You are on page 1of 206

‫المخترص الميرس‬

‫ف‬
‫القواعد الفقهية‬

‫إعداد‪ :‬صالح الدين أحمد‬


‫الهرتل‬
‫ي‬ ‫عبدالباق‬
‫ي‬ ‫راجعه‪ :‬أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬دمحم‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ە‬
‫) ِب ْس ِم اَّلل الرحم ِن الر ِح ِيم (‬
‫ە‬ ‫ٰ‬ ‫ە‬

‫تعریف الکتاب‬
‫عنوان الکتاب‪ :‬المخترص الميرس یق القواعد‬
‫الفقهية‬
‫إعداد‪ :‬صالح الدين أحمد‬
‫ی‬
‫حسی دمحم‬ ‫تایب‪:‬‬
‫سعر ( ‪ ) ٠٤٤٤‬دینار‬
‫تیاژ (‪ ( ٠٤٤‬عدد‬
‫دیزاین مویس دمحم‪ /‬قلعدیزە‬

‫لە بەڕێوەبەرایەت گشت کتێبخانە گشتیەکان‪ /‬هەرێیم کوردستان‪:‬‬


‫ی‬ ‫ی‬
‫) ساڵ ‪ ٩٤٠٢‬پێدراوە‬ ‫سپاردت (‬ ‫ژمارەی‬

‫‪2‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫بسمميحرلا نمحرلا هللا ‬


‫احلمد هلل والصالة والسالم على خري خلقه دمحم وآله‬
‫وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫إن القواعد الفقهية من أهم اإلبداعات العقلية اليت أنتجتها‬
‫عقول الفقهاء‪ ،‬وهي كلمات معربة عن الفكر الفقهي‪ ،‬صاغوها‬
‫بعبارات موجزة جزلة‪ ،‬وجرت جمرى األمثال يف شهرهتا ودالالهتا‬
‫أيضا‪ ،‬فكثري منها‬
‫يف عامل الفقه اإلسالمي‪ ،‬بل يف عامل القانون ً‬
‫يعرب عن مبادئ حقوقية معتربة ومقررة لدى القانونيني أنفسهم؛‬
‫ألهنا مثرات فكر عديل وعقلي‪ ،‬ذات قيم اثبتة يف ميزان التشريع‬
‫والتعامل واحلقوق والقضاء‪.‬‬
‫وما دامت هناك وقائع وأحداث وتصرفات إنسانية‬
‫متجددة‪ ،‬فإن القواعد الفقهية تبقى قائمة مستمرة ال تنقطع‪ ،‬إذ‬
‫حيتاج القضاة واملفتون إىل معرفة حكم هللا عز وجل فيها‪ ،‬حىت‬
‫يستمروا يف فعلها أو يكفوا عنه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫وقد تكون احلاجة إىل هذه القواعد يف عصران أكثر ضرورة؛‬


‫كثريا من صور‬
‫ألن عجلة احلياة تسري بسرعة كبرية‪ ،‬مما أنتج ً‬
‫املعامالت والنظم االجتماعية اجلديدة اليت يراد معرفة حكم‬
‫الشارع فيها‪ ،‬وال ميكن لباحث أن يتعرف على احلكم الشرعي‬
‫يف الصورة اجلديدة من القضااي املتعلقة واستنباط األحكام إال‬
‫ابستعمال األصول واملرتكزات اليت منها القواعد الفقهية‪.‬‬
‫فدراسة القواعد الفقهية ليست غاية يف ذاهتا‪ ،‬حىت وإن‬
‫مهما‪ ،‬وإمنا الغاية من ذلك‪ :‬التوصل إىل معرفة حكم‬
‫كان ذلك ًّ‬
‫هللا تعاىل يف الوقائع اليت تواجه اإلنسان يف حياته‪ ،‬وحيتاج إىل‬
‫معرفة موقف الشرع منها‪ ،‬وهذه الغاية األساسية إمنا حتققها‬
‫القواعد الفقهية مع غريها من األدلة‪.‬‬
‫بعدما درست ودرست علم القواعد الفقهية وواجهت كثريا‬
‫من العقبات بسبب تعقيدات بعض الكتب ٲو تطويلها‪ ،‬وبعدما‬
‫رأيت أن هذا العلم منهج دراسي يف الكليات واملعاهد واملدارس‬
‫الشرعية‪ ،‬تفكرت ٲن ٲعد كتااب خمتصرا ملخصا موجزا وجيزا‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫لذلك الشرح ومعنی القاعدة وتطبيقاهتا كلها خمتصر موجز‬


‫سهل العبارة‪ ,‬وكلها منقولة من الكتب السابقة وإال يف العصر‬
‫احلاضر حنتاج إىل صياغة جديدة وتطبيقات جديدة هلذه‬
‫القواعد املهمة والثمينة‪.‬‬
‫والقواعد الفقهية من ٲهم العلوم فائدة‪ ،‬ألهنا متعلق حبياة‬
‫الناس مباشرة‪ ،‬وكذلك الفقيه واملفيت واألساتذة اليستطيعون ٲن‬
‫يوجبوا وجيمعوا األجوبة بشكل واضح ومفيد وسريع بغري هذا‬
‫العلم‪.‬‬
‫القواعد الفقهية يوجد امللكة الفقهية العالية‪ ،‬ويعط جرءة‬
‫اجلواب عن األسئلة بشكل منضبط‪.‬‬
‫ويتيح لغري املتخصصني يف الشريعة االطالع على األحكام‬
‫الشرعية بشكل سهل ميسر‪.‬‬
‫وكذلك يضبط الفروع اجلزئية يف قاعدة واحدة؛ مما يسهل‬
‫استذكار حكم تلك املسائل مبجرد تذكر القاعدة‪ ،‬ويف ذلك‬

‫‪5‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫استغناء عن حفظ أكثر الفروع الندراجها حتت القواعد الكلية‬


‫اجلامعة‪.‬‬
‫ويعطي السهولة يف معرفة أحكام الوقائع احلادثة اليت ال نص‬
‫فيها‪ ،‬وإمكان اإلحاطة ابلفروع املنتشرة يف أقرب وقت وأسهل‬
‫طريق على وجه يؤمن معه التشويش واالضطراب‪.‬‬
‫وكذلك يعطي تنمية امللكة الفقهية؛ ألهنا جتمع بني‬
‫املتشاهبات وتفرق بني املختلفات ومن خالل تنمية هذه امللكة‬
‫ميكن استنباط احلوادث الفقهية للوقائع والنوازل‪.‬‬
‫وي رشد اجلهود االقتصادي يف الوقت والطاقة‪,‬ألن املسائل‬
‫الفقهية كثرية‪ ,‬ومتجددة‪,‬يصعب اإلحاطة هبا‪ ,‬إذ العمر حمدود‪,‬‬
‫مع كثرة الشواغل وامللهيات‪.‬‬
‫وحيمي املتعلم من االضطراب والتناقض والتشتت‪,‬ألن تتبع‬
‫اجلزئيات دون معرفة الروابط بينها يشتت ذهن املتعلم‪,‬ورمبا‬
‫سبب له بعض التناقض أو الشكوك‪ .‬يقول القرايف‪ " :‬ومن‬
‫جعل ُيرج الفروع ابلمناسبات اجلزئية دون القواعد الكلية‬

‫‪6‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ت ناقضت عليه الفروع واخت لفت وت زلزلت خواطره فيها‬


‫واضطربت ‪ ،‬وضاقت ن فسه لذلك وق نطت‪.‬‬
‫وتدرك مقاصد الشريعة وأسرارها وحكمها‪ ,‬فقاعدة "املشقة‬
‫جتلب التيسري"توصلنا إىل أن الشريعة جاءت ابلتيسري والتسهيل‬
‫والتخفيف على العباد‪ ,‬ورفع احلرج‪.‬‬
‫وتقدر جمهودات العلماء السالفني‪ ,‬ويعرف فضلهم وقدرهم‪,‬‬
‫ابلنظر يف نتاجهم العلمي يف جمال التأصيل والتقعيد والتجميع‪.‬‬
‫وميهد الطريق ويذلل السبيل أمام طالب العلم وأيهله إىل‬
‫مرتبة االجتهاد واالستنباط والتخريج والتفريع‪.‬‬
‫ويبطل مزاعم من يتهم علماء املسلمني ابجلمود والسطحية‬
‫وغريها من االفرتاءات‪ ,‬حيث يقف الدارس للقواعد على الدقة‬
‫يف التقعيد والتجميع والتأصيل لديهم‪.‬‬
‫ويقلل االختالفات املذهبية‪ ،‬ويقضي على العصبية املذهبية‪:‬‬
‫وبيان ذلك أن هذه القواعد تذكر غالبا دون التعصب ملذهب‬

‫‪7‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫فروعا وجزئيات‬
‫معني‪ ،‬وإمنا هي قضية كلية جتمع يف ثناايها ً‬
‫شىت من مجيع املذاهب‪ ،‬واالستثناء فيها قليل ال يعرفه إال‬
‫املختصون‪ ،‬فمثال‪ :‬قاعدة «املشقة جتلب التيسري» قال العلماء‪:‬‬
‫«يتخرج على هذه القاعدة مجيع رخص الشرع وحتقيقاته» بل‬
‫«إن هذه القاعدة يرجع إليها غالب أبواب الفقه» وقاعدة‬
‫«الفرض أفضل من النفل» قاعدة عامة وليس هلا إال استثناء‬
‫قليل يكون فيه النفل أفضل من الفرض‪ ،‬مثل‪ :‬رد السالم‪،‬‬
‫وإنظار املعسر‪ ،‬والوضوء قبل الوقت‪ ،‬وهكذا سائر القواعد‬
‫جتدها يف معظمها جتمع وال تفرق‪ ،‬وتقرب وال تبعد‪ ،‬وتيسر وال‬
‫تعسر‪ ،‬وتوضح املراد بغري احلاجة إىل ذكر األدلة والرتجيح بينها‬
‫كما هو الشأن يف دراسة الفقه املقارن الذي هو من عمل‬
‫املشتغلني ابلفقه‪ ،‬أما سواد األمة فهم حباجة ملحة إىل معرفة‬
‫األحكام الشرعية اليت أتخذ أبيديهم إىل العبادة واملعاملة‬
‫الصحيحة املقبولة شرعا من غري تعصب ملذهب قد ال يستطيع‬
‫معرفة دليله‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫واحلاصل‪ :‬أن هذه القواعد تعترب مبثابة مباديء أولية لنظرية‬


‫فقهية كلية تعمل على مجع املسلمني وتقرب بني مذاهبهم‪،‬‬
‫وتؤلف بني قلوهبم‪ ،‬ومن مث يتوحد صفهم‪ ،‬وهذا ما نرجوه‬
‫وأنمله‪ ،‬وهللا على كل شيء قدير‪.‬‬

‫العبد الفقی إىل لطف ربه الكريم‬


‫إعداد‪ :‬صالح الدين أحمد‬

‫‪9‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫المقدمات‬
‫تعريف القواعد الفقهية وفوائدها‬
‫ا‬
‫أول‪ :‬نبدة تاريخية عن ظهور القواعد الفقهية‬
‫بدأ التشريع اإلسالمي يف العهد النبوي‪ ،‬ومع نزول القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬وبيانه يف السنة النبوية‪ ،‬ملعرفة أحكام الشرع يف مجيع‬
‫شؤون احلياة‪.‬‬

‫مث بدأت احلركة الفقهية ابلظهور بعد وفاة النيب ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ -‬وقام الصحابة والتابعون‪ ،‬ومن بعدهم األئمة‬
‫واجملتهدون والعلماء والفقهاء ابستنباط األحكام الفقهية من‬
‫املصادر الشرعية‪.‬‬

‫ومشروا عن سواعدهم الستخراج حكم املسائل والقضااي من‬


‫الكتاب الكرمي‪ .‬والسنة الشريفة‪ ،‬واالجتهاد بواسطة بقية‬
‫املصادر‪ ،‬العتقادهم أن لكل قضية أو أمر من أمور الدنيا‬

‫‪01‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫حكماً هلل تعاىل‪ ،‬وأهنم املكلفون ببيان هذه األحكام‪ ،‬ومسؤولون‬


‫أمام هللا تعاىل عن ذلك‪.‬‬

‫فإذا حدث أمر‪ ،‬أو طرأت حادثة‪ ،‬أو أثريت قضية‪ ،‬أو وقع‬
‫نزاع‪ ،‬أو استجد حبث‪ ،‬رجع الناس واحلكام إىل العلماء والفقهاء‬
‫واجملتهدين ملعرفة حكم هللا تعاىل يف ذلك‪ ،‬وأحس العلماء‬
‫بواجبهم حنو هذه األمانة واملسؤولية امللقاة على عاتقهم‪ ،‬فنظروا‬
‫يف كتاب هللا‪ ،‬فإن وجدوا فيه نصاً صرحياً بينوه للناس‪ ،‬وإن مل‬
‫جيدوا رجعوا إىل السنة دراسة وحبثاً وسؤاالً‪ ،‬فإن وجدوا فيها‬
‫ضالتهم املنشودة أعلنوها ووقفوا عندها‪ ،‬وإن مل جيدوا نصاً يف‬
‫كتاب وال سنة شرعوا يف االجتهاد وبذل اجلهد والنظر يف‬
‫الكتاب والسنة وما يتضمنان من قواعد جمملة‪ ،‬ومبادئ عامة‪،‬‬
‫وأحكام أصيلة‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ومن إحالة صرحية أو ضمنية إىل املصادر الشرعية األخرى‪،‬‬


‫ويعملون عقوهلم يف فهم النصوص وتفسريها‪ ،‬وحتقيق مقاصد‬
‫الشريعة‪ ،‬وأهدافها العامة‪ ،‬ليصلوا من وراء ذلك إىل استنباط‬
‫األحكام الفقهية وبيان احلالل واحلرام‪ ،‬ومعرفة حكم هللا تعاىل‪.‬‬

‫وتكون من عملهم جمموعة ضخمة من األحكام الشرعية‬


‫والفروع الفقهية‪ ،‬وقاموا بواجبهم أحسن قيام يف مسايرة التطور‪،‬‬
‫ومواكبة الفتوح‪ ،‬ورسم املنهج اإلهلي يف حياة الفرد واجملتمع‬
‫والدولة‪ ،‬لتبقى مستظلة ابألحكام الشرعية يف كل صغرية أو‬
‫كبرية‪.‬‬

‫ويظهر من ذلك أن الفقه اإلسالمي بدأ من الفروع‬


‫واجلزئيات‪ ،‬واستمر على هذا املنوال طوال القرن اهلجري األول‪،‬‬
‫وظهر خالل القرن الثاين عوامل جديدة‪ ،‬وطرق خمتلفة‪،‬‬
‫وتطورات ملموسة‪ ،‬منها ظهور الفقه االفرتاضي الذي اجته إىل‬

‫‪02‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫مسابقة الزمن‪ ،‬واستباق احلوادث‪ ،‬وافرتاض القضااي‪ ،‬وما‬


‫يستجد من املسائل‪ ،‬لبيان أحكامها الشرعية‪ ،‬كما ظهر أئمة‬
‫املذاهب الذين دونوا أحكامهم‪ ،‬ومتيزت اجتهاداهتم‪.‬‬

‫وحتددت قواعدهم وأصوهلم يف االستنباط واالجتهاد‪،‬‬


‫واستقل كل مذهب مبنهج معني يف بيان األحكام‪ ،‬معتمدين‬
‫على القواعد واألصول اليت يسريون عليها‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫وهنا برزت للوجود ثالثة أنواع من القواعد‪،‬‬


‫وه‪:‬‬
‫ي‬
‫‪ - ٠‬قواعد الستنباط والجتهاد‪ ،‬وهي السبل اليت يعتمد‬
‫عليها اجملتهد‪ ،‬ويستعني هبا يف معرفة األحكام من املصادر‪،‬‬
‫وهي قواعد علم أصول الفقه‪.‬‬

‫‪ -٩‬قواعد التخريج‪ ،‬اليت وضعها العلماء لرواية‬


‫األحاديث‪ ،‬وتدوين السنة‪ ،‬وضبط الرواايت‪ ،‬وقبول األسانيد‪،‬‬
‫واحلكم عليها ابلصحة أو الضعف‪ ،‬واجلرح والتعديل‪ ،‬لالعتماد‬
‫على الصحيح يف االجتهاد واالستنباط‪ ،‬وترك الضعيف‪ ،‬وجتنب‬
‫الواهي‪ ،‬واحلذر من املوضوع‪ ،‬وهذه القواعد هي‪ :‬مصطلح‬
‫احلديث‪ ،‬أو أصول احلديث‪ ،‬أو قواعد التحديث‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ - 3‬قواعد األحكام‪ ،‬وهي القواعد اليت صاغها العلماء‪،‬‬


‫وخباصة أتباع األئمة وجمتهدو املذاهب‪ ،‬جلمع األحكام املتماثلة‪،‬‬
‫واملسائل املتناظرة‪ ،‬وبيان أوجه الشبه بينها‪ ،‬مث ربطها يف عقد‬
‫منظوم‪ ،‬جيمع شتاهتا‪ ،‬ويؤلف بني أجزائها‪ ،‬ويقيم صلة القرىب يف‬
‫أطرافها‪ ،‬لتصبح عائلة واحدة‪ ،‬وأسرة متضامنة‪ ،‬وهي القواعد‬
‫الكلية يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬أو القواعد الفقهية‪.‬‬

‫حيدثنا اإلمام القرايف عن وجود هذە القواعد فيقول‪:‬‬

‫"إن الشريعة احملمدية اشتملت على أصول وفروع‪ ،‬وأصوهلا‬


‫قسمان‪:‬‬

‫أحدمها‪ :‬املسمى أبصول الفقه‪ ،‬وهي يف غالب أمره ليس فيها‬


‫إال قواعد‬

‫األحكام الناشئة عن األلفاظ العربية‪ ،‬وما يعرض لتلك األلفاظ‬


‫من النسخ‬

‫‪05‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫والرتجيح‪ ،‬وحنو‪ :‬األمر للوجوب‪ ،‬والنهي للتحرمي‪ ..‬إخل‪.‬‬


‫والقسم ی‬
‫الثات‪ :‬قواعد كلية جليلة‪ ،‬كثرية العدد‪ ،‬عظيمة‬
‫ي‬
‫املدد‪ ،‬مشتملة على أسرار الشرع وحكمه لكل قاعدة من‬
‫الفروع يف الشريعة ما ال حيصى‪ ،‬ومل يذكر منها شيء يف أصول‬
‫الفقه‪ ،‬وإن كان يشار إليها هناك على سبيل اإلمجال‪ ،‬ويبقى‬
‫تفصيله مل يتحصل‪." ..‬‬

‫وهذه القواعد اليت أشار إليها القرايف‪ ،‬وبني نشأهتا هي مناط‬


‫البحث يف هذه الدراسة لتعريفها‪ ،‬وبيان فائدهتا‪ ،‬وأهم كتبها‪،‬‬
‫وعرض أنواعها وما يتفرع عنها‪.‬‬

‫‪06‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ا‬
‫ثانيا‪ ،‬تعريف القواعد الفقهية‬
‫القواعد‪ :‬مجع قاعدة‪ ،‬والقاعدة لغة‪ :‬األساس‪ ،‬ومنه قواعد البناء‬
‫وأساسه‪.‬‬
‫قال هللا تعاىل‪( :‬وإذ ي رفع إب راهيم القواعد من الب يت‬
‫وإْساعيل)‪.‬‬
‫والقاعدة يف االصطالح مبعىن الضابط‪ ،‬وهي األمر الكلي‬
‫املنطبق على مجيع جزئياته‪ ،‬فالقاعدة‪ :‬قضية كلية يدخل حتتها‬
‫جزئيات كثرية‪ ،‬وحتيط ابلفروع واملسائل من األبواب املتفرقة‪.‬‬
‫والقاعدة إما أن تطبق على مجيع الفروع اليت تدخل حتتها‪،‬‬
‫كما سبق يف التعريف‪.‬‬
‫وإما أن تشمل غالب اجلزئيات أو أكثرها‪ ،‬وُيرج عنها‬
‫بعض الفروع واجلزئيات اليت تعترب استثناءات‪ ،‬وقد تطبق عليها‬

‫‪07‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫قاعدة أخرى‪ ،‬ولذلك عرفها احلموي يف (حاشيته على األشباه‬


‫والنظائر) أبهنا‪:‬‬

‫أغلت ينطبق عل معظم جزئياته "‪.‬‬


‫ي‬ ‫"حكم‬

‫وقد اخرتان التعريف األول الذي يفيد انطباق القاعدة على‬


‫مجيع اجلزئيات‪ ،‬ألن األصل فيها أن تكون كذلك‪ ،‬وأن خروج‬
‫بعض الفروع عنها ال يضر وال يؤثر‪ ،‬وتكون استثناء من‬
‫القاعدة‪ ،‬ألن كل قاعدة أو مبدأ أو أصل له استثناء‪ ،‬وهذا‬
‫االستثناء ال يغري من حقيقة األصل أو املبدأ‪ ،‬وقد صرحت جملة‬
‫األحكام العدلية هبذا فقالت يف املادة األوىل منها‪:‬‬

‫"مث إن بعض هذه القواعد‪ ،‬وإن كان حبيث إذا انفرد يوجد‬
‫من مشتمالته بعض املستثنيات‪ ،‬لكن ال ختتل كليتها وعمومها‬
‫من حيث اجملموع‪ ،‬ملا أن بعضها ُيصص ويقيد بعضاً "‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬الفرق ی‬
‫بی القاعدة والضابط‬
‫القاعدة‪ :‬مبعىن الضابط يف األصل‪ ،‬لكن مييز العلماء بني‬
‫القاعدة والضابط عملياً ويف القرون األخرية أبن القاعدة حتيط‬
‫ابلفروع واملسائل يف أبواب فقهية خمتلفة‪ ،‬مثل قاعدة " األمور‬
‫مبقاصدها" (م‪ )2 /‬فإهنا تطبق على أبواب العبادات‪،‬‬
‫واجلناايت‪ ،‬والعقود‪ ،‬واجلهاد‪ ،‬واألميان‪ ،‬وغريها من أبواب الفقه‪.‬‬

‫أما الضابط فإنه جيمع الفروع واملسائل من ابب واحد من‬


‫الفقه‪ ،‬مثل‬

‫"ال تصوم املرأة تطوعاً إال إبذن الزوج أو كان مسافراً "‬

‫ومثل "أميا إهاب دبغ فقد طهر"‬

‫‪09‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫وهو نص حديث شريف‪ ،‬ومثل "كل ماء مطلق مل يتغري فهو‬


‫طهور"‬
‫ومثل "الكفار خماطبون بفروع الشريعة" عند الشافعية‪.‬‬
‫ومثل "اإلسالم جيب ما قبله يف حقوق هللا‪.‬‬
‫دون ما تعلق به حق آدمي كالقصاص وضمان املال "‪.‬‬
‫يقول السيوطي‪ " :‬ألن القاعدة جتمع فروعاً من أبواب‬
‫شىت‪ ،‬والضابط جيمع فروع ابب واحد"‪.‬‬

‫ويقول أبو البقاء بعد تعريف القاعدة‪" :‬والضابط جيمع فروعاً‬


‫من‬
‫ابب واحد"‪.‬‬
‫وإن هذا التفريق بني القاعدة والضابط عند معظم العلماء‬
‫فقط‪ ،‬كما أنه ليس تفريقاً حتماً جازماً‪ ،‬فقد يذكر كثري من‬
‫العلماء قواعد فقهية‪ ،‬وهي يف حقيقتها جمرد ضابط‪ ،‬كما سيمر‬
‫معنا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ا‬
‫ابعا‪ :‬الفرق ی‬
‫بی القواعد األصولية والقواعد‬ ‫ر‬
‫الفقهية‬
‫رأينا أن العلماء وضعوا قواعد أصولية لالستنباط واالجتهاد‪،‬‬
‫وكان تدوينها‬
‫مبكراً وسابقاً على القواعد الفقهية‪ ،‬وأول من دوهنا ومجعها‬
‫يف كتاب مستقل اإلمام الشافعي رمحه هللا تعاىل (ت ‪ 202‬ه )‬
‫يف كتابه (الرسالة) مث تطورت وتوسعت وانتشرت وعمت‬
‫املذاهب‪.‬‬
‫كما وضع األئمة والعلماء قواعد فقهية جلمع األحكام‬
‫املتشاهبة‪ ،‬واملسائل املتناظرة‪ ،‬وكانت مبعثرة يف الكتب واألبواب‬
‫الفقهية‪ ،‬وأتخر تدوينها ومجعها بشكل مستقل‪ ،‬كما سنرى‪.‬‬
‫وصرح القرايف ابلنوعني السابقني‪ ،‬وميز بينهما‪ ،‬لكنه مجع يف‬
‫كتابه (الفروق) بني القواعد األصولية والقواعد الفقهية‪ ،‬وكذلك‬

‫‪20‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫فعل السيوطي الشافعي‪ ،‬وابن جنيم احلنفي‪ ،‬وابن اللحام احلنبلي‪،‬‬


‫يف كتابه (القواعد والفوائد األصولية) وغريهم‪.‬‬

‫يل‪:‬‬ ‫ی‬ ‫ی ی‬
‫ويمكن التميی بی النوعی بما ي‬
‫‪ - 1‬إن القواعد األصولية انشئة يف أغلبها من األلفاظ‬
‫العربية‪ ،‬والقواعد العربية‪ ،‬والنصوص العربية‪ ،‬أما القواعد الفقهية‬
‫فناشئة من األحكام الشرعية‪ ،‬واملسائل الفقهية‪.‬‬

‫‪ - 2‬إن القواعد األصولية خاصة ابجملتهد‪ ،‬يستعملها عند‬


‫استنباط األحكام الفقهية‪ ،‬ومعرفة حكم الوقائع واملسائل‬
‫املستجدة يف املصادر الشرعية‪ ،‬أما القواعد الفقهية فإهنا خاصة‬
‫ابلفقيه‪ ،‬أو املفيت‪ ،‬أو املتعلم الذي يرجع إليها ملعرفة احلكم‬
‫املوجود للفروع‪ ،‬ويعتمد عليها بدالً من الرجوع إىل األبواب‬
‫الفقهية املتفرقة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ - 3‬تتصف القواعد األصولية ابلعموم والشمول جلميع‬


‫فروعها‪ ،‬أما القواعد الفقهية فإهنا‪ ،‬وإن كانت عامة وشاملة‪،‬‬
‫تكثر فيها االستثناءات‪ ،‬وهذه االستثناءات تشكل أحياانً قواعد‬
‫مستقلة‪ ،‬أو قواعد فرعية‪ ،‬وهذا ما حدا بكثري من العلماء‬
‫العتبار القواعد الفقهية قواعد أغلبية‪ ،‬وأنه ال جيوز الفتوى‬
‫مبقتضاها‪.‬‬

‫‪ - 2‬تتصف القواعد األصولية ابلثبات‪ ،‬فال تتبدل وال‬


‫تتغري‪ ،‬أما القواعد الفقهية فليست اثبتة‪ ،‬وإمنا تتغري ‪ -‬أحياانً ‪-‬‬
‫بتغري األحكام املبنية على العرف‪ ،‬وسد الذرائع‪ ،‬واملصلحة‬
‫وغريها‪.‬‬

‫‪ - 5‬إن القواعد األصولية تسبق األحكام الفقهية‪ ،‬وأما‬


‫القواعد الفقهية فهي الحقة واتبعة لوجود الفقه وأحكامه‬
‫وفروعه‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ا‬
‫خامسا‪ :‬الفرق ی‬
‫بی القواعد والنظريات‬
‫قلنا‪ :‬إن الفقه اإلسالمي بدأ ابلفروع واجلزئيات يف التدوين‪،‬‬
‫مث انتقل إىل التقعيد إبقامة الضوابط الفقهية والقواعد الكلية‪.‬‬

‫وهذه الضوابط والقواعد مرحلة ممهدة جلمع القواعد‬


‫املتشاهبة‪ ،‬واملبادئ العامة‪ ،‬إلقامة نظرية عامة يف جانب من‬
‫اجلوانب األساسية يف الفقه‪ ،‬ولكن الظروف اليت مرت ابألمة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وأحاطت ابالجتهاد واجملتهدين والعلماء‪ ،‬أوقفت‬
‫العمل عند مرحلة القواعد‪ ،‬إىل أن ظهرت يف هذا القرن النهضة‬
‫الفقهية والدراسات املقارنة‪ ،‬وشرع العلماء يف صياغة النظرايت‬
‫األساسية يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬مثل‪ :‬نظرية العقد‪ ،‬ونظرية‬
‫امللكية‪ ،‬ونظرية األهلية‪ ،‬ونظرية الفساد‪ ،‬ونظرية البطالن‪ ،‬ونظرية‬

‫‪24‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫الشروط املقرتنة ابلعقد‪ ،‬ونظرية العقد املوقوف‪ ،‬ونظرية الضرورة‪،‬‬


‫ونظرية‬

‫الضمان‪ ،‬ونظرية اإلثبات‪ ،‬ونظام احلكم يف اإلسالم‪ ،‬ونظام‬


‫املال يف اإلسالم‪ ،‬ونظرية التكافل االجتماعي‪ ،‬ونظام اجلهاد‪،‬‬
‫وغريمها‪ ،‬مما يتيح للباحث أو الدارس أن حيصل على منهج‬
‫اإلسالم العام‪ ،‬وآراء الفقهاء يف كل جانب من جوانب التشريع‬
‫األساسي يف اإلسالم‪.‬‬

‫والفرق بني القواعد الفقهية وبني النظرايت أن القواعد إمنا‬


‫هي ضوابط وأصول فقهية جتمع الفروع واجلزئيات‪ ،‬ويعتمد‬
‫عليها الفقيه واملفيت يف معرفة األحكام الشرعية‪.‬‬

‫أما النظرايت الفقهية فهي دساتري ومفاهيم كربى تشكل‬


‫نظاماً متكامالً يف جانب كبري من جوانب احلياة والتشريع‪ ،‬وأن‬
‫كل نظرية تشمل جمموعة من القواعد الفقهية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫كما تقوم النظرية على أركان وشروط ومقومات أساسية‪،‬‬


‫وكثرياً ما ختلو من بيان األحكام الفقهية‪ ،‬أما القواعد فال يوجد‬
‫هلا أركان وشروط‪ ،‬وتنطوي على عدد كبري من األحكام الفقهية‬
‫والفروع واملسائل‪.‬‬

‫مثال القواعد الفقهية " العربة يف العقود للمقاصد واملعاين‪،‬‬


‫ال لأللفاظ واملباين "‬

‫اليت تفسر صيغة العقد‪ ،‬وموضوعه‪ ،‬لتحديد اآلاثر املرتتبة‬


‫عليه‪.‬‬

‫ومثال النظرايت الفقهية (نظرية العقد) اليت تتناول مجيع‬


‫العقود الشرعية يف خمتلف أحكامها وأطرافها من التعريف‬
‫واألركان والشروط واآلاثر‪ ،‬وموقع العقد بني مصادر االلتزام‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫والخالصة‪ :‬أن القواعد واسطة بني الفروع واألصول‪ ،‬أو هي‬


‫واسطة بني األحكام والنظرايت‪.‬‬

‫ونشري هنا إىل أهم تطور للفقه اإلسالمي يف العصر‬


‫احلاضر‪ ،‬وذلك بتقنني أحكامه يف قانون أو نظام يف جمال‬
‫معني‪ ،‬واختيار اآلراء فيه من خمتلف املذاهب الفقهية‪.‬‬

‫والتزام القضاة العمل مبوجبه‪ ،‬وُيتلف ذلك سعة وضيقاً‪،‬‬


‫ومشوالً وحصراً من بلد إىل آخر‪ ،‬وكان أقدم قانون (جملة‬
‫األحكام العدلية) يف الدولة العثمانية اليت سنشري إليها‪ ،‬وآخرها‬
‫قانون العقوابت يف الفقه اإلسالمي الذي صدر ابلسودان‪،‬‬
‫والتقنني مستمر‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ا‬
‫سادسا‪ :‬فوائد القواعد الفقهية وأهميتها‬
‫بني لنا العالمة القرايف أمهية القواعد وفوائدها فقال‪:‬‬

‫"وهذه القواعد مهمة يف الفقه‪ ،‬عظيمة النفع‪ ،‬وبقدر‬


‫اإلحاطة هبا يعظم قدر الفقيه‪ ،‬ويشرف‪ ،‬ويظهر رونق الفقه‬
‫ويعرف‪ ،‬ومن جعل ُيرج الفروع ابملناسبات اجلزئية‪ ،‬دون‬
‫القواعد الكلية‪ ،‬تناقضت عليه الفروع واختلفت‪ ،‬واحتاج إىل‬
‫حفظ اجلزئيات اليت ال تتناهى‪ ،‬ومن ضبط الفقه بقواعده‬
‫استغىن عن حفظ أكثر‬

‫اجلزئيات‪ ،‬الندراجها يف الكليات‪ ،‬واحتد ‪ -‬عنده ما تناقض‬


‫عند غريه‪ ،‬وتناسب "‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫وممكننا أن نلخص فوائد القواعد وأهميتها بما‬


‫يل‪:‬‬
‫ي‬
‫‪ - 1‬إن دراسة الفروع واجلزئيات الفقهية يكاد يكون‬
‫مستحيالً‪ ،‬بينما يدرس الطالب والعامل قاعدة كلية تنطبق على‬
‫فروع كثرية ال حصر هلا‪ ،‬ويتذكر القاعدة ليفرع عليها املسائل‬
‫والفروع املتشاهبة واملتناظرة‪ ،‬ولذلك ْسي هذا العلم أيضاً‪ :‬علم‬
‫األشباه والنظائر‪.‬‬

‫يقول العالمة السيوطي‪:‬‬

‫"اعلم أن فن األشباه والنظائر فن عظيم‪ ،‬به يطلع على‬


‫حقائق الفقه ومداركه‪ ،‬ومآخذه وأسراره‪ ،‬ويتمهر يف فهمه‬
‫واستحضاره‪ ،‬ويقتدر على اإلحلاق والتخريج‪ ،‬ومعرفة املسائل‬
‫اليت ليست مبسطورة‪ ،‬واحلوادث والوقائع اليت ال تنقضي على مر‬
‫الزمان‪ ،‬وهلذا قال بعض أصحابنا‪ :‬الفقه معرفة النظائر"‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫فهي تسهل ضبط األحكام الفقهية‪ ،‬وحصرها‪ ،‬وحفظ‬


‫املسائل الفرعية ومجعها‪.‬‬

‫‪ - 2‬إن دراسة الفروع واجلزئيات‪ ،‬إن حفظت كلها أو‬


‫أغلبها‪ ،‬فإهنا سريعة النسيان‪ ،‬وحيتاج الرجوع إليها يف كل مرة إىل‬
‫جهد ومشقة وحرج‪.‬‬

‫أما القاعدة الفقهية فهي سهلة احلفظ‪ ،‬بعيدة النسيان‪ ،‬ألهنا‬


‫صيغت بعبارة جامعة سهلة تبني حمتواها‪ ،‬ومىت ذكر أمام الفقيه‬
‫فرع أو مسألة فإنه يتذكر القاعدة‪ ،‬مثل قاعدة " ال ضرر وال‬
‫ضرار"‪ ،‬أو "الضرر يزال "‪ ،‬أو " يتحمل الضرر اخلاص ملنع‬
‫الضرر العام "‪ ،‬أو "الوالية اخلاصة أقوى من الوالية العامة"‪.‬‬

‫‪ - 3‬إن األحكام اجلزئية قد يتعارض ظاهرها‪ ،‬ويبدو‬


‫التناقض بني عللها‪ ،‬فيقع الطالب والباحث يف االرتباك واخللط‪،‬‬
‫وتشتبه عليه األمور حىت يبذل اجلهد والتتبع ملعرفة احلقيقة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫أما القاعدة الفقهية فإهنا تضبط املسائل الفقهية‪ ،‬وتنسق‬


‫بني األحكام املتشاهبة‪ ،‬وترد الفروع إىل أصوهلا‪ ،‬وتسهل على‬
‫الطالب إدراكها وأخذها وفهمها‪.‬‬

‫‪ - 2‬إن القواعد الكلية تسهل على رجال التشريع غري‬


‫املختصني ابلشريعة فرصة االطالع على الفقه بروحه ومضمونه‬
‫وأسسه وأهدافه‪ ،‬وتقدم العون هلم الستمداد األحكام منه‪،‬‬
‫ومراعاة احلقوق والواجبات فيه‪ ،‬وهذا ما حققته القواعد الفقهية‬
‫يف جملة األحكام العدلية‪ ،‬واليت انتقلت إىل العديد من القوانني‬
‫املعاصرة‪.‬‬

‫‪ - 5‬تكون القواعد الكلية عند الطالب ملكة فقهية تنري‬


‫أمامه الطريق لدراسة أبواب الفقه الواسع‪ ،‬ومعرفة األحكام‬
‫الشرعية يف املسائل املعروضة عليه‪ ،‬واستنباط احللول للوقائع‬
‫املتجددة‪ ،‬واملشاكل املتكررة‪ ،‬واحلوادث اجلديدة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ - 6‬تساعد القواعد الكلية يف إدراك مقاصد الشريعة‪،‬‬


‫وأهدافها العامة؛ ألن مضمون القواعد الفقهية يعطي تصوراً‬
‫واضحاً عن املقاصد والغاايت‪ ،‬مثل "املشقة جتلب التيسري"‪ ،‬أو‬
‫"الرخص ال تناط ابملعاصي "‪ ،‬أو "تصرف اإلمام على الرعية‬
‫منوط ابملصلحة"‪ ،‬وغري ذلك من الفوائد واملنافع اليت حتصل من‬
‫دراسة القواعد الفقهية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫سابعا‪ :‬مصادر القواعد الفقهية‬


‫إن القواعد الكلية يف الفقه اإلسالمي ‪ -‬بصيغتها األخرية ‪-‬‬
‫هي من وضع الفقهاء وصياغتهم وترتيبهم‪ ،‬وقد فعلوا ذلك على‬
‫مر العصور‪ ،‬وحىت العصر احلاضر‪.‬‬

‫أما أصلها ونشأهتا فمستقاة من ثالثة مصادر‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪ - ٠‬القرآن الكريم‬
‫لقد جاء القرآن الكرمي مببادئ عامة‪ ،‬وقواعد كلية‪ ،‬وضوابط‬
‫شرعية‪ ،‬يف آايته ونصوصه‪ ،‬لتكون مناراً وهداية للعلماء يف وضع‬
‫التفاصيل اليت حتقق أهداف الشريعة‪ ،‬وأغراضها العامة‪ ،‬وتتفق‬
‫مع مصاحل الناس‪ ،‬وتطور األزمان‪ ،‬واختالف الببئات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫وقد حققت هذه املبادئ العامة يف القرآن الكرمي هدفني‬


‫أساسيني‪.‬‬

‫األول‪ :‬أتكيد الكمال يف دين هللا تعاىل الذي ورد يف قوله‬


‫تعاىل‪.:‬‬

‫(الي وم أكملت لكم دينكم وأمتمت عليكم نعميت ورضيت‬


‫لكم اإلسالم دينًا)‪.‬‬

‫والثاين‪ :‬بيان ميزة املرونة يف التشريع اإلسالمي ملسايرة مجيع‬


‫العصور والبيئات‪ ،‬ليبقى صاحلاً للتطبيق يف كل زمان ومكان‪.‬‬

‫وهذه املبادئ العامة يف القرآن الكرمي كانت مصدراً مباشراً‬


‫لألئمة والفقهاء يف صياغة القواعد الكلية يف الفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫وإرشادهم إىل املقاصد والغاايت من األحكام‪ ،‬واالستعانة هبا‬
‫لتشمل مجيع الفروع اليت تدخل حتتها‪ ،‬مثل قوله تعاىل‪( :‬وأمرهم‬
‫شورى ب ي ن هم)‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫فاآلية تصف املؤمنني ابلتشاور يف مجيع األمور‪ ،‬سواء كانت‬


‫عائلية أو اجتماعية أو إدارية أو سياسية‪ ،‬وتركت كيفية التنفيذ‬

‫ووسائله حبسب األحوال واألزمان‪ ،‬ومثل قوله تعاىل‪:‬‬

‫(وهلن مثل الذي عليهن ابلمعروف)‪.‬‬

‫اليت تعترب قاعدة عامة لتحديد احلقوق والواجبات بني‬


‫الزوجني‪.‬‬

‫ومثل قوله تعاىل‪( :‬إال أن تكون جتارةً عن ت ر ٍ‬


‫اض منكم) اليت‬
‫تقرر مبدأ الرتاضي يف العقود والتصرفات‪ ،‬واحرتام سلطان‬
‫اإلرادة‪.‬‬

‫وسرتد أمثلة أخرى‪ ،‬كما سرتى أن كثرياً من القواعد الفقهية‬


‫ترجع يف أصلها إىل آايت الذكر احلكيم‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ - ٩‬السنة النبوية‬
‫لقد أعطي رسول هللا ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬جوامع الكلم‪ ،‬واختصر له‬
‫الكالم اختصاراً‪ ،‬وكان عليه الصالة والسالم ينطق ابحلكمة‬
‫القصرية اليت خترج خمرج املثل‪ ،‬وتكون قاعدة كلية‪.‬‬

‫ومبدأ عاماً‪ ،‬ينطوي على األحكام الكثرية‪ ،‬واملسائل‬


‫املتعددة‪ ،‬والفروع املتكررة‪.‬‬

‫مثل قوله ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " -‬املسلمون على شروطهم "‪.‬‬

‫وقوله‪" :‬إمنا األعمال ابلنيات "‪.‬‬

‫وقوله‪( :‬الدين النصيحة "‪ ،‬وقوله‪ " :‬كل عمل ليس عليه‬
‫أمران فهو رد "‪ ،‬وقوله‪ " :‬اخلراج ابلضمان‪ ،‬وقوله عليه الصالة‬
‫والسالم‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫" احلالل ب ني واحلرام ب ني "‪.‬‬

‫وسرتد أمثلة أخرى كثرية‪ ،‬وسرتى أن بعض القواعد الفقهية‬


‫هي نص حديث نبوي شريف‪ ،‬وأن كثرياً من القواعد الفقهية‬
‫ترجع يف أصلها واستنباطها إىل األحاديث الشريفة‪.‬‬

‫‪ - 3‬الجتهاد‬
‫وذلك ابستنباط القواعد الكلية من األصول الشرعية‬
‫السابقة‪ ،‬ومن مبادئ اللغة العربية‪ ،‬ومسلمات املنطق‪،‬‬
‫ومقتضيات العقول‪ ،‬وجتميع الفروع الفقهية املتشاهبة يف علة‬
‫االستنباط‪ ،‬فالعامل الفقيه يرجع إىل هذه املصادر‪ ،‬ويبذل جهده‬
‫فيها‪ ،‬وجيمع بني األحكام املتماثلة‪ ،‬واملسائل املتناظرة‪،‬‬
‫ويستخرج قاعدة كلية منها‪ ،‬تشمل كل ما يدخل حتتها أو‬
‫أغلبه‪ ،‬وكما فعل علماء األصول يف وضع القواعد األصولية‪،‬‬
‫سار الفقهاء يف القواعد الفقهية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫مثل قاعدة "األمور مبقاصدها" املأخوذة من جمموعة‬


‫أحاديث يف النية‪ ،‬أمهها حديث "إمنا األعمال ابلنيات "‪ ،‬ومثل‬
‫قاعدة "الضرر يزال " املأخوذة من حديث " ال ضرر وال‬
‫ضرار"‪ ،‬ومثل قاعدة "املرء مؤاخذ إبقراره "‬

‫املأخوذة من قوله تعاىل‪( :‬وليملل الذي عليه احلق)‪.‬‬

‫ومثل قاعدة "السؤال معاد يف اجلواب " املأخوذة من مبادئ‬


‫اللغة العربية‪ ،‬ومثل قاعدة "األصل يف الكالم احلقيقة "‬

‫املأخوذة من اللغة العربية‪ ،‬وقاعدة "التابع اتبع " املأخوذة‬


‫من مسلمات املنطق‪ ،‬ومثل قاعدة "إذا تعذر إعمال الكالم‬
‫يهمل "‪.‬‬

‫وقاعدة "إذا زال املانع عاد املمنوع " املأخوذة من لوازم‬


‫التفكري ومبادئ العقل‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫صالح الدین احمد‬
‫ا‬
‫ثامنا‪ :‬أنواع القواعد الفقهية‬
‫إن تعريف القاعدة السابقة يشمل مجيع القواعد‪ ،‬ولكن‬
‫القواعد الفقهية على درجات يف العموم والشمول‪ ،‬واالتفاق‬
‫عليها بني املذاهب الفقهية عامة‪ ،‬أو االختالف فيها بني‬
‫املذاهب‪ ،‬ولكنها شاملة يف املذهب الواحد‪ ،‬وبعضها قواعد‬
‫خمتلف فيها يف املذهب الواحد‪ ،‬لذلك كانت القواعد الفقهية على‬
‫أنواع هي‪:‬‬
‫‪ -٠‬القواعد الفقهية األساسية الكیى‪ ،‬اليت تدور‬
‫معظم مسائل الفقه حوهلا‪ ،‬حىت رد بعض العلماء الفقه كله‬
‫إليها‪ ،‬وهي متفق عليها بني مجيع املذاهب‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬األمور بمقاصدها‪.‬‬
‫ە‬ ‫ی‬
‫اليقی ل يزول بالشك‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫جـ ‪ -‬المشقة تجلب التيسی‪.‬‬
‫د‪ -‬ی‬
‫الرصر يزال‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬العادة ُمحكمة‬

‫‪39‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ - ٩‬القواعد الكلية‪ :‬وهي قواعد كلية مسلم هبا يف‬


‫املذاهب‪ ،‬ولكنها أقل فروعاً من القواعد األساسية‪ ،‬وأقل مشوالً‬
‫من القواعد السابقة‪ ،‬مثل قاعدة‪" :‬اخلراج ابلضمان "‪ ،‬وقاعدة‬
‫"الضرر األشد يدفع ابلضرر األخف "‪.‬‬
‫وكثري من هذه القواعد تدخل حتت القواعد األساسية‬
‫اخلمس‪ ،‬أو تدخل حتت قاعدة أعم منها‪ ،‬ومعظمها نصت‬
‫عليها جملة األحكام العدلية‪ ،‬وقد يدخل حتتها قواعد فرعية‬
‫أيضاً‪ ،‬وأكثرها متفق عليها بني املذاهب‪.‬‬
‫‪ - 3‬القواعد المذهبية‪ :‬وهي قواعد كلية يف بعض‬
‫املذاهب دون بعض‪ ،‬وهي قسمان‪ ،‬األول‪ :‬قواعد مقررة ومتفق‬
‫عليها يف املذهب‪ ،‬والثاين‪ :‬قواعد خمتلف فيها يف املذهب‬
‫الواحد‪ ،‬مثل قاعدة "العربة يف العقود للمقاصد واملعاين‪ ،‬ال‬
‫لأللفاظ واملباين " فإهنا أغلبية يف املذهب احلنفي واملالكي‪،‬‬
‫ولكنها قليلة التطبيق يف املذهب الشافعي‪ ،‬وقاعدة " من‬

‫‪41‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫استعجل الشيء قبل أوانه عوقب حبرمانه " فهي كثرية التطبيق‬
‫يف املذهب احلنفي واملالكي واحلنبلي‪ ،‬اندرة التطبيق عند‬
‫الشافعية‪.‬‬

‫ومثل قاعدة " الر خص ال ت ناط ابملعاصي " فإهنا شائعة‬


‫عند الشافعية واحلنابلة‪ ،‬دون احلنفية‪ ،‬وفيها تفصيل عند‬
‫املالكية‪.‬‬
‫ی‬
‫‪ - ٠‬القواعد المختلف فيها يق المذهب الواحد‪،‬‬
‫فتطبق يف بعض الفروع دون بعض‪ ،‬وهي خمتلف فيها يف فروع‬
‫املذهب الواحد‪.‬‬

‫مثل‪ :‬قاعدة "هل العربة ابحلال أو ابملآل "؟!‬

‫فهي قاعدة خمتلف فيها يف املذهب الشافعي‪ ،‬وهلا أمثلة‬


‫كثرية‪ ،‬ولذلك تبدأ غالباً بكلمة " هل؛ "‪ ،‬وقاعدة "هل النظر‬
‫إىل املقصود أو إىل املوجود "؟!‬

‫‪40‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫عند املالكية‪ ،‬وقاعدة "القسمة‪ ،‬هل هي إفراز‪ ،‬أم بيع؛ "‬

‫عند الشافعية واحلنابلة‪.‬‬

‫وقد راعى العلماء هذا التنويع للقواعد يف تقسيم الدراسة‪.‬‬

‫وتصنيف القواعد‪.‬‬
‫وسوف يكون هو املعيار األساسي يف تقسيم القواعد اليت‬
‫سندرسها إن شاء هللا تعاىل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ا‬
‫تاسعا‪ :‬مؤلفات القواعد الفقهية‬
‫بدأت صياغة القواعد الفقهية يف عصر متقدم‪ ،‬وذلك منذ‬
‫القرن الثاين اهلجري‪ ،‬ولكنها مل تفرد يف التأليف والتصنيف‬
‫والتدوين بشكل مستقل إال بعد قرنني تقريباً‪.‬‬

‫وكانت املذاهب الفقهية قد نضجت وتبلورت‪ ،‬فأخذ أتليف‬


‫القواعد طابع املذاهب الفقهية‪ ،‬واجته علماء كل مذهب لكتابة‬
‫القواعد يف مذهبه‪ ،‬ولكن جاءت صياغة القواعد غالباً عامة‬
‫وواحدة ومشرتكة بني املذاهب‪ ،‬وختتلف الفروع اليت تدخل‬
‫حتتها‪.‬‬

‫وأول من بدأ يف تدوين القواعد ‪ -‬فيما وصلنا ‪ -‬أبو طاهر‬


‫الدابس إمام احلنفية فيما وراء النهر‪ ،‬ورد قواعد مذهب أيب‬
‫حنيفة إىل سبع عشرة قاعدة‪ ،‬وسافر إليه العلماء ألخذها عنه‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫وملا بلغ ذلك القاضي حسني إمام الشافعية يف زمانه رد‬


‫مجيع مذهب الشافعي إىل أربع قواعد؛ مث استمر التصنيف‬
‫واإلضافة والزايدة على هذه القواعد‪ ،‬وانتقل العمل إىل بقية‬
‫املذاهب‪ ،‬وظهرت القواعد بعدة أْساء‪ ،‬مثل‪ :‬كتب األشباه‬

‫والنظائر‪ ،‬وكتب الفروق‪ ،‬وكتب القواعد‪.‬‬

‫‪ 0‬القواعد الفقهية وتطبيقاهتا يف املذاهب األربعة‪ ,‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬دمحم مصطفى الزحيلي‪.‬‬

‫عميد كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ‪ -‬جامعة الشارقة‪ ,‬الناشر‪ :‬دار الفكر – دمشق‪,‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1227 ،‬ه ‪ 2006 -‬م‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫قاص ِدها‬
‫‪ /٠‬األمور ِبم ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‪:‬‬
‫إن أعمال املكلف وتصرفاته من قولية أو فعلية ختتلف‬
‫ابختالف مقصود الشخص وغايته وهدفه من وراء تلك‬
‫األعمال والتصرفات‪.‬‬
‫تطبيقاتها‬
‫‪ .1‬ملتقط اللقطة يعترب أمينا ال ضمان عليه إذا هلكت‬
‫اللقطة يف يده بدون تعد منه أو تقصري‪ ،‬أما إذا كان قصده من‬
‫التقاطها متلكا فيضمن هالكها وتلفها ولو كان هالكها بدون‬
‫تعد منه أو تقصري‪ ،‬ألنه غاصب والغاصب يضمن هالك‬
‫املغصوب مطلقا‪.‬‬

‫‪ .2‬ويف العبادات لتمييزها عن العادات‪ ،‬كالوضوء والغسل بنية‬


‫العبادة ال بنية التربد والتنظيف‪ ،‬واإلمساك عن املفطرات قد‬

‫‪45‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫يكون لعالج أو غاية أخرى غري العبادة‪ ،‬فاألحكام الشرعية يف‬


‫أمور العباد تكون حسب نية الناس‪.‬‬
‫‪ .3‬من قتل شخصا بال مسوغ ومربر شرعي‪ :‬إذا كان عامدا‬
‫فلفعله حكم‪ ،‬وإذا كان خمطئا فلفعله حكم آخر‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‪:‬‬
‫إذا كان التصرف فعالً غري النطق كمن سرق‪ ،‬أو ضرب‪ ،‬أو‬
‫هرب من املعركة‪ ،‬فاحلكم يف مثل هذا اتبع للفعل وال ينظر إىل‬
‫نيته ومقصده غالباً‪.‬‬
‫كما أن هناك أفعاالً ال تتبدل أحكامها ابختالف القصد‬
‫أو النية‪ ،‬كما لو أخذ شخص مال آخر على سبيل املزاح بدون‬
‫إذنه‪ ،‬فمبجرد وقوع األخذ يكون اآلخذ غاصباً وال ينظر إىل‬
‫نيته‪ ،‬كذلك لو أقدم إنسان على عمل غري مأذون فيه‪ ،‬فإنه‬
‫يضمن اخلسارة الناشئة عن عمله ولو حصلت عن غري إرادة‬
‫منه‪ ،‬كمن أخذ مال صغري أو مغمى عليه أو سكران ليحفظه له‬
‫فضاع املال فهو ضامن‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ‬
‫والم ی‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ُ ی ُْ ُ‬
‫عات ل‬
‫ِي‬ ‫د‬ ‫قاص‬
‫ِ ِ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫‪ /٩‬ال ِعیة ِ يق الع ِ ِ‬
‫ود‬‫ق‬
‫والمباتی‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ِي‬ ‫فاظ‬
‫ِلْلل ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‪:‬‬
‫إن أحكام العقود إذا اختلفت فيما بني ألفاظ املتكلم ونيته‬
‫فإننا ال ننظر إىل ألفاظه‪ ،‬وال نبين عليها العقد‪ ،‬بل ننظر إىل‬
‫مقصده ونيته‪ ،‬وعليها نبين احلكم‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬اهلبة بشرط العوض تعترب بيعا‪ ،‬فمن قال آلخر‪ :‬وهبتك هذه‬
‫الفرس أبلف دينار‪ ،‬فقال اآلخر‪ :‬قبلت كان العقد بيعا وإن‬
‫كانت الصيغة بلفظ اهلبة‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلعارة بشرط العوض إجارة‪ ،‬فمن قال آلخر‪ :‬أعرتك‬
‫سياريت هذه خبمسني دينارا هذا اليوم‪ ،‬فقال اآلخر‪ :‬قبلت كان‬
‫العقد إجيارا ال إعارة‪ ،‬ولو أن اإلجياب كان بلفظ اإلعارة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ .3‬لو اشرتى شخص من بقال سلعة وقال له‪ :‬خذ هذا‬


‫السيف أمانة عندك حىت أحضر لك الثمن‪ ،‬فالسيف يعترب‬
‫رهناً‪ ،‬وله حكم الرهن‪ ،‬وال يكون أمانة‪ ،‬ألن األمانة حيق‬
‫للمؤمتن اسرتجاعها وقتما يشاء‪ ،‬وجيب على األمني إعادهتا‬
‫وليس ما حنن فيه كذلك‪.‬‬

‫‪ .4‬إنسان عرب عن لفظ اإلجارة بلفظ البيع‪ ،‬فقال للمستأجر‪:‬‬


‫بعتك بييت وهو يريد إجارته إايه‪ ،‬فالعربة ابملعىن ال ابملبىن يف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ .٠‬ال جيوز زواج احمللل‪ ،‬وإن كانت صورته شرعية‪.‬‬

‫‪ .6‬من نوى ابلبيع عقد الراب حصل له الراب‪ ،‬وال يعصمه من‬
‫حرمة الراب صورة البيع‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫الستثناء من هذە القاعدة‬


‫لو ابع شخص آلخر شيئاً مع نفي الثمن بقوله‪ :‬بعتك‬
‫هذه السلعة بدون مثن‪ ،‬فعند احلنفية يكون البيع ابطالً وال‬
‫يعترب العقد هبة‪ ،‬وكذلك لو آجره بدون أجرة ألن الثمن واألجرة‬
‫من أركان العقد‪ ،‬وأما عند الشافعية واحلنابلة‪ :‬فإنه ليس بيعاً ويف‬
‫انعقاده هبة قوالن‪ ،‬لتعارض اللفظ واملعىن‪ ،‬ولو قال‪ :‬أسلمت‬
‫إليك هذا الثوب يف هذا العبد‪ ،‬فليس بسلم قطعاً‪ ،‬ويف انعقاده‬
‫بيعاً قوالن‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ ُ ە‬
‫ول ِبالشك‬ ‫‪ْ /3‬اليق یُ‬
‫ی ل يز‬ ‫ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‪:‬‬
‫إن األمر املتيقن ثبوته ال يرتفع إال بدليل قاطع‪ ،‬وال حيكم‬
‫بزواله جملرد الشك‪ ،‬وكذلك األمر الذي تيقنا عدم ثبوته ال حيكم‬
‫بثوبته مبجرد الشك‪ ،‬ألن الشك أضعف من اليقني‪ ،‬فال يعارضه‬
‫ثبوات وعدما‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ثبوت الدين يف ذمة املدين ال يزول إال ابألداء أو اإلبراء‪،‬‬
‫ومن ثبت نكاحه ابمرأة فال تزول الزوجية عنه إال بتيقن‪ ،‬ومن‬
‫ثبت ملكه بشيء ال تزول ملكيته إال بثبوت ما يزيلها‪.‬‬
‫‪ .2‬من تيقن الطهارة وشك يف احلدث فهو متطهر‪ ،‬ومن تيقن‬
‫احلدث وشك يف الطهارة فهو حمدث‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .3‬أكل آخر الليل وشك يف طلوع الفجر‪ ،‬صح صومه ألن‬


‫األصل بقاء الليل‪.‬‬
‫‪ .4‬لو شك هل صلى ثالاث أو أربعا وهو منفرد بىن على اليقني‪.‬‬
‫‪ .٠‬لو شك يف عدد الطواف بىن على اليقني‪.‬‬
‫‪ .6‬إذا شك يف طهارة املاء أو غريه أو جناسته بىن على اليقني‪.‬‬
‫‪ .7‬إذا طلق وشك يف عدد الطالق فإنه يبين على اليقني‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‪:‬‬
‫لو ادعى املشرتي عيباً يف املبيع موجباً لرده على البائع‪ ،‬بعد‬
‫قبضه املبيع‪ ،‬فإنه ال جيرب على دفع الثمن للبائع حىت تنتهي‬
‫اخلصومة يف العيب‪ ،‬فإن ثبت قدم العيب عند البائع يفسخ‬
‫القاضي البيع‪ ،‬فإن عجز املشرتي عن اإلثبات جيرب على دفع‬
‫حينئذ‪ .‬فقد زال اليقني ها هنا‪ ،‬وهو وجوب دفع الثمن‬ ‫ٍ‬ ‫الثمن‬
‫املتيقن به للحال مبجرد الشك‪ ،‬وهو قدم العيب احملتمل الثبت‬
‫وعدمه‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ /٠‬األ ْص ُل براءة الذ ەم ِة‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‪:‬‬

‫إن األصل يف ذمم الناس الرباءة من مجيع أنواع التحمل‬


‫وااللتزامات إىل أن يثبت ذلك بدليل‪ ،‬ألن الناس يولدون‬
‫وذممهم فارغة‪ ،‬والتحمل وااللتزام صفة طارئة‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا ادعى رجل أبن له دينا على آخر‪ ،‬مل تقبل دعواه‬
‫إال بدليل‪ ،‬ألن األصل براءة ذمة املدعى عليه من الدين‪.‬‬

‫‪ .2‬لو اختلف املؤجر مع املستأجر يف مقدار األجرة‬


‫فالقول قول املستأجر مع ميينه‪ ،‬وعلى املؤجر البينة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .3‬يف اجلناايت فإن املتهم بريء حىت تثبت إدانته‪،‬‬


‫والشك يفسر ملصلحة املتهم‪.‬‬

‫‪ .4‬إذا أتلف رجل مال آخر‪ ،‬واختلفا يف مقداره يكون‬


‫القول للمتلف‪ ،‬والبينة على صاحب املال إلثبات الزايدة‪.‬‬

‫‪ .٠‬لو ادعى املستعري رد العارية‪ ،‬فإن القول قوله‪ ،‬إذا‬


‫األصل براءة ذمته‪ ،‬وكذا لو ادعى الوديع الوديعة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬
‫‪ /٠‬األ ْص ُل بق ُاء ما كان عل ما كان‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن الذي ثبت على حال يف الزمان املاضي ثبوات ونفيا‪،‬‬
‫يبقى على حاله وال يتغري مامل يوجد دليل يغريه‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬املفقود؛ وهو الغائب غيبة منقطعة حبيث ال يعلم موته‬
‫والحياته‪ ،‬يعترب حيا يف حق نفسه يف احلال احلاضر‪ ،‬مبعين أن‬
‫حياته قبل غيبته ملا كانت متيقنة فيعترب حيا يف احلال احلاضر‬
‫إىل أن يتيقن موته‪ ،‬ومن مث ال تقسم أمواله بني ورثته‪.‬‬

‫‪ .2‬لو ادعى املستقرض دفع الدين إىل املقرض‪ ،‬أو ادعى‬


‫املشرتي دفع الثمن إىل البائع‪ ،‬أو ادعى املستأجر دفع بدل‬
‫اإلجارة إىل املؤجر‪ ،‬وأنكر املقرض والبائع واملؤجر القبض فالقول‬

‫‪54‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫قوهلم‪ ،‬ألن األصل بقاء مبلغ القرض والثمن واألجرة بعد ثبوهتا‬
‫يف الذمة‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا ادعت املعتدة امتداد الطهر وعدم انقضاء العدة‪ ،‬فالقول‬


‫قوهلا بيمينها‪ ،‬وهلا نفقة العدة ألن األصل بقاء العدة بعد‬
‫وجودها‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‪:‬‬
‫لو ادعت املرأة مضي عدهتا يف مدة حتتمل‪ ،‬صدقت بيمينها‬
‫مع أن األصل بقاء العدة بعد وجودها‪ ،‬وذلك ألن مضي العدة‬
‫من األمور اليت ال تعلم إال منها‪ ،‬فإذا مل يقبل قوهلا يف مضيها ال‬
‫ميكن ثبوت مضيها أصالً‪ ،‬فقبول قوهلا يف ذلك ضرورة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ْ /٦‬األ ْص ُل یق الصفات ْالعارضة ْالعدمُ‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن الصفات واألمور واألحوال الطارئة على الشيء حيكم‬
‫بعدم وجودها إىل أن يثبت دليل على وجودها‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو اختلف البائع واملشرتي يف رؤية املبيع‪ ،‬فالقول للمشرتي‬
‫ألن األصل عدم الرؤية‪ ،‬ولو اختلفا يف تغري املبيع بعد رؤيته‬
‫فالقول للبائع‪ ،‬ألن األصل عدم التغري‪.‬‬

‫‪ .2‬ومنها ما لو اختلف البائع واملشرتي يف شرط اخليار فالقول‬


‫ملنكره‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .3‬لو اختلف البائع واملشرتي يف قبض املبيع أو الثمن‪ ،‬أو‬


‫اختلف املؤجر واملستأجر يف قبض املأجور أو بدل اإلجارة‪،‬‬
‫فالقول ملنكر القبض يف مجيع ذلك ألن األصل عدمه‪.‬‬

‫‪ .4‬ومنها ما لو قال الوصي مل أجتر يف مال اليتيم أو اجترت فلم‬


‫أربح أصالً أو ما رحبت إال كذا فالقول قوله‪.‬‬

‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‪:‬‬
‫‪ .1‬لو جاء املضارب مببلغ وقال هو أصل وربح وقال رب املال‪:‬‬
‫كله أصل فالقول قول املضارب مع أن األصل عدم الربح‪.‬‬

‫‪ .2‬لو طلبت املرأة نفقة أوالدها الصغار بعد أن فرضها القاضي‬


‫هلم فادعى األب أنه أنفق عليهم فالقول قوله مع اليمني مع أن‬
‫األصل عدم اإلنفاق‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫قات ِه‬‫و‬‫‪ْ /٧‬األ ْص ُل إضاف ُة ْالحادث إىل أ ْقرب أ ْ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫معت القاعدة‬ ‫ی‬

‫إذا وجد أمر حادث‪ ،‬وميكن أن يكون زمن حدوثه قريبا أو‬
‫بعيدا‪ ،‬وال بينة‪ ،‬فإن القاعدة هي أن زمنه املعترب هو القريب‪،‬‬
‫ألنه هو املتيقن‪ ،‬والبعيد مشكوك فيه‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو قال احملجور عليه‪ :‬بعتك بعد احلجر‪ ،‬وقال املشرتي‪ :‬بل‬
‫قبله‪ ،‬فالقول للمحجور عليه‪ ،‬ألن األصل إضافة البيع إىل أقرب‬
‫األوقات وهو وقت احلجر‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا طلق رجل زوجته طالقاً ابئناً مث مات قبل أن تنقضي‬
‫عدهتا فادعت الزوجة أنه أابهنا وهو يف مرضه فصار بذلك فاراً‬
‫فرتث هي منه وقال الورثة إنه أابهنا وهو يف صحته فلم يكن فاراً‬
‫فال ترث فإن القول يف ذلك قول الزوجة والبينة على الورثة ألن‬

‫‪58‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫الزوجة تضيف احلادث _ وهو الطالق _ إىل أقرب األوقات‬


‫من احلال وهو زمن املرض‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا أقر املورث ألحد ورثته بدين مث مات املورث‪ ،‬فاختلف‬


‫املقر له مع الورثة يف وقت اإلقرار‪ ،‬فقال الورثة‪ :‬أقر وقت مرض‬
‫موته‪ ،‬وقال املقر له‪ :‬بل أقر يل يف حالة صحة‪ ،‬فالقول قول‬
‫الورثة والبينة على املقر له‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‬
‫لو اشرتى إنسان شيئاً مث جاء لريده على البائع بعيب فيه‬
‫بعد أن كان استعمله استعماالً يفيد الرضا به معيباً فقال البائع‬
‫له إنك استعملته بعد اطالعك على العيب فسقط حقك يف‬
‫استعملته قبل االطالع على العيب فالقول‬ ‫الرد وقال املشرتي إمنا‬
‫للمشرتي بيمينه‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ /٨‬الق ِد ُيم ُيیك عل ِقد ِم ِه‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫القدمي املشروع يرتك على حاله مامل يوجد دليل على خالفه‪،‬‬
‫وأن املتنازع فيه إذا كان قدميا تراعى فيه حالته اليت هو عليها من‬
‫القدمي‪ ،‬بال زايدة وال نقص وال تغيري وال حتويل‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫لو كان لدار مسيل على دار اجلار جيري من مدة ال يدكرها‬
‫األقران‪ ،‬كان ذلك املسيل قدميا فليس للجار منعه بل جيب ترك‬
‫القدمي على قدمه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ا‬ ‫ُ ُ‬ ‫یە‬
‫الرص ُر ل يكون ق ِديما‬ ‫‪/٢‬‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫كل شيء إذا كان غري مشروع وفيه ضرر يزال‪ ،‬وال فرق بني‬
‫قدمي وحديث إذ العلة الضرر‪ ،‬وال عربة لقدمها‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫لو كان لدار مسيل ماء على الطريق العام وحيصل منه‬
‫للمارين ضرر فاحش‪ ،‬فال يعترب قدمه‪ ،‬ويؤمر صاحبه برفعه‪،‬‬
‫وعلى هذا ترفع األشياء املضرة ابملارين ضرراً فاحشاً‪ ،‬ولو كانت‬
‫قدمية كالشرفة والربوز على الطريق العام للمارين‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ُ ی ْ‬
‫الم الح ِقيقة‬
‫‪ /٠٤‬األصل ِ يق ا ِ‬
‫ك‬‫ل‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫احلقيقة يف االصطالح هي‪ :‬اللفظ املستعمل يف املعىن الذي‬
‫وضع له يف أصل اللغة‪ ،‬كلفظ األسد للحيوان املفرتس‪ ،‬والنور‬
‫للنور املعروف‪.‬‬

‫اجملاز يف االصطالح هو‪ :‬اللفظ املستعمل يف غري املعىن‬


‫األصلي الذي وضع له يف أصل اللغة لقرينة مانعة من إرادة‬
‫املعىن األصلي‪ ،‬كاستعمال لفظ األسد للرجل الشجاع‪ ،‬والنور‬
‫للعلم‪.‬‬

‫فمعىن القاعدة إذن‪ :‬أن إعمال كالم املتكلم إمنا يكون‬


‫حبمل ألفاظه على معانيها احلقيقة‪ ،‬عند اخللو من القرائن اليت‬
‫ترجح إرادة اجملاز‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو قال وقفت داري على حفاظ القرآن يف بلدي‪ ،‬مل يدخل‬
‫فيه من كان حافظا ونسي ألنه ال يطلق عليه أنه حافظ إال جمازا‬
‫ابعتبار ماكان‪.‬‬
‫‪ .2‬لو وقف شخص ماال على ولده ال يدخل ولد ولده‪ ،‬إن‬
‫كان له ولد لصلبه‪ ،‬ألن املعىن احلقيقي للولد هو الولد الصليب‪.‬‬
‫‪ .3‬لو قال شخص آلخر وهبتك هذا الشيء‪ ،‬فأخذه املخاطب‬
‫مث ادعى الواهب أنه أراد ابهلبة البيع جمازا‪ ،‬وطلب الثمن‪ ،‬ال‬
‫يقبل قوله‪.‬‬
‫‪ .4‬لو حلف ال يبيع وال يشرتي أو ال يستأجر وحنو ذلك‪ ،‬مل‬
‫حينث إال ابلصحيح دون الفاسد بناء على أن احلقائق الشرعية‬
‫إمنا تتعلق ابلصحيح دون الفاسد‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ە‬


‫‪ِ /٠٠‬إذا تعذر ِت الح ِقيقة يصار إىل المج ِاز‬
‫ی‬
‫معت القاعدة وتطبيقاتها‬
‫إذا تعذرت احلقيقة _ أبن ال ميكن محل الكالم على معناه‬
‫احلقيقي _ فيحمل الكالم على معناه اجملازي‪.‬‬

‫وتعذر احلقيقة إما لعدم إمكاهنا أصال لعدم وجود فرد هلا‪،‬‬
‫كما لو وقف على أوالده وليس له إال أحفاد‪،‬‬
‫أو لداللة العادة والعرف‪ ،‬كما لو حلف‪ :‬ال يضع قدمه يف‬
‫هذه الدار فإن احلقيقة فيه ممكنة ولكنها مهجورة واملراد يف ذلك‬
‫يف العرف الدخول‪ ،‬فلو وضع قدمه فيها بدون دخول ال حينث‬
‫ولو دخلها راكباً حنث‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ومثله ما لو قال شخص آلخر‪ :‬اشعل القنديل _ الفنار _‬


‫فإنه مصروف إىل الشمعة فيه عرفاً فلو أشعل نفس القنديل‬
‫فاحرتق يضمن‪.‬‬

‫وكذلك لو حلف شخص أن أيكل من هذه الشجرة‪ ،‬كان‬


‫املراد من مثرها ال من عني خشبها‪ ،‬لتعذر ذلك‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫الم أ ْوىل ِم ْن إهم ِال ِه‬
‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫‪ِ /٠٩‬إعمال‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫ال يهمل الكالم ما أمكن محله على معىن من املعاين‪ ،‬ولو جمازا‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو أوصى شخص أو وقف على أوالده‪ ،‬حيمل على أوالده‬
‫الصلبيني فقط‪ ،‬ألنه احلقيقة وإال تناول أوالدهم بطريق اجملاز ألن‬
‫إعمال الكالم أوىل من إمهاله‪.‬‬
‫‪ .2‬ومن حلف أن ال أيكل من هذه النخلة شيئاً‪ ،‬مث أكل من‬
‫مثرها أو مجارها أو طلعها أو بسرها أو الدبس الذي ُيرج من‬
‫رطبها حنث‪ ،‬ألن النخلة ال يتأتى أكل عينها فحمل على ما‬
‫يتولد منها‪.‬‬
‫‪ .3‬وكذلك لو حلف أن ال أيكل من هذا القدر حيمل على ما‬
‫يطبخ فيه‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬


‫ض ما ليتجزأ ك ِذك ِر كل ِه‬
‫‪ِ /٠3‬ذكر بع ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫ذكر بعض الشيء الذي ال يقبل التجزئة كذكر كل هذا‬
‫الشيء‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬مثل قوله تعاىل يف كفارة الظهار‪( :‬ف تحرير رق ب ٍة) (اجملادلة‪:‬‬
‫‪ )3‬ويف كفارة القتل اخلطأ‪( :‬ف تحرير رق ب ٍة مؤمن ٍة ) (النساء‪:‬‬
‫‪ )22‬اواملراد ابلرقبة ذكرا أو أنثى فجاء التعبري عنه بذكر جزء منه‬
‫وهو الرقبة‪.‬‬
‫‪ .2‬لو أسقط ويل أمر القتيل نصف القصاص سقط القصاص‬
‫كله‪ ،‬ألن القصاص ال يتجزأ‪ ،‬وأما حكم ذكر بعض ما يتجزأ‬

‫‪67‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫فليس كذكر كله فثبت احلكم للبعض الذي ذكره وليس للشيء‬
‫كله مثل الدين‪.‬‬

‫‪ .3‬لو طلق ثلث امرأته أو نصفها مثال طلقت كلها‪ ،‬أو طلقها‬
‫نصف طلقة أو ربع طلقة وقع عليها طلقة كاملة‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‪:‬‬
‫إذا قال نصفي كفيل لك بفالن أو بدينه‪ ،‬مل تنعقد الكفالة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ /٠٠‬ل ُي ْنس ُ‬
‫ب ِإىل س ِاك ٍت ق ْول‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫ال يقال لساكت‪ :‬إنه قال كذا وكذا‪ ،‬وأن األصل عدم‬
‫االعتداد ابلسكوت‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو رأى غريه يتلف ماله فسكت‪ ،‬ال يكون سكوته إذان‬
‫إبتالفه‪.‬‬

‫‪ .2‬لو رأى أجنبيا يبيع ماله فسكت ال يكون سكوته إجازة‪.‬‬

‫‪ .3‬لو سكن أحد دارا غري معدة لإلجيار وصاحب الدار‬


‫ساكت ال يعد إجيارا‪ ،‬فليس له طلب األجرة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ُّ ُ ُ‬
‫وت یق م ْ‬
‫ض الحاج ِة بيان‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ع‬ ‫ِي‬ ‫‪ /٠٠‬السك‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن السكوت فيما يلزم التكلم به إقرار وبيان‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬سكوت املالك عن قبض املوهوب له أو املتصدق عليه‪،‬‬
‫يعترب إذان ابلقبض‪.‬‬

‫‪ .2‬سكوت الشفيع عند علمه ابلبيع‪ ،‬داللة على رضاه به‬


‫ويسقط حق شفعته‪.‬‬

‫‪ .3‬سكوت البائع الذي له حق حبس املبيع لقبض الثمن إذا‬


‫رأى املشرتي يقبض املبيع يعترب سكوته إذان للمشرتي ابلقبض‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ی‬ ‫ە‬
‫‪ /٠٦‬ل ِع ْیة ِبالدلل ِة ِ يق ُمقابل ِة‬
‫ە‬
‫الت ْ‬
‫يح‬
‫ِ ِ‬‫رص‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫داللة التصريح يقينية وداللة احلال والقرائن حمل الشك‪،‬‬
‫فالتصريح أقوى من الداللة‪ ،‬فإذا تعارض التصريح مع الداللة‬
‫فال عربة ابلداللة مقابل التصريح‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا وهب شخص شيئا آلخر وقبضه املوهوب له يف جملس‬
‫اهلبة‪ ،‬كان قبضه صحيحا وإن مل أيذن له الواهب يف القبض‬
‫صراحة‪ ،‬ألن إجياب الواهب إذن منه ابلقبض داللة‪ ،‬وأما لو‬
‫هناه عن القبض فال يصح قبضه‪ ،‬ألنه ال عربة للداللة يف مقابلة‬
‫النص‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ .2‬واألمني له السفر ابلوديعة داللة‪ ،‬فأما إذا هناه املودع عن‬


‫السفر هبا صراحة فليس له السفر هبا؛ ألن التصريح أقوى من‬
‫الداللة‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‪:‬‬

‫لو اشرتى شيئاً مث اطلع على عيب فيه فاستعمله استعماالً‬


‫يدل على الرضا ابلعيب وهو يصرح بعدم الرضا به فإنه يلزمه‬
‫املبيع وال يقبل منه تصرحيه بعدم الرضا‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ ْ‬ ‫‪ /٠٧‬ل ع ْیة ل ەلت ْ‬


‫يح بعد العم ِل‬‫رص‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫بعد العمل مبوجب الداللة ال عربة للتصريح‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬شاة إلنسان خيف عليها من املوت فذحبها آخر كيال متوت‬
‫فيحرم أكلها‪ ،‬ال يضمن ذاحبها ألنه مأذون من املالك داللة‪.‬‬

‫‪ .2‬إذا قبض املشرتي املبيع قبل نقد الثمن مبشهد من البائع ومل‬
‫ينهه صح القبض وسقط حق احلبس ابلثمن بداللة السكوت‬
‫عن اإلذن‪ ،‬وابلتايل ال ميلك اسرتداد املبيع بل يطالبه ابلثمن‪ ،‬أما‬
‫لو وجد صريح النهي فال يسقط حق احلبس وله أن يسرتده منه‬
‫وحيبسه ابلثمن‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ْ /٠٨‬ال ُم ْطل ُق ُي ْحم ُل عل إ ْطالقه ما ل ْم ي ُقمْ‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ ەْ‬
‫يد نصا أو دللة‬ ‫د ِليل التق ِي ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫المطلق‪ :‬هو اللفظ الدال على أفراد غري معنية وبدون أي‬
‫قيد لفظي مثل‪ :‬رجل ورجال‪.‬‬

‫المقيد‪ :‬هو اللفظ الدال على شائع يف جنسه مع تقيده‬


‫بوصف من األوصاف‪ ،‬مثل‪ :‬رجل كردي‪ ،‬أو رجال مصلحون‪.‬‬

‫فمعنى القاعدة إذن‪ :‬أنه حيمل اللفظ املطلق على إطالقه‬


‫فال جيوز تقييده أبي قيد إال إذا قام الدليل على تقييده نصا أو‬
‫داللة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو وكل أحد بشراء شيء معني ومل يبني له الثمن‪ ،‬كان‬
‫للوكيل أن يشرتي بثمن املثل أو بغنب يسري‪ ،‬ولكن ال جيوز له‬
‫أن يشرتيه بغنب فاحش‪ ،‬وإن فعل وقع الشراء له‪ ،‬وذلك ألن‬
‫وكالته وإن كانت مطلقة إال أهنا مقيدة داللة بعدم التجاوز إيل‬
‫الغنب الفاحش‪.‬‬

‫‪ .2‬من وكل شخصاً بشراء فرس أو سيارة فاشرتاها له محراء أو‬


‫بيضاء‪ ،‬فقال‪ :‬أردت سوداء‪ ،‬يلزم مبا اشرتاه الوكيل‪ ،‬ألن كالمه‬
‫مطلق فيجري على إطالقه‪ ،‬وعقد اإلعارة أو اإلجارة املطلقة‬
‫يسوغ للمستعري أو املستأجر مجيع وجوه االنتفاع ابحلدود‬
‫املعتادة‪ ،‬فال يتقيد مبكان وال زمان أو استعمال مما ليس عليه‬
‫دليل‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫حالت التقييد‪:‬‬
‫أ‪ -‬التقييد بالنص‪:‬‬
‫وهو اللفظ الدال على القيد‪ ،‬كما لو قال املوكل لوكيله مثالً‪:‬‬
‫بع بعشرين‪ ،‬فال ينفذ بيع الوكيل أبقل‪ ،‬أو قال‪ :‬بع ابلنقد‪،‬‬
‫فليس له البيع نسيئة‪.‬‬

‫ب‪ -‬التقييد بالدللة‪:‬‬


‫واملراد ابلداللة غري اللفظ‪ ،‬فقد تكون عرفية أو حالية‪ ،‬كما‬
‫لو وكل طالب علم شرعي آخر بشراء بعض الكتب‪ ،‬فاشرتى له‬
‫كتباً يف الفن أو اهلندسة أو الطب‪ ،‬فإنه ال يلزمه ما اشرتاه‪ ،‬ألن‬
‫حالته تنبئ أن مراده كتب العلم الشرعي‪ ،‬وإن كان اللفظ‬
‫مطلقاً‪ ،‬واتفقوا على أن وكيل الشراء يتقيد بثمن املثل‪ ،‬فال ينفذ‬
‫على املوكل شراؤه أبكثر منه‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ە‬ ‫ی‬
‫‪ /٠٢‬ل مساغ ِل ِال ْج ِته ِاد ِ يق م ْو ِر ِد النص‬
‫معت القاعدة‬ ‫ی‬
‫املراد ابلنص‪ :‬القرآن والسنة واإلمجاع‪.‬‬
‫واالجتهاد‪ :‬هو بذل اجلهد العلمي يف استنباط األحكام‬
‫الشرعية من أدلتها‪.‬‬
‫فمعىن القاعدة إذن‪ :‬أن االجتهاد يكون يف القضااي اليت مل يرد‬
‫يف الشريعة اإلسالمية نص صريح حبكمها‪ ،‬أما ما ورد النص الصريح‬
‫حبكمه فال جيوز االجتهاد فيه‪ ،‬ألن الغرض من االجتهاد حتصيل احلكم‬
‫الشرعي‪ ،‬فإذا كان حاصال يف النص فال حاجة لالجتهاد‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ال جيوز االجتهاد يف حل الراب حبجة الفائدة االقتصادية‪ ،‬لورود‬
‫النص يف حترميه‪.‬‬
‫‪ .2‬ال جيوز جعل مرياث األنثى مثل مرياث الذكر‪.‬‬
‫‪ .3‬ال جيوز االجتهاد يف حل القمار حبجة زايدة املوارد املالية‪ ،‬لوجود‬
‫النص بتحرميه‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ ُ ُْ ُ ْ‬
‫ض ِب ِمث ِل ِه‬‫‪ِ /٩٤‬الج ِتهاد ل ينق‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫اجتهاد اجملتهد إمنا هو يف املسائل الظنية اليت مل يرد فيها‬
‫دليل قاطع‪ ،‬فإذا اجتهد اجملتهد يف حادثة إلجياد حكم هلا‪،‬‬
‫فأفىت أو قضى مث وقعت حادثة أخرى مثلها فتبدل اجتهاده إىل‬
‫حكم خمالف ال تنقض فتواه أو قضاؤه السابقان‪ ،‬إمنا يعمل‬
‫ابجتهاده اجلديد يف احلادثة اجلديدة‪ ،‬فلو جاز إبطال العمل يف‬
‫الفتاوى األحكام االجتهادية كلما تبدل اجتهاد اجملتهد فيها ملا‬
‫استقر حكم يف حادثة‪ ،‬ألن االجتهاد عرضة للتبدل دائما‪،‬‬
‫بتبدل وجهات النظر يف األدلة‪ ،‬ولو صلى أربع ركعات إىل أربع‬
‫جهات ابالجتهاد صحت صالته‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو حكم احلاكم بشيء مث تغري اجتهاده ال ينقض حكمه‬
‫األول‪ ،‬ولكن له أن حيكم يف املستقبل ابجتهاده اجلديد‪ ،‬كما ال‬
‫جيوز حلاكم آخر ان ينقض حكم احلاكم األول حبجة خمالفته‬
‫لرأيه‪ ،‬ألن االجتهاد ال ينقض مبثله وإمنا ينقض االجتهاد إذا‬
‫كان خمالفا لنص الكتاب والسنة واالمجاع‪.‬‬

‫‪ .2‬لو تغري اجتهاده يف القبلة عمل ابلثاين‪ ،‬ومل يبطل األول‪،‬‬


‫حىت لو صلى أربع ركعات إىل أربع جهات ابالجتهاد صحت‬
‫صالته وال قضاء عليه وال إعادة‪ ،‬وكذلك لو حترى يف ثياب‬
‫اختلطت طاهرة منها بنجسة أو أواين ماء وصلى ببعضها أو‬
‫توضأ ببعضها ابجتهاده‪ ،‬مث تغري اجتهاده فال ينقض اجتهاده‬
‫اجلديد اجتهاده السابق وال قضاء عليه وال إعادة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫مع ذلك فإنه جيوز نقض االجتهاد إذا تبني اخلطأ بيقني‪،‬‬
‫كما لو وجدت مصلحة عامة تقتضي نقض اجتهاد ما جيوز‬
‫نقضه ابجتهاد الحق‪ ،‬أو لو قضى حبكم خمالف للنص أو‬
‫لإلمجاع أو خالف قياساً جلياً‪ ،‬أو كان حكماً ال دليل عليه‪،‬‬
‫فينتقض هنا لتبيني بطالنه‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ ە ُ ْ ُ ە‬
‫ب الت ْي ِسی‬ ‫‪ /٩٠‬المشقة تج ِل‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬

‫إن املشقة الزائدة عن احلدود العادية تعترب سببا للتسهيل‬


‫والتوسع‪ ،‬وأما املشقة العادية فال متنع منها لتأدية التكاليف‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬

‫أنواع الرخص والتخفيفات‬

‫األول‪ :‬ختفيف إسقاط كإسقاط العبادات عند وجود‬


‫أعذارها‪.‬‬
‫ی‬
‫الثات‪ :‬ختفيف تنقيص كالقصر يف الصالة‪.‬‬
‫ي‬

‫‪80‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫الثالث‪ :‬ختفيف إبدال كإبدال الوضوء والغسل ابلتيمم‪،‬‬


‫والقيام ابلعقود واالضطجاع‪ ،‬والركوع والسجود ابإلمياء‪ ،‬والصيام‬
‫ابإلطعام‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬ختفيف تقدمي كاجلمع بعرفات وتقدمي الزكاة قبل‬


‫مضي احلول‪.‬‬

‫الخامس‪ :‬ختفيف أتخري كاجلمع يف مزدلفة وأتخري‬


‫الصالة عن وقتها يف حق مشتغل إبنقاذ غريق وحنوه‪.‬‬

‫السادس‪ :‬ختفيف ترخيص كشرب اخلمر للغصة وأكل‬


‫امليتة للمضطر‪.‬‬

‫السابع‪ :‬ختفيف تغيري كتغيري نظم مثل كيفية الصالة‬


‫للخوف‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ ُْ ە‬
‫‪ِ /٩٩‬إذا ضاق األمر اتسع‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إذا حصل على اإلنسان حرج أو مشقة يف أمر توسع ابلرخصة‪.‬‬

‫تطبيقاهتا‪:‬‬

‫‪ .1‬إن املديون إذا كان معسرا وال كفيل له ابملال يرتك إىل وقت‬
‫امليسرة‪ ،‬واملدين العاجز عن دفع الدين دفعة واحدة يرخص له‬
‫بتأديته مقسطا‪.‬‬

‫‪ .2‬جواز دفع الصائل والسارق والباغي مبا يندفع به شرهم ولو‬


‫ابلقتل‪ ،‬الن عدم دفعهم يؤدي إىل االستسالم واخلضوع للظلمة‬
‫واملعتدين املفسدين‪ ،‬وهللا ال حيب الظاملني‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا فقدت املرأة وليها يف سفر فولت أمرها رجال فيجوز‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫یە ُ ُ ُ ُ ْ ْ ُ‬
‫ات‬
‫ِ‬ ‫ور‬‫ظ‬ ‫‪ /٩3‬الرصورات ت ِبيح المح‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫الضرورة‪ :‬هي أن تطرأ على اإلنسان حالة من اخلطر أو‬
‫املشقة الشديدة حبيث ُياف حدوث ضرر أو أذى ابلنفس أو‬
‫ابلعضو أو ابلعرض أو ابلعقل أو ابملال‪ ،‬ويتعني أو يباح عندئذ‬
‫ارتكاب احلرام أو ترك الواجب أو أتخريه عن وقته دفعا للضرر‬
‫عنه يف غالب ظنه ضمن قيود‪.‬‬

‫فمعىن القاعدة إذن‪ :‬إن الشارع إذا منع من شيء‪ ،‬ووجدت‬


‫ضرورة ملجئة‪ ،‬فإن هذه الضرورة جتعل هذا احملرم مباحا‪ ،‬ويرفع‬
‫احلكم العام مادامت الضرورة قائمة‪ ،‬بل قد يرتفع إىل درجة‬
‫الوجوب واإللزام‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إابحة النطق ابلكفر عند اإلضطرار إليه ابلتهديد ابلقتل‪،‬‬
‫لقوله تعاىل‪ ( :‬من كفر ابَّلل من ب عد إميانه إال من أكره وق لبه‬
‫ب من‬ ‫َٰ‬
‫مطمئ ٌّن ابإلميان ولكن من شرح ابلكفرصد ًرا ف عليهم غض ٌ‬
‫اب عظ ٌيم) (النحل‪ )016 :‬وهذه نزلت يف عمار بن‬ ‫اَّلل وهلم عذ ٌ‬
‫ايسر (هنع هللا يضر)‪.‬‬
‫‪ .2‬جواز الكذب واحللف عليه لضرورة ختليص نفس بريئة من‬
‫اهلالك أو امرأة من الزان هبا‪ ،‬أو مال معصوم من الغصب‪ ،‬ألن‬
‫مفسدة الكذب أهون من مفسدة القتل أو الزان أو الغصب‬
‫فالضرر األشد يدفع بتحمل الضرر األخف‪.‬‬

‫‪ .3‬دفع الرشوة لدفع الضرر عن نفسه يف أمر مشروع فجائز‬


‫للدافع‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‪:‬‬
‫وأما ما ال تبيحه الضرورات من احملرمات‪ ،‬مثل قتل النفس‬
‫الربيئة أو الزان ابمرأة ولو ابلتهديد ابلقتل‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬وال‬
‫ت قت لوا الن فس اليت حرم اَّلل إال ابحلق ۚ َٰذلكم وصاكم به لعلكم‬
‫ت عقلون) (األنعام‪ )050 :‬وكونه مضطرا إىل إتالف نفس الغري‬
‫إبقاء حلياته ال يربر له هذا ارتكاب هذه اجلرمية‪ ،‬ألن االضطرار‬
‫ال يبطل حق الغري ابحلياة‪ ،‬وكذلك الزان ألنه ال يباح للرجل ال‬
‫ابإلكراه وال بغريه وإذا فعله فهو آمث‪ ،‬وأما املرأة فيباح هلا الزان إذا‬
‫أكرهت إكراها ملجئا على الزان ومل تستطع دفعه‪ ،‬ألهنا مفعول‬
‫هبا وليس من جهتها مباشرة الفعل بعكس الرجل الذي يباشر‬
‫الفعل آبلته‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫صالح الدین احمد‬
‫یە ُ ُ ُ ە‬
‫الرصورات تقد ُر ِبقد ِرها‬ ‫‪/٩٠‬‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫االضطرار أو الضرورات إمنا يبيح احملظورات مبقدار ما يدفع‬
‫اخلطر‪ ،‬وال جيوز االسرتسال‪ ،‬ومىت زال اخلطر عاد احلظر‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬اجلبرية جيب أن ال تسرت من العضو إال بقدر ما ال بد منه‪.‬‬
‫‪ .2‬الطبيب إمنا ينظر إىل العورة بقدر ما تستوجبه الضرورة‬
‫ضرورة املعاجلة‪.‬‬
‫‪ .3‬املضطر ال أيكل من امليتة إال بقدر سد الرمق‪.‬‬
‫‪ .4‬من استشري يف خاطب اكتفى ابلتعريض كقوله ال يصلح‬
‫لك ومل يعدل إىل التصريح‪.‬‬
‫‪ .٠‬تقبل شهادة النساء يف املواضع اليت ال ميكن اطالع الرجال‬
‫عليها وذلك للضرورة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫الرصورة عام اة أوْ‬


‫‪ْ /٩٠‬الحاج ُة ُت ی یەی ُل م یْ ییلة یە ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬
‫خاصة‬
‫معت القاعدة‬ ‫ی‬
‫احلاجة‪ :‬هي اليت يرتتب على عدم مراعاهتا ضيق وحرج‪،‬‬
‫دون أن تضيع املصاحل الضرورية‪.‬‬
‫لذا الضرورة أشد درجة من احلاجة‪ ،‬ألن الضرورة يرتتب‬
‫على عصياهنا خطر‪ ،‬كخشية اهلالك جوعا‪ ،‬واإلكراه امللجيء‪،‬‬
‫ولكن احلاجة يرتتب على عدم االستجابة هلا عسر وصعوبة‪.‬‬
‫ومعت كونها عامة‪ :‬أن يكون االحتياج شامال مجيع‬ ‫ی‬
‫األمة‪.‬‬
‫ومعت كونها خاصة‪ :‬أن يكون االحتياج لطائفة منها‬ ‫ی‬
‫كأهل بلد أو حرفة‪.‬‬
‫فمعت القاعدة إذن‪ :‬أن التسهيالت االستثنائية ال‬ ‫ی‬
‫تقتصر على حاالت الضرورة امللجئة‪ ،‬بل تشمل التسهيالت‬
‫حاجات اجلماعة أيضا مما دون الضرورة‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .1‬جتويز اإلجارة؛ فإهنا جوزت ابلنص على خالف القياس‬


‫للحاجة إليها‪ ،‬وهي حاجة عامة‪ .‬وجتويز بيع السلم (السلف)‬
‫فإنه جوز ابلنص على خالف القياس للحاجة إليه‪.‬‬
‫‪ .2‬جواز االصطناع وهو‪ :‬أن تدفع للصانع الثمن مقدما لصنع‬
‫لك حاجة يف الذمة غري مقبوضة‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا عم احلرام بلداً حبيث ال يوجد فيه حالل إال اندراً‪ ،‬فإنه‬
‫جيوز تناول ما حيتاج إليه من احلرام للضرورة؛ ألن احلاجة العامة‬
‫تنزل منزلة الضرورة‪ ،‬وال يتوسع يف احلرام من احتاج إليه‪ ،‬وال‬
‫يتبسط فيه كما يتوسع يف احلالل‪ ،‬من وثري املركوب واملفروش‪،‬‬
‫واألاثث وامللبس‪ ،‬والتنعم بفواكه الطعام ولذائذه‪ ،‬ألن الضرورة‬
‫أو احلاجة اليت تنزل منزلتها تقدر بقدرها‪.‬‬
‫‪ .4‬نزول احلمام أبجر‪ :‬مع جهالة املدة وكمية املاء للحاجة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ ْ‬
‫‪ /٩٦‬ما جاز ِلعذ ٍر بطل ِبزو ِال ِه‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إذا زال العذر املبيح للمحرم مل يبق سبب شرعي لبقاء‬
‫اإلابحة للمحظور شرعا‪ ،‬فتسقط اإلابحة ويرجع احملظور إىل‬
‫حكمه وهو التحرمي‪ ،‬فال جيوز فعله‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬يبطل جواز التيمم إذا قدر على استعمال املاء‪ ،‬وعند‬
‫اجلمهور يبطل التيمم بوجود املاء قبل الدخول يف الصالة‪ ،‬وعند‬
‫احلنفية يبطل التيمم بوجود املاء قبل الدخول يف الصالة‪ ،‬أو يف‬
‫أثناء الصالة‪.‬‬

‫‪ .2‬من جاز له لبس احلرير بسبب جرب أو حكة جيب نزعه‬


‫إذا زال اجلرب أو احلكة‪ ،‬ومن عجز عن القيام يف الصالة ملرضه‬

‫‪91‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫فصلى قاعدا فإذا شفي من مرضه واستطاع القيام وجب عليه‬


‫القيام يف الصالة‪.‬‬

‫‪ .3‬من اضطره اجلوع إىل أكل امليتة‪ ،‬جاز له ذلك؛ فإن وجد‬
‫طعاماً حالالً صار أكل امليتة يف حقه حراماً‪.‬‬

‫ْ ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ِ /٩٧‬إذا زال الم ِان ُع عاد الم ْمنوع‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫كل حكم إذا كان عدم جوازه ملانع فإذا زال هذا املانع عاد‬
‫املمنوع وهو اجلواز‪.‬‬

‫والمانع‪ :‬هو كل ما يستلزم وجوده انتفاء غريه‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا تزوجت املرأة (املطلقة) سقط حقها يف احلضانة‪ ،‬فإهنا إذا‬
‫طلقها زوجها الثاين طالقا ابئنا عاد حقها يف احلضانة لزوال‬
‫املانع‪.‬‬

‫‪ .2‬لو وجد املشرتي مبا اشرتاه عيبا قدميا كان له رده على ابئعه‪،‬‬
‫ولكن لو حدث فيه عند املشرتي عيب آخر امتنع الرد بسبب‬
‫العيب احلادث غري أنه إذا زال العيب احلادث عاد للمشرتي‬
‫حق الرد‪.‬‬

‫‪ .3‬لو اهندمت الدار املأجورة سقطت األجرة‪ ،‬فإذا بناها املؤجر‬


‫يف املدة قبل أن يفسخ املستأجر اإلجارة‪ ،‬عادت يف املستقبل‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫صالح الدین احمد‬
‫‪ /٩٨‬ال ْضطر ُار ل ُي ْبط ُل ح ەق ْالغیْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫االضطرار قد يرفع اإلمث عن املضطر إذا ابشر احملظور شرعا‪،‬‬
‫إال أن هذا االضطرار ال يبطل حق اآلخرين إذا كان من شأن‬
‫هذا االضطرار أن حيمل املضطر إىل إتالف مال الغري‪ ،‬أو أخذه‬
‫لالستعانة به‪ ،‬أو أداة يستعملها‪ ،‬ففي هذه األحوال عليه أن‬
‫يعوض صاحب املال ما أتلفه عليه من مال‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو اضطر إنسان من اجلوع‪ ،‬فأكل طعام اآلخر يضمن‬
‫قيمته‪.‬‬
‫‪ .2‬لو انتهت مدة اإلجارة والزرع مل حين حصاده بعد فإنه‬
‫يبقى إىل حيث حصاده يف وقته املعتاد‪ ،‬وعليه أجر املثل‪ ،‬ألن‬
‫اضطرار املستأجر إببقاء الزرع إىل حني احلصاد يف وقته ال يبطل‬
‫حق املالك يف استيفاء أجرة ملكه‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ ْ ُ ُ ُ ْ ُ ُ‬
‫‪ /٩٢‬ما حرم أخذه حرم ِإعطاؤه‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن الشيء احملرم الذي ال جيوز ألحد أن أيخذه ويستفيد‬
‫منه حيرم عليه أيضا أن يقدمه لغريه ويعطيه إايه‪ ،‬سواء أكان‬
‫على سبيل املنحة ابيتداء أم على سبيل املقابلة‪ ،‬وذلك ألن‬
‫إعطاءه الغري عندئذ يكون من قبيل الدعوة إىل احملرم أو اإلعانة‬
‫والتشجيع عليه‪ ،‬فيكون املعطي شريك الفاعل‪ ،‬ومن املقرر شرعا‬
‫أنه كما ال جيوز فعل احلرام ال جيوز اإلعانة والتشجيع عليه‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ال جيوز أخذ الرشوة وال إعطاؤها للحديث الشريف‪(( :‬لعن‬
‫رسول اَّلل ملسو هيلع هللا ىلص الراشي واملرتشي))‪ ,2‬وكذلك ((لعن رسول هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص آكل الراب مؤكله))‪ ،3‬وزاد الرتمذي ((وشاهديه وكاتبه))‪.2‬‬

‫‪2‬‬
‫سنن الترمذي وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ,605/3 ,‬سنن أبي داود ‪ ,311/3‬سنن ابن ماجة ‪.775/2‬‬
‫‪3‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ,069/7‬صحيح مسلم ‪.0208/3‬‬

‫‪94‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .2‬ال جيوز للوصي أن يعطي شيئا من مال اليتيم‪ ،‬كما ال جيوز‬


‫أن أيخذه لنفسه‪.‬‬

‫استثناءات‪:‬‬
‫‪ .1‬استثين جواز إعطاء الرشوة للحاكم أو ملن مينع احلق إال هبا؛‬
‫لكي يصل املعطي إىل حقه‪ ،‬واإلمث على اآلخذ‪.‬‬

‫‪ .2‬كذلك استثين إعطاء فدية لفك األسري‪.‬‬

‫‪ .3‬كذلك إذا خاف الوصي أن يستويل غاصب على املال فله‬


‫أن يؤدي شيئاً ليخلصه‪.‬‬

‫‪ .4‬وكذلك جيوز االستقراض ابلراب يف حال االضطرار‪ ،‬وذلك‬


‫دليل زوال الرمحة والتعاون يف قلوب املسلمني‪ ،‬وهذا من ابب‬
‫اختيار أهون الضررين‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫سنن الترمذي وقال‪ :‬حديث صحيح ‪.518 /3‬‬

‫‪95‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُُْ‬


‫‪ /3٤‬ما حرم ِفعله حرم طلبه‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫كل شيء حرم فعله ال جيوز للمسلم أن يطلب من الغري أن‬
‫يفعله‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬كما ال جيوز غش الغري‪ ،‬وال خديعته‪ ،‬وال خيانته‪ ،‬وال‬
‫إتالف ماله‪ ،‬وال سرقته‪ ،‬وال غصبه‪ ،‬وال الرشوة‪ ،‬وال فعل ما‬
‫يوجب حداً أو تعزيراً أو إساءة كذلك ال جيوز طلب شيء منها‬
‫أن يفعله الغري‪.‬‬

‫‪ .2‬الرشوة حيرم أخذها‪ ،‬وإعطاؤها‪ ،‬وحيرم أيضاً طلبها من غريه‬


‫إذا كانت إلحقاق ابطل‪ ،‬أو إبطال حق‪ ،‬كذلك شهادة الزور‪،‬‬

‫‪96‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫واليمني الكاذبة‪ ،‬والظلم‪ ،‬وما شاكل ذلك حيرم الفعل‪،‬‬


‫والتوسط‪ ،‬والطلب‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫إذا غصب أحد مال صيب‪ ،‬وال بينة لوصيه عليه‪ ،‬ويعلم‬
‫الوصي أن الغاصب حيلف كاذابً‪ ،‬فيجوز للوصي دفع شيء له‬
‫من مال الصيب السرتداد املغصوب‪ ،‬فاحلرمة على اآلخذ‪ ،‬ال‬
‫املعطي والطالب للضرورة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ /3٠‬ل یضر ول ِ یضار‬


‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫الضرر‪ :‬إحلاق ضرر أو مفسدة ابلغري‪.‬‬

‫الضرار‪ :‬مقابلة الضرر ابلضرر‪.‬‬


‫ی‬
‫فمعت القاعدة إذن‬
‫‪ .1‬ال جيوز ألحد اإلضرار ابلغري ابتداء ال يف نفسه وال يف‬
‫عرضه وال يف ماله‪ ،‬ألن إحلاق الضرر ابلغري ظلم وهو حرام يف‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫‪ .2‬وكذلك ال جيوز مقابلة الضرر ابلضرر‪ ،‬وإمنا على املتضرر أن‬


‫يراجع جهة القضاء للحكم له ابلتعويض عن ضرره على الذي‬
‫أحلق به الضرر‬

‫‪98‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬حبس املوسر إذا امتنع عن اإلنفاق على أوالده أو قريبه‬
‫احملرم‪ ،‬وجواز ضربه يف احلبس إذا أصر على االمتناع‪ ،‬توقياً من‬
‫وقوع الضرر أبوالده أو قريبه الفقراء ببقائهم بال نفقة‪.‬‬

‫‪ .2‬نصب األئمة والقضاة‪ ،‬ملنع الضرر عن األمة‪ ،‬ليقيموا‬


‫احلدود‪ ،‬ومينعوا اجلرائم‪ ،‬ويستأصلوا شأفة الفساد دفع الصائل‬
‫عن النفس والعرض واملال‪ ،‬إلبعاد ضرره‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا وجد املستأجر ابملأجور عيباً قدمياً‪ ،‬أو حدث فيه عيب‬
‫وهو يف يده‪ ،‬فإنه يستقل بفسخ اإلجارة إذا أراد‪ ،‬بال حاجة إىل‬
‫رضا املؤجر أو قضاء القاضي‪ ،‬سواء يف ذلك أكان قبل قبض‬
‫املأجور أم بعده‪ ،‬دفعاً للضرر عنه كان له االنفراد ابلفسخ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫یە‬
‫الرص ُر ُيز ُ‬
‫ال‬ ‫‪/3٩‬‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫جتب إزالة الضرر‪ ،‬ألن الضرر ظلم وحرام‪ ،‬وابلتايل فهو‬
‫منكر وعلى املسلم رفع املنكر وإزالته‪ ،‬كما جاءت يف ذلك‬
‫نصوص القرآن والسنة‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬الرد ابلعيب ومجيع أنواع اخليارات واحلجر أبنواعه‪.‬‬

‫‪ .2‬من سلط ميزابه على الطريق العام حبيث يضر ابملارين فإنه‬
‫يزال‪ ،‬ويضمن املتلف عوض ما أتلف للضرر الذي أحدثه‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ە‬ ‫ی ْ‬
‫‪ /33‬األ ْص ُل ِ يق ال ُمضار الت ْح ِر ُيم‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫األصل أنه حيرم كل شيء مضر‪ ،‬سواء كان يف الدين أو‬
‫النفس أو العقل أو املال أو العرض‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫إذا ثبت الضرر علميا وطبيا يف شيء فإتيانه حرام كالتدخني‬
‫فإنه حرام تطبيقا هلذه القاعدة‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫یە ُ ُ ُ ْ‬
‫ال ِب ِمث ِل ِه‬
‫‪ /3٠‬الرصر ل يز‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن الضرر البد أن يزال‪ ،‬ألنه ظلم ومنكر وشر وفساد‪،‬‬
‫ولكن ال جيوز إزالته بضرر مثله أو أكرب منه‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ال يباح للمضطر أكل طعام مضطر آخر مثله‪.‬‬

‫‪ .2‬ال جيوز لإلنسان أن يدفع الغرق عن أرضه إبغراق أرض‬


‫غريه‪.‬‬

‫‪012‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫يستثىن من القاعدة ما لو كان إحدامها أعظم ضرراً‪ ،‬وال بد‬
‫من فعل أحدمها‪ ،‬فإنه يرتكب أخف الضررين‪ ،‬وله فروع‪:‬‬

‫شرع القصاص‪ ،‬واحلدود‪ ،‬وقتال البغاة‪ ،‬وقاطع الطريق‪،‬‬


‫ودفع الصائل‪ ،‬ألن الضرر الواقع خاص‪ ،‬وأخف بكثري من‬
‫الضرر العام‪.‬‬

‫جيوز شق جوف املرأة امليتة إذا رجي حياة اجلنني‪.‬‬

‫جيوز إجبار املدين على قضاء الديون‪.‬‬

‫‪013‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫كان‬ ‫الرص ُر ُي ْدف ُع بقدر ْاْل ْ‬


‫م‬
‫یە‬
‫‪/ 3٠‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫الضرر يدفع بقدر اإلمكان‪ ،‬فإن أمكن دفعه ابلكلية فبها‪،‬‬
‫وإال فبقدر ما ميكن‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إن األجري الذي لعمله أثر يف العني‪ ،‬كالصبغ مثالً أو‬
‫اخلياطة‪ ،‬إذا حبسها لقبض األجرة فهلكت‪ ،‬يلزمه الضمان لكن‬
‫له األجر‪ ،‬ألن الضرر يدفع بقدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا استهلك الغاصب املال املغصوب أو هلك يف يده بدون‬
‫تعديه وتعذر رده إىل صاحبه‪ ،‬فيضمن الغاصب أكثر قيمة‬
‫املغصوب من يوم الغصب إىل يوم التلف إن كان قيميا‪ ،‬ويرد‬
‫مثله إن كان مثليا‪.‬‬

‫‪014‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ ُ‬
‫ين ‪ -‬أ ْو أهون‬ ‫‪ُ /3٦‬ي ْخ ُ‬
‫تار أ ْهو ُن َە ە‬
‫الرس‬
‫ِ‬
‫یە‬
‫ين‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫الرص‬
‫هذە القاعدة مبعىن القاعدة السابقة‬

‫تطبيقاتها‬
‫‪ .1‬لو أحاط الكفار ابملسلمني ومل يقدروا على دفعهم ‪ ،‬جاز‬
‫دفع املال إليهم ليرتكوهم‪.‬‬

‫‪ .2‬استنفاذ أسرى املسلمني ابملال إذا مل ميكن بغريه ألن دفع‬


‫املال أهون الضررين‪.‬‬

‫‪015‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ْ‬
‫صال ِح‬
‫فاس ِد أوىل ِمن جل ِب الم ِ‬
‫‪ /3٧‬درء الم ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إذا تعارض فعالن‪ ،‬أحدمها جيلب مصلحة‪ ،‬واآلخر يدرء‬
‫مفسدة‪ ،‬فإن درء املفسدة مقدم على جلب املصلحة‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬مينع الشخص من التصرف يف ملكه إذا كان تصرفه‬
‫يضر جباره ضررا فاحشا‪ ،‬ألن درء املفاسد عن جاره أوىل من‬
‫جلب املنافع لنفسه‪ ،‬فليس له أن حيدث يف ملكه ما يضر جباره‬
‫ضرراً بيناً‪ ،‬كاختاذه جبانب دار جاره طاحوانً مثالً يوهن البناء أو‬
‫معصرة أو فرانً مينع السكىن ابلرائحة والدخان‪ ،‬وكذا لو اختذ‬
‫جبانب دار جاره كنيفاً أو ابلوعة أو ملقى قمامات يضر ابجلدار‬
‫فلصاحب اجلدار أن يكلفه إزالة‪.‬‬

‫‪016‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .٩‬الحجر عل السفية‪.‬‬
‫استثناء من القاعدة‪:‬‬
‫ومنه الكذب مفسدة حمرمة لكن مىت تضمن ذلك جلب‬
‫مصلحة تربو عليه جاز كالكذب يف اإلصالح بني الناس‪ ،‬ويف‬
‫احلرب خلداع العدو‪ ،‬وعلى الزوجة إلصالحها‪.‬‬

‫‪017‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫صالح قدم األعل ِمنها‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫‪ِ /3٨‬إذا تزاحم ِت‬
‫ە ُ‬ ‫ْ‬ ‫ف ُيق ەد ُم ْالواج ُ‬
‫الر ِاجح عل‬‫ب عل ال ُم ْستحب و‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫الم ْر ُ‬
‫وح‬
‫ِ‬ ‫ج‬
‫فمعناها واضح‪. .....‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬تقدمي الواجب من الصالة والصدقة والصيام واحلج وغريها‬
‫على املستحب منها‪.‬‬

‫‪ .2‬ويقدم العبد طاعة هللا تعاىل على طاعة كل أحد وال طاعة‬
‫ملخلوق يف معصية اخلالق‪.‬‬

‫‪ .3‬ويقدم نفل العلم على نفل الصالة والصيام‪ ،‬وإذا أقيمت‬


‫الصالة تعينت املكتوبة‪.‬‬

‫‪018‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ‬
‫وع أعظ ُمها‬ ‫ت م ْفسد ُ‬ ‫ْ‬
‫تان ر يِ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ /3٢‬إذا تعارض‬
‫كاب أخفها‬ ‫ت‬
‫ار‬‫یض ارا ب ْ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إذا دار األمر بني ضررين ومفسدين فيتحمل ويرتكب‬
‫األخف إلزالة األشد‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو اضطر وعنده ميتة ومال الغري فإنه أيكل امليتة‪.‬‬
‫‪ .2‬ومنها شيخ ال يقدر على القراءة قائما ويقدر عليها قاعدا‬
‫يصلي قاعدا وال جيوز ترك الصالة حبال‪.‬‬
‫‪ .3‬لو أن امرأة صلت قائمة تنكشف من عورهتا ما مينع جواز‬
‫الصالة ولو صلت قاعدة ال ينكشف منها شيء فإهنا تصلي‬
‫قاعدة ملا ذكران أن ت رك القيام أهون‪.‬‬

‫‪019‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫یە‬ ‫ُّ ْ‬ ‫ُ یە ُ ْ‬ ‫‪ُ /٠٤‬‬


‫عام‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫الرص‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ف‬‫د‬‫ل‬‫ِ‬ ‫خاص‬ ‫ال‬ ‫ر‬‫الرص‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ح‬‫ت‬‫ي‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫يتحمل الضرر اخلاص لغرض دفع أو منع وقوع الضرر‬
‫العام‪ ،‬ألن الضرر العام يصيب مجيع الناس‪ ،‬فال اختصاص‬
‫ألحد هبذا الضرر‪ ،‬إذ الكل معرضون له‪ ،‬أما الضرر اخلاص فهو‬
‫الذي يصيب فردا معينا أو فئة قليلة من الناس‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬جواز هدم اجلدار املائل إىل الطريق العام‪.‬‬

‫‪ .2‬ومنع املفيت املاجن والطبيب اجلاهل‪.‬‬

‫‪ .3‬وجواز احلجر على السفيه‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ‬ ‫یە ُ ْ ُّ ُ ُ یە‬


‫‪ /٠٠‬الرصر األشد يزال ِبالرص ِر األخف‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫قلنا إن الضرر ال يزال مبثله‪ ،‬ومعىن ذلك أنه جيب أن يزال‬
‫بضرر أخف أو أقل منه‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلجبار على قضاء الدين والنفقات الواجبة‪.‬‬

‫‪ .2‬وجواز شق بطن امليتة إلخراج الولد إذا كانت ترجى حياته‪.‬‬

‫‪ .3‬لو أحاط الكفار ابملسلمني ‪ -‬وال مقامة هبم ‪ -‬جاز دفع‬


‫املال إليهم‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُْْ ُ ُ ە‬ ‫ْ ُ ُ ە‬
‫‪ /٠٩‬العادة محكمة‪ -‬العرف محكم‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫العادة يف اللغة مأخوذة من املعاودة‪ ،‬مبعىن التكرار‪ ،‬فهي‬
‫بتكرارها ومعاودهتا مرة بعد أخرى صارت معروفة ومستقرة‬
‫ومقبولة يف النفوس والعقول‪.‬‬

‫لذا إن العادة عامة أو خاصة جتعل حكما إلثبات حكم‬


‫شرعي مل ينص على خالفه خبصوصه‪ ،‬فلو مل يرد نص ُيالفها‬
‫أصال‪ ،‬أو ورد ولكن عاما‪ ،‬فإن العادة تعترب‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬كل ما جرى العرف على اعتباره من مشتمالت املبيع‪ ،‬فإنه‬
‫يدخل يف البيع من غري ذكر كاحلديقة احمليطة ابلدار تدخل يف‬
‫عقد البيع معه بال ذكر لعرف الناس بذلك‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .2‬إعتبار عرف احلالف والناذر إذا كان العرف مساواي للفظ‬


‫أو أخص‪ ،‬فلو حلف ال أيكل رأسا أو ال يركب دابة أو ال‬
‫جيلس على بساط ال حينث أبكل رأس عصفور وال بركوب‬
‫إنسان وال جبلوس على األرض‪ ،‬ألن العرف خص الرأس مبا يباع‬
‫لألكل يف األسواق والدابة مبا يركب عادة والبساط ابملنسوج‬
‫املعروف الذي يفرش وجيلس عليه‪.‬‬

‫‪003‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ ْ‬ ‫ْ ْ ُ ە‬
‫ب العم ُل ِبها‬‫اس ُح ەجة ي ِج‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫‪ِ /٠3‬اس ِتعمال‬
‫معت القاعدة‬‫ی‬
‫يعترب استعمال الناس ألمر من األمور وشيوع ذلك يف فض النزاع‪،‬‬
‫ألن عادة الناس إذا مل تكن خمالفة للشرع حجة ودليل جيب العمل هبا‪،‬‬
‫ألن العادة حمكمة‪.‬‬

‫من تطبيقات هذه القاعدة وفروعها‪:‬‬


‫‪ .1‬إذا استعان شخص آبخر على شراء عقار‪ ،‬وبعد وقوع البيع‬
‫والشراء طلب املستعان به من املستعني أجرة‪ ،‬فينظر تعامل أهل‬
‫السوق‪ ،‬فإن كان معتاداً يف مثل هذه احلال أخذ أجرة كصاحب‬
‫مكتب عقاري‪ ،‬فللمستعان به أخذ األجرة املثلية من املستعني وإال‬
‫فال‪.‬‬

‫‪ .2‬ومنها لو استأجر أجرياً يعمل له مدة معينة‪ ،‬محل على ما جرت‬


‫العادة ابلعمل فيه من الزمان دون غريه‪ ،‬بغري خالف‪ ،‬إال إذا نص يف‬
‫العقد على زمن خمصوص‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُّ ْ ْ‬ ‫‪ /٠٠‬ل ُي ْنك ُر تغ ُّ ُی ْاأل ْ‬


‫مان‬
‫ِ‬ ‫ز‬ ‫األ‬ ‫ی‬ ‫غ‬‫ت‬‫ب‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫كام‬ ‫ح‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫ال ينكر تغري األحكام بتغري األزمان‪ ،‬أي بتغري عرف أهلها‬
‫وعادهتم‪ ،‬فإذا كانت عادهتم تستدعي حكما مث تغريت إىل عادة‬
‫أخرى‪ ،‬فإن احلكم يتغري على ما يوافق ما انتقل عرفهم‬
‫وعادهتم‪ ،‬ألنه بتغري الزمان تتغري احتياجات الناس‪ ،‬ولكن‬
‫األحكام املبنية على النصوص واألدلة القطعية _ مثل حرمة الزان‬
‫والقتل والسرقة و‪ _ ...‬ال تتغري وال تتبدل مع تغري وتبدل‬
‫األعراف والعوائد‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬

‫‪005‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ .1‬سقوط خيار الرؤية برؤية حجرة من حجر الدار يف الزمن‬


‫القدمي‪ ،‬جلراين عرف الناس على هذا النمط من البناء‪ ،‬فقد أفىت‬
‫فقهاؤان القدامى (رمحهم هللا تعاىل) بسقوط خيار الرؤية برؤية‬
‫حجرة واحدة من حجر الدار‪ ،‬ولكن تغري عرف الناس وعادهتم‬
‫يف بناء الدور ومشتمالته فأفىت الفقهاء بعدم سقوط خيار الرؤية‬
‫برؤية حجرة واحدة‪ ،‬بل ال بد من رؤية مجيع حجر الدار‬
‫ومشتمالته‪.‬‬

‫‪ .2‬أخذ األجرة على تعليم القرآن الكرمي على ما أفىت به‬


‫متأخروا الفقهاء‪ ،‬ألن العادة قد تبدلت إذا كان األمر يف السابق‬
‫ختصيص العطاء هلؤالء من بيت املال‪ ،‬فلما انقطع أفىت‬
‫املتأخرون ابجلواز لئال يهجر القرآن الكرمي ويندرس‪.‬‬

‫‪006‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ا‬ ‫ا ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ /٠٠‬ال ُم ْمت ِن ُع عادة كال ُم ْمت ِن ِع ح ِقيقة‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫االمتناع إما حقيقي وإما عادي‬
‫فاألول‪ :‬امتناع الشيء ضرورة ملخالفته العقل كإقراره ملن هو أكرب‬
‫منه سنا أنه ابنه‪ ،‬وأما الثاين‪ :‬فهو امتناع الشيء حبكم العادة فقط‪،‬‬
‫وكالمها سواء ال تسمع الدعوى به وال تقام البينة عليه‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫لو ادعى رجل معروف ابلفقر مببلغ جسيم على رجل معروف‬
‫ابلغىن املفرط‪ ،‬أبنه أقرضه إايه دفعة واحدة‪ ،‬حال كونه مل يرث ومل‬
‫يصب ماال بوجه آخر‪ ،‬فال تسمع دعواه ألهنا مما ميتنع عادة فهي‬
‫كاملمتنع حقيقة‪ ،‬ويدخل حتت هذه القاعدة كل شيء مستبعد يف‬
‫العادة‪.‬‬
‫استثناء من هذا القاعدة‪:‬‬
‫لو حلف ألقتلن فالانً معتقداً حياته‪ ،‬وهو ميت وال يعلم مبوته‪،‬‬
‫فتنعقد اليمني عند أيب يوسف‪ ،‬وال تنعقد عند مجهور الفقهاء ألن‬
‫احمللوف عليه غري متصور الوجود عادة‪.‬‬

‫‪007‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ە‬ ‫ە‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫‪ /٠٦‬ال ِع ْیة ِللغ ِال ِب الش ِائ ِع ل ِللن ِاد ِر‬
‫ی‬
‫معت القاغدة‬
‫ال تبىن األحكام على الشيء النادر القليل‪ ،‬وإمنا تبىن على‬
‫الغالب الشائع الكثري‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬قدر الفقهاء سن البلوغ ابلسنة اخلامسة عشرة‪ ،‬ألهنا السن‬
‫الذي يبلغ األوالد فيه غالبا فمن خرج منهم عن هذه القاعدة‬
‫كان اندرا ال يعتد به‪.‬‬

‫‪ .2‬كما قدروا أيضا مدة احلضانة بسبع سنني للصغري وتسع‬


‫سنني للصغرية‪ ،‬ألهنم حرصوا برتك الغالم عند أمه حىت يستغين‬

‫‪008‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫عنها يرتك الصغرية عند أمها حىت تصري مشتهاة‪ ،‬ومن شذ عن‬
‫هذه القاعدة كان اندرا ال عربة له ألن العربة للشائع ال النادر‪.‬‬

‫‪ .3‬إن قصر الصالة يف السفر هو رخصة مشروعة‪ ،‬واحلكمة‬


‫يف ذلك دفع مشقة السفر‪ ،‬ولكنها مل تنضبط الختالفها حبسب‬
‫األشخاص واألحوال واالزمان‪ ،‬فأقيم السفر علة مقامها حبيث‬
‫مىت وجد السفر وجد القصر؛ ألن السفر يالزم املشقة غالباً‪،‬‬
‫وختلفها يف بعض املرتفني ال عربة له؛ ألن احلكم يراعى يف‬
‫اجلنس ال األفراد‪ ،‬فيجوز قصر الصالة يف حقهم؛ ألن العربة‬
‫للغالب الشائع ال للنادر‪.‬‬

‫‪009‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ ُ ْ‬
‫وال ُم ْقت یض ُيق ەدمُ‬
‫ِ ي‬ ‫مانع‬
‫‪ِ /٠٧‬إذا تعارض ال ِ‬
‫ْالمانعُ‬
‫ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إذا كان للشيء‪ ،‬أو العمل به ما يقتضي وجوده‪ ،‬وما مينع‬
‫وجوده فاحلكم هو األخذ ابملانع‪ ،‬ألن يف املنع درء املفسدة‪،‬‬
‫ومعلوم أن درء املفسدة أوىل من جلب املصلحة‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ليس للراهن أن يبيع ماله املرهون عند دائنه إىل آخر‪ ،‬لوجود‬
‫املانع‪ ،‬ألن الرهن مينع الراهن من التصرف مباله املرهون إال بعد‬
‫اإليفاء أو اإلبراء من الدائن (املرهتن)‪.‬‬

‫‪ .2‬منع املؤجر من التصرف يف العني املأجورة مبا ميس حق‬


‫املستأجر‪ ،‬تقدميا للمانع وهو حق املستأجر‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .3‬ومتنع شرعاً التجارة يف احملرمات من مخر وخمدرات وغري‬


‫ذلك‪ ،‬ولو أن فيها رحباً‪.‬‬

‫استثناء من القاعدة‪:‬‬
‫‪ .1‬والصالة مع اختالل شرط من شروطها من الطهارة أو‬
‫التسرت أو االستقبال‪ ،‬فإن يف ترك ذلك مفسدة ملا فيه من‬
‫اإلخالل جبالل هللا تعاىل يف أن ال يناجي إال على أكمل‬
‫األحوال‪ ،‬لكن مىت تعذر شيء من ذلك جازت الصالة بدونه‬
‫تقدمياً ملصلحة على هذه املفسدة‪.‬‬

‫‪ .2‬ومنه الكذب مفسدة حمرمة لكن مىت تضمن ذلك جلب‬


‫مصلحة تربو عليه جاز كالكذب يف اإلصالح بني الناس‪ ،‬ويف‬
‫احلرب خلداع العدو‪ ،‬وعلى الزوجة إلصالحها‪.‬‬

‫‪020‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ە‬
‫‪ /٠٨‬الت ِاب ُع ت ِابع‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن التابع يف الوجود اتبع له يف احلكم‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬القفل يدخل يف البيع مفتاحه‪ ،‬وكذلك توابع املبيع املتصلة‬
‫به اتصال قرار كاألبواب والنوافذ واألحواض يف بيع الدور‪،‬‬
‫واألشجار يف بيع احلدائق والبساتني‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا بيع احليوان يف بطنه جنني‪ ،‬دخل يف البيع تبعا وبدون أن‬
‫ينص عليه العقد ألنه اتبع ألصله‪.‬‬
‫استثناء من القاعدة‪:‬‬
‫لو أسقط املرهتن حقه يف حبس الرهن‪ ،‬جاز مع بقاء‬
‫الدين‪ ،‬ومنها لو أبرأ الدائن الكفيل صح مع بقاء الدين كذلك‪،‬‬
‫مع أن الرهن والكفيل اتبعان للدين‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ە ُ ُْ ُ ْ ُ ْ‬
‫‪ /٠٢‬الت ِابع ل يفرد ِبالحك ِم‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫التابع الذي وجوده تبع لغريه وابلتايل ال استقالل له يف‬
‫وجوده‪ ،‬ال يفرد يف احلكم دون متبوعه‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬حقوق االرتفاق مثل الشرب وحق املرور ال جيوز بيعها‬
‫منفردة‪.‬‬

‫‪ .2‬ال جيوز بيع اجلنني يف بطن أمه منفردا‪ ،‬وكل ما كان اتصاله‬
‫خلقة كاللنب يف الضرع والصوف على ظهر اخلروف واجللد على‬
‫احليوان‪.‬‬

‫‪023‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ /٠٤‬م ْن ملك ش ايئا ملك ما ُهو ِم ْن ی ُ‬


‫ضور ِات ِه‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫من ملك شيئا ملك ما هو من ضروراته ولوازمه وما ال‬
‫يستغىن عنه إلمكان االستفادة من الشيء اململوك‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬من اشرتى داراً واقعة يف سكة غري انفذة مشرتكة بني عدة‬
‫دور‪ ،‬ميلك حبكم التبعية حصة الدار من الطريق من هذه‬
‫السكة‪ ،‬ولو مل ينص عليها يف العقد؛ ألن الطريق من ضرورات‬
‫الدار ولوازمها‪ ،‬والدار بدون الطريق ال ميكن االنتفاع هبا أو‬
‫السكىن فيها‪.‬‬

‫‪ .2‬من اشرتى قفال دخل فيه مفتاحه‪.‬‬

‫‪024‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ /١1‬إِذا َسقَطَ أاألَصأ ُل َسقَطَ أالفَرأ ُ‬


‫ع‬
‫معنى القاعدة‬
‫يراد ابلفرع ما ليس له وجود مستقل بنفسه‪ ،‬وإمنا وجوده‬
‫بغريه‪ ،‬وإنه يسقط بسقوط أصله‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫لو أن الدائن أبرأ األصيل (املدين) برئ الكفيل أيضا‪ ،‬وإذا مات‬
‫املوكل أو جن جنوان مطبقا سقطت وكالة الوكيل إذا مل يتعلق هبا‬
‫حق الغري‪.‬‬

‫‪025‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُْ ُ ْ ْ ُ‬


‫وت األص ِل‬
‫‪ /٠٩‬قد يثبت الفرع مع عد ِم ثب ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫وهذه استثناء من القاعدة ( إذا سقط األصل سقط الفرع)‪،‬‬
‫حيث يثبت الفرع ابلرغم من سقوط األصل أو عدم ثبوته‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو ادعى الزوج اخللع فأنكرته الزوجة‪ ،‬ابنت أي وقعت‬
‫الفرقة بينهما ومل يثبت املال (بدل اخللع) الذي هو األصل من‬
‫اخللع ومع عدم ثبوته ثبت الفرع وهو وقوع البينونة بينهما‪.‬‬

‫‪ .2‬لو غصب إنسان شيئاً فباعه‪ ،‬مث تداولته األيدي ابلبيع‬


‫والشراء‪ ،‬فأجاز املالك أحد العقود‪ ،‬جاز ذلك العقد الذي‬
‫أجازه خاصة‪ ،‬ال ما قبله‪ ،‬وال ما بعده‪.‬‬

‫‪026‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ ُ‬ ‫ە ْ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ە ُ‬
‫الس ِاقط ل ي ُعود كما أن المعدوم ل يعود‬ ‫‪/٠3‬‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫الساقط من احلقوق القابلة للسقوط ال يعود‪ ،‬أي أن ما‬
‫يقبل السقوط من احلقوق‪ ،‬إذا سقط منه شيء فإنه ال يعود بعد‬
‫سقوطه‪ ،‬وكما أن املعدوم ال يعود‪ ،‬والساقط أصبح معدوما بعد‬
‫سقوطه فال يعود‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫من ابع بثمن حال‪ ،‬فللبائع حق حبس املبيع حىت يقبض مجيع‬
‫الثمن‪ ،‬لكن لو سلمه للمشرتي قبل قبض الثمن سقط حقه يف‬
‫احلبس‪ ،‬فليس له أن يسرتده من املشرتي ليحبسه حىت يقبض‬
‫الثمن‪ ،‬ألن الساقط ال يعود‪.‬‬

‫‪027‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫وت‬ ‫ت ْالف ْر ُع مع عدم ُث ُ‬


‫ب‬
‫ْ ُْ ُ‬
‫‪ /٠٠‬قد يثب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫األ ْص ِل‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫وهذه استثناء من القاعدة ( إذا سقط األصل سقط الفرع)‪،‬‬
‫حيث يثبت الفرع ابلرغم من سقوط األصل أو عدم ثبوته‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو ادعى الزوج اخللع فأنكرته الزوجة‪ ،‬ابنت أي وقعت‬
‫الفرقة بينهما ومل يثبت املال (بدل اخللع) الذي هو األصل من‬
‫اخللع ومع عدم ثبوته ثبت الفرع وهو وقوع البينونة بينهما‪.‬‬

‫‪ .2‬لو غصب إنسان شيئاً فباعه‪ ،‬مث تداولته األيدي ابلبيع‬


‫والشراء‪ ،‬فأجاز املالك أحد العقود‪ ،‬جاز ذلك العقد الذي‬
‫أجازه خاصة‪ ،‬ال ما قبله‪ ،‬وال ما بعده‪.‬‬

‫‪028‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬


‫‪ِ /٠٠‬إذا بطل األصل يصار ِإىل البد ِل‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إذا بطل األصل (وهو ما جيب أداؤه) أبن صار متعذرا‬
‫يصار إىل البدل‪ ،‬أما مادام األصل ممكنا فال يصار إىل البدل‪.‬‬

‫تطبيقاتها‬
‫جيب رد املغصوب إذا كان قائما يف يد الغاصب‪ ،‬ألنه‬
‫تسليم عني الواجب وإذا تعذر رد عني املغصوب وهو األصل‬
‫أبن كان هالكا مستهلكا فيجب حينئذ رد بدله من مثله أو‬
‫قيمته‪.‬‬

‫‪029‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ی‬ ‫‪ /٠٦‬إذا بطل َە ْ‬


‫الش ُء بطل ما ِ يق ِض ْم ِن ِه‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا فسد الصلح والبيع‪ ،‬بطل ما دفع يف ضمنهما من اإلقرار‬
‫واإلبراء بني املتعاقدين‪.‬‬

‫‪ .2‬الصالة املشتملة على واجبات وسنن إذا بطلت بطل مجيع‬


‫ما تضمنته‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‪:‬‬
‫لو صاحل الشفيع عن شفعته أو اشرتاها منه مبال مل يصح‬
‫الصلح‪ ،‬ومل يلزم املال‪ ،‬وسقطت شفعته‪ ،‬خبالف ما لو صاحله‬
‫عن دعوى الشفعة‪ ،‬فإنه يصح‪ ،‬ولزم املال‪.‬‬

‫‪031‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ‬ ‫ُْ ُ ی ْ ْ‬ ‫ُْ ُ ی ە‬


‫وع‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫م‬ ‫ال‬ ‫ق‬‫ِي‬ ‫ر‬‫ف‬‫ت‬‫غ‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫ع‬
‫‪ /٠٧‬يغتفر ِ يق ِ ِ‬
‫اب‬ ‫الت‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫يتسامح ويتساهل يف التابع _ وهو ما اشتمل عليع غريه _‬
‫ما ال يغتفر فيه إذا صار متبوعا أي أصال مقصودا‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ال جيوز بيع حق الشرب وحق املسيل وحق املرور قصدا؛ بل‬
‫جيوز بيعها تبعا لألرض‪ ،‬ألن بيع احلقوق اإلرتفاقية ابنفرادها ال‬
‫جيوز‪.‬‬

‫‪ .2‬لو حلف ال يشرتي صوفاً‪ ،‬فاشرتى غنمة عليها صوف‪،‬‬


‫جاز وال حينث‪ ،‬الن الصوف دخل يف البيع تبعاً للشاة ال‬
‫قصداً‪ ،‬فاغتفر فيه‪ ،‬فإن دخل مقصوداً حينث‪.‬‬

‫‪030‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ە ُ ْ‬ ‫ْ‬


‫اصة أقوى ِمن الولي ِة الع ەام ِة‬ ‫‪ /٠٨‬ال ِولية الخ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫الوالية لغة هي‪ :‬السلطة والتمكن‪.‬‬
‫واصطالحا هي‪ :‬نفوذ التصرف على الغري‪.‬‬

‫واملراد ابلوالية العامة هي والية اإلمام األعظم رئيس الدولة‬


‫ونوابه من احلاكم أو القاضي أو غريمها‪ ،‬أما اخلاصة فهي اليت‬
‫تكون للشخص على الغري أو نفسه أو أحدمها مثل والية األب‬
‫على نفس ولده الصغري وماله‪ ،‬لذا ال يتصرف القاضي مع‬
‫وجود الويل اخلاص وثبوت أهليته‪ ،‬ألن كل ما كان أقل اشرتاكا‬
‫كان أقوى أتثريا وامتالكا‪ ،‬أي متكنا‪.‬‬

‫‪032‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إن القاضي ال يزوج اليتيم أو اليتيمة إال عند عدم ويل هلما‬
‫يف النكاح‪ ،‬ولو زوج اإلمام لغيبة الويل‪ ،‬وزوجها الويل الغائب‬
‫آبخر يف وقت واحد‪ ،‬وثبت ذلك ابلبينة‪ ،‬قدم الويل‪ ،‬ألن‬
‫األصح يف هذه احلالة أن تزويج احلاكم كان ابلنيابة عن الويل‬
‫الغائب‪ ،‬بدليل عدم االنتقال إىل األبعد‪.‬‬
‫‪ .2‬للويل اخلاص استيفاء القصاص والصلح على مال والعفو‬
‫جماان‪ ،‬واإلمام ال ميلك العفو‪.‬‬

‫‪033‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ە ُ ُ‬


‫الر ِع ەي ِة منوط ِبالمصلح ِة‬
‫ف عل ە‬ ‫‪ /٠٢‬الترص‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن تصرف ويل األمر يف األمور العامة على الرعية تناط‬
‫بتحقيق املصلحة العامة‪ ،‬وتتوقف تصرفاته على وجود الثمرة‬
‫واملنفعة ضمن تصرفه‪ ،‬دينية كانت أم دنيوية‪ ،‬فإن تضمن منفعة‬
‫ما وجب عليهم تنفيذه‪ ،‬وإال رد‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ال جيوز لويل األمر أن يعني يف الوظائف العامة إال الكفوء‬
‫األمني‪.‬‬

‫‪ .2‬ال جيوز لويل األمر السماح بشيء من املفاسد واحملرمات‬


‫الشرعية‪ ،‬كدور الفسق والدعارة والقمار واخلمور حبجة جباية‬
‫الضرائب أو الفائدة االقصادية‪.‬‬

‫‪034‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ َە ْ ی ْ ُ‬
‫األ ُمور ْالباطنة ي ُقومُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِء ِ يق‬
‫‪ /٦٤‬د ِليل ي‬
‫ُ‬
‫مقامه‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إنه حيكم ابلظاهر فيما يتعذر االطالع عليه‪ ،‬ال سيما‬
‫عندما يتعلق األمر مبعرفة النية‪ ،‬وملا كانت النية من األمور‬
‫الباطنة واالطالع عليها متعذر فيستدل عليها ببعض الداللة‬
‫الظاهرة كما يف حالة القتل العمد‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬الرضا ابلعيب القدمي فيما اشرتاه املشرتي مسقط خليار الرد‬
‫ابلعيب إذا تصرف فيه تصرف املالك كاستعماله وإجياره وغريه‪،‬‬
‫فهذه التصرفات تقوم مقام الرضا الباطين‪.‬‬

‫‪035‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ .2‬الرضا يف العقود مثالً من األمور الباطنة‪ ،‬وهو خفي‪ ،‬ومن‬


‫العسري أو املستحيل الوقوف عليه فجعل الشرع اإلجياب والقبول‬
‫دليله‪ ،‬وقائماً مقامه‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت من القاعدة‪:‬‬
‫ما لو أدخلت املرأة حلمة ثديها يف فم الرضيع ومل تدر‬
‫أدخل اللنب يف حلقه أم ال؟ فإنه ال حيرم‪.‬‬

‫‪036‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ‬ ‫ُ ْ ُْ ُ ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ِ /٦٠‬اْلشارة المعهودة ِلْلخر ِ‬
‫س كالبي ِان ِباللس ِان‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن إشارة األخرس املعهودة بعينه أو رأسه أو حاجبه أو‬
‫يده‪ ،‬هي مبنزلة نطقه فتعترب يف مثل البيع والشراء‪ ،‬والنكاح‬
‫والطالق وسائر التصرفات‪ ،‬لئال حيرم من احلقوق املالية وإنشاء‬
‫التصرفات القولية املختلفة‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ينعقد البيع ابإلشارة املعروفة لالخرس‪ ،‬وأما اإلشارة من‬
‫الناطق فال ينعقد هبا البيع ألن اإلشارة التعترب حبقه‪.‬‬

‫‪ .2‬إشارة األخرس يف النكاح‪ ،‬والطالق‪ ،‬والعتاق‪ ،‬والبيع‪،‬‬


‫واإلجارة‪ ،‬واهلبة‪ ،‬والرهن‪ ،‬واإلبراء‪ ،‬واإلقرار‪ ،‬والنكول‪ ،‬والقصاص‬
‫يف إحدى الروايتني معتربة‪.‬‬

‫‪037‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ی‬
‫مستثت‪:‬‬‫ال‬
‫‪ .1‬ال تقبل إشارة األخرس يف احلدود؛ ألهنا تدرأ ابلشبهات‪.‬‬

‫‪ .2‬ال تقبل إشارة األخرس يف الشهادة؛ ألهنا تعتمد على لفظ‬


‫أشهد‪.‬‬

‫‪ .3‬ال تقبل إشارة األخرس يف القصاص يف إحدى الروايتني‪.‬‬

‫‪038‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫اب‬
‫‪ /٦٩‬ال ِكتاب كال ِخط ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫فالكتابة بني الغائبني‪ ،‬كالنطق بني احلاضرين‪ ،‬ألن القلم‬
‫أحد اللسانني‪ ،‬لذا العقد الذي مت بواسطة اإلقرار ابلكتابة يكون‬
‫كاإلقرار ابللسان‪ ،‬فإذا مت عقد بواسطة الكتابة بني رجلني كل‬
‫منهما يف بلد فيعترب اإلقرار ابلكتابة كاإلقرار ابللسان‪ ،‬ولكن‬
‫بشرط أن تكون الكتابة مستبينة‪ ،‬ومكتوبة ابلطريقة املعتادة بني‬
‫الناس‪ ،‬وساملة من شبهة التزوير‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو أثبت املديون أن الدائن كتب على قرطاس خبطه أن‬
‫الدين الذي يل على فالن أبرأته عنه صح ويسقط الدين‪ ،‬ألن‬

‫‪039‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫الكتابة املرسومة املعنونة كالنطق‪ ،‬وإن مل يكن كذلك ال يصح‬


‫اإلبراء وال دعوى اإلبراء‪.‬‬

‫‪ .2‬من أراد أن ُيطب امرأة ويتزوجها فكتب إليها ابخلطبة‬


‫والزواج‪ ،‬فإذا بلغ املرأة الكتاب‪ ،‬وأحضرت الشهود‪ ،‬وقرأته‬
‫عليهم‪ ،‬وقالت‪ :‬زوجت نفسي منه‪ ،‬انعقد النكاح‪.‬‬

‫‪041‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ‬ ‫ُ ْ ُْ ُ ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ِ /٦3‬اْلشارة المعهودة ِلْلخر ِ‬
‫س كالبي ِان ِباللس ِان‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن إشارة األخرس املعهودة بعينه أو رأسه أو حاجبه أو‬
‫يده‪ ،‬هي مبنزلة نطقه فتعترب يف مثل البيع والشراء‪ ،‬والنكاح‬
‫والطالق وسائر التصرفات‪ ،‬لئال حيرم من احلقوق املالية وإنشاء‬
‫التصرفات القولية املختلفة‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ينعقد البيع ابإلشارة املعروفة لالخرس‪ ،‬وأما اإلشارة من‬
‫الناطق فال ينعقد هبا البيع ألن اإلشارة التعترب حبقه‪.‬‬

‫‪ .2‬إشارة األخرس يف النكاح‪ ،‬والطالق‪ ،‬والعتاق‪ ،‬والبيع‪،‬‬


‫واإلجارة‪ ،‬واهلبة‪ ،‬والرهن‪ ،‬واإلبراء‪ ،‬واإلقرار‪ ،‬والنكول‪ ،‬والقصاص‬
‫يف إحدى الروايتني معتربة‪.‬‬

‫‪040‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫‪ .1‬ال تقبل إشارة األخرس يف احلدود؛ ألهنا تدرأ ابلشبهات‪.‬‬

‫‪ .2‬ال تقبل إشارة األخرس يف الشهادة؛ ألهنا تعتمد على لفظ‬


‫أشهد‪.‬‬

‫‪ .3‬ال تقبل إشارة األخرس يف القصاص يف إحدى الروايتني‪.‬‬

‫‪042‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ ُ‬ ‫الظن ْالب ی‬
‫ی خطؤه‬
‫ە‬
‫ب‬ ‫ة‬‫ی‬‫‪ /٦٠‬ل ع ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن البناء على الظن صحيح‪ ،‬إذ هو أعلى مرتبة من الشك‪،‬‬
‫فهو أقرب إىل اليقني‪.‬‬

‫واألحكام الشرعية يف غالبها مبنية على الظن‪ ،‬لكن قد‬


‫يظهر خطأ ذلك الظن‪ ،‬ويتبني أنه خالف الواقع‪ ،‬وحينئذ فإنه‬
‫ال جيوز البناء عليه‪ ،‬لنزوله عن املرتبة املعتربة‪ ،‬وبذلك ينتقض كل‬
‫ما بين عليه من أحكام‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو أقر بطالق زوجته ظاان وقوع الطالق بناء على إفتاء‬
‫املفيت؛ فتبني عدم وقوعه مل يقع داينة‪.‬‬

‫‪043‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ .2‬لو ظن أن عليه دينا؛ فظهر خالفه رجع مبا أدى‪.‬‬

‫‪ .3‬لو أتلف مال غريه يظنه ماله؛ ضمن‪.‬‬

‫استثناءات من هذه القاعدة‪:‬‬


‫‪ .1‬لو خاطب امرأته ابلطالق و يظنها أجنبية أو عبده ابلعتق‪،‬‬
‫وهو يظنه لغريه نفذ طالقه وعتقه‪ ،‬وال عربة خبطأ ظنه يف كل‬
‫هذه املسائل‪.‬‬

‫‪ .2‬لو دخل رجل احلمام وقال للحمامي‪ :‬احفظ الثياب‪ ،‬فخرج‬


‫ومل جيد ثيابه‪ ،‬فقال احلمامي‪ :‬إين رأيت أحداً رفع ثيابك إال أين‬
‫ظننت أن الرافع أنت‪ ،‬ال يضمن‪ ،‬إذ مل يرتك احلفظ ملا ظن أن‬
‫الرافع هو‪.‬‬

‫‪044‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ە‬
‫ایس ع ْن‬
‫الن َِ ئ‬
‫ِ‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ت‬
‫ِ‬
‫‪ /٦٠‬ل ُح ەجة مع ال ْ‬
‫ح‬ ‫ِ‬
‫يل‬
‫د ِل ٍ‬
‫معت القاعدة‬‫ی‬
‫ال تكون احلجة مقبولة مع االحتمال الذي ينشأ عن دليل‬
‫ظين أو قطعي بوجود هتمة‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو أقر رجل ألحد ورثته بدين فإن كان يف مرض موته‪ ،‬ال‬
‫يصح ما مل يصدقه ابقي الورثة‪ ،‬وذلك الحتمال كون قصد‬
‫املريض هبذا اإلقرار حرمان سائر الورثة مستندا إىل دليل وقوعه‬
‫يف املرض خبالف لو أقر به حبالة صحته‪.‬‬
‫‪ .2‬ال تقبل شهادة الزوجني‪ ،‬وشهادة األصول والفروع بعضهم‬
‫لبعض الحتمال امليل الناشئ عن القرابة‪ ،‬وال تقبل شهادة‬
‫األجري اخلاص ملستأجره‪ ،‬لتمكن التهمة الناشئة عن عالقة قد‬
‫تدفع إىل حتزب مريب جيب أن تتجرد الشهادة عنه‪.‬‬

‫‪045‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ە ُّ‬
‫‪ /٦٦‬ل ِع ْیة ِللتوه ِم‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫املراد‪ :‬ابلتوهم االحتمال العقلي البعيد النادر احلصول‪ ،‬وهو‬
‫ال أساس له أصال فإنه جمرد خاطر ذهين‪ ،‬وهو أدىن مرتبة من‬
‫الشك والظن‪ ،‬لذا ال يبىن عليه حكم‪ ،‬وال مينع القضاء وال يؤخر‬
‫احلقوق‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا جرح شخص آخر مث شفي اجملروح من جرحه متاما‬
‫وعاش‪ ،‬مث تويف فادعى ورثته أبنه من اجلائز أن يكون والدهم‬
‫مات بتأثري اجلرح فال تسمع دعواهم‪ ،‬ألهنا من قبيل التوهم فال‬
‫عربة فيه‪.‬‬

‫‪046‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .2‬لو أثبت الورثة إرثهم بشهود‪ ،‬واحنصار اإلرث هبم‪ ،‬وقالوا‪:‬‬


‫ال نعلم له واراثً غريهم‪ ،‬فيقضى هلم ابإلرث‪ ،‬وال عربة الحتمال‬
‫ظهور وارث آخر يزامحهم؛ ألن ذلك موهوم فال يعوق القضاء‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫لو دفع املشرتي من الفضويل الثمن له على رجاء إجارة املالك‪،‬‬
‫مث أراد اسرتداده منه مل ميلك اسرتداده قبل أن يفسخ املالك‬
‫البيع‪ ،‬فيمنع من اسرتداد الثمن مع أن اإلجازة موهومة احلصول‬

‫‪047‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ە‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ە ُ ْ‬


‫‪ /٦٧‬الث ِابت ِبالیه ِان كالث ِاب ِت ِبالعي ِان‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫(الثابت ابلربهان) وهو البينة الشخصية العادلة‪( ،‬كالثابت‬
‫ابلعيان) وهو املشاهدة‪ ،‬فكما أن األمر املشاهد حباسة البصر ال‬
‫يسع اإلنسان خمالفته فكذلك ما ثبت ابلبينة ال تسوغ خمالفته‪،‬‬
‫ألن البينة كاْسها مبينة‪ ،‬فإذا ثبت ابلبينة إقرار املدعى عليه‬
‫ابملدعي مثال حيكم عليه مبنزلة ما إذا أقر ابحلضرة واملشاهدة‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫إذا ثبت الدين للمدعي ابلبينة العادلة أو ثبت هبا التصرف‬
‫من بيع أو كفالة أو غريمها‪ ،‬فإنه حيكم مبوجب ما ثبت هبذه‬
‫البينة كما لو ثبتت هذه التصرفات ابملشاهدة الفعلية احلسية‪.‬‬

‫‪048‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ی‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ە‬ ‫ْ ُ‬


‫ع والي ِمی عل من أنكر‬
‫‪ /٦٨‬البينة عل المد ِ ي‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫البينة هي‪ :‬كل ما يبني احلق ويظهره‪ ،‬وتطلق فقها على‬
‫الشهادة‪ ،‬ويكلف هبا املدعي‪ ،‬أما اليمني ابهلل تعاىل فتكون على‬
‫املنكر املدعى عليه‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫إذا ادعى شخص على آخر أبن هذا العقار ملك له فيجب‬
‫عليه البينة‪ ,‬فإن مل يكن له البينة فعلى الشخص اآلخر احللف‪.‬‬

‫‪049‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ِالظاهر و ْاليم یُ‬


‫ە‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫ی‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫خ‬‫‪ /٦٢‬البينة ِ ِْل ِ ِ‬
‫ات‬ ‫ب‬ ‫ث‬
‫ْ‬
‫ِ ِْل ْبق ِاء األ ْص ِل‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫البينة شرعت إلثبات خالف الظاهر أي خالف األصل‬
‫كإضافة احلادث إىل أبعد أوقاته وكعدم بقاء ما كان وكوجود‬
‫الصفات العارضة وكشغل الذمة فإن كل ذلك خالف األصل‬
‫فإن األصل إضافة احلادث إىل أقرب أوقاته وبقاء ما كان على‬
‫ما كان عليه وعدم وجود الصفات العارضة وبراءة الذمة فال‬
‫حيكم خبالف األصل إال ابلبينة‪.‬‬

‫وكذلك ما كان األصل فيه اخلصوص كالوكالة والعارية‬


‫والعموم كاملضاربة والشركة فإنه ال حيكم يف كل منها خبالف‬
‫األصل إال ببينة اليمني شرعت إلبقاء األصل على ما كان عليه‬

‫‪051‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫من ٍ‬
‫عدم إن كان األصل عدم املتنازع فيه كالصفات العارضة أو‬
‫وجود إن كان األصل وجود املتنازع فيه كالصفات األصلية‪.‬‬
‫فإذا متسك أحد املتخاصمني مبا هو األصل وعجز اآلخر‬
‫عن إقامة البينة على ما ادعاه من خالفه يكون القول قول من‬
‫يتمسك ابألصل بيمينه‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو ادعى رجل دينا على آخر وجب عليه إثباته ابلبينة‬
‫املعتربة‪ ،‬ألنه يدعي خالف األصل وهي براءة الذمة‪ ،‬وأما‬
‫املدعى عليه املنكر فإنه يتمسك هبذا األصل الظاهر فيصدق‬
‫بيمينه إلبقاء هذا األصل‪.‬‬
‫‪ .2‬دعى وجود الصفات العارضة‪ ،‬فعليه البينة‪ ،‬ألن ذلك‬
‫خالف األصل‪ ،‬فإن األصل عدم وجود الصفات العارضة‪.‬‬

‫‪050‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫اضة‬ ‫ق‬ ‫ة‬‫ج‬‫‪ْ /٧٤‬البين ُة ُح ەجة ُمتعدية و ْاْل ْقر ُار ُح ە‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫(البينة حجة متعدية) أي متجاوزة إىل غري من قامت عليه‬
‫وملزمة له‪( ،‬واإلقرار حجة قاصرة) على نفس املقر ال تتجاوزه‬
‫إىل غريه ألن كونه حجة يبتىن على زعمه وزعمه ليس حبجة‬
‫على غريه‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو أقر الراهن ابملرهون لرجل فال ينفذ إقراره على املرهتن‪ ،‬بل‬
‫ال بد للمقر من إقامة البينة بوجه الراهن واملرهتن‪.‬‬

‫‪ .2‬من أقر بدين مشرتك عليه وعلى غريه فإن إقراره هذا ينفذ‬
‫يف حق نفسه فقط‪ ،‬فيؤاخذ به يف ماله وال يتعداه إىل شريكه ما‬
‫مل يصدقه أو تقوم البينة‪ ،‬وأما إذا قامت البينة بشهادة الشهود‬

‫‪052‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫على أن زيداً من الناس أقرض فالانً وفالانً ماالً أو ضار هبما‬


‫معاً‪ ،‬فإن املؤاخذة على االثنني فيطالبان معاً برد املال‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫لو أقر املؤجر بدين ال وفاء له إال ببيع العني املأجورة‪ ،‬فإن‬
‫اإلجارة تفسخ ويباع املأجور لوفاء الدين‪.‬‬

‫ما لو أقر اثنان من الورثة بولد للمتوىف فإنه يثبت نسبه يف‬
‫حق غريهم من الورثة‪ ،‬ويف حق الناس كافة‪ ،‬وال حيتاج يف ذلك‬
‫للفظ الشهادة وال جمللس القضاء على األصح‪.‬‬

‫‪053‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُْ‬


‫‪ /٧٠‬المرؤ مؤاخذ ِب ِإقر ِار ِه‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫اإلقرار هو‪ :‬االعرتاف حبق الغري على نفس املقر‪.‬‬

‫املرء مؤاخذ إبقراره إذا كان ابلغاً عاقالً طائعاً فيه ومل يصر‬
‫مكذابً فيه حبكم احلاكم ومل يكن حماالً من كل وجه عقالً أو‬
‫شرعاً ومل يكن حمجوراً عليه وأن ال يكون مما يكذبه ظاهر احلال‬
‫وأن ال يكون املقر له جمهوالً جهالة فاحشة‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫لو أقرت امرأة ابلزوجية لرجل ال مانع من اقرتاهنما‪ ،‬صح هذا‬
‫اإلقرار وترتب عليه األحكام الشرعية‪.‬‬

‫‪054‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫التن ُاقض ولك ْن ل ي ْختلُّ‬ ‫ە‬


‫‪ /٧٩‬ل ُح ەجة مع‬
‫ِ ِ‬
‫ُ ْ ْ‬
‫معه ُحك ُم الح ِاك ِم‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫(ال حجة مع التناقض) أي ال تعترب احلجة وال يعمل هبا مع‬
‫قيام التناقض فيها أو يف دعوى املدعي ولكن إذا وقع التناقض‬
‫يف احلجة أي الشهادة بعدما حكم هبا (ال ُيتل معه حكم‬
‫احلاكم)‪.‬‬

‫لو رجع الشاهدان عن شهادهتما ال تبقى شهادهتما حجة‪،‬‬


‫أما لو كان القاضي قد حكم مبا شهدوا به أوال ال ينقض ذلك‬
‫احلكم وإمنا يلزم الشاهدين ضمان احملكوم به‪.‬‬

‫‪055‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫لو أقر أحد أبنه استأجر داراً‪ ،‬مث ادعى أهنا ملكه‪ ،‬فإن دعواه ال‬
‫تسمع‪ ،‬ألن التناقض وقع يف الدعوى فرتد ابتداء‪ ،‬وال تسمع‬
‫حىت ميكن التوصل إلقامة احلجة عليها‪ ،‬إال إذا كان التناقض‬
‫ميكن رفعه‪ ،‬مثل إذا دفعه‪ ،‬كأن قال‪ :‬كنت مستأجراً مث اشرتيتها‬
‫تسمع دعواه‪.‬‬

‫الستثناء‪:‬‬
‫لو استأجر داراً‪ ،‬مث بعد االستئجار علم أهنا منتقلة إليه ابإلرث‪،‬‬
‫وادعى بذلك‪ ،‬فإن دعواه تسمع‪ ،‬ألن هذا التناقض من حمالت‬
‫اخلفاء‪.‬‬

‫‪056‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ‬ ‫ە ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬


‫‪ /٧3‬األجر والضمان ل يجت ِمع ِان‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫األجر‪ :‬بدل املنفعة‪.‬‬

‫الضمان‪ :‬إعطاء مثل الشيء إن كان مثليا وقيمته إن كان‬


‫قيميا‪.‬‬

‫ومعىن القاعدة إذن‪ :‬إن ما جيب فيه ضمان‪ ،‬ال جتب فيه‬
‫أجرة‪ ،‬ألن يف الضمان معىن التملك‪ ،‬فالضامن كاملالك‪ ،‬واملالك‬
‫ال يدفع أجرة عما ميلكه‪ ،‬فكذا الضامن‪.‬‬

‫‪057‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫من استأجر شيئا مث أتلفه بتعد منه أو تقصري ضمن ما أتلفه‬
‫ابملثل أو ابلقيمة وال أجرة عليه‪ ،‬فلو استأجر دابة إىل حمل معني‬
‫فتجاوز هبا ذلك احملل وهلكت لزمه الضمان وال أجرة عليه‪.‬‬

‫الستثناء‪:‬‬
‫استأجر حصاان ليحمل عليه اثىن عشر وقراً من الرتاب إىل‬
‫أرضه بدرهم‪ ،‬وله يف أرضه لنب‪ ،‬فصار كلما عاد حيمل عليه‬
‫اللنب‪ ،‬فإذا سلم احلمار يف هذه الصورة جيب عليه كل األجر‪،‬‬
‫وال مانع من وجوب األجر مع املخالفة‪ ،‬وهذا خالف ما عليه‬
‫الفتوى‪.‬‬

‫‪058‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ە‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬


‫‪ /٧٠‬الخراج ِبالضم ِان‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫(اخلراج ) هو الذي خرج من الشيء‪ ،‬والغلة اليت حتصل‬
‫منه‪ ،‬كمنافع الشيء وأجرة السيارة والدابة‪( ،‬ابلضمان) أي‬
‫مبقابلة دخوله يف ضمان من سلم له خراجه فما مل يدخل يف‬
‫ضمانه مل يسلم له خراجه‪.‬‬

‫لذا خراج الشيء يستحقه من يكون هالك ذلك الشيء‬


‫على ضمانه وحسابه‪ ،‬يف مقابلة الضمان‪.‬‬

‫‪059‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو رد املشرتي حيواان خبيار العيب‪ ،‬وكان قد استعمله مدة‪،‬‬
‫ال تلزمه أجرته ألنه لو كان قد تلف يف يده قبل الرد لكان من‬
‫ماله أي أن خسارته كانت راجعة عليه‪.‬‬

‫‪ .2‬لو وهب شخص آلخر عيناً فاستعملها‪ ،‬أو استغلها أو‬


‫أجرها‪ ،‬بعد قبوله وقبضه‪ ،‬مث رجع الواهب عن هبته‪ ،‬فالغلة‬
‫واخلراج والثمرة للموهوب له‪.‬‬

‫استثناء‪:‬‬
‫مستأجر العني الذي يفرط فيها‪ ،‬فتضيع‪ ،‬فإنه يضمنها‪.‬‬

‫‪061‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ە ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬


‫اش ض ِامن وِإن لم يتعمد‬‫‪ /٧٠‬المب ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫املباشر هو‪ :‬الذي يقوم ابلفعل بنفسه‪ ،‬وحيصل الضرر‬
‫بفعله‪ ،‬ويكون ضامنا سواء كان متعمدا أو خمطئا‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫إذا زلق واحد فأتلف مال آخر ضمنه‪ ،‬ولو كان قد زلق رغما‬
‫عنه ألن اإلتالف هنا حدث بفعله املباشر‪ ،‬واملباشر ضامن وإن‬
‫مل يتعمد‪ ،‬فاخلطأ يرفع عنه اإلمث وال يرفع ضمان ما أتلفه خطأ‪.‬‬

‫‪060‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُّ‬ ‫ْە‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬


‫‪ /٧٦‬المتسبب ل يضمن ِإل ِبالتعم ِد‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫املتسبب هو‪ :‬من يسبب تلف الشيء بعمله أمرا يفضي إىل‬
‫إتالفه فهو ال يضمن إال إذا كان متعمدا‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫لو دفع السكني إىل صيب فوقعت من يده فجرحته‪ ،‬أو حفر يف‬
‫غري ما له حق احلفر فيه فتدهور يف حفرته حيوان فهلك‪ ،‬أو‬
‫سقى أرضه سقيا غري معتاد ما ضر جباره ضمن يف كلها لتعديه‪.‬‬

‫‪062‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ َە ْ ُّ ُ ی ە‬ ‫ْ‬
‫اق الضمان‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫ع‬
‫ِ ي ِي‬‫الرس‬ ‫از‬‫و‬‫ج‬ ‫ال‬ ‫‪/٧٧‬‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫كل ما جاز لإلنسان أن يفعله شرعا‪ ،‬فإذا ترتب على فعله‬
‫ضرر أو خسارة ال يضمن‪ ،‬للمنافاة بني اجلواز الشرعي‬
‫والضمان‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬من حفر يف ملكه‪ ،‬من أرض أو دار‪ ،‬حفرة فوقع هبا إنسان‬
‫أو حيوان‪ ،‬فاحلافر هنا غري ضامن؛ ألنه غري متعد‪ ،‬ولكن لو‬
‫حفر يف الطريق حفرة فوقع فيها إنسان‪ ،‬أو حيوان فهو ضامن؛‬
‫ألن احلفر يف الطريق غري مأذون فيه‪.‬‬

‫‪063‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ .2‬ومن استأجر دابة ومحلها محالً معتاداً فهلك ال يضمن ألنه‬


‫غري متعد‪ ،‬خبالف ما لو محلها أكثر من املعتاد فإنه يضمن‪.‬‬

‫الستثناء‪:‬‬
‫أن الوكيل ابلشراء له حبس املبيع عن موكله‪ ،‬حىت يقبض‬
‫منه الثمن‪ ،‬ولكن لو هلك املبيع يف يده‪ ،‬واحلالة هذه‪ ،‬يلزم‬
‫الوكيل الثمن‪.‬‬

‫‪064‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُْ‬ ‫ُ ُْْ‬ ‫ُْْ‬ ‫ُْ‬


‫‪ /٧٨‬الغ ْر ُم ِبالغن ِم (م ْن له الغن ُم عل ْي ِه الغ ْر ُم)‬
‫معت القاعدة‬ ‫ی‬
‫الغرم‪ :‬الغرامة أو ما ُيسره أو يبذله أو ما يدفعه الشخص‪.‬‬
‫الغنم‪ :‬ما يكسبه أو ما يرحبه أو ما يستفيد منه الشخص‪.‬‬
‫إن الذي ينتفع بشيء فإنه يتحمل ضرره‪ ،‬وإن من حيصل‬
‫على منافع شيء يتحمل تكاليفه ومؤنته‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إن نفقة رد العارية إىل املعري يلتزم هبا املستعري؛ الن منفعة‬
‫العارية له‪ ،‬فيغرم نفقة ردها‪.‬‬
‫‪ .2‬إن أجرة كتابة صك املبايعة واحلجج على املشرتي‪ ،‬ألهنا‬
‫توثيق النتقال امللكية إليه وانتفاعه هبا‪.‬‬
‫‪ .3‬يتحمل بيت املال نفقة اللقيط‪ ،‬وهو الطفل املنبوذ اجملهول‬
‫النسب‪ ،‬النه تعود تركته إىل بيت املال إذا مات‪.‬‬

‫‪065‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ َ ُ ْ‬ ‫ْ‬


‫اش والمتسبب يضاف‬ ‫‪ِ /٧٢‬إذا اجتمع المب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫اش‬
‫الحكم ِإىل المب ِ ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إذا اجتمع املباشر للفعل أي الفاعل له ابلذات واملتسبب له‬
‫أي املفضي واملوصل إىل وقوعه يضاف احلكم إىل املباشر ألن‬
‫الفاعل هو العلة املؤثرة واألصل يف األحكام أن تضاف إىل‬
‫عللها املؤثرة ال إىل أسباهبا املوصلة ألن تلك أقوى وأقرب إذ‬
‫املتسبب هو الذي ختلل بني فعله واألثر املرتتب عليه من تلف‬
‫أو غريه فعل فاعل خمتار واملباشر هو الذي حيصل األثر بفعله‬
‫من غري أن يتخلل بينهما فعل فاعل خمتار فكان أقرب إلضافة‬
‫احلكم إليه من املتسبب‪.‬‬

‫‪066‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو حفر رجل بئرا يف طريق عامة‪ ،‬فألقى رجل نفسه يف البئر‬
‫ال ضمان على احلافر‪.‬‬

‫‪ .2‬وكذا لو فتح ابب غريه فدخل آخر وسرق البيت فالضمان‬


‫على السارق‪ ،‬النه مباشر ال على فاتح الباب النه متسبب‪ ،‬إال‬
‫إذا اتفقا على ذلك فإنه يعترب مباشرا للفعل وكما لو دل املودع‬
‫السارق على الوديعة‪ ،‬فإنه يضمن لرتكه احلفظ فإن له حكم‬
‫املباشر واملباشر ضامن وإن مل يتعمد‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫لو دل املودع نفسه السارق على الوديعة فسرقها‪ ،‬فإنه‬
‫يضمن لرتك احلفظ‪.‬‬

‫‪067‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬


‫‪ُ /٨٤‬يضاف ال ِف ْع ُل ِإىل الف ِاع ِل ل ِإىل اْل ِم ِر ما ل ْم يك ْن‬
‫ُم ْج ایا‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫لو أمر إنسان غريه إبتالف مال أو بقطع عضو حمرتم أو‬
‫بقتل نفس معصومة‪..‬ف فعل‪..‬فالضمان هو القصاص على‬
‫الفاعل ال على اآلمر‪ ،‬إال إذا كان اآلمر جمربا ومكرها للفاعل‬
‫على الفعل فالضمان والقصاص يكوانن عليه إذا كان اإلكراه‬
‫ملجئا‪ ،‬وكذلك إذا كان اآلمر سلطاان فإن أمره للمأمور يعترب‬
‫إكراها‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫إذا كان اآلمر سلطاانً فإن أمره إكراه‪ ،‬إذا كان اآلمر أابً‬
‫فأمر ابنه إبتالف مال لغريه‪ ،‬فاألب اآلمر ضامن‪ ،‬أو غري األب‬
‫إذا كان املأمور صبياً‪ ،‬إذا كان اآلمر سيداً واملأمور عبداً‪،‬‬
‫فالضمان على السيد‪.‬‬

‫‪068‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ە ی ُْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ /٨٠‬ل ي ُجوز ِألح ٍد أن يترصف ِ يق مل ِك الغ ِی‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ِبال ِإذ ِن ِه‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬

‫‪ .1‬ال جيوز التصرف يف ملك الغري بال إذنه داراً كان أو بستاانً‬
‫أو أرضاً مزروعة أو مكروبة أي حمروثة‪ ،‬حىت ال جيوز إجابة دعوة‬
‫من سكن يف دار مغصوبة وال عيادته‪.‬‬

‫‪ .2‬إن قيدت املضاربة ببلد أو سلعة أو وقت أو معامل فليس‬


‫له أن يتجاوز تلك القيود‪ ،‬وإن جتاوز ضمن ما شراه والربح له‪.‬‬

‫‪ .3‬تصرف شخص ابلبيع أو اإلجارة أو اهلبة من مال غريه فإن‬


‫تصرفه موقوف‪ ،‬فإن حلقته اإلجازة من املالك نفذ التصرف‪،‬‬
‫الن اإلجازة الالحقة كالوكالة السابقة‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬

‫‪069‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫لو سقط ثوبه يف بيت غريه وخاف لو أعلمه أخذه‪ ،‬فله‬


‫الدخول ألخذه ولو بدون علم صاحب البيت‪.‬‬

‫ولو مات بعض الرفقة يف السفر فباعوا قماشه وعدته‬


‫وجهزوه بثمنه وردوا البقية إىل الورثة‪ ،‬أو أغمي عليه أو مرض‬
‫مرضاً مينعه من اإلذن فأنفقوا عليه من ماله مل يضمنوا‬
‫استحساانً‪.‬‬

‫‪071‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫‪ِ /٨٩‬جناية العجم ِاء جبار‬
‫مع یت القاعدة‬
‫العجماء‪ :‬احليوان البهيم‪.‬‬

‫جبار‪ :‬هدر وال ضمان عليه‪.‬‬

‫(جناية العجماء) إن ما تفعله البهيمة من اإلضرار ابلنفس‬


‫أو ابملال (جبار) هدر وابطل ال حكم له‪ ،‬إذا مل يكن منبعثا عن‬
‫فعل فاعل خمتار‪ ،‬كسائق أو قائد أو ضارب أو انخس‪ ،‬يعين إذا‬
‫مل يصدر منه بتعد وتقصري‪ ،‬وأما إذا كان منبعثا عن فاعل خمتار‬
‫وكان منه بتعد أو تقصري فيكون ضامنا‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬

‫‪070‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫‪ .1‬إذا ربط شخصان دابتني يف حمل هلما فيه حق الربط؛‬


‫فأتلفت إحدى الدابتني الدابة األخرى فال يلزم الضمان‪.‬‬

‫‪ .2‬ما لو اغتالت هرة إنسان طائراً لغريه فال ضمان على‬


‫صاحبها‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫لو أتلفت العجماء شيئاً بنفسها‪ ،‬وكان صاحبها يراها‪ ،‬فلم‬
‫مينعها ضمن‪ ،‬والظاهر تقييده مبا إذا كان قادرا على منعها‪.‬‬

‫‪072‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ‬ ‫ْ ُ ُ ُ ُ ْ ُ ُّ‬
‫ات‬
‫‪ /٨3‬الحدود تدرأ ِبالشبه ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫(احلدود) مجع حد‪ ،‬وهو‪ :‬عقوبة مقدرة شرعا على معصية‪.‬‬

‫(تدرأ) من درأ‪ ،‬أي دفع‪.‬‬

‫(الشبهات) مجع شبهة‪ ،‬وهي االلتباس‬


‫ی‬
‫فمعت القاعدة إذن‪ :‬تدفع العقوبة املقدرة شرعا عند‬
‫ورود شبهة أو التباس‪.‬‬

‫‪073‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬سقوط حد القذف على املرأة عندما شهد عليها أربعة‬
‫بزانها وأربعة أهنا عذراء‪ ،‬الحتمال صدق شهود الزان أبهنا عذراء‬
‫مل تزل بكارهتا ابلزان وسقط عنها احلد لشبهة البكارة‪.‬‬

‫‪ .2‬رجوع املقر ابلزان عن إقراره‪ ،‬يسقط حد الزان‪.‬‬

‫‪074‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ‬ ‫الشء ق ْ‬
‫ْ‬ ‫َە‬ ‫ْ ْ‬
‫وقب‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ه‬‫ان‬
‫ِِ‬ ‫و‬‫أ‬ ‫ل‬‫ب‬ ‫‪ /٨٠‬م ِن استعجل ي‬
‫ِب ُح ْرم ِان ِه‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫(من استعجل الشيء) الذي وضع له سبب عام مطرد‬
‫وطلب احلصول عليه (قبل أوانه) أي قبل وقت حلول سببه‬
‫العام ومل يستسلم إىل ذلك السبب املوضوع بل عدل عنه وقصد‬
‫حتصيل ذلك الشيء بغري ذلك السبب قبل ذلك األوان (عوقب‬
‫حبرمانه) ألنه جتاوز فيكون ابستعجاله هذا أقدم على حتصيله‬
‫بسبب حمظور فيعاقب حبرمانه مثرة عمله اليت قصد حتصيلها‬
‫بذلك السبب اخلاص احملظور‪.‬‬

‫‪075‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬قتل الوارث مورثه حيرمه من املرياث‪ ،‬الستعجاله احلصول‬
‫عليه ابرتكابه وسيلة غري مشروعة وهي قتل مورثه فقد جاء يف‬
‫احلديث الشريف‪(( :‬ال يرث القاتل))‪.5‬‬

‫‪ .2‬إذا قتل املوصى له املوصي فهو حيرم من الوصية ابإلمجاع‪.‬‬

‫‪076‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ /٨٠‬إذا ْ‬
‫اجتمع الحالل والحرام غ ِلب‬ ‫ِ‬
‫ْالحرامُ‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو شارك الكلب املعلم غري املعلم يف الصيد حرم ما يقتالنه‬
‫من صيد‪ ،‬أو شارك كلب جموسي أو كلب مل يذكر اسم هللا عليه‬
‫عمدا‪ ،‬حرم ما يقتالنه من الصيد‪.‬‬

‫‪ .2‬منع التجارة يف احملرمات من مخر وخمدرات وخنزير‪ ،‬ولو أن‬


‫فيها أرابحاً ومنافع اقتصادية‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫الكذب مفسدة حمرمة لكن مىت تضمن ذلك جلب مصلحة‬
‫تربو عليه جاز كالكذب يف اإلصالح بني الناس‪ ،‬ويف احلرب‬
‫خلداع العدو‪ ،‬وعلى الزوجة إلصالحها‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ە‬
‫الت ْحريمُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ُ ی ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ /٨٦‬األصل ِ يق األبض ِاع‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫األبضاع‪ :‬الفروج‪ ،‬وهي مجع بضع أو بضع بضم الباء‬
‫وكسرها وهو الفرج‪ ،‬كناية عن النساء والنكاح‪.‬‬
‫األصل يف الوطء أو الفروج احلرمة واحلظر‪ ،‬وأبيح الوطء‬
‫لضرورة حفظ النسل‪ ،‬ولذلك هللا عز وجل مل يبحه إال بعقد‬
‫النكاح‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا اختطلت حمرمة بنسب أو رضاع بنسوة حمصورات حرم‬
‫عليه نكاح إحداهن‪ ،‬ما دام مل يتيقن أيتهن هي احملرمة‪.‬‬
‫‪ .2‬وكذلك إذا طلق إحدى نسائه بعينها ثالاث‪ ،‬مث نسيها‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫اختلطت حمرمة بنسوة غري حمصورات‪ ،‬فيجوز النكاح منهن‪،‬‬
‫رخصة من هللا ئعاىل‪ ،‬لئال ي نسد عليه ابب النكاح‪.‬‬

‫‪078‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ُ ی ْ ْ‬
‫‪ /٨٧‬األصل ِ يق األشي ِاء ِاْلباحة‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن هللا تعاىل قد أحل املباحات وحرم احملرمات‪ ،‬وسكت عن‬
‫أشياء رمحة لألمة‪ ،‬فهذه األشياء األصل فيها احلل واإلابحة‪،‬‬
‫حىت يرد الدليل بتحرميها‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬احليوان املشكل أمره من جهة عدم معرفة حكمه من حيث‬
‫احلل واحلرمة‪ ،‬يعترب حالال كالزرافة مثال بناءً على هذه القاعدة‪.‬‬

‫‪ .2‬النبات اجملهول تسميته وال ضرر يف استعماله‪ ،‬حيمل على‬


‫احلل واالابحة‪.‬‬

‫‪079‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ ْ ْ ُ ی‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ُ ی ْ‬
‫ات ِاْلباحة واألصل ِ يق‬
‫‪ /٨٨‬األصل ِ يق العاد ِ‬
‫ات ْالح ْظرُ‬ ‫ْ‬
‫ال ِعباد ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫ه‪ :‬ما اعتاد الناس عليه من املأكل واملشرب‬
‫العادات ي‬
‫وأصناف املالبس و‪ .....‬فال حيرم منها إال ما حرمه هللا‬
‫ورسوله‪ ،‬إما نصا أو يدخل يف عموم قياس صحيح‪.‬‬

‫العبادات‪ :‬األصل فيها التوقيف واحلظر‪ ،‬ال جيوز لإلنسان‬


‫أن يلزم نفسه أو غريه إال بدليل شرعي‪.‬‬

‫العادات‪ :‬مثل عادة الناس يف الشرب واألكل واللباس‬


‫وسائر التصرفات املعتادة‪.‬‬

‫العبادات‪ :‬مثل الصالة والصيام الزكاة واحلج وغريها‪.‬‬

‫‪081‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ‬ ‫‪ /٨٢‬ا ْل ُخ ُر ُ‬
‫وج ِمن ال ِخال ِف ُم ْستحب‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬يندب اإلتيان ابملضمضة واالستنشاق يف غسل اجلنابة ويف‬
‫الوضوء‪ ،‬ابعتبار وجوهبا عند احلنفية يف غسل اجلنابة‪ ،‬ووجوهبا‬
‫عند اجلنابلة يف غسل اجلنابة والوضوء‪.‬‬

‫‪ .2‬وكذلك استحباب الغسل من ولوغ الكلب سبع مرات‬


‫مراعاة ملذهب احلنابلة والشافعية‪.‬‬

‫‪ .3‬واستحباب غسل املين عند الشافعية مع قوهلم بطهارته‪،‬‬


‫خروجا من خالف من قال بنجاسته‪.‬‬

‫‪080‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ْ‬


‫‪ /٢٤‬ما ل ي ِتم الو ِاجب ِإل ِب ِه فهو‬
‫و ِاجب‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن ما يتوقف عليه أداء الواجب‪ ،‬وال يتم هذا األداء إال به‬
‫فهو واجب بنفس األمر‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬األمر ابحلج يقتضي السفر إىل مكة ألداء واجب احلج‪،‬‬
‫فيكون هذا السفر واجبا بنفس األمر ابحلج ألن أداء واجب‬
‫احلج ال يتم إال هبذا السفر‪.‬‬

‫‪ .2‬مراقبة اهلالل يف رمضان وغريه واجب‪ ،‬ومبا أن رؤية اهلالل‬


‫تكون ابلعني ومبا ميكن الرؤية بواسطتها‪ ،‬فاالستعانة ابملراصد‬
‫الفلكية واجب وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪082‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ /٢٠‬ل ْيس ِل ِع ْر ِق ظ ِال ٍم حق‬


‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫العرق‪ :‬واحد عروق الشجر‪ ،‬واملراد الشجرة نفسها‪ ،‬وهو‬
‫على حذف املضاف‪ ،‬أي لذي عرق ظامل‪ ،‬فجعل العرق نفسه‬
‫ظاملا‪ ،‬واحلق لصاحبه‪ ،‬ووصف العرق ابلظلم جماز واملراد ظلم‬
‫صاحبه‪.‬‬

‫يعين ليس لظلم الظامل حق‪.‬‬

‫تطبيقاتها‬
‫إن االعتداء على حق الغري ال يكسب املعتدي حقا فيما‬
‫اعتدى عليه‪ ،‬أرضاً كان ما اعتدى عليه أم غريها من األموال‪.‬‬

‫‪083‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬


‫ور‬
‫‪ /٢٩‬الميسور ل يسقط ِبالمعس ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن املأمور به إذا مل يتيسر فعله على الوجه األكمل الذي‬
‫أمر به الشارع‪ ،‬لعدم القدرة عليه‪ ،‬وإمنا ميكن فعل بعضه مما‬
‫ميكن جتزؤه‪ ،‬فيجب فعل املقدور عليه‪ ،‬وال يرتك الكل بسبب‬
‫البعض الذي يشق فعله‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬القادر على بعض السرتة يسرت به القدر املمكن جزماً‪.‬‬

‫‪ .2‬والقادر على بعض الفاحتة يف الصالة أييت به بال خالف‪.‬‬

‫‪ .3‬والعاجز عن القراءة وهو قادر على القيام يلزمه؛ ألن القيام‬


‫عبادة‪.‬‬

‫‪084‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا وجد بعض الرقبة يف الكفارة ال يعتقها بل ينتقل إىل‬
‫البدل بال خالف‪ ،‬وتعليل ذلك‪ :‬إن إجياب بعض الرقبة مع‬
‫صوم شهرين مجع بني البدل واملبدل‪ ،‬وصيام شهر مع عتق‬
‫نصف رقبة فيه تبعيض للكفارة وهو ممتنع‪.‬‬

‫‪ .2‬ومما خرج أيضا لو قدر على صوم بعض يوم دون كله‪ ،‬ال‬
‫يلزمه إمساكه بال خالف؛ ألن صوم اليوم ال يتبعض‪.‬‬

‫‪085‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬
‫ْ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ِ /٢3‬اْلسالم يجب ما قبله‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫جيب‪ :‬يقطع‪.‬‬
‫اإلسالم يقطع وميحو ما كان قبله من الكفر والذنوب‪.‬‬
‫تطبيقاتها‬
‫إن الكافر إذا أسلم وختلى عن الكفر وآمن ابهلل ورسوله‬
‫(ملسو هيلع هللا ىلص)‪ ،‬فإنه يرتك له ويقطع ما كان قد صدر منه قبل إسالمه‪.‬‬
‫ولكن هذا اهلدم والعفو فيما يتعلق حبقوق هللا تعاىل‪ ،‬وهذا‬
‫ابإلمجاع‪ ,‬ولكن هذا ال يسري على حقوق العباد ملا يرتتب‬
‫عليهم من اإلضرار هبم‪ ،‬وال ضرر وال ضرار يف اإلسالم‪،‬‬
‫فاإلسالم يرفع اإلمث وتبقى احلقوق املالية للعباد‪ ،‬ألن حقوق‬
‫العباد مقدمة على حقوق رب العباد‪ ،‬فحقوق رب العباد مبنية‬
‫على املساحمة وحقوق العباد مبنية على المشاحة‪ ،‬وال تسقط إال‬
‫ابألداء أو اإلبراء‪.‬‬

‫‪086‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ ە ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ /٢٠‬عل الي ِد ما أخذت حت تؤديه‬
‫م ی‬
‫عت القاعدة‬
‫إن من أخذ شيئا بغري حق كان ضامنا له إذا هلك ألي‬
‫سبب كان‪ ،‬أي سواء كان هالكه بتعد منه أو تقصري أو‬
‫بدوهنما‪ ،‬وال يربأ من ضمانه حىت يده إىل صاحبه‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬من أخذ بدل صلح مث أقر أن ال حق له فيه‪ ،‬وجب عليه رد‬
‫ما أخذه من بدل الصلح لدافعه‪.‬‬

‫‪ .2‬لو دفع إنسان ماالً على ظن أنه مدين به‪ ،‬مث تبني له خطؤه‬
‫فعلى اآلخذ الرد‪.‬‬

‫‪087‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ /٢٠‬ل ي ُجوز ِألح ٍد أن يأخذ مال أح ٍد ِإل‬
‫ع‬‫ش ي‬ ‫َ ْ‬
‫ِبسب ٍب ِ ي‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬يلزم رد املغصوب وتسليمه إىل صاحبه يف مكان الغصب إن‬
‫كان موجوداً‪ ،‬وإال يلزم الغاصب رد مثله أو قيمته‪.‬‬

‫‪ .2‬الصلح عن دعوى كاذبة على بدل ذلك الصلح وإن كان‬


‫شرعي يف الظاهر ويف‬
‫ٌّ‬ ‫حيكم له به‪ ،‬ولكن ال حيل له داينة ألنه‬
‫الباطن غري شرعي‪ ،‬ألن أخذ مال الغري ال يستحقه يف احلقيقة‪.‬‬

‫‪088‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ َْ ُ ْ ُ ُْ‬
‫‪ِ /٢٦‬لْلك ِی حكم الكل‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إذا كان للشيء حد أكرب وحد أدىن‪ ،‬فإن حكم األكثر‬
‫يقوم مقام الكل يف كثري من األحكام‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫لو سقي الزرع يف بعض السنة سيحا ويف بعضها آبلة‪ ،‬يعترب يف‬
‫ذلك الغالب ألن لألكثر حكم الكل‪ ،‬أي إذا كان األكثر‬
‫يسقى سيحا ففيه العشر‪ ،‬وإن كان االكثر يسقى آبلة ففيه‬
‫نصف العشر‪ ،‬فاحلكم لألكثر عند التعارض‪.‬‬

‫‪089‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ی ْ‬ ‫السؤ ُ‬‫‪ُّ /٢٧‬‬


‫اب‬‫ِ‬ ‫و‬‫ج‬ ‫ال‬ ‫ق‬‫ِي‬ ‫اد‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ال‬
‫معت القاعدة‬ ‫ی‬
‫إن ما قيل يف السؤال املصدق فكأن املصدق قد أقر به‪،‬‬
‫كما لو قال شخص آلخر‪ :‬طلقت امرأتك؟ فقال جميبا نعم‪،‬‬
‫كان ذلك إقرارا مبا سئل عنه‪.‬‬
‫يعين إذا ورد جواب إبحدى أدواته‪ :‬نعم‪ ،‬بلى‪ ،‬أجل‪ ،‬بعد‬
‫سؤال مفصل‪ ،‬يعترب اجلواب مشتمال على مضمون السؤال‪ ،‬ألن‬
‫مدلوالت هذه األدوات تعتمد على ما فيها من تفصيل‪ ،‬وألن‬
‫اجلواب غري مستقل نفسه يف اإلفادة‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو قال شخص آلخر‪ :‬بعتك داري أو دكاين‪ .‬فقال‪ :‬نعم أو‬
‫قبلت‪ ،‬أو رضيت‪ ،‬كان رضاء ابلبيع‪.‬‬
‫‪ .2‬لو قال شخص آلخر‪ :‬إن يل عندك ألف دوالر‪ ،‬فقال‬
‫اآلخر‪ :‬نعم‪ ،‬فيكون قد أقر بذلك املبلغ‪ ،‬فيجب أداؤه‪.‬‬

‫‪091‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ /٢٨‬الن ْعمة ِبقد ِر النقم ِة والنقمة ِبقد ِر الن ْعم ِة‬
‫فمعناها واضح‪. .......‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا لزم تعمري امللك املشرتك‪ ،‬فيلزم كل شريك من نفقة‬
‫التعمري قدر حصته يف ذلك امللك‪.‬‬

‫‪ .2‬إذا كان حيوان مشرتك بني اثنني‪ ،‬وأىب أحدمها عن تربيته‪،‬‬


‫وراجع اآلخر احلاكم‪ ،‬جيربه احلاكم على البيع‪ ،‬أو على الرتبية‪،‬‬
‫ألن النعمة بقدر النقمة‪.‬‬

‫‪090‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ ْ ُ ی ْ ی ْ ی ْ‬
‫اض لغو و ِ يق الغ ِائ ِب ُم ْعتی‬
‫‪ /٢٢‬الوصف ِ يق الح ِ ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫الوصف يف الشيء احلاضر املشار إليه يف اجمللس لغو أي‬
‫ساقط االعتبار ألن املقصود من الوصف التعريف وإزالة االشتباه‬
‫واالشرتاك وقد حصل من ذلك ابإلشارة إليه ما هو أعلى وأبلغ‬
‫فإن اإلشارة تقطع االشرتاك ابلكلية والوصف يقلله فإذا وجدت‬
‫يلغو معها ما هو دوهنا من الوصف الذي يقلل االشرتاك وال‬
‫يقطعه‪ ،‬وأما الغائب عن جملس العقد فوصفه معترب به‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو أراد البائع مثال بيع فرس أشهب حاضر يف اجمللس‪ ،‬وقال‬
‫يف إجيابه بعتك هذا الفرس األدهم وأشار إليه وقبل املشرتي‬
‫صح ولغي وصف األدهم‪ ،‬ألن الوصف يف احلاضر لغو‪.‬‬

‫‪092‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫‪ .2‬ولو ابع فرسا غائبا وذكر انه أشهب واحلال أنه ادهم‪ ،‬ال‬
‫ينعقد البيع ألن الوصف يف الغائب معترب‪ ،‬وقيل ينعقد البيع‬
‫وللمشرتي خيار الرد ابلعيب وهللا أعلم‪.‬‬
‫ی‬
‫المستثت‪:‬‬
‫لو قال‪ :‬بعتك هذا احلجر من األملاس بكذا‪ ،‬وقبل املشرتي‪ ،‬مث‬
‫تبني أنه زجاج‪ ،‬فالبيع ابطل‪ ،‬لظهور أن املشار إليه من جنس‬
‫آخر‪ ،‬فال عربة لإلشارة حينئذ‪.‬‬

‫ا‬ ‫ُ ُ‬ ‫ە‬
‫الت ْ‬ ‫ُ‬
‫يد ب ُ‬ ‫ْ‬
‫يق تكون ل ِزمة‬‫ل‬
‫ِ ِ‬ ‫ع‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ور‬‫ص‬ ‫ِ ِ‬ ‫اع‬‫و‬‫م‬ ‫ال‬ ‫‪/٠٤٤‬‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫(املواعيد) اليت تصدر من اإلنسان فيما ميكن ويصح التزامه‬
‫له شرعاً إذا صدرت منه (بصور التعليق) أي أن كانت مصحوبة‬

‫‪093‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫أبدوات التعليق الدالة على احلمل أو املنع (تكون الزمة) حلاجة‬


‫الناس إليها‪.‬‬

‫وإذا صدرت بغري صورة التعليق ال تكون الزمة لعدم وجود‬


‫ما يدل على احلمل واملنع بل تكون جمرد وعد وهو ال جيب‬
‫الوفاء به قضاءً‪.‬‬

‫تطبيقاتها‬
‫فلو قال رجل آلخر‪ :‬بع هذا الشيء لفالن وإن مل يعطك‬
‫مثنه فأان أعطيه لك‪ ،‬فلم يعطه املشرتي الثمن لزم على الرجل‬
‫أداء الثمن بناءً على وعده املعلق‪ ،‬ال يلزم الوفاء ابلوعد اجملرد‬
‫بدون تعليق‪ ،‬بشيء فلو أمر رجل غريه أبن يؤدي دينه فوعده‬
‫املأمور بذلك‪ ،‬مث امتنع من أتدية الدين ال جيرب على األداء‪ ،‬ألنه‬
‫جمرد وعد بدون تعليق‪.‬‬

‫‪094‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ُْ‬
‫وز عنه‬ ‫الرسيعة ك ْالم ْع ُدوم و ْالم ْع ُ‬
‫ج‬
‫ْ ْ ُ ُ ی َە‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ /٠٤٠‬المجهول ِ يق ِ ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن الذي جنهله ونعجز عن معرفته أو عن وجوده فهو مبنزلة‬
‫املعدوم‪ ،‬وال يطالب به أحد‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬لو مات رجل ومل يعرف له وارث‪ ،‬صرف ماله يف مصاحل‬
‫املسلمني‪ ،‬وإن كان يف نفس األمر له وارث غري معروف لو تبني‬
‫لوجب تسليم ماله إليه‪.‬‬
‫‪ .2‬املال الذي ال نعرف مالكه يسقط عنا وجوب رده إليه‪،‬‬
‫فيصرف يف مصاحل املسلمني وهذا األصل عام يف كل ما جهل‬
‫مالكه حبيث تعذر رده إليه‪ ،‬كاملغصوب والعواري والودائع‬
‫تصرف هذه األموال كلها يف مصاحل املسلمني‪.‬‬

‫‪095‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ ە ُ ُ ا‬
‫ودا وعدماا‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ْ ُ ُ‬
‫‪ /٠٤٩‬الحكم يدور مع ال ِعل ِة وج‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن احلكم يوجد بوجود العلة‪ ،‬ويزول بزوالة العلة‪.‬‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫إن املشقة علق عليها أحكام كثرية من التخفيفات يف الصالة‬
‫والزكاة والصوم واحلج والعمرة وحنوها يف األحكام‪ ،‬إذا وجدت‬
‫املشقة (العلة) حصلت التخفيفات املرتبة عليها وإذا عدمت‬
‫املشقة عدمت هذه األحكام وتفصيل املشقة معروف يف كتب‬
‫الفقه‪.‬‬

‫‪096‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ْ ُ ْ‬ ‫‪ْ /٠٤3‬الوسائ ُل ُت ْ‬
‫اص ِد‬
‫ِ‬ ‫ق‬‫م‬ ‫ال‬ ‫ام‬ ‫ك‬ ‫ح‬‫أ‬ ‫َط‬‫ع‬ ‫ِ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫ه‪ :‬األمور املشتملة على املصاحل واملفاسد يف‬
‫المقاصد ي‬
‫نفسها‪ ،‬مثل الصالة‪ ،‬فهي مقصد‪ ،‬ألن فيها مصلحة يف ذاهتا‪،‬‬
‫ومثل الزان ألن فيه املفسدة يف ذاته‪.‬‬

‫ه‪ :‬األمور اليت ال مصلحة فيها وال مفسدة يف‬


‫الوسائل ي‬
‫ذاهتا‪ ،‬ولكنها مؤدية إىل املقاصد‪ ،‬مثل املشي إىل املسجد‪ ،‬هو‬
‫وسيلة‪ ،‬وقد تؤدي إىل الزان‪.‬‬
‫ی‬
‫فمعت القاعدة إذن‪ :‬إذا كان املقصد حكمه الوجوب‬
‫كانت وسيلته واجبة‪ ،‬وإن كان مستحبا فوسيلته مستحبة‪ ،‬وإن‬
‫كان مباحا فوسيلته مباحة‪ ،‬أو مكروها فوسيلته مكروهة‪ ،‬أو‬
‫حمرما فوسيلته حمرمة‪.‬‬

‫‪097‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬هنى الفقهاء عن بيع العنب ملن يتخذه مخرا سدا للذرائع‪.‬‬

‫‪ .2‬منع الوسائل اليت تؤدي إىل الشرك أو الكفر ابهلل تعاىل‪،‬‬


‫فكل ما أدى إىل شرك أو كفر فهو حرام‪ ،‬ألن الوسائل تعطى‬
‫أحكام املقاصد‪.‬‬

‫املستثىن‪:‬‬

‫دفع املال للكفار حرام حىت الينتفعوا به ويتقووا على املسلمني‪،‬‬


‫ومع ذلك جيوز دفع املال هلم لفداء أسرى املسلمني‪ ،‬فوسيلة‬
‫احملرم هنا غري حمرمة‪ ،‬الهنا أفضت إىل مصلحة راجحة‪.‬‬

‫‪098‬‬
‫صالح الدین احمد‬
‫ە‬ ‫ُ‬ ‫ْ ی ُْ ْ‬ ‫ە ُ ی‬
‫ون ِإل‬‫م‬ ‫ض‬ ‫م‬ ‫ی‬‫غ‬ ‫ی‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫األ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫‪ /٠٤٠‬التلف‬
‫ْ ُ ٍُ ْ ا‬ ‫ِە‬ ‫ِي ی‬ ‫ەْ‬ ‫ە‬
‫يط و يق ي ِد الظ ِال ِم مضمون مطلقا‬ ‫ر‬
‫ِ ِ‬ ‫ف‬‫الت‬ ‫و‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫د‬‫ع‬‫الت‬ ‫ِب‬
‫معنى القاعدة‬
‫إذا تلفت العني يف يد األمني‪ ،‬وهو من كان املال بيده حبق‬
‫كالوديع والوكيل واألجري والشريك واملضارب والويل واملرهتن‪،‬‬
‫فكل هؤالء ال يضمن إال ابلتعدي أو التفريط منه‪ ،‬وأما من كان‬
‫بغري حق شرعي فإنه ضامن ملا يف يده سواء تلف املال بتعد أو‬
‫تفريط أو ال ألن يد الظامل متعدية‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬املستعري إذا هلكت بيده العني املستعارة ال يضمن إال‬
‫ابلتعدي أو التقصري منه‪ ،‬كأن وضعها يف حرز غري أمني‪ ،‬وأما‬
‫إذا تعرضت آلفة ْساوية أو جائحة فإنه ال يضمن ألنه أمني‬
‫واألمني ال يضمن إال ابلتعدي‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا هلكت العني املغصوبة بيد الغاصب فإنه يضمن‪ ،‬سواء‬
‫كان اهلالك ابلتعدي أو بغريه فإن الظامل يضمن مطلقا‪.‬‬

‫‪099‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ْ ە َ ْا‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬


‫وط ِهم ِإل شطا‬
‫‪ /٠٤٠‬المس ِلمون عل ش ِ‬
‫ا‬
‫أح ەل حر ااما أ ْو ح ەرم حالل‬
‫ی‬
‫معت القاعدة وتطبيقاتها‪:‬‬
‫أول‪َ :‬‬
‫الرسوط الجائزة‪:‬‬
‫شروط الواقفني يف أوقافهم إذا مل ختالف الشرع وجيب العمل‬
‫هبا‪ ،‬وكذلك الشروط بني الزوجني؛ كأن تشرتط املرأة على‬
‫زوجها أن ال ُيرجها من دارها أو بلدها‪.‬‬

‫أوال يتزوج عليها (فيه خالف) ‪ ،‬أو زايدة مهر أو نفقة‬


‫فيجب الوفاء هبا‪ ،‬فإن مل يقر هبا فلها فسخ النكاح‪،‬‬

‫اثنيا‪ :‬الشروط الغري اجلائزة واليت ال تصح‪:‬‬

‫ومن الشروط الفاسدة نكاح املتعة (الزواج املؤقت مبدة‬


‫معينة)‪ ،‬ونكاح التحليل وال يفيد احلل ملطلقها االول ثالاث‪،‬‬

‫‪211‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ومنها أن يبيع شيئا ويشرتط االنتفاع به مدة معلومة‪ ،‬وكذلك إذا‬


‫ابعه احليوان واشرتط عليه أن ال يركبها أو أن يعلفها الطعام‬
‫الفالين وإىل غري ذلك من الشروط اليت ليست يف مصلحة‬
‫العقد‪ ،‬وإذا استأجر عامالً‪ ،‬وشرط عليه أال يصلي الصلوات‬
‫اليت تتخلل فرتة عمله‪ ،‬أو أال يصوم شهر رمضان‪ ،‬حال قيامه‬
‫ابلعمل‪ ،‬فالشرط فاسد‪ ،‬ال جيب الوفاء به‪ ،‬ألنه يتضمن إسقاط‬
‫ما أوجبه هللا تعاىل‪ ،‬إذا ابعه سلعة بشرط أال يسلمها له‪،‬‬
‫فالشرط ابطل؛ ألن مقصود البيع تسليم العني املبيعة‪ ،‬فإذا شرط‬
‫عليه عدم تسليمها‪ ،‬فقد شرط شرطاً ينايف مقصود العقد‪،‬‬
‫فيكون ابطالً‪ ،‬وهلذا قال الفقهاء رمحهم هللا تعاىل‪( :‬كل شر ٍط‬
‫ُيالف أصول الشريعة ف هو ابط ٌل)‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫ا‬ ‫ی ە ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ی ْ‬ ‫ُّ ْ ُ‬


‫‪ /٠٤٦‬الصلح ج ِائز بی المس ِل ِمی ِإل صلحا‬
‫أح ەل‬
‫ا‬
‫حر ااما أ ْو ح ەرم حالل‬
‫فمعناها واضح‪.....‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫أول‪ :‬ما يجوز فيه الصلح‪:‬‬
‫الصلح عن احلقوق الثابتة ليسقطها من هي له كخيار عيب‬
‫أو غنب أو تدليس أو غريها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ما ل يجوز فيه الصلح‪:‬‬


‫كأن يصاحل من يقر له أنه عبده أو أهنا زوجته وهو كاذب‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫صالح الدین احمد‬
‫‪ْ /٠٤٧‬الم ْش ُغ ُ‬
‫ول ل ُي ْشغلُ‬
‫ی‬
‫معت القاعدة‬
‫إن الشيء إذا اشتغل بشيء ال يشغل بغريه‪ ،‬حىت يفرغ من‬
‫هذا املشغول به‪.‬‬
‫تطبيقاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬املوقوف ال يباع وال يوهب وال يرهن‪ ،‬النشغاله ابلوقف‪.‬‬
‫‪ .2‬األجري اخلاص؛ وهو من استأجر زمنا كيوم وساعة وحنوه‬
‫لعمل‪ ،‬ال يشغل يف هذه املدة لغري من استأجره ألن زمانه‬
‫مستحق للمؤجر ومشغول به‪.‬‬
‫‪ .3‬املرهون ال يباع وال يرهن‪ ،‬حىت ينفك الرهن‪ ،‬أو أيذن‬
‫الراهن‪.‬‬
‫‪ .2‬املرأة املتزوجة ال جيوز لرجل آخر أن يتزوجها ألهنا مشغولة‬
‫ابلرجل املتزوج أوال‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫المصادر‬
‫ی ی‬
‫الوجی يق القواعد الفقهية‪ .‬د‪ .‬عبدالكريم الزيدان‪.‬‬ ‫‪.٠‬‬
‫‪َ .٩‬شح القواعد الفقهية‪ .‬أحمد بن الشيخ دمحم الزرقا‪.‬‬
‫ی‬
‫‪ .3‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها يق المذاهب األربعة‪ .‬د‪ .‬دمحم‬
‫الزحيل‪.‬‬
‫ي‬
‫ی‬
‫‪ .٠‬المفصل يق القواعد الفقهية‪ .‬د‪ .‬يعقوب بن عبدالوهاب‬
‫ی‬
‫الباحسی‪.‬‬
‫ی‬ ‫ی‬
‫مصطف‬ ‫‪ .٠‬إيضاح الفوائد يق َشح القواعد عل نمط جديد‪ .‬د‪.‬‬
‫لیم‪.‬‬ ‫الز ي‬
‫‪ .٦‬القواعد الفقهية الكیى وما تفرع عنها‪ .‬د‪ .‬صالح بن غانم‬
‫السدلن‪.‬‬
‫ی‬
‫‪ .٧‬القواعد الكلية ق َ‬
‫الرسيعة اْلسالمية‪ .‬د‪ .‬دمحم عبدالمجيد‬ ‫ي‬
‫المغرت‪.‬‬
‫ي‬
‫السبك‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .٨‬األشباه والنظائر لإلمام تاج الدين‬
‫‪ .٢‬األشباه والنظائر لزين الدين بن إبراهيم بن نجيم‪.‬‬
‫السيوط‪.‬‬
‫ي‬ ‫أت بكر‬
‫‪ .٠٤‬األشباه والنظائر لعبد الرحمن بن ي‬
‫ی‬
‫‪ .٠٠‬رسالة يق القواعد الفقهية لعبد الرحمن بن ناض السعدي‪.‬‬
‫‪ .٠٩‬القواعد النورانية لبن التيمية‪.‬‬
‫‪ .٠3‬القواعد واألصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة‬
‫النافعة لعبد الرحمن بن ناض السعدي‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫صالح الدین احمد‬

‫ی‬
‫لــه بــڵو ك ـراوەكــانــى‬
‫ی‬
‫كـت ـێـبـخــانــهى جـ ــودى‪ ،‬قـهڵدزێ‬
‫میوودا‪ .‬م‪.‬حميـد‬ ‫كات لهئاوێنهى َ‬ ‫‪ -٠‬تهسهوف و ڕێبازە ی‬
‫احمد‪...‬‬
‫‪-٩‬حـهوت كـليـل بــۆهـاوســهرگــیى بـهخـتـهوەرانــه‪/‬مسعود‬
‫سونه يت‪.‬‬
‫ۆت‪.‬‬
‫‪ -3‬شـيـكردنــهوەى (ال ــمقاص ــد الن ــووی) علــى مـح ـمــد هی ي‬
‫‪ -٠‬چهند خاڵێك گرنگ بۆقوتات زرنگ‪ .‬كامهران ڕەسول‬
‫ی‬
‫شيخات‪،‬‬ ‫‪ -.٠‬الجهودلاصالحيه(مالى گهورە)اسماعيل‬
‫عرت‬
‫‪ -.٦‬گ ــهش ــهب ــه ك ــهس ــاي ــهت ــيت ب ــدە‪...‬چراخان عيسا حمد‪.‬‬
‫‪ .٧‬تـاوانو نهخۆشيهك یـات ناو كۆمهڵگا‪/‬حميد احمد‬
‫عبدالفتاح‪.‬‬
‫‪ -.٨‬ب ـهچـیۆك ف ــیى عــهرەبــى ب ـبــه‪ /‬ساوێن ئه حمهد‪.‬‬
‫‪ -.٢‬گهشتێك زانست‪ . ...‬م ‪ /‬اسماعيل تووەسور یات‪.‬‬
‫‪ -٠٤‬ئيسالميەكان و كارى سيایس‪ _.‬دمحم تورات‪.‬‬
‫‪ -٠٠‬ئایا قورئان وتەی خودایە‪ .‬د‪ .‬زاکی و‪ .‬ابوبکر‬
‫شیوەڕەزی‬
‫ی‬
‫‪ -٠٩‬وەڵم بۆپرسيارەباوەكان _ و ‪ /‬سوميە ابوبكر‪.‬‬
‫‪ -٠3‬ههشت دەرگا بۆ بەختەوەری راستەقینە‪ -‬مەسعود‬
‫سونەت‬
‫ي‬
‫ی‬
‫‪ -٠٠‬باغەنهنێكە‪.‬ئينگلیى ‪+‬كوردى_‪ /‬ابوبكر شیوەڕەزی‬

‫‪215‬‬
‫ی‬
‫المخترص الميرس ق القواعد الفقهية‬

‫کات ئافرەت لهئیسالمد‪ .‬و‪ /‬ئهبوبهکر شیوەڕەزی‬ ‫‪ -٠٠‬مافه ی‬


‫‪ -٠٦‬ستهمکاران لهدیدی قورئان و سونهتدا ‪ -‬اسماعیل‬
‫توەسور یات‬
‫ی‬
‫ئامادەکردت‪،‬‬ ‫گیان و‬
‫‪ -٠٧‬بەچیۆک فیی فاریس ببە‪ .‬وەر ڕ‬
‫موسا دمحم‬
‫ی‬
‫گیات سومەییە‬ ‫ی‬
‫‪ -٠٨‬بەچیۆک فیی ئینگلیی ببە‪ .‬وەر ڕ‬
‫ئەبوبەکر‬
‫ی‬
‫گیان و ئامادەکردت‪ ،‬موسا‬ ‫‪ -٠٢‬پێ ـبـکــەنـەو دڵخۆش ـبە‪ .‬وەر ڕ‬
‫دمحم‬
‫‪ -٩٤‬ڕەوشت بڕواداران لە قورئان و سوننەتدا‪ ،‬م‪ .‬ئیسماعیل‬
‫تووەسور یات‬
‫‪ -٩‬توێشوی مینبهر بۆمیاتگر یات پێغهمبهر)‪(‬اسماعیل‬
‫ی‬
‫شێخات‬

‫س ــەرپ ـ ــەرش ـتـی چ ــاپکردن ‪ /‬م ــوس ــا م ـح ـمـد‬


‫ی‬
‫خ ــاوەنـی كـتـێبـخ ــانــەی ج ــودی لــە ق ــەڵدزێ‬
‫ب ــۆ پــەيـوەنــديـ ـكـردن ب ــە ت ــاك ــو و كـ ــۆ‬
‫‪٤٧٧٤٠٩٠٠٠٢٠ - ٤٧٠٤٧3٤٠٤٩3‬‬

‫‪216‬‬

You might also like