You are on page 1of 21

‫‪İs la m H u k u k u Araştı r m al ar ı D e rgi si , s y. 2 8 , 2 0 1 6 , s. 2 4 1 - 2 6 1 .

‬‬

‫القواعد األصوليّة‬
‫*‬
‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫ملخص‪ :‬سعى البحث إىل الوقوف عىل معرفة القواعد األصول ّية والتي هـي يف األصل مبادئ‬
‫أساسية يتوصل هبا املجتهد إىل استنباط األحكام الرشعية‪ ،‬كام ّبي البحث أهم مصادر هـذه‬
‫القواعد وخصائصها وسامهتا‪ ،‬كام ذكر وبشكل مسهب الفروق بني القاعدة الفقه َّية والقاعدة‬
‫وختم هـذا البحث بذكر فوائد وأمهية القواعد‬ ‫األصول ّية‪ ،‬وقد جعلت يف ستة وأربعني فرق ًا‪ُ .‬‬
‫األصول ّية والتي ُجعلت يف ثالث وثالثني فائدة‪.‬‬
‫الكلامت املفتاحية‪ :‬القاعدة األصول ّية ‪ ،‬القاعدة الفقه َّية ‪ ،‬االجتهاد‪.‬‬

‫‪Usûl (Metodolojik) Kaideleri‬‬

‫‪Özet: Bu araştırma, müctehidin; onlar aracılığıyla şeri hükümlere ulaşabildiği temel ilkeler‬‬
‫‪niteliğindeki metodolojik kaideleri tanıması üzerinde durmaktadır. Ayrıca bu kaidelerin en‬‬
‫‪önemli kaynaklarını, özelliklerini ve fıkhî kaideyle usul kaidesi arasındaki kırk altı farkı kap-‬‬
‫‪samlı bir şekilde zikretmektedir. Araştırma, usûl kaidelerinin faydaları ve önemi konularıyla‬‬
‫‪son bulmaktadır.‬‬
‫‪Anahtar Kelimeler: Usûl kaidesi, fıkıh kaidesi, içtihad‬‬

‫مقدِّ مة‪:‬‬
‫الغراء مقاصد تُناط هبا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫احلمد هلل الواحد األحد الفرد الصمد الذي جعل للرشيعة‬
‫ويرس هلا معالِ ًم للقواعد األصول ّية َيعتمدها املجتهد الستنباط األحكام الرشعية‪ ،‬والصالة‬
‫والسالم عىل سيدنا ونبينا حممد وعىل ّاله وأصحابه أمجعني‪.‬‬

‫وبعد‪:‬‬
‫فإين أردت من خالل ثنايا هــذه الدراسة والبحث الوقوف عىل معرفة القواعد األصول ّية‬
‫والتي هــي أصل املبادئ الك ِّلية واألساس َّية التي َيتوصل هبا أو عن طريقها املجتهد إىل‬
‫ِ‬
‫مسهب ًا إىل‬ ‫والتعرف عىل مصادرها ومعاملها وأقسامها‪ ،‬كام تطرقت‬ ‫ُّ‬ ‫األحكام الرشعية‪،‬‬
‫الفروق بني القاعدة الفقه َّية والقاعدة األصول ّية(والتي جعلتها يف سبع وأربعني فرق ًا)‪.‬‬

‫رئيس قسم اللغة العربية والبالغة وأستاذ مساعد يف قسم الفقه وأصوله يف كلية العلوم اإلسالمية يف جامعة يالوا‬ ‫*‬
‫‪– shamilshaheen@yahoo.com‬‬
‫| ‪242‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫ثم أردفتها بمسك ختام هــذا البحث يف أمهية هــذه القواعد األصول ّية (وحرصهتا يف‬
‫ثالثة وثالثني فائدة)‪.‬‬

‫وجعلت دراستي هــذه يف املحاور واملباحث التالية‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تعريف القواعد األصول ّية‪.‬‬


‫املبحث الثاين‪ :‬نشأة القواعد األصول ّية‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪:‬مراحل تطور القواعد األصول َّية‪.‬‬
‫عال القواعد األصول ّية‪.‬‬‫املبحث الرابع‪ :‬سامت وم ِ‬
‫َ‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬أقسام القواعد األصول ّية‪.‬‬
‫املبحث السادس‪ :‬الفروق بني القاعدة الفقه َّية والقاعدة األصول ّية‪.‬‬
‫أما خامتة البحث فجعلتها يف فوائد وأمهية القواعد األصول ّية‪.‬‬
‫راجي ًا من اهلل سبحانه و تعاىل وحده أن أكون قد ُوفقت يف هــذا البحث للكشف عن‬
‫أمهية ومكانة القواعد األصول ّيةاملتميزة يف مناهج الترشيع واستنباط األحكام الرشعية‬
‫العملية‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تعريف القواعد األصول ّية‪:‬‬

‫القواعد األصول ّية‪ :‬هــي قواعد كلية أساسية يعتمد عليها املجتهد يف استنباط األحكام‬
‫الرشعية العملية‪.1‬‬

‫أو‪ :‬هــي القواعد املنهجية التي يضعها املجتهد ويأخذ هبا أثناء الرشوع باستنباط‬
‫األحكام الرشعية العملية‪.‬‬

‫انظر تعريف القاعدة األصوليّة يف‪:‬‬ ‫‪1‬‬


‫أثر االختالف يف القواعد األصوليّة يف اختالف الفقهاء‪ ،‬اخلن‪ ،‬ص ‪ )117‬ط‪ ،2‬بريوت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1401 ،‬هـ‪1981/‬م‪ ،(.‬القواعد الكلية والضوابط‬
‫الفقهيَّة يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬شبري‪ ،‬ص ‪ )،27‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار الفرقان ‪1420 ،‬هـ‪2000/‬م‪ (.‬القواعد األصوليّة عند اإلمام الشاطيب من خالل كتابه‬
‫املوافقات‪ ،‬اجليالين املريين‪ ،‬ص ‪ )،55‬ط‪ ،1‬دار ابن القيم الدمام ودار ابن عفان القاهرة‪1423 ،‬هـ‪2002/‬م‪( .‬التقريب بني القواعد األصوليّة فيما ال نص‬
‫فيه‪ ،‬نور الدين عباسي‪ ،‬ص ‪ )،28‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار ابن حزم‪1429 ،‬هـ‪2008/‬م‪ ،( .‬االستقراء وأثره يف القواعد األصوليّة والفقهيَّة‪ ،‬الشيب السنوسي‬
‫أمحد‪ ،‬ص ‪)، 400‬ط‪ ،2‬الرياض‪ ،‬دار التدمرية‪1429 ،‬هـ‪2008/‬م‪( .‬نظرية التقعيد األصويل‪ ،‬البدارين‪ ،‬ص‪ ).62‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار ابن حزم ودار الرازي‪،‬‬
‫‪1429‬هـ‪2001/‬م( أي‪ :‬أن القاعدة األصوليّة هـي‪ :‬قضية كلية استند إليها املجتهد يف استنباط األحكام الشرعية العملية‪ ،‬أو الترجيح بني األقوال الفقهيَّة‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 243‬‬

‫وقيل‪ :‬هــي حكم كيل يتوصل هبا إىل استنباط أحكام الفروع الفقه َّية من أدلتها‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هــي حكم كيل يتوصل هبا إىل استنباط األحكام الرشعية العملية من أدلتها‬
‫التفصيلية‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هــي مبادئ كلية يتوصل هبا إىل استنباط األحكام الرشعية العملية من األدلة‬
‫التفصيلية‪.‬‬
‫فالقاعدة األصول ّية تعم الدليل الكيل مع حكمه الكيل‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬نشأة القواعد األصول ّية‪:‬‬


‫نشأ هــذا العلم يف تفكري املجتهد مع نشأة النصوص ولكن مل يدون يف صدر اإلسالم ألن‬
‫األحكام يف عهد الرسالة كانت تستقى من الوحي املبارش القران الكريم ومن السنة النبوية‬
‫وكان الرسول ^املرجع لتفسري نصوص القران وبيان مقاصد الترشيع اإلهلي وفق ما‬
‫خول به يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا َّل ِذين هاجروا ِف ِ ِ‬
‫الل م ْن َب ْعد َما ُظل ُموا َلنُ َب ِّو َئن َُّه ْم ِف الدُّ ْن َيا َح َسنَ ًة َو َلَ ْج ُر ْالخ َرة َأك َ ُ‬
‫ْب‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ون‪ ،‬وما َأرس ْلنَا ِمن َقب ِل َك إِ َّل ِرج ًال ن ِ‬ ‫َلو كَانُوا يع َلم َ ِ‬
‫ُوحي‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ون‪ ،‬ا َّلذي َن َص َ ُبوا َو َع َل َر ِّبِ ْم َي َت َو َّك ُل َ َ َ ْ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ي لِلن ِ‬
‫َّاس‬ ‫الذك َْر لِ ُت َب ِّ َ‬
‫الز ُب ِر َو َأن َْز ْلنَا إِ َليْ َك ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الذك ِْر إِ ْن ُكن ْ ُت ْم َل َت ْع َل ُم َ‬
‫ون‪ ،‬بِا ْل َب ِّينَات َو ُّ‬ ‫اس َأ ُلوا َأ ْه َل ِّ‬ ‫إِ َليْ ِه ْم َف ْ‬
‫الل ِ ِب ُم ْالَ ْر َض َأ ْو‬ ‫ات َأ ْن َي ِْس َ‬
‫ف َّ ُ‬
‫ون‪َ ،‬أ َف َأ ِمن ا َّل ِذين مكَروا السي َئ ِ‬
‫َّ ِّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َما ن ُِّز َل إِ َليْ ِه ْم َو َل َع َّل ُه ْم َي َت َفك َُّر َ‬
‫ون [النحل‪]45-41:‬‬ ‫اب ِم ْن َحيْ ُث َل َيشْ ُع ُر َ‬ ‫ِ‬
‫َيأْت َي ُه ُم ا ْل َع َذ ُ‬
‫إن املجتهد الذي يستنبط األحكام ال يستطيع أن يصل إىل ما يريد بمجرد النطر يف تلك‬
‫النصوص اجلزئية‪ ،‬بل البد له من قواعد وضوابط يقعد ويضبط هبا اجتهاده‪ ،‬فهو ينظر أو ً‬
‫ال يف‬
‫تلك األساليب ويستقرئهايف كتاب اهلل تعاىل وسنة رسوله ^مستعينا يف ذلك بام نقل عن‬
‫العرب منها‪ ،‬فيخرج من هــذا االستقراء بقواعد كلية جيعلها أساس ًا لتطبيق جزئياهتا‪ ،‬فمثالً‪:‬‬
‫يستعرض صيغ العموم وما تدل عليه يف مواردها فينتهى إىل قاعدة أصولية تقول‪:‬العام الذي‬
‫مل يلحقه التخصيص يتناول مجيع أفراده مطلق ًا‪ .‬فيكون احلكم الثابت له ثاب ًتا جلميع ما يتناوله‬
‫عىل سبيل القطع‪،‬والعام الذي حلقه التخصيص يتناول ما بقي من أفراده ظن ًا إىل غري ذلك‪.‬‬
‫| ‪244‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫إن الرتتيب املنطقي لألمور يقيض بأن القواعد األصول ّية سابقة يف الوجود عىل الفقه ففي‬
‫الواقع أن الفقه مسبوق بقواعد أصول َّية كان يبني عليها الفقهاء من الصحابة فمن بعدهم‬
‫مدونة يف كتب ويطلق‬
‫أحكامهم ويالحظوهنا عند االستنباط وان مل تكن هــذه القواعد آنذاك َّ‬
‫عليها اآلن علم أصول الفقه‪.‬‬
‫إن استنباط الفقه قد نشأ يف عرص كبار الصحابة ‪ ‬وكان يتصدى للقضاء واإلفتاء نخبة‬
‫من فقهاء الصحابة كسيدنا عمر بن اخلطاب وعيل بن أيب طالب وابن مسعود وابن عباس ‪‬‬
‫وغريهم الكثري‪ ،‬الذين كانوا عىل إلامم تام بلغة القرآن‪ ،‬فام كانوا يقولون يف فتاواهم من غري قيد‬
‫وال انضباط بل كانوا عىل علم تام باللغة العربية التي نزل هبا القران الكريم وتوضح هبا السنة‪،‬‬
‫وكانوا عىل دراية تامة بأسباب النزول وأرسار الترشيع ومقاصده وورود األحاديث‪ ،‬ومعرفة‬
‫ل عن صفاء الذهن ورسعة‬ ‫الناسخ من املنسوخ‪ ،‬واملجمل من املبني واملطلق من املقيد‪ ،‬فض ً‬
‫الفهم وسالمة الفطرة وذكاء القرحية وتوفر امللكة الفقه َّية التي اكتسبوها من صحبة الرسول‬
‫الطويلة‪ ،‬لذلك كانوا يف غنى عن تدوين هــذا الفن ولكن يف الواقع مل يكونوا بمعزل عن تطبيق‬
‫مبادئه ورعاية قواعده يف قضائهم وفقههم بسبب صحبتهم للنبي ^ وأخذهم عنه‪ ،‬فكانوا‬
‫إذا أرادوا الوقوف عىل حكم من األحكام جلأوا إىل كتاب اهلل تعاىل فإن مل جيدوا فيه ذهبوا إىل‬
‫سنة رسوله الكريم ثم إن مل جيدوا اجتهدوا وبحثوا عن األشباه واألمثال والنظائر‪.‬‬
‫فالصحابة ‪ ‬مل حيكموا بفرع إال وله مستند إىل أصل يف نفوسهم ولكنهم قد يعربون‬
‫عن هــذا االرتباط وقد يرتكون ذلك‪ ،‬فإذا سمعنا سيدنا عيل بن أيب طالب ‪ ‬يقول يف عقوبة‬
‫شارب اخلمر‪ :‬إذا رشب هــذي وإن هــذي افرتى واذا افرتى جيب أن حيد حد القذف‪ .‬فقد‬
‫أدركنا أنه ريض اهلل عنه كان ينهج منهج احلكم باملآل أو احلكم بسد الذرائع‪ ،‬وهي من قواعد‬
‫األصول‪ ،‬فكانت تلك األفهام والقواعد والضوابط يف التطبيق قبل التدوين مما أغناهم عن‬
‫حاجة التدوين لذلك بقيت لنا نامذج من فهومهم السليمة‪،‬ثم جاء عرص التابعني الذين ساروا‬
‫عىل منهجهم بعد أن تفقهت كل طبقة منهم عىل يد من كان معهم من الصحابة ‪ ‬أمجعني‪.‬‬
‫ثم اتسع الفتح اإلسالمي ودخل يف اإلسالم أقوام جدد فاختلط العرب بغريهم بحكم‬
‫انسياحهم يف البالد املفتوحة فلم تعد العربية سليقة لكثري من الناس وخاصة سكان احلرض‬
‫وكثرت احلوادث التي مل يكن للمسلمني عهد هبا قبل الفتح وكان ذلك مدعاة لنوع من‬
‫الضبط ملآخذ األحكام الفقه َّية ليتسنى للمجتهد فهم سليم لنصوص الكتاب والسنة وإعطاء‬
‫أحكام لام جيد من وقائع مل تكن من ذي قبل فكان طبيعيا يف خضم هــذه املستجدات التي مل‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 245‬‬

‫تكن من قبل أن تظهر فروق يف االستدالل يف هــذا العرص فوجدت بذلك مدرستان فقهيتان‬
‫مدرسة أهل احلديث ومدرسة أهل الرأي‪.‬‬
‫أما أهل احلديث فإهنم يقفون عند ظواهر النصوص دون بحث عللها وقلام يفتون برأي‪.‬‬
‫وأما أهل الرأي فإهنم يبحثون عن علل األحكام وربط املسائل بعضها ببعض وال‬
‫حيجمون عن الرأي إذا مل يكن عندهم أثر‪.‬‬
‫وكان أكثر أهل احلجاز أهل حديث وأكثر أهل العراق أهل رأي‪ ،‬مع أن ِكال الفريقني‬
‫عنده احلديث وعنده الرأي‪ ،‬وكانت هنضة عظيمة ترمي إىل الوفاء باحلاجات العملية‬
‫للمجتمع وقد اتسع ميدان اجلدل واملناظرة بني فقهاء املدرستني كام بدأت يف نظر الباحثني‬
‫االحتامالت واالشتباهات يف مدلوالت النصوص ومعنى األلفاظ وكانت طبيعة هــذه‬
‫املرحلة تقيض بأن يقوم كل فريق بضبط مسائله فظهرت نثارات من الضوابط هــنا هــناك‬
‫تعتمد أذواقا تربت يف تلك امللكات الفكرية يف الفقه واحلرص عىل االستعانة بام جرى عليه‬
‫االستعامل عند الصحابة وتالمذهتم من التابعني وتلك الضوابط وإن مل تتضح معاملها إال أن‬
‫الباحث جيزم أن فهوم أولئك األئمة واجتهاداهتم مل تكن عن عبث أو هــوى وإنام كانت ثمرة‬
‫لام استضاء به ذهن الفقيه وملكته الواعية املدركة‪ ،‬وإن كان ذلك مل خيرج إىل حيز الواقع عىل‬
‫شكل قواعد أصولية وفقهية مدونة وإنام كانت شذرات موزعة ومصطلحات متداولة عىل‬
‫ألسن الفقهاء واألصول ّيني‪.‬‬
‫إن القواعد األصول ّية املأثورة عن األصول ّيني والفقهاء مل توضع كلها مجلة واحدة‪ ،‬بل‬
‫تكونت مفاهيمها وصيغت نصوصها بالتدرج يف عصور ازدهار علم األصول وقواعده‬
‫وهنضته وشموخه وتطوره عىل أيدي كبار األصول ّيني من أهل املذاهب والطرق واملناهج‬
‫األصول ّية حيث أهنم استنبطوا ذلك من دالالت النصوص الترشيعية العامة ومبادئ األصول‬
‫أو علل األحكام واملقررات العقلية‪.‬‬
‫هذا وال يعرف لكل قاعدة صائغ من األصول ّيني إال ما كان منها برصيح حديث نبوي كقاعدة‬
‫«ال رضر وال رضار»أو ما أثر عن بعض أئمة األصول واملذاهب وكبار أتباعهم كيعقوب أيب‬
‫يوسف يف كتاب اخلراج‪« :‬ليس لإلمام أن خيرج شيئا من يد أحد إال بحق ثابت معروف»‪.2‬‬

‫أما أكثر تلك القواعد األصول ّية فقد اكتسبت صياغتها عن طريق التداول وصنعت‬
‫انظر‪ :‬اخلراج‪ ،‬فصل موات األرض‪ ،‬ورد املحتار البن عابدين ‪.257 :2‬‬ ‫‪2‬‬
‫| ‪246‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫صيغتها النهائية عىل أيدي كبار فقهاء وعلامء املذاهب وحمدثيها وذلك يف جمال التعليل‬
‫واالستدالل ومسالك القياس والذي كان من أعظم مصادر تقعيد وتقنني تلك القواعد‬
‫وضبط وإحكام صيغتها بعد أن استقرت املذاهب الفقه َّية الكربى وذهب كبار أتباعها إىل‬
‫ترتيب أصول القواعد وأدلتها‪.‬‬

‫قال الشيخ أمحد حممد الزرقا‪« :‬ومن دالئل هــذا التطور يف الصياغة الفقه َّية الفنية‬
‫للقواعد أن القاعدة املشهورة األساسية يف كون اإلقرار إنام يلزم صاحبة املقر وال يرسي‬
‫حكمه عىل غريه‪ ،‬وترى نصها املتداول يف كتب املتأخرين ويف الامدة ‪ 78‬من املجلة (جملة‬
‫األحكام العدلية) هــو‪« :‬اإلقرار حجة قارصة» بينام أن أصل هــذه القاعدة يف قواعد اإلمام‬
‫الكرخي بالنص التايل‪ :‬األصل أن املرء يعامل يف حق نفسه كام أقر به وال يصدق عىل إبطال‬
‫حق الغري وال بإلزام الغري ح ًقا)‪.3‬‬

‫والذي يبدو من دراسة تاريخ نشوء القواعد األصول ّية أن املذهب احلنفي هــو أقدم‬
‫املذاهب األربعة الكربى يف تطرقه هلا وأنه أول املذاهب التي تكلم فيها ويف صياغة تلك‬
‫املبادئ الكلية يف صيغ وضوابط وقواعد ثم االحتجاج هبا‪ ،‬وعنهم نقل علامء املذاهب‬
‫األخرى‪.‬‬

‫ولعل من أقدم هــذه القواعد املصوغة بصيغها الفقه َّيةاألصول ّية هــي القواعد التي مجعها‬
‫‪4‬‬
‫اإلمام أبو طاهر الدباس والتي مجعها يف سبع عرشة قاعدة‬

‫ذكر ابن نجيم يف مقدمة األشباه والنظائر‪ :‬أن أبا سعيد اهلروي الشافعي قد رحل إىل أيب‬
‫‪5‬‬
‫طاهر الدباس ونقل عنه بعض هــذه القواعد‬

‫أما أقدم جمموعة من هــذه القواعد الكلية وصلت إلينا يف شكل رسالة خاصة هــي قواعد‬
‫اإلمام أيب احلسن الكرخي‪ ،‬وقد رشحها وأوضحها باألمثلة اإلمام نجم الدين أبو حفص‬
‫عمر النسفي احلنفي املتوىف سنة ‪537‬هـ‪.‬‬

‫شرح القواعد الفقهيَّة‪ :‬أمحد بن حممد الزرقا‪ ،‬ص ‪ )37‬ط‪ 3‬بريوت‪ ،‬دار الكلم دمشق ‪1409‬هـ‪1989/‬م‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫(هـ‪.‬ـامش‬
‫انظر مقدمة األشباه والنظائر البن جنيم ص‪ )15‬بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ 1400 ،‬هــ‪1980 ،‬م‪(.‬‬ ‫‪4‬‬
‫انظر‪ :‬مقدمة األشباه والنظائر البن جنيم ص ‪16-15‬‬ ‫‪5‬‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 247‬‬

‫وقد جاءت جمموعة الكرخي يف سبع وثالثني قاعدة ولعل الكرخي أخذ القواعد التي‬
‫مجعها أبو طاهر الدباس (السبع عرشة) وأضاف إليها حتى بلغت السبع وثالثني قاعدة‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬مراحل تطور القواعد األصول ّية‬

‫قبل احلديث عن أطوار القواعد األصول ّية ال بد من اإلشارة إىل أن الرتتيب املنهجي‬
‫لنشوء القواعد الفقه َّية واألصول ّية يقتيض بأن القواعد األصول ّية سابقة يف الوجود عىل الفقه‬
‫وقواعده‪ ،‬ونحن إذا رجعنا إىل الواقع وجدنا أن الفقه مسبوق بقواعد أصولية كان يبني‬
‫عليها الفقهاء من الصحابة فمن بعدهم أحكامهم وكانوا يالحظوهنم عند استنباطهم‪ ،‬ومل‬
‫تكن هــذه القواعد مدونة عندهم يف كتب معينة‪.‬‬

‫فنجد الصحابة قد حكموا باملآل أو احلكم بسد الذرائع‪ ،‬وهي من قواعد األصويل‬
‫كام يف حكم عيل بن أيب طالب ريض اهلل عنه يف عقوبة شارب اخلمر‪ ،‬أنه إذا رشب هــذى‪،‬‬
‫وإذا هــذى افرتى‪ ،‬فيجب أن جيلد حد القاذف‪.‬‬

‫وكذلك يف قول ابن مسعود حني حكم بأن عدة احلامل املتوىف عنها زوجها بوضع‬
‫احلمل‪ ،‬ويقول يف ذلك‪ :‬أشهد أن سورة النساء الصغرى نزلت بعد سورة النساء الكربى‬
‫ون‬‫أي‪ :‬أن سورة الطالق نزلت بعد سورة البقرة التي جاء فيها‪َ :‬وا َّل ِذي َن ُي َت َو َّف ْو َن ِمن ْ ُك ْم َو َي َذ ُر َ‬
‫َاح َع َليْ ُك ْم ِف َيم َف َع ْل َن‬
‫ل ُجن َ‬ ‫شا َف ِإ َذا َب َل ْغ َن َأ َج َل ُه َّن َف َ‬ ‫ِ‬
‫اجا َي َ َت َّب ْص َن بِ َأ ْن ُفس ِه َّن َأ ْر َب َع َة َأ ْش ُه ٍر َو َع ْ ً‬
‫َأ ْز َو ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َخبِ ٌري [البقرة‪ ]234:‬ندرك أن ابن مسعود رجع إىل‬ ‫الل بِ َم َت ْع َم ُل َ‬ ‫ِف َأ ْن ُفس ِه َّن بِا ْ َل ْع ُروف َو َّ ُ‬
‫قاعدة من قواعد األصول‪ ،‬وهي (أن املتأخر ينسخ املتقدم أو خيصصه) وهذه قاعدة من‬
‫قواعد األصول‪.‬‬

‫وهكذا نستنبط أن الصحابة وغريهم من التابعني وتابع التابعني مل حيكموا بفرغ إال وله‬
‫مستند أصالً وقاعدة يف األصول ولكنهم قد يعربون عن هــذا املستند وقد يرتكون ذلك‪.6‬‬

‫وإذا نظرنا نظرة العاجل إىل أطوار نشوء القواعد األصول ّية نجد أهنا مرة يف ثالث أطوار‬
‫أو مراحل تارخيية وهي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫| ‪248‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫املرحلة األوىل‪ :‬مرحلة النشوء والتكوين‪.‬‬


‫املرحلة الثانية‪ :‬مرحلة النمو والتدوين‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة الرسوخ التنسيق‪.‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬مرحلة النشوء والتكوين‪:‬‬
‫وهي عهد الرسالة أو عهد الترشيع الذي كانت فيها البذرة األوىل للقواعد األصول ّية‬
‫فكانت أحاديثه ^ من جوامع الكلم هــي أحاديث يف كثري من األحكام بمثابة قواعد‬
‫أصولية وفقهية تنطوي حتتها فروع فقهية كثرية‪ ،‬ومن ذلك قوله‪( :‬اخلراج بالضامن)‪،‬‬
‫(العجامء جرحها جبار)‪( ،‬ال رضر وال رضار)‪( ،‬البينة عىل املدعي واليمني عىل من أنكر)‪،‬‬
‫وما سواها من جوامع الكلم فإهنا أصبحت قواعد ثابتة مستقلة وجرت جمرى القواعد‬
‫الفقه َّية واألصول ّية‪.‬‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬مرحلة النمو والتدوين‪.‬‬

‫علم أو فنًا مستقلً فقد تأخرت عن العصور‬


‫أما بداية القواعد األصول ّية باعتبارها ً‬
‫املتقدمة إىل عهد األصول ّيني يف القران الرابع اهلجري وما بعده‪ ،‬حيث ظهر التقليد واضمحل‬
‫يف الغالب االجتهاد وتقارصت اهلمم‪.‬‬

‫املرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة الرسوخ والتنسيق‪.‬‬

‫من املقرر باالستقراء والتقيص أن القواعد األصول ّية دارت يف أول نشأهتا عىل ألسنة‬
‫املتقدمني من كبار التابعني وأئمة االجتهاد ثم تناقلتها تالميذهم والفقهاء واألصول ّيني من‬
‫بعدهم ينقحوهنا ويزيدون عليها إىل أن جرى تدوينها واتضحت معاملها وسامهتا‪.‬‬

‫ومن املالحظ يف كتب القواعد الفقه َّية واألصول ّية مع ًا دون تفريق إال نادرا ويف املؤلفات‬
‫املذهبية املتأخرة بل نجد أيضا أن كتب القواعد بقيت مبددة يف مدونات خمتلفة متضمنة بعض‬
‫الفنون الفقه َّية األخرى مثل الفروق واأللغاز وتطرق يف بعضها إىل بيان بعض القواعد األصول ّية‪.‬‬

‫ومن املالحظات التي نسجلها يف تاريخ القواعد األصولية وتطورها ما ييل‪:‬‬

‫‪1‬إن هــذه القواعد التي جاءت يف كتب القواعد واملدونات األخرى ليست كلها‬ ‫‪-1‬‬
‫قواعد عامة بل كثري منها قواعد مذهبية تتفق مع مذهب دون مذهب آخر‪.‬‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 249‬‬

‫‪2‬إن هــذه القواعد وجدت قديام يف عبارات وضوابط مفصلة دون الصياغة‬ ‫‪-2‬‬
‫الرصينة‪.‬‬
‫‪3‬إن بعض هــذه القواعد اتصفت بصيغة الضوابط العلمية إال أهنا حتتاج إىل‬ ‫‪-3‬‬
‫إعادة نظر يف صياغة حكيمة وجودة من الرصانة العلمية والتعديل‪.‬‬
‫‪4‬إن هــذه القواعد مل تظهر دفعة واحدة بل كان ظهورها متدرجا يف عهود خمتلفة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬سامت القواعد األصول ّية‪:‬‬


‫‪ -1‬الصياغة املوجزة‪.‬‬
‫‪-2‬االستيعاب و الشمول‪.‬‬
‫‪ -3‬الصياغة اجلازمة‪.‬‬
‫‪-4‬عدم معارضتها للنصوص واألدلة الرشعية‪.‬‬
‫‪-5‬عدم معارضتها للمقاصد الرشعية‪.‬‬
‫‪-6‬اال ّطراد « أي بينها وبني مؤداها تالزم و استطراد»‪.‬‬

‫املبحث اخلامس‪:‬أقسام القواعد األصول ّية‪:‬‬


‫تنقسم القواعد األصول ّية من حيث كوهنا دليالً مستقالً أو غري مستقل إىل قسمني‪:‬‬
‫أ‪ -‬قواعد مستقلة بذاهتا‪:7‬وهي القواعد املتعلقة باملباحث التالية‪:‬‬
‫ال‪ :‬األحكام الرشعية التكليفية والوضعية‪ ،‬احلاكم أو املحكوم به أو املحكوم عليه‪.8‬‬ ‫أو ً‬
‫ثاني ًا‪ :‬األدلة‪.9‬‬

‫أي يستنبط احلكم الشرعي منها مباشرة دون واسطة‬ ‫‪7‬‬


‫ومن أمثلتها‪:‬‬ ‫‪8‬‬
‫تصرف اإلمام على الرعية منوط باملصلحة‪.‬‬
‫(األشباه والنظائر البن جنيم ص ‪ ،149‬األشباه والنظائر البن السبكي ‪) 310 :1‬بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ 1411 ،‬هــ‪ 1991 ،‬م‪ ،(.‬جمامع احلقائق‬
‫ص ‪ ) 45‬إستانبول‪ :‬مطبعة حمرم أفندي ‪ 1308‬هــ(‪ ، ).‬جملة األحكام العدلية‪ ،‬مادة ‪ )58‬إستانبول‪ ،‬طبعات خمتلفة (‪ ،‬شرح املجلة لألتاسي ‪)141 :1‬‬
‫ط‪1‬محص‪ :‬مطبعة السالمة ‪1355‬هــ)‪.‬‬
‫ما حرم أخذه حرم عطاؤهـ‪.‬‬
‫(املنثور للزكشي ‪( 140 :3‬ط‪ ،2‬الكويت‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬دار الكويت للصحافة‪ 1405 ،‬هــ‪1915 ،‬م‪ ،).‬األشباه والنظائر‬
‫للسيوطي ص ‪(333‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬دار السالم‪ 1418 ،‬هـ‪1998/‬م‪ ،).‬األشباه والنظائر البن جنيم ص ‪ ،182‬جملة األحكام العدلية مادة ‪ ،34‬شرح القواعد‬
‫للزرقا ص ‪.)215‬‬
‫ومن أمثلتها‪:‬‬ ‫‪9‬‬
‫| ‪250‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬
‫‪10‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬النسخ‬

‫ثالثًا‪ :‬النسخ‪.11‬‬

‫رابع ًا‪ :‬مقاصد الرشعية‪.12‬‬

‫خامس ًا‪ :‬االجتهاد و التقليد‪.13‬‬


‫ ‬

‫التنصيص ال يوجب التخصيص‪.‬‬


‫(ترتيب الآليل ‪(558 :1‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،‬مكتبة الرشيد ناشرون‪ 1425 ،‬هــ‪ 2004 ،‬م‪ ،).‬كشف األسرار للنسفي ‪.)406 :1‬‬
‫ال عربة الختالف السبب مع احتاد احلكم‪.‬‬
‫(جمامع احلقائق ص ‪ ،46‬الفرائد البهية للحمزاوي ص ‪ ،94‬ترتيب الآليل ‪)982 :2‬‬
‫الثابت بالعرف قاضي على القياس‪.‬‬
‫(العناية شرح اهلداية ‪ ،442 :6‬رد املحتار ‪(286 :7‬ط‪ 2‬بريوت دار احياء التراث ‪1407‬هـ)‪ ،‬ترتيب الآليل ‪.)579 :1‬‬
‫يسقط الفرع بسقوط األصل‪.‬‬
‫(األشباه والنظائر البن جنيم ص ‪ ،147‬ترتيب الآليل ‪ ،1176 :2‬جمامع احلقائق ص ‪ ،4‬جملة األحكام العدلية مادة ‪ ،50‬شرح املجلة لألتاسي ‪)115 :1‬‬
‫قول الصحايب حجة فيما ال مدخل للقياس يف معرفة احلكم فيهـ‪.‬‬
‫(أصول السرخسي ص ‪(372‬بريوت‪ ،‬دار املعرفة‪1393 ،‬هـ‪1973/‬م‪.)).‬‬
‫األصل يف النصوص التعليل‪( .‬أصول السرخسي ص ‪.)397‬‬
‫‪10‬‬
‫ومن أمثلتها‪:‬‬ ‫‪11‬‬
‫ال جيوز النسخ بالقياس‪.‬‬
‫(األحكام ‪(161 :3‬ط‪ ،1‬بريوت‪،‬دار الفكر‪1421 ،‬هـ‪2000/‬م‪ ،).‬أثر االختالف ملصطفى اخلن ص ‪)319‬‬
‫الناسخ ال بد وأن يكون متراخيا يف املنسوخ‪.‬‬
‫(األحكام لآلمدي ‪ ،163 :3‬أثر االختالف ملصطفى اخلن ص ‪)319‬‬
‫شريعة ما قبلنا شريعة لنا ما مل تنسخ‪.‬‬
‫(أصول السرخسي ص ‪ ،348‬ص ‪ ،364‬ص ‪ ،365‬ص ‪.)441‬‬
‫ومن أمثلتها‪:‬‬ ‫‪12‬‬
‫األمور مبقاصدها‪.‬‬
‫(األشباه والنظائر البن السبكي ‪ ،154 :1‬املنثور للزركشي ‪ ،284 :3‬األشباه للسيوطي ‪ ،65 :1‬األشباه البن جنيم ‪ ،19 :1‬جمامع احلقائق ص ‪ ،149‬جملة‬
‫األحكام العدلية املادة الثانية)‪.‬‬
‫ألفاظ التكفري كلها ترجع إىل قصد االستخفاف‪.‬‬
‫(ترتيب الآليل ‪.)412 :1‬‬
‫العبادات ال تقصر على املقاصد‪.‬‬
‫(أصول السرخسي ص‪.)10‬‬
‫االعتبار للمقاصد واملعاين ال لأللفاظ واملباين‪.‬‬
‫(رسالة الكرخي ص ‪(162‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬املطبعة األدبية )‪ ،‬األشباه والنظائر البن الوكيل ‪ ،222 :2‬األشباه والنظائر للسيوطي ‪ ،360 :1‬األشباه والنظائر‬
‫البن جنيم ص ‪.)234‬‬
‫ال يباىل باختالف األسباب عند سالمة املقصود‪.‬‬
‫(اهلداية ‪(343 :3‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪1980 ،‬م )‪ ، ،‬البحر الرائق ‪(169 :3‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬املطبعة العلمية‪1311 ،‬هـ )‪ ،‬الدرر شرح الغرر ‪ ،244 :1‬ترتيب‬
‫الآليل ‪.)937 :2‬‬
‫ومن أمثلتها‪:‬‬ ‫‪13‬‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 251‬‬

‫سادس ًا‪ :‬التعارض و الرتجيح‪.14‬‬

‫ب‪ -‬قواعد ليست مستقلة بذاهتا‪:‬‬

‫كقواعد العام واخلاص واملطلق و املقيد واألمر والنهي واملشرتك والرصيح والكناية و‬
‫املجمل واملشرتك وغريها من مباحث دالالت األلفاظ‪.15‬‬

‫املبحث السادس‪:‬الفروق بني القاعدة الفقه َّية‪16‬والقاعدة األصول ّية‪:17‬‬

‫ختتلف القواعد األصول ّية عن القواعد الفقه َّية يف وجوه منها‪:‬‬

‫ال‪ :‬إن القواعد األصول ّية هــي قواعد تتعلق باألدلة واألحكام‪ ،‬و هــي التي يستنبط‬‫أو ً‬
‫هبا احلكم من الدليل التفصييل كقولك‪»:‬األمر للوجوب» مامل ترصفه قرينه و «النهي و‬
‫التحريم» مامل ترصفه قرينة‪.‬‬

‫االجتهاد ال ينقض مبثلهـ‪.‬‬


‫(القواعد البن رجب ‪ ،38 :1‬األشباه والنظائر‪ ،‬للسيوطي ‪ ،241 :1‬األشباه والنظائر البن جنيم ص ‪ ،129‬املنثور للزركشي ‪.)493 :1‬‬
‫ال مساغ لالجتهاد يف مورد النص‪.‬‬
‫(جمامع احلقائق ص ‪ ،146‬ترتيب الآليل ‪ ،989 :2‬جملة األحكام مادة ‪ ،145‬شرح قواعدها للزرقا ص ‪.)147‬‬
‫ومن أمثلتها‪:‬‬ ‫‪14‬‬
‫تعارض املانع واملقتضى يقدم املانع‪.‬‬
‫(األشباه والنظائر للسيوطي ‪ ،267 :1‬األشباه والنظائر البن جنيم ص ‪ ،144‬جملة األحكام العدلية مادة ‪ ،46‬شرح قواعدها للزرقا ص ‪.)343‬‬
‫الترجيح ال يقع بكثرة العلل‪.‬‬
‫(جملة احلقائق ص ‪ ،45‬ترتيب الآليل ‪ ،511 :1‬فتح الغفار البن جنيم ‪ ،59 :3‬املغين للخبازي ص ‪(368‬ط‪ ،1‬مكة املكرمة‪ ،‬جامعة أمر القرى‪ ،‬مركز البحث‬
‫العلمي وإحياء التراث اإلسالمي‪1402 ،‬هـ‪.)).‬‬
‫ومن أمثلتها‪:‬‬ ‫‪15‬‬
‫األمر املطلق ال يقتضي التكرار‪.‬‬
‫(األحكام إمنا هـ‪.‬ـي من جهة الشرع وليس منها شيء عقل)‪.‬‬
‫(األشباه والنظائر البن الوكيل ‪.)97 :1‬‬
‫أقل اجلمع ثالثة‪.‬‬
‫(الربهان للجويين ‪(348 :1‬ط‪ ،1‬املنصورة‪ ،‬دار الوفاء‪1412 ،‬هـ‪1992/‬م‪ ،).‬املستصفى للغزايل ص ‪ ،345‬اإلحكام لآلمدي ‪ ،324 :2‬األشباه والنظائر‬
‫البن الوكيل ‪.)118 :1‬‬
‫انظر لسان العرب و املصباح املنري‪ ،‬واملعجم الوسيط‪ ،‬واملفردات لألصفهاين‪:‬مادة‪ :‬قعد‪ ،‬كليات أبو البقاء ص‪ ،)738(:‬التعريفات للجرجاين ص‪،)219( :‬‬ ‫‪16‬‬
‫تفسري القرطيب (‪ )309 ،1‬أحكام القراّن البن العريب (‪ )418 ،1‬تفسري الزخمشري (‪)187 ،1‬املوافقات للشاطيب (‪ ()30 ،1‬ط‪ ،3‬بريوت‪ ،‬دار املعرفة‪،‬‬
‫‪1417‬هـ‪1997/‬م‪ ,).‬املحلي على مجع اجلوامع (‪ ،)21 ،1‬الكوكب املنري البن النجار (‪ ،)55-44 ،1‬األشباه والنظائر البن جنيم ص‪ ،)192(:‬غمز العيون‬
‫البصائر للحموي(‪ ،)51 ،1‬دراسة موجزة على مجلة األحكام العدلية للشاهني ص‪ ()32-11(:‬ط‪ ،1‬دمشق‪ ،‬دار غار حراء‪ 1424 ،‬هــ‪ 2005 ،‬م‪،).‬‬
‫املدخل الفقهي العام للزرقا(‪ ،)947 ،2‬شرح القواعد الفقهيَّة للزرقا ص‪ ،)44-33(:‬القواعد الفقهيَّة للزرقا (‪ ،)947 ،2‬القواعد الفقهيَّة املستخرجة من كتاب‬
‫إعالم املوقعني البن القيم ص‪ ،)172-159(:‬القواعد الفقهيَّة بني األصالة والتوجيه ملحمد بكر إمساعيل ص‪)34-5(:‬‬
‫مصادر القواعد الفقهيَّة و أمهيتها و فوائدها يف كتابنا هــذا يف مقدمة شرح خامتة املجامع تقدم تعريفها وذلك يف الصفحات(‪)718-716‬‬ ‫‪17‬‬
‫| ‪252‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫أما القواعد الفقه َّية فهي قضايا كلية أو أكثرية جزئياهتا مسائل الفقه‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬إن القواعد األصول ّية قواعد كلية تنطبق عىل مجيع جزئياهتا و موضوعاهتا‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬يمكن تقسيم القواعد األصول ّية باالعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬من جهة االستمداد‪.‬‬
‫‪ -2‬من جهة االستعامل‪.‬‬
‫‪ -3‬من جهة التعلق‪.‬‬
‫‪ -4‬من جهة املستفيد منها‪.‬‬
‫‪ -5‬من حيث املنشأ‪.‬‬
‫‪ -6‬من حيث احلرص‪.‬‬
‫‪ -7‬من حيث اال ُطراد‪.‬‬
‫‪ -8‬من حيث توقف كل منها عىل ا ّ‬
‫الخر يف االستنباط‪.‬‬
‫‪ -9‬من حيث املحل‪.‬‬
‫‪ -01‬من حيث االختالف فيها‪.‬‬
‫‪ -11‬من حيث ما يعلم منها‪.‬‬
‫‪ -21‬من حيث االستغناء‪.‬‬
‫‪ -31‬من حيث تقعيد املسائل و تأصيلها‪.‬‬
‫‪ -41‬من حيث املنهج باالستنباط‪.‬‬
‫‪ -51‬من حيث إدراك احلقائق‪.‬‬
‫‪ -61‬من حيث ادراك احلقائق‪.‬‬
‫‪ -71‬من حيث الفوائد و الغايات و املقاصد‪.‬‬
‫‪ -81‬من حيث اخلالف فيها‪.‬‬
‫‪ -91‬من حيث التدوين‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬إن القواعد األصول ّية ناشئة يف أغلبها عن األلفاظ العربية‪ ،‬أما القواعد الفقه َّية‬
‫فغالبها مأخوذ من األحكام الرشعية واملسائل الفقه َّية‪.‬‬

‫خامس ًا‪ :‬القواعد األصول ّية تتسم بالعموم و الشمول و الثبات‪ ،‬أما القواعد الفقه َّية و إن‬
‫كانت كلية فتكثر فيها االستثناءات‪.‬‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 253‬‬

‫سادس ًا‪ :‬القواعد األصول ّية تتعلق غالب ًا بدالالت األلفاظ كداللة األمر وداللة العام‪...‬‬
‫الخ‪ ،‬بينام القواعد الفقه َّية ال دخل هلا بدالالت األلفاظ‪ ،‬وهي أكثرية هلا مستثنيات تقل يف‬
‫الخر‪.‬‬ ‫بعضها و تكثر يف بعضها ا ّ‬

‫سابع ًا‪ :‬مصادر القواعد األصول ّية األدلة (النصوص) و مسائلها واألحكام الرشعية‬
‫وطرق االستنباط‪ ،‬أما مصادر القواعد الفقه َّية فهي استقراء األحكام الرشعية و الفروع و‬
‫املسائل الفقه َّية‪.‬‬

‫ثامن ًا‪ُ :‬يتعرف من خالل القواعد األصول ّية عىل طرق استنباط األحكام من األدلة‬
‫التفصيلية‪ ،‬و ُيتعرف من خالل القواعد الفقه َّية عىل األحكام الرشعية‪.‬‬

‫تاسع ًا‪ :‬موضوع القواعد األصول ّية هــي الدليل و احلكم‪ ،‬وموضوع القواعد الفقه َّية هــي‬
‫ِفعل املكلف‪.‬‬

‫عارش ًا‪ :‬تندرج حتت القواعد األصول ّية كليات‪ ،‬أما القواعد الفقه َّية فتندرج حتتها‬
‫جزئيات‪.‬‬

‫احلادي عرش‪ :‬القواعد األصول ّية تكون يف الغالب يف باب أو موضوع معني واحد‪ ،‬أما‬
‫القواعد الفقه َّية فهي جتمع فروع ًا من أبواب شتى‪.‬‬

‫الثاين عرش‪ :‬القواعد الفقه َّية هلا مستثنيات أكثر من القواعد األصول ّية‪.‬‬

‫الثالث عرش‪ :‬القواعد األصول ّية ناجتة عن تقعيد املسائل و تأصيلها‪.‬‬

‫الرابع عرش‪ :‬القواعد األصول ّية يف الغالب قواعد متفق عليها و االختالف فيها أقل من‬
‫االختالف يف القواعد الفقه َّية‪.‬‬

‫اخلامس عرش‪ :‬يرجع األصويل للقواعد األصول ّية و يستفيد من القواعد الفقه َّية‪.‬‬

‫السادس عرش‪ :‬ينظر يف القواعد األصول ّية عىل أهنا دليل رشعي‪ ،‬وينظر يف القواعد‬
‫الفقه َّية عىل أهنا تتعلق بأفعال املكلفني‪.18‬‬

‫إذا نظر إىل القاعدة على أهنا دليل شرعي كانت قاعدة أصولية و إذا نظر إىل القاعدة على أهنا فعل من أفعال‬ ‫‪18‬‬
‫املكلفني كانت قاعدة فقهية‪.‬‬
‫| ‪254‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫السابع عرش‪ :‬إن القواعد األصول ّية ُيستغنى هبا عن كثري من جزئيات الفروع‬
‫الفقه َّيةالندراجها يف الكليات‪.‬‬

‫الثامن عرش‪ :‬إن القواعد األصول ّية يتضح هبا مناهج االستنباط‪ ،‬أما القواعد الفقه َّية‬
‫فيتضح هبا مناهج و طرق الفتاوى الفقه َّية‪.‬‬

‫التاسع عرش‪ :‬إن اهم مصادر تقعيد القواعد األصول ّية هــي طرق االجتهاد و تعليالت‬
‫األدلة واألحكام‪ ،‬أما أهم مصادر القواعد الفقه َّية فهي التعليالت الفقه َّية وأحكامها و‬
‫مسالك االستدالل القيايس عليها‪.‬‬

‫العرشون‪ :‬القواعد األصول ّيةهــي نصوص و مبادئ فقهية أغلبية أو كلية ضابطة‬
‫ملوضوعاهتا‪.‬‬

‫احلادي والعرشون‪ُ :‬يطلق عىل القاعدة الفقه َّية مصطلح‪ :‬الضابط أو األصل‪ ،‬وال يطلق‬
‫ذلك عىل القاعدة األصول ّية إال نادر ًا‬

‫الثاين والعرشون‪ :‬بمعرفة القواعد األصول ّية تدرك حقائق علم األصول للفقه ومسالكه‬
‫وطرق االستنباط‪ ،‬وبمعرفة القواعد الفقه َّية يكون إدراك الفقه وحقائقه وتفهم ّامخذه وتتجىل‬
‫حكمه وأرساره وتعرف نوازله وحوادثه‪.‬‬

‫الثالث والعرشون‪ :‬تَضبِط القواعد األصول ّية لألصويل أصول مذهبه ومسالكه يف‬
‫استنباط األحكام وتنظممنثورها‪ ،‬بينام تَضبِط القواعد الفقه َّية للفقيه منثور املسائل الفقه َّية‬
‫وفروعها وتنظمها يف مسلك واحد‪.‬‬

‫األصويل بم َلكة علمية تأهله لرتبة‬


‫َّ‬ ‫تزود‬
‫الرابع والعرشون‪ :‬معرفة القواعد األصول ّية ِّ‬
‫االجتهاد ومتكنه من ختريج وتعليل األحكام‪ ،‬بينام معرفة القواعد الفقه َّية تزود الفقيه بملكة‬
‫علمية تأهله لرتبة الفتاوى ومتكنه من ختريج مسائل الفروع‪.‬‬

‫اخلامس والعرشون‪ :‬يكون اخلالف يف القواعد األصول ّية بني املتكلمني (الاملكية و‬
‫الشافعية و احلنابلة)واحلنفية (أي تبع ًا الختالف مناهج التأليف يف األصول)‪.‬بينام يكون‬
‫اخلالف يف القواعد الفقه َّية بني أصحاب املذاهب األربعة‪ ،‬أو بني علامء املذهب الواحد‬
‫دون غريهم‪.‬‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 255‬‬

‫السادس والعرشون‪ :‬إن القواعد األصول ّية سابقة يف الوجود القواعد الفقه َّية (وهو ما‬
‫يقتضيه الرتتيب املنطقي لألمور) أي إن القواعد األصول ّية وجدت قبل الفروع ألهنا القيود‬
‫والضوابط التي يأخذ هبا املجتهدوالفقيه عند االستنباط أما القواعد الفقه َّية فإهنا وجدت‬
‫بعد وجود الفروع‪ ،‬وعىل القواعد األصول ّية بنى فقهاء الصحابة ‪ ‬استنباطهم لألحكام‪.19‬‬

‫نادر بني أصحاب املذهب الواحد‪،‬‬


‫السابع والعرشون‪ :‬إن اخلالف يف القواعد األصول ّية ٌ‬
‫بينام نجد ذلك واضح ًا و كثري ًا يف القواعد الفقه َّية‪.20‬‬

‫الثامن والعرشون‪ :‬إن ما يتوصل إليه املجتهد من نتائج يف اجتهاده إنام هــو ثمرة للقواعد‬
‫األصول ّيةوما يتوصل إليه الفقيه يف فتاويه وحكمه يف املسائل إنام يكون ثمرة للقواعد الفقه َّية‪.‬‬

‫التاسع والعرشون‪ :‬إن القواعد األصول ّية هــي ما يضعه املجتهد نصب عينيه عند البدء‬
‫والرشوع يف االستنباط ومسالكه‪ ،‬أما القواعد الفقه َّيةفهي ما يضعه الفقيه نصب عينيه يف‬
‫عملية الفتاوى واحلكم يف مسائل الفروع‪.‬‬

‫الثالثون‪ :‬القواعد األصول ّية يبنى عليها استنباط أحكام الفروع الفقه َّية‪ ،‬أما القواعد‬
‫الفقه َّية فتبنى عليها الفتوى الفقه َّية (الفتوى يف الفروع)‪.‬‬

‫احلادي والثالثون‪ :‬إن االختالف يف القواعد األصول ّية هــو من أهم أسباب االختالف‬
‫يف القواعد الفقه َّية‪.‬‬

‫الثاين والثالثون‪ :‬مل تنفرد القواعد األصول ّية عند املتقدمني يف مصنفات مستقلة بل ذكرها‬
‫األصول ّيون يف مؤلفاهتم األصول ّية أو الفقهاء ضمن القواعد الفقه َّية‪ ،21‬بينام نجد أن القواعد‬

‫وهذا ما جنده واضحًا يف فتاوى الصحابة‪ ،‬كفتوى علي رضي اهلل عنه يف عقوبة شارب اخلمر‪ ،‬وابن مسعود‬ ‫‪19‬‬
‫يف عدة احلامل املتوىف عنها زوجها‪ ،‬وفتوى عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه بإبقاء أرض السواد يف العراق يف أيد‬
‫أصحاهبا‪ ،‬وحكمه يف قتل اجلماعة بالواحد‪ ،‬وإيقاع الطالق بالثالثة بلفظ واحد‬
‫جند ذلك واضحًا يف كتاب‪« :‬تعليقة على تأسيس النظر « البن زيد الدبوسي‪ ،‬حيث ذكر األصول (القواعد)‬ ‫‪20‬‬
‫اليت وقع اخلالف بني أيب حنيفة وأيب يوسف وحممد بن احلسن‪.‬‬
‫كما فعل اإلمام السبكي يف كتابه «األشباه والنظائر»‪ ،‬حيث ذكر فيه القواعد األصوليّة مث جاء ابن جنيم فحكى كتاب السبكي ولكنه جرده من القواعد‬ ‫‪21‬‬
‫األصوليّة ‪ ،‬وذلك يف كتابه «األشباه والنظائر»‪.‬‬
‫ظهرت مؤخرًا بعض الدراسات و البحوث اليت تتعلق بالقواعد األصوليّة املتعلقة بأحد املباحث أو االبواب األصوليّة ‪ ،‬مثل‪ :‬القواعد األصوليّة املتعلقة باألمر‬
‫والنهي (رسالة ماجستري يف كلية الشريعة جبامعة اإلمام حممد بن سعو بالرياض‪ ،‬عام ‪1407‬هـ‪= ).‬‬
‫=أو تذكر القواعد األصوليّة املوجودة يف إحدى الكتب الفقهيَّة‪ ،‬مثل‪ :‬القواعد األصوليّة املتعلقة باألدلة يف العبادات واملعامالت من كتاب املغين(رسالة دكتوراه‬
‫يف كلية الشريعة جبامعة اإلمام حممد بن سعود بالرياض‪ ،‬عام (‪1411‬هـ‪.).‬‬
‫| ‪256‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫الفقه َّية ُذكرت ضمن مصنفات مستقلة عديدة خاصة هبا عرفت بالقواعد‪ ،‬أو األشباه و‬
‫النظائر‪ ،‬أو األصول أو الضوابط ‪ ,‬و هــذه املصنفات‪.22‬‬

‫الثالث والثالثون‪ :‬القواعد األصول ّية يستفيد منها املجتهد فيستعملها عند استنباط‬
‫األحكام الرشعية يف األدلة‪.‬‬

‫أما القواعد الفقه َّية فيستفيد منها املجتهد و القايض و املتعلم و املفتي‪.‬‬

‫الرابع والثالثون‪ :‬القواعد األصول ّية ال يتوقف استنباطها عىل القواعد الفقه َّية‪ ،‬أما‬
‫القواعد الفقه َّية فيتوقف استنتاجها عىل القواعد األصول ّية‪.‬‬

‫اخلامس والثالثون‪ :‬قواعد األصول ليست حمصورة يف أبواب األصول وموضوعاته و‬


‫مسائله‪ ،‬أما القواعد الفقه َّية فليست حمصورة أو معدودة‪ ،‬بل هــي كثرية جد ًايف كتب الفقه‬
‫املختلفة‪.‬‬

‫السادس والثالثون‪ :‬القواعد الفقه َّية ليست أصالً يف إثبات حكم جزئياهتا بل حكم هــذه‬
‫القواعد نفسه مستمد من حكم جزئياهتا‪ ،‬أما القواعد األصول ّية فهي أصل يف إثبات حكم‬
‫جزئياهتا‪.‬‬

‫السابع والثالثون‪ :‬إن دراسة القواعد الفقه َّية هــي دراسة الفقه ال من قبيل أصول الفقه‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫ومنها ما هــو خاص بمذهب معني‬
‫أو القواعد األصوليّة املتعلقة باختالف الفقهاء(رسالة دكتوراه يف جامعة األزهر) ملصطفى سعيد اخلن‪ ،‬طبعت هــذه الرسالة مبؤسسة الرسالة يف بريوت عام‬
‫‪1414‬هـ‪1994 ،.‬م‪ ،‬وغريها من الدراسات والبحوث‪.‬‬
‫ومنها املؤلفات املعاصرة مثل‪ :‬كتاب القواعد الفقهيَّة مفهومها ونشأهتا و تطورها لعلي أمحد الندوي‪ ،‬وكتاب القواعد الفقهيَّة بني األصالة والتوجيه ملحمد‬ ‫‪22‬‬
‫بكر امساعيل‪ ،‬وكتاب القواعد الفقهيَّة يف املذهب احلنفي والشافعي ملحمد الزحيلي‪ ،‬والوجيز يف إيضاح القواعد الكلية ملحمد صدقي البورنو‪ .‬جملة االلتزامات‬
‫والعقود التونسية‪.‬‬
‫ومن أهم كتب القواعد يف املذاهب األربعة ما يلي‪:‬‬ ‫‪23‬‬
‫أ‪ -‬قواعد املذهب احلنفي‪:‬‬
‫= قواعد املذهب احلنفي أليب طاهر الدباس (مجع فيها قواعد املذهب‪ ،‬حيث رد مجيع املذهب إىل سبع عشرة قاعدة‪.‬‬
‫* األصل للكرخي عبيد اهلل بن احلسن ت ‪ 340‬هـ‪.‬‬
‫*تأسيس النظر للسمرقندي‪ ،‬أبو الليث نصر بن حممد بن أمحد‪ ،‬ت‪373‬هـ‪.‬‬
‫*تعليقة تأسيس النظر للدبوسي‪ ،‬عبيد اهلل بن عمر بن عيسى‪ ،‬ت ‪340‬هـ‪.‬‬
‫*األشباه و النظائر البن جنيم‪ ،‬زين الدين بن ابراهيم بن حممد احلنفي املصري‪ ،‬ت ‪970‬هـ‪.‬‬
‫*تنوير البصائر على األشباه والنظائر للغزي‪ ،‬شرف الدين عبد القادر بن بركات بن ابراهيم‪ ،‬ت ‪1005‬هـ‬
‫*غمز عيون البصائر على األشباه والنظائر للحموي‪ ،‬أمحد بن حممد‪ ،‬ت ‪ 1098‬هـ‪.‬‬
‫*خامتة جمامع احلقائق للخادمي‪ ،‬أبو سعيد حممد بن حممد املصطفى ت ‪1176‬هـ‪.‬‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 257‬‬

‫الثامن والثالثون‪ :‬القواعد األصول ّية عبارة عن األسس التي يلتزمها املجتهد ليعتصم‬
‫هبا عن اخلطأ يف االستنباط‪ ،‬أما القواعد الفقه َّية فهي عبارة عن جمموعة األحكام املتشاهبة‬
‫التي ترجع إىل يشء واحد جيمعها أو إىل ضابط فقهي يربطها‪ ،‬ويلتزمها الفقيه ليعتصم هبا عن‬
‫اخلطأ يف الفتاوى و إصدار األحكام‪.‬‬

‫التاسع والثالثون‪ :‬تنقسم القواعد الفقه َّية إىل قسمني‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬القواعد الفقه َّية املتفق عليها‪ ،‬وهي قسامن أيض ًا‪:‬‬

‫أ‪ -‬القواعد األساسية وتشمل القواعد اخلمس الكربى (األمور بمقاصدها‪ ،‬اليقني ال‬
‫يزال بالشك‪ ،‬املشقة جتلب التيسري‪ ،‬الرضر يزال‪ ،‬العادة حمكمة)‪.‬‬

‫ب‪ -‬قواعد كلية‪ :‬وهي القواعد التي يتخرج عليها ما ال ينحرص من الصور اجلزئية‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ :‬قواعد خمتلف فيها‪ :‬وهي التي وقع فيها اخلالف بني الفقهاء‪ ،‬وترتب عىل‬
‫ذلك اختالف يف جزئياهتا‪ ،‬وهي قسامن أيض ًا‪:‬‬

‫*القواعد الفقهيَّة يف أول حملة األحكام العدلية ملجموعة من علماء الدولة العثمانية (وهلا شروح عديدة)‪.‬‬
‫*الفوائد البهية يف القواعد الفقهيَّة ملحمود بن محزة الدمشقي‪ ،‬ت ‪1305‬هـ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قواعد املذهب املالكي‪:‬‬
‫*الفروق للقرايف‪ ،‬أمحد بن أيب عالء شهاب الدين‪ ،‬ت ‪684‬هـ‪.‬‬
‫*القواعد للمقري‪ ،‬أمحد بن أيب عالء شهاب الدين ت ‪758‬هـ‪.‬‬
‫*إيضاح املسالك إىل قواعد اإلمام مالك للونشريسي‪ ،‬أمحد بن حيىي بن حممد التلمساين‪ ،‬ت‪914‬هـ‪.‬‬
‫*هتذيب الذوق والقواعد السنية يف األسرار الفقهيَّة ملحمد بن علي بن حسني املكي املالكي‪1367 ،‬ه ج‪-‬قواعد املذهب الشافعي‪:‬‬
‫*قواعد األحكام يف مصاحل األنام‪ ،‬للعز بن عبد السالم السلمي‪ ،‬ت‪660‬هـ‪.‬‬
‫*األشباه والنظائر للسبكي‪ ،‬تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف‪ ،‬ت ‪771‬هـ‪.‬‬
‫*املجموع املذهب يف قواعد املذهب للكيكلدي‪ ،‬أبو سعيد خليل العالئي الشافعي‪ ،‬ت‪761‬هـ‪.‬‬
‫*املنثور يف ترتيب القواعد الفقهيَّة للزركشي‪ ،‬حممد بن هبادر بن عبد اهلل‪ ،‬ت ‪794‬هـ‪.‬‬
‫*األشباه والنظائر البن املقلن‪ ،‬عمر بن علي بن أمحد األنصاري‪ ،‬ت ‪804‬هـ‪.‬‬
‫=‬ ‫*األشباه والنظائر للسيوطي‪ ،‬جالل الدين بن عبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد‪ ،‬ت ‪911‬هـ‪.‬‬
‫= *الفوائد البهية يف القواعد الفقهيَّة (نظم األشباه والنظائر للسيوطي) أليب بكر بن أيب القاسم األهدل‪،‬ت ‪035‬هـ‪.‬‬
‫*الفوائد اجلنية حاشية املواهب السنية شرح الفوائد يف القواعد الفقهيَّة ملحمد بن ياسني بن عيسى الفاداين املكي‪ ،‬ت ‪1410‬هـ‪.‬‬
‫د‪ -‬قواعد املذهب احلنبلي‪:‬‬
‫*القواعد النورانية الفقهيَّة البن تيمية‪ ،‬أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم احلراين‪ ،‬ت ‪728‬هـ‪.‬‬
‫*تقرير القواعد و حترير الفوائد البن رجب‪ ،‬عبد الرمحن بن شهاب بن أمحد احلنبلي‪ ،‬ت ‪795‬هـ‪.‬‬
‫*القواعد البن اللحام‪ ،‬علي بن عباس عالء الدين البعلي‪.‬‬
‫*القواعد األصوليّة اجلامعة للسعدي‪ ،‬عبد العزيز بن ناصر‪ ،‬ت ‪1376‬هـ‪.‬‬
‫*القواعد الفقهيَّة للعثيمني‪ ،‬حممد بن صاحل‪ ،‬ت ‪1412‬هـ‬
‫| ‪258‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫أ‪ -‬قواعد خمتلف فيها يف املذهب‪.‬‬

‫ب‪ -‬قواعد خمتلف فيها بني املذاهب‪.‬‬

‫بينام ال نجد هــذا التقسيم يف القواعد األصول ّية أو عىل األقل ال نجده واضح التصنيف‬
‫والتأليف كام هــو يف القواعد الفقه َّية‪.‬‬

‫األربعون‪ :‬إن دراسة القواعد األصول ّيةهــي من دراسة أصول الفقه والتي يبنى عليه‬
‫استنباط الفروع الفقه َّية‪ ،‬أما دراسة القواعد الفقه َّية فهي من دراسة الفقه وهي مبنية عىل‬
‫اجلمع بني املسائل املتشاهبة يف األحكام الفقه َّية‪.‬‬

‫احلادي واألربعون‪ :‬إن أسباب االختالف يف القواعد الفقه َّية يرجع إىل االختالف يف‬
‫الفروع التي ترجع إىل الطبيعة البرشية‪ ،‬وإىل طبيعة اللغة العربية‪ ،‬واليرس ورفع احلرج‪ ،‬أما‬
‫االختالف يف القواعد األصول ّيةفريجع إىل اختالف املجتهدين والذي يرجع يف دوره إىل‬
‫سببني رئيسيني هــام‪ :‬االختالف يف النصوص الرشعية ودرجتها‪ ،‬أي االختالف يف فهم‬
‫النصوص وإدراك حكمته هبا‪.‬‬

‫الثاين واألربعون‪ :‬القواعد األصول ّية عبارة عن املسائل التي تشملها أنواع من األدلة‬
‫التفصيلية يمكن استنباط الترشيع منها‪ ،‬أما‬

‫القواعد الفقه َّية فهي عبارة عن املسائل التي تندرج حتتها أحكام جزئية أو فرعية‪.‬‬

‫ُعي يف فهم النصوص الترشيعية املختلفة‬


‫الثالث واألربعون‪ :‬إن القواعد األصول ّية ت ْ‬
‫وتساهم يف حل الكثري من االختالفات القضائية وتفسري النصوص و القوانني الوضعية‬
‫ألهنا بنيت عىل أدلة علمية من املنقول و املعقول‪.‬‬

‫الرابع واألربعون‪ :‬اعتمد علامء األصول يف وضع القواعد األصول ّية عىل أمرين‪:‬‬

‫أحدمها‪ :‬املدلوالت اللغوية‪ ،‬والفهم اللغوي العريب لنصوص الكتاب والسنة و عىل ما‬
‫قرره أئمة اللغة وفق ًا لتتبع واستقراء األساليب العربية واستعامالهتا يف املعاين‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ما هنجه الرسول ^ يف بيان أحكام القر ّان الكريم وجمموع ما تبني السنة من‬
‫أحكام النصوص‪ .‬أما القواعد الفقه َّية فقد اعتمد الفقهاء يف وضعها عىل األحكام الرشعية‬
‫اجلزئية أو الفروع الفقه َّية‪.‬‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 259‬‬

‫اخلامس واألربعون‪ :‬إن أصول الفقه بني عىل استنباط الفروع الفقه َّية‪ ،‬حتى إذا تكونت‬
‫املجموعات الفقه َّية املختلفة أمكن الربط بني فروعها‪ ،‬ومجع أشتاهتا يف قواعد عامة جامعة‬
‫هلذه األشتات وتلك النظر َّيةالفقه َّية‪ ،‬أما القواعد الفقه َّية فهي كام ذكرنا مبنية عىل اجلمع بني‬
‫املسائل املتشاهبة يف األحكام الفقه َّية‪.24‬‬

‫السادس واألربعون‪ :‬إن القواعد األصول ّية وسيلة الستنباط األحكام الرشعية العملية‪،‬‬
‫أما القواعد الفقه َّية فهي جمموعة من األحكام املتشاهبة التي ترجع إىل علة واحدة جتمعها‪،‬‬
‫أو ضابط فقهي حييط هبا لتسهيل املسائل الفقه َّية وتقريبها‪.‬‬

‫السابع واألربعون‪ :‬ويرجعمصدر هــذه القواعد يف الغالب لألدلة األربعة‪ :‬الكتاب‪،‬‬


‫والسنة‪ ،‬واألمجاع‪ ،‬و القياس‪.‬‬

‫خامتة البحث‪:‬يف فوائد وأمهية القواعد األصول ّية‪:‬‬

‫‪ -1‬القواعد األصول َّية قواعد تتعلق باألدلة واألحكام التي يستنبط هبا احلكم من الدليل‬
‫التفصييل‪.‬‬

‫‪ -2‬إن هــذه القواعد هــي قواعد كلية تنطبق عىل مجيع جزئياهتا و موضوعاهتا‪.‬‬

‫‪ -3‬توصل إىل معرفة األحكام الرشعية املتعلقة بأفعال العباد وترصفاهتم‪.‬‬


‫‪ -4‬حفظ الرشيعة عن طريق املنهج السليم يف استنباط األحكام الرشعية‪.‬‬
‫‪ -5‬تزود املجتهد بمنهج يلتزم به يف طرق االستنباط‪.‬‬
‫‪ -6‬تعني العاملني يف الفقه عىل استنباط الدليل وفهمه‪.‬‬
‫‪ -7‬يستفاد منها يف احلكم الرشعي الكيل دون حكم جزئي‪.‬‬
‫‪ -8‬تضبط أصول االستدالل وذلك ببيان األدلة الرشعية الصحيحة والتي حيتج هبا‪.‬‬
‫‪ -9‬تساعد علىاملامرسة والتطبيق العلمي والتدريب عىل االستنباط والرتجيح وتفريع‬
‫املسائل واستنباطها من األدلة‪.‬‬

‫أصول الفقه ملحمد أبو زهرة ص‪)10-9(:‬‬ ‫‪24‬‬


‫| ‪260‬‬ ‫األستاذ املساعد شامل الشاهني‬

‫‪ -10‬توضح للعلامء يف كل عرص املنهج الذي يلتزم به يف طرق استنباط األحكام‬


‫الرشعية للمسائل املستجدة‪.‬‬

‫‪ - 11‬تعد القواعد األصول ّية ميزان ًا ألفعال املكلفني و أقواهلم وعقودهم؛ فكل ما يصدر‬
‫عنهم يزنه القايض و املفتي واحلاكم واإلداري بميزان هــذا القواعد‪.‬‬

‫‪ - 12‬سبقت القواعد األصول ّية الفقه ؛ ألهنا قواعد وضوابطها لالستنباط و موازين‬
‫لآلراء و االجتهادات‪.‬‬

‫تفهم الفتوى وتغريها بحسب املقاصد و‬


‫‪ - 13‬تعني القواعد األصول ّية املفتي عىل ُّ‬
‫الزمان و املكان و العرف و العادة‪.‬‬

‫‪ - 14‬تساهم يف تكوين امللكة األصول ّية القادرة استنباط األحكام الرشعية أو الرتجيح‬
‫بني األقوال و األدلة املتعارضة‪.‬‬

‫‪ - 15‬تعطي النوازل األحكام الرشعية املناسبة هلا‬

‫‪ - 16‬تساعد يف اجلمع بني املتامثالت ورد اجلزئيات إىل الكليات ‪ ,‬وربط الفروع‬
‫باألصول‪.‬‬

‫‪ - 17‬تساعد عىل الرتجيح بني األدلة و االختبار بعيد ًا عن اهلوى و الغرض‪.‬‬

‫‪ - 18‬تعني عىل دراسة الفقه املقارن بني املذهب و الرتجيح بينهام‪.‬‬

‫‪ - 19‬تعد ضوابط ًا لفهم النصوص واألدلة الرشعية األخرى‪.‬‬

‫‪ - 20‬تساعد الفقيه يف دراسة مسائل الفقه وفهمها و استيعاهبا‪.‬‬

‫‪ - 21‬تثبت روح الثقة لدى املجتهد والفقيه‪ ،‬وتوزع الطمأنينة يف نفسه جتاهاألحكام‬
‫التي يستخرجها من األدلة الكلية أو اجلزئية‪.‬‬

‫‪ -22‬حتفظ وتصون املجتهد و الفقيه من تناقص األحكام يف القضايا املتامثلة‪.‬‬

‫‪ - 23‬عن طريق هــذه القواعد األصول ّية يكون الرتجيح بني آراء أئمة املذاهب و علامئها‬
‫واختيار ما هــو األنسب لكل عرص‪,‬وما تتحقق به مصالح املجتمع وحاجات الناس املتنوعة‬
‫القواعد األصوليّة‬ ‫‪| 261‬‬

‫و املتغرية واملتجددة‪.‬‬

‫تيس دراسة الفقه و األصول ‪,‬وذلك عن طريق عباراهتا املجودة و كلامهتا‬


‫‪ّ - 24‬‬
‫املخترصة‪.‬‬

‫‪ - 25‬تساهم يف معرفة مقاصد الرشيعة‪.‬‬

‫‪ -26‬تعد مصادر أساسية تضبط اإلفتاء والقضاء ‪ ,‬فبضبط األصول تستقيم األحكام‪.‬‬

‫‪ -27‬تساعد عىل منع اخلالف وتقليله ‪,‬ألن ضبط هــذه القواعد ينشأ عنه صحة احلكم‬
‫عىل الفروع‪.‬‬

‫‪ - 28‬هي قواعد متفق عليها وال اختالف فيها إال نادر ًا‪.‬‬

‫‪ - 29‬ينظر فيها عىل أهنا دليل رشعي‪.‬‬

‫‪ -30‬يستغنى هبا عن كثري من جزئيات مناهج وطرق االستنباط‪.‬‬

‫‪ - 31‬هي نصوص ومبادئ كلية كربى ضابطة لطرق االستنباط‪.‬‬

‫‪ - 32‬بمعرفتها تدرك حقائق أصول الفقه ومسالكه وطرق االستنباط‪.‬‬

‫‪ - 33‬تضبط لألصويل أصول مذهبه ومسالكه يف استنباط األحكام وتنظيممنثورها‪.‬‬

‫‪ - 34‬ما يتوصل إليه املجتهد من نتائج يف اجتهاده إنام هــي ثمرة هلذه القواعد‪.‬‬

‫‪ - 35‬هي القواعد التي يضعها املجتهد نصب عينيه عند البدء و الرشوع يف االستنباط‬
‫ومسالكه‪.‬‬

‫‪ - 36‬إن االختالف فيها هــو من أهم أسباب االختالف يف الفروع وكذلك االختالف‬
‫يف القواعد الفقه َّية‪.‬‬

‫‪ - 37‬هي عبارة عن األسس التي يلتزمها املجتهد ليعتصم هبا عن اخلطأ باالستنباط‪.‬‬

‫‪ - 38‬تساهم يف حل الكثري من االختالفات القضائية وتفسري النصوص و القوانني‬


‫الوضعية ألهنا بنيت عىل أدلة علمية صحيحة من املنقول املعقول‪.‬‬

You might also like