You are on page 1of 54

‫مــذكرة تخــرج لنيــل شهـــــــــــادة اإلجـــــــــــــــازة األساســــــــــــــــــــية‬

‫في مجال علم االجتماع تخصص ثقافة و اتصال‬

‫موضـــــــــــــــــــــــــــــــوع البحث ‪:‬‬

‫االليات التربوية لمواجهة االنقطاع المدرسي‬

‫" من خالل دور القيم العام ''‬

‫سيرين نصرلي‬ ‫اعداد الطــــــــالبة ‪:‬‬

‫شهاب يحياوي‬ ‫االستاذ المشراف ‪:‬‬

‫السنة الجامعية ‪2023 / 2022 :‬‬


‫الشكر والتقدير‬

‫بداية احمد هللا واشكره على توفيقه النجازنا هذا البحث ‪ ,‬ثم اشكر كل من مد لي‬
‫يد المساعدة خالل هذه الفترة وفي مقدمتهم استاذي المشرف على الرسالة الدكتور‬
‫شهاب اليحياوي الذي لم يدخر جهدا في مساعدتي والذي كان له الدور الفعال في‬
‫بعث هذا البحث الى الوجود ‪ ,‬وحقا تجد حروفي عجزا عن وصف شعوري لمدى‬
‫امتناني له على كل ما قدمه لي من توجيهات سديدة و نصائح ومعلومات قيمة‬
‫‪ .‬وقدم لي الوقت والجهد رغم كثرة التزاماته شكرا سيدي‬
‫اهداء‬
‫الى اخي ورفيق دربي في الحياة الى العين الوحيدة التي ال معنى للحياة بدونه‬
‫اريد ان اشكرك على مواقفك النبيلة ومساندتي في خطواتي طول سنواتي‬
‫الدراسية شكرا ادامك لي هللا السند والكتف الذي ال يميل‬
‫فهرس المحتويات‬
‫المقدمة‬
‫‪ :‬المقدمة‬
‫‪ 1‬موضوع البحث ‪:‬‬

‫رغم التطورات و اإلصالحات الكثيرة و المتنوعة للمنظومة التربوية حسب ما يتماشى مع متطلبات‬
‫العصر و تزويد المؤسسة بمجموع وسائل ومعارف ومهارات تمكنها من تحدي مختلف الصعوبات و‬
‫المعيقات التي تقف في طريقها اال انها ما زالت في ازمة ‪ .‬فالنظام التربوي التونسي رغم محاولته‬
‫فاالرتقاء بالتربية والتعليم إال انه مازال يعاني جملة من المشاكل من بينها مشكلة االنقطاع المدرسي‬
‫التي في تزايد مستمر خالل السنوات األخيرة ‪2021 -2020/2020-2019/2019-2018‬‬

‫حيث أصبح من أهم المشاكل التي تشغل بال األعضاء المسؤولين على التربية وتتطلب ) انظرالملحق(‬
‫ضرورة الوقوف عليها ومعرفة أسبابها و أنواعها و اآلثار الناجمة عنها و مختلف اآلليات التربوية‬
‫‪ .‬لمواجهتها و الحد منها وإستراتيجية تنفيذها‬

‫وفي ظل ذلك يعد العمل و التعاون االجتماعي بالوسط المدرسي لهذه اآلليات احد الحلول التي تثبت‬
‫نجاعتها في الحد من ظاهرة االنقطاع المدرسي و التصدي لكافة مظاهر عدم التكيف المدرسي التي‬
‫‪ .‬تكون سببا في االنقطاع‬

‫انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير في التعليم االعدادي في تونس وعرفت توسعا كبيرا بين التالميذ‬
‫فتجلت في سلوك الغياب المتكرر عن الحصص لعدة أيام أو أسابيع ‪,‬انخفاض مستوى الدافعية للدراسة‬
‫االنخفاض المفاجئ لمستوى الدراسة و كذلك في شكل سلوكيات عدوانية تندرج ضمن مصطلح العنف‬
‫‪ .‬المدرسي كسلوك بارز يتماشى بشكل توافقي مع سلوك االنقطاع عن الدراسة‬

‫هذه الظاهرة عكرت صفو المنظومة التربوية و انعكست على مرد ودها ونتائجها وتقدمها األمر الذي‬
‫تطلب لفت انتباه كافة المسؤولين و الجهات الرسمية لها وضرورة تسخير كافة الموارد البشرية والمادية‬
‫قصد استثمار أوقات فراغ التلميذ وكافة الصعوبات والتعقيدات التي تعترضه في دراسته كتنظيم دروس‬
‫‪ .‬الدعم ‪,‬خلق نشاطات ثقافية ورياضية مدرسية ‪,‬مسابقات علمية التي هي من مهام القيم العام‬

‫وفي دراستي هذه حاولت تسليط الضوء على اآلليات التربوية لمواجهة االنقطاع المدرسي من خالل‬
‫‪:‬دور القيم العام بما انه سلطة إشراف بيداغوجي وذلك وفق الخطة الموضحة كاألتي‬

‫حيث قمت بتقسيم الدراسة إلى جانبين جانب نظري منهجي وجانب تطبيقي‬

‫الجانب النظري يحتوي على النظرية الراديغم ‪ ,‬التدقيق المفاهيمي والدراسات السابقة ‪ ,‬الجانب المنهجي‬
‫الذي احتوى إشكالية البحث والتوجهات ‪ ,‬المنهج ‪ ,‬تقنيات البحث ‪ ,‬مجاالت البحث ‪ ,‬الفئة المستهدفة ‪ ,‬اما‬
‫القسم الثاني فخصصته لتحليل النتائج أوال‪ :‬دور القيم العام بماهو سلطة اشراف بيداغوجي في مواجهة‬
‫االنقطاع المدرسي من خالل ابراز أهميته ومهامه داخل المؤسسة ‪ ,‬ثانيا االليات التي من صلب مهام‬
‫القيم العام وثالثا حدود هذه االليات في تمكين القيم العام من التصدي لهذه الظاهرة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2‬الدوافع الذاتية والموضوعية للبحث‪:‬‬
‫يعد تحديد الباحث لدوافع اختيار موضوع دراسته مساهمة بشكل كبير ضمنيا في ضبط اإلشكالية‬
‫وتحديد المسار السليم للبحث للوصول إلى النتائج المرجوة ومن ابرز الدوافع التي جعلتني كباحثة اختار‬
‫‪:‬موضوع اآلليات التربوية لمواجهة االنقطاع كموضوع دراسة ما يلي‬

‫‪-‬االنتشار الواسع لظاهرة االنقطاع المدرسي بين التالميذ في الكثير من المجتمعات‬

‫خطورة الظاهرة ألنها ال تقتصر على الوسط المدرسي ولكنها تتحول الى سلوك دائم للتالميذ والذي ‪-‬‬
‫‪ .‬يشكل خطورة على الفرد والمجتمع‬

‫دراسة الظاهرة في مرحلة التعليم المتوسط باعتبارها مرحلة حساسة جدا تتمثل في مرحلة المراهقة ‪-‬‬
‫‪ .‬التي تتميز بالعديد من التغيرات النفسية والجسمية والعقلية‬

‫‪ -‬معرفة مختلف اآلليات التربوية المطبقة للحد من ظاهرة االنقطاع المدرسي‪.‬‬

‫أهداف البحث ‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫تهدف الدراسة الى ‪:‬‬


‫دراسة المنظومة التربوية و الكشف عن التحديات و والضغوطات و المشكالت التي تواجه المنظومة ‪-‬‬
‫‪ .‬سعيا لالرتقاء بها‬

‫لفت انتباه المسؤولين والجهة المعنية باألمر إلى خطورة ظاهرة االنقطاع المدرسي وضرورة تطبيق ‪-‬‬
‫مختلف اآلليات التربوية لمواجهتها والحد من تفاقمها‬

‫‪ -‬معرفة اآلثار الناتجة عن ظاهرة االنقطاع ومدى تأثيرها على التالميذ ‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على أهم اآلليات التربوية التي تواجه االنقطاع المدرسي للتلميذ من خالل دور القيم العام ‪.‬‬

‫حدود البحث‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫ال يتجه بحثنا الى تناول ظاهرة االنقطاع المدرسي من ناحية العوامل واألسباب او‬
‫تطور الظاهرة كميا وانما يهتم أساسا بدور احد الفاعلين التربويين ضمن المدرسة‬
‫وهو القيم العام في التحكم في الظاهرة وحدود هذا الدور الذي تسمح به اإلجراءات‬
‫واالليات المتاحة له بعامل القانون والعرف المدرسي ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫القسم األول ‪ :‬االطار النظري والمنهجي للبحث‬

‫‪ .I‬االطار النظري للبحث ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫أوال ‪ :‬النظرية البراديغم‬

‫ثانيا ‪ :‬التدقيق المفاهيمي‬

‫ثالثا ‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫‪ 1‬النظرية البراديغم ‪:‬‬

‫يعتبر القيم العام نواة المؤسسة التربوية ومصدر القوة واليد العاملة فيها فاذا كان المدير هو من يضع‬
‫المهام المتوقعة من كل مسؤول داخلها فان القيم العام هو من يقوم بفعل التنفيذ وهو من يؤدي األدوار‬
‫والمهام المطلوبة منه ويشارك في تنظيمها وتحقيق الوظائف داخل المنظمة مع بقية األطراف الفاعلين‬
‫فيها ‪ ,‬فالنظرية األقرب لموضوع دراستنا هاهنا هي النظرية الوظيفية الكالسيكية ‪:‬‬

‫تنبني المقاربة الوظيفية على تشبيه المجتمع بالكائن العضوي الحي‪ .‬بمعنى أن المجتمع يتكون من‬
‫مجموعة من العناصر والبنيات واألنظمة‪ .‬وكل عنصر من هذه العناصر يؤدي وظيفة ما داخل هذا‬
‫الجهاز المجتمعي‪ .‬وبهذا‪ ،‬يترابط كل عنصر في النسق بوظيفة ما‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فالمجتمع نظام متكامل‬
‫ومترابط ومتماسك‪ ،‬يهدف إلى تحقيق التوازن والحفاظ على المكتسبات المجتمعية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يقوم الدين‬
‫والتربية ‪ -‬مثال‪ -‬بالحفاظ على توازن المجتمع‪ .‬وخير من يمثل هذه المقاربة الفرنسي إميل دوركايم‪،‬‬
‫واألمريكيان تلكوت بارسونز (‪ )٢( )Talcott Parsons‬وروبرت ميرتون (‪ )٣( )R.Merton‬على‬
‫سبيل التمثيل‪ .‬وقد كان لهذه النظرية إشعاع كبير في سنوات الخمسين من القرن الماضي‪.‬‬
‫ويعني هذا أن النظرية الوظيفية تعتبر " المجتمع نظاما معقدا تعمل شتى أج زاؤه س ويا لتحقي ق االس تقرار‬
‫والتضامن بين مكوناته‪ .‬ووفقا لهذه المقارب ة‪ ،‬ف إن على علم االجتم اع استقص اء عالق ة مكون ات المجتم ع‬

‫‪4‬‬
‫بعض ها ببعض وص لتها ب المجتمع برمت ه‪ .‬ويمكنن ا على ه ذا األس اس أن نحل ل‪ ،‬على س بيل المث ال‪،‬‬
‫المعتقدات الديني ة والع ادات االجتماعي ة‪ ،‬بإظه ار ص لتها بغيره ا من مؤسس ات المجتم ع؛ ألن‬
‫أجزاء المجتمع المختلفة تنمو بصورة متقاربة بعضها مع بعض‪.‬‬

‫ولدراسة الوظيفة التي تؤديها إحدى الممارسات أو المؤسسات االجتماعي ة‪ ،‬ف إن علين ا أن نحل ل م ا تقدم ه‬
‫المساهمة أو الممارسة لضمان ديمومة المجتمع‪ .‬وطالما اس تخدم الوظيفي ون‪ ،‬ومنهم ك ونت ودرك ايم مب دأ‬
‫المشابهة العضوية للمقارنة بين عمل المجتمع بما يناظره في الكائنات العض وية‪ .‬وي رى ه ؤالء أن أج زاء‬
‫المجتمع وأطرافه تعمل سويا وبصورة متناسقة كما تعمل أعض اء الجس م البش ري‪ ،‬لم ا في ه نف ع المجتم ع‬
‫بمجمله‪ .‬وليتسنى لنا دراسة أحد أعضاء الجسم‪ ،‬كالقلب على سبيل المثال‪ ،‬فإن علينا أن نبين كيفية ارتباطه‬
‫باعضاء الجسم األخرى ووظائفه‪ .‬وعند ض خ ال دم في س ائر أج زاء الجس م‪ ،‬ي ؤدي القلب دورا حيوي ا في‬
‫استمرار الحياة في الكائن الحي‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن تحليل الوظائف التي يقوم بها أحد تكوين ات المجتم ع يتطلب‬
‫منا أن نبين الدور الذي تلعبه في استمرار وجود المجتمع ودوام عافيته‪.‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬تنبني النظرية الوظيفية على مجموعة من المبادئ والمف اهيم األساس ية‪ ،‬مث ل‪ :‬الوظيف ة‪ ،‬والبن اء‬
‫االجتماعي‪ ،‬والمشابهة العضوية‪ ،‬والنسق‪ ،‬والدور والمكان ة االجتماعي ة‪ ،‬والمتطلب ات الوظيفي ة‪ ،‬والب دائل‬
‫الوظيفية‪ ،‬والمعوقات الوظيفية‪ ،‬والوظائف الظاهرة والوظائف الكامنة‪ ،‬والجزء في خدمة الكل‪ ،‬والتضامن‬
‫العضوي‪ ،‬والمحافظة واالستقرار‪ ،‬والنظام والتوازن‪ ،‬واألدوار الحيوية‪ ،‬واالتس اق واالنس جام‪ ،‬والتماس ك‬
‫االجتماعي مقابل مبدإ التجزئة والصراع ‪.‬‬

‫من اهم المبررات الختيار هذه النظرية هي ‪:‬‬


‫من اك ثر المقارب ات مماثل ة لموض وع بح ثي حيث ش بهت المجتم ع بالك ائن العض وي الحي المتك ون من‬
‫مجموعة العناصر والبيانات واالنظمة وكل عنصر يؤدي وظيفته داخل هذا الجهاز المجتمعي ‪.‬‬

‫التدقيق المفاهيمي ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬مفهوم التربية ‪:‬‬

‫عرف عالم االجتماع الحديث ايميل دوركهايم التربية قائال‬

‫" يشير مصطلح التربية في معناه العام إلى كل أشكال التأثير التي يتعرض لها اإلنسان في المحيط‬

‫‪5‬‬
‫الخارجي‪ ،‬سواء من طرف األشياء أو األشخاص المشكلة لهذا المحيط‪ ،‬بما في ذلك تأثير الطبيعة على‬
‫العضوية البشرية من خالل المناخ والتغذية و غيرها‪ ،‬أو تأثيرات األشخاص اآلخرين المحيطين باالفراد‬
‫والذين تربطهم به عالقة احتكاك وتفاعل دائمين" (من كتاب التربية والمجتمع )‪. ).‬‬

‫إضافة إلى ذلك يعرف التربية على انها "هي الفعل الذي تمارسه األجيال الراشدة على األجيال الصغيرة‬
‫التي لم تصبح بعد ذلك ناضجة للحياة االجتماعية‪ ،‬وموضوعها إثارة و تنمية عدد من االستعدادات‬
‫الجسدية و الفكرية و األخالقية عند الطفل‪ ،‬و التي يتطلبها المجتمع السياسي في مجمله والوسط الخاص‬
‫الذي يوجه إليه" ( إميل دوركايم‪ ،1996،‬ص‪.)68‬‬

‫بمعنى ان دوركهايم يرى ان التربية تقتصر على االجيال التي لم تنضج بعد للحياة االجتماعية فجعل‬
‫العالقة تحدث بين شخصية الراشد والطفل فجعل بذلك غاية التربية ليست تكوين الفرد من أجل ذاته بل‬
‫من أجل المجتمع في الدرجة األولى معتبرا ان التربية عملية حفظ للتراث الثقافي ونقله من جيل إلى آخر‬
‫‪.‬‬
‫إذن فالتربية عملية اجتماعية ثقافية تكسب جيل الصغار الصفة االجتماعية من خالل عملية التشكيل‬
‫الثقافي التي تتصف باإللزام ومن ثمة تتضمن التنشئة االجتماعية‪ ،‬التنشئة االجتماعية في اي مجتمع ال‬
‫تنشأ من فراغ بل هي انعكاس لثقافة المجتمع في حد ذاته والتي هي جزء منه فيتضح لنا ان هناك عالقة‬
‫تبادلية بين التربية والتنشئة وكل منهما يساعد على نمو اآلخر وتطوره التنشئة هي الوعاء الذي يستطيع‬
‫من خالله المجتمع ان يقوم بحفظ ثقافته والمواقف االجتماعية التي يتعرض لها الفرد والتربية في نفس‬
‫الوقت تحدد اساليب التنشئة المتبعة في المجتمع وبالتالي فالتربية هي العملية التي تشكل الفرد وتكيفه مع‬
‫الواقع من خالل بناء شخصيته بما يتفق مع متطلبات ثقافته االجتماعية وتحديد دوره االجتماعي وفي هذا‬
‫الصدد يوضح "ستيوارت ميل " " ان التربية ال تشمل كل ما نعلمه النفسنا او ما يقدمه اآلخرون لنا‬
‫بقصد تنشئتنا تنشئة صالحة فحسب بل تشمل فوق ذلك االثار غير المباشرة التي لها اكبر األثر في تقويم‬
‫اخالقنا ومواهبنا وطباعنا كالقانون ونظم الحكم والفنون الصناعية والنظم االجتماعية كما تشمل كذلك‬
‫آثار البيئة الطبيعية كعوامل الجو والموقع الجغرافي بل كل ما يساعد على صقل الفرد وتقويم شخصيته‬
‫بالشكل الذي يصير اليه بعد ذلك "‬
‫وبالتالي يتضح ان التربية من وجهة نظر "ستيوارت ميل " هي عملية شاملة والتنشئة جزء منها ‪.‬‬

‫اما من الناحية االجرائية فقمت بتعريف المؤسسة التربوية على انها كيان منظم يقوم بمجموعة من‬
‫العمليات من اجل تحقيق اهداف مشتركة لتقديم مجموعة من المهارات السلوكية والظوابط االخالقية‬
‫والتي تكون بمثابة رصيد من المعرفة والخبرات االنسانية لدعم المتلقين وتمكينهم من المشاركة في‬
‫المجتمع بشكل فعال ‪.‬‬

‫المدرسة ‪2‬‬ ‫‪ :‬مفهوم‬

‫‪:‬جاء في قاموس علم االجتماع في تعريف مصطلح المدرسة‬


‫‪« Ecole(sociologie de l’) : pour la sociologie, l’école est d’abord une‬‬
‫‪institution qui remplit des fonction globales d’intégration et de mobilité‬‬
‫‪sociale, l’autonomie relative du système d’enseignement justifie‬‬
‫‪cependant que l’on s’intéresse aussi à son organisation interne, à la‬‬
‫‪spécifié de son action, qui consiste à transmettre dans le cadre d’une‬‬
‫‪6‬‬
‫‪programmation délibérée, des ensembles de connaissances, de‬‬
‫‪compétences et de dispositions aux jeunes générations, ainsi qu’aux‬‬
‫‪attentes et aux pratiques‬‬
‫‪des différents acteurs sociaux concernés par son fonctionnement » (1).‬‬
‫هنا مفهوم المدرسة حسب "ريمون بودون " في قاموس علم االجتماع هي نظام اجتماعي يتكون من‬
‫مجموعة وظائف وهو نظام تعليمي مستقل يضم مجموعات معرفية تعمل على كفاءة االجيال الجديدة‬
‫‪ .‬هدفها العمل من اجل استمرارية هاذا النظام‬
‫إضافة الى هاذا التعريف فلقد عرف اصحاب المنهج التنظيمي المدرسة على انها "نظام معقد ال يمكن‬
‫" التغيير في احد اجزائها دون التأثير في بنيتها الكلية‬
‫فريدريك هاستن"يعرفها بأنها نظام معقد من السلوك المنظم الذي يهدف الى تحقيق جملة من الوظائف"‬
‫" في إطار النظام االجتماعي القائم‬

‫اما "الرنولد كلوس " يصف المدرسة على انها "نسق منظم من العقائد والقيم والتقاليد وانماط التفكير‬
‫" والسلوك التي تتجسد في بنيتها وفي ايديولوجيتها الخاصة‬

‫فمن خالل هذه التعاريف نجد ان اصحاب هاذا المنهج عرفوا المدرسة على انها نظام معقد النه يتكون‬
‫من نسق منظم من العقائد والقيم التي تمثل مكونات الثقافة وفق ايديولوجية خاصة تقوم في اطار المجتمع‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬

‫نجد الباحث "فريدنان بونسون " يعرف المدرسة على انها "مؤسسة اجتماعية ضرورية تهدف الى‬
‫ضمان عملية التواصل بين العائلة والدولة من اجل اعداد االجيال الجديدة ودمجها في إطار الحياة‬
‫" االجتماعية‬

‫من خالل تعريف الباحث نجد انه حدد اهمية المدرسة التي تمثلت في كونها حلقة رابطة بين االسرة‬
‫‪ .‬والدولة والتي تقوم بوظيفة التنشئة االجتماعية للنشء الجديد ودمجه في المجتمع‬
‫إذن فدور المدرسة وأهميتها والتفاعالت الحاصلة بين مكوناتها وعناصرها كله من اجل انجاح العملية‬
‫التعليمية والحد من العوائق ومن بين هذه العوائق و اخطرها ظاهرة التسرب المدرسي والتي عرفتها‬
‫المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بأنه " صورة من صور الفقر التربوي في المجال التعليمي‬
‫وترك الطالب الدراسة في إحدى مراحلها المختلفة وبمعنى شامل هو كل طالب يترك المدرسة ألي سبب‬
‫من االسباب قبل نهاية المرحلة التعليمية مما يمثل هدرا لطاقات المجتمع المستقبلية وفقد اقتصادي سلبي‬
‫" للعملية التعليمية من الناحية االقتصادية‬
‫بمعنى ان التسرب المدرسي قبل انهاء اي مرحلة من المراحل التعليمية يمس من إقتصاد الدولة بما انه‬
‫من اصعب المشاكل التي تعاني منها المؤسسات التربوية فهو عنصر فعال في تفشي االمية وعدم اندماج‬
‫‪ .‬االفراد في التنمية‬

‫‪ 1‬ايميل دوركايم ‪ ,‬كتاب التربية والمجتمع ‪ ,‬ترجمة اسعد وطفة ‪ ,‬جامعة الكويت ‪ ,‬دار معد للطباعة والنشر والتوزيع ‪2007 ,‬‬
‫محي الدين احمد الحسين ‪ ,‬التنشئة االجتماعية واهميتها من المنظور السيكيولوجي ‪ ,‬الكتاب السنوي للعلوم االجتماعية ‪ ,‬القاهرة دار المعارف ‪,‬‬
‫‪1982‬‬
‫ريمون بودون ‪ ,‬كتاب المعجم النقدي لعلم االجتماع ‪ ,‬المترجم سليم حداد ‪ ,‬دار النشر ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪2012 ,‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ :‬من الناحية اإلجرائية قمت بتعريف المدرسة على النحو التالي‬
‫المدرسة نظام معقد الى جانب وظيفتها التعليمية فهي تواجه العديد من المشاكل من ابرزها االنقطاع‬
‫وقمت بتعريفه على انه االنقطاع التام عن الدراسة الي سبب من االسباب اجتماعية او اقتصادية او‬
‫‪ .‬تربوية وذلك قبل االنتهاء من السن االجباري للتعليم في مرحلة معينة‬

‫مفهوم الدور ‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫لقد عرف "أحمد زكي بدوي " الدور في معجم مصطلحات العلوم االجتماعية بأنـه "الـسلوك المتوقع من‬
‫الفرد في الجماعة والجانب الدينامي لمركز الفرد ‪ ،‬فبينما يشير المركز إلى مكانة الفرد في الجماعة ‪،‬‬
‫فإن الدور يشير إلى نموذج السلوك الذي يتطلبه المركز‪ ،‬ويتحدد سلوك الفرد فـي ضـوء توقعاته‬
‫وتوقعات اآلخرين منه‪ ،‬وهذه التوقعات تتأثر بفهم الفرد واآلخرين للحقوق والواجبات المرتبطة بمركزه‬
‫االجتماعي ‪ ،‬وحدود الدور تتضمن تلك األفعال التي تتقبلها الجماعة فـي ضـوء مـستويات السلوك في‬
‫‪ " .‬الثقافة السائدة‬

‫يعني ان المركز هو الذي يحدد مكانة الفرد داخل المجموعة اما الدور فهو نموذج السلوك الذي يتطلبه‬
‫‪ .‬المركز وحدود دوره تتمثل في افعاله التي تتبناها المجموعة‬

‫في حين يذهب "محمد عاطف غيث " إلى تعريف الدور في قاموس علم االجتماع‪ ،‬بأنه "نموذج يرتكز‬
‫حول بعض الحقوق والواجبات ‪،‬ويرتبط بوضع محدد للمكانة داخل جماعة أو موقف اجتماعي معين‪،‬‬
‫ويتحدد دور الشخص في أي موقف عن طريق مجموعة توقعات يعتنقها اآلخرون كما يعتنقها الفرد‬
‫نفسه‪" ،‬‬

‫بمعنى ان واجبات الفرد يحددها الدور الذي يشغله اما حقوقه فتحددها الواجبات والمهام التي ينجزها في‬
‫المجتمع ‪.‬‬

‫أما "عبد المجيد سالمي " فقد عرفه في معجم مصطلحات علم النفس بأنه "مجموعة من أنماط سلوك‬
‫الفرد‪ ،‬تمثل المظهر الدينامي للمكانة‪ ،‬وترتكز على الحقوق والواجبات المتعلقة بهـا‪ ،‬وبمعنـى آخر يتحدد‬
‫الدور على أساس متطلبات معينة تنعكس على توقعات األشخاص لسلوك الفرد الذي يحتل مكانة ما في‬
‫اوضاع معينة "‬

‫من خالل التعريفات السابقة يمكن أن نالحظ بأنها تشتمل على الكثير من القضايا المـشتركة‪ ،‬التي تجعل‬
‫من مفهوم الدور يرتكز على األفعال والتصرفات التي يقوم بها الشخص‪ ،‬بما يتوافق مـع متطلبات مركز‬
‫معين في المجتمع ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اذن مما سبق من تعريفات نستنج ان الدور هو نموذج السلوك المتمثل في االفعال والتصرفات التي‬
‫تتوافق مع متطلبات مركز معين في المجتمع ومن بين جملة هذه المراكز نأخذ المراكز التعليمية ودور‬
‫كل مسؤول فيها ومن بين ادوار كل المسؤولين نأخذ دور االرشاد التربوي بماهو جزء رئيسي في اي‬
‫نظام تعليمي حيث قامت المؤسسات التربوية بتعيين مختصين في االرشاد والتوجيه لتقديم الخدمات‬
‫للطلبة و متابعة المتعلمين وتقديم المساعدات على تحسين االداء وتنمية المهارات ومعالجة كل من‬
‫المشاكل السلوكية او التعليمية التي تظهر لديهم بالتنسيق مع االطراف المعنية باألمر ‪.‬‬

‫اما من الناحية اإلجرائية فقمت بتعريف دور المرشد التربوي على النحو التالي ‪ :‬دور المرشد التربوي‬
‫في المنظومة التعليمية يتمركز في معالجة المشاكل السلوكية والتعليمية و الحد من ظاهرة االنقطاع بشكل‬
‫خاص ‪.‬‬

‫مفهوم االنقطاع ‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫االنقطاع لغة هو ‪:‬‬
‫‪ -‬انقطع ( قطع ) فعل خماسي الزم ‪ ,‬انقطعت ‪ ,‬انقطع مصدره " انقطاع "‬
‫انقطع عن العمل ‪ :‬توقف ‪ ,‬تركه او اعرض عنه ‪ ,‬انقطع عن الكالم ‪/‬انقطع عن الدراسة‬ ‫‪-‬‬
‫تخلى عن الدراسة ( ‪) www.almaany.com‬‬

‫نالحظ ان للفعل عدة معاني يتحدد معناه من خالل السياق الموجود فيه ‪ ,‬االنقطاع عن‬
‫الدراسة يعني التخلي عنها ‪.‬‬

‫من الناحية اإلجرائية ‪:‬‬

‫تبنينا مصطلح االنقطاع المدرسي في سياق التالميذ المتواجدين في النظام المدرسي بصفة‬
‫متذبذبة او متقطعة او نهائية لعدة أسباب ‪.‬‬

‫أنواع االنقطاع ‪:‬‬

‫االنقطاع التلقائي ‪ :‬هو في األصل ناتج عن نفور التلميذ من مقاعد الدراسة ومن فضاء‬ ‫‪‬‬
‫لم يعد يجد نفسه فيه (‪)www.assabahnews.tn‬‬
‫انقطاع بقرار من مجلس القسم ‪ :‬تجاوز السن القانونية ‪ ,‬الرفت لعدم إمكانية التثليث‬ ‫‪‬‬
‫( بمعنى قضاء ثالث سنوات بنفس القسم ) ( ‪) www.tunisia-sat.com‬‬
‫‪ 2‬سميح ابو مغلي ‪ ,‬التنشئة االجتماعية للطفل ‪ ,‬االردن ‪ ,‬دار اليازوي العلمية للنشر والتوزيع ‪2002 ,‬‬
‫احمد زكي بدوي ‪ ,‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ‪ ,‬مكتبة النشر لبنان ‪2003‬‬
‫محمد عاطف غيث ‪ ,‬قاموس علم االجتماع دار المعرفة الجامعية للطبع والنشر ‪2008 ,‬‬

‫‪9‬‬
‫انقطاع بقرار من مجلس التربية ‪ :‬يتم فيه لرفت التلميذ من المؤسسة ومن كافة‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسات التربوية مثال عند ثبوت ارتكاب العنف اللفظي او المادي ضد احد أعضاء‬
‫االسرة التربوية او عند القيام باعمال تخريبية يكون العقاب المستوجب الطرد النهائي‬
‫من جميع االعداديات ‪ ,‬التالميذ اللذين ثبتت ادانتهم لدى اللمحاكم وصدرت بشانهم احكام‬
‫بالسجن يقع التشطيب على أسمائهم بصفة الية ‪)www.tunisia-sat.com ( .‬‬

‫مفهوم االليات ‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫جاء في تعريف االليات من الناحية اللغوية انها اسم مؤنث منسوب الى االلة ‪ :‬حركة الية‬
‫وسيلة ‪ ,‬إمكانية اجراء طريقة ‪ :‬يجب االلتزام باليات فض النزاع ‪.‬‬
‫وسيلة وطريقة الدارة لمواجهة المخاطر ومختلف النزاعات‪) www.almaany.com( .‬‬

‫اما اجرائيا فقد حددت له المعنى التالي ‪:‬‬


‫مجموع الوسائل واإلجراءات التي تقوم بتنفيذها المؤسسة التربوية اتجاه مختلف الظواهر‬
‫كظاهرة االنقطاع المدرسي وذلك لمواجهتها والحد من انتشارها ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫تمثل الدراسات السابقة احد األجزاء المهمة من خطة البحث العلمي ‪ ,‬فهي التي تقوم بوضع‬
‫الباحث على الطريق الصحيح حتى يقدم بحثا جديدا وقد استندت في دراستي على الدراسات‬
‫السابقة االتي ذكرها ‪:‬‬

‫* دراسة ‪: 1‬‬

‫حول "الخصائص االجتماعية للمتسربين دراسيا وعالقتها بالمتسرب الدراسي "‬

‫جاءت دراسة سعد بن محمد علي الهميم تحت عنوان الخصائص االجتماعية للمتسربين‬
‫دراسيا وعالقتها بالمتسرب الدراسي دراسة اجتماعية لطالب المرحلة الثانوية ‪ 66‬الفصل‬
‫األول موضوع الدراسة وإطارها المفاهيمي في محافظة حوطة بني تميم وهي أطروحة‬
‫مقدمة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم االجتماعية أجريت هذه‬
‫الدراسة في الرياض في سنة ‪. 2010‬‬

‫صاغ الباحث اشكالية دراسته على النحو التالي ‪:‬‬


‫ما الخصائص االجتماعية للمتسربين دراسيا وعالقتها بالتسرب الدراسي لطالب المرحلة‬

‫‪10‬‬
‫الثانوية في محافظة حوطة بني تميم ؟‬

‫توصل الباحث في مايخص الفرضيات الى الفرضيات اآلتية‬


‫الفرضية العامة‪:‬‬
‫ال توجد فروق إحصائية ذات داللة بين الخصائص االجتماعية للمتسربين عن الخصائص‬
‫االجتماعية لغير المتسربين دراسيا‪ .‬وقد تفرعت عنها الفرضيات الجزئية التالية‪:‬‬
‫التوجد فروق إحصائية في أعمار المتسربين وغير المتسربين دراسيا ‪،‬ال توجد فروق‬
‫إحصائية في المراحل الدراسية بين المتسربين وغير المتسربين دراسيا‬
‫ال توجد فروق إحصائية لمكان الوالدة بين المتسربين وغير المتسربين دراسيا‬
‫ال توجد فروق إحصائية لمكان اإلقامة الحالية بين المتسربين وغير المتسربين دراسيا‬
‫ال توجد فروق إحصائية في ترتيب الطالب بين المتسربين وغير المتسربين دراسيا‪.‬‬

‫فيما يخص المنهج فقد استخدم المنهج الوصفي التحليلي في دراسته لموضوع بحثه واعتمد‬
‫‪3‬على اداة االستمارة حيث ضمنها مجموعة من االسئلة التي تهدف للكشف عن الخصائص‬
‫االجتماعية للمتسربين وغير المتسربين‪.‬‬

‫اما مجتمع الدراسة فتشكل من طالب المرحلة الثانوية للتعليم العام (بنين) التابع الدارة‬
‫التربية والتعليم في محافظة حوطة بني تميم حيث وصل عددهم الى ‪ 102‬طالبا موزعين‬
‫على المدارس الثانوية وقد قام الباحث باختيار العينة بطريقة المسح االجتماعي الشامل‬
‫للمنقطعين واخذ الباحث عينة اخرى مماثلة من الطلبة المنتظمين دراسيا او غير المتسربين‬
‫بطريقة العينة العشوائية كعينة مقارنة ‪.‬‬

‫خلصت دراسة الباحث إلى مجموعة من النتائج وهي كاآلتي ‪:‬‬


‫تشكل جماعة االقران من اكثر العوامل تأثيرا في دفع االبناء الى التسرب الدراسي ‪،‬جاءت‬
‫البيئة المدرسية في الموقع الثاني من حيث االهمية في درجة تأثيرها في عملية التسرب‬
‫الدراسي ومن ابرز العوامل الدافعة الى التسرب قلة العدالة في التعامل والتمييز بين التالميذ‬
‫داخل الصف والعقاب بكل انواعه البدني والنفسي من قبل المعلم وادارة المدرسة ‪ ،‬سوء‬
‫االضائة ونظام االمتحانات والشعور بالفرق الشاسع بين قدرتهم على التحصيل واالنجاز‬
‫العقلي وبين قدرات زمالئهم نحو االحسن يؤدي بشعور التلميذ الى النفور من المدرسة وعدم‬
‫احساسه باالنتماء اليها‪ ،‬سوء التنظيم والتسيير والتخطيط في التعليم يدفع بالتلميذ الى‬
‫التسرب‪ ،‬ضعف العالقة بين البيئة الخارجية والمدرسة وقلة التفاعالت بين االسرة والنظام‬
‫التعليمي يؤدي الى قصور في التحصيل الدراسي للتالميذ ‪ ،‬عدم ادراك الوالدين الهمية تعليم‬
‫ابنائهم يسبب ضعف المستوى التعليمي والوعي الثقافي لدى بعض االسر مما يجعلهم ال‬
‫يدركون مدى الضرر الذي سيلحق بأبنائهم جراء انقطاعهم عن المدرسة ‪ ،‬تزيد نسبة‬
‫‪3‬‬
‫ليلى كيحول ‪,‬االوضاع االجتماعية لالسرة وعالقتها بالتسرب المدرسي ‪ ,‬مدينة بوسعادة الجزائر ‪2020-2018 ,‬‬

‫‪11‬‬
‫التسرب بين االسر التي كانت تدفع أبنائها الى التسرب مقارنة مع االسر التي تشجع ابنائها‬
‫على المتابعة الدراسية ‪،‬كثرة المشكالت بين افراد االسرة خاصة االبوين والذي يؤدي الى‬
‫االنفعال واالغفال وعدم المتابعة لالبناء مما يؤدي الى عدم تحفيزهم على اكمال الدراسة ‪،‬‬
‫نوع العالقة التي يقيمها الطالب مع مدير المدرسة والمعلمين هي واحدة من العوامل‬
‫االساسية التي تسهم في دفع الطلبة الى التسرب او االلتزام ‪، ،‬تشكل الروابط التي يقيمها‬
‫الطالب مع االسرة عامال اساسيا من عوامل التسرب او االنتظام الدراسي ‪.‬‬

‫* دراسة ‪: 2‬‬

‫حول " االسباب االجتماعية واالقتصادية والشخصية لتسرب طلبة االقليات "‬

‫دراسة مارتن روبين ‪ ،Martin, Robien " 1986‬األسباب االجتماعية واالقتصادية‬


‫والشخصية لتسرب طلبة األقليات بكريجون‬
‫تناولت هذه الدراسة موضوع األسباب االجتماعية واالقتصادية والشخصية لتسرب طلبة‬
‫األقليات وكانت تهدف إلى التعرف إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه األسباب االجتماعية‬
‫واالقتصادية والشخصية للطلبة الذين يتسربون من مدارسهم في منطقة بكريجون‪ ،‬كما تهدف‬
‫إلى الكشف عن السمات التي يتصف بها الطلبة المتسربون على الصعيد االجتماعي أو‬
‫االقتصادي أو الثقافي‪ ،‬وأيضا للكشف عن أهم األسباب والدوافع الرئيسية التي تدفع بالتسرب‬
‫الدراسي للطلبة من مدارسهم‪.‬‬

‫استخدم فيها المنهج الوصفي التحليلي في دراسته‪.‬‬


‫وشملت العينة الطلبة المتسربين للمرحلة الثانوية في المنطقة نفسها‪.‬‬

‫وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج يمكن ذكرها كما يلي‪:‬‬
‫التحصيل التعليمي المتدني لألبوين يزيد من ارتفاع نسب التسرب الدراسي لدى أبنائهم‪،‬‬
‫انخفاض مستوى الذكاء والتغيب الكثير عن المدرسة‪ ،‬العالقة السلبية بينهم وبين المدرسين ‪،‬‬
‫الظروف االقتصادية السيئة لالسرة تساهم مساهمة كبيرة في تسرب التالميذ من المدرسة بما‬
‫ان اغلب المتسربين من اسر ذات مستوى اقتصادي سيء او من اصحاب الدخل الضعيف‬
‫لعدم قدرة العائلة على تلبية احتياجات التلميذ المادية واللوازم المدرسية التي تشكل عبئ على‬
‫االسرة ‪.‬‬
‫ويتضمن التعقيب على الدراسة‪:‬تناولت الدراسة جانبا مهما من الموضوع وهو التعرف على‬
‫الدور الذي يمكن أن تلعبه األسباب االجتماعية واالقتصادية والشخصية‪ ،‬وتتشابه دراسة‬
‫مارتن روبين مع دراستنا الحالية في الجوانب المتعلقة بالدور الذي تلعبه األسباب االجتماعية‬
‫واالقتصادية والثقافية في التسرب المدرسي‪ ،‬أما في أوجه االختالف فهو في ربط المتسربين‬
‫بالعالقة السلبية بينهم وبين المعلمين واإلدارة المدرسية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫* الدراسة ‪: 3‬‬

‫حول " االوضاع االجتماعية لالسرة وعالقتها بالتسرب المدرسي "‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االجتماعية تخصص علم‬
‫االجتماع للطالبة بن كحلول ليلى حول االوضاع االجتماعية لالسرة وعالقتها بالتسرب‬
‫المدرسي دراسة ميدانية لعينة من التالميذ المتسربين خالل مرحلتي المتوسط والثانوي في‬
‫الفترة الممتدة ‪ 2020-2018‬بمدينة وبسعادة‬

‫تطرقت الدراسة لهذا الموضوع من خالل جملة من التساؤالت وكان السؤال الرئيسي لطرح‬
‫االشكالي كاآلتي ‪:‬‬
‫هل توجد عالقة بين االوضاع االجتماعية لالسرة والتسرب المدرسي ؟‬
‫و األسئلة الفرعية وردت كاآلتي ‪:‬هل توجد عالقة بين التفكك االسري والتسرب المدرسي ؟‬
‫‪-‬هل توجد عالقة بين المستوى الثقافي للوالدين والتسرب المدرسي ؟‬
‫‪-‬هل توجد عالقة بين المستوى المعيشي لالسرة والتسرب المدرسي ؟‬

‫فيما يخص الفرضيات صاغ الباحث فرضياته الى ‪:‬‬


‫الفرضية العامة ‪ :‬توجد عالقة داللة احصائية بين االوضاع االجتماعية المزرية لالسرة‬
‫والتسرب المدرسي‬
‫وتفرعت منها الفرضيات التالية ‪:‬‬
‫الفرضية الفرعية االولى ‪:‬‬
‫توجد عالقة ارتباطية ذات داللة احصائية بين التفكك االسري والتسرب المدرسي‪.‬‬
‫الفرضية الفرعية الثانية ‪:‬‬
‫توجد عالقة ارتباطية ذات داللة احصائية بين المستوى الثقافي الضعيف للوالدين والتسرب‬
‫المدرسي ‪.‬‬
‫الفرضية الفرعية الثالثة ‪:‬‬
‫توجد عالقة ارتباطية ذات داللة احصائية بين المستوى المعيشي المتدني لالسرة والتسرب‬
‫المدرسي ‪.‬‬

‫فيما يخص المنهج اعتمد المنهج الوصفي التحليلي الذي يستخدم في دراسة االوضاع الراهنة‬
‫للظواهر من حيث خصائصها ‪،‬اشكالها ‪،‬عالقاتها والعوامل المؤثرة في ذلك ‪،‬ان مصدر جمع‬
‫المادة العلمية هو ميدان الدراسة واضافة الى المنهج الوصفي المستخدم في هذه الدراسة‬
‫الميدانية قد استعان ببعض االدوات لجمع البيانات من الميدان والتي تمثلت في المالحظة‬
‫واالستمارة ‪.‬‬

‫بالنسبة لمجتمع البحث فهو التالميذ المتسربين من المدرسة من كال الجنسين في مرحلة‬
‫المتوسط والثانوي في ‪ 2020-2019/2019-2018‬بمدينة بسعادة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وقد توصل فيها الباحث الى جملة من النتائج ‪:‬‬
‫ان الحالة العائلية ألولياء افراد العينة الدراسة كان اغلبهم مطلقين والتي تمثل األغلبية وهو‬
‫ما انعكس سلبا وكانت له اثاره على التحصيل الدراسي مما ادى بهم الى التسرب المدرسي ‪،‬‬
‫كثرة المشاحنات بين الوالدين من شأنه ان يؤثر على تحصيلهم الدراسي ‪ ،‬الجو السائد في‬
‫االسرة والذي يعد من بين المتغيرات التي لها عالقة بالتسرب المدرسي ‪،‬عدم توفير الجو‬
‫المالئم للدراسة والمراجعة داخل البيانو شأنه ان يفقد التلميذ تركيزه ويقلل من اهتمامه‬
‫بالدراسة ‪،‬االسر التي تتبع االساليب التقليدية في التربية (الضرب ‪،‬الترهيب‪ ،‬الخوف )بدل‬
‫الحوار من شأنه ان يخلق لديهم الخوف وكبت مواهبهم و قدراتهم مما يؤثر على تحصيلهم ‪،‬‬
‫التفكك االسري له عالقة بالتسرب ‪،‬كلما ارتفع المستوى الدراسي للوالدين كلما زادت عالقة‬
‫التلميذ بالمدرسة والعكس صحيح‪ ،‬االهمال والالمباالة في متابعة الوالدين ألبنائهم منذ بداية‬
‫مراحل التعليم االولى ينتج عنه ضعف في التحصيل الدراسي الذي يتفاقم بمرور السنوات‬
‫الدراسية والذي يؤدي في النهاية الى التسرب المدرسي ‪ ،‬المستوى الثقافي الضعيف للوالدين‬
‫‪4‬له عالقة بالتسرب المدرسي ‪ ،‬مستوى دخل االسرة الضعيف يدفع بأبنائهم الى ترك مقاعد‬
‫الدراسة للعمل واعالة اسرهم ‪ ،‬الجو االسري المتوتر الذي من شانه ان يخلق جو غير مالئم‬
‫للدراسة مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي ‪ ،‬المستوى المعيشي المتدني لألسرة له عالقة‬
‫بالتسرب المدرسي ‪.‬‬

‫‪ .II‬االطار المنهجي للبحث ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬اشكالية البحث‬

‫ثانيا ‪ :‬توجهات البحث‬

‫‪ 4‬مارتن روبن ‪ ,‬دراسة حول االسباب االجتماعبة واالقتصادية والشخصية لتسرب طلبة االقليات ‪ ,‬بريكجون ‪2002 ,‬‬
‫سعد بن محمد علي الهميم ‪ ,‬الخصائص االجتماعية للمتسربين دراسيا وعالقتها بالمتسرب الدراسي ‪2010 ,‬‬

‫‪14‬‬
‫ثالثا ‪ :‬منهج البحث‬

‫رابعا ‪ :‬تقنيات البحث‬

‫خامسا ‪:‬مجاالت البحث‬


‫‪ -‬المجال الجغرافي‬
‫‪ -‬المجال الزمني‬
‫‪ -‬المجال البشري‬
‫سادسا ‪ :‬الفئة المستهدفة‬

‫‪ :‬تمهيد‬
‫تعد الدراسة الميدانية خطوة من الخطوات األساسية التي يتخذها الباحث في سعيه لمعرفة الحقائق ‪ ,‬حيث‬
‫تبرز أهمية الدراسة الميدانية في توضيح واثبات حقيقة المشكلة التي انطلق منها وذلك عن طريق‬
‫‪:‬اخضاع الظاهرة المدروسة لمجموعة من اإلجراءات المنهجية والتي تتمثل في ما يلي‬

‫‪ 1‬اشاكلية البحث ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫تعد التربية من احد العناصر األساسية للحياة اإلنسانية واالجتماعية فهي مجموعة القيم األخالقية‬
‫المستمدة من العادات االجتماعية والتي تساهم في توجيه سلوك األفراد داخل مجتمعهم ‪،‬وعلى هذا‬
‫األساس فإن التربية هي عملية تطبيع للفرد كي يتعايش مع الجماعة التي ينتمي إليها ويتماشى مع‬
‫‪ .‬معتقداتها وتقاليدها بما أنه اإلنسان كائن اجتماعي بطبعه‬

‫لذلك فالمنظومة التربوية بدورها تساعد في إعداد الفرد وتنشئته أخالقيا وثقافيا وكل ما تستوجبه هذه‬
‫التنشئة من معارف ومهارات تدفع بالمجتمع إلى التقدم والتطور المعرفي ‪ ،‬وفي هاذا اإلطار المدرسة‬
‫هي المؤسسة التربوية النظامية الثانية بعد األسرة فهي تقوم بتنشئة الطفل و اعداده من جميع النواحي‬
‫المعرفية واألخالقية والمهنية من أجل تحقيق عضويته في المجتمع والمساهمة في أنشطة الحياة‬
‫‪ .‬االجتماعية‬

‫ولكن رغم الجهود المبذولة من قبل المنشآت التعليمية إلنجاح سير هذه العملية إال انهم دائما ما يواجهون‬
‫العديد من الصعوبات والتي تتمحور حول نقص أداء التلميذ تجاه الواجبات المدرسية أال وهي‬
‫التغيب ‪،‬التقصير في األداء عدم االهتمام … وهذه من المسببات التي تؤدي بدورها إلى االنقطاع‬
‫الدراسي وعلى هذا األساس فتفشي هذه الظاهرة أصبح من أهم المشكالت التي تعاني منها مختلف‬
‫المؤسسات التربوية باعتبار أن االنقطاع هو ترك التلميذ لمقعده الدراسي قبل إكمال مرحلة معينة وذلك‬
‫‪ .‬نتيجة لعوامل اقتصادية او اجتماعية ‪،‬نفسية ‪،‬صحية‬

‫هذا عالوة على العوامل التي تتعلق بالتقصيرات من قبل المدرسة كضعف التأطير التربوي واإلداري‬
‫للمؤسسات التعليمية وهذا ما يساهم في ارتفاع نسبة األمية وتدني البنية االقتصادية للدولة مما يخلق‬
‫مشاكل داخل المجتمع كالسرقة ‪،‬االنحراف ‪ ،‬الجرائم ‪ ،‬تدني المستوى األخالقي ‪ .‬إذن للحد من هذه‬
‫الظاهرة ال بد من إيجاد حلول أال وهي تدخل اإلدارة المدرسية بمختلف ممثليها باعتبارها المسؤول‬
‫المباشر على مواجهة هذه المشكلة وهنا يأتي دور القيم العام باعتباره من أحد المسؤولين إليجاد حلول‬
‫لمثل هذه الظواهر من خالل تطبيق جملة من اآلليات التربوية التي تضعها وزارة التربية من أجل‬
‫التقليص من مشكلة اإلنقطاع ‪ .‬اذن من خالل هاذا الطرح والربط بين مختلف مفاهيم االشكالية جاء طرح‬
‫األسئلة على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬فماهو دور القيم العام بماهو سلطة اشراف بيداغوجي ؟‬
‫‪ -‬ماهي اآلليات التي من صلب مهام القيم العام التي تحد من هذه الظاهرة ؟‬
‫‪ -‬ثم الى اي مدى تنجح هذه اآلليات في تمكينه من التحكم فيها؟‬

‫‪ 2‬توجهات البحث ‪:‬‬


‫ترد في شكل عبارة تقريرية تتوقع عالقة بين متغيرين او اكثر ‪ ,‬والتي يمكن للباحث العودة لضبطها و‬
‫التغيير فيها كلما تقدم في البحث كما انها عبارة عن اجابة احتمالية للمشكل المطروح في اشكالية البحث‬
‫‪ 5‬عليان ربحي مصطفى ‪ ,‬مناهج البحث العلمي وطرق اعداد البحوث ‪ ,‬ديوان المطبوعات االردن ‪2000 ,‬‬
‫عبيدا تذوقان ‪ ,‬البحث العلمي مفهومه وادواته واساليبه ‪ ,‬مديرية المكتبات والوثائق الوطنية ‪ ,‬دمشق ‪1984 ,‬‬

‫‪16‬‬
‫وتخضع لالختبار سواء عن طريق الدراسة الميدانية او النظرية يعني ان الفرضية هي فكرة تربط بين‬
‫الظاهرة المدروسة وبين احد العوامل المساهمة في تفشي الظاهرة ‪ ,‬وهذا يعني ان توجهات البحث هي‬
‫اجابة مؤقتة للمشكل المطروح او مجموعة االسئلة المطروحة في االشكالية ‪ ,‬وانطالقا من توجهات‬
‫البحث يصوغ الباحث جملة من االسالة يطرحها على الحاالت المدروسة اثناء المقابالت وذلك حسب‬
‫‪..‬طبيعة المقابلة اذا كان منهج البحث كمي‬
‫‪:‬وفي هذا اإلطار فيم يتعلق باإلشكالية تم وضع توجهات البحث على النحو التالي‬

‫للقيم العام دور مؤثر ومحوري في مواجهة االنقطاع المدرسي‬ ‫‪-‬‬


‫يوظف القيم العام اليات تلعب دور مركزي في الحد من هذه الظاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫مدى نجاح هذه االليات التي من صلب مهام القيم العام في الحد من االنقطاع المدرسي‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 3‬منهج البحث ‪:‬‬

‫يعتبر المنهج مجموعة من الخطوات العقلية المتبعة في اكتشاف و ايضاح حقيقة ما او مجموعة من‬
‫‪ .‬الخطوات المنطقية المتبعة في معالجة مسالة او ظاهرة معينة‬
‫ومن المعلوم ان لكل دراسة او بحث علمي اسس منهجية يبني عليها الباحث قاعدته االساسية لالنطالق‬
‫في عملية البحث او الدراسة وذلك سواء كان من خالل الدراسة النظرية للبحث او الدراسة الميدانية وال‬
‫شك ان طبيعة الموضوع هي التي تفرض على الباحث نوعية المنهج الذي يستخدمه الختبار فرضيات‬
‫بحثه ‪ ،‬وبحثنا هذا يدخل ضمن البحوث الكيفية لذلك اعتمدنا على المنهج الكيفي باعتباره احد انواع‬
‫البحوث التي تستخدم لفهم كافة المعلومات المتعلقة بالظواهر االجتماعية ومن خالل هذا المنهج يتم‬
‫دراسة االنسان وكذلك دراسة الواقع االجتماعي الخاص به عكس المنهج الكمي الذي يعتمد على القياس‬
‫ويهدف المنهج الكيفي الى رصد ومتابعة دقيقة لظاهرة او حدث معين بطريقة كمية او نوعية في فترة‬
‫زمنية معينة او عدة فترات من اجل التعرف على الظاهرة من حيث المحتوى والمضمون والوصول الى‬
‫نتائج وتعميمات تساعد في فهم الواقع وتطويره اي انه يهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها تعبيرا كيفيا‬
‫اي يصف الظاهرة ويوضح خصائصها اما كميا فيعطيها وصفا رقميا ‪ ,‬يوضح مقدار هذه الظاهرة او‬
‫‪ :‬حجمها ويقوم الباحث اثناء استخدامه للمنهج الكيفي بهذه الخطوات المتمثلة فيم يلي‬
‫تحديد مشكلة البحث ‪ ،‬اعتماد االطار النظري ‪،‬اعتماد اسالة البحث ‪،‬تحديد مجموعة الدراسة ‪،‬تطوير‬
‫ادوات جمع البيانات ‪ ،‬جمع البيانات ‪ ،‬المقابلة ‪،‬المالحظة ‪ ،‬تحليل المحتوى‪،‬التحليل الوصفي‪ ،‬الصالحية‬
‫‪. .‬في البحث الكيفي‪،‬الموثوقية في البحث الكيفي‪،‬االبالغ عن النتائج‬

‫فلقد اردت من خالل هذه الدراسة استقصاء الحقائق االجتماعية في مجتمع موضوع الدراسة ومحاولة‬
‫تحليلها وتوضيح الحقائق والوقائع االجتماعية على النحو التي هي عليه بوصف دقيق و متعمق للكشف‬
‫عن العالقة الموجودة بين االرشاد التربوي واالنقطاع المدرسي لذلك فقد وقع اختياري على المنهج‬
‫الكيفي في الدراسة الميدانية باعتباره المنهج االنسب في تفسير وتحليل المعطيات بهدف الوصول الى‬
‫‪ .‬نتائج تساهم في اضفاء صفة العلمية والموضوعية على موضوع بحثنا‬
‫‪17‬‬
‫‪ :‬تقنيات البحث ‪4‬‬

‫في مجال البحث العلمي يعتمد الباحث على تقنية بحثية او اكثر لتجميع المعطيات وتكون التقنية تتالئم مع‬
‫دراسته اما فيم يخص الدراسة المتمثل في " االليات التربوية لمواجهة االنقطاع المدرسي من خالل دور‬
‫‪ :‬القيم العام " اعتمدتعلى تقنيتين‬

‫تقنية المالحظة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المالحظة هي اقدم انواع ادوات البحث العلمي وهي عبارة عن جهد حسي وعقلي يقوم به‬
‫الباحث لمراقبة سلوك ما او ظاهرة معينة ‪ ,‬ومن ثم يقوم بدراسة هذا السلوك للحصول على‬
‫معلومات دقيقة يستطيع من خاللها تشخيص هذا السلوك ‪ ,‬وتتطلب من الباحث الصبر ‪.‬‬
‫في البداية يجب على الباحث ان يحدد مشكلة البحث واالهداف التي يريد تحقيقها من بحثه ‪.‬‬
‫اختيار وحدة المالحظة وزمانها ومكانها ‪ ,‬كما يجب على الباحث تحديد حجم العينة التي يريد‬
‫دراستها ‪ ,‬ويجب عليه اختيار هذه العينة بحرص شديد ‪.‬‬
‫تحديد نوع المالحظة المراد دراستها سواء كانت بسيطة او مضبوطة او منظمة ‪.‬‬
‫يجب ان يقوم الباحث بتحديد النشاطات المعنية بالمالحظة ومن ثم يقوم بجمع المعلومات بشكل‬
‫نظامي ويسجلها ‪.‬‬

‫المقابلة نصف الموجهة ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫اعتمدت في بحثي على المقابلة نصف الموجهة ‪ ,‬وفي هذا النوع من المقابالت يقوم الباحث‬
‫بتحديد مجموعة من االسالة بغرض طرحها على المبحوث ‪ ,‬مع احتفاظ الباحث بحقه في طرح‬
‫االسئلة من حين الخر دون خروجه عن الموضوع لذلك قمت باعتمادها في بحثي النها اكثر‬
‫مالئمة في تجميع المعطيات ‪.‬‬

‫‪ 5‬مجاالت البحث ‪:‬‬

‫يعتبر الجانب الميداني او الدراسة الميدانية الي بحث وسيلة هامة من وسائل جمع البيانات‬
‫الثبات ما جاء في الجانب النظري للدراسة حيث عن طريقه يكتشف الباحث اهمية المشكلة‬
‫المطروحة ومدى صحة الفرضيات التي انطلق منها من خالل تطبيق الدراسة على عينة البحث‬
‫باستخدام تقنيات وطرق منهجية من شانها تسهيل عملية اجراء البحث والتي سنبينها كاالتي ‪:‬‬

‫المجال الجغرافي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪18‬‬
‫اجريت الدراسة في بعض المؤسسات التربوية التي تقع تحت اشراف المندوبية الجهوية للتربية‬
‫بتونس ‪ 1‬وقد اشتملت الدراسة على ‪ 12‬معهد تمثلت في ‪:‬‬

‫‪-‬المدرسة االعدادية بالمرسى اللرميلة‬


‫‪-‬المدرسة االعدادية الفاضل بن عاشور المرسى‬
‫‪-‬المدرسة االعدادية الطيب المهيري بالمرسى‬
‫‪-‬المدرسة االعدادية قرطاج درمش‬
‫‪ -‬معهد المرسى الرياض‬
‫‪-‬معهد علي الدوعاجي بالمرسى السعادة‬
‫‪-‬معهد ابن ابي ضياف بالمرسى‬
‫‪-‬معهد قرطاج الرئاسة‬
‫‪-‬معهد قرطاج حنبعل‬
‫‪ -‬معهد الكرم‬
‫‪-‬معهد سيدي داود المرسى‬
‫‪-‬معهد قرطاج بيرصة‬

‫المجال الزمني ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ويقصد به الوقت الذي يستغرق لجمع البيانات من المبحوثين في ميدان الدراسة وهو كاالتي ‪:‬‬

‫المرحلة االولى ‪ 17 -16-15 :‬افريل معاينة مجتمع الدراسة‬


‫المرحلة الثانية ‪ 20 :‬افريل الى ‪ 11‬ماي تم فيها اجراء المقابالت مع المبحوثين ‪.‬‬

‫الفئة المستهدفة ‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫الفئة المستهدفة هي القيمين العامين و قد استقر االمر على ‪ 12‬حالة من مدارس ومعاهــد مختلفــة‬
‫من منطقة المرسى ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫القسم الثاني القسم التطبيقي ‪ :‬تحليل نتائج البحث‬

‫‪ .I‬فاعلية دور القيم العام‬

‫‪ 1‬الدور والرتبة‬
‫‪ 2‬تحليل النتائج المتحصل عليها لدور القيم العام‬
‫‪20‬‬
‫‪ .II‬اليات من صلب مهام القيم العام‬

‫‪ 1‬اليات قانونية يمنحها القانون‬


‫‪ 2‬اليات قانونية من مهام القيم العام‬
‫‪ 3‬تحليل النتائج المتحصل عليها حول االليات التي من مهام القيم العام‬

‫‪ .III‬حدود ومجال االليات‬


‫‪ 1‬محدودية الية ‪:‬‬
‫‪ -‬التواصل مع االسرة‬
‫‪ -‬مكاتب االصغاء واإلرشاد التربوي‬
‫‪ -‬األنشطة الثقافية والرياضية‬
‫‪ .IV‬اختبار توجهات البحث علة ضوء النتائج‬
‫‪ 1‬الفرضية األولى‬
‫‪ 2‬الفرضية الثانية‬
‫‪6‬‬
‫‪ 3‬الفرضية الثالثة‬

‫‪ .I‬فاعلية دور القيم العام‬

‫‪ 1‬القيم العام ‪ :‬الدور والرتبة‬

‫امر عدد ‪ 2522‬لسنة ‪ 2013‬مؤرخ في ‪ 10‬جوان ‪ 2013‬يتعلق بضبط النظام االساسي‬


‫الخاص بسلك القيمين العامين التابعين لوزارة التربية‬
‫العنوان االول ‪ :‬احكام عامة‬
‫‪6‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬يضبط هذا االمر االحكام التنظيمية المنطبقة على سلك القيمين العامين التابعين لوزارة‬
‫‪ :‬التربية ويشتمل على الرتب التالية ( امر عدد ‪ 1461‬لسنة ‪ 2014‬في ‪ 22‬افريل ‪) 2014‬‬

‫قيم عام رئيس اول‬

‫قيم عام رئيس فوق الرتبة‬

‫قيم عام رئيس‬

‫قيم عام اول فوق الرتبة‬

‫قيم عام اول‬

‫قيم عام‬

‫الباب االول ‪ :‬المشموالت‬


‫الفصل ‪ 7‬مكرر ‪ :‬يقوم القيمون العامون الرئيس االول ‪ ,‬الرئيس فوق البرتبة ‪ ,‬قيم عام رئيس ‪ ,‬قيم عام‬
‫اول فوق ال رتبة ‪ ,‬قيم عام اول ‪ ,‬قيم عام تحت اشراف مدير المؤسسة التربوية او الناظر عند‬
‫‪ :‬االقتضاء بمهام تربوية و ادارية وبيداغوجية واجتماعية وثقافية وخاصة منها‬

‫*نيابة المدير بالمدارس االعدادية اذا تغيب او تعذر عليه الحضور بالمعاهد في حالة عدم وجود‬
‫‪7‬‬
‫ناظر او تغيب المدير والناظر معا وذلك باستثناء المسائل المالية‬

‫السهر على حسن سير الحياة المدرسية واالحاطة بالتلميذ و ارشاده ومساعدته*‬

‫انجاز ومتابعة كل عمل تربوي و اداري وبيداغوجي بالقسم الداخلي او الخارجي له ىصلة بشؤون *‬
‫التالميذ‬

‫االعداد و المساهمة و الحضور بصفته مقررا بمجالس االقسام و التوجيه والتربية والتاديب والمجالس *‬
‫المحدثة‬

‫تنظيم عمل القيمين ومتابعته وتقييم القيمين و تاطير المتربصين منهم *‬

‫المساهمة في اعداد جداول االوقات وتنظيم روزنامة المراقبة المستمرة واالمتحانات الوطنية والسهر *‬
‫على متابعة تنفيذها‬

‫المساهمة في انجاح عمل النوادي الناشطة بالمؤسسة التربوية *‬

‫‪7‬‬
‫الجمهورية التونسية ‪ ,‬وزارة التربية ‪ ,‬مجمع النصوص التشريعية والترتيبية في مادة التربية ‪ ,‬االدارة العامة للشؤون القانونية والنزاعات‬

‫‪22‬‬
‫* تاطير المنتدبين الجدد المنتمين الى سلك القيمين العامين التابعين لوزارة التربية ‪.‬‬

‫النتائج المتحصل عليها لدور القيم العام ‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫قمت بتقسيمها الى ‪:‬‬

‫‪-‬عرض وتفسير المعطيات‬


‫‪-‬استخالص النتائج‬

‫عرض وتفسير المعطيات ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :‬ا ‪ /‬متابعة غيابات التالميذ‬


‫لقد اهرت النتائج المتحصل عليها ان القيم العام يقوم بزيارة األقسام وتفقدها بصفة دورية منتظمة وذلك‬
‫من اجل تفقد قاعات الدراسة والتاكد ان جميع اإلجراءات المتعلقة بحفظ صحة التلميذ وامنه وعدم غيابه‬
‫قد اتخذت و ذلك لضمان السير العادي النشطة التالميذ و االسانذة وهذا ما اثبته المبحوثين ناخذ من‬
‫بينهم المبحوث رقم ‪" 2‬يوميا أقوم بمراقبة سير المؤسسة مع بقية المسؤولين و التطرق للمشاكل‬
‫‪ " .‬الموجودة‬

‫فيم يخص متابعة القيم العام للتالميذ من فترة الدخول الى فترة الخروج من المؤسسة تبين لي ان‬
‫األغلبية كانت اجابتهم بالتأكيد على المتابعة تليها اإلجابة باحيانا لالقلية و اللذين اكدوا انهم يقومون‬
‫بمتابعة تالميذهم من فترة الدخول الى فترة الخروج و لكن ليس بصفة منتظمة مبررين ذلك بقولهم "‬
‫‪ " .‬نظرا لعدة أسباب و ارتباطات تخص نشاطاتنا داخل المؤسسة ال نستطيع القيام بذلك بصفة دورية‬

‫وعليه فان نسب إجابات المبحوثين تؤكد حرص األغلبية من افراد العيبنة على القيام بذلك‬
‫على اعتبار ان له أهمية كبيرة كونها تساعد القيم العام على فتح دفتر يمكنه من متابعة‬
‫التالميذ و تسجيل سلوكهم وغياباتهم ومختلف االعمال التي يقومون بها اثناء مختلف‬
‫مراحل تواجد التالميذ في المؤسسة ومعرفة مدى سير الدرس ‪ ,‬المواظبة ‪ ,‬الحاالت‬
‫المرضية ‪ ,‬تسجيل مختلف المظاهر التي تصدر عن التالميذ عند اخاللهم بالنظام الداخلي‬
‫للمؤسسة والتي قد تكون ىسببا في انقطاعهم من فترة الى أخرى منها اإلساءة الى األساتذة‬
‫والى زمالئه ‪ ,‬حاالة العنف ‪ ,‬الالمباالة والتهاون في الدراسة ‪ ,‬كثرة االنقطاعات الغير‬
‫‪ .‬مبررة وعدم المواظبة‬

‫‪ :‬متابعة حضور وتغيب التالميذ بشكل يومي‬

‫‪23‬‬
‫تبين لي ان القسيم العام يقوم بمتابعة التالميذ و تغيبهم بشكل مستمر وهذا ما اثبته‬
‫‪ :‬المبحوثين بقولهم‬
‫" المبحوث ‪ " 1‬المتابعة اليومية باستعمال كراس الغيابات (مكتب الضبط ‪ ,‬التقارير اليومية)‬
‫المبحوث ‪ " 9‬عن طريق اعالم الولي بالمراسالت االلكترونية األولى ‪ +‬الثانية ‪ +‬الثالثة ثم‬
‫" االعالم بالشطب‬
‫" المبحوث ‪ " 6‬في حالة الغياب المتكرر يتم استدعاء الولي مباشرة واعالمه‬

‫من النتائج تبين ان القيم العام يحرص على متابعة غيابات التالميذ و الوقوف الجاد على هذه‬
‫االنقطاعات كل الفترة لمدة أسبوع او أسبوعين او عدة أيام و ضبطها ونفسر ذلك بداية ان‬
‫القيم العام يحرص على مراقبة الحضور و التغيب بالشكل الدائم المستمر من اجل الوقاية‬
‫من هذه االنقطاعات التي تترجم بالغيابات المتقطعة ثم العودة ثم تتطور الى انقطاعات‬
‫‪ .‬متعمدة وصوال بذلك الى تسرب نهائي من المدرسة‬

‫وبالتالي فالقيم العام من خالل هذا النشاط يتمكن من حصر التالميذ المنضبطين و التالميذ‬
‫ذي الغيابات الدائمة بدون اعذار مقبولة وهي مهمة تتعلق بمتابعة التالميذ من فترة الدخول‬
‫‪ .‬الى فترة الخروج كما تم ىتوضيح ذلك سابقا‬
‫وعلى ما سبق ذكره يتمكن القيم العام من التوصل الى أسباب هذا االنقطاع ومبرراته و‬
‫االثار الناجمة عنه من خالل المتابعة الدائمة للتالميذ وهو ما يمكنه من اإلحصاء مدى‬
‫استفحال هذه الظاهرة وتعديل نسبتها بالتقليل منها و اتخاذ اإلجراءات الالزمة من طرفه‬
‫‪ :‬بالتعاون مع بقية المسؤولين ومن بين األسباب المتحصل عليها نذكر ما يلي‬

‫‪ :‬ب ‪ /‬أسباب االنقطاع وكيفية متابعتها‬

‫تبين لي من خالل المقابالت التي قمت بإجرائها ان القيم العام يقوم بمتابعة األسباب التي تؤدي الى‬
‫انقطاع التالميذ عن الدراسة بنسبة كبيرة و ذلك الن األسباب التي تكمن وراء االنقطاع عديدة ومتنوعة‬
‫وتربط بعدة جوانب مدرسية كوجود صعوبات في التعلم ‪ ,‬ضعف التحصيل الدراسي ‪ ,‬تعدد التأخر عن‬
‫الحضور للحصص الدراسية متعمدا ‪ ,‬ضعف االستيعاب في المواد األساسية ‪ ,‬تدني روح المواظبة و‬
‫االنضباط لدى التلميذ ‪ ,‬االضرابات العشوائية ( النقابات ) الى جانب النظام التربوي المرهق وهذا‬
‫‪ .‬ما حدده األغلبية ‪ ,‬عدم القدرة على انجاز الدرس بسبب الغيابات المتراكمة‬

‫بالنسبة لألسباب الغير المدرسية فقد حددها القيمين العامين على النحو التالي ‪ :‬الفقر وتحمل أعباء‬
‫التمدرس ‪ ,‬غياب التواصل بين االسرة والمدرسة وتهرب االولياء من تتبع أبنائهم وجدت هذا من بين‬
‫األسباب ولكن بصفة استثنائية في بعض المعاهد و ذلك لعدم رقابة الولي البنه وهذا ما قاله‬
‫المبحوث رقم ‪ " 5‬الولي ما عادش هامو ولدو قرى وال مقراش تتصل بيه ميهزش عليك مرة وهللا‬
‫اتصلت بولي انو يجي كيف جاء وحكيت معاه مش عارف ولدو في شنوة يقرى ‪ "...‬وهذا ما يدفع‬

‫‪24‬‬
‫بالمراهق الى سلك سلوك خطير يتمثل في التسرب نهائيا وترك الدراسة إلنهاء معاناته من هذا الحمل‬
‫‪ .‬الثقيل على نفسه وعلى قدرته الذهنية والفكرية‬

‫أسباب نفسية وذهنية واجتماعية وصحية كمثال من الوجهة النفسية غياب حسن تاطير التلميذ و مرافقته‬
‫في فترة حساسة من عمره ( المراهقة ) فالوضعيات الذاتية الخاصة لبعض التالميذ ضحية المشاكل‬
‫والتشتت االسري كالطالق و الفراق ‪ ,‬كذلك أسباب تعليمية وتربوية تتمثل في كون التلميذ المراهق قد‬
‫يعاني من ضعف المستوى وليست لديه القدرة على مواكبة البرنامج الدراسي فيتجه نحو الغيابات كنوع‬
‫من أنواع الهروب من فشله الدراسي ‪ ,‬أيضا ضعف طرق وأساليب التعليم و محتوياته ‪ ,‬إضافة الى‬
‫أسباب بيدغوجية تتمثل في تأخر اصالح التعليم و ضعف في البرامج ‪ ,‬كثرة تعاطي المخدرات‬
‫‪ .‬واالنحراف ‪ ,‬العنف داخل الفضاء التعليمي ‪ ,‬التنمر‬

‫وعليه فان القيم العام يحرص على متابعة األسباب التي تجعل التلميذ ينقطع من الحصص الدراسية ثم‬
‫تركها نهائيا و ذلك من خالل التدخالت اإلدارية مع بقية المسؤولين والتواصل مع ولي امره الطالعه‬
‫‪ .‬على تصرفات ابنه وإيجاد حل مناسب لوضعيته‬

‫نسبة القيمين العامين اللذين اكدوا على ضرورة متابعة أسباب االنقطاع كانت لدى األغلبية و ذلك بسبب‬
‫االختالف في سياسة عمل كل مؤسسة و رقابتهم الصارمة لهذه العملية التي يقوم بها القيم العام و بمدى‬
‫االلتزام المهني لكل قيم الذي يسعى الى االخذ بيد التلميذ حقيقة ومساعدته في اكمال دراسته ووقايته‬
‫من التسرب المدرسي او تقديم حلول بديلة له كالتسجيل في مدارس التكوين المهني وهذا ما بينه‬
‫‪ " .‬المبحوث ‪ " 11‬التلميذ ال ير ى نفسه في سلك التعليم بل في قطاعات في التكوين المهني‬

‫‪ :‬ومن بين األسباب التي يراها القيم العام دافعا قويا للتغيب هي‬

‫المشاكل االسرية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الجو االسري الذي يسوده التوتر والقلق يؤثر على نفوس التالميذ المبحوث ‪ " 10‬من األكثر األسباب‬
‫التي اعترضتني والتي كانت دافعا قويا للتغيب هي الظروف العائلية ( الطالق ‪ ,‬الفراق‪ ,‬المشاكل ) " و‬
‫بالتالي فالتالميذ اللذين يعيشون وسط هذا الجو يكونون اكثر عرضة لالضطرابات الجسدية والعقلية الى‬
‫الخوف وعدم االستقرار واالنفعاالت العصبية خصوصا في ظل انفصال االسرة االمر الذي يجعلهم‬
‫يعانون من مشاكل نفسية فالتالميذ اللذين يشاهدون مثل هذه الحاالت يتاثرون بها وهذا ما قاله المبحوث‬
‫‪ " 9‬يصبح التلميذ عنيف مع زمالئه ومرهق نفسيا و غير قادر على مواصلة السنة التعليمية " فيلتجا‬
‫بذلك الى االنقطاع للتخلص من هذه الضغوطات و الشعور بالراحة من هذه األعباء كنوع من االنتقام‬
‫‪ .‬لظروفهم‬

‫تليها ضعف النتائج المدرسية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪25‬‬
‫و هذا ما أكده المبحوثين بقولهم " ضعف النتائج من بين أسباب االنقطاع وتدهور التحصيل المعرفي‬
‫" للتلميذ مما يدفعه الى التغيب تلقائيا‬

‫وان العوامل االسرية هي التي تؤدي الى ضعف في النتائج االمر الذي يولد الغيابات المتكررة بدون‬
‫تبرير يليها عدم القدرة على متابعة الدروس المقدمة و اإلعادة المتكررة لنفس السنوات قال المبحوث ‪5‬‬
‫" " عدم رغبة التلميذ في الدراسة بسبب الرسوب لسنوات متتالية‬

‫عدم وجود الرغبة في الدراسة حيث اصبح التالميذ في ظل المناهج التربوية الجديدة ينفرون من النظام‬
‫‪ .‬المدرسي‬

‫الظروف المادية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫والتي يراها القيم العام من الدوافع المهمة أيضا لالنقطاع فمن خالل المقابلة التي اجريتها معهم اكدو لي‬
‫ان مشكل الوضع المادي في تزايد بسبب األوضاع االقتصادية اليوم قال في ذلك المبحوث ‪" 12‬‬
‫االولياء عاجزين على توفير ضروريات أبنائهم بسبب غالء المعيشة مما يدفع بهم الى االنقطاع و البحث‬
‫" عن شغل من اجل مساعدة اوليائهم‬

‫‪ .‬وعليه نجد ان القيم العام يرى هذه االحتماالت هي األكثر دافعية لتغيب التالميذ عن الدراسة‬

‫السلوكيات التي تسبق االنقطاع المدرسي وكيفية متابعتها ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الحظت ان ظاهرة االنقطاع التي تشهدها المؤسسات التربوية في المرحلة اإلعدادية و تعاني من زيادتها‬
‫‪ :‬سنويا لها عدة سلوكيات تسبق ظهورها وهذا ما بينه القيمون في جملة السلوكيات التالية‬

‫" المبحوث ‪ " 4‬التغيب المتكرر بدون سبب ‪ ,‬تبادل العنف بين زمالئه ‪ ,‬التنمر‬

‫المبحوث ‪ " 3‬كثرة الغيابات ‪ ,‬االقصاء ( الفوضى داخل القسم من اجل اقصائه ) ‪ ,‬وسائل التواصل‬
‫" االجتماعي حول الهجرة الغير النظامية‬

‫هذه ابرز السلوكيات التي تسبق االنقطاع المدرسي حسب إجابات افراد العينة وتمم متابعتها من خالل‬
‫‪ .‬رصد الغيابات التلقائية‬

‫‪ :‬ج ‪ /‬الحرص على متابعة الحالة الصحية والنفسية للتلميذ‬


‫اكد القيمون العامين حرصهم على معرفة الحالة النفسية و الصحية واالجتماعية للتالميذ فدوره ال‬
‫يقتصر على متابعة جانب االنقطاع المدرسي فقط بل يهتم أيضا بالصحة النفسية للتالميذ والتي تعد‬
‫مدخال أساسيا‬

‫وهو ما يتطلب خطط تربوية و بر امج ارشادية يقوم بها من اجل تحقيق التوافق للتالميذ في مرحلة‬
‫المراهقة التي يمرون بها وذلك لمساعدتهم للتغلب على مشاكلهم النفسية واالنفعالية و القضاء على أجواء‬
‫الملل والفتور من الجو المدرسي وتعليمهم للسلوك الصحي داخل المدرسة و خارجها إضافة على حرصه‬
‫على الحالة الصحية للتالميذ و ذلك الن تمتع التالميذ بصحة جيدة عامل مهم جدا يساعدهم على التعلم و‬

‫‪26‬‬
‫اكتساب المعارف و مكافحة االمراض المعدية قبل انتشارها عن طريق االحتكاك والتقليل من استفحالها‬
‫فوجود نشاط الرياضة البدنية وممارستها داخل المؤسسة تساعد التلميذ على النمو البدني والعقلي والنفسي‬
‫وتجعله اكثر تحمال للمجهود الدراسي و بالتالي اكتساب سلوك صحي سليم و ذلك بالتنسيق مع األطباء و‬
‫‪ .‬الممرضين و أولياء األمور واألساتذة‬

‫وهذا ما بينه المبحوث ‪ 5‬بقوله " يجب معرفة حالة التلميذ واشعار الولي بوضع ابنه مثال ‪ :‬الملفات‬
‫الصحية توزيعها على األساتذة المباشرين ‪ ,‬السلوك الغير عادي استدعاء الولي الطالعه على تصرفات‬
‫ابنه الغير عادية ‪ ,‬التنسيق بين المسؤولين و االولياء حول وضعية التلميذ واخضاعه للمعالجة الصحية‬
‫‪".‬‬

‫اذن فالقيم العام يحرص على معرفة الحالة الصحية للتلميذ فتكمن أهمية االهتمام بالجانب الصحي في‬
‫المحافظة على صحة التلميذ بحيث يكون قادرا على تحمل األعباء الدراسية وعلى القيام باألنشطة‬
‫‪ .‬المطلوبة منه وتنمي لديه القدرة على التخطيط والعمل الجماعي و التعاوني‬

‫اما معرفة الجانب االجتماعي للتلميذ تتمثل أهميته في تدريب التلميذ على التعامل مع افراد الجماعة و‬
‫التكيف معها ومعرفة ما له من حقوق و ما عليه من واجبات و ذلك من خالل مواجهة المشكالت‬
‫االجتماعية وتحديد طرق الوقاية والعالج والتوصل الى حلول من العراقيل التي ترتبط بواقعه االجتماعي‬
‫و تؤثر عليه وتجعله ينقطع عنها المبحوث ‪ " 9‬تقديم المساعدات في بداية السنة توزيع األدوات‬
‫‪" .‬المدرسية‬

‫اما معرفة الجانب النفسي فالمقصود منها هو الوصل بالتلميذ الى حالة من التوازن النفسي بعيدا عن‬
‫التوتر وان يكون قادرا علفى التحكم في انفعاله و السيطرة على سلوكه وإتاحة الفرصة امامه الشباع‬
‫ميوله وحاجياته بحيث يقيل على العمل و النشاط بجهد كبير و حماس مستمر و لهذا الجانب اثر كبير‬
‫‪ .‬في تعديل سلوك التلميذ نحو األفضل‬

‫الهدف الرئيسي هو اتاحة الفرصة امام التلميذ للنمو الشامل وال بد امن يكون النمو في جميع الجوانب‬
‫الن كل جانب ياثر في بقية الجوانب ويتاثر بها وهو ما يؤكد ضرورة التزام القيم العام بمعرفة جميع هذه‬
‫‪ .‬الجوانب على حد سواء‬

‫استخالص النتائج ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫توصلنا من خالل الدراسة الميدانية ان القيم العام يساهم في الحد من االنقطاع المدرسي‬
‫بالمتابعة اليومية من خالل زيارة األقسام كل يوم بشكل منتظم و كذلك بمساهمته الفعالة‬
‫في متابعة التالميذ من فترة الدخول الى فترة الخروج منها وذلك بمرافقتهم داخل‬
‫األقسام او خارجها ‪ ,‬كذلك مراقبته الجادة لحضور التالميذ وتغيبهم بشكل يومي ومستمر‬
‫وكذا عمله على تقدير مدى صحة االعذار التي يقدمها التالميذ الغائبون من اجل الحد‬
‫من تمادي التالميذ في االنقطاع عن الدراسة تجنبا لنتائج المختلفة ‪ ,‬أيضا متابعة األسباب‬
‫التي تؤدي الى انقطاع التلميذ عن الدراسة واألسباب التي تكون هي الدافع القوي لتغيب‬
‫التالميذ من بين األسباب الكثيرة والمتعددة ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫القيام بالعديد من اإلجراءات التي تؤدي الى انقطاع التلميذ عن دراسته والتي ال تكون اال‬
‫للضرورة عند زيارة الطبيب واستدعاء األساتذة و الولياء االمور في حالة عدم تبرير‬
‫كذلك رصد ابرز السلوكيات التي تسبق انقطاع التلميذ عن الحصص الدراسية قبل‬
‫تطورها ‪ ,‬اتخاذ أساليب وطرق خاصة اتجاه التلميذ في حالة الغياب المتكرر وذلك‬
‫بفضل المتابعة اليومية حيث تتمثل هذه الطرق في التحاور مع التلميذ ومحاولة معرفة‬
‫السبب استدعاء ولي امره تقديم شهادة مرضية أيضا ارسال ثالث اشعارات من اجل‬
‫تجنب الشطب النهائي ‪.‬‬

‫باإلضافة الى متابعة النتائج السلوكية والمدرسية للتالميذ بصفة عامة والمنقطعين بصفة‬
‫خاصة وكذا استكشاف التالميذ المتأخرين دراسيا والمعرضين لالنقطاع المدرسي ‪,‬‬
‫تشجيع التالميذ على الدراسة واالجتهاد خاصة التالميذ المتغيبين ‪.‬‬

‫‪ .II‬اليات من صلب مهام القيم العام‬

‫االليات التربوية لمواجهة االنقطاع المدرسي‬


‫یعد االنقطاع المدرسي مشكلة خطیرة كونه یشكل تحدیا أمام توفیر التعلیم للجمیع‪ ،‬وعائقا أمام‬
‫تحقیق التنمیة الشاملة واالستثمار الفعال لطاقات الشباب و امكاناتهم وشكال من أشكال الهدر التربوي‬

‫‪28‬‬
‫التي یعاني منها النظام التعلیمي‪،‬ومؤشرا یعكس مدى تحقق األهداف التعلیمیة وامتالك التالمیذ‬
‫المهارات األساسیة الالزمة لمواصلة التعلم أ ولتعلیم مهنة ما وفق حاجات سوق العمل‪ .‬و ادراكا من‬
‫وزارة التربیة والتعلیم لخطورة االثار الناجمة عن الظاهرة وأهمیة التصدي لها‪ ،‬فقد عملت على‬
‫بلورة الرؤى والتوجهات الالزمة للتغلب على المشكلة ضمن سلسلة من االلیات العالجیة والوقائیة‬
‫والتي قمت بتحديدها على النحو التالي ‪:‬‬

‫اليات قانونية يمنحها القانون ‪:‬‬ ‫‪1‬‬


‫ا ‪ /‬حقوق الطفل من خالل الجانب التشريعي ‪:‬‬
‫تمحورت المبادئ الجوهرية لهذا القانون حول ‪:‬‬

‫التربية أولية قانونية مطلقة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اذ ينص الفصل األول ان " التربية أولية وطنية مطلقة و التعليم اجباري من السن السادسة الى‬
‫السن السادس عشر وهو حق أساسي مضمون لكل التونسيين ال تمييز فيه على أساس الجنس او‬
‫األصل االجتماعي او اللون او الدين وهو واجب يشترك في اضطالع به االفراد والمجموعة "‪.‬‬

‫توفير فرص متكافئة فعليا في التمتع بحق التعليم و مساعدة الدولة لكل التالميذ و خاصة من‬ ‫‪‬‬
‫اضعاف الحال ‪:‬‬

‫اذ ينص الفصل الرابع " تضمن الدولة حق التعليم مجانا بالمؤسسات التربوية العمومية لكل من‬
‫هم في سن الدراسة وتوفر لجميع التالميذ فرصا متكافئة للتمتع بهذا الحق طالما ان الدراسة‬
‫متواصلة بصورة طبيعية وذلك وفق التراتيب الجاري العمل بها وتسهر الدولة على توفير‬
‫الظروف المالئمة لألطفال من ذوي االحتياجات الخصوصية للتمتع بحق التعليم وتمنح الدولة‬
‫االعانة للتالميذ الذين ينتمون الى اسر متواضعة الدخل " ‪.‬‬

‫تمكين المتعلمين من حسن التعامل مع التكنولوجيات الحديثة واالستفادة منها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اتلميذ طرف فاعل في المؤسسة التربوية ‪ :‬حيث ينص الفصل الثاني ان التلميذ محور العملية‬ ‫‪‬‬
‫التربوية " ‪.‬‬

‫الحرص على تحقيق ثقافة الجودة بكل معانيها و ابعادها ‪ :‬ينص الفصل التاسع في هذا الصدد‬ ‫‪‬‬
‫‪ " :‬تعمل المدرسة في اطار وظيفتها التعليمية على ضمان تعليم جيد للجميع يتيح اكتساب‬
‫ثقافة عامة و معارف نظرية وعملية ويمكن من تنمية مواهب المتعلمين و تطوير قدراتهم‬
‫على التعلم الذاتي واالنخراط في مجتمع المعرفة " وبناءا عليه يمكن ان نستخلص ان تكريس‬
‫المبادئ العامة لحقوق االنسان تبدو جلية من خالل النص القانوني التربوي ( القانون التوجيهي‬
‫للتربية والتعليم المدرسي ) ‪ .‬حيث تستمد المدرسة اهم مالمح مشروعيتها من المبدا العام‬

‫‪29‬‬
‫المتمثل في " المساواة الفعلية بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات " وهو مبدا تكرسه‬
‫البرامج و االليات التربوية عبر تجسيدها لمفهوم المساواة و العدالة االجتماعية التربوية و‬
‫تكافئ الفرص التعليمية في النجاح و التميز ‪.‬‬

‫ب‪/‬حقوق الطفل من خالل الجانب البيداغوجي ‪:‬‬

‫تضطلع المدرسة بوظائف التربية والتعليم والتأهيل‪ .‬وتعمل في إطار وظيفتها التربوية بالتعاون‬
‫مع األولياء وفي تكامل مع األسرة‪ ،‬على تربية الناشئة على األخالق الحميدة والسلوك القويم‬
‫وروح المسؤولية والمبادر كما تعمل في إطار وظيفتها التعليمية‪ ،‬على ضمان تعليم جيدّ ومعارف‬
‫نظرية وعلمية ويمكن من تنمية مواهب المتعلمين وتطوير قدراتهم على التعّلم الذاتي واالنخراط‬
‫في مجتمع المعرفة‪ .‬وتسعى المدرسة في إطار وظيفتها التأهيلية‪ ،‬إلى تنمية كفئات ومهارات لدى‬
‫خرجيها حسب سن التلميذ والمرحلة التعليمية وتتولى مؤسسات التكوين المهني والتعليم العالي‬
‫تطوير هذه الكفئات والمهارات الحقا ‪.‬‬

‫وفي هذا االطار يتم تجسيم جملة من االليات والبرامج التي تترجم مساهمة المنظومة التربوية‬
‫في مجال النهوض بحقوق االنسان بشكل عام والطفل بشكل خاص واالرتقاء بالممارسات‬
‫المتعلقة بحقه في التربية والتعلم وتتمثل هذه االليات والبرامج فيما يلي ‪:‬‬

‫تطوير الحياة المدرسية بالمؤسسات التربوية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫و في هذا ا المجال ‪ ،‬يمكن القول أن تأمين جودة الفعل التربوي وجعله قادرا على تحقيق كل‬
‫ما يستهدفه من مقاصد في مجال تكريس مبادئ حقوق اإلنسان وفي مقدمتها التقليص من ظاهرة‬
‫االنقطاع المدرسي والبقاء في مقاعد الدراسة حتى امتالك الكفاءات والقدرات األساسية لمواصلة‬
‫الدراسة في مراحل الحقة أو الدخول إلى سوق الشغل ومن ثمة النجاح في الحياة االجتماعية‬
‫والمهنية‪ ،‬يبقى رهين تطوير الحياة المدرسية داخل المؤسسات التربوية من خالل تنويع أنشطتها‬
‫وتجويد ما تقدمه من مختلف الخدمات مع جعلها أكثر انفتاحا على محيطها وأكثر تفاعال مع‬
‫مستجدات عصرها ‪ .‬من اجل تحقيق هذا التوجه تكثفت الجهود من أجل تطوير الحياة المدرسية‬
‫بما يجعل منها فضاء متاحا لالرتقاء بالتنشئة االجتماعية للتلميذ واطارا لتنمية شخصية المتعلم‬
‫ومواهبه عالوة على التمرس بالعيش الجماعي ‪ .‬ونعددت االجراءات المتخذة لتحقيق هذا‬
‫التواصل نذكر منها ‪:‬‬

‫اقرار ارساء هياكل الحوار والتشاور داخل الوسط المدرسي على غرار المجلس البيداغوجي‬ ‫‪‬‬
‫للمدرسين ومجلس المؤسسة ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اعطاء هامش من التصرف لمدير المؤسسة التربوية بما يسمح له بالمبادرة واالبتكار والتعاون‬ ‫‪‬‬
‫مع مختلف اععضاء االسرة التربوية من اجل وضع مشروع المؤسسة تبعا لما تمليه الحاجيات‬
‫الفعلية للمؤسسة والخصوصيات المميزة لمحيطها االجتماعي والجغرافي ‪.‬‬

‫توسيع شبكة نوادي التنشيط الثقافي لما يمكن لهذه النوادي ان تقدمه من انشطة موازية من شانها‬ ‫‪‬‬
‫ان تدعم الفعل التربوي التعليمي ‪.‬‬

‫دعم انفتاح المدرسة على محيطها قصد تنشيط قنوات التواصل بينهما ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اقرار برنامج للرحالت المدرسية بهدف خلق روافد اضافية لدعم الفعل التربوي التعليمي‬ ‫‪‬‬
‫وتمكينه من تجاوز حدود المؤسسة التربوية ‪.‬‬

‫تنشيط المنابر الحوار والتواصل داخل المؤسسات التربوية وجعلها تشمل مختلف المجاالت‬ ‫‪‬‬
‫‪8‬‬
‫والمسائل ذات العالقة بالحياة المدرسية ‪.‬‬

‫مواصلة تعميم النوادي الثقافية والرياضية والصحية والمرورية و البيئية في اطار الشراكة مع‬ ‫‪‬‬
‫المنظمات والهياكل المعنية ‪.‬‬

‫دعم االنشطة في الوسط المدرسي و اعادة البنظر في برامجها حنى تتالئم مع رغبات التالميذ و‬ ‫‪‬‬
‫تنجح في استقطابهم ‪.‬‬

‫تكثيف خاليا العمل االجتماعي في الوسط المدرسي قصد الوقاية من االنقطاع المبكر عن‬ ‫‪‬‬
‫الدراسة و ذلك بمتابعة الحاالت االجتماعية ومعالجة االسباب التي تحول دون نجتح التلميذ ‪.‬‬

‫توسع شبكة مدارس التنمية المستديمة و دعم برنامج الوطني الحدائق البيئة المدرسية والتعاون‬ ‫‪‬‬
‫مع الجمعيات البيئية ‪.‬‬

‫وعندما يلتحق التالميذ بالمرحلة الثانية من التعليم الثانوي واالساسي يكونوا قد تجاوزو مرحلة‬
‫الطفولة الثانية ودخلوا في طور حساس من اطوار نموهم اذ يضطرب سلوك بعض التالميذ‬
‫جراء ما يعيشونه من تغيرات جسمانية ونفسية ترتبط بفترة المراهقة وفي هذا المجال بعثت‬
‫وزارة التربية مكاتب االصغاء ‪:‬‬

‫مكاتب االصغاء و فعالیة دور المرافق المدرسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تتمثل أهمیة مكاتب االصغاء في عنصرین أساسیین هما ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مرافقة المتعلمین في مسارهم الدراسي‪ ،‬والعمل على مقاومة ظاهرة التغیب عن المدرسة‬
‫بغیر مبرر مع االصغاء للمشاكل االجتماعیة والنفسیة وتلك المتعلقة بصعوبات التعلم لدى بعض‬
‫التالمیذ‪.‬‬

‫‪ 8‬اإلدارة العامة للدراسات والتخطيط بوزارة التربية ‪ ,‬الحق في التعلم في تونس ‪ ,‬وزارة التربية تونس ’ ‪2013‬‬
‫الدليل التوجيهي النظري والتطبيقي ‪ ,‬رصد وتقييم حقوق األطفال في المؤسسات االيوائية ‪2020 ,‬‬
‫‪31‬‬
‫ثانیا‪ :‬مصاحبة المتعلمین عند مرورهم من المرحلة األولى الى المرحلة الثانیة من التعلیم‬
‫األساسي‪ ،‬ومساعدتهم على التأقلم مع هذه النقلة‪ ،‬اذ تبین أن هذه المرحلة هي المعنیة أكثر من‬
‫غیرها بمعضلة االنقطاع المدرسي والرسوب‪.‬‬

‫كما تم في نفس االطار العمل على تعميم النوادي الثقافية والرياضية والصحية والمرورية‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬

‫النقل المدرسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حیث عملت الدولة على توفیر النقل المدرسي والذي یعتبر أمر أساسي في عملیة التعلم حتى‬
‫یسهل من عملیة تنقل التالمیذ وسد كل الذرائع للغیاب وعدم الحضور للدراسة‪.‬‬

‫الترفیهیة‪:‬‬ ‫ترقیة األنشطة الثقافیة و الریاضیة و الفنیة و‬ ‫‪‬‬

‫وذلك بتنظیم األنشطة المكملة للمدرسة واألنشطة خارج المدرسة و االبداعیة والترفیهیة لفائدة‬
‫التالمیذ وتعزیز ممارسة هذه األنشطة في جمیع المؤسسات و العمل‪ ،‬خصوصا على تطویر‬
‫المسرح المدرسي وزیارات المواقع التاریخیة واألثریة والمتاحف‪ ،...‬دعما ألهداف البرامج‬
‫التعلیمیة وتشجیع التلمیذ المتمدرس على الدراسة وتجنب التغیب عن الحصص بصفة منتظمة‪.‬‬

‫الصحة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫توفیر التأطیر البشري من أجل ضمان صحة التالمیذ ومتابعة مختلف الحاالت الصحیة‬
‫لمختلف شرائح التالمیذ ومنهم التالمیذ من ذوي االحتیاجات الخاصة تجنبا الي انقطاع أ‬
‫وتسرب‪.‬‬

‫تفعیل دور األولیاء والحوار معهم ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حیث یمثل دور األولیاء طرفا تربویا وسندا للمدرسة في تربیة الناشئة و تعلیمهم‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس فان المؤسسة التربویة أصبحت تدع وبضرورة اعالم األولیاء بانتظام بمسیرة‬
‫أبنائهم وبناتهم المدرسیة و التربویة‪ ،‬وتنظیم استقبالهم للتشاور معهم في كل ما یتعین‬
‫بشؤون منظوریهم وذلك بتنظیم لقاءات تقییمیة ثالثیة وكلما دعت الحاجة للقاء األسرة‬
‫التربویة مع األولیاء والمجتمع المدني وذلك لمزید من التأطیر للحیاة المدرسیة و اطالعهم‬
‫على المشاریع التربویة و اهدافها لمساندة مجهود المؤسسة التربویة‪.‬‬

‫المتابعة الدائمة لحضور التالمیذ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وذلك من خالل التأكید على أهمیة دور مستشار التربیة بالخصوص في متابعة التالمیذ‬
‫ورصد كل ما یتعلق بانقطاع التلمیذ من تغیب وتأخر وفشل ورسوب وتسرب وغیرها في‬
‫شكل تقاریر داءمة من أجل الوقایة ومواجهة انقطاع التلمیذ عن الدراسة التي تحول دون‬
‫‪32‬‬
‫نجاحه وتؤدي الي تسربه من النظام المدرسي نهائیا‪(.‬وزارة التربیة الوطنیة‪- 2016 ،‬‬
‫‪) 2017‬‬

‫ج ‪ /‬اليات حماية ورعاية الطفولة في تونس ‪:‬‬

‫تعتبر حماية الطفولة من األولويات الوطنية حيث تتدخل العديد من القطاعات بصفة‬
‫مباشرة في وضع البرامج واآلليات انطالقا من أن مفهوم حماية الطفل إنما يعني الحق‬
‫األساسي في التمتع بمختلف التدابير الوقائية‪ ،‬ذات الصبغة االجتماعية والتعليمية‬
‫والصحية وبغيرها من األحكام واإلجراءات الرامية إلى حماية الطفل من كافة أشكال‬
‫العنف أو الضرر أو اإلساءة البدنية أو المعنوية أو اإلهمال أو التقصير أو أ أي صيغة‬
‫تؤول الى اساءة المعاملة او االستغالل ( مجلة حماية الطفل ) فقد تعددت برامج حماية‬
‫الطفولة وتنوعت لتشمل جل الفئات ذات االحتياجات الخصوصية واعتمدت هذه البرامج‬
‫في تنفيذها على متدخلين من مختلف االختصاصات والمجاالت والقطاعات ‪:‬‬

‫في مستوى البرامج والمؤسسات ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حرصت الدولة التونسية على وضع العديد من البرامج و احداث الهياكل والمؤسسات‬
‫في مجال حماية الطفولة نذكر منها‪:‬‬

‫احداث خطة مندوب حماية الطفولة وقاضي االسرة وقاضي الطفل‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬البرنامج الوطني للعمل االجتماعي في الوسط المدرسي الذي انطلق سنة ‪ 1991‬وتشرف على‬ ‫‪-‬‬
‫تسييره وزارة الشؤون االجتماعية والتضامن باالشتراك مع وزارة التربية والتكوين ووزارة‬
‫‪9‬الصحة العمومية‪ .‬وهو منظومة تدخل للوقاية من االنقطاع المبكر عن التعليم ومن مظاهر عدم‬
‫التكيف المدرسي للتلميذ‪.‬‬

‫مكاتب اإلصغاء واإلرشاد داخل المدارس اإلعدادية والمعاهد الثانوية منذ سنة ‪ 1999‬وتشرف‬ ‫‪-‬‬
‫عليها وزارة التربية والتكوين بالتنسيق مع وزارتي الشؤون االجتماعية والتضامن والصحة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫برامج اإليداع العائلي والكفالة لألطفال الفاقدين للسند العائلي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫شبكة الهياكل والمؤسسات المختصة في حماية الطفولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 9‬نظام وقانون متابعة التالميذ في تونس ‪ ,‬التصرف في شؤون التالميذ والنظام التاديبي المدرسي ‪2021 ,‬‬
‫‪33‬‬
‫صندوق تأهيل وإدماج األطفال لتمكين المغادرين لمراكز االصالح من االنتفاع بخدمات في‬ ‫‪-‬‬
‫مجاالت مواصلة التعليم أو التكوين أو التدريب المهني أو بعث مشاريع للحساب الخاص ‪ ( .‬بسام‬
‫مصطفي عيشة ‪ ,‬الدليل التوجيهي النظري و التطبيقي ‪ ,‬ص ‪) 75-74‬‬

‫اليات يمنحها القانون للقيم العام‪:‬‬ ‫‪2‬‬


‫تم تحديدها على النحو التالي ‪:‬‬

‫ا‪ /‬االعالم المدرسي ‪:‬‬

‫يتولى القيم العام اعالم جمهور التالميذ بمختلف المستجدات و المذكرات الصادرة عن ادارة‬
‫المؤسسة التربوية وحق التالميذ على المشاركة في المسابقات المدرسية وبذلك هو يؤمن التواصل‬
‫بين ادارة المؤسسة التربوية والتلميذ ‪ ,‬وفي هذا االطار البد من االشارة الى ان كل االعالنات يجب‬
‫ان تمر عبر ادارة المدرسة سواء باعتماد نظام التعليق او التبليغ او التراسل ‪,‬وان ما يعمد بعض‬
‫االساتذة الى تبليغه مباشرة الى تالميذهم دون اللجوء الى االدارة ال يعد شرعيا وال يعمل به ‪.‬‬

‫ب‪ /‬التنشيط الثقافي ‪:‬‬

‫يلعب القيم دورا هاما في انجاح مختلف التظاهرات و االنشطة الثقافية في الوسط المدرسي لذلك‬
‫يجب تكليف قيم او اكثر صلب جداول االوقات باإلشراف على سير النوادي الثقافية كما يجب ان‬
‫يحسن مدير المؤسسة التربوية اختبار هذا المشرف من بين القيمين اللذين تتوفر فيهم االستعداد‬
‫والقدرة على ذلك ‪.‬‬

‫ج ‪ /‬انشطة المرافقة المدرسية ‪ :‬نص االمر المنظم للحياة المدرسية المؤرخ في ‪10/2004/ 19‬‬
‫على اهمية تنظيم بعض االنشطة المرافقة المدرسية ( الفصل ‪ ) 7‬على غرار حصص التدارك ‪,‬‬
‫الرحالت الدراسية ’ الزيارات الميدانية للمكتبات ومراكز التوثيق وضاءات االنترنت ‪ ,‬وان كل‬
‫هذه المهمات لعدة اطراف االساتذة والقيمون و االطار االداري وممثلي الجمعيات ذات العالقة وقد‬
‫جرت العادة على اضطالع سلك القيمين بمهمة االشراف على هذه االنشطة ‪.‬‬

‫د‪ /‬مكاتب االصغاء واإلرشاد ‪:‬‬

‫تتولى مكاتب االصغاء واإلرشاد داخل المعاهد االعدادية و الثانوية توفير الرعاية الصحية والنفسية‬
‫لمختلف التالميذ الذين يمرون ببعض الصعوبات او المشاكل العائلية وعادة ما يتم ذلك باقتراح من‬
‫القيم نظرا لقربه من التالميذ وما يتوفر في القيم العام من مؤهالت علمية تجعله اقدر من غيره على‬
‫متابعة سلوك التالميذ ورصد كل الظواهر والحاالت التي تستدعي المتابعة ‪.‬‬

‫ح‪ /‬المذاكرة التكميلية ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫عرفها النظام التأديبي بأنها " اجراء تربوي يهدف من ناحية الى حفز التلميذ على احترام توقيت‬
‫الدرس ومن ناحية اخرى الى توفير فرصة تدارك تمكنه من انجاز عمل مدرسي تقاعس على القيام‬
‫به " ‪ ,‬فالمذاكرة التكميلية ال يمكن تطبيقها على كل الحاالت المتعلقة بسوء السلوك او الخروج عن‬
‫ضوابط االحترام وانهال اتنطبق اال في حالة تقاعس التلميذ عن القيام بواجب منزلي ‪ ,‬اما من‬
‫الناحية االجرائية فاألستاذ مطالب بتحرير تقرير يوضح فيه االسباب التي دعته الى اسناد مذاكرة‬
‫تكميلية للتلميذ ويحدد نوع العمل المطلوب منه و الحصة المقترحة النجازه و تتم المذاكرة التكميلية‬
‫وجوبا اما مساء يوم السبت لمدة ساعتين او اربع ساعات تحت اشراف القيم ‪.‬‬

‫تحليل النتائج المتحصل عليها حول االليات التي من صلب مهــام‬ ‫‪3‬‬
‫القيم العام لمواجهة االنقطاع ‪:‬‬
‫تم تقسيم هذا العنصر الى ‪:‬‬

‫‪-‬عرض وتفسير المعطيات‬

‫‪-‬استخالص النتائج‬

‫المعطيات ‪:‬‬ ‫عرض وتفسير‬ ‫‪‬‬

‫ا‪ /‬فيم يخص األنشطة الرياضية و الثقافية ‪:‬‬

‫تبين لي من خالل المقابالت ان القيم العام يرى ان األنشطة الثقافية والرياضية تعد دافعا‬
‫قويا لمواجهة االنقطاع المدرسي ‪ ,‬قال المبحوث ‪ " 11‬قانونا هو المشرف على مثل هذه‬
‫االعمال وذلك بالتخصيص ضمن الجدول يوم الجمعة مساءا او يوم السبت مساءا بعد انتهاء‬
‫الدروس ‪ :‬الموسيقى ‪ ,‬العاب رياضية ‪ ,‬نادي المسرح " وعليه نقول ان هذه األنشطة‬
‫ضرورية وذات أهمية كبيرة وتتمثل أهميتها في كونها تحقق النمو النفسي الصحي‬
‫االجتماعي المتكامل والمتوازن حيث تعمل على زيادة احترام ذواتهم وثقتهم بأنفسهم كما‬
‫تعمل على تحسين النتائج المدرسية وتعطي التالميذ طاقة إيجابية تعمل على تحسين العالقة‬
‫بين التلميذ واستاذه وبينه وبين زمالئه ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫المبحوث ‪ " 8‬األنشطة الثقافية داخل المدرسة تساعد التلميذ على عدم احساسه بالملل‬
‫وتنمي مواهبه وتخفف من ضغوطاته وتشجعه على الدراسة وتنمي لديه روح القيادة‬
‫والتفاعل االجتماعي ويكون من المتفوقين والناجحين في دراستهم "‬

‫المبحوث ‪ " 2‬تجعله ال يفكر في فكرة الغياب واالنقطاع تشجعه على الحضور "‬

‫اذن أخيرا وليس اخرا فاألنشطة الثقافية تساعد في دمج التالميذ كثيري التغيب وحتى الذين‬
‫تعرضوا للتسرب وتعيد دمجهم في النظام المدرسي كما تعمل على تعديل العديد من‬
‫الجوانب السلوكية لدى التالميذ ومن النقاط المهمة التي تمت مالحظتها انها تساعدهم على‬
‫حسن استخدام أوقات الفراغ وتفريغ الطاقات الزائد لدى التلميذ التي تؤثر على دراسته ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬دروس الدعم ‪:‬‬

‫تمثلت إجابات المبحوثين حول تنظيم دروس الدعم او باألحرى المذاكرات التكميلية للتالميذ‬
‫ذوي التحصيل المتدني حيث تمت االجابتهم على النحو التالي " كل يوم سبت ابتداءا من‬
‫‪ 17- 13‬من اجل تدارك التلميذ "‬

‫وهذا ما يدل على حرص القيم العام من خالل متابعة النتائج الدراسية للتالميذ عامة‬
‫والمتغيب بصفة خاصة واكتشاف التالميذ المتاخرين دراسيا والمعرضين لالنقطاع‬
‫المدرسي وللعقوبات من قبل األساتذة على تنظيم دروس الدعم للتالميذ ذوي التحصيل‬
‫المتدني ‪.‬‬

‫ج ‪ /‬تفعيل الحوار والتواصل بين االسرة والمدرسة ‪:‬‬

‫حرص القيم العام على تفعيل التواصل بين المدرسة واالسرة اثناء مناقشة اومور الغياب ‪:‬‬

‫يتم تفعيل الحوار والتواصل مع االسرة وذلك عن طريق مراقبة ومتابعة العديد من األمور‬
‫من قبل القيم العام والتي يحرص على ان تكون في ظل تواجد االسرة بشكل ضروري‬
‫واساسي منها حضور التالميذ وتغيبهم وتقدير مدى صحة االعذار التي يقدمونها واستدعاء‬
‫أولياء االومور في حالة تزايدها عن حدها المفروض قال المبحوث ‪ " 7‬استدعاء الولي‬
‫واعالمه بتغيب ابنه ومعرفة األسباب من ولي امره ان امكن "‬

‫وبالتالي فتفعيل التواصل ضروري من خالل استدعاء االولياء من اجل التعاون معهم‬
‫وإيجاد حلول مناسبة البنائهم وحرصهم على معرفة الحالة الصحية واالجتماعية والنفسية‬
‫للتلميذ وغيرها من االومور ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫د ‪ /‬تحسين االمور المادية والمعنوية ‪:‬‬
‫تبين لي من خالل البحث الميداني ان القيم العام يسعى الى تحسين االمور المادية‬
‫والمعنوية التي يجرى فيها تمدرس التلميذ والتي تم تقسيمها من قبلهم الى نشاطات‬
‫اجتماعية وتربوية في المؤسسة وتقديم المساعدات المادية وذلك قصد تحسين‬
‫المردود التربوي التعليمي لدى التلميذ قال المبحوث ‪ "5‬االمور المعنوية ‪ :‬تتمثل‬
‫في تشجيع التالميذ على الدراسة واالنضباط اما االمور المادية فتتمثل في توفير‬
‫بعض الوسائل من الجمعية التنموية "‬

‫تنظيم حفالت ورحالت دراسية ‪ ,‬إضافة الى االمور المادية والمعنوية وجدت ان‬
‫القيم العام يقوم بتكثيف العمليات التحسيسية لفائدة التالميذ والجماعات التربوية‬
‫حول وسائل مواجهة االنقطاع المدرسي ومن بين الوسائل التي قدموها ‪ :‬المبحوث‬
‫‪ " 10‬دروس الدعم باعتبارها دعما للتالميذ اللذين يعانون من صعوبات او تأخر‬
‫دراسي او عائق يمكن ان يقف في نجاح وتقدم التلميذ ويساهم في فشله الدراسي‬
‫وهو ما يجعله يتخذ سلوك االنقطاع "‬

‫المبحوث ‪ " 6‬حسب اللجان المتوفرة ‪ ,‬المرشدة االجتماعية ( لمده بوسائل الدراسة‬
‫ان امكن ) ‪ ,‬أساتذة و اداريين متطوعين ( مد التلميذ بالكراسات والكتب ‪" ) ...‬‬

‫ومن بين االقتراحات التي تم تقديمها للتقليل من هذه الظاهرة ‪:‬‬

‫قال المبحوث ‪ " 2‬التخفيض في ساعات الدراسة ‪ ,‬االطالع على ظروف االولياء‬
‫والتنسيق مع ‪ :‬السلط المحلية ( المعتمدية ‪ ,‬الجمعيات القانونية ) ‪ ,‬البلدية بتقديم‬
‫المساعدات ‪ ,‬الهالل األحمر تقديم اعانات موسمية ‪ ,‬تحفيز االولياء على مراقبة‬
‫األبناء ومراقبة سلوكه خاصة في المدارس اإلعدادية وحتى المدارس االبتدائية ‪,‬‬
‫مراقبة امنية حول الدخالء بالمحيط المدرسي "‬

‫المبحوث ‪ " 4‬التواصل الدائم مع ولي امره الشعاره بوضعية ابنه الدراسية‬
‫ومحاولة إيجاد حلول لتوجيهه الى التكوين المهني "‬

‫استخالص النتائج ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يحرص القيم العام على المشاركة في تاطير األنشطة الثقافية و الرياضية وذلك لكونه‬
‫يعتبرها دافعا قويا لمواجهة االنقطاع المدرسي كما يحرص على عقد ندوات دورية مع‬
‫بقية المسؤولين لتشجيع وتقديم الدعم المعنوي والمادي للتالميذ ‪ ,‬المساهمة في تنظيم‬
‫دروس الدعم للتالميذ ذوي التحصيل المتدني أيام السبت وذلك من اجل الحاق ومواكبة‬
‫هؤالء التالميذ بزمالئهم و مواجهة كل سبب يتخذه التلميذ لالنقطاع عن الدراسة ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أيضا تفعيل التواصل بين المدرسة و االسرة عند مناقشة امور الغياب معهم وتكمن‬
‫فاعليته في الحد من ظاهرة االنقطاع وذلك من خالل جملة من التوصيات التي يقترحها‬
‫القيم العام ويحرص على تفعيلها ضمن مهامه األساسية ويقوم بتطبيقها بحرص شديد‬
‫وبشكل ذو فاعلية عالية عالية وهي التي تؤكد مساهمته بفعالية في الحد من االنقطاع‬
‫المدرسي وهي كاالتي ‪:‬‬

‫‪-‬الصرامة في متابعة الغيابات‬

‫‪-‬القيام بعمليات تحسيسة مع التالميذ والتوعية المستمرة لمدى أهمية التحصيل العلمي‬

‫‪-‬تفعيل النظام الخارجي بالمؤسسة‬

‫‪-‬الحرص على توفير الجو المالئم للتلميذ من حيث الوسائل التربوية والمادية‬

‫‪-‬مشاركة االسرة و اعالمهم بغيابات أبنائهم و المرافقة الدائمة والغير منقطعة للتلميذ‬

‫‪-‬تفعيل النشاطات الرياضية والثقافية ‪.‬‬

‫‪ .III‬حدود ومجال االليات‬

‫‪38‬‬
‫ان االليات التي تم ذكرها سابقا حققت نجاحا في الحد من ظاهرة االنقطاع ولكن بشكل نسبي لعدة‬
‫‪ :‬أسباب والتي تم تحديها من قبلهم على النحو التالي‬

‫تحليل المعطيات ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فيم يخص الية التواصل مع االسرة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اغلب المؤسسات ال تنظم هذه المنابر سوى في الحاالت الخاصة أي لم تتحول هذه االلية الى ممارسة‬
‫ثقافية و مؤسساتية حقيقية في المدارس الى اليوم رغم اقتناع مختلف األطراف بأهمية الحوار في الحد‬
‫من السلوكيات التي تؤثر على سير عمل المؤسسة التربوية وهذا ما جاء في قول المبحوث ‪ " 4‬يتم‬
‫استدعاء الولي اال في الحاالت القصوى " بمعنى ان المؤسسات ال توظف هذه االلية كآلية ثقافية‬
‫ضرورية لتفادي كل الظواهر المخلة بسير عمل المنظومة التربوية قبل حدوثها لتوخي الحذر بل يتم‬
‫توظيفها بعد وقوع الحادثة وهذا سبب واضح من أسباب نجاحها بشكل نسبي وبهذا فهي ترسخ في فكر‬
‫التلميذ انه ال يتم مراقبته اال في الحاالت الخاصة وتدفع به الى االنحراف والتغيب وهذا ما أكده‬
‫المبحوث ‪ " 12‬التلميذ ماعادش هامو قرى وال قعد مدام والديه ماههمهمش فيه تكلمهم ميهزوش عليك "‬
‫‪ " .‬اذن نحن هنا نالحظ نسبية فعالية هذه االلية بين مختلف المؤسسات‬

‫مكاتب االصغاء واإلرشاد التربوي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اذا كان التواصل شرطا لضمان نجاح المؤسسة التربوية فان من اهم الياته حسب القانون التربوي‬
‫التونسي هي خاليا العمل االجتماعي ومكاتب االصغاء واإلرشاد وهي الية يتيحها القانون ضمن‬
‫استراتيجيته لمقاومة االنقطاع وتمنح للقيم والقيم العام غير ان فاعليتها عمليا تختلف من مؤسسة تربوية‬
‫الى أخرى بحسب الموقف منها او ما يخلقه القيمون العامين من اليات موازية او معوضة لها ‪ .‬وهذا ما‬
‫تمت مالحظته من خالل اشتغالها و توظيها في بعض المؤسسات وفق ما أكده المبحوث ‪ " 9‬لها دور‬
‫هام في االستماع الى المشاكل ويتم تفعيلها في الحاالت القصوى " وغيابها وعدم تفعيلها في مؤسسات‬
‫" أخرى كما قال المبحوث ‪ " 8‬غياب مكاتب االصغاء انا كقيم عام أقوم بهذه الوظيفة‬

‫األنشطة الرياضية والثقافية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعتبر النشاط الثقافي جزء ال يتجزا من المنظومة التربوية وبعدا من ابعاد الفعل التربوي التعليمي ‪ ,‬الذي‬
‫تسعى من خالله المؤسسة التربوية الى ضمان اندماج المتعلم في الوسط المدرسي لكن هذه األنشطة في‬
‫السنوات األخيرة شهدت تراجعا وذلك لعدة عوامل من بينها ال يتم وضع برامج هذه النوادي او االليات‬
‫على أساس الخطط او البرامج العلمية و االستراتيجية التي من شانها تدعم بناء المناخ المدرسي السليم‬
‫الذي يساعد المتعلمين على التعلم واكتساب القيم والسلوكيات الحسنة بل يتم وضعها من قبل القيم العام‬
‫وبعض المسؤولين وهذا ما اثبته المبحوث ‪ " 2‬ضعف األنشطة الثقافية احنا لنقومو بمبادرة ونحاولو‬
‫‪ " .‬نعملو نادي مسرح يوم الجمعة مساءا او السبت‬

‫‪39‬‬
‫استخالص النتائج ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اذن مازال المشهد التربوي عندنا يتميز بعدم التطابق بين ماهو معلن رسميا وبين ماهو متحقق فعال‬
‫فظلت وسائل تحقيقه قاصرة او غائبة تماما لذلك البد من إعادة استقراء الواقع التربوي من اجل تقييم‬
‫‪ .‬مضامين اإلصالحات التي انخرطت فيها تونس منذ قانون ‪2002‬‬

‫‪ :‬النتيجة العامة‬

‫تعالج الدراسة الحالية مشكلة هامة في المجال التربوي تتمثل في االليات التربوية لمواجهة االنقطاع‬
‫المدرسي من خالل دور القيم العام في مرحلة التعليم االعدادي في مالمدارس اإلعدادية المتواجدة‬
‫بمعتمدية المرسى تونس ‪ ,‬حيث تعد المدرسة هي المكان الثاني بعد العائلة لتنشئة وتربية األجيال ولكن‬
‫رغم أهميتها نجد من المعوقات التي تعيق سيرها وتقدمها االنقطاع المدرسي الذي يعد مشكلة كل نظام‬
‫تربوي في كل مجتمع وهذا يعد موضوع دراستنا وهو الذي يؤثر على أداء المؤسسة التربوية لوظيفتها‬
‫في العديد من الجوانب االمر الذي يؤثر على المجتمع كذلك وليس على مستوى المدرسة فقط ويلود نتائج‬
‫خطيرة تنعكس على التلميذ وافراد المجتمع وعلى هذا األساس جاءت الدراسة بهدف التعرف على هذه‬
‫الظاهرة ورصد االليات لمواجهتها من خالل دور القيم العام للحد منها وتمكين التلميذ من اكمال مساره‬
‫‪ .‬بكل اريحية دون أي عرقلة تقف في طريقه‬

‫وللتوصل الى هذه األهداف تم بناء مقابلة نصف موجهة تتضمن مجموعة من المحاور التي تتماشى مع‬
‫األوضاع السائدة للدراسة ‪ ,‬وعلى هذا األساس قمنا بتطبيق أدوات جمع البيانات المتمثلة في المقابلة‬
‫على عينة البحث وقد تم التوصل الى مجموعة من النتائج التي تم عرضها ومناقشتها حسب تساؤالت‬
‫‪.‬الدراسة‬

‫‪ .IV‬اختبار توجهات البحث علة ضوء النتائج ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ :‬التوجه األول ‪1‬‬

‫بناء على ما سبق عرضه من نتائج تبين لنا ان التوجه البحثي األول الذي مفاده ان للقيم عام دور مؤثر‬
‫ومحوري في مواجهة االنقطاع المدرسي يصح تأكيده اعتبارا ان مراقبة غيابات التالميذ وتتبع األسباب‬
‫المختلفة والمؤدية لالنقطاع والتدخالت الفورية في ذلك ومراقبة السلوكيات التي تسبق االنقطاع كان لها‬
‫‪ .‬تاثير كبير في التصدي لهذه الظاهرة‬

‫‪ :‬التوجه الثاني ‪2‬‬

‫في ما يخص التوجه البحثي الثاني الذي ورد كاالتي يوظف القيم العام اليات تلعب دور مركزي في الحد‬
‫من هذه الظاهرة يصح تاكيدها أيضا من خالل النتائج المتحصل عليها ومن أهمها تفعيل األنشطة الثقافية‬
‫والرياضية من اجل تعديل العديد من الجوانب السلوكية للتلميذ ومساعدته على حسن استخدام أوقات‬
‫الفراغ الى جانب الدروس التكميلية لتعويضه على ماسبقه من حصص معرفية وتداركه لذلك ‪,‬كذلك‬
‫تفعيل الحوار والتواصل مع االولياء اليجاد حلول ممكنة ( كالدعم المادي والمعنوي ) لتقليص من تفشي‬
‫‪ .‬هذه الظاهرة قدر اإلمكان‬

‫‪ :‬التوجه الثالث ‪3‬‬

‫اما فيم يخص التوجه األخير مدى نجاح هذه االليات التي من صلب مهام القيم العام في مواجهة‬
‫االنقطاع ال يصح تاكيدها وذلك من خالل النتائج المتحصل عليها المتمثلة في نسبية تفعيل هذه االليات‬
‫‪,‬غياب مكاتب االصغاء واإلرشاد التربوي في بعض المعاهد وحضورها في معاهد أخرى ‪ ,‬نسبية الية‬
‫‪ .‬التواصل مع االولياء في بعض المؤسسات دون غيرها‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫في األخير من خالل الدراسة تبين لنا ان ظاهرة االنقطاع ظاهرة اجتماعية خطيرة عانت منها‬
‫المجتمعات المتقدمة والمتخلفة وتختلف درجة انتشارها وخطورتها باختالف المجتمعات و باختالف‬
‫انظمتها التربوية ‪ ,‬وانطالقا من االنتشار الواسع لظاهرة االنقطاع المدرسي والمخلفات التي شهدتها‬
‫المنظومة التربوية بسبب هذه الظاهرة كمحاولة للوقوف على االليات التربوية التي تعمل على‬
‫مواجهة هذه الظاهرة وتساهم في الحد منها في مرحلة التعليم االعدادي خاصة والتي تعد مرحلة‬
‫حساسة جدا تتميز باالضطرابات واالنفعاالت التي تعترض شخصية التلميذ المراهق وتحدث خلال‬
‫في توازنه الشخصي النفسي وعليه فقد جاءت الدراسة للوقوف على دور القيم العام في مواجهة هذه‬
‫الظاهرة باعتباره احد الفاعلين التربويين ذي العالقة المباشرة بمواجهة هذه الظاهرة ومتابعتها‬
‫ورصد االليات التربوية الالزمة للحد منها بالتعاون مع مختلف المسؤولين اإلداريين واولياء االومور‬

‫‪41‬‬
‫ومختلف الشركاء االجتماعيين ‪ ,‬وأخيرا نستخلص ان لهذه االليات دور فعال لمواجهة االنقطاع لكن‬
‫فاعليتها بقت محدودة بسبب تطبيقها النسبي بين مختلف المؤسسات ‪.‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫أوال الكتب ‪:‬‬


‫ايميل دوركهايم كتاب التربية والمجتمع ‪,‬ترجمة علي اسعد وطفة ‪ ,‬جامعة الكويت ‪ ,‬دار معد‬ ‫‪-‬‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪2007 ,‬‬
‫محي الدين احمد الحسين التنشئة االجتماعية واهميتها من منظور سيكولوجي ‪,‬الكتاب السنوي‬ ‫‪-‬‬
‫للعلوم االجتماعية العدد الثالث ‪ ,‬القاهرة دار المعارف ‪1982 ,‬‬
‫ريمون بودون كتاب المعجم النقدي لعلم االجتماع ‪ ,‬المترجم المحقق الدكتور سليم حداد ’ دار‬ ‫‪-‬‬
‫النشر ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪2012 ,‬‬
‫وطفة علي سعد ‪,‬وشهاب ‪ ,‬علي جاسم ‪,‬علم االجتماع المدرسي ‪ ,‬المؤسسة الجامعية للنشر‬ ‫‪-‬‬
‫والتوزيع ‪ ,‬بيروت لبنان ‪2004 ,‬‬

‫ثانيا القواميس والمعاجم ‪:‬‬


‫‪ -‬احمد زكي بدوي ‪ ,‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ‪ ,‬مكتبة لبنان للنشر ‪2003 ,‬‬

‫‪ -‬عبد المجيد سالمي ‪ ,‬معجم مصطلحات علم النفس ‪ ,‬دار الكتاب اللبناني للنشر والتوزيع ‪2002‬‬

‫‪ -‬زينب النجار واخرون ‪ ,‬معجم المصطلحات التربوية والنفسية ‪ ,‬الدار البنانية المصرية القاهرة‬
‫مصر ‪2003 ,‬‬

‫ثالثا الدراسات و االطروحات والمذكرات ‪:‬‬


‫بن كيحول ليلى ‪ ,‬األوضاع االجتماعية للسرة وعالقتها بالتسرب المدرسي ‪ ,‬مذكرة نهاية الدراسة‬ ‫‪-‬‬
‫لنيل شهادة الماجستار في علم االجتماع ‪ ,‬كلية العلوم النسانية واالجتماعية ‪ ,‬قسم العلوم االجتماعية‬
‫‪ ,‬تخصص علم اجتماع التربية ‪ ,‬جامعة محمد خيضر ‪ ,‬بسكرة ‪2015-2014‬‬

‫‪42‬‬
‫مارتن روبين ‪ ,‬األسباب االجتماعية واالقتصادية والشخصية لتسرب طلبة األقليات بريكجون ‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمريكا ‪2001 ,‬‬
‫سعد بن محمد علي الهميم ‪ ,‬الخصائص االجتماعية للمتسربين وعالقتها بالمتسرب المدرسي ‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫أطروحة دوكتوراه ‪ ,‬كلية العلوم االجتماعية ‪ ,‬تخصص علم اجتماع ‪ ,‬جامعة حوطة بني تميم ‪,‬‬
‫الرياض ‪2010,‬‬
‫اإلدارة العامة للدراسات والتخطيط بوزارة التربية ‪ ,‬الحق في التعليم في تونس ‪ ,‬وزارة التربية‬ ‫‪-‬‬
‫تونس ‪2013‬‬
‫الدليل التوجيهي النظري والتطبيقي‪ ,‬رصد وتقييم حقوق األطفال في المؤسسات االيوائية ‪2020 ,‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظام قانون متابعة التالميذ في تونس ‪ ,‬التصرف في شؤون التالميذ والنظام التاديبي المدرسي ‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2021‬‬

‫رابعا الدوريات والمجالت ‪:‬‬


‫أنور ابن ناصر بن يوسف العربي ‪ ,‬االنقطاع عن الدراسة هم يقلق التربويين ‪ ,‬مجلة دورية تربوية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ,‬العدد الرابع والخمسون ‪ ,‬فبراير ‪2010‬‬
‫ايمان محمد رضالي التميمي ‪ ,‬الرسوب في المدارس األسباب والعالج ‪ ,‬مجلة جامعة القدرس‬ ‫‪-‬‬
‫لألبحاث والدراسات ‪ ,‬العدد الرابع وثالثون تشرين األول ‪2014 ,‬‬
‫سوسيولوجيا التربية ‪ ,‬مجلد ‪ , 1‬الفصل الثالث ‪ ,‬نظريات سوسيولوجيا التربية‬ ‫‪-‬‬

‫خامسا الوابيوغرافيا ‪:‬‬


‫البديل التربوي ‪ ,‬مفهوم االنقطاع المدرسي ‪ ,‬مفهوم االليات ‪www.almaany.com‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنواع االنقطاع ‪www.assabahnews.com‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنواع االنقطاع ‪www.tunisia-sat.com‬‬ ‫‪-‬‬

‫دليل المقابلة ‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫المحور األول ‪ :‬فاعلية دور القيم العام‬

‫ماهي األسباب التي تؤدي الى االنقطاع وكيف تتم متابعتها ؟‬

‫كيف تتم متابعة غيابات التالميذ من قبلكم ؟‬

‫هل يجري القيم العام تعزيز للسلوكيات اإليجابية والقيم االجتماعية بين التالميذ وبقية المسؤولين‬
‫في المعهد ؟‬

‫ا‬

‫كيف تتم مساعدة التالميذ الجدد على التكيف مع الجو المدرسي ؟‬

‫بالنسبة للتالميذ أصحاب المشكالت االنفعالية والوجدانية كيف يتم مساعدتهم في التغلب عليها‬
‫وإيجاد حلول مرضية لهم ؟‬

‫‪44‬‬
‫ما هي السلوكيات التي تسبق االنقطاع المدرسي حسب رأيك ؟‬

‫المحور الثاني ‪ :‬اليات من صلب مهام القيم العام‬

‫هل يشارك القيم العام في تاطير األنشطة الثقافية والرياضية في المدرسة ؟‬

‫يعقد القيم العام بالتعاون مع مسئولي المعهد ندوات دورية للتشجيع وتقديم الدعم المعنوي‬
‫للتالميذ ام ال ؟‬

‫‪45‬‬
‫القيم العام يقوم بتنظيم دروس الدعم للتالميذ ذوي التحصيل المتدني ؟‬

‫عند مناقشة أمور الغياب يتم تفعيل التواصل بين المدرسة واالسرة ؟‬

‫هل يساهم القيم العام بتحسين االمور المعنوية والمادية التي يجرى فيها تمدرس التالميذ ؟‬

‫يتم تكثيف العمليات التحسيسية لفائدة التالميذ مع بقية المسؤولين حول وسائل مواجهة االنقطاع‬
‫المدرسي ؟‬

‫‪46‬‬
‫ما هي اقتراحاتكم للتقليل من ظاهرة االنقطاع ؟‬

‫المحور الثالث ‪ :‬حدود ومجال االليات‬

‫هل ساهمت اآلليات التي تم ذكرها سابقا بشكل فعلي في الحد من هذه الظاهرة ؟‬

‫مشروع الدعم البيداغوجي القى نجاح كبير في الحد من االنقطاع ؟‬

‫آلية التواصل التي يتم إجرائها بين األسرة والمدرسة كانت آلية فعالة في تقليل نسبة هذه‬
‫الظاهرة أم القت صعوبات وظلت في أزمة ؟‬

‫‪47‬‬
‫ما مدى نجاح حضور مكاتب اإلصغاء واإلرشاد التربوي في تقليص أو حل هذه الظاهرة ؟‬

‫الية التواصل بين القيم العام ومختلف الفاعلين االجتماعيين حققت عملية التوافق والفهم ؟‬

‫‪48‬‬
49

You might also like