You are on page 1of 190

‫رراألمر الفور‬

‫(مسودة)‬
‫َّ‬

‫إعداد‬

‫ُعضْ و هَيئ ِة التَّدْ ِريس بلكّيَّ ِة َّ‬


‫الَّشي َع ِة ابجلا ِم َعة الإسالميَّة‬
‫ابملدينَة َّ‬
‫املنورة‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪3‬‬

‫حممد وعلى آله‬‫رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على نبيه األمني‪ ،‬نبيِّنا َّ‬ ‫احلمد هلل ِّ‬
‫وصحبه أمجعني‪ ،‬وبعد‪ :‬فقد ُشهرت األربعينات يف احلديث‪ ،‬حلديث مل يصح له طريق‪،‬‬
‫وفيه‪« :‬من حفظ على أميت أربعني حديثاً ينفعهم هللا عز وجل هبا‪ ،‬قيل له‪ :‬ادخل من أي أبواب‬
‫اجلنة شئت»(‪.)1‬‬
‫ونقل اإلسنوي يف كتابه التمهيد عن املتويل يف كتابه التتمة من كتااب الوفا‬
‫‪ -‬فيمااا وا وف ا علااى اليقهاااه ماان يااد ل فيااه‪ -‬فقااا ‪ « :‬ىل ماان َّ‬
‫لصاال طرفااا و لا ام‬
‫يكن متبحرا‪ ،‬فقد روي أ من ليظ أربعني لديثا يعد فقيها»(‪ )2‬أ‪ .‬ها‪.‬‬
‫وال شك أ لافظ األربعني رواية ودراية ليس متبحرا‪ ،‬ويسمى فقيها على هذا‬
‫القو ‪ .‬وتاخرجيا عليه فإ لافظ الورفات يسمى أصوليَّا؛ الشتماهلا على هذا القدر‪،‬‬
‫مع صغر لجمها‪ ،‬مما يد على جاللة فدرها‪ ،‬وضرورة االعتناه هبا‪ ،‬على أنين‬
‫استخرجت القواعد املثمرة واليت حيتاج ليها اليقيه‪ ،‬ومجعت النظري ىل نظريه‪ ،‬بغية أ‬
‫تكو حمصورة يف العدد األربعني ملا سبق‪ ،‬وأضيت ليها تطبيقات فقهية تعني على‬
‫املخرجة‬
‫فهم األصو والقواعد‪ ،‬غري فاصد لتحقيق تلك األصو والقواعد‪ ،‬وال اليروع َّ‬

‫(‪ ) 1‬روي احلديث من رواية ثالثة عشر من الصحابة أ رجها ابن اجلوزي يف العلل املتناهية‪،‬‬
‫وبني ضعيها كلها‪ ،‬وأفرد ابن املنذر الكالم عليه يف جزه ميرد‪ ،‬فاله ابن لجر يف التلخيص‬
‫َّ‬
‫احلبري(‪ ،)2701/4‬وفا ‪« :‬وفد خلصت القو فيه يف اجمللس السادس عشر من اإلماله‪ ،‬مث‬
‫مجعت طرفه يف جزه ليس فيها طريق تسلم من علة فادلة »‪ ،‬كما مجع الدكتور صاحل بن‬
‫عبدهللا العصيمي جزها لديثيا بعنوا ‪ :‬متاع املشيخة األمحدية بطرق لديث فضل املروايت‬
‫وبني ضعيها‪ ،‬ولكاية املتقدمني واملتأ رين على ضعيها‪.‬‬
‫األربعينية‪ ،‬ومجع فيه طرق احلديث َّ‬
‫وليظ احلديث املروي عند الرافعي يف العزيز شرح الوجيز(‪« :)11/0‬من ليظ على أميت‬
‫أربعني لديثا كتب فقيها»‪.‬‬
‫(‪ )2‬التمهيد يف ختريج اليروع على القواعد األصوليَّة (‪ .)22‬هكذا مسى اإلسنوي كتابه‪ ،‬كما‬
‫نص على ولك يف كتابه ‪ :‬اهلداية يف أوهام الكياية (‪.)232/27‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪4‬‬
‫أو املستنبطة بواسطتها‪ ،‬و الغرض دمة منت الورفات بتطبيقات فقهية‪ ،‬و عانة‬
‫القارئ على التمرس على االستنباط‪ ،‬لذا رأيت أ اختذ منهجا يسريا يعني على حتقيق‬
‫املقصود‪ ،‬وهللا املوفق‪.‬‬

‫املنهج‪:‬‬
‫‪ )1‬وكرت نص اإلمام اجلويين مث‪ ،‬نظم العمريطي‪.‬‬
‫‪ )2‬صغت القاعدة بناه على ا تيار اجلويين يف الورفات‪.‬‬
‫ولررت حمل النزاع فقط فيما كا حمتاجا ىل حترير‪.‬‬ ‫‪ )3‬بيَّنت صورة املسألة َّ‬
‫‪ )4‬فمت بدراسة القاعدة‪ ،‬مبينا موف ا تيار اإلمام اجلويين من ا تيار مجهور‬
‫العلماه‪ ،‬مع اإلشارة ىل ا تيارات اإلمام يف كتبه األ رى‪.‬‬
‫‪ )2‬وكرت فروعا أثرت القاعدة يف استنباطها من النصوص‪ ،‬ورمبا وكرت أثر القواعد‬
‫يف كالم الناس‪.‬‬
‫وتبقى اإلشارة ىل أ بعض القواعد اكتييت يف دراستها ابإلفادة من بعض‬
‫الرسائل العلميَّة ‪ -‬اليت نوفشت عندان ابجلامعة اإلسالميَّة مع التصرف اليسري هبا ‪،‬‬
‫وحبسب منهج البحث ‪ ،‬وتلك الرسائل ‪ :‬القواعد األصوليَّة املتعلقة بدالالت األلياظ‬
‫والتعارض والرتجيح املؤثرة يف البيوع للدكتور لياس شقور ‪ ،‬وولك يف القاعدة العاشرة‬
‫‪ ،‬واخلامسة عشرة ‪ ،‬وفواعد يف التخصيص والنسخ من رسالة االستدال ابلوفوع عند‬
‫األصوليني للدكتور أمني مساعيل‪.‬‬

‫مثَّ أمسيت هذا املؤل ب ـ (األربعون األصوليَّة من الورقات اجلوينيَّة)‪ ،‬وملا كا‬
‫املنتخب من الورفات هي القواعد فقط‪ ،‬دو التعاري ‪ ،‬والتقاسيم واملسائل‪ ،‬فدَّمت‬
‫بني يديها بتعري للقواعد األصوليَّة‪ ،‬مثَّ سردت القواعد األربعني‪ ،‬لتكو لاضرة بني‬
‫يدي الدارس هلا‪ ،‬وهللا املوفق واملعني‪ ،‬وال لو وال فوة ال به سبحانه‪ ،‬وصلى هللا‬
‫وسلم على نبينا دمحم‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫‪‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪5‬‬
‫القواعد األصولية‬
‫القواعد‪ :‬مجع‪ ،‬وهي‪ :‬فضية كلية‪ ،‬أو لكم كلي‪ ،‬أو أمر كلِّي‪.‬‬
‫القواعد األصولية‪ :‬فضية كلية أصولية‪ ( .‬أي‪ :‬املنسوبة ىل علم أصو اليقه)‪.‬‬
‫والقواعد مجع فاعدة‪ ،‬وهي اصطاللا‪ :‬فضية أو لكم أو أمر كلِّي‪.‬‬
‫ولذا من املستحسن أ تصاغ القواعد ابلصيغة اخلربية‪ ،‬فدر اإلمكا على‬
‫املذهب أو الراجح منه‪.‬‬
‫وأما األصولية فهي‪ :‬نسبة ىل أصو اليقه‪ ،‬والشأ ال تكو النسبة ىل اجلمع بل‬
‫امليرد‪ ،‬لكنهم أجازوا‪ ،‬وا صار اجلمع علما‪ ،‬واألصو (اجلمع) َعلَم على ِّعل ٍم ُم َّ ٍ‬
‫عني‪،‬‬
‫فصحت النسبة‪.‬‬

‫هل هناك فرق بني القواعد األصولية وأصول الفقه؟‬


‫عرف ابن اهلمام أصو اليقه‪ :‬القواعد اليت يتوصل مبعرفتها ىل استنباط اليقه(‪.)1‬‬
‫وقال ابن النجار‪« :‬وأصو اليقه َعلما‪ :‬القواعد اليت يتوصل هبا ىل استنباط‬
‫األلكام الشرعية اليرعية»‪.‬‬
‫ووكر املرداوي أنه فد فا به مجع كثري‪.‬‬
‫ولصر بعض األصوليني‪ ،‬كابن السبكي يف مجع اجلوامع أصو اليقه ابلقو ‪ :‬هنا‬
‫دالئل اليقه اإلمجالية‪.‬‬
‫وقال البناين‪« :‬أراد ابلدالئل‪ :‬القواعد»(‪.)2‬‬
‫وقال تقي الدين السبكي يف اإلهباج‪« :‬وملا كا اليقه مستندا ىل الكتاب والسنة‪،‬‬
‫ومسي‪ :‬أصو‬‫وحيتاج اليقيه يف أ ذه منهما ىل فواعد‪ُ ،‬مجعت تلك القواعد يف علم ُِّ‬
‫اليقه‪ ،‬وهي تسمية صحيحة مطابقة؛ لتوف اليقه عليها»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬تيسري التحرير (‪.)12/1‬‬


‫(‪ )2‬مجع اجلوامع من لاشية البناين (‪.)32/1‬‬
‫(‪ )3‬اإلهباج (‪.)1/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪6‬‬
‫قال ابن احلاجب كما يف رفع احلاجب‪« :‬أما لده لقبا‪ :‬فالعلم ابلقواعد اليت يتوصل‬
‫هبا ىل استنباط األلكام الشرعية اليرعية عن أدلتها التيصيلية»(‪.)1‬‬

‫وقيل‪ :‬بينهما عموما و صوصا مطلقا؛ و القواعد جزه من أصو اليقه؛ و‬


‫فيه التعرييات والشروط‪ ،‬واألمثلة‪.‬‬

‫الذي يظهر يل ال فرق؛ ْو اهلدف والغاية من أصو اليقه هي هذه القواعد؛‬


‫أل استنباط األلكام منا يكو بواسطتها‪ ،‬وما عداها ادم هلا‪ .‬و«كل مسألة‬
‫مرسومة يف أصو اليقه‪ ،‬ال ينبين عليها فروع فقهية‪ ،‬أو آداب شرعية‪ ،‬أو ال تكو‬
‫عوان يف ولك؛ فوضعها يف أصو اليقه عارية» كما فا الشاطيب‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رفع احلاجب (‪.)242/1‬‬


‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪7‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫سرد لقواعد (األربعون األصولية من الورقات اجلوينية)‬

‫القاعدة األوىل‪ :‬األمر املطلق يقتضي الوجوب‪.‬‬


‫القاعدة الثانية‪ :‬يصرف األمر عن الوجوب ىل الندب واإلابلة‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬ال يقتضي األمر التكرار‪.‬‬
‫القاعدة الرابعة‪ :‬ال يقتضي األمر اليور‪.‬‬
‫القاعدة اخلامسة‪ :‬ما ال يتم الواجب ال به فهو واجب‪.‬‬
‫القاعدة السادسة‪ :‬ال يد ل يف طاب هللا تعاىل الساهي والصيب واجملنو ‪.‬‬
‫القاعدة السابعة‪ :‬الكيار خماطبو بيروع الشريعة ومبا ال تصح ال به‪.‬‬
‫القاعدة الثامنة‪ :‬األمر ابلشيه هني عن ضده‪ ،‬والنهي عن الشيه أمر بضده‪.‬‬
‫القاعدة التاسعة‪ :‬النهي يقتضي اليساد‪.‬‬
‫املعرف ابألل والالم‪.‬‬
‫القاعدة العاشرة‪ :‬من صيغ العموم‪ :‬االسم َّ‬
‫القاعدة احلادية عشرة‪ :‬من صيغ العموم‪ :‬األمساه املبهمة‪.‬‬
‫القاعدة الثانية عشرة‪ :‬من صيغ العموم‪ :‬النكرة يف سياق النيي والنهي‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة عشرة‪ :‬ال عموم لليعل وما جرى جمراه‪.‬‬
‫القاعدة الرابعة عشرة‪ :‬جيوز االستثناه من اجلنس وغريه‪.‬‬
‫القاعدة اخلامسة عشرة‪ :‬حيمل املطلق على املقيد‪.‬‬
‫القاعدة السادسة عشرة‪ :‬خيصص الكتاب ابلكتاب والسنة‪.‬‬
‫ختصص السنة ابلكتاب والسنة‪.‬‬ ‫القاعدة السابعة عشرة‪َّ :‬‬
‫القاعدة الثامنة عشرة‪ :‬خيصص الكتاب والسنة ابلقياس‪.‬‬
‫القاعدة التاسعة عشرة‪ :‬يؤو الظاهر ابلدليل‪.‬‬
‫القاعدة العشرون‪ :‬حيمل فعل النيب ملسو هيلع هللا ىلص الذي على جهة القربة على الوجوب‪.‬‬
‫القاعدة احلادية والعشرون‪ :‬حيمل افراره ملسو هيلع هللا ىلص على ما أفر به من فو أو فعل‪.‬‬
‫القاعدة الثانية والعشرون‪ :‬لكم ما فُعِّل يف وفته يف غري جملسه وعلم به ومل ينكره‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪8‬‬
‫لكم ما فُعل يف جملسه‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة والعشرون‪ :‬ينسخ الرسم القرآين ويبقى لكمه والعكس‪ ،‬ويُنسخ‬
‫األمرا ‪.‬‬
‫القاعدة الرابعة والعشرون‪ :‬النسخ يكو ىل بد و ىل غري بد ‪ ،‬والبد يكو ىل‬
‫ما هو أغلظ‪ ،‬و ىل ما هو أ ‪.‬‬
‫القاعدة اخلامسة والعشرون‪ :‬ينسخ الكتاب والسنة ابلكتاب‪.‬‬
‫القاعدة السادسة والعشرون‪ :‬ال جيوز نسخ الكتاب ابلسنة‪.‬‬
‫القاعدة السابعة والعشرون‪ :‬ينسخ املتواتر ابملتواتر‪ ،‬واآللاد ابآللاد واملتواتر‪.‬‬
‫القاعدة الثامنة والعشرون‪ :‬اجلمع بني املتعارضني النطقيني أوىل أمكن‪ ،‬و ال‬
‫مل يعلم‪.‬‬ ‫فاملتأ ر علم التاريخ‪ ،‬أو الوف‬
‫القاعدة التاسعة والعشرون‪ :‬حيمل العام على اخلاص وحيمل عموم كل والد من‬
‫العمومني على صوص اآل ر‪.‬‬
‫القاعدة الثالثون‪ :‬اإلمجاع لجة على العصر الثاين‪ ،‬ويف أي عصر كا ‪.‬‬
‫القاعدة احلادية والثالثون‪ :‬ال يشرتط انقراض العصر النعقاد اإلمجاع‪.‬‬
‫القاعدة الثانية والثالثون‪ :‬يكو اإلمجاع ابلقو أو اليعل‪ ،‬أو بقو البعض وفعل‬
‫البعض‪ ،‬أو بقو البعض وسكوت البافيني‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة والثالثون‪ :‬فو الصحايب ليس حبجة‪.‬‬
‫القاعدة الرابعة والثالثون‪ :‬املتواتر يوجب العلم والعمل‪ ،‬واآللاد يوجب العمل‪.‬‬
‫القاعدة اخلامسة والثالثون‪ :‬مراسيل الصحابة لجة دو غريهم ال سعيد بن‬
‫املسيب‪.‬‬
‫القاعدة السادسة والثالثون‪ :‬يلحق املرتدد بني أصلني أبكثرمها شبها‪.‬‬
‫القاعدة السابعة والثالثون‪ :‬األصل يف األشياه احلظر‪ ،‬وفيل‪ :‬اإلابلة‪ ،‬ويستصحب‬
‫األصل عند عدم الديل الشرعي‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪9‬‬
‫القاعدة الثامنة والثالثون‪ :‬يقدم األفوى من األدلة على األضع عند التعارض‪.‬‬
‫القاعدة التاسعة والثالثون‪ :‬ليس للعامل أ يقلِّد غريه‬
‫القاعدة األربعون‪ :‬ليس كل جمتهد يف اليروع مصيب‪ ،‬وفيل العكس‪ ،‬خبالف األصو ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪10‬‬
‫القاعدة األوىل‪:‬‬
‫األمر املطلق يقتضي الوجوب‪.‬‬

‫قال اجلويين‪« :‬واألمر استدعاه اليعل ابلقو ممن هو دونه على سبيل الوجوب‪،‬‬
‫وصيغته‪ :‬افعل‪ ،‬وعند اإلطالق والتجرد عن القرينة حتمل عليه‪ ،‬ال ما د الدليل على‬
‫أ املراد منه الندب أو اإلابلة»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫ليا ا ا ا ااث القرينا ا ا ا ااة انتيا ا ا ا اات وأُطلقا ا ا ا ااا‬ ‫‪‬‬ ‫بص ا ا ا اايغة افع ا ا ا اال ف ا ا ا ااالوجوب ُل ِّقق ا ا ا ااا‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫األمر ما أ يكو مقرتان بقرينة‪ ،‬أو جمردا عنها‪ ،‬فإ كا مقرتان بقرينة‪ ،‬وكانت‬
‫القرينة تد على أ املراد به الوجوب‪ ،‬أو الندب‪ ،‬أو اإلابلة‪ُ :‬محل على ما دلت‬
‫عليه القرينة(‪ ،)3‬و كا جمردا عن فرينة فهي مسألتنا‪.‬‬

‫ووهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل أ األمر املطلق يقتضي الوجوب(‪.)4‬‬


‫وهذا احلكم « عند مجهور العلماه من أرابب املذاهب األربعة »(‪ ،)2‬كما فا ابن‬
‫النجار‪.‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪ ،)11‬وينظر الربها (‪ ،)222-212/1‬ووهب يف كتابه التلخيص (‪)244/1‬‬


‫ىل كو هذه الصيغة (افعل) مرتددة بني الندب واإلجياب ‪.‬‬
‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪. )43‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬ألكام اليصو (‪ ،)112‬البحر احمليط (‪. )364/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظ اار‪ :‬الع اادة (‪ ،)224/1‬ش اارح اللم ااع (‪ ،)101/1‬اإللك ااام (‪ ،)162/2‬لك ااام اليص ااو‬
‫(‪ ،)271/1‬شا ا ا ا اارح التنقا ا ا ا اايح (‪ ،)120‬اليصا ا ا ا ااو يف األصا ا ا ا ااو (‪ ،)20/2‬با ا ا ا ااديع النظا ا ا ا ااام‬
‫(‪ ،)471/1‬ف ا ا اواتح الرمح ا ا ااوت (‪ )303/1‬أص ا ا ااو اب ا ا اان ميل ا ا ااح (‪ )661-667/2‬التحب ا ا ااري‬
‫(‪.)2273-2272/2‬‬
‫(‪ )2‬شرح الكوكب املنري (‪.)31/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪11‬‬
‫تنبيه‪ :‬جعل مجاعة من األصوليني حمل اخلالف يف صيغة افعل(‪ ،)1‬وهو ما فد‬
‫يتبادر من كالم اجلويين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وجوب وفوٍر ِّ‬
‫وغريمها ال يتعلق‬ ‫مقتضى األمر من‬
‫َ‬ ‫ووكر الغزايل أ الكالم يف‬
‫افعل) ويقاس عليها‬‫الكالم يف صيغة ( َ‬
‫ُ‬ ‫بصيغة أم ٍر معيَّانَ ٍة دو غريها‪ ،‬و منا ياُ ْيَرض‬
‫ِّ‬
‫غريُها(‪.)2‬‬
‫العلماه يف داللتها‬ ‫أي من صيغ األمر الصرحية اآليت وكرها‪ ،‬فهي اليت ا تل‬
‫للوجوب عند اإلطالق‪.‬‬
‫أما حنو (أ م ر) وحنوها‪ ،‬مما ال الف يف افتضاهها الوجوب‪ ،‬وال يرد عليها‬
‫اشرتاط التجريد من القرينة‪.‬‬
‫وا تبني هذا فإ َّ اإلشارة حتسن ىل بيا األساليب الشرعيَّة الدالة على الوجوب‪.‬‬
‫فسم العلماه صيغ األمر فسمني‪:‬‬ ‫وفد َّ‬
‫صيغ صرحية يف داللتها على األمر‪ ،‬وصيغ غري صرحية‪.‬‬
‫أما الصيغ الصرحية فهي عند أكثر العلماء أربع صيغ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬صيغة األمر (افعل)‪ ،‬وهي طاب للحاضر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬صيغة (لييعل) طاب للغائب‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬اسم فعل األمر‪ ،‬وهو ليظ يقوم مقام اليعل يف الداللة على معناه‪ ،‬ويف‬
‫عمله(‪ ،)3‬وهو فسما ‪:‬‬

‫أحدمها‪ :‬ما وضع أو األمر لذلك‪ ،‬حنو‪ :‬نزا مبعىن‪ :‬انز ‪ ،‬وصه مبعىن‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ﭽﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫اسكت‪ ،‬وهلم مبعىن‪ :‬الضر‪ ،‬كقوله تعاىل‪:‬‬

‫(‪ )1‬ينظا ا اار‪ :‬ألكا ا ااام اليصا ا ااو (‪ ،)112‬اإلهبا ا اااج (‪ ،)22/2‬هنايا ا ااة السا ا ااو (‪ ،)224/2‬ف ا ا اواتح‬
‫الرمحوت (‪.)303/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬املستصيى (‪. )122/3‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح أليية ابن مالك البن عقيل (‪ ،)230/2‬حممو صيغة افعل (‪.)42‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪12‬‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﭼ [األنعام‪.]127 :‬‬
‫اثنيهما‪ :‬ما نقل عن غريه من ظرف أو من جار وجمرور‪ ،‬كقوله تعاىل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫(ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [النساه‪ ،]24 :‬وفوله‪( :‬ﭮ ﭯ ﭰ) [املائدة‪،]172 :‬‬


‫(‪)1‬‬
‫أو نقل عن املصدر حنو‪ :‬رويدا زيدا‪ ،‬أي‪ :‬أمهله مهاال ‪.‬‬

‫الصيغة الرابعة‪ :‬املصدر النائب عن فعل األمر‪ :‬وا جعل جزاه للشرط حبرف الياه‪،‬‬
‫[النساه‪،]12 :‬‬ ‫( ﭞ ﭟ ﭠ)‬ ‫والعامل فيه فعله احملذوف وجواب‪ ،‬كقوله تعاىل‪:‬‬
‫(ﯯ ﯰ‬ ‫أي‪ :‬فحرروا‪ ،‬وفوله‪( :‬ﮆ ﮇ) [دمحم‪ ،]4 :‬أي‪ :‬فاضربوا الرفاب‪ ،‬وفوله‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ﯱ ﯲ ﯳﯴﯵ ﯶ) [البقرة‪ ،]116 :‬أي‪ :‬فافدوا ‪.‬‬

‫ويعرب عنها األصوليو‬


‫القسم الثاين‪ :‬الصيغ غري الصرحية‪ ،‬وهي الواردة بليظ اخلرب‪َّ ،‬‬
‫ابخلرب مبعىن األمر‪ ،‬أي املتضمن له‪.‬‬
‫قال ابن حزم‪« :‬األوامر الواجبة ترد على وجهني‪ ،‬ألدمها‪ :‬بليظ افعل‪ ،‬وافعلوا‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬بليظ اخلرب‪ ،‬ما جبملة فعل وما يقتضيه من فاعل أو ميعو ‪ .‬و ما جبملة‬
‫ابتداه و رب »(‪.)3‬‬
‫مث شرع بضرب أمثلة جلميع تلك األنواع‪ ،‬مث فا ‪« :‬فال طريق لورود األوامر‬
‫والشرائع الواجبة ال على هذين الوجهني فقط»(‪.)4‬‬

‫وميكن إمجال أساليب اخلرب مبعىن األمر إىل ثالثة أساليب‪:‬‬


‫وهذه األساليب مستيادة من فو املارداوي يف التحباري‪ « :‬فائادة‪ :‬أدلاة األلكاام‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬أوضح املسالك (‪ ،)111-112/3‬حممو صيغة افعل (‪.)46-42‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬األمر والنهي عند علماه العربية واألصوليني للدكتور ايسني احمليميد (‪ ،)22‬حممو‬
‫صيغة افعل (‪.)46‬‬
‫(‪ )3‬اإللكام يف أصو األلكام (‪.)32/3‬‬
‫(‪ )4‬اإللكام يف أصو األلكام (‪.)33/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪13‬‬
‫ال تتقيااد اسااتيادنا ماان ص اريح األماار والنهااي‪ ،‬باال تكااو باانص‪ ،‬أو مجاااع‪ ،‬أو فياااس‪.‬‬
‫والاانص مااا أ يكااو أماارا‪ ،‬أو هنيااا‪ ،‬أو وان‪ ،‬أو ااربا مبعناهااا‪ ،‬أو بااارا ابحلكاام‪ ،‬حنااو‪:‬‬
‫(ﭦﭧﭨ) [البقاارة‪( ،]123 :‬ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ) [النساااه‪.]22 :‬‬
‫«إن هللا ينهـ ــاكم أن لفـ ــوا كـ ــم» (‪( ،)1‬ﭑ ﭒ ﭓﭔ) [املائا اادة‪ ،]16 :‬أو با ااذكر‬
‫اصاية أللادمها‪ ،‬كوعياد عاان فعال شايه‪ ،‬أو تركاه‪ ،‬أو وعااد علاى فعال شايه أو تركااه‪،‬‬
‫وحنو ولك»(‪ )2‬ا‪ .‬ها‪.‬‬
‫وتفصيل هذا األسلوب كاآليت‪:‬‬
‫األسلوب األول‪:‬‬
‫أسلوب اإل بار عن لكم الشارع‪ ،‬وفيه خيرب املوىل سبحانه وتعاىل عن احلكم ما‬
‫بليظ صريح‪ ،‬أو ظاهر‪ ،‬ومن ولك‪:‬‬
‫ثبات احلكم بليظ (الفرض)‪ ،‬وبليظ (الكتب)‪ ،‬وبليظ (األمر)‪ ،‬وبليظ (قضى)‪،‬‬
‫وبليظ (وصى) وما تصرف مما وكر‪ ،‬وبليظ (على) مليوظا‪ ،‬أو مقدرا‪.‬‬

‫األسلوب الثاين‪:‬‬
‫وكر اصية من واص الواجب‪ ،‬ما ابلوعيد على الرتك‪ ،‬أو برتتب العقاب‬
‫صور عديدة‪ ،‬كما أ ترتب الثواب أو املدح على‬
‫على الرتك‪ ،‬أو الذم والتوبيخ‪ ،‬وهلا َ‬
‫طلب اليعل واألمر به‪ ،‬وله صور متعددة‪.‬‬

‫األسلوب الثالث‪:‬‬
‫أسلوب اخلرب املراد به األمر‪ ،‬فيما عدا األسلوبني السابقني‪ ،‬وهو األسلوب الذي‬
‫ينبه عليه امليسرو أبنه طلب أو أمر رج خمرج اخلرب‪ ،‬وهو حمط أمثلة األصوليني‬
‫غالبا‪ ،‬وهذا األسلوب يعرف كونه مستعمال يف معىن األمر من سياق الكالم‪ ،‬وما‬
‫يستوجه من اإللزام‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه البخاري يف كتاب األميا والنذور‪ ،‬ابب ال حتليوا آبابئكم‪ ،‬برفم (‪.)6207‬‬
‫(‪ )2‬التحبري (‪.)127/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪14‬‬
‫واملقصود إللزام هنا‪ :‬ما يشري ليه العلماه غالبا يف ثبات كو الصيغة للطلب‬
‫مثل فوهلم‪ :‬لو مل يكن للطلب للزم اخلل ملا هو مشاهد يف الوافع‪ ،‬فيقولو –مثال‪-‬‬
‫عند فوله تعاىل‪( :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ) [البقرة‪ ،]222 :‬وجدت‬
‫مطلقات ال يرتبصن ثالثة فروه‪ ،‬ولو كا ربا حمضا ملا ختل اخلرب عن خمربه‪ ،‬أل‬
‫أ بار هللا تعاىل ال تنيك من وجود خمربانا‪ ،‬فلما وجد االنيكاك علمنا أبنه رج من‬
‫اخلربية ىل اإلنشائية معىن دو الليظ (‪.)1‬‬
‫يقول الزركشي عن اآلية نفسها‪ « :‬السياق يد على أ هللا تعاىل أمر بذلك ال‬
‫أنه ربٌ‪ ،‬و ال لزم اخلل يف اخلرب»(‪.)2‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫هذه القاعدة متثل أصال عظيما من أصو التكلي ‪ ،‬وألد شطريه؛ و التكلي ‪:‬‬
‫«اخلطاب أبمر أو هني»(‪)3‬؛ ولذا ال ميكن لصر تطبيقانا يف مصنَّ والد‪.‬‬
‫قال ابن اللحام‪ « :‬فيتعلق ابلقاعدة على املذهب الصحيح مسائل كثرية جدا‪،‬‬
‫ليس هذا موضع وكرها‪ ،‬ولكن ِّ‬
‫العامل وو الدربة والنظر يستخرجها‪ ،‬ويبنيها على‬
‫القاعدة »(‪ .)4‬ومل ُميثل للقاعدة‪.‬‬
‫ومن الفروع املبنيَّة على القاعدة‪:‬‬
‫أمر بصيغة‬
‫‪ )1‬وجوب الصالة‪ :‬لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭼ [اإلسراه‪ ،]02 :‬وهو ٌ‬
‫أمر بصيغة (لييعل)‪،‬‬
‫(افعل)‪ ،‬وفوله‪ :‬ﭽ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ [النساه‪ٌ ،]172 :‬‬
‫بار‬
‫وفوله‪ :‬ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ [البينة‪ٌ ،]2 :‬‬
‫عن احلكم أبهنم‪ :‬امروا أ يقيموا الصالة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬ألكام القرآ للجصاص (‪.)210/1‬‬


‫(‪ )2‬الربها يف علوم القر (‪. )327/2‬‬
‫(‪ )3‬روضة الناظر (‪.)227/1‬‬
‫(‪ )4‬القواعد البن اللحام (‪.)221/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪15‬‬
‫‪ )2‬وجوب الصوم؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ [البقرة‪ ،]123 :‬ابإل بار عن‬
‫ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ [البقرة‪،]122 :‬‬ ‫احلكم بليظ (الكتب)‪ ،‬وفوله‪:‬‬
‫أمر بصيغة (لييعل)‪.‬‬
‫أمر بصيغة (افعل)‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ﭽ ﮝ ﮞ ﭼ [البقرة‪،]43 :‬‬ ‫‪ )3‬وجوب الزكاة؛ لقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ‬ ‫وفوله‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﭼ [التوبة‪ ،]12 :‬وفوله‪:‬‬
‫[البقرة‪ ،]200 :‬ومها رب مبعىن األمر فيقتضي الوجوب‪.‬‬
‫‪ )4‬وفوله ‪« :‬اي أيها الناس‪ :‬قد فرض هللا عليكم احلج فحجوا »(‪ ،)1‬وفيه بار عن‬
‫األمر بليظ (اليرض)‪ ،‬وصيغة (افعل)‪( :‬فحجوا)‪.‬‬
‫‪ )2‬فا تعاىل‪ :‬ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ [البقرة‪ ،]122 :‬وفوله‪ :‬ﭽ ﯣ ﭼ أمر‬
‫يقتضي وجوب صالة ركعيت الطواف‪.‬‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ [البقرة‪:‬‬ ‫‪ )6‬فا تعاىل‪:‬‬
‫‪ ،]222‬وفوله‪ :‬ﭽﭚﭼ أمر يقتضي وجوب كتابة الدين‪.‬‬
‫‪ )0‬فا تعاىل‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ [املائدة‪ ،]1 :‬وفوله‪ :‬ﭽﮍ ﭼ أمر‬
‫يقتضي وجوب الوفاه ابلعقود‪.‬‬
‫أمر يقتضي‬ ‫ﭽﮔ ﭼ‬ ‫ﮕ ﮖ ﭼ [النور‪ ،]4 :‬وفوله‪:‬‬ ‫ﭽﮔ‬ ‫‪ )2‬فا تعاىل‪:‬‬
‫وجوب اجللد املذكور‪.‬‬
‫ﭽﮗ ﭼ‬ ‫‪ )1‬فا تعاىل‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﭼ[األلزاب‪ ،]2 :‬وفوله‪:‬‬
‫أمر يقتضي وجوب نسبة االبن ألبيه‪.‬‬
‫‪ )17‬فا ‪« :‬إذا شرب الكلب يف إانء أحدكم فليغسله سبعاً» (‪ ،)2‬وليظة (فليغسله)‬
‫صيغة أمر يقتضي وجوب غسل اإلانه من ولوغ الكلب‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه مسلم ‪ ،‬يف كتاب احلج ‪ ،‬ابب فرض احلج مرة يف العمر ‪ ،‬برفم (‪.)1330‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب الوضوه ‪ ،‬ابب املاه الذي يغسل به شعر اإلنسا ‪ ،‬برفم (‪،)102‬‬
‫ومسلم يف الطهارة ‪ ،‬ابب لكم ولوغ الكلب‪ ،‬برفم (‪.)201‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪16‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أمر لآلابه يقتضي وجوب فيامهم أبمر‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ )11‬فا ‪« :‬مروا أوالدكم لصالة»‬
‫األبناه للصالة‪.‬‬
‫النب ‪ ‬أ ََم َر بَِّو ْض ِّع ا ْجلََوا ِّح»(‪.)2‬‬
‫‪ )12‬يف احلديث‪« :‬أن ِّ َّ‬
‫(أمَر) رب عن لكم الوجوب‪ ،‬ويد على وجوب وضع اجلوائح‪ ،‬وأ َّ‬ ‫وليظة‪َ :‬‬
‫الثمار من العاهات من ضما البائع‪.‬‬
‫ما أصاب َ‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه أبو داود يف كتاب الصالة‪ ،‬ابب م ى يؤمر الغالم ابلصالة ‪ ،417/2‬رفم‪.)411( :‬‬
‫وصححه األلباين‪ ،‬انظر‪ :‬صحيح اجلامع الصغري ‪ ،1722/2‬رفم‪.)2262( :‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه‪ :‬مسلم يف‪ :‬صحيحه‪ ،‬كتاب املسافاة‪ ،‬ابب وضع اجلوائح‪ ،‬ح‪( ،3120:‬مسلم مع‬
‫النووي (‪.)462/17‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪17‬‬
‫القاعدة الثانية‪:‬‬
‫يصرف األمر عن الوجوب إىل الندب واإلباحة‬
‫قال اجلويين‪ « :‬واألمر استدعاه اليعل ابلقو ممن هو دونه على سبيل الوجوب‪.‬‬
‫وصيغته‪ :‬افعل‪ ،‬وعند اإلطالق والتجرد عن القرينة حتمل عليه‪ ،‬ال ما د الدليل على‬
‫أ املراد منه الندب أو اإلابلة»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫بص ا ا ا اايغة افع ا ا ا اال ف ا ا ا ااالوجوب ُل ِّقق ا ا ا ااا ‪ ‬ليا ا ا ا ااث القرينا ا ا ا ااة انتيا ا ا ا اات وأُطلقا ا ا ا ااا‬
‫ب ا ا اال ص ا ا اارفُه ع ا ا اان الوج ا ا ااوب ُلتِّم ا ا ااا ‪ ‬حبمل ا ا ا ا ا ا ااه عل ا ا ا ا ا ا ااى املا ا ا ا ا ا ا اراد منهم ا ا ا ا ا ا ااا‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫وكر اجلويين أ األمر حيمل على الوجوب عند التجرد عن القرينة‪ ،‬مث استثىن ما‬
‫الدليل على أ َّ املراد منه الندب أو اإلابلة‬ ‫دلَّت عليه القرينة بقوله‪ « :‬ال ما د َّ‬
‫ُ‬
‫فيُحمل عليه»‪ ،‬أي‪ :‬على الندب أو اإلابلة‪.‬‬

‫وأطلق اجلويين القرينة الصارفة لألمر‪ ،‬ومل يشرتط أو يقيدها ابالستناد ىل نص أو‬
‫مجاع‪ ،‬مما يشعر أ َّ األمر يصرف بكل فرينة‪ ،‬وهذا اإلطالق هو صنيع مجهور أهل‬
‫العلم(‪.)3‬‬
‫وعرفاه فبال فقاا ‪« :‬هاو املرشاد ىل املطلاوب»(‪ ،)4‬وهاو أعام مان‬
‫نعم أطلق الادليل‪َّ ،‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)43‬‬
‫(‪ )3‬خالف ابن حزم‪ ،‬وقال يف اإلحكام (‪« :)313-317/3‬وأما صرف األمر عن الوجوب ىل‬
‫الندب؛ فإنَّه ال مد ل لليعل فيه‪ ،‬و منا يؤ ذ من نص آ ر أو مجاع‪ . . .‬ومن ألا نصا‬
‫عن ظاهره يف اللغة بغري برها من آ ر‪ ،‬أو مجاع فقد َّادعى أ النص ال بيا فيه‪ ،‬وفد‬
‫لرف كالم هللا تعاىل‪ ،‬ووليه ىل نبيه عن موضعه‪ ،‬وهو عظيم جدا‪.» . . .‬‬
‫َّ‬
‫(‪ )4‬الورفات (‪.)2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪18‬‬
‫الاادليل الشاارعي‪ ،‬باال يقصااد بااه الاادليل اللغااوي؛ لااذا َّ‬
‫عقبااه احمللااي بقولااه‪« :‬ألنااه عالمااة‬
‫عليه»(‪ ،)1‬أي‪ :‬على املطلوب‪.‬‬
‫أما الدليل الشرعي فإنه عُ ِّرف أبنه‪« :‬ما ميكن التوصل بصحيح النظر فيه ىل‬
‫مطلوب ربي»(‪.)2‬‬

‫واملراد لقرينة‪ :‬األمر الذي يشري ىل املطلوب‪.‬‬


‫نص الشَّارع‪ ،‬أو استنبطها أئمة الشريعة ابجتهادهم‪.‬‬
‫أو هي‪ :‬األمارة اليت َّ‬
‫وقيل‪ :‬هي ما يُوضح عن املراد ال ابلوضع‪ ،‬تؤ ذ من اللق الكالم الدا على‬
‫صوص املقصود أو سابقه(‪.)3‬‬

‫والقرا ن املذكورة يف صرف األمر عن الوجوب كثرية(‪ )4‬منها‪:‬‬


‫السياق‪ ،‬وورود األمر بعد احلظر‪ ،‬أو بعد استئذا ‪ ،‬أو بعد سؤا تعليم‪ ،‬أو لوجود‬
‫تعارض بني األوامر ‪ -‬فيصرف األمر عن الوجوب للجمع بني النصوص ولو ٍ‬
‫بوجه ما‬
‫‪ ،-‬وفد يكو الصارف مجاعا أو فياسا‪ ،‬أو فو صحايب أو عرفا‪ ،‬أو أصو الشريعة‬
‫وفواعدها العامة‪ ،‬أو تكو القرينة الصارفة هي سبب ورود األمر‪ ،‬أو افرتا الواجب‬
‫بغري الواجب‪ ،‬وغري ولك مما وُكر‪.‬‬

‫قال الزركشي‪« :‬وأفسام األوامر كثرية‪ ،‬ال تكاد تنضبط كثرة‪ ،‬وكلها تُعرف مبخارج‬
‫الكالم وسيافه‪ ،‬وابلدالئل اليت يقوم عليها»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬شرح احمللي على الورفات (‪.)64‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح خمتصر الروضة (‪ ،)601/2‬والتحبري (‪.)110/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الكليات (ص‪.)03‬‬
‫(‪ )4‬خمتصر من رسالة ضوابط صرف األمر والنهي عن الوجوب والتحرمي للدكتور الد بن شجاع‬
‫العتييب‪.‬‬
‫(‪ )2‬البحر احمليط (‪.)224/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪19‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬يصرف األمر يف فوله‪ :‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭼ [البقرة‪ ]120 :‬عن وجوب املباشرة ىل‬
‫أمر ورد بعد لظر‪ ،‬وهو ما ثبت يف السنة من لديث الرباه بن‬ ‫اإلابلة؛ ألنه ٌ‬
‫الرجل صائما فنام فبل أ ياُ ْي ِّطر‬
‫عازب ‪ ‬فا ‪« :‬كا أصحاب دمحم ‪ ‬وا كا َّ‬
‫توجه ولك‬ ‫األنصاري كا صائما‪ ،‬وكا َّ‬
‫َّ‬ ‫مل أيكل ىل ِّمثْلِّها‪ ،‬و فيس بن ِّص ْرَمة‬
‫طعام‬ ‫ِّ‬
‫اليوم فَا َعمل يف أرضه‪ ،‬فلَ َّما لضر اإلفطار أتى امرأته‪ ،‬فقا ‪ :‬هل عندكم ٌ‬
‫ِّ‬
‫ب لك‪ ،‬فغلبَاْته عينُه‪ ،‬فنام‪ ،‬وجاهت امرأته فالت‪:‬‬ ‫فالت‪ :‬ال‪ ،‬ولكن أَنْطَل ُق فَأَطْلُ ُ‬
‫فد ِّمنْت! فلم ينتص النَّهار ل ى غُ ِّشي عليه‪ ،‬فذكرت للنيب ‪ ،‬فنازلت فيه هذه‬
‫اآلية ‪ ...‬فيرلوا هبا فرلا شديدا»(‪.)1‬‬

‫‪ )2‬يصرف األمر يف احلج عن امليت والعاجز الوارد يف لديث ابن عباس ‪ ‬فا ‪:‬‬
‫جاهت امرأة من ثعم عام لجة الوداع‪ ،‬فالت‪« :‬اي رسول هللا إن فريضة هللا على‬
‫عباده يف احلج‪ ،‬أدركت أيب شيخاً كبرياً‪ ،‬ال يستطيع أن يستوي على الراحلة‪ ،‬فهل‬
‫َح َّج عنه‪ ،‬قال‪ :‬نعم» (‪.)2‬‬
‫يقضي عنه أن أ ُ‬
‫فحجي عنه»(‪)3‬؛ ألنه أمر وارد بعد سؤا ‪ ،‬واألمر الوارد بعد السؤا‬ ‫ويف رواية « ِّ‬
‫لإلابلة‪.‬‬

‫‪ )3‬صرف األمر يف فوله ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭼ [اجلمعة‪ ]17 :‬عن وجوب التجارة بعد‬


‫صالة اجلمعة‪ ،‬لكونه واردا بعد لظر‪ ،‬يف فوله ﭽ ﭞ ﭟﭼ [اجلمعة‪.]1 :‬‬

‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫(‪ )1‬أ رجه البخاري يف كتاب الصوم‪ ،‬ابب فو هللا جل وكره‪:‬‬
‫ﭖ ﭗ ﭼ [البقرة‪ ]120 :‬برفم (‪ .)1112‬والطربي يف «تيسريه» (‪ )232/3‬وهذا ليظه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب جزاه الصيد‪ ،‬ابب احلج عمن ال يستطيع الثبوت على الراللة‪،‬‬
‫برفم (‪ ) 1224‬ومسلم يف كتاب احلج‪ ،‬ابب احلج عن العاجز لزمانة وهرم وحنومها‪ ،‬أو‬
‫للموت‪ ،‬برفم (‪.)1334‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه مسلم يف الباب املذكور رفم (‪.)1332‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪20‬‬
‫‪ )4‬يصرف األمر يف فو هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﭼ [البقرة‪ ]222 :‬عن‬
‫بيوعات‬
‫ٌ‬ ‫وجوب اإلشهاد على البيع ىل الندب‪ ،‬بيعل النيب ‪ ،‬ليث وردت عنه‬
‫كثرية‪ ،‬وَمل يُن َقل عنه يف بعضها أنه أشهد فيها(‪ ،)1‬وكذا صرف عنه بدليل اإلمجاع(‪.)2‬‬
‫صرف األمر ابلرهن يف فوله تعاىل‪ :‬ﭽﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭼ‬ ‫‪)2‬‬
‫[البقرة‪ ]223 :‬عن الوجوب ىل الندب بقرينة ودليل اإلمجاع على ولك‪.‬‬
‫‪ )6‬يصرف األمر يف فوله‪ : :‬ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ [املائدة‪ ]2 :‬عن وجوب الصيد ىل‬
‫اإلابلة؛ ألنه ورد بعد لظر‪ ،‬وهو فوله تعاىل‪:‬ﭽﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡﭼ[املائدة‪.]12 :‬‬

‫‪ )0‬يصرف األمر عن وجوب النظر ىل املخطوبة الوارد يف فوله‪« :‬انظر إليها»(‪)3‬؛ وولك‬
‫ﭽﭾ ﭿ‬ ‫ألنه وارد بعد احلظر يف النظر للمرأة األجنبية‪ ،‬كما يف فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ [النور‪.]37 :‬‬

‫(‪ )1‬منهااا مااا روي ‪( :‬أ الناايب ‪ ‬ابتاااع فرسااا ماان أع ارايب) احلااديث‪ ،‬ومل ياُْنا َقاال أنااه أشااهد علااى‬
‫ول ااك‪ .‬أ رج ااه أب ااو داود يف س ااننه (‪ )3670‬كت اااب األفض ااية‪ ،‬ابب وا عل اام احل اااكم ص اادق‬
‫الش اااهد الوال ااد جي ااوز ل ااه أ حيك اام ب ااه‪ ،‬والنس ااائي ص ‪ )4640(072‬كت اااب البي ااوع‪ ،‬ابب‬
‫التس ا ااهيل يف ت ا اارك اإلش ا ااهاد عل ا ااى البي ا ااع‪ ،‬وأمح ا ااد يف مس ا اانده (‪ ،)216-212/2‬وص ا ااححه‬
‫األلباين يف اإلرواه (‪.)1226‬‬
‫(‪ )2‬وفااد كااا الصااحابة يتبااايعو يف عصاارهم يف األساواق‪ ،‬فلاام أيماارهم ابإلشااهاد‪ ،‬وال نقاال عاانهم‬
‫فعله‪ ،‬ومل ينكر عليهم النيب ‪ ،‬ولو كانوا يُ ْش ِّهدو بكل بياعانم لَ َما أُ ِّ َّل بنقله‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬كتاب األم للشافعي(‪ ،)127-101/4‬واملغين البن فدامة(‪،)322-321/6‬‬
‫واجملموع للنووي(‪ ،)127/1‬وألكام القرآ البن العريب(‪ ،)342/1‬واللباب يف اجلمع بني‬
‫السنة والكتاب(‪.)461/2‬‬
‫(‪ )3‬أ رجااه الرتمااذي‪ ،‬يف كتاااب النكاااح‪ ،‬ابب مااا جاااه يف النظاار ىل املخطوبااة‪ ،‬باارفم (‪،)1720‬‬
‫واباان ماجااه يف كتاااب النكاااح‪ ،‬ابب النظاار ىل امل ارأة وا أراد أ يتزوجهااا‪ ،‬ب اارفم (‪،)1262‬‬
‫وصححه األلباين رمحه هللا‪ ،‬انظر‪ :‬السلسة الصاحيحة(‪ ،)112/1‬بارفم (‪ )16‬وصاحيح سانن‬
‫ابن ماجه (‪.)313/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪21‬‬
‫القاعدة الثالثة‪:‬‬
‫ال يقتضي األمر التكرار‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وال يقتضي التكرار على الصحيح‪ ،‬ال ما د الدليل على فصد‬
‫التكرار»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫مل ي ا ا ا اارد م ا ا ا ااا يقتض ا ا ا ااي التك ا ا ا ا ارارا‬ ‫‪‬‬ ‫ومل يُِّيا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد فا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااورا وال تك ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ارارا‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫األمر ما أ يكو مقيدا‪ ،‬و ما أ يكو مطلقا عن القيد‪ .‬فإ كا مقيدا‪ ،‬فقد‬
‫يقيد ابملرة‪ ،‬أو التكرار‪ ،‬فإ فيد أبلدمها فإنه حيمل على ما فيد به‪ ،‬بال الف(‪.)3‬‬
‫ومثال املقيد ملرة أ يقو السيد لعبده‪« :‬افعل هذا مرة والدة»‪.‬‬
‫ومثال املقيد لتكرار أ يقو السيد لعبده‪« :‬افعل هذا مرتني أو ثالث»‪.‬‬

‫ﭽﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫و كا األمر مقيدا بعلة ثبتة كقوله تعاىل‪:‬‬


‫ﭢ ﭼ [املائدة‪ ،]32 :‬وفوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭼ [املائدة‪ ،]6 :‬فإ األمر‬
‫يتكرر بتكرارها ابالتياق كما نقله مجع من العلماه كاآلمدي(‪ )4‬وابن احلاجب(‪،)2‬‬
‫وفيده بعض العلماه كالرازي(‪ )6‬ابتياق القائسني(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)43‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪ ،)322/2‬القواعد واليوائد األصولية (‪ ،)101‬اإلهباج (‪.)42/1‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اإللكام (‪.)121/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬منتهى الوصو واألمل (‪ ،)13‬التحبري (‪.)2227/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬احملصو (‪.)111 ،117/2‬‬
‫(‪ )0‬مل ييرق الرازي والبيضاوي بني ما يصلح أ يكو علة لألمر املعلق وبني غريه‪ ،‬وأكد ولك‬
‫=‬ ‫ابلتمثيل آبييت السرفة واجلنابة‪ ،‬مع أ السرفة علة للقطع واجلنابة علة للغسل‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪22‬‬
‫وفد يكو األمر مقيدا ابلشرط‪ ،‬كأ يقو السيد لعبده‪ « :‬د لت السوق‬
‫فاشرت لنا بزا»‪ ،‬ويف افتضائه التكرار وفع الف بني العلماه(‪.)1‬‬
‫ومما سبق يُعلم أ حمل القاعدة هو يف األمر املطلق عن القيود السابقة(‪.)2‬‬
‫يقول اجلراعي‪ « :‬األمر املطلق‪ :‬هو الذي مل يتقيد بشرط‪ ،‬وال مبدة‪ ،‬وال بتكرار‪،‬‬
‫وال مبرة‪ ،‬و منا هو مطلق‪ ،‬ومل يقيد بشيه »(‪.)3‬‬
‫واملراد لتكرار‪ :‬اإلتيا مبثل اليعل األو ‪ ،‬ال اإلتيا بنيس اليعل و عادته‪ ،‬أل‬
‫ولك غري ممكن(‪.)4‬‬
‫ووهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل‪ :‬أ األمر ال يقتضي التكرار‪.‬‬
‫مرة والدة؟ املنسوب للجمهور كونه يقتضي فعل مرة والاادة(‪.)2‬‬ ‫وهل يقتضي فعل َّ‬
‫املرة الوالدة»(‪.)6‬‬
‫وقال اجلويين يف الربهان‪« :‬وأان على الوف يف الزاية على َّ‬
‫األمر املطلق ال يقتضي التكرار وال يد عليه‪ ،‬كما أنه‬ ‫ومن العلماه من فا ‪:‬‬

‫= يقول األنصاري‪« :‬فدعوى اإلمجاع يف العلة كما يف املختصر وغريه على التكرار بتكرارها‬
‫غلط » مث فا بعدها‪« :‬لكن يبعد كل البعد نكار احلكم بعد ثبوت علية العلة ال من‬
‫منكري القياس مطلقا » فيكو اإلمجاع حمصورا هنا يف القائسني؛ ويكو مراد اآلمدي ومن‬
‫معه ابالتياق‪ ،‬اتياق مجهور األصوليني القائلني ابلقياس‪ ،‬أو أهنم مل يعتربوا الف نياة‬
‫القياس‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪ ،)321 ،326/1‬اإلهباج (‪ ،)24/1‬فواتح الرمحوت (‪.)326/1‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪.)321/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪ ،)322/2‬القواعد واليوائد (‪ ،)101‬اإلهباج (‪.)42/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح خمتصر ابن اللحام (‪ )141‬القسم الثاين (آلة)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬هناية الوصو للهندي (‪.)122/3‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬روضة الناظر (‪ ،)616/2‬احملصو (‪ ،)12/2‬اإللكام (‪ ،)104/2‬ألكام اليصو‬
‫(‪ ،)271‬تيسري التحرير (‪.)221/1‬‬
‫(‪ )6‬الربها (‪.)160 -166/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪23‬‬
‫ال يد على املرة‪ ،‬و منا يييد طلب املاهية من غري شعار ال بولدة وال بتكرار‪ ،‬وألنه‬
‫ال ميكن جياد ماهية اليعل املأمور به ال ابملرة الوالدة‪ ،‬كانت واجبة بطريق االلتزام(‪.)1‬‬
‫ومن العلماه من جعل هذا املذهب ومذهب اجلمهور القائلني أبنه ال يقتضي ال‬
‫فعل مرة والدة‪ ،‬أهنما مذهب والد(‪ ،)2‬وولك التيافهما على جياب املرة على‬
‫ا تالف فيما بينهما الطريق الذي د عليه املرة هل هو بطريق االلتزام أم ابلوضع؟‬
‫يقول الصفي اهلندي‪« :‬ووهب اجلم الغيري ىل أنه مقتضى للمرة الوالدة ال حمالة‪،‬‬
‫وهؤاله ا تليوا‪ :‬فمنهم من فا يقتضيها ليظا‪ ،‬ومنهم من نيى ولك‪ ،‬وزعم أ‬
‫افتضاهه هلا منا هو حبسب الداللة املعنوية‪.)3(»...‬‬
‫تنبيه‪ :‬قال الزجناين‪« :‬وهب الشافعي ‪ ‬ىل أ مطلق األمر يقتضي التكرار(‪،)4‬‬
‫و ليه وهب طائية من العلماه(‪.)6(» )2‬‬

‫(‪ )1‬وهو مذهب احلنييةوبعض احملققني كالرازي والغزايل والبيضاوي واآلمادي وابان احلاجاب وابان‬
‫فدامة‪.‬‬
‫ينظا ا ا اار‪ :‬تيسا ا ا ااري التحريا ا ا اار (‪ ،)321/1‬ف ا ا ا اواتح الرمحا ا ا ااوت (‪ ،)327/1‬احملصا ا ا ااو (‪،)12/2‬‬
‫املستصيى (‪ ،)22/2‬منتهى الوصو للبيضاوي (‪ ،)06‬اإللكاام (‪ ،)104/2‬روضاة النااظر‬
‫(‪.)612/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظاار‪ :‬اإلشااارة للباااجي (‪ ،)220‬شاارح اللمااع (‪ ،)222/1‬شاارح خمتصاار الروضااة (‪،)304/2‬‬
‫املس ا ا ااودة (‪ ،)12‬وينظ ا ا اار م ا ا اان ف ا ا اارق بينهم ا ا ااا‪ :‬ش ا ا اارح الكوك ا ا ااب (‪ ،)42 ،44/3‬اإللك ا ا ااام‬
‫(‪ ،)104-103/2‬منتهااى الوصااو (‪ ،)12‬ف اواتح الرمحااوت (‪ ،)327/1‬التمهيااد لإلساانوي‬
‫(‪.)222‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬رشاد اليحو (‪.)123 ،122/3‬‬
‫(‪ )4‬ينظا اار‪ :‬احملصا ااو (‪ ،)12/2‬واإللكا ااام (‪ ،)104/2‬واإلهبا اااج (‪ ،)1712/4‬والبحا اار احملا اايط‬
‫(‪.)322/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظا اار‪ :‬احملصا ااو (‪ ،)12/2‬واإللكا ااام (‪ ،)104/2‬واإلهبا اااج (‪ ،)1712/4‬والبحا اار احملا اايط‬
‫(‪.)322/2‬‬
‫(‪ )6‬ختريج اليروع على األصو (‪.)02‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪24‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تطبيقات القاعدة ‪:‬‬
‫ﭽﯖ ﯗﭼ‬ ‫‪ )1‬ال ياجب تكرار غسل النجاسة؛ أل األمر بغسلها يف فوله تعاىل‪:‬‬
‫[املدثر‪ ]4 :‬أمر مطلق ال يقتضي التكرار‪ ،‬فيكيي الغسل مرة والدة‪.‬‬

‫ﭽﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫‪ )2‬ال ياجب تكرار غسل األعضاه األربعة؛ أل األمر يف فوله‪:‬‬


‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ [املائدة‪ ،]6 :‬أمر مطلق ال يقتضي التكرار‪،‬‬
‫فيكيي الغسل مرة والدة‪.‬‬

‫‪ )3‬ياجوز التيمم لليريضة فبل د و ‪ ،‬وال يلزم تكراره عند كل فرض؛ أل األمر يف‬
‫فوله‪ :‬ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ [املائدة‪ ]6 :‬ال يقتضي التكرار‪.‬‬

‫‪ )4‬وا فا لوكيله‪ :‬بع هذه السلعة‪ .‬فباعها‪ ،‬فردت عليه بعد ولك ابلعيب‪ ،‬فليس له‬
‫بيعها ثنيا مبوجب هذا األمر األو ؛ أل األمر املطلق ال يييد التكرار‪ ،‬بل يييد‬
‫حتقق املأمور به‪ ،‬وفد لدث‪.‬‬

‫كل آ ر أب يزوجه امرأة بعينها‪ ،‬فزوجها ايه‪ ،‬مثَّ طلقها املوكل‪ ،‬فليس للوكيل‬
‫‪ )2‬وا و َّ‬
‫أ يزوجها ايه مرة أ رى حبجة ما سبق من الوكالة‪.‬‬

‫‪ )6‬لو وَّكل الزوج شخصا آ ر أب يطلق امرأته‪ ،‬وفا له‪ :‬طلِّاق زوجايت‪ .‬فإناه ال جياوز‬
‫للوكيال أ يطلِّقهااا ال مارة والاادة‪ ،‬ولايس لااه أ يكارر الطاالق؛ أل األمار ال يقتضااي‬
‫التكرار‪.‬‬

‫‪ )0‬السارق ال يقطع يف املرة الثانية وا تكررت منه السرفة؛ أل األمر يف فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ [املائدة‪ ،]32 :‬ال يقتضي التكرار‪ ،‬وفد فطع‬
‫مرة فال يقطع غريها‪.‬‬

‫(‪ )1‬تنظر‪ :‬معلمة زايد للقواعد اليقهية واألصولية (‪.)227 -210/31‬‬


‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪25‬‬
‫القاعدة الرابعة‪:‬‬
‫ال يقتضي األمر الفور‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وال يقتضي اليور»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫مل ي ا ا ا اارد م ا ا ا ااا يقتض ا ا ا ااي التك ا ا ا ا ارارا‬ ‫ومل ي ِّيا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد فا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااورا وال تك ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ارارا ‪‬‬
‫ُ‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫املقصود ابألمر هنا األمر املطلق‪ ،‬فيخرج املقيد‪ ،‬ساواه املقياد ابلياور‪ ،‬كقاو السايد‬
‫لعبده‪« :‬سافر اآل »‪ ،‬أو املقيد ابلرتا ي كقوله‪« :‬سافر رأس الشهر»‪ ،‬فإهنماا حيماال‬
‫على ما فيد هبما‪ ،‬أما وا مل يقرت األمر بشايه مان ولاك كقاو السايد‪« :‬اساقين مااه»‬
‫أو «صم» فهل يقتضي اليور أو على الرتا ي(‪)3‬؟‬
‫واملقصود لفور‪ :‬هو الشروع يف االمتثا عقيب األمر من غري فصل‪.‬‬
‫والرتاخـ ــي‪ :‬أت ا ااري االمتثا ااا عا اان انقضا اااه األما اار زمنا ااا ميكا اان يقا اااع اليعا اال فيا ااه‪،‬‬
‫فصاعدا(‪.)4‬‬
‫واخلالف ينحصار عناد غاري القاائلني ابلتكارار‪ ،‬فأماا القاائلو ابلتكارار فاإهنم فاائلو‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)11‬‬


‫ومااا اجلااويين يف الربهااا (‪ )232/1‬ىل القااو ابليااور ليااث فااا ‪« :‬ووهااب املقتصاادو ماان‬
‫الوافيية ىل أ من ابدر يف أو الوفت كا ممتثال فطعا‪ ،‬فاإ أ ار‪ ،‬وأوفاع اليعال املقتضاي يف‬
‫آ ر الوفت فال يقطع خبروجه عن عهدة اخلطاب‪ ،‬وهذا هو املختار عندان»‪.‬‬
‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)43‬‬
‫(‪ )3‬ياارى الش اريازي يف شاارح اللمااع (‪ :)217/1‬أ التعبااري أب األماار يقتضااي اليااور أو الرتا ااي‪،‬‬
‫عبااارة لاايس صااحيحة لعاادم القااو أب األماار يقتضااي الرتا ااي‪ ،‬و منااا الص اواب‪ :‬هاال يقتضااي‬
‫اليا ااور أم ال؟‪ .‬وفا ااا اجلا ااويين يف التلخا اايص (‪ « :)323/1‬واأللسا اان يف العبا ااارة أ تقا ااو ‪:‬‬
‫األمر يقتضي االمتثا من غري ختصيص بوفت»‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح خمتصر الروضة (‪.)320/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪26‬‬
‫ابلي ااور(‪)1‬؛ ألن ااه م اان ض اارورايته‪ ،‬و تعجي اال امل ااأمور ب ااه يف أو أزمن ااة اإلمك ااا م ااع‬
‫تكراره‪ ،‬يقتضي استقرار مجيع األزمنة ل ى الزما اليوري‪.‬‬
‫كم ااا أ حم اال اخل ااالف ه ااو يف اليع اال أم ااا اعتق اااد وجوب ااه‪ ،‬فواج ااب عل ااى الي ااور‬
‫ابإلمجاع(‪.)2‬‬
‫وه ا ااب اجل ا ااويين وأكث ا اار الش ا ااافعية(‪ ،)3‬واحلنيي ا ااة(‪ )4‬ونس ا ااب مل ا ااذهب املغارب ا ااة م ا اان‬
‫املالكيااة(‪ ،)2‬وبعااض احلنابلااة(‪ )6‬ىل أنااه ال يقتضااي اليااور‪ ،‬باال للمكلَّا فعلااه ماا ى شاااه‬
‫على َو ْج ٍه ال ييوت معه املأمور به‪ ،‬ونسب ىل األكثر(‪.)0‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫ﭽﮛ‬ ‫‪ )1‬ال جيب أداه الصالة يف أو وفت اإلمكا ؛ أل األمر يف فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮜ ﭼ [البقرة ‪]43‬ال يقتضي اليور‪.‬‬

‫ﭽﮝ ﮞ ﭼ‬ ‫‪ )2‬ال تاجب املبادرة ىل راج الزكاة؛ أل األمر الوارد يف فوله تعاىل‪:‬‬
‫مطلق‪ ،‬واألمر املطلق ال يقتضي اليور‪.‬‬
‫أمر ٌ‬‫[البقرة ‪ٌ ،]43‬‬

‫(‪ )1‬يقو ابن اللحاام يف فواعاده (‪ « :)631/2‬وا فلناا‪ :‬األمار املطلاق يقتضاي التكارار‪ ،‬فيقتضاي‬
‫اليور اتيافا »‪ .‬وينظر‪ :‬اإللكام (‪ ،)124/2‬منتهى الوصو (‪ ،)14‬التحبري (‪.)2373/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬احملصو (‪ ،)112/2‬اإللكام (‪.)126/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظاار‪ :‬التبصاارة (‪ ،)22‬الربهااا يف أص ااو اليقااه (‪ ،)162/1‬اإللكااام (‪ )122/2‬واجملم ااوع‬
‫املذهب يف فواعد املذهب (‪.)414/1‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬أصو السر سي (‪ ،)44/1‬فواتح الرمحوت (‪.)320/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اإلشارة (‪ ،)107‬شرح التنقيح (‪.)122‬‬
‫(‪ )6‬كأيب ازم‪ ،‬وهي رواية عن اإلمام أمحد‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬العدة (‪ ،)223/1‬والواضح يف أصو اليقه (‪ ،)12-16/2‬وشرح خمتصر الروضة‬
‫(‪ ،)320/2‬وشرح الكوكب املنري (‪.)41/3‬‬
‫(‪ )0‬ينظر‪ :‬التلخيص يف أصو اليقه (‪.)323-322/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪27‬‬
‫وعليه وا هلك النصاب بعد احلو والتمكن من األداه‪ ،‬فإنه ال يضمن‪ ،‬وال يعد‬
‫ميرطا‪.‬‬

‫ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﭼ‬ ‫‪ )3‬ال جتب املبادرة ىل فضاه رمضا ؛ أل األمر الوارد يف فوله‪:‬‬


‫[البقرة‪ ]124 :‬مطلق ال يقتضي اليور‪ ،‬واألمر مقدَّر‪ ،‬وتقديره‪ :‬فعليه عدة‪ ،‬أو‬
‫فالواجب عدة من أايم أ ر‪ ،‬واملقدَّر كاملليوظ‪.‬‬

‫‪ )4‬ال جيب احلج على اليور؛ أل األمر الوارد يف فو النيب ‪« :‬اي أيها الناس‬
‫هللا فرض عليكم احلج فحجوا»(‪ .)1‬أمر مطلق ال يقتضي اليور‪.‬‬

‫وجوهبا يف فوله‪ :‬ﭽﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘ‬ ‫‪ )2‬ال جتب كيارة احلنث على اليور؛ أل‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ اآلية [املائدة‪،]21 :‬‬
‫أبمر مطلق‪ ،‬وهو املصدر يف فوله‪ :‬ﭽﯠ ﭼ‪ ،‬أي فكيارته أ تطعموهم طعاما‪،‬‬
‫واألمر املطلق ال يقتضي اليور‪.‬‬

‫‪ )6‬لو فا ‪« :‬بع هذه السلعة» فتأ َّ َر ل ى تليت السلعة فإنه ال َِّجيب عليه ضما ؛‬
‫ألنه ال زا يف فسحة و يار من الوفت‪ ،‬فلم يكن عاصيا ابلتأ ري‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه‪ ،‬يف القاعدة األوىل‪.‬‬


‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪28‬‬
‫القاعدة اخلامسة‪:‬‬
‫ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬واألمر إبجياد اليعل أمر به ومبا ال يتم اليعل ال به‪ ،‬كاألمر ابلصاالة‬
‫أمر ابلطهارة املؤدية‪ ،‬و وا فعل خيرج املأمور به عن العهدة»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫واألم ا ا ا اار ابليع ا ا ا اال ال ا ا ا ا ا ُمهم املنح ا ا ا ااتم ‪ ‬أم ا ا ا ا ا اار ب ا ا ا ا ا ااه وابل ا ا ا ا ا ااذي ب ا ا ا ا ا ااه ي ا ا ا ا ا ااتم‬
‫وكا ا ا ا ا اال شا ا ا ا ا اايه للصا ا ا ا ا ااالة ييا ا ا ا ا اارض‬ ‫‪‬‬ ‫ك ا ا ا اااألمر ابلص ا ا ا ااالة أم ا ا ا ا ٌار ابلوض ا ا ا ااو‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫ما يتوف عليه وجود الواجب‪ ،‬كالشروط(‪ )3‬واألسباب(‪ )4‬اليت ال يوجد الواجب‬
‫مع عدمها‪ ،‬هل جيب اإلتيا هبا؟‬
‫مثاهلا‪ :‬السري ىل اجلمعة اليت يتوف عليها صالنا‪ ،‬وكذا غسل جزه من الرأس‬
‫الذي يتوف عليه غسل الوجه كامال‪.‬‬
‫تعرف هذه املسألة عند األصوليني ‪ -‬أيضا ‪ -‬مبقدمة الواجب‪ ،‬وميكن حترير حمل‬
‫النزاع فيها كاآليت‪:‬‬

‫عليها‬ ‫أوالً‪ :‬النزاع يف هذه املسألة منا هو يف الواجب املطلق‪ ،‬الذي يتوف‬
‫وجود الواجب ال وجوبه‪.‬‬
‫ﭽﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫فإ كا الوجوب مقيدا حبصو مقدمة الواجب‪ ،‬كقوله تعاىل‪:‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)43‬‬
‫(‪ )3‬الشروط‪ :‬مجع شرط‪ ،‬والشرط وهو‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم وال يلزم من وجوده وجود وال‬
‫عدم لذاته‪.‬‬
‫(‪ )4‬واألسباب‪ :‬مجع سبب‪ ،‬والسبب هو‪ :‬ما يلزم من وجوده الوجود‪ ،‬ومن عدمه العدم لذاته‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬شرح التنقيح (‪ ،)22 ،21‬شرح الكوكب (‪.)442 ،422/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪29‬‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ [آ عمرا ‪ ،]10 :‬فال جيب على املكل حتصيل‬
‫املقدمة ابتياق العلماه‪ ،‬وهلذا فالوا‪ :‬ما ال يتم الوجوب ال به فليس بواجب‪ ،‬وفالوا ‪-‬‬
‫أيضا‪ :-‬ما ال يتم الواجب املقيد ال به فليس بواجب‪.‬‬
‫قال القرايف‪« :‬أمجع املسلمو على أ ما يتوف الوجوب عليه من سبب أو شرط‬
‫أو انتياه مانع ال جيب حتصيله مجاعا»(‪.)1‬‬

‫اثنياً‪ :‬أ ما ال يتم الواجب املطلق ال به ضراب ‪:‬‬


‫‪ ‬أحدمها‪ :‬غري مقدور للمكل ‪ ،‬كاليد يف الكتابة والرجل يف املشي‪ ،‬ولضور اإلمام‬
‫يف اجلمعة‪ ،‬وكما العدد‪ ،‬فال جياب حتصايلها‪ ،‬ال علاى ماذهب مان جياوز تكليا‬
‫احملا ‪.‬‬
‫‪ ‬والثــاين‪ :‬مااا هااو مقاادور للمكلا ‪ ،‬وهااو ال خيلااو مااا أ يكااو جاازها للواجااب‪ ،‬أو‬
‫ارجا عنه كالشرط والسبب‪.‬‬

‫فإ كا األو فهو واجب اتيافا‪ ،‬أل األمر ابملاهية املركبة أمر بكل والد من‬
‫أجزائها ضمنا‪ ،‬فاألمر ابلصالة مثال أمر مبا فيها من ركوع وسجود وتشهد وغري‬
‫ولك(‪.)2‬‬
‫و كا الثاين‪ :‬فهو حمل اخلالف‪.‬‬
‫ووهب اجلمهور ىل أ ما ال يتم الواجب ال به فإنه واجب‪ ،‬سواه كا شرطا أو‬
‫سببا(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬شرح التنقيح (‪.)161‬‬


‫ينظر‪ :‬أصو اليقه البن ميلح (‪ ،)211/1‬شرح الكوكب (‪ ،)322/1‬البحر احمليط (‪.)223/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح الكوكب (‪ ،)321/1‬البحر احمليط (‪.)223/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظ ا اار‪ :‬الع ا اادة (‪ ،)411/2‬التمهي ا ااد (‪ ،)321/1‬روض ا ااة الن ا اااظر (‪ ،)121/1‬ش ا اارح اللم ا ااع‬
‫(‪ ،)221/1‬املستص ا ا اايى (‪ ،)132/1‬احملص ا ا ااو (‪ ،)121/2‬اإللك ا ا ااام (‪ ،)123/1‬ش ا ا اارح‬
‫التنقيح (‪ ،)167‬بيا املختصر (‪ ،)362/1‬فواتح الرمحوت (‪.)12/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪30‬‬
‫بل ادعى بعضهم كاجلاربردي اإلمجاع على ولك(‪.)1‬‬

‫كا شرطا شرعيا‬ ‫مع التنبيه إىل أن اختيار اجلويين يف الربهان هو‪ :‬كونه واجبا‬
‫فقط(‪.)2‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬وا اشتبه على الشخص ثياب طاهرة بثياب جنسة ومل جيد غريمها فإنه يصلى يف‬
‫كل ثوب بعدد النجسة ويزيد صالة‪ ،‬أل الواجب الصالة ابلثوب الطاهر‪ ،‬وال يتم‬
‫ال أ يصلي مبا وكر‪.‬‬

‫‪ )2‬من أصابته جناسة يف ثوبه أو يف بدنه فخييت عليه موضع النجاسة لزمه غسل ما‬
‫يتقني به زالتها؛ أل الواجب ‪-‬وهو زالة النجاسة‪ -‬ال يتحقق ال بغسل ما‬
‫يتيقن به زالتها‪ ،‬فكا ولك الغسل واجبا‪.‬‬

‫‪ )3‬جيب على املتيمم طلب املاه عند د و وفت الصالة مطلقا سواه ظن بقربه أم‬
‫ال؛ أل الوضوه واجب مجاعا فيجب طلب املاه؛ أل ما ال يتم الواجب املطلق‬
‫ال به‪ ،‬وهو مقدور للمكل ‪ ،‬فهو واجب فيكو طلب املاه واجبا‪.‬‬

‫‪ )4‬جيب غسل جزه من الرأس عند غسل الوجه وكذا ما يالصق الوجه من صيحة‬
‫العنق ليتحقق غسل الوجه؛ ألنه ال يتم الواجب وهو غسل الوجه ال به فهو واجب‪.‬‬

‫‪ )2‬جيب زالة ما يعلق أبعضاه الوضوه‪ ،‬ومينع وصو املاه ىل البشرة‪ ،‬كالدهو‬
‫والكرميات اليت تكو هلا جرم‪ ،‬وكذا املناكري اليت متنع وصو املاه ىل البشرة عند‬

‫(‪ )1‬نقله عنه البد شي يف كتابه مناهج العقو (‪ )16/1‬مع لاشية اإلسنوي‪ ،‬ومل أجده يف‬
‫كتابه املطبوع السراج الوهاج‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الربها (‪ )22/1‬فقرة (‪ ،)161‬وهو ا تيار ابن احلاجب كما يف املنتهى (‪،)36‬‬
‫والطويف كما يف شرح خمتصر الروضة (‪.)332/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪31‬‬
‫الوضوه‪ ،‬واألكحا اليت تكو مادنا بالستيكية‪ ،‬واألصباغ احلديثة‪ ،‬كاألصباغ‬
‫املعدنية اليت حتتوي على الكربيت أو الرصاص أو النحاس‪ ،‬ومبيضات الشعر؛‬
‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫أل الشارع أمر بغسل هذه األعضاه يف فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡﭼ [املائدة‪ ،]6 :‬وال يتم غسلها ال إبزالة ما حيو بينها وبني‬
‫واملاه‪ ،‬فإزالتها واجب‪.‬‬

‫‪ )6‬من نسي صالة من اخلمس‪ ،‬ومل يدرها مطلقا يلزمه أ يصلي الصلوات اخلمس‬
‫كلها؛ أل كل صالة من اخلمس ميكن أ تكو هي املنسية فوجب استيياؤها‪.‬‬

‫‪ )0‬جيب نزع النظارة الطبية يف الصالة كا لبسها يؤدي ىل عدم متكني اجلبهة‬
‫واألن يف السجود‪،‬؛ أل متكني اجلبهة واألن يف السجود واجب‪ ،‬حلديث أيب‬
‫( ‪)1‬‬
‫محيد الساعدي‪« :‬أ النيب ‪ ‬كا وا سجد أمكن أنيه وجبهته من األرض»‬
‫وال يتم التمكني ال ابلنزع‪ ،‬فالنزع واجب‪.‬‬

‫‪ )2‬وا ا تلط موتى املسلمني مبوتى الكيار فإنه جيب غسل اجلميع‪ ،‬وتكيينهم‪،‬‬
‫والصالة عليهم سواه كا من يصلى عليه أكثر أو أفل من الكيار‪ ،‬وسواه كا‬
‫يف دار لرب أو دار سلم؛ ألنه ال يتم الواجب ‪ -‬وهو تغسيل وتكيني املسلمني‬
‫والصالة عليهم ‪ -‬ال بتغسيل وتكيني اجلميع والصالة عليهم‪ ،‬فيكو اجلميع‬
‫واجبا‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه الرتمذي يف أبواب الصالة عن رسو هللا ‪ ،‬ابب ما جاه يف السجود على اجلبهة‬
‫واألن ‪ ،‬برفم (‪ ،)207‬وفا أبو عيسى‪ :‬لسن صحيح‪ ،‬والعمل عليه عند أهل العلم‪ .‬ويف‬
‫الصحيحني لديث األمر ابلسجود على سبعة أعظم‪ ،‬ووكر منها النيب ‪ ‬اجلبهة‪ ،‬وأشار‬
‫بيده على أنيه‪ .‬يف البخاري برفم (‪ ،)271‬ومسلم (‪.)417‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪32‬‬
‫‪ )1‬وجوب الصعود على جبلي الصيا واملروة إلمتام السعي؛ إل استيياه ما بني‬
‫الصيا واملروة يف السعي واجب‪ ،‬وال ميكنه ولك ال ابلصعود عليهما‪.‬‬

‫‪ )17‬م اان ن ااذر أ يعتكا ا ش ااهرا‪ ،‬د اال فب اال غ ااروب الش اامس؛ أل الش ااهر ي ااد ل‬
‫بااد و الليلااة‪ ،‬وال يااتم اعتكافااه ال بااد و املعت َكا ِّ فباال غااروب الشاامس ماان‬
‫أو ليلااة ماان ولااك الشااهر‪ ،‬ومااا ال يااتم الواجااب ال بااه فهااو واجااب‪ ،‬فاااحلكم‪:‬‬
‫وجوب د وله الا ُمعتك فبل الغروب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪33‬‬
‫القاعدة السادسة‪:‬‬
‫ال يدخل يف خطاب اهلل تعاىل الساهي والصبي واجملنون‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬الذي يد ل يف األمر والنهي وما ال يد ل‪ .‬يد ل يف اطب هللا‬
‫تعاىل‪ :‬املؤمنو ‪ .‬والساهي والصيب واجملنو غري دا لني»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫واملؤمن ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااو يف ط ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااب هللا ‪ ‬ف ا ا ااد د ل ا ا ا اوا ال الص ا ا اايب والس ا ا اااهي‬
‫والك ا ا ا ا ااافرو يف اخلط ا ا ا ا اااب د لا ا ا ا ا اوا‬ ‫‪‬‬ ‫ووو اجلن ا ا ا ا ا ااو كله ا ا ا ا ا اام مل ي ا ا ا ا ا ااد لوا‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫يشري مام احلرمني يف هذه القاعدة ىل الشروط التكلييية الراجعة ىل الياعل‬
‫املكلَّ (احملكوم عليه)‪.‬‬

‫وشرطه يف املكلف‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اإلسالم‪ ،‬وسيأيت احلديث عن تكلي الكافر‪ ،‬يف القاعدة التالية‪.‬‬
‫اثنياً‪ :‬يشرتط يف املكلَّ ‪ :‬العقل وفهم اخلطاب‪ ،‬و رج ابلعقل اجملنو ‪ ،‬وبيهم‬
‫اخلطاب الساهي لا سهوه‪ ،‬والصيب‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬ملا كا فهم اخلطاب منا يكو ابلعقل‪ ،‬و كل فاهم للخطاب البد أ‬
‫ِّ‬
‫ابحلس‪ ،‬والناس يتياوتو‬ ‫أمر ابطن ال يدرك‬
‫يكو عافال‪ ،‬دو العكس‪ ،‬لكن العقل ٌ‬
‫فيه تياوًت واضحا؛ لذا نصب الشارع البلوغ عالمة ظاهرة لضبط مناط التكلي ‪،‬‬
‫فصار مناط التكلي بلوغ االنسا عافال؛ لذا جرى على ألسنة كثري من اليقهاه‬
‫القو أب املكل هو‪ :‬البالغ العافل‪ ،‬و ال فإ َّ البلوغ مندرج ضمن شرط العقل‪.‬‬

‫أما اجملنون والصب غري املميز فليسا مبكليني مجاعا؛ لقوله عليه السالم‪« :‬رفع القلم‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)42‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪34‬‬
‫عن ثالثة‪ :‬عن الصيب ل ى يبلغ‪ ،‬وعن النائم ل ى يستيقظ‪ ،‬وعن اجملنو ل ى‬
‫يييق»(‪.)1‬‬
‫لقهما؛ و ال يعقال وال‬‫وأل مقتضى التكلي االمتثا ‪ ،‬وال يتصور فصده يف ِّ‬
‫ييهما ‪.‬‬
‫َّأما الصب املميِّز‪ :‬فإنَّه و كا ميكنه متييز بعض األشياه‪ ،‬وفهم اخلطاب ألياان‪،‬‬
‫لكنه متييز انفص ابلنسبة ىل متييز البالغني‪ ،‬فرفع عنه الشرع فلم التكلي ل ى يبلغ؛‬
‫و هو مظنة اكتما العقل ونضج اليهم كما سبق‪.‬‬
‫وما ورد من وجوب الزكوات والغرامات يف مال اجملنون والصب فليس من ابب‬
‫اخلطاب التكلييي هلما‪َّ ،‬منا هو من فبيل اخلطاب الوضعي‪ ،‬وربط األلكام أبسباهبا‪.‬‬

‫أمــا الســاهي ‪ -‬والاابعض يعاِّارب ابلغافاال؛ ليشاامل كاال ماان ال ياادري اخلطاااب‪ ،‬كالنااائم‬
‫واملخطئ واملغمى عليه ومن يف لكمهم لا وجود هذا العرض‪ -‬فهؤاله غري مكليني‬
‫عند مجهور أهل العلم(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أ رج ااه أب ااو داود يف س ااننه يف كت اااب احل اادود‪ ،‬ابب يف اجملن ااو يس اارق أو يص اايب ل اادا ب اارفم‬
‫(‪ ، ،)4312‬وأ رجااه الرتم ااذي يف جامع ااه يف كت اااب احل اادود‪ ،‬ابب م ااا ج اااه ف اايمن ال جي ااب‬
‫علي ااه احل ااد ب اارفم (‪ ،)1423‬وأ رج ااه اب اان ماج ااه يف س ااننه يف كت اااب الط ااالق‪ ،‬ابب ط ااالق‬
‫املعتااوه والصااغري والنااائم‪ ،‬باارفم (‪ .)2741‬واحلااديث صااححه احلاااكم يف املسااتدرك (‪)60/2‬‬
‫ب ا ا ا اارفم (‪ ،)2327‬واب ا ا ا اان لب ا ا ا ااا يف ص ا ا ا ااحيحه(‪ )322/1‬ب ا ا ا اارفم(‪ ،)142‬واب ا ا ا اان زمي ا ا ا ااة يف‬
‫صحيحه(‪ )172/2‬برفم(‪ ،)1773‬واأللباين يف رواه الغليل (‪.)210‬‬
‫(‪ )2‬قال احمللي يف شرحه على مجع اجلوامع (‪ « :)62/1‬الغافل‪ :‬من ال يادري‪ ،‬كالناائم والسااهي»‪.‬‬
‫وعلَّااق البن اااين عل ااى تعري ا احملل ااي فق ااا (‪ « :)07/1‬تتم ااة‪ :‬فول ااه يف تعري ا الغاف اال‪ :‬وه ااو م اان ال‬
‫ياادري‪ ،‬كالنااائم والس اااهي‪ ،‬يااد ل في ااه اجملنااو ‪ ،‬وع اادم تكلييااه حم اال اتياااق‪ ،‬وك ااذا يااد ل الس ااكرا‬
‫ليااث مل يتعااد يف سااكره‪ ،‬باال ولااو كااا متعااداي فيااه؛ أل الكااالم يف عاادم تعلااق التكلي ا بااه لااا‬
‫السااكر‪ ،‬و وجااب عليااه بعااد فافتااه ضااما مااا أتليااه وفضاااه مااا فاتااه ماان الصااالة‪ ،‬وكااذا يااد ل فيااه‬
‫املغمى عليه»‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪35‬‬
‫وولك‪ :‬لقوله سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﭼ [البقرة‪.]226 :‬‬
‫ويف احلديث القدسي‪« :‬قد فعلت»(‪.)1‬‬
‫وكذا فوله عليه السالم‪« :‬إن هللا جتاوز عن أميت اخلطأ والنسيان وما استكرهوا‬
‫عليه»(‪ ،)2‬أي‪ :‬مث ولك‪.‬‬
‫ولكى بعض العلماه االمجاع على عدم تكلييهم لا وجود تلك األعراض‪.‬‬
‫وعليه؛ فليس املقصود سقوط التكلي ابلكلية بل غاية ما يف األمر أ اخلطاب‬
‫املتضمن لألداه يتأ ر العمل به ىل لني زواهلا‪.‬‬
‫فا دة‪ :‬عدم التكلي يقتضي عدم االمث‪ ،‬وهذا ال يعين على عدم االنكار على من‬
‫كا ساهيا أو صبيا أو جمنوان وا وفع منه منكر لا فعله‪ ،‬فيجوز ‪-‬مثال‪ -‬اإلنكار‬
‫على من أكل أو شرب انسيا يف هنار رمضا ‪.‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬ال يصح بيع اجملنو ؛ أل من شرط التكلي العقل‪ ،‬واجملنو فافد له‪ ،‬وفد فا ‪:‬‬
‫«رفع القلم عن ثالثة‪ :‬عن الصب حىت يبلغ‪ ،‬وعن النا م حىت يستيقظ‪ ،‬وعن اجملنون حىت‬
‫يفيق»(‪.)3‬‬
‫‪ )2‬من ابع شيئا أو اشرتاه فأغمي عليه يف اجمللس ال يبطل ياره ‪-‬عند القائلني‬
‫مبشروعية يار اجمللس‪-‬؛ أل املغمى عليه غري مكل ‪.‬‬
‫‪ )3‬لبس احملرم أو تطيب أو غطى رأسه انسيا فال كيارة عليه‪.‬‬
‫‪ )4‬أكل الصائم أو شرب انسيا‪ ،‬يتم صومه وال فضاه عليه‪.‬‬
‫‪ )2‬شراه الصيب وبيعه غري انفذ‪ ،‬وكذا مجيع تصرفاته‪.‬‬

‫ال ما‬ ‫(‪ )1‬أ رجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬يف كتاب اإلميا ‪ ،‬ابب بيا أنه سبحانه وتعاىل مل يكل‬
‫يطاق‪ ،‬برفم (‪.)126‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه ابن ماجه (‪ )621/1‬يف أبواب الطالق‪ ،‬طالق املكره والناسي‪ ،‬وصححه األلباين‬
‫يف اإلرواه (‪ ،)123/1‬ويرد يف كتب األصو واليقه بليظ (رفع عن أميت)‪.‬‬
‫(‪ )3‬سبق خترجيه‪ ،‬يف القاعدة السادسة‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪36‬‬
‫القاعدة السابعة‪:‬‬
‫الكفار خماطبون بفروع الشريعة ومبا ال تصح إال به‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬والكيار خماطبو بيروع الشريعة‪ ،‬ومبا ال تصح ال به‪ ،‬وهو‬
‫اإلسالم؛ لقوله تعاىل‪:‬ﭽ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﭼ »(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫ووو اجلن ا ا ا ا ا ااو كله ا ا ا ا ا اام مل ي ا ا ا ا ا ااد لوا ‪ ‬والك ا ا ا ا ااافرو يف اخلط ا ا ا ا اااب د لا ا ا ا ا اوا‬
‫ويف الا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذي بدونا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه ممنوعا ا ا ا ا ا ا ا ا ااة‬ ‫‪‬‬ ‫يف س ا ا ا ا ا ا ا ا ااائر الي ا ا ا ا ا ا ا ا ااروع للشا ا ا ا ا ا ا ا ا اريعة‬
‫تصا ا ا ا ا ا ا ا ا ااحيحها بدونا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه ممنا ا ا ا ا ا ا ا ا ااوع‬ ‫‪‬‬ ‫وولا ا ا ا ا ا ا ا ا ااك اإلسا ا ا ا ا ا ا ا ا ااالم فا ا ا ا ا ا ا ا ا اااليروع‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫اتيق العلماه على تكلي الكيار ابإلميا ‪ ،‬وأ فروع اإلسالم من صالة وزكاة‬
‫ولج وحنوها ال تصح ال به (‪.)3‬‬
‫أما فروع اإلسالم فهو حمل الف‪ ،‬ووهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل كوهنم‬
‫مكليني هبا(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات(‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)42‬‬
‫(‪ )3‬ينظار‪ :‬فواطاع األدلاة (‪ ،)126/1‬لكاام اليصااو للبااجي (‪ ،)237/1‬شارح تنقايح اليصااو‬
‫(ص‪ ،)121‬اإلهباج (‪ ،)311/1‬شرح الكوكب (‪.)272/1‬‬
‫ومن العلماه من نقل عدم اخلالف يف أهنم مكلياو ابلعقاوابت ‪ ،‬واملعاامالت ‪ ،‬ومانهم مان فاا ‪:‬‬
‫وابملنهيااات ‪..‬ا ‪ .‬يرجااع لتحرياار حماال اخلااالف ىل اإلملااام يف مسااألة تكليا الكيااار لل ادكتور‬
‫عب اادالكرمي النمل ااة (‪ )30-36‬وم ااا بع اادها ‪ ،‬وحتري اار حم اال النا ازاع يف مس ااائل احلك اام الش اارعي‬
‫للدكتور فاديغا موسى (‪ )026/2‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظ اار‪ :‬الربه ااا للج ااويين (‪ ،)117-170/1‬اليص ااو للجص اااص (‪ ،)122/2‬لك ااام اليص ااو‬
‫(‪ ،)237/1‬الع ا ا ا اادة (‪ ،)322/2‬اإللك ا ا ا ااام (‪ ،)112/1‬ني ا ا ا ااائس األص ا ا ا ااو (‪،)1206/4‬‬
‫املسودة (ص‪ ،)40-46‬البحر احمليط (‪ ،)120/2‬شرح الكوكب (‪.)271/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪37‬‬
‫ونبه احمللي يف شرحه للورقات إىل أن فا دة املسألة أخروية ليث فا ‪« :‬وفائدة‬
‫طاهبم هبا عقاهبم عليها؛ ْو ال تصح منهم لا الكير؛ لتوفيها على النية املتوفية‬
‫على اإلسالم‪ ،‬وال يؤا ذو هبا بعد اإلسالم ترغيبا فيه»(‪.)1‬‬

‫قال النووي‪« :‬وأما الكافر األصلي‪ ،‬فاتيق أصحابنا يف كتب اليروع على أنه ال جيب‬
‫عليه الصالة‪ ،‬والزكاة والصوم واحلج وغريها من فروع االسالم‪.‬‬
‫وأما كتب األصو فقا مجهورهم‪ :‬هو خماطب ابليروع‪ ،‬كما هو خماطب أبصل‬
‫اإلميا ‪ ،‬وفيل‪ :‬ال خياطب ابليروع‪ ، . . .‬والصحيح األو ‪ ،‬وليس خماليا لقوهلم يف‬
‫اليروع؛ أل َّ املراد هنا غري املراد هنا‪.‬‬
‫فمرادهم يف كتب اليروع‪ :‬أهنم ال يطالبو هبا يف الدنيا مع كيرهم‪ ،‬و وا أسلم‬
‫ألدهم مل يلزمه فضاه املاضي‪ ،‬ومل يتعرضوا لعقوبة اآل رة‪.‬‬
‫ومرادهم يف كتب األصو ‪ :‬أهنم يعذبو عليها يف اآل رة زايدة على عذاب‬
‫الكير‪ ،‬فيعذبو عليها وعلى الكير مجيعا‪ ،‬ال على الكير ولده‪ ،‬ومل يتعرضوا للمطالبة‬
‫يف الدنيا‪ ،‬فذكروا يف األصو لكم ألد الطرفني‪ ،‬ويف اليروع لكم الطرف اآل ر‪،‬‬
‫وهللا أعلم»(‪.)2‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫ﭽﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫املشركو خماطبو ابلزكاة‪ ،‬و مل تؤ ذ منهم‪ ،‬لقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ [فصلت‪.]0 – 6 :‬‬
‫‪ )1‬وا اجتر العبد الكافر املأوو له فيما ال حتل فيه التجارة شرعا‪ ،‬فعلى القو أبنه‬
‫خماطب بيروع الشريعة ال جيوز للسيد أ ذ شيه من الربح‪ ،‬بل يتصدق السيد‬
‫ابليضل‪ ،‬وعلى القو أبهنم غري خماطبني ال بعد تقدم اإلسالم حيل للسيد ما‬

‫(‪ )1‬شرح الورفات للمحلي (‪.)11-17‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اجملموع شرح املهذب (‪.)4/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪38‬‬
‫أتى به من ولك‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪ )2‬حترمي بيع الكافر اخلمر واخلنازير على املسلم والكافر على السواه‪ ،‬وعدم‬
‫صحة البيع؛ لكونه خماطبا ابملنع‪.‬‬
‫‪ )3‬ال جيوز للمسلم أ يشرتي من الذمي طعاما مل يقبضه؛ ألنه خماطب ابملعامالت‬
‫ابالتياق‪ ،‬فيلزمهم يف املعامالت ما يلزم املسلمني‪.‬‬

‫‪ )4‬ال يشرتط سالم املتبايعني جلراي الراب‪ ،‬فيجري الراب بني مسلم وومي‪ ،‬أو بني‬
‫وميني‪ ،‬فحرمة الراب ثبتة يف لقهم‪ ،‬كما هي ثبتة يف لق املسلمني؛ أل الكيار‬
‫خماطبو ابملعامالت ابالتياق‪.‬‬

‫‪ )2‬حيرم الراب بني املسلم واحلريب يف دار احلرب كتحرميه يف دار اإلسالم دو فرق‬
‫بينهما؛ ألهنم خماطبو ابملعامالت ابالتياق‪.‬‬

‫‪ )6‬مينع أهل الذمة من ظهار األكل والشرب يف هنار رمضا ‪.‬‬

‫‪ )0‬وا أسلم املرتد فيلزمه فضاه ما ترك من العبادات زمن الردة‪.‬‬

‫‪ )2‬ال جيوز للكافر لبس احلرير‪.‬‬

‫‪ )1‬وا أتل الكافر صيدا يف احلرم فإنه يضمنه‪.‬‬

‫صح نذره‪.‬‬
‫‪ )17‬وا نذر الكافر عبادة َّ‬
‫‪‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪39‬‬
‫القاعدة الثامنة‪:‬‬
‫األمر بالشيء نهي عن ضده‪ ،‬والنهي عن الشيء أمر بضده‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬واألمر ابلشيه هني عن ضده‪ ،‬والنهي عن الشيه أمر بضده»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي (‪:)2‬‬
‫وأم ا ا ا ا ا ا اران ابلشا ا ا ا ا ا اايه هنا ا ا ا ا ا ا ٌاي ما ا ا ا ا ا ااانع ‪ ‬ما ا اان ضا ا ااده والعكا ا ااس أيضا ا ااا وافا ا ااع‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫عرف األمر قبل أبنه «استدعاه اليعل ابلقو ممن هو دونه على سبيل‬
‫وقد َّ‬
‫الوجوب»(‪.)3‬‬
‫وعرف النهي أبنه‪« :‬استدعاه الرتك ابلقو ممن هو دونه على سبيل الوجوب»(‪.)4‬‬
‫َّ‬
‫وتاحت هذه القاعدة مسألتا ‪:‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬واألمر ابلشيه هني عن ضده‪.‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬النهي عن الشيه أمر بضده‪.‬‬
‫املسألة األوىل‪:‬‬
‫صورة املسألة وحترير حمل النزاع‪:‬‬
‫املراد ألمر هنا‪ :‬هو األمر املعني‪ ،‬فيخرج بذلك الواجب الغري معني‪ ،‬كالواجب‬
‫املوسع واملخري‪ ،‬فإ األمر هبما ليس هنيا عن الضد ابتياق(‪.)2‬‬
‫واملراد لضد‪ :‬الضد الوجودي‪ ،‬ليخرج العدمي‪ ،‬فإ األمر ابلشيه هني عن ضده‬
‫بطريق التضمن فطعا‪ ،‬و منا اخلالف يف الضد الوجودي(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)44‬‬
‫(‪ )3‬منت الورفات (‪.)11‬‬
‫(‪ )4‬منت الورفات (‪.)13‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح الكوكب (‪ ،)21/3‬البحر احمليط (‪ ،)412/2‬رفع احلاجب (‪.)222/2‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اإلهباج (‪ ،)127/1‬البحر احمليط (‪ ،)411-412/2‬التحبري (‪.)2232/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪40‬‬
‫وا تبااني ولااك فااإ الضااد الوجااودي فااد يكااو والاادا‪ ،‬كاااألمر ابلساكو ‪ ،‬فااإ لااه‬
‫ضاادا والاادا وهااو احلركااة‪ ،‬واإلميااا لااه ضااد والااد وهااو الكياار‪ ،‬وفااد يكااو لااه أضااداد‬
‫متعددة كالقيام فإ له أضداد كالقعود واالضطجاع والركوع والسجود وغري ولك‪.‬‬
‫وحمل اخلالف فيما كا له أضداد‪ ،‬أم ما له ضد والد فال الف أ ولك‬
‫الضد منهي عنه و ال ألدي ىل التنافض(‪.)1‬‬
‫الكالم هنا حمصور ابلكالم اللساين‪ ،‬أما وا أد لنا الكالم النيساين(‪ )2‬على فو‬
‫األشاعرة فإ اخلالف ينحصر عندهم يف كالم املخلوق‪ ،‬ألنه هو الذي فد يغيل عن‬
‫الضد‪ ،‬أما هللا فكالمه والد ال يتطرق ليه وهو ‪ ،‬فيكو نيس األمر هو نيس ما‬
‫هو هني‪ ،‬أل كالم هللا تعاىل والد(‪.)3‬‬
‫نصت القاعدة‪ :‬األمر ابلشيه هني عن ضده‪،‬‬ ‫و وا تبني حمل النزاع‪ ،‬فحكمه كما َّ‬
‫وهو ما وهب ليه مجهور أهل العلم(‪.)4‬‬
‫يقول الفتوحي‪« :‬واألمر بشيه معني هني عن ضده‪ ،‬أي‪ :‬ضد ولك املعني معىن‪.‬‬
‫أي‪ :‬من جهة املعىن‪ ،‬ال من جهة الليظ عند أصحابنا واألئمة الثالثة‪.)1(»...‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪.)416/2‬‬


‫(‪ )2‬القو ابلكالم النيساين ابطل‪ ،‬بل يلزم منه القو خبلق القرآ ‪-‬والعياو ابهلل‪ -‬وبيا ولك‪:‬‬
‫القرآ أبنه متلو ومناز ومشار ليه كقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫أ هللا ‪ ‬وص‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ اآلية [اإلسراه‪ ،]22 :‬فهل يشري هللا تعاىل هنا‬
‫ىل نيسه أم ىل املتلو املسموع؟ وال شك أ اإلشارة منا هي ىل هذا املتلو املسموع و ما‬
‫يف وات هللا غري مشار ليه وال منز وال متلو وال مسموع‪ .‬ينظر‪ :‬العقيدة الطحاوية (‪.)126‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪ ،)411 ،416/2‬املستصيى (‪ ،)124/1‬اإلهباج (‪ ،)127/1‬شرح‬
‫التنقيح (‪.)136‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬العدة (‪ ،)362/2‬شرح اللمع (‪ ،)242/1‬اإلهباج (‪ ،)127/1‬ألكام اليصو‬
‫(‪ ،)222‬شرح التنقيح (‪ ،)136‬فواتح الرمحوت (‪.)10/1‬‬
‫(‪ )1‬ينظاار‪ :‬شاارح الكوكااب املنااري (‪ ،)21/3‬والقااائلو أب األماار ابلشاايه هنا ٌاي عاان ضااده أو العكااس =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪41‬‬
‫يقول الطويف‪« :‬ومعىن فوهلم‪ :‬هو هني عن أضداده من ليث املعىن‪ ،‬ال الصيغة‪ ،‬أو‬
‫هنااي عنهااا بطريااق االسااتلزام ال بعينااه‪ ،‬أو أ ولااك التزامااي ال ليظااي‪ ،‬كلااه مبعااىن والااد‪،‬‬
‫وهاو فولاه‪ :‬فام‪ ،‬غاري فولاه‪ :‬ال تقعاد‪ .‬وفولااه‪ :‬حتارك‪ ،‬غاري فولاه‪ :‬ال تساكن‪ ،‬ليظاا ومعااىن‪،‬‬
‫لك اان يل اازم م اان فيام ااه أ ال يقع ااد‪ ،‬وم اان لركت ااه أ ال يس ااكن‪ ،‬الس ااتحالة اجتم اااع‬
‫الضدين» (‪.)1‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬النهي عن الشيء أمر بضده‪.‬‬


‫صورة املسألة وحترير حمل النزاع‪:‬‬
‫اتيق العلماه على أ النهي عن الشيه وا كا له ضد والد‪ ،‬فالنهي(‪ )2‬عنه أمر‬
‫بضده‪ ،‬كالنهي عن الكير أمر ابإلميا ‪ ،‬والنهي عن الصيام أمر ابإلفطار‪.‬‬

‫وجعل بعض العلماه اخلالف يف هذه املسألة هو عني اخلالف يف مسألة األمر‬
‫ابلشيه هل هو هني عن ضده؟ وألا األفوا واألدلة ىل مسألة األمر‪.‬‬
‫يقول املرداوي‪« :‬النهي عن الشيه وا كا له أضداد فحكمه لكم األمر على‬
‫ما تقدم يف أ األمر بشيه معني هني عن ضده‪ ،‬وتقدم اخلالف يف ولك‪ ،‬فكذا‬
‫يكو اخلالف هنا»(‪.)3‬‬
‫ومن العلماه من فرق بني املسألتني فجعل األمر ابلشيه هني عن مجيع أضداده‪،‬‬
‫وأ النهي عن الشيه أمر أبلد أضداده فقط (‪.)1‬‬

‫= ا تليوا يف كونه َ‬
‫عني الين عان هاذه األضاداد أو مساتلزم هلاا؟ وهال النهاي عان الضاد أو األمار‬
‫ب ااه م اان لي ااث املع ااىن أو اللي ااظ؟ عل ااى أفا اوا ‪ .‬ينظ اار‪ :‬أص ااو السر س ااي (‪ ،)14/1‬لك ااام‬
‫اليصو (‪ ،)222‬فواطع األدلة (‪ ،)216/1‬التحبري (‪.)2232/2‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح املختصر (‪.)321-327/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪ ،)421/2‬ميزا األصو (‪.)144‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬التحبري (‪ ،)2232/2‬الكوكب املنري (‪.)22/3‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬العدة (‪ ،)437 ،302/2‬شرح خمتصر الروضة (‪.)332/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪42‬‬
‫فعالم يد النهي عن الشيه‪ ،‬هل يد على النهي عن مجيع أضداده كاألمر‪ ،‬أم‬
‫يد على ألد أضداده؟‬

‫وصورة النهي عن الشيه وا كا له أضداد كالنهي عن الزان‪ ،‬فإنه أمر بوالد مما‬
‫يشتغل به عن الزان من صالة أو أكل أو مشي أو نوم‪ ،‬فبأي شيه اشتغل عن النهي‬
‫عنه من أضداده‪ ،‬كا مأمورا به‪ ،‬ليصري ًتركا للمنهي عنه(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ىل أ النهي عن الشيه أمر أبلد أضداده من جهة‬ ‫ووهب مجهور أهل العلم‬
‫املعىن‪.‬‬

‫يقول الزركشي‪« :‬و كا له أضداد كثرية فهو أمر بضد والد ‪ ...‬ولكاه ابن‬
‫برها يف األوسط عن العلماه فاطبة» (‪.)3‬‬
‫واستد اجلمهور على أ ولك أب فعل ضد والد ٍ‬
‫كاف يف ترك املنهي عنه‪،‬‬
‫فأما ثبات األمر لسائر األضداد فال معىن له(‪.)4‬‬

‫وبعبارة أخرى يقال‪ :‬النهي عن الشيه يستلزم األمر أبلد أضداده‪ ،‬أل‬
‫املطلوب من النهي هو الرتك‪ ،‬والرتك ال يتم وال حيصل ال بيعل ألد أضداده‪ ،‬فيكو‬
‫ألد أضداده هو املطلوب‪ ،‬أل ما ال يتم املطلوب ال به فهو مطلوب (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح اللمع للشريازي (‪.)372/1‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬العدة (‪ ،)437/2‬التمهيد (‪ ،)364/1‬شرح خمتصار الروضاة (‪ ،)332/2‬شارح اللماع‬
‫(‪ ،)372/1‬شرح التنقيح (‪ ،)136‬تيسري التحرير (‪ ،)363/1‬فواتح الرمحوت (‪.)10/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪.)422/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪.)422/2‬‬
‫(‪ )1‬ينظا اار‪ :‬العا اادة (‪ ،)431/2‬التمهيا ااد (‪ ،)362/1‬شا اارح خمتصا اار الروضا ااة (‪ ،)322/2‬ف ا اواتح‬
‫الرمحوت (‪.)12/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪43‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫أمثلة يف كون األمر لشيء هنياً عن ضده‪:‬‬
‫اليت أمري ِّ‬
‫فأنت طالق‪ ،‬مث فا هلا‪ :‬ال تكلمي‬ ‫‪ )1‬وا فا الرجل لزوجته‪:‬‬
‫زيدا‪ .‬فكلمته‪ .‬فإ الطالق يقع؛ أل النهي عن الشيه أمر بضده‪.‬‬

‫‪ )2‬وهب اجلمهور ىل أ الرجل وا طلق امرأته ثالث يف طهر والد أ ولك طالق‬
‫بدعي وأنه حمرم‪ ،‬أل األمر ورد بتيريق الطالق ما والدة يف طهر والد أو ثالثة‬
‫يف أطهار متيرفة‪ ،‬واألمر ابلتيريق هني عن اجلمع‪ ،‬أل التيريق ضد اجلمع‪ ،‬واألمر‬
‫أبلدمها هني عن اآل ر‪.‬‬

‫املودع ىل غري‬
‫معني‪ ،‬فنقلها َ‬
‫رجل رجال وديعة‪ ،‬وأمره أ جيعلها يف مكا َّ‬
‫‪ )3‬لو أودع ٌ‬
‫عني له ِّ‬
‫املودع‪ ،‬مثَّ ضاعت منه‪ ،‬فإنه يضمن؛ ألنه متعد‪.‬‬ ‫ولك املكا الذي َّ‬
‫أمثلة يف كون النهي عن الشيء أمراً بضده‪:‬‬
‫ﭽﮊ ﮋ ﮌﭼ‬ ‫‪ )1‬النكاح واجب؛ أل هللا تعاىل هنى املكل عن الزان‪ ،‬يف فوله‪:‬‬
‫[اإلسراه‪ ]32 :‬فيكو مأمورا بضده‪ ،‬وهو النكاح‪.‬‬
‫اليت هنيي ِّ‬
‫فأنت طالق‪،‬‬ ‫‪ )2‬وهب بعض العلماه ىل أ الرجل وا فا لزوجته‪:‬‬
‫مث فا هلا‪ :‬فومي‪ .‬فقعدت‪ ،‬فإ الطالق يقع عليها؛ أل النهي عن الشيه أمر‬
‫بضده‪.‬‬

‫‪ )3‬هنى هللا سبحانه عن االمتناع عن أداه الشهادة وا ما طلبها املشهود له بقوله‬


‫والنهي عن الشيه أمر بضده‪،‬‬ ‫ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ [البقرة‪،]223 :‬‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫فيكو مأمورا أبداهها عند الطلب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪44‬‬
‫القاعدة التاسعة‪:‬‬
‫النهي يقتضي الفساد‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬ويد على فساد املنهي عنه»(‪.)1‬‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫سبق تعري النهي‪ ،‬واالفتضاه هو الطلب‪ ،‬واملراد ابليساد هنا البطال ‪.‬‬
‫يقول الزركشي‪ « :‬اخلالف يف أنه هل يقتضي اليساد أم ال؟ منا هو يف اليساد‬
‫مبعىن البطال على رأينا أهنما مرتادفا ‪ ،‬ال ابملعىن الذي وهب ليه أبو لنيية(‪.)3(»)2‬‬
‫واليساد له متعلقا ‪ :‬متعلق ابلعبادات‪ ،‬ومتعلق ابملعامالت‪ ،‬فهو يف العبادات‬
‫عبارة عن عدم ترتب األثر عليها‪ ،‬أو عدم سقوط القضاه‪ ،‬أو عدم موافقة األمر‪ .‬وهو‬
‫يف املعامالت عبارة عن عدم ترتب األثر عليها(‪.)4‬‬
‫وحمل اخلالف يف افتضاه النهي اليساد‪ ،‬هو يف مطلق النهي(‪ ،)2‬الذي مل يقيد مبا‬
‫يد على فساد(‪ )6‬أو صحة(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)13‬‬


‫(‪ )2‬صص احلنيية اسم الباطل مبا ال ينعقد أبصله ووصيه كبيع اخلمر‪ ،‬والياسد ما كا مشروعا‬
‫مبا ينعقد أبصله دو وصيه كعقد الراب‪ .‬ينظر‪ :‬األشباه والنظائر البن جنيم (‪.)330‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪.)421/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح الكوكب املنري (‪.)403/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التحبري (‪ ،)2217/2‬لاشية البناين على مجع اجلوامع (‪.)31/1‬‬
‫(‪ )6‬كحديث أيب هريرة ‪ ‬فا ‪« :‬هنى رسو هللا ‪ ‬أ يستنجي بروث أو عظم وفا ‪ :‬هنا ال‬
‫يطهر »‪ ،‬فقوله ‪« :‬ال يطهر » فرينة تد على اليساد‪.‬‬
‫واحلديث أ رجه البيهقي (‪ )172/1‬يف كتاب الطهارة‪ ،‬ابب االستنجاه مبا يقوم مقام‬
‫احلجارة يف اإلنقاه‪ ،‬دو ما هني عن االستنجاه‪ .‬وأصله يف مسلم يف كتاب الطهارة‪ ،‬ابب‬
‫االستطابة برفم (‪ ،)262‬والنهي يف عن الرجيع والعظم وليس فيه بيا العلة‪ :‬أهنما ال يطهرا ‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقوله ‪ ‬لعبد هللا بن عمر لني طلق زوجته وهي لائض‪« :‬مره فلرياجعها …» ‪،‬‬
‫=‬ ‫فاألمر ابملراجعة فرينة تد على عدم اليساد ووفوع الطالق‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪45‬‬
‫كم ااا أ امل اراد ابلنه ااي هن ااا‪ ،‬هن ااي التح اارمي دو التنزي ااه‪ ،‬أل هن ااي التنزي ااه ال يض اااد‬
‫الصحة(‪ ،)1‬ومن العلماه من جعل النهي ‪-‬هنا‪ -‬شامال لنهي التحرمي والتنزيه(‪.)2‬‬

‫فااإوا تصااورت املسااألة وحتاارر حماال الن ازاع فيهااا‪ ،‬فهاال يقتضااي النهااي املطلااق فساااد‬
‫املنهي عنه أم ال؟‬

‫وهب اجلويين ومجهور أهل العلم أ النهي املطلق يقتضي اليساد(‪.)3‬‬

‫يقو ابن التلمساين‪ « :‬املساألة الثانياة‪ :‬يف النهاي هال ياد علاى فسااد املنهاي عناه‬
‫أو ال؟ يف ولااك ااالف بااني األص اوليني‪ ،‬واجلمهااور ماانهم علااى أنااه يااد علااى فساااد‬
‫املنهي عنه ال ما رج بدليل منيصل»(‪.)2(،)4‬‬

‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ‬ ‫= أ رجه البخاري يف كتاب الطالق‪ ،‬ابب فو هللا‬


‫برفم (‪ ،)2221‬ومسلم يف كتاب الطالق‪ ،‬ابب حترمي طالق احلائض بغري رضاها وأنه لو‬
‫ال وفع الطالق ويؤمر مبراجعتها برفم (‪.)1041‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪.)427/2‬‬
‫(‪ )2‬كا ااالغزايل وابا اان الصا ااالح والنا ااووي وغا ااريهم‪ .‬ينظا اار‪ :‬املستصا اايى (‪ ،)121/1‬البحا اار احملا اايط‬
‫(‪ .)427/2‬ف ااا الغا ازايل‪ « :‬كم ااا يتض اااد احلا ارام والواج ااب فيتض اااد املك ااروه والواج ااب‪ ،‬ف ااال‬
‫يد ل مكروه حتت األمر‪ ،‬ل ى ال يكو الشيه ماأمورا باه مكروهاا‪ ،‬ال أ تنصارف الكراهاة‬
‫عن وات املأمور به ىل غريه ككراهية الصالة يف احلمام وأعطا اإلبل وطن الوادي »‪.‬‬
‫(‪ )3‬وقال يف الربهـان (‪« :)382/1‬وهاب احملققاو ىل أ الصايغة املطلقاة يف النهاي تتضامن فسااد‬
‫املنها ااي عنا ااه»‪ .‬وينظا اار‪ ، :‬التمهيا ااد (‪ ،)361/1‬شا اارح خمتصا اار الروضا ااة (‪ ،)437/2‬اإلهبا اااج‬
‫(‪ ،)62/2‬منتهى الوصو (‪ ،)177‬ألكام اليصو (‪ ،)222‬فواتح الرمحوت (‪.)316/1‬‬
‫(‪ )4‬يقااو الطااويف يف شاارح خمتصاار الروضااة (‪ « :)432-431/2‬وولااك كبيااع احلاضاار للبااادي‪،‬‬
‫وتلقااي الركبااا ‪ ،‬أو الاانجه‪ ،‬وحنوهااا‪ ،‬فااإ النهااي ورد عنهااا‪ ،‬لكاان د الاادليل علااى أ النهااي‬
‫املذكور ال يقتضي فسادها على األظهر‪ .‬نعم حيرم تعاطيها‪ ،‬أو يكره ألجل النهي »‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬ميتاح الوصو البن التلمساين (‪.)412‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪46‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬يف احلديث‪« :‬هنى أن يصلي الرجل وهو حاقن»(‪ ،)1‬وعليه فإ فعل فصالته فاسدة‬
‫وابطلة؛ أل النهي يقتضي اليساد‪.‬‬
‫‪ )2‬يف احلديث فا ‪« :‬ال حيل مال امرئ مسلم إال بطيب نفسه»(‪ ،)2‬واستد به‬
‫العلماه على بطال الصالة يف األشياه املغصوبة كالدار والثوب واملاه؛ لكو‬
‫الغصب منهيا عنه‪.‬‬
‫‪ )3‬يف لديث‪« :‬هنى النب ‪ ‬عن صيام يوم الفطر والنحر»(‪ ،)3‬وعليه فصيام يوم‬
‫العيد ابطل وفاسد؛ أل النهي يقتضي اليساد‪.‬‬
‫‪ )4‬يف احلديث فا ‪ ‬لعائشة ‪ -‬اهنع هللا يضر –‪« :‬افعلي كما يفعل احلاج‪ ،‬غري أن ال تطويف‬
‫لبيت حىت تطهري»(‪ ،)4‬فد َّ على فساد وبطال طواف احلائض؛ للنهي عنه‪.‬‬
‫ينكح احملرم‪ ،‬وال يـُْنكح‪ ،‬وال خيطب»(‪ .)2‬فاستد‬
‫‪ )2‬يف لديث عثما بن عيَّا «ال ُ‬
‫به على فساد نكاح احملرم؛ للنهي عنه‪.‬‬
‫ينكح احملرم ‪ » ...‬يراد به النهي‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬صيغة النيي يف فوله ‪« ‬ال ُ‬
‫‪ )6‬يف لديث ابن عمر هنع هللا يضر‪ « :‬أ رسو هللا ‪ ‬هنى عن الشغار‪ ،‬والشغار أ يزوج‬

‫(‪ )1‬أ رجه ابن ماجة‪ ،‬يف كتاب الطهارة وسننها‪ ،‬ابب ما جاه يف النهي للحافن أ يصلي‪،‬‬
‫برفم (‪ ،)610‬وصححه األلباين يف صحيح ابن ماجة (‪.)276‬‬
‫(‪ )2‬جزه من لديث أ رجه أمحد يف املسند (‪ ،)231/24‬والدارفطين يف السنن (‪،)376/2‬‬
‫والبيهقي يف الكربى (‪ ،)10/6‬وليظ ما روى هؤاله‪ ( :‬ال حيل المرئ من ما أ يه ال ما‬
‫طابت به نيسه‪ ،) . .‬وجود احلافظا الزيلعي‪ ،‬وابن لجر سناده كما يف نصب الراية‬
‫(‪ ،)161/4‬والدراية (‪.)271/2‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه البخاري يف كتاب الصوم‪ ،‬ابب صوم يوم اليطر‪ ،‬برفم (‪.)1111‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه البخاري يف كتاب الغسل‪ ،‬ابب تقضي احلائض املناسك كلها ال الطواف ابلبيت‪،‬‬
‫برفم (‪ ،)211‬ومسلم يف كتاب احلج‪ ،‬ابب بيا وجوه اإللرام وأنه جيوز فراد احلج‪،‬‬
‫والتمتع‪ ،‬والقرا ‪ ،‬برفم(‪.)1211‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه مسلم يف كتاب النكاح‪ ،‬ابب حترمي نكاح احملرم‪ ،‬وكراهة طبته‪ ،‬برفم (‪.)1471‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪47‬‬
‫الرجل ابنته على أ يزوجه اآل ر ابنته‪ ،‬ليس بينهما صداق»(‪ ،)1‬فد َّ على فساد‬
‫وبطال نكاح الشغار؛ لكو النهي يقتضي اليساد‪.‬‬
‫‪ )0‬يف فوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ [البقرة‪ ،]232 :‬دلَّت‬
‫اآلية مبنطوفها على نيي اجلناح ابلتعريض‪ ،‬ومبيهومها على ثبوت اجلناح يف‬
‫التصريح‪ ،‬ويؤيد ولك فوله‪ :‬ﭽ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ فاستد هبا على أ من‬
‫‪،‬‬

‫طب معتدة تصرحيا يف عدنا‪ ،‬مث تزوجها بعد انقضائها‪ ،‬فإنه ييارفها؛ أل هللا‬
‫تعاىل هني عن التصريح ابخلطبة (‪ ،)2‬والنهي يقتضي فساد املنهي عنه‪.‬‬
‫‪ )2‬يف احلديث فوله ‪ ‬لعمر‪« :‬مره فلرياجعها‪ ،‬مث ليمسكها حىت تطهر‪ ،‬مث يض‪ ،‬مث‬
‫تطهر‪ ،‬مث إن شاء أمسك بعد‪ ،‬وإن شاء طلق قبل أن ميس‪ ،‬فتلك العدة اليت أمر هللا‬
‫عز وجل أن تطلق هلا النساء»(‪ ،)3‬وفيه النهي عن الطالق لا احليض‪ ،‬واستد‬
‫العلماه ابحلديث على أ الطالق لا احليض ال يقع وال ينيذ؛ لنهي النيب ‪.‬‬
‫كم بني اثنني وهو غضبان»(‪ ،)4‬واستد به على‬ ‫‪ )1‬يف احلديث فوله ‪« :‬ال يـ ْق ِّ‬
‫ني َح ٌ‬
‫ض َّ‬ ‫َ‬
‫احلاكم من‬
‫َ‬ ‫فساد فضاه القاضي لا غضبه‪ ،‬وعدم نيووه؛ لنهى رسو هللا ‪‬‬
‫القضاه يف لا الغضب‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه البخاري‪ ،‬يف كتاب النكاح‪ ،‬ابب الشغار‪ ،‬برفم (‪ ،)2112‬ومسلم يف كتاب‬
‫النكاح‪ ،‬ابب حترمي نكاح الشغار وبطالنه‪ ،‬برفم (‪.)1412‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الشرح املمتع البن عثيمني (‪ ،)24/12‬وتيسري الياحتة والبقرة له (‪.)162/3‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه البخاري يف كتاب الطالق‪ ،‬وفو هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭼ‬
‫برفم (‪ ،)4123‬ومسلم يف كتاب الطالق‪ ،‬ابب حترمي طالق احلائض برفم (‪.)1401‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه البخاري يف كتاب األلكام‪ ،‬ابب هل يقضي القاضي أو يييت وهو غضبا ‪ ،‬برفم‬
‫(‪ ،)6031‬ومسلم يف كتاب األفضية‪ ،‬ابب كراهة فضاه القاضي وهو غضبا ‪ ،‬برفم‬
‫(‪.)1010‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪48‬‬
‫القاعدة العاشرة‪:‬‬
‫َّ‬
‫من صيغ العموم‪ :‬االسم املعرف باأللف والالم‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وألياظه أربعة‪ :‬االسم الوالد املعرف ابلالم‪ ،‬واسم اجلمع املعرف‬
‫ابلالم»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫املعرفا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ‪ ‬ابلا ا ا ا ا ا ا ا ااالم كالكا ا ا ا ا ا ا ا ااافر واإلنسا ا ا ا ا ا ا ا ااا‬
‫اجلما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااع واليا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اارد َّ‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫وكر اجلويين رمحه هللا حتت هذه القاعدة صيغتني من صيغ العموم‪:‬‬
‫املعرف ابلالم‪.‬‬
‫الصيغة األوىل‪ :‬االسم الوالد َّ‬
‫املعرف ابلالم‪.‬‬
‫الصيغة الثانية‪ :‬اسم اجلمع َّ‬
‫ويتوف العموم فيهما على نوع األل والالم الدا لتا على االسم‪ ،‬وبيا ولك‬
‫اآليت‪:‬‬

‫(ال)‪ :‬األلف والالم الداخلتان على االسم أنواع(‪.)3‬‬


‫قصد هبا تعري ُ االسم؛ لذا فا اجلويين‪« :‬املعرف‬
‫واملقصود هبا (ا ) احلرفية اليت يُ َ‬
‫موم‬
‫ابلالم»‪ ،‬وعليه فليست اليت هي اسم موصو ؛ ألهنا وا كانت كذلك تَاعُم عُ َ‬
‫املوصوالت‪.‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪ ،)14‬وجعل اجلويين يف الربها (‪ )341/1‬هذه الصيغة جمملة‪ ،‬ليث فا ‪:‬‬
‫«ليث حيتمل أنه يقيد العموم‪ ،‬وحيتمل أنه ال يييد العموم‪ ،‬ليث ال بد من التيصيل‬
‫والقرينة»‪.‬‬
‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)46‬‬
‫املباين يف شرح لروف املعاين (‪ ،)02-07‬واجملموع املذهب يف فواعد‬ ‫(‪ )3‬انظرها يف‪ :‬رص‬
‫املذهب (‪ ،)6-2/2‬وتلقيح اليهوم (‪ ،)304-361‬واملقاصد الشافية شرح أليية ابن‬
‫مالك (‪.)222-220/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪49‬‬
‫و(ال) التعريفية هذه ثالثة أقسام‪:‬‬
‫األول‪ :‬أ تكو عهدية أي لتعري العهد‪:‬‬
‫َّإما ِّذ ْكراً‪ :‬وهي‪« :‬اليت يكو مصحوهبا مذكورا«‪ ،‬كالرسو من فو هللا َج َّل يف‬
‫عُاله‪ :‬ﭽﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ [املزمل‪ ]16 :‬بعد فوله سبحانه‪ :‬ﭽﮰ ﮱ‬

‫ﯓ ﯔﯕ ﯖﯗ ﯘﯙ ﯚﯛﭼ [املزمل‪.]12 :‬‬


‫أو ِّذ ْهناً‪ :‬وهي‪« :‬اليت يتقدم ملصحوهبا ِّع ْل ٌم«‪ ،‬كالغار من فوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮰ ﮱ‬

‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝﭼ [التوبة‪.]47 :‬‬


‫ﭽﭻ‬ ‫أو ُحضوراً‪ :‬وهي «اليت يكو مصحوهبا لاضرا»‪ ،‬كاليوم من فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭼ ﭽ ﭾﭼ [املائدة‪ ،]3 :‬أي هذا اليوم وهو يوم عرفة‪.‬‬

‫قصد هبا احلقيقةُ من‬ ‫ِّ ِّ‬


‫الثاين‪ :‬أ تكو جْنسيَّة أي لتعري اجلنس‪ ،‬وهي «اليت يُ َ‬
‫ليث ِّهي هي»‪ ،‬وعالمتها أنه ال خيليها كلمة ( ُكل)‪ ،‬حنو‪َّ « :‬‬
‫الر ُجل ريٌ من املرأة»‪،‬‬
‫جل بعينه وال امرأة بعينها‪ ،‬و منا أريد أ جنس الرجل ‪-‬من ليث هو‪-‬‬ ‫وَا مل ياَُرد به َر ٌ‬
‫أفضل من جنس املرأة ‪-‬من ليث هو‪ ،-‬وال يصح أ يراد هبذا أ كل والد من‬ ‫ُ‬
‫عرب عنها‬
‫الرجا أفضل من كل والدة من النساه؛ أل الوافع خبالفه‪ ،‬وهذه هي اليت يُ َّ‬
‫با(ا ) اليت لبيا املاهية ولبيا احلقيقة‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أ تكو استغرافية أي لشمو أفراد اجلنس‪ ،‬ويصح أ ختليها كلمة‬
‫( ُكل)‪ ،‬حنو فو هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ [النساه‪ ،]22 :‬فلو فيل‪:‬‬
‫«و ُ لِّ َق كل نسا ضعييا»؛ لكا صحيحا على جهة احلقيقة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬هذا تقسيم النحويني لا(ا ) التعرييية‪ ،‬انظره يف‪ :‬شرح فطر الندى (ص‪ ،)124/‬والتصريح‬
‫مبضمو التوضيح (‪.)122-127/1‬‬
‫وج َع َل اجلنسية‬
‫ومن اليقهاه واألصوليني من وكر التقسيم نيسه‪ ،‬ال أنه جعلها على فسمني‪َ ،‬‬
‫نوعني‪( :‬ا ) اليت لبيا املاهية‪ ،‬و(ا ) االستغرافية‪ ،‬ينظر‪ :‬األشباه والنظائر البن السبكي‬
‫(‪.)111-110/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪50‬‬
‫فإوا فصد ب اا(ا ) الدا لَةَ على االسم امليرد تعري ُ العهد أو تعري ُ اجلنس‬
‫واملاهيَّة؛ فال الف بني األصوليني أ االسم امليرد ُْحي َم ُل على ما تد عليه فرائن‬
‫ولك من العهد أو تعري اجلنس‪.‬‬

‫وأمااا وا لَا ا ْم يُا ْد َر هاال االساام املياارد للعهااد أو اجل انس؛ فيااي محلااه علااى االسااتغراق‬
‫ااالف‪ ،‬والااذي عليااه اجلمهااور ماان احلنييااة(‪ ،)1‬واملالكيااة(‪ ،)2‬والشااافعية(‪ ،)3‬واحلنابلااة(‪:)4‬‬
‫ف ابألل والالم موضوعٌ لالستغراق والعموم‪.‬‬ ‫اسم ِّ‬
‫اجلنس الْ ُم َعَّر َ‬ ‫أ َ‬
‫موضوعٌ الستغراق اجلنس أي للعماوم‪ُ ،‬ما َذ َّكرا كاا‬ ‫وكذا اجلمع الْ ُم َحلَّى با(ا ) فإنه ُ‬
‫أو ُمؤنث ااا‪ ،‬س ااالِّما أو ُم َك َّس ا ارا‪ ،‬مجَْ ا َاع فلَّ ااة أو كثا اارة‪ ،‬وب ااه ف ااا احلنيي ااة(‪ ،)2‬واملالكيا ااة(‪،)6‬‬
‫والشافعية(‪ ،)0‬واحلنابلة(‪ ،)2‬ونسب ىل مجهور العلماه(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ينظا ا اار‪ :‬تقا ا ااومي أصا ا ااو اليقا ا ااه (‪ ،)420-423/1‬وأصا ا ااو السر سا ا ااي (‪،)161-167/1‬‬
‫والتوضيح ملنت التنقيح (مع التلويح) (‪.)121/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬لكام اليصو (‪ ،)230/1‬والعقد املنظوم (‪ ،)366/1‬وميتاح الوصو (‪.)411‬‬
‫(‪ )3‬ينظار‪ :‬شارح اللماع (‪ ،)373/1‬والوصاو ىل األصاو (‪ ،)211/1‬وتلقايح اليهاوم (‪،)162‬‬
‫واإلهباج (‪.)1226/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬العدة يف أصو اليقاه (‪ ،)211/2‬والتمهياد يف أصاو اليقاه (‪ ،)23/2‬وشارح خمتصار‬
‫الروضة (‪.)466/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬أصو السر سي (‪ ،)121/1‬والتوضيح (مع التلويح) (‪.)116-112/1‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬العقد املنظوم (‪ ،)366/1‬وميتاح الوصو (‪.)411‬‬
‫(‪ )0‬ينظا ا اار‪ :‬شا ا اارح اللما ا ااع (‪ ،)372/1‬والوصا ا ااو ىل األصا ا ااو (‪ ،)210/1‬واحملصا ا ااو لل ا ا ارازي‬
‫(‪.)320/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التمهيد يف أصو اليقه (‪ ،)42/2‬وشرح خمتصر الروضة (‪ ،)466/2‬وشارح الكوكاب‬
‫املنري (‪.)131-121/3‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬تلقيح اليهوم (‪ ،)121-122‬والبحر احمليط يف أصو اليقه (‪.)110/4‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪51‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫والالم فيييد‬ ‫‪ )1‬فا النيب ‪« :‬عليكم لسواك» (‪ ،)1‬وليظ السواك حملى ابألل‬
‫العموم ويشمل كل ما يتسوك به‪ ،‬ويد ل فيه اليرشاة‪.‬‬
‫‪ )2‬فا النيب ‪« :‬جعلت يل األرض مسجدا وطهورا‪ ،‬وأميا رجل من أميت أدركته الصالة‬
‫فليصل» (‪ ،)2‬واسم األرض اسم جنس حملى ب ا (أ ) فيييد العموم‪ ،‬ويد ل فيه‬
‫كل أرض مل تعلم جناستها‪ ،‬من لجر أو تراب‪ ،‬أو على ظهر سيينة‪ ،‬أو دا ل‬
‫الكعبة‪ ،‬أو على سطح احلمام‪.‬‬
‫‪ )3‬فا تعاىل‪ :‬ﭽ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ[اإلسراه‪.]34 :‬‬
‫وعهده‬
‫عهد اإلنسا بينه وبني القه‪َ ،‬‬ ‫ف با(ا )‪ ،‬فيشمل َ‬ ‫عر ٌ‬
‫ميرد ُم َّ‬ ‫ولي ُ ِّ‬
‫ظ الْ َع ْهد ٌ‬
‫عبده‪ ،‬فيد ل يف عموم اآلية‪.‬‬ ‫بينه وبني آدمي آ ر‪ ،‬ومن العهود تدبري ِّ‬
‫السيد َ‬ ‫ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫صاة‪ ،‬وعن بَـ ْي ِّع الْغَ َرِّر» ‪.‬‬ ‫‪ )4‬ورد يف احلديث‪« :‬نَـ َهى َر ُ‬
‫سول هللا ‪ ‬عن بيع ا ْحلَ َ‬
‫ف با(ا )‪ ،‬فيعم مجيع البيوعات اليت يقع فيها الغرر‪،‬‬ ‫عر ٌ‬
‫ميرٌد ُم َّ‬
‫اسم َ‬ ‫وليظ «الغرر» ٌ‬
‫كبيع الغائب‪ ،‬أو بيع األعدا على الربانمج‪ ،‬أو اللنب يف الضرع‪.‬‬
‫ﭽ ﭩ ﭼ و ﭽ ﭫﭼ‬ ‫‪ )2‬فا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ [البقرة‪ .]202 :‬فليظا‬
‫معرفا أب فيييدا العموم‪ .‬فيعم سائر البياعات‪ ،‬وحترمي سائر أنواع الراب‪.‬‬
‫‪ )6‬فا رسو هللا ‪« :‬الذهب لذهب‪ ،‬والفضة لفضة‪ ،‬والرب لرب‪ ،‬والشعري لشعري‪،‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه اإلمام أمحد يف املسند (‪ ،)202/2‬برفم (‪ ،)2262‬وابن لبا يف صحيحه‬
‫(‪ ،)322/3‬برفم (‪ ،)1707‬وصححه األلباين يف السلسلة الصحيحة (‪ )22/6‬برفم‬
‫(‪ ) 2210‬بدو ليظ (عليكم) من ليظ لديث (عليكم ابلسواك فإنه مطيبة لليم مرضاة‬
‫للرب)‪ .‬وينظر‪ :‬اإلرواه (‪ )172/1‬برفم (‪ ،)66‬والسلسلة الضعيية (‪.)312/2‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب التيمم‪ ،‬ابب فو النيب ‪ ‬جعلت يل األرض مسجدا وطهورا‪،‬‬
‫برفم (‪.)420‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه‪ :‬مسلم يف‪ :‬صحيحه‪ ،‬يف كتاب البيوع‪ ،‬ابب بطال بيع احلصاة والبيع الذي فيه‬
‫غرر‪ ،‬برفم (‪.،)3020‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪52‬‬
‫والتمر لتمر‪ ،‬وامللح مللح‪ ،‬مثالً مبثل »(‪.)1‬‬
‫عامتَا َمعا يف مجيع أنواع التمر وألواله‪ ،‬فيشمل الرطب‬
‫وفوله‪« :‬والتَّمر ابلتمر» َّ‬
‫ابلرطب‪ ،‬كما يشمل اليابس ابليابس‪ ،‬والرطب ابليابس‪.‬‬
‫‪ )0‬يف احلديث‪« :‬أن رسول هللا ‪ ‬عامل أهل خيرب بشطر ما خيرج من النخل‬
‫والشجر»(‪ .)2‬وليظ (الشجر) اسم جنس معرف ابألل والالم‪ ،‬فيعم كل شجر‪.‬‬
‫‪ )2‬يف احلديث‪ :‬عن علي هنع هللا يضر «هناان رسول هللا ‪ ‬عن التختم لذهب» (‪ .)3‬وليظ‬
‫(الذهب) ميرد حملى ب(أ )‪ ،‬فيشمل كل وهب‪ ،‬ومنه الذهب األبيض‪ ،‬يف‬
‫حترمي اختاوه كآنية أو لبسه على الرجا وحنو ولك من األلكام املتعلقة به‪.‬‬
‫‪ )1‬فا تعاىل ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭼ [املائدة‪.]3 :‬‬
‫وليظ ﭽ ﭓ ﭼ ميرد حملى ابألل والالم‪ ،‬فتشمل كل ليوا مات بغري وكاة‬
‫شرعية‪ ،‬ومنها املصعوفة ابلكهرابه وا ماتت فبل دراك وحبها‪.‬‬
‫ُّجار‬ ‫اع ِّ‬ ‫‪ )17‬يف احلديث‪َّ « :‬‬
‫وزها الت ُ‬
‫السلَ ُع حيث تُبتاعُ حىت َحيُ َ‬ ‫فإن رسول هللا ‪ ‬هنى أن تُـبَ َ‬
‫إىل رحاهلم» (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أ رجا ااه البخا اااري يف كتا اااب البيا ااوع‪ ،‬ابب بيا ااع الثما اار‪ ،‬با اارفم (‪ ،)2107‬ومسا االم يف كتا اااب‬
‫املسافاة‪ ،‬ابب الراب برفم (‪.)1224‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه الدارفطين هبذا الليظ يف السنن (‪ /622/2‬ح ‪ ،)2111‬فا الادارفطين عقاب وكاره‪:‬‬
‫ووكار يوسا « ماان النخال والشاجر» فااا ابان صاااعد‪ِّ :‬‬
‫وهام يف وكار الشااجر‪ ،‬ومل يقلاه غااريه‪.‬‬
‫والااذي يف الصااحيحني‪( :‬عاماال أهاال ياارب بشااطر مااا خياارج منهااا ماان اار أو زرع)‪ ،‬أ رجااه يف‬
‫كتاب احلرث واملزارعاة‪ ،‬ابب املزارعاة ابلشاطر وحناوه بارفم (‪ ،)2322‬وصاحيح مسالم‪ :‬كتااب‬
‫املسافاة واملزارعة‪ ، ،‬ابب املسافاة واملعاملة جبزه من الثمر والزرع برفم (‪.)1221‬‬
‫(‪ )3‬أ رجااه مساالم يف كتاااب اللباااس والزينااة‪ ،‬ابب النهااي عاان لاابس الرجاال الثااوب املعصااير‪ ،‬باارفم‬
‫(‪.)2702‬‬
‫(‪ )4‬أ رجا ااه‪ :‬أبا ااو داود يف‪ :‬سا ااننه‪ ،‬يف كتا اااب البيا ااوع واإلجا ااارات‪ ،‬ابب يف بيا ااع الطعا ااام فبا اال أ‬
‫يس ااتو ‪ ،‬ب اارفم(‪ .)3411‬وض ااعيه اب اان ل اازم يف احملل ااى (‪ .)224-223/2‬ولس اانه الشا اايخ =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪53‬‬
‫السلَع) مجَْ ُع د ل عليه لرف (ا ) التعرييية‪ ،‬فكا مييدا للعموم‪،‬‬ ‫وليظ ( ِّ‬
‫اسم سلعة ‪-‬طعاما كا أو غريه‪ ،‬منقوال أو‬‫فيقتضي أ كل ما يصدق عليه ُ‬
‫عقارا‪ُ ،‬م َق َّدرا ابلكيل والوز والعد أو ال‪-‬؛ فبيعه فبل فبضه منهي عنه‪.‬‬
‫‪ )11‬فا هللا تبارك وتعاىل‪ :‬ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﭼ [املائدة‪.]1 :‬‬
‫وليظ (العقود) يف اآلية َمج ٌع ُم َعَّرف با (ا )‪ ،‬فيشمل مجيع أنواع العقود ومنها‬
‫البيع‪ ،‬وعقد اإلجارة‪ . . .‬ا ‪.‬‬
‫َّب ‪ ‬أ ََم َر بَِّو ْض ِّع ا ْجلََوا ِّح»(‪.)1‬‬ ‫‪ )12‬يف احلديث « َّ‬
‫أن النِّ َّ‬
‫وضع كل ما ياُ َعد جائحة من‬
‫ف يييد العموم‪ ،‬فيعم ْ‬ ‫مجعْ ُم َعَّر ٌ‬ ‫ظ ( ْ ِّ‬
‫اجلََوائ ِّح) ٌ‬ ‫ولي َ‬
‫غري تيريق بني فليل وكثري‪ ،‬وال بني ثلث وغريه‪.‬‬
‫ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﭼ‬ ‫‪ )13‬فا تعاىل‪:‬‬
‫[النساه‪ .] 6 :‬وليظ‪ :‬ﭽ ﯦ ﭼ مجع معرف ابألل والالم فيييد العموم‪ ،‬ويشمل‬
‫الذكر منهم واألنثى‪ ،‬فوجب دفع املا ىل اليتيمة كما ييعل لليتيم‪.‬‬
‫‪ )14‬فا تعاىل‪ :‬ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ[األعراف‪.]120 :‬‬
‫وليظ ﭽﮊ ﭼ مجع معرف ب(أ ) فيشمل كل ما وجد فيه وص اخلبث‪،‬‬
‫كاحلشرات مجيعها مما تعافه النيوس السليمة‪ ،‬وأتابه األوواق والطباع فتحرم‬
‫لوجود اخلبث فيه‪ ،‬ومنه املواد امللونة املستخلصة من مواد طبيعية‪ ،‬وا كانت‬
‫هذه املواد تستخلص من احلشرات‪ ،‬ويد ل فيه شرب الد ا لكونه من مجلة‬
‫اخلبائث‪.‬‬
‫‪‬‬

‫= األلباااين يف صااحيح ساانن أيب داود (‪ ،)303-302/2‬والتعليقااات احلسااا (‪ ،)212/0‬باارفم‬


‫(‪.)4163‬‬
‫(‪ )1‬سبق خترجيه‪ ،‬يف القاعدة األوىل‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪54‬‬
‫القاعدة احلادية عشرة‪:‬‬
‫من صيغ العموم‪ :‬األمساء املبهمة‪.‬‬
‫قال اجلويين‪ « :‬وألياظه أربعة‪ ... :‬واألمساه املبهمة‪ ،‬كمن فيما يعقل‪ ،‬وما فيما ال‬
‫يعقل‪ ،‬وأي يف اجلمع‪ ،‬وأين يف املكا ‪ ،‬وم ى يف الزما ‪ ،‬وما يف االستيهام واجلزاه‬
‫وغريه»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫وك ا ا ا ا ا ا ا اال م ا ا ا ا ا ا ا اابهم م ا ا ا ا ا ا ا اان األمس ا ا ا ا ا ا ا اااه ‪ ‬م ا ا اان واك م ا ا ااا للش ا ا اارط م ا ا اان جا ا ا ازاه‬
‫يف غ ا ا ا ا ا ا ااريه ولي ا ا ا ا ا ا ااظ (أي) فيهم ا ا ا ا ا ا ااا‬ ‫‪‬‬ ‫(م اان) يف عاف اال ولي ااظ (م ااا)‬
‫ولي ااظ َ‬
‫ك ا ا ا ا ااذا (م ا ا ا ا اا ى) املوض ا ا ا ا ااوع للزم ا ا ا ا ااا‬ ‫‪‬‬ ‫وليا ا ا ا ا ااظ (أيا ا ا ا ا اان) وها ا ا ا ا ااو للمكا ا ا ا ا ااا‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫نص القاعدة على أهنا ضابط عام لصيغ من صيغ‬
‫وكر كثري من األصوليني َّ‬
‫العموم(‪ ،)3‬على ما سيأيت بيانه‪:‬‬
‫وفبل اخلوض تاجدر اإلشارة ىل أمرين متعلقني هبذه القاعدة‪:‬‬
‫األول‪ :‬فا اجلويين يف الربها ‪« :‬وليعلم الناظر أ ما نذكره يف العموم واخلصوص‪،‬‬
‫منا ياختص ابألمساه دو األفعا واحلروف»(‪.)4‬‬

‫قدر اصة أو‬‫مث َّبني السبب يف ولك‪ ،‬فا ‪« :‬فإ َّ احلروف ال تستقل مبعا ل ى تُ َّ‬
‫عامة‪ ،‬واألفعا ال يلحقها اجلمع والتثنية ‪-‬كما سبق الرمز ليه‪ -‬وكل ما ال يتطرق‬
‫ليه معىن التعميم ال يلحقه معىن التخصيص؛ فإهنما معنيا متعافبا على التنافض‪،‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)14‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)46‬‬
‫(‪ )3‬ينظاار ‪-‬مااثال‪ :-‬العاادة يف أصااو اليقااه (‪ ،)422/2‬و لكااام اليصااو (‪ ،)230/1‬وفواطااع‬
‫األدلة (‪ ،)316-312/1‬وشرح الورفات البن اليركاح (‪.)101-161‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪.)146/1( :‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪55‬‬
‫ألدمها َّال ليث يتصور ثبوت الثاين‪ ،‬فاحنصر طلب التعميم والتخصيص يف‬
‫ال يثبت ُ‬
‫األمساه»‪.‬‬

‫صت األمساه املبهمة هنا؛ أل َّ اإلهبام يتضمن معىن االستغراق(‪.)1‬‬


‫الثاين‪َّ ُ :‬‬
‫فقولك‪« :‬أين بيتك؟ » فد أغنتك (أين) عن وكر األماكن كلِّها‪ ،‬وكذلك‪( :‬من‬
‫عندك؟ ) فد أغناك هذا عن وكر الناس كلهم‪ ،‬وكذلك‪« :‬م ى تقوم؟ »‪ ،‬فد غنيت‬
‫بذلك عن وكر األزمنة على بُعدها‪ ،‬وعلى هذا بقية األمساه‪ ،‬من حنو‪( :‬كي ) و‬
‫(أَّن)‪ ،‬وكذلك الشرط يف فولك‪( :‬من يقم أفم معه)‪ ،‬فقد كياك‬
‫(أاي ) و َّ‬
‫(أي) و َّ‬
‫ولك من وكر مجيع الناس‪ ،‬ولوال هو اللتجت أ تقو ‪ ( :‬يقم زيد‪ ،‬أو عمرو‪ ،‬أو‬
‫جعير‪ ،‬أو فاسم) وحنو ولك ‪.)2(»...‬‬

‫قال اجلويين‪« :‬من صيغ العموم‪ :‬األمساه املبهمة‪ :‬كا َ‬


‫(م ْن) فيمن يعقل‪ ،‬و(ما) فيما‬
‫ال يعقل ‪.» ...‬‬
‫وتيصيل ما سبق يف املسائل اآلتية‪:‬‬

‫(م ْن)‪:‬‬
‫املسألة األوىل‪َ :‬‬
‫وهي اسم مبهم يقع على ووات ما يعقل‪.‬‬
‫ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ [النساه‪ ،]123 :‬ﭽ ﭠ‬ ‫(م ْن) شرطية‪ ،‬ومثاهلا‪:‬‬
‫وفد تكو َ‬
‫ﭡﭢﭣﭼ [اجلاثية‪.]12 :‬‬
‫ﭽﰉ‬ ‫أو استيهامية‪ :‬كقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮﯯ ﯰ ﭼ [يس‪ ،]22 :‬وفوله‪:‬‬
‫ﰊ ﰋﰌ ﭼ [طه‪.]41 :‬‬
‫ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ‬ ‫وفد تكو موصولة‪ ،‬كقوله تعاىل‪:‬‬
‫[احلج‪.]12 :‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬عروس األفراح (‪.)260/1‬‬


‫(‪ )2‬اخلصائص البن جين (‪.)23/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪56‬‬
‫(م ْن) الشرطية(‪ ،)1‬وأكثر العلماه على عموم‬
‫وفد لصل االتياق على عموم َ‬
‫االستيهامية واملوصولة‪ ،‬كما سبق‪.‬‬

‫املسألة الثانية‪( :‬ما)‪:‬‬


‫وهي اسم مبهم يقع على ووات ما ال يعقل‪ ،‬وتكو شرطية‪ ،‬واستيهامية‪ ،‬وموصولة‪.‬‬
‫مثا الشرطية‪ :‬فوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ [البقرة‪،]117 :‬‬
‫وفوله‪ :‬ﭽﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭼ [النحل‪.]16 :‬‬
‫ومثا االستيهامية‪ :‬فوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ [احلجر‪ ،]20 :‬وفوله‪:‬‬
‫ﭽﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭼ [طه‪.]10 :‬‬
‫ومثا املوصولة‪ :‬ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ [األنبياه‪،]12 :‬‬
‫وفوله‪ :‬ﭽﭰﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶﭼ [النساه‪.]22 :‬‬

‫قال العال ي‪« :‬و( َم ْن) و َ‬


‫(ما) وا كانتا شرطيتني ابالتياق‪ ،‬وكذلك يف االستيهام‬
‫هبما عند اجلمهور‪ ،‬ويف كوهنما موصولتني الف‪ ،‬واألصح أهنما يييدا العموم»(‪.)2‬‬

‫الف‬
‫ٌ‬ ‫و(ما) املوصولة من الصيغ املوضوعة إلفادة العموم‪ ،‬وفد ُل ِّكي يف ولك‬
‫َ‬
‫(‪)3‬‬
‫لكنه الف ضعي ‪ ،‬والصحيح أهنا للعموم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬تنظار لكاياة االتيااق يف‪ :‬اجملماوع املاذهب يف فواعاد املاذهب (‪ ،)213/1‬والبحار احملايط يف‬
‫أصو اليقه (‪ .)12/4‬وراجع‪ :‬العدة يف أصاو اليقاه (‪ ،)422/2‬وميازا األصاو (‪-204‬‬
‫‪ ،)202‬واحملص ااو لل ارازي (‪ ،)322/2‬والعق ااد املنظ ااوم (‪ ،)320/1‬والتوض اايح مل اانت التنق اايح‬
‫(مع لاشية التلويح) (‪.)131/1‬‬
‫(من) العموم الفا‪ ،‬ينظر‪ :‬كتابه تلقيح اليهوم (‪.)122‬‬
‫ولكى احلافظ العالئي‪ :‬يف فادة َ‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تلقيح اليهوم (ص‪ ،)322-324‬اجملموع املذهب (‪.)214/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬أصو الشاشاي (‪ ،)23‬وتقاومي أصاو اليقاه (‪)421/1‬و(‪ ،)421‬وأصاو السر ساي‬
‫(‪ ،)126/1‬والعق ااد املنظ ااوم (‪ ،)304-303/1‬وتلق اايح اليه ااوم (‪ )122‬و(‪،)261-267‬‬
‫والبحر احمليط يف أصو اليقه (‪.)177-11/4‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪57‬‬
‫(أي)‪:‬‬
‫املسألة الثالثة‪ُّ :‬‬
‫اسم مبهم يقع على ووات من يعقل وما ال يعقل‪ ،‬فهي للجميع كما فا‬ ‫وهي ٌ‬
‫اجلويين‪ ،‬وتكو شرطية‪ ،‬واستيهامية‪ ،‬وموصولة‪ ،‬وفد تتصل هبا (ما) كقوله ‪ُّ « :‬أميا‬
‫امرأة نكحت بغري إذن وليها‪ ،‬فنكاحها طل» (‪ )1‬للعافل‪.‬‬
‫وفوله عليه السالم‪ُّ « :‬أميا إهاب ُدبغ فقد طهر»(‪ )2‬لغري العافل‪.‬‬
‫ومثا (أي) الشرطية‪ ،‬فوله تعاىل‪ :‬ﭽﯼﯽ ﯾﯿﰀﰁﭼ [القصص‪.]22 :‬‬
‫ومثا االستيهامية‪ ،‬فوله تعاىل‪ :‬ﭽﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭼ [التوبة‪.]124 :‬‬
‫ومثا املوصولة‪ :‬فوله تعاىل‪ :‬ﭽﭼﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﭼ [مرمي‪،]61 :‬‬
‫والتقدير‪( :‬لننزعن الذي هو أشد)‪ ،‬فاله سيبويه(‪.)3‬‬

‫املسألة الرابعة‪( :‬أين)‪:‬‬


‫عمومها على املكا املبهم‪ ،‬وتكو استيهامية‪ ،‬وشرطية‪.‬‬
‫اسم يقع ُ‬
‫وهي ٌ‬
‫مثا االستيهامية‪ ،‬فوله تعاىل‪ :‬ﭽﯟﯠﭼ [التكوير‪.]26 :‬‬
‫تعاىل‪ :‬ﭽﯜ ﯝﯞﯟﭼ [النساه‪.]02 :‬‬ ‫ومثا الشرطية‪ ،‬فوله‬

‫(‪ )1‬أ رجه أبو داود يف سننه‪ ،‬يف ابب يف الويل‪ ،‬من كتاب النكاح بارفم (‪ ،)2723‬والرتماذي يف‬
‫سااننه يف ابب مااا جاااه ال نكاااح ال بااويل‪ ،‬ماان كتاااب النكاااح‪ ،‬باارفم (‪ ،)1172‬وأ رجااه اباان‬
‫ماجه يف سننه يف ابب ال نكاح ال بويل‪ ،‬من كتاب النكااح‪ ،‬بارفم (‪ ،)1201‬وصاححه ابان‬
‫اجل ااوزي واأللبا اااين رمحهم ااا هللا‪ ،‬ينظا اار‪ :‬التحقي ااق يف ألاديا ااث اخلا ااالف (‪ ،)222/2‬واإلرواه‬
‫(‪ ،)243/6‬بارفم (‪ ،)1247‬وصاحيح سانن أيب داود (‪ ،)313/2‬وصاحيح سانن ابان ماجااة‬
‫(‪.)136/1‬‬
‫(‪ )2‬أ رجاه الرتمااذي يف كتاااب اللبااس‪ ،‬ابب مااا جاااه يف جلاود امليتااة وا دبغاات‪ ،‬باارفم (‪.)1022‬‬
‫فا الرتمذي (‪ « :)221/4‬وهذا لديث لسن صحيح‪ ،‬والعمل علاى هاذا عناد أكثار أهال‬
‫العلاام »‪ ،‬وصااححه األلباااين يف غايااة املارام يف ختاريج ألاديااث احلااال واحلارام (‪ ،)32/1‬باارفم‬
‫(‪.)22‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املعىن البن هشام (ص‪.)170‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪58‬‬
‫املسألة اخلامسة‪( :‬مىت)‪:‬‬
‫اسم مبهم يقع عمومها على الزما املبهم‪ ،‬فيتضمن مجيع األزمنة‪ ،‬وتكو‬
‫وهي ٌ‬
‫استيهامية‪ ،‬وشرطية‪.‬‬
‫مثا االستيهامية‪ :‬ﭽﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣﭼ [يونس‪.]42 :‬‬
‫ومنها‪( :‬م ى اخلروج؟ ) فيعم مجيع األزمنة الصاحلة خلروجه‪ ،‬أي‪ :‬اليوم؟ أم غدا‪،‬‬
‫غد؟ ‪. ...‬‬ ‫أم بعد ٍ‬
‫ومثا الشرطية‪( :‬م ى تقم أفم)‪.‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬فا النيب ‪ ‬يف حتديد املوافيت «فهن هلن وملن أتى عليهن» (‪.)1‬‬
‫(م ْن) يف احلديث للعموم فيشمل كل من أتى على هذه املوافيت سواه كا‬ ‫وليظ َ‬
‫اإلتيا جوا أو برا‪ .‬وعليه فيجب اإللرام يف الطائرة عند حماواة املوافيت األرضية‪.‬‬
‫غش فليس ِّم ِّين» (‪.)2‬‬
‫‪ )2‬يف احلديث فوله ‪َ « :‬م ْن َّ‬
‫س ِّم ِّين»‪ .‬فتييد‬ ‫وليظ ( َم ْن) هنا اسم شرط بدليل افرتا فاه اجلزاه بقوله‪ْ « :‬‬
‫فلي َ‬
‫العموم‪ .‬والنهي هنا عام لكل من علم مقدار سلعته‪.‬‬
‫‪ )3‬يف احلديث فوله ‪« :‬ال تَبِّ ْع ما ليس عندك»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أ رج ااه البخ اااري يف كت اااب احل ااج‪ ،‬ابب ُم َه ا ِّال أه اال مك ااة للح ااج والعم اارة‪ ،‬ب اارفم (‪،)1224‬‬
‫ومسلم يف كتاب احلج‪ ،‬ابب موافيت احلج والعمرة‪ ،‬برفم (‪.)1121‬‬
‫(‪ )2‬أ رجااه‪ :‬مساالم يف‪ :‬صااحيحه‪ ،‬كتاااب اإلميااا ‪ ،‬ابب فااو الناايب ‪« ‬ماان غشاانا فلاايس منااا»‪،‬‬
‫برفم (‪.)227‬‬
‫(‪ )3‬أ رج ا ااه أب ا ااو داود يف س ا ااننه‪ ،‬كت ا اااب البي ا ااوع‪ ،‬ابب يف الرج ا اال يبي ا ااع م ا ااا ل ا اايس عن ا ااده‪ ،‬ب ا اارفم‬
‫(‪ ،)3273‬والرتمااذي يف سااننه‪ ،‬كتاااب البيااوع‪ ،‬ابب مااا جاااه يف كراهيااة بيااع مااا لاايس عناادك‪،‬‬
‫ب اارفم (‪ ،)1232‬والنس ااائي يف س ااننه‪ ،‬كت اااب البي ااوع‪ ،‬ابب بي ااع م ااا ل اايس عن ااد الب ااائع‪ ،‬ب اارفم‬
‫(‪ ،) 4613‬واباان ماجااة يف سااننه‪ ،‬كتاااب التجااارات‪ ،‬ابب النهااي عاان بيااع مااا لاايس عناادك‪،‬‬
‫با ا اارفم (‪ ،)2120‬وصا ا ااححه ابا ا اان امللقا ا اان يف البا ا اادر املنا ا ااري (‪ ،)442/6‬واأللبا ا اااين يف اإلرواه =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪59‬‬
‫صولَةُ تُِّي ُ‬
‫يد‬ ‫وما الْ َم ْو ُ‬
‫اسم موصو ‪َ ،‬‬
‫ندك» ُ‬ ‫س ِّع َ‬
‫(ما) من فوله‪َ « :‬ما لَْي َ‬
‫وليظة َ‬
‫صرفا يف‬ ‫وم‪ .‬فيد ل فيه بيع اليضويل وغريه‪ ،‬ويكو تصرفُه ابلبيع والشراه تَ َ‬ ‫الْعُ ُم َ‬
‫َما ليس عنده فال جيوز وال يصح‪.‬‬
‫‪ )4‬فا هللا تعاىل‪ :‬ﭽﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ [البقرة‪.]202 :‬‬
‫وليظ‪( :‬ما) اسم موصو ‪ ،‬يييد العموم‪ .‬فيحرم فليل الراب وكثريه‪.‬‬
‫‪ )2‬يف احلديث فوله ‪« :‬أميا رجل أفلس فأدرك الرجل ماله بعينه فهو أحق به من‬
‫غريه»(‪.)1‬‬
‫وليظ‪( :‬أي) من صيغ العموم‪ ،‬فيشمل من أفلس جبميع الثمن أو بعضه‪.‬‬
‫‪ )6‬يف احلديث فوله ‪َّ « :‬أميا إهاب دبغ فقد طهر»(‪.)2‬‬
‫وليظ (أي) من صيغ العموم فيشمل كل هاب‪ ،‬ومنها جلد اخلنزير وا دبغ فإنه‬
‫طاهر جائز االنتياع به‪.‬‬
‫‪‬‬

‫= (‪.)132/2‬‬
‫(‪ )1‬أ رجه أبو داود يف السنن‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب يف الرجل ييلس فيجد الرجل متاعه بعينه‬
‫عنده برفم (‪ ،)3211‬والرتمذي يف السنن كتاب البيوع عن رسو هللا ‪ ،‬ابب ما جاه وا‬
‫أفلس للرجل غرمي فيجد عنده متاعه‪ .‬برفم (‪ ،)1262‬وفا ‪ :‬لسن صحيح‪ ،‬والنسائي يف‬
‫اجملتىب‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬الرجل يبتاع البيع فييلس ويوجد املتاع بعينه‪ .‬برفم ‪ ،)4606‬ومالك‬
‫يف املوطأ (‪ ،)422/3‬وعبد الرزاق يف املصن (‪ ،)264/2‬برفم(‪ .)12161‬وفا األلباين‬
‫يف تعليقه على السنن (ابإللاالت السابقة)‪ :‬صحيح‪ ،‬وينظر‪ :‬البدر املنري (‪ )64/10‬فما‬
‫بعدها‪ ،‬و رواه الغليل (‪ .)262/2‬فما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه مسلم يف كتاب احليض‪ ،‬ابب طهارة جلود امليتة ابلدابغ‪ ،‬برفم (‪.)366‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪60‬‬
‫القاعدة الثانية عشرة‪:‬‬
‫من صيغ العموم‪ :‬النكرة يف سياق النفي أو النهي‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وألياظه أربعة‪ ... :‬وال يف النكرات»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫استعمل اجلويين (ال يف النكرات)‪ ،‬وفد تكو (ال) هنيا وفد تكو نييا‪.‬‬
‫وصيغة العموم هنا هي النكرة يف سياق (ال)‪ ،‬ال أداة النيي أو النهي‪.‬‬
‫ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ‬ ‫ومثا ُ النكرة الواردة يف سوق ال الناهية‪ :‬فو ُ هللا تعاىل‪:‬‬
‫ﭼ [القصص‪.]22 :‬‬
‫ومثاهلُا يف سياق ال النافية‪ :‬فولُه تعاىل‪ :‬ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙﭼ [البقرة‪.]2 :‬‬
‫والذي عليه أرابب املذاهب األربعة هو كو النكرة الواردة يف سوق النيي والنهي‬
‫عامة أهل العلم(‪.)3‬‬
‫ب ولك ىل َّ‬ ‫ِّ‬
‫تَا ُعم مطلقا‪ ،‬أي سواه أابشرها النيي أم َمل يباشرها‪ ،‬ونُس َ‬
‫ووكر اجلويين من أدوات النيي (ال)‪ ،‬وليس احلكم فاصرا عليها‪ ،‬بل كل نكرة يف‬
‫سياق النيي سواه كا با (ال)‪ ،‬أو با (ما)‪ ،‬أو (مل)‪ ،‬أو (لن)‪ ،‬أو (ليس)‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬ولو د ل النهي أو النيي على اليعل فإنه يعم‪ ،‬وفد نز العلماه األفعا‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪ ،)14‬وينظر‪ :‬الربها (‪.)330/1‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)46‬‬
‫(‪ )3‬ينظ اار‪ :‬تق ااومي أص ااو اليق ااه (‪ ،)412/1‬وأص ااو السر س ااي (‪ ،)167/1‬والعق ااد املنظ ااوم‬
‫(‪ ،)364-363/1‬وميت ا ا ا اااح الوص ا ا ا ااو (‪ ،)410‬الربه ا ا ا ااا يف أص ا ا ا ااو اليق ا ا ا ااه (‪،)232/1‬‬
‫واحملصا ااو لل ا ارازي (‪ ،)343/2‬واجملما ااوع املا ااذهب يف فواعا ااد املا ااذهب (‪ ،)214/1‬واإلهبا اااج‬
‫(‪ ،)1221/4‬والتمهيا ا ااد لإلسا ا اانوي (‪ ،)220‬والتمهيا ا ااد أليب اخلطا ا اااب (‪ ،)112/1‬وشا ا اارح‬
‫خمتصر الروضة (‪ ،)403/2‬واملسودة (‪ ،)221/1‬وأصو ابن ميلح (‪.)003-002/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪61‬‬
‫منزلة النكرات؛ أل َّ اليعل يتكو من مصدر وزمن‪ ،‬واملصدر كامن يف معىن اليعل‬
‫مصرف أبلد ِّ‬
‫املصرفات‪ ،‬فهو نكرة يف املعىن فتعم(‪.)1‬‬ ‫مجاعا‪ ،‬وهو غري َّ‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬فوله ‪« :‬ال يقرأ اجلنب وال احلا ض شيئاً من القرآن»(‪ ،)2‬وليظ (شيئا) نكرة يف‬
‫النهي‪ ،‬فيعم النهي والتحرمي فراهة اآلية وما دوهنا‪.‬‬
‫‪ )2‬فوله ‪« :‬من مل جيمع الصيام قبل الفجر فال صيام له»(‪ ،)3‬وليظ (فال صيام) نكرة‬
‫يف سياق النيي‪ ،‬فتعم اليريضة والنافلة‪.‬‬
‫‪ )3‬فوله ‪ ‬ملا ُسئل عن التقدمي والتأ ري يف أعما يوم النحر‪« :‬افعل وال حرج»(‪،)4‬‬
‫نص صريح يف عموم النيي جلميع‬ ‫وليظ (لرج) نكرة بنيت على اليتح فهي ٌ‬
‫أنواع احلرج‪ ،‬من مث أو فدية‪ .‬فمن للق فبل أ ينحر فال شيه عليه من مث وال‬
‫فدية‪ ،‬وكذا بقية أعما ولك اليوم من تقدمي وأت ري‪.‬‬
‫‪ )4‬فوله ‪ ‬يف احملرم الذي وفصته انفته فمات‪ ... « :‬وال متسوه طيباً» (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬أضواه البيا (‪ ،)311/1‬مجع اجلوامع مع لاشية العطار (‪ ،)232‬أفعا الرسو‬
‫للعروسي (‪.)22‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه الرتمذي يف كتاب الطهارة‪ ،‬ابب ما جاه يف اجلنب واحلائض أهنما ال يقرآ القرآ ‪،‬‬
‫برفم (‪ .)131‬وضعيه األلباين يف اإلرواه (‪ ،)276/1‬برفم (‪.)112‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه أبو داود يف كتاب الصيام‪ ،‬ابب النية يف الصيام‪ ،‬برفم (‪ ،)2424‬والرتمذي يف‬
‫كتاب الصيام‪ ،‬ابب ما جاه ال صيام ملن مل يعزم من الليل‪ ،‬برفم (‪ ،)037‬والنسائي يف‬
‫كتاب الصيام‪ ،‬ابب النية يف الصيام‪ ،‬برفم (‪ ،)2643‬وابن ماجه يف كتاب الصيام‪ ،‬ابب ما جاه‬
‫يف فرض الصوم من الليل برفم (‪ ،)1077‬وصححه األلباين يف مشكاة املصابيح برفم (‪.)1120‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه البخ اري يف كتاب احلج‪ ،‬ابب اليتيا على الدابة عند اجلمرة‪ ،‬برفم (‪)1036‬‬
‫و(‪ ،) 1030‬ومسلم يف كتاب احلج‪ ،‬ابب من للق فبل النحر‪ ،‬أو حنر فبل الرمي‪ ،‬برفم‬
‫(‪.)1376‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب اجلنائز‪ ،‬ابب كي يكيان احملارم بارفم (‪ )1260‬ومسالم يف كتااب =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪62‬‬
‫فليظ (طيبا) نكرة يف سياق النهي فيعم مجيع أنواع الطيب‪.‬‬
‫‪ )2‬فا هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ [النساه‪.]141 :‬‬
‫وليظ ﭽﭶﭼ نكرة يف سياق نيي فيعم منع متلك الكافر للمسلم يف البيع وغريه‬
‫‪ )6‬فا هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭼ [النحل‪.]02 :‬‬
‫وليظ ﭽ ﭶﭼ نكرة يف سياق النيي تييد العموم‪ .‬فال ميلك العبد ماال؛ أل‬
‫املا شيه‪ ،‬وعليه فإ َما َملَك العبد فإمنا ميَْلِّ ُكه لسيده‪ ،‬وال جيوز أ يتصرف‬
‫فيما بيده ال إبو سيده‪.‬‬
‫‪ )0‬فوله ‪« :‬ال ضرر وال ضرار»(‪.)1‬‬
‫فليظ (ضرر)‪ ،‬و(ضرار) يعما كل أنواع الضرر‪ ،‬سواه فيل هي يف سياق النيي‪،‬‬
‫أو يف سياق النهي؛ ألنه رب مبعىن النهي‪.‬‬
‫لقاتل مرياث»(‪.)2‬‬
‫‪ )2‬فوله ‪« :‬ليس ٍ‬
‫فليظ (فاتل)‪ ،‬و(مرياث) نكرًت يف سياق النيي‪ ،‬فتعم كل فاتل‪ ،‬وأي شيه‬
‫سواه كا مرياث أو وصية‪.‬‬
‫‪‬‬

‫= احلج‪ ،‬ابب ما ييعل ابحملرم وا مات‪ ،‬برفم (‪.)1276‬‬


‫(‪ )1‬أ رجااه اباان ماجااة يف الساانن‪ ،‬كتاااب األلكااام‪ ،‬ابب ماان بااىن يف لقااه مااا يضاار جباااره باارفم‬
‫(‪ ،)2347‬وفا ااا احلا ااافظ ابا اان عبا ااد الا اارب يف التمهيا ااد (‪ ( :)122/27‬ها ااذا احلا ااديث ال‬
‫يسااتند ماان وجااه صااحيح)‪ ، ،‬وفااا اباان لاازم يف احمللااى (‪ ( :)241/2‬هااذا اارب ال يصااح )‪،‬‬
‫وصححه األلباين مبجموع طرفه كما يف اإلرواه (‪ ،)413/3‬وانظر‪ :‬الدراية (‪.)222‬‬
‫(‪ )2‬أ رج ااه اب اان ماجا اة‪ ،‬يف كت اااب ال اادايت‪ ،‬ابب القات اال ال ي اارث‪ ،‬ب اارفم(‪ )2646‬وعل ااق علي ااه‬
‫األلباين ابلصحة‪ .‬والدارفطين(‪ )23‬كتاب اليارائض والسااري وغاري ولاك (‪ )12/4‬وعناد مالاك‬
‫(‪)260/2‬عنااه‪( :‬لاايس لقاتاال ش اايه)‪ ،‬املوطااأ كتاااب العقااو ‪ ،‬ابب مااا جاااه يف م ارياث العقاال‬
‫والتغليظ فيه‪ ،‬برفم (‪.)1220‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪63‬‬
‫القاعدة الثالثة عشرة‪:‬‬
‫ال عموم للفعل وما جرى جمراه‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬والعموم من صيات النطق‪ .‬وال جتوز دعوى العموم يف غريه من‬
‫اليعل وما جيري جمراه»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫مثَّ العم ا ا ا ا ا ا ا ا ااوم ابطل ا ا ا ا ا ا ا ا اات دعا ا ا ا ا ا ا ا ا اواه ‪ ‬يف اليع ا ا اال ب ا ا اال وم ا ا ااا ج ا ا اارى جم ا ا ا اراه‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫وتاحت هذه القاعدة مسألتا ؛ األوىل تتعلق بعموم األفعا ‪ ،‬والثانية‪ :‬فيما جيري‬
‫جمراها‪.‬‬

‫املسألة األوىل‪ :‬عموم األفعال‪.‬‬


‫واملقصود هبا اليعل الوافع‪ ،‬هل يصح دعوى العموم به؟‬
‫وليس املقصود به اليعل املقابل لالسم؛ فإنَّه من صيات النطق‪ ،‬وفد نزله العلماه‬
‫منزلة النكرات‪ ،‬كما سبق يف القاعدة السابقة‪.‬‬
‫صورة املسألة ولكمها بيَّنها الغزايل بقوله‪« :‬ال ميكن دعوى العموم يف اليعل؛‬
‫معني‪ ،‬فال جيوز أ حيمل على كل وجه ميكن أ يقع‬ ‫أل َّ اليعل ال يقع َّال على وجه َّ‬
‫عليه ‪...‬‬
‫ومثاله‪ :‬ما ُروي عن النيب ‪« :‬أنه صلى بعد غيبوبة الشفق»(‪ ،)3‬فقا فائل‪ :‬الشيق‬

‫(‪ )1‬منت الورفات(‪.)14‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)46‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه اإلمام أمحد (‪ )173/23‬بليظ‪( :‬مث صلى العشاه لني غيبوبة الشيق)‪ ،‬وأ رج‬
‫البخاري عن عائشة اهنع هللا يضر فوهلا‪( :‬كانوا يصلو – العشاه – فيما بني أ يغيب الشيق ىل‬
‫ثلث الليل األو )‪ ،‬ومسلم عن أيب بردة‪ ( :‬أ بالال أفام – أبمر الرسو ‪ - ‬العشاه‬
‫لني غاب الشيق )‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪64‬‬
‫شيقا ‪ ،‬احلمرة‪ ،‬والبياض‪ ،‬وأان أمحله على وفوع صالة رسو هللا ‪ ‬بعدمها مجيعا‪.‬‬
‫وكذلك‪ :‬صلى رسو هللا ‪ ‬يف الكعبة(‪ ،)1‬فليس لقائل أ يستد به على جواز‬
‫اليرض يف البيت؛ مصريا ىل أ َّ الصالة تعم النيل واليرض؛ ألنَّه منا يعم ليظ الصالة‪.‬‬
‫و َّأما اليعل‪ ،‬فإما أ يكو فرضا فال يكو نيال‪ ،‬أو يكو نيال فال يكو‬
‫فرضا»(‪.)2‬‬
‫واجلمهور على عدم العموم يف األفعا (‪.)3‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪« :‬و وا كا فعله ‪ ‬جائزا أو مستحبا أو أفضل؛ فإنه‬
‫ال عموم له يف مجيع الصور‪ ،‬بل ال يتعدى لكمه ال ىل ما هو مثله‪ ،‬فإ هذا شأ‬
‫مجيع األفعا ال عموم هلا‪ ،‬ل ى فعل النيب ‪ ‬ال عموم له»(‪.)4‬‬
‫و وا عُلِّم أ األفعا ال عموم هلا‪ ،‬فالواجب النظر يف وافعة اليعل والقرائن احملتية‬
‫به زمن لدوثه؛ فإ دلَّت على رادة صوص تلك احلالة حيمل اليعل عليها‪ ،‬وتد‬
‫القرائن على نيي رادة غريه‪ .‬و مل توجد القرائن فإ اليعل ال يصح دعوى العموم‪،‬‬
‫ويصري جممال‪.‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬ما جرى جمرى الفعل‪.‬‬


‫املقصود هبا لكاية اليعل‪ ،‬كما مثل بعض شارلي الورفات‪ ،‬فيما وا لكى‬
‫الصحايب لاال ٍ‬
‫بليظ ظاهره العموم‪ ،‬كقوله‪« :‬فضى رسو هللا ‪ ‬ابلشيعة يف كل‬
‫شركة مل تقسم»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه مسلم يف احلج‪ ،‬ابب استحباب د و الكعبة للحج وغريه‪ ،‬برفم (‪)1321‬‬
‫(‪ )2‬املستصيى (‪.)130 -136/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املستصيى (‪ ،)130 -136/2‬اإلهباج (‪ ،)203/2‬البحر احمليط (‪ ،)11/4‬رفع‬
‫احلاجب (‪ ،)131/2‬التحبري (‪.)2436/2‬‬
‫(‪ )4‬جمموع اليتاوى (‪.)123/11‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري‪ ،‬يف كتاب الشيعة ابب الشيعة فيما مل تقسم فإوا وفعت احلدود فال‬
‫شيعة‪ ،‬برفم (‪ )2220‬ومسلم يف كتاب املسافاة‪ ،‬ابب الشيعة‪ ،‬برفم (‪.)1671‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪65‬‬
‫ومثَّل احمللي له بقوله‪« :‬وكما يف فضائه ‪ ‬ابلشيعة للجار‪ ،‬رواه النسائي عن‬
‫احلسن مرسال (‪ ،)1‬فإنه ال يعم كل جار‪ ،‬اللتما صوصية يف ولك اجلار »(‪.)2‬‬
‫فإنَّه ال يعم كل جار؛ اللتما صوصية يف ولك اجلار والشريك‪.‬‬
‫واجلمهور على عدم العموم كما وهب ليه اجلويين(‪.)3‬‬
‫ومثله فضااي األعيا ال عموم هلا‪ ،‬بل جعل بعضهم حنو فو الصحايب هنى النيب ‪‬‬
‫عن كذا وفضى بكذا‪ ،‬من أمثلة فاعدة لكاية احلا وفضااي األعيا (‪.)4‬‬

‫وحن ِّوها ْمبحثا‬


‫ض َع األصوليو ملسألة «قول الصحايب هنى النب ‪ ‬عن كذا» َْ‬ ‫تنبيه‪َ :‬و َ‬
‫ني أو ِّلكايَةَ‬ ‫مستَ ِّقالًّ؛ لبيا أ من فا ابلعموم فيها أ رجها من أ تكو فَ ِّ‬
‫ضيَّةَ َع ْ ٍ‬
‫ُْ‬
‫ٍ (‪)2‬‬
‫َلا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فا حمقق كتاب شرح الورفات (‪ ،)171‬ومل أره مرسال ال عند الطحاوي يف شرح معاين‬
‫اآلثر (‪ .)6777‬وفا ‪" :‬رواه النسائي (‪ )4072‬عن أيب الزبري عن جابر مرفوعا‪ ،‬وليظه‪:‬‬
‫«قضى رسول هللا ‪ ‬لشفعة واجلوار» وصححه األلباين لغريه‪.‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪ :‬هذا لديث لسن اإلسناد‪ ،‬لكنه شاو املنت" وألا ىل موافقة‬
‫اخلُرب اخلَرب يف ختريج ألاديث املختصر (‪.)223/1‬‬
‫(‪ )2‬شرح الورفات للمحلي (‪.)171 -177‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اإللكام (‪ ،)204/2‬منتهى الوصو واألمل (‪ ،)112‬التحبري (‪.)2443/2‬‬
‫(‪ )4‬وممن جعل مسألة «فو الصحايب هنى النيب ‪ ‬عن كذا وفضى بكذا» من أمثلة فاعدة‬
‫«لكاية احلا وفضااي األعيا »‪ً :‬تج الدين ابن اليركاح يف‪ :‬شرح الورفات (‪،)106-102‬‬
‫وصدر الشريعة‪ ،‬ينظر‪ :‬التلويح على التوضيح (‪ .)136/1‬وممن أنكر ولك‪ :‬ابن اهلمام يف‬
‫حتريره‪.‬‬
‫ينظر تيسري التحرير (‪ ،)241 ،240/1‬والشيخ املطيعي يف لاشيته على هناية السو لإلسنوي‬
‫(‪.)366/2‬‬
‫(‪ُ )2‬جيَلِّي ولك األدلة املذكورة يف تلك املسائل‪ ،‬تنظر يف‪ :‬اإللكام لآلمدي (‪ ،)313/2‬وشرح‬
‫وشرح خمتصر الروضة (‪ ،)213-217/2‬واملسودة (‪.)222/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪66‬‬
‫ومعىن هذا‪َّ :‬أهنم متيقو على أ «فضااي األعيا » ال تد على العموم‪ ،‬وخمُْتَلِّ ُيو‬
‫يف بعض صورها هل تُا َعد منها أو ال؟‪.‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫سبق من التطبيقات فعله ‪ ‬الصالة دا ل الكعبة‪ ،‬وبعد الشيق‪ ،‬ومن التطبيقات‬
‫األ رى‪:‬‬
‫‪ )1‬يف احلااديث أنااه روي عنااه ‪ ‬أنااه كااا جيمااع بااني الصااالتني ‪ -‬الظهاار والعصاار‪ ،‬أو‬
‫املغاارب والعشاااه ‪ -‬وال يصااح محاال فعلااه هااذا علااى لاااليت مجااع التقاادمي‪ ،‬ومجااع التااأ ري‬
‫معا؛ أل األفعا ال عموم هلا‪.‬‬

‫‪ُ )2‬روي عن النيب ‪ ‬أنه مجع بني الصالتني يف السير‪ ،‬فكاا علياه الصاالة والساالم‪:‬‬
‫«كــان إذا عجــل عليــه الســري يــإخر الظهــر إىل وقــت العصــر‪ ،‬فيجمــع بينهمــا‪ ،‬ويــإخر‬
‫املغــرب حــىت جيمــع بينهــا وبــني العشــاء حــىت يغيــب الشــفق» (‪ )1‬فااال يصااح محاال اجلمااع‬
‫بينهما ااا علا ااى ج ا اواز اجلما ااع يف السا ااير الطويا اال والقصا ااري معا ااا‪ ،‬أو سا ااير الطاعا ااة‬
‫واملعصية‪.‬‬

‫ومن أمثلة قضااي األعيان‪:‬‬


‫‪ )1‬يف احلديث‪« :‬قال رجل للنب ‪ ‬إين أخدع يف البيوع‪ ،‬فقال‪ :‬إذا يعت؛ فقل ال‬
‫خالبة فكان الرجل يقوله»(‪ ،)2‬ولام حيجر النيب ‪ ‬على هذا الرجل الذي خيدع يف‬
‫البيوع‪ ،‬وهي فضية عني‪ ،‬فمن فا ‪ :‬ال عموم هلا‪ ،‬فا ‪ :‬بعدم احلجر على أي‬
‫رجل خيدع يف البيوع لقلة ربته‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه مسلم يف كتاب املسافرين‪ ،‬ابب جواز اجلمع بني الصالتني يف السير‪ ،‬برفم (‪.)074‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف صحيحه يف كتاب االستقراض‪ ،‬ابب ما ينهى عن ضاعة املا برفم‬
‫(‪ ،)2470‬ومسلم‪ :‬يف كتاب البيوع‪ ،‬ابب من خيدع يف البيوع برفم (‪.)1233‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪67‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ )2‬يف احلديث‪« :‬أن النب ‪ ‬عامل أهل خيرب بشطر ما خيرج منها من مثر أو زرع» ‪،‬‬
‫وهي فضية عني من فا بعومها فا جبواز كراه األرض مبا خيرج منها‪ .‬ومن فا‬
‫بعدم العموم فا ‪ :‬بعدم جواز كراه األرض مبا خيرج منها‪ ،‬فهي اصة مبن‬
‫عاملهم النيب ‪ ‬من أهل اخلبري‪ ،‬ومعاملته ‪ ‬هي فعل منه ‪ ،‬واألفعا ال عموم‬
‫هلا‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه يف القاعدة العاشرة‪.‬‬


‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪68‬‬
‫القاعدة الرابعة عشرة‪:‬‬
‫جيوز االستثناء من اجلنس وغريه‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وجيوز االستثناه من اجلنس ومن غريه»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫واألص ا ا ا ا ا ا ا ا اال في ا ا ا ا ا ا ا ا ااه أ مس ا ا ا ا ا ا ا ا ااتثناه ‪ ‬م ا ا ا اان جنس ا ا ا ااه وج ا ا ا اااز م ا ا ا اان سا ا ا ا اواه‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫ال الف بني األصوليني يف صحة االستثناه من اجلنس‪ ،‬بل اشرتط بعض األصوليني‬
‫لصحة االستثناه‪ :‬أ يكو املستثىن من جنس املستثىن منه‪ ،‬ال أ هذا الشرط مل‬
‫يكن موضع اتِّياق بني العلماه‪ ،‬بل ا تليوا فيه(‪.)3‬‬

‫أما االستثناه من غري اجلنس فقد فرض بعض األصوليني اخلالف فيه‪ ،‬والذي‬
‫وهب ليه اجلويين هنا صحة االستثناه‪ ،‬وهو مذهب احلنيية‪ ،‬وأكثر املالكية‪ ،‬وأكثر‬
‫الشافعية‪ ،‬وبعض الظاهرية‪ ،‬وهو فو ابن لزم ومجاعة من املتكلِّمني والنحاة(‪.)4‬‬

‫ووهب بعض احملققني من أهل العلم ىل أ اخلالف يف صحة االستثناه من غري‬


‫اجلنس الف ليظي؛ أل الذين منعوه مل مينعوه ابلكلية‪ ،‬و منا فالوا‪ :‬نه ليس من‬
‫االستثناه احلقيقي؛ أل أداة االستثناه فيه مبعىن «لكن»‪ ،‬فهو ىل االستدراك أفرب‬
‫منه ىل االستثناه‪.‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)40‬‬
‫(‪ )3‬كما ا تليوا يف االستثناه من غري اجلنس هل هو االستثناه املنقطع‪ ،‬أو هو نوع من أنواع‬
‫ٍ‬
‫استثناه من غري اجلنس‬ ‫االستثناه املنقطع‪ ،‬ويكو بينهما عموم و صوص مطلق‪ ،‬فكل‬
‫منقطع‪ ،‬وال عكس؟‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫استثناهٌ‬
‫(‪ )4‬اإللكام البن لزم (‪ ،)421/1‬و لكام اليصو (‪ ،)221/1‬وشرح اللمع (‪،)472/1‬‬
‫وكش األسرار للبخاري (‪ ،)260/3‬والتلويح على التوضيح مع شرله (‪.)61/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪69‬‬
‫راج‬ ‫وقال املطيعي‪« :‬ال الف يف أ االستثناه املنقطع ال ختصيص فيه وال‬
‫بوجه من الوجوه‪ ،‬و منا اخلالف يف طالق ليظ االستثناه على املنقطع »(‪.)1‬‬
‫ومما يكثر نقله يف املسألة عند األصوليني‪ ،‬وهي ليست من اليروع اليقهية‪ ،‬ما‬
‫أييت‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮊ [النساه‪.]120 :‬‬


‫فاجلمهور على أ االستثناه يف فوله‪ « :‬ال اتِّباع الظن» استثناه من غري اجلنس؛‬
‫أل اتِّباع الظن ليس من جنس العلم‪ ،‬ومعناه‪ :‬ولكنهم اتَّبعوا ظَنَّهم فقتلوه؛ ظَناًّ منهم‬
‫أنه عيسى‪ ،‬وأنه الذي يريدو فتله(‪.)2‬‬

‫اثنياً‪ :‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋﭷﭸﭹﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮊ [الوافعة‪.]26–22 :‬‬


‫فاالستثناه يف فوله‪ ﴿ :‬ﭾ ﭿ﴾ استثناه من غري اجلنس؛ أل هذا القيل مل يندرج‬
‫يف اللغو وال يف التأثيم‪ ،‬فليس من جنسهما‪ ،‬ومعىن اآلية‪« :‬لكن يقولو فيال‪ ،‬أو‬
‫يسمعو سالما سالما»(‪.)3‬‬

‫اثلثاً‪ :‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﮊ [الليل‪.]27–11 :‬‬

‫فقوله‪﴿ :‬ﭩ ﭪ﴾ استثناه من غري اجلنس‪ْ ،‬و مل يندرج حتت جنس «نعمة»‬
‫املذكورة‪ ،‬فإ ابتغاه وجه هللا تعاىل ليس من جنس النِّعم املكافأة(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬سلم الوصو (‪.)471/2‬‬


‫(‪ )2‬تيسري الطربي (‪ ،)661/0‬ومعاين القرآ للزجاج (‪ ،)122/2‬وتيسري البحر احمليط أليب‬
‫ليا (‪ ،)476/3‬وانظر‪ :‬كتاب سيبويه (‪ ،)322/2‬والتقريب واإلرشاد (‪.)132/3‬‬
‫(‪ )3‬تيسري القرطيب (‪.)102/10‬‬
‫(‪ )4‬االستغناه يف االستثناه (‪.)361‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪70‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫من فروع القاعدة اليقهي‪ ،‬ما أييت‪:‬‬
‫‪ )1‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬

‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﮊ [النساه‪.]21 :‬‬
‫فاالستثناه يف فوله‪﴿ :‬ﭱﭲﭳﭴ﴾ استثناه من غري اجلنس؛ وولك لوجهني‪:‬‬
‫أح ــدمها‪ :‬أ التِّج ااارة مل تن اادرج يف األما اوا املأكول ااة ابلباط اال‪ ،‬ل اا ى يس ااتثىن عنه ااا‪،‬‬
‫فساارت الباطاال بغااري ِّعا َاوض‪ ،‬أو بغااري طريااق شاارعي‪ .‬فالتِّجااارة ليساات ماان جاانس‬ ‫ساواه ِّ‬
‫َّصرف يف تلك األعيا ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫املا ؛ أل املا هو األعيا ‪ ،‬والتجارة‪ :‬الت َ‬
‫والثاين‪ :‬أ املستثىن كو ٌ ‪ ،‬والكو ُ ليس ماال من األموا (‪.)1‬‬

‫‪ )2‬لو أفر رجل آل ر فقا ‪ :‬لَهُ َعلَ َّي أل ُ دينار ال ثواب‪.‬‬


‫فعلى القو بعدم صحة االستثناه من غري اجلنس يكو فوله‪ « :‬ال ثواب» لغوا‬
‫وتلزمه األل كاملة‪.‬‬
‫وعلى القو بصحة االستثناه من غري اجلنس ال يَا ْلغى فوله‪ « :‬ال ثواب»‪ ،‬وتسقط‬
‫فيمة الثوب من األل (‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬شرح خمتصر الروضة (‪ ،)212/2‬والدر املصو (‪ ،)663/3‬والتحرير والتنوير (‪.)23/2‬‬


‫(‪ )2‬شرح خمتصر الروضة (‪.)210/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪71‬‬
‫القاعدة اخلامسة عشرة‪:‬‬
‫حيمل املطلق على املقيد‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬واملقيد ابلصية حيمل عليه املطلق كالرفبة فيدت ابإلميا يف بعض‬
‫املواضع وأطلقت يف بعض‪ ،‬فيحمل املطلق على املقيد»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫وحيما ا ا ا ا اال املطلا ا ا ا ا ااق مهما ا ا ا ا ااا وجا ا ا ا ا اادا ‪ ‬علا ا ااى الا ا ااذي ابلوص ا ا ا منا ا ااه فُايِّا ا اادا‬
‫مقي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد يف القت ا ا ا ا ا ا ا ا ا اال ابإلمي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا‬ ‫‪‬‬ ‫فمطل ا ا ا ا ا ا ا ااق التح ا ا ا ا ا ا ا اارمي يف األمي ا ا ا ا ا ا ا ااا‬
‫عل ا ا ا ا ااى ال ا ا ا ا ااذي فُايِّ ا ا ا ا ااد يف التكي ا ا ا ا ااري‬ ‫‪‬‬ ‫فيحما ا ا ا ا ا ا اال املطلا ا ا ا ا ا ا ااق يف التحريا ا ا ا ا ا ا اار‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫وكار اجلاويين لالاة مان لااالت محال املطلاق علاى املقيَّاد‪ ،‬وهاي‪ :‬أ يات ِّ‬
‫َّح َاد الْ ُمطلَا ُاق‬ ‫َ‬
‫احلُكْم وخيتليا يف السبب‪.‬‬
‫والْ ُم َقيَّد يف ْ‬
‫وهذه الصورة هي املقصودة ‪-‬غالبا ‪ -‬وا وُكر محل املطلق على املقيَّد‪ ،‬لذا اكتياى‬
‫هبا اجلويين يف هذا املختصر‪.‬‬
‫ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬ ‫ومثَّل هلا بقو هللا تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍﮎﭼ [اجملادلة‪ ،]3 :‬مع فوله جل يف عُاله‪:‬‬
‫ﭠﭼ [النساه‪.]12 :‬‬
‫فالرفَبة املأمور إبعتافها يف اآلياة األوىل ُمطلَ َقاةٌ َمل تُا َقيَّاد ابإلمياا وال بغاريه‪ ،‬ويف اآلياة‬
‫َّ‬
‫ولكْم اآليَاتَا ْني والاد‪ ،‬وهاو وجاوب اإلعتااق‪ ،‬وساببهما خمتلا ‪،‬‬ ‫الثانية ُم َقيَّدةٌ ابإلميا ‪ُ ،‬‬
‫ِّو السبب يف األوىل الظهار‪ ،‬ويف الثانية فتل اخلطأ(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)42‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬احملصو للرازي (‪ ،)144/3‬وشرح خمتصر الروضة(‪ ،)631/2‬واجملموع املذهب يف‬
‫فواعد املذهب (‪.)21/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪72‬‬
‫ُح ْك ُمها‪ :‬ا تل األصوليو فيها‪ ،‬ووهب اجلويين هنا ىل ما وهب ليه اجلمهور‬
‫وهو محل املطلق على املقيَّد‪ ،‬وهلم طريقا يف احلمل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬حيمل املطلق على املقيد من طريق الليظ ووضع اللغة‪ ،‬فيجب احلمل على‬
‫كل لا ما مل مينع منه مانع (‪.)1‬‬
‫جيب‬
‫الثانية‪ :‬ال ُحيمل الْ ُمطلَق على الْ ُمقيَّد ال أ يد القياس على تقييده‪ ،‬فال ُ‬
‫ف اجلامع بينهما وفام فياس صحيح (‪.)2‬‬‫محَْل ُمطلَ ٍق على ُم َقيَّ ٍد ال وا عُ ِّر َ‬
‫وهناك حاالت أخرى حلمل املطلق على املقيد‪ ،‬منها‪:‬‬
‫احلال األوىل‪ :‬أ يكو الْ ُمطلَق والْ ُمقيَّد خمُْتَلِّ َي ْني يف لكمهما وسبَبِّهما‪.‬‬
‫ﮨﮩﭼ‬ ‫مثاهلا‪ :‬فو هللا تعاىل يف كيارة الظهار‪ :‬ﭽﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬

‫[اجملادلة‪ ]4 :‬مع فوله تعاىل‪ :‬ﭽﮈ ﮉ ﮊ ﮋﭼ [الطالق‪ ،]2 :‬فليظ «مسكني»‬


‫يف اآلية األوىل ُمطْلَق‪ ،‬ولكمها‪ :‬وجوب اإلطعام‪ ،‬وسببها‪ :‬تكيري ونب الظهار‪ .‬وأما‬
‫الشاهدا ابلعدالة‪ ،‬ولكمها‪ :‬وجوب اإلشهاد‪ ،‬وسببها‪:‬‬
‫َ‬ ‫اآلية الثانية فقد فُايِّد فيها‬
‫االستيثاق يف احلقوق والعقود‪.‬‬

‫االتياق‬
‫َ‬ ‫ول َكى‬
‫حكمها‪ :‬أ الْ ُمطْلَ َق يَاْبا َقى على طالفه وال ُحي َم ُل على املقيَّد‪َ ،‬‬
‫(‪ )1‬وبه فا املالكية والشافعية‪ ،‬واحلنابلة يف فو لكل منهم‪.‬‬
‫ينظ اار‪ :‬لك ااام اليص ااو (‪ ،)220/1‬وميت اااح الوص ااو (‪ )244‬واجملم ااوع امل ااذهب يف فواع ااد‬
‫امل ا ااذهب (‪ ،)21/2‬والتمهيا ا ااد لإلس ا اانوي (‪ ،)331‬وتشا ا ااني املسا ا ااامع (‪،)210-216/2‬‬
‫العدة يف أصو اليقه (‪ ،)632-630/2‬والتمهيد أليب اخلطاب (‪.)121-127/2‬‬
‫ب ىل اجلمهور‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫(‪ )2‬وهو فو للمالكية‪ ،‬وللشافعية عليه أكثرهم‪ ، ،‬وبه فا أكثر احلنابلة‪ ،‬ونُس َ‬
‫ينظ ا ا اار‪ :‬لك ا ا ااام اليص ا ا ااو (‪ ،)220/1‬احملص ا ا ااو الب ا ا اان الع ا ا ااريب (‪ ،)172‬فواط ا ا ااع األدل ا ا ااة‬
‫(‪ ،)424-423/1‬واحملصا ااو لل ا ارازي (‪ ،)142/3‬واإللك ا ااام لآلم ا اادي (‪ ،)2/3‬والتمهي ا ااد‬
‫أليب اخلط اااب (‪ ،)121-127/2‬وش اارح خمتص اار الروض ااة (‪ )647/2‬وش اارح الكوك ااب املن ااري‬
‫(‪.)473-471/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪73‬‬
‫على ولك َمجع من األصوليني(‪ ،)1‬ويف كالم بعضهم شارةٌ ىل وجود الف يف هذه‬
‫احلالة(‪.)2‬‬

‫احلال الثانية‪ :‬أ يتحد الْ ُمطْلَ ُق والْ ُم َقيَّ ُد يف احلكم والسبب َمعا‪.‬‬
‫ﭽﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ‬ ‫ومن أمثلتها‪ :‬فو هللا تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫ﰇﭼ [املائدة‪ ،]2 :‬مع فوله سبحانه‪:‬‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦﭼ [البقرة‪ ،]210 :‬فحكمهما والد‪ ،‬وهو‬
‫ط العمل أُطْلِّق يف‬
‫لباط العمل‪ ،‬وسببهما والد‪ ،‬وهو الردة عن دين اإلسالم‪ ،‬و لبا ُ‬
‫اآلية األوىل وَمل ياُ َقيَّد ابملوت على الردة وال بغريه‪ ،‬وفُايِّ َد يف اآلية الثانية ابملوت على‬
‫ِّ‬
‫الرَّدة(‪.)3‬‬
‫االتياق على ولك مجَْ ٌع من‬
‫َ‬ ‫ول َكى‬ ‫وحكمها‪ :‬أ الْ ُمطلَ َق َجيب محَْلُه على الْ ُمقيَّد‪َ ،‬‬
‫أهل األصو (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪-‬مثال‪ :-‬التقريب واإلرشاد (‪ ،)371-372/3‬والوصو ىل األصو (‪،)220/1‬‬


‫واحملصو للرازي (‪ ،)141/3‬وشرح تنقيح اليصو (‪ ،)266‬وتقريب الوصو (‪،)167‬‬
‫واجملموع املذهب يف فواعد املذهب (‪ ،)26/2‬واإلهباج (‪ ،)1227/4‬وميتاح الوصو‬
‫(‪.)244-243‬‬
‫(‪ )2‬ولاك أ أاب الولياد البااجي فاا يف لكاام اليصاو (‪ . . .« :)226/1‬فاملشاهور مان أفاوا‬
‫اذهب‬
‫العلماه أ املطلق ال حيمل على املقيد» اه‪ ،‬وأنكر على القاضي عباد الوهااب َج ْعلَاه م َ‬
‫مالااك ‪-‬رمحهمااا هللا تعاااىل‪ -‬يف هااذه احلالااة محَْا َال املطلااق علااى املقيااد‪ .‬وينظاار‪ :‬البحاار احملاايط‬
‫(‪ ،)17-1/2‬وتشني املسامع (‪.)214/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬يضاح احملصو (‪ ،)324‬واجملموع املذهب يف فواعد املذهب (‪.)26/2‬‬
‫املازِّري ‪-‬رمحهما هللا تعاىل‪ -‬أنه جعل اآليتني َّ‬
‫املتلوتَا ْني مثاال للمطلق واملقياد‬ ‫ونقل القرايف عن َ‬
‫الاذين احتااد لكمهمااا وا تلا سااببهما‪ ،‬انظاار‪ :‬العقااد املنظااوم (‪ ،)471/2‬ونيااائس األصااو‬
‫(‪.)2222/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظاار ‪-‬مااثال‪ :-‬التقريااب واإلرشاااد (‪ ،)371-372/3‬والوصااو ىل األصااو (‪= ،)226/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪74‬‬
‫احلكم ويات ِّ‬
‫َّح َدا يف السبب‪.‬‬ ‫احلال الثالثة‪ :‬أ َخيْتَل الْ ُمطلَق والْ ُم َقيَّد يف ُْ َ‬
‫ومن أمثلتها‪ :‬فو هللا تبارك وتعاىل يف التيمم‪ :‬ﭽﭽ ﭾ ﭿ‬

‫ﭽﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﮀﮁﭼ [املائدة‪ ]6 :‬مع فوله سبحانه يف الوضوه‪:‬‬


‫ﭜﭼ [املائدة‪ ،]6 :‬فأطْلَ َق األيْ ِّدي يف التيمم ومل يُقيِّدها بغاية‪ ،‬وفَايَّدها يف الوضوه‬
‫بغاية هي الْ ِّم ْرفَق‪ ،‬والسبب فيهما والد‪ ،‬وهو التطهري من احلدث‪ ،‬واحلكم خمتل ‪ ،‬و‬
‫األيْ ِّدي يف التيمم مأمور ِّمبَ ْس ِّحها‪ ،‬ويف الوضوه مأمور بغَ ْسلِّها(‪.)1‬‬
‫ُح ْكمها‪ :‬لكى بعض األصوليني االتياق على عدم أ املطلق ال حيمل على املقيد(‪.)2‬‬
‫وصرح بعضهم بوجود اخلالف(‪.)3‬‬
‫ضى املذهب‪ :‬محَْ ُل الْ ُمطلَق على الْ ُمقيَّد‬ ‫وم ْقتَ َ‬
‫قال احلافظ العال ي‪ُ . . .« :‬‬
‫ابلوص اجلامع أيضا‪ ،‬والقو أب ولك من نيس الليظ بعي ٌد» اه(‪.)4‬‬

‫= وميتاح الوصو (‪.)242-241‬‬


‫وصاانيع بعااض األصااوليني يقضااي أب هااذه احلالااة جيااري فيهااا اخلااالف؛ فقااد ا تااار أبااو الوليااد‬
‫الباااجي أ املطلااق ال حيماال علااى املقيااد‪ ،‬انظاار كتابااه‪ :‬لكااام اليصااو (‪.)220-226/1‬‬
‫وما ا تاره مذهب احلنابلاة أيضاا يف رواياة‪ ،‬وكرهاا ابان اللحاام يف‪ :‬خمتصاره (‪ ،)122‬وفواعاده‬
‫(‪.)1762-1763/2‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬العقد املنظوم (‪ ،)471/2‬واجملموع املذهب يف فواعد املذهب (‪ ،)21/2‬وميتاح‬
‫الوصو (‪.)240-246‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اإللكام لآلمدي (‪ ،)6/3‬وخمتصر ابن احلاجب مع شرله للعضد (‪ ،)236‬وحتية‬
‫املسؤو (‪.)267/3‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬ميتاح الوصو (‪ ،)242‬وتقريب الوصو (‪ ،)167-121‬وصرح احلنابلة يف هذه‬
‫صنيع ابن اللحام يف‪ :‬فواعده (‪-1767/2‬‬ ‫لكن َ‬
‫احلالة أب املطلق ال حيمل على املقيد‪َّ ،‬‬
‫‪ ) 1763‬يومئ ىل أ هلم رواية حبمل املطلق على املقيد‪ . .‬ينظر‪ :‬التمهيد أليب اخلطاب‬
‫(‪ ،)101/2‬وشرح خمتصر الروضة (‪ ،)644/2‬وشرح الكوكب املنري (‪.)312/3‬‬
‫(‪ )4‬اجملموع املذهب يف فواعد املذهب (‪ .)21/2‬ووكر أبو املظير السمعاين يف فواطع األدلة =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪75‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫سبق التمثيل للقاعدة‪ ،‬ومن اليروع الدا لة حتت احلالة اليت وكرها اجلويين يف‬
‫الورفات وهي احتاد احلكم وا تالف السبب‪:‬‬

‫ما أمر هللا به سبحانه وتعاىل من اإلشهاد يف الطالق والرجعة مع تقييد ولك‬
‫ابلعدالة بقوله تعاىل وكره‪ :‬ﭽﮈ ﮉ ﮊ ﮋﭼ [الطالق‪ ،]2 :‬بينما أطلق يف غري‬
‫ﭽﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ما آية عن فيد العدالة حنو فوله جل شأنه يف املداينة‪:‬‬
‫ﮌ ﭼ [البقرة‪ ]222 :‬فيُحمل املطلق على املقيد أب ُحيكم ابشرتاط العدالة يف كل‬
‫شهادة(‪ ،)1‬وفد احتد احلكم هنا‪ ،‬وا تل السبب‪.‬‬
‫‪‬‬

‫= (‪ )422-424/1‬يف هذه احلالة فولني‪ ،‬ومل ينسبهما ىل فائل ُم َع َّني‪.‬‬


‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح تنقيح اليصو (‪.)260‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪76‬‬
‫القاعدة السادسة عشرة‪:‬‬
‫خيصص الكتاب بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وجيوز ختصيص الكتاب ابلكتاب‪ ،‬وختصيص الكتاب ابلسنة»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫وس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اانة بس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اانة ِّ‬
‫ختص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااص‬ ‫‪‬‬ ‫مثَّ الكتا ا ا ا اااب ابلكتا ا ا ا اااب صص ا ا ا ا اوا‬
‫وعكسا ا ا ااه اسا ا ا ااتعمل يكا ا ا اان ص ا ا ا اوااب‬ ‫‪‬‬ ‫و صص ا ا ا ا ا ا ا ا اوا ابلسا ا ا ا ا ا ا ا اانة الكتا ا ا ا ا ا ا ا ااااب‬

‫تكلم اجلويين هنا عن مسألتني‪ ،‬وتيصيلها يف اآليت‪:‬‬


‫املسألة األوىل‪ :‬ختصيص الكتاب لكتاب‪.‬‬
‫جيوز ختصيص الكتاب ابلكتاب‪ ،‬وهذا فو مجهور األصوليني‪ ،‬الفا لبعض أهل‬
‫الظاهر(‪.)3‬‬
‫ومن فروع هذه املسألة‪:‬‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ‬ ‫‪ )1‬فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ [البقرة‪:‬‬
‫‪ .]234‬وفيها أ َّ املرأة املتو عنها زوجها متكث يف عدنا أربعة أشهر وعشرا‪،‬‬
‫ص هذا العموم بقوله تعاىل‪:‬‬
‫لكم عام يف مجيع من تو عنها زوجها‪ ،‬و ُ َّ‬
‫وهو ٌ‬
‫صت اآلية املرأة‬
‫ﮋ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﮊ [الطالق‪ .]4 :‬ليث َّ‬
‫احلامل من احلكم العام‪ ،‬وجعلت عدنا تنقضي بوضع احلمل‪ ،‬وال تنتظر أربعة‬
‫أشهر وعشرا‪.‬‬
‫ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﮊ [البقرة‪ .]222 :‬وفيها أ َّ‬ ‫‪ )2‬فوله تعاىل‪:‬‬ ‫ﮋﭸ ﭹ‬
‫املرأة املطلَّقة متكث يف عدنا ثالثة فروه‪ ،‬وهو لكم عام يف مجيع املطلقات‪،‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)42‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اإللكام لآلمدي (‪ ،)227/1‬العقد املنظوم (‪.)210/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪77‬‬
‫بقوله تعاىل‪ :‬ﮋﮁ‬ ‫ص هذا العموم‬
‫سواه كن مد وال هبن أو غري مد و هبن‪ ،‬و ُ َّ‬
‫ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ‬
‫صت اآلية املطلقات غري املد و هبن من‬
‫ﮒﮓ ﮊ [األلزاب‪ .]41 :‬ليث َ َّ‬
‫هذا احلكم‪ ،‬فإنه ال عدة عليهن‪.‬‬
‫‪ )3‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﮊ [البقرة‪ .]221 :‬وفيه حترمي نكاح‬
‫ص‬
‫املشركات‪ ،‬وهو لكم عام يف كل مشركة‪ ،‬كتابية كانت أو غري كتابية‪ ،‬و ُ َّ‬
‫َلل للمؤمنني‪ :‬ﮋ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫ِّ‬
‫هذا العموم بقوله تعاىل يف عد ما أ َ‬
‫صت اآلية الكتابيات‪ ،‬مع‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﮊ [املائدة‪ .]2 :‬ليث َ َّ‬
‫أ منهن من تقو ‪ :‬عيسى ا عليه السالم ا رهبا ا تعاىل هللا عما يقولو عُلُواًّ‬
‫كبرياا(‪.)1‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬ختصيص الكتاب لسنة‪.‬‬


‫صص هبا عموم النص من كتاب هللا تعاىل‪ :‬السنة النبوية املطهرة‬ ‫من األمور اليت ُخيَ َّ‬
‫الصحيحة‪ ،‬فالسنة خيصص هبا النص العام من القرآ مطلقا‪ ،‬سواه ُ ص هذا النص‬
‫ِّ‬
‫املخصص‬ ‫ص مبنيصل أم ال‪ ،‬وال فرق بني كو احلديث‬ ‫العام بقاطع أم ال‪ ،‬وسواه ُ َّ‬
‫لعام القرآ وصل لينا عن طريق التواتر‪ ،‬أو عن طريق اآللاد‪.‬‬

‫أما املتواتر فجعله البعض حمل اتياق(‪ ،)2‬وأما أ بار اآللاد فهي على ضربني(‪:)3‬‬
‫أحدمها‪ :‬ما أمجعت األمة على العمل هبا‪ ،‬كقوله ‪« :‬ال وصية لوارث»(‪،)4‬‬

‫حمرمااا عنااد‬
‫(‪ )1‬ورد عاان مجاعااة ماان الصااحابة والتااابعني القااو إبابلااة نكاااح الكتابيااات‪ ،‬ولااو كااا َّ‬
‫الصحابة لظهر منهم نكري أو الف‪ ،‬ويف ولك دليل على اتيافهم على جوازه‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ألكام القرآ للجصاص‪.)333/1( :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اإللكام لآلمدي (‪.)222 ،227/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬فواطع األدلة (‪.)360-362/1‬‬
‫(‪ )4‬أ رجا ااه أبا ااو داود يف كتا اااب الوصا ااااي‪ ،‬ابب ما ااا جا اااه يف الوص ا ااية ل ا اوارث با اارفم (‪= .)2207‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪78‬‬
‫وكنهيه ‪ ‬عن اجلمع بني املرأة وعمتها(‪ )1‬فيجوز ختصيص العموم به؛ أل هذه‬
‫األ بار مبنازلة املتواترة؛ النعقاد اإلمجاع على لكمها و مل ينعقد اإلمجاع على‬
‫روايتها‪.‬‬

‫والثاين‪ :‬ما مل جتمع األمة على العمل هبا‪ ،‬ومذهب األكثرين من املالكية والشافعية‬
‫واحلنابلة(‪ )2‬جواز ختصيص الكتاب هبا‪ .‬و طالق القاعدة عند اجلويين يد عليه‪.‬‬

‫ومن فروع هذه املسألة‪:‬‬


‫‪ )1‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮊ [النساه‪ ]11 :‬اآلية‪ ،‬ليث‬
‫ص منه ابلسنة‬‫جعل سبحانه املرياث جلميع األوالد‪ :‬املؤمن منهم والكافر‪ ،‬و ُ َّ‬
‫املسلم»(‪.)3‬‬
‫َ‬ ‫الكافر‬
‫ُ‬ ‫الكافر‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫املسلم‬
‫ُ‬ ‫الكافر بقوله ‪« :‬ال يرث‬

‫‪ )2‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﮊ [النور‪ .]2 :‬فيعم مجيع الزانة‪،‬‬


‫رمجه للزاين‬
‫ص منه ابلسنة اليعلية من رسو هللا ‪ ،‬وهي ما تواتر عنه من ْ‬ ‫و ُ َّ‬
‫صن يف وفائع ِّ‬
‫متيرفة‪ ،‬وفضااي خمتلية(‪.)4‬‬ ‫احمل َ‬
‫ْ‬

‫= والرتماذي يف كتااب الوصااااي‪ ،‬ابب ماا جاااه ال وصاية لاوارث‪ ،‬وفاا ‪« :‬لساان صاحيح»‪ ،‬باارفم‬
‫(‪ .)2127‬واباان ماجااه يف كتاااب الوصااااي‪ ،‬ابب ال وصااية ل اوارث باارفم (‪ .)2013‬وصااححه‬
‫األلباين (اإلرواه‪.)1622 :‬‬
‫(‪ )1‬أ رجه البخاري يف كتاب النكاح‪ ،‬ابب ال تنكح املرأة على عمتها‪ ،‬برفم (‪ )2117‬ومسلم‬
‫يف كتاب النكاح‪ ،‬ابب حترمي اجلمع بني املرأة وعمتها أو التها يف النكاح‪ ،‬برفم (‪.)1472‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬لكام اليصو (‪ ،)262/1‬والتبصرة (‪ ،)132‬وروضة الناظر مع النازهة (‪.)147/2‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه البخاري يف كتاب اليرائض‪ ،‬ابب ال يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم برفم‬
‫(‪ .)6064‬ومسلم يف كتاب اليرائض برفم (‪.)1614‬‬
‫أهل ِّملَّتَا ْني َش َّ ى)‪ ،‬فا عنه ابن امللَ ِّقن يف البدر املنري‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫وروي أيضا بليظ‪( :‬ال يتوارث ُ‬
‫(‪« :)224/0‬فاحلديث فوي و بشواهده»‪.‬‬
‫(‪ )4‬ثبت يف السنة‪ :‬رجم ماعز‪ ،‬والغامدية‪ ،‬وامرأة من ُجهينة‪ ،‬واليهوديني‪ ،‬واملرأة يف لديث =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪79‬‬
‫ص‬
‫‪ )3‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﮊ [املائدة‪ ،]3 :‬فيعم حترمي كل ميتة‪ ،‬و ُ َّ‬
‫منه ابلسنة ميتة البحر(‪ ،)1‬بقوله ‪( :‬هو الطهور ماؤه احلل ميتته) (‪َ ،)2‬وِّمبَا ثبت‬
‫موفوفا ولكمه لكم املرفوع(‪« :)3‬أللت لنا ميتتا ودما ‪ :‬فأما امليتتا فاجلراد‬
‫واحلوت‪ ،‬وأما الدما ‪ِّ ،‬‬
‫فالطحا والكبد»(‪.)4‬‬
‫﴿ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﴾‬ ‫‪ )4‬تاخصيص الصحابة آيَة اإلرث‪:‬‬
‫[النساه‪ ]11 :‬بقوله ‪« :‬ال نُورث ما تَـ َرْكناه صدقة»(‪.)2‬‬
‫‪ )2‬تاخصيص فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﮊ [البقرة‪ ]202 :‬مبا ورد عن النيب ‪ ‬من‬

‫= العسي ‪ ،‬واشتهر الرجم يف السنة اليعلية شهرة ال تدع جماال لإلنكار‪ .‬وفد أورد ابن لجر‪:‬‬
‫ألاديث وآثرا كثرية‪ ،‬وكاد أ يستوعب مجيع األلاديث يف ولك‪ ،‬فراجع‪ :‬التلخيص احلبري‬
‫(‪.)172-16/4‬‬
‫(‪ )1‬ميتاح الوصو (‪.)02‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه الرتمذي يف أبواب الطهارة عن رسو هللا ‪ ،‬ابب ما جاه يف ماه البحر أنه طهور‪،‬‬
‫برفم (‪ ،)61‬وأبو داود يف ابب الوضوه مباه البحر‪ ،‬برفم (‪ ،)23‬والنسائي يف ابب ماه‬
‫البحر‪ ،‬برفم (‪ .)21‬وفا الرتمذي لديث لسن صحيح‪ .‬وصححه األلباين يف اإلرواه‬
‫(‪ )43/1‬برفم (‪.)1‬‬
‫(‪ )3‬املوفوف‪ :‬ما أضي ىل الصحايب فوال له أو فعال‪ ،‬و ال عن فرينة تد على أ له لكم‬
‫الرفع‪ .‬واملرفوع‪ :‬ما أضي ىل النيب ‪ ‬فوال له‪ ،‬أو فِّ ْعال‪ ،‬أو تقريرا‪ ،‬أو مهاًّ‪ ،‬سواه أضافه ليه‬
‫َّ‬
‫صحايب أو ًتبعي أو َمن بعدمها‪ ،‬سواه اتصل سناده أم ال‪[ .‬توضيح األفكار‪،224/1 :‬‬
‫‪.]261‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه ابن ماجه يف األطعمة‪ ،‬ابب الكبد والطحا برفم (‪ .)3314‬ووكر ابن لجر يف‬
‫«التلخيص» (‪ )32/1‬أ الدارفطين وأاب زرعة وأاب لامت ا رمحنا هللا و ايهم ا صححوا وفيه‪،‬‬
‫وأ املوفوف عند البيهقي (‪ )224/1‬إبسناد صحيح‪ ،‬وهو و كا موفوفا فإ له لكم‬
‫الرفع؛ و مثله ال يقا ابالجتهاد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه مسلم يف كتاب اجلهاد والسري‪ ،‬ابب لكم الييه‪ ،‬برفم(‪.)1020‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪80‬‬
‫النهي عن بيوعات كثرية‪ ،‬منها هنيه عن بيع الدرهم ابلدرمهني(‪.)1‬‬
‫‪ )6‬تاخصيص فوله تعاىل‪ :‬ﮋﭟﭠﭡ ﭢﮊ [املائدة‪ ،]32 :‬بقوله ‪:‬‬
‫خص َس ِّرفة ما ُدو النِّصاب‬
‫فخ َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫«ال تقطع اليد إال يف ُربْع دينار فما فوقه» ‪َ ،‬‬
‫‪ )0‬ختصيص فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮬ ﮭ ﮊ [التوبة‪ ]2 :‬إب راج اجملوس منه‪ ،‬مبا ورد‬
‫من لديث عبد الرمحن بن عوف ‪ ‬مرفوعا‪ُ « :‬سنُّوا هبم سنة أهل الكتاب»(‪.)3‬‬
‫قال اآلمدي‪ :‬بعد وكره لكثري ِّمما سبق‪ « :‬ىل غري ولك من الصور ِّ‬
‫املتعددة‪ ،‬ولام‬
‫دليل اجلواز وزايدة»(‪.)4‬‬
‫الوفُوع ُ‬
‫يُوجد ملا فعلوه نكريٌ‪ ،‬فكا ولك مجاعا‪ ،‬و ُ‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه مسلم يف كتاب املسافاة‪ ،‬ابب الراب برفم (‪.)1222‬‬
‫تعا اااىل‪ :‬ﮋ ﭟ ﭠ‬ ‫(‪ )2‬أ رجا ااه البخا اااري وما ااا بعا ااده يف كتا اااب احلا اادود‪ ،‬ابب فا ااو هللا‬
‫ﭡ ﭢ ﮊ ويف كاام ياُْقطَااع؟ بارفم (‪ ،)6021‬ومساالم يف كتاااب احلاادود‪ ،‬ابب لااد السارفة‬
‫ونصاهبا برفم (‪.)1624‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه مالك يف «املوطأ» (‪ )264/1‬ووكر ابن عبد الرب‪ :‬أنه منقطع‪.‬‬
‫وأورد له ابن لجر‪ :‬طريقاا آ ار بساند لسان‪ .‬ينظار‪ :‬التمهياد (‪ ،)114/2‬والتلخايص احلباري‬
‫(‪ )322/3‬رفم (‪.)1642‬‬
‫(‪ )4‬اإللكام لآلمدي (‪.)226/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪81‬‬
‫القاعدة السابعة عشرة‪:‬‬
‫َّ‬
‫ختصص السنة بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وجيوز‪ ...‬وختصيص السنة ابلكتاب‪ ،‬وختصيص السنة ابلسنة»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫مثَّ الكتا ا ا ا اااب ابلكتا ا ا ا اااب صص ا ا ا ا اوا ‪ ‬وس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اانة بس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اانة ِّ‬
‫ختص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااص‬
‫وعكسا ا ا ااه اسا ا ا ااتعمل يكا ا ا اان ص ا ا ا اوااب‬ ‫‪‬‬ ‫و صص ا ا ا ا ا ا ا ا اوا ابلسا ا ا ا ا ا ا ا اانة الكتا ا ا ا ا ا ا ا ااااب‬

‫تكلم اجلويين هنا عن مسألتني‪ ،‬ومها‪:‬‬


‫املسألة األوىل‪ :‬ختصيص السنة لكتاب‬
‫وه ااذه املس ااألة فليل ااة شا اواهدها‪ ،‬وف ااد أمهله ااا بع ااض األصا اوليني؛ ْو مل يتطرفا اوا ىل‬
‫ومن تناوهلا مل ياُ َع ِّرج على وكر الشواهد عليها(‪.)3‬‬ ‫وكرها أصال‪َ ،‬‬
‫والقو جبواز ختصيص السنة ابلكتااب‪ ،‬نُ ِّساب ىل مجاعاة مان اليقهااه واملتكلماني‪،‬‬
‫وأومأ ليه أمحد(‪.)4‬‬
‫ومن أمثلة هذا النوع‪:‬‬
‫‪ )1‬فوله ‪« :‬ما قُ ِّطع من البَ ِّهيمة وهي َحيَّةٌ فهو َميِّت»(‪.)2‬‬
‫ﮋﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫ص منه الصوف‪ ،‬والشعر‪ ،‬والوبر(‪ ،)6‬بقوله تعاىل‪:‬‬
‫ُ َّ‬

‫(‪ )1‬منت الورفات(‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)42‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬التحبري شرح التحرير (‪.)2624/6‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬العدة أليب يعلى (‪ ،)261/2‬واملسودة (‪.)122‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه أمحد (‪ )233/36‬برفم (‪ .)21173‬وأبو داود يف كتاب الصيد‪ ،‬ابب يف ص ٍ‬
‫ايد فُ ِّطاع‬
‫ات بارفم‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫منه فطْعة برفم (‪ .)2222‬والرتمذي يف كتاب الصيد‪ ،‬ابب ما فُطع من احلي فهو مي ٌ‬
‫(‪ .)1427‬وفااا الرتم ااذي‪« :‬ل ااديث لس ا ٌان غري ااب»‪ .‬وأ رج ااه اب اان ماج ااه ب اارفم (‪)3216‬‬
‫كتاب الصيد‪ ،‬ابب ما فطع من البهيمة وهي لية‪.‬‬
‫(‪ )6‬الصوف للغنم‪ ،‬والوبر لإلبل‪ ،‬والشعر للمعز والبقر‪ .‬ينظر‪ :‬احملرر الوجيز (‪.)312/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪82‬‬
‫ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪﮊ [النحل‪.)1(]27 :‬‬
‫‪ )2‬فوله ‪« ‬خذوا عين‪ ،‬خذوا عين قد جعل هللا هلن سبيالً‪ُ :‬‬
‫البكر لبكر َجلْد ما ة ونفي‬
‫صص‬ ‫والر ْجم»(‪ )2‬فإ ولك يشمل احلر والعبد‪ ،‬فخ ِّ‬‫سنة‪ ،‬والثيب لثيب جل ُد ما ة َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﮋﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫العبد بقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﯓ ﯔﯕ ﮊ [النساه‪.]22 :‬‬
‫‪ )3‬فوله ‪« :‬ال تُـ ْقبَل صالةُ من أحدث حىت يتوضأ»(‪ )3‬ص منه ِّ‬
‫املتيمم آبية التيمم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ )4‬فوله ‪« :‬أ ُِّم ْرت أن أقاتل الناس حىت يقولوا‪ :‬ال إله إال هللا» ُ ص بقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮊ [التوبة‪.]21 :‬‬
‫‪ )2‬فوله ‪« :‬إن هللا جتاوز عن أميت ما حدثت به أنفسها»(‪ ُ )4‬ص بقوله تعاىل يف‬
‫َسْبق اللِّسا ابليمني‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ [البقرة‪ ،222 :‬املائدة‪.]21 :‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬ختصيص السنة لسنة‪.‬‬


‫ِّ‬
‫املخصصة للسنة‪ ،‬وهو صنيع كثري من العلماه؛‬ ‫مل ييصل اجلويين بني أنواع السنة‬
‫أل بعض هذه األنواع فد ال يوجد فيها شاه ٌد؛ ولذا اكتييت أبصل املسألة دو‬
‫اخلوض يف التيصيل(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬فا الزركشي يف البحر احمليط (‪« :)272/4‬هذا جعلنا العربة بعموم الليظ‪ ،‬فاإ احلاديث‬
‫احلااديث ورد علااى ساابب وهااو‪ُ « :‬لبِّااب ليااه الغاانم واإلباال»‪ ،‬فااإ اعتااربان صااوص َّ‬
‫الساابب‬
‫فليس احلديث عاماًّ»‪.‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه مسلم كتاب احلدود‪ ،‬ابب لد الزَّن‪ ،‬برفم (‪.)1617‬‬
‫ب ال تاُ ْقبَاال صااالة بغااري طهااور باارفم (‪ .)132‬ومساالم‬
‫(‪ )3‬أ رجااه البخاااري يف كتاااب الوضااوه‪ ،‬اب ٌ‬
‫يف كتاب الطهارة‪ ،‬ابب وجوب الطهارة للصالة برفم (‪.)222‬‬
‫(‪ )4‬أ رجااه البخاااري كتاااب الطااالق‪ ،‬ابب الطااالق يف اإلغااالق وال ُكااره ب ارفم (‪ .)2261‬ومساالم يف‬
‫كتاب اإلميا ‪ ،‬ابب جتاوز هللا عن لديث النيس واخلواطر ابلقلب وا مل تستقر برفم (‪.)120‬‬
‫صات‪ :‬األو ‪ :‬ختصيص السنة املتاواترة ابلسانة‬ ‫ِّ‬
‫(‪ )2‬يد ل حتت هذه املسألة أربعة أنواع من املخص َ‬
‫ابلسنة املتواترة‪ .‬الثاين‪ :‬ختصايص السانة املتاواترة ابلسانة اآللادياة‪ .‬الثالاث‪ :‬ختصايص ختصايص =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪83‬‬
‫وفد وهب مجهور أهل العلم ىل جواز ختصيص السنة ابلسنة‪ ،‬ونسب اخلالف‬
‫ىل داود الظاهري‪ ،‬والبافالين(‪.)1‬‬

‫ومن فروع املسألة ما أييت‪:‬‬


‫ثرايا(‪ :)3‬الْ ُع ْشر‪ ،‬وفيما ُس ِّقي لنضح‪:‬‬
‫‪ )1‬فوله ‪« :‬فيما سقت السماء والعيون‪ ،‬وكان َع ِّ‬
‫ف الْعُ ْشر» ‪ ،‬واحلكم عام يف القليل والكثري ِّمن اخلارج من األرض‪ ،‬و ُ َّ‬ ‫نِّ ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫ص‬ ‫ص ُ‬
‫منه ما نقص عن مخسة أوسق فال زكاة فيه‪ ،‬بقوله ‪« :‬ليس فيما دون مخسة أ َْو ُسق‬
‫صدقة»(‪.)4‬‬
‫خيصص به(‪ ،)2‬ومن ولك‬ ‫املخصصة‪ :‬التقرير‪ ،‬فهو مما َّ‬
‫َّ‬ ‫‪ )2‬ومما يد ل يف السنة‬
‫ختصيص ما يزكى من اخلارج من األرض برتكه ‪ ‬أ ذ الزكاة من اخلضروات(‪،)6‬‬
‫فال زكاة فيها‪.‬‬

‫= السنة اآللادية ابلسنة املتواترة‪ .‬الرابع‪ :‬ختصيص السنة اآللادية ابلسنة اآللادية‪.‬‬
‫(‪ )1‬ينظ اار‪ :‬اللم ااع (‪ ،)24‬وش اارح الكوك ااب املنااري (‪ ،)366/3‬رف ااع احلاج ااب (‪ ،)312/3‬التقري اار‬
‫والتحبري (‪.)412/2‬‬
‫(‪ )2‬العث ا اارى (بي ا ااتح املهمل ا ااة واملثلث ا ااة ولك ا ااي س ا ااكا ثني ا ااه)‪ ،‬ف ا ااا األزه ا ااري يف ن ا ااذيب اللغ ا ااة‬
‫(‪« :)324/2‬العثري من الزروع‪ :‬ما ُس ِّقي مباه السيل واملطار‪ ،‬وأجاري لياه املااه مان املساايل‪،‬‬
‫ول ِّير له عاثور‪ ،‬أي‪ :‬أَِّيت ُْجيرى فيه املاه ليه‪ .‬ومجع العااثور‪ :‬عاواثري»‪ ، .‬وينظار‪ :‬فاتح البااري‪:‬‬ ‫ُ‬
‫(‪.)376/3‬‬
‫(‪ )3‬أ رجااه البخاااري يف كتاااب الزكاااة‪ ،‬ابب العشاار فيمااا يسااقى ماان ماااه السااماه‪ ،‬واملاااه اجلاااري‪،‬‬
‫برفم (‪ .)1423‬ومسلم يف كتاب الزكاة‪ ،‬ابب ما فيه العشر أو نص العشر‪ ،‬برفم (‪.)121‬‬
‫(‪ )4‬أ رجااه البخاااري كتاااب الزكاااة‪ ،‬ابب لاايس فيمااا دو مخسااة أوسااق صاادفة‪ ،‬باارفم (‪.)1424‬‬
‫ومسلم يف أو كتاب الزكاة‪ ،‬برفم (‪.)101‬‬
‫(‪ )2‬لكااام اليصااو (‪ ،)204/1‬وروضااة الناااظر مااع الن اازهة (‪ ،)146/2‬واإللكااام لآلماادي (‪،)232/1‬‬
‫وفواتح الرمحوت (‪.)327/1‬‬
‫(‪ )6‬البحر احمليط (‪.)210-216/4‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪84‬‬
‫القاعدة الثامنة عشرة‪:‬‬
‫خيصص الكتاب والسنة بالقياس‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وختصيص النطق ابلقياس» أي‪ :‬وجيوز ختصيص النطق ابلقياس‪ ،‬مث‬
‫فا ‪ « :‬ونعين ابلنطق فو هللا تعاىل وفو الرسو ‪.)1(» ‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫وال ا ا ااذكر ابإلمج ا ا اااع خمص ا ا ااوص كم ا ا ااا ‪ ‬ف ا ا ااد ُ ا ا ا َّ‬
‫اص ابلقي ا ا اااس ك ا ا اال منهم ا ا ااا‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫خصص‪ ،‬أي سواه أكا القياس َجلِّيا أم َ ِّييا(‪ ،)3‬كما‬
‫أطلق اجلويين القياس امل ِّ‬
‫ُ‬
‫املخصص‪ ،‬سواه كا كتااب أم سنة‪ ،‬وختصيص العام النطقي ابلقياس‬ ‫َّ‬ ‫أطلق النطق‬
‫التخصيص أم َملْ يد له‪ ،‬هو فو املالكية(‪ ،)4‬والشافعية يف‬
‫ُ‬ ‫ُمطْلَقا‪ ،‬سواه د له‬

‫(‪ )1‬منت الورفات(‪ ،)12‬وصرح ابلوف يف الربها (‪.)422/1‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)42‬‬
‫اخلَِّياي‪:‬‬ ‫اجلَلِّاي‪ :‬فيااس العِّلَّاة‪ ،‬وهاو‪ « :‬ثباات احلكام يف اليارع بعلاة األصال»‪ .‬والقيااس ْ‬ ‫(‪ )3‬القيااس ْ‬
‫فياال هااو فياااس الشاابه‪ِّ ،‬ومماَّاا عُا ِّارف بااه فياااس الشاابه أنااه‪ « :‬حلاااق الياارِّع الْ ُمتَ ا َارِّدد بااني أصاالني‬
‫أبلاادمها الااذي َشابَا ُهه بااه أكثاار»‪ .‬وفياال‪ :‬اجللااي «مااا يظهاار فيااه املعااىن أي مااا فُطااع فيااه بنَا ْيا ِّاي‬
‫اليارق»‪ .‬وفيل‪« :‬ما كانت العلة اجلامعة فيه بني األصل واليرع منصوصاة أو ُْجم َمعاا عليهاا»‪،‬‬
‫وفياال‪« :‬مااا تبااادرت علتااه ىل اليهاام عنااد مساااع احلكاام»‪ ،‬كتعظاايم األبااوين ماان حتاارمي التااأفي ‪.‬‬
‫اخلَِّي ا ااي عك ا ااس اجلل ا ااي يف ه ا ااذه التع ا اااري كله ا ااا‪ .‬ينظ ا اار‪ :‬املستص ا اايى (‪،)340/3‬‬ ‫والقي ا اااس ْ‬
‫واحملص ا ااو للا ا ارازي (‪ ،)10-16/3‬وش ا اارح خمتص ا اار الروض ا ااة (‪ )202-204/2‬و(‪)223/3‬‬
‫و(‪ ،)421-424‬وتقري ااب الوص ااو (‪ ،)364-361‬وش اارح الكوك ااب املن ااري (‪)301-302/3‬‬
‫و(‪ )120/4‬و(‪.)271-270‬‬
‫(‪ )4‬وعليه أكثر املالكية‪ ،‬ينظر‪ :‬مقدمة ابن القصار (‪)12-14‬و(‪ ،)176-172‬و لكام‬
‫اليصو (‪ ،)201/1‬ولباب احملصو (‪ ،)211/2‬وشرح تنقيح اليصو (‪ ،)273‬والعقد‬
‫املنظوم (‪ ،)322/2‬وحتية املسؤو (‪.)221/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪85‬‬
‫ب ىل األئمة األربعة(‪ ،)3‬و ىل أكثر اليقهاه(‪.)4‬‬ ‫فو (‪ ،)1‬واحلنابلة(‪ ،)2‬ونُ ِّ‬
‫س‬
‫َ‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫الحها‪ ،‬نَـ َهى الْبَا ِّ َع‬
‫ص ُ‬
‫ِّ‬
‫ول هللا ‪ ‬نَـ َهى َع ْن بَـ ْي ِّع الثمار حىت يَـ ْب ُد َو َ‬ ‫‪ )1‬يف احلديث‪« :‬أ َّ‬
‫َن َر ُس َ‬
‫َوال ُْمبتاع»(‪ ،)2‬فقتضى احلديث بعمومه أ ال جيوز بيع الثمار فبل صاللها على‬
‫ُك ِّل لا ‪.‬‬
‫ولكِّ َي‬‫ووهب مجاهري العلماه ىل جواز بيع الثمرة فبل صاللها بشرط القطع ‪ُ -‬‬
‫صح‬ ‫صصوه من عموم ألاديث الباب ابلقياس؛ ألنه بايع معلوم ي ِّ‬ ‫مجاعا‪ ،-‬و َ َّ‬
‫َْ ٌ َ ٌ َ‬
‫فص َّح بْياعُه كسائر املبيعات‪.‬‬
‫فبضه لالة العقد‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫‪ )2‬فا هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭪ ﭫﭼ [البقرة‪ ،]202 :‬فقتضى عُ ُموم هذه اآلية حترمي الراب يف‬
‫ص مجاعا ابألصناف الواردة يف لديث عبادة ‪ ‬مرفوعا‪:‬‬ ‫مجيع األموا ‪ ،‬و ُ َّ‬
‫ْح‬ ‫ِّ‬ ‫الفضَّة ِّلفضَّة‪ ،‬والْبُـر لْبُـر‪ ،‬و َّ‬
‫الشعري َّ‬
‫لشعري‪ ،‬والت َّْمر لت َّْمر‪ ،‬والْمل ُ‬
‫لذهب‪ ،‬و ِّ‬
‫الذ َهب َّ َ‬
‫« َّ‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املستصيى (‪ ،)347/3‬وختريج اليروع على األصو للزجناين (‪ ،)222‬وبيا املختصر‬
‫(‪.)342-341/2‬‬
‫وفا ابن اليركاح يف شرح الورفات (‪( :)277‬هو الْ َم ْشهور من مذهب الشافعية) اه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬العدة يف أصو اليقه (‪ ،)221/2‬والواضح يف أصو اليقه (‪ ،)326/3‬وأصو ابن‬
‫ميلح (‪.)127/3‬‬
‫(‪ )3‬تنظر لكايته عنهم يف‪ :‬اإللكام لآلمدي (‪ ،)417/2‬وهناية الوصو للصيي اهلندي‬
‫(‪ ،)1623/4‬وبيا املختصر (‪ ،)347/2‬واإلهباج (‪ ،)1423/4‬والبحر احمليط يف أصو‬
‫اليقه (‪ ،)421/4‬وشرح الكوكب املنري (‪.)302/3‬‬
‫لكن احلنيية ال خيصصو العام ابلقياس مطلقا كما علمنا يف القو األو ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التقريب واإلرشاد (‪ ،)112/3‬وفواطع األدلة (‪ ،)320/1‬وميتاح الوصو (‪.)236‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه‪ :‬البخاري يف‪ :‬صحيحه‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب بيع الثماار فبال أ يبادو صااللها‪ ،‬بارفم‬
‫(‪ ،)2114‬ومساالم يف‪ :‬صااحيحه‪ ،‬كتاااب البيااوع‪ ،‬ابب النهااي عاان بيااع الثمااار فباال باادو صاااللها‬
‫بغري شرط القطع‪ ،‬برفم(‪.)3427‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪86‬‬
‫ل ِّْملْح‪ِّ ،‬مثْالً ِّمبِّثْل‪َ ،‬س َو ًاء بِّسواء‪ ،‬يَداً بيد ‪ )1(»...‬احلديث‪.‬‬
‫الستَة َغْياَرها ِّممَّا شاهبها‪ ،‬وأ رجوه من عموم‬
‫اهري العلماه ابألصناف ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أحلَ َق َمج ُ‬ ‫ْ‬
‫ضى فوهلم يف القاعدة‪.‬‬ ‫اآلية ابلقياس؛ عمال ِّمبُْقتَ َ‬
‫‪ )3‬يف احلديث‪« :‬ال يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم»(‪ ،)2‬د َّ عموم النهي يف‬
‫ص‬
‫احلديث على أ املسلم ال يرث الكافر مطلقا‪ ،‬ود ل املرتد يف عمومه‪ ،‬مثَّ ُ َّ‬
‫منه ابلقياس‪ ،‬وهو‪ :‬أ توريث ما املرتد لعموم املسلمني كا لسبب والد وهو‬
‫اإلسالم‪ ،‬وتوريث أفرابئه من املسلمني كا لسببني‪ :‬اإلسالم والقرابة‪ ،‬فافتضى‬
‫القياس توريث من أدىل بسببني ألنه أفوى‪.‬‬
‫‪ )4‬فا هللا تعاىل‪ :‬ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ [البقرة‪ ،]226 :‬فإنه يعم احلر‬
‫ص املالكية من هذا العموم العبد ابلقياس‪ ،‬ليث يتنص يف لقه‬
‫والعبد‪ ،‬و َ َّ‬
‫بعض األلكام كالطالق واحلدود وحنوها‪ ،‬فيتنص مدة اإلياله أيضا فياسا‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أ رجااه مساالم يف‪ :‬صااحيحه‪ ،‬كتاااب املسااافاة‪ ،‬ابب الصاارف وبيااع الااذهب ابلااورق نقاادا‪ ،‬باارفم‬
‫(‪.)4747‬‬
‫(‪ )2‬أ رجااه البخاااري يف كتاااب الي ارائض‪ ،‬ابب ال ياارث املساالم الكااافر وال الكااافر املساالم‪ ،‬ب اارفم‬
‫(‪ ،)6064‬ومسلم يف أو كتاب اليرائض(‪.)1614/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪87‬‬
‫القاعدة التاسعة عشرة‪:‬‬
‫يؤول الظاهر بالدليل‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬والظاهر ما التمل أمرين ألدمها أظهر من اآل ر‪ ،‬ويؤو الظاهر‬
‫ابلدليل‪ ،‬ويسمى ظاهرا ابلدليل»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫والظ ا ا اااهر امل ا ا ااذكور لي ا ا ااث أش ا ا ااكال ‪ ‬ميهوم ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه فبال ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اادليل أوال‬
‫مقيَّ ا ا ا ا ا ا ا ا اادا يف االس ا ا ا ا ا ا ا ا اام ابل ا ا ا ا ا ا ا ا اادليل‬ ‫‪‬‬ ‫وصا ا ا ا ا ا ااار بعا ا ا ا ا ا ااد ولا ا ا ا ا ا ااك التأويا ا ا ا ا ا اال‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫عرف اجلويين الظاهر‪ ،‬ومل يعرف التأويل‪ ،‬وهو حمل القاعدة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وعرفه األصوليو أبنه‪« :‬صرف الليظ عن معناه الظاهر ىل معىن حمتمل مرجوح‪،‬‬ ‫َّ‬
‫صريه راجحا»(‪.)3‬‬‫لدليل ي ِّ‬
‫ُ‬
‫ومن ال تعري التأويل السابق يُعلم أ َّ الواجب هو العمل ابلظاهر واتباعُه‪،‬‬
‫عما هو ِّ‬
‫ظاهٌر فيه ال مبا هو أفوى منه‪ ،‬وفد ُل ِّكي االتياق على ولك(‪.)4‬‬ ‫صْرفُه َّ‬
‫وال جيوز َ‬
‫قال ِّ‬
‫دي‪ . . .« :‬و وا عُ ِّر َ‬
‫ف معىن التأويل فهو َمقبوٌ َمعموٌ به وا َحتَ َّق َق مع‬ ‫اآلم ُّ‬
‫ُش ُروطه‪ ،‬وَملْ يَاَزْ علماهُ األمصار يف كل عصر من عهد الصحابة ىل زمننا عاملني به‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)10‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)27‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬التحبري (‪ ،)2227 ،2612/6‬رفع احلاجب (‪ ،)230/2‬البحر احمليط (‪.)32 - 30/2‬‬
‫األسرار للبخاري (‪)122/1‬و(‪ ،)63/2‬وجامع األسرار‬ ‫(‪ )4‬تنظر لكاية االتياق يف‪ :‬كش‬
‫(‪.)321-327/2‬‬
‫وراجا ااع‪ :‬تقا ااومي أصا ااو اليقا ااه (‪ )274/1‬و(‪ ،)270‬واليقيا ااه واملتيقا ااه (‪ ،)233/1‬و لكا ااام‬
‫اليصا ااو (‪ ،)116/1‬وأصا ااو السر سا ااي (‪ ،)164/1‬ومي ا ازا األصا ااو (‪ ،)367‬وروض ا ااة‬
‫الناظر (حباشية نزهة اخلاطر) (‪ ،)21-27/2‬والبحر احمليط يف أصو اليقه (‪.)32/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪88‬‬
‫من غري نكري» اه(‪.)1‬‬
‫تأوٍ بيا ُ‬
‫ب على كل ُم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫فصل علماه األصو يف شروطه‪ ،‬ومن أمهها‪ :‬أنه َجي ُ‬ ‫وفد َّ‬
‫ْأمَريْن‪:‬‬
‫ف الظاهر‬ ‫ص ْر ُ‬
‫رجوح مع الظاهر‪ ،‬أي املعىن الذي يُر ُاد َ‬ ‫األول‪ :‬بيا االلتما الْ َم ُ‬
‫ليه‪.‬‬
‫عضد االلتما املرجوح ويقويه‪ ،‬ل ى يُقدَّم على الظاهر‪،‬‬ ‫الثاين‪ :‬بيا الدليل الذي ي ِّ‬
‫ُ‬
‫ِّ (‪)2‬‬ ‫َّ‬
‫دليل بقي التماال ُجمََّردا ال ياُْلتَا َيت ليه‪ ،‬ويسمى أتويال فاسدا ولَعبا ‪.‬‬
‫فإ مل يكن َ ت ٌ‬
‫والبد أ يكو دليل التأويل راجحا‪.‬‬
‫الصارف لليظ‬
‫ُ‬ ‫الدليل‬
‫ُ‬ ‫قال اآلمدي يف َع ِّده شروط التأويل املقبول‪ ...« :‬وأ يكو‬
‫مدلولُه ِّ‬
‫الظاه ُر راجحا على ظهور الليظ يف مدلوله؛ ليتحقق صرفه عنه ىل غريه‪ ،‬و الَّ‬
‫فبتقدير أ يكو َم ْرجولا ال يكو صارفا وال معموال به اتِّيافا‪ .‬و كا ُم ِّ‬
‫ساواي‬
‫لظهور الليظ يف الداللة من غري ترجيح؛ فغايتُه جياب التَّاَردد بني االلتمالني على‬
‫الس ِّويَّة‪ ،‬وال يكو ولك أتويال » اه(‪.)3‬‬
‫َّ‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫ملا كا األصل محل الكالم على ظاهره ال وا د َّ الدليل الصارف على رادة غري‬
‫هذا الظاهر فيحمل الكالم على ما د َّ عليه الدليل‪ ،‬فكذلك يف كل أصل ُ‬
‫ص ِّرف‬
‫بدليل‪ ،‬ومن ولك‪:‬‬

‫(‪ )1‬اإللكام له (‪.)60/3‬‬


‫(‪ )2‬ينظاار‪ :‬يضاااح احملصااو (‪ ،)322-326‬وروضااة الناااظر (حباشااية نزهااة اخلاااطر) (‪-24/2‬‬
‫‪ ،)22‬واإللكااام لآلماادي (‪ ،)60/3‬وشاارح خمتصاار الروضااة (‪ ،)262/1‬واجملمااوع املااذهب‬
‫يف فواع ا ا ااد امل ا ا ااذهب (‪ ،)33-32/2‬وميت ا ا اااح الوص ا ا ااو (‪ ،)227‬وش ا ا اارح الكوك ا ا ااب املن ا ا ااري‬
‫(‪.)461/3‬‬
‫(‪ )3‬اإللكام له (‪ .)60/3‬وراجع‪ :‬البحر احمليط يف أصو اليقه (‪.)32/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪89‬‬
‫صرف الكالم من لقيقته ىل جمازه‪ ،‬ومن العموم ىل اخلصوص‪ ،‬ومن اإلطالق‬
‫ىل التقييد؛ و األصل بقاه العموم ل ى يثبت اخلصوص‪ ،‬وأ املطلق جيري على‬
‫طالفة ما مل يرد التقييد‪ ،‬واألصل يف األمر للوجوب ما مل يرد الصارف‪ ،‬والنهي للتحرمي‬
‫ما مل يرد الصارف‪ ،‬وغري ولك‪ ،‬لذا فإ يف فروع القاعدة فد ال تنحصر‪ ،‬وعليه‬
‫فيكتيى ببعض األمثلة اليت ترد يف كتب األصو ‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ )1‬يف احلديث‪« :‬غسل اجلمعة واجب على كل حمتلم»(‪ ،)1‬ظاهر األمر أنه للوجوب‪،‬‬
‫وصرف بعض العلماه احلديث على الندب‪ ،‬وجعلوا الدليل الصارف له‪ :‬كونه‬
‫املوافق لظاهر القرآ الذي جعل عموم الوضوه من األلداث‪ ،‬و صوص الغسل‬
‫من اجلنابة‪ .‬وكذا عمل الصحابة وفهمهم للحديث‪ ،‬ملا روي‪« :‬أ رجال من‬
‫أصحاب رسو هللا ‪ ‬د ل املسجد يوم اجلمعة وعمر بن اخلطاب خيطب‪،‬‬
‫فقا عمر‪ :‬أية ساعة هذه؟ فقا ‪ :‬اي أمري املؤمنني انقلبت من السوق‪ ،‬فسمعت‬
‫النداه فما زدت على أ توضأت‪ .‬فقا عمر‪ :‬والوضوه أيضا‪ ،‬وفد علمت أ‬
‫رسو هللا ‪ ‬كا أيمر ابلغسل »(‪ ،)2‬واستشهد به الشافعي على االستحباب؛‬
‫أل الرجل هو عثما هنع هللا يضر‪ ،‬فرتك الغسل‪ ،‬ومل خيرج من السجد ليغتسل‪ ،‬ومل أيمره‬
‫عمر بذلك‪ ،‬فقا الشافعي‪ « :‬د َّ هذا على أ عمر وعثما فد علما أمر النيب ‪‬‬
‫ابلغسل على األلب‪ ،‬ال على اإلجياب للغسل الذي ال جيزئ غريه» (‪.)3‬‬
‫‪ )2‬يف احلديث‪« :‬أن النب ‪ ‬عامل أهل خيرب بشطر ما خيرج منها من مثر أو زرع»(‪.)4‬‬
‫وظاهر هذا احلديث جواز كراه األرض ببعض ما خيرج منها‪ ،‬لكن يرتك هذا‬
‫الظاهر ملا جاه من النهي يف لديث رافع بن ديج ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬فا ‪« :‬كنا حنافل‬

‫(‪ )1‬أ رجه البخاري يف كتاب اجلمعة‪ ،‬ابب فضل الغسل يوم اجلمعة‪ ،‬برفم (‪ ،)201‬ومسلم يف‬
‫كتاب اجلمعة‪ ،‬ابب الطيب والسواك يوم اجلمعة‪ ،‬برفم (‪.)246‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه الشافعي بسنده يف ا تالف احلديث‪ ،‬ابب غسل اجلمعة ص (‪.)141‬‬
‫(‪ )3‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )4‬سبق خترجيه يف القاعدة العاشرة‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪90‬‬
‫األرض على عهد رسو هللا ‪ ‬فنكريها ابلثلث‪ ،‬والربع‪ ،‬والطعام املسمى‪،‬‬
‫فجاهان وات يوم رجل من عموميت فقا ‪ :‬هناان رسو هللا ‪ ‬عن أمر كا لنا‬
‫انفعا‪ ،‬وطواعية هللا ورسوله أنيع لنا‪ ،‬هناان أ حنافل ابألرض‪ ،‬فنكريها على‬
‫الثلث‪ ،‬والربع‪ ،‬والطعام املسمى‪ ،‬وأمر رب األرض أ يزرعها‪ ،‬أو يزرعها وكره‬
‫كراهها وما سوى ولك»(‪.)1‬‬
‫‪ )3‬فا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ [النساه‪ ]2 :‬وظاهر ليظ ﭽ ﭱ ﭼ ملن فقدوا‬
‫آابههم دو سن البلوغ‪ ،‬ولكن هذا املعىن مصروف عن معناه احلقيقي ىل معناه‬
‫ﭽﯫ‬ ‫اجملازي‪ ،‬واملراد هبم يف اآلية البالغو الذي كانوا يتامى‪ ،‬بدليل فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﭼ [النساه‪]6 :‬فبيَّنت هذه اآلية أ لا دفع املا‬
‫يكو بعد البلوغ‪.‬‬
‫‪ )4‬فا تعاىل‪ :‬ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﭼ [البقرة‪ ]222 :‬والظاهر هو محل األمر على‬
‫الوجوب‪ ،‬لكنه مصروف ىل الندب‪ ،‬كما سبق يف القاعدة الثانية‪.‬‬
‫‪ ،]222‬وليظ‬ ‫ﭽﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭼ [البقرة‪:‬‬ ‫‪ )2‬فا تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﭸﭼ ظاهره يد ل فيه كل مطلقة؛ ألنه ليظ عام‪ ،‬وسواه كانت املطلقة‬
‫مد وال هبا أو ال‪ ،‬صغرية‪ ،‬أو كبرية آيسة أو وات ليض‪ ،‬وسواه كانت لامال‬
‫أو لائال‪ ،‬ولكن العموم مصروف ىل البعض‪ ،‬ويكو اخلارج مؤوال ابلدليل‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬يف كتاب البيوع‪ ،‬ابب كراه األرض ابلطعام برفم (‪.)1242‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪91‬‬
‫القاعدة العشرون‪:‬‬
‫حيمل فعل النبي ‪ ‬الذي على جهة القربة على الوجوب‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الندب‪ ،‬وقيل‪ :‬التوقف‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬فعل صالب الشريعة ال خيلو‪ :‬ما أ يكو على وجه القربة‬
‫دليل على اال تصاص‬ ‫والطاعة أو ال يكو ‪ .‬فإ كا على وجه القربة والطاعة فإ د َّ‬
‫ٌ‬
‫به فيحمل على اال تصاص‪.‬‬
‫و مل يد ال خيتص به؛ أل هللا تعاىل فا ‪ :‬ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ‬

‫[األلزاب‪ ،]21 :‬فيحمل على الوجوب عند بعض أصحابنا‪ ،‬ومن أصحابنا من فا ‪:‬‬
‫حيمل على الندب‪ ،‬ومنهم من فا ‪ :‬يتوف فيه‪ ،‬فإ كا على وجه غري وجه القربة‬
‫والطاعة فيحمل على اإلابلة»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫مجيعها ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا مرضا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااية بديعا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااة‬ ‫‪‬‬ ‫االب الش ا ا ا ا اريعة‬
‫أفع ا ا ا ا ااا ط ا ا ا ا ااه ص ا ا ا ا ا ُ‬
‫فطاع ا ا ا ا ا ا ا ااة أو ال فيع ا ا ا ا ا ا ا اال القرب ا ا ا ا ا ا ا ااة‬ ‫‪‬‬ ‫وكله ا ا ا ا ا ا ا ااا م ا ا ا ا ا ا ا ااا تُس ا ا ا ا ا ا ا اامى فرب ا ا ا ا ا ا ا ااة‬
‫دليله ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا كوص ا ا ا ا ا ا ا ا ا االه الص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااياما‬ ‫‪‬‬ ‫م ا ا ا اان اخلصوص ا ا ا اايات لي ا ا ا ااث فام ا ا ا ااا‬
‫وفيا ا ا اال موفا ا ا ااوف وفيا ا ا اال مسا ا ا ااتحب‬ ‫‪‬‬ ‫ولي ا ا ا ا ااث مل يق ا ا ا ا اام دليله ا ا ا ا ااا وج ا ا ا ا ااب‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫املقصود ابليعل هنا‪ :‬الفعل اجملرد‪ ،‬وفد أ رج اجلويين اليعل املختص ابلنيب ‪،‬‬
‫بقوله‪« :‬فإ د دليل على اال تصاص به فيحمل على اال تصاص»‪.‬‬

‫اجملرد هو‪ :‬ما فعله النيب ‪ ‬ابتداه من غري ٍ‬


‫سبب‪ ،‬ومل يوجد منه يف ولك‬ ‫والفعل َّ‬

‫وفرر يف الربها (‪ )414 -412/1‬ما َّفرره يف الورفات من احلمل على‬


‫(‪ )1‬منت الورفات (‪َّ .)12‬‬
‫اإلابلة مل يظهر وجه القربة‪.‬‬
‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)21‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪92‬‬
‫أمر ابتباع‪ ،‬وال هني(‪ ،)1‬فليس هو امتثاال‪ ،‬وال بياان‪ ،‬وال جبليا‪ ،‬وال خمتصا به‪.‬‬
‫وهو ال خيلو من لالني(‪:)2‬‬
‫ما أ يكو معلوم الصية من وجوب أو ندب أو ابلة‪ ،‬فيُحمل على ما دلت‬
‫عليه تلك الصية‪.‬‬
‫أو يكو غري معلوم الصية‪ ،‬وهذا مل يظهر فيه فصد القربة فهو اليعل املرسل‪،‬‬
‫وفيه الف(‪.)3‬‬
‫و ظهر فيه فصد القربة فهي مسألتنا‪ ،‬ووكر اجلويين ثالثة أفوا دو أ يبني‬
‫ا تياره‪.‬‬
‫والذي ا تاره يف الربها أنه يد على الندب ال مبجرد اليعل؛ أل اليعل ال صيغة‬
‫له‪ ،‬و َّمنا وهب ىل ولك ملا ثبت من فعل الصحابة أهنم «كانوا يتحرو ألنيسهم يف‬
‫القرابت ما يصح عندهم من فعل رسو هللا ‪ ‬وكانوا وا ا تليوا يف فربة فروى هلم‬
‫صادق موثوق به عن املصطيى ‪ ‬فعال كانوا يتبدرونه ابتدارهم أفواله وال ينكر هذا‬
‫منص ‪.)4(» ...‬‬
‫وفدَّم القو حبمله على الوجوب‪ ،‬و ىل هذا وهب أكثر املالكية‪ ،‬وبه فا‬
‫أصحاب الشافعي‪ ،‬وفو للحنابلة(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬فواطع األدلة (‪ ،)106/2‬والعدة (‪.)032/3‬‬


‫(‪ )2‬ينظ اار‪ :‬احملص ااو (‪ ،)323/3‬اإللك ااام (‪ ،)126/1‬البح اار احمل اايط (‪ ،)31-37/6‬فا ارارات‬
‫النيب ‪ ‬خلالد السبيعي (ص‪.)22-20‬‬
‫(‪ )3‬فيل‪ :‬حيمل على الوجوب‪ ،‬واألكثر على الندب‪ ،‬وفيل‪ :‬لإلابلة‪ ،‬وهو الراجح عند احلنابلة‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬املسودة (ص‪ ،)120‬البحر احمليط (‪.)32/6‬‬
‫(‪ )4‬الربها (‪ ،)124/1‬برفم (‪ .)477‬ونُسب للشاافعي‪ .‬ينظار‪ :‬املنخاو (ص‪ ،)312‬واحملصاو‬
‫(‪.)237/3‬‬
‫(‪ )2‬ينظا اار‪ :‬لكا ااام اليصا ااو للبا اااجي (ص‪ ،)223‬شا اارح تنقا اايح اليصا ااو (ص‪ ،)222‬التبصا اارة‬
‫(ص‪ ،)242‬العدة (‪ ،)030/3‬املسودة (ص‪.)120‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪93‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬فا عبدهللا بن عمر هنع هللا يضر‪« :‬كان رسول هللا ‪ ‬خيطب اخلطبتني قا ماً يفصل بينهما‬
‫جبلسة»(‪ ،)1‬فهذا فعل ظهر فيه فصد القربة‪ ،‬و الظاهر أ جلوسه بني اخلطبتني‬
‫حيمل فعال تشريعيا وليس لالسرتالة‪ ،‬ملواظبته عليه‪ ،‬فيحمل على اخلالف الوارد‬
‫يف املسألة‪.‬‬
‫‪ )2‬جاه يف لديث مالك بن احلويرث هنع هللا يضر‪« :‬أنه رأى النب ‪ ‬يصلي‪ ،‬فإذا كان يف وتر‬
‫من صالته مل ينهض حىت يستوي قاعدا»(‪ .)2‬وهي ما يسمى جبلسة االسرتالة‪،‬‬
‫وكانت عند اليراغ من الركعة األوىل‪ ،‬والثالثة‪ ،‬وعند النهوض للثانية والرابعة‪ ،‬وهو‬
‫فعل ظهر فيه فصد القربة‪ ،‬لكونه فعل دا ل الصالة‪ ،‬وفد ورد عنه ‪ ‬من الراوي‬
‫نيسه ‪-‬مالك بن احلويرث هنع هللا يضر‪ -‬فوله‪« :‬صلوا كما رأيتموين أصلي»(‪ ،)3‬فيحمل‬
‫على اخلالف الوارد يف املسألة‪.‬‬
‫‪ )3‬ورد يف لديث جابر هنع هللا يضر‪« :‬كان النب ‪ ‬إذا كان يوم عيد خالف الطريق»(‪،)4‬‬
‫فعل ظهر فيه وجه القربة الرتباطه ابلعبادة‪ ،‬وعليه استحب العلماه خمالية الطريق‬
‫يف يوم العيد وولك أ يذهب الشخص ىل املصلى من طريق ويرجع من طريق‬
‫آ ر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه البخاري يف كتاب اجلمعة‪ ،‬ابب القعدة بني اخلطبتني‪ ،‬برفم (‪.)226‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب صية الصالة‪ ،‬ابب من استوى فاعدا يف وتر من صالته مث هنض‬
‫برفم (‪.)021‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه البخاري كتاب األوا ‪ ،‬ابب كم بني األوا واإلفامة برفم (‪.)672‬‬
‫الطريق وا رجع يوم العيد‪ ،‬برفم‬ ‫(‪ )4‬أ رجه البخاري يف كتاب العيدين‪ ،‬ابب من ال‬
‫(‪.)143‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪94‬‬
‫القاعدة احلادية والعشرون‪:‬‬
‫حيمل اقراره ‪ ‬على ما أقر به من قول أو فعل‬
‫قال اجلويين‪« :‬و فرار صالب الشريعة على القو هو فو صالب الشريعة‪،‬‬
‫و فراره على اليعل كيعله»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫و أفا ا ا ا ا ا اار ف ا ا ا ا ا ا ااوَ غ ا ا ا ا ا ا ااريه ُجعِّا ا ا ا ا ا اال ‪ ‬كقول ا ا ا ااه ك ا ا ا ااذاك فِّع ا ا ا ا ٌال ف ا ا ا ااد فُعِّ ا ا ا اال‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫َّبني اجلويين يف كالمه السابق املراد ابلقاعدة‪ ،‬وفيَّده يف الربها ‪ :‬أب ال يكو‬
‫منافقا أو كافرا(‪ ،)3‬على ما سيأيت‪.‬‬
‫وإقرار النب ‪ :‬هو كيه ‪ ‬عن اإلنكار أو رضاه عن فو أو فعل صدر من‬
‫مسلم مكلَّ أو مميز مع علم النيب ‪ ‬به مع عدم املوانع(‪.)4‬‬
‫وقال ابن النجار‪« :‬أ يسكت النيب ‪ ‬عن نكار فعل أو فو فُعِّل أو فِّيل حبضرته‪،‬‬
‫أو يف زمنه من غري كافر‪ ،‬وكا النيب ‪ ‬عاملا به»(‪.)2‬‬

‫السابق يعرف شروط اعتبار اإلفرار‪ ،‬وهو لجة ابتياق‬


‫ومن ال التعري‬
‫لصل بشروطه‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬اتيق األصوليو على أ رسو هللا ‪ ‬وا أ َّفر نساان على ٍ‬
‫فعل‪،‬‬
‫فتقريره َّايه على أنه غري حمظور»(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)21‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الربها (‪.)441/1‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬فرارات النيب ‪ ‬خلالد السبيعي (‪.)63‬‬
‫(‪ )2‬شرح الكوكب املنري (‪.)114/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬التلخيص (‪ ،)246/2‬ومثله يف الربها (‪.)322/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪95‬‬
‫ونقل ابن لجر كذلك اتياق األصوليني‪ ،‬فقا ‪« :‬اتيقوا على أ تقريره ‪ ‬ملا‬
‫ييعل حبضرته‪ ،‬أو يقا ‪ ،‬أو يطلع عليه بغري نكار‪ ،‬دا على اجلواز»(‪.)1‬‬
‫وا تقرر ولك‪ ،‬فإ مسألتنا فيها احلديث عن أفسام اإلفرار(‪ )2‬ابعتبار القو‬
‫واليعل(‪ ،)3‬وبيانه اآليت‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬اإلقرار على القول‪.‬‬


‫مثاله‪ :‬ما جاه يف فو العجالين للنيب ‪« :‬لو أن رجال وجد مع امرأته ً‬
‫رجال‪ ،‬فتكلم‪،‬‬
‫جلدمتوه‪ ،‬أو قتل‪ ،‬قتلتموه‪ ،‬وإن سكت‪ ،‬سكت على غيظ»(‪.)4‬‬
‫فسكت عنه النيب ‪ ‬فد على كونه مصيبا يف فوله(‪.)2‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬اإلقرار على الفعل‪.‬‬
‫اّلل ‪ ‬وأان أصلي ركعتني‬
‫ومثاله‪ :‬لديث فيس بن عمرو هنع هللا يضر فا ‪« :‬رآين رسو َّ‬
‫بعد الصبح‪ ،‬فقا ‪ :‬ما هاًت الركعتا اي فيس؟ فقلت‪ :‬ايرسو هللا مل أكن صليت‬
‫ركعيت اليجر‪ ،‬فهما هاًت الركعتا ‪ ،‬فسكت ‪.)6(» ‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬فتح الباري (‪.)332/13‬‬


‫(‪ )2‬وكر الد السبيعي يف رسالته فرارات النيب ‪ )144( ‬تقسيمات لإلفرار ابعتبارات خمتلية‪،‬‬
‫قر من ليث التكلي ‪ ،‬وابعتبار تعلقه‬ ‫وهي ابعتبار القو واليعل‪ ،‬وابعتبار تعلقه ابل ُام َّ‬
‫ابلعقائد أو العبادات أو املعامالت‪ ،‬وابعتبار ما يعضده‪ ،‬واجتهد يف التمثيل هلا‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح اللمع (‪ ،)223/2‬وميتاح الوصو (‪.)222‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه مسلم يف كتاب اللعا ‪ ،‬برفم (‪.)1412‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬ميتاح الوصو (‪.)226‬‬
‫(‪ ) 6‬أ رجه أبو داود يف كتاب الصالة‪ ،‬ابب من فاتته ركعيت اليجر م ى يقضيها‪ ،‬والليظ له برفم‬
‫برفم (‪ ،)1260‬والرتمذي يف كتاب الصالة‪ ،‬ابب ما جاه فيمن تيوته الركعتا فبل اليجر‬
‫يصليهما بعد صالة اليجر‪ ،‬برفم (‪ ،)422‬وابن ماجه يف كتاب فامة الصالة‪ ،‬والسنة فيها‪،‬‬
‫ابب ما جاه فيمن فاتته الركعتا فبل صالة اليجر م ى يقضيهما‪ ،‬برفم (‪.)1124‬‬
‫ضعيه النووي يف اجملموع (‪ ،)161/4‬وصححه األلباين يف صحيح سنن ابن ماجه (‪.)117/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪96‬‬
‫قال ابن حجر‪« :‬عدم انكاره دا على تسويغ مثل ولك على الوجه الذي أفره؛‬
‫ْو ال يقر على ابطل»(‪.)1‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬يف لديث أنس بن مالك ‪-‬هنع هللا يضر‪« -‬أ فدح النيب ‪ ‬فد انكسر فاختذ مكا‬
‫َّعب سلسلة من فضة»(‪ .)2‬وفا أنس‪« :‬لقد سقيت رسو هللا ‪ ‬يف هذا‬ ‫الش ْ‬
‫القدح أكثر من كذا وكذا» (‪ .)3‬فد ولك على ابلة تضبيب اآلنية ابليضة‪ ،‬وهو‬
‫من اإلفرار على اليعل‪.‬‬

‫‪ )2‬يف احلديث‪« :‬كنا مع النيب ‪ ‬يف السير‪ ،‬فمنا الصائم ومنا امليطر‪ ،‬فا ‪ :‬فنزلنا‬
‫صالب الكساه‪ ،‬ومنا من يتقي الشمس بيده‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫منزال يف يوم لار‪ ،‬وأكثران ظال‬
‫وسقوا الركاب‪ ،‬فقا رسو هللا‬
‫فا ‪ :‬فسقط الصوام‪ ،‬وفام امليطرو فضربوا األبنية ُ‬
‫‪ :‬وهب امليطرو اليوم ابألجر»(‪ ،)4‬فهذا تقرير من النيب ألصحابه الذين كانوا‬
‫كانوا معه على صومهم يف السير‪ ،‬وهو من اإلفرار على اليعل‪.‬‬

‫ض ِّم ُد جباهنا ابلسك املطيب‬


‫‪ )3‬يف احلديث‪« :‬كنا خنرج مع رسو هللا ‪ ‬ىل مكة فنُ َ‬
‫عند اإللرام‪ ،‬فإوا عرفت لداان سا على وجهها فرياه النيب ‪ ‬فال ينهاان»(‪ ،)2‬وهو‬
‫وهو من اإلفرار على اليعل‪.‬‬

‫(‪ )1‬فتح الباري (‪.)214/3‬‬


‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب فرض اخلمس‪ ،‬ابب ماوكر من درع النيب ‪ ‬وعصاه وسييه‬
‫وفدله و امته‪ ،‬برفم (‪.)3171‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه البخاري يف كتاب األشربة‪ ،‬ابب الشرب من فدح النيب ‪ ‬وآنيته‪ ،‬برفم (‪.)2632‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه البخاري‪ ،‬يف كتاب اجلهاد والسري‪ ،‬ابب فضل اخلدمة يف الغزو‪ ،‬برفم (‪.)2217‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه أبوداود‪ ،‬ابب ما يلبس احملرم‪ ،‬برفم (‪ ،)1237‬وصححه األلباين يف صحيح أيب داود‬
‫داود برفم (‪.)1237‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪97‬‬
‫يرد رسو هللا ‪ ‬عليهم شيئا‬ ‫‪ )4‬يف احلديث‪( :‬وأهل الناس هبذا الذي يهلو به‪ ،‬فلم َّ‬
‫الزايدة على تلبية رسو هللا ‪‬‬ ‫منه)(‪ .)1‬فيد فرارهم وعدم نكاره على جواز ِّ‬
‫املشهورة‪ ،‬وهو من اإلفرار على القو ‪.‬‬
‫‪ )2‬يف لديث أنس بن مالك‪( .‬كي كنتم تصنعو يف هذا اليوم مع رسو هللا ‪‬؟‬
‫ويكرب منا املكرب فال ينكر عليه)(‪.)2‬‬ ‫فقا ‪ :‬كا ي ِّهل منا امل ِّهل فال ينكر عليه‪ِّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الغدو ىل‬ ‫فيد فرارهم وعدم نكاره على جواز التخيري بني التكبري والتلبية يف ِّ‬
‫عرفة‪ ،‬وهو من اإلفرار على القو ‪.‬‬
‫‪ )6‬يف لديث أم احلصني اهنع هللا يضر فالت‪( :‬لججت مع النيب ‪ ‬لجه الوداع‪ ،‬فرأيت‬
‫أسامة وبالال‪ ،‬ألدمها آ ذ خبطام انفة النيب ‪ ،‬واآل ر رافع ثوبه يسرته من احلر‬
‫ل ى رمى مجرة العقبة) (‪ .)3‬فد َّ اإلفرار على جواز تظليل احملرم على رأسه بثوب‬
‫أو غريه من حممل وغريه‪ ،‬وهو من اإلفرار على اليعل‪.‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِّه َو َسلَّ َم‬ ‫صلِّي َعلَى َع ْه ِّد النِّ ِّ‬
‫َّيب َ‬
‫ِّ ٍ‬
‫س بْ ِّن َمالك فَا َ ‪ُ « :‬كنَّا نُ َ‬ ‫‪ )0‬يف لديث أَنَ ِّ‬
‫صلَّى‬ ‫ِّ‬ ‫س فَاْبل ص َالةِّ الْم ْغ ِّر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫رْك َعتَا ْ ِّ‬
‫ت لَهُ‪ :‬أَ َكا َ َر ُسوُ هللا َ‬ ‫ب‪ ،‬فَا ُقْل ُ‬ ‫َّم ِّ َ َ َ‬ ‫ني بَا ْع َد ُغُروب الش ْ‬ ‫َ‬
‫صلِّ ِّيه َما فَالَ ْم َأيُْمْرَان‪َ ،‬وَملْ يَاْنا َهنَا» ‪ ،‬وهو من‬
‫(‪)4‬‬
‫ص َّال ُمهَا؟ فَا َ ‪َ :‬كا َ يَاَر َاان نُ َ‬
‫ِّ‬
‫هللاُ َعلَْيه َو َسلَّ َم َ‬
‫اإلفرار على اليعل‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه مسلم‪ ،‬يف كتاب احلج‪ ،‬يف ابب لجة النيب ‪ ،‬برفم (‪.)1212‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري‪ ،‬يف كتاب احلج‪ ،‬ابب التلبية والتكبري وا غد من مىن ىل عرفة‪ ،‬برفم‬
‫(‪ ،)1621‬ومسلم‪ ،‬يف كتاب احلج‪ ،‬ابب التلبية والتكبري يف الذهاب من مىن ىل عرفات‪،‬‬
‫برفم (‪.)1222‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه مسلم‪ ،‬يف كتاب احلج‪ ،‬ابب استحباب رمي مجرة العقبة من بطن الوادي‪ ،‬برفم‬
‫(‪.)1212‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه مسلم‪ ،‬يف كتاب صالة املسافرين وتقصريها‪ ،‬ابب استحباب ركعتني فبل صالة‬
‫املغرب‪ ،‬برفم (‪.)236‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪98‬‬
‫القاعدة الثانية والعشرون‪:‬‬
‫ُ‬
‫عل يف وقته يف غري جملسه وعلم به ومل ينكره‬
‫حكم ما ف ِ‬
‫ُ‬
‫حكم ما فعل يف جملسه‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وما فعل يف وفته يف غري جملسه وعلم به ومل ينكره فحكمه لكم ما‬
‫فعل يف جملسه»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫أفا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااره فليُاتَّبا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااع‬ ‫عليا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه‬ ‫‪‬‬ ‫وم ا ا ا ااا ج ا ا ا اارى يف عص ا ا ا ااره مث اطل ا ا ا ااع‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫ُميثل ملا فُعِّل يف جملسه مبا مثِّل به يف القاعدة السابقة؛ سواه كا فرارا على فوٍ‬
‫ُ‬
‫أو ٍ‬
‫فعل‪.‬‬
‫أما ما وفع يف وفته وزمنه ‪ ‬يف غري جمسله ومل يشاهده‪ ،‬فمنه‪ :‬ما ال ياجوز أ‬
‫خييي عليه من طريق العادة‪ ،‬ومنه‪ :‬ما ياجوز أ خييي عليه ‪.)3(‬‬
‫واألول من اإلقرار حجة؛ شريطة أ يثبت لنا ِّعلم النيب ‪ ‬بقرينة من القرائن(‪،)4‬‬
‫ومن ابب أوىل مسألتنا فيما وا علم به املصطيى ‪ ،‬بل هو كما فا اجلويين حيمل‬
‫على ما فعل مبجلسه‪ ،‬دو فرق‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬ليس حبجة(‪ ،)2‬بل ال يُعد فرارا منه ‪ ‬وال يد ل فيه‪.‬‬
‫وميثل لألول‪ :‬بقصة معاو هنع هللا يضر لني كا يصلي العشاه مع رسو هللا ‪ ‬مث يرجع ىل‬
‫فومه فيصلي هبم تلك الصالة(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)21‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬فرار النيب ‪ ‬للسبيعي (‪.)140‬‬
‫(‪ )4‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح اللمع (‪.)222/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬شرح اللمع (‪ ،)224/2‬فرار النيب ‪ ‬للسبيعي (‪ ،)140‬وفصة معاو يف الصحيحني‪ ،‬يف =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪99‬‬
‫فإ الغالب أ رسو هللا ‪ ‬كا يعلم األئمة الذين يصلو يف فبائل املدينة‪،‬‬
‫ال سيما وفد ورد يف اخلرب أ أعرابيا شكا معاوا ىل النيب ‪ ‬من طو صالته‪ ،‬فقا‬
‫له النيب ‪« :‬أفتان أنت اي معاذ»(‪.)1‬‬

‫وميثل للثاين‪ :‬مبا جاه عن زيد بن ثبت هنع هللا يضر‪ ،‬فا ‪« :‬أ ربتين عموميت من األنصار‬
‫أهنم كانوا يكسلو على عهد رسو هللا ‪ ‬وال يغتسلو »‪.‬‬
‫ويف احلديث التما عدم علم النيب ‪ ‬بيعلهم بدليل فو عمر هنع هللا يضر‪« :‬أفسألتم‬
‫عنه رسو هللا ‪.)2(»‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫ما سبق من أمثلة هي تطبيق للقاعدة‪ ،‬ومن التطبيقات‬
‫لديث رفية الكافر‪ ،‬وفيه‪ :‬فقا اي رسو هللا وهللا ما رفيت ال بياحتة الكتاب‪،‬‬
‫فتبسم وفا ‪« :‬وما أدراك أهنا رقية؟» مث فا ‪« :‬خذوا منهم واضربوا يل بسهم معكم»(‪،)3‬‬
‫أفرهم‪ ،‬وهو‬
‫وفد كا احلي الذي نزلوا عليهم كيارا‪ ،‬ومل ينكر النيب‪ ‬عليهم فعلهم‪ ،‬بل َّ‬
‫من فبيل ما فُعِّل يف غري جملسه وعلم به‪.‬‬
‫‪‬‬

‫= يف البخاري يف ابب وا طو اإلمام‪ ،‬وكا للرجل لاجة فخرج‪ ،‬برفم (‪ ،)071‬ومسلم يف ابب القراهة‬
‫يف العشاه‪ ،‬برفم (‪.)462‬‬
‫(‪ )1‬أ رجه البخاري يف كتاب األوا ‪ ،‬ابب وا طو اإلمام وكا للرجل لاجة فصلى‪ ،‬برفم (‪،)071‬‬
‫ومسلم يف كتاب الصالة‪ ،‬ابب القراهة يف العشاه‪ ،‬برفم (‪.)462‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه أمحد يف املسند (‪ ،)112/ 2‬والطحاوي يف شرح معاين اآلثر (‪ )21/1‬وفد جاه‬
‫من طريقتني ورجاله ثقات‪.‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه مسلم‪ ،‬يف كتاب السالم‪ ،‬ابب جواز أ ذ األجرة على الرفية‪ ،‬برفم (‪.)2271‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪100‬‬
‫القاعدة الثالثة والعشرون‪:‬‬
‫ُ‬
‫ينسخ الرسم القرآني ويبقى حكمه والعكس‪ ،‬وينسخ األمران‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وجيوز نسخ الرسم وبقاه احلكم‪ ،‬ونسخ احلكم وبقاه الرسم»(‪.)1‬‬
‫وفا العمريطي(‪:)2‬‬
‫وج ا ا اااز نس ا ا ااخ الرس ا ا اام دو احلك ا ا اام ‪ ‬ك ا ا ااذاك نس ا ا ااخ احلك ا ا اام دو الرس ا ا اام‬
‫ِّ‬
‫يقسم العلماء النسخ عتبار املنسوخ إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬نسخ الرسم ‪ -‬أي التالوة ‪ -‬وبقاه احلكم‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬نسخ احلكم وبقاه الرسم‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬نسخ الرسم واحلكم‪.‬‬
‫ومجَع اآلمدي بني املسائل الثالثة مث نَ َسب اخلالف فيها كلها ىل طائية شاوَّة من‬
‫َ‬
‫املعتزلة( ‪ .‬وتعقبه بعض العلماه بعدم صحة النِّسبة ليهم يف بعض الصور ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫)‬‫‪3‬‬

‫ولعل اآلمدي فصد أاب مسلم األصيهاين املعتزيل الذي ال يف جواز النَّسخ‪.‬‬
‫وسأكتيي هنا ببيا أمثلة لكل نوع‪:‬‬
‫أمثلة للقسم األول‪ :‬نسخ الرسم (التالوة) وبقاء احلكم‪:‬‬
‫‪ )1‬ما ورد عن عُمر ‪ ‬وأ َُيب بن كعب ‪ ‬أهنما فَاالَ‪« :‬كا فيما أناز من القرآ ‪:‬‬
‫الشَّْي ُخ والشَّْي َخةُ وا َزنَياَ فارمجومها ألبتة»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)22‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اإللكام لآلمدي (‪.)122/12‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬أصو ابن ميلح (‪.)604/3‬‬
‫(‪ )2‬لديث أيب بن كعب ‪ ‬أ رجه البيهقي (‪ ،)211/2‬وابن لبا (‪.)204/17‬‬
‫فا األرنؤوط‪« :‬عاصم بن أيب النجود صدوق له أوهام‪ ،‬ولديثه يف الصحيحني مقرو ‪،‬‬
‫وابفي السند ثقات على شرط الصحيح»‪.‬‬
‫ولديث عمر بن اخلطاب ‪ ‬أ رجه مالك يف «املوطأ» (‪ )42/3‬كتاب الرجم‪ ،‬ما جاه =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪101‬‬
‫الرجم‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ويف رواية عن عمر ‪« :‬كا ممَّا أناز هللا تعاىل على نبيه ‪ :‬آيةُ َّ‬
‫فَا َقَرأانها‪َ ،‬وَو َعْيانَاها‪ ،‬وعقلناها»(‪.)1‬‬
‫وجود بَا ْني َدفَّيت املصح ‪ ،‬وال على ألسنة ال ُقَّراه‪،‬‬
‫ومعلوم أ هذه اآلية مل يَاعُد هلا ٌ‬
‫فقد نُسخ رمسها‪ ،‬وأما لكمها وهو رجم الزاين احملصن فهو ٍ‬
‫ابق على ِّ ْل َكامه مل‬ ‫َ‬
‫يتطرق ليه نسخ‪ ،‬فَ َد هذا على جواز نسخ الرسم (التِّالوة) دو احلكم‪.‬‬
‫‪ )2‬عن أيب موسى األشعري ‪ ‬أهنم كانوا يقرؤو سورة على َع ْهد رسو هللا ‪ ‬يف‬
‫طُو سورة «براهة» وأهنا نسيت ال آية منها‪ ،‬وهي‪« :‬لو كا البن آدم واداي‬
‫جوف ابن آدم ال الرتاب‪ ،‬ويتوب هللا على َمن‬ ‫من ما ٍ الَبْاتَغى ثلثا‪ ،‬وال ميَْألُ َ‬
‫ًتب»(‪.)2‬‬
‫‪ )3‬فراهة ابن مسعود ‪ ‬يف آية كيارة اليمني‪{ :‬فصيام ثالثة أايم متتابعات}(‪.)3‬‬
‫السرخسي‪« :‬وفد كانت فراهة مشهورة ىل زمن أيب لنيية‪ ،‬ولكن مل يُوجد فيه‬ ‫قال َّ‬
‫النَّقل املتواتر الذي يثبت مبثله القرآ ‪ ،‬وابن مسعود ال يُ َشك يف عدالته و تقانه‪ ،‬فال‬
‫وجه لذلك ال أ نقو كا ولك ِّممَّا ياُْتلى يف القرآ كما ليظه ابن مسعود ‪ ،‬مث‬
‫ت تالوته يف لياة رسو هللا ‪.)4(»‬‬ ‫انْاتَ َس َخ ْ‬
‫‪ )4‬ما ورد عن عائشة ‪ ‬أهنا فالت‪« :‬كا فيما أناز من القرآ ‪ :‬عشر رضعات‬
‫يف رسو هللا ‪ ‬وهي فيما يُقرأ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫معلومات ُحيَرمن‪ ،‬مث نُس ْخن خبمس معلومات‪ ،‬فتُا ُو َ‬
‫من القرآ »(‪.)2‬‬

‫= يف الرجم‪ .‬والبيهقي (‪ .)212/2‬وأصله يف الصحيحني كما يف الرواية التالية‪.‬‬


‫(‪ )1‬أ رجااه البخاااري يف كتاااب احلاادود‪ ،‬ابب رجاام احلُْبلااى يف الا ِّازَّن وا ألصا ْ‬
‫انت باارفم (‪.)6237‬‬
‫ومسلم يف كتاب احلدود‪ ،‬ابب رجم الثيب يف الزَّن برفم (‪.)1611‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه مسلم يف كتاب الزكاة‪ ،‬ابب لو أ البن آدم واديني البتغى ثلثا برفم (‪.)1727‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬تيسري ابن جرير (‪ ،)0/27‬و رواه الغليل لأللباين (‪ ،)273/2‬برفم (‪.)2202‬‬
‫(‪ )4‬أصو السر سي (‪.)21/2‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه مسلم يف كتاب الرضاع‪ ،‬ابب التحرمي خبمس رضعات برفم (‪.)1422‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪102‬‬
‫فاحلكم الناسخ واملنسوخ يف هذا األثر كالمها منسو ا رمسا (تِّالَوة)؛ مع أ‬
‫الرضعات يف التحرمي أ ذ به طائية من العلماه عمال مبقتضى‬ ‫اعتبار اخلمس َّ‬
‫األثر‪ ،‬فيكو لكمها عندهم غري منسوخ‪.‬‬
‫‪ )2‬عن عمر ‪ ‬أنه فا ‪ « :‬ان ُكنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب هللا‪ :‬أَ ْ ال ترغبوا عن‬
‫آابئكم‪ ،‬فإنه ُك ْير بكم أ ترغبوا عن آابئكم» (‪.)1‬‬

‫أمثلة للقسم الثاين‪ :‬نسخ احلكم مع بقاء الرسم (التالوة)‪.‬‬

‫أَ ْكثَاَر ُ‬
‫الناس من تعداد‬ ‫السيوطي‪ :‬أ هذا الوجه من النَّسخ فليل جداًّ َوِّ ْ‬
‫ذكر ُّ‬
‫اآلايت فيه‪.‬‬
‫مث أورد السيوطي‪ :‬من هذا القسم لدى وعشرين آية منسو ة على الف يف‬
‫بعضها‪ ،‬ووكر أ ما صح عنده من هذا القبيل‪ :‬عشرو آية فقط(‪.)2‬‬
‫وقد قام بعض الباحثني(‪ )3‬ابستقصاه الناسخ واملنسوخ وتتبعها يف املؤليات الكبار‬
‫اخلاصة يف ولك‪ ،‬وتوصل ىل أنه مل تَاتَّيق كلمة املؤليني يف أكثر اآلايت اليت وُكِّر أبهنا‬
‫من هذا الباب‪ ،‬وال يزيد من املتيق عليه ِّمما فيل بنسخه عن آيتني اثنتني فقط‪ ،‬وما‬
‫عدا ولك فهو موضع ا تالف بينهم‪ ،‬وسأكتيي إبيراد هاتني اآليتني لتكو شاهدة‬
‫على مسألة نسخ احلكم وبقاه الرسم (التالوة)‪ ،‬ومها كما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﮊ [اجملادلة‪]12 :‬‬
‫منسو ة بقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﮊ [اجملادلة‪ ]13 :‬اآلية‪.‬‬
‫ليث نسخ وجوب تقدمي الصدفة بني يدي مناجاة النيب ‪‬؛ لألمر به يف فوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﮊ [اجملادلة‪ ]12 :‬مث نُ ِّسخ هذا احلكم‪ ،‬وبقيت‬
‫اآلية حمكمة تتلى‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه البخاري يف كتاب احلدود‪ ،‬ابب رجم احلبلى من الزان وا ألصنت برفم (‪.)6237‬‬
‫(‪ )2‬راجع اإلتقا يف علوم القرآ (‪ )23-22/2‬للتيصيل الوايف عنها‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬نواسخ القرآ البن اجلوزي (‪.)224-222‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪103‬‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﮊ [املزمل‪]3 – 1 :‬‬ ‫‪ )2‬فوله تعاىل‪:‬‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ‬ ‫منسو ة بقوله‬
‫ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﮊ [املزمل‪ ]27 :‬اآلية‪.‬‬

‫أمثلة للقسم الثالث‪ :‬نسخ الرسم (التالوة) واحلكم‪.‬‬


‫لديث عائشة ك‪« :‬كا فيما أناز من القرآ عشر رضعات معلومات ُحيَ ِّرْمن‪،‬‬
‫مث نُ ِّس ْخ َن ٍ‬
‫خبمس معلومات‪ ،‬فتويف رسو هللا ‪ ‬وهي فيما يقرأ من القرآ »(‪.)1‬‬

‫قال النووي‪« :‬ومعناه‪ :‬أ النسخ خبمس رضعات َأتَ َّ ر نازاله جداًّ‪ ،‬ل ى نه ‪‬‬
‫ِّ‬
‫وبعض الناس يَا ْقرأ مخس رضعات‪ ،‬وجيعلها فرآان متلواًّ؛ لكونه مل يبلغه الن ْ‬
‫َّسخ‬ ‫ُ‬ ‫يف‬
‫تُا ُو َ‬
‫لُِّق ْرب عهده‪ ،‬فلما بلغهم النَّسخ بعد ولك رجعوا عن ولك‪ ،‬وأمجعوا على أ هذا ال‬
‫ياُْتلى»(‪.)2‬‬
‫وكوهنا مما ال يتلى َّبني وسبقت اإلشارة ليه‪ ،‬وأما احلكم املنسوخ هنا فهو التحرمي‬
‫بعشر رضعات‪ ،‬وأما اخلمس فهي حمكمة عند البعض على ما سبق‪ ،‬ويف كالم النووي‬
‫شارة ليه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه حتت هذه القاعدة‪.‬‬


‫(‪ )2‬شرح النووي على مسلم (‪.)21/17‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪104‬‬
‫القاعدة الرابعة والعشرون‪:‬‬
‫النسخ يكون إىل بدل وإىل غري بدل‪،‬‬
‫والبدل يكون إىل ما هو أغلظ‪ ،‬وإىل ما هو أخف‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬والنسخ ىل بد و ىل غري بد ‪ ،‬و ىل ما هو أغلظ و ىل ما هو‬
‫أ »(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫ونس ا ا ا ا ااخ ك ا ا ا ا اال منهم ا ا ا ا ااا ىل ب ا ا ا ا ااد ‪ ‬ودونا ا ا ا ا ا ااه وواك ختيي ا ا ا ا ا ا ا لص ا ا ا ا ا ا اال‬
‫أ ا ا ا ا ا أو أش ا ا ا ااد ممَّا ا ا ااا ف ا ا ا ااد بط ا ا ا اال‬ ‫‪‬‬
‫وج ا ا اااز أيض ا ا ااا ك ا ا ااو ول ا ا ااك الب ا ا ااد‬
‫يقسم العلماه النسخ ابعتبار البد ىل فسمني‪:‬‬ ‫ِّ‬

‫القسم األول‪ :‬نس ٌخ إىل بدل‪.‬‬


‫وهذا القسم ينقسم ىل أفسام‪ ،‬وكر اجلويين التقسيم ابعتبار املشقة والتخيي ‪،‬‬
‫»‪ .‬ومل يذكر البد املساوي‪ ،‬وهو‬ ‫بقوله‪ . . .« :‬و ىل ما هو أغلظ و ىل ما هو أ‬
‫ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﮊ‬ ‫ما نصت عليه اآلية يف فوله تعاىل‪:‬‬
‫ض الصالة شطر بيت‬ ‫ِّ‬
‫[البقرة‪ .]176 :‬ويشهد على ُوفُوعه‪ :‬نَ ْس ُخ هللا ا تعاىل و ْك ُره ا فَا ْر َ‬
‫املقدس‪ ،‬ىل فرضها شطر املسجد احلرام‪.‬‬
‫والنسخ ىل بَد ‪ ،‬مما ال الف فيه بني القائلني جبواز النَّسخ يف اجلملة‪ .‬فلم‬
‫خيال ألد منهم يف جواز النسخ ىل بد أ من املنسوخ(‪.)3‬‬
‫و ال بعض الظاهرية‪ ،‬وبعض الشافعية(‪ ،)4‬يف القو جبواز النَّسخ ىلِّ بَ َد أثقل‬
‫من املنسوخ‪ .‬ومجهور أهل العلم على الفهم(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)22‬‬
‫(‪ )3‬لكام اليصو (‪ ،)476/1‬اإللكام لآلمدي (‪.)122/2‬‬
‫(‪ )4‬اإللكام البن لزم (‪ ،)276/1‬وشرح اللمع (‪ ،)414/1‬والتبصرة (‪.)222‬‬
‫(‪ )2‬اليصو يف األصو (‪ ،)362/1‬واملعتمد (‪ ،)322/1‬والعدة أليب يعلى (‪= ،)622/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪105‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬نس ٌخ إىل غري بدل‪.‬‬
‫وهب اجلويين ومجاهري أهل العلم ىل جواز نسخ احلكم بال بَ َد (‪ ،)1‬و ال يف‬
‫هذا احلكم اإلمام الشافعي يف فو نُ ِّسب ليه‪ ،‬وهو فو لبعض املعتزلة والظاهرية(‪،)2‬‬
‫ونسبه اجلويين ىل مجاهري املعتزلة(‪.)3‬‬
‫أمثلة القسم األول‪ :‬النسخ إىل بدل‪.‬‬
‫ميكن التمثيل له من ال األنواع واألفسام اليت وكرها اجلويين‪:‬‬
‫أمثلة للنسخ إىل بدل أخف‪:‬‬
‫ﮋﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫‪ )1‬فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫ﭵ ﭶﭷ ﮊ [البقرة‪ ]247 :‬نُ ِّسخت بقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﮊ [البقرة‪.]234 :‬‬
‫فعدة املتو عنها زوجها كانت يف أو اإلسالم لوال كامال‪ ،‬فنسخ هللا تعاىل‬
‫ولك وجعل بَ َد َهلا تربصها أربعة أشهر وعشرا‪ ،‬والناسخ أ من املنسوخ بال شك‪.‬‬

‫فوله تعاىل‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ‬ ‫‪)2‬‬


‫ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬

‫= واإللكام البن لزم (‪ ،)276/1‬وأصو السر سي (‪ ،)62/2‬وشرح التنقيح (‪،)241‬‬


‫واإلهباج (‪.)231/2‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬فواطع األدلة (‪ ،)176/3‬واإللكام لآلمدي (‪ ،)124/2‬واإلهباج (‪،)232/2‬‬
‫وشرح الكوكب املنري (‪ ،)242/3‬وفواتح الرمحوت (‪ .)24/2‬وفد تعجب الشَّيخ دمحم األمني‬
‫الشنقيطي‪ِّ :‬من تَا َوافُق األكثرين من العلماه األجاله على األ ذ هبذا القو ‪َ ،‬ووَ َكر أ‬
‫ِّ الَفَه هو الذي جيب املصري ليه‪ ،‬وال جيوز التمسك مبا سواه ألبتة‪ ،‬مث شرع يستد له‪،‬‬
‫متس ُكوا به من االستدال ابلوفوع‪.‬‬‫وياُ َينِّد ما متسك به أصحاب القو الثاين‪ ،‬ومنه ما َّ‬
‫ينظر‪ :‬مذكرة األصو (‪.)116‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اإلهباج (‪ ،)232/2‬والتقرير والتحبري (‪ ،)06/3‬وتيسري التحرير (‪.)116/3‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الربها (‪.)226/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪106‬‬
‫ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮊ [البقرة‪.]120 :‬‬

‫فهذه اآلية انسخة لتحرمي األكل والشرب واملباشرة بعد النا َّْوم يف ليايل رمضا ‪،‬‬
‫الرجل‬
‫الثابت يف لديث الرباه بن عازب ‪ ‬فا ‪« :‬كا أصحاب دمحم ‪ ‬وا كا َّ‬
‫األنصاري كا‬
‫َّ‬ ‫صائما فنام فبل أ ياُ ْي ِّطر مل أيكل ىل ِّمثْلِّها‪ ،‬و فيس بن ِّص ْرَمة‬
‫توجه ولك اليوم فَا َع ِّمل يف أرضه‪ ،‬فلَ َّما لضر اإلفطار أتى امرأته‪ ،‬فقا ‪:‬‬‫صائما‪ ،‬وكا َّ‬
‫ِّ‬
‫ب لك‪ ،‬فغلبَاْته عينُه‪ ،‬فنام‪ ،‬وجاهت‬ ‫طعام فالت‪ :‬ال‪ ،‬ولكن أَنْطَل ُق فَأَطْلُ ُ‬
‫هل عندكم ٌ‬
‫امرأته فالت‪ :‬فد ِّمنْت! فلم ينتص النَّهار ل ى غُ ِّشي عليه‪ ،‬فذكرت للنيب ‪ ،‬فنازلت‬
‫فيه هذه اآلية‪ . . .‬فيرلوا هبا فرلا شديدا»(‪.)1‬‬

‫‪ )3‬نسخ حترمي ِّاد ار حلوم األضالي فوق ثالثة أايم‪ ،‬فقد ورد النهي عن ِّاد ار‬
‫متعددة(‪ ،)2‬منها‪ :‬لديث ابن عُ َمر‬ ‫حلوم األضالي فوق ثالثة أايم يف ألاديث ِّ‬
‫ُض ِّحيَّته فوق ثالثة أايم» ‪ .‬مثَّ‬
‫‪ ‬عن النيب ‪ ‬أنه فا ‪« :‬ال َأيْ ُك ْل أل ٌد ِّمن َحلْم أ ْ‬
‫(‪)3‬‬

‫نُ ِّسخ حبديث بريدة ‪ ‬فا ‪ :‬فا رسو هللا ‪« :‬هنيتكم عن ُحلُوم األضالي‬
‫فوق ثالث‪ ،‬فَأ َْم ِّسكوا ما بَدا لكم»(‪.)4‬‬
‫لد شارب اخلمر‪ ،‬الوارد عن النيب ‪ ‬بقوله‪ « :‬وا سكر فاجلدوه‪،‬‬ ‫‪ )4‬نسخ القتل يف ِّ‬
‫مث سكر فاجلدوه‪ ،‬مث سكر فاجلدوه‪ ،‬فإ عاد الرابعة فاضربوا عنقه» ويف‬
‫رواية‪« :‬فافتلوه»(‪ .)2‬مثَّ نُسخ أبلاديث منها‪ :‬لديث جابر بن عبد هللا‪ ،‬وفبيصة‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه يف القاعدة الثانية‪.‬‬


‫(‪ )2‬أوردها احلازمي يف االعتبار (‪.)124-123‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه مسلم يف كتاب األضالي‪ ،‬ابب بيا ما كا من النهي عن أكل حلوم األضالي‬
‫بعد ثالث يف أو اإلسالم برفم (‪.)1107‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه مسلم يف كتاب األضالي‪ ،‬ابب بيا ما كا من النهي عن أكل حلوم األضالي‬
‫بعد ثالث يف أو اإلسالم‪ ،‬وبيا نسخه و ابلته ىل م ى شاه برفم (‪.)1100‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه أمحد يف «املسند» (‪ )123/13‬برفم (‪ ،)0062‬واحلاكم (‪ .)301/4‬وفا احلاكم‪= :‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪107‬‬
‫بن وؤيب أ النيب ‪ ‬أُِّيت بشارب اخلمر يف الرابعة فضربه ومل يقتله‪ ،‬فَا ُرفع القتل‪،‬‬
‫وكانت ر صة(‪.)1‬‬

‫قال الرتمذي‪« :‬والعمل على هذا احلديث عند عامة أهل العلم‪ ،‬ال نعلم بينهم‬
‫ا تالفا يف ولك يف القدمي واحلديث‪ .‬ومما ياُ َق ِّوي هذا ما روي عن النيب ‪ِّ ‬م ْن أَْو ُجه‬
‫َكثِّرية أنه فا ‪« :‬ال حيل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأين رسول هللا‪ ،‬إال‬
‫إبحدى ثالث‪ :‬النفس لنفس‪ ،‬والثيب الزاين‪ ،‬والتارك لدينه»(‪.)3(»)2‬‬

‫أمثلة للنسخ إىل بدل أغلظ أو أثقل أوأشد‪:‬‬


‫ص ْدر‬ ‫الصيام ىل تَا ْعيِّينه‪ .‬ليث كا َّ‬ ‫‪ )1‬نسخ التخيري بني ِّ‬
‫الي ْدية و ِّ‬
‫خيري املسلم يف َ‬
‫اإلسالم بني أ يصوم‪ ،‬وبني أ ييطر ويطْعِّم‪ ،‬كما يف فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮁ ﮂ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮊ [البقرة‪ ]124 :‬فنُسخ ولك ىل وجوب ِّ‬
‫الصيام عينا بقوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮊ [البقرة‪.]122 :‬‬
‫‪ )2‬جيوز أت ري صالة اخلوف لا القتا يف أو األمر‪ ،‬كما ثبت عن جابر بن عبد‬
‫هللا ‪ ‬أنه فا ‪« :‬جاه عمر يوم اخلندق‪ ،‬فجعل يَ ُسب كيار فريه ويقو ‪ :‬اي‬

‫= «صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهيب‪.‬‬


‫(‪ )1‬أ رج لديثَاْيهما‪ :‬الطحاوي يف «معاين اآلثر» (‪ ،)161/3‬والبيهقي يف «الكربى»‬
‫(‪ ،)314/2‬وأ رج لديث فبيصة أبو داود يف كتاب احلدود‪ ،‬ابب وا تتابع يف شرب‬
‫اخلمر‪ ،‬وهو ُم ْرسل‪ ،‬برفم (‪ .)4422‬وفا ابن الرتكماين يف «اجلوهر النقي»‪« :‬وهو مرسل‪،‬‬
‫وفبيصة معدود من التابعني‪ ،‬وفيه علة أ رى وهي‪ :‬أ الزهري مل يسمعه من فبيصة»‪.‬‬
‫ﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ‬ ‫(‪ )2‬أ رجه البخاري كتاب الدايت‪ ،‬ابب فو هللا تعاىل‪:‬‬
‫[املائدة‪ ]42 :‬برفم (‪ ،)6202‬ومسلم يف كتاب القسامة واحملاربني‪ ،‬ابب ما يُباح به دم املسلم برفم‬
‫(‪.)1606‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬سنن الرتمذي يف كتاب احلدود عن رسو هللا ‪ ،‬ابب ما جاه يف َمن شرب اخلمر‬
‫فاجلدوه‪ ،‬ومن عاد يف الرابعة فافتلوه برفم (‪.)1444‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪108‬‬
‫رسو هللا‪ ،‬ما صليت العصر ل ى كادت الشمس أ تغيب‪ ،‬فقا النيب ‪:‬‬
‫صلَّى العصر بعدما غابت‬‫و‬
‫ََ‬ ‫فتوضأ‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(وأان وهللا ما صليتها) فناز بطحا‬
‫صلَّى العصر بعدها» (‪ ،)2‬مثَّ نُ ِّسخ أت ري صالة اخلوف‪ -‬لا‬
‫الشمس‪ ،‬مث َ‬
‫ﮋﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬ ‫القتا ‪ -‬ىل وجوهبا على لسب اإلمكا بقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭞﭟ ﮊ [البقرة‪.]231 :‬‬
‫‪ )3‬كا القتا يف صدر اإلسالم مأمور برتكه‪ ،‬مث نسخ تركه بوجوبه‪.‬‬
‫ووكر بعض العلماه مجلة من اآلايت كلها تَ ُد على ترك القتا يف أو اإلسالم‪ ،‬منها‬
‫فوله تعاىل‪ :‬ﮋﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆ ﮊ [الز رف‪ ،]21 :‬وفوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﮊ‬ ‫ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ [األعراف‪ ،]111 :‬وفوله تعاىل‪:‬‬
‫[الذارايت‪.]24 :‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫فنسختها مجلة من اآلايت اآلمرة ابلقتا ‪ ،‬ومنها فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﮊ [احلج‪ ،]31 :‬وفوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭶ ﭷ‬ ‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﮊ [التوبة‪ ،03 :‬التحرمي‪ ]1 :‬وفوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭸ ﭹ ﭺﮊ [البقرة‪ ،113 :‬األنيا ‪ .]31 :‬وال شك أ األمر ابلقتا أثقل من تركه‪.‬‬
‫‪ )4‬نسخ َلْبس الزانية يف البيت ل ى متوت َوتَا ْعنِّي ِّ الزاين إبجياب احلد رمجا‪ ،‬أو‬
‫جلدا وتغريبا‪ ،‬وهو أثقل‪.‬‬

‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫فا هللا تعاىل‪:‬‬

‫احملدثني‪ ،‬وبيتح أوله وكسر ثنيه عند أهل اللغة‪،‬‬‫(‪ )1‬بطحا ‪ :‬بضم الباه وسكو الطاه عند ِّ‬
‫وفيل بيتح أوله وسكو ثنيه‪ :‬وهو اسم لو ٍاد ابملدينة‪ ،‬به منز بنو النضري من اليهود فبل أ‬
‫ُْجيلَو ‪[ .‬معجم البلدا ‪.]446/1 :‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب املغازي‪ ،‬ابب غزوة اخلندق وهي األلزاب برفم (‪.)4112‬‬
‫ومسلم يف كتاب املساجد ومواضع الصالة‪ ،‬ابب الدليل ملن فا ‪ :‬الصالة الوسطى هي‬
‫صالة العصر برفم (‪.)631‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪109‬‬
‫ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﮊ [النساه‪.]16 – 12 :‬‬

‫صنَا ْني وا شهد عليهما ِّ‬


‫ابلزان أربعة‬ ‫ِّ‬
‫فيي اآلية فرض هللا جل وعال يف الزانيَا ْني الْ ُم ْح َ‬
‫شهود أ ُْحيبَسا يف البيت ل ى ميوًت‪ ،‬أو جيعل هللا هلما سبيال‪ ،‬فجعل هللا السبيل‬
‫ابلرجم املتواتر نقله‪ ،‬الثابت لكمه‪ ،‬املنسوخ تالوته‪ .‬وهذا فو أكثر العلماه‪ .‬والرجم‬
‫أشد‪.‬‬

‫أمثلة للقسم الثاين‪ :‬النسخ إىل غري بدل‪:‬‬


‫وميكن التمثيل للمسألة مبا يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬نسخ تقدمي الصدفة بني يدي مناجاة النيب ‪ ،‬فتقدمي الصدفة بني يدي مناجاة‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫النيب ‪ ‬كا واجبا؛ لألمر به يف فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﮊ [اجملادلة‪ ]12 :‬مث نُ ِّسخ ولك ابآلية اليت تليها‪ ،‬فجعلهم‬
‫يف ِّل ٍل ِّم ْن تَا ْرك احلكم األو ‪ ،‬دو أ يكلِّيهم بشيه آ ر‪ ،‬وهذا هو النَّسخ بال‬
‫بَ َد ‪.‬‬
‫كامل يف لق املتو عنها زوجها ابعتدادها أربعة أشهر‬ ‫ٍ‬ ‫‪ )2‬نسخ االعتداد حبو‬
‫وعشرا‪ ،‬فَاتَ َمام احلو نُ ِّسخ ال ىل بَ َد (‪.)1‬‬

‫‪ )3‬نسخ وجوب اإلمساك بعد النوم يف الليل‪ ،‬فقد سبق أهنم كانوا يف صدر اإلسالم‬
‫م ى انم ألدهم فبل أ ياُ ْي ِّطر‪َ ،‬ل ُرم عليه األكل ل ى الليلة الثانية‪ ،‬فخي ولك‬
‫عنهم بنسخه‪ ،‬وولك إبابلة األكل ىل طلوع اليجر‪ ،‬من غري بَ َد (‪.)2‬‬
‫نسخ ىل غري بد عند بعض العلماه‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ )4‬نسخ حترمي اد ار حلوم األضالي‪ ،‬فهو ٌ‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اإللكام لآلمدي (‪ ،)124/2‬وشرح خمتصر الروضة (‪.)212/2‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح خمتصر الروضة (‪.)212/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪110‬‬
‫‪ ‬يف آ ر احلديث‪« :‬فأمسكوا ما بدا لكم» يد على‬ ‫اعرتض عليه أب فوله‬ ‫و ُِّ‬
‫مقرو بدليل النَّسخ‪ ،‬فال يصلح يراده يف مجلة ما ثبت‬ ‫اإلابلة الش َّْرعية‪ ،‬وهي بَ َد‬
‫من النَّسخ ىل غري بد (‪.)1‬‬

‫وقال الشيخ دمحم األمني الشنقطي‪ . . .« :‬النهي عن ِّاد ار حلوم األضالي نُ ِّسخ‬
‫بِّبد ري منه‪ ،‬وهو التخيري يف ِّ‬
‫االد ار واإلنياق املذكور يف األلاديث»(‪.)2‬‬ ‫َ‬
‫والزركشــي‪ :‬ال ياارى أ يف احلااديث نسااخا طالفااا‪ ،‬باال جيعلااه ِّماان ابب زوا احلكاام‬
‫لاازوا ِّعلَّتااه؛ فااإ ِّاد ااار حلااوم األضااالي كااا ِّماان أجاال الدافَّااة‪ ،‬مث ورد اإلو فيااه‪ ،‬فااال‬
‫يكو منسو ا(‪.)3‬‬
‫‪‬‬

‫ا‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التقرير والتحبري (‪.)00/3‬‬


‫(‪ )2‬مذكرة األصو (‪.)112‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الربها يف علوم القرآ (‪.)42/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪111‬‬
‫القاعدة اخلامسة والعشرون‪:‬‬
‫ينسخ الكتاب والسنة بالكتاب‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وجيوز نسخ الكتاب ابلكتاب‪ ،‬ونسخ السنة ابلكتاب»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫اخ‬
‫كسا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اانة بس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اانة فتُنس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ُ‬
‫مثَّ الكتا ا ا ا ا ا اااب ابلكت ا ا ا ا ا ا اااب ينس ا ا ا ا ا ا ااخ ‪‬‬
‫ُ‬
‫اب‬
‫بسا ا ا ا ا ا اانة با ا ا ا ا ا اال عكسا ا ا ا ا ا ااه ص ا ا ا ا ا ا او ُ‬
‫‪‬‬ ‫ومل جي ا ا ا ا ا ا ا ااز أ ينس ا ا ا ا ا ا ا ااخ الكت ا ا ا ا ا ا ا اااب‬
‫ي ِّ‬
‫قسم العلماه النسخ ابعتبار الناسخ ىل أفسام‪ ،‬والقاعدة ابعتبار كو الناسخ هو‬ ‫ُ‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫وحتت هذه القاعدة مسألتا ‪:‬‬

‫املسألة األوىل‪ :‬نسخ الكتاب لكتاب‪.‬‬


‫اتيق العلماه على جواز نسخ الكتاب ابلكتاب(‪ ،)3‬الفا أليب مسلم األصيهاين‬
‫الذي أنكر النسخ يف الشرع‪.‬‬
‫وفيما سبق وكره يف القاعدتني السابقتني كياية من التمثيل‪.‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬نسخ السنة لكتاب‪.‬‬


‫جيوز نسخ السنة ابلكتاب‪ ،‬وهو مذهب مجاهري األصوليني‪ ،‬واليقهاه‪ ،‬واملتكلمني‪،‬‬
‫مجع من أئمة‬
‫وهو فو للشافعي‪ ،‬كما أشار ليه الشريازي‪ ،‬واجلويين‪ ،‬وغريمها‪ ،‬وا تاره ٌ‬
‫الشافعية‪ ،‬وهو ا تيار ابن لزم(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)22‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املعتمد (‪ ،)317/1‬واإللكام لآلمدي (‪.)132/1‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬املعتمد (‪ ،)311/1‬واإللكام البن لزم (‪ ،)212/1‬وشرح اللمع (‪،)411/1‬‬
‫والتبصرة (‪ .)202‬والربها (‪ ،)221/2‬واإللكام لآلمدي (‪ ،)132/2‬والبحر احمليط =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪112‬‬
‫املصرح به للشافعي يف «الرسالة» هو املنع‪ ،‬ليث فا ‪« :‬وهكذا سنة‬ ‫َّ‬ ‫والقو‬
‫رسو هللا‪ :‬ال ينسخها ال سنةٌ لرسو هللا‪ .‬ولو ألدث هللاُ لرسوله يف أم ٍر َّ‬
‫سن فيه‪:‬‬
‫َغْياَر ما َس َّن رسو ُ هللا ‪ :-‬لَ َس َّن فيما ألدث هللا ليه‪ ،‬ل ى يُ ِّبني ِّ‬
‫للناس أ له ُسنة‬
‫انسخة لل ِّيت فْبالَ َها ِّمما ُخيال ُيها‪ .‬وهذا مذكور يف سنته ‪.)1(»‬‬

‫ونقل ابن السبكي عن القاضي أ الشافعي حيتمل أنه أراد نيي الوجود مسعا‪ ،‬أي‬
‫مع عُلُو مرتبته يف هذا الين(‪.)2‬‬
‫الشرعي ال العقلي‪ ،‬وفا ‪ :‬هو الظن ابإلمام الشافعي‪َ ،‬‬
‫ومن األمثلة على نسخ السنة لكتاب‪:‬‬
‫‪ )1‬ص ْلح الرسو ‪ ‬مع املشركني عام احل َديْبية‪ ،‬فقد صاحلهم النيب ‪ ‬يف ولك ِّ‬
‫العام‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫رده ليهم‪ ،‬ومن َأًتهم من‬ ‫على ثالثة أشياه‪ ،‬منها‪ :‬أ من أًته من املشركني َّ‬
‫املسلمني مل ُيردوه(‪.)3‬‬
‫ُمثَّ نُ ِّسخ بقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜﮊ [املمتحنة‪.)4( ]17 :‬‬

‫= (‪ )202/2‬والتقرير والتحبري (‪ ،)23/3‬و رشاد اليحو (‪.)112‬‬


‫فا الزركشي يف البحر احمليط (‪« :)202/2‬وللشافعي فيها فوال ‪ ،‬لكامها القاضي أبو‬
‫الطيب‪ ،‬والشيخ أبو سحاق‪ ،‬وسليم‪ ،‬و مام احلرمني‪ ،‬وصححوا اجلواز‪ ،‬وفا ابن باَ ْرها ‪:‬‬
‫األوىل ابحلق»‪.‬‬
‫هو فو املعظم‪ . . .‬وفا ابن السمعاين‪ :‬نه ْ‬
‫(‪ )1‬الرسالة للشافعي ص‪ ،)172( :‬وفد فسر مجاعة من أصحاب الشافعي فوله هذا أب‬
‫احلاصل أنه يشرتط لوفوع نسخ السنة ابلقرآ سنة معاضدة للكتاب انسخة‪ ،‬فكأنه يقو ‪:‬‬
‫ال تنسخ السنة ال ابلكتاب والسنة معا؛ لتقوم احلجة على الناس ابألمرين معا‪ ،‬ولئال ياَتَا َوَّهم‬
‫متوِّهم انيراد ألدمها من اآل ر‪ ،‬فإ الكل من عند هللا‪ .‬وينظر‪ :‬البحر احمليط (‪.)202/2‬‬ ‫َ‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اإلهباج (‪.)242/2‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه البخاري ب يف كتاب الصلح‪ ،‬ابب الصلح مع املشركني رفم (‪ .)2077‬ومسلم برفم‬
‫(‪.)1024‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اجلامع أللكام القرآ للقرطيب (‪.)20/12‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪113‬‬
‫ثبت ابلسنة‪ ،‬مث نسخ بقوله تعاىل‪:‬‬ ‫‪ )2‬حترمي مباشرة املرأة يف ليايل ِّ‬
‫ﮋﭫ‬ ‫الصيام ٌ‬ ‫ُ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﮊ [البقرة‪.]120 :‬‬
‫صوم رمضا كانوا ال يَا ْقربُو النِّساه َرمضا‬
‫ُ‬ ‫فعن الرباه بن عازب ‪ :‬لَما ناز‬
‫كلَّه‪ ،‬وكا ِّرجا ٌ خيونو أنيسهم‪ ،‬فأناز هللا تعاىل‪ :‬ﮋ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬

‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﮊ [البقرة‪ ]120 :‬اآلية (‪.)1‬‬


‫‪ )3‬التوجه ىل بيت املقدس يف الصالة كا واجبا ابلسنة‪ ،‬مث نُ ِّسخ بقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮋ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﮊ [البقرة‪.]144 :‬‬
‫فعن الرباه بن عازب ‪« :‬أ النايب ‪ ‬صالى ىل بيات امل ْقادس ساتة عشار شاهرا‬
‫صاالى أو‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أو ساابعة عشاار شااهرا‪ ،‬وكااا ياُ ْعجبااه أ تكااو فْبلتااه فبَاال البياات‪ ،‬و نااه َ‬
‫صالة صالها العصر‪ ،‬وصلى معه فوم‪ ،‬فخارج رج ٌال ممان كاا صالى ماع النايب ‪،‬‬
‫يت ماع النايب ‪‬‬‫فمر على أهل املساجد وهام راكعاو فقاا ‪ :‬أشاهد ابهلل‪ ،‬لقاد صالَّ ُ‬
‫مكة‪ ،‬فداروا كما هم فِّبَل البَاْيت»(‪.)2‬‬
‫فِّبَل َّ‬
‫‪ )4‬أت ري الصالة عن وفتها لا اخلوف ىل لالة األمن كا جائزا يف أو األمر‪،‬‬
‫وهلذا أ ر النيب ‪ ‬الظهر والعصر يوم اخلندق عن وفتها(‪ ،)3‬مث نسخ بقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫ﮋﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﮊ [البقرة‪ ،]231 :‬أو بقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﮊ [النساه‪ ]172 :‬اآلية‪.‬‬

‫ﮋﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫(‪ )1‬أ رجه البخاري يف كتاب التيسري‪ ،‬ابب‪:‬‬


‫ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﮊ‪ ،‬برفم (‪.)4272‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب الصالة‪ ،‬ابب التوجه حنو القبلة ليث كا برفم (‪ .)311‬ومسلم‬
‫يف كتاب املساجد‪ ،‬ابب حتويل القبلة من القدس ىل الكعبة‪ ،‬برفم (‪.)222‬‬
‫(‪ )3‬أت ري النيب ‪ ‬الصالة يوم اخلندق ورد عن عدد من الصحابة ‪ ‬منهم‪ :‬علي بن أيب طالب‬
‫‪ ‬عند البخاري كتاب املغازي‪ ،‬ابب غزوة اخلندق برفم (‪ .)4111‬ورفم (‪.)4112‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪114‬‬
‫القاعدة السادسة والعشرون‪:‬‬
‫ال جيوز نسخ الكتاب بالسنة‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وال جيوز نسخ الكتاب ابلسنة»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫اب‬
‫بسا ا ا ا ا ا اانة با ا ا ا ا ا اال عكسا ا ا ا ا ا ااه ص ا ا ا ا ا ا او ُ‬
‫ومل جي ا ا ا ا ا ا ا ااز أ ينس ا ا ا ا ا ا ا ااخ الكت ا ا ا ا ا ا ا اااب ‪‬‬

‫هااذه القاعاادة تتبااع مااا ساابق وكااره ماان تقساام للنسااخ ابعتبااار الناسااخ‪ ،‬والناسااخ يف‬
‫القاعدة مما ا تل العلماه يف لكم نسخه‪.‬‬
‫والااذي وهااب ليااه اجلااويين هااو عاادم ج اواز نسااخ الكتاااب ابلساانة مطلقااا‪ ،‬س اواه‬
‫الشااافعي‪ ،‬وصااار ليااه أكثاار أصااحابه‪ ،‬وأمحااد يف‬
‫كاناات مت اواترة أو آلاديااة‪ ،‬وهااو فااو َّ‬
‫املشااهور عنااه‪ ،‬وبعااض املالكيااة(‪ ،)3‬الفااا ملااا وهااب ليااه مجهااور اليقهاااه واألص اوليني‪،‬‬
‫الروايتني عن أمحد‪ ،‬وابن لزم من الظاهرية (‪.)4‬‬ ‫و لدى ِّ‬
‫وعلى القو املاذكور يف القاعادة ال ميكان التمثيال‪ ،‬وف َّارق بعاض العلمااه باني السانة‬
‫املتواترة واآللادية‪.‬‬
‫ومن أمثلة النسخ لسنة املتواتر(‪:)5‬‬
‫‪ )1‬فوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﮊ [النور‪ ]2 :‬نُ ِّسخ مبا تواتر عن‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)23‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬العدة أليب يعلى (‪ ،)022/3‬و لكام اليصو (‪ ،)423/1‬شرح اللمع (‪،)271/1‬‬
‫واإلهباج (‪ ،)240/2‬وشرح الكوكب املنري (‪.)262/3‬‬
‫(‪ )4‬لصو نسخ القرآ ابملتواتر من السنَّة عزيز الوجود؛ ومن أجل ولك جوزه بعض أهل العلم‬
‫عقال‪ ،‬ونيى وفوعه شرعا؛ ألنه ال يوجد له شاهد سامل عن اعرتاض املعرتضني‪ .‬واملذكور من‬
‫األمثلة كا متواترا فهو املدعى‪ ،‬و كا آلادا‪ ،‬وجاز النسخ به فباملتواتر أوىل‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اليصو يف األصو (‪ ،)460/1‬واملعتمد (‪ ،)313/1‬واإللكام البن لزم (‪،)212/1‬‬
‫وشرح الكوكب املنري (‪.)263/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪115‬‬
‫النيب ‪ ‬من السنَّة القولية واليعلية من رجم الزاين احملصن‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫والرجم» ‪ .‬ومن اليعل‪ :‬رمجه ‪‬‬ ‫فمن القو فوله ‪« :‬والثيب لثيب جل ُد ما ة َّ‬
‫ملاعز‪ ،‬والغامدية‪ ،‬واملرأة من ُج َهْينة‪ ،‬وامرأة العسي (‪ ،)2‬واليهوديني(‪.)3‬‬
‫اتر ليظي‪ ،‬لكن مبجموعها تييد تواترا معنوايًّ؛‬ ‫وهذه الوفائع و مل يكن فيها تو ٌ‬
‫ابلرجم ِّمما اشتُ ِّهر نقله عن النيب ‪.‬‬
‫فإ احلكم َّ‬

‫ﮋﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬ ‫‪ )2‬فوله تعاىل‪:‬‬


‫ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭﮊ [البقرة‪ ]127 :‬أفاد أ الوصية كانت فرضا‬
‫للمذكورين‪ ،‬مث نُ ِّس َخت بقوله ‪« :‬ال َو ِّصيَّة لَِّوارث»(‪ .)4‬وهذه السنة تَالَقاها‬
‫الناس ابلقبو ‪.‬‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه يف القاعدة السابعة‪.‬‬


‫(‪ )2‬العسي هو‪ :‬األجري‪ ،‬مجعه‪ :‬العُ َسياه‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية البن األثري(‪.)230-236/3‬‬
‫(‪ )3‬لديث ماعز ‪ ‬أ رجه مسلم برفم (‪ )1612‬عن بُريدة ‪ ،‬وأصله يف الصحيحني من‬
‫لديث أيب هريرة كما يف البخاري(‪ ،)6212‬مسلم(‪ ،)1611‬وابن عباس يف‬
‫البخاري(‪ ،)6224‬ومسلم (‪ ،)1613‬وأ رجه مسلم برفم (‪ )1612‬عن جابر بن مسرة‪.‬‬
‫وبرفم (‪ )1614‬عن أيب سعيد اخلدري ‪ ،‬والبخاري برفم (‪ )6214‬عن جابر بن عبد هللا‬
‫‪ .‬وينظر‪ :‬البدر املنري البن امللقن (‪.)220/2‬‬
‫ولديث الغامدية أ رجه مسلم برفم (‪ )1612‬عقب لديث ماعز‪ .‬ولديث امرأة من‬
‫ُجهينة أ رجه مسلم برفم (‪ .)1616‬ولديث العسي أ رجه البخاري برفم (‪،6220‬‬
‫‪ .)6222‬ومسلم برفم (‪ .)1612()1610‬ولديث اليهوديني أ رجه البخاري برفم‬
‫(‪ )6211‬ومسلم برفم (‪ .)1611‬ومسلم برفم (‪.)1077‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه أبو داود يف كتاب الوصااي‪ ،‬ابب ما جاه يف الوصية للوارث برفم (‪.)2426‬‬
‫والرتمذي يف كتاب الوصااي‪ ،‬ابب ما جاه‪ :‬ال وصية لوارث برفم (‪ .)2746‬النسائي يف‬
‫كتاب الوصااي‪ ،‬ابب بطا الوصية للوارث برفم (‪ .)3221‬فا الرتمذي‪ « :‬لديث لسن‬
‫صحيح »‪ ،‬وصححه األلباين يف رواه الغليل (‪.)20/6‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪116‬‬
‫ومن أمثلة النسخ لسنة اآلحادية‪:‬‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ‬ ‫‪ )1‬نسخ فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ[النساه‪،]12 :‬‬
‫بقوله ‪« :‬خذوا عين‪ ،‬خذوا عين‪ ،‬قد جعل هللا هلن ً‬
‫سبيال‪ ،‬البكر لبكر جلد‬
‫ما ة‪ ،‬ونفي سنة‪ ،‬والثيب لثيب جلد ما ة والرجم»(‪.)1‬‬
‫وفد وكر ابن كثري اتياق السل على أ هذه اآلية منسو ة‪ ،‬وال انسخ هلا ال‬
‫السنة‪ ،‬وولك أ هللا ‪ ‬فا ‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ‪ ،‬مث أنز السبيل الذي‬
‫ينسخ احلكم‬

‫ﮋﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ ﮥﮦ ﮧﮨ‬ ‫‪ )2‬فوله تعاىل‪:‬‬


‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬
‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﮊ [األنعام‪.]142 :‬‬
‫كل وي انب من ِّ‬
‫السباع‪ ،‬وعن‬ ‫نُ ِّسخ مبا ثبت خبرب اآللاد من هنيه ‪ ‬عن أَ ْكل ِّ‬
‫كل وي خملب من الطَّري(‪.)3()2‬‬
‫ِّ‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه يف القاعدة السابعة‪.‬‬


‫كل وي ِّخمْلب من‬ ‫كل وي انب من ِّ‬
‫السباع‪ ،‬وعن ِّ‬ ‫(‪ )2‬عن ابن عباس فا ‪« :‬هنى رسو هللا ‪ ‬عن ِّ‬
‫الطري»‪ .‬أ رجه مسلم برفم (‪ )1134‬كتاب الصيد‪ ،‬ابب حترمي أكل كل وي انب من السباع‪،‬‬
‫وكل وي خملب من الطري‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح خمتصر الروضة (‪.)322/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪117‬‬
‫القاعدة السابعة والعشرون‪:‬‬
‫ينسخ املتواتر باملتواتر‪ ،‬واآلحاد باآلحاد واملتواتر‪.‬‬
‫قال اجلويين‪ « :‬وجيوز نسخ املتواتر ابملتواتر‪ ،‬ونسخ اآللاد ابآللاد وابملتواتر‪ ،‬وال‬
‫جيوز نسخ املتواتر ابآللاد»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫ووُو ت ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اواتر مبثلا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه نُسا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ْاخ ‪ ‬وغ ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااريه بغ ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااريه فلينتس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااخ‬
‫وعكس ا ا ا ا ا ااهُ لتم ا ا ا ا ا ااا يُا ا ا ا ا اارى‬
‫ُ‬ ‫بغ ا ا ا ا ا ااريه‬ ‫‪‬‬ ‫اوم نسا ا ا ا ااخ ما ا ا ا ااا ت ا ا ا ا اواترا‬
‫وا ت ا ا ا ااار ف ا ا ا ا ٌ‬
‫ال زا احلديث عن تقسيم النسخ ابعتبار الناسخ‪ ،‬والناسخ هنا السنة سواه كانت‬
‫متواترة أو آلادية‪ ،‬وحتت القاعدة ثالث مسائل‪ ،‬ميكن التمثيل ملسألتني ومها‪:‬‬

‫املسألة األوىل‪ :‬نسخ املتواتر آلحاد‪.‬‬


‫جي ااوز نس ااخ املت اواتر ابآلل اااد عن ااد األكث ارين(‪ ،)3‬عل ااى ااالف يف وفوع ااه‪ ،‬ووه ااب‬
‫مجاعة من أهل الظاهر ىل وفوعه‪ ،‬منهم ابن لزم(‪ ،)4‬وهو رواية عن أمحد(‪.)2‬‬
‫ومن أمثلة املسألة‪:‬‬
‫ما ورد عن عبد هللا بن عمر ‪ ‬أنه فا ‪« :‬بينما الناس ب ُقباه يف صالة الصبح؛ ْو‬
‫جاههم آت‪ ،‬فقا ‪ :‬رسو هللا ‪ ‬فَ ْد أُناز عليه القرآ ‪ ،‬وفد أ ُِّمر أ يستقبل‬
‫الكعبة‪ ،‬فاستقبلوها‪ ،‬وكانت وجوههم ىل الشام‪ ،‬فاستداروا ىل الكعبة»(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)23‬‬
‫(‪ )3‬ينظ ا اار‪ :‬التمهي ا ااد للكل ا ااوواين (‪ ،)322/2‬والوص ا ااو الب ا اان بره ا ااا (‪ ،)41/2‬وخمتص ا اار اب ا اان‬
‫احلاجب مع «رفع احلاجب» (‪.)01/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اإللكام البن لزم (‪.)212/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الواضح البن عقيل (‪.)217‬‬
‫(‪ )6‬أ رجااه البخاااري يف كتاااب الصااالة‪ ،‬ابب مااا جاااه يف القبلااة باارفم (‪ .)473‬ومساالم يف كتاااب‬
‫املساجد‪ ،‬ابب حتويل القبلة من القدس ىل الكعبة‪ ،‬برفم (‪.)226‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪118‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬أ وجوب التوجه ىل بيت املقدس كا ثبتا ابلسنَّة املتواترة؛ فإ‬
‫صالنم ليه كانت بطريق القطع ملشاهدنم النيب ‪ ‬يصلي ىل ِّج َهته‪ ،‬وفد فبلوا رب‬
‫وع ِّملوا به فورا يف نَ ْسخ ما فد تَا َقَّرر عندهم بطريق العلم املتواتر‪ ،‬ومل ياُْن ِّكر‬
‫الوالد‪َ ،‬‬
‫عليهم النيب ‪ ،‬فد ولك على جواز نسخ املتواتر ابآللاد‪.‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬نسخ السنة اآلحادية آلحادية‪.‬‬


‫اتيق العلماه القائلو ابلنسخ على جواز نسخ السنة اآللادية مبثلها‪.‬‬
‫قال مكي‪ -:‬لو نسخ السنة ابلسنة‪« :-‬وهذا اليصل مل ُخيْتَالَ يف جوازه‪ ،‬وهو‬
‫كثريٌ يف احلديث‪ ،‬ميَُيِّزه أهل املعرفة ابحلديث وأبوفاته»(‪.)1‬‬

‫وأمثلة هذه املسألة كثرية جداً منها‪:‬‬


‫‪ )1‬لديث بريدة ‪ ‬أ النيب ‪ ‬فا ‪« :‬كنت هنيتكم عن زايرة القبور‪ ،‬أال فزوروها؛‬
‫فإهنا تذكر اآلخرة»(‪.)2‬‬
‫‪ )2‬ورد عن رسو هللا ‪ ‬أنه فا ‪« :‬إذا رأيتم اجلِّنَازة فقوموا هلا حىت ختلفكم أو تُوضع»(‪ .)3‬وورد‬
‫من لديث علي ‪ ‬أ رسو هللا ‪ ‬كا يقوم يف اجلنائز مث جلس بَا ْع ُد(‪.)4‬‬
‫‪ )3‬فوله ‪ ‬يف شارب اخلمر‪« :‬إذا سكر فاجلدوه‪ ،‬مث إن سكر فاجلدوه‪ ،‬مث إن سكر‬
‫فاجلدوه‪ ،‬فإن عاد الرابعة فاضربوا عنقه»‪.‬‬
‫ويف رواية‪« :‬فاقتلوه»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬اإليضاح ملكي (‪.)27‬‬


‫(‪ )2‬أ رجه مسلم‪ ،‬يف كتاب اجلنائز‪ ،‬ابب استئذا النيب‪ ‬ربه عز وجل يف زايرة فرب أمه‪ ،‬برفم‬
‫(‪.)100‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه البخاري يف كتاب اجلنائز‪ ،‬ابب القيام للجنازة برفم (‪ .)1370‬ومسلم يف كتاب‬
‫اجلنائز‪ ،‬ابب القيام للجنازة برفم (‪.)122‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه مسلم يف كتاب اجلنائز‪ ،‬ابب نسخ القيام للجنازة‪ ،‬برفم (‪.)162‬‬
‫(‪ )2‬سبق خترجيه يف القاعدة الرابعة والعشرين‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪119‬‬
‫َوَورد عن جابر بن عبد هللا وفبيصة بن وؤيب‪« :‬أن النب ‪ ‬أُِّيت بشارب اخلمر يف‬
‫الرابعة فضربه ومل يقتله»(‪ ،)1‬فَا ُرفع القتل‪ ،‬وكانت ر صة‪.‬‬
‫‪ )4‬النهي عن أكل األضحية بعد ثالث ونسخه(‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه يف القاعدة الرابعة والعشرين‪.‬‬


‫(‪ )2‬سبق خترجيه يف القاعدة الرابعة والعشرين‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪120‬‬
‫القاعدة الثامنة والعشرون‪:‬‬
‫اجلمع بني املتعارضني النطقيني أوىل إن أمكن‪ ،‬وإال فاملتأخر إن علم التاريخ‪،‬‬
‫أو الوقف إن مل يعلم‪.‬‬
‫قــال اجلــويين‪ « :‬وا تعااارض نطقااا فااال خيلااو‪ :‬مااا أ يكااوان عااامني أو اصااني أو‬
‫ألدمها عاما واآل ر اصا أو كل والد منهما عاما من وجه و اصا من وجه‪.‬‬
‫فإ كاان عامني فإ أمكن اجلماع بينهماا مجاع‪ ،‬و مل ميكان اجلماع بينهماا يتوفا‬
‫فيهمااا مل يعلاام التاااريخ‪ ،‬فااإ علاام التاااريخ فينسااخ املتقاادم ابملتااأ ر‪ ،‬وكااذلك وا كاااان‬
‫اصني »(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫أمكن ا ا ا ا ا ااا‬ ‫يف األول ا ا ا ا ا ااني واج ا ا ا ا ا ااب‬ ‫‪‬‬ ‫ف ا ا ا اااجلمع ب ا ا ا ااني م ا ا ا ااا تعارض ا ا ا ااا هن ا ا ا ااا‬
‫ما ا ا ااا مل يكا ا ا اان ًتريا ا ا ااخ كا ا ا اال يعا ا ا اارف‬ ‫‪‬‬ ‫ولي ا ا ا ا ا ا ااث ال مك ا ا ا ا ا ا ااا ف ا ا ا ا ا ا ااالتوف‬
‫اخ ملا ا ا ا ا ا ا ااا تقا ا ا ا ا ا ا اادَّما‬
‫فالثا ا ا ا ا ا ا ااا انسا ا ا ا ا ا ا ا ٌ‬
‫‪‬‬
‫فا ا ا ااإ علمنا ا ا ااا وف ا ا ا اات ك ا ا ا اال منهما ا ا ااا‬
‫وييصل الرازي هذا املنهج بقوله‪ « :‬وا تعارض دليال ‪ ،‬فإما أ يكوان عامني أو‬ ‫ِّ‬
‫اصني أو ألدمها عاما واآل ر اصا أو كل والد منهما عاما من وجه و اصا من‬
‫وجه‪.‬‬

‫وعلى التقديرات األربعة‪ :‬فإما أ يكوان معلومني‪ ،‬أو مظنونني‪ ،‬أو ألدمها معلوما‬
‫واآل ر مظنوان‪.‬‬

‫وعلى التقديرات كلها‪ :‬فإما أ يكو املتقدم معلوما واملتأ ر معلوما‪ ،‬أو ال يكو‬
‫والد منهما معلوما »(‪ )3‬مث وكر ألكام هذه األفسام‪.‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)27‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)24‬‬
‫(‪ )3‬احملصو (‪.)124/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪121‬‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫وكر اجلويين أربع لاالت من لاالت التعارض وهي‪:‬‬
‫احلالة األوىل‪ :‬تعارض العامني‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تعارض اخلاصني‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تعارض العام مع اخلاص‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تعارض العامني واخلاصني من وجه‪ ،‬أب يكو كل والد من النطقني‬
‫عاما من وجه‪ ،‬و اصا من وجه‪.‬‬

‫ويف هذه القاعدة طريقة العمل يف احلالة األوىل والثانية‪ ،‬وفد لكم اجلويين عليهما‬
‫مجع‪ ،‬و مل ميكن اجلمع بينهما يُتوف‬ ‫حبكم والد وهو‪ :‬أمكن اجلمع بينهما ُِّ‬
‫فيهما مل يعلم التاريخ‪ ،‬فإ عُلِّم التاريخ فإ املتأ ر ينسخ املتقدم‪.‬‬
‫وما وهب ليه اجلويين هو مذهب اجلمهور؛ أل يف اجلمع عماال للدليلني‪،‬‬
‫واإلعما ُ ْأوَىل من اإلمها (‪.)1‬‬
‫وقد ذكر األصوليون طرقاً للجمع هلاتني احلالتني منها‪:‬‬
‫أتويل صحيح ُْجي َم ُع به بينهما‬ ‫أل ُدمها على ٍ‬
‫األول‪ُْ :‬حي َم ُل َ‬ ‫‪‬‬
‫الثاين‪ :‬اجلمع ابحلمل على جزأين‪ ،‬ويُ َسمو هذا الوجه االشرتاك والتوزيع‪ ،‬وولك‬ ‫‪‬‬
‫ْم كل والد من الدليلني فيثبت بعضه دو بعض‪ ،‬وا كا فابال‬ ‫أب يَاتَابَا َّعض ُلك ُ‬
‫لذلك فبل التعارض‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أ يكو َ كال الدليلني يتضمن ألكاما‪ ،‬فيُانَاَّز ألدمها على بعض تلك‬ ‫‪‬‬
‫ٍ‬
‫ألكام أ ْ رى‪.‬‬ ‫األلكام‪ ،‬وياُنَاَّز الدليل اآل ر على‬
‫الرابع‪ :‬اجلمع ابحلمل على لالَ ْني ُخمتَلِّ َي ْني‪ ،‬كأ يتعارض دليال َّ‬
‫عاما فيُا ْع َمل‬ ‫‪‬‬

‫ب ُك ِّل والد منهما يف بعض ُ‬


‫ص َوره وأفراده‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬احملصو للرازي (‪ ،)476/2‬واإلهباج (‪ ،)2021-2022/0‬وهناية السو لإلسنوي‬


‫(حباشية املطيعي) (‪.)427-441/4‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪122‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ )1‬يف احلديث‪« :‬إمنا الر يف النسيئة» ‪ ،‬وورد فوله ‪« :‬الذهب لذهب‪ ،‬والفضة‬
‫لفضة‪ ،‬والرب لرب‪ ،‬والشعري لشعري‪ ،‬والتمر لتمر‪ ،‬وامللح مللح‪ ،‬مثالً مبثل‪ ،‬سواء‬
‫بسواء‪ ،‬يداً بيد‪ ،‬فإذا اختلفت هذه األصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد»(‪.)2‬‬
‫فتعارض احلديثا يف الظاهر‪ ،‬فأفاد األو لصر الراب يف النسيئة‪ ،‬وميهومه عدم‬
‫وجود راب اليضل‪.‬‬
‫فجمع العلماه بينهما حبمل احلديث األو على ا تالف اجلنس‪ ،‬كأ معىن‬
‫احلديثني‪َّ :‬منا الراب يف النسيئة يف خمتليي اجلنس‪ ،‬والراب يف اليضل يف متحدي‬
‫اجلنس‪ ،‬وأ احلديث األو رج خمرج اجلواب على سؤا اص عن املختليني(‪.)3‬‬
‫‪ )2‬ورد يف احلديث فوله ‪« :‬أفلح وأبيه إن صدق» (‪ )4‬جواب للرجل الذي سأله‬
‫عن اإلسالم وما جيب عليه من صالة وزكاة‪ ،‬فأ ربه النيب ‪ ‬ماجيب عليه‪ ،‬مثَّ‬
‫أدبر الرجل وهو يقو ‪ :‬وهللا ال أزيد على هذا وال أنقص منه‪.‬‬
‫إن هللا – عز وجل – ينهاكم أن لفوا كم» (‪ ،)2‬فتعارض‬ ‫وورد عنه ‪ ‬فوله‪َّ « :‬‬
‫احلديثا يف لكم احلل ابآلابه‪ ،‬ومجع بينهما العلماه بتأويالت متعددة‪ ،‬منها‬
‫فو النووي‪ « :‬فوله ‪( :‬أفلح وأبيه) ليس هو لليا‪ ،‬منا هو كلمة جرت عادة‬
‫العرب أ تد لها يف كالمها‪ ،‬غري فاصدة هبا لقيقة احلل ‪ ،‬والنهي منا ورد‬
‫فيمن فصد لقيقة احلل ‪ ،‬ملا فيه من عظام احمللوف به‪ ،‬ومضاهاته به هللا‬

‫(‪ )1‬أ رجه مسلم يف كتاب املسافاة‪ ،‬ابب بيع الطعام ابلطعام مثال مبثل‪ ،‬برفم (‪.)1216‬‬
‫(‪ )2‬سبق خترجيه يف القاعدة العاشرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املستصيى (‪ ،)143 -142/2‬تعارض السنن القولية للدكتور عبدهللا الزبري‬
‫(‪.)1122 - 1120/2‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه مسلم يف كتاب اإلميا ‪ ،‬ابب الصلوات اليت هي ألد أركا اإلسالم‪ ،‬برفم (‪.)12‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب األميا ‪ ،‬ابب ال حتليوا آبابئكم‪ ،‬برفم (‪ ،)6642 ،6646‬ومسلم‬
‫يف كتاب األميا ‪ ،‬ابب النهي عن احلل بغري هللا‪ ،‬برفم (‪.)4 ،3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪123‬‬
‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬فهذا هو اجلواب املرضي»(‪.)1‬‬
‫‪ )3‬ورد يف احلديث فوله ‪« :‬خري الشهود من أدَّى شهادته قبل أن يسأهلا» (‪ ،)2‬وورد‬
‫قوم حيبون‬ ‫عنه ‪« :‬خري أميت القرن الذي بعثت فيهم‪ ،‬مثَّ الذين يلوهنم‪ ،‬مثَّ ُ‬
‫خيلف ٌ‬
‫السمانة(‪ )3‬يشهدون قبل أن يستشهدوا » (‪ .)4‬فظاهر احلديثني التعارض‪ ،‬فجمع‬
‫بعض العلماه بينهم أب محلوا كل لديث على لا خمال حلا احلديث‬
‫اآل ر‪ ،‬فحملوا احلديث األو ‪ :‬على لا من شهد وصالب احلق ال يعلم أ‬
‫له شاهدا‪ .‬واحلديث الثاين‪ :‬على لا من وا علم من له احلق أ له شاهدا‪،‬‬
‫فبدأ ابلشهادة فبل أ يطلب منه(‪.)2‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ )4‬ورد يف احليث فوله ‪« :‬غُسل اجلمعة واجب على كل ُحمتلم» ‪ ،‬وورد عنه ‪‬‬
‫فوله‪« :‬من توضأ يوم اجلمعة فبها ونعمت‪ ،‬ومن اغتسل فالغسل أفضل»(‪ ،)0‬فتعارض‬
‫فتعارض احلديثا يف لكم الغسل‪.‬‬

‫فحمل بعض العلماه فوله ‪( ‬واجب) على عادة العرب يف فو الرجل منهم‬
‫علي و رأيتين موضعا حلاجتك‪ . .‬ويكو الوجوب اصا‬ ‫للرجل‪ :‬وجب لقك َّ‬
‫ابحلالة اليت يتأوى اآل ر برائحته‪ ،‬وحيمل احلديث الثاين على غري ولك‪.‬‬

‫(‪ )1‬شرح النووي لصحيح مسلم (‪.)122- 121/1‬‬


‫(‪ )2‬أ رجه مسلم يف األفضية‪ ،‬ابب بيا ري الشهود‪ ،‬برفم (‪.)1011‬‬
‫(‪ )3‬السمانة‪ ،‬بيتح السني‪ :‬كثرة اللحم‪ .‬ينظر‪ :‬شرح النووي لصحيح مسلم (‪.)373/16‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه مسلم يف كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬ابب فضل الصحابة مث الذين يلوهنم‪ ،‬برفم‬
‫(‪.)2234‬‬
‫(‪ )2‬شرح النووي لصحيح مسلم (‪.)374 -373/16‬‬
‫(‪ )6‬متيق عليه‪ ،‬وسبق خترجيه يف القاعدة التاسعة عشرة‪.‬‬
‫(‪ )0‬أ رجه الرتمذي يف أبواب اجلمعة‪ ،‬ابب ما جاه يف الوضوه يوم اجلمعة‪ ،‬برفم (‪،)410‬‬
‫والنسائي يف اجلمعة‪ ،‬برفم (‪ ،)1363‬وأبو داود يف الطهارة‪ ،‬برفم (‪ ،)377‬وابن ماجة يف‬
‫فامة الصالة والسنة فيها‪ ،‬برفم (‪ .)1721‬وفا الرتمذي‪ :‬لديث لسن‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪124‬‬
‫‪ )2‬سئل النيب ‪ :‬ما يلبس احملرم‪ ،‬فقا ‪« :‬ال يلبس ال ُق ُمص‪ . . . . .،‬إال أحد ال جي ُد‬
‫نعلني‪ ،‬فليلبس اخلفني‪ ،‬وليقطعهما أسفل من الكعبني‪ ،‬وال تلبسوا من الثياب شيئاً مسه‬
‫(‪)1‬‬
‫زعفران أو ورس» ‪ ،‬ويف لديث ابن عباس‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬فا ‪« :‬مسعت‬
‫رسول هللا ‪ ‬خيطب بعرفات‪ :‬من مل جيد النعلني فليلبس اخلفني‪ ،‬ومن مل جيد إزاراً‬
‫فليلبس السراويل‪ ،‬يعين للمحرم»(‪ .)2‬فتعارض احلديثا وسلك بعض العلماه‬
‫مسلك اجلمع‪ ،‬وبعضهم فدَّم النسخ‪ ،‬وجعل لديث ابن عباس انسخا حلديث‬
‫ابن عمر لتأ ره‪.‬‬
‫‪ )6‬ورد عن النيب ‪ ‬فوله‪« :‬إذا أتيتم الغا ط فال تستقبلوا القبلة وال تستدبروها ببول وال‬
‫غا ط‪ ،‬ولكن شرقوا أو غربوا» (‪ ،)3‬وعارضه فو جابر بن عباهلل‪« :‬هنى النيب ‪ ‬أ‬
‫أ تستقبل القبلة ببو ‪ ،‬فرأيته فبل أ يقبض بعام يستقبلها» (‪ .)4‬فتعارض‬
‫احلديثا ‪ ،‬ومحل احلديث األو ‪ ،‬املانع من استقبا القبلة عند فضاه احلاجة يف‬
‫الصحاري واملواضع املكشوفة‪ ،‬ومحل احلديث الثاين على اجلواز يف العمرا‬
‫واملباين‪ .‬وهذا مجع بتوزيع لكم كل والد منهما يف موضع يستعمل فيه(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه البخاري يف كتاب احلج‪ ،‬ابب ما ال يلبس احملرم من الثياب‪ ،‬برفم (‪ ،)1243‬ومسلم‬
‫ومسلم يف كتاب احلج‪ ،‬ابب ما يباح للمحرم حبج أو عمرة‪ ،‬وما ال يباح له‪ ،‬وبيا حترمي‬
‫الطيب‪ ،‬برفم (‪.)1100‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب جزاه الصيد‪ ،‬ابب لبس اخليني للمحرم وا مل جيد النعلني‪ ،‬برفم‬
‫(‪ )1214‬ومسلم يف كتاب احلج‪ ،‬ابب ما يباح للمحرم حبج أو عمرة‪ ،‬وما ال يباح له‪ ،‬برفم‬
‫(‪.)1102‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه البخاري يف كتاب الوضوه‪ ،‬ابب ال تستقبل القبلة ببو وال غائط ال عند البناه‪،‬‬
‫جدار أو حنوه‪ ،‬برفم (‪ ،)144‬ومسلم يف كتاب الطهارة‪ ،‬ابب االستطابة‪ ،‬برفم (‪،)264‬‬
‫والليظ ملسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه الرتمذي يف كتاب الطهارة‪ ،‬ابب ما جاه من الر صة يف ولك‪ ،‬برفم (‪ ،)1‬وفبله‪:‬‬
‫ابب يف النهي عن استقبا القبلة بغائط أو بو ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تعارض السنن القولية ووجوه الرتجيح بينها د‪ .‬عبدهللا الزبري (‪= .)1116 -1112/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪125‬‬
‫القاعدة التاسعة والعشرون‪:‬‬
‫حيمل العام على اخلاص‬
‫وحيمل عموم كل واحد من العمومني على خصوص اآلخر‪.‬‬
‫قال اجلويين‪ « :‬و كا ألدمها عاما واآل ر اصا فيخص العام ابخلاص‪ ،‬و‬
‫كا كل والد منهما عاما من وجه و اصا من وجه فيخص عموم كل والد منهما‬
‫خبصوص اآل ر »(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫و صص ا ا ا ا ا ا اوا يف الثال ا ا ا ا ا ااث املعل ا ا ا ا ا ااوم ‪ ‬با ااذي اخلصا ااوص ليا ااظ وي العما ااوم‬
‫ويف األ ا ا ا ا ااري ش ا ا ا ا ااطر ك ا ا ا ا اال نُط ا ا ا ا ااق ‪ ‬ما ا اان ك ا اال شا ا ااق ُلكا ا اام واك النطا ا ا ِّاق‬
‫ابلض ا ا ا ااد م ا ا ا اان فس ا ا ا ااميه واعرفنهم ا ا ا ااا‬ ‫‪‬‬ ‫فا ص ااص عم ااوم ك اال نُط ااق منهم ااا‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫موضوع القاعدة هو كما حلاالت التعارض بني النطقني‪ ،‬وهنا مسألتا ‪:‬‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تعارض العام على اخلاص‪.‬‬


‫واملراد بتعارض العام واخلاص أ يرد نص عام وآ ر اص‪ ،‬ويد كل والد منهما‬
‫على الف ما يد عليه اآل ر‪.‬‬
‫وفيه قول اجلويين‪« :‬و كا ألدمها عاما واآل ر اصا فيخص العام ابخلاص »‪.‬‬
‫أي‪ :‬فيقصر العام على بعض أفراده‪ ،‬فيعمل ابلنص اخلاص فيما د َّ عليه‪ ،‬ويقدم‬
‫لكمه على لكم العام‪ ،‬ويعمل حبكم العام على ما بقي من أفراده‪.‬‬
‫وينبَّه ىل أ َّ العلماه اتيقوا(‪ )3‬على أ اخلاص وا ورد متصال ابلعام‪ ،‬فإ العام‬

‫= ‪.)1116‬‬
‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)27‬‬
‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)22 -24‬‬
‫(‪ )3‬فا الزركشي يف البحر احمليط (‪ « :)470/3‬مث فيه أفسام ‪-‬أي بناه العام على اخلاص‪= :-‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪126‬‬
‫ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫حيمل على اخلاص‪ .‬مثا ولك فوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﭼ [البقرة‪ ،]122 :‬فهو اص ابملريض واملسافر‪،‬‬
‫والنصا متصال ‪ ،‬فيحمل النص العام على اخلاص‪ ،‬ويكو املراد ابلعام ما مل يتناوله‬
‫اخلاص‪ ،‬فال جيوز أت ري الصيام ىل وفت آ ر ال للمذكورين يف النص اخلاص‪.‬‬

‫وإمنا حمل اخلالف هو‪ :‬ما وا ورد العام واخلاص يف دليلني منيصلني‪ ،‬سواه كا‬
‫التاريخ معلوما أم جمهوال‪.‬‬
‫فذهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل محل العام على اخلاص مطلقا سواه علم‬
‫املتقدم منهما أم ال (‪.)1‬‬

‫وحمل ولك كله فيما وا مل يعمل أبلدمها فبل ورود اآل ر‪ ،‬فإ عمل أبلدمها‬
‫فبل ورود اآل ر فإ املتأ ر انسخ لألو (‪.)2‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫يد ل يف القاعدة ما سبق من أمثلة التخصيص‪.‬‬

‫= ألدمها‪ :‬أ يردا معا‪ ،‬كأ تنز آية عامة‪ ،‬مث فبل أ يستقر لكمها بني النيب ‪ ‬دليل‬
‫التخصيص‪ ،‬كقوله‪ :‬زكوا البقر‪ ،‬وال تزكوا العوامل‪ ،‬فاخلاص هنا مقدم على العام ابإلمجاع‪ ،‬كما‬
‫نقل الشيخ أبو لامد اإلسيرائيين‪ ،‬والقاضي عبدالوهاب يف امللخص‪ ،‬وأبو بكر الرازي يف‬
‫أصوله‪ ،‬أل اخلاص مبني للعام وخمصص له؛ لكن يف احملصو أ بعضهم وهب ىل أ‬
‫ولك القدر من العام يصري معارضا للخاص »‪ .‬فلت‪ :‬وكذا يف شرح الكوكب لليتولي ومل‬
‫يبينا هؤاله البعض‪ .‬ينظر‪ :‬احملصو (‪ ،)174/3‬وشرح الكوكب املنري (‪.)322/3‬‬
‫(‪ )1‬ينظا اار‪ :‬الع ا اادة (‪ ،)612/2‬روضا ااة الن ا اااظر (‪ ،)021/2‬املسا ااودة (‪ ،)134‬اإلش ا ااارة للب ا اااجي‬
‫(‪ ،)110-116‬التبصرة (‪ ،)123‬البحر احمليط (‪.)417/3‬‬
‫(‪ )2‬ينظا اار‪ :‬احملصا ااو (‪ ،)176/3‬البحا اار احملا اايط (‪ ،)471 ،472/3‬هنايا ااة السا ااو (‪-422/2‬‬
‫‪.)426‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪127‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ُ )1‬سئل النيب ‪ ‬أي العمل ألب ىل هللا عز وجل فقا ‪« :‬الصالة يف أول وقتها» ‪،‬‬
‫وهو عام يف كل صالة‪ ،‬وورد يف لديث آ ر‪« : ،‬إذا اشتد احلر فأبردوا لصالة‪،‬‬
‫فإن شدة احلر من فيح جهنم» (‪ ،)2‬وهو اص‪ ،‬وحيمل العام على اخلاص‪ ،‬ويكو‬
‫فضيلة التقدمي يف غري صالة الظهر وفت شدة احلر‪.‬‬
‫‪ )2‬أمجع العلماه على أ عدة املتو عنها زوجها كانت لامال فإهنا تعتد‬
‫تعاىل‪ :‬ﭽﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫واستدلوا أبنه ال تعارض بني اآليتني؛ أل فوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬ ‫وهو عام يشمل احلامل واحلائل‪ ،‬وفوله‬ ‫ﭻ ﭼﭼ‬

‫اص يف احلامل‪ ،‬فيحمل العام يف اآلية األوىل على اخلاص‪ ،‬فتكو‬ ‫ﯮ ﯯﭼ‬
‫العدة املذكورة يف اآلية األوىل لكل مطلقة ما مل تكن لامال‪.‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬تعارض العام واخلاص من وجه‬


‫قال اجلويين‪« :‬و كا كل والد منهما عاما من وجه و اصا من وجه فيخص‬
‫عموم كل والد منهما خبصوص اآل ر»(‪.)3‬‬
‫فإوا تعارض دليال وكا كل والد منهما عاما من وجه و اصا من وجه(‪ ،)4‬كما‬
‫يف فوله ‪-‬عليه الصالة والسالم‪« :-‬من نسي صالة فليصل إذا ذكرها»(‪ ،)2‬مع فوله ‪-‬‬

‫(‪ )1‬أ رج ااه أب ااو داود يف كت اااب الص ااالة‪ ،‬ابب احملافظ ااة عل ااى وف اات الص االوات‪ ،‬ب اارفم (‪،)326‬‬
‫وصححه األلباين يف صحيح أيب داود برفم (‪.)411‬‬
‫(‪ )2‬أ رج ا ااه البخ ا اااري يف كت ا اااب موافي ا اات الص ا ااالة‪ ،‬ابب اإلب ا اراد ابلظه ا اار يف ش ا اادة احل ا اار‪ ،‬ب ا اارفم‬
‫(‪ ،)217‬ومس االم يف كت اااب املس اااجد ومواض ااع الص ااالة‪ ،‬ابب اس ااتحباب اإلبا اراد ابلظه اار يف‬
‫شدة احلر ملن ميضي ىل مجاعة ويناله احلر يف طريقه‪ ،‬برفم(‪.)612‬‬
‫(‪ )3‬منت الورفات (‪.)27‬‬
‫(‪ )4‬العموم واخلصوص من وجه‪ :‬هي النسبة بني معىن كلي ومعىن كلي آ ر‪ ،‬وكل منهما ينطبق‬
‫على بعض األفراد اليت ينطبق عليها اآل ر‪ ،‬وينيرد ابنطبافه على أفراد ال ينطبق عليها اآل ر‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ضوابط املعرفة لعبدالرمحن لسن لبنكة (‪ ،)22 ،20‬وشرح التنقيح (‪.)10 ،16‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب موافيت الصالة‪ ،‬ابب من نسي صالة فليصل وا وكرها‪ ،‬برفم =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪128‬‬
‫عليه الصالة والسالم‪« :-‬ال صالة بعد العصر حىت تغرب الشمس»(‪.)1‬‬
‫فإ األو عام يف األوفات اص يف صالة القضاه‪ ،‬والثاين عام يف الصالة‪،‬‬
‫اص يف األوفات‪ .‬وسيأيت بيانه‪.‬‬
‫فإوا تعارض العاما واخلاصا من وجه‪ ،‬فقد وهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل‬
‫محل عموم ألدمها على صوص اآل ر(‪.)2‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫«ثالث ساعات كان ينهاان رسول هللا ‪‬‬ ‫‪ )1‬ورد يف لديث عقبة بن عامر هنع هللا يضر أنه فا ‪:‬‬
‫أن نصلي فيهن‪ ،‬أو نقرب فيهن مواتان‪ ،‬حني تطلع الشمس زغة حىت ترتفع‪ ،‬وحني يقوم‬
‫قا مة الظهرية حىت متيل‪ ،‬وحني تتضيف الشمس للغروب حىت تغرب» (‪ .)3‬وهو عام يف‬
‫مجيع الصلوات‪ ،‬انفلة كانت أو فريضة‪ ،‬مقضية أو مؤداة‪ ،‬اص يف أوفات النهي‬
‫الثالثة‪.‬‬

‫= احلديث (‪ )210‬والليظ له‪ .‬وأ رجه مسلم يف كتاب املساجد ومواضع الصالة‪ ،‬ابب فضاه‬
‫الصالة اليائتة واستحباب تعجيلها‪ ،‬برفم (‪.)624‬‬
‫(‪ )1‬أ رجااه البخاااري يف كتاااب موافياات الصااالة‪ ،‬ابب ال يتحاارى الصااالة فباال غااروب الشاامس‪،‬‬
‫برفم (‪.)31‬‬
‫ومسلم يف كتاب صالة املسافرين‪ ،‬ابب األوفات اليت هنى عن الصالة فيها‪ ،‬برفم (‪.)220‬‬
‫(‪ )2‬ينظاار‪ :‬العاادة أليب يعلااى (‪ ،)620/2‬املسااودة (‪ ،)131‬شاارح تنقاايح اليصااو (‪ ،)421‬هنايااة‬
‫السو لإلسنوي (‪ ،)466/4‬التعارض والرتجيح للحيناوي (‪.)122‬‬
‫(‪ )3‬أ رج ا ااه أب ا ااو داود يف كت ا اااب اجلن ا ااائز‪ ،‬ابب ال ا اادفن عن ا ااد طل ا ااوع الش ا اامس و غروهب ا ااا‪ ،‬ب ا اارفم‬
‫(‪ ،)3112‬والرتم ااذي يف كت اااب اجلن ااائز ابب م ااا ج اااه يف كراهي ااة الص ااالة عل ااى اجلن ااازة عن ااد‬
‫طلااوع الشاامس وعنااد غروهبااا‪ ،‬باارفم (‪ ،)1737‬والنسااائي يف كتاااب املوافياات ابب الساااعات‬
‫الاايت هنااي عاان الصااالة فيهااا‪ ،‬باارفم ‪ ،267‬واباان ماجااه يف كتاااب اجلنااائز‪ ،‬ابب مااا جاااه الاايت ال‬
‫يصاالى فيهااا علااى املياات وال ياادفن ‪ ،426/1‬رفاام ‪ ،1211‬وصااححه األلباااين يف صااحيح اباان‬
‫ماجه رفم ‪.1233‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪129‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نص عام من ليث‬ ‫ٌ‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫ويف احلديث‪« :‬من نسي صالة فليصل إذا ذكرها»‬
‫اص من ليث الصالة‪ ،‬لكونه يف‬ ‫الوفت‪ ،‬فيشمل األوفات الثالثة وغريها‪ ،‬و ٌ‬
‫الصالة املقضية‪.‬‬
‫فيي احلديثني عموم و صوص من وجه‪ ،‬فيحمل عموم ألدمها على صوص‬
‫اآل ر‪.‬‬
‫فيحمل هنا األمر ابلصالة يف مجيع األوفات ال أوفات النهي فتحرم الصالة‬
‫فيها‪ .‬والنهي عن الصالة يف وفت النهي جلميع الصلوات ال الصالة املقضية‪.‬‬
‫‪ )2‬جاه يف لديث عقبة بن عامر هنع هللا يضر أنه فا ‪« :‬ثالث ساعات كان ينهاان رسول هللا‬
‫‪ ‬أن نصلي فيهن‪ ،‬أو نقرب فيهن مواتان‪ ،‬حني تطلع الشمس زغة حىت ترتفع‪ ،‬وحني‬
‫يقوم قا مة الظهرية حىت متيل‪ ،‬وحني تتضيف الشمس للغروب حىت تغرب»(‪.)2‬‬
‫واحلديث عام يف النهي عن الصالة يف كل األماكن‪ ،‬مبا فيه مكة املكرمة وغريها‪،‬‬
‫و اص أبوفات النهي‪.‬‬
‫و جاه عن جبري بن مطعم رضي هللا‪ ،‬أ النيب ‪ ‬فا ‪« :‬اي بين عبد مناف ال‬
‫متنعوا أحدا طاف هبذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو هنار»(‪ .)3‬وهو عام يف‬
‫األوفات‪ ،‬فيشمل أوفات النهي وغريها‪ ،‬و اص مبكة‪.‬‬
‫فيي احلديثني عموم و صوص من وجه‪ ،‬فيحمل عموم ألدمها على صوص‬
‫اآل ر‪.‬‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه‪.‬‬


‫(‪ )2‬سبق خترحيه‪.‬‬
‫(‪ )3‬أ رجه أبو داود يف كتاب املناسك‪ ،‬ابب الطواف بعد العصر برفم (‪ ،)1214‬والنسائي يف‬
‫كتاب املوافيت‪ ،‬ابب ابلة الصالة يف الساعات كلها مبكة‪ ،‬برفم (‪ ،)224‬والرتمذي يف‬
‫كتاب احلج‪ ،‬ابب ما جاه يف الصالة بعد العصر‪ ،‬وبعد الصبح ملن يطوف‪ ،‬برفم (‪،)262‬‬
‫وابن ماجه يف كتاب فامة الصالة‪ ،‬ابب ما جاه يف الر صة يف الصالة مبكة يف كل وفت‪،‬‬
‫برفم (‪ .)1224‬وصححه األلباين يف رواه الغليل برفم (‪.)421‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪130‬‬
‫قال الشنقيطي‪« :‬فتختص ألاديث النهي أبوفات النهي يف غري مكة‪ ،‬وخيتص‬
‫لديث جبري ابألوفات اليت ال ينهى عن الصالة فيها مبكة‪ ،‬وجيتمعا يف أوفات‬
‫النهي يف مكة‪ ،‬فعموم ألاديث النهي يشمل مكة وغريها‪ ،‬وعموم ابلة الصالة‬
‫يف مجيع الزمن يف لديث جبري يشمل أوفات النهي وغريها يف مكة‪ ،‬فيظهر‬
‫التعارض يف أوفات النهي يف مكة‪ ،‬فيجب الرتجيح»(‪.)1‬‬

‫‪ )3‬فا هللا تعاىل‪ :‬ﭽﮫﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﭼ‪.‬‬


‫ويف احلديث‪ :‬أ رسو اّلل ‪« ‬هنى عن صيام يومني‪ :‬يوم اليطر‪ ،‬ويوم النحر»(‪.)2‬‬
‫فيي اآلية‪ :‬األمر بقضاه الصوم اليائت عام يف األايم‪ ،‬اص يف فضاه ما فات‬
‫من رمضا ‪.‬‬
‫اص فيهما‪ ،‬عام يف الصوم فرضا أم‬ ‫ويف احلديث‪ :‬النهي عن صيام يومي العيد ٌ‬
‫نيال‪ ،‬فضاه أم أداه‪.‬‬
‫فبينهما عموم من وجه و صوص من وجه‪ ،‬فيحمل عموم ألدمها على صوص‬
‫اآل ر‪:‬‬
‫فيجب فضاه رمضا ‪ ،‬ولكن يف غري األايم املنهي عن صيامها‪ ،‬وحيرم صيام يومي‬
‫العيد وأايم التشريق ألي سبب كا ‪ ،‬وجيوز صوم ما سواها من سائر أايم العام‪.‬‬

‫‪ )4‬فا هللا تعاىل‪:‬ﭽﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕﭼ‪.‬‬


‫وفو النيب ‪« :‬ال حيل المرأة تؤمن ابهلل واليوم اآل ر تسافر مسريَة ثالث ليا ‪،‬‬
‫ال ومعها وو حمرم»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أضواه البيا (‪.)413/4‬‬


‫(‪ )2‬أ رجه مسلم يف صحيحه يف كتاب الصيام‪ ،‬ابب حترمي صوم يومي العيدين‪ ،‬برفم (‪.)1130‬‬
‫(‪ )3‬أ رج ا ااه البخ ا اااري يف كت ا اااب تقص ا ااري الص ا ااالة‪ ،‬ابب ك ا اام تقص ا اار الص ا ااالة‪ ،‬ص‪ ،212 :‬رف ا اام‬
‫(‪ ،)1726‬ومسالم ا واللياظ لاه ا يف كتااب احلاج‪ ،‬ابب ساير املارأة ماع حمارم ىل لاج وغاريه‪،‬‬
‫ص‪ ،612 :‬رفم (‪.)414()1332‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪131‬‬
‫فاآلية عامة يف وجوب احلج على كل من استطاع ليه سبيال من املكليني رجال‬
‫كا أو امرأة‪ ،‬وجدت حمرما أو مل جتد‪ ، ،‬و اصة يف سير احلج‪.‬‬
‫واحلديث عام يف األسيار‪ ،‬اص ابلنساه‪.‬‬
‫فيجتمع ااا يف املا ارأة ال اايت تس ااافر للح ااج‪ ،‬وخت ااتص اآلي ااة ابلرج اال املس ااافر للح ااج‪،‬‬
‫وخياتص احلااديث ابملارأة الاايت تسااافر لغاري احلااج‪ ،‬فيظهاار تعارضااهما يف الاايت رجاات‬
‫للحج‪ ،‬فإوا أراد من يشرتط احملارم أ يساتد ابحلاديث علاى مناع املارأة مان الساير‬
‫ىل احل ااج ال ابحمل اارم‪ ،‬ف ااا م اان ال يش اارتطه‪ :‬ه ااذا احل ااديث ع ااام يف األس اايار‪ ،‬أان‬
‫أ صااص منااه سااير احلااج خلصااوص اآليااة فيااه‪ ،‬فيقااو املشا ِّارتط‪ :‬باال اآليااة عامااة يف‬
‫صص منه املرأة خلصوص احلديث هبا‪ ،‬وهكذا‪ . . .‬وال بد‬ ‫مجيع املكليني‪ ،‬وأان أ ِّ‬
‫يف الرتجيح بينهما من أدلة ارجية‪.‬‬
‫‪ )2‬فا رسو هللا ‪« :‬إذا اختلف البيِّ َعان‪ ،‬وَمل تكن بَـيِّنَة؛ فالقول قول البا ع‪ ،‬أو‬
‫يتَـ َرادَّان البيع»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أ رجااه‪ :‬مالااك بالغااا يف‪ :‬املوطااأ‪ ،‬كتاااب البيااوع‪ ،‬ابب بيااع اخليااار‪ .)463( ،‬وأمحااد ‪-‬والليااظ‬
‫املا ااذكور لا ااه‪ -‬يف‪ :‬مسا اانده‪ )440-446/0( ،‬با اارفم(‪ ،)4440‬والب ا ازار يف‪ :‬مسا اانده (البحا اار‬
‫الز ااار) (‪364/2‬و‪ ،)302‬باارفم (‪1112‬و‪ .،)2773‬وأبااو يعلااى يف‪ :‬مساانده‪-311/2( ،‬‬
‫‪477‬و‪ .)201/1‬ب ا ا ا ا ا ا ا اارفم (‪4124‬و‪ ،)2472‬والطح ا ا ا ا ا ا ا اااوي يف ش ا ا ا ا ا ا ا اارح مش ا ا ا ا ا ا ا ااكل اآلثر‬
‫(‪330/11‬و‪ ،)332‬ابب بي ااا مش ااكل م ااا روي ع اان رس ااو هللا ‪ ‬يف ا ااتالف املتب ااايعني‬
‫يف الثمن‪ ،‬برفم (‪4421‬و‪.)4422‬‬
‫وفد روي لديث ا تالف املتبايعني من طرق متعددة‪ ،‬مدارها كلها على ابن مسعود ‪،‬‬
‫ووكر كثري من احلياظ ‪-‬كالطحاوي واخلطايب وابن عبد الرب‪ :-‬أ هذا احلديث و كا ال‬
‫ي نهض من جهة السند؛ فقد تلقته األمة ابلقبو ‪ ،‬والتجوا به‪ ،‬فد ولك على صحته‪،‬‬
‫أغىن عن طلب سند له‪.‬‬ ‫و َ‬
‫ينظر‪ :‬شرح مشكل اآلثر (‪ ،)162-162/6‬ومعامل السنن (‪ ،)121-127/3‬والتمهيد‬
‫احلديث مبجموع طرفه الشيخا‬
‫َ‬ ‫وص َّح َح‬
‫(‪ ،)213-217/4‬واالستذكار (‪َ .)222/27‬‬
‫=‬ ‫الشوكاين واأللباين‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪132‬‬
‫َّعى‬ ‫ولديث ابن عباس ب أ رسو هللا ‪ ‬فا ‪« :‬لو يُـ ْعطَى ُ‬
‫الناس بدعواهم؛ الد َ‬
‫واليمني على من أنْ َكر»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫ودماءهم‪ ،‬ولكن البَـيِّنَةُ على ال ُْم َّد ِّعي‬
‫َ‬ ‫أموال قَـ ْوٍم‬
‫رجال َ‬‫ٌ‬
‫َّعى عليه‪ ،‬من غري فَاْرٍق بني أ‬ ‫فاحلديث الثاين عام يد على أ اليمني على الْ ُمد َ‬
‫مشرتاي‪ ،‬وأ ال يكو والدا منهما‪ ،‬ويد على أ البينة على‬ ‫يكو ِّ‬
‫املنكر ابئعا أو َِّ‬
‫ُ‬
‫مشرتاي‪ ،‬وأ ال يكو والدا منهما‪.‬‬ ‫َّعي من غري فرق بني أ يكو ابئعا أو َِّ‬ ‫الْمد ِّ‬
‫ُ‬
‫ويَ ُد احلديث األو على أ القوَ فو ُ البائع مع ميينه والبينة على املشرتي‪ ،‬من‬
‫َّعيا أو ُمْن ِّكرا‪ ،‬واملشرتي ُمدَّعيا أو ُمْن ِّكرا‪ ،‬فبني‬
‫غري فَارٍق بني أ يكو البائع مد ِّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫موم و صوص من وجه‪.‬‬ ‫احلديثني عُ ٌ‬
‫‪ )6‬فا هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ فيي حترمي اجلمع بني األ تني‬
‫مبلك اليمني يف الوطه‪.‬‬

‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ‬ ‫واستد اآل رو بقو هللا‬


‫فبينهما عموم و صوص من وجه‪ :‬أل اآلية املباركة األوىل تنيرد يف النكاح بني‬
‫األ تني‪ ،‬وتنيرد اآلية الثانية يف ملك اليمني غري األ تني‪ ،‬وجتتمعا اآليتا يف‬
‫األ تني مبلك اليمني‪ ،‬فتد اآلية األوىل على حترمي اجلمع بينهما مبلك اليمني‪،‬‬
‫وتد اآلية الثانية على جواز اجلمع بينهما‪ ،‬فتتعارضا ‪ ،‬فيجب الرتجيح بينهما‬
‫بدليل ارجي‪ ،‬وفد رجح مجهور العلماه آية التحرمي على آية اإلابلة أبوجه كثرية‪.‬‬

‫= ينظر‪ :‬السل اجلرار (‪ ،)166/3‬و رواه الغليل(‪ ،)102-166/2‬برفم(‪، ،)1324-1322‬‬


‫والسلسلة الصحيحة(‪ ،)434-432/2‬برفم (‪.)012‬‬
‫(‪ )1‬أ رجه ‪-‬هبذا الليظ من رواية ابن عباس ‪ :-‬البيهقي يف‪ :‬السنن الكربى‪ ،‬كتاب الدعوى‬
‫َّعى عليه‪ .)222/17( ،‬واحلديث‬ ‫ِّ‬
‫والبينات‪ ،‬ابب البينة على الْ ُمدَّعي واليمني على الْ ُمد َ‬
‫صحيح‪ ،‬وبعض ألياظه يف الصحيحني‪.‬‬
‫ينظ ا ا ا ا اار‪ :‬الب ا ا ا ا اادر املن ا ا ا ا ااري (‪ ،)427/1‬وبل ا ا ا ا ااوغ امل ا ا ا ا ارام (‪ ،)462‬و رواه الغلي ا ا ا ا اال (‪-264/2‬‬
‫‪260‬و‪ )201370‬برفم (‪2641‬و‪2661‬و‪.)2622‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪133‬‬
‫القاعدة الثالثون‪:‬‬
‫اإلمجاع حجة على العصر الثاني‪ ،‬ويف أي عصر كان‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬و مجاع هذه األمة لجة دو غريها‪ ،‬لقوله صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم‪« :‬ال جتتمع أميت على ضاللة»(‪ ،)1‬والشرع ورد بعصمة هذه األمة‪ .‬واإلمجاع لجة‬
‫على العصر الثاين‪ ،‬ويف أي عصر كا »(‪.)2‬‬
‫فا العمريطي(‪:)3‬‬
‫م ا ا اان بعا ا ا ااده يف ك ا ا اال عص ا ا اار أفا ا ا اابال‬ ‫‪‬‬ ‫وك ا ا ا ا ا ا اال مج ا ا ا ا ا ا اااع فحج ا ا ا ا ا ا ااة عل ا ا ا ا ا ا ااى‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬

‫تش ااري ه ااذه القاع اادة ىل أ اخل ااالف بع ااد اإلمج اااع غ ااري معت ااد ب ااه‪ ،‬وال خي اارق ه ااذا‬
‫اإلمجاع؛ أل اإلمجاع وا انعقد كا لجة ولرمت خماليته‪.‬‬
‫وعبارة اجلويين تشري ىل أ احلكم السابق‪ ،‬وهو عدم جواز ارق اإلمجااع كاا‬
‫اخلالف بعد عصر اإلمجاع‪ ،‬أما وفع اخلالف يف نيس العصر فميهوم كالماه أناه ال‬
‫يعتد به‪ ،‬ومل ييصل بني كو املخال من اجملمعني أو من غريهم‪.‬‬
‫فإ كا من غريهم وفد بلغ رتبة االجتهاد وفات مجااعهم فقولاه خيارق اإلمجااع ال‬
‫على القو أب الوالد واإلثنني ال خيرفا اإلمجاع‪.‬‬
‫و بلغ االجتهاد يف عصرهم بعد وفت مجاعهم فعلى القو ابشرتاط انقراض‬
‫اإلمجاع يقدح‪ ،‬و ال فال‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه الرتمذي‪ ،‬برفم (‪ ،)2160‬وفا احلاكم يف املستدرك‪« :‬وفد ُرري احلديث أبسانيد‬
‫يح مثلها احلديث‪ ،‬فال بد أ يكو له أصل أبلد األسانيد‪ ،‬مثَّ وجدان للحديث شواهد‬
‫من غري لديث املعتمر‪ ،‬ال أدعي صحتها وال ألكم بتوهينها‪ ،‬بل يلزمين وكرها إلمجاع‬
‫أهل السنة على هذه القاعدة من فواعد اإلسالم»‪.‬‬
‫(‪ )2‬منت الورفات (‪.)21‬‬
‫(‪ )3‬منت نظم الورفات (‪.)26‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪134‬‬
‫أما كا املخال منهم بعد ثبوت اإلمجاع واستقرار رأيهم وانتهاه املدة الكافية‬
‫للبحث والنظر و بداه الرأي عرفا‪ ،‬فاجلمهور على ثبوت اإلمجاع وعدم اعتبار فو‬
‫املخال (‪.)1‬‬
‫ووهب بعض األصوليني ىل أ اخلالف املتأ ر من ألد اجملمعني يرفع اإلمجاع‬
‫السابق‪ ،‬وهو ما رجحه الروايين‪ ،‬ونسبه ابن لزم ىل طائية(‪.)2‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬وهب مجهور العلماه من املذاهب األربعة ىل أ عقد اإلجارة جائز واستدلوا‬
‫على ولك إبمجاع األمة(‪ .)3‬ومل يعتربوا ابخلالف املتأ ر(‪)4‬؛ أل يف اعتباره رفا‬
‫لإلمجاع السابق‪ ،‬و رق اإلمجاع ال جيوز‪.‬‬
‫‪ )2‬وهب الصحابة مهنع هللا يضر ىل حترمي بيع أمهات األوالد‪ ،‬ومنهم علي بن أيب طالب‬
‫هنع هللا يضر‪ ،‬مثَّ اليهم وفا جبواز بيعهن‪ .‬وفا ‪« :‬اتيق رأيي ورأي عمر على أ‬
‫أمهات األوالد ال ياُبَعن‪ ،‬وأهنن ألرار عن دبر املوايل‪ ،‬مثَّ رأيت أ أرفهن »‪ .‬ومل‬
‫يقبل اجلمهور ولك‪ ،‬وفد فا له َعبِّيدة السلماين‪ « :‬رأيك يف اجلماعة ألب لينا‬
‫من رأيك ولدك » (‪.)2‬‬
‫‪ )3‬استد احلنيية على أ املطلقة يف مرض املوت ترث من زوجها إبمجاع الصحابة‬
‫على ولك‪ ،‬ومل يقبلوا الف ابن الزبري هنع هللا يضر ورأيه يف عدم التوريث‪.‬‬

‫قال الكاساين‪ُ « :‬روي أ َّ ابن الزبري هنع هللا يضر منا فا ولك يف واليته‪ ،‬وفد كا انعقد‬
‫اإل مجاع فبله منهم على التوريث‪ ،‬فخالفه بعد وفوع االتياق منهم ال يقدح يف‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التحبري (‪ ،)1234/4‬البحر احمليط (‪.)417/6‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪ ،)417/6‬اإللكام البن لزم (‪.)221/4‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اإلمجاع البن املنذر (‪ ،)122‬املغين (‪.)221/14‬‬
‫(‪ )4‬ال عبدالرمحن األصم‪ ،‬و براهيم بن عُليَّة‪ .‬ينظر‪ :‬بداية اجملتهد (‪.)130/2‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه عبدالرزاق يف مصنيه (‪ ،)13224‬والبيهقي يف السنن الكربى (‪.)343/17‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪135‬‬
‫اإلمجاع»(‪.)1‬‬
‫‪ )4‬ثبت إبمجاع الصحابة أ َّ األم ُحتجب ابأل وين‪ ،‬و ال ابن عباس هنع هللا يضر بعد‬
‫ولك‪ ،‬وروي عنه أنه فا لعثما هنع هللا يضر‪ :‬مل لجبت األم ابالثنني من األ وة‪ ،‬و منا‬
‫فا تعاىل‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ‪ ،‬وليس األ وا أب وة يف لسانك‬
‫وال يف لسا فومك؟ فقا له عثما ‪« :‬ال أنقض أمرا كا فبلي وتوارثه الناس‪،‬‬
‫ومضى يف األمصار»(‪ ،)2‬وأ ذ اجلمهور ابإلمجاع السابق‪ ،‬ومل أي ذوا برأي‬
‫ابن عباس هنع هللا يضر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬بدائع الصنائع (‪.)211/3‬‬


‫(‪ )2‬أ رجه البيهقي يف السنن الكربى (‪ ،)220/6‬واحلاكم يف املستدرك (‪ ،)302/4‬وفا ‪ :‬هذا‬
‫لديث صحيح اإلسناد‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪136‬‬
‫القاعدة احلادية والثالثون‪:‬‬
‫ال يشرتط انقراض العصر لصحة وانعقاده اإلمجاع‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وال يشرتط انقراض العصر على الصحيح»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫أي يف انعق ا ا ا ا ا اااده وفي ا ا ا ا ا اال مش ا ا ا ا ا اارتط‬ ‫‪‬‬ ‫مثَّ انق ا ا ا ا ا ا اراض عصا ا ا ا ا ا ااره مل يُش ا ا ا ا ا ا اارتط‬
‫ال عل ا ا ا ا ا ااى الث ا ا ا ا ا اااين فل ا ا ا ا ا اايس ُمين ا ا ا ا ا ا ُاع‬ ‫‪‬‬ ‫جيا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااز ألهلا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه أ يرجع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اوا‬
‫وص ا ا ا ا ا ااار م ا ا ا ا ا ااثلهم فقيه ا ا ا ا ا ااا جمته ا ا ا ا ا ااد‬ ‫‪‬‬ ‫وليعتا ا ا ا اارب عليا ا ا ا ااه فا ا ا ا ااو ما ا ا ا اان ولا ا ا ا ااد‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫املراد ابنقراض العصر يف اإلمجاع هو‪ :‬موت من اعترب فيه‪ ،‬من غري رجوع والد‬
‫فدر موت مجيعهم يف حلظة والدة‪ ،‬كأ كانوا يف‬ ‫منهم عما أمجعوا عليه‪ ،‬ل ى لو ِّ‬
‫سيينة مثال فغرفت‪ ،‬فإنه يقا ‪ :‬انقرض العصر(‪.)3‬‬
‫ووهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل عدم اشرتاط انقراض العصر لصحة اإلمجاع‬
‫وانعقاده(‪.)4‬‬

‫وللجويين يف الربها تيصيل يف املسألة وهو‪ :‬أ اإلمجاع املقطوع به لجة فور‬
‫انعقاده؛ أل اجملمعني يف لقيقة األمر راجعو ىل أصل مقطوع به عندهم‪ ،‬أما‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)21‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)26‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬ميزا األصو (‪ ،)277‬البحر احمليط (‪ ،)214/4‬شرح الكوكب املنري (‪،)246/2‬‬
‫تيسري التحرير (‪ ،)237/3‬التقرير والتحبري (‪.)26/3‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬العدة (‪ ،)1712/4‬املستصيى (‪ ،)367/1‬احملصو (‪ ،)140/4‬فواطع األدلة‬
‫(‪ ،)317/3‬روضة الناظر (‪ ،)402/2‬لكام اليصو (‪ ،)403 ،471‬شرح التنقيح‬
‫(‪ ،)337‬اإللكام لآلمدي (‪ ،)310/1‬اإلهباج (‪ ،)313/2‬البحر احمليط (‪،)217/4‬‬
‫تيسري التحرير (‪ ،)237/2‬فواتح الرمحوت (‪.)224/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪137‬‬
‫كا اإلمجاع مما أسند ىل الظن فال يتم اإلمجاع‪ ،‬وال ينربم ما مل يتطاو الزمن ويصروا‬
‫على ما فالوا مع تذكرهم حلادثة تردد اخلوض فيها(‪.)1‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫سبق يف القاعدة السابقة (اإلمجاع حجة على العصر الثاين‪ ،‬ويف أي عصر كان) أمثلة‬
‫لرجوع بعض الصحابة عن اجتهادهم‪ ،‬ومن فا ابشرتاط انقراض العصر فعنده أ‬
‫اإلمجاع مل ينعقد‪ ،‬ولذا جوز رجوعهم‪ ،‬وأجاز رجوع بعض اجملمعني عن رأيهم ومن‬
‫ولك‪:‬‬
‫‪ )1‬فو علي هنع هللا يضر يف بيع أم الولد‪« :‬اتيق رأيي ورأي عمر على أ أمهات األوالد ال‬
‫ياُبَعن‪ ،‬وأهنن ألرار عن دبر املوايل‪ ،‬مثَّ رأيت أ أرفهن »‪ .‬ومل يقبل اجلمهور‬
‫ولك‪ ،‬وفد فا له َعبِّيدة السلماين‪ « :‬رأيك يف اجلماعة ألب لينا من رأيك‬
‫ولدك »(‪.)2‬‬
‫‪ )2‬مجاع الصحابة على فتا مانعي الزكاة‪ ،‬وعملوا به‪ ،‬ومل ينتظروا جلوازه انقراض‬
‫العصر(‪.)3‬‬
‫‪ )3‬مجاع الصحابة يوم السقيية على أ َّ اإلمامة يف فريه‪ ،‬وتسليم األنصار وعمل‬
‫اجلميع به دليل على صحته وعدم اشرتاط انقراض عصرهم (‪.)4‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الربها (‪.)444/1‬‬


‫(‪ )2‬سبق خترجيه يف القاعدة السابقة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬فواعد أصو اليقه وتطبيقاته للدكتور صيوا داوودي (‪.)070/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬املصدر السابق‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪138‬‬
‫القاعدة الثانية والثالثون‪:‬‬
‫يكون اإلمجاع بالقول أو الفعل‪ ،‬أو بقول البعض وفعل البعض‪،‬‬
‫أو بقول البعض وسكوت الباقيني‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬واإلمجاع يصح بقوهلم وبيعلهم وبقو البعض وبيعل البعض‬
‫وانتشار ولك وسكوت البافني عنه»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫م ا ا ا ا ا ا اان ك ا ا ا ا ا ا اال أهل ا ا ا ا ا ا ااه وابألفع ا ا ا ا ا ا ااا‬ ‫‪‬‬ ‫وحيصا ا ا ا ا ا ا ا اال اإلمجا ا ا ا ا ا ا ا اااع ابألف ا ا ا ا ا ا ا ا اوا‬
‫وابنتش ا ا ا ااار م ا ا ا ااع س ا ا ا ااكوهنم لص ا ا ا اال‬ ‫‪‬‬ ‫وف ا ااو بع ا ااض لي ا ااث ابف ا اايهم فع ا اال‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫وفسمه ىل ثالثة أفسام‪:‬‬
‫تكلم اجلويين حتت هذه القاعدة على أفسام اإلمجاع‪َّ ،‬‬
‫القسم األول‪ :‬إمجاع قويل‪:‬‬
‫أب يقولوا مجيعا‪ :‬أ احلكم يف املسألة اليالنية الوجوب‪ ،‬أو الندب مثال(‪.)3‬‬
‫أو يقو البعض وييعل البعض على وفق هذا القو ‪.‬‬
‫ولكم هذا القسم‪ :‬يكو لجة فطعية‪ ،‬وا صدر من أهله وحتققت شروطه(‪.)4‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬إمجاع فعلي‪:‬‬
‫أب ييعل كل والد منهم فعال يد على أ لكم اليعل هو الوجوب‪ ،‬أو الندب‬
‫مثال‪.‬‬
‫ولكم هذا القسم‪ :‬اجلمهور على كونه مجاعا ولجة(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)21‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)20 -26‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬لجية اإلمجاع للدكتور دمحم فرغلي (ص‪ ،)326-322‬ومعلمة زايد للقواعد اليقهية‬
‫واألصولية (‪.)12-11/21‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اللمع (‪ )20/1‬اإللكام (‪.)220/1‬‬
‫=‬ ‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جابة السائل للصنعاين (ص‪ )162-161‬معلمة زايد (‪.)12/21‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪139‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬إمجاع سكويت‪:‬‬
‫وهو أ يقو البعض أو ييعل ويسكت البافو ‪.‬‬

‫و رير حمل النزاع يف هذه القسم يظهر يف اآليت‪:‬‬


‫‪ -1‬وا ظهر من البافني سكوت ودلت القرائن على الرضى أو السخط‪ ،‬كا حبسب‬
‫ردا وهو حمل اتياق(‪.)1‬‬
‫داللة القرائن فبوال أو ًّ‬
‫‪ -2‬نه كا مما يدوم ويتكرر وفوعه واخلوض فيه فإ السكوت عليه يكو‬
‫مجاعا‪ ،‬ويكو حمل اخلالف يف الزمن اليسري(‪ .)2‬ومثل التلمساين للدائم املتكرر‬
‫عمل الصحابة خبرب اآللاد والقياس(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬أ يكو السكوت فبل استقرار املذاهب؛ ألنه كا بعد استقرارها مل يد‬
‫على املوافقة فطعا‪ ،‬واخلالف خمتص ابلسكوت احلاصل فبل االستقرار(‪.)4‬‬
‫‪ -4‬اخلالف متعلق ابلقو املنتشر‪ ،‬وأما غري املنتشر بني اجملتهدين فليس إبمجاع‬
‫وليس من مسألتنا(‪.)2‬‬

‫وحكمه‪ :‬اعتربه اجلويين ومجهور أهل العلم مجاعا ولجة(‪.)6‬‬

‫= نقل الزركشي عن القاضي‪« :‬كل ما أمجعت األمة عليه يقع بوجهني‪ :‬ما فو ‪ ،‬و ما فعل‪،‬‬
‫وكالمها لجة»‪.‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح الكوكب املنري (‪ ،)224/2‬شرح خمتصر الروضة (‪ ،)27/3‬مجع اجلوامع مع‬
‫شرح احمللي (‪.)111/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬البحر احمليط (‪ ،)272/4‬التمهيد لإلسنوي (‪.)421‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح املعامل للتلمساين (‪.)122/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬لاشية البناين على شرح احمللى (‪ ،)120/2‬شرح الكوكب املنري (‪.)224/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬فواطع األدلة (‪ ،)422/2‬شرح املعامل (‪.)122/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬أصو السر سي (‪ ، ،)373/1‬اإلشارة (‪ ،)223‬شرح التنقيح (‪ ،)337‬وفواطع‬
‫األدلة (‪ ،)201/3‬املسودة (‪ ،)641/1‬روضة الناظر (‪ ،)223/1‬شرح خمتصر الروضة =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪140‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬انعقاد البيعة لإلمام ابلعقد‪ ،‬وفيل‪ :‬هو مجاع فويل من الصحابة يف بيعتهم أليب‬
‫بكر الصديق هنع هللا يضر(‪.)1‬‬
‫‪ )2‬شرعية ركعيت الطواف‪ ،‬وهو مجاع ابلقو واليعل‪ ،‬فقد فا اليقهاه بشرعيتها‪،‬‬
‫وفعلها كل من لج من األمة‪.‬‬
‫‪ )3‬فتا أهل الردة‪ ،‬وهو مجاع سكويت‪ ،‬وأمثلة هذا القسم كثرية‪ ،‬وهي ُجل‬
‫اإلمجاعات‪.‬‬

‫أما اإلمجاع الفعلي فقط‪ ،‬فقا ابن فركاح عنه‪« :‬فال يكاد يتحقق‪ ،‬فإ األمة م ى‬
‫فعلت شيئا ال بد من متكلم منها حبكم ولك الشيه‪ ،‬فأما أ يتيقوا على اليعل من‬
‫غري أ يصدر عن ألد منهم فو دا على لكم ولك اليعل فهذا بعيد»(‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫= (‪ ،)01/3‬شرح الكوكب (‪ ،)212/2‬البحر احمليط (‪ )412/4‬رفع احلاجب (‪،)276/2‬‬


‫تيسري التحرير (‪ ،)246/3‬فواتح الرمحوت (‪.)232/2‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬فتح الباري (‪.)411/1‬‬
‫(‪ )2‬شرح الورفات البن فركاح (‪.)261‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪141‬‬
‫القاعدة الثالثة والثالثون‪:‬‬
‫قول الصحابي ليس حبجة‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وفو الوالد من الصحابة ليس حبجة على غريه على القو‬
‫اجلديد»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫عل ا ا ااى اجلدي ا ا ااد فه ا ا ااو ال حي ا ا ااتج ب ا ا ااه‬ ‫‪‬‬ ‫مثَّ الص ا ا ا ااحايب فول ا ا ا ااه م ا ا ا اان مذهب ا ا ا ااه‬
‫يف لقه ا ا ا ا ا ا ا ا اام وض ا ا ا ا ا ا ا ا ااعيوه فل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ُاريد‬ ‫‪‬‬ ‫ويف الق ا ا ا ا ا ا ا ا اادمي لج ا ا ا ا ا ا ا ا ااة مل ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ورد‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫ا تل األصوليو يف تعري الصحايب‪ ،‬فمنهم من وافق احملدثني وفا ‪ :‬نه كل‬
‫مؤمن رأى النيب ‪ ‬وصحبه متبعا له‪ ،‬ولو ساعة‪ .‬ومنهم من فا ‪ :‬من أطا املكث‬
‫معه على وجه التتبع له(‪.)3‬‬
‫قال عبدالعلي دمحم األنصاري‪« :‬وينبغي أ يكو النزاع يف الصحابة الذين أفنوا‬
‫وختلقوا أب الفه الشريية‪ ،‬كاخللياه واألزواج املطهرات والعبادلة‬
‫أعمارهم يف الصحبة‪ُ ،‬‬
‫وأنس ولذيية ومن يف طبقتهم ال مسلمة اليتح‪ ،‬فإ أكثرهم مل حيصل هلم معرفة‬
‫األلكام الشرعية ال تقليدا‪ ،‬وهللا أعلم»(‪.)4‬‬
‫وكثريا ما يعِّرب األصوليني عن هذه املسألة بقوله‪ :‬با ا (فو الصحايب) كما َّ‬
‫عرب‬
‫عربوا عنها با ا (مذهب الصحايب)‪ ،‬ويقصدو ابملسألة‪ :‬ما ثبت‬ ‫اجلويين هنا‪ ،‬ورمبا َّ‬
‫بطريق صحيح عن ألد أصحاب رسو هللا ‪ ‬من فتوى أو فضاه يف لادثة شرعية‪،‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)22‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)20‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬خنبة اليكر (‪ ،)11‬التمهيد للكلوواين (‪ ،)102/3‬منتهى الوصو (‪ ،)21‬فواتح‬
‫الرمحوت (‪.)122/2‬‬
‫(‪ )4‬فواتح الرمحوت (‪.)126/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪142‬‬
‫مل يرد فيها نص من كتاب أو سنة‪ ،‬ومل حيصل عليها مجاع(‪.)1‬‬

‫وقد اتفق العلماء على مجلة من األمور املتعلقة هبذه املسألة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬أ فو الصحايب ومذهبه‪ ،‬فيما ال جما فيه للرأي واالجتهاد أ له لكم‬
‫الرفع ىل النيب ‪ .‬وفيد بعضهم ولك أبال يعرف عن الصحايب األ ذ من‬
‫اإلسرائليات(‪.)2‬‬
‫‪ ‬ثنيا‪ :‬عدم لجة فوله ومذهبه يف احلاالت اآلتية(‪:)3‬‬
‫األوىل‪ :‬وا ال فوله نصا من الكتاب أو السنة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬عند رجوع الصحايب عن فوله‪ ،‬أو خماليته له‪.‬‬

‫وحمل اخلالف فيما عدا ولك‪ .‬ولذا أمجل اجلويين وفا ‪« :‬ليس حبجة على غريه »‪.‬‬
‫أي سواه كا صحابيا أو غري صحايب‪.‬‬
‫و اليه غريه من الصحابة‪ ،‬فإما أ يكو اآل ر من الصحابة مثله‪ ،‬أو أرجح‬
‫منه بعلم أو صحبة‪ ،‬أو غري ولك‪.‬‬
‫فإ كا املخال له من الصحابة مثله‪ ،‬مل يكن فو ألدمها لجة على اآل ر(‪.)4‬‬
‫و وا مل يكن فو ألدمها لجة على اآل ر‪ ،‬فال يكو لجة بعينه على غري الصحابة؛‬
‫وسع فيه على من أ ذ بقو ألد منهم‪ ،‬دو من رج عن‬ ‫ألنه فو اجتهادي ِّ‬
‫أفواهلم مجيعهم(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬أثر األدلة املختل فيها للبغا ص(‪.)331‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬زوائد األصو لإلسنوي (‪ ،)473‬شرح الكوكب املنري (‪ ،)424/4‬فواتح الرمحوت‬
‫(‪ ،)120/2‬األدلة املختل فيها لبابكر ص(‪ ،)60‬املذكرة للشنقيطي ص(‪.)162‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬أعالم املوفعني (‪.)122/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح الكوكب املنري (‪ ،)422/4‬فواتح الرمحوت (‪ ،)126/2‬منتهى السو واألمل‬
‫(‪ ،)276‬البحر احمليط (‪.)23/6‬‬
‫الصحابة على فولني‪ :‬مل جيز لداث =‬ ‫(‪ )2‬فا ابن فدامة يف الروضة (‪ « :)422/2‬وا ا تل‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪143‬‬
‫وأما وا اليه من هو أرجح منه‪ ،‬وليس مع ألدمها نص اص‪ ،‬فهل تكو‬
‫احلجة مع األرجح من أفواهلم‪ ،‬فيه الف عند العلماه وهو حمل النازاع‪.‬‬

‫وهب أكثر العلماه(‪ )1‬ىل الرتجيح بني أفوا الصحابة‪ ،‬بداللة الكتاب والسنة‬
‫مبعىن القياس على ما فيهما من املعاين (‪.)2‬‬

‫يقول الشافعي‪« :‬فقا ‪-‬أي املناظر له‪ :-‬فد مسعت فولك يف اإلمجاع والقياس‬
‫بعد فولك يف كتاب هللا وسنة رسوله ‪ :‬أرأيت أفاويل أصحاب رسو هللا ‪ ‬وا‬
‫تيرفوا فيها؟ فقلت‪ :‬نصري فيها ىل ما وافق الكتاب أو السنة أو اإلمجاع أو كا أصح‬
‫يف القياس»(‪.)3‬‬

‫= فو ثلث يف فو اجلمهور »‪.‬‬


‫وينظاار‪ :‬العاادة (‪ ،)1113/4‬ف اواتح الرمحااوت (‪ ،)232/2‬شاارح تنقاايح اليصااو (‪ ،)226‬شاارح اللمااع‬
‫(‪.)032/2‬‬
‫من‬ ‫(‪ )1‬هو مذهب احلنابلة ونقله أبو الربكات ابن تيمية عن املالكية والشافعية‪ ،‬وطوائ‬
‫املتكمني الدليل على صحة االجتهاد جواز اإلمجاع على ألد القولني من التابعني وعدم‬
‫جواز لداث فو ثلث‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬املسودة (‪ ،)341‬والعدة (‪.)1271-1272/4‬‬
‫(‪ )2‬ينظ اار‪ :‬ش اارح أص ااو فت اااوى اإلم ااام أمح ااد جمل اادي مح اادي (‪ .)332‬يق ااو الزركش ااي يف البح اار‬
‫احمل ا اايط (‪ « :)62/6‬مث وك ا اار ‪-‬أي الش ا اايخ أيب س ا ااحاق‪ -‬أ الي ا اارق ب ا ااني ا ا ااتالف أفا ا اوا‬
‫الصااحابة وا ااتالف احلااديث يف أنااه ال جيمااع بااني أفاوا الصااحابة بتنزياال املطلااق علااى املقيااد‪،‬‬
‫وختصايص العااام ابخلاااص‪ ،‬وأتوياال ماا حيتماال‪ ،‬وحنااو ولااك‪ ،‬ممااا جيماع باه بااني األ بااار املختليااة‬
‫عاان الناايب ‪ ‬أ مجيااع األ بااار صااادر عاان والااد‪ ،‬وهااو معصااوم ‪ ،‬فااال جيااوز فيهااا اال ااتالف‬
‫والتضاااد ماان كاال وجااه‪ ،‬فيجمااع بينهمااا مهمااا أمكاان‪ ،‬لاا ى ال يكااو ألاادمها خماليااا لآل اار‪.‬‬
‫و وا مل ميك اان ول ااك ك ااا الث اااين انس ااخا ل ااألو ‪ .‬وأم ااا أفا اوا الص ااحابة وا ا تلي اات فليس اات‬
‫كذلك‪ ،‬ال تالف مقاصدهم‪ ،‬وأ ولك ليس صادرا عن متكلم والد »‪.‬‬
‫(‪ )3‬الرسالة للشافعي (‪.)210-216‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪144‬‬
‫ومقتضى هذا عدم احلجية‪ ،‬وهو ما وكره اجلويين يف هذه املسألة‪ ،‬ومل يتعرض هنا‬
‫ىل لجية فوله لا عدم وجود املخال له‪.‬‬
‫والذي عليه مجع من حمققي الشافعية وغريهم‪ ،‬أ الصحيح من مذهب الشافعي‬
‫اجلديد‪ ،‬هو القو حبجية فو الصحايب كالقدمي(‪.)1‬‬

‫قال اإلسنوي ‪ -‬وهو ممن يرى كو مذهب اإلمام الشافعي اجلديد‪ :‬لجية فو‬
‫نص الشافعي يف مواضع من األم على أنه لجة‪ ،‬وعلى هذا جيوز‬ ‫الصحايب ‪« :-‬وفد َّ‬
‫تقليده‪ ،‬فلنذكر بعضها‪ ،‬وحيصل يف ضمنه وكر فروع القاعدة أيضا»(‪ ،)2‬مثَّ وكر تلك‬
‫اليروع‪.‬‬
‫وفد َّرج ابن لجر اهليثمي سبعة عشر فرعا يف كتابه حتية احملتاج بناها الشافعي‬
‫على فو الصحايب‪ ،‬وكرها صالب كتاب ختريج القواعد األصولية من ال حتية‬
‫(‪)3‬‬
‫احملتاج ‪.‬‬

‫قال ابن القيم‪« :‬وأما اجلديد فكثري منهم _ أي أصحاب الشافعي‪ -‬حيكي عنه‬
‫فيه أنه ليس حبجة‪ ،‬ويف هذه احلكاية عنه فيه نظر ظاهر جدا‪ ،‬فإنه ال حييظ له يف‬
‫اجلديد لرف والد أ فو الصحايب ليس حبجة‪ ،‬وغاية ما يتعلق به من نقل ولك‪،‬‬
‫أنه حيكي أفواال للصحابة يف اجلديد مث خياليها‪ ،‬ولو كانت عنده لجة مل خياليها‪،‬‬
‫وهذا تعليق ضعي جدا‪ ،‬فإ خمالية اجملتهد الدليل املعني ملا هو أفوى يف نظره منه‪،‬‬
‫ال يد على أنه ال يراه دليال من ليث اجلملة‪ ،‬بل ال دليال لدليل أرجح عنده‬
‫منه» (‪)4‬اها‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح اللمع (‪ ،)042/2‬والربها للجويين (‪ ،)211/2‬واحملصو للرازي (‪،)132/6‬‬


‫واإللكام (‪ ،)122/4‬والبحر احمليط (‪ ،)20/2‬واإلهباج شرح املنهاج(‪.)1020/3‬‬
‫(‪ )2‬التمهيد (‪.)272-271‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الرسالة املذكورة للدكتور مرتضى علي الداغستاين (‪.)624 -631/2‬‬
‫(‪ )4‬عالم املوفعني (‪.)127/4‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪145‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬

‫يظهر أثر هذه القاعدة ‪-‬عند القو بعدم لجية فو الصحايب‪ -‬فيما لو عارض‬
‫فو الصحايب القياس‪ ،‬فإ القياس يقدَّم عليه‪ ،‬كما فعل الزجناين يف ختريج ألد اليروع‬
‫على هذا األصل‪ ،‬فقا ‪:‬‬
‫«ويتيرع عن هذا األصل‪ :‬مسألة العينة ‪-‬وهي السل (‪ ، -)1‬وصورنا‪ :‬ما وا‬
‫اشرتى ما ابع أبفل مما ابع‪ ،‬فبل نقد الثمن؛ فإنه صحيح عند الشافعي ‪)2(‬؛ طردا‬
‫للقياس اجللي(‪.)3‬‬

‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬ييسد العقد األ ري(‪)4‬؛ لقو عائشة اهنع هللا يضر‪ ،‬ليث أ ربت أ زيد‬
‫بن أرفم ابتاع عبدا من امرأة أبل درهم ىل أجل‪ ،‬مث ابتاعته منه خبمسمائة لالة‪« :‬‬
‫بئسما بعت‪ ،‬وبئسما اشرتيت‪ ،‬أخربي زيدا أنه أبطل جهاده مع رسول هللا ‪ ‬إال أن‬

‫(‪ )1‬فا النووي يف اجملموع (‪« :)123/17‬وفسر أبو عبيد أمحد بن دمحم اهلروي العينة هو أ‬
‫يبيع الرجل من رجل سلعة بثمن معلوم ىل أجل مسمى مث يشرتيها منه أبفل من الثمن‬
‫الذي ابعها به فا ‪ :‬و اشرتى حبضرة طالب العينة سلعة من آ ر بثمن معلوم وفبضها‪،‬‬
‫مث ابعها من طالب العينة بثمن أكثر مما اشرتاه ىل أجل مسمى‪ ،‬مث ابعها املشرتي من‬
‫البائع األو ابلنقد أبفل من الثمن فهذه أيضا عينة‪ ،‬وهي أهو من األوىل وهو جائز عند‬
‫بعضهم‪ ،‬ومسيت عينة حبصو النقد لصالب العينة‪ ،‬وولك أ العني هو املا احلاضر‪،‬‬
‫فاملشرتي منا يشرتيها ليبيعها بعني لاضر يصل ليه من نقده‪ ،‬انتهى كالم اهلروي‪ .‬وجعله‬
‫اسم العينة يشمل األمرين املذكورين خمتل فيه‪ ،‬منهم من جعل العينة امسا للثاين فقط‪،‬‬
‫ويسمي األو الذي حنن فيه شراه ما ابع ابفل مما ابع‪ ،‬وهذا صنع احلنيية وعبارنم »‪.‬‬
‫(‪ )2‬فالعقدا صحيحا ينظر‪ .‬األم (‪ ،)01-02/3‬وتقومي النظر البن الدها (‪،)376/1‬‬
‫واجملموع بتكملة السبكي (‪ ،)124/17‬وروضة الطالبني (‪)410-416/3‬‬
‫(‪ )3‬فا ابن الدها يف تقومي النظر (‪ « :)370/1‬لنا‪ :‬اعتبار ألد العقدين ابآل ر‪ ،‬فإهنما‬
‫استواي يف اجتماع األركا والشرائط »‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬حتية اليقهاه (‪ ،)20/2‬وبدائع الصنائع (‪.)112/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪146‬‬
‫يتوب»(‪ ،)1‬فأ ذ به أبو لنيية ‪ ‬وترك القياس»(‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أ رجه عبد الرزاق يف مصنيه (‪ ،)124/2‬برفم (‪ )14212‬و(‪ ،)14213‬والدارفطين يف‬
‫سننه كتاب البيوع (‪ ،)22/3‬وفا ‪ « :‬أم حمبة والعالية جمهولتا ‪ ،‬ال حيتج هبما»‪ ،‬والبيهقي‬
‫يف السنن الكربى (‪.)337/2‬‬
‫(‪ )2‬ختريج اليروع على األصو (‪.)163-162‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪147‬‬
‫القاعدة الرابعة والثالثون‪:‬‬
‫املتواتر يوجب العلم والعمل‪ ،‬واآلحاد يوجب العمل‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وأما األ بار‪ ،‬فاخلرب ما يد له الصدق والكذب‪ ،‬وفد يقطع‬
‫بصدفه أو كذبه‪ .‬واخلرب ينقسم فسمني‪ :‬ىل آلاد ومتواتر‪.‬‬
‫فاملتواتر‪ :‬ما يوجب العلم‪ ،‬وهاو أ ياروي مجاعاة ال يقاع التواطاؤ علاى الكاذب عان‬
‫مثلهم ىل أ ينتهي ىل املخرب عنه فيكو يف األصل عن مشاهدة أو مساع‪.‬‬
‫واآلحاد‪ :‬هو الذي يوجب العمل وال يوجب العلم»(‪.)1‬‬
‫وفا العمريطي(‪:)2‬‬
‫ت ا ا ا ا ا ا ا ا ا اواترا للعلا ا ا ا ا ا ا ا ا اام فا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد أفا ا ا ا ا ا ا ا ا اااد ‪ ‬وما ا ا ا ااا عا ا ا ا اادا ها ا ا ا ااذا اعتا ا ا ا اارب آلا ا ا ا ااادا‬
‫وفا ‪:‬‬
‫ال العل اام لك اان عن ااده الظ اان لص اال‬ ‫ااد يُوجا ا ا ااب العما ا ا اال‬
‫ثنيهما ا ا ااا اآللا ا ا ا ُ‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫تكلم اجلويين حتت هذه القاعدة عن أربع مسائل‪ ،‬ترجع ىل املسألتني اآلتيتني‪:‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬املتواتر يفيد العلم ويوجب العمل‪.‬‬
‫عرف اجلويين التواتر‪ ،‬وبقي العلم وستأيت اإلشارة ليه يف املسألة الثانية‪.‬‬
‫وفد َّ‬
‫أما لكم هذه املسألة فهي حمل اتياق بني العلماه‪.‬‬
‫اتيق العلماه(‪ )3‬فاطبة على أ املتواتر مييد للعلم)‪ ،(4‬وفد وكر بعضهم الف‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)23‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)22‬‬
‫(‪ )3‬أكثر األصوليني وكروا االتياق بني أهل القبلة يف هذ األصل‪ ،‬ووكروا أيضا الف الربامهة‬
‫والسمنية‪ ،‬وجعلوا الفهم يف ِّعداد اخلالف غري املعترب‪ ،‬ال أ الرازي وًتج الدين السبكي‪،‬‬
‫والزركشي وكروا فوال ابلتيريق بني رب التواتر يف األمور املوجودة فيييد العلم‪ ،‬وبني رب‬
‫التواتر يف األمور املاضية فال يييد علما‪ ،‬ومل أجد نسبة هلذا القو ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬احملصو (‪ ،)21/2‬اإلهباج (‪ ،)1111/2‬البحر احمليط (‪.)232/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظ اار‪ :‬املعتم ااد (‪ ،)221/2‬لك ااام اليص ااو (‪ ،)222/1‬القواط ااع (‪ ،)277/2‬املستص اايى =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪148‬‬
‫السمنية(‪ ،)1‬والربامهة(‪ ،)2‬ولكنه الف ال يؤبه به‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫واملتواتر املفيد للعلم له شروط ‪ ،‬ذكر اجلويين منها ما أييت‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أ يكو عدد املخربين كثريا حبيث ميتنع عادة تواطؤهم على‬
‫الكذب‪ .‬بقوله‪« :‬أ يروي مجاعة ال يقع التواطؤ على الكذب»‪.‬‬

‫الشرط الثاين‪ :‬استواه الطرفني والوسط يف هذه الصيات من كما العدد‪ .‬بقوله‪:‬‬
‫«عن مثلهم ىل أ ينتهي ىل املخرب عنه»‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أ يُسندوا َربهم ىل احلس ال ىل العقل‪ .‬بقوله‪« :‬فيكو يف‬
‫األصل عن مشاهدة أو مساع»‪.‬‬
‫من فروع وجوب العلم والعمل خبرب التواتر‪:‬‬
‫ما وهب ليه الشافعية من أ للصائم االعتماد على أوا املؤونني وا كثُروا يف يوم‬
‫الغيم؛ بناه على أ كثرنم متنع من االتياق على اخلطأ‪.‬‬

‫= (‪ ،)221/1‬التمهي ا ا ا ااد يف أصا ا ا ا ااو اليقا ا ا ا ااه (‪ ،)317‬احملصا ا ا ا ااو (‪ ،)21/2‬روضا ا ا ا ااة النا ا ا ا اااظر‬
‫(‪ ،)340/1‬اإللك ااام لآلم اادي (القس اام الثا اااين م اان اجملل ااد األو ‪ ،‬ص‪ ،)21 :‬خمتص اار ابا اان‬
‫احلاجااب بشاارح األصاابهاين(‪ ،)322/1‬املسااودة (‪ ،)460/1‬شاارح تنقاايح اليصااو (‪،)203‬‬
‫بديع النظام (‪ ،)270/2‬شرح خمتصار الروضاة (‪ ،)04/2‬كشا األسارار (‪ ،)270/2‬تيساري‬
‫التحرير (‪.)232/2‬‬
‫السا َّامنِّيَّة‪ :‬فرفااة ماان فاارق اهلنااد تعبااد األصاانام‪ ،‬وتقااو بقاادم العااامل وابلتناسااخ‪ ،‬وتنكاار لصااو‬ ‫(‪ُ )1‬‬
‫العلم اليقيين بغري احلواس‪ ،‬نسبة ىل سومنات فرية ابهلند‪ ،‬وفيال‪ :‬نسابة ىل اسام صانم‪ .‬ينظار‪:‬‬
‫اليرق بني اليرق ( ‪ ،)346‬التوفي على مهمات التعاري ( ‪.)110‬‬
‫(‪ )2‬الربامهااة‪ :‬مجااع‪ ،‬والااده‪ :‬برمهااي‪ ،‬وهاام فااوم ماان اهلنااد انتساابوا لرجاال يقااا لااه‪ :‬ب اراهم‪ ،‬وينكاارو‬
‫النبوات أصال‪ .‬ينظر‪ :‬اليرق بني اليرق (‪ ،)342‬امللال والنحال (‪ ،)241/2‬القااموس احملايط‪،‬‬
‫مادة‪ :‬برهم (‪.)172‬‬
‫(‪ )3‬القواط ا ااع (‪ ،)410/2‬املستص ا اايى (‪ ،)224/1‬روض ا ااة الن ا اااظر (‪ ،)326/1‬اليوائ ا ااد الس ا اانية‬
‫(‪ ،)412/2‬زبدة الوصو (‪.)111/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪149‬‬
‫قال األشخر‪-‬رمحه هللا‪« :-‬ومن فروع كو املتواتر يييد العلم‪ :‬ما لو مسع مؤونني‬
‫يف وفت غيم؛ اعتمادا على فو مجع ال يقبل رب ألدهم»(‪.)1‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬خرب اآلحاد يفيد الظن‪ ،‬ويوجب العمل‪.‬‬


‫فسم اجلويين اخلرب يف الورفات ىل فسمني‪ :‬آلاد ومتواتر‪ ،‬وعرف املتواتر‪ ،‬وبه‬ ‫َّ‬
‫عرف أبنه‪ :‬اخلرب الذي َمل ياْناته ىل ِّ‬
‫لد التَّواتر‪.‬‬ ‫يُعرف اآللاد‪ ،‬ولذا يُ َّ‬
‫ََ‬
‫وكونه يوجب العمل حمل اتياق‪ ،‬وال عربة بقاو املخاال ‪ ،‬فقاد وهاب مجهاور أهال‬
‫العل ا اام ىل وج ا ااوب العم ا اال ب ا ااه(‪ ،)2‬ول ا ا ام ي ا ا اخال ال بع ا ااض الش ا اايعة وبع ا ااض املعتزل ا ااة‪،‬‬
‫والظاهرية(‪.)3‬‬
‫أما كونه يوجب الظن فهو حمل االف باني العلمااه‪ ،‬ووهاب يل كوناه ييياد الظان‬
‫اجلويين(‪ )4‬وكثري من العلماه(‪)2‬؛ بناه على كو املراد ابلْعِّْلم‪« :‬اإلدراك اجلازم(‪ )6‬الْ ُمطَابق‬
‫للوافع َغ ْري فابل للتَّغيري»(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬شرح وريعة الوصو ( ‪.)220‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬فواطع األدلة (‪ ،)262-264/2‬ألكام اليصو (‪ ،)337‬شرح التنقيح (‪،)326‬‬
‫العدة (‪.)221/3‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬شرح الكوكب املنري (‪.)362/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الربها (‪.)676/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬املعتمد (‪ ،)12/1‬التبصرة للشريازي (‪ ،)212‬املنخو للغزايل (‪ ،)222‬اإللكام‬
‫لآلمدي (‪ ،)204/1‬خمتصر املنتهى مع بيا املختصر (‪.)626/1‬‬
‫(‪ )6‬اإلسناد التصديقي على مخسة أنواع‪ :‬العلم‪ ،‬وهو‪ :‬اجلزم املطابق للحق‪ .‬واجلهل وهو‪ :‬اجلزم‬
‫غري املطابق‪ .‬والشك وهو التما أمرين فأكثر من غري ترجيح‪ .‬والظن‪ ،‬وهو‪ :‬االلتما‬
‫الراجح‪ .‬والوهم‪ ،‬وهو‪ :‬االلتما املرجوح‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬تقريب الوصو البن جزي‪.)14-13( :‬‬
‫(‪ )0‬اآلايت البينات للعبادي مع احمللي على اجلمع (‪ ،)203-202/1‬بينما ِّ‬
‫املتقدمو ال يقصدو‬
‫ِّ‬
‫وبغض =‬ ‫به سوى معناه العام‪ ،‬وهو املعرفة الناشئة عن دليل‪ِّ ،‬‬
‫بغض النَّظر عن اليقني وعدمه‪،‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪150‬‬
‫مع التنبيه ىل أ بعاض األصاوليني ال يارى طاالق القاو بعادم فاادة أ باار اآللااد‬
‫العلم؛ ألهنم ممن ال يَاعُدو اخلرب احمليوف ابلقرائن ا وا أفاد العلم‪َ :‬باَر آلاد(‪.)1‬‬

‫القول الثاين‪ :‬أ أ بار اآللاد تييد العلم‪.‬‬

‫الش اريعة‬‫وفااد ال يقصااد بعضااهم أنَّااه يُِّييااد العلاام ماان ِّج َهااة واتااه‪ ،‬باال ماان ِّج َهااة أ َّ‬
‫حميوظااة‪ ،‬وأ أ بااار اآللاااد الثابتاةَ عاان الناايب ‪ ‬لااو كاناات يف لقيقااة األماار كااذاب لَ َمااا‬
‫َس َكت عن بيا لقيقتها أئمة احلديث وعلماؤه(‪.)2‬‬
‫وللخالف يف هذه املسألة أثر كبريٌ يف املسائل االعتقادية‪ ،‬فمن ولك‪:‬‬

‫ارد يف القرآ الكرمي كما يف فوله تعاىل‪:‬‬ ‫= النظر عن تطرق االلتما ليه‪ ،‬و طالق العلم هبذا املعىن و ٌ‬
‫ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ [النساه‪ ]23 :‬مسى املستنبطات ِّع ْلما مع أ أكثرها اجتهادات‪ .‬مث‬
‫وضيِّق مدلوله‪ ،‬وأصبح حمصورا فيما كا فطعياًّ يقينياًّ‪ ،‬ال ميكن تطرق‬ ‫ِّ‬
‫ظهر املتكلمو ‪ ،‬فتغََّري معىن العلم‪ُ ،‬‬
‫الوجوه‪ .‬فلَ َّما نشب اخلالف فيما يييده رب الوالد صار بعضهم يقصد ابلعلم‬ ‫بوجه من ُ‬ ‫االلتما ليه ْ‬
‫املتقدمو ‪ ،‬وبعضهم يقصد به ما عند املتأ رين‪ .‬انظر‪ :‬نظرية التقريب والتغليب للريسوين‬ ‫ما يقصده ِّ‬
‫(‪.)60-66‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح تنقيح اليصو (‪ ،)203‬شرح خمتصر الروضة (‪ )172/2‬فقد جعال اخلرب‬
‫احمليوف ابلقرائن من فبيل ما ليس بتواتر وال آلاد‪ ،‬انظر‪ :‬القرائن عند األصوليني للدكتور‬
‫دمحم املبارك (‪.)332-320/1‬‬
‫(‪ِّ )2‬ممَّن ناَبَّه على ولك ابن دفيق العيد‪ ،‬كما نقل عنه الزركشي يف البحر احمليط (‪ )130/2‬فوله‪ْ « :‬فد‬
‫أ ْكثَر األصوليني من ِّل َكاية فادته القطع عن الظَّاهرية‪ ،‬أو بعضهم‪َّ ،‬‬
‫وتعجب اليقهاه وغريهم‬
‫منهم؛ ألان نُراجع أنيسنا فنجد َ رب الوالد حمتمال للكذب والغلط‪ ،‬وال فَطْع مع هذا االلتما ‪،‬‬
‫ع‬
‫يتعرض له األكثرو ‪ ،‬وهو أ يقا ‪ :‬ما صح من األ بار فهو مقطو ٌ‬
‫لكن مذهبهم له مستند مل َّ‬
‫حمتمل ملا وكرمتوه من الكذب‬ ‫ِّ‬
‫بصحته‪ ،‬ال من جهة كونه َرب والد‪ ،‬فإنه من ليث هو كذلك ٌ‬
‫بصحته ألمر ارج عن هذه اجلهة‪ ،‬وهو‪ :‬أ الشريعة حميوظة‪،‬‬
‫ب أ ياُ ْقطَع َّ‬
‫وج َ‬
‫والغلط‪ ،‬و منا َ‬
‫واحمليوظ‪ :‬ما ال يد ل فيه ماليس منه‪ ،‬وال خيرج عنه ما هو منه‪ ،‬فلو كا ما ثبت عندان من‬
‫الشريعة ما ليس منها‪.» . . .‬‬
‫األ بار كذاب لد ل يف َّ‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪151‬‬
‫أوال‪ :‬ثبوت العقا د وأصول الدايانت خبرب الواحد‪:‬‬
‫ومن فا ‪ :‬ال يُييده مل يُثبتها ِّمبُجرده(‪.)1‬‬‫فمن فا ‪ :‬يييد العلم فَبِّله‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫والتيريق بني العقائد واأللكام يف االلتجاج خبرب الوالد ال دليل عليه‪ ،‬ولذا فإ‬
‫أهل السنة كلهم يقبل رب الوالد العد يف االعتقادات‪ ،‬ويعادي‪ ،‬ويوايل عليها‪،‬‬
‫ولكْما ودينا يف معتقده(‪.)2‬‬ ‫وجيعلها شرعا ُ‬
‫اثبت خبرب اآلحاد‪:‬‬
‫اثنياً‪ُ :‬ح ْكم َمن َج َحد ما هو ٌ‬
‫رب اآللاد ييياد ال َق طْاع فإناه يكيار جالاده‪ ،‬وا كانات املساألة‬ ‫َم ن فا ‪:‬‬
‫ال تاحتمل‪.‬‬
‫ومن فا ‪ :‬ال يييده‪ ،‬ال يكير جالده(‪.)3‬‬
‫والذي عليه أهل السانَّة واجلماعاة أ التَّكياري لكْام شارعي‪ِّ ،‬‬
‫ومان ال ُك ْيار َج ْح ُاد َماا‬ ‫ُ‬
‫الر ُسو ‪ ‬جاه به‪ ،‬سواه كا ثبتا بطريق التَّواتر أم اآللاد‪.‬‬ ‫عُلِّم أ َّ‬
‫وعليااه‪ ،‬فَ َماان أنكاار ُس انَّة الرسااو ‪ ‬بااال أتوياال‪ ،‬وال عُ ا ْذر مقبااو ‪ ،‬وولااك بعااد أ‬
‫اافر‪ ،‬مان َغ ْاري تيري ٍاق باني ماا كاا‬
‫وحتَ َّقاق ثبوناا‪ ،‬وفامات علياه احلُ َّجاة‪ ،‬فهاو ك ٌ‬
‫ت لاه‪َ ،‬‬ ‫تبيَّانَ ْ‬
‫متواترا أو آلادا(‪ .)4‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫أما فروع وجوب العمل خبرب اآلحاد‪ ،‬فكثرية وهي غالب ألكام الشرع‪ ،‬أوكر منها‬
‫بعض ما جعل دليال حلكم املسألة وانا‪:‬‬

‫ِّومن ذلك‪ :‬ما ثبت عن نبينا صلوات هللا وسالمه عليه يف تصرفاته وألواله ِّممَّا‬
‫ياُ ْقطَع يف ُوجوب العمل خبرب الوالد واعتباره‪ ،‬من ولك‪:‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬البحر احمليط للزركشي (‪.)131/6‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬املسودة آل تيمية (‪.)242‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البحر احمليط للزركشي (‪.)131/6‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬القرائن عند األصوليني (‪.)306-302‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪152‬‬
‫‪ )1‬لديث ابن عباس ‪ ‬يف األعرايب الذي رأى اهلال ‪ ،‬فقا النيب ‪« :‬اي باال‬
‫أ َِّو ْ يف الناس أ يصوموا»(‪ .)1‬ولديث ابن عمر ‪ ‬فا ‪« :‬تراهى الناس اهلال ‪،‬‬
‫فأ ربت رسو هللا ‪ ‬أين رأيته‪ ،‬فصام وأمرالناس بصيامه»(‪.)2‬‬
‫وع ِّمل به يف األمور الشرعية‪.‬‬
‫وصوم الناس على ما أ رب به وال ٌد َ‬
‫ص ْوَمه َ‬
‫فقد رتَّب َ‬
‫‪ )2‬أ أاب بكر الصديق ‪ ‬فَبِّل َ َرب املغرية بن شعبة‪ ،‬ودمحم بن مسلمة ‪ ‬يف توريث‬
‫اجلدَّة السدس(‪.)3‬‬
‫الرمحن بن عوف ‪ ‬يف أ ذ اجلزية من‬ ‫‪ )3‬وفَبِّل عُ َمر بن اخلطاب ‪َ ‬رب عبد َّ‬
‫اجملوس(‪.)4‬‬
‫‪ )4‬وفَبِّل أيضا رب الضَّحاك بن سييا ‪ ‬يف توريث املرأة من ِّدية زوجها(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أ رجا ااه أبا ااو داود يف كتا اااب الصا اايام‪ ،‬ابب شا ااهادة الوال ا ااد يف رؤيا ااة ها ااال رمضا ااا ‪ ،‬با اارفم‬
‫(‪ .)2347‬والنسااائي يف كتاااب الصاايام‪ ،‬ابب فبااو شااهادة الرجاال الوالااد‪ ،‬باارفم (‪.)2113‬‬
‫والرتماذي يف كتاااب الصاايام‪ ،‬ابب مااا جاااه يف الصااوم ابلشااهادة باارفم (‪ .)611‬واباان ماجاة يف‬
‫كتاب الصيام‪ ،‬ابب ما جاه يف الشهادة على رؤية اهلاال ‪ ،‬بارفم (‪ .)1622‬وضا َّاع َيه األلبااين‬
‫يف «اإلرواه» (‪.)170‬‬
‫(‪ )2‬أ رجااه أبااو داود يف كتاااب الصاايام‪ ،‬ابب يف شااهادة الوالااد‪ ،‬ب ارفم (‪ .)2342‬والاادارمي (‪،)1722/2‬‬
‫واحل ا اااكم (‪ ،)222/1‬والبيهق ا ااي (‪ ،)212/4‬وال ا اادارفطين (‪ ،)10/3‬با ا ارفم (‪ )2146‬وف ا ااا احل ا اااكم‪:‬‬
‫«صحيح على شرط مسلم ومل خيارجاه»‪ ،‬وصححه األلباين يف اإلرواه (‪.)172‬‬
‫(‪ )3‬أ رجاه مالااك (‪ )24/2‬كتاااب اليارائض‪ ،‬ابب مارياث اجلاادة‪ .‬وأباو داود يف‪ ،‬كتاااب اليارائض‪،‬‬
‫ابب يف اجلَ اادَّة ب اارفم (‪ .)2214‬واب اان ماج ا اة يف كت اااب الي ا ارائض‪ ،‬ابب م ا ارياث اجل اادة با اارفم‬
‫(‪ .)2024‬وضعيه األلباين يف اإلرواه (‪ )124/6‬رفم (‪.)1627‬‬
‫(‪ )4‬أ رج ااه البخ اااري يف كت اااب اجلزي ااة واملوادع ااة‪ ،‬ابب اجلزي ااة واملوادع ااة م ااع أه اال ِّ‬
‫الذم ااة واحل اارب ب ا ارفم‬
‫(‪.)3120-3126‬‬
‫(‪ )2‬أ اارج أب ااو داود يف كت اااب اليا ارائض‪ ،‬ابب يف املا ارأة تَ ا ِّارث م اان ِّدي ااة زوجه ااا ب اارفم (‪.)2120‬‬
‫والرتما ااذي يف كتا اااب الا ا ِّادايت‪ ،‬ابب ما ااا جا اااه يف امل ا ارأة ها اال تَا ا ِّارث ما اان ِّديا ااة زوجها ااا؟ ب ا اارفم‬
‫الدياة باارفم (‪ )2642‬عاان سااعيد =‬ ‫(‪ .)1412‬وابان ماجاة يف كتاااب الادايت‪ ،‬ابب املارياث ماان ِّ‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪153‬‬
‫‪ )2‬وفَبِّل عثما بن عيَّا ‪ ‬رب ال ُيَريْا َعة بنت مالك ك أب املتو عنها زوجها‬
‫تعتَد يف البيت الذي تويف فيه زوجها(‪.)1‬‬
‫املقداد بن األسود م أ يسأ النيب ‪ ‬عن املذي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫‪ )6‬وسأَ علي بن أيب طالب‬
‫فلَ َّما أ ربه عن النيب ‪َ ‬ع ِّمل عليه(‪.)2‬‬
‫‪ )0‬ورجع ابن عمر ‪ ‬عن املخابرة(‪ )3‬برواية رافع بن ديج ‪.)4(‬‬
‫الص ْرف(‪ِّ )2‬خبَرب أيب سعيد اخلدري‪.)6( ‬‬ ‫‪ )2‬وترك ابن عباس ‪ ‬مذهبه يف َّ‬
‫وع ِّمل َّ‬
‫الصحابة ‪ ‬خبرب عائشة ‪-‬اهنع هللا يضر‪ -‬يف الغسل من التقاه اخلتانَا ْني(‪.)1‬‬ ‫‪َ )1‬‬

‫= باان املساايب‪ :‬أ عماار ‪ ‬كااا يقااو ‪ِّ « :‬‬


‫الديااة علااى العافلااة‪ ،‬وال تاارث امل ارأة ماان ِّديااة زوجه اا‬
‫الكاااليب أ رسااو هللا ‪ ‬كتااب ليااه أَ ْ َوِّرث ْاما َارأَة‬ ‫الضااحاك باان سااييا ِّ‬
‫شاايئا» لاا ى أ ااربه َّ‬
‫ُ‬
‫الضبايب من ِّدية زوجها‪ .‬وفا الرتمذي‪« :‬لديث لسن صحيح»‪.‬‬ ‫أَ ْشيم ِّ‬
‫َ‬
‫(‪ )1‬أ رجه مالك (‪ )176/2‬كتااب الطاالق‪ ،‬مقاام املتاو عنهاا زوجهاا يف بيتهاا لا ى حتال‪ .‬وأباو‬
‫زوجها بارفم (‪ ،)2377‬والرتماذي يف كتااب‬ ‫داود يف كتاب الطالق‪ ،‬ابب لداد املتو عنها ُ‬
‫الط ااالق‪ ،‬ابب م ااا ج اااه أي اان تعت ااد املت ااو َّ عنه ااا زوجه ااا ب اارفم (‪ .)1274‬وعن اادهم الش اااهد‪:‬‬
‫يل فساألين عان ولاك فأ ربتاه‪ ،‬فاتَّبعاه وفضاى باه»‪ .‬وفاا‬
‫«فلما كا عثما بن عياا أرسال ََّ‬
‫الرتما ا ااذي‪« :‬لسا ا ا ٌان صا ا ااحيح»‪ .‬وضا ا ااعيه األلبا ا اااين يف اإلرواه (‪ ،)276/0‬ب ا ا ارفم (‪.)2131‬‬
‫ولسنه األرنؤوط يف ختريج مسند أمحد (‪ .)21/42‬وأ رجه آ رو دو وكر الشاهد‪.‬‬ ‫َّ‬
‫غريه ابلس َؤا برفم (‪ .)132‬ومسلم‬
‫استَ ْحيا فَأ ََمر َ‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتاب العلم‪ ،‬ابب َمن ْ‬
‫يف كتاب احليض برفم (‪.)373‬‬
‫(‪ )3‬املخابرة‪ :‬أ ياُ ْع ِّط َي ُ‬
‫املالك ال َيالَّ َح أرضا يزرعها على بعض ما خيرج منها‪ ،‬كالثلث أو الربع‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬معجم املصطلحات واأللياظ اليقهية‪.)234/3( :‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه مسلم يف كتاب البيوع‪ ،‬ابب كراه األرض برفم (‪.)1240‬‬
‫(‪ )2‬الصرف‪ :‬بيع األ ا بعضها ببعض‪ُِّ ،‬‬
‫ومسي به لوجوب دفع ما يف يد ِّ‬
‫كل والد من‬
‫املتعافديْن ىل صالبه يف اجمللس‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬معجم املصطلحات واأللياظ اليقهية‪.)366/2( :‬‬
‫(‪ )6‬أ رجه مسلم يف كتاب املسافاة‪ ،‬ابب بيع الطعام ِّمثْال ِّمبِّثْل‪ ،‬برفم (‪.)1214‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪154‬‬
‫الص َدد‪« :‬ولو جاز أل ٍ‬
‫َلد من الناس أ‬ ‫قال الشافعي‪ :‬بعد وكر أمثلة كثرية يف هذا َّ‬
‫اخلاصة‪ :‬أمجع املسلمو فدميا ولديثا على تثبيت رب الوالد‪ ،‬واالنتهاه‬ ‫يقوَ يف ِّع ْلم َّ‬
‫ليه‪ ،‬أبنَّه مل ياُ ْعلَم ِّمن فُا َق َهاه املسلمني أل ٌد ال وفد ثبَّاتَه ‪ -‬جاز يل‪.‬‬
‫َل َيظ عن فُا َقهاه املسلمني َّأهنم ا تليوا يف تثبت رب الوالد ِّمبَا‬ ‫ِّ‬
‫ولَكن أفو ‪ :‬مل أ ْ‬
‫ص ْيت من أ َّ ولك موجودا على كلِّهم»(‪.)2‬‬ ‫َو َ‬
‫وقال ابن السمعاين‪« :‬وهذه أمور مشهورة‪ ،‬والشهرة فيها فامت مقام ِّ‬
‫الرواية‪ ،‬فَ َمن‬
‫الصحابة‪ ،‬ورام الطَّ ْعن عليهم‪ .‬وتَاْرُك القو أب بار اآللاد‬
‫ال هذا فقد ال مجُْلَة َّ‬
‫وريعةُ الْمْل ِّحدين ىل بطا كثري من ألكام ِّ‬
‫الدين‪ ،‬و ىل الطَّ ْعن يف السلَ الصاحل»(‪.)3‬‬ ‫ُ‬

‫(=‪ )1‬أ رجه مسلم يف كتاب احليض‪ ،‬ابب نسخ املاه من املاه‪ ،‬ووجوب الغسل ابلتقاه اخلتاناَ ْني‬
‫برفم (‪.)341‬‬
‫(‪ )2‬الرسالة للشافعي (‪.)422-420‬‬
‫(‪ )3‬فواطع األدلة (‪.)202/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪155‬‬
‫القاعدة اخلامسة والثالثون‪:‬‬
‫مراسيل الصحابة حجة دون غريهم إال سعيد بن املسيب‬
‫قال اجلويين‪« :‬واملرسل ما مل يتصل سناده‪ ،‬فإ كا من مراسيل غري الصحابة‬
‫فليس حبجة‪ ،‬ال مراسيل سعيد بن املسيب‪ ،‬فإهنا فتشت فوجدت مسانيد»(‪.)1‬‬
‫فا العمريطي(‪:)2‬‬
‫فمرسا ا ا ا ا ا ا ٌال وما ا ا ا ا ا ااا عا ا ا ا ا ا ااداه مسا ا ا ا ا ا ااند‬ ‫‪‬‬ ‫فحيثم ا ا ا ا ا ااا بع ا ا ا ا ا ااض ال ا ا ا ا ا اارواة يُيق ا ا ا ا ا ااد‬
‫لك ا ا ا اان مراس ا ا ا اايل الص ا ا ا ااحايب تُقب ا ا ا اال‬ ‫‪‬‬ ‫لاللتجا ا ا ا ا ا اااج صا ا ا ا ا ا اااحلٌ ال املرسا ا ا ا ا ا اال‬
‫يف االلتجا ا ا ا ا اااج ما ا ا ا ا ااا رواه مرسا ا ا ا ا ااال‬ ‫‪‬‬ ‫ك ا ا ااذا س ا ا ااعيد ب ا ا اان املس ا ا اايب اف ا ا اابال‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫املرسل عند األصوليني‪ :‬فو العد الثقة‪ :‬فا رسو هللا ‪ ‬مع سقاط بعض‬
‫الرواة من السند؛ سواه كا السافط هو الصحايب أو غريه‪ ،‬والدا كا أو متعددا‪.‬‬
‫وهو عند علماه األصو يشمل املرسل عند علماه احلديث‪ ،‬واملنقطع واملتصل‪.‬‬
‫قال الزركشي‪« :‬املرسل فو من لام يلق النيب ‪ ‬فا رسو هللا ‪.)3(»‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬مرسل الصحايب‪:‬‬
‫وعرف احمللي مرسل الصحايب يف شرحه للورقات بقوله‪« :‬أ يروي صحايب عن‬ ‫َّ‬
‫صحايب عن النيب ‪ ‬مث يسقط الصحايب»(‪ ،)4‬أي‪ :‬يسقط الصحايب الثاين‪ ،‬ويرفع‬
‫احلديث ىل النيب ‪.)2(‬‬
‫قال الرازي‪ :‬أ يقو الصحايب‪ :‬عن النيب ‪ ،‬فقا فوم‪ :‬حيتمل أ يقا ‪ :‬نَّه‬
‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)23‬‬
‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)21‬‬
‫(‪ )3‬البحر احمليط (‪.)332/6‬‬
‫(‪ )4‬شرح الورفات للمحلي (‪.)123‬‬
‫(‪ )2‬وهذا النوع من املراسيل‪َّ ،‬منا هو اص عند األصوليني ال احملدثني‪ ،‬بل هو عند احملدثني يف‬
‫لكم املوصو املسند‪ ،‬وفالوا أب تسمية مرسل الصحايب‪ :‬تسمية أصولية‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪156‬‬
‫أ ربه نسا آ ر عن الرسو ‪ ‬وهو مل يسمعه منه(‪.)1‬‬
‫ويؤيد ولك ما فاله الرباه بن عازب‪« :‬ما كل ما حندثكموه عن رسو هللا ‪‬‬
‫مسعناه منه‪ ،‬لدثنا أصحابنا‪ ،‬وكا يشغلنا رعية اإلبل»(‪.)2‬‬

‫وهذا األثر يد على أنه مل تكن هناك دواعي إلرسا الصحايب‪ ،‬فهم ينقلو عن‬
‫بعض‪ ،‬وينيو يف رواايت من نقلوا عنهم‪ ،‬وال يوجد مسوغ أ يكذب بعضهم على‬
‫بعض‪.‬‬
‫وكو مراسيل الصحابة لجة فو مجاهري أهل العلم من األصوليني‪ ،‬ونسبه هلم‬
‫مجع من األصوليني‪ ،‬بل جعل بعضهم فو املخال يف عداد األفوا الشاوة(‪.)3‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬مرسل غري الصحايب‪:‬‬


‫وهي مأخوذة من قول اجلويين‪« :‬دو غريهم ال سعيد بن املسيب»(‪.)4‬‬
‫تكلَّم الشافعية عن مراسيل غري الصحابة‪ ،‬وفسموها ىل فسمني‪:‬‬
‫مراسيل كبار التابعني‪ ،‬ومنهم‪ :‬سعيد بن املسيب‪ ،‬ومراسل صغارهم‪.‬‬
‫أما صغارهم‪ :‬فنص الشافعي على عدم فبو مراسيلهم؛ لكوهنم كانوا يتساهلو‬
‫فيمن يروو عنه‪ ،‬فقا ‪ ... « :‬فال أعلم منهم والدا يُقبل مرسله ألمور‪ :‬ألدها‪ :‬أهنم‬
‫أشد تاجوزا فيمن يرو عنه ‪.)2( »..‬‬
‫أما مراسيل كبار التابعني‪ :‬فالشافعي يقبلها بشروط بعضها يف الراوي املرسل‬
‫للحديث‪ ،‬وبعضها يف الرواية وانا(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬احملصو (‪.)441/4‬‬


‫(‪ )2‬نقله عنه احلافظ ابن لجر يف ترمجته يف اإلصابة (‪ )143 -142/1‬برفم (‪.)612‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬احملصو (‪ ،)426/4‬العدة (‪.)112/3‬‬
‫(‪ )4‬منت الورفات (‪.)23‬‬
‫(‪ )2‬الرسالة (‪.)462‬‬
‫(‪ )6‬تنظر يف الرسالة (‪ ،)464‬ولجية املرسل عند األصوليني للدمخيسي (‪.)141-142‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪157‬‬
‫ما وصيت أضر حبديثه ل ى ال يسع ألدا منهم‬ ‫قال الشافعي‪« :‬وم ى ال‬
‫فبوله مرسله»(‪.)1‬‬
‫وفهم بعض العلماه من هذه الشروط أنه يردها مجلة وتيصيال‪ ،‬وهل مراسيل ابن‬
‫املسيب كذلك أو مستثناة؟(‪.)2‬‬
‫قال اجلويين يف التلخيص يف القو حبجية مرسل غري الصحايب عن مذهب الشافعي‪:‬‬
‫«وهذا ما ال يصح عنه‪ ،‬و منا الصحيح عنه أ ما استجمع هذه األوصاف فهو مبحل‬
‫القبو »(‪.)3‬‬
‫والذي عُثر عن الشافعي فوله‪« :‬و رسا ابن املسيب عندان لسن »(‪ .)4‬وفوله‪:‬‬
‫« وليس املنقطع بشيه ماعدا منقطع ابن املسيب»(‪.)2‬‬
‫واكتيي هنا مبا وكره النووي يف أفوا الشافعية يف املسألة‪ ،‬فا ‪ « :‬ا تل‬
‫أصحابنا املتقدمو يف معىن فو الشافعي‪ :‬رسا ابن املسيب عندان لسن‪ ،‬على‬
‫وجهني لكامها الشيخ أبو سحاق يف كتابه اللمع‪ ،‬ولكامها أيضا اخلطيب البغدادي‬
‫يف كتابه اليقيه واملتيقه‪ ،‬والكياية‪ ،‬ولكامها مجاعة آ رو ‪:‬‬
‫‪ ‬ألدمها‪ :‬أهنا لجة عنده‪ ،‬خبالف غريمها من املراسيل‪ ،‬فالوا‪ :‬ألهنا فتشت فوجدت‬
‫مسنده‪.‬‬
‫‪ ‬والوجه الثاين‪ :‬أهنا ليست حبجة عنده بل هي كغريها »(‪.)6‬‬
‫وصوب اخلطيب البغدادي والبيهقي الشافعيا أ مراسيل سعيد كغريه(‪.)0‬‬ ‫َّ‬

‫(‪ )1‬الرسالة (‪.)464‬‬


‫(‪ )2‬لجية املرسل عند األصوليني للدمخيسي (‪.)141-142‬‬
‫(‪ )3‬التلخيص (‪.)422/2‬‬
‫(‪ )4‬خمتصر املزين (‪.)123‬‬
‫(‪ )2‬املراسيل للرازي (‪ )6‬ولجية املرسل عند األصوليني للدمخيسي (‪.)162‬‬
‫(‪ )6‬اجملموع (‪.)173/1‬‬
‫(‪ )0‬ينظر‪ :‬اليقيه واملتيقه (‪ ،)220/1‬والكياية (‪ ،)202‬واجملموع (‪.)11/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪158‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫وفبل وكر تطبيقات حيسن التنبيه أ َّة رسائل مجعت مراسيل سعيد بن املسيب‬
‫اصة ابأللكام‪ ،‬ومن تلك الرسائل‪:‬‬ ‫اصة‪ ،‬وهذه املراسيل ليست َّ‬
‫‪ -1‬رسااالة بعن اوا ‪ :‬مراســيل ســعيد بــن املســيب‪ ،‬مجــع وترتيــب ودراســة وخت ـريج‪ ،‬للبالااث‬
‫لسن علي دمحم فتيحي‪ ،‬مجع فيها (‪ )374‬لديثا مرسال(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬رس ااالة بعن ا اوا ‪ :‬سـ ــعيد بـ ــن املسـ ــيب ومراسـ ــيله يف الكتـ ــب التسـ ــعة‪ ،‬للبالا ااث أمحا ااد‬
‫عب ااداللطي أمح ااد اليف‪ ،‬مج ااع فيه ااا (‪)21‬ل ااديثا مرس ااال ابملك اارر‪ ،‬وبدون ااه (‪)41‬‬
‫لديثا(‪.)2‬‬
‫ووكرا يف امتاة رساالتيهما أ ُج َّال مراسايله صاحيحة‪ ،‬ومنهاا الضاعي الاذي «لاام‬
‫يوجد مسندا حبا من وجه يصح»‪ ،‬كما فا اخلطيب يف الكياية(‪.)3‬‬
‫وفيما أييت تطبيقات يسرية ملا وهب ليه الشافعي من فبو ورد ملراسيل سعيد بن‬
‫املسيب رمحه هللا‪.‬‬
‫من أمثلة قبول مرسله‪:‬‬
‫‪ )1‬العمل مبرسله ولديثه(‪ )4‬يف «أن النب ‪ ‬هنى عن بيع احليوان للحم»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬رسالة ماجستري من جامعة أم القرى‪ ،‬متوفرة على الشبكة‪.‬‬


‫(‪ )2‬رسالة ماجستري من اجلامعة األردنية‪ ،‬متوفرة على الشبكة‪.‬‬
‫(‪ )3‬الكياية (‪.)472‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الوسيط يف املذهب(‪ ،)21/2‬والشرح الكبري للرافعي(‪ ،)12/4‬ومغين احملتاج‬
‫(‪.)21/2‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه اإلمام مالك يف املوطأ (‪ ،)361/2‬برفم (‪ ،)2613‬مرسالص عن سعيد بن‬
‫املسيب‪ ،‬والدارفطين يف سننه (‪ ،)01/3‬برفم (‪ ،)266‬واحلاكم يف املستدرك (‪ )41/2‬برفم‬
‫(‪ ،)2222‬والبيهقي يف السنن الكربى (‪ )216/2‬برفم (‪ ،)17202‬ولسنه الشيخ األلباين‬
‫يف اإلرواه (‪ ،)112/2‬وروي أيضا مسندا‪ ،‬كما يف سنن الدارفطين (‪ ،)01- 07/3‬برفم‬
‫(‪ )262‬عن سهل بن سعيد ‪ ‬به‪ ،‬فا الدارفطين‪« :‬تيرد به يزيد بن مروا عن مالك‬
‫هبذا اإلسناد ومل يتابع عليه‪ ،‬وصوابه يف املوطأ عن املسيب مرسال»‪.‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪159‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ )2‬العمل مبرسله ولديثه يف فوله‪« :‬أُِّيتَ رسول هللا ‪ ‬برجلني‪ ،‬أحدمها قتل‪ ،‬واآلخر‬
‫املمسك»(‪.)2‬‬ ‫أمسك‪ ،‬فقتل القاتل‪ ،‬وحبس ِّ‬
‫ومن أمثلة رد مراسيله عند الشافعي(‪:)3‬‬
‫‪ -1‬رد مرسله يف زكاة اليطر مبدين من لنطة(‪ ،)4‬فقد فا الشافعي يف هذه املسألة‪:‬‬
‫«وال خيرج من احلنطة يف صدفة اليطر ال صاع(‪.»)2‬‬
‫‪ -2‬رد مرسله يف التولية يف الطعام فبل أ يستو (‪ ،)6‬وفيه أ رسو هللا ‪ ‬فا ‪:‬‬
‫اع طَعاما؛ فَال يَبِّ ْعهُ َل َّ ى يَ ْستَا ْوفِّيَه‪ ،‬الَّ َما كا َ من ِّش ْرٍك(‪ )0‬أو تَا ْولِّيَ ٍة أو‬
‫« َم ِّن ابْاتَ َ‬
‫ضه ويَ ْستوفِّيَه‪ ،‬الَّ‬ ‫َ َ‬‫ِّ‬
‫ب‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ل ى‬
‫َّ‬ ‫ه‬ ‫ع‬‫ِّ‬
‫َْ‬‫ب‬ ‫ي‬ ‫فال‬ ‫؛‬ ‫عاما‬‫ط‬
‫َ‬ ‫اع‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ب‬
‫َ ْ‬‫ا‬ ‫ِّ‬
‫ن‬ ‫م‬‫«‬ ‫ر‪:‬‬ ‫آ‬ ‫ليظ‬ ‫ويف‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ِّفَالة»‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬روضة الطالبني(‪.)33/1‬‬


‫(‪ )2‬أ رجه الدار فطين يف سننه (‪ ،)131/3‬والبيهقي يف الكربى (‪.)27/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬لكم مرسالت سعيد بن امليب عند العلماه للدكتور ازويرا‪ ،‬وأ‪ .‬طارق عطية‪ ،‬حبث‬
‫منشور على الشبكة‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الكياية (‪.)472‬‬
‫(‪ )2‬كتاب املراسيل أليب داود‪ ،‬ابب زكاة اليطر (‪.)10‬‬
‫(‪)6‬كتاب املراسيل أليب داود‪ ،‬ابب ما جاه يف التولية (‪.)22‬‬
‫(‪ )0‬املراد ابلشرك هنا‪ :‬الشركة املذكورة عند اليقهاه مع اإلفالة والتولية‪ ،‬ال املرتجم هلا بكتاب‬
‫الشركة‪ ،‬ومعناها‪َ « :‬ج ْع ُل ُم ْش ٍَرت فَ ْدرا لغريه اب تياره مما اشرتاه لنيسه ِّمبَنَابِّه من الثمن»‪،‬‬
‫فالشركة بيع تولية أيضا‪ ،‬ال أ اليرق بينهما أ التولية تكو يف مجيع الْ َمبِّ ِّيع‪ ،‬والشركة يف‬
‫بعضه‪ ،‬ينظر‪ :‬حتية اليقهاه ‪ ،172/2‬وشرح لدود ابن عرفة ‪.322-321/2‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه ‪-‬هبذا الليظ‪َ :-‬س ْحنُو يف‪ :‬املدونة فا ‪( :‬أ ربين ابن القاسم عن سليما بن بال‬
‫بال عن ربيعة بن أيب عبد الرمحن عن سعيد بن املسيب)‪ ،‬كتاب السلم الثالث‪ ،‬يف الذي‬
‫يبتاع السلعة أو الطعام كيال بنقد فيشرك رجال فبل أ يكتا الطعام أو يقبض السلعة‪،‬‬
‫وص َّح َحه الدكتور الدرديري يف‪ :‬ختريج ألاديث املدونة (‪)1714-1713/3‬‬ ‫‪َ .1260/3‬‬
‫برفم (‪.)444‬‬
‫وأ رجه مرفوعا مرسال عن ابن املسيب أيضا بليظ‪« :‬ال أبس ابلتا َّْولِّيَة يف الطعام فبل أ =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪160‬‬
‫الَّ أ يُ ْش ِّرك فيه أو ياُ َولِّيَه أو يُِّقيلَه»(‪.)1‬‬

‫فقد قال الشافعي – رمحه هللا – يف التولية‪ ،‬الشركة بيع من البيوع‪ ،‬حيل فيها ما‬
‫حيل من البيوع‪ ،‬وحيرم فيه ما حيرم يف البيوع‪ ،‬فمن ابتاع طعاما أو غريه فلم يقبضه ل ى‬
‫أشرك فيه رجال أ يوليه ايه‪ ،‬فالشركة ابطلة‪ ،‬والتولية أيضا‪ ،‬وهذا بيع الطعام فبل أ‬
‫يقبض‪ ،‬واإلفالة فسخ للبيع(‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫= يُ ْستَو َ ‪ ،‬وال أبس ابإلفالة يف الطعام فبل أ يُستو َ ‪ :» . . .‬أبو داود يف‪ :‬مراسيله‪ ،‬ابب ما‬
‫جاه يف التولية‪ ،)102( ،‬برفم (‪ .)112‬وابن أيب شيبة يف‪ :‬مصنيه‪ ،‬كتاب البيوع واألفضية‪،‬‬
‫يف الرجل يشرتي الطعام تولية فبل أ يقبضه‪ ،)141/11( ، ،‬برفم (‪.)21042‬‬
‫(رواهُ أَبو َد ُاود ِّيف مراسيله َك َذلِّك‪َ ،‬وِّر َجاله كلهم ثَِّقات)اه حتية‬
‫فا احلافظ ابن امللقن‪َ :‬‬
‫احملتاج (‪ ،)230/2‬برفم (‪.)1232‬‬
‫(‪ )1‬أ رجه‪ :‬عبد الرزاق يف‪ :‬مصنيه‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب التولية يف البيع واإلفالة‪)41/2( ، ،‬‬
‫برفم (‪ )14220‬فا ‪( :‬أ ربان معمر عن ربيعة عن ابن املسيب أ النيب ‪ ‬فا «التولية‬
‫بن أيب عبد الرمحن‬
‫واإلفالة والشركة سواهٌ ال أبس به»‪ ،‬وأما ابن جريج؛ فقا أ ربين ربيعةُ ُ‬
‫عن النيب ‪ ‬لديثا ُم ْستَا َياضا ابملدينة)اه‪ ،‬مث وكره‪.‬‬
‫قال ابن حزم يف احمللى (‪( :)2/1‬أما رب ربيعة؛ فمرسل‪ ،‬وال ُل َّج َة يف مرسل‪ ،‬ولو استند؛‬
‫صحيح لَ َكا َ الز ِّ‬
‫هري ْأوَىل أب يعرف‬ ‫ٍ‬ ‫استياضتُه عن أصل‬
‫َ‬ ‫لَ َس َار ْعنا ىل األ ذ به‪ ،‬ولو كانت‬
‫ولك من ربيعة‪ ،‬فبينهما يف هذا الباب باَ ْو ٌ بعيد‪ ،‬والزهري خمال له يف ولك‪ .‬وروينا من‬
‫طريق عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري فا ‪« :‬التولية بيع يف الطعام وغريه»)اه‪.‬‬
‫وص َّح َحهما احلافظ أبو العباس القرطيب‪ ،‬وفا يف امليهم (‪( :)301-302/4‬مرسال‬ ‫َ‬
‫صحيحا مشهورا ) مث فا ‪( :‬وينبغي للشافعي وأيب لنيية أ يعمال هبذين املرسلني؛ أما‬
‫الشافعي؛ فقد نص على أنه ياَ ْع َمل مبراسيل سعيد‪ .‬وأما أبو لنيية؛ فإنه يعمل ابملراسيل‬
‫مطلقا‪ ،‬كمالك)اه‪.‬‬
‫(‪ )2‬الرهن الصغري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب السنة يف اخليار (‪.)00/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪161‬‬
‫القاعدة السادسة والثالثون‪:‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ً‬
‫يلحق املرتدد بني أصلني بأكثرهما شبها‬
‫قال اجلويين‪« :‬وأما القياس فهو‪ :‬رد اليرع ىل األصل لعل ٍاة جتمعهاا يف احلكام‪ ،‬وهاو‬
‫ينقسم ىل ثالثة أفسام ىل‪ :‬فياس علة‪ ،‬وفياس داللة‪ ،‬وفياس شابه ‪ ،...‬وفيااس الشابه‪:‬‬
‫هو اليرع املرتدد بني أصلني‪ ،‬فيُلحق أبكثرمها شبها» (‪.)2‬‬
‫فا العمريطي(‪:)3‬‬
‫ما ا ا ااا ب ا ا ا ااني أص ا ا ا االني اعتب ا ا ا ااارا ُوج ا ا ا اادا‬ ‫‪‬‬ ‫والثالا ا ا ا ا ااث اليا ا ا ا ا اارع الا ا ا ا ا ااذي تا ا ا ا ا اارددا‬
‫ما ا اان غا ا ااريه يف وضا ا ااعه الا ا ااذي يُا ا اارى‬ ‫‪‬‬ ‫فليلتح ا ا ا ا ا ا ا ا ااق أبي وَي ا ا ا ا ا ا ا ا اان أكثا ا ا ا ا ا ا ا ا ارا‬
‫ابملا ا ا ا ا ااا ال ابحلا ا ا ا ا اار يف األوصا ا ا ا ا اااف‬ ‫‪‬‬ ‫فليُلح ا ا ا ا ا ا ااق الرفي ا ا ا ا ا ا ااق يف اإلت ا ا ا ا ا ا ااالف‬

‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫وما وكره يسمى عند بعض العلماه بقياس الشبه ‪-‬كما وكر اجلويين‪ -‬ويسمى‬
‫عند بعضهم‪ :‬بقياس غلبة األشباه‪.‬‬

‫قال الشيخ دمحم األمـني الشـنقيطي‪« :‬وأمجاع مجهاور األصاوليني علاى أ غلباة األشاباه‬

‫(‪ )1‬حتاادث اجلااويين عاان أفسااام القياااس ابعتبااار فااوة اجلااامع والعلااة‪ ،‬فااإ كاناات العلااة فيااه موجبااة‬
‫للحكاام‪ ،‬حبيااث ال حيساان عقااال ختليااه عنهااا‪ ،‬فهااو فياااس العلااة‪ ،‬ومثَّال بقياااس الضاارب علااى‬
‫التأفي للوالدين يف التحرمي بعلة اإليذاه‪.‬‬
‫فااإ لساان ختل ا العلااة وعاادم منازعااة أصاال أ اار للياارع حبيااث يكااو نظااريا لااه‪ ،‬فهااو فياااس‬
‫وعرفه اجلويين «االستدال أبلد النظريين على اآل ر»‪.‬‬ ‫الداللة‪َّ ،‬‬
‫وأمااا تااردد فيااه الياارع بااني أصاالني‪ ،‬ووجااد يف الياارع علااة األص الني؛ لكنااه يشاابه ألاادمها يف‬
‫أوصاف هي أكثر من األوصاف اليت هبا مشاهبته لألصل األ ر فهو فياس الشبه‬
‫ينظر‪ :‬الورفات (ص‪ )126‬مع شرح احمللي‪ ،‬اإللكام لألمدي (‪.)216-214/3‬‬
‫(‪ )2‬منت الورفات (‪.)22‬‬
‫(‪ )3‬منت نظم الورفات (‪.)61‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪162‬‬
‫ال خيرج عن الشبه؛ ألنه ما أ يكو هو بعينه‪ ،‬و ما أ يكو نوعا منه»(‪.)1‬‬

‫وع ـ َّـرف اجل ــويين قي ــاس الش ــبه يف كتب ــه األخ ــرى أبن ــه‪« :‬أ يلح ااق ف اارعٌ أبص ا ٍال‪ ،‬لكث اارة‬
‫أشاباهه ابألصال يف األوصااف‪ ،‬مان غاري أ يعتقااد أ األوصااف الايت شاابه اليارع فيهااا‬
‫األصاال‪ ،‬هااي علااة لكاام األصاال؛ وولااك حنااو حلاااق العبااد ابحلاار يف بعااض األلكااام‬
‫لشبهه به يف مجل من األلكام»(‪.)2‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ )1‬دار الوض ااوه ب ااني‪ :‬الت اايمم م اان لي ااث امل ازا في ااه ‪ -‬وه ااو احل اادث‪ -‬لكم ااي ال‬
‫لسي‪ ،‬وعليه فيأ اذ لكماه يف اشارتاط النياة فياه‪ .‬وباني زالاة النجاساة مان لياث‬
‫املزا فيها لسي ال لكمي إلزالة املاه العني‪ ،‬فال يشرتط فيه النية‪.‬‬
‫‪ )2‬تااردد مااين اآلدمااي بااني‪ :‬البااو والعااذرة‪ ،‬لكونااه ارجااا ماان ألااد الساابيلني‪ ،‬فهااو‬
‫جنس كالبو والعذرة‪ .‬وبني كونه من فضالت اإلنسا الشريية؛ و بوجوده لياظ‬
‫النسل‪ ،‬فهو طاهر كاللنب وكاللعاب‪ ،‬وحنومها‪.‬‬
‫قــال ابــن رشــد‪« :‬تااردد املااين بااني أ يشاابه ابأللااداث اخلارجااة ماان البااد ‪ ،‬وبااني أ‬
‫يشبه خبروج اليضالت الطاهرة كاللنب وحنوه»(‪.)3‬‬
‫‪ )3‬تردد املذي بني‪ :‬املين‪ ،‬لكونه ارجاا مان اليارج بشاهوة‪ ،‬فهاو طااهر ومبنزلتاه ولايس‬
‫بنجس‪ .‬وبني البو ‪ ،‬لكونه ارجا من اليرج ال خيلق مناه الولاد‪ ،‬وال جياب الغسال‬
‫به فأشبه البو يف النجاسة(‪.)4‬‬
‫‪ )4‬تردد بيع لنب اآلدمي بني كونه كسائر األلبا جبامع ابلة شرب لنب كال منهماا‪،‬‬

‫(‪ )1‬مذكرة أصو اليقه (ص‪.)461‬‬


‫(‪ )2‬التلخيص (‪ ،)236/3‬والربها (‪.)260/2‬‬
‫(‪ )3‬بداية اجملتهد (‪.)170/1‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬بدائع الصنائع (‪ ،)22/1‬التاج واإلكليل (‪ ،)174/1‬التنبيه ‪ ،23‬اجملموع (‪،)217/2‬‬
‫اإلنصاف (‪ ،)337/1‬اليروع (‪)214/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪163‬‬
‫وبني لنب اخلنزير واألًت ‪ ،‬حلرمة حلمها فيحارم لبنهاا‪ ،‬وكاذا حلام اآلدميَّاة حيارم فيحارم‬
‫لبنها؛ أل األلبا ًتبعة للحوم (‪.)1‬‬
‫‪ )2‬تردد لد القذف بني كونه لقا حمضا هلل تعااىل فاال ياورث‪ ،‬أو كوناه لقاا لآلدماي‬
‫فيورث‪.‬‬
‫قــال املــاوردي ‪ -‬رمحااه هللا ‪« :-‬وأصاال هااذه املسااألة أ لااد القااذف ماان لقااوق‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬
‫اآلدميني احملضة عندان‪ .‬وفا أبو لنيية‪ :‬هي من لقوق هللا احملضة»‬
‫‪ )6‬تااردد الصااداق بااني العبااادات املقاادرة كالزكاااة والكيااارات؛ وكونااه لقااا للشاارع‪ ،‬فااال‬
‫يسااقط ابلرتاضااي علااى اسااقاطه‪ .‬وبااني فياسااه علااى األجاارة يف البيااوع؛ لكونااه بااد‬
‫‪.‬‬
‫منيعة املرأة‬
‫‪ )0‬ت ا ااردد اس ا ااتمتاع املظ ا اااهر مب ا ااا دو ال ا ااوطه ب ا ااني كون ا ااه ك ا ااإللرام والط ا ااالق فيح ا اارم‬
‫االستمتاع هباا‪ ،‬وباني كوناه كااحليض‪ ،‬وعلياه حيال مباا دو الاوطه‪ ،‬فأحلقاه كال فرياق‬
‫مبا رأوه أكثر شبها به(‪.)3‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬بداية اجملتهد (‪.)421/4‬‬


‫(‪ )2‬احلاوي (‪.)221/13‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املهذب (‪ ،)421/4‬واملغين (‪ ،)60/11‬ومغين احملتاج (‪.)123/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪164‬‬
‫القاعدة السابعة والثالثون‪:‬‬
‫األصل يف األشياء احلظر‪ ،‬وقيل‪ :‬اإلباحة‪،‬‬
‫ويستصحب األصل عند عدم الديل الشرعي‪.‬‬
‫قــال اجلــويين‪ « :‬فااإ مل يوجااد يف الشاريعة مااا يااد علااى اإلابلااة يتمسااك ابألصاال‪،‬‬
‫وهو احلظر‪ .‬ومن الناس مان يقاو بضاده‪ ،‬وهاو أ األصال يف األشاياه اإلابلاة‪ ،‬ال ماا‬
‫لظره الشرع ‪ ...‬فإ وجد النطق ما يغري األصل‪ ،‬و ال فيستصحب احلا »(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫وليا ا ا ا ا ا ااث مل جنا ا ا ا ا ا ااد دليا ا ا ا ا ا اال لا ا ا ا ا ا اال ‪ ‬ش ا ا ا ا اارعا متس ا ا ا ا ااكنا حبك ا ا ا ا اام األص ا ا ا ا اال‬
‫اوم ض ا ا ا ا ا ا َّاد م ا ا ا ا ا ااا فلن ا ا ا ا ا اااه‬
‫وف ا ا ا ا ا ااا ف ا ا ا ا ا ا ٌ‬
‫‪‬‬ ‫مستصا ا ا ا ا ااحبني األصا ا ا ا ا اال ال س ا ا ا ا ا اواه‬
‫حترميه ا ا ا ا ا ااا يف ش ا ا ا ا ا اارعنا ف ا ا ا ا ا ااال يُا ا ا ا ا اارد‬ ‫‪‬‬ ‫أي أص ا ا ا االها التحليا ا ا ا اال ال ما ا ا ا ااا ورد‬
‫ج ا ا ا ا ا ا ا ا اوازه وم ا ا ا ا ا ا ا ا ااا يض ا ا ا ا ا ا ا ا اار ُمين ا ا ا ا ا ا ا ا ا ُاع‬ ‫‪‬‬ ‫وفي ا ا ا ا اال َّ األص ا ا ا ا اال فيم ا ا ا ا ااا يني ا ا ا ا ا ُاع‬
‫وقال(‪:)3‬‬
‫أو سا ا ا ا ا ا ا ِّ‬
‫انة تغي ا ا ا ا ا ااري االستصا ا ا ا ا ا ااحاب‬ ‫‪‬‬ ‫و يك ا ا اان يف النط ا ا ااق م ا ا اان كت ا ا اااب‬
‫فك ا ا ا ا اان ابالستص ا ا ا ا ااحاب مس ا ا ا ا ااتدال‬ ‫‪‬‬ ‫ف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااالنطق لج ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااة وا و َّال‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫تكلم اجلويين حتت هذه القاعدة عن مسألتني‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬األصل يف األشياه‪.‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬استصحاب األصل‪.‬‬

‫ويف املسألة األوىل لام يُظهر اجلويين رأيه‪ ،‬وفا ‪« :‬وأما احلظر واإلابلة‪ ،‬فمن الناس‬
‫من يقو ‪ :‬األشياه على احلظر ال ما أابلته الشريعة‪ ،‬فإ مل يوجد يف الشريعة ما‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)20‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)63‬‬
‫(‪ )3‬منت نظم الورفات (‪.)64‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪165‬‬
‫يد على اإلابلة فيتمسك ابألصل وهو احلظر‪.‬‬
‫ومن الناس من يقو بضده‪ ،‬وهو أ األصل يف األشياه على اإلابلة ال ما‬
‫لظره الشرع»‪.‬‬
‫وأشاار يف كالماه السااابق ىل حم ِّال اخلااالف وهاو بعاد البعثااة؛ وولاك فيمااا مل يارد فيااه‬
‫دليل خيصه أو خيص نوعه‪.‬‬

‫وقــال احمللــي بعــد ذكــره األقــوال‪« :‬أمااا فباال البعثااة فااال لكاام يتعلااق أبلا ٍاد؛ النتياااه‬
‫الرسو املوصل له»(‪.)1‬‬
‫واملراد ألشياء يف كـالم اجلـويين والقاعـدة‪ :‬األعياا واألفعاا ‪ ،‬وتشامل األعياا مجياع‬
‫الذوات من احليوا والنبات واجلماد‪.‬‬
‫وامل ـ ـ ـراد ألفعـ ـ ــال‪ :‬األفع ا ااا اال تياري ا ااة‪ ،‬ول ا ااذا جعا ا اال العلم ا اااه اخلا ا ااالف يف غ ا ااري‬
‫االضطرار(‪.)2‬‬
‫وذكر اجلويين فو من فاا ‪ َّ :‬األصال يف االشاياه احلظار مطلقاا‪ ،‬وكاذا مان فاا‬
‫‪.‬‬
‫األصل يف األشياه اإلابلة مطلقا‬

‫ومال اجلويين يف كتابه التلخيص إىل الوقف‪ ،‬ليث فا ‪« :‬وما صار ليه أهل احلق ‪-‬‬
‫األشا اااعرة ‪ -‬ال لكا اام علا ااى العقا اااله فبا اال ورود الشا اارع‪ ،‬وعا ا َّاربوا عا اان نيا ااي األلكا ااام‬
‫ابلوفا ‪ ،‬ومل يرياادوا بااذلك الوف ا الااذي يكااو لكمااا يف بعااض مسااائل الشاارع‪ ،‬و منااا‬
‫عنوا به انتياه األلكام»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬شرح الورفات للمحلي (ص‪.)162‬‬


‫(‪ )2‬األفعا االضطرارية‪ :‬وهي اليت تقع بغري ا تيار املكل ‪ ،‬وال فدرة له على تركها‪ ،‬كالتنيس‬
‫مع فدرته على‬ ‫يف اهلواه‪ ،‬وأكل ما تقوم به البنية‪ .‬وا تيارية‪ :‬وهي الوافعة إبرادة املكل‬
‫تركها‪ ،‬كأكل الياكهة‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬اإلهباج (‪ ،)143-142/1‬التمهيد لإلسنوي (‪.)171‬‬
‫(‪ )3‬التلخيص (‪.)403 -402/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪166‬‬
‫وهناك فوٌ ثلث فيه تيصيل‪.‬‬
‫قــال احمللــي يف شــرحه للورقــات‪« :‬والصااحيح التيصاايل‪ ،‬وهااو أ املضااار علااى التحاارمي‪،‬‬
‫احلل»(‪.)1‬‬
‫واملنافع على ِّ‬
‫و«ليس املراد ابملنافع هنا ما يقابل األعيا ‪ ،‬بل كل ما ينتيع به»(‪.)2‬‬
‫و«املراد ابلنيع املكنة أو ما يكو وسيلة ليها‪ ،‬وابملضرة األمل أو ما يكو وسيلة‬
‫ليه»(‪.)3‬‬
‫واستثىن القائل أب األصل يف األشياه اإلابلة‪ :‬األموا ؛ لقوله ‪« :‬فإ َّ دماهكم‬
‫وأموالكم عليكم لرام»(‪.)4‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬استصحاب األصل واحلال السابقة حىت يرد الدليل الناقل‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬فإ وجد النطق ما يغري األصل‪ ،‬و ال فيستصحب احلا »‪.‬‬
‫ووكاار ولااك بعااد لديثااه عاان مراتااب األدلااة الاايت ساابق وكرهااا يف القاعاادة السااابقة‪،‬‬
‫وفبلها ااا بورف ا ااات عا ا َّارف استص ا ااحاب احلا ااا ‪ ،‬فق ا ااا ‪« :‬ومعا ااىن استص ا ااحاب احل ا ااا أ‬
‫يستصحب األصل عند عدم الدليل الشرعي»‪.‬‬

‫واملقصود ألصل يف قوله‪« :‬يستصحب األصل‪ :‬العادم األصالي‪ ،‬وهاو الاذي عارف‬
‫العق اال نيي ااه ابلبق اااه عل ااى الع اادم األص االي‪ ،‬ف ااد َّ العق اال عل ااى وج ااوب ني ااي احلك اام‪ ،‬ال‬
‫لتصاريح الشاارع باه‪ ،‬ولكان ألناه ال مثباات للوجاوب‪ ،‬فيبقاى علاى النياي األصالي؛ لعاادم‬
‫ورود السمع به»‪.‬‬
‫ويشرتط للعمل به االجتهاد يف البحث عند الادليل الشارعي بقادر الطافاة مان فبال‬

‫(‪ )1‬شرح الورفات للمحلي (ص‪.)166‬‬


‫(‪ )2‬البحر احمليط (‪.)12/2‬‬
‫(‪ )3‬البحر احمليط (‪.)12/2‬‬
‫(‪ )4‬أ رجه البخاري‪ ،‬يف كتاب احلج‪ ،‬ابب اخلطبة أايم مىن‪ ،‬برفم (‪ )1041‬والليظ له‪ ،‬ومسلم‪،‬‬
‫يف كتاب احلج‪ ،‬ابب لجة النيب ‪ ،‬برفم (‪.)1212‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪167‬‬
‫اجملتهدين(‪)1‬؛ و هو آ ر األدلة مرتبة‪.‬‬
‫ومثا اال لا ااه األص ا اوليو ‪ :‬بعا اادم وجا ااوب صا ااوم رجا ااب استصا ااحااب للحا ااا ‪ ،‬والعا اادم‬
‫األصلي‪ ،‬وهو عدم الوجوب لعدم وجود الدليل الشرعي‪.‬‬

‫وحكــم هــذا النــوع مــن االستصــحاب لجااة عنااد مجهااور اهاال العلاام‪ ،‬وماانهم ماان نقاال‬
‫االتياق على ولك‪:‬‬
‫قال ابن السبكي‪« :‬واجلمهور على العمل هبذا‪ ،‬و َّادعى بعضهم فيه االتياق»(‪.)2‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫هذه أمثلة تطبيقية بنيت على القو ابإلابلة‪ ،‬واملانع يبنيها على احلظر‬

‫‪ )1‬جيوز أكل احليواانت اليت مل ينص الشارع على للِّها وال لرمتهاا‪ ،‬ومل أيمار بقتلهاا‪،‬‬
‫ومل يثب اات ض اارر أكله ااا عل ااى اإلنس ااا ؛ أل األص اال يف األش ااياه املس ااكوت عنه ااا‬
‫احلِّل‪.‬‬
‫‪ )2‬األطعمة واألشربة من النباًتت واليواكه واحلبوب املستوردة من بالد أ رى‪ ،‬وليس‬
‫اص ابحلاال أو احلرمااة‪ ،‬وال تعاارف أمساؤهااا‪ ،‬ومل يثباات ضااررها‪ ،‬مبالااة؛ أل‬ ‫فيهااا نا ٌ‬
‫األصل يف األشياه احلل واإلابلة‪.‬‬
‫‪ )3‬كاال املعااامالت احلديثااة والبياوع املسااتحدثة اخلاليااة ماان شاابهة الاراب والغاارر واجلهالااة‬
‫والغنب مبالة؛ أل األصل يف العقود والبيوع والشروط اإلابلة‪.‬‬
‫‪ )4‬جيااوز التااداوي بكاال األدويااة وا لاات ماان احملرمااات‪ ،‬وثباات نيعهااا‪ ،‬وكااذا التااداوي‬
‫ابلعمليااات اجلراليااة‪ ،‬أو املناااظري‪ ،‬وغريهااا ممااا ثباات نيعااه؛ أل األصاال يف املنااافع‬
‫احلل واإلابلة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الورفات شرح احمللي (ص‪.)161‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اإلهباج (‪.)162/3‬‬
‫(‪ )3‬تنظر‪ :‬هذه التطبيقات يف معلمة زايد للقواعد اليقهية واألصولية (‪.)361 -367/6‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪168‬‬
‫‪ )2‬جيوز استعما املستخرجة مان احلياواانت أو النبااًتت غاري املنصاوص علاى لرمتهاا‬
‫يف الصااناعات املختليااة‪ ،‬كالاادواه والعطااور وغريهااا وا ثباات نيعهااا وعاادم ضااررها؛‬
‫أل األصل يف املنافع اإلابلة‪ .‬وال جيوز شرب الد ا وال املخادرات املستخلصاة‬
‫من بعض النباًتت؛ ألنه ثبت ضررها‪ ،‬واألصل يف املضار التحرمي‪.‬‬
‫‪‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪169‬‬
‫القاعدة الثامنة والثالثون‪:‬‬
‫يقدم األقوى من األدلة على األضعف عند التعارض‪.‬‬
‫يتحدث اجلويين هنا عن ترتيـب األدلـة‪ ،‬فقـال‪« :‬وأماا األدلاة‪ :‬فيُقادَّم اجللِّاي منهاا علاى‬
‫اخليي‪ ،‬واملوجب للعلم على املوجب للظن‪ ،‬والنطق على القياس‪ ،‬واجللي على اخليي»(‪.)1‬‬ ‫ِّ‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫وفا ا ا ا ا ا اادموا م ا ا ا ا ا ا اان األدل ا ا ا ا ا ا ااة اجلل ا ا ا ا ا ا ااي ‪ ‬عل ا ا ا ا ااى اخليا ا ا ا ا ااي ابعتبا ا ا ا ا ااار العما ا ا ا ا اال‬
‫عل ا ا ا ااى ميي ا ا ا ااد الظ ا ا ا ا ِّان أي للحك ا ا ا اام‬ ‫‪‬‬ ‫وف ا ا ا ا ا ا اادموا منه ا ا ا ا ا ا ااا ميي ا ا ا ا ا ا ااد العل ا ا ا ا ا ا اام‬
‫فليُا ا ا ا ااؤت ابلتخصا ا ا ا اايص ال التقا ا ا ا اادمي‬ ‫‪‬‬ ‫ال ما ا ا ا ا ا ا ااع اخلصا ا ا ا ا ا ا ااوص والعم ا ا ا ا ا ا ا ااوم‬
‫وف ا ا ا ا ا اادَّموا جلي ا ا ا ا ا ااه عل ا ا ا ا ا ااى اخلي ا ا ا ا ا ااي‬ ‫‪‬‬ ‫والنط ا ا ااق ف ا ا ا ِّادم ع ا ا اان فياس ا ا ااهم تَ ا ا ا ِّ‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫ال شك أ األدلة ليست على وزا والد‪ ،‬بل هي خمتلية املراتب‪.‬‬
‫وللعلماه يف ترتيبها اعتبارات‪ ،‬فقد يكو ابعتبار املصدر‪ ،‬كقو اجلويين‪« :‬والنطق‬
‫على القياس»‪.‬‬
‫ومنه قول الشافعي‪« :‬الواجب على اجملتهد طلب لكم احلادثة من كتاب هللا تعاىل‪،‬‬
‫مث سنة رسو هللا ‪ ،‬بصريح النص أو داللته على ما وكر؛ فإنه ال سبيل ىل العمل‬
‫ابلرأي مع مكا العمل ابلنص»(‪.)3‬‬
‫وفد يكو ترتيب األدلة وتقدمي بعضها على بعض ابعتبار الداللة‪ ،‬كبقية ما مثل‬
‫به اجلويين‪.‬‬

‫قدم منها‪« :‬اعلم أ هذا من موضوع‬ ‫قال الطويف مبيِّنًا أمهية معرفة مراتب األدلة وما يُ َّ‬
‫نظر اجملتهد وضروراته؛ أل َّ األدلة متياوتة يف مراتب القوة‪ ،‬فيحتاج اجملتهد ىل معرفة‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)21‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)64‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الرسالة (ص‪.)216‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪170‬‬
‫ما يقدم منها وما يؤ ر؛ لئال أي ذ ابألضع منها مع وجود األفوى‪ ،‬فيكو كاملتيمم‬
‫مع وجود املاه ‪ ...‬فهذا الباب مما يتوف عليه االجتهاد‪ ،‬توف الشيه على جزئه‪،‬‬
‫وشرطه»(‪.)1‬‬
‫وا تقرر ما سبق فإين سأكتيي مبا وكره اجلويين يف الورفات من أمثلة مع بيا‬
‫شارله احمللي؛ وولك تاحت املسائل اآلتية‪:‬‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تقدمي اجللي على اخلفي‪.‬‬


‫قــال احمللــي‪« :‬وولااك كالظاااهر واملااؤو ‪ ،‬فيقاادَّم الليااظ يف معناااه احلقيقااي علااى معناااه‬
‫اجملازي»(‪ )2‬ا‪ .‬ه‪.‬‬
‫قــال الطــويف‪ « :‬العبااارات تتياااوت يف الاادالالت علااى املعاااين ابلقااوة والضااع ‪،‬‬
‫والبي ااا واإلمج ااا ‪ ،‬واإليض اااح واإلنكش اااف‪ ،‬فم ااا ك ااا منه ااا أف ااوى دالل ااة‪ ،‬فُا ا ِّدم عل ااى‬
‫غريه»(‪.)3‬‬
‫مث مثَّاال بتقاادمي الاانص علااى الظاااهر‪ ،‬وفااا ‪« :‬أل َّ الاانص أد ؛ لعاادم التمالااه غااري‬
‫املراد‪ ،‬والظاهر حمتمل غريه و كا التماال مرجولا»‪.‬‬
‫وجــامع مســألة تقاادمي اجللااي علااى اخليااي‪ :‬كاال مااا كااا متبااادرا للااذهن عنااد مساعااه‪،‬‬
‫فهو األفوى؛ ألنه األصل يف املخاطبات‪.‬‬

‫ومثَّل احمللي لذلك أبصلني‪:‬‬


‫األول‪ :‬تقدمي الظاهر على املؤو ‪ ،‬أي األصل محل الكالم على ظاهره ل ى‬ ‫‪‬‬
‫أييت الدليل الصارف له ىل املعىن املرجوح‪ ،‬فيكو مؤوال ابلدليل‪ ،‬وسبقت‬
‫اإلشارة ىل هذه القاعدة يف القاعدة التاسعة عشرة‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬تقدمي احلقيقة على اجملاز؛ و األصل يف الكالم هو احلقيقة‪ ،‬وال يصرف‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬شرح خمتصر الروضة (‪.)603/3‬‬


‫(‪ )2‬شرح الورفات للمحلي (ص‪.)102‬‬
‫(‪ )3‬شرح خمتصر الروضة (‪.)612/3‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪171‬‬
‫ىل اجملاز ال ابلقرينة‪.‬‬
‫واحلقيقة أقسام‪:‬‬
‫حقيقــة شــرعية" وهااي الليظااة الاايت اسااتييد ماان الشااارع وضااعها للمعااىن‪ ،‬س اواه كااا‬
‫املع ا ااىن والليا ا ااظ جمه ا ا اولني عنا ا ااد أها ا اال اللغا ا ااة‪ ،‬أو كا ا اااان معلا ا ااومني‪ ،‬كالصا ا ااالة لألفعا ا ااا‬
‫املخصوصة‪.‬‬
‫وحقيقة لغوية‪ :‬وهي اللياظ املساتعمل يف ماا وضاع لاه أصال اللغاة‪ ،‬كاألساد للحياوا‬
‫امليرتس‪.‬‬
‫وحقيقة عرفية‪ :‬وهي اليت نقلت عان مساماها اللغاوي ىل غاريه بعارف االساعتعما ‪،‬‬
‫كالدابة‪ ،‬فإهنا وضعت يف اللغة لكل ما يدب‪ ،‬كاإلنسا واحليوا وغريمهاا‪ ،‬فخصصاها‬
‫العرف مبا له لافر‪.‬‬

‫ويقاباال كاال فساام ماان أفسااام احلقيقااة اجملاااز‪ ،‬وا اسااتعمل يف غااري مااا وضااعه لااه يف‬
‫اصطالح املخاطب‪ ،‬سواه كا املخاطب هو الشرع أو اللغة أو العرف‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومن تطبيقات تقدمي احلقيقة على اجملاز ‪:‬‬
‫مثال لتعارض احلقيقة الشرعية للمجاز‪:‬‬
‫احملرم‪ ،‬وال يُن َكح وال خيطب» (‪ )2‬بني أ‬ ‫تردد ليظ النكاح يف فوله ‪« :‬ال ِّ‬
‫ينكح ِّ‬
‫يكو لقيقة شرعية يف العقد‪ ،‬فيحرم جمرد العقد‪ ،‬ويبطل النكاح‪ ،‬أو يراد به اجملاز‬
‫شرعا يف الوطه‪ ،‬فيصح العقد‪ ،‬واحملرم هو الوطه‪.‬‬

‫مثال لتعارض احلقيقة اللغويَّة للمجاز‪:‬‬


‫تردد ليظ التيرق يف فوله ‪« :‬املتا يعان كل واحد منهما خليار على صاحبه ما مل‬

‫(‪ )1‬تنظر هذه التطبيقات يف كتاب تعارض السنن القولية ووجوه الرتجيح بينها (‪.)121 -102/2‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه مسلم يف كتاب النكاح‪ ،‬ابب حترمي نكاح ِّ‬
‫احملرم‪ ،‬وكراهية طبته‪ ،‬برفم (‪.)41‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪172‬‬
‫يتفرقا إال بيع اخليار» (‪ )1‬بني القيام من اجمللس الذي ضمهما‪ ،‬ومغادرنما له أببداهنما‪،‬‬
‫وهو احلقيقة اللغوية‪ ،‬وحيتمل اجملاز وهو التيرق إببرام العقد‪ ،‬و مضاؤه بتمام القبو‬
‫واإلجياب‪.‬‬

‫مثال لتعارض احلقيقة العرفيَّة للمجاز‪:‬‬


‫تردد ليظ اليتيمة يف فوله‪« :‬اليتيمة تُستأمر يف نفسها‪ ،‬فإن صمتت فهو إذهنا‪ ،‬وإن‬
‫أبت فال جواز عليها» (‪ )2‬فيحتمل أ يراد هبا اليت ال أب هلا‪ ،‬كما هو املشتهر يف‬
‫عرف اللغة‪ ،‬وعليه فيكو ليظ اليتم جمازا يف االنيراد وما ال نظري له‪ ،‬وهذا أصل اللغة‬
‫لليتم‪.‬‬
‫وعليه ا تل العلماه يف تزويج البكر من غري اسئمار‪.‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬يقدم املوجب للعلم على املوجب للظن‪.‬‬


‫ق ــال احمللــي‪ :‬وول ااك ك اااملتواتر واآلل اااد‪ ،‬فيق اادم األو ‪ ،‬ال أ يك ااو عام ااا ف اايخص‬
‫ابلثاين‪ ،‬كما تقدم من ختصيص الكتاب ابلسنة‪.‬‬
‫وينبه ىل أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬عدم التعارض بني األدلة لقيقة‪ ،‬وفد تتابع العلماه على ولك‪.‬‬
‫يقول البزدوي يف أصوله‪ :‬احلجج مان الكتااب والسانة ال تتعاارض يف أنيساها وضاعا‬
‫وال تتنافض‪ ،‬أل ولك من أمارات العجز احلادث‪ ،‬وتعاىل هللا عن ولك(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أ رج ا ااه البخ ا اااري يف كت ا اااب البي ا ااوع‪ ،‬ابب البيع ا ااا ابخلي ا ااار م ا ااا مل يتيرف ا ااا‪ ،‬ب ا اارفم (‪،2117‬‬
‫‪ ،)2111‬ومسلم يف كتاب البيوع‪ ،‬ابب ثبوت يار اجمللس للمتبايعني‪ ،‬برفم (‪.)1231‬‬
‫(‪ )2‬أ رجا ااه الرتما ااذي يف كتا اااب النكا اااح‪ ،‬ابب ما ااا جا اااه يف ك ا اراه اليتيما ااة علا ااى التا اازويج‪ ،‬با اارفم‬
‫(‪ ،)1111‬وأب ااو داود يف كتا ااب النك اااح‪ ،‬ابب فول ااه تع اااىل‪ :‬ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯔ ﭼ‪ ،‬برفم (‪ ،)2713‬وفا الرتمذي‪ :‬لديث لسن‪.‬‬
‫(‪ )3‬أصااو الباازدوي مااع شاارله كش ا األس ارار (‪ ،)06/3‬ينظاار‪ :‬أص ااو السر س ااي (‪،)12/2‬‬
‫اإللك ااام الب اان ل اازم (‪ ،)104/2‬اليقي ااه واملتيق ااه (‪ ،)221/1‬ع ااالم امل ااوفعني (‪= ،)317/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪173‬‬
‫يظن‬ ‫وظن؛ أل ما عُلِّم كي‬
‫علم ٌ‬‫وقال ابن قدامة‪« :‬ال يتصور أ يتعارض ٌ‬
‫الفه؟ وظن الفه شك‪ ،‬فكي يشك فيما يعلم»(‪.)1‬‬

‫الثاين‪ :‬أ كثريا من العلماه جعلوا السنة مبنزلة القرآ يف احلجية(‪.)2‬‬


‫رد فيه مان الاتج بظااهر القارآ‬
‫وفد صنَّ اإلمام أمحد كتااب يف طاعة الرسو ‪َّ ‬‬
‫يف معارضة سنن رسو هللا ‪ ‬وترك االلتجاج هبا(‪.)3‬‬

‫ول ام أف ا علااى مثااا لتعااارض مت اواتر الساانة علااى اآللاااد‪ ،‬والرتجاايح والتقاادمي فاارع‬
‫التعارض‪.‬‬

‫أمااا معارضااة ظاااهر أ بااار اآللاااد للقاارآ فهناااك أمثلااة عدياادة مجااع العلماااه بينهااا‪،‬‬
‫مجع فمرده ألسباب هاي اارج حمال اخلاالف‪ ،‬منهاا كاو احلاديث‬ ‫أما ما مل يكن هناك ٌ‬
‫مل يصح‪ ،‬أو كو احلديث منسو ا (‪ ،)4‬أو التاج األمار ىل تصاحيح ميهاوم احلاديث‪،‬‬
‫فيخص ااص ابآلل اااد‪ ،‬أو يقي ااد‬
‫َّ‬ ‫ابإلضااافة ىل م ااا وك ااره احمللااي م اان ك ااو القطع ااي عامااا‪،‬‬
‫مطلقه‪.‬‬

‫وأكثار ماا مجاع العلمااه فياه باني ظاااهر التعاارض‪ ،‬حبمال العاام واملطلاق علاى اخلاااص‬
‫واملقيَّااد‪ ،‬ولعلااي هنااا فقااط أشااري ىل مثااا والااد مت رفااع التعااارض بناااه علااى تصااحيح‬
‫املقصود من احلديث‪.‬‬

‫= االعتصام للشاطيب (‪.)317/2‬‬


‫(‪ )1‬روضة الناظر (‪ ،)1722/3‬وينظر‪ :‬شرح الكوكب (‪ ،)672/4‬وكش األسرار (‪.)132/4‬‬
‫(‪ )2‬ينظاار‪ :‬لجيااة الساانة للاادكتور عباادالغين عبااداخلالق (‪ ،)422‬تعااارض الساانن القوليااة للاادكتور‬
‫عبدهللا الزبري (‪.)210/1‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬أعالم املوفعني البن القيم (‪.)217/2‬‬
‫(‪ )4‬وفااد أجاااد الاادكتور عباادهللا الازبري يف كتابااه تعااارض الساانن القوليااة‪ ،‬وعقااد مطلبااا عاان تعااارض‬
‫السنن القولية مع الكتاب‪ ،‬زاد عن مائة صيحة لقق فيها املسألة (‪.) 243 -437/1‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪174‬‬
‫وفد فا ابن عمر هنع هللا يضر‪ :‬مسعت رسو هللا ‪ ‬يقاو ‪« :‬إن امليـت ليعـذب ببكـاء أهلـه‬
‫ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﭼ [فااطر‪،]12 :‬‬ ‫عليه»(‪ ،)1‬وهو معاارض لظااهر القارآ مان فولاه‪:‬‬
‫ﭽﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫وفول ا ا ااه‪ :‬ﭽ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭼ [ال ا ا اانجم‪ ، ،]31 :‬وفول ا ا ااه‪:‬‬
‫ﯣﭼ [البقاارة‪ ]226 :‬وبكاااه أهلااه لاايس ماان كساابه‪ ،‬وال ماان سااعيه‪ ،‬وال ماان وزره‪،‬‬
‫فكي يعذب بكسب غريه‪ ،‬وبسعي ليس من سعيه‪ ،‬أو وزر أهله؟‪.‬‬

‫وهلذا ملا وكار عناد عائشاة فاو ابان عمار‪ :‬امليات يعاذب ببكااه أهلاه علياه‪ ،‬فالات‪:‬‬
‫رلاام هللا أاب عباادالرمحن‪ ،‬مسااع شاايئا فلاام حييظااه‪ ،‬منااا ماارت علااى رسااو هللا ‪ ‬جنااازة‬
‫يهااودي وهاام يبكااو عليااه‪ ،‬فقااا ‪« :‬إهنــم يبكــون‪ ،‬وإنــه ليعــذب» (‪ ،)2‬ويف روايااة أ اارى‬
‫فالت عائشة‪ :‬يغيار هللا أليب عبادالرمحن أماا أناه مل يكاذب‪ ،‬ولكناه نساي أو أ طاأ‪ ،‬مناا‬
‫مر رسو هللا ‪ ‬على يهودية يُبكى عليها‪ ،‬فقاا ‪« :‬إهنم ليبكون عليهـا‪ ،‬وإهنـا لتعـذب يف‬ ‫َّ‬
‫قربها»(‪.)3‬‬
‫فصححت الصديقة اهنع هللا يضر ما رواه ابن عمر مبا ال يعارض القرآ ‪ ،‬ومل يقال ابان عمار‬
‫شيئا(‪.)4‬‬

‫املسألة الثالثة‪ :‬يقدم النطق على القياس‬


‫قــال احمللــي‪« :‬والنطااق ماان كتاااب أو ساانة علااى القياااس ال أ يكااو النطااق عامااا‬
‫فيخصص ابلقياس‪ ،‬كما تقدم»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أ رجااه البخاااري يف كتاااب اجلنااائز‪ ،‬ابب يعااذب املياات باابعض بكاااه أهلااه‪ ،‬باارفم (‪،)1226‬‬
‫ومسلم يف كتاب اجلنائز‪ ،‬ابب امليت يعذب ببكاه أهله عليه‪ ،‬برفم (‪ ،)22‬والليظ له‪.‬‬
‫(‪ )2‬أ رجااه مساالم يف كتاااب اجلنااائز‪ ،‬ابب املياات يعااذب ببكاااه أهلااه عليااه‪ ،‬ابألرفااام (‪،23 ،22‬‬
‫‪.)20 ،26 ،22‬‬
‫(‪ )3‬يف املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬تعارض السنن القولية للدكتور عبدهللا الزبري (‪.)210 -216/1‬‬
‫(‪ )2‬شرح احمللي على الورفات (‪.)103‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪175‬‬
‫تطبيقات املسألة‪:‬‬
‫‪ )1‬يقدم فوله ‪« :‬إذا أكل أحدكم أو شرب انسيا وهو صا م فليتم صومه‪ ،‬فإمنا أطعمه‬
‫هللا وسقاه»(‪ ،)1‬على القياس‪ ،‬وجه القياس‪ :‬أ امليطر أتى فعال منافيا للصوم‪،‬‬
‫فكا عليه القضاه كالعامد؛ ليوات ركن الصيام وهو اإلمساك‪ ،‬والركن ال بد منه‪،‬‬
‫ويستوي يف ولك العامد والناسي‪.‬‬
‫‪ )2‬وهب الشافعية ىل أ احملرم وا مات يبقى يف لقه اإللرام؛ عمال بقوله ‪ ‬يف‬
‫الرجل الذي وفصته دابته‪« :‬اغسلوه مباء وسدر وألبسوه ثوبيه وال ختمروا رأسه فإنه‬
‫أييت يوم القيامة ملبياً»(‪ ،)2‬وفدموه على القياس املقتضي تغسيله؛ النقطاع العبادة‬
‫بزوا حمل التكلي ‪ ،‬وهو احلياة‪.‬‬
‫‪ )3‬تقدمي لديث‪« :‬املتا يعان كل واحد منهما خليار على صاحبه ما مل يتفرقا إال بيع‬
‫اخليار»(‪ )3‬فقضى جبواز يار اجمللس‪ ،‬واشرتاط التيرق ابألبدا النعقاده‪ ،‬والقياس‬
‫يقضي إبحلاق ما فبل التيرق مبا بعده بال فرق‪.‬‬

‫املسألة الرابعة‪ :‬يقدم اجللي على اخلفي‪:‬‬


‫قال احمللي‪« :‬كقياس العلة على فياس الشبه»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أ رجااه البخاااري يف كتاااب الصااوم‪ ،‬ابب الصااائم وا أكاال أو شاارب انساايا‪ ،‬باارفم (‪.)1133‬‬
‫ومسلم يف كتاب الصيام‪ ،‬ابب أكل الناسي وشربه ومجاعه ال ييطر‪ ،‬برفم (‪.)1122‬‬
‫(‪ )2‬أ رجه البخاري يف كتااب اجلناائز‪ ،‬ابب الكيان يف ثاوبني‪ ،‬بارفم (‪ .)1262‬ومسالم يف كتااب‬
‫احلج‪ ،‬ابب ما ييعل ابحملرم وا مات‪ ،‬برفم (‪.)1276‬‬
‫(‪ )3‬متيق عليه‪ ،‬وسبق خترجيه يف هذه القاعدة‪.‬‬
‫فصال يف أناواع األفيساة يف كتاباه التلخايص(‪-222/3‬‬ ‫(‪ )4‬شرح الورفات للمحلاي (‪ .)103‬وفاد َّ‬
‫رجااح عاادم التباااين بينهمااا‪ ،‬فقااا ‪« :‬فحصاال مبااا‬
‫‪ ،)231‬ونقاال أف اوا الص اوليني يف ولااك‪ ،‬مث َّ‬
‫وك ارانه ابطااا القااو بتباااين الض اربني ماان القياااس يف فبياال العلاام‪ ،‬وتبااني أ والاادا منهمااا ال‬
‫يودي ىل العلم‪ ،‬فال يبقى بعد ولك ال غلبات الظنو ‪ ،‬وعندان أ األفيساة السامعية كماا ال‬
‫توجب العلم ال توجب غلبات الظنو ‪ ...‬فرمبا حتصل غلبة الظان لابعض اجملتهادين‪ ،‬ابلقيااس =‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪176‬‬
‫وما وكره احمللي ألد تيسريات القياس اجللي واخليي‪.‬‬
‫قال ابن قدامة‪« :‬ا تليوا يف القياس اجللي‪ ،‬فيسره فوم أبنه‪ :‬فياس العلة‪ ،‬واخليي‪:‬‬
‫بقياس الشبه‪ .‬وفيل اجللي‪ :‬ما يظهر فيه املعىن‪ ،‬كقوله عليه السالم‪« :‬ال يقضي القاضي‬
‫بني اثنني وهو غضبان»(‪ ،)1‬وتعليل ولك مبا يدهه اليكر ل ى جيري ولك يف اجلائع»(‪.)2‬‬

‫وساابق يف القاعاادة (‪ )36‬بيااا أن اواع القياااس‪ ،‬وفيهااا قــال اجلــويين‪« :‬وأمااا القياااس‬
‫فهااو‪ :‬رد الياارع ىل األصاال لعلا ٍاة جتمعهااا يف احلكاام‪ ،‬وهااو ينقساام ىل ثالثااة أفسااام ىل‪:‬‬
‫في اااس عل ااة‪ ،‬وفي اااس دالل ااة‪ ،‬وفي اااس ش اابه‪ .‬فقي اااس العل ااة‪ :‬م ااا كان اات العل ااة في ااه موجب ااة‬
‫للحكاام‪ .‬وفياااس الداللااة‪ :‬هااو االسااتدال أبلااد النظ اريين علااى اآل اار‪ ،‬وهااو أ تكااو‬
‫العلة دالة على احلكم‪ ،‬وال تكاو موجباة للحكام‪ .‬وفيااس الشابه‪ :‬هاو اليارع املارتدد باني‬
‫أصلني‪ ،‬فيُلحق أبكثرمها شبها»(‪.)3‬‬

‫وفد مثَّل اجلويين للتعارض بني فياس العلة وفياس الشبه يف كتابه الربها يف مسألة‬
‫لكاام ضاارب فيمااة العبااد املقتااو علااى عافلااة القاتاال‪ ،‬فقياااس العلااة يقتضااي عاادم ضارهبا‬
‫عليهم‪ ،‬فياسا على مجيع األموا واألمالك املتلياة‪ ،‬والاذي يقتضايه فيااس الشابه‪ :‬ضارهبا‬
‫عليهم‪ ،‬فياسا للعبد على احلر‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬ومن أبواب الشبه ما يتعارض فيه املعىن(‪ )4‬والشبه على التنافض‬

‫= الذي يلحقه خماليوان ابخليي ورمبا ال حتصل غلبات الظنو ابلذي يلحقه ابجللي »‪.‬‬
‫(‪ )1‬متيق عليه‪ ،‬وسبق خترجيه يف القاعدة التاسعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬روضة الناظر (‪.)02 -00/2‬‬
‫(‪ )3‬منت الورفات(‪.)22‬‬
‫(‪ )4‬املقصااود بقياااس املعااىن‪ ،‬هااو فياااس العلااة‪ ،‬يقااو الزركشااي يف البحاار احملاايط (‪ )46/4‬يف بيااا‬
‫مراتب القيااس‪ « :‬أعلاى هاذه األفساام‪ :‬ماا كاا يف معاىن املنصاوص‪ ،‬لا ى ا تلا أناه ليظاي‬
‫أو في اااس‪ ،‬وه ااو القطعا ااي‪ ،‬مثَّ يلي ااه فيا اااس املع ااىن‪ ،‬مثَّ فيا اااس الدالل ااة‪ ،‬مثَّ فيا اااس الش اابه‪ ،‬وها ااي‬
‫املظنوانت ‪.» ...‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪177‬‬
‫فيقع لذلك الشبه ثنيا يف الرتبة واالعتبار‪ ،‬وهو كالرتدد يف أ فيمة العبد هل تضرب‬
‫على العافلة؟ فالذي يقتضيه القياس املعنوي عدم الضرب؛ اعتبارا جبملة اململوكات‪،‬‬
‫والذي يقتضيه الشبه اعتباره ابحلر»(‪.)1‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬الربها (‪ ،)271/2‬فقرة (‪ ،)1210‬وينظر‪ :‬فواطع األدلة (‪.)221/2‬‬


‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪178‬‬
‫القاعدة التاسعة والثالثون‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ليس للعامل أن يقلد غريه‬

‫قال اجلويين‪« :‬وليس للعامل أ يقلِّد»‪.‬‬


‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫اوز كونا ا ا ا ا ا ا ا ااهُ ُم َقلِّا ا ا ا ا ا ا ا اادا‬
‫فا ا ا ا ا ا ا ا ااال جيا ا ا ا ا ا ا ا ا ُ‬
‫فحي ا ا ا ا ا ااث كا ا ا ا ا ا ااا مثال ا ا ا ا ا ااه جمتها ا ا ا ا ا اادا ‪‬‬
‫َُ ُ‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫اجملتهد وا اجتهد فأداه اجتهاده ىل لكم فهو ممنوع من تقليد غريه اتيافا(‪.)3‬‬
‫أما فبل أ جيتهد فهل هو ممنوع من تقليد غريه أم ال؟‬
‫وهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل منع تقليد العامل لغريه من اجملتهدين مطلقا(‪.)4‬‬
‫قال اآلمدي‪« :‬ووهاب القاضاي أباو بكار وأكثار اليقهااه ىل مناع تقلياد العاامل للعاامل‬
‫سواه كا أعلم منه‪ ،‬أو مل يكن‪ ،‬وهو املختاار»(‪.)2‬‬
‫ويقول ابن احلاجـب‪« :‬اجملتهاد وا اجتهاد فاأدى اجتهااده ىل لكام مل جياز لاه تقلياد‬
‫غريه اتيافا‪ ،‬فأما وا مل جيتهد فاألكثر على منع التقليد أيضا»(‪.)6‬‬
‫وماان العلماااه ماان اسااتثىن ماان املنااع لاااالت‪ ،‬وفااد نقاال اجلااويين اجل اواز يف الربهااا‬
‫بشاارط ضاايق الوفاات‪ ،‬و ااوف الياوات‪ ،‬ونقاال عاان الشااافعي روايااة أ اارى‪ :‬اجلاواز بشاارط‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)31‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)66‬‬
‫(‪ )3‬ينظ اار‪ :‬التحب ااري (‪ ،)3120/2‬جمم ااوع اليت اااوى (‪ ،)261/11‬احملص ااو (‪ ،)23/6‬األلك ااام‬
‫(‪ ،)217/4‬لكام اليصو (‪ ،)021‬تيسري التحرير (‪.)220/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظ اار‪ :‬الع اادة (‪ ،)221/4‬روض ااة الن اااظر (‪ ،)1772/3‬ش اارح خمتص اار الروض ااة (‪،)631/3‬‬
‫ش اارح الكوك ااب (‪ ،)216/4‬احملص ااو (‪ ،)23/6‬منته ااى الوص ااو (‪ ،)216‬تيس ااري التحري اار‬
‫(‪.)220/4‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬األلكام (‪.)211/4‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬منتهى الوصو (‪.)216‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪179‬‬
‫تعذر االجتهاد على اجملتهد‪ .‬وهي أعم من األوىل(‪.)1‬‬
‫ويقــول شــيخ اإلســالم ابــن تيميــة‪« :‬والصااحيح أنااه جيااوز ليااث عجااز عاان االجتهاااد‪،‬‬
‫ماا لتكااافؤ األدلااة‪ ،‬و ماا لضاايق الوفاات عاان االجتهااد‪ ،‬و مااا لعاادم ظهاور دلياال لااه‪ ،‬فإنااه‬
‫لياث عجاز ساقط عناه وجاوب ماا عجااز عناه‪ ،‬وانتقال ىل بدلاه‪ ،‬وهاو التقلياد‪ ،‬كماا لااو‬
‫عجز عن الطهارة ابملاه»(‪.)2‬‬

‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫وا اجتهااد القاضااي يف وافعااة وغلااب علااى ظنااه لكاام فيهااا‪ ،‬فيجااب عليااه العماال‬
‫‪.‬‬
‫مبقتضى اجتهاده وال يقلد غريه‪ ،‬وهذا بناه على أ القاضي جمتهد‬
‫وهنــاك فــروع أدرجهــا اإلســنوي تااد ل يف مطلااق االجتهاااد‪ ،‬وميهومااه اللغااوي‪ ،‬فقااا‬
‫رمحه هللا‪« :‬ما وا ييت أدلة القبلة على اجملتهد لغيم‪ ،‬أو ظلمة‪ ،‬أو تعاارض أدلاة‪ ،‬فإناه ال‬
‫يقلااد يف أظهاار الق اولني ‪ ...‬ومنهااا‪ :‬وا مل خت ا األدلااة عليااه‪ ،‬ولكاان ضاااق الوفاات عاان‬
‫اجتهاااده‪ ،‬وهناااك شااخص فااد اجتهااد‪ ،‬فأوجااه لكاهااا الرافعااي‪ ،‬أصااحها‪ :‬أنااه ال يقلااد‪،‬‬
‫ب اال يص االي كيا ا اتي ااق ويعي ااد ‪ ...‬ومنه ااا‪ :‬األعم ااى جيته ااد يف األواين والثي اااب يف أص ااح‬
‫القولني‪ ،‬فإ عجز فلد‪ ،‬وال جيوز التقليد ابتداه ‪.)3(» ...‬‬
‫ومثله االجتهاد يف جناسة أو طهارة الثياب واملياه واألطعمة‪.‬‬

‫قــال ابــن قدامــة‪ « :‬اجملتهاادين وا ا تليااا‪ ،‬فياارض كاال والااد منهمااا الصااالة ىل‬
‫اجلهة اليت يؤديه اجتهاده ليها أهنا القبلة‪ ،‬ال يسعه تركها وال تقليد صالبه‪ ،‬سواه كا‬
‫أعلم منه أم مل يكن»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬ينظاار‪ :‬الربهااا (‪ ،)1331/2‬وكااالم اجلااويين يف التلخاايص يشااعر ابملياال ىل الوفا ‪ ،‬كمااا فالااه‬
‫الزركشي يف البحر (‪.)207/4‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جمموع اليتاوى (‪.)274/27‬‬
‫(‪ )3‬التمهيد يف ختريج اليروع على األصو (‪.)232-224‬‬
‫(‪ )4‬املغين (‪.)172/2‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪180‬‬
‫القاعدة األربعون‪:‬‬
‫ليس كل جمتهد يف الفروع مصيب‪ ،‬وقيل العكس‪ ،‬خبالف األصول‪.‬‬
‫قال اجلويين‪« :‬وال جيوز أ يقا ‪ :‬كل جمتهد يف األصو الكالمية مصيب؛ أل‬
‫ولك يؤدي ىل تصويب أهل الضاللة من النصارى واجملوس والكيار وامللحدين‪.‬‬
‫ومنهم من فا ‪ :‬كل جمتهد يف اليروع مصيب»(‪.)1‬‬
‫قال العمريطي(‪:)2‬‬
‫ص ا ااد‬
‫اودهُ يف ني ا اال أض ا اامر ف ا ااد فَ َ‬
‫جمه ا ا َ‬
‫ول ا ا ا ااده أ يب ا ا ا ااذ ال ا ا ا ااذي اجته ا ا ا اد ‪‬‬
‫ْ‬
‫وفي ا ا ا ا اال يف الي ا ا ا ا ااروع ُمين ا ا ا ا ا ُاع اخلط ا ا ا ا ااأ‬ ‫‪‬‬ ‫ولينقس ا ا ا ا ا ا اام ىل صا ا ا ا ا ا ا اواب و ط ا ا ا ا ا ا ااأ‬
‫اويب ألرابب الب ا ا ا ا اادع‬
‫و في ا ا ا ا ااه تص ا ا ا ا ا ٌ‬
‫‪‬‬ ‫ويف أص ا ااو ال ا اادين وا الوج ا ااه امتن ا ااع‬
‫والزاعما ا ا ا ا ا ا ا ا ااو أهن ا ا ا ا ا ا ا ا ا اام مل يبعث ا ا ا ا ا ا ا ا ا اوا‬ ‫‪‬‬ ‫اث ُكي ا ا ارا ثلث ا ا اوا‬
‫ما ا اان النصا ا ااارى لي ا ا ا ُ‬
‫كا ا ا ااذا اجملا ا ا ااوس يف َّادعا ا ا ااا األصا ا ا االني‬ ‫‪‬‬ ‫ْأو ال ي ا ا ا ا ا ا ا ا ا اارو رهب ا ا ا ا ا ا ا ا ا اام ابلع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااني‬
‫أجا ا ارين واجع ا ا ْال نص ا اايهُ م ا اان أ طَا ااا‬ ‫‪‬‬ ‫وما ا ا اان أصا ا ا اااب يف اليا ا ا ااروع يُعطا ا ا ااى‬
‫يف واك ما ا ا ا ا اان تقسا ا ا ا ا اايم االجتها ا ا ا ا ا ِّ‬
‫ااد‬ ‫‪‬‬ ‫ملا ا ا ا ا ا ااا رووا عا ا ا ا ا ا اان النا ا ا ا ا ا اايب اهلا ا ا ا ا ا ااادي‬
‫دراسة القاعدة‪:‬‬
‫تعرف هذه املسألة عند أكثر األصوليني بعنوا ‪« :‬هل كل جمتهد مصيب؟»(‪،)3‬‬
‫ورمبا فالوا‪ :‬هل احلق يتعدد‪ ،‬أو أنه والد متحد؟‪.‬‬
‫وتاحت كالم اجلويين مسألتا ‪:‬‬

‫املسألة األوىل‪ :‬هل كل جمتهد يف األصول مصيب؟‪.‬‬


‫واملراد ابألصو هنا أصو الدين‪ ،‬وهي مسائل العقيدة‪ ،‬مما يتعلق ابإلميا ابهلل‪،‬‬
‫ومالئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬واليوم اآل ر‪ ،‬وابلقدر ريه وشره‪.‬‬

‫(‪ )1‬منت الورفات (‪.)32‬‬


‫(‪ )2‬منت نظم الورفات (‪.)62‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬ألكام اليصو (‪ ،)070‬وشرح التنقيح (‪.)432‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪181‬‬
‫وقد جزم اجلويين حبكم املسألة فقا ‪« :‬وال جيوز أ يقا ‪ :‬كل جمتهد يف األصو‬
‫الكالمية مصيب؛ أل ولك يؤدي ىل تصويب أهل الضاللة من النصارى واجملوس‬
‫والكيار وامللحدين»‪.‬‬

‫وما وكره هو فو مجهور أهل العلم(‪ ،)1‬ولام خيال (‪ )2‬يف ولك ال اجلالظ والعنربي‪.‬‬
‫يقول اآلمدي‪« :‬مذهب اجلمهور من املسلمني أنه ليس كل جمتهد يف العقليات‬
‫مصيبا»(‪.)3‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬هل كل جمتهد يف الفروع مصيب؟‪.‬‬


‫لام جيزم اجلويين حبكم املسألة‪ ،‬ولكن صنيعه ابالفتصار على ألد األفوا يد‬
‫على امليل ليه‪ ،‬وهو أ كل جمتهد مصيب‪ ،‬وهو ما رجحه يف كتابه التلخيص(‪.)4‬‬

‫والذي عليه مجهور أهل العلم هو أ احلق والد‪ ،‬من أصابه فهو املصيب(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ينظاار‪ :‬العاادة (‪ ،)1247/2‬التمهيااد (‪ ،)370/4‬شاارح خمتصاار الروضااة (‪ ،)672/3‬املسااودة‬


‫(‪ ،)412‬شا اارح الكوكا ااب (‪ ،)672/3‬التبصا اارة (‪ ،)416‬املستصا اايى (‪ ،)311/2‬اإللكا ااام‬
‫(‪ ،)124/4‬منته ااى الوص ااو (‪ ،)211‬ش اارح التنق اايح (‪ ،)431‬تيس ااري التحري اار (‪،)112/4‬‬
‫فواتح الرمحوت (‪ ،)306/2‬التقرير والتحبري (‪.)373/3‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬العدة (‪ ،)1247/2‬اإللكام (‪ ،)124/4‬البحر احمليط (‪.)236/6‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اإللكام (‪.)124/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التلخيص له (‪.)311/3‬‬
‫(‪ )2‬ينظاار‪ :‬العاادة (‪ ،)1241/2‬التمهيااد (‪ ،)317/4‬شاارح خمتصاار الروضااة (‪ ،)672/3‬املسااودة‬
‫املسا ا ااودة (‪ ،)410‬ش ا ا اارح الكوكا ا ااب (‪ ،)421/4‬التبص ا ا اارة (‪ ،)412‬اإللك ا ا ااام (‪،)117/4‬‬
‫ألكام اليصو (‪ ،)070‬منتهى الوصو (‪ ،)212‬تيسري التحرير (‪.)110/4‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪182‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫من اشتبهت عليه القبلة واجتهد وصلى حبسب ما أداه ليه اجتهاده‪ ،‬مثَّ اب له‬
‫املعني‪ ،‬على القو أبنه‪:‬‬
‫طأ اجتهاده؛ فإنه ملزم بقضاه تلك الصالة؛ ليوات احلق َّ‬
‫ليس كل جمتهد مصيبا‪.‬‬
‫ومثله االجتهاد يف جناسة أو طهارة الثياب واملياه واألطعمة‪.‬‬

‫وســبق قــول ابــن قدامــة يف القاعــدة الســابقة‪ « :‬اجملتهاادين وا ا تليااا‪ ،‬فياارض كاال‬
‫والد منهما الصالة ىل اجلهة اليت يؤديه اجتهااده ليهاا أهناا القبلاة‪ ،‬ال يساعه تركهاا وال‬
‫تقليد صالبه‪ ،‬سواه كا أعلم منه أم مل يكن»(‪.)1‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املغين (‪.)172/2‬‬


‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪183‬‬
‫فهرس احملتويات‬

‫املقدمة ‪3 ...............................................................‬‬
‫املنهج‪4 ............................................................ :‬‬
‫القواعد األصولية ‪2 ......................................................‬‬
‫سرد لقواعد (األربعو األصوليَّة من الورفات اجلوينيَّة) ‪0 ......................‬‬
‫القاعدة األوىل‪ :‬األمر املطلق يقتضي الوجوب‪17 ........................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪14 ................................................ :‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬يصرف األمر عن الوجوب إىل الندب واإل حة ‪10 ..............‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪11 ................................................ :‬‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬ال يقتضي األمر التكرار‪21 ................................ .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪24 ................................................ :‬‬
‫القاعدة الرابعة‪ :‬ال يقتضي األمر الفور‪22 ...................................‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪26 ................................................ :‬‬
‫القاعدة اخلامسة‪ :‬ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪22 ..................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪37 ................................................ :‬‬
‫القاعدة السادسة‪ :‬ال يدخل يف خطاب هللا تعاىل الساهي والصب واجملنون‪33 ..... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪32 ................................................ :‬‬
‫القاعدة السابعة‪ :‬الكفار خماطبون بفروع الشريعة ومبا ال تصح إال به‪36 ......... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪30 ................................................ :‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪184‬‬
‫القاعدة الثامنة‪ :‬األمر لشيء هني عن ضده‪ ،‬والنهي عن الشيء أمر بضده‪31 ....‬‬
‫املسألة األوىل‪31 .................................................... :‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬النهي عن الشيه أمر بضده‪41 .......................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪43 ................................................ :‬‬
‫القاعدة التاسعة‪ :‬النهي يقتضي الفساد‪44 ................................. .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪46 ................................................ :‬‬
‫املعرف أللف والالم‪42 ............. .‬‬
‫القاعدة العاشرة‪ :‬من صيغ العموم‪ :‬االسم َّ‬
‫تطبيقات القاعدة‪21 ................................................ :‬‬
‫القاعدة احلادية عشرة‪ :‬من صيغ العموم‪ :‬األمساء املبهمة‪24 ................... .‬‬
‫املسألة األوىل‪َ ( :‬م ْن)‪22 ..............................................:‬‬
‫املسألة الثانية‪( :‬ما)‪26 ...............................................:‬‬
‫املسألة الثالثة‪( :‬أي)‪20 .............................................. :‬‬
‫املسألة الرابعة‪( :‬أين)‪20 ............................................. :‬‬
‫املسألة اخلامسة‪( :‬م ى)‪22 ........................................... :‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪22 ................................................ :‬‬
‫القاعدة الثانية عشرة‪ :‬من صيغ العموم‪ :‬النكرة يف سياق النفي أو النهي‪67 .......‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪61 ................................................ :‬‬
‫القاعدة الثالثة عشرة‪ :‬ال عموم للفعل وما جرى جمراه‪63 ...................... .‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬عموم األفعا ‪63 ...................................... .‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬ما جرى جمرى اليعل‪64 ................................. .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪66 ................................................ :‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪185‬‬
‫القاعدة الرابعة عشرة‪ :‬جيوز االستثناء من اجلنس وغريه‪62 .................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪07 ................................................ :‬‬
‫القاعدة اخلامسة عشرة‪ :‬حيمل املطلق على املقيد‪01 ......................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪02 ................................................ :‬‬
‫القاعدة السادسة عشرة‪ :‬خيصص الكتاب لكتاب والسنة‪06 ................. .‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬ختصيص الكتاب ابلكتاب‪06 ........................... .‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬ختصيص الكتاب ابلسنة‪00 ............................. .‬‬
‫ومن فروع هذه املسألة‪02 ............................................ :‬‬
‫ختصص السنة لكتاب والسنة‪21 ................... .‬‬
‫القاعدة السابعة عشرة‪َّ :‬‬

‫املسألة األوىل‪ :‬ختصيص السنة ابلكتاب ‪21 ..............................‬‬


‫املسألة الثانية‪ :‬ختصيص السنة ابلسنة‪22 ............................... .‬‬
‫القاعدة الثامنة عشرة‪ :‬خيصص الكتاب والسنة لقياس‪24 .................... .‬‬
‫القاعدة التاسعة عشرة‪ :‬يإول الظاهر لدليل‪20 ............................. .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪22 ................................................ :‬‬
‫القاعدة العشرون‪ :‬حيمل فعل النب ‪ ‬الذي على جهة القربة على الوجوب‪ ،‬وفيل‪:‬‬
‫الندب‪ ،‬وقيل‪ :‬التوقف‪11 ................................................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪13 ................................................ :‬‬
‫القاعدة احلادية والعشرون‪ :‬حيمل اقراره ‪ ‬على ما أقر به من قول أو فعل‪14 .....‬‬
‫القسم األو ‪ :‬اإلفرار على القو ‪12 .................................... .‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬اإلفرار على اليعل‪12 .................................... .‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪186‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪16 ................................................ :‬‬
‫القاعدة الثانية والعشرون‪ :‬حكم ما فُ ِّعل يف وقته يف غري جملسه وعلم به ومل ينكره‬
‫حكم ما فُعل يف جملسه‪12 ................................................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪11 ................................................ :‬‬
‫القاعدة الثالثة والعشرون‪ :‬ينسخ الرسم القرآين ويبقى حكمه والعكس‪ ،‬ويُنسخ‬
‫األمران‪177 ............................................................... .‬‬
‫أمثلة للقسم األو ‪ :‬نسخ الرسم (التالوة) وبقاه احلكم‪177 ................ :‬‬
‫أمثلة للقسم الثاين‪ :‬نسخ احلكم مع بقاه الرسم (التالوة)‪172 .............. .‬‬
‫أمثلة للقسم الثالث‪ :‬نسخ الرسم (التالوة) واحلكم‪173 .....................‬‬
‫القاعدة الرابعة والعشرون‪ :‬النسخ يكون إىل بدل وإىل غري بدل‪ ،‬والبدل يكون إىل‬
‫ما هو أغلظ‪ ،‬وإىل ما هو أخف‪174 .............................................‬‬
‫نسخ ىل بد ‪174 ...................................... .‬‬
‫القسم األو ‪ٌ :‬‬
‫نسخ ىل غري بد ‪172 ................................... .‬‬
‫القسم الثاين‪ٌ :‬‬
‫أمثلة القسم األو ‪ :‬النسخ ىل بد ‪172 ................................ .‬‬
‫أمثلة للنسخ ىل بد أ ‪172 ....................................... :‬‬
‫أمثلة للنسخ ىل بد أغلظ أو أثقل أوأشد‪170 .......................... :‬‬
‫أمثلة للقسم الثاين‪ :‬النسخ ىل غري بد ‪171 ............................. :‬‬
‫القاعدة اخلامسة والعشرون‪ :‬ينسخ الكتاب والسنة لكتاب‪111 .............. .‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬نسخ الكتاب ابلكتاب‪111 ............................. .‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬نسخ السنة ابلكتاب‪111 .................................‬‬
‫ومن األمثلة على نسخ السنة ابلكتاب‪112 ............................. :‬‬
‫القاعدة السادسة والعشرون‪ :‬ال جيوز نسخ الكتاب لسنة‪114 ................ .‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪187‬‬
‫ومن أمثلة النسخ ابلسنة املتواتر‪114 ....................................:‬‬
‫ومن أمثلة النسخ ابلسنة اآللادية‪116 ................................. :‬‬
‫القاعدة السابعة والعشرون‪ :‬ينسخ املتواتر ملتواتر‪ ،‬واآلحاد آلحاد واملتواتر‪110 . .‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬نسخ املتواتر ابآللاد‪110 ............................... .‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬نسخ السنة اآللادية ابآللادية‪112 ........................‬‬
‫القاعدة الثامنة والعشرون‪ :‬اجلمع بني املتعارضني النطقيني أوىل إن أمكن‪ ،‬وإال فاملتأخر‬
‫إن علم التاريخ‪ ،‬أو الوقف إن مل يعلم‪127 ........................................‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪122 ............................................... :‬‬
‫القاعدة التاسعة والعشرون‪ :‬حيمل العام على اخلاص وحيمل عموم كل واحد من‬
‫العمومني على خصوص اآلخر‪122 ............................................ .‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬تعارض العام على اخلاص‪122 ........................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪126 ............................................... :‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬تعارض العام واخلاص من وجه ‪120 ........................‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪122 ............................................... :‬‬
‫القاعدة الثالثون‪ :‬اإلمجاع حجة على العصر الثاين‪ ،‬ويف أي عصر كان‪133 ........‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪134 ............................................... :‬‬
‫القاعدة احلادية والثالثون‪ :‬ال يشرتط انقراض العصر لصحة وانعقاده اإلمجاع‪136 . .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪130 ............................................... :‬‬
‫القاعدة الثانية والثالثون‪ :‬يكون اإلمجاع لقول أو الفعل‪ ،‬أو بقول البعض وفعل‬
‫البعض‪ ،‬أو بقول البعض وسكوت الباقيني‪132 .................................. .‬‬
‫القسم األو ‪ :‬مجاع فويل‪132 ......................................... :‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪188‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬مجاع فعلي‪132 .........................................:‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬مجاع سكويت‪131 ..................................... :‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪147 ............................................... :‬‬
‫القاعدة الثالثة والثالثون‪ :‬قول الصحايب ليس حبجة‪141 ....................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪142 ............................................... :‬‬
‫القاعدة الرابعة والثالثون‪ :‬املتواتر يوجب العلم والعمل‪ ،‬واآلحاد يوجب العمل‪140 .‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬املتواتر يييد العلم ويوجب العمل‪140 ..................... .‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬رب اآللاد يييد الظن‪ ،‬ويوجب العمل‪141 ................ .‬‬
‫القاعدة اخلامسة والثالثون‪ :‬مراسيل الصحابة حجة دون غريهم إال سعيد بن املسيب‬
‫‪122 ......................................................................‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬مرسل الصحايب‪122 .................................... :‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬مرسل غري الصحايب‪126 ................................ :‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪122 ............................................... :‬‬
‫شبها ‪161 .........‬‬
‫القاعدة السادسة والثالثون‪ :‬يلحق املرتدد بني أصلني أبكثرمها ً‬
‫تطبيقات القاعدة‪162 ............................................... :‬‬
‫القاعدة السابعة والثالثون‪ :‬األصل يف األشياء احلظر‪ ،‬وقيل‪ :‬اإل حة‪ ،‬ويستصحب‬
‫األصل عند عدم الديل الشرعي‪164 ........................................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪160 ............................................... :‬‬
‫القاعدة الثامنة والثالثون‪ :‬يقدم األقوى من األدلة على األضعف عند التعارض‪.‬‬
‫‪161 ......................................................................‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬تقدمي اجللي على اخليي‪107 ............................. .‬‬
‫األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة‬
‫‪189‬‬
‫ومن تطبيقات تقدمي احلقيقة على اجملاز ‪101 ..............................‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬يقدم املوجب للعلم على املوجب للظن‪102 ................ .‬‬
‫املسألة الثالثة‪ :‬يقدم النطق على القياس ‪104 ..............................‬‬
‫تطبيقات املسألة‪102 ................................................ :‬‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬يقدم اجللي على اخليي ‪102 ..............................‬‬
‫القاعدة التاسعة والثالثون‪ :‬ليس للعامل أن يقلد غريه ‪102 ......................‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪101 ............................................... :‬‬
‫القاعدة األربعون‪ :‬ليس كل جمتهد يف الفروع مصيب‪ ،‬وقيل العكس‪ ،‬خبالف األصول‪.‬‬
‫‪127 ......................................................................‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬هل كل جمتهد يف األصو مصيب؟‪127 .................. .‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬هل كل جمتهد يف اليروع مصيب؟‪121 .................... .‬‬
‫تطبيقات القاعدة‪122 ............................................... :‬‬
‫فهرس احملتوايت ‪123 .....................................................‬‬

‫‪‬‬

You might also like