Professional Documents
Culture Documents
املقدمة
احلمد هلل رب العاملني الذي حدّ احلدود ورشع الرشائع ليكون املسلم عىل
بصرية من دينه ،والصالة والسالم عىل البشري النذير الذي رشفه ربه بتبليغ وحيه
وإقامة قواعد الدين والذود عن عرينه.
أما بعد ،فهذه مذكرة تأسيسية يف القواعد الفقهية اخلمس الكربى ،التي ال
يسع طالب العلم املتبرص يف دينه أن جيهلها ،وهي متثل اللبنة األساسية واالنطالقة
األوىل ملن أراد دراسة القواعد الفقهية أدل ًة وأمثل ًة ،اجتهدت يف إعدادها لتكون
سهلة املنال واضحة املثال.
وقد كانت هذه املذكرة يف بدايتها نواة لدورات علمية ألقيتها خالل
السنوات املاضية يف مسجد «وائل بن حجر» ،ضمن األنشطة العلمية إلدارة
مساجد حمافظة اجلهراء ،وكذلك يف دار القرآن بمركز القرص (نساء/مسائي)،
وأيض ًا يف مركز حسن منَّاع (نساء/صباحي) بمحافظة الفروانية ،واألخريان
تابعان إلدارة الدراسات اإلسالمية بوزارة األوقاف الكويتية.
عيل أن أطبعها يف كتاب؛ لتعم
ثم إن بعض األحبة من الفضالء اقرتح َّ
الفائدة ،فلم يسعني خمالفته ،وانقدح زناد الفكرة يف رأيس ،فرشح اهلل صدري
لذلك ،فبدأت يف هتذيبها وتنقيحها مع كثري من اإلضافات التي ختدم املادة
العلمية؛ لتظهر يف ثوب قشيب ،يناسب نظر القارئ األريب ،ويفتح قرحية
املستفيد اللبيب.
اختصارا غري خمل ،متحاش ًيا
ً وآثرت أن تكون خمترص ًة -قدر اإلمكان-
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 6
التطويل اململ ،وكام يقول املرداوي رمحه اهلل« :فإن حفظ املخترص أيرس وأسهل
املطول يف هذه األزمنة((( وال س ّيام يف أصول
وأهون عىل النفوس ،فإن الكتاب ّ
الفقه ال ُيرغب فيه وال ُيقرأ ،فض ً
ال عن أن ُيفظ ،فإن اهلمم قد قرصت ،والبواعث
قد فرتت»(((.
فمن أراد االقتصار عىل هذه املذكرة التأسيسية فهو كاملقتصد؛ ألهنا تعترب
احلد األدنى يف معرفة القواعد الفقهية ،ومن بنى عليها متوس ًعا طال ًبا للمزيد
فهو كالسابق باخلرياتُّ ،
وكل ضارب بسهمه يف اخلري ،فدونك يا طالب العلم ال
تفوتنّك هذه الغنيمة ،وهذا املغتسل البارد والرشاب.
وأ ّيا كان األمر فإن دراسة القواعد الفقهية ال غنى لطالب العلم عنها؛ ملا
فيها من بيان شمول الرشيعة وعمومها ويرسها ورفقها باملكلف.
فاهلل نسأل عز وجل أن يأجر كاتبها وقارئها وأن ينفع هبا ،هو ويل ذلك
والقادر عليه ،وهذا أوان الرشوع يف املقصود...
كتبها :أبو محد
عيل بن تني الفاضل
((( يقول ذلك يف زمانه (ت885هـ) فكيف احلال بزماننا؟ وال أبرئ نفيس من ذلك واهلل
املستعان!
((( التحبري رشح التحرير ،لعيل بن سليامن املرداوي (.)124/1
7 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
متهيـد
((( وبعضهم يعرب بقوله« :أمر كيل» أو «حكم كيل» وال مشاحة يف االصطالح.
((( وقيل« :قضية أغلبية» باعتبار أن القواعد ال ختلو من استثناءات خترج عن حكم القاعدة
الكيل.
((( انظر الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه الكلية ،ملحمد صدقي البورنو (ص.)14
((( جرت العادة أن يكون املعنى اللغوي أوسع من املعنى االصطالحي إال يف مفهوم
اإليامن فإن معناه الرشعي االصطالحي أعم من معناه اللغوي عند أهل السنة واجلامعة
وتفصيل ذلك يطلب يف مظانه من كتب االعتقاد.
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 8
((( انظر عىل سبيل املثال :االستثناءات عىل القاعدة األوىل ص.16
((( انظر صحيح البخاري ( )65كتاب تفسري القرآن ( )65سورة الطالق ( )2باب
ﭽﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﭼ رقم
(.)4910
9 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
((( رواه البخاري يف ( )65كتاب تفسري القرآن ( )26باب قوله تعاىل ﭽﭲ ﭳﭴ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ
ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖﭼ
البقرة ( ،)184رقم احلديث (.)4505
((( صحيح مسلم ( )13كتاب الصيام ( )25باب بيان نسخ قوله تعاىل Mﮁ ﮂ
ﮃ ﮄ Lبقوله ﭽﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﭼ رقم (.)1145
((( انظر جمامع احلقائق والقواعد وجوامع الروائق والفوائد يف أصول الفقه والقواعد
الفقهية ملحمد بن حممد اخلادمي احلنفي( ،ص ،)55الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه
الكل ّية للبورنو (ص ،)19أصول الفقه اإلسالمي للدكتور أمري عبد العزيز (،)32/1
العرف والعادة بني الرشيعة اإلسالمية والقانون الوضعي (.)157
((( الروض املربع للبهويت ( ،)207/1الرشح املمتع ( ،)391/3هداية الراغب (ص.)142
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 10
وكقوهلم يف كتاب الوقف« :رشط الواقف كنص الشارع»((( ،أي :يف الفهم
والداللة ،ال يف وجوب العمل.
نصوص كألفاظ
ٌ يقول ابن تيمية« :من قال من الفقهاء إن رشط الواقف
الرشع ،فمراده أهنا كالنصوص يف الداللة عىل مراد الواقف يف وجوب العمل
هبا ،أي :أن مراد الواقف يستفاد من ألفاظه املرشوطة كام يستفاد مراد الشارع من
ألفاظه ،فكام يعرف العموم واخلصوص واإلطالق والتقييد والترشيك والرتتيب
يف الرشع من ألفاظ الشارع فكذلك تعرف يف الوقف من ألفاظ الواقف»(((.
تعذر املسمى ُر ِج َع إىل القيمة»((( ،وهذا الضابط الفقهي يف
وكقوهلم« :إذا ّ
طرو اخللل يف التسمية.
العقود واملعامالت املالية وما يف معناها ،وذلك عند ِّ
وكقوهلم يف باب الربا« :اجلهل بالتساوي كالعلم بالتفاضل»((( ،فهذا
الضابط خمتص بالربويات
وهكذا بقية الضوابط الفقهية.
* أمه ّية العلم بالقواعد الفقهية:
يقول القرايف رمحه اهلل« :وهذه القواعد مهمة يف الفقه ،عظيمة النفع ،وبقدر
اإلحاطة هبا يعظم قدر الفقيه ويرشف ،ويظهر رونق الفقه ويعرف ،وتتضح
والقاعدة الفقهية تعترب كامليزان للمسألة الفقهية املراد معرفة حكمها فهي
بالتعبري املعارص كالقوانني التي تن ِّظم األحكام.
هناك قواعد متفق عليها يف اجلملة كالقواعد الفقهية اخلمس الكربى التي
بني أيدينا ،وهناك قواعد أخرى خمتلف فيها بني املذاهب ،واألُوىل هي األساس
واألهم واألَ ْوىل.
13 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
* معنى القاعدة:
األمور :مجع أمر ،وهو :احلال والشأن.
قال تعاىل :ﭽﯾ ﯿ ﰀ ﰁﭼ [هود ،]97أي :حاله.
وقال تعاىل :ﭽﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ [آل عمران ،]128أي :ليس لك
من الشأن أو احلال يشء.
املقاصد :مجع مقصد ،ومعناه :العزم والتوجه.
ومعنى القاعدة :أن األفعال والترصفات تابعة للن ّية،
وأصل هذه القاعدة احلديث املشهور« :إنام األعامل بالن ّيات » ...احلديث(((.
تعريف النية:
لغة :القصد ،ورش ًعا :العزم عىل فعل العبادة تقر ًبا إىل اهلل تعاىل.
* ما املقصود من النية؟
( )1متييز العبادات عن العادات ،مثل:
-اإلمساك عن املفطرات :قد يكون عبادة كالصوم ،وقد يكون ِ ْ
ح َي َة أو
تداو ًيا أو لعدم احلاجة للطعام وهذه أمور دنيوية.
((( البخاري ( )1كتاب بدء الوحي ( )1باب كيف كان بدء الوحي إىل رسول اهلل صىل اهلل
عليه وسلم رقم ( )1ومسلم يف ( )33كتاب اإلمارة ( )45باب قوله ﷺ :إنام األعامل
بالنية وأنه يدخل فيه الغزو وغريه من األعامل رقم ( ،)1907ولفظه عنده« :إنام األعامل
بالن ّية».
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 14
-اجللوس يف املسجد :قد يكون عبادة كاالعتكاف ،وقد يكون جلوس ًا
جمرد ًا لالسرتاحة أو النتظار شخص أو ملالزمة غريم فيكون عادة.
-الذبح :قد يكون لألضحية فيكون نسيك ًة ،وقد يكون لصنم فيكون
مباحا ،فاحلكم دار بني العبادة املحضة
رشكًا ،وقد يكون ملجرد األكل فيكون ً
والرشك والعادة املباحة ،والذي يميز ذلك كله هو النية.
( )2متييز العبادات بعضها عن بعض ،فمن صىل ركعتني يف الليل قد
ال ُمطلق ًا
ال معين ًا كاالستخارة وقد تكونان نف ً
تكونان وفاء لنذر وقد تكونان نف ً
كقيام الليل ،فالفعل واحد والنية هي التي ميزت كل عبادة عن األخرى.
* ما هي رشوط الن ّية؟
ً
أول :اإلسالم ،فال تصح الن ّية من كافر؛ ألهنا عبادة ،وهو ليس من أهل
العبادة.
ثان ًيا :العقل ،خرج بذلك املجنون والصغري فال نية هلام؛ ألنه ال قصد هلام(((.
ثال ًثا :التمييز ،فاملم ِّيز ما تم له سبع سنني فهذا تصح النية منه(((.
ال كان أو ً
قول(((. راب ًعا :العلم باملنوي ،عم ً
((( وأوجب اجلمهور الزكاة يف مال الصبي؛ ألهنا عبادة متعلقة باملال حلق الفقراء خال ًفا
للحنفية ،ويصح احلج من الصبي غري املميز ملا رواه مسلم يف ( )15كتاب احلج)72( ،
باب صحة حج الصبي وأجر من حج به رقم ( )1336عن ابن عباس أن النبي ﷺ لقي
رك ًبا بالروحاء فقال :من القوم؟ قالوا :املسلمون ،فقالوا :من أنت؟ قال :رسول اهلل،
ولك أجر».فرفعت إليه امرأة صبيا ،فقالت :أهلذا حج؟ قال« :نعم ِ
ًّ
بسن معني واألول أشهر.((( وقيل إن املميز هو من يفهم اخلطاب ويرد اجلواب دون تقييد ٍ
((( ينبغي عدم املبالغة والغلو يف أمر النية؛ لئال يصل بصاحبه إىل حد الوسواس.
15 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
وقت النية:
تكون إما مقارنة للفعل أو قبله بيسري.
حمل النية:
حملها القلب ،والتلفظ هبا غري مرشوع؛ ألهنا عبادة بل هي أساس كل عبادة،
والعبادات باهبا التوقيف.
* هل هناك عبادات ال تشرتط فيها النية؟
ملا كانت النية مرشوعة لتمييز العبادات عن العادات فإن العبادة التي ال
تكون عادة وال تلتبس بغريها ال تشرتط فيها النية؛ ألهنا عبادة خالصة.
مثل :اإليامن باهلل تعاىل ،اخلوف والرجاء منه ،قراءة القرآن وكذلك األذكار.
* تطبيقات القاعدة:
قرضا وجب ( )1من َأعطى غريه ً
مال :فإن نوى التربع كان هبة ،وإن نواه ً
إعادته ،وإن كان أمانة وجب حفظها وإال كان ضامنًا إذا حصل منه تعدٍّ أو تفريط،
فاختلف احلكم باختالف القصد مع أن صورة اإلعطاء واحدة.
( )2من التقط لقطة :إذا كان يقصد أخذها لنفسه كان غاص ًبا عليه ضامهنا
إذا تلفت يف يده ،وإن كان ينوي حفظها وردها لصاحبها متى وجده كان أمينًا،
فال يضمنها إذا هلكت عنده بال تعدٍّ منه وال تفريط.
* قاعدة فرعية« :الرتوك ال حتتاج إىل نية»(((:
أي أن ترك املحرمات كالزنا ورشب اخلمر وغريمها ال حيتاج إىل ن ّية ،بل
حيصل املقصود بمجرد الرتك ،فإن ترك املحرمات احتسا ًبا مع قدرته عليها أثيب
عىل نيته.
* أمثلتها:
-إزالة النجاسة؛ ألن املطلوب التنزه عنها مطل ًقا يف الصالة وغريها،
ولذلك إذا نزل املطر فأصاب ثيابه وأزال النجاسة صحت صالته؛ ألن اإلزالة
ترك فال حتتاج إىل نية.
قال البغوي« :واتفقوا عىل أن إزالة النجاسة ال تفتقر إىل الن ّية؛ ألن طريقها
قياسا؛ عىل ترك املحارم»(((.
ترك املهجور ،فال تفتقر إىل الن ّية ً
-أداء الديون؛ ألن املطلوب الوفاء وعدم إشغال الذمة هبا ،فإذا أداها غريه
عنه برئت ذمته.
* استثناءات القاعدة:
مبهم فقال :أحرمت بام أحرم به زيد وهو ال يعلم
( )1إذا أحرم إحرا ًما ً
إحرامه صح؛ ألن عل ًّيا -ريض اهلل عنه -أحرم بام أحرم به رسول اهلل ﷺ وهو ال
يعلمه وصحح النبي ﷺ إحرامه((( ،لكن ال بد أن حيدد إحرامه قبل الرشوع يف
الطواف(((.
( )2إذا ط ّلق ً
هازل :يصح طالقه عند اجلمهور؛ حلديث« :ثالث جدهن
جد :النكاح والطالق والرجعة»((( ،حتى ال يكون عقد النكاح واأللفاظ الرشعية
أو راجع الع ًبا برقم ( )2039وحسنه ابن حجر يف التلخيص ( 2443/5رقم ،)2120
واأللباين يف اإلرواء (.)226/6
((( اخرتنا يف هذا املبحث ما يقرب الصورة للقارئ دون الدخول يف تفاصيل وتفريعات
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 18
تنبيه
كالم الفقهاء يف هذا املقام إنام يتناول النية يف معناها الفقهي االصطالحي،
وهو قصد فعل اليشء ،وننبه هنا أنه لقبول العمل فال بد من أمرين:
-1اإلخالص :وهو قدر زائد عىل جمرد النية.
-2موافقة الرشع أصال ووصفا.
وقد مجع اهلل هذين املعنيني يف قوله تعاىل :ﭽﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ
ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜﭼ [الكهف.]١١٠ :
كثرية ،وملزيد من التوسع حول مسالة الترشيك يف النية ينظر إيضاح القواعد الفقهية
للشيخ عبد اهلل بن سعيد اللحجي (ص.)23
19 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
* معنى القاعدة:
اليقني :أصل الكلمة من َيقن املاء يف احلوص ،أي :استقر فيه.
واملراد به هنا :طمأنينة القلب إىل حقيقة اليشء
والشك :هو الرتدد بني أمرين دون ترجيح أحدمها عىل اآلخر.
* أدلة القاعدة:
-من الكتاب:
قوله تعاىل :ﭽﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﭼ [سورة
يونس .]36
-من السنة:
( )1قوله ﷺ« :إذا شك أحدكم يف صالته فلم ِ
يدر كم صىل :أثال ًثا أم
ِ
وليبن عىل ما استيقن»(((. ارب ًعا؟ فليطرح الشك
( )2حديث عباد بن متيم عن عمه عبد اهلل بن زيد -ريض اهلل عنه -قال:
ُشكي إىل النبي ﷺ الرجل ،خي ّيل إليه أنه جيد اليشء يف الصالة ،قال« :ال ينرصف
حيا»(((.
حتى يسمع صوتًا أو جيد ر ً
((( أخرجه مسلم يف ( )5كتاب املساجد ومواضع الصالة ( )19باب السهو يف الصالة
والسجود له برقم ( )571ومتامه« :ثم يسجد سجدتني قبل أن يسلم ،فإن كان صىل
ترغيم للشيطان».
ً مخسا شفعن له صالته ،وإن كان صىل إمتا ًما ألربع كانتا
ً
((( البخاري ( )4كتاب الوضوء ( )4باب من ال يتوضأ من الشك حتى يستيقن رقم
( ،)137ومسلم ( )3كتاب احليض ( )26باب الدليل عىل أن من تيقن الطهارة ثم شك
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 20
* تطبيقات القاعدة:
( )1إذا طاف وشك هل هي ست أو سبع فهو متيقن بالست شاك بالسبع،
فيجعلها ستًّا ويطوف للسابع.
( )2إذا كان عليه دين وشك يف وفائه ،فالدين باق؛ ألن األصل عدم الوفاء.
( )3إذا شك هل طلق أم ال فاألصل عدم الطالق ،قال ابن تيمية« :ومجهور
العلامء ال يوقعون الطالق ألجل الشك»(((.
( )4وكذلك إذا ط ّلق وشك هل هي اثنتان أم واحدة ،فهي واحدة ألن
األصل عدم الزيادة.
( )5إذا وقع الشك يف عدد الرضعات هل هي أربع أم مخس فهي أربع ألهنا
متيقنة واخلامسة مشكوك فيها واألصل عدمها.
* قواعد فرعية:
( )1األصل بقاء ما كان عىل ما كان:
وهو ما يعرب عنه بـ«استصحاب احلال» ،ومعناها :أن ما ثبت عىل حال يف
الزمن املايض ثبوتا أو نفيا فإنه يبقى عىل حاله ،ما مل يوجد دليل يغريه.
مثال :إذا تيقن الطهارة وشك يف احلدث فهو متطهر؛ ألن األصل بقاء
الطهارة.
مثال آخر :إذا تيقن احلدث وشك يف الطهارة فهو حمدث؛ ألن األصل بقاء
احلدث.
* معنى القاعدة:
املشقة :التعب ،ومنه قوله تعاىل :ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ
ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭼ [سورة النحل.]7/
والتيسري :السهولة ،ومنه احلديث املتفق عليه« :إن الدين يرس»(((.
ومعناها :أن األحكام التي ينشأ عن تطبيقها حرج ومشقة عىل املكلف فإن
الرشيعة ختففها؛ در ًءا للحرج.
* أدلة القاعدة:
ً
أول :من الكتاب:
( )1قوله تعاىل :ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﭼ
[البقرة.]185/
( )2قوله تعاىل :ﭽﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭼ [النساء.]28/
( )3قوله تعاىل :ﭽﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﭼ
[املائدة.]6/
( )4قوله تعاىل :ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﭼ [البقرة.]286/
((( رواه البخاري ( )2كتاب اإليامن ( )29باب الدين يرس وقول النبي ﷺ« :أحب الدين
إىل اهلل احلنيفية السمحة» رقم ( )39والنسائي ( )47كتاب اإليامن ورشائعه ( )28باب
الدين يرس ،رقم ( )5049عن أيب هريرة ريض اهلل عنه ومتامه« :ولن يشاد الدين أحد إال
غلبه فسددوا وقاربوا وأبرشوا واستعينوا بالغدوة والروحة ويشء من الدجلة».
23 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
((( البخاري ( )4كتاب الوضوء ( )58باب صب املاء عىل البول يف املسجد رقم (،)220
ومسلم ( )2كتاب الطهارة ( )30باب وجوب غسل البول وغريه من النجاسات إذا
حصلت يف املسجد وأن األرض تطهر باملاء من غري حاجة إىل حفرها رقم ( )284بلفظ:
«دعوه وال تزرموه».
((( أخرجه البخاري ( )61كتاب املناقب ( )23باب صفة النبي ﷺ رقم ( )3560ومسلم
يف كتاب الفضائل ( )20باب مباعدته ﷺ لآلثام واختياره من املباح أسهله وانتقامه هلل
عند انتهاك حرماته رقم ( )2327مع اختالف يف بعض ألفاظه ،ومتامه عند البخاري:
إثم كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول اهلل ﷺ لنفسه إال أن تنتهك حرمت «فإن كان ً
اهلل فينتقم هلل هبا».
((( رواه البخاري معلقا ( )2كتاب اإليامن ( )29باب الدين يرس ،قال احلافظ ابن حجر:
«وهذا احلديث املعلق مل يسنده املؤلف يف هذا الكتاب ألنه ليس عىل رشطه ،نعم وصله
يف كتاب األدب املفرد ،وكذا وصله أمحد بن حنبل وغريه من طريق حممد بن اسحاق عن
داود بن احلصني عن عكرمة عن ابن عباس واسناده حسن» .فتح الباري (،)117/1
وقال ابن حجر أيضا« :ويدل عليه ما أخرجه بسند صحيح من حديث أعرايب مل يسمه أنه
سمع رسول اهلل ﷺ يقول« :خري دينكم أيرسه» .الفتح ( ،)116/1قلت :هو يف األدب
املفرد رقم ( )287وأخرجه الرتمذي ( )50كتاب املناقب ( )33باب مناقب معاذ بن
جبل وأيب عبيدة بن اجلراح -ريض اهلل عنهام -رقم ( ،)3793و( )65باب من فضائل
أيب بن كعب ريض اهلل عنه ( )3898واخلطيب عن جابر يف تاريخ بغداد ()209/7
وعند أيب نعيم يف احللية من حديث عمر (.)387،388/2
((( انظر :األشباه والنظائر للسيوطي (ص.)108
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 24
((( أخذنا هذا التقسيم للمشاق من أشباه السيوطي (ص )112مع ترصف يف بعضها.
((( والتحقيق أن هذا النوع غري داخل يف القاعدة ،وإنام ذكرناه اتساقا مع كالم السيوطي
-رمحه اهلل -واستطرا ًدا للفائدة فقط وإال فإنه ال يعد مشقة يرتتب عليها ختفيف باتفاق
أهل العلم.
((( وعن احلسن وابن سريين الرتخص بالفطر يف مطلق املرض ،انظر تفسري الطربي
(.)172/2
((( األمثلة من رقم ( 5إىل )10مأخوذة من كتاب األشباه والنظائر للسيوطي (ص-110
)111مع ترصف يسري.
25 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
لعدم تكرره.
( )2إذا وقع يف املاء ما يشق صونه عنه فتغري به كالطني والطحالب فيجوز
الوضوء والغسل به در ًءا للمشقة عن املكلف.
( )3مرشوعية التيمم عند فقد املاء أو مشقة استعامله.
( )4جواز القعود يف صالة الفرض عند مشقة القيام ختفي ًفا ،ويف النفل
مطل ًقا ترغي ًبا.
( )5جواز العقود اجلائزة كالرشكة والوكالة؛ ألن لزومها يشق ويكون سب ًبا
لعدم تعاطيها ولزوم الالزمة ،وإال مل يستقر بيع وال غريه.
( )6إباحة النظر إىل املرأة عند اخلطبة وللتعليم واإلشهاد واملعاملة واملعاجلة
وللسيد.
( )7جواز العقد من غري نظر؛ ملا يف اشرتاطه من املشقة التي ال حيتملها كثري
من الناس يف بناهتم وأخواهتم من نظر كل خاطب ،بخالف املبيع فإن اشرتاط
الرؤية فيه ال يفيض إىل عرس أو مشقة.
( )8مرشوعية الطالق؛ ملا يف البقاء عىل الزوجية عند التنافر من املشقة،
وكذا مرشوعية اخللع واالفتداء والفسخ بالعيب ونحوه.
( )9مرشوعية الرجعة يف العدة ،ملا كان الطالق يقع غالب ًا بغتة يف اخلصام،
ويشق عليه التزامه فرشعت له الرجعة يف تطليقتني.
( )10إسقاط اإلثم عن املجتهدين يف اخلطأ والتيسري عليهم باالكتفاء
بالظن ،ولو كلفوا األخذ باليقني يف األحكام لشق وعرس الوصول إليه.
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 26
* قواعد فرعية:
( )1قاعدة :إذا ضاق األمر اتسع.
مثال :أباح الشارع ختفيف الصالة حال اخلوف عد ًدا وأدا ًء ،فإذا أمنوا عاد
األمر كام كان وصلوها عىل حالتها األصلية.
هني رسول اهلل ﷺ عن ادخار حلوم األضاحي فوق ثالث ملا
مثال آخرُ :
ضاق األمر عىل املسلمني للحاجة حني دفت الدافة ،فلام اتسع األمر وزالت
احلاجة رجع األمر إىل أصله ،فأباح هلم االدخار واالنتفاع كام كانوا من قبل(((.
ومنها :إذا فقدت املرأة وليها يف السفر فولت أمرها ً
رجل ،قال الشافعي:
جيوز ،قال يونس بن عبد األعىل :فقلت له :كيف هذا؟ قال :إذا ضاق األمر
اتسع(((.
ومنها :شهادة النساء والصبيان يف املواضع التي ال حيرضها الرجال ،كشهادة
القابلة عىل الوالدة لرضورة حفظ النسب.
( )2قاعدة :إذا اتسع األمر ضاق.
وتشمل زوال األسباب املوجبة للرخص ،فيعود األمر عزيمة كام كان قبل
الرخصة ،كزوال رخصة القرص يف السفر ،ورخصة املسح عىل اخلفني ثال ًثا يف
السفر عند اإلقامة.
((( انظر :صحيح البخاري ( )73كتاب األضاحي ( )16باب ما يؤكل من حلوم األضاحي
وما يتزود منها رقم ( )5569عن سلمة بن األكوع ،ومسلم ( )36كتاب األضاحي ()5
باب بيان ما كان من النهي عن أكل حلوم األضاحي بعد ثالث يف أول اإلسالم وبيان
نسخه وإباحته إىل متى شاء رقم ( )1971عن عبد اهلل بن واقد ،وانظر الوجيز للبورنو
(ص.)231
((( األشباه والنظائر للسيوطي (ص.)115
27 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
* أصل القاعدة:
حديث النبي ﷺ« :ال رضر وال رضار»(((.
والرضر :إحلاق مفسدة بالغري.
والرضار :مقابلة الرضر بالرضر أي إحلاق مفسدة بالغري عىل جهة املقابلة.
واملعنىَّ :أل يرض املسلم أخاه ابتدا ًء وال جزا ًء.
* أمثلتها:
( )1الرد بالعيب يف البيع؛ ألن وجود العيب يف املبيع فيه مرضة باملشرتي،
فرشع خيار الرد بالعيب.
( )2احلجر بأنواعه ،كالشفعة يف املال ،سواء كان احلجر ملصلحة النفس
كالصغري والسفيه ،أو ملصلحة الغري كاملفلس.
* قواعد متفرعة عن هذه القاعدة:
( )1درء املفاسد مقدم عىل جلب املصالح:
وضابطها أن تكون املفسدة مساوية للمصلحة أو أعظم منها؛ وذلك ألن
الرشع اعتنى باملنهيات أكثر من اعتنائه باملأمورات ،ولذلك قال ﷺ« :دعوين ما
((( رواه أمحد يف املسند عن ابن عباس برقم ( )1645ولفظه عنده« :وال إرضار» بدل
ً
مرسل عن حييى املازين يف كتاب األقضية ( )512باب القضاء «رضار» ،ومالك يف املوطأ
يف املرفق برقم ( ،)1500وابن ماجه ( )13كتاب األحكام ( )17باب من بنى يف حقه ما
يرض بجاره رقم ( )2369وصححه األلباين يف صحيح سنن ابن ماجه (.)1909
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 28
تركتكم إنام هلك من كان قبلكم بسؤاهلم واختالفهم عىل أنبيائهم فإذا هنيتكم
عن يشء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»(((.
ولذلك إذا صىل ناسيا بغري وضوء أعاد بخالف ما إذا صىل ناسيا أو جاهال
وجود النجاسة فال يعيد.
قال العالمة السعدي :فعل املحظور يف مجيع العبادات عىل وجه النسيان أو
اجلهل أو اخلطأ ال يبطل العبادة .وأما املأمور فإنه ال يسقط بالنسيان وال غريه،
وفرق بينهام فإن املأمور ال خيرج من العهدة إال بفعله ،فمن ترك الصالة ناسيا مل
تسقط عنه وكذلك ترك يسء من أركاهنا وكذلك غريها من العبادات وهلذا قال
اهلل تعاىل :ﭽﮧ ﮨ ﮩ ﮪﭼ فال يعذر اإلنسان إال إذا فعل ما أمر به عىل
قدر االستطاعة واهلل أعلم(((.
تطبيقاهتا:
-1ترك النبي ﷺ إقامة بناء الكعبة عىل قواعد إبراهيم؛ خشية افتتان قريش
بذلك ،حيث كانوا حديثي عهد بالرشك ومل يتمكن اإليامن من قلوهبم.
-2عدم قتله ﷺ لعبد اهلل بن ُأ َ ٍّ
ب؛ حتى ال يتحدث الناس أن حممدً ا يقتل
أصحابه فيؤدي ذلك إىل نفور الناس عن اإلسالم.
أما إذا كانت املصلحة املتوخاة أعظم من املفسدة قدمت عليهاً ،
مثل:
-1جواز الصالة مع فقد رشط من رشوط صحتها ،كالطهارة أو سرت
((( رواه البخاري ( )96كتاب االعتصام بالكتاب والسنة ( )2باب االقتداء بسنن رسول
اهلل وقول اهلل تعاىل :ﭽﮭ ﮮ ﮯﭼ [الفرقان ]٧٤ :رقم(،)7288
ومسلم ( )15كتاب احلج ( )73باب فرض احلج مرة يف العمر رقم ( )1337عن أيب
هريرة واللفظ للبخاري.
((( التعليقات عىل عمدة األحكام للشيخ السعدي ص(.)284
29 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
العورة أو استقبال القبلة؛ ألن املصالح العظيمة املرتتبة عىل إقامة الصالة أرجح
من مفسدة فقد رشطها ،فقدمت عليه.
-2مرشوعية اإلشعار لإلبل بإسالة الدم يف أحد جانبي سنامها وهو وإن
كان فيه إيالم هلا إال أن هناك مصلحة أعظم بإظهار شعائر اهلل ل ُيعلم أنه هدي
ف ُيحرتم ،فهذه املصلحة أرجح من مفسدة اإليالم فقدمت عليها.
قال السعدي :وهو -أي اإلشعار -من شعائر اهلل العظيمة ،ولكن هجره
الناس يف هذه األزمنة األخرية(((.
-3جواز اخلدعة يف احلرب؛ ألن مصلحة انتصار املسلمني وإقامة شعائر
الدين أرجح من مفسدة اخلدعة.
-4جواز التبخرت واخليالء يف احلرب عىل الكفار؛ ألن مصلحة إرهاب
العدو وإظهار القوة أمامه راجحة عىل مفسدة اخليالء املنهي عنه.
( )2الرضورات تبيح املحظورات:
-1مثل أكل امليتة عند املخمصة؛ ألن مفسدة أكل امليتة أقل من مفسدة
هالك النفس ،قال تعاىل :ﭽﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ
ﮑ ﮒﭼ (املائدة.)3:
-2رشب اخلمر إلساغة اللقمة عند الغصة إبقا ًء عىل النفس.
-3التلفظ بكلمة الكفر عند اإلكراه مع اطمئنان القلب باإليامن ،قال تعاىل:
ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﭼ (النحل.)106:
( )3ما أبيح للرضورة فإنه يقدر بقدرها:
مثاله :ال يأكل من امليتة إال بمقدار سد الرمق.
مثال آخر :أراد دفع الغصة ومل جيد إال رشا ًبا حمر ًما ،فيتناول منه بالقدر الذي
تندفع به الغصة ،وال يزيد عىل ذلك.
مثال ثالث :تكون اجلبرية بمقدار اجلرح أو الكرس وما ُيتاج إليه يف شدها
وال يزيد عىل ذلك.
( )4إذا تزامحت مفسدتان تُرتكب أقلهام مفسدة لدفع األشد:
-1أخذ املضطر طعام غري املضطر بال إذنه.
-2رمي الكفار إذا ترتسوا بأرسى املسلمني ومل يمكن دفعهم إال بقتلهم
مجيعا ،وترتب عىل دخوهلم استباحة البلد.
( )5إذا تزامحت مصلحتان قدمت الكربى منهام((( ،مثاله:
-1تقديم الفرض عىل السنة الراتبة إذا ضاق الوقت ،ومل يتسع لكليهام.
-2تقديم ما جتب نفقته عىل الصدقة املستحبة.
-3جواز الرواية عن املبتدع إذا مل يكن داع ًيا إىل بدعته عىل املختار ،وذلك
ألن مصلحة حفظ حديث رسول اهلل ﷺ ونقله لألمة أعظم من مصلحة إمخاد
ذكر أهل البدع بعدم الرواية عنهم(((.
( )6احلاجة تنزل منزلة الرضورة عامة كانت أو خاصة:
فاحلاجة العامة كمعامالت الناس من َس َلم َ
وحوالة وإجارة وجعالة
واستصناع وغريها ،وأما احلاجة اخلاصة فكاقتناء كلب صيد وماشية فاحلاجة
هنا انتقلت إىل مرتبة الرضورة وأخذت حكمها؛ در ًءا للحرج واملشقة.
((( انظر يف هذه القاعدة والتي قبلها القواعد واألصول اجلامعة للسعدي (ص )77القاعدة
الثالثة والثالثني.
((( اختصار علوم احلديث البن كثري (ص )197ونزهة النظر البن حجر (ص.)101
31 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
((( هذا عند اجلمهور و يرى ابن تيمية وابن القيم أنه ال يوجد يشء يف الرشيعة عىل خالف
القياس ،انظر فتاوى ابن تيمية ( ،)504 /20وإعالم املوقعني ،الفصل الثاين :ليس يف
الرشيعة يشء عىل خالف القياس (ص .)297
((( األشباه والنظائر للسيوطي (ص.)122
((( فقه الدليل يف رشح التسهيل للفوزان (ص ،)332وانظر الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه
الكل ّية (ص.)243
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 32
* معنى القاعدة:
-العادة :مأخوذة يف اللغة من ال َع ْود أو املعاودة بمعنى التكرار.
-حمكّمة :أي ّ
أن العادة معتربة عند التنازع للفصل بني الناس ،والعرف
واملعروف والعادة ألفاظ مرتادفة.
واصطالحا:
ً -العرف لغة((( :ضد النكر ،وهو كل ما تعرفه النفس من اخلري،
هو ما استقر يف النفوس بشهادة العقول وتلقته الطبائع بالقبول(((.
* أصل القاعدة:
أصل القاعدة األثر املشهور عن عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل عنه أنه قال:
«مارآه املسلمون حسنًا فهو عند اهلل حسن»((( ،ويروى مرفو ًعا إىل النبي ﷺ وال
يصح ،ولكنه موقوف حسن.
ولفظ العادة مل يرد يف نصوص الوحي إال أنه قد ورد يف القرآن لفظا العرف
واملعروف كام ورد يف السنة لفظ املعروف ومن جمملها يتبني أثر العادة يف بناء
األحكام.
ً
أول :األدلة من القرآن الكريم:
( )1قوله تعاىل :ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﭼ [البقرة.]228:
((( لسان العرب (.)177/9
((( التعريفات للجرجاين (.)171
((( انظر سلسلة األحاديث الضعيفة لأللباين ،حديث رقم (.)533
33 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
قال الشوكاين :أي هلن من حقوق الزوجية عىل الرجل بمثل ما للرجال
عليهن ،فيحسن عرشهتا بام هو معروف من عادة الناس أهنم يفعلونه لنسائهم،
وهي كذلك حتسن عرشة زوجها بام هو معروف من عادة النساء أهنن يفعلنه
ألزواجهن من طاعة وتزين وحتبب ونحو ذلك(((.
وقال السعدي« :ومرجع احلقوق بني الزوجني يرجع إىل العرف وهو العادة
اجلارية يف ذلك البلد وذلك الزمان من مثلها ملثلها ،وخيتلف ذلك باختالف
األزمنة واألمكنة واألحوال واألشخاص والعوائد»(((.
( )2قوله تعاىل :ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﭼ [البقرة.]233:
قال الطربي :ويعني بقوله باملعروف بام جيب ملثلها عىل مثله(((.
( )3قوله تعاىل :ﭽﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ
ﯚ ﯛ ﯜﭼ [البقرة.]236 :
قال السعدي« :فعليكم أن متتعوهن بأن تعطوهن شيئا من املال جربا
خلواطرهن وهذا يرجع إىل العرف وأنه خيتلف باختالف األحوال»(((.
ثان ًيا :األدلة من السنة النبوية:
( )1قوله ﷺ هلند بنت عتبة حني شكت إليه شح زوجها أيب سفيان،
فقال هلا« :خذي ما يكفيك ووولدك باملعروف»((( ،قال الشوكاين« :واحلاصل
أن اإلنفاق يكون باملعروف كام أرشد إليه صىل اهلل عليه وآله وسلم- :وذكر
احلديث -واملعروف بني أهل الغنى والسعي وبني أهل الفقر والشدة ال خيفى
عىل من له خربة بأحوال الناس يف مرصه وعرصه»(((.
( )2قوله ﷺ« :للمملوك طعامه وكسوته باملعروف»((( ،قال الشافعي رمحه
اهلل« :واملعروف عندنا املعروف ملثله يف بلده الذي يكون به(((.
( )3قوله ﷺ« :من أسلف يف يشء ففي كيل معلوم ووزن معلوم إىل
فالس َلم -وهو بيع معدوم وقت العقد -أقرهم النبي صىل اهلل
أجل معلوم» َّ ،
(((
عليه وسلم عليه حني قدم املدينة ملسيس حاجتهم إليه بعد أن وضع له ضوابط
ورشوطا متنع الغرر وتقطع دابر النزاع.
وقد ّبوب البخاري« :باب من أجرى أمر األمصار عىل ما يتعارفون بينهم
يف البيوع واإلجارة واملكيال والوزن وسننهم عىل نياهتم ومذاهبهم املشهورة»(((.
املني وغريه :مقصوده هبذه الرتمجة االعتامد عىل العرف(((.
قال ابن ّ
* أنواع العرف:
ينقسم العرف بحسب االستعامل إىل قسمني(((:
( )1عرف قويل :أن يتعارف قوم إطالق لفظ عىل معنى معني بحيث ال
يتبادر عند سامع هذا اللفظ إال ذلك املعنى.
مثاله:
أوال :إطالق لفظ الدابة عىل ذوات األربع ،مع أن الدابة يف اللغة :هي اسم
لكل ما دب عىل وجه األرض ،قال تعاىل :ﭽﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ
ﭚﭼ [هود.]6
ثانيا :إطالق لفظ اللحم عىل حلم الضأن وما يف معناه رغم عموم املعنى
اللغوي له ولغريه(((.
( )2عرف عميل :وهو ما جرى عليه الناس يف معامالهتم وعاداهتم.
مثاله :بيع املعاطاة :فقد اعتاد الناس هذا البيع دون احلاجة إىل صيغة لفظية
أو عقد مكتوب عند التبايع.
ولنستمع للقرايف وهو يسوق لنا مثاال عىل العرف العميل املتغري بحسب
البلدان« :إن التعزير خيتلف باختالف األعصار ،فرب تعزير يف بلد يكون إكراما
يف بلد آخر كقلع الطيلسان بمرص تعزير ويف الشام إكرام ،وكشف الرأس عند
األندلس ليس هوانا وبالعراق ومرص هوان»(((.
ويف سياق متصل وبه نظم الكالم يكتمل حيدثنا الشاطبي يف موافقاته عن
((( انظر املوسوعة الفقهية .54/30
((( انظر ص 38عند الكالم عىل القاعدة الفرعية الثانية.
((( الفروق للقرايف .183/4
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 36
عادة كشف الرأس وأثرها يف العدالة سلبا وإجيابا« :فإنه خيتلف -كشف الرأس-
بحسب البقاع يف الواقع فهو لذي املروءات قبيح يف البالد املرشقية وغري قبيح يف
البالد املغربية ،فاحلكم الرشعي خيتلف باختالف ذلك فيكون عند أهل املرشق
قادحا يف العدالة((( وعند أهل املغرب غري قادح»(((.
* رشوط العمل بالعرف:
حلا للعمل به ال بد من رشوط لذلك:
ليس كل عرف يكون صا ً
( )1أن يكون عر ًفا مضطر ًدا ،أي :شائ ًعا عند الناس من غري نكري بينهم(((.
نصا رشع ًّيا؛ ألن العرف اخلاطئ ليس حجة عىل النصوص،
( )2أال خيالف ًّ
ربا يف حال خمالفته للنص ،فمث ً
ال لو تعارف الناس عىل أخذ وهلذا ال يكون معت ً
صحيحا ُيتج ِبه(((.
ً الفائدة الربوية فال يعد ذلك عر ًفا
* متى نرجع للعرف؟
إذا ع ّلق الرشع احلكم عىل يشء ومل حيده بحدّ ،ومل يكن له يف اللغة حد
رجعنا فيه إىل العرف بالرشوط السابقة.
قال الناظم:
(((
فبالعرف احدُ ِد
ِ ِ
كاحلرز بالرش ِع وكل مـــــا أتـــــى ومل حيدَّ ِد
((( العدالة :ملكة حتمل صاحبها عىل فعل الواجبات وترك املحرمات ومالزمة املروءة.
((( املوافقات للشاطبي .571/2
((( األشباه والنظائر للسيوطي (ص ،)127العرف والعادة بني الرشيعة اإلسالمية والقانون
الوضعي (ص.)161
((( ملزيد من التوسع يراجع العرف والعادة بني الرشيعة اإلسالمية والقانون الوضعي
(ص.)49
((( منظومة أصول الفقه وقواعده ،للشيخ حممد بن صالح العثيمني (ص ،)273القواعد
واألصول اجلامعة للسعدي ،القاعدة التاسعة (ص ،)46األشباه والنظائر للسيوطي
(ص.)135
37 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
( )6حد التفرق يف خيار املجلس يرجع فيه للعرف ،يقول احلافظ ابن
حجر« :واملشهور الراجح من مذاهب العلامء يف ذلك أنه موكول إىل العرف،
فكل ما عد يف العرف تفر ًقا ُحكم به ،وما ال فال ،واهلل أعلم»(((.
* قواعد فرعية:
( )1املعروف عر ًفا كاملرشوط رش ًطا.
معناها :ما تعارفه الناس وإن مل يرصحوا به فهو بمثابة الترصيح لداللة
العرف عليه((( ،وهذه القاعدة حملها املعامالت املال ّية والعقود بني الناس وفيها
مراعاة الرشيعة لألحوال والعوائد السائدة ما مل يكن َثم خمالفات رشعية.
بلد ما عىل تأجيل الثمن دون أن يرصحوامثاله :إذا جرت عادة الناس يف ٍ
بذلك ،فتجري هذه العادة جمرى الرشط املتفق عليه ،فال حيق للبائع املطالبة
بالثمن ًّ
حال.
معج ًل فإن ذلك يقوم مقام الرشطمثال آخر :إذا اعتاد الناس أن يدفع املهر ّ
املكتوب ،فيلزم الزوج بذلك دون حاجة الشرتاطه يف العقد؛ ألن املعروف عر ًفا
كاملرشوط رش ًطا.
قال ابن تيمية(((« :والصحيح الذي يدل عليه أكثر نصوص أمحد وعليه
أكثر السلف أن ما يوجبه العقد لكل واحد من الزوجني عىل اآلخر كالنفقة
واالستمتاع واملبيت للمرأة وكاالستمتاع للزوج ليس بمقدّ ر ،بل املرجع يف
دل عليه الكتاب يف مثل قوله تعاىل :ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ذلك إىل العرف كام ّ
ِ
يكفيك ﮜﭼ [البقرة ،]228:والسنّة يف مثل قول ﷺ هلند« :خذي ما
ِ
وولدك باملعروف»(((.
( )2األيامن والنذور مبناها عىل العرف.
ومثاله:
حلم :مل حينث بأكل السمك ،وإن ُس ّمي يف القرآن
-1لو حلف ال يأكل ً
حلم يف قوله تعاىل :ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﭼ
ً
[النحل]14:؛ ألن العرف اجلاري بني الناس محل املعنى يف هذه العبارة عىل حلم
الضأن واجلزور وما يف معنامها((( ألنه املتبا َدر عند اإلطالق ،وليس عىل املعنى
اللغوي الذي يشمل السمك والدجاج ،فهنا قدِّ م املعنى العريف عىل اللغوي.
-2لو أقسم أال يضع قدمه يف بيت فالن أو ال يطأ بيته :حينث يف حال
الدخول الفعيل فقط ألنه املعنى املعهود يف عرف الناس ،وال حينث لو وضع قدمه
فقط وبقي هو خارجه.
((( أخرجه البخاري ( )69كتاب النفقات ( )9باب إذا مل ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ
بغري علمه ما يكفيها وولدها باملعروف رقم ( ،)5364ومسلم ( )30كتاب األقضية
( )4باب قضية هند رقم (.)1714
((( وهو ما يعرف يف االصطالح املعارص باللحوم احلمراء.
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 40
قائمة املراجع
( )6سنن النسائي ،اإلمام أمحد بن شعيب اخلرساين النسائي ،حتقيق د.
خليل مأمون شيحا ،دار املعرفة ،بريوت ،طبعة أوىل1428 ،هـ2007 -م.
( )7سنن الرتمذي ،حممد بن عيسى بن سورة ،حتقيق إبراهيم عطوة عوض،
مكتبة مصطفى البايب احللبي ،الطبعة الثانية1395 ،هـ 1975 -م.
( )8سنن أيب داود سليامن بن األشعث السجستاين ،الدار املرصية اللبنانية،
القاهرة 1408هـ1988 -م.
( )9صحيح سنن ابن ماجه ،للحافظ حممد بن يزيد القزويني ،تأليف حممد
نارص الدين األلباين ،مكتبة املعارف ،الرياض.
( )10السنن الكربى ،تأليف أبو بكر أمحد بن احلسني البيهقي ،حتقيق حممد
عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية 1420هـ1999-م.
( )11األدب املفرد ،تأليف حممد بن إسامعيل البخاري ،تعليق خالد
مصطفى طرطويس ،املكتبة العرصية ،صيدا ،بريوت1430 ،هـ 2009 -م.
راب ًعا :كتب التخريج
( )12كتاب التمييز يف تلخيص ختريج أحاديث رشح الوجيز املشهور بـ
«التلخيص احلبري» ،أمحد بن عيل بن حجر العسقالين ،حتقيق د .حممد الثاين ،عناية
أرشف بن عبد املقصود ،دار أضواء السلف الطبعة األوىل 1428هـ 2007 -م.
( )13إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل ،حممد نارص الدين
األلباين ،طبعة أوىل 1399هـ 1979 -م ،املكتب اإلسالمي.
( )14سلسلة األحاديث الضعيفة واملوضوعة وأثرها اليسء يف األمة،
حممد نارص الدين األلباين ،املجلد الثاين ،مكتبة املعارف الرياض ،الطبعة الثانية
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 42
أمحد بن إدريس القرايف ،دار النوادر ،الطبعة األوىل 1433هـ 2012 -م.
( )30القواعد النورانية الفقهية ،تأليف شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن
تيم ّية ،حتقيق د .أمحد بن حممد اخلليل ،دار ابن اجلوزي ،الطبعة األوىل1422 ،هـ.
( )31األشباه والنظائر يف قواعد وفروع الشافعية ،جالل الدين السيوطي،
الطبعة األوىل 2014م دار ابن اجلوزي ،القاهرة.
( )32إيضاح القواعد الفقهية ،للشيخ عبد اهلل بن سعيد اللحجي ،عناية د.
أمحد احلداد ،دار الضياء طبعة أوىل 1427هـ 2006 -م.
( )33القواعد واألصول اجلامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة ،عبد
الرمحن بن نارص السعدي ،حتقيق د .خالد بن عيل املشيقح ،دار ابن اجلوزي،
الطبعة الثانية 1432هـ.
( )34الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه الكل ّية ،حممد صدقي البورنو ،الطبعة
اخلامسة 1422هـ 2002 -م ،مؤسسة الرسالة.
( )35جمامع احلقائق والقواعد وجوامع الروائق والفوائد يف أصول الفقه
والقواعد الفقهية ،حممد بن حممد اخلادمي احلنفي ،حتقيق خالد عزيزي.
( )36العرف والعادة بني الرشيعة اإلسالمية والقانون الوضعي ،دراسة
مقارنة ،تأليف د .حسنني حممود ،دار القلم ،ديب ،الطبعة األوىل 1408هـ -
1988م.
( )37موسوعة القواعد والضوابط الفقهية احلاكمة للمعامالت املالية يف
الفقه اإلسالمي ،د .عيل أمحد الندوي ،ط 1419هـ1999 -م ،رشكة الراجحي
املرصفية لالستثامر الرياض.
45 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
( )45الرشح املمتع عىل زاد املستقنع ،تأليف حممد بن صالح العثيمني ،دار
ابن اجلوزي ،الطبعة األوىل 1423هـ.
( )46فقه الدليل يف رشح التسهيل يف الفقه عىل مذهب اإلمام أمحد بن
حنبل ،تأليف بدر الدين حممد بن عيل البعيل ،رشح عبد اهلل بن صالح الفوزان،
دار ابن اجلوزي ،الطبعة األوىل1433 ،هـ.
( )47املوسوعة الفقهية الكويتية ،إصدار وزارة األوقاف والشؤون
اإلسالمية ،الطبعة األوىل1427 ،هـ2006-م.
( )48الفقه اإلسالمي وأدلته ،تأليف د .وهبة الزحييل ،دار الفكر ،الطبعة
الثالثة1409 ،هـ1989-م.
( )49السيل اجلرار املتدفق عىل حدائق األزهار ،تأليف حممد بن عيل
الشوكاين ،حتقيق حممود إبراهيم زايد ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،الطبعة األوىل.
تاس ًعا :كتب الفتاوى
( )50جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية ،مجع وترتيب عبد الرمحن بن
قاسم وابنه حممد.
عارشا :كتب الرتاجم
ً
( )51حلية األولياء وطبقات األصفياء ،أبو نعيم أمحد بن عبد اهلل
األصبهاين ،دار الكتاب العريب بريوت ،الطبعة الثالثة1400 ،هـ 1980 -م.
( )52تاريخ بغداد ،تأليف أمحد بن عيل اخلطيب البغدادي .دار الفكر.
حادي عرش :كتب اللغة
( )53التعريفات ،تأليف عيل بن حممد الرشيف اجلرجاين ،حتقيق د .عبد
47 املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية
قائمة املحتويات
صفحة املوضوع
املقدمة5...........................................................
تعريف القاعدة الفقهية 7 .........................................
الفرق بني القاعدة الفقهية والقاعدة األصولية 7....................
ما هو الضابط الفقهي9............................................
أمهية العلم بالقواعد الفقهية10.....................................
بداية االهتامم بجمع القواعد 11....................................
القاعدة األوىل :األمور بمقاصدها13...............................
ما هي رشوط النية 14..............................................
هل هناك عبادات ال تشرتط فيها النية15............................
تطبيقات القاعدة 15...............................................
قاعدة فرعية :الرتوك ال حتتاج إىل نية 15............................
استثناءات القاعدة 16..............................................
الترشيك يف النية 17................................................
القاعدة الثانية :اليقني ال يزول بالشك 19...........................
تطبيقات القاعدة 20...............................................
قواعد فرعية20....................................................
( )1األصل بقاء ما كان عىل ما كان20...........................
( )2قاعدة :األصل براءة الذمة21...............................
املذكرة التأسيسية يف القواعد الفقهية 50