You are on page 1of 69

‫‪1‬‬ ‫سلسلة مبادئ العلوم‬

‫مبادئ‬
‫علم أصول الفقه‬

‫الدكتور‬
‫اسامعيل عبد عباس‬
‫املرشف عىل مرشوع تكوين العامل املؤصل‬
‫‪3‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫‪‬‬

‫ـون لِ َين ِْفـ ُـروا كَا َّف ـ ًة َف َلـ ْـوال َن َفـ َـر ِم ـ ْن ك ُِّل ِف ْر َقـ ٍـة ِمن ُْه ـ ْم َط ِائ َف ـ ٌة‬
‫َان ا ْل ُ ْؤ ِمنُـ َ‬
‫«و َمــا ك َ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ل َي َت َف َّق ُهــوا ِف الدِّ يـ ِـن َول ُينْــذ ُروا َق ْو َم ُهـ ْم إِ َذا َر َج ُعــوا إِ َليْ ِهـ ْم َل َع َّل ُهـ ْم َ ْ‬
‫يـ َـذ ُر َ‬
‫ون»‬

‫سورة التوبة‪ :‬اآلية‪122/‬‬ ‫ ‬


‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪4‬‬

‫كلمة حق‬
‫ ‬
‫ق��ال �أب��و عم��رو بن الع�لاء‪(( (((:‬م��ا نحن فيمن م�ض��ى �إال كبق��ل يف �أ�صول‬
‫نخل طوال))(((فما ع�سى �أن نقول نحن‪ ،‬و�أف�ضل منازلنا �أن نفهم �أقوالهم‪ ،‬و�إن‬
‫كانت �أحوالنا ال ت�ش��به �أحوالهم؟‬

‫((( هــو زبــان بــن العــاء بــن عــار بــن حصــن بــن حليــم بــن مــازن بــن خزاعــى‬
‫صاحــب القــراءات‪ ،‬ولــد يف البــرة‪ ،‬وتــويف يف طريــق الشــام ســنة أربــع ومخســن‬
‫ومائــة‪ ،‬ينظــر‪ :‬الثقــات‪ 346/6 :‬ومــا بعدهــا‪.‬‬
‫((( تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من األماثل‪.113/67 :‬‬
‫‪5‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫اإلهـــداء‬
‫‪�‬إىل �إمام العلم والعلماء‪ ,‬ومنقذ الب�ش��رية جمعاء ‪� ...‬س��يدي �أبي القا�س��م‬
‫ ‬
‫حممد ‪.‬‬
‫والدي‬
‫َّ‬ ‫‪�‬إىل من ربياين �صغريا‪ ,‬فلما بلغت ا�ش��دي الهماين قو ًال كرميًا‪...‬‬
‫ ‬
‫ادام اهلل بقاءهما وتقبل لنا دعاءهما‪.‬‬
‫علي‪.‬‬
‫‪�‬إىل م�شايخي و�أ�ساتذتي وكل من له حق َّ‬
‫ ‬
‫‪�‬إىل من �شاطروين اعبائي يف كتابة هذا امل�ؤلف زوجتي و�أوالدي‪.‬‬
‫ ‬

‫�أهدي �إليهم ثمرة جهدي هذا ف�أقول‪:‬‬


‫هديتي لكم من قلبي ومن قلمي ‪ ...‬ان اهلدايا عىل مقدار مهدهيا‬
‫لو كان هيدى اىل االنسان قيمته ‪ ...‬لكان قيمتكم الدنيا وما فيها‬

‫امل�ؤلف‬
‫‪7‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫املقدمة‬
‫احلم��د هلل ال��ذي �أ�س���س قواع��د الأح��كام عل��ى م�صال��ح الأن��ام وال�ص�لاة‬
‫وال�س�لام عل��ى ر�س��ول الإ�س�لام‪� ،‬س��يدنا حمم��د و�آل��ه و�أ�صحاب��ه الك��رام‪.‬‬
‫�أما بعد‪:‬‬
‫ف��إِن عل��م �أ�ص��ول الفقه علم �ش��رعي �أ�صيل‪ ،‬طيبة ثمرته‪ ،‬با�س��قة �ش��جرته‪،‬‬
‫م��ن �أعظ��م العل��وم ال�ش��رعية نفع� ًا‪ ،‬و�أجله��ا ق��در ًا‪ ،‬و�أكرثه��ا فائ��دة؛ لأ ّن��ه َمثار‬
‫�ي للتو�صل‬
‫�بب �أ�سا�س� ٌّ‬
‫الأحكام ال�ش��رعية‪ ،‬وال ُعمدة يف الإجتهاد‪ ،‬والإملام به َ�س� ٌ‬
‫�إىل ا�س��تنباط الأح��كام الفقه ّي��ة للوقائ��ع وامل�س��تجدات ال�ش��رعية‪ ،‬وه��و املعيار‬
‫الدقي��ق لفه��م الن�صو�ص‪ ،‬واملنهاج القومي ال�س��تخراج الف��روع‪ ،‬والعا�صم لذهن‬
‫الفقي��ه م��ن الوق��وع يف اخلط�أ يف االجته��اد والفتوى‪.‬‬
‫و�إن مم��ا ُيب� ِّين �أهمية هذا العل��م ما قاله االمام الغزايل رحمه اهلل‪(( :‬و�أ�ش��رف‬
‫العلوم ما ازدوج فيه العقل وال�سمع وا�صطحب فيه الر�أي وال�شرع‪ ،‬وعلم الفقه‬
‫و�أ�صوله من هذا القبيل‪ ،‬ف�إنه ي�أخذ من �صفو ال�شرع والعقل �سواء ال�سبيل‪ ،‬فال‬
‫هو ت�صرف مبح�ض العقول بحيث ال يتلقاه ال�ش��رع بالقبول‪ ،‬وال هو مبني على‬
‫(((‬
‫حم�ض التقليد الذي ال ي�شهد له العقل بالت�أييد والت�سديد))‬
‫وق��د بد�أت �أ�صول ه��ذا العلم مع نزول القران الكرمي وبعثة النبي ‪ ‬ثم َقا َم‬

‫((( املستصفى ‪.14/1‬‬


‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪8‬‬

‫ال�ص َحا َب��ة ‪ ‬بع��د َو َفاة النبي ‪ ‬ب�أعباء ا ْل َف ْت َوى َوا ْلق ََ�ضاء‪َ ،‬و َك َان ا�س��تنباطهم‬ ‫َّ‬
‫للَ ْح� َ‬
‫�كام َم ْب ِني� ًا على َق َو ِاعد متينة‪ ،‬و�أ�صول را�س��خة َو َك َان َذ ِل��ك َم ْع ُروفا َل ُهم َل‬ ‫ْأ‬
‫�ون ِفي� ِه �إ َِل تدوين وت�أليف ثم �أخذت �أ�صول هذا العلم وم�س��ائله تتطور‬ ‫اج� َ‬
‫َي ْح َت ُ‬
‫�ش��يئا ف�ش��يئ ًا حالها حال الوليد حتى �أ�صبحت متكاملة تقريب ًا يف �أول �أثر و�صل‬
‫�إلين��ا وهو كتاب الر�س��الة للإمام ال�ش��افعي رحمه اهلل تعاىل ث��م تطورت املناهج‬
‫والدرا�س��ات الأ�صولي��ة مرور ًا مبرحل��ة التقعيد والت�أ�صيل ثم التق�س��يم وحماولة‬
‫تخريج الفروع على الأ�صول حتى ظهرت املدار�س اال�صولية التي بنيت على‬
‫جملة من املقا�صد والأ�صول الثابتة التي من �ش�أنها �أن تكون نربا�س ًا للمتفقهني‬
‫يف الدين ومرجعا عند ت�ضارب الآراء وتبدل الأع�صار �ش��ريطة �إجادة فهمها‪.‬‬
‫ول��و بق��ي ه��ذا العل��م حي ًا وا�ش��تغل ب��ه �أ�صح��اب الفق��ه على منط ال�س��ابقني‬
‫�اب �أو �س��ن ٍة �أو �إجم� ٍ‬
‫�اع �أو‬ ‫الرتبط��ت �أح��كام الف��روع الفقهي��ة ب�أ�صوله��ا من كت� ٍ‬
‫قيا�� ٍ�س‪ ،‬وارتف��ع كث�ير م��ن االختالف��ات الواقع��ة ب�ين املعا�صري��ن‪ ،‬و�ص��ارت‬
‫الأحكام الفقهية يف نفو�س �أهل العلم مرتكزة على �أ�صولها مالزمة لها يف �أ�صل‬
‫وجودها‪ ،‬ويف بيان هذا املعنى يقول االمام الزرك�شي رحمه اهلل تعاىل‪�((:‬أ�شرف‬
‫العل��وم بعد االعتقاد ال�صحيح معرفة الأح��كام العملية‪ ،‬ومعرفة ذلك بالتقليد‬
‫ونقل الفروع املجردة ي�ستفرغ جمام الذهن وال ين�شرح بها ال�صدر‪ ،‬لعدم �أخذه‬
‫بالدلي��ل‪ ،‬و�ش��تان بني من ي�أتي بالعبادة تقلي��دا لإمامه مبعقوله وبني من ي�أتي بها‬
‫‪9‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫وق��د ثل��ج �صدره عن اهلل ور�س��وله‪ ،‬وه��ذا ال يح�صل �إال باالجتهاد‪ ،‬والنا���س يف‬
‫ح�ضي���ض عن ذلك‪� ،‬إال م��ن تغلغل ب�أ�صول الفقه‪ ،‬وكرع م��ن مناهله ال�صافية‪،‬‬
‫و�أدرع مالب�س��ه ال�ضافي��ة‪ ،‬و�س��بح يف بح��ره‪ ،‬ورب��ح من مكن��ون دره))(((‪.‬‬
‫فكم��ا �أن عل��م الأ�ص��ول عم��دة للفقي��ه املجتهد هو عم��دة �أي�ض��ا لأ�صحاب‬
‫التخريج الذين عنوا بتفريع الأحكام الفقهية وتخريج الوقائع واحلوادث الوقتية‬
‫عل��ى �أ�صول تبنى عليها وت�ؤخذ من النظ��ر يف دالئلها‪ ،‬وعمدة �أي�ضا لأ�صحاب‬
‫الرتجي��ح م��ن �أتب��اع الأئم��ة‪ ،‬ف�إن��ه ال يعت��د برتجيحه��م �إال �إذا ردوا الأقوال �إىل‬
‫�أدلته��ا عل��ى وجه ال تخرج ب��ه عن قواعد الأ�صول؛ وله��ذه االهمية احببت ان‬
‫�أب�ين مب��ادئ هذا الفن ‪-‬علم �أ�صول الفقه ‪ -‬م�س��تفيد ًا من م�ؤلفات العلماء قدمي ًا‬
‫وحديث� ًا ف�إن كث�يرا من املت�أخرين و�ضعوا كتب��ا يف مو�ضوعات العلوم‪ ،‬ومبادئ‬
‫الفنون‪ ،‬لعل من �أجمعها و�أ�شهرها كتاب‪ :‬مفتاح ال�سعادة وم�صباح ال�سيادة يف‬
‫مو�ضوعات العلوم‪ ،‬لل�ش��يخ �أحمد بن م�صطفى املعروف بـ��طا�ش كربى زاده‪،‬‬
‫وكذل��ك كت��اب ترتيب العلوم لل�ش��يخ حممد ب��ن �أبي بكر املرع�ش��ي املعروف‬
‫بـ���ساجقلي زاده‪ ،‬وغ�ير ذل��ك م��ن امل�صنف��ات املعا�ص��رة الت��ي كتبه��ا العلم��اء‬
‫والباحثون يف بي��ان مبادئ العلوم‪.‬‬
‫ه��ذا وقد ا�س��تقر عم��ل امل�صنف�ين على ذكر مبادئ ع�ش��رة ل��كل علم وفن‪،‬‬

‫((( البحر املحيط‪.8/1 :‬‬


‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪10‬‬

‫متث��ل مدخ�لا تعريفي��ا لطال��ب ذلك الف��ن‪ ،‬فكتبت نب��ذة خمت�صرة ع��ن مبادئ‬
‫علم �أ�صول الفقه لها ارتباط وثيق مبا كتبته �س��ابق ًا مبادئ علم القواعد اال�صولية‬
‫�إال ان ا�ص��ول الفق��ه اعم من القواعد الأ�صولي��ة �إذ القواعد اال�صولية جز�ؤه‪.‬‬
‫وه��ذه املب��ادئ الع�ش��ر لتع ّل��م العل��وم ه��ي‪( :‬احل��د‪ ،‬واملو�ض��وع‪ ،‬والثم��رة‪،‬‬
‫والف�ضل‪ ،‬والوا�ضع‪ ،‬واال�س��م‪ ،‬واحلكم‪ ،‬واال�س��تمداد‪ ،‬والن�س��بة‪ ،‬وامل�س��ائل)‪،‬‬
‫وق��د نظمتها يف ه��ذه االبيات‪:‬‬
‫احل ــد واملوض ــوع ث ــم الثم ــرة‬ ‫مبــادئ العلــوم يف االســاس عــرة‬
‫وحكم ــه اس ــتمداده والنس ــبه‬ ‫واس ـ ــمه‬ ‫الواض ــع‬ ‫وفضل ــه‬
‫بان ــراح‬ ‫اللبي ــب‬ ‫تبص ــر‬ ‫مس ــائل تزي ــد يف االيض ـ ــاح‬
‫تزي ــد م ــن وعاه ــا الق ــدرا‬ ‫ه ــذي مب ــادئ كل فـ ــن ت ــرى‬
‫ونظمه��ا قبل��ي االم��ام حمم��د ب��ن عل��ي ال�ص ّب��ان رحم��ه اهلل تع��اىل (ت‬
‫‪1206‬ه��ـ)؛ �إذ ق��ال‪:‬‬
‫احل ــد واملوضـ ــوع ث ــم الثمـ ــرة‬ ‫�إن مب���ادئ كـ���ل فـ���ن َع�شَ َ‬
‫ـ���رة‬
‫واالسـم االستمداد حكم الشارع‬ ‫وف�ضل���ه ون�سـ���بة والوا�ضــ���ع‬
‫(((‬
‫وم��ن درى اجلميــ��ع ح��از ال�ش��رفا‬ ‫م�س ��ائل والبع� ��ض بالبع� ��ض اكتف ��ى‬

‫((( حاشية الصبان عىل رشح السلم للملوي‪.35 ،‬‬


‫‪11‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫وجمعها غريه يف قوله‪:‬‬


‫ع ــر تزي ــد م ــن درى عرفان ــا‬ ‫إن مب ــادئ أي عل ــم كان ــا‬
‫والنس ــبة املوض ــوع ث ــم احلك ــم‬ ‫احل ــد والواض ــع ث ــم االس ــم‬
‫ي ــزداد‬ ‫اهل ــنا‬ ‫هب ــا‬ ‫مس ــائل‬ ‫اس ــتمداد‬ ‫وفضل ــه‬ ‫وغاي ــة‬
‫ويف اخلتام فإين ال ادعي لعميل الكامل والتامم‪ ،‬إنام قصدي إخراج ما‬
‫كتبت بالوجه الصحيح‪ ،‬فان ُ‬
‫أك قد وفقت فلله احلمد واملنة‪ ،‬وان تكن‬ ‫ُ‬
‫األخرى فحسبي أين حاولت الوصول إىل احلق وبذلت ما بوسعي من‬
‫جهد‪ ،‬واين سائل من حسن ظنه وسلم من داء احلسد قلبه إذا عثر عىل‬
‫يشء طغى به القلم أو زلت به القدم ان يرشدين اىل الصواب وأن يغفر‬
‫ذلك يف جنب ما قربت إليه من البعيد وقيدت له من الرشيد وأرحته من‬
‫التعب وأن يكون يف حسبانه أن اجلواد قد يكبو وأن الصارم قد ينبو وأن‬
‫النار قد ختبو وأن اإلنسان حمل النسيان وأن احلسنات يذهبن السيئات‪.‬‬
‫واهلل أسأل أن يكون هذا العمل خالص ًا لوجه الكريم وأن جيزيني به‬
‫وأخويت ومشاخيي أعظم اجلزاء إنه هو الكريم اجلواد‪.‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪12‬‬

‫متهيد عن مفهوم املبادئ العرش‬


‫�إن هذه املبادئ الع�ش��ر ا�س��م ملجموعة من املعاين‪ ،‬واملع��ارف يتوقف عليها‬
‫�ش��روع الطال��ب والباح��ث يف طل��ب العل��م وحت�صيل��ه‪ ،‬وبيانه��ا عل��ى التف�صيل‬
‫الآتي(((‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬احلــد‪ :‬لغ��ة ه��و‪ :‬املن��ع‪ ،‬ومن��ه �س��مي الب��واب ح��داد ًا؛ لأن��ه مين��ع من‬
‫دخ��ول ال��دار‪ ،‬و�س��ميت بع���ض العقوب��ات ح��دود ًا؛ لأنه��ا متن��ع من الع��ود �إىل‬
‫املع�صي��ة‪ ،‬ومن��ه �إحداد امل��ر�أة يف عدتها؛ لأنها متنع من الطيب والزينة‪ ،‬و�س��مي‬
‫التعري��ف ح��د ًا؛ لأنه مينع غ�ير �أفراد املعرف م��ن الدخول‪ ،‬ومين��ع �أفراد املعرف‬
‫من اخل��روج(((‪.‬‬
‫احلد ا�صطالح ًا‪:‬‬
‫ه��و‪(( :‬الو�ص��ف املحي��ط مبعن��اه املميز له ع��ن غ�يره))(((‪� ،‬أو ه��و‪(( :‬اللفظ‬
‫املف�س��ر ملعن��اه عل��ى وج� ٍه يجم��ع ومين��ع))(((‪ ،‬او ه��و الق��ول ال��دال عل��ى ماهية‬

‫((( أن مــا اذكــره قــد اســتفدته ممــا كتبــه الدكتــور حممــد يــري‪ ،‬ينظــر‪ :‬طريــق اهلدايــة‬
‫‪ 102‬ومــا بعدهــا‪.‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬املصبــاح املنــر للفيومــي‪ ،125 ،124 /1‬والقامــوس املحيــط‬
‫للفريوزابــادي ‪.352‬‬
‫((( املفردات يف غريب القرآن للراغب األصفهاين ‪.221‬‬
‫((( املستصفى للغزايل ‪.18‬‬
‫‪13‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫ال�ش��يء(((‪ ،‬و�إمن��ا يك��ون الق��ول دا ًال عل��ى ماهية ال�ش��يء �إذا كان يجم��ع �صفاته‬
‫الذاتية والالزمة على وجه يتم به حتديده ومتييزه عن غريه‪ ،‬ومتييز املاهية يكون‬
‫ب�أجزائه��ا الذاتي��ة؛ لأنها مرتكب��ة عندهم من جن���س وف�صل(((‪.‬‬
‫وي�س��مى عند بع�ضهم بـ(القول ال�ش��ارح) �أو(التعريف)‪ ،‬ف�إذا قيل‪ :‬حد علم‬
‫الفقه‪ ،‬ف�إنه يراد به تعريف ذلك العلم الذي يحيط مبعناه ويجمع ق�ضاياه‪ ،‬ومينع‬
‫من التبا���س غريها بها‪ ،‬بعبارة ظاهرة بعيدة عن الألغاز‪ ،‬من غري ا�ش�تراك لفظي‬
‫�أو جم��از((( والأ�صل يف احلد �أن ي��ورث التمييز بني املحدود وغريه‪� ،‬أما ت�صوير‬
‫املحدود وتعريف حقيقته على وجه التمام‪ ،‬فهذا قد ال يتي�س��ر يف كل حد وال‬
‫يتحقق يف كل حمدود‪ ،‬قال �ش��يخ الإ�س�لام رحمه اهلل‪(( :‬املحققون من النظار‬
‫يعلمون �أن احلد فائدته التمييز بني املحدود وغريه‪ ،‬كاال�س��م))(((‪.‬‬
‫ثانيـ ًا‪ :‬املوضــوع‪ :‬وه��و املج��ال املح��دد ال��ذي يبح��ث في��ه العل��م‪ ،‬واجله��ة‬
‫التي تتوحد فيها م�سائله �إن مو�ضوع �أي علم هو ذلك املعنى العام الذي ي�شتمل‬
‫عل��ى م�س��ائله التي يتخذها دائ��رة لبحثه دون غريه من العل��وم‪ ،‬وذكر مو�ضوع‬

‫((( ينظــر‪ :‬املهــذب يف علــم أصــول الفقــه املقــارن ‪ ،77/1‬القيــاس ومكانتــه يف‬
‫املنطــق اليونــاين ‪.20‬‬
‫((( ينظر‪ :‬فن املنطق للشنقيطي ‪.34‬‬
‫((( ينظر‪ :‬طريق اهلداية ‪.102‬‬
‫((( الرد عىل املنطقيني ‪.14‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪14‬‬

‫العلم بعد تعريفه مما يزيده حتديدً ا ومتيي ًزا عن غريه‪ ،‬كما ي�شري �إىل طبيعة منهج‬
‫البح��ث في��ه؛ لأن مناه��ج العلوم �إمنا تو�ض��ع مالئمة لطبيع��ة مو�ضوعاتها‪.‬‬
‫ا�صطالح��ا‪ ،‬ق��ال اب��ن النج��ار احلنبل��ي رحمه‬
‫ً‬ ‫ويف تعري��ف مو�ض��وع العل��م‬
‫اهلل‪(( :‬ه��و م��ا يبحث فيه عن عوار�ضه الذاتية))(((‪� ،‬أي الأحوال التي من�ش��ؤها‬
‫ذات ال�شيء حمل البحث‪ ،‬فاملق�صود الأحوال التي من�ش�ؤها ذات العلم؛ ولهذا‬
‫قي��ل‪� :‬إن مو�ض��وع عل��م الطب هو بدن الإن�س��ان‪ ،‬فهو يبحث عم��ا يعر�ض لهذا‬
‫البدن من �أحوال ال�صحة واملر�ض‪ ،‬وكذا قيل‪� :‬إن مو�ضوع علم الفقه هو �أفعال‬
‫املكلف�ين‪ ،‬ف�إن��ه يبحث عما يعر���ض لهذه الأفع��ال من الأح��كام‪ ،‬كالوجوب‪،‬‬
‫واحلرم��ة‪ ،‬والندب‪ ،‬والكراهة‪ ،‬والإباحة‪ ،‬وال�صحة‪ ،‬والف�س��اد‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬الغاية أو الثمرة‪ :‬وهي الفائدة التي يح�صلها دار���س العلم ومتعلمه‬
‫يف الدارين يقول املرع�شي‪(( :‬الغر�ض والغاية والفائدة والثمرة من العلم مبعنى‬
‫واح��د‪ ،‬ف��كل ذلك ا�س��م للم�صلح��ة املرتتبة عل��ى تعل��م العلم‪ ،‬و�إمن��ا اختلفت‬
‫العبارات الختالف االعتبارات‪ ،‬فكل منفعة ترتبت على فعل ما ت�سمى فائدة‬
‫وثمرة‪ ،‬من حيث ترتبها عليه‪ ،‬وت�س��مى غاية من حيث �إنها على طرف الفعل‬
‫ونهايت��ه‪ ،‬وغر�ضا من حيث �إن الفاع��ل فعل ذلك الفعل لأجل ح�صوله))(((‪.‬‬

‫((( رشح الكوكب املنري البن النجار ‪.33 /1‬‬


‫((( ترتيب العلوم للمرعيش ‪.86‬‬
‫‪15‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫رابعـ ًا‪ :‬االســتمداد‪ :‬ونعن��ي ب��ه الرواف��د وامل�ص��ادر والأ�س��باب العلمي��ة‬


‫الت��ي ي�س��تقي منه��ا العل��م م�س��ائله ومطالب��ه‪ ،‬ف��كل علم م��ن العل��وم يتوقف يف‬
‫و�ض��ع قواع��ده‪ ،‬واحلك��م عل��ى م�س��ائله وفه��م حقيق��ة تل��ك امل�س��ائل عل��ى م��ا‬
‫ي�س��تمده م��ن غ�يره م��ن العلوم والفن��ون‪ ،‬فه��ي مبثابة طرق وو�س��ائل و�أ�س��باب‬
‫وم�ص��ادر ورواف��د تفي��د يف بي��ان م�س��ائله‪ ،‬وتو�ضي��ح م�صطلحات��ه‪ ،‬وتقعي��د‬
‫قواع��ده‪ ،‬وتع�ين عل��ى طلب��ه ودرا�س��ته‪ ،‬ويتوق��ف عليه��ا �إدراك��ه وت�ص��وره‪.‬‬
‫خامسـ ًا‪ :‬الفضــل‪ :‬ويق�ص��د ب��ه بي��ان ما للعلم او الفن الذي كت��ب فيه من منزلة‬
‫و�ش��رف و�أهمية بني العل��وم‪ ،‬ويق�صد بف�ضل علم الأ�ص��ول مزيته وقدره الزائد‬
‫عل��ى غ�يره م��ن العل��وم‪ ،‬وما ثب��ت يف منزلت��ه م��ن ف�ضيل��ة‪ ،‬و�إذا كان��ت العلوم‬
‫ال�ش��رعية كله��ا فا�ضلة لتعلقها بالوحي املطهر‪ ،‬ف��إن علم الأ�صول يف الذروة من‬
‫ه��ذا الف�ض��ل العمي��م؛ �إذ حاز ال�ش��رف الكامل دون غ�يره من العل��وم بعد علم‬
‫�أ�صول الدين‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬الواضع‪ :‬ويق�صد منه �أول من ابتد�أ التدوين والت�صنيف يف العلم‪،‬‬
‫وو�ضع �أ�سا�سه و�أر�سى قواعده‪ ،‬وو�صل م�ؤلفه وكتابه الينا‪.‬‬
‫ســابع ًا‪ :‬االســم‪ :‬واال�س��م هو ما دل على م�س��مى كزيد ومكة‪ ،‬وهو م�ش��تق‬
‫من ال�س��مة وهي العالمة‪ ،‬فهو عالمة على م�س��ماه‪� ،‬أو م�ش��تق من ال�س��مو وهو‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪16‬‬

‫العل��و واالرتف��اع‪� ،‬إذ �أنه يعلو م�س��ماه(((‪ .‬واملق�ص��ود منه الألق��اب التي �أطلقها‬
‫�أه��ل ه��ذا العلم علي��ه لتمييزه عن غ�يره‪ ،‬حتى �أ�صبح��ت �أعالما عليه‪� ،‬س��واء‬
‫�أكان��ت مركب��ة �أم مف��ردة‪ ،‬وامل�س��مى �إذا ك�ثرت �أ�س��ما�ؤه دل ذلك على �ش��رفه‬
‫وف�ضل��ه و�أهميته غالبا‪.‬‬
‫ثامنـ ًا‪ :‬احلكــم‪ :‬احلك��م يف اللغ��ة‪ :‬الق�ضاء مطلقا �أو الق�ض��اء بالعدل خا�صة‪،‬‬
‫و�أ�صله من املنع(((‪.‬‬
‫(((‬
‫وا�صطالحا‪(( :‬اثبات �أمر لأمر �أو نفيه عنه))‬
‫ً‬
‫ويق�ص��د منه احلكم ال�ش��رعي؛ ‪-‬خط��اب اهلل تعاىل املتعل��ق ب�أفعال املكلفني‬
‫باالقت�ضاء �أو التخيري �أو الو�ضع‪ (((-‬لتعلم هذا العلم من بني الأحكام التكليفية‬
‫اخلم�س��ة‪ ،‬يقول املرع�ش��ي‪(( :‬وينبغي �أن يعلم �أن حكم العلم كحكم معلومه‪،‬‬
‫ف��إن كان املعل��وم فر�ضا �أو �س��نة فعلمه كذلك‪� ،‬إذا توقف ح�ص��ول املعلوم على‬
‫(((‬
‫تعلم ذلك العلم))‬

‫((( ينظــر‪ :‬لســان العــرب البــن منظــور ‪ ،382 ،381 /6‬واملصبــاح املنــر للفيومــي‬
‫‪.291 ،290 /1‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬لســان العــرب البــن منظــور ‪ ،270 /3‬واملصبــاح املنــر للفيومــي ‪/1‬‬
‫‪ ،145‬والقامــوس املحيــط للفريوزابــادي ‪.1415‬‬
‫((( التمهيد لالسنوي ‪ ،48‬رشح خمترص املنتهى للعضد ‪.222/1‬‬
‫((( التمهيد لألسنوي ‪.48‬‬
‫((( ترتيب العلوم للمرعيش ‪.90‬‬
‫‪17‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫تا�سع ًا‪ :‬امل�سائل‪ :‬امل�سائل لغة‪ :‬جمع م�س�ألة‪ ،‬وهي من ال�س�ؤال‪ ،‬وهو الطلب‪.‬‬
‫وامل�س���ألة ا�صطالح��ا‪ :‬مطل��وب خ�بري يربه��ن عن��ه يف العل��م بدلي��ل(((‪.‬‬
‫وه��ي املطال��ب الت��ي يبحثه��ا‪ ،‬ويقرره��ا العل��م والتي تن��درج حت��ت مو�ضوعه‪.‬‬
‫وق��د يقال‪�(( :‬إن م�س��ائل كل علم هي معرفة الأح��وال العار�ضة لذات مو�ضوع‬
‫العلم))(((‪.‬‬
‫ف��إذا كان مو�ض��وع عل��م الفق��ه ‪-‬مث� ًلا‪� -‬أفع��ال املكلف�ين م��ن حي��ث تعل��ق‬
‫الأحكام ال�ش��رعية بها‪ ،‬ف�إن م�س��ائله هي معرفة �أحكام هذه الأفعال‪ ،‬وعلى هذا‬
‫فمو�ضوع علم اال�صول �ضبط م�سائله من خالل ارجاعها اىل كلياتها ف� ً‬
‫ضال عن‬
‫تقنني نتائجه فكل ما ميكن به �ضبط علم �أ�صول الفقه فهو داخل يف مو�ضوعه‪.‬‬
‫والف��رق ب�ين املو�ضوع وامل�س��ائل‪� :‬أن املو�ضوع بيان كلي��ات الفن على وجه‬
‫االجمال‪ ،‬وامل�س��ائل بيان املفردات واجلزئيات على وجه التف�صيل‪.‬‬
‫عا�شر ًا‪ :‬الن�سبة‪ :‬وهي �صلة العلم وعالقته بغريه من العلوم‪ ،‬وليعلم �أن كل‬
‫معقولني البد �أن تكون بينهما �إحدى ن�سب �أربع ال خام�سة لها وهي‪ :‬امل�ساواة‪،‬‬
‫والتباين‪ ،‬والعموم واخل�صو�ص املطلق‪ ،‬والعموم واخل�صو�ص الوجهي‪:‬‬
‫‪1-1‬ال�ترادف او امل�س��اوة‪ :‬فتطلق الأ�س��ماء املختلف��ة على م�س��مى واحد وعلم‬

‫((( التعريفات للجرجاين ص‪.255‬‬


‫((( رشح الكوكب املنري البن النجار احلنبيل ‪.33 /1‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪18‬‬

‫حمدد‪ ،‬فتختلف الأ�س��ماء وتتفق امل�سميات‪ ،‬مبعنى انهما ال يفرتقان البتة فهما‬
‫املت�س��اويان كالإِن�س��ان والناطق‪ ،‬ف�إن كل ذات لها الإن�س��انية ثبتت لها الناطقية‬
‫كعك�سه‪ ،‬فالن�س��بة بني الإِن�سان‪ ،‬والناطق امل�ساواة‪.‬‬
‫‪2-2‬التخالف او التباين‪ :‬فتتباين الأ�س��ماء وامل�س��ميات‪ ،‬بحيث لو ن�س��ب �أحد‬
‫العلم�ين �إىل الآخ��ر‪ ،‬مل ي�ص��دق على �ش��يء مما �صدق عليه الآخ��ر مبعنى انهما‬
‫ال يجتمع��ان البت��ة فهم��ا املتباين��ان كالإن�س��ان واحلجر‪ ،‬ف��إن كل ذات ثبتت لها‬
‫الإن�س��انية انتفت عنها احلجرية كعك�س��ه فالن�سبة بني الإِن�سان واحلجر التباين‪.‬‬
‫‪3-3‬التداخ��ل‪ :‬ك�أن يكون �أحد العلمني �أعم من الآخر ف�أحدهما داخل بتمامه‬
‫يف الآخ��ر‪ ،‬وه��و العم��وم واخل�صو�ص املطلق‪ ،‬مبعن��ى �أن يك��ون �أحدهما يفارق‬
‫�صاحب��ه والآخ��ر ال ميك��ن �أن يفارق��ه‪ ،‬فهما الل��ذان بينهما العم��وم واخل�صو�ص‬
‫املطل��ق‪ ،‬وال��ذي يف��ارق �أع��م مطلق ًا وال��ذي ال يف��ارق �أخ���ص مطلق� ًا كاحليوان‬
‫والإِن�س��ان ف��إن احليوان يفارق الإِن�س��ان لوجوده دونه يف الفر���س والبغل مث ً‬
‫ال‪،‬‬
‫والإِن�س��ان ال ميك��ن �أن يف��ارق احلي��وان �إذ ال �إن�س��ان �إال وهو حي��وان‪ ،‬فال يفارق‬
‫الإِن�س��ان احليوان بحال‪ ،‬فاحليوان �أعم مطلق ًا‪ ،‬والإِن�سان �أخ�ص مطلق ًا‪ ،‬فالن�سبة‬
‫بينهم��ا العم��وم واخل�صو�ص املطلق‪.‬‬
‫‪4-4‬التقاط��ع‪ :‬وه��و العم��وم واخل�صو���ص الوجه��ي �أو الن�س��بي‪ ،‬ب��أن يكون كل‬
‫من العلمني �أعم من جهة‪ ،‬و�أخ�ص من جهة �أخرى‪ ،‬و�إن كان كل منهما يفارق‬
‫‪19‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫الآخ��ر فهما الل��ذان بينهما العم��وم واخل�صو�ص م��ن وجه كالإِن�س��ان الأبي�ض‪،‬‬
‫ف�إنهم��ا يجتمعان يف الإِن�س��ان الأبي�ض كالعربي والروم��ي‪ ،‬وينفرد الأبي�ض عن‬
‫ال‪ ،‬وينفرد الإِن�س��ان عن الأبي���ض يف الزجني مث ً‬
‫ال‬ ‫الإِن�س��ان يف الثل��ج والقطن مث ً‬
‫فهو �إن�سان �أ�سود(((‪.‬‬
‫وعل��ى ما �س��بق ميكن الق��ول ب�أن علم �أ�صول الفقه ن�س��بته �إىل �س��ائر العلوم‪:‬‬
‫التخال��ف والتباين‪ ،‬فهو فن م�س��تقل بذاته‪ ،‬قائم بنف�س��ه‪ ،‬ل��ه �أ�صوله وم�صادره‪،‬‬
‫ومناهج��ه وم�س��ائله‪ ،‬وال يغن��ي عنه غ�يره‪ ،‬لكنه ين��درج يف الن�س��بة الكلية اىل‬
‫ال�ش��ريعة كون �أ�صول��ه ومرتكزات منها‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬فن املنطق للشنقيطي‪.22 :‬‬


‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪20‬‬

‫املبدأ االول‬
‫حد أصول الفقه‬
‫م��ن املعل��وم �أن��ه قب��ل �أن يخو�ض املتعل��م يف علم م��ن العلوم يتع�ين عليه �أن‬
‫يت�ص��ور ذل��ك العل��م‪ ،‬و�أف�ضل طريق لت�ص��ور علم من العلوم ه��و معرفة حدّ ه ‪-‬‬
‫�أي تعريف��ه‪ -‬ق��ال الآم��دي رحمه اهلل‪(( :‬حق على كل من ح��اول حت�صيل علم‬
‫م��ن العل��وم �أن يت�ص��ور معن��اه �أو ًال باحل��د �أو الر�س��م؛ ليك��ون على ب�ص�يرة فيما‬
‫يطلبه))(((‪.‬‬
‫وق��ال الإ�س��نوي رحم��ه اهلل‪(( :‬اعلم �أنه ال ميكن اخلو���ض يف علم من العلوم‬
‫�إال بعد ت�صور ذلك العلم‪ ،‬والت�صور م�س��تفاد من التعريفات))(((‪.‬‬
‫له��ذا نب��د�أ بتعريف ا�ص��ول الفقه ف�أق��ول‪� :‬إن مل�صطلح �أ�ص��ول الفقه تعريفان‬
‫االول باعتب��اره مركب��ا ا�ضافي��ا والثاين باعتب��اره علما ولقبا‪ ،‬وهذا ي�س��تلزم او ًال‬
‫تعريف��ه باعتب��اره مركب��ا من جز�أين‪ :‬اال�ص��ول والفقه‪ ،‬ثم �أعرف��ه باعتباره علم ًا‬
‫ولقب ًا ثاني ًا‪.‬‬
‫�أو ًال‪ :‬تعريف ا�صول الفقه باعتباره مركب ًا �إ�ضافي ًا‪:‬‬
‫الأ�صل لغة‪ :‬يطلق �أهل اللغة اال�صل على معان كثرية منها‪:‬‬

‫((( اإلحكام يف أصول األحكام‪.5/1 ،‬‬


‫((( هناية السول‪.7/1 ،‬‬
‫‪21‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫‪1-1‬االبتن��اء‪ :‬ق��ال الزبي��دي رحم��ه اهلل تع��اىل يف ت��اج العرو���س‪(( :‬الأ�ص��ل ما‬
‫يبن��ى عليه غريه))(((�س��واء كان ح�س��يا كبناء ال�ش��جرة على �أ�صله��ا‪� ،‬أو معنوي ًا‬
‫كبن��اء امل�س��ائل الفقهية عل��ى �أ�صولها من الكتاب وال�س��نة(((‪.‬‬
‫‪�2-2‬أ�سفل ال�شيء‪ :‬يقــال‪ :‬قعد يف �أ�صل اجلبل‪ ،‬وقلع �أ�صل ال�شجر(((‪.‬‬
‫توهمت مرتفعة الرتفع بارتفاعه‬ ‫‪3-3‬القاعدة‪ :‬و�أ�صل ال�ش��يء‪ :‬قاعدته التي لو ّ‬
‫الس َم ِءﭼ(((‪.‬‬
‫�سائره ‪ ،‬لذلك قال تعاىل‪ :‬ﭽ َأ ْص ُل َها َثابِ ٌت َو َف ْر ُع َها ِف َّ‬
‫(((‬

‫‪4-4‬ما ي�س��تند �إليه‪� :‬أ�صل كل �ش��يء ما ي�س��تند وجود ذلك ال�شيء �إليه‪ ،‬فالأب‬
‫�أ�صل للولد والنهر �أ�صل للجدول(((‪.‬‬
‫‪5-5‬م��ا ُيف َتق��ر �إليه‪ :‬جاء يف التعريفات‪(( :‬الأ�ص��ول‪ :‬جمع �أ�صل‪ ،‬وهو ما يفتقر‬
‫�إليه وال يفتقر هو �إىل غريه))(((‪.‬‬
‫ولع��ل التعــ��ريف الأول �أق��رب ملعن��ى الأ�ص��ل‪ ،‬لأن اال�ص��ول تبن��ى عليها‬
‫الأحكـام ال�شرعيـة‪ ،‬و�أكرث ما ذكره الأ�صوليون يف م�صنفاتهم لتعريف الأ�صـل‬

‫تاج العروس‪ ،:‬للزبيدي‪ ،‬مادة (أصل) (‪.)6837 / 1‬‬ ‫(((‬


‫ينظر‪ :‬لسان العرب ‪.357/3‬‬ ‫(((‬
‫ينظر‪ :‬تاج العروس‪ ،‬للزبيدي‪ ،‬مادة (أصل) ‪.6837/1‬‬ ‫(((‬
‫ينظر‪ :‬مفردات ألفاظ القران‪ ،‬للراغب األصفهاين‪ ،‬مادة (أصل) ‪.79‬‬ ‫(((‬
‫سورة إبراهيم‪ :‬من اآلية ‪.24‬‬ ‫(((‬
‫ينظر‪ :‬تاج العروس ‪ ،6837/1‬املصباح املنري ‪.16/1‬‬ ‫(((‬
‫التعريفات ‪ ،24‬وينظر‪ :‬كشف األرسار للبخاري ‪.443/4‬‬ ‫(((‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪22‬‬

‫هو الأول وذلك لقربه من املعنى اال�صطالحـ��ي(((‪.‬‬


‫الأ�صل ا�صطالح ًا‪:‬‬
‫الأ�صل يف ا�صطالح العلماء يطلق على معان‪:‬‬
‫الأول‪ :‬عل��ى الدلي��ل غالب� ًا‪� ،‬أي‪ :‬يف الغال��ب‪ ،‬كقوله��م‪� :‬أ�صل هذه امل�س��ألة‬
‫الكتاب وال�سنة‪� ،‬أي‪ :‬دليلها‪ ،‬وهذا الإطالق هو املراد هنا‪� ،‬إذ الأ�صل باالعتبار‬
‫الأ�صويل يراد به الدليل الإجمايل‪.‬‬
‫الث��اين‪ :‬عل��ى الرجح��ان‪� ،‬أي‪ :‬عل��ى الراج��ح م��ن الأمري��ن‪ ،‬كقوله��م‪:‬‬
‫الأ�ص��ل يف ال��كالم احلقيق��ة دون املج��از‪.‬‬
‫الثال��ث‪ :‬عل��ى القاع��دة امل�س��تمرة‪ ،‬كقوله��م‪� :‬أكل امليت��ة عل��ى خ�لاف‬
‫الأ�ص��ل‪� ،‬أي‪ :‬عل��ى خ�لاف احلال��ة امل�س��تمرة‪.‬‬
‫الراب��ع‪ :‬على املقي���س عليه‪ ،‬وه��و ما يقابل الفرع يف باب القيا���س؛ �إذ الفرع‬
‫ه��و املقي���س‪ ،‬والأ�صل هو املقي���س علي��ه‪ ،‬كقولهم اخلمر �أ�ص��ل النبيذ‪ ،‬وهذا ما‬
‫ذكره الأ�صوليون يف باب القيا���س(((‪.‬‬
‫�ت�صحب ‪:‬فيق��ال مل��ن كان متيقن��ا م��ن الطه��ارة و�ش��ك‬
‫اخلام���س‪ :‬امل�س� َ‬
‫يف احل��دث ‪:‬الأ�ص��ل الطه��ارة‪� ،‬أي ‪:‬ت�س��ت�صحب الطه��ارة حت��ى يثبت حدوث‬

‫((( ينظر‪ :‬هناية السول رشح منهاج الوصول ‪ ،10/1‬إرشاد الفحول ‪.17/1‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الفصول يف األصول‪.172/3 :‬‬
‫‪23‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫نقي�ضه��ا؛ لأن اليق�ين ال يزول بال�ش��ك(((‪.‬‬


‫وبع��د الت�أم��ل يف املعاين اال�صطالحية يظه��ر جلي ًا � َّأن املق�ص��ود منها هنا هو‬
‫املعن��ى الأول‪ ,‬وه��و الدلي��ل وهذا ما ق��رره علم��اء اال�صول(((؛ لأن��ه �أقرب �إىل‬
‫معنى اال�صل‪.‬‬
‫قال ابن احلاجب وغريه‪(( :‬و�أما حده م�ضاف ًا فالأ�صول الأدلة))(((‪.‬‬
‫والدلي��ل‪ :‬ه��و ((م��ا ميك��ن التو�ص��ل ب�صحي��ح النظ��ر في��ه �إىل مطل��وب‬
‫خ�بري))(((‪.‬‬
‫الفق��ه‪ :‬لغ��ة مطل��ق الفهم يقال ف�لان ال يفق��ه �أي ال يفهم ومن��ه قوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﭼ(((�أي ال تفهم��ون‬

‫((( ينظــر‪ :‬البحــر املحيــط يف أصــول الفقــه‪ ،11/1 ،‬هنايــة الســول رشح منهــاج‬
‫الوصــول ‪ ،10/1‬ورشح الكوكــب املنــر ‪ 39/1‬ومــا بعدهــا‪ ،‬فواتــح الرمحــوت‬
‫بــرح مســلم الثبــوت‪ 9/1 :‬ومــا بعدهــا‪ ،‬الوجيــز يف أصــول الفقــه للدكتــور عبــد‬
‫الكريــم زيــدان ‪ 9‬ومــا بعدهــا‪.‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬اللمــع ‪ ،6‬الفقيــه واملتفقــه للخطيــب البغــدادي ‪ ،192/1‬رشح تنقيــح‬
‫الفصــول ‪ ،15‬البحــر املحيــط ‪ ،26/1‬نفائــس األصــول ‪.933/2‬‬
‫((( خمتــر ابــن احلاجــب مــع رشحــه رفــع احلاجــب البــن الســبكي‪،243/1 :‬‬
‫وينظــر‪ :‬اللمــع ‪ ،6‬الفقيــه واملتفقــه للخطيــب البغــدادي ‪ ،192/1‬رشح تنقيــح‬
‫الفصــول ‪ ،15‬البحــر املحيــط ‪ ،26/1‬نفائــس األصــول ‪.933/2‬‬
‫((( إرشاد الفحول ‪. 22/1‬‬
‫((( سورة اإلرساء من االية‪.٤٤ :‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪24‬‬

‫وقول��ه تع��اىل‪ :‬ﭽﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭼ(((‪ ،‬وقوله‪ :‬ﭽﯽ‬


‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﭼ(((‪.‬‬
‫و�أما ا�صطالح ًا‪ :‬فقد عرفه العلماء بتعريفات كثرية ا�شهرها‪:‬‬
‫ه��و‪(( :‬العل��م بالأح��كام ال�ش��رعية العملي��ة املكت�س��ب م��ن �أدلته��ا‬
‫( ((‬
‫التف�صيلي��ة))‬
‫ثاني � ًا‪� :‬أ�ص��ول الفق��ه‪ :‬باعتب��اره علم � ًا ولقب � ًا‪ ،‬فللعلم��اء يف تعريف��ه ثالث��ة‬
‫مذاه��ب‪:‬‬
‫الأول‪� :‬أن ا�ص��ول الفقه هو القواعد اال�صولية نف�س��ها فعرفوا اال�صول ب�أنه‪:‬‬
‫القواعد التي يتو�صل بها �إىل ا�س��تنباط الأحكام ال�ش��رع ّية الفرع ّية(((‪ .‬فجع ُلوا‬
‫� ُأ�صول ا ْل ِفقْه‪ :‬هو ا ْل َق َو ِاعد نَف�س��ها‪َ ،‬ل ا ْلعلم ب َها‪ ،‬وبه عرف جمع من اال�صوليني‬

‫((( سورة هود من االية‪.٩١ :‬‬


‫((( سورة النساء من االية‪.٧٨ :‬‬
‫((( هناية السول رشح منهاج الوصول ‪ ،11‬رشح التلويح عىل التوضيح ‪،19/1‬‬
‫التمهيــد يف ختريــج الفــروع عــى األصــول ‪ ،50‬اإلهبــاج يف رشح املنهــاج ‪.28/1‬‬
‫((( ينظر هذا التعريف أو نحوه‪ :‬خمترص ابن احلاجب‪ ،54-53/1 :‬رشح خمترص‬
‫الروضــة‪ ،120/1 :‬رفــع احلاجــب عــن خمتــر ابــن احلاجــب‪،243-242/1 :‬‬
‫التوضيــح رشح التنقيــح‪ ،55-51/1 :‬مــرآة األصــول مــع حاشــية األزمــري‪:‬‬
‫‪ ،39/1‬التقريــر والتحبــر‪ ،41/1 :‬التعريفــات للجرجــاين‪ ،32 :‬رشح‬
‫الكوكــب املنــر‪ ،44/1 :‬إرشــاد الفحــول‪.48 :‬‬
‫‪25‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫القدام��ى واملحدث�ين منه��م ا ْب��ن حم��دَ ان وا ْبن مفل��ح((( واب��ن الهمام وال�ش��يخ‬
‫اخل�ض��ري((( وعبد الوهاب خ�لاف((( و�أبي زهرة(((‪.‬‬
‫َا�ض��ي �أَ ُب��و يعل��ى‬
‫الث��اين‪ :‬ان ا�ص��ول الفق��ه ه��و االدل��ة فق��ط وب��ه ع��رف الق ِ‬
‫وال�ش�يرازي واخلطي��ب البغ��دادي واب��ن قدام��ة واب��ن احلاج��ب وغريه��م(((‪.‬‬
‫الثال��ث‪� :‬أن ا�ص��ول الفق��ه �أع��م م��ن القواع��د والأدل��ة؛ �إذ القواع��د والأدل��ة‬
‫ج��زءاه فجعل��وا �أ�صول الفق��ه ثالث��ة �أركان و�أو�ض��ح تعريف ما قال��ه البي�ضاوي‬
‫رحم��ه اهلل تع��اىل وغريه ب�أن��ه‪(( :‬معرفة دالئل الفقه �إجماال وكيفية اال�س��تفادة‬
‫منه��ا وحال امل�س��تفيد))(((‪ ،‬وه��ذا هو الراج��ح واهلل اعلم؛ وذلك لأن الدار���س‬
‫لأ�ص��ول الفق��ه يج��ده يرتك��ز يف تف�صي��ل م�س��ائله وت�أ�صي��ل قواع��ده عل��ى هذه‬
‫الث�لاث االدل��ة االجمالية‪ ،‬وطرق اال�س��تنباط‪ ،‬ومباحث االجته��اد والتقليد‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬التحبري رشح التحرير ‪.173/1‬‬


‫((( ينظر‪ :‬دراسات يف أصول الفقه ‪.167‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أصول الفقه خلالَّف ص‪.12‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أصول الفقه أليب زهرة ص‪.7‬‬
‫((( خمتــر ابــن احلاجــب مــع رشحــه رفــع احلاجــب البــن الســبكي‪،243/1 :‬‬
‫وينظــر‪ :‬اللمــع ‪ ،6‬الفقيــه واملتفقــه للخطيــب البغــدادي ‪ ،192/1‬رشح تنقيــح‬
‫الفصــول ‪ ،15‬البحــر املحيــط ‪ ،26/1‬نفائــس األصــول ‪ ،933/2‬التحبــر‬
‫رشح التحريــر ‪.173/1‬‬
‫((( هنايــة الســول رشح منهــاج الوصــول ‪ ،7‬وقريــب منــه تعريــف امــام احلرمــن يف‬
‫الورقــات‪ ،‬والغــزايل يف املســتصفى وغريهــم‪.‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪26‬‬

‫املبدأ الثاين‬
‫موضوع علم أصول الفقه‬
‫م��ن املعل��وم ان التمايز بني العلوم ال يكون �إال بالتع��رف على مو�ضوعاتها؛‬
‫ل��ذا فان��ه يج��ب ان يكون لكل عل��م مو�ضوع ودائ��رة يتحرك فيها ذل��ك العلم‪،‬‬
‫فعل��م الط��ب مثال يبح��ث يف �أحوال بدن الإن�س��ان من حيث كون��ه �صحيح ًا او‬
‫مري�ض� ًا‪ ،‬وعلم م�صطل��ح احلديث علم يبحث عن حال الراوي واملروي عنه من‬
‫حيث القبول والرد‪.‬‬
‫�أم��ا مو�ض��وع علم الأ�ص��ول فال��ذي اراه واهلل اعل��م ان اال�صوليني خمتلفون‬
‫يف حتديد امل�س��ائل الرئي�س��ة الت��ي يتناولها مو�ضوع علم ا�صول الفقه‪ ،‬وال�س��بب‬
‫يف ذل��ك يع��ود اىل اختالفه��م يف تعريف ا�ص��ول الفقه وذلك عل��ى ثالثة �آراء‪:‬‬
‫ال��ر�أي الأول‪� :‬أن مو�ض��وع علم �أ�صول الفقه ه��و الأدلة التي تثبت الأحكام‬
‫بها‪ ،‬وهو ر�أي اجلمهور(((‪.‬‬
‫ال��ر�أي الث��اين‪� :‬أن مو�ض��وع عل��م �أ�ص��ول الفق��ه هو الأدل��ة والأح��كام م ًعا‪،‬‬
‫وهو ر�أي بع�ض احلنفية(((‪ ،‬فاملو�ضوع عندهم هو الأحكام ال�شرعية التي تثبت‬

‫((( خمتــر ابــن احلاجــب مــع رشحــه رفــع احلاجــب البــن الســبكي‪،243/1 :‬‬
‫وينظــر‪ :‬اللمــع ‪ ،6‬الفقيــه واملتفقــه للخطيــب البغــدادي ‪ ،192/1‬رشح تنقيــح‬
‫الفصــول ‪ ،15‬البحــر املحيــط ‪ ،26/1‬نفائــس األصــول ‪.933/2‬‬
‫((( ينظــر التوضيــح رشح التنقيــح‪ ،55-51/1 :‬مــرآة األصــول مــع حاشــية‬
‫‪27‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫بالأدل��ة‪ ،‬ولك��ن معرفة احلكم ال�ش��رعي يتوقف على معرفة امل�ص��ادر �أو الأدلة‪،‬‬
‫فتكون درا�س��ة الأدلة مقدمة وو�س��يلة لدرا�سة الأحكام‪.‬‬
‫ال��ر�أي الثال��ث‪ :‬ي��رى �أن مو�ضوعه الأدل��ة واملرجحات و�صف��ات املجتهد‪،‬‬
‫وه��و ر�أي جمه��ور ال�ش��افعية ك�إم��ام احلرم�ين والغ��زايل والبي�ض��اوي وال��رازي‬
‫وغريه��م(((‪ ،‬فمو�ض��وع ا�ص��ول الفق��ه عندهم له ثالث��ة ركائز‪:‬‬
‫املرتك��ز الأول‪ :‬معرف��ة االدل��ة عل��ى �س��بيل الإجم��ال‪ ،‬ويق�ص��د به��ا الأدلة‬
‫بنوعيه��ا القطع��ي والظني‪� ،‬أو املتفق عليه واملختلف فيه‪ ،‬والبحث فيها ي�ش��مل‬
‫حجيته��ا وقوته��ا يف الإي�ص��ال �إىل احلك��م‪ ،‬و�ش��روط حجيته��ا وترتيبها وجميع‬
‫عوار�ضها‪.‬‬
‫املرتك��ز الث��اين‪ :‬كيفية اال�س��تفادة م��ن الأدلة‪ ،‬وهذا ي�ش��مل ط��رق الداللة‬
‫�أه��ي عقلي��ة �أم لفظية؟ حقيقية �أم جمازية؟ بطريق املنط��وق �أم املفهوم؟ بطريق‬
‫اخل�صو���ص �أم العم��وم؟‪ ،‬وه��ذا يعرف عن��د املت�أخرين بطرق اال�س��تنباط‪ ،‬كما‬
‫ي�ش��مل طرق معرفة العلة و�إجراء الأقي�س��ة وغريها‪.‬‬
‫املرتك��ز الثال��ث‪ :‬ح��ال امل�س��تفيد وه��و املجته��د واملقل��د وما يتب��ع ذلك من‬
‫�ش��روط االجته��اد و�أحكام��ه‪ ،‬و�س��بيل دف��ع التعار���ض واملرجح��ات‪ ،‬ومعن��ى‬

‫األزمريي‪ ،39/1 :‬التقرير والتحبري‪ ،41/1 :‬إرشاد الفحول‪.48 :‬‬


‫((( ينظر‪ :‬الورقات ‪ ،7‬املستصفى ‪،47‬هناية السول رشح منهاج الوصول ‪.7‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪28‬‬

‫التقلي��د و�أحكام��ه وغريها(((‪.‬‬


‫والراج��ح م��ن ذل��ك ه��و ال��ر�أي الثال��ث‪ ،‬فمو�ض��وع ا�ص��ول الفق��ه عنده��م‬
‫معرف��ة االدلة اجما ًال وطرق ا�س��تثمارها واال�س��تفادة منها وبي��ان �صفة املجتهد‬
‫واملقل��د‪ ،‬علم ًا �أن �أبواب �أ�صول الفقه متف��ق عليها‪ ،‬ولكن االختالف يف اعتبار‬
‫�أح��د الأب��واب � ً‬
‫أ�صل‪ ،‬والآخر تب ًعا‪� ،‬أو �أن �أحدها جوهر والآخر تقدمي له‪� ،‬أو �أن‬
‫بع�ضها يدر���س م��ن الناحية الذاتي��ة‪ ،‬والآخر من الناحية العر�ضي��ة؛ ولهذا برز‬
‫اختالفه��م يف ترتي��ب املباح��ث الأ�صولية‪ ،‬فبع�ضهم يقدم احلكم ال�ش��رعي‪ ،‬ثم‬
‫يتبعه بالأدلة‪ ،‬وبع�ضهم يبد�أ بالأدلة ثم بالأحكام‪ ،‬علم ًا �أن اجلميع متفقون على‬
‫�أن عل��م �أ�صول الفقه ي�ضبط الف��روع الفقهية ويردها �إىل �أ�صولها ويجمع املبادئ‬
‫امل�ش�تركة ويبني �أ�س��باب التباين بينه��ا ويظهر مربرات االخت�لاف وهكذا ف�إنه‬
‫(((‬ ‫يك��ون في�ص�ل ً‬
‫ا وا�ضح ًا يعتمده الفقيه واملجته��د يف تقرير الأحكام‬

‫((( ينظــر‪ :‬علــم املقاصــد الرشعيــة ‪ ،27‬الوجيــز يف أصــول الفقــه للزحيــي ‪،30/1‬‬
‫أصــول الفقــه الــذي ال يســع الفقيــه جهلــه ‪ ،13‬املهــذب يف علــم أصــول الفقــه‬
‫‪ ،38/1‬اجلامــع ملســائل أصــول الفقــه ‪.6‬‬
‫((( ينظر‪ :‬رشح املعتمد يف أصول الفقه ‪.20‬‬
‫‪29‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫املبدأ الثالث‬
‫ثمرة علم اصول الفقه‬
‫ال �ش��ك �أن العلم ي�ش��رف ب�ش��رف الغاية من تعلمه‪ ،‬و�أ�ص��ول الفقه له غايات‬
‫عظيمة وفوائد كبرية يف الدنيا والآخرة‪ ،‬وال تظهر فائدته �إال بعد بيان الغاية منه‪.‬‬
‫والغاي��ة من عل��م �أ�صول الفقه ه��ي الو�صول �إىل معرفة الأحكام ال�ش��رعية‪،‬‬
‫�أي �أحكام اهلل تعاىل يف �أفعال العباد‪� ،‬سواء �أكانت يف العبادات‪� ،‬أم املعامالت‪،‬‬
‫�أم العقوب��ات‪ ،‬وغريه��ا وذل��ك ليلت��زم املكل��ف ح��دود اهلل تع��اىل‪ ،‬ويبتغ��ي‬
‫مر�ضات��ه‪ ،‬وي�ؤدي واجباته‪ ،‬وينتهي عن املحارم‪ ،‬وباخت�صار ليكون املكلف يف‬
‫امل��كان ال��ذي �أمره اهلل به‪ ،‬ويتجنب معا�صي��ه وما نهاه عنه(((‪.‬‬
‫و�أما ثمرة �أ�صول الفقه فقد ذكر العلماء امور ًا كثرية منها‪:‬‬
‫‪�1 .1‬ضب��ط �أ�ص��ول اال�س��تدالل وذل��ك ببي��ان الأدل��ة ال�صحيح��ة م��ن الزائفة‪،‬‬
‫وه��ذا م��ا يدعو طلب��ة العل��م �إىل تعلم �أ�ص��ول الفق��ه؛ ليعر�ضوا ال�تراث الفقهي‬
‫الكبري الذي اختلفت فيها �أقوال الفقهاء وتعددت �أدلتهم على امليزان العادل‪،‬‬
‫واملح��ك املظه��ر للخط�أ م��ن ال�صواب‪ ،‬وه��و �أ�ص��ول الفقه‪ ،‬فمن ع��رف �أ�صول‬
‫الفق��ه نظ��ر ًا وتطبيق ًا ميكن��ه �أن يعرف من تل��ك الأقوال واملذاه��ب الراجح منها‬
‫واملرج��وح وما ه��و �أقرب �إىل احل��ق و�أجرى على قواعد ال�ش��ريعة‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬الوجيز للزحييل ‪ 33/1‬وما بعدها‪.‬‬


‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪30‬‬

‫‪�2 .2‬إن عل��م الأ�ص��ول ير�س��م للمجته��د الطري��ق الق��ومي املو�صل �إىل ا�س��تنباط‬
‫�تقيما يف كيفية اال�س��تنباط‪ ،‬فال‬
‫وا�ضح��ا وم�س� ً‬
‫ً‬ ‫منهجا‬
‫الأح��كام‪ ،‬وي�ض��ع �أمام��ه ً‬
‫ينح��رف ميي ًن��ا �أو ي�س��ا ًرا‪ ،‬وال يخب��ط خبط ع�ش��واء‪ ،‬وال يزل به العق��ل والهوى‬
‫عند �أخذ الأحكام من الأدلة‪ ،‬في�ضع عامل الأ�صول القواعد الكلية ملعرفة كيفية‬
‫ا�س��تنباط الأحكام ال�ش��رعية من الأدلة والن�صو�ص مع �صيانة الفقه الإ�س�لامي‬
‫من االنفتاح املرتتب على و�ضع م�صادر جديدة للت�شريع‪ ،‬ومن اجلمود املرتتب‬
‫على دعوى �إغ�لاق باب االجتهاد(((‪.‬‬
‫‪3 .3‬تي�س�ير عملي��ة االجته��اد و�إعط��اء احل��وادث اجلدي��دة م��ا ينا�س��بها م��ن‬
‫الأح��كام فمعرف��ة احلك��م ال�ش��رعي ل��كل م��ا ي�س��تجدُّ م��ن احل��وادث والوقائ��ع‬
‫الت��ي مل ي��رد بخ�صو�صه��ا ن�ص �صريح وال ظاه��ر ِّبي‪ ،‬ومل يتكل��م عنها الفقهاء‬
‫ال�س��ابقون لع��دم وجوده��ا يف ع�صره��م‪ ،‬ال ميك��ن اال مبعرف��ة ا�صول الفق��ه؛ لأنه‬
‫امليزان ال�ضابط ملعرفة احكام امل�س��تجدات‪ ،‬ومن هذه امل�س��ائل التي ا�س��تجدت‬
‫ومل ي�س��بق للعلم��اء بي��ان احلكم فيه��ا‪ :‬التلقيح ال�صناع��ي‪ ،‬و�أطف��ال الأنابيب‪،‬‬
‫وق�ضاي��ا االنرتن��ت‪ ،‬و�إج��راء العقود ع��ن طريقه‪ ،‬والق�ضاي��ا ال�سيا�س��ية وكيفية‬
‫حله��ا كالق�ضاي��ا احلدودي��ة بني ال��دول وما �أ�ش��به ذلك‪.‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬الوجيــز للزحيــي ‪ 33/1‬ومــا بعدهــا‪ ،‬أصــول الفقــه الــذي ال يســع الفقيــه‬
‫جهلــه ‪ 14‬ومــا بعدهــا‪ ،‬اجلامــع ملســائل أصــول الفقــه ‪ 6‬ومــا بعدهــا‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫‪4 .4‬معرف��ة ِح َك��م ال�ش��ريعة و�أ�س��رارها بالت�أمل يف عل��ل الأح��كام ومقا�صدها‬


‫ومعرفة املقا�صد ال�شرعية ال�ضرورية واحلاجية والتح�سينية‪ ،‬وتنزيل كل مق�صد‬
‫يف منزلته عند التزاحم‪ ،‬ومعرفة ترتيب الواجبات وامل�ستحبات لتقدمي الأقوى‬
‫دلي�لا والأك�ثر نفعا على ما �س��واه‪ ،‬ومعرفة امل�صالح واملفا�س��د‪ ،‬ومعرفة املعترب‬
‫منها يف ال�ش��رع وامللغى‪ ،‬ومعرفة درجات املعترب لتقدمي ما ي�س��تحق التقدمي‪.‬‬
‫‪5 .5‬حماي��ة الفقي��ه من التناق�ض‪ ،‬فالذي مل يتعمق يف درا�س��ة ه��ذا العلم ت�أتي‬
‫فتاواه متناق�ضة فيفرق بني املتماثالت‪ ،‬وي�س��وي بني املختلفات‪ ،‬وهذا ي�ضعف‬
‫الثقة فيما يقول‪ ،‬وي�سيء �إىل ال�شريعة ويقلل من قيمتها يف نفو�س اجلاهلني بها‬
‫من امل�سلمني �أو غريهم‪ .‬و�أما من �أحاط ب�أ�صول الفقه ت�أ�صيال وتطبيقا ف�إنه يربز‬
‫الوجه امل�ش��رق لل�ش��ريعة الربانية‪ ،‬ويكون بفتاواه و�آرائه داعيا للإ�س�لام مرغبا‬
‫فيه ذابا عنه �شبه الأعداء(((‪.‬‬
‫‪6 .6‬معرف��ة الأ�س��باب الت��ي �أدت �إىل وق��وع اخلالف ب�ين العلماء‪ ،‬والتما���س‬
‫الأعذار لهم‪ ،‬فطالب العلم الذي مل يبلغ درجة االجتهاد‪ ،‬ي�س��تفيد من درا�س��ة‬
‫�أ�ص��ول الفق��ه‪ ،‬حيث يجعله عل��ى َب ّينة مما فعله �إمامه عند ا�س��تنباطه للأحكام‪،‬‬
‫فمت��ى م��ا وقف طالب العلم عل��ى طرق الأئمة‪ ،‬و�أ�صولهم‪ ،‬وم��ا ذهب �إليه كل‬

‫((( ينظــر‪ :‬علــم أصــول الفقــه لعبــد العزيــز الربيعــة‪ ،108 :‬مبــادئ علــم القواعــد‬
‫االصوليــة‪ ،‬املهــذب يف علــم أصــول الفقــه املقــارن ‪.42/1‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪32‬‬

‫منه��م م��ن �إثب��ات تلك القاع��دة‪� ،‬أو نفيه��ا‪ ،‬ف�إنه تطمئ��ن نف�س��ه �إىل مدرك ذلك‬
‫الإم��ام ال��ذي ق َّل��ده يف عني ذلك احلك��م �أو ذاك‪ ،‬فهذا يجعله ميتث��ل عن اقتناع‪،‬‬
‫وه��ذا يف�ض��ي �إىل �أن يكون عنده الق��درة التي متكنه من الدف��اع عن وجهة نظر‬
‫�إمام��ه‪� ،‬أو التما���س العذر لغ�يره ممن جانب ال�صواب وف��ق دليل ر�آه(((‪.‬‬
‫‪�7 .7‬أنه اداة دار�س��ي التف�س�ير واحلديث لفهم مراد اهلل يف كتابه ومراد ر�س��وله‬
‫‪ ‬يف �سنته؛ لهذا فقد وجدت مباحث كثرية يف �أ�صول التف�سري وعلوم القر�آن‬
‫وم�صطل��ح احلديث اعتنى بها الأ�صوليون �أي�ض ًا‪ ،‬كالنا�س��خ واملن�س��وخ والقراءة‬
‫ال�شاذة و�أفعال الر�سول ‪ ،‬واملتواتر‪ ،‬والآحاد‪ ،‬وكذلك احلال لدرا�سي اللغة‬
‫العربي��ة؛ �إذ ي�س��تفيدون م��ن املباحث اللغوية التي اعتنى به��ا الأ�صوليون‪ ،‬فقد‬
‫تو�س��ع الأ�صولي��ون يف بع���ض مباحث اللغة �أكرث من تو�س��ع �أهل اللغة �أنف�س��هم‬
‫ومن هذه املباحث‪ :‬العموم واخل�صو�ص واملطلق واملقيد ومعاين احلروف‪ ،‬كما‬
‫يحتاج �إىل هذه القواعد دار�سو العلوم الأخرى وال�سيما العلوم االجتماعية �إذا‬
‫�أريد بنا�ؤها على �أ�صول �إ�سالمية(((‪.‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬معــامل أصــول الفقــه عنــد أهــل الســنة واجلامعــة ‪ 23‬ومــا بعدهــا‪ ،‬أصــول‬
‫الفقــه الــذي ال يســع الفقيــه جهلــه ‪ 14‬ومــا بعدهــا‪ ،‬املهــذب يف علــم أصــول الفقــه‬
‫املقــارن ‪.42/1‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬علــم أصــول الفقــه لعبــد العزيــز الربيعــة‪ ،108 :‬مبــادئ علــم القواعــد‬
‫االصوليــة ‪.34‬‬
‫‪33‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫املبدأ الرابع‬
‫فضل علم اصول الفقه‬
‫�إن عل��م �أ�ص��ول الفق��ه ل��ه �أهمي��ة بالغ��ة يف الت�ش��ريع الإ�س�لامي‪ ،‬نظ��ر ًا مل��ا‬
‫يحقق��ه م��ن الفوائ��د العملي��ة والت�ش��ريعية‪ ،‬وما يي�س��ره م��ن �س��بل الو�صول �إىل‬
‫معرف��ة العب��اد لأحكام اهلل عز وجل يف �أفعاله��م وت�صرفاتهم‪ ،‬مبا ميكن من حفظ‬
‫�أح��كام ال�ش��ريعة و�صيانتها من �أن تختلط بالأوهام الدخيلة‪ ،‬التي قد تت�س��رب‬
‫�إىل املنظوم��ة الت�ش��ريعية الإ�س�لامية‪ ،‬يف حال��ة ع��دم التحاك��م لأ�ص��ول الفقه‪،‬‬
‫واالن�ضب��اط بقواع��ده؛ ل��ذا ف��إن ف�ضل كل عل��م يرج��ع اىل مق�ص��ده ومتعلقاته‬
‫وامل�صال��ح املرتتب��ة علي��ه فكلما ازدادت فائدت��ه عظمت منزلته ومبا ان ال�س��عادة‬
‫يف الدنيا والنجاة والفوز يوم القيامة ال يكون �إال ب�إتباع �شرع اهلل وال ميكن معرفة‬
‫�أح��كام ال�ش��رع العملي��ة �إال مبعرفة �أ�ص��ول الفقه؛ اذ هو �آلة الفهم واال�س��تنباط؛‬
‫فله��ذا كان عل��م �أ�صول الفقه من �أف�ضل العلوم وا�ش��رفها بع��د علم العقائد‪ ،‬وما‬
‫ُبي لنا ف�ضل علم �أ�صول الفقه ف� ً‬
‫ضال‬ ‫ذكر من الفوائد والثمرات ال�س��ابقة كلها ت ِّ‬
‫عن اق��وال العلماء منها‪:‬‬
‫ق��ال حج��ة الإ�س�لام الغ��زايل رحم��ه اهلل‪(( :‬و�أ�ش��رف العلوم م��ا ازدوج فيه‬
‫العق��ل وال�س��مع وا�صطحب فيه ال��ر�أي وال�ش��رع‪ ،‬وعلم الفق��ه و�أ�صوله من هذا‬
‫القبي��ل‪ ،‬ف�إن��ه ي�أخ��ذ من �صفو ال�ش��رع والعقل �س��واء ال�س��بيل‪ ،‬ف�لا هو ت�صرف‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪34‬‬

‫مبح���ض العق��ول بحي��ث ال يتلق��اه ال�ش��رع بالقب��ول‪ ،‬وال هو مبن��ي على حم�ض‬
‫التقلي��د الذي ال ي�ش��هد له العق��ل بالت�أييد والت�س��ديد))(((‪.‬‬
‫وق��ال اب��ن خل��دون رحم��ه اهلل‪�(( :‬إعل��م �أن �أ�ص��ول الفق��ه من �أعظ��م العلوم‬
‫ال�ش��رعية و �أجله��ا قدر ًا و �أكرثه��ا فائدة))(((‪.‬‬
‫وق��ال الق��رايف‪(( :‬ف�أف�ض��ل م��ا اكت�س��به الإن�س��ان ع ْلم� ًا ي�س��عد ب��ه يف عاج��ل‬
‫معا�ش��ه‪ ،‬و�آج��ل مع��اده‪ ،‬وم��ن �أف�ضل ذل��ك علم �أ�ص��ول الفقه؛ ال�ش��تماله على‬
‫املعق��ول واملنق��ول‪ ،‬فه��و جامع �أ�ش��تات الف�ضائ��ل‪ ،‬والوا�س��طة يف حت�صيل لباب‬
‫الر�س��ائل‪ ،‬لي���س هو من العلوم التى هي رواية �صرفة ال َح َّظ ل�ش��رف النفو���س‬
‫في��ه‪ ،‬وال م��ن املعقول ال�ص��رف الذي مل َي ُح َّ‬
‫�ض ال�ش��رع عل��ى معانيه‪ ،‬بل جمع‬
‫ب�ين ال�ش��رفني‪ ،‬وا�س��توىل عل��ى الطرف�ين‪ ،‬يحت��اج في��ه �إىل الرواي��ة والدراي��ة‪،‬‬
‫ويجتم��ع في��ه معاق��د النظر‪ ،‬وم�س��الك العرب‪ ،‬م��ن جهله من الفقه��اء فتح�صيله‬
‫�أج��اج‪ ،‬ومن ُ�س� ِل َب �ضوابطه ُعدم عند دعاويه ا ِ‬
‫حل َجاج‪ ،‬فهو جدير ب�أن يناف���س‬
‫في��ه‪ ،‬و�أن ي�ش��تغل ب�أف�ضل الكت��ب يف تلخي�صات��ه ومبانيه))(((‪.‬‬
‫وق��ال ال�س��بكي‪(( :‬و�إن عل��م �أ�ص��ول الفق��ه وه��و م��ن �أعظ��م العل��وم ثالث��ة‬
‫�أ�صن��اف عقلي��ة حم�ضة كاحل�س��اب والهند�س��ة والنج��وم والط��ب ولغوية كعلم‬

‫((( املستصفى ‪.14/1‬‬


‫((( مقدمة ابن خلدون ‪.111/2‬‬
‫((( نفائس األصول يف رشح املحصول ‪.90/1‬‬
‫‪35‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫اللغة والنحو والت�صريف والعرو�ض والقوايف والبيان وهي علوم القر�آن وال�سنة‬
‫وتوابعهم��ا‪ ،‬وال ري��ب يف �أن ال�ش��ريعة �أ�ش��رف الأ�صن��اف الثالث��ة يف الو�س��ائل‬
‫واملقا�ص��د و�أ�ش��رف العل��وم ال�ش��رعية بع��د االعتق��اد ال�صحي��ح و�أنفعه��ا معرفة‬
‫الأحكام))(((‪.‬‬
‫الَمر الأهم ِف ِال ْج ِت َه��اد �إ َِّنَا ُه َو علم‬
‫الَ ْع َظ��م َو ْ أ‬
‫الر ْكن ْ أ‬ ‫َ‬
‫وق��ال اال�س��نوي ((�أن ُّ‬
‫(((‬
‫� ُأ�صول ا ْل ِفقْه))‬
‫ويق��ول الدكت��ور حمم��د الزحيل��ي‪(( :‬ي�ش��كل عل��م �أ�ص��ول الفق��ه املن��ارة‬
‫الو�ضاءة بني العلوم ال�ش��رعية ويعترب مفخرة الأمة يف ح�ضارتها وعلومها‪ ،‬وهو‬
‫عل��م فري��د يف تاريخ الأمم وال�ش��رائع القدمية واحلديثة وهو مما انفرد به امل�س��لمون‬
‫ب�ين الأُ َ ِم لذل��ك ي�ش��كل علم �أ�صول الفق��ه املنارة الو�ضاءة بني العلوم ال�ش��رعية‬
‫ويعت�بر مفخ��رة الأمة يف ح�ضارته��ا وعلومها))(((‪.‬‬
‫ويكف��ي يف ف�ضل��ه �أنه داخل يف العلم ال�ش��رعي ال��ذي وردت يف بيان ف�ضله‬
‫ومكانة �أهله ن�صو�ص ال حت�صى من الكتاب وال�س��نة و�آثار ال�س��لف ال�صالح(((‪.‬‬

‫اإلهباج يف رشح املنهاج ‪.5/1‬‬ ‫(((‬


‫التمهيد لإلسنوي ‪.45‬‬ ‫(((‬
‫رشح املعتمد يف أصول الفقه ‪.12‬‬ ‫(((‬
‫ينظر‪ :‬االربعون الغراء يف احاديث فضل العلم والعلامء ‪ 10‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(((‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪36‬‬

‫املبدأ اخلامس‬
‫نسبة أصول الفقه إىل علوم الرشيعة‬
‫عل��م �أ�ص��ول الفقه علم قائم بذاته؛ لأنه ميتاز ع��ن غريه من العلوم من حيث‬
‫اله��دف واملو�ض��وع وامل�س��ائل وغريها‪ ،‬وه��و من العل��وم ال�ش��رعية التي تعرف‬
‫بعل��وم الآل��ة‪� ،‬أي �أن��ه �آل��ة لتعل��م غ�يره وه��و الفق��ه‪ ،‬فهو للفق��ه وم�س��ائله كعلم‬
‫امل�صطل��ح للحديث وعلوم القر�آن للتف�س�ير ه��ذا من جانب‪.‬‬
‫وم��ن جان��ب �آخ��ر ف��إن عل��م �أ�ص��ول الفق��ه مرتبط م��ع بقي��ة علوم ال�ش��ريعة‬
‫منه��ا عل��م التف�س�ير‪ ،‬ف�أ�ص��ول الفقه مع�ين على فه��م كالم اهلل عز وجل و�س�بر‬
‫اغ��واره وحتلي��ل ظاه��ره من باطنه‪ ،‬فاملف�س��ر الذي ال يتقن �أ�ص��ول الفقه ال يوثق‬
‫بتف�س�يره وال�س��يما يف فهم ايات الأحكام‪ ،‬وق�س على ذلك من يكتب يف �شرح‬
‫احاديث ر�س��ول اهلل ‪ ‬وفهم �أقواله فاملبدعون من �ش��راح احلديث هم املتقنون‬
‫لعل��م �أ�ص��ول الفقه وكيفية اال�س��تنباط �أمثال االمام النووي يف �ش��رحه ل�صحيح‬
‫االمام م�س��لم‪ ،‬والإم��ام ابن حجر‪ ،‬والإمام العيني يف �ش��رحهما ل�صحيح االمام‬
‫البخ��اري رحمه��م اهلل تعاىل جميع ًا‪.‬‬
‫ومنه��ا ارتباط��ه مع اللغة العربية وعلم املنط��ق والعقائد وغريها وهذا وا�ضح‬
‫من ا�ستمداده‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫املبدأ السادس‬
‫واضع علم اصول الفقه‬
‫مم��ا ال خ�لاف في��ه بني �أه��ل العل��م �أن ا�ص��ول الفق��ه باعتباره قواع��د وطرق‬
‫ال�س��تنباط االحكام ال�ش��رعية متقدم الن�ش��أة و�أنه ُفهم مع ن��زول القران الكرمي؛‬
‫لأنه اداة الفهم لكتاب اهلل عز وجل و�س��نة النبي ‪ ،‬فقد ا�س��تعمله ال�صحابة‬
‫ر�ضوان اهلل عليهم ممن كان يت�صدر للإفتاء والق�ضاء بني النا���س‪ ،‬ك�س��يدنا عمر‬
‫بن اخلطاب‪ ،‬و�س��يدنا علي بن �أبي طالب‪ ،‬و�س��يدنا ابن م�س��عود‪ ،‬و�س��يدنا ابن‬
‫عبا�س وغريهم‪ ،‬وقد كتب �شيخنا الدكتور حممود عبد العزيز العاين (�أ�صول‬
‫اال�س��تنباط عن��د �س��يدنا علي ر�ضي اهلل عن��ه) وغريه كتب يف قواع��د االجتهاد‬
‫عند ال�س��يدة عائ�ش��ة ر�ضي اهلل عنها وغري ذلك‪.‬‬
‫فمباح��ث ا�ص��ول الفق��ه وقواع��ده موج��ودة يف اذه��ان ال�صحاب��ة ر�ضي اهلل‬
‫عنه��م وم��ن بعدهم لكنه��ا مل تكن مدونة حتى جاء الإمام ال�ش��افعي رحمه اهلل‬
‫تع��اىل ف��د َّون علم ا�صول الفقه يف كتابه الذي ا�ش��تهر بني النا���س بـ (الر�س��الة)‪،‬‬
‫ال��ذي يع��دُّ �أول م�صن��ف يف ا�صول الفقه و�ص��ل الينا‪ ،‬قال عنه الإم��ام �أحمد بن‬
‫(((‬
‫حنب��ل‪(( :‬مل نكن نعرف العمـ��وم واخل�صـ��و�ص حتى ورد ال�ش��افعي))‬
‫وق��ال �إم��ام احلرم�ين اجلوين��ي رحم��ه اهلل‪�(( :‬أم��ا يف الأ�ص��ول فه��و �أول م��ن‬

‫((( البحر املحيط‪ ،‬للزركيش ‪.7/1‬‬


‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪38‬‬

‫�صن��ف في��ه))(((‪�-‬أي ال�ش��افعي رحم��ه اهلل‪-‬وق��ال الإم��ام الغ��زايل رحم��ه اهلل‪:‬‬


‫((كان �أع��رف النا���س بعل��م الأ�ص��ول‪ ،‬وه��و �أول م��ن �صن��ف يف ه��ذا العلم‪.. .‬‬
‫اع�ترف له كل �أ�صويل بال�س��بق والف�ضل))(((‪ .‬وقال الفخ��ر الرازي رحمه اهلل‪:‬‬
‫((كانوا قبل ال�شافعي يتكلمون يف م�سائل �أ�صول الفقه وي�ستدلون ويعرت�ضون‪،‬‬
‫كلي مرجوع �إليه يف معرفة دالئل ال�شريعة‪ ،‬ويف كيفية‬
‫ولكن ما كان لهم قانون ّ‬
‫معار�ضاتها وترجيحاتها‪ ،‬فا�س��تنبط ال�ش��افعي علم �أ�صول الفقه‪ ،‬وو�ضع للخلق‬
‫قانون ًا كلياًّ يرجع �إليه يف معرفة مراتب �أدلة ال�شرع))(((‪ .‬وقال رحمه اهلل اي�ض ًا‪:‬‬
‫((اتفق النا�س على �أن �أول من �صنف يف هذا العلم هو ال�شافعي‪،‬وهو الذي رتّب‬
‫�أبوابـه‪ ،‬وم ّيز بع�ض �أق�سامـه عن بع�ض‪ ،‬و�شرح مراتبه يف القـوة وال�ضعف))(((‪.‬‬
‫وقال الإ�س��نوي رحمه اهلل‪(( :‬وكان �إمامنا ال�ش��افعي ه��و املبتكر لهذا العلم‬
‫بال نزاع‪ ،‬وهو �أول من �صنف فيه بالإجماع‪.((())...‬‬
‫وق��ال الزرك�ش��ي رحم��ه اهلل‪(( :‬ال�ش��افعي �أول م��ن �ص ّن��ف يف �أ�ص��ول الفقه‬
‫(((‬
‫�صن��ف فيه كتاب الر�س��الة‪))...‬‬

‫الربهان‪ ،‬للجويني ‪.874/2‬‬ ‫(((‬


‫املنخول‪ ،‬للغزايل ‪.318‬‬ ‫(((‬
‫مناقب الشافعي‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫(((‬
‫مناقب اإلمام الشافعي ‪ 153‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(((‬
‫التمهيد يف ختريج الفروع عىل األصول ‪.25 - 24‬‬ ‫(((‬
‫البحر املحيط‪ ،‬للزركيش ‪.7/1‬‬ ‫(((‬
‫‪39‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫و�سبب ت�أليف االمام ال�شافعي رحمه اهلل لكتابه الر�سالة امور منها‪:‬‬
‫‪ 1-1‬احت��دام اجل��دل ب�ين مدر�س��تي �أه��ل ال��ر�أي يف الكوف��ة واه��ل احلدي��ث يف‬
‫املدينة‪.‬‬
‫‪ُ 2-2‬بعد العهد بني زمن النبي ‪ ‬وزمن الإمام ال�شافعي رحمه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ 3-3‬ظهور وقائع حتتاج �إىل �أحكام وال �س��بيل لذلك �إ َّال بالقيا���س وبع�ض االدلة‬
‫التبعية ف�أراد �أن يبني �شروطها و�أركانها و�أنواعها وحجيتها‪.‬‬
‫وق��ال الإم��ام تق��ي الدي��ن ال�س��بكي رحم��ه اهلل يف مقدم��ة كتاب��ه الإبه��اج‪:‬‬
‫((وكان من �أعظمهم منة على من بعده من طالب الفوائد‪ ،‬الإمام ال�شافعي ف�إن‬
‫ل��ه �أجم��ل العوائد‪ ،‬جلمعه ب�ين احلديث والفقه وكان غ�يره يقت�صر منهما على‬
‫(((‬
‫واح��د‪ ،‬ولبناي��ة كالمه على �أ�صول وه��و �أول من �صنفها ملا �س��أله ابن مهدي‬
‫ف�صنف له الر�سالة وكم فيها من الفوائد‪ ،‬فهو �أول من �صنف يف �أ�صول الفقه ال‬
‫ميرتي يف ذل��ك �إال معاند))(((‪.‬‬
‫ومعل��وم �أن ال�صحاب��ة ر�ضي اهلل عنهم على دراية تام��ة بقواعد اللغة العربية‪،‬‬

‫((( ابــن مهــدي‪ :‬هــو عبــد الرمحــن بــن مهــدي بــن حســان العنــري البــري اللؤلــؤي‪،‬‬
‫أبــو ســعيد قــال عبــد الرمحــن‪> :‬مــا أصــي صــاة إال وأنــا أدعــو للشــافعي فيهــا<‪.‬‬
‫وقــال الشــافعي‪> :‬ال أعــرف لــه نظــر ًا يف الدنيــا<‪ .‬تــويف ابــن مهــدي يف البــرة‬
‫ســنة (‪198‬هــ)‪ .‬ينظــر‪ :‬ســر أعــام النبــاء‪ ،‬للذهبــي (‪ ،)44 / 10‬واألعــام‪،‬‬
‫للــزركيل (‪.)339 /3‬‬
‫((( اإلهباج يف رشح املنهاج‪ ،‬للسبكي (‪.)4 / 1‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪40‬‬

‫الت��ي ن��زل بها الق��ر�آن الكرمي‪ ،‬وب�أ�س��باب النزول‪ ،‬وبالنا�س��خ واملن�س��وخ‪ ،‬واملطلق‬
‫واملقي��د‪ ،‬والع��ام واخلا�ص‪ ،‬و�س��ائر املباحث التي تكفل ببيانها عل��م �أ�صول الفقه‬
‫فيما بعد‪ ،‬وهكذا كان لكل �إمام من الأئمة املجتهدين قواعده و�أ�صوله التي ي�سري‬
‫عليها يف اجتهاده‪� ،‬إال �أنه كان هناك خالف حاد بني اجتاه �أهل احلديث باحلجاز‪،‬‬
‫و�أهل الر�أي بالعراق‪ ،‬حتى �أخذ كل فريق يف الطعن على طريقة الفريق الآخر‪،‬‬
‫ف�أه��ل ال��ر�أي يعيبون على �أهل احلدي��ث الإكثار من الرواية الت��ي تدل على عدم‬
‫الفهم والتدبر‪ ،‬كما �أن �أهل احلديث يعيبون على �أهل الر�أي ب�أنهم ي�أخذون بالظن‬
‫ويحكم��ون العق��ل يف الدي��ن‪ ،‬وظهر املتع�صبون لكال الفريقني‪ ،‬فات�س��ع اخلالف‬
‫واحت��دم الن��زاع‪ ،‬حتى قي���ض اهلل لهذا الأمة من �أخذ بيدها �إىل الطريق ال�س��وي‪،‬‬
‫وب� َّين القواعد والقوان�ين التي يحتكم �إليها اجلميع‪ ،‬وهو الإمام ال�ش��افعي رحمه‬
‫اهلل بع��د �أن كت��ب ل��ه الإمام احلافظ عبد الرحمن بن مه��دي �أن ي�ضع له كتاب ًا يبني‬
‫في��ه مع��اين القر�آن‪ ،‬ويجمع قب��ول الأخبار فيه‪ ،‬وحجة الإجماع‪ ،‬وبيان النا�س��خ‬
‫واملن�س��وخ من القر�آن وال�سنة‪ ،‬فو�ضع له كتاب الر�سالة‪.‬‬
‫ق��ال عل��ي ب��ن املديني‪ :‬قل��ت ملحمد ب��ن �إدري���س‪� :‬أجب عب��د الرحمن بن‬
‫مه��دي ع��ن كتابه‪ ،‬فق��د كتب �إلي��ك وه��و مت�ش��وق �إىل جوابك‪ ،‬ق��ال‪ :‬ف�أجابه‬
‫ال�ش��افعي‪ ،‬و�أر�س��ل الكتاب �إىل الإمام ابن مهدي مع احلارث بن �س��ريج النقال‬
‫اخلوارزم��ي‪ ،‬ثم البغدادي وب�س��بب ذلك �س��مي النقال‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫املبدأ السابع‬
‫اسم علم أصول الفقه‬
‫�أ�ش��هر �أ�س��مائه‪ :‬عل��م �أ�ص��ول الفق��ه وبع�ضه��م ي�س��ميه �أ�ص��ول الأح��كام‬
‫�أو الأ�ص��ول؛ وجمي��ع ه��ذه الت�س��ميات وردت عل��ى �أغلف��ة كث�ير م��ن الكت��ب‬
‫الأ�صولي��ة‪ ،‬وم��ن ذل��ك‪ :‬الع��دة يف �أ�ص��ول الفق��ه لأب��ي يعل��ى (ت‪458‬ه��ـ)‪،‬‬
‫وامل�س��ت�صفى يف عل��م الأ�ص��ول للغ��زايل (ت‪505‬ه��ـ)‪ ،‬والإح��كام يف �أ�ص��ول‬
‫الأح��كام للآم��دي (ت‪631‬ه��ـ)‪.‬‬
‫�إن جمي��ع م��ن �أل��ف يف علم ا�ص��ول الفقه ‪-‬فيما �أعلم‪� -‬س��ماه بلف��ظ �أ�صول‬
‫الفق��ه‪� ،‬أ�ص��ول االحكام‪� ،‬أو الأ�صول؛ وذلك ن�س��بة اىل الف��روع التي تنتج عنه‬
‫م��ع اخت�لاف بينه��م يف العناوي��ن فمنه��م من �ص��در م�ؤلف بلف��ظ اال�صول فقط‬
‫ك�أ�صول ال�شا�ش��ي‪ ،‬و�أ�صول ال�سرخ�س��ي‪ ،‬وا�صول الفقه الب��ن مفلح احلنبلي‪.‬‬
‫ومنه��م م��ن �ص��دره بلفظ الإح��كام ك�إح��كام الف�ص��ول يف �أح��كام الأ�صول‬
‫للباج��ي‪ ،‬والإح��كام يف �أ�ص��ول الإح��كام الب��ن ح��زم‪ ،‬والإح��كام يف �أ�ص��ول‬
‫الأح��كام‪ ،‬للآمدي‪.‬‬
‫ومنه��م م��ن قرن م��ع اال�ص��ول �ألفاظ ًا �أخ��رى‪ ،‬و�س��أذكر بع���ض امل�ؤلفات يف‬
‫عل��م ا�ص��ول الفقه للتمثيل ال احل�صر‪ ،‬وذلك لبيان ا�س��تخدام ا�س��م اال�صول يف‬
‫عناوين م�ؤلف��ات العلماء‪.‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪42‬‬

‫‪1)1‬احكام الف�صول للباجي‪.‬‬


‫‪2)2‬االحكام يف ا�صول االحكام البن حزم‪.‬‬
‫‪3)3‬الإ�شارة يف �أ�صول الفقه للباجي‪.‬‬
‫‪4)4‬الربهان يف �أ�صول الفقه للجويني‪.‬‬
‫‪5)5‬التب�صرة يف �أ�صول الفقه لل�شريازي‪.‬‬
‫‪6)6‬التحبري �شرح التحرير يف �أ�صول الفقه للمرداوي‪ .‬‬
‫‪7)7‬رو�ضة الناظر وجنة املناظر يف �أ�صول الفقه البن قدامة املقد�سي‪.‬‬
‫‪8)8‬العدة يف �أ�صول الفقه‪ ،‬لأبي يعلى‪.‬‬
‫‪9)9‬الف�صول يف الأ�صول‪ ،‬للج�صا�ص‪.‬‬
‫‪1010‬املح�صول يف علم �أ�صول الفقه‪ ،‬للرازي‪.‬‬
‫‪1111‬املخت�صر يف �أ�صول الفقه‪ ،‬البن اللحام‪.‬‬
‫‪1212‬امل�ست�صفى من علم الأ�صول‪ ،‬للغزايل‪.‬‬
‫‪1313‬امل�سودة يف �أ�صول الفقه‪ ،‬لآل تيمية‪.‬‬
‫‪1414‬املعتمد يف �أ�صول الفقه‪ ،‬لأبي احل�سني الب�صري‪.‬‬
‫‪1515‬الوا�ضح يف �أ�صول الفقه‪ ،‬البن عقيل البغدادي‪.‬‬
‫وغريها من م�ؤلفات اال�صول‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫املبدأ الثامن‬
‫استمداد علم اصول الفقه‬
‫م��ن املعل��وم �أن ا�س��تمداد علم ا�ص��ول الفقه لي���س من م�ص��در واحد وال هو‬
‫نتيج��ة ا�س��تدالل معني‪ ،‬فمنه م��ا م�صدره ن�صو���ص الكتاب �أو ال�س��نة‪ ،‬ومنه ما‬
‫م�ص��دره �أق��وال ال�صحابة واللغ��ة العربية وغريها و�س��اذكرها خمت�صرة(((‪.‬‬
‫ومن هذه امل�صادر‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬القر�آن الكرمي‪:‬‬
‫ومن �أمثلة امل�سائل الأ�صولية امل�ستندة يف معرفتها على كتاب اهلل تعاىل(((‪:‬‬
‫‪ 1-1‬الأم��ر بع��د احلظ��ر يع��ود عل��ى م��ا كان عليه قب��ل احلظ��ر‪ ،‬مباح ًا كم��ا كان‬
‫كقول��ه تعاىل‪ :‬ﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ(((‪ ،‬وقول��ه تع��اىل‪ :‬ﭽ ﯝ ﯞ‬
‫ﯟﭼ(((‪� ،‬أو واجب� ًا كقول��ه تع��اىل‪ :‬ﭽﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬

‫((( ومن اراد التوسع فيها فلرياجع كتاب مبادئ علم القواعد االصولية‪.‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬نظريــة التقعيــد األصــويل ‪ ،74‬أدلــة القواعــد األصوليــة مــن الســنة النبويــة‬
‫‪.428‬‬
‫((( سورة اجلمعة آية رقم‪.١٠ :‬‬
‫((( سورة الامئدة من اآلية رقم‪.٢ :‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪44‬‬

‫ﮭ ﮮ ﮯﭼ (((‪.‬‬
‫‪ 2-2‬احلكم هلل وحده ال للعقل وال لغريه قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﭼ(((‪.‬‬
‫‪3-3‬يج��وز �أن يك��ون �أول الآي��ة عل��ى العم��وم و�آخره��ا عل��ى اخل�صو���ص‬
‫والعك���س(((‪.‬‬
‫دليل ه��ذه القاع��دة قول��ه تع��اىل‪:‬ﭽﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠﭡﭢﭣﭤﭼ(((‪ ،‬ث��م ق��ال تع��اىل‪ :‬فيم��ن �أ�س��لم يف دار‬
‫احل��رب ومل يهاج��ر �إلين��اﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳﭴﭼ(((‪ ,‬ومل يق��ل ودي��ة م�س��لمة �إىل �أهل��ه‪.‬‬
‫و�أم��ا العك���س وه��و ك��ون �أول الآية على اخل�صو���ص و�آخرها عل��ى العموم‬
‫قول��ه تع��اىل‪ :‬ﭽﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢﭣﭼ(((‪ ،‬فاخل�صو���ص‬
‫يف بداي��ة الآي��ة ه��و قوله تعاىل‪( :‬بينهما) �أي يف ح��ق الأزواج و�أما العموم فقوله‬

‫((( سورة التوبة من اآلية رقم‪.5 :‬‬


‫((( سورة يوسف من اآلية رقم‪.40 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬قواعد الكرخي االصولية ‪. 44‬‬
‫((( ()سورة النساء‪ :‬من اآلية‪. 92 :‬‬
‫((( ()سورة النساء‪ :‬من اآلية‪. 92 :‬‬
‫((( سورة النساء‪ :‬من اآلية ‪. 128‬‬
‫‪45‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫تع��اىل‪( :‬وال�صل��ح خري) �س��واء كان يف حق الزوج�ين �أو غريهما(((‪.‬‬


‫امل�صدر الثاين‪ :‬ال�سنة النبوية‪:‬‬
‫ومن �أمثلة امل�سائل الأ�صولية امل�ستندة يف �صياغتها على ال�سنة النبوية(((‪:‬‬
‫‪ 1-1‬النه��ي املطل��ق يفيد التحرمي‪ :‬ومرتكز هذه القاعدة قوله ‪�(( :‬إذا نهيتكم‬
‫عن �شيء فاجتنبوه))‪.‬‬
‫‪2-2‬النهي يقت�ضي ف�س��اد املنهي عنه وم�س��تند هذه امل�س��ألة اال�صولية قوله ‪:‬‬
‫((من عمل عم ً‬
‫ال لي�س عليه �أمرنا فهو ر ٌّد)) وقوله ‪(( :‬ال �صالة �إال بطهور))‬
‫‪3-3‬الإجم��اع حجة معتربة �ش��رع ًا‪ :‬ومرتك��ز هذه القاعدة قوله ‪�(( :‬س��ألت‬
‫رب��ي ع��ز وجل �أربع ًا ف�أعطاين ثالث� ًا ومنعني واحدة �س��ألت اهلل عز وجل �أن ال‬
‫جتتمع �أمتي عل��ى �ضاللة ف�أعطانيها))(((‪.‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬أمثلــة وشــواهد اإلمــام أيب حفــص النســفي عــى رســالة أيب احلســن‬
‫الكرخــي يف الفــروع التــي عليهــا مــدار احلنفيــة‪ :‬ص‪. 132‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬أدلــة القواعــد األصوليــة مــن الســنة النبويــة ‪،412 ،355 ،309‬‬
‫االســتقراء وأثــره يف القواعــد األصوليــة‪ ،431 :‬نظريــة التقعيــد األصــويل ‪،78‬‬
‫‪.88‬‬
‫((( مسند اإلمام أمحد‪ :‬مسند أيب برصة الغفاري ‪ ،200/45 ،t‬رقم‪.)27224( :‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪46‬‬

‫امل�صدر الثالث‪� :‬أقوال ال�صحابة‪:‬‬


‫ومن �أمثلة امل�سائل الأ�صولية امل�ستمدة من �أقوال ال�صحابة(((‪:‬‬
‫‪� 1-1‬أخب��ار الآح��اد ظني��ة‪ :‬ارتك��زت هذه القاع��دة يف �إن�ش��ائها عل��ى بع�ض من‬
‫�أقوال ال�صحابة كتوقف �س��يدنا �أبي بكر يف قبول خرب �س��يدنا املغرية يف توريث‬
‫اجلدة حتى �ش��هد معه �س��يدنا حممد بن �س��لمة (((‪.‬‬
‫‪�2-2‬س��د الذرائ��ع حج��ة‪ :‬بنيت هذه امل�س��ألة على م�ص��ادر منها �أق��وال ال�صحابة‬
‫يف جمعهم ‪ ‬للقران حتى ال ي�ضيع مبوت حامله ون�سخه يف م�صحف واحد‬
‫و�إحراق ما عداه �س��دا لذريعة االختالف فيه(((‪.‬‬
‫امل�صدر الرابع‪ :‬الإجماع‪:‬‬
‫ومن �أمثلة امل�سائل الأ�صولية امل�ستمدة من الإجماع‪:‬‬
‫‪ 1-1‬اجمعوا على انه ال عربة مبوافقة العامي وال مبخالفته يف الإجماع‪.‬‬
‫‪ 2-2‬اجمعوا على �أن �شريعة حممد ‪ ‬نا�سخة جلميع ال�شرائع ال�سالفة(((‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬نظرية التقعيد األصويل ‪.87‬‬


‫((( ســنن الرتمــذي‪ :‬كتــاب الفرائــض‪ ،‬بــاب مــا جــاء يف مــراث اجلــدة‪،420/4 ،‬‬
‫رقــم‪ ،)2101( :‬قــال عنــه‪ :‬حديــث حســن صحيــح‪ ،‬ســنن ابــن ماجــه‪ :‬كتــاب‬
‫الفرائــض‪ ،‬بــاب مــراث اجلــدة‪ ،909/2 ،‬رقــم‪.)2724( :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬سد الذريعة يف الرشيعة االسالمية ‪.504‬‬
‫((( ينظر‪ :‬نظرية التقعيد األصويل ‪.81‬‬
‫‪47‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫امل�صدر اخلام�س‪ :‬العقل‪:‬‬


‫ومن �أمثلة امل�سائل الأ�صولية امل�ستمدة يف �صياغتها من العقل‪.‬‬
‫‪1-1‬م�س��الة احلك��م على ال�ش��يء فرع عن ت�ص��وره‪ :‬هذه القاع��دة دليلها العقل‪,‬‬
‫وه��ي لي�س��ت خا�ص��ة بال�ش��رع‪ ,‬ب��ل ه��ي م�س��لمة يف كل �أن��واع العل��وم‪ ,‬ومنها‬
‫الأ�ص��ول‪ ،‬فالأ�ص��و ُّ‬
‫يل مث�ل ً‬
‫ا ال ميكن ل��ه �أن يحكم على اال�ستح�س��ان ب�أنَّه ي�صلح‬
‫دلي�ل ً‬
‫ا �أو ال ي�صل��ح دون �أن يتعق��ل معن��اه‪ ,‬ويعرف حقيقت��ه وماهيته(((‪.‬‬
‫‪2-2‬م�سالة‪ :‬اجتماع النقي�ضني حمال(((‪.‬‬
‫‪3-3‬م�سالة‪ :‬ما �أف�ضى �إىل املحال فهو حمال(((‪.‬‬
‫امل�صدر ال�ساد�س‪ :‬اللغة العربية‪:‬‬
‫ب� ّين الأ�س��تاذ عبد الكرمي النملة �س��بب ا�س��تمداد الأ�صول م��ن اللغة قائ ً‬
‫ال‪:‬‬
‫((و�س��بب ا�س��تمداده من هذا العلم هو‪� :‬أن كتاب اهلل و�س��نة ر�س��وله (‪ )‬قد‬
‫ن��زال بلغ��ة الع��رب‪ ،‬فيحت��اج �إىل معرفة قدر كب�ير من اللغ��ة العربية لي�س��تطيع‬
‫معرف��ة دالل��ة الأدل��ة وفهمه��ا و�إدراك معانيها‪ ،‬وا�س��تمد منه كثري ًا من امل�س��ائل‬
‫ومنها‪ :‬الأوامر والنـ��واهي‪ ،‬والعمــوم واخل�صو�ص‪ ،‬واملطلق واملقيـد‪ ،‬ومعاين‬
‫(((‬
‫احل��روف‪ ..،‬الخ))‬

‫ينظر‪ :‬غمز عيون البصائر‪ ،314/2 :‬قواعد الكرخي االصولية ‪.48‬‬ ‫(((‬
‫هناية السول‪ ،15/1 :‬إرشاد الفحول‪. 109/2 :‬‬ ‫(((‬
‫املستصفى للغزايل‪ :‬ص‪ ،33‬هناية الوصول يف دراية األصول‪.731/2 :‬‬ ‫(((‬
‫اجلامع ملسائل أصول الفقه‪ ،‬لعبد الكريم النملة ‪.7‬‬ ‫(((‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪48‬‬

‫ومن �أمثلة امل�سائل الأ�صولية امل�ستمدة من اللغة العربية‪:‬‬


‫‪�( 1-1‬إىل) حرف يدل على انتهاء الغاية زمانا ومكانا(((‪.‬‬
‫(((‬
‫‪( 2-2‬حتى) تفيد الغاية‬
‫‪ 3-3‬اال�ستثناء امل�ستغرق باطل(((‪.‬‬
‫‪ 4-4‬اال�ستثناء �إذا تعقب جمال يحتمل عوده �إىل كل واحد منهما(((‪.‬‬
‫(((‬
‫‪5-5‬النكرة يف �سياق ال�شرط تعم‬
‫‪6-6‬قاع��دة‪ :‬ال�ضمري يرجع لأق��رب مذكور �إال لدليل �صارف(((قاعدة‪ :‬العطف‬
‫يقت�ضي املغايرة يف الذات واال�شرتاك يف احلكم(((‪.‬‬

‫((( ()الكوكب الدري‪.320 :‬‬


‫((( () ينظــر‪ :‬الربهــان‪ ،‬للجوينــي ‪ ،58 – 57/1‬اللمــع يف أصــول الفقــه‪،142 ،‬‬
‫كشــف األرسار للبخــاري ‪ ،122/1‬فواتــح الرمحــوت‪ ،‬لألنصــاري ‪.414 /1‬‬
‫((( رفــع احلاجــب عــن خمتــر ابــن احلاجــب ‪ ،258/3‬التمهيــد يف ختريــج الفــروع‬
‫عــى األصــول ‪ ،395‬التقريــر والتحبــر ‪.332/1‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الكوكب الدري ‪.378‬‬
‫((( الربهان‪ ،‬للجويني ‪ ،119/1‬القواعد والفوائد األصولية البن اللحام ‪.278‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬غمــز عيــون البصائــر يف رشح األشــباه والنظائــر‪ ، 345/2 :‬تشــنيف‬
‫املســامع بجمــع اجلوامــع‪. 277/3 :‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬البحــر املحيــط يف أصــول الفقــه‪ ،316/4 :‬حاشــية العطــار عــى رشح‬
‫املحــي عــى مجــع اجلوامــع‪.495/1 :‬‬
‫‪49‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫امل�صدر ال�سابع‪ :‬علم �أ�صول الدين والعقيدة اال�سالمية‬


‫ان عل��م ا�ص��ول الدي��ن م��ن العل��وم الت��ي لها �أث��ر على عل��م ا�ص��ول الفقه يف‬
‫ي مرجعية عل��م ا�صول الدين لعلم ا�ص��ول الفقه �أن‬
‫�صياغت��ه وم�صدريت��ه ومم��ا ُب ِّ ُ‬
‫�صدق االدلة تتوقف على معرفة الباري ع َّز وجل قدر املمكن من ذاته و�صفاته‬
‫و�أفعال��ه ومعرف��ه �صدق الر�س��ول ‪ ‬يتوق��ف على معرفة �صدقه��ا وكونها تدل‬
‫على دعوى الر�سالة وكل ما ي�صاغ من قواعد �أ�صولية يف هذا اجلانب م�صدريتها‬
‫علم الكالم(((‪.‬‬
‫ومن �أمثلة القواعد اال�صولية امل�أخوذة من علم ا�صول الدين‪:‬‬
‫‪ 1-1‬التح�سني والتقبيح �شرعي ال عقلي‪.‬‬
‫‪ 2-2‬ال يقر النبي على اجتهاد خاطئ‪.‬‬
‫‪ 3-3‬االحكام ال�شرعية مبنية على م�صالح العباد تف�ضال‪.‬‬
‫‪ 4-4‬ال ع�صمة لغري نبي(((‪.‬‬

‫((( ينظــر‪ :‬ينظــر‪ :‬البحــر املحيــط ‪ ،1/45‬املهــذب يف علــم أصــول الفقــه املقــارن‬
‫‪.55/1‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬هنايــة اإلقــدام يف علــم الــكالم للغــزايل ‪ ،474‬فتــح البــاري البــن حجــر‬
‫‪ .514/1‬رشح العقيــدة الواســطية للحازمــي ‪ ،22‬قســم العقيــدة ملحمــد بــن‬
‫العثيمــن ‪.34‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪50‬‬

‫امل�صدر الثامن‪ :‬الفروع الفقهية‬


‫ان املتتب��ع للف��روع الفقهي��ة يجده��ا م��ن �أه��م ادوات بن��اء علم ا�ص��ول الفقه‬
‫وم�ص��ادره ف��ان مدر�س��ة احلنفي��ة مبني��ة على تخري��ج اال�صول عل��ى الفروع اي‬
‫اخ��راج ا�ص��ول الفقه من الفروع الفقهية فاملت�أخرون ا�س��تقرءوا فروع املتقدمني‬
‫من �أئمتهم فا�س��تنبطوا منها ا�صولهم ومن �أمثلة امل�سائل الأ�صولية امل�ستمدة من‬
‫ا�س��تقراء الفروع الفقهية(((‪:‬‬
‫‪ 1-1‬م�س�ألة فتح الذرائع‬
‫‪ 2-2‬م�س�ألة امل�صالح املر�سلة‪.‬‬
‫‪ 3-3‬م�س�ألة اال�ستح�سان‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬املهذب يف علم أصول الفقه املقارن ‪.55/1‬‬


‫‪51‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫املبدأ التاسع‬
‫حكم تعلم علم أصول الفقه‬
‫�إن تعل��م عل��م �أ�ص��ول الفقه فر�ض كفاي��ة‪ ،‬كما �أن تعلم الفق��ه فر�ض كفاية‪،‬‬
‫ف�إذا قام بهما من حت�صل بهم الكفاية �س��قط الإثم عن الباقني‪ ،‬ومما يدل على �أنه‬
‫لي���س من فرو�ض الأعيان �أنه ال يجب على جميع النا���س ا�ستنباط الأحكام من‬
‫الأدل��ة‪ ،‬بل يجوز اال�س��تفتاء(((‪ ،‬ومعلوم ه��ذا لأن الكالم‪ ‬الذي �أطلقه القائلون‬
‫ب�أن��ه فر���ض كفاي��ة كالم ع��ام ال يتعل��ق باملجته��د ولذل��ك قال��وا ب�أنه‪ ‬فر���ض‬
‫كفاي��ة �أم��ا ل��و تعلق بالع��امل املجتهد ف�إنه ال ميك��ن للمجته��د �أن يجتهد من دون‬
‫تعلم‪ ‬عل��م �أ�ص��ول الفق��ه والإملام به وال نظن �أحدا ًال يق��ول ب�أنه فر�ض عني ٍعلى‬
‫العامل‪ ‬املجتهد لأن من �شروط حت�صيل درجة االجتهاد والقدرة ِعلى الفتوى �أن‬
‫يعرف املجتهد علم‪� ‬أ�صول الفقه وقواعده ولذلك ال ميكن �أن يقال �أن تعلم علم‬
‫�أ�ص��ول الفق��ه فر�ض كفاي ٍة مطلقا بل هو يف الأ�صل فر�ض كفاية و�أما على العامل‬
‫املجته��د فه��و فر���ض عني؛ لأن��ه مما ال يت��م اجتهاده‪� ‬إال ب��ه وماال يتم ال�ش��يء �إال‬
‫ب��ه ي�أخ��ذ حكم ذلك ال�ش��يء‪ ،‬فال يكون فر�ض عني �إال على م��ن يت�صدر للفتيا‬
‫واالجتهاد والق�ضاء؛ لأنه من دون معرفة قواعد �أ�صول الفقه يح�صل للمجتهد‬
‫يف الأحكام اخللل والزلل؛ ولذلك يقول ابن عقيل احلنبلي رحمه اهلل يف �أ�صولِ‬

‫((( ينظر‪ :‬علم أصول الفقه للدكتور عبد العزيز الربيعة ‪.115‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪52‬‬
‫أعيان))(((‪.‬‬ ‫علم ذلك َف ْر ٌ‬
‫�ض عل��ى الكفاية َ‬
‫دون ال ِ‬ ‫الفق� ِه‪(( :‬اعلم �أن َ‬
‫وق��ال الرازي‪�(( :‬أن حت�صيل هذا العل��م فر�ض والدليل عليه �أن معرفة حكم‬
‫اهلل تعاىل يف الوقائع النازلة باملكلفني واجبة وال طريق �إىل حت�صيلها �إال بهذا العلم‬
‫وما ال يت�أدى الواجب املطلق �إال به وكان مقدورا للمكلف فهو واجب))(((‪.‬‬
‫وق��ال �ش��يخ الإ�س�لام ابن تيمي��ة رحم��ه اهلل‪(( :‬ومعرفة �أ�ص��ول الفقه فر�ض‬
‫كفاي��ة‪ .‬وقيل فر�ض عني على م��ن �أراد االجتهاد))(((‪.‬‬
‫وقال ابن النجار‪(( :‬وقيل فر�ض عني‪ ...‬واملراد لالجتهاد))(((‪.‬‬
‫وق��ال الدكت��ور عبدالكرمي النمل��ة‪(( :‬تعلم �أ�صول الفقه فر�ض عني بالن�س��بة‬
‫مل��ن يري��د بتعل��م ه��ذه ال�ش��ريعة الو�ص��ول �إىل درج��ة االجته��اد‪ ،‬وذل��ك ليقدر‬
‫بوا�سطة تعلم هذا العلم على ا�ستنباط الأحكام ال�شرعية من �أدلتها‪ ،‬وهو فر�ض‬
‫كفاية لطالب العل��م ب�صورة عامة))(((‪.‬‬
‫وق��ال ال�ش��يخ يعق��وب الباح�س�ين‪(( :‬وم��ا نق��ل ع��ن بع�ضه��م م��ن �أن تعل��م‬
‫(((‬
‫�أ�ص��ول الفق��ه َف ْر��ُ�ض ع�ي ٍ‬
‫ن حممول عل��ى �أنه للمجته��د))‬

‫((( الواضح يف أصول الفقه ‪.260/1‬‬


‫((( املحصول للرازي ‪.170/1‬‬
‫((( املســودة‪ ،‬ص ‪ ،571‬التصــورات األوليــة للمبــادئ األصوليــة ل ـِ د‪ .‬موســى‬
‫القــرين‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫((( رشح الكوكب املنري ‪.47/1‬‬
‫((( اجلامع ملسائل أصول الفقه ‪.6‬‬
‫((( الفروق الفقهية واألصولية ‪.126‬‬
‫‪53‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫املبدأ العارش‬
‫مسائل علم اصول الفقه‬
‫ان املق�صود من م�س��ائل ا�صول الفقه هي ما يبحثها علم اال�صول على وجه‬
‫التف�صي��ل اي جزئيات��ه الت��ي يتناوله��ا‪ ،‬فمو�ضوع عل��م اال�صول معرفة م�س��ائله‬
‫عل��ى وج��ه االجم��ال وم�س��ائل عل��م اال�ص��ول جزئياته عل��ى �س��بيل التف�صيل‬
‫كامل�س��ائل املتعلقة بالأدلة املعتربة �ش��رع ًا املتفق عليها واملختلف فيها من حيث‬
‫مفهومه��ا وحجيته��ا و�أمثلته��ا‪ ،‬والأدل��ة ال�ش��رعية م��ن حي��ث القط��ع والظ��ن‪،‬‬
‫ومباح��ث االلفاظ كالعام واخلا�ص والأم��ر والنهي واملطلق واملقيد‪ ،‬وكذلك ما‬
‫يتعلق ب�شروط املفتي وامل�ستفتي و�أحكام املجتهدين وغريها من اجلزئيات التي‬
‫يتناولها علم ا�صول الفقه‪ ،‬فالعناوين ال�صغرية للجزئيات التي تدر�س يف ا�صول‬
‫الفقه هي امل�س��ماة م�س��ائل ا�صول الفقه‪.‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪54‬‬

‫املصادر‬
‫القران الكرمي م�صدر ال�شريعة االول‪.‬‬
‫‪1.1‬الإبه��اج يف �شـ��رح املنه��اج‪� :‬ش��رح على منه��اج الو�صول �إىل عل��م الأ�صول‬
‫للبي�ضاوي املتوفى ‪685‬هـ ت�أليف �ش��يخ الإ�س�لام علي بن عبد الكايف ال�س��بكي‬
‫املتوفى ‪756‬هـ وولده تاج الدين عبد الوهاب بن علي ال�سبكي املتوفى ‪772‬هـ‬
‫درا�س��ة وحتقيق الدكت��ور احمد جمال الدين والدكتور ن��ور الدين عبد اجلبار‪،‬‬
‫الطبع��ة الأوىل ‪1424‬هـ‪2004 -‬م دار البحوث للدرا�س��ات الإ�س�لامية و�إحياء‬
‫الرتاث بدبي‪.‬‬
‫‪�2.2‬أث��ر االخت�لاف يف القواعد الأ�صولية يف اخت�لاف الفقهاء‪ :‬ت�أليف الدكتور‬
‫م�صطفى �س��عيد اخلن الطبعة الثانية م�ؤ�س�سة الر�سالة بريوت‪ -‬لبنان ‪1424‬هـ‪-‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪�3.3‬أث��ر ال�س��نة النبوي��ة يف التقعي��د الفقه��ي‪ :‬الأ�س��تاذ الدكت��ور‪� :‬س��عيد فك��رة‬
‫بح��ث مق��دم للم�ؤمتر العلم��ي الأول ال��ذي نظمته كلية ال�ش��ريعة والدرا�س��ات‬
‫الإ�س�لامية يف جامعة الريموك ب�إربد حتت �ش��عار‪ :‬ال�س��نة النبوية يف الدرا�س��ات‬
‫املعا�ص��رة «خ�لال الف�ترة الواقعة ما ب�ين ‪ 18 -17‬ني�س��ان ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪4.4‬اث��ر القواع��د الأ�صولي��ة يف ا�س��تنباط �أح��كام الق��ران‪ :‬للدكتور عب��د الكرمي‬
‫حام��دي دار اب��ن حزم ب�يروت لبن��ان ط‪2008 -1429 /1‬م‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫‪�5.5‬أدل��ة القواع��د الأ�صولي��ة م��ن ال�س��نة النبوي��ة‪ :‬ت�ألي��ف الدكتور فخ��ر الدين‬
‫ب��ن الزبري بن علي املح�س��ي‪ ،‬الطبع��ة الأوىل ‪1431‬ه��ـ‪2010 -‬م‪ ،‬مطبعة الدار‬
‫الأثرية عم��ان الأردن‪.‬‬
‫‪�6.6‬إر�ش��اد الفح��ول �إيل حتقيق احلق من عل��م الأ�صول‪ :‬ت�ألي��ف امل�ؤلف‪ :‬حممد‬
‫بن علي بن حممد ال�ش��وكاين (املتوفى‪1250 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬ال�شيخ �أحمد عزو‬
‫عناية‪ ،‬دم�ش��ق‪ -‬كفر بطنا النا�شر‪ :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة الأوىل‬
‫‪1419‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪7.7‬اال�س��تقراء و�أث��ره يف القواع��د الأ�صولي��ة والفقهية درا�س��ة نظري��ة تطبيقية‪:‬‬
‫ت�ألي��ف الطي��ب ال�سنو�س��ي احم��د‪ ،‬الطبع��ة الأوىل‪1424 ،‬ه��ـ ‪2003 -‬م‪ ،‬دار‬
‫التدمري��ة‪ ،‬اململكة العربية ال�س��عودية‪.‬‬
‫‪�8.8‬أ�صول الفقه‪ :‬لل�شيخ حممد �أبي زهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫‪9.9‬الأعالم‪ -‬قامو���س تراجم لأ�ش��هر الرجال والن�س��اء من العرب وامل�ستعربني‬
‫وامل�ست�ش��رقني‪ :‬خل�ير الدي��ن الزركل��ي (ت‪1976‬م)‪ ،‬دار العل��م للمالي�ين‪،‬‬
‫ب�يروت‪ -‬لبن��ان‪ ،‬الطبعة اخلام�س��ة‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪1010‬البح��ر املحي��ط يف �أ�ص��ول الفقه‪ :‬لب��در الدين حمم��د بن بهادر الزرك�ش��ي‬
‫ال�شافعي (ت‪794‬هـ)‪ ،‬قام بتحريره الأ�ستاذ الدكتور عبد القادر عبد اهلل العاين‬
‫والدكت��ور عمر �س��ليمان الأ�ش��قر والدكتور عبد ال�س��تار �أبو غ��دة‪ ،‬بعناية وزارة‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪56‬‬

‫الأوقاف وال�ش��ؤون الإ�س�لامية بالكويت‪ ،‬الطبعة الأوىل‪1409 ،‬هـ‪1988 -‬م‪.‬‬


‫‪1111‬الربه��ان يف �أ�ص��ول الفق��ه‪ :‬لأبي املع��ايل عبد امللك بن عبد اهلل بن يو�س��ف‬
‫اجلوين��ي (ت‪478‬ه��ـ)‪ ،‬حتقي��ق‪ :‬د‪ .‬عب��د العظيم حمم��ود الدي��ب‪ ،‬دار الوفاء‪،‬‬
‫املن�ص��ورة‪ -‬م�ص��ر‪ ،‬الطبعة الرابع��ة‪1418 ،‬هـ ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫حمم��د بن عبد‬
‫حممد بن ّ‬
‫‪1212‬ت��اج العرو���س م��ن جواهر القامو���س‪ :‬ت�ألي��ف‪ّ :‬‬
‫الرزّاق احل�س��يني‪� ،‬أبي الفي�ض‪ ،‬املل ّقب مبرت�ضى‪ ،‬ال َّزبيدي حتقيق جمموعة من‬
‫املحقق�ين النا�ش��ر دار الهداي��ة‪.‬‬
‫‪1313‬تاج اللغة و�صحاح العربية‪ :‬لإ�س��ماعيل بن حماد اجلوهري (ت‪393‬هـ)‪،‬‬
‫حتقي��ق‪� :‬أحم��د ب��ن عبد الغف��ور عط��ار‪ ،‬دار العل��م للماليني‪ ،‬ب�يروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪1407 ،‬هـ‪1987 -‬م‪.‬‬
‫‪1414‬تاري��خ الت�ش��ريع الإ�س�لامي‪ ،‬ملن��اع القط��ان‪ ،‬بريوت‪ ،‬م�ؤ�س�س��ة الر�س��الة‪،‬‬
‫الطبع��ة احلادية ع�ش��ر ‪1414‬ه��ـ ‪1993‬م‪.،‬‬
‫‪1515‬التحب�ير �ش��رح التحري��ر يف �أ�صول الفق��ه‪ :‬ت�أليف عالء الدين �أبي احل�س��ن‬
‫عل��ي ب��ن �س��ليمان امل��رداوي احلنبل��ي‪ ،‬حتقي��ق د‪ .‬عب��د الرحمن اجلربي��ن‪ ،‬د‪.‬‬
‫عو�ض القرين‪ ،‬د‪� .‬أحمد ال�س��راح‪ ،‬النا�ش��ر مكتبة الر�شد‪� ،‬سنة الن�شر ‪1421‬هـ‬
‫‪2000 -‬م‪ ،‬مكان الن�ش��ر ال�س��عودية ‪ /‬الريا�ض‬
‫‪1616‬تخري��ج الفروع عل��ى الأ�صول‪ :‬لأبي املناقب حمم��ود بن �أحمد الزجناين‬
‫‪57‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫(ت‪ 656‬ه��ـ)‪ ،‬حتقي��ق‪ :‬د‪ .‬حممد �أديب �صالح‪ ،‬ين�ش��ر لأول مرة عن ن�س��ختني‬
‫خمطوطت�ين ‪1382‬ه��ـ ‪1962 -‬م مطبع��ة جامعة دم�ش��ق‪.‬‬
‫‪1717‬التعريفات‪:‬لأب��ي احل�س�ين عل��ي ب��ن حمم��د اجلرج��اين احلنف��ي املتوفى‬
‫ال�س��ود‪ ،‬الطبع��ة الثانية‬
‫‪816‬هـ‪ ،‬و�ضع حوا�ش��يه وفهار�س��ه حممد با�س��ل عيون ّ‬
‫‪1424‬ه��ـ‪2003 -‬م‪ ،‬دار الكت��ب العلمي��ة ب�يروت لبنان‪.‬‬
‫‪1818‬التقرير والتحبري‪� :‬شرح العالمة املحقق ابن �أمري احلاج احللبي (ت‪879‬هـ)‬
‫على التحرير يف �أ�صول الفقه اجلامع بني ا�صطالحي احلنفية وال�ش��افعية‪ :‬للإمام‬
‫حممد بن عبد الواحد ال�سيوا�سي ثم ال�سكندري كمال الدين ابن الهمام احلنفي‬
‫(ت‪861‬ه��ـ)‪� ،‬ضبط��ه و�صحح��ه‪ :‬عب��د اهلل حمم��ود حمم��د عم��ر‪ ،‬دار الكت��ب‬
‫العلمي��ة‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبع��ة الأوىل‪1419 ،‬هـ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪1919‬التقعي��د الفقه��ي و�أث��ره يف االجتهاد املعا�ص��ر‪ ،‬املعامالت املالية وامل�س��ائل‬
‫الطبي��ة املعا�ص��رة �أمنوذج� ًا‪ ،‬ت�ألي��ف الدكت��ور يحيى �س��عيدي‪ ،‬الطبع��ة الأوىل‪،‬‬
‫‪1431‬ه��ـ‪2010 -‬م‪ ،‬مطبع��ة دار اب��ن حزم بريوت لبن��ان‪.35 ،34 ،‬‬
‫‪2020‬تق��ومي الأدل��ة يف �أ�ص��ول الفق��ه‪ :‬ت�أليف الإم��ام �أبي زيد عبي��د اهلل بن عمر بن‬
‫عي�س��ى الدبو�س��ي احلنف��ي (ت‪ 430‬هـ) ق��دم له وحققه‪ :‬ال�شــ��يخ خليل حميي‬
‫الدين املي�س‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الأوىل‪1421 ،‬هـ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫‪2121‬التمهي��د يف تخري��ج الف��روع عل��ى الأ�ص��ول‪ :‬لأب��ي حمم��د عب��د الرحيم‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪58‬‬

‫بن احل�س��ن الأ�س��نوي (ت‪772‬ه��ـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد ح�س��ن هيتو‪ ،‬م�ؤ�س�س��ة‬
‫الر�س��الة‪ ،‬ب�يروت‪ ،‬الطبع��ة الأوىل‪1400 ،‬ه��ـ‪1980 -‬م‪.‬‬
‫‪2222‬تهذي��ب اللغ��ة‪ :‬ت�ألي��ف حمم��د ب��ن احمد االزه��ري �أب��ي من�ص��ور املتويف‬
‫‪370‬ه��ـ‪ ،‬حقق��ه وقدم ل��ه عبد ال�س�لام هارون‪.‬‬
‫‪2323‬التوقي��ف على مهم��ات التعاري��ف‪ :‬ت�أليف حممد عبد ال��ر�ؤوف املناوي‪،‬‬
‫دار الفكر املعا�صر‪ ,‬دار الفكر‪ -‬بريوت‪ ,‬دم�شق الطبعة الأوىل‪ ،1410 ،‬حتقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬حممد ر�ضوان الداية‪.‬‬
‫‪2424‬اجلام��ع ال�صحيح امل�س��مى �صحيح البخ��اري‪ :‬ت�أليف حممد بن �إ�س��ماعيل‬
‫�أبي عبد اهلل البخاري اجلعفي‪( ،‬ت‪256‬هـ)‪،‬حتقيق وتعليق‪ :‬الدكتور م�صطفى‬
‫ديب البغا‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1987 -1407 ،‬دار ابن كثري‪ ،‬واليمامة‪ ،‬بريوت‪-‬‬
‫لبنان‪ ،‬دم�شق �سوريا‪.‬‬
‫‪2525‬اجلام��ع ال�صحي��ح امل�س��مى �صحيح م�س��لم‪ :‬ت�أليف �أبي احل�س�ين م�س��لم بن‬
‫احلجاج بن م�س��لم الق�ش�يري الني�س��ابوري‪( ،‬ت‪261‬ه��ـ)‪ ،‬دار اجليل بريوت ‪+‬‬
‫دار الأف��اق اجلديدة‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪2626‬اجلام��ع ال�صحي��ح امل�س��مى �س�نن الرتمذي‪ :‬ت�ألي��ف حممد بن عي�س��ى �أبي‬
‫عي�س��ى الرتمذي ال�س��لمي‪ ،‬حتقيق‪� :‬أحمد حممد �ش��اكر و�آخ��رون‪ ،‬دار �إحياء‬
‫الرتاث العربي‪ ،‬ب�يروت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫‪2727‬اجلام��ع لأح��كام الق��ر�آن‪ :‬لأب��ي عبد اهلل حممد ب��ن �أحمد بن �أب��ي بكر بن‬
‫فرح القرطبي (ت‪671‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪� :‬أحمد عبد العليم الربدوين‪ ،‬دار ال�شعب‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1372 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪2828‬اجلام��ع مل�س��ائل �أ�ص��ول الفق��ه وتطبيقاته��ا عل��ى املذه��ب الراج��ح‪ :‬ت�أليف‬
‫الدكت��ور عبد الكرمي علي النملة‪،‬الطبعة ال�س��ابعة ‪1429‬ه��ـ ‪2008 -‬م‪ ،‬مكتبة‬
‫الر�ش��د نا�ش��رون‪ ،‬الريا���ض‪ ،‬اململك��ة العربي��ة ال�س��عودية‪.‬‬
‫‪2929‬الرائ��د معج��م لغ��وي ع�ص��ري‪ :‬جل�بران م�س��عود‪ ،‬دار العل��م للمالي�ين‪،‬‬
‫الطبع��ة الرابع��ة‪ ،‬مت��وز ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪3030‬الر�س��الة‪ :‬للإم��ام حمم��د ب��ن �إدري���س ال�ش��افعي املتوف��ى �س��نة (‪204‬هـ)‪،‬‬
‫حتقي��ق ال�ش��يخ احمد حممد �ش��اكر‪ ،‬املكتب��ة العلمية ب�يروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪3131‬رف��ع احلاج��ب ع��ن خمت�صر اب��ن احلاج��ب‪ :‬ت�أليف الإم��ام تاج الدي��ن �أبي‬
‫الن�ص��ر عب��د الوه��اب ب��ن علي بن عب��د الكايف ال�س��بكي‪ ،‬حتقي��ق‪ :‬علي حممد‬
‫معو���ض‪ ،‬وع��ادل �أحمد عبد املوج��ود مطبعة‪ :‬عامل الكت��ب ‪ -‬لبنان ‪ /‬بريوت‬
‫الطبع��ة‪ :‬الأوىل ‪ 1999 -‬م ‪1419 -‬ه��ـ‪.‬‬
‫‪�3232‬س�ير �أع�لام النب�لاء‪ :‬ت�ألي��ف حمم��د ب��ن �أحم��د بن قامي��از الذهب��ي حتقيق‬
‫�ش��عيب االرنا�ؤوط وحممد نعيم و�آخرين‪ ،‬م�ؤ�س�س��ة الر�س��الة‪ ،‬الطبعة التا�سعة‬
‫ب�يروت ‪1413‬هـ‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪60‬‬

‫‪�3333‬ش��رح التلوي��ح عل��ى التو�ضي��ح مل�تن التنقي��ح يف �أ�ص��ول الفق��ه‪ :‬ال�ش��رح‬


‫للإمام �س��عد الدين م�س��عود بن عمر التفتازاين ال�شافعي (ت‪792‬هـ) والتنقيح‬
‫م��ع �ش��رحه امل�س��مى بالتو�ضي��ح للإم��ام القا�ض��ي �ص��در ال�ش��ريعة عبي��د اهلل بن‬
‫م�سعود املحبوبي البخاري احلنفي (ت‪747‬هـ)‪� ،‬ضبط وتخريج‪ :‬ال�شيخ زكريا‬
‫عم�يرات‪ ،‬دار الكت��ب العلمي��ة‪ ،‬ب�يروت ـ لبن��ان‪ ،‬الطبع��ة الأوىل‪.‬‬
‫‪�3434‬ش��رح الكوك��ب املن�ير امل�س��مى ب��ـ (خمت�ص��ر التحري��ر �أو املخت�بر املبتكر‬
‫�ش��رح املخت�ص��ر يف �أ�صول الفقه)‪ :‬البن النج��ار حممد بن �أحمد بن عبد العزيز‬
‫اب��ن علي الفتوح��ي (ت‪972‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور حمم��د الزحيلي والدكتور‬
‫نزي��ه حماد‪ ،‬النا�ش��ر‪ :‬مكتبة العبي��كان‪ ،‬الريا�ض‪ ،‬اململكة العربية ال�س��عودية‪،‬‬
‫الطبعة الثاني��ة‪1418 ،‬هـ ـ ‪1997‬م‪.‬‬
‫‪3535‬الف�ص��ول املفي��دة يف الواو املزيدة‪ :‬ت�ألي��ف الإمام �صالح الدين �أبي �س��عيد‬
‫خليل بن كيلكلدي بن عبداهلل العالئي الدم�شقي ال�شافعي‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬ح�سن‬
‫مو�سى ال�شاعر‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،1990 ،‬مطبعة دار الب�شري ‪ -‬عمان‪.‬‬
‫‪3636‬الف�ص��ول يف الأ�ص��ول‪ :‬للإم��ام �أحم��د ب��ن عل��ي ال��رازي اجل�صا���ص‬
‫(ت‪370‬ه��ـ)‪ ،‬حتقي��ق‪ :‬الدكت��ور عجي��ل جا�س��م الن�ش��مي‪ ،‬وزارة الأوق��اف‬
‫وال�ش���ؤون الإ�س�لامية‪ ،‬الكوي��ت‪ ،‬الطبع��ة الأوىل‪1405 ،‬ه��ـ ـ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪3737‬ف��واحت الرحموت �ش��رح م�س��لم الثب��وت‪ :‬للعالم��ة عبد العل��ي حممد بن‬
‫‪61‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫نظ��ام الدي��ن ال�س��هالوي الأن�ص��اري اللكن��وي املتوفى �س��نة (‪)1225‬ه��ـ �ضبطه‬


‫و�صحح��ه عب��د اهلل حمم��ود حممد عم��ر دار الكت��ب العلمية ب�يروت ‪ -‬لبنان‬
‫الطبع��ة الأوىل ‪1423‬ه��ـ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫‪3838‬القامو���س املحيط‪ :‬ت�أليف جم��د الدين حممد بن يعق��وب الفريوز�آبادي‪،‬‬
‫امل�ؤ�س�س��ة العربية للطباعة والن�شر‪ ،‬بريوت ـ لبنان‪.‬‬
‫‪3939‬قواط��ع الأدل��ة يف الأ�ص��ول‪ :‬لأب��ي املظف��ر من�ص��ور ب��ن حمم��د ب��ن عب��د‬
‫اجلبار ال�س��معاين (ت‪489‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد ح�س��ن حممد ح�سن �إ�سماعيل‬
‫ال�ش��افعي‪ ،‬دار الكت��ب العلمي��ة‪ ،‬ب�يروت‪ ،‬الطبع��ة الأوىل‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪4040‬القواع��د الأ�صولي��ة‪ :‬ت�ألي��ف م�س��عود مو�س��ى الفلو�س��ي‪ ،‬مطبع��ة وهب��ة‪-‬‬
‫القاه��رة‪ -‬جمهوري��ة م�صر العربي��ة‪ ،‬الطبع��ة الأوىل ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪4141‬القواع��د الكلي��ة وال�ضواب��ط الفقهي��ة يف ال�ش��ريعة الإ�س�لامية‪ :‬ت�ألي��ف‬
‫الدكت��ور حمم��د عثم��ان �ش��بري‪ ،‬الطبع��ة الثاني��ة‪1428 ،‬ه��ـ ‪2007 -‬م‪ ،‬دار‬
‫النفائ���س‪ ،‬عم��ان الأردن‪.‬‬
‫‪4242‬القواع��د والفوائ��د الأ�صولي��ة وم��ا يتعلق بها م��ن الأح��كام الفرعية‪ :‬لأبي‬
‫احل�س��ن عالء الدين بن حممد بن عبا���س البعلي احلنبلي املعروف بابن اللحام‬
‫(ت‪803‬ه��ـ)‪ ،‬حتقي��ق‪ :‬عب��د الك��رمي الف�ضيل��ي‪ ،‬املكتب��ة الع�صري��ة‪ ،‬ب�يروت‪،‬‬
‫‪1420‬ه��ـ ـ ‪1999‬م‪.‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪62‬‬

‫‪4343‬ك�ش��ف الأ�س��رار عن �أ�ص��ول فخر الإ�س�لام البزدوي‪ :‬ت�ألي��ف الإمام عالء‬


‫الدي��ن عب��د العزيز ب��ن �أحمد البخ��اري (ت‪730‬هـ)‪ ،‬و�ضع حوا�ش��يه‪ :‬عبد اهلل‬
‫حمم��ود حمم��د عمـ��ر‪ ،‬دار الكتب العلمي��ة‪ ،‬بريوت لبن��ان‪ ،‬الطبع��ة الأوىل‪،‬‬
‫‪1418‬هـ ‪1997-‬م‪.‬‬
‫‪4444‬الكلي��ات معج��م يف امل�صطلح��ات والف��روق اللغوية‪:‬ت�ألي��ف �أب��ي البق��اء‬
‫�أي��وب بن مو�س��ى احل�س��يني الكف��وي‪ ،‬مطبع��ة م�ؤ�س�س��ة الر�س��الة ‪ -‬بريوت ‪-‬‬
‫‪1419‬ه��ـ ‪1998 -‬م‪ .‬حتقي��ق‪ :‬عدن��ان دروي���ش ‪ -‬حمم��د امل�ص��ري‪.‬‬
‫‪4545‬الكوك��ب ال��دري فيم��ا يتخ��رج عل��ى الأ�ص��ول النحوي��ة م��ن الف��روع‬
‫الفقهية‪ :‬ت�أليف عبد الرحيم بن احل�سن الأ�سنوي �أبي حممد‪ ،‬املتوفى ‪772‬هـ‪،‬‬
‫حتقي��ق د‪ .‬حمم��د ح�س��ن ع��واد‪ ،‬مطبع��ة دار عم��ار �س��نة الن�ش��ر ‪ ،1405‬مكان‬
‫الن�ش��ر عمان ‪ -‬الأردن‬
‫‪4646‬ل�س��ان الع��رب‪ :‬لأب��ي الف�ضل حمم��د بن مكرم ب��ن منظ��ور (ت‪711‬هـ)‪،‬‬
‫دار �ص��ادر ‪ -‬ب�يروت الطبع��ة الأوىل‪ ،‬حتقي��ق‪ :‬نخب��ة م��ن العلم��اء‪ ،‬طبع��ة دار‬
‫املع��ارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪4747‬اللم��ع يف �أ�ص��ول الفق��ه‪ :‬لأب��ي �إ�س��حاق ال�ش�يرازي (ت‪486‬ه��ـ)‪ ،‬الطب��ع‬
‫الأوىل ‪1405‬ه��ـ ‪1985 -‬م دار الكت��ب العلمي��ة ب�يروت ‪ -‬لبن��ان‪.‬‬
‫‪4848‬امل�س��ت�صفى يف عل��م الأ�ص��ول‪ :‬ت�ألي��ف حج��ة الإ�س�لام حمم��د بن حممد‬
‫‪63‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫الغ��زايل �أبي حامد‪ ،‬مطبع��ة دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبد‬
‫ال�س�لام عبد ال�ش��ايف‪ ،‬الطبعة الأوىل‪.1413 ،‬‬
‫‪4949‬م�س��ند الإم��ام �أحم��د بن حنب��ل‪ :‬ت�أليف �أحم��د بن حنبل‪ ،‬حتقيق �ش��عيب‬
‫الأرن��ؤوط و�آخرين‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1420‬هـ‪1999 ،‬م‪ ،‬م�ؤ�س�س��ة الر�س��الة‪.‬‬
‫‪5050‬امل�س��ودة يف �أ�ص��ول الفقه‪ :‬تتابع على ت�أليف ثالثة م��ن �آل تيمية وهم جمد‬
‫الدين عبد ال�سالم بن عبد اهلل (ت‪652‬هـ)‪ ،‬وابنه �شهاب الدين عبد احلليم بن‬
‫عبد ال�سالم (ت‪ ،)682‬وحفيده تقي الدين �أحمد بن عبد احلليم (ت‪728‬هـ)‪،‬‬
‫جمعه��ا وبي�ضه��ا �ش��هاب الدي��ن �أحمد ب��ن حممد احل��راين (ت‪745‬ه��ـ)‪ ،‬دار‬
‫امل��دين‪ ،‬القاهرة‪1384 ،‬هـ ـ ‪1964‬م‪.‬‬
‫‪5151‬امل�صباح املنري يف غريب ال�ش��رح الكبري للرافعي‪ :‬ت�أليف �أحمد بن حممد‬
‫بن علي املقري الفيومي‪ ،‬املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪5252‬معج��م مقايي���س اللغ��ة‪ :‬لأب��ي احل�س�ين احم��د ب��ن فار���س ب��ن زكري��ا‬
‫(ت‪395‬ه��ـ)‪ ،‬دار �إحي��اء ال�تراث العرب��ي‪ ،‬بريوت‪-‬لبن��ان‪ ،‬الطبع��ة الأوىل‪،‬‬
‫‪1422‬ه��ـ ـ ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪5353‬مفت��اح الو�ص��ول �إىل بن��اء الف��روع عل��ى الأ�ص��ول للإم��ام ال�ش��ريف �أب��ي‬
‫عب��د اهلل حمم��د بن �أحمد املالكي التلم�س��اين املتوف��ى (‪771‬هـ) حققه وخرج‬
‫�أحاديث��ه عب��د الوه��اب بن عب��د اللطي��ف‪ ،‬دار الكتب العلمية ب�يروت ‪ -‬لبنان‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪64‬‬

‫‪1403‬ه��ـ ‪1983 -‬م‪.‬‬


‫‪5454‬املنخ��ول م��ن تعليق��ات الأ�ص��ول‪ :‬ت�ألي��ف الإم��ام �أب��ي حام��د حمم��د ب��ن‬
‫حمم��د ب��ن حممد الغزايل املتوفى �س��نة ‪505‬ه‪ ،‬حققه وخ��رج ن�صه وعلق عليه‬
‫الدكت��ور حمم��د ح�س��ن هيتو‪ ،‬الطبع��ة الثالث��ة ‪1419‬ه��ـ = ‪1998‬م‪ ،‬دار الفكر‬
‫املعا�ص��ر ب�يرت لبنان‪ /‬دار الفكر دم�ش��ق ‪� -‬س��ورية‪.‬‬
‫‪5555‬املوافق��ات‪ :‬لأبي �إ�س��حاق �إبراهيم بن مو�س��ى اللخم��ي الغرناطي املالكي‬
‫ال�ش��اطبي (ت‪790‬هـ)‪ ،‬اعتنى به‪ :‬الأ�س��تاذ حممد عب��د اهلل دراز‪ ،‬دار املعرفة‪،‬‬
‫بريوت ـ لبن��ان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1395 ،‬هـ ـ ‪1975‬م‪.‬‬
‫‪5656‬النظريات الفقهية‪ :‬لل�ش��يخ حممد الزحيلي دم�ش��ق‪ ،‬دار العلم‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الدار ال�شامية‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ 1414 :‬هـ ‪1993-‬م‪.‬‬
‫‪5757‬نظري��ة التقعيد الأ�صويل‪ :‬ت�أليف الدكتور �أمي��ن عبد احلميد البدارين‪ ،‬دار‬
‫ابن حزم بريوت لبنان‪ ،‬الطبعة الأوىل ‪1427‬هـ‪.2006 -‬‬
‫‪5858‬نظري��ة التقعي��د الفقه��ي و�أثره��ا يف اخت�لاف الفقه��اء‪ :‬ت�ألي��ف الدكت��ور‬
‫حممد الروكي‪ ،‬الطبعة الأوىل ‪1414‬هـ ‪1994 -‬م‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪-‬‬
‫ال��دار البي�ضاء‪ ،‬من�ش��ورات كلي��ة الآداب والعلوم الإن�س��انية بالرباط‪.‬‬
‫‪5959‬نهاي��ة ال�س��ول‪ :‬للإم��ام جم��ال الدي��ن عب��د الرحي��م الأ�س��نوي املتوف��ى‬
‫‪772‬هـ �شرح منهاج الو�صول يف علم الأ�صول للبي�ضاوي املتويف ‪685‬هـ �ضبطه‬
‫‪65‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫و�صححه عبد القادر حممد علي الطبعة الأوىل ‪1420‬هـ ‪1999 -‬م دار الكتب‬
‫العلمية ب�يروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪6060‬الوجي��ز يف �أ�ص��ول ا�س��تنباط الأح��كام يف ال�ش��ريعة الإ�س�لامية‪ :‬ت�ألي��ف‬
‫الدكت��ور حمم��د عب��د اللطي��ف �صال��ح الفرف��ور‪ ،‬الطبع��ة الثاني��ة ‪1423‬ه��ـ ‪-‬‬
‫‪2002‬م‪ ،‬دار الب�ش��ائر‪.‬‬
‫‪6161‬الوجي��ز يف �أ�ص��ول الفق��ه‪ :‬ت�ألي��ف الدكت��ور عب��د الك��رمي زي��دان‪ ،‬الطبع��ة‬
‫الأوىل ‪1430‬ه��ـ ‪2009 -‬م‪ ،‬م�ؤ�س�س��ة الر�س��الة نا�ش��رون ب�يروت‪ ،‬لبن��ان‪.‬‬
‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬ ‫‪66‬‬
‫‪67‬‬ ‫مب���ادئ عل���م �أ�ص���ول الفق���ه‬

‫املحتويات‬

‫اإله ــداء ‪5..........................................................‬‬


‫املقدمة ‪7...........................................................‬‬
‫متهيد عن مفهوم املبادئ العرش ‪12..................................‬‬
‫املبدأ االول‪ :‬حد أصول الفقه ‪20...................................‬‬
‫املبدأ الثاين‪ :‬موضوع علم أصول الفقه‪26...........................‬‬
‫املبدأ الثالث‪ :‬ثمرة علم اصول الفقه ‪29.............................‬‬
‫املبدأ الرابع‪ :‬فضل علم اصول الفقه ‪33.............................‬‬
‫املبدأ اخلامس‪ :‬نسبة أصول الفقه إىل علوم الرشيعة‪36...............‬‬
‫املبدأ السادس‪ :‬واضع علم اصول الفقه ‪37.........................‬‬
‫املبدأ السابع‪ :‬اسم علم أصول الفقه ‪41.............................‬‬
‫املبدأ الثامن‪ :‬استمداد علم اصول الفقه‪43..........................‬‬
‫املبدأ التاسع‪ :‬حكم تعلم علم أصول الفقه‪51.......................‬‬
‫املبدأ العارش‪ :‬مسائل علم اصول الفقه‪53...........................‬‬
‫املصادر‪54.........................................................‬‬

You might also like