصيل الدراسي الذي يتفاقم بمرور السنوات
الدراسية والذي يؤدي في النهاية الى التسرب المدرسي ،المستوى الثقافي الضعيف للوالدين
4له عالقة بالتسرب المدرسي ،مستوى دخل االسرة الضعيف يدفع بأبنائهم الى ترك مقاعد
الدراسة للعمل واعالة اسرهم ،الجو االسري المتوتر الذي من شانه ان يخلق جو غير مالئم
للدراسة مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي ،المستوى المعيشي المتدني لألسرة له عالقة
بالتسرب المدرسي .
4مارتن روبن ,دراسة حول االسباب االجتماعبة واالقتصادية والشخصية لتسرب طلبة االقليات ,بريكجون 2002 ,
سعد بن محمد علي الهميم ,الخصائص االجتماعية للمتسربين دراسيا وعالقتها بالمتسرب الدراسي 2010 ,
14
ثالثا :منهج البحث
:تمهيد
تعد الدراسة الميدانية خطوة من الخطوات األساسية التي يتخذها الباحث في سعيه لمعرفة الحقائق ,حيث
تبرز أهمية الدراسة الميدانية في توضيح واثبات حقيقة المشكلة التي انطلق منها وذلك عن طريق
:اخضاع الظاهرة المدروسة لمجموعة من اإلجراءات المنهجية والتي تتمثل في ما يلي
15
تعد التربية من احد العناصر األساسية للحياة اإلنسانية واالجتماعية فهي مجموعة القيم األخالقية
المستمدة من العادات االجتماعية والتي تساهم في توجيه سلوك األفراد داخل مجتمعهم ،وعلى هذا
األساس فإن التربية هي عملية تطبيع للفرد كي يتعايش مع الجماعة التي ينتمي إليها ويتماشى مع
.معتقداتها وتقاليدها بما أنه اإلنسان كائن اجتماعي بطبعه
لذلك فالمنظومة التربوية بدورها تساعد في إعداد الفرد وتنشئته أخالقيا وثقافيا وكل ما تستوجبه هذه
التنشئة من معارف ومهارات تدفع بالمجتمع إلى التقدم والتطور المعرفي ،وفي هاذا اإلطار المدرسة
هي المؤسسة التربوية النظامية الثانية بعد األسرة فهي تقوم بتنشئة الطفل و اعداده من جميع النواحي
المعرفية واألخالقية والمهنية من أجل تحقيق عضويته في المجتمع والمساهمة في أنشطة الحياة
.االجتماعية
ولكن رغم الجهود المبذولة من قبل المنشآت التعليمية إلنجاح سير هذه العملية إال انهم دائما ما يواجهون
العديد من الصعوبات والتي تتمحور حول نقص أداء التلميذ تجاه الواجبات المدرسية أال وهي
التغيب ،التقصير في األداء عدم االهتمام … وهذه من المسببات التي تؤدي بدورها إلى االنقطاع
الدراسي وعلى هذا األساس فتفشي هذه الظاهرة أصبح من أهم المشكالت التي تعاني منها مختلف
المؤسسات التربوية باعتبار أن االنقطاع هو ترك التلميذ لمقعده الدراسي قبل إكمال مرحلة معينة وذلك
.نتيجة لعوامل اقتصادية او اجتماعية ،نفسية ،صحية
هذا عالوة على العوامل التي تتعلق بالتقصيرات من قبل المدرسة كضعف التأطير التربوي واإلداري
للمؤسسات التعليمية وهذا ما يساهم في ارتفاع نسبة األمية وتدني البنية االقتصادية للدولة مما يخلق
مشاكل داخل المجتمع كالسرقة ،االنحراف ،الجرائم ،تدني المستوى األخالقي .إذن للحد من هذه
الظاهرة ال بد من إيجاد حلول أال وهي تدخل اإلدارة المدرسية بمختلف ممثليها باعتبارها المسؤول
المباشر على مواجهة هذه المشكلة وهنا يأتي دور القيم العام باعتباره من أحد المسؤولين إليجاد حلول
لمثل هذه الظواهر من خالل تطبيق جملة من اآلليات التربوية التي تضعها وزارة التربية من أجل
التقليص من مشكلة اإلنقطاع .اذن من خالل هاذا الطرح والربط بين مختلف مفاهيم االشكالية جاء طرح
األسئلة على النحو التالي :
5
-فماهو دور القيم العام بماهو سلطة اشراف بيداغوجي ؟
-ماهي اآلليات التي من صلب مهام القيم العام التي تحد من هذه الظاهرة ؟
-ثم الى اي مدى تنجح هذه اآلليات في تمكينه من التحكم فيها؟
16
وتخضع لالختبار سواء عن طريق الدراسة الميدانية او النظرية يعني ان الفرضية هي فكرة تربط بين
الظاهرة المدروسة وبين احد العوامل المساهمة في تفشي الظاهرة ,وهذا يعني ان توجهات البحث هي
اجابة مؤقتة للمشكل المطروح او مجموعة االسئلة المطروحة في االشكالية ,وانطالقا من توجهات
البحث يصوغ الباحث جملة من االسالة يطرحها على الحاالت المدروسة اثناء المقابالت وذلك حسب
..طبيعة المقابلة اذا كان منهج البحث كمي
:وفي هذا اإلطار فيم يتعلق باإلشكالية تم وضع توجهات البحث على النحو التالي
يعتبر المنهج مجموعة من الخطوات العقلية المتبعة في اكتشاف و ايضاح حقيقة ما او مجموعة من
.الخطوات المنطقية المتبعة في معالجة مسالة او ظاهرة معينة
ومن المعلوم ان لكل دراسة او بحث علمي اسس منهجية يبني عليها الباحث قاعدته االساسية لالنطالق
في عملية البحث او الدراسة وذلك سواء كان من خالل الدراسة النظرية للبحث او الدراسة الميدانية وال
شك ان طبيعة الموضوع هي التي تفرض على الباحث نوعية المنهج الذي يستخدمه الختبار فرضيات
بحثه ،وبحثنا هذا يدخل ضمن البحوث الكيفية لذلك اعتمدنا على المنهج الكيفي باعتباره احد انواع
البحوث التي تستخدم لفهم كافة المعلومات المتعلقة بالظواهر االجتماعية ومن خالل هذا المنهج يتم
دراسة االنسان وكذلك دراسة الواقع االجتماعي الخاص به عكس المنهج الكمي الذي يعتمد على القياس
ويهدف المنهج الكيفي الى رصد ومتابعة دقيقة لظاهرة او حدث معين بطريقة كمية او نوعية في فترة
زمنية معينة او عدة فترات من اجل التعرف على الظاهرة من حيث المحتوى والمضمون والوصول الى
نتائج وتعميمات تساعد في فهم الواقع وتطويره اي انه يهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها تعبيرا كيفيا
اي يصف الظاهرة ويوضح خصائصها اما كميا فيعطيها وصفا رقميا ,يوضح مقدار هذه الظاهرة او
:حجمها ويقوم الباحث اثناء استخدامه للمنهج الكيفي بهذه الخطوات المتمثلة فيم يلي
تحديد مشكلة البحث ،اعتماد االطار النظري ،اعتماد اسالة البحث ،تحديد مجموعة الدراسة ،تطوير
ادوات جمع البيانات ،جمع البيانات ،المقابلة ،المالحظة ،تحليل المحتوى،التحليل الوصفي ،الصالحية
. .في البحث الكيفي،الموثوقية في البحث الكيفي،االبالغ عن النتائج
فلقد اردت من خالل هذه الدراسة استقصاء الحقائق االجتماعية في مجتمع موضوع الدراسة ومحاولة
تحليلها وتوضيح الحقائق والوقائع االجتماعية على النحو التي هي عليه بوصف دقيق و متعمق للكشف
عن العالقة الموجودة بين االرشاد التربوي واالنقطاع المدرسي لذلك فقد وقع اختياري على المنهج
الكيفي في الدراسة الميدانية باعتباره المنهج االنسب في تفسير وتحليل المعطيات بهدف الوصول الى
.نتائج تساهم في اضفاء صفة العلمية والموضوعية على موضوع بحثنا
17
:تقنيات البحث 4
في مجال البحث العلمي يعتمد الباحث على تقنية بحثية او اكثر لتجميع المعطيات وتكون التقنية تتالئم مع
دراسته اما فيم يخص الدراسة المتمثل في " االليات التربوية لمواجهة االنقطاع المدرسي من خالل دور
:القيم العام " اعتمدتعلى تقنيتين
المالحظة هي اقدم انواع ادوات البحث العلمي وهي عبارة عن جهد حسي وعقلي يقوم به
الباحث لمراقبة سلوك ما او ظاهرة معينة ,ومن ثم يقوم بدراسة هذا السلوك للحصول على
معلومات دقيقة يستطيع من خاللها تشخيص هذا السلوك ,وتتطلب من الباحث الصبر .
في البداية يجب على الباحث ان يحدد مشكلة البحث واالهداف التي يريد تحقيقها من بحثه .
اختيار وحدة المالحظة وزمانها ومكانها ,كما يجب على الباحث تحديد حجم العينة التي يريد
دراستها ,ويجب عليه اختيار هذه العينة بحرص شديد .
تحديد نوع المالحظة المراد دراستها سواء كانت بسيطة او مضبوطة او منظمة .
يجب ان يقوم الباحث بتحديد النشاطات المعنية بالمالحظة ومن ثم يقوم بجمع المعلومات بشكل
نظامي ويسجلها .
يعتبر الجانب الميداني او الدراسة الميدانية الي بحث وسيلة هامة من وسائل جمع البيانات
الثبات ما جاء في الجانب النظري للدراسة حيث عن طريقه يكتشف الباحث اهمية المشكلة
المطروحة ومدى صحة الفرضيات التي انطلق منها من خالل تطبيق الدراسة على عينة البحث
باستخدام تقنيات وطرق منهجية من شانها تسهيل عملية اجراء البحث والتي سنبينها كاالتي :
18
اجريت الدراسة في بعض المؤسسات التربوية التي تقع تحت اشراف المندوبية الجهوية للتربية
بتونس 1وقد اشتملت الدراسة على 12معهد تمثلت في :
ويقصد به الوقت الذي يستغرق لجمع البيانات من المبحوثين في ميدان الدراسة وهو كاالتي :
الفئة المستهدفة هي القيمين العامين و قد استقر االمر على 12حالة من مدارس ومعاهــد مختلفــة
من منطقة المرسى .
19
القسم الثاني القسم التطبيقي :تحليل نتائج البحث
1الدور والرتبة
2تحليل النتائج المتحصل عليها لدور القيم العام
20
.IIاليات من صلب مهام القيم العام
21
الفصل االول :يضبط هذا االمر االحكام التنظيمية المنطبقة على سلك القيمين العامين التابعين لوزارة
:التربية ويشتمل على الرتب التالية ( امر عدد 1461لسنة 2014في 22افريل ) 2014
قيم عام
*نيابة المدير بالمدارس االعدادية اذا تغيب او تعذر عليه الحضور بالمعاهد في حالة عدم وجود
7
ناظر او تغيب المدير والناظر معا وذلك باستثناء المسائل المالية
السهر على حسن سير الحياة المدرسية واالحاطة بالتلميذ و ارشاده ومساعدته*
انجاز ومتابعة كل عمل تربوي و اداري وبيداغوجي بالقسم الداخلي او الخارجي له ىصلة بشؤون *
التالميذ
االعداد و المساهمة و الحضور بصفته مقررا بمجالس االقسام و التوجيه والتربية والتاديب والمجالس *
المحدثة
المساهمة في اعداد جداول االوقات وتنظيم روزنامة المراقبة المستمرة واالمتحانات الوطنية والسهر *
على متابعة تنفيذها
7
الجمهورية التونسية ,وزارة التربية ,مجمع النصوص التشريعية والترتيبية في مادة التربية ,االدارة العامة للشؤون القانونية والنزاعات
22
* تاطير المنتدبين الجدد المنتمين الى سلك القيمين العامين التابعين لوزارة التربية .
فيم يخص متابعة القيم العام للتالميذ من فترة الدخول الى فترة الخروج من المؤسسة تبين لي ان
األغلبية كانت اجابتهم بالتأكيد على المتابعة تليها اإلجابة باحيانا لالقلية و اللذين اكدوا انهم يقومون
بمتابعة تالميذهم من فترة الدخول الى فترة الخروج و لكن ليس بصفة منتظمة مبررين ذلك بقولهم "
" .نظرا لعدة أسباب و ارتباطات تخص نشاطاتنا داخل المؤسسة ال نستطيع القيام بذلك بصفة دورية
وعليه فان نسب إجابات المبحوثين تؤكد حرص األغلبية من افراد العيبنة على القيام بذلك
على اعتبار ان له أهمية كبيرة كونها تساعد القيم العام على فتح دفتر يمكنه من متابعة
التالميذ و تسجيل سلوكهم وغياباتهم ومختلف االعمال التي يقومون بها اثناء مختلف
مراحل تواجد التالميذ في المؤسسة ومعرفة مدى سير الدرس ,المواظبة ,الحاالت
المرضية ,تسجيل مختلف المظاهر التي تصدر عن التالميذ عند اخاللهم بالنظام الداخلي
للمؤسسة والتي قد تكون ىسببا في انقطاعهم من فترة الى أخرى منها اإلساءة الى األساتذة
والى زمالئه ,حاالة العنف ,الالمباالة والتهاون في الدراسة ,كثرة االنقطاعات الغير
.مبررة وعدم المواظبة
23
تبين لي ان القسيم العام يقوم بمتابعة التالميذ و تغيبهم بشكل مستمر وهذا ما اثبته
:المبحوثين بقولهم
" المبحوث " 1المتابعة اليومية باستعمال كراس الغيابات (مكتب الضبط ,التقارير اليومية)
المبحوث " 9عن طريق اعالم الولي بالمراسالت االلكترونية األولى +الثانية +الثالثة ثم
" االعالم بالشطب
" المبحوث " 6في حالة الغياب المتكرر يتم استدعاء الولي مباشرة واعالمه
من النتائج تبين ان القيم العام يحرص على متابعة غيابات التالميذ و الوقوف الجاد على هذه
االنقطاعات كل الفترة لمدة أسبوع او أسبوعين او عدة أيام و ضبطها ونفسر ذلك بداية ان
القيم العام يحرص على مراقبة الحضور و التغيب بالشكل الدائم المستمر من اجل الوقاية
من هذه االنقطاعات التي تترجم بالغيابات المتقطعة ثم العودة ثم تتطور الى انقطاعات
.متعمدة وصوال بذلك الى تسرب نهائي من المدرسة
وبالتالي فالقيم العام من خالل هذا النشاط يتمكن من حصر التالميذ المنضبطين و التالميذ
ذي الغيابات الدائمة بدون اعذار مقبولة وهي مهمة تتعلق بمتابعة التالميذ من فترة الدخول
.الى فترة الخروج كما تم ىتوضيح ذلك سابقا
وعلى ما سبق ذكره يتمكن القيم العام من التوصل الى أسباب هذا االنقطاع ومبرراته و
االثار الناجمة عنه من خالل المتابعة الدائمة للتالميذ وهو ما يمكنه من اإلحصاء مدى
استفحال هذه الظاهرة وتعديل نسبتها بالتقليل منها و اتخاذ اإلجراءات الالزمة من طرفه
:بالتعاون مع بقية المسؤولين ومن بين األسباب المتحصل عليها نذكر ما يلي
تبين لي من خالل المقابالت التي قمت بإجرائها ان القيم العام يقوم بمتابعة األسباب التي تؤدي الى
انقطاع التالميذ عن الدراسة بنسبة كبيرة و ذلك الن األسباب التي تكمن وراء االنقطاع عديدة ومتنوعة
وتربط بعدة جوانب مدرسية كوجود صعوبات في التعلم ,ضعف التحصيل الدراسي ,تعدد التأخر عن
الحضور للحصص الدراسية متعمدا ,ضعف االستيعاب في المواد األساسية ,تدني روح المواظبة و
االنضباط لدى التلميذ ,االضرابات العشوائية ( النقابات ) الى جانب النظام التربوي المرهق وهذا
.ما حدده األغلبية ,عدم القدرة على انجاز الدرس بسبب الغيابات المتراكمة
بالنسبة لألسباب الغير المدرسية فقد حددها القيمين العامين على النحو التالي :الفقر وتحمل أعباء
التمدرس ,غياب التواصل بين االسرة والمدرسة وتهرب االولياء من تتبع أبنائهم وجدت هذا من بين
األسباب ولكن بصفة استثنائية في بعض المعاهد و ذلك لعدم رقابة الولي البنه وهذا ما قاله
المبحوث رقم " 5الولي ما عادش هامو ولدو قرى وال مقراش تتصل بيه ميهزش عليك مرة وهللا
اتصلت بولي انو يجي كيف جاء وحكيت معاه مش عارف ولدو في شنوة يقرى "...وهذا ما يدفع
24
بالمراهق الى سلك سلوك خطير يتمثل في التسرب نهائيا وترك الدراسة إلنهاء معاناته من هذا الحمل
.الثقيل على نفسه وعلى قدرته الذهنية والفكرية
أسباب نفسية وذهنية واجتماعية وصحية كمثال من الوجهة النفسية غياب حسن تاطير التلميذ و مرافقته
في فترة حساسة من عمره ( المراهقة ) فالوضعيات الذاتية الخاصة لبعض التالميذ ضحية المشاكل
والتشتت االسري كالطالق و الفراق ,كذلك أسباب تعليمية وتربوية تتمثل في كون التلميذ المراهق قد
يعاني من ضعف المستوى وليست لديه القدرة على مواكبة البرنامج الدراسي فيتجه نحو الغيابات كنوع
من أنواع الهروب من فشله الدراسي ,أيضا ضعف طرق وأساليب التعليم و محتوياته ,إضافة الى
أسباب بيدغوجية تتمثل في تأخر اصالح التعليم و ضعف في البرامج ,كثرة تعاطي المخدرات
.واالنحراف ,العنف داخل الفضاء التعليمي ,التنمر
وعليه فان القيم العام يحرص على متابعة األسباب التي تجعل التلميذ ينقطع من الحصص الدراسية ثم
تركها نهائيا و ذلك من خالل التدخالت اإلدارية مع بقية المسؤولين والتواصل مع ولي امره الطالعه
.على تصرفات ابنه وإيجاد حل مناسب لوضعيته
نسبة القيمين العامين اللذين اكدوا على ضرورة متابعة أسباب االنقطاع كانت لدى األغلبية و ذلك بسبب
االختالف في سياسة عمل كل مؤسسة و رقابتهم الصارمة لهذه العملية التي يقوم بها القيم العام و بمدى
االلتزام المهني لكل قيم الذي يسعى الى االخذ بيد التلميذ حقيقة ومساعدته في اكمال دراسته ووقايته
من التسرب المدرسي او تقديم حلول بديلة له كالتسجيل في مدارس التكوين المهني وهذا ما بينه
" .المبحوث " 11التلميذ ال ير ى نفسه في سلك التعليم بل في قطاعات في التكوين المهني
:ومن بين األسباب التي يراها القيم العام دافعا قويا للتغيب هي
الجو االسري الذي يسوده التوتر والقلق يؤثر على نفوس التالميذ المبحوث " 10من األكثر األسباب
التي اعترضتني والتي كانت دافعا قويا للتغيب هي الظروف العائلية ( الطالق ,الفراق ,المشاكل ) " و
بالتالي فالتالميذ اللذين يعيشون وسط هذا الجو يكونون اكثر عرضة لالضطرابات الجسدية والعقلية الى
الخوف وعدم االستقرار واالنفعاالت العصبية خصوصا في ظل انفصال االسرة االمر الذي يجعلهم
يعانون من مشاكل نفسية فالتالميذ اللذين يشاهدون مثل هذه الحاالت يتاثرون بها وهذا ما قاله المبحوث
" 9يصبح التلميذ عنيف مع زمالئه ومرهق نفسيا و غير قادر على مواصلة السنة التعليمية " فيلتجا
بذلك الى االنقطاع للتخلص من هذه الضغوطات و الشعور بالراحة من هذه األعباء كنوع من االنتقام
.لظروفهم
25
و هذا ما أكده المبحوثين بقولهم " ضعف النتائج من بين أسباب االنقطاع وتدهور التحصيل المعرفي
" للتلميذ مما يدفعه الى التغيب تلقائيا
وان العوامل االسرية هي التي تؤدي الى ضعف في النتائج االمر الذي يولد الغيابات المتكررة بدون
تبرير يليها عدم القدرة على متابعة الدروس المقدمة و اإلعادة المتكررة لنفس السنوات قال المبحوث 5
" " عدم رغبة التلميذ في الدراسة بسبب الرسوب لسنوات متتالية
عدم وجود الرغبة في الدراسة حيث اصبح التالميذ في ظل المناهج التربوية الجديدة ينفرون من النظام
.المدرسي
والتي يراها القيم العام من الدوافع المهمة أيضا لالنقطاع فمن خالل المقابلة التي اجريتها معهم اكدو لي
ان مشكل الوضع المادي في تزايد بسبب األوضاع االقتصادية اليوم قال في ذلك المبحوث " 12
االولياء عاجزين على توفير ضروريات أبنائهم بسبب غالء المعيشة مما يدفع بهم الى االنقطاع و البحث
" عن شغل من اجل مساعدة اوليائهم
.وعليه نجد ان القيم العام يرى هذه االحتماالت هي األكثر دافعية لتغيب التالميذ عن الدراسة
الحظت ان ظاهرة االنقطاع التي تشهدها المؤسسات التربوية في المرحلة اإلعدادية و تعاني من زيادتها
:سنويا لها عدة سلوكيات تسبق ظهورها وهذا ما بينه القيمون في جملة السلوكيات التالية
" المبحوث " 4التغيب المتكرر بدون سبب ,تبادل العنف بين زمالئه ,التنمر
المبحوث " 3كثرة الغيابات ,االقصاء ( الفوضى داخل القسم من اجل اقصائه ) ,وسائل التواصل
" االجتماعي حول الهجرة الغير النظامية
هذه ابرز السلوكيات التي تسبق االنقطاع المدرسي حسب إجابات افراد العينة وتمم متابعتها من خالل
.رصد الغيابات التلقائية
وهو ما يتطلب خطط تربوية و بر امج ارشادية يقوم بها من اجل تحقيق التوافق للتالميذ في مرحلة
المراهقة التي يمرون بها وذلك لمساعدتهم للتغلب على مشاكلهم النفسية واالنفعالية و القضاء على أجواء
الملل والفتور من الجو المدرسي وتعليمهم للسلوك الصحي داخل المدرسة و خارجها إضافة على حرصه
على الحالة الصحية للتالميذ و ذلك الن تمتع التالميذ بصحة جيدة عامل مهم جدا يساعدهم على التعلم و
26
اكتساب المعارف و مكافحة االمراض المعدية قبل انتشارها عن طريق االحتكاك والتقليل من استفحالها
فوجود نشاط الرياضة البدنية وممارستها داخل المؤسسة تساعد التلميذ على النمو البدني والعقلي والنفسي
وتجعله اكثر تحمال للمجهود الدراسي و بالتالي اكتساب سلوك صحي سليم و ذلك بالتنسيق مع األطباء و
.الممرضين و أولياء األمور واألساتذة
وهذا ما بينه المبحوث 5بقوله " يجب معرفة حالة التلميذ واشعار الولي بوضع ابنه مثال :الملفات
الصحية توزيعها على األساتذة المباشرين ,السلوك الغير عادي استدعاء الولي الطالعه على تصرفات
ابنه الغير عادية ,التنسيق بين المسؤولين و االولياء حول وضعية التلميذ واخضاعه للمعالجة الصحية
".
اذن فالقيم العام يحرص على معرفة الحالة الصحية للتلميذ فتكمن أهمية االهتمام بالجانب الصحي في
المحافظة على صحة التلميذ بحيث يكون قادرا على تحمل األعباء الدراسية وعلى القيام باألنشطة
.المطلوبة منه وتنمي لديه القدرة على التخطيط والعمل الجماعي و التعاوني
اما معرفة الجانب االجتماعي للتلميذ تتمثل أهميته في تدريب التلميذ على التعامل مع افراد الجماعة و
التكيف معها ومعرفة ما له من حقوق و ما عليه من واجبات و ذلك من خالل مواجهة المشكالت
االجتماعية وتحديد طرق الوقاية والعالج والتوصل الى حلول من العراقيل التي ترتبط بواقعه االجتماعي
و تؤثر عليه وتجعله ينقطع عنها المبحوث " 9تقديم المساعدات في بداية السنة توزيع األدوات
" .المدرسية
اما معرفة الجانب النفسي فالمقصود منها هو الوصل بالتلميذ الى حالة من التوازن النفسي بعيدا عن
التوتر وان يكون قادرا علفى التحكم في انفعاله و السيطرة على سلوكه وإتاحة الفرصة امامه الشباع
ميوله وحاجياته بحيث يقيل على العمل و النشاط بجهد كبير و حماس مستمر و لهذا الجانب اثر كبير
.في تعديل سلوك التلميذ نحو األفضل
الهدف الرئيسي هو اتاحة الفرصة امام التلميذ للنمو الشامل وال بد امن يكون النمو في جميع الجوانب
الن كل جانب ياثر في بقية الجوانب ويتاثر بها وهو ما يؤكد ضرورة التزام القيم العام بمعرفة جميع هذه
.الجوانب على حد سواء
توصلنا من خالل الدراسة الميدانية ان القيم العام يساهم في الحد من االنقطاع المدرسي
بالمتابعة اليومية من خالل زيارة األقسام كل يوم بشكل منتظم و كذلك بمساهمته الفعالة
في متابعة التالميذ من فترة الدخول الى فترة الخروج منها وذلك بمرافقتهم داخل
األقسام او خارجها ,كذلك مراقبته الجادة لحضور التالميذ وتغيبهم بشكل يومي ومستمر
وكذا عمله على تقدير مدى صحة االعذار التي يقدمها التالميذ الغائبون من اجل الحد
من تمادي التالميذ في االنقطاع عن الدراسة تجنبا لنتائج المختلفة ,أيضا متابعة األسباب
التي تؤدي الى انقطاع التلميذ عن الدراسة واألسباب التي تكون هي الدافع القوي لتغيب
التالميذ من بين األسباب الكثيرة والمتعددة .
27
القيام بالعديد من اإلجراءات التي تؤدي الى انقطاع التلميذ عن دراسته والتي ال تكون اال
للضرورة عند زيارة الطبيب واستدعاء األساتذة و الولياء االمور في حالة عدم تبرير
كذلك رصد ابرز السلوكيات التي تسبق انقطاع التلميذ عن الحصص الدراسية قبل
تطورها ,اتخاذ أساليب وطرق خاصة اتجاه التلميذ في حالة الغياب المتكرر وذلك
بفضل المتابعة اليومية حيث تتمثل هذه الطرق في التحاور مع التلميذ ومحاولة معرفة
السبب استدعاء ولي امره تقديم شهادة مرضية أيضا ارسال ثالث اشعارات من اجل
تجنب الشطب النهائي .
باإلضافة الى متابعة النتائج السلوكية والمدرسية للتالميذ بصفة عامة والمنقطعين بصفة
خاصة وكذا استكشاف التالميذ المتأخرين دراسيا والمعرضين لالنقطاع المدرسي ,
تشجيع التالميذ على الدراسة واالجتهاد خاصة التالميذ المتغيبين .
28
التي یعاني منها النظام التعلیمي،ومؤشرا یعكس مدى تحقق األهداف التعلیمیة وامتالك التالمیذ
المهارات األساسیة الالزمة لمواصلة التعلم أ ولتعلیم مهنة ما وفق حاجات سوق العمل .و ادراكا من
وزارة التربیة والتعلیم لخطورة االثار الناجمة عن الظاهرة وأهمیة التصدي لها ،فقد عملت على
بلورة الرؤى والتوجهات الالزمة للتغلب على المشكلة ضمن سلسلة من االلیات العالجیة والوقائیة
والتي قمت بتحديدها على النحو التالي :
اذ ينص الفصل األول ان " التربية أولية وطنية مطلقة و التعليم اجباري من السن السادسة الى
السن السادس عشر وهو حق أساسي مضمون لكل التونسيين ال تمييز فيه على أساس الجنس او
األصل االجتماعي او اللون او الدين وهو واجب يشترك في اضطالع به االفراد والمجموعة ".
توفير فرص متكافئة فعليا في التمتع بحق التعليم و مساعدة الدولة لكل التالميذ و خاصة من
اضعاف الحال :
اذ ينص الفصل الرابع " تضمن الدولة حق التعليم مجانا بالمؤسسات التربوية العمومية لكل من
هم في سن الدراسة وتوفر لجميع التالميذ فرصا متكافئة للتمتع بهذا الحق طالما ان الدراسة
متواصلة بصورة طبيعية وذلك وفق التراتيب الجاري العمل بها وتسهر الدولة على توفير
الظروف المالئمة لألطفال من ذوي االحتياجات الخصوصية للتمتع بحق التعليم وتمنح الدولة
االعانة للتالميذ الذين ينتمون الى اسر متواضعة الدخل " .
تمكين المتعلمين من حسن التعامل مع التكنولوجيات الحديثة واالستفادة منها .
اتلميذ طرف فاعل في المؤسسة التربوية :حيث ينص الفصل الثاني ان التلميذ محور العملية
التربوية " .
الحرص على تحقيق ثقافة الجودة بكل معانيها و ابعادها :ينص الفصل التاسع في هذا الصدد
" :تعمل المدرسة في اطار وظيفتها التعليمية على ضمان تعليم جيد للجميع يتيح اكتساب
ثقافة عامة و معارف نظرية وعملية ويمكن من تنمية مواهب المتعلمين و تطوير قدراتهم
على التعلم الذاتي واالنخراط في مجتمع المعرفة " وبناءا عليه يمكن ان نستخلص ان تكريس
المبادئ العامة لحقوق االنسان تبدو جلية من خالل النص القانوني التربوي ( القانون التوجيهي
للتربية والتعليم المدرسي ) .حيث تستمد المدرسة اهم مالمح مشروعيتها من المبدا العام
29
المتمثل في " المساواة الفعلية بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات " وهو مبدا تكرسه
البرامج و االليات التربوية عبر تجسيدها لمفهوم المساواة و العدالة االجتماعية التربوية و
تكافئ الفرص التعليمية في النجاح و التميز .
تضطلع المدرسة بوظائف التربية والتعليم والتأهيل .وتعمل في إطار وظيفتها التربوية بالتعاون
مع األولياء وفي تكامل مع األسرة ،على تربية الناشئة على األخالق الحميدة والسلوك القويم
وروح المسؤولية والمبادر كما تعمل في إطار وظيفتها التعليمية ،على ضمان تعليم جيدّ ومعارف
نظرية وعلمية ويمكن من تنمية مواهب المتعلمين وتطوير قدراتهم على التعّلم الذاتي واالنخراط
في مجتمع المعرفة .وتسعى المدرسة في إطار وظيفتها التأهيلية ،إلى تنمية كفئات ومهارات لدى
خرجيها حسب سن التلميذ والمرحلة التعليمية وتتولى مؤسسات التكوين المهني والتعليم العالي
تطوير هذه الكفئات والمهارات الحقا .
وفي هذا االطار يتم تجسيم جملة من االليات والبرامج التي تترجم مساهمة المنظومة التربوية
في مجال النهوض بحقوق االنسان بشكل عام والطفل بشكل خاص واالرتقاء بالممارسات
المتعلقة بحقه في التربية والتعلم وتتمثل هذه االليات والبرامج فيما يلي :
اقرار ارساء هياكل الحوار والتشاور داخل الوسط المدرسي على غرار المجلس البيداغوجي
للمدرسين ومجلس المؤسسة .
30
اعطاء هامش من التصرف لمدير المؤسسة التربوية بما يسمح له بالمبادرة واالبتكار والتعاون
مع مختلف اععضاء االسرة التربوية من اجل وضع مشروع المؤسسة تبعا لما تمليه الحاجيات
الفعلية للمؤسسة والخصوصيات المميزة لمحيطها االجتماعي والجغرافي .
توسيع شبكة نوادي التنشيط الثقافي لما يمكن لهذه النوادي ان تقدمه من انشطة موازية من شانها
ان تدعم الفعل التربوي التعليمي .
دعم انفتاح المدرسة على محيطها قصد تنشيط قنوات التواصل بينهما .
اقرار برنامج للرحالت المدرسية بهدف خلق روافد اضافية لدعم الفعل التربوي التعليمي
وتمكينه من تجاوز حدود المؤسسة التربوية .
تنشيط المنابر الحوار والتواصل داخل المؤسسات التربوية وجعلها تشمل مختلف المجاالت
8
والمسائل ذات العالقة بالحياة المدرسية .
مواصلة تعميم النوادي الثقافية والرياضية والصحية والمرورية و البيئية في اطار الشراكة مع
المنظمات والهياكل المعنية .
دعم االنشطة في الوسط المدرسي و اعادة البنظر في برامجها حنى تتالئم مع رغبات التالميذ و
تنجح في استقطابهم .
تكثيف خاليا العمل االجتماعي في الوسط المدرسي قصد الوقاية من االنقطاع المبكر عن
الدراسة و ذلك بمتابعة الحاالت االجتماعية ومعالجة االسباب التي تحول دون نجتح التلميذ .
توسع شبكة مدارس التنمية المستديمة و دعم برنامج الوطني الحدائق البيئة المدرسية والتعاون
مع الجمعيات البيئية .
وعندما يلتحق التالميذ بالمرحلة الثانية من التعليم الثانوي واالساسي يكونوا قد تجاوزو مرحلة
الطفولة الثانية ودخلوا في طور حساس من اطوار نموهم اذ يضطرب سلوك بعض التالميذ
جراء ما يعيشونه من تغيرات جسمانية ونفسية ترتبط بفترة المراهقة وفي هذا المجال بعثت
وزارة التربية مكاتب االصغاء :
أوال :مرافقة المتعلمین في مسارهم الدراسي ،والعمل على مقاومة ظاهرة التغیب عن المدرسة
بغیر مبرر مع االصغاء للمشاكل االجتماعیة والنفسیة وتلك المتعلقة بصعوبات التعلم لدى بعض
التالمیذ.
8اإلدارة العامة للدراسات والتخطيط بوزارة التربية ,الحق في التعلم في تونس ,وزارة التربية تونس ’ 2013
الدليل التوجيهي النظري والتطبيقي ,رصد وتقييم حقوق األطفال في المؤسسات االيوائية 2020 ,
31
ثانیا :مصاحبة المتعلمین عند مرورهم من المرحلة األولى الى المرحلة الثانیة من التعلیم
األساسي ،ومساعدتهم على التأقلم مع هذه النقلة ،اذ تبین أن هذه المرحلة هي المعنیة أكثر من
غیرها بمعضلة االنقطاع المدرسي والرسوب.
كما تم في نفس االطار العمل على تعميم النوادي الثقافية والرياضية والصحية والمرورية
على النحو التالي :
حیث عملت الدولة على توفیر النقل المدرسي والذي یعتبر أمر أساسي في عملیة التعلم حتى
یسهل من عملیة تنقل التالمیذ وسد كل الذرائع للغیاب وعدم الحضور للدراسة.
وذلك بتنظیم األنشطة المكملة للمدرسة واألنشطة خارج المدرسة و االبداعیة والترفیهیة لفائدة
التالمیذ وتعزیز ممارسة هذه األنشطة في جمیع المؤسسات و العمل ،خصوصا على تطویر
المسرح المدرسي وزیارات المواقع التاریخیة واألثریة والمتاحف ،...دعما ألهداف البرامج
التعلیمیة وتشجیع التلمیذ المتمدرس على الدراسة وتجنب التغیب عن الحصص بصفة منتظمة.
توفیر التأطیر البشري من أجل ضمان صحة التالمیذ ومتابعة مختلف الحاالت الصحیة
لمختلف شرائح التالمیذ ومنهم التالمیذ من ذوي االحتیاجات الخاصة تجنبا الي انقطاع أ
وتسرب.
حیث یمثل دور األولیاء طرفا تربویا وسندا للمدرسة في تربیة الناشئة و تعلیمهم ،وعلى هذا
األساس فان المؤسسة التربویة أصبحت تدع وبضرورة اعالم األولیاء بانتظام بمسیرة
أبنائهم وبناتهم المدرسیة و التربویة ،وتنظیم استقبالهم للتشاور معهم في كل ما یتعین
بشؤون منظوریهم وذلك بتنظیم لقاءات تقییمیة ثالثیة وكلما دعت الحاجة للقاء األسرة
التربویة مع األولیاء والمجتمع المدني وذلك لمزید من التأطیر للحیاة المدرسیة و اطالعهم
على المشاریع التربویة و اهدافها لمساندة مجهود المؤسسة التربویة.
وذلك من خالل التأكید على أهمیة دور مستشار التربیة بالخصوص في متابعة التالمیذ
ورصد كل ما یتعلق بانقطاع التلمیذ من تغیب وتأخر وفشل ورسوب وتسرب وغیرها في
شكل تقاریر داءمة من أجل الوقایة ومواجهة انقطاع التلمیذ عن الدراسة التي تحول دون
32
نجاحه وتؤدي الي تسربه من النظام المدرسي نهائیا(.وزارة التربیة الوطنیة- 2016 ،
) 2017
تعتبر حماية الطفولة من األولويات الوطنية حيث تتدخل العديد من القطاعات بصفة
مباشرة في وضع البرامج واآلليات انطالقا من أن مفهوم حماية الطفل إنما يعني الحق
األساسي في التمتع بمختلف التدابير الوقائية ،ذات الصبغة االجتماعية والتعليمية
والصحية وبغيرها من األحكام واإلجراءات الرامية إلى حماية الطفل من كافة أشكال
العنف أو الضرر أو اإلساءة البدنية أو المعنوية أو اإلهمال أو التقصير أو أ أي صيغة
تؤول الى اساءة المعاملة او االستغالل ( مجلة حماية الطفل ) فقد تعددت برامج حماية
الطفولة وتنوعت لتشمل جل الفئات ذات االحتياجات الخصوصية واعتمدت هذه البرامج
في تنفيذها على متدخلين من مختلف االختصاصات والمجاالت والقطاعات :
حرصت الدولة التونسية على وضع العديد من البرامج و احداث الهياكل والمؤسسات
في مجال حماية الطفولة نذكر منها:
احداث خطة مندوب حماية الطفولة وقاضي االسرة وقاضي الطفل -
-البرنامج الوطني للعمل االجتماعي في الوسط المدرسي الذي انطلق سنة 1991وتشرف على -
تسييره وزارة الشؤون االجتماعية والتضامن باالشتراك مع وزارة التربية والتكوين ووزارة
9الصحة العمومية .وهو منظومة تدخل للوقاية من االنقطاع المبكر عن التعليم ومن مظاهر عدم
التكيف المدرسي للتلميذ.
مكاتب اإلصغاء واإلرشاد داخل المدارس اإلعدادية والمعاهد الثانوية منذ سنة 1999وتشرف -
عليها وزارة التربية والتكوين بالتنسيق مع وزارتي الشؤون االجتماعية والتضامن والصحة
العمومية.
برامج اإليداع العائلي والكفالة لألطفال الفاقدين للسند العائلي . -
9نظام وقانون متابعة التالميذ في تونس ,التصرف في شؤون التالميذ والنظام التاديبي المدرسي 2021 ,
33
صندوق تأهيل وإدماج األطفال لتمكين المغادرين لمراكز االصالح من االنتفاع بخدمات في -
مجاالت مواصلة التعليم أو التكوين أو التدريب المهني أو بعث مشاريع للحساب الخاص ( .بسام
مصطفي عيشة ,الدليل التوجيهي النظري و التطبيقي ,ص ) 75-74
يتولى القيم العام اعالم جمهور التالميذ بمختلف المستجدات و المذكرات الصادرة عن ادارة
المؤسسة التربوية وحق التالميذ على المشاركة في المسابقات المدرسية وبذلك هو يؤمن التواصل
بين ادارة المؤسسة التربوية والتلميذ ,وفي هذا االطار البد من االشارة الى ان كل االعالنات يجب
ان تمر عبر ادارة المدرسة سواء باعتماد نظام التعليق او التبليغ او التراسل ,وان ما يعمد بعض
االساتذة الى تبليغه مباشرة الى تالميذهم دون اللجوء الى االدارة ال يعد شرعيا وال يعمل به .
يلعب القيم دورا هاما في انجاح مختلف التظاهرات و االنشطة الثقافية في الوسط المدرسي لذلك
يجب تكليف قيم او اكثر صلب جداول االوقات باإلشراف على سير النوادي الثقافية كما يجب ان
يحسن مدير المؤسسة التربوية اختبار هذا المشرف من بين القيمين اللذين تتوفر فيهم االستعداد
والقدرة على ذلك .
ج /انشطة المرافقة المدرسية :نص االمر المنظم للحياة المدرسية المؤرخ في 10/2004/ 19
على اهمية تنظيم بعض االنشطة المرافقة المدرسية ( الفصل ) 7على غرار حصص التدارك ,
الرحالت الدراسية ’ الزيارات الميدانية للمكتبات ومراكز التوثيق وضاءات االنترنت ,وان كل
هذه المهمات لعدة اطراف االساتذة والقيمون و االطار االداري وممثلي الجمعيات ذات العالقة وقد
جرت العادة على اضطالع سلك القيمين بمهمة االشراف على هذه االنشطة .
تتولى مكاتب االصغاء واإلرشاد داخل المعاهد االعدادية و الثانوية توفير الرعاية الصحية والنفسية
لمختلف التالميذ الذين يمرون ببعض الصعوبات او المشاكل العائلية وعادة ما يتم ذلك باقتراح من
القيم نظرا لقربه من التالميذ وما يتوفر في القيم العام من مؤهالت علمية تجعله اقدر من غيره على
متابعة سلوك التالميذ ورصد كل الظواهر والحاالت التي تستدعي المتابعة .
34
عرفها النظام التأديبي بأنها " اجراء تربوي يهدف من ناحية الى حفز التلميذ على احترام توقيت
الدرس ومن ناحية اخرى الى توفير فرصة تدارك تمكنه من انجاز عمل مدرسي تقاعس على القيام
به " ,فالمذاكرة التكميلية ال يمكن تطبيقها على كل الحاالت المتعلقة بسوء السلوك او الخروج عن
ضوابط االحترام وانهال اتنطبق اال في حالة تقاعس التلميذ عن القيام بواجب منزلي ,اما من
الناحية االجرائية فاألستاذ مطالب بتحرير تقرير يوضح فيه االسباب التي دعته الى اسناد مذاكرة
تكميلية للتلميذ ويحدد نوع العمل المطلوب منه و الحصة المقترحة النجازه و تتم المذاكرة التكميلية
وجوبا اما مساء يوم السبت لمدة ساعتين او اربع ساعات تحت اشراف القيم .
تحليل النتائج المتحصل عليها حول االليات التي من صلب مهــام 3
القيم العام لمواجهة االنقطاع :
تم تقسيم هذا العنصر الى :
-استخالص النتائج
تبين لي من خالل المقابالت ان القيم العام يرى ان األنشطة الثقافية والرياضية تعد دافعا
قويا لمواجهة االنقطاع المدرسي ,قال المبحوث " 11قانونا هو المشرف على مثل هذه
االعمال وذلك بالتخصيص ضمن الجدول يوم الجمعة مساءا او يوم السبت مساءا بعد انتهاء
الدروس :الموسيقى ,العاب رياضية ,نادي المسرح " وعليه نقول ان هذه األنشطة
ضرورية وذات أهمية كبيرة وتتمثل أهميتها في كونها تحقق النمو النفسي الصحي
االجتماعي المتكامل والمتوازن حيث تعمل على زيادة احترام ذواتهم وثقتهم بأنفسهم كما
تعمل على تحسين النتائج المدرسية وتعطي التالميذ طاقة إيجابية تعمل على تحسين العالقة
بين التلميذ واستاذه وبينه وبين زمالئه .
35
المبحوث " 8األنشطة الثقافية داخل المدرسة تساعد التلميذ على عدم احساسه بالملل
وتنمي مواهبه وتخفف من ضغوطاته وتشجعه على الدراسة وتنمي لديه روح القيادة
والتفاعل االجتماعي ويكون من المتفوقين والناجحين في دراستهم "
المبحوث " 2تجعله ال يفكر في فكرة الغياب واالنقطاع تشجعه على الحضور "
اذن أخيرا وليس اخرا فاألنشطة الثقافية تساعد في دمج التالميذ كثيري التغيب وحتى الذين
تعرضوا للتسرب وتعيد دمجهم في النظام المدرسي كما تعمل على تعديل العديد من
الجوانب السلوكية لدى التالميذ ومن النقاط المهمة التي تمت مالحظتها انها تساعدهم على
حسن استخدام أوقات الفراغ وتفريغ الطاقات الزائد لدى التلميذ التي تؤثر على دراسته .
تمثلت إجابات المبحوثين حول تنظيم دروس الدعم او باألحرى المذاكرات التكميلية للتالميذ
ذوي التحصيل المتدني حيث تمت االجابتهم على النحو التالي " كل يوم سبت ابتداءا من
17- 13من اجل تدارك التلميذ "
وهذا ما يدل على حرص القيم العام من خالل متابعة النتائج الدراسية للتالميذ عامة
والمتغيب بصفة خاصة واكتشاف التالميذ المتاخرين دراسيا والمعرضين لالنقطاع
المدرسي وللعقوبات من قبل األساتذة على تنظيم دروس الدعم للتالميذ ذوي التحصيل
المتدني .
حرص القيم العام على تفعيل التواصل بين المدرسة واالسرة اثناء مناقشة اومور الغياب :
يتم تفعيل الحوار والتواصل مع االسرة وذلك عن طريق مراقبة ومتابعة العديد من األمور
من قبل القيم العام والتي يحرص على ان تكون في ظل تواجد االسرة بشكل ضروري
واساسي منها حضور التالميذ وتغيبهم وتقدير مدى صحة االعذار التي يقدمونها واستدعاء
أولياء االومور في حالة تزايدها عن حدها المفروض قال المبحوث " 7استدعاء الولي
واعالمه بتغيب ابنه ومعرفة األسباب من ولي امره ان امكن "
وبالتالي فتفعيل التواصل ضروري من خالل استدعاء االولياء من اجل التعاون معهم
وإيجاد حلول مناسبة البنائهم وحرصهم على معرفة الحالة الصحية واالجتماعية والنفسية
للتلميذ وغيرها من االومور .
36
د /تحسين االمور المادية والمعنوية :
تبين لي من خالل البحث الميداني ان القيم العام يسعى الى تحسين االمور المادية
والمعنوية التي يجرى فيها تمدرس التلميذ والتي تم تقسيمها من قبلهم الى نشاطات
اجتماعية وتربوية في المؤسسة وتقديم المساعدات المادية وذلك قصد تحسين
المردود التربوي التعليمي لدى التلميذ قال المبحوث "5االمور المعنوية :تتمثل
في تشجيع التالميذ على الدراسة واالنضباط اما االمور المادية فتتمثل في توفير
بعض الوسائل من الجمعية التنموية "
تنظيم حفالت ورحالت دراسية ,إضافة الى االمور المادية والمعنوية وجدت ان
القيم العام يقوم بتكثيف العمليات التحسيسية لفائدة التالميذ والجماعات التربوية
حول وسائل مواجهة االنقطاع المدرسي ومن بين الوسائل التي قدموها :المبحوث
" 10دروس الدعم باعتبارها دعما للتالميذ اللذين يعانون من صعوبات او تأخر
دراسي او عائق يمكن ان يقف في نجاح وتقدم التلميذ ويساهم في فشله الدراسي
وهو ما يجعله يتخذ سلوك االنقطاع "
المبحوث " 6حسب اللجان المتوفرة ,المرشدة االجتماعية ( لمده بوسائل الدراسة
ان امكن ) ,أساتذة و اداريين متطوعين ( مد التلميذ بالكراسات والكتب " ) ...
قال المبحوث " 2التخفيض في ساعات الدراسة ,االطالع على ظروف االولياء
والتنسيق مع :السلط المحلية ( المعتمدية ,الجمعيات القانونية ) ,البلدية بتقديم
المساعدات ,الهالل األحمر تقديم اعانات موسمية ,تحفيز االولياء على مراقبة
األبناء ومراقبة سلوكه خاصة في المدارس اإلعدادية وحتى المدارس االبتدائية ,
مراقبة امنية حول الدخالء بالمحيط المدرسي "
المبحوث " 4التواصل الدائم مع ولي امره الشعاره بوضعية ابنه الدراسية
ومحاولة إيجاد حلول لتوجيهه الى التكوين المهني "
يحرص القيم العام على المشاركة في تاطير األنشطة الثقافية و الرياضية وذلك لكونه
يعتبرها دافعا قويا لمواجهة االنقطاع المدرسي كما يحرص على عقد ندوات دورية مع
بقية المسؤولين لتشجيع وتقديم الدعم المعنوي والمادي للتالميذ ,المساهمة في تنظيم
دروس الدعم للتالميذ ذوي التحصيل المتدني أيام السبت وذلك من اجل الحاق ومواكبة
هؤالء التالميذ بزمالئهم و مواجهة كل سبب يتخذه التلميذ لالنقطاع عن الدراسة .
37
أيضا تفعيل التواصل بين المدرسة و االسرة عند مناقشة امور الغياب معهم وتكمن
فاعليته في الحد من ظاهرة االنقطاع وذلك من خالل جملة من التوصيات التي يقترحها
القيم العام ويحرص على تفعيلها ضمن مهامه األساسية ويقوم بتطبيقها بحرص شديد
وبشكل ذو فاعلية عالية عالية وهي التي تؤكد مساهمته بفعالية في الحد من االنقطاع
المدرسي وهي كاالتي :
-القيام بعمليات تحسيسة مع التالميذ والتوعية المستمرة لمدى أهمية التحصيل العلمي
-الحرص على توفير الجو المالئم للتلميذ من حيث الوسائل التربوية والمادية
-مشاركة االسرة و اعالمهم بغيابات أبنائهم و المرافقة الدائمة والغير منقطعة للتلميذ
38
ان االليات التي تم ذكرها سابقا حققت نجاحا في الحد من ظاهرة االنقطاع ولكن بشكل نسبي لعدة
:أسباب والتي تم تحديها من قبلهم على النحو التالي
اغلب المؤسسات ال تنظم هذه المنابر سوى في الحاالت الخاصة أي لم تتحول هذه االلية الى ممارسة
ثقافية و مؤسساتية حقيقية في المدارس الى اليوم رغم اقتناع مختلف األطراف بأهمية الحوار في الحد
من السلوكيات التي تؤثر على سير عمل المؤسسة التربوية وهذا ما جاء في قول المبحوث " 4يتم
استدعاء الولي اال في الحاالت القصوى " بمعنى ان المؤسسات ال توظف هذه االلية كآلية ثقافية
ضرورية لتفادي كل الظواهر المخلة بسير عمل المنظومة التربوية قبل حدوثها لتوخي الحذر بل يتم
توظيفها بعد وقوع الحادثة وهذا سبب واضح من أسباب نجاحها بشكل نسبي وبهذا فهي ترسخ في فكر
التلميذ انه ال يتم مراقبته اال في الحاالت الخاصة وتدفع به الى االنحراف والتغيب وهذا ما أكده
المبحوث " 12التلميذ ماعادش هامو قرى وال قعد مدام والديه ماههمهمش فيه تكلمهم ميهزوش عليك "
" .اذن نحن هنا نالحظ نسبية فعالية هذه االلية بين مختلف المؤسسات
اذا كان التواصل شرطا لضمان نجاح المؤسسة التربوية فان من اهم الياته حسب القانون التربوي
التونسي هي خاليا العمل االجتماعي ومكاتب االصغاء واإلرشاد وهي الية يتيحها القانون ضمن
استراتيجيته لمقاومة االنقطاع وتمنح للقيم والقيم العام غير ان فاعليتها عمليا تختلف من مؤسسة تربوية
الى أخرى بحسب الموقف منها او ما يخلقه القيمون العامين من اليات موازية او معوضة لها .وهذا ما
تمت مالحظته من خالل اشتغالها و توظيها في بعض المؤسسات وفق ما أكده المبحوث " 9لها دور
هام في االستماع الى المشاكل ويتم تفعيلها في الحاالت القصوى " وغيابها وعدم تفعيلها في مؤسسات
" أخرى كما قال المبحوث " 8غياب مكاتب االصغاء انا كقيم عام أقوم بهذه الوظيفة
يعتبر النشاط الثقافي جزء ال يتجزا من المنظومة التربوية وبعدا من ابعاد الفعل التربوي التعليمي ,الذي
تسعى من خالله المؤسسة التربوية الى ضمان اندماج المتعلم في الوسط المدرسي لكن هذه األنشطة في
السنوات األخيرة شهدت تراجعا وذلك لعدة عوامل من بينها ال يتم وضع برامج هذه النوادي او االليات
على أساس الخطط او البرامج العلمية و االستراتيجية التي من شانها تدعم بناء المناخ المدرسي السليم
الذي يساعد المتعلمين على التعلم واكتساب القيم والسلوكيات الحسنة بل يتم وضعها من قبل القيم العام
وبعض المسؤولين وهذا ما اثبته المبحوث " 2ضعف األنشطة الثقافية احنا لنقومو بمبادرة ونحاولو
" .نعملو نادي مسرح يوم الجمعة مساءا او السبت
39
استخالص النتائج :
اذن مازال المشهد التربوي عندنا يتميز بعدم التطابق بين ماهو معلن رسميا وبين ماهو متحقق فعال
فظلت وسائل تحقيقه قاصرة او غائبة تماما لذلك البد من إعادة استقراء الواقع التربوي من اجل تقييم
.مضامين اإلصالحات التي انخرطت فيها تونس منذ قانون 2002
:النتيجة العامة
تعالج الدراسة الحالية مشكلة هامة في المجال التربوي تتمثل في االليات التربوية لمواجهة االنقطاع
المدرسي من خالل دور القيم العام في مرحلة التعليم االعدادي في مالمدارس اإلعدادية المتواجدة
بمعتمدية المرسى تونس ,حيث تعد المدرسة هي المكان الثاني بعد العائلة لتنشئة وتربية األجيال ولكن
رغم أهميتها نجد من المعوقات التي تعيق سيرها وتقدمها االنقطاع المدرسي الذي يعد مشكلة كل نظام
تربوي في كل مجتمع وهذا يعد موضوع دراستنا وهو الذي يؤثر على أداء المؤسسة التربوية لوظيفتها
في العديد من الجوانب االمر الذي يؤثر على المجتمع كذلك وليس على مستوى المدرسة فقط ويلود نتائج
خطيرة تنعكس على التلميذ وافراد المجتمع وعلى هذا األساس جاءت الدراسة بهدف التعرف على هذه
الظاهرة ورصد االليات لمواجهتها من خالل دور القيم العام للحد منها وتمكين التلميذ من اكمال مساره
.بكل اريحية دون أي عرقلة تقف في طريقه
وللتوصل الى هذه األهداف تم بناء مقابلة نصف موجهة تتضمن مجموعة من المحاور التي تتماشى مع
األوضاع السائدة للدراسة ,وعلى هذا األساس قمنا بتطبيق أدوات جمع البيانات المتمثلة في المقابلة
على عينة البحث وقد تم التوصل الى مجموعة من النتائج التي تم عرضها ومناقشتها حسب تساؤالت
.الدراسة
40
:التوجه األول 1
بناء على ما سبق عرضه من نتائج تبين لنا ان التوجه البحثي األول الذي مفاده ان للقيم عام دور مؤثر
ومحوري في مواجهة االنقطاع المدرسي يصح تأكيده اعتبارا ان مراقبة غيابات التالميذ وتتبع األسباب
المختلفة والمؤدية لالنقطاع والتدخالت الفورية في ذلك ومراقبة السلوكيات التي تسبق االنقطاع كان لها
.تاثير كبير في التصدي لهذه الظاهرة
في ما يخص التوجه البحثي الثاني الذي ورد كاالتي يوظف القيم العام اليات تلعب دور مركزي في الحد
من هذه الظاهرة يصح تاكيدها أيضا من خالل النتائج المتحصل عليها ومن أهمها تفعيل األنشطة الثقافية
والرياضية من اجل تعديل العديد من الجوانب السلوكية للتلميذ ومساعدته على حسن استخدام أوقات
الفراغ الى جانب الدروس التكميلية لتعويضه على ماسبقه من حصص معرفية وتداركه لذلك ,كذلك
تفعيل الحوار والتواصل مع االولياء اليجاد حلول ممكنة ( كالدعم المادي والمعنوي ) لتقليص من تفشي
.هذه الظاهرة قدر اإلمكان
اما فيم يخص التوجه األخير مدى نجاح هذه االليات التي من صلب مهام القيم العام في مواجهة
االنقطاع ال يصح تاكيدها وذلك من خالل النتائج المتحصل عليها المتمثلة في نسبية تفعيل هذه االليات
,غياب مكاتب االصغاء واإلرشاد التربوي في بعض المعاهد وحضورها في معاهد أخرى ,نسبية الية
.التواصل مع االولياء في بعض المؤسسات دون غيرها
خاتمة :
في األخير من خالل الدراسة تبين لنا ان ظاهرة االنقطاع ظاهرة اجتماعية خطيرة عانت منها
المجتمعات المتقدمة والمتخلفة وتختلف درجة انتشارها وخطورتها باختالف المجتمعات و باختالف
انظمتها التربوية ,وانطالقا من االنتشار الواسع لظاهرة االنقطاع المدرسي والمخلفات التي شهدتها
المنظومة التربوية بسبب هذه الظاهرة كمحاولة للوقوف على االليات التربوية التي تعمل على
مواجهة هذه الظاهرة وتساهم في الحد منها في مرحلة التعليم االعدادي خاصة والتي تعد مرحلة
حساسة جدا تتميز باالضطرابات واالنفعاالت التي تعترض شخصية التلميذ المراهق وتحدث خلال
في توازنه الشخصي النفسي وعليه فقد جاءت الدراسة للوقوف على دور القيم العام في مواجهة هذه
الظاهرة باعتباره احد الفاعلين التربويين ذي العالقة المباشرة بمواجهة هذه الظاهرة ومتابعتها
ورصد االليات التربوية الالزمة للحد منها بالتعاون مع مختلف المسؤولين اإلداريين واولياء االومور
41
ومختلف الشركاء االجتماعيين ,وأخيرا نستخلص ان لهذه االليات دور فعال لمواجهة االنقطاع لكن
فاعليتها بقت محدودة بسبب تطبيقها النسبي بين مختلف المؤسسات .
-عبد المجيد سالمي ,معجم مصطلحات علم النفس ,دار الكتاب اللبناني للنشر والتوزيع 2002
-زينب النجار واخرون ,معجم المصطلحات التربوية والنفسية ,الدار البنانية المصرية القاهرة
مصر 2003 ,
42
مارتن روبين ,األسباب االجتماعية واالقتصادية والشخصية لتسرب طلبة األقليات بريكجون , -
أمريكا 2001 ,
سعد بن محمد علي الهميم ,الخصائص االجتماعية للمتسربين وعالقتها بالمتسرب المدرسي , -
أطروحة دوكتوراه ,كلية العلوم االجتماعية ,تخصص علم اجتماع ,جامعة حوطة بني تميم ,
الرياض 2010,
اإلدارة العامة للدراسات والتخطيط بوزارة التربية ,الحق في التعليم في تونس ,وزارة التربية -
تونس 2013
الدليل التوجيهي النظري والتطبيقي ,رصد وتقييم حقوق األطفال في المؤسسات االيوائية 2020 , -
نظام قانون متابعة التالميذ في تونس ,التصرف في شؤون التالميذ والنظام التاديبي المدرسي , -
2021
43
المحور األول :فاعلية دور القيم العام
هل يجري القيم العام تعزيز للسلوكيات اإليجابية والقيم االجتماعية بين التالميذ وبقية المسؤولين
في المعهد ؟
ا
بالنسبة للتالميذ أصحاب المشكالت االنفعالية والوجدانية كيف يتم مساعدتهم في التغلب عليها
وإيجاد حلول مرضية لهم ؟
44
ما هي السلوكيات التي تسبق االنقطاع المدرسي حسب رأيك ؟
يعقد القيم العام بالتعاون مع مسئولي المعهد ندوات دورية للتشجيع وتقديم الدعم المعنوي
للتالميذ ام ال ؟
45
القيم العام يقوم بتنظيم دروس الدعم للتالميذ ذوي التحصيل المتدني ؟
عند مناقشة أمور الغياب يتم تفعيل التواصل بين المدرسة واالسرة ؟
هل يساهم القيم العام بتحسين االمور المعنوية والمادية التي يجرى فيها تمدرس التالميذ ؟
يتم تكثيف العمليات التحسيسية لفائدة التالميذ مع بقية المسؤولين حول وسائل مواجهة االنقطاع
المدرسي ؟
46
ما هي اقتراحاتكم للتقليل من ظاهرة االنقطاع ؟
هل ساهمت اآلليات التي تم ذكرها سابقا بشكل فعلي في الحد من هذه الظاهرة ؟
آلية التواصل التي يتم إجرائها بين األسرة والمدرسة كانت آلية فعالة في تقليل نسبة هذه
الظاهرة أم القت صعوبات وظلت في أزمة ؟
47
ما مدى نجاح حضور مكاتب اإلصغاء واإلرشاد التربوي في تقليص أو حل هذه الظاهرة ؟
الية التواصل بين القيم العام ومختلف الفاعلين االجتماعيين حققت عملية التوافق والفهم ؟
48
49