Professional Documents
Culture Documents
(مسودة)
َّ
إعداد
حممد وعلى آلهرب العاملني ،والصالة والسالم على نبيه األمني ،نبيِّنا َّ احلمد هلل ِّ
وصحبه أمجعني ،وبعد :فقد ُشهرت األربعينات يف احلديث ،حلديث مل يصح له طريق،
وفيه« :من حفظ على أميت أربعني حديثاً ينفعهم هللا عز وجل هبا ،قيل له :ادخل من أي أبواب
اجلنة شئت»(.)1
ونقل اإلسنوي يف كتابه التمهيد عن املتويل يف كتابه التتمة من كتااب الوفا
-فيمااا وا وف ا علااى اليقهاااه ماان يااد ل فيااه -فقااا « :ىل ماان َّ
لصاال طرفااا و لا ام
يكن متبحرا ،فقد روي أ من ليظ أربعني لديثا يعد فقيها»( )2أ .ها.
وال شك أ لافظ األربعني رواية ودراية ليس متبحرا ،ويسمى فقيها على هذا
القو .وتاخرجيا عليه فإ لافظ الورفات يسمى أصوليَّا؛ الشتماهلا على هذا القدر،
مع صغر لجمها ،مما يد على جاللة فدرها ،وضرورة االعتناه هبا ،على أنين
استخرجت القواعد املثمرة واليت حيتاج ليها اليقيه ،ومجعت النظري ىل نظريه ،بغية أ
تكو حمصورة يف العدد األربعني ملا سبق ،وأضيت ليها تطبيقات فقهية تعني على
املخرجة
فهم األصو والقواعد ،غري فاصد لتحقيق تلك األصو والقواعد ،وال اليروع َّ
( ) 1روي احلديث من رواية ثالثة عشر من الصحابة أ رجها ابن اجلوزي يف العلل املتناهية،
وبني ضعيها كلها ،وأفرد ابن املنذر الكالم عليه يف جزه ميرد ،فاله ابن لجر يف التلخيص
َّ
احلبري( ،)2701/4وفا « :وفد خلصت القو فيه يف اجمللس السادس عشر من اإلماله ،مث
مجعت طرفه يف جزه ليس فيها طريق تسلم من علة فادلة » ،كما مجع الدكتور صاحل بن
عبدهللا العصيمي جزها لديثيا بعنوا :متاع املشيخة األمحدية بطرق لديث فضل املروايت
وبني ضعيها ،ولكاية املتقدمني واملتأ رين على ضعيها.
األربعينية ،ومجع فيه طرق احلديث َّ
وليظ احلديث املروي عند الرافعي يف العزيز شرح الوجيز(« :)11/0من ليظ على أميت
أربعني لديثا كتب فقيها».
( )2التمهيد يف ختريج اليروع على القواعد األصوليَّة ( .)22هكذا مسى اإلسنوي كتابه ،كما
نص على ولك يف كتابه :اهلداية يف أوهام الكياية (.)232/27
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
4
أو املستنبطة بواسطتها ،و الغرض دمة منت الورفات بتطبيقات فقهية ،و عانة
القارئ على التمرس على االستنباط ،لذا رأيت أ اختذ منهجا يسريا يعني على حتقيق
املقصود ،وهللا املوفق.
املنهج:
)1وكرت نص اإلمام اجلويين مث ،نظم العمريطي.
)2صغت القاعدة بناه على ا تيار اجلويين يف الورفات.
ولررت حمل النزاع فقط فيما كا حمتاجا ىل حترير. )3بيَّنت صورة املسألة َّ
)4فمت بدراسة القاعدة ،مبينا موف ا تيار اإلمام اجلويين من ا تيار مجهور
العلماه ،مع اإلشارة ىل ا تيارات اإلمام يف كتبه األ رى.
)2وكرت فروعا أثرت القاعدة يف استنباطها من النصوص ،ورمبا وكرت أثر القواعد
يف كالم الناس.
وتبقى اإلشارة ىل أ بعض القواعد اكتييت يف دراستها ابإلفادة من بعض
الرسائل العلميَّة -اليت نوفشت عندان ابجلامعة اإلسالميَّة مع التصرف اليسري هبا ،
وحبسب منهج البحث ،وتلك الرسائل :القواعد األصوليَّة املتعلقة بدالالت األلياظ
والتعارض والرتجيح املؤثرة يف البيوع للدكتور لياس شقور ،وولك يف القاعدة العاشرة
،واخلامسة عشرة ،وفواعد يف التخصيص والنسخ من رسالة االستدال ابلوفوع عند
األصوليني للدكتور أمني مساعيل.
مثَّ أمسيت هذا املؤل ب ـ (األربعون األصوليَّة من الورقات اجلوينيَّة) ،وملا كا
املنتخب من الورفات هي القواعد فقط ،دو التعاري ،والتقاسيم واملسائل ،فدَّمت
بني يديها بتعري للقواعد األصوليَّة ،مثَّ سردت القواعد األربعني ،لتكو لاضرة بني
يدي الدارس هلا ،وهللا املوفق واملعني ،وال لو وال فوة ال به سبحانه ،وصلى هللا
وسلم على نبينا دمحم ،وعلى آله وصحبه أمجعني.
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
5
القواعد األصولية
القواعد :مجع ،وهي :فضية كلية ،أو لكم كلي ،أو أمر كلِّي.
القواعد األصولية :فضية كلية أصولية ( .أي :املنسوبة ىل علم أصو اليقه).
والقواعد مجع فاعدة ،وهي اصطاللا :فضية أو لكم أو أمر كلِّي.
ولذا من املستحسن أ تصاغ القواعد ابلصيغة اخلربية ،فدر اإلمكا على
املذهب أو الراجح منه.
وأما األصولية فهي :نسبة ىل أصو اليقه ،والشأ ال تكو النسبة ىل اجلمع بل
امليرد ،لكنهم أجازوا ،وا صار اجلمع علما ،واألصو (اجلمع) َعلَم على ِّعل ٍم ُم َّ ٍ
عني،
فصحت النسبة.
قال اجلويين« :واألمر استدعاه اليعل ابلقو ممن هو دونه على سبيل الوجوب،
وصيغته :افعل ،وعند اإلطالق والتجرد عن القرينة حتمل عليه ،ال ما د الدليل على
أ املراد منه الندب أو اإلابلة»(.)1
قال العمريطي(:)2
ليا ا ا ا ااث القرينا ا ا ا ااة انتيا ا ا ا اات وأُطلقا ا ا ا ااا بص ا ا ا اايغة افع ا ا ا اال ف ا ا ا ااالوجوب ُل ِّقق ا ا ا ااا
دراسة القاعدة:
األمر ما أ يكو مقرتان بقرينة ،أو جمردا عنها ،فإ كا مقرتان بقرينة ،وكانت
القرينة تد على أ املراد به الوجوب ،أو الندب ،أو اإلابلةُ :محل على ما دلت
عليه القرينة( ،)3و كا جمردا عن فرينة فهي مسألتنا.
أحدمها :ما وضع أو األمر لذلك ،حنو :نزا مبعىن :انز ،وصه مبعىن:
( )1ينظا ا اار :ألكا ا ااام اليصا ا ااو ( ،)112اإلهبا ا اااج ( ،)22/2هنايا ا ااة السا ا ااو ( ،)224/2ف ا ا اواتح
الرمحوت (.)303/1
( )2ينظر :املستصيى (. )122/3
( )3ينظر :شرح أليية ابن مالك البن عقيل ( ،)230/2حممو صيغة افعل (.)42
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
12
ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﭼ [األنعام.]127 :
اثنيهما :ما نقل عن غريه من ظرف أو من جار وجمرور ،كقوله تعاىل:
الصيغة الرابعة :املصدر النائب عن فعل األمر :وا جعل جزاه للشرط حبرف الياه،
[النساه،]12 : ( ﭞ ﭟ ﭠ) والعامل فيه فعله احملذوف وجواب ،كقوله تعاىل:
(ﯯ ﯰ أي :فحرروا ،وفوله( :ﮆ ﮇ) [دمحم ،]4 :أي :فاضربوا الرفاب ،وفوله:
()2
ﯱ ﯲ ﯳﯴﯵ ﯶ) [البقرة ،]116 :أي :فافدوا .
األسلوب الثاين:
وكر اصية من واص الواجب ،ما ابلوعيد على الرتك ،أو برتتب العقاب
صور عديدة ،كما أ ترتب الثواب أو املدح على
على الرتك ،أو الذم والتوبيخ ،وهلا َ
طلب اليعل واألمر به ،وله صور متعددة.
األسلوب الثالث:
أسلوب اخلرب املراد به األمر ،فيما عدا األسلوبني السابقني ،وهو األسلوب الذي
ينبه عليه امليسرو أبنه طلب أو أمر رج خمرج اخلرب ،وهو حمط أمثلة األصوليني
غالبا ،وهذا األسلوب يعرف كونه مستعمال يف معىن األمر من سياق الكالم ،وما
يستوجه من اإللزام.
( )1أ رجه البخاري يف كتاب األميا والنذور ،ابب ال حتليوا آبابئكم ،برفم (.)6207
( )2التحبري (.)127/2
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
14
واملقصود إللزام هنا :ما يشري ليه العلماه غالبا يف ثبات كو الصيغة للطلب
مثل فوهلم :لو مل يكن للطلب للزم اخلل ملا هو مشاهد يف الوافع ،فيقولو –مثال-
عند فوله تعاىل( :ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ) [البقرة ،]222 :وجدت
مطلقات ال يرتبصن ثالثة فروه ،ولو كا ربا حمضا ملا ختل اخلرب عن خمربه ،أل
أ بار هللا تعاىل ال تنيك من وجود خمربانا ،فلما وجد االنيكاك علمنا أبنه رج من
اخلربية ىل اإلنشائية معىن دو الليظ (.)1
يقول الزركشي عن اآلية نفسها « :السياق يد على أ هللا تعاىل أمر بذلك ال
أنه ربٌ ،و ال لزم اخلل يف اخلرب»(.)2
تطبيقات القاعدة:
هذه القاعدة متثل أصال عظيما من أصو التكلي ،وألد شطريه؛ و التكلي :
«اخلطاب أبمر أو هني»()3؛ ولذا ال ميكن لصر تطبيقانا يف مصنَّ والد.
قال ابن اللحام « :فيتعلق ابلقاعدة على املذهب الصحيح مسائل كثرية جدا،
ليس هذا موضع وكرها ،ولكن ِّ
العامل وو الدربة والنظر يستخرجها ،ويبنيها على
القاعدة »( .)4ومل ُميثل للقاعدة.
ومن الفروع املبنيَّة على القاعدة:
أمر بصيغة
)1وجوب الصالة :لقوله تعاىل :ﭽ ﭭ ﭮ ﭼ [اإلسراه ،]02 :وهو ٌ
أمر بصيغة (لييعل)،
(افعل) ،وفوله :ﭽ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ [النساهٌ ،]172 :
بار
وفوله :ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ [البينةٌ ،]2 :
عن احلكم أبهنم :امروا أ يقيموا الصالة.
( )1أ رجه مسلم ،يف كتاب احلج ،ابب فرض احلج مرة يف العمر ،برفم (.)1330
( )2أ رجه البخاري يف كتاب الوضوه ،ابب املاه الذي يغسل به شعر اإلنسا ،برفم (،)102
ومسلم يف الطهارة ،ابب لكم ولوغ الكلب ،برفم (.)201
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
16
()1
أمر لآلابه يقتضي وجوب فيامهم أبمر
ٌ ، )11فا « :مروا أوالدكم لصالة»
األبناه للصالة.
النب أ ََم َر بَِّو ْض ِّع ا ْجلََوا ِّح»(.)2
)12يف احلديث« :أن ِّ َّ
(أمَر) رب عن لكم الوجوب ،ويد على وجوب وضع اجلوائح ،وأ َّ وليظةَ :
الثمار من العاهات من ضما البائع.
ما أصاب َ
( )1أ رجه أبو داود يف كتاب الصالة ،ابب م ى يؤمر الغالم ابلصالة ،417/2رفم.)411( :
وصححه األلباين ،انظر :صحيح اجلامع الصغري ،1722/2رفم.)2262( :
( )2أ رجه :مسلم يف :صحيحه ،كتاب املسافاة ،ابب وضع اجلوائح ،ح( ،3120:مسلم مع
النووي (.)462/17
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
17
القاعدة الثانية:
يصرف األمر عن الوجوب إىل الندب واإلباحة
قال اجلويين « :واألمر استدعاه اليعل ابلقو ممن هو دونه على سبيل الوجوب.
وصيغته :افعل ،وعند اإلطالق والتجرد عن القرينة حتمل عليه ،ال ما د الدليل على
أ املراد منه الندب أو اإلابلة»(.)1
قال العمريطي(:)2
بص ا ا ا اايغة افع ا ا ا اال ف ا ا ا ااالوجوب ُل ِّقق ا ا ا ااا ليا ا ا ا ااث القرينا ا ا ا ااة انتيا ا ا ا اات وأُطلقا ا ا ا ااا
ب ا ا اال ص ا ا اارفُه ع ا ا اان الوج ا ا ااوب ُلتِّم ا ا ااا حبمل ا ا ا ا ا ا ااه عل ا ا ا ا ا ا ااى املا ا ا ا ا ا ا اراد منهم ا ا ا ا ا ا ااا
دراسة القاعدة:
وكر اجلويين أ األمر حيمل على الوجوب عند التجرد عن القرينة ،مث استثىن ما
الدليل على أ َّ املراد منه الندب أو اإلابلة دلَّت عليه القرينة بقوله « :ال ما د َّ
ُ
فيُحمل عليه» ،أي :على الندب أو اإلابلة.
وأطلق اجلويين القرينة الصارفة لألمر ،ومل يشرتط أو يقيدها ابالستناد ىل نص أو
مجاع ،مما يشعر أ َّ األمر يصرف بكل فرينة ،وهذا اإلطالق هو صنيع مجهور أهل
العلم(.)3
وعرفاه فبال فقاا « :هاو املرشاد ىل املطلاوب»( ،)4وهاو أعام مان
نعم أطلق الادليلَّ ،
قال الزركشي« :وأفسام األوامر كثرية ،ال تكاد تنضبط كثرة ،وكلها تُعرف مبخارج
الكالم وسيافه ،وابلدالئل اليت يقوم عليها»(.)2
)2يصرف األمر يف احلج عن امليت والعاجز الوارد يف لديث ابن عباس فا :
جاهت امرأة من ثعم عام لجة الوداع ،فالت« :اي رسول هللا إن فريضة هللا على
عباده يف احلج ،أدركت أيب شيخاً كبرياً ،ال يستطيع أن يستوي على الراحلة ،فهل
َح َّج عنه ،قال :نعم» (.)2
يقضي عنه أن أ ُ
فحجي عنه»()3؛ ألنه أمر وارد بعد سؤا ،واألمر الوارد بعد السؤا ويف رواية « ِّ
لإلابلة.
ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ( )1أ رجه البخاري يف كتاب الصوم ،ابب فو هللا جل وكره:
ﭖ ﭗ ﭼ [البقرة ]120 :برفم ( .)1112والطربي يف «تيسريه» ( )232/3وهذا ليظه.
( )2أ رجه البخاري يف كتاب جزاه الصيد ،ابب احلج عمن ال يستطيع الثبوت على الراللة،
برفم ( ) 1224ومسلم يف كتاب احلج ،ابب احلج عن العاجز لزمانة وهرم وحنومها ،أو
للموت ،برفم (.)1334
( )3أ رجه مسلم يف الباب املذكور رفم (.)1332
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
20
)4يصرف األمر يف فو هللا تعاىل :ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﭼ [البقرة ]222 :عن
بيوعات
ٌ وجوب اإلشهاد على البيع ىل الندب ،بيعل النيب ،ليث وردت عنه
كثرية ،وَمل يُن َقل عنه يف بعضها أنه أشهد فيها( ،)1وكذا صرف عنه بدليل اإلمجاع(.)2
صرف األمر ابلرهن يف فوله تعاىل :ﭽﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭼ )2
[البقرة ]223 :عن الوجوب ىل الندب بقرينة ودليل اإلمجاع على ولك.
)6يصرف األمر يف فوله : :ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ [املائدة ]2 :عن وجوب الصيد ىل
اإلابلة؛ ألنه ورد بعد لظر ،وهو فوله تعاىل:ﭽﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡﭼ[املائدة.]12 :
)0يصرف األمر عن وجوب النظر ىل املخطوبة الوارد يف فوله« :انظر إليها»()3؛ وولك
ﭽﭾ ﭿ ألنه وارد بعد احلظر يف النظر للمرأة األجنبية ،كما يف فوله تعاىل:
ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ [النور.]37 :
( )1منهااا مااا روي ( :أ الناايب ابتاااع فرسااا ماان أع ارايب) احلااديث ،ومل ياُْنا َقاال أنااه أشااهد علااى
ول ااك .أ رج ااه أب ااو داود يف س ااننه ( )3670كت اااب األفض ااية ،ابب وا عل اام احل اااكم ص اادق
الش اااهد الوال ااد جي ااوز ل ااه أ حيك اام ب ااه ،والنس ااائي ص )4640(072كت اااب البي ااوع ،ابب
التس ا ااهيل يف ت ا اارك اإلش ا ااهاد عل ا ااى البي ا ااع ،وأمح ا ااد يف مس ا اانده ( ،)216-212/2وص ا ااححه
األلباين يف اإلرواه (.)1226
( )2وفااد كااا الصااحابة يتبااايعو يف عصاارهم يف األساواق ،فلاام أيماارهم ابإلشااهاد ،وال نقاال عاانهم
فعله ،ومل ينكر عليهم النيب ،ولو كانوا يُ ْش ِّهدو بكل بياعانم لَ َما أُ ِّ َّل بنقله.
ينظر :كتاب األم للشافعي( ،)127-101/4واملغين البن فدامة(،)322-321/6
واجملموع للنووي( ،)127/1وألكام القرآ البن العريب( ،)342/1واللباب يف اجلمع بني
السنة والكتاب(.)461/2
( )3أ رجااه الرتمااذي ،يف كتاااب النكاااح ،ابب مااا جاااه يف النظاار ىل املخطوبااة ،باارفم (،)1720
واباان ماجااه يف كتاااب النكاااح ،ابب النظاار ىل امل ارأة وا أراد أ يتزوجهااا ،ب اارفم (،)1262
وصححه األلباين رمحه هللا ،انظر :السلسة الصاحيحة( ،)112/1بارفم ( )16وصاحيح سانن
ابن ماجه (.)313/1
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
21
القاعدة الثالثة:
ال يقتضي األمر التكرار.
قال اجلويين« :وال يقتضي التكرار على الصحيح ،ال ما د الدليل على فصد
التكرار»(.)1
قال العمريطي(:)2
مل ي ا ا ا اارد م ا ا ا ااا يقتض ا ا ا ااي التك ا ا ا ا ارارا ومل يُِّيا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد فا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااورا وال تك ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ارارا
دراسة القاعدة:
األمر ما أ يكو مقيدا ،و ما أ يكو مطلقا عن القيد .فإ كا مقيدا ،فقد
يقيد ابملرة ،أو التكرار ،فإ فيد أبلدمها فإنه حيمل على ما فيد به ،بال الف(.)3
ومثال املقيد ملرة أ يقو السيد لعبده« :افعل هذا مرة والدة».
ومثال املقيد لتكرار أ يقو السيد لعبده« :افعل هذا مرتني أو ثالث».
= يقول األنصاري« :فدعوى اإلمجاع يف العلة كما يف املختصر وغريه على التكرار بتكرارها
غلط » مث فا بعدها« :لكن يبعد كل البعد نكار احلكم بعد ثبوت علية العلة ال من
منكري القياس مطلقا » فيكو اإلمجاع حمصورا هنا يف القائسني؛ ويكو مراد اآلمدي ومن
معه ابالتياق ،اتياق مجهور األصوليني القائلني ابلقياس ،أو أهنم مل يعتربوا الف نياة
القياس.
ينظر :البحر احمليط ( ،)321 ،326/1اإلهباج ( ،)24/1فواتح الرمحوت (.)326/1
( )1ينظر :البحر احمليط (.)321/2
( )2ينظر :البحر احمليط ( ،)322/2القواعد واليوائد ( ،)101اإلهباج (.)42/2
( )3ينظر :شرح خمتصر ابن اللحام ( )141القسم الثاين (آلة).
( )4ينظر :هناية الوصو للهندي (.)122/3
( )2ينظر :روضة الناظر ( ،)616/2احملصو ( ،)12/2اإللكام ( ،)104/2ألكام اليصو
( ،)271تيسري التحرير (.)221/1
( )6الربها (.)160 -166/1
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
23
ال يد على املرة ،و منا يييد طلب املاهية من غري شعار ال بولدة وال بتكرار ،وألنه
ال ميكن جياد ماهية اليعل املأمور به ال ابملرة الوالدة ،كانت واجبة بطريق االلتزام(.)1
ومن العلماه من جعل هذا املذهب ومذهب اجلمهور القائلني أبنه ال يقتضي ال
فعل مرة والدة ،أهنما مذهب والد( ،)2وولك التيافهما على جياب املرة على
ا تالف فيما بينهما الطريق الذي د عليه املرة هل هو بطريق االلتزام أم ابلوضع؟
يقول الصفي اهلندي« :ووهب اجلم الغيري ىل أنه مقتضى للمرة الوالدة ال حمالة،
وهؤاله ا تليوا :فمنهم من فا يقتضيها ليظا ،ومنهم من نيى ولك ،وزعم أ
افتضاهه هلا منا هو حبسب الداللة املعنوية.)3(»...
تنبيه :قال الزجناين« :وهب الشافعي ىل أ مطلق األمر يقتضي التكرار(،)4
و ليه وهب طائية من العلماه(.)6(» )2
( )1وهو مذهب احلنييةوبعض احملققني كالرازي والغزايل والبيضاوي واآلمادي وابان احلاجاب وابان
فدامة.
ينظا ا ا اار :تيسا ا ا ااري التحريا ا ا اار ( ،)321/1ف ا ا ا اواتح الرمحا ا ا ااوت ( ،)327/1احملصا ا ا ااو (،)12/2
املستصيى ( ،)22/2منتهى الوصو للبيضاوي ( ،)06اإللكاام ( ،)104/2روضاة النااظر
(.)612/2
( )2ينظاار :اإلشااارة للباااجي ( ،)220شاارح اللمااع ( ،)222/1شاارح خمتصاار الروضااة (،)304/2
املس ا ا ااودة ( ،)12وينظ ا ا اار م ا ا اان ف ا ا اارق بينهم ا ا ااا :ش ا ا اارح الكوك ا ا ااب ( ،)42 ،44/3اإللك ا ا ااام
( ،)104-103/2منتهااى الوصااو ( ،)12ف اواتح الرمحااوت ( ،)327/1التمهيااد لإلساانوي
(.)222
( )3ينظر :رشاد اليحو (.)123 ،122/3
( )4ينظا اار :احملصا ااو ( ،)12/2واإللكا ااام ( ،)104/2واإلهبا اااج ( ،)1712/4والبحا اار احملا اايط
(.)322/2
( )2ينظا اار :احملصا ااو ( ،)12/2واإللكا ااام ( ،)104/2واإلهبا اااج ( ،)1712/4والبحا اار احملا اايط
(.)322/2
( )6ختريج اليروع على األصو (.)02
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
24
()1
تطبيقات القاعدة :
ﭽﯖ ﯗﭼ )1ال ياجب تكرار غسل النجاسة؛ أل األمر بغسلها يف فوله تعاىل:
[املدثر ]4 :أمر مطلق ال يقتضي التكرار ،فيكيي الغسل مرة والدة.
)3ياجوز التيمم لليريضة فبل د و ،وال يلزم تكراره عند كل فرض؛ أل األمر يف
فوله :ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ [املائدة ]6 :ال يقتضي التكرار.
)4وا فا لوكيله :بع هذه السلعة .فباعها ،فردت عليه بعد ولك ابلعيب ،فليس له
بيعها ثنيا مبوجب هذا األمر األو ؛ أل األمر املطلق ال يييد التكرار ،بل يييد
حتقق املأمور به ،وفد لدث.
كل آ ر أب يزوجه امرأة بعينها ،فزوجها ايه ،مثَّ طلقها املوكل ،فليس للوكيل
)2وا و َّ
أ يزوجها ايه مرة أ رى حبجة ما سبق من الوكالة.
)6لو وَّكل الزوج شخصا آ ر أب يطلق امرأته ،وفا له :طلِّاق زوجايت .فإناه ال جياوز
للوكيال أ يطلِّقهااا ال مارة والاادة ،ولايس لااه أ يكارر الطاالق؛ أل األمار ال يقتضااي
التكرار.
)0السارق ال يقطع يف املرة الثانية وا تكررت منه السرفة؛ أل األمر يف فوله تعاىل:
ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ [املائدة ،]32 :ال يقتضي التكرار ،وفد فطع
مرة فال يقطع غريها.
تطبيقات القاعدة:
ﭽﮛ )1ال جيب أداه الصالة يف أو وفت اإلمكا ؛ أل األمر يف فوله تعاىل:
ﮜ ﭼ [البقرة ]43ال يقتضي اليور.
ﭽﮝ ﮞ ﭼ )2ال تاجب املبادرة ىل راج الزكاة؛ أل األمر الوارد يف فوله تعاىل:
مطلق ،واألمر املطلق ال يقتضي اليور.
أمر ٌ[البقرة ٌ ،]43
( )1يقو ابن اللحاام يف فواعاده ( « :)631/2وا فلناا :األمار املطلاق يقتضاي التكارار ،فيقتضاي
اليور اتيافا » .وينظر :اإللكام ( ،)124/2منتهى الوصو ( ،)14التحبري (.)2373/2
( )2ينظر :احملصو ( ،)112/2اإللكام (.)126/2
( )3ينظاار :التبصاارة ( ،)22الربهااا يف أص ااو اليقااه ( ،)162/1اإللكااام ( )122/2واجملم ااوع
املذهب يف فواعد املذهب (.)414/1
( )4ينظر :أصو السر سي ( ،)44/1فواتح الرمحوت (.)320/1
( )2ينظر :اإلشارة ( ،)107شرح التنقيح (.)122
( )6كأيب ازم ،وهي رواية عن اإلمام أمحد.
ينظر :العدة ( ،)223/1والواضح يف أصو اليقه ( ،)12-16/2وشرح خمتصر الروضة
( ،)320/2وشرح الكوكب املنري (.)41/3
( )0ينظر :التلخيص يف أصو اليقه (.)323-322/1
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
27
وعليه وا هلك النصاب بعد احلو والتمكن من األداه ،فإنه ال يضمن ،وال يعد
ميرطا.
)4ال جيب احلج على اليور؛ أل األمر الوارد يف فو النيب « :اي أيها الناس
هللا فرض عليكم احلج فحجوا»( .)1أمر مطلق ال يقتضي اليور.
وجوهبا يف فوله :ﭽﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘ )2ال جتب كيارة احلنث على اليور؛ أل
ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ اآلية [املائدة،]21 :
أبمر مطلق ،وهو املصدر يف فوله :ﭽﯠ ﭼ ،أي فكيارته أ تطعموهم طعاما،
واألمر املطلق ال يقتضي اليور.
)6لو فا « :بع هذه السلعة» فتأ َّ َر ل ى تليت السلعة فإنه ال َِّجيب عليه ضما ؛
ألنه ال زا يف فسحة و يار من الوفت ،فلم يكن عاصيا ابلتأ ري.
دراسة القاعدة:
ما يتوف عليه وجود الواجب ،كالشروط( )3واألسباب( )4اليت ال يوجد الواجب
مع عدمها ،هل جيب اإلتيا هبا؟
مثاهلا :السري ىل اجلمعة اليت يتوف عليها صالنا ،وكذا غسل جزه من الرأس
الذي يتوف عليه غسل الوجه كامال.
تعرف هذه املسألة عند األصوليني -أيضا -مبقدمة الواجب ،وميكن حترير حمل
النزاع فيها كاآليت:
عليها أوالً :النزاع يف هذه املسألة منا هو يف الواجب املطلق ،الذي يتوف
وجود الواجب ال وجوبه.
ﭽﮬ ﮭ ﮮ فإ كا الوجوب مقيدا حبصو مقدمة الواجب ،كقوله تعاىل:
فإ كا األو فهو واجب اتيافا ،أل األمر ابملاهية املركبة أمر بكل والد من
أجزائها ضمنا ،فاألمر ابلصالة مثال أمر مبا فيها من ركوع وسجود وتشهد وغري
ولك(.)2
و كا الثاين :فهو حمل اخلالف.
ووهب اجلمهور ىل أ ما ال يتم الواجب ال به فإنه واجب ،سواه كا شرطا أو
سببا(.)3
كا شرطا شرعيا مع التنبيه إىل أن اختيار اجلويين يف الربهان هو :كونه واجبا
فقط(.)2
تطبيقات القاعدة:
)1وا اشتبه على الشخص ثياب طاهرة بثياب جنسة ومل جيد غريمها فإنه يصلى يف
كل ثوب بعدد النجسة ويزيد صالة ،أل الواجب الصالة ابلثوب الطاهر ،وال يتم
ال أ يصلي مبا وكر.
)2من أصابته جناسة يف ثوبه أو يف بدنه فخييت عليه موضع النجاسة لزمه غسل ما
يتقني به زالتها؛ أل الواجب -وهو زالة النجاسة -ال يتحقق ال بغسل ما
يتيقن به زالتها ،فكا ولك الغسل واجبا.
)3جيب على املتيمم طلب املاه عند د و وفت الصالة مطلقا سواه ظن بقربه أم
ال؛ أل الوضوه واجب مجاعا فيجب طلب املاه؛ أل ما ال يتم الواجب املطلق
ال به ،وهو مقدور للمكل ،فهو واجب فيكو طلب املاه واجبا.
)4جيب غسل جزه من الرأس عند غسل الوجه وكذا ما يالصق الوجه من صيحة
العنق ليتحقق غسل الوجه؛ ألنه ال يتم الواجب وهو غسل الوجه ال به فهو واجب.
)2جيب زالة ما يعلق أبعضاه الوضوه ،ومينع وصو املاه ىل البشرة ،كالدهو
والكرميات اليت تكو هلا جرم ،وكذا املناكري اليت متنع وصو املاه ىل البشرة عند
( )1نقله عنه البد شي يف كتابه مناهج العقو ( )16/1مع لاشية اإلسنوي ،ومل أجده يف
كتابه املطبوع السراج الوهاج.
( )2ينظر :الربها ( )22/1فقرة ( ،)161وهو ا تيار ابن احلاجب كما يف املنتهى (،)36
والطويف كما يف شرح خمتصر الروضة (.)332/1
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
31
الوضوه ،واألكحا اليت تكو مادنا بالستيكية ،واألصباغ احلديثة ،كاألصباغ
املعدنية اليت حتتوي على الكربيت أو الرصاص أو النحاس ،ومبيضات الشعر؛
ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ أل الشارع أمر بغسل هذه األعضاه يف فوله تعاىل:
ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡﭼ [املائدة ،]6 :وال يتم غسلها ال إبزالة ما حيو بينها وبني
واملاه ،فإزالتها واجب.
)6من نسي صالة من اخلمس ،ومل يدرها مطلقا يلزمه أ يصلي الصلوات اخلمس
كلها؛ أل كل صالة من اخلمس ميكن أ تكو هي املنسية فوجب استيياؤها.
)0جيب نزع النظارة الطبية يف الصالة كا لبسها يؤدي ىل عدم متكني اجلبهة
واألن يف السجود،؛ أل متكني اجلبهة واألن يف السجود واجب ،حلديث أيب
( )1
محيد الساعدي« :أ النيب كا وا سجد أمكن أنيه وجبهته من األرض»
وال يتم التمكني ال ابلنزع ،فالنزع واجب.
)2وا ا تلط موتى املسلمني مبوتى الكيار فإنه جيب غسل اجلميع ،وتكيينهم،
والصالة عليهم سواه كا من يصلى عليه أكثر أو أفل من الكيار ،وسواه كا
يف دار لرب أو دار سلم؛ ألنه ال يتم الواجب -وهو تغسيل وتكيني املسلمني
والصالة عليهم -ال بتغسيل وتكيني اجلميع والصالة عليهم ،فيكو اجلميع
واجبا.
( )1أ رجه الرتمذي يف أبواب الصالة عن رسو هللا ،ابب ما جاه يف السجود على اجلبهة
واألن ،برفم ( ،)207وفا أبو عيسى :لسن صحيح ،والعمل عليه عند أهل العلم .ويف
الصحيحني لديث األمر ابلسجود على سبعة أعظم ،ووكر منها النيب اجلبهة ،وأشار
بيده على أنيه .يف البخاري برفم ( ،)271ومسلم (.)417
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
32
)1وجوب الصعود على جبلي الصيا واملروة إلمتام السعي؛ إل استيياه ما بني
الصيا واملروة يف السعي واجب ،وال ميكنه ولك ال ابلصعود عليهما.
)17م اان ن ااذر أ يعتكا ا ش ااهرا ،د اال فب اال غ ااروب الش اامس؛ أل الش ااهر ي ااد ل
بااد و الليلااة ،وال يااتم اعتكافااه ال بااد و املعت َكا ِّ فباال غااروب الشاامس ماان
أو ليلااة ماان ولااك الشااهر ،ومااا ال يااتم الواجااب ال بااه فهااو واجااب ،فاااحلكم:
وجوب د وله الا ُمعتك فبل الغروب.
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
33
القاعدة السادسة:
ال يدخل يف خطاب اهلل تعاىل الساهي والصبي واجملنون.
قال اجلويين« :الذي يد ل يف األمر والنهي وما ال يد ل .يد ل يف اطب هللا
تعاىل :املؤمنو .والساهي والصيب واجملنو غري دا لني»(.)1
قال العمريطي(:)2
واملؤمن ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااو يف ط ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااب هللا ف ا ا ااد د ل ا ا ا اوا ال الص ا ا اايب والس ا ا اااهي
والك ا ا ا ا ااافرو يف اخلط ا ا ا ا اااب د لا ا ا ا ا اوا ووو اجلن ا ا ا ا ا ااو كله ا ا ا ا ا اام مل ي ا ا ا ا ا ااد لوا
دراسة القاعدة:
يشري مام احلرمني يف هذه القاعدة ىل الشروط التكلييية الراجعة ىل الياعل
املكلَّ (احملكوم عليه).
وشرطه يف املكلف:
أوالً :اإلسالم ،وسيأيت احلديث عن تكلي الكافر ،يف القاعدة التالية.
اثنياً :يشرتط يف املكلَّ :العقل وفهم اخلطاب ،و رج ابلعقل اجملنو ،وبيهم
اخلطاب الساهي لا سهوه ،والصيب.
تنبيه :ملا كا فهم اخلطاب منا يكو ابلعقل ،و كل فاهم للخطاب البد أ
ِّ
ابحلس ،والناس يتياوتو أمر ابطن ال يدرك
يكو عافال ،دو العكس ،لكن العقل ٌ
فيه تياوًت واضحا؛ لذا نصب الشارع البلوغ عالمة ظاهرة لضبط مناط التكلي ،
فصار مناط التكلي بلوغ االنسا عافال؛ لذا جرى على ألسنة كثري من اليقهاه
القو أب املكل هو :البالغ العافل ،و ال فإ َّ البلوغ مندرج ضمن شرط العقل.
أما اجملنون والصب غري املميز فليسا مبكليني مجاعا؛ لقوله عليه السالم« :رفع القلم
أمــا الســاهي -والاابعض يعاِّارب ابلغافاال؛ ليشاامل كاال ماان ال ياادري اخلطاااب ،كالنااائم
واملخطئ واملغمى عليه ومن يف لكمهم لا وجود هذا العرض -فهؤاله غري مكليني
عند مجهور أهل العلم(.)2
( )1أ رج ااه أب ااو داود يف س ااننه يف كت اااب احل اادود ،ابب يف اجملن ااو يس اارق أو يص اايب ل اادا ب اارفم
( ، ،)4312وأ رجااه الرتم ااذي يف جامع ااه يف كت اااب احل اادود ،ابب م ااا ج اااه ف اايمن ال جي ااب
علي ااه احل ااد ب اارفم ( ،)1423وأ رج ااه اب اان ماج ااه يف س ااننه يف كت اااب الط ااالق ،ابب ط ااالق
املعتااوه والصااغري والنااائم ،باارفم ( .)2741واحلااديث صااححه احلاااكم يف املسااتدرك ()60/2
ب ا ا ا اارفم ( ،)2327واب ا ا ا اان لب ا ا ا ااا يف ص ا ا ا ااحيحه( )322/1ب ا ا ا اارفم( ،)142واب ا ا ا اان زمي ا ا ا ااة يف
صحيحه( )172/2برفم( ،)1773واأللباين يف رواه الغليل (.)210
( )2قال احمللي يف شرحه على مجع اجلوامع ( « :)62/1الغافل :من ال يادري ،كالناائم والسااهي».
وعلَّااق البن اااين عل ااى تعري ا احملل ااي فق ااا ( « :)07/1تتم ااة :فول ااه يف تعري ا الغاف اال :وه ااو م اان ال
ياادري ،كالنااائم والس اااهي ،يااد ل في ااه اجملنااو ،وع اادم تكلييااه حم اال اتياااق ،وك ااذا يااد ل الس ااكرا
ليااث مل يتعااد يف سااكره ،باال ولااو كااا متعااداي فيااه؛ أل الكااالم يف عاادم تعلااق التكلي ا بااه لااا
السااكر ،و وجااب عليااه بعااد فافتااه ضااما مااا أتليااه وفضاااه مااا فاتااه ماان الصااالة ،وكااذا يااد ل فيااه
املغمى عليه».
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
35
وولك :لقوله سبحانه وتعاىل :ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﭼ [البقرة.]226 :
ويف احلديث القدسي« :قد فعلت»(.)1
وكذا فوله عليه السالم« :إن هللا جتاوز عن أميت اخلطأ والنسيان وما استكرهوا
عليه»( ،)2أي :مث ولك.
ولكى بعض العلماه االمجاع على عدم تكلييهم لا وجود تلك األعراض.
وعليه؛ فليس املقصود سقوط التكلي ابلكلية بل غاية ما يف األمر أ اخلطاب
املتضمن لألداه يتأ ر العمل به ىل لني زواهلا.
فا دة :عدم التكلي يقتضي عدم االمث ،وهذا ال يعين على عدم االنكار على من
كا ساهيا أو صبيا أو جمنوان وا وفع منه منكر لا فعله ،فيجوز -مثال -اإلنكار
على من أكل أو شرب انسيا يف هنار رمضا .
تطبيقات القاعدة:
)1ال يصح بيع اجملنو ؛ أل من شرط التكلي العقل ،واجملنو فافد له ،وفد فا :
«رفع القلم عن ثالثة :عن الصب حىت يبلغ ،وعن النا م حىت يستيقظ ،وعن اجملنون حىت
يفيق»(.)3
)2من ابع شيئا أو اشرتاه فأغمي عليه يف اجمللس ال يبطل ياره -عند القائلني
مبشروعية يار اجمللس-؛ أل املغمى عليه غري مكل .
)3لبس احملرم أو تطيب أو غطى رأسه انسيا فال كيارة عليه.
)4أكل الصائم أو شرب انسيا ،يتم صومه وال فضاه عليه.
)2شراه الصيب وبيعه غري انفذ ،وكذا مجيع تصرفاته.
ال ما ( )1أ رجه مسلم يف صحيحه ،يف كتاب اإلميا ،ابب بيا أنه سبحانه وتعاىل مل يكل
يطاق ،برفم (.)126
( )2أ رجه ابن ماجه ( )621/1يف أبواب الطالق ،طالق املكره والناسي ،وصححه األلباين
يف اإلرواه ( ،)123/1ويرد يف كتب األصو واليقه بليظ (رفع عن أميت).
( )3سبق خترجيه ،يف القاعدة السادسة.
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
36
القاعدة السابعة:
الكفار خماطبون بفروع الشريعة ومبا ال تصح إال به.
قال اجلويين« :والكيار خماطبو بيروع الشريعة ،ومبا ال تصح ال به ،وهو
اإلسالم؛ لقوله تعاىل:ﭽ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﭼ »(.)1
قال العمريطي(:)2
ووو اجلن ا ا ا ا ا ااو كله ا ا ا ا ا اام مل ي ا ا ا ا ا ااد لوا والك ا ا ا ا ااافرو يف اخلط ا ا ا ا اااب د لا ا ا ا ا اوا
ويف الا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذي بدونا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه ممنوعا ا ا ا ا ا ا ا ا ااة يف س ا ا ا ا ا ا ا ا ااائر الي ا ا ا ا ا ا ا ا ااروع للشا ا ا ا ا ا ا ا ا اريعة
تصا ا ا ا ا ا ا ا ا ااحيحها بدونا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه ممنا ا ا ا ا ا ا ا ا ااوع وولا ا ا ا ا ا ا ا ا ااك اإلسا ا ا ا ا ا ا ا ا ااالم فا ا ا ا ا ا ا ا ا اااليروع
دراسة القاعدة:
اتيق العلماه على تكلي الكيار ابإلميا ،وأ فروع اإلسالم من صالة وزكاة
ولج وحنوها ال تصح ال به (.)3
أما فروع اإلسالم فهو حمل الف ،ووهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل كوهنم
مكليني هبا(.)4
قال النووي« :وأما الكافر األصلي ،فاتيق أصحابنا يف كتب اليروع على أنه ال جيب
عليه الصالة ،والزكاة والصوم واحلج وغريها من فروع االسالم.
وأما كتب األصو فقا مجهورهم :هو خماطب ابليروع ،كما هو خماطب أبصل
اإلميا ،وفيل :ال خياطب ابليروع ، . . .والصحيح األو ،وليس خماليا لقوهلم يف
اليروع؛ أل َّ املراد هنا غري املراد هنا.
فمرادهم يف كتب اليروع :أهنم ال يطالبو هبا يف الدنيا مع كيرهم ،و وا أسلم
ألدهم مل يلزمه فضاه املاضي ،ومل يتعرضوا لعقوبة اآل رة.
ومرادهم يف كتب األصو :أهنم يعذبو عليها يف اآل رة زايدة على عذاب
الكير ،فيعذبو عليها وعلى الكير مجيعا ،ال على الكير ولده ،ومل يتعرضوا للمطالبة
يف الدنيا ،فذكروا يف األصو لكم ألد الطرفني ،ويف اليروع لكم الطرف اآل ر،
وهللا أعلم»(.)2
تطبيقات القاعدة:
ﭽﮉ ﮊ ﮋ املشركو خماطبو ابلزكاة ،و مل تؤ ذ منهم ،لقوله تعاىل:
ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ [فصلت.]0 – 6 :
)1وا اجتر العبد الكافر املأوو له فيما ال حتل فيه التجارة شرعا ،فعلى القو أبنه
خماطب بيروع الشريعة ال جيوز للسيد أ ذ شيه من الربح ،بل يتصدق السيد
ابليضل ،وعلى القو أبهنم غري خماطبني ال بعد تقدم اإلسالم حيل للسيد ما
)4ال يشرتط سالم املتبايعني جلراي الراب ،فيجري الراب بني مسلم وومي ،أو بني
وميني ،فحرمة الراب ثبتة يف لقهم ،كما هي ثبتة يف لق املسلمني؛ أل الكيار
خماطبو ابملعامالت ابالتياق.
)2حيرم الراب بني املسلم واحلريب يف دار احلرب كتحرميه يف دار اإلسالم دو فرق
بينهما؛ ألهنم خماطبو ابملعامالت ابالتياق.
صح نذره.
)17وا نذر الكافر عبادة َّ
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
39
القاعدة الثامنة:
األمر بالشيء نهي عن ضده ،والنهي عن الشيء أمر بضده.
قال اجلويين« :واألمر ابلشيه هني عن ضده ،والنهي عن الشيه أمر بضده»(.)1
فا العمريطي (:)2
وأم ا ا ا ا ا ا اران ابلشا ا ا ا ا ا اايه هنا ا ا ا ا ا ا ٌاي ما ا ا ا ا ا ااانع ما ا اان ضا ا ااده والعكا ا ااس أيضا ا ااا وافا ا ااع
دراسة القاعدة:
عرف األمر قبل أبنه «استدعاه اليعل ابلقو ممن هو دونه على سبيل
وقد َّ
الوجوب»(.)3
وعرف النهي أبنه« :استدعاه الرتك ابلقو ممن هو دونه على سبيل الوجوب»(.)4
َّ
وتاحت هذه القاعدة مسألتا :
املسألة األوىل :واألمر ابلشيه هني عن ضده.
املسألة الثانية :النهي عن الشيه أمر بضده.
املسألة األوىل:
صورة املسألة وحترير حمل النزاع:
املراد ألمر هنا :هو األمر املعني ،فيخرج بذلك الواجب الغري معني ،كالواجب
املوسع واملخري ،فإ األمر هبما ليس هنيا عن الضد ابتياق(.)2
واملراد لضد :الضد الوجودي ،ليخرج العدمي ،فإ األمر ابلشيه هني عن ضده
بطريق التضمن فطعا ،و منا اخلالف يف الضد الوجودي(.)1
وجعل بعض العلماه اخلالف يف هذه املسألة هو عني اخلالف يف مسألة األمر
ابلشيه هل هو هني عن ضده؟ وألا األفوا واألدلة ىل مسألة األمر.
يقول املرداوي« :النهي عن الشيه وا كا له أضداد فحكمه لكم األمر على
ما تقدم يف أ األمر بشيه معني هني عن ضده ،وتقدم اخلالف يف ولك ،فكذا
يكو اخلالف هنا»(.)3
ومن العلماه من فرق بني املسألتني فجعل األمر ابلشيه هني عن مجيع أضداده،
وأ النهي عن الشيه أمر أبلد أضداده فقط (.)1
= ا تليوا يف كونه َ
عني الين عان هاذه األضاداد أو مساتلزم هلاا؟ وهال النهاي عان الضاد أو األمار
ب ااه م اان لي ااث املع ااىن أو اللي ااظ؟ عل ااى أفا اوا .ينظ اار :أص ااو السر س ااي ( ،)14/1لك ااام
اليصو ( ،)222فواطع األدلة ( ،)216/1التحبري (.)2232/2
( )1ينظر :شرح املختصر (.)321-327/2
( )2ينظر :البحر احمليط ( ،)421/2ميزا األصو (.)144
( )3ينظر :التحبري ( ،)2232/2الكوكب املنري (.)22/3
( )1ينظر :العدة ( ،)437 ،302/2شرح خمتصر الروضة (.)332/2
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
42
فعالم يد النهي عن الشيه ،هل يد على النهي عن مجيع أضداده كاألمر ،أم
يد على ألد أضداده؟
وصورة النهي عن الشيه وا كا له أضداد كالنهي عن الزان ،فإنه أمر بوالد مما
يشتغل به عن الزان من صالة أو أكل أو مشي أو نوم ،فبأي شيه اشتغل عن النهي
عنه من أضداده ،كا مأمورا به ،ليصري ًتركا للمنهي عنه(.)1
()2
ىل أ النهي عن الشيه أمر أبلد أضداده من جهة ووهب مجهور أهل العلم
املعىن.
يقول الزركشي« :و كا له أضداد كثرية فهو أمر بضد والد ...ولكاه ابن
برها يف األوسط عن العلماه فاطبة» (.)3
واستد اجلمهور على أ ولك أب فعل ضد والد ٍ
كاف يف ترك املنهي عنه،
فأما ثبات األمر لسائر األضداد فال معىن له(.)4
وبعبارة أخرى يقال :النهي عن الشيه يستلزم األمر أبلد أضداده ،أل
املطلوب من النهي هو الرتك ،والرتك ال يتم وال حيصل ال بيعل ألد أضداده ،فيكو
ألد أضداده هو املطلوب ،أل ما ال يتم املطلوب ال به فهو مطلوب (.)1
)2وهب اجلمهور ىل أ الرجل وا طلق امرأته ثالث يف طهر والد أ ولك طالق
بدعي وأنه حمرم ،أل األمر ورد بتيريق الطالق ما والدة يف طهر والد أو ثالثة
يف أطهار متيرفة ،واألمر ابلتيريق هني عن اجلمع ،أل التيريق ضد اجلمع ،واألمر
أبلدمها هني عن اآل ر.
املودع ىل غري
معني ،فنقلها َ
رجل رجال وديعة ،وأمره أ جيعلها يف مكا َّ
)3لو أودع ٌ
عني له ِّ
املودع ،مثَّ ضاعت منه ،فإنه يضمن؛ ألنه متعد. ولك املكا الذي َّ
أمثلة يف كون النهي عن الشيء أمراً بضده:
ﭽﮊ ﮋ ﮌﭼ )1النكاح واجب؛ أل هللا تعاىل هنى املكل عن الزان ،يف فوله:
[اإلسراه ]32 :فيكو مأمورا بضده ،وهو النكاح.
اليت هنيي ِّ
فأنت طالق، )2وهب بعض العلماه ىل أ الرجل وا فا لزوجته:
مث فا هلا :فومي .فقعدت ،فإ الطالق يقع عليها؛ أل النهي عن الشيه أمر
بضده.
فااإوا تصااورت املسااألة وحتاارر حماال الن ازاع فيهااا ،فهاال يقتضااي النهااي املطلااق فساااد
املنهي عنه أم ال؟
يقو ابن التلمساين « :املساألة الثانياة :يف النهاي هال ياد علاى فسااد املنهاي عناه
أو ال؟ يف ولااك ااالف بااني األص اوليني ،واجلمهااور ماانهم علااى أنااه يااد علااى فساااد
املنهي عنه ال ما رج بدليل منيصل»(.)2(،)4
( )1أ رجه ابن ماجة ،يف كتاب الطهارة وسننها ،ابب ما جاه يف النهي للحافن أ يصلي،
برفم ( ،)610وصححه األلباين يف صحيح ابن ماجة (.)276
( )2جزه من لديث أ رجه أمحد يف املسند ( ،)231/24والدارفطين يف السنن (،)376/2
والبيهقي يف الكربى ( ،)10/6وليظ ما روى هؤاله ( :ال حيل المرئ من ما أ يه ال ما
طابت به نيسه ،) . .وجود احلافظا الزيلعي ،وابن لجر سناده كما يف نصب الراية
( ،)161/4والدراية (.)271/2
( )3أ رجه البخاري يف كتاب الصوم ،ابب صوم يوم اليطر ،برفم (.)1111
( )4أ رجه البخاري يف كتاب الغسل ،ابب تقضي احلائض املناسك كلها ال الطواف ابلبيت،
برفم ( ،)211ومسلم يف كتاب احلج ،ابب بيا وجوه اإللرام وأنه جيوز فراد احلج،
والتمتع ،والقرا ،برفم(.)1211
( )2أ رجه مسلم يف كتاب النكاح ،ابب حترمي نكاح احملرم ،وكراهة طبته ،برفم (.)1471
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
47
الرجل ابنته على أ يزوجه اآل ر ابنته ،ليس بينهما صداق»( ،)1فد َّ على فساد
وبطال نكاح الشغار؛ لكو النهي يقتضي اليساد.
)0يف فوله تعاىل :ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ [البقرة ،]232 :دلَّت
اآلية مبنطوفها على نيي اجلناح ابلتعريض ،ومبيهومها على ثبوت اجلناح يف
التصريح ،ويؤيد ولك فوله :ﭽ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ فاستد هبا على أ من
،
طب معتدة تصرحيا يف عدنا ،مث تزوجها بعد انقضائها ،فإنه ييارفها؛ أل هللا
تعاىل هني عن التصريح ابخلطبة ( ،)2والنهي يقتضي فساد املنهي عنه.
)2يف احلديث فوله لعمر« :مره فلرياجعها ،مث ليمسكها حىت تطهر ،مث يض ،مث
تطهر ،مث إن شاء أمسك بعد ،وإن شاء طلق قبل أن ميس ،فتلك العدة اليت أمر هللا
عز وجل أن تطلق هلا النساء»( ،)3وفيه النهي عن الطالق لا احليض ،واستد
العلماه ابحلديث على أ الطالق لا احليض ال يقع وال ينيذ؛ لنهي النيب .
كم بني اثنني وهو غضبان»( ،)4واستد به على )1يف احلديث فوله « :ال يـ ْق ِّ
ني َح ٌ
ض َّ َ
احلاكم من
َ فساد فضاه القاضي لا غضبه ،وعدم نيووه؛ لنهى رسو هللا
القضاه يف لا الغضب.
( )1أ رجه البخاري ،يف كتاب النكاح ،ابب الشغار ،برفم ( ،)2112ومسلم يف كتاب
النكاح ،ابب حترمي نكاح الشغار وبطالنه ،برفم (.)1412
( )2ينظر :الشرح املمتع البن عثيمني ( ،)24/12وتيسري الياحتة والبقرة له (.)162/3
( )3أ رجه البخاري يف كتاب الطالق ،وفو هللا تعاىل :ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭼ
برفم ( ،)4123ومسلم يف كتاب الطالق ،ابب حترمي طالق احلائض برفم (.)1401
( )4أ رجه البخاري يف كتاب األلكام ،ابب هل يقضي القاضي أو يييت وهو غضبا ،برفم
( ،)6031ومسلم يف كتاب األفضية ،ابب كراهة فضاه القاضي وهو غضبا ،برفم
(.)1010
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
48
القاعدة العاشرة:
َّ
من صيغ العموم :االسم املعرف باأللف والالم.
قال اجلويين« :وألياظه أربعة :االسم الوالد املعرف ابلالم ،واسم اجلمع املعرف
ابلالم»(.)1
فا العمريطي(:)2
املعرفا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ابلا ا ا ا ا ا ا ا ااالم كالكا ا ا ا ا ا ا ا ااافر واإلنسا ا ا ا ا ا ا ا ااا
اجلما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااع واليا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اارد َّ
دراسة القاعدة:
وكر اجلويين رمحه هللا حتت هذه القاعدة صيغتني من صيغ العموم:
املعرف ابلالم.
الصيغة األوىل :االسم الوالد َّ
املعرف ابلالم.
الصيغة الثانية :اسم اجلمع َّ
ويتوف العموم فيهما على نوع األل والالم الدا لتا على االسم ،وبيا ولك
اآليت:
( )1منت الورفات ( ،)14وجعل اجلويين يف الربها ( )341/1هذه الصيغة جمملة ،ليث فا :
«ليث حيتمل أنه يقيد العموم ،وحيتمل أنه ال يييد العموم ،ليث ال بد من التيصيل
والقرينة».
( )2منت نظم الورفات (.)46
املباين يف شرح لروف املعاين ( ،)02-07واجملموع املذهب يف فواعد ( )3انظرها يف :رص
املذهب ( ،)6-2/2وتلقيح اليهوم ( ،)304-361واملقاصد الشافية شرح أليية ابن
مالك (.)222-220/1
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
49
و(ال) التعريفية هذه ثالثة أقسام:
األول :أ تكو عهدية أي لتعري العهد:
َّإما ِّذ ْكراً :وهي« :اليت يكو مصحوهبا مذكورا« ،كالرسو من فو هللا َج َّل يف
عُاله :ﭽﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ [املزمل ]16 :بعد فوله سبحانه :ﭽﮰ ﮱ
الثالث :أ تكو استغرافية أي لشمو أفراد اجلنس ،ويصح أ ختليها كلمة
( ُكل) ،حنو فو هللا تعاىل :ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ [النساه ،]22 :فلو فيل:
«و ُ لِّ َق كل نسا ضعييا»؛ لكا صحيحا على جهة احلقيقة(.)1
( )1هذا تقسيم النحويني لا(ا ) التعرييية ،انظره يف :شرح فطر الندى (ص ،)124/والتصريح
مبضمو التوضيح (.)122-127/1
وج َع َل اجلنسية
ومن اليقهاه واألصوليني من وكر التقسيم نيسه ،ال أنه جعلها على فسمنيَ ،
نوعني( :ا ) اليت لبيا املاهية ،و(ا ) االستغرافية ،ينظر :األشباه والنظائر البن السبكي
(.)111-110/2
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
50
فإوا فصد ب اا(ا ) الدا لَةَ على االسم امليرد تعري ُ العهد أو تعري ُ اجلنس
واملاهيَّة؛ فال الف بني األصوليني أ االسم امليرد ُْحي َم ُل على ما تد عليه فرائن
ولك من العهد أو تعري اجلنس.
وأمااا وا لَا ا ْم يُا ْد َر هاال االساام املياارد للعهااد أو اجل انس؛ فيااي محلااه علااى االسااتغراق
ااالف ،والااذي عليااه اجلمهااور ماان احلنييااة( ،)1واملالكيااة( ،)2والشااافعية( ،)3واحلنابلااة(:)4
ف ابألل والالم موضوعٌ لالستغراق والعموم. اسم ِّ
اجلنس الْ ُم َعَّر َ أ َ
موضوعٌ الستغراق اجلنس أي للعماومُ ،ما َذ َّكرا كاا وكذا اجلمع الْ ُم َحلَّى با(ا ) فإنه ُ
أو ُمؤنث ااا ،س ااالِّما أو ُم َك َّس ا ارا ،مجَْ ا َاع فلَّ ااة أو كثا اارة ،وب ااه ف ااا احلنيي ااة( ،)2واملالكيا ااة(،)6
والشافعية( ،)0واحلنابلة( ،)2ونسب ىل مجهور العلماه(.)1
( )1ينظا ا اار :تقا ا ااومي أصا ا ااو اليقا ا ااه ( ،)420-423/1وأصا ا ااو السر سا ا ااي (،)161-167/1
والتوضيح ملنت التنقيح (مع التلويح) (.)121/1
( )2ينظر :لكام اليصو ( ،)230/1والعقد املنظوم ( ،)366/1وميتاح الوصو (.)411
( )3ينظار :شارح اللماع ( ،)373/1والوصاو ىل األصاو ( ،)211/1وتلقايح اليهاوم (،)162
واإلهباج (.)1226/4
( )4ينظر :العدة يف أصو اليقاه ( ،)211/2والتمهياد يف أصاو اليقاه ( ،)23/2وشارح خمتصار
الروضة (.)466/2
( )2ينظر :أصو السر سي ( ،)121/1والتوضيح (مع التلويح) (.)116-112/1
( )6ينظر :العقد املنظوم ( ،)366/1وميتاح الوصو (.)411
( )0ينظا ا اار :شا ا اارح اللما ا ااع ( ،)372/1والوصا ا ااو ىل األصا ا ااو ( ،)210/1واحملصا ا ااو لل ا ا ارازي
(.)320/2
( )2ينظر :التمهيد يف أصو اليقه ( ،)42/2وشرح خمتصر الروضة ( ،)466/2وشارح الكوكاب
املنري (.)131-121/3
( )1ينظر :تلقيح اليهوم ( ،)121-122والبحر احمليط يف أصو اليقه (.)110/4
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
51
تطبيقات القاعدة:
والالم فيييد )1فا النيب « :عليكم لسواك» ( ،)1وليظ السواك حملى ابألل
العموم ويشمل كل ما يتسوك به ،ويد ل فيه اليرشاة.
)2فا النيب « :جعلت يل األرض مسجدا وطهورا ،وأميا رجل من أميت أدركته الصالة
فليصل» ( ،)2واسم األرض اسم جنس حملى ب ا (أ ) فيييد العموم ،ويد ل فيه
كل أرض مل تعلم جناستها ،من لجر أو تراب ،أو على ظهر سيينة ،أو دا ل
الكعبة ،أو على سطح احلمام.
)3فا تعاىل :ﭽ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ[اإلسراه.]34 :
وعهده
عهد اإلنسا بينه وبني القهَ ، ف با(ا ) ،فيشمل َ عر ٌ
ميرد ُم َّ ولي ُ ِّ
ظ الْ َع ْهد ٌ
عبده ،فيد ل يف عموم اآلية. بينه وبني آدمي آ ر ،ومن العهود تدبري ِّ
السيد َ ُ
()3
صاة ،وعن بَـ ْي ِّع الْغَ َرِّر» . )4ورد يف احلديث« :نَـ َهى َر ُ
سول هللا عن بيع ا ْحلَ َ
ف با(ا ) ،فيعم مجيع البيوعات اليت يقع فيها الغرر، عر ٌ
ميرٌد ُم َّ
اسم َ وليظ «الغرر» ٌ
كبيع الغائب ،أو بيع األعدا على الربانمج ،أو اللنب يف الضرع.
ﭽ ﭩ ﭼ و ﭽ ﭫﭼ )2فا تعاىل :ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ [البقرة .]202 :فليظا
معرفا أب فيييدا العموم .فيعم سائر البياعات ،وحترمي سائر أنواع الراب.
)6فا رسو هللا « :الذهب لذهب ،والفضة لفضة ،والرب لرب ،والشعري لشعري،
( )1أ رجه اإلمام أمحد يف املسند ( ،)202/2برفم ( ،)2262وابن لبا يف صحيحه
( ،)322/3برفم ( ،)1707وصححه األلباين يف السلسلة الصحيحة ( )22/6برفم
( ) 2210بدو ليظ (عليكم) من ليظ لديث (عليكم ابلسواك فإنه مطيبة لليم مرضاة
للرب) .وينظر :اإلرواه ( )172/1برفم ( ،)66والسلسلة الضعيية (.)312/2
( )2أ رجه البخاري يف كتاب التيمم ،ابب فو النيب جعلت يل األرض مسجدا وطهورا،
برفم (.)420
( )3أ رجه :مسلم يف :صحيحه ،يف كتاب البيوع ،ابب بطال بيع احلصاة والبيع الذي فيه
غرر ،برفم (.،)3020
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
52
والتمر لتمر ،وامللح مللح ،مثالً مبثل »(.)1
عامتَا َمعا يف مجيع أنواع التمر وألواله ،فيشمل الرطب
وفوله« :والتَّمر ابلتمر» َّ
ابلرطب ،كما يشمل اليابس ابليابس ،والرطب ابليابس.
)0يف احلديث« :أن رسول هللا عامل أهل خيرب بشطر ما خيرج من النخل
والشجر»( .)2وليظ (الشجر) اسم جنس معرف ابألل والالم ،فيعم كل شجر.
)2يف احلديث :عن علي هنع هللا يضر «هناان رسول هللا عن التختم لذهب» ( .)3وليظ
(الذهب) ميرد حملى ب(أ ) ،فيشمل كل وهب ،ومنه الذهب األبيض ،يف
حترمي اختاوه كآنية أو لبسه على الرجا وحنو ولك من األلكام املتعلقة به.
)1فا تعاىل ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭼ [املائدة.]3 :
وليظ ﭽ ﭓ ﭼ ميرد حملى ابألل والالم ،فتشمل كل ليوا مات بغري وكاة
شرعية ،ومنها املصعوفة ابلكهرابه وا ماتت فبل دراك وحبها.
ُّجار اع ِّ )17يف احلديثَّ « :
وزها الت ُ
السلَ ُع حيث تُبتاعُ حىت َحيُ َ فإن رسول هللا هنى أن تُـبَ َ
إىل رحاهلم» (.)4
( )1أ رجا ااه البخا اااري يف كتا اااب البيا ااوع ،ابب بيا ااع الثما اار ،با اارفم ( ،)2107ومسا االم يف كتا اااب
املسافاة ،ابب الراب برفم (.)1224
( )2أ رجه الدارفطين هبذا الليظ يف السنن ( /622/2ح ،)2111فا الادارفطين عقاب وكاره:
ووكار يوسا « ماان النخال والشاجر» فااا ابان صاااعدِّ :
وهام يف وكار الشااجر ،ومل يقلاه غااريه.
والااذي يف الصااحيحني( :عاماال أهاال ياارب بشااطر مااا خياارج منهااا ماان اار أو زرع) ،أ رجااه يف
كتاب احلرث واملزارعاة ،ابب املزارعاة ابلشاطر وحناوه بارفم ( ،)2322وصاحيح مسالم :كتااب
املسافاة واملزارعة ، ،ابب املسافاة واملعاملة جبزه من الثمر والزرع برفم (.)1221
( )3أ رجااه مساالم يف كتاااب اللباااس والزينااة ،ابب النهااي عاان لاابس الرجاال الثااوب املعصااير ،باارفم
(.)2702
( )4أ رجا ااه :أبا ااو داود يف :سا ااننه ،يف كتا اااب البيا ااوع واإلجا ااارات ،ابب يف بيا ااع الطعا ااام فبا اال أ
يس ااتو ،ب اارفم( .)3411وض ااعيه اب اان ل اازم يف احملل ااى ( .)224-223/2ولس اانه الشا اايخ =
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
53
السلَع) مجَْ ُع د ل عليه لرف (ا ) التعرييية ،فكا مييدا للعموم، وليظ ( ِّ
اسم سلعة -طعاما كا أو غريه ،منقوال أوفيقتضي أ كل ما يصدق عليه ُ
عقاراُ ،م َق َّدرا ابلكيل والوز والعد أو ال-؛ فبيعه فبل فبضه منهي عنه.
)11فا هللا تبارك وتعاىل :ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﭼ [املائدة.]1 :
وليظ (العقود) يف اآلية َمج ٌع ُم َعَّرف با (ا ) ،فيشمل مجيع أنواع العقود ومنها
البيع ،وعقد اإلجارة . . .ا .
َّب أ ََم َر بَِّو ْض ِّع ا ْجلََوا ِّح»(.)1 )12يف احلديث « َّ
أن النِّ َّ
وضع كل ما ياُ َعد جائحة من
ف يييد العموم ،فيعم ْ مجعْ ُم َعَّر ٌ ظ ( ْ ِّ
اجلََوائ ِّح) ٌ ولي َ
غري تيريق بني فليل وكثري ،وال بني ثلث وغريه.
ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﭼ )13فا تعاىل:
[النساه .] 6 :وليظ :ﭽ ﯦ ﭼ مجع معرف ابألل والالم فيييد العموم ،ويشمل
الذكر منهم واألنثى ،فوجب دفع املا ىل اليتيمة كما ييعل لليتيم.
)14فا تعاىل :ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ[األعراف.]120 :
وليظ ﭽﮊ ﭼ مجع معرف ب(أ ) فيشمل كل ما وجد فيه وص اخلبث،
كاحلشرات مجيعها مما تعافه النيوس السليمة ،وأتابه األوواق والطباع فتحرم
لوجود اخلبث فيه ،ومنه املواد امللونة املستخلصة من مواد طبيعية ،وا كانت
هذه املواد تستخلص من احلشرات ،ويد ل فيه شرب الد ا لكونه من مجلة
اخلبائث.
دراسة القاعدة:
نص القاعدة على أهنا ضابط عام لصيغ من صيغ
وكر كثري من األصوليني َّ
العموم( ،)3على ما سيأيت بيانه:
وفبل اخلوض تاجدر اإلشارة ىل أمرين متعلقني هبذه القاعدة:
األول :فا اجلويين يف الربها « :وليعلم الناظر أ ما نذكره يف العموم واخلصوص،
منا ياختص ابألمساه دو األفعا واحلروف»(.)4
قدر اصة أومث َّبني السبب يف ولك ،فا « :فإ َّ احلروف ال تستقل مبعا ل ى تُ َّ
عامة ،واألفعا ال يلحقها اجلمع والتثنية -كما سبق الرمز ليه -وكل ما ال يتطرق
ليه معىن التعميم ال يلحقه معىن التخصيص؛ فإهنما معنيا متعافبا على التنافض،
(م ْن):
املسألة األوىلَ :
وهي اسم مبهم يقع على ووات ما يعقل.
ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ [النساه ،]123 :ﭽ ﭠ (م ْن) شرطية ،ومثاهلا:
وفد تكو َ
ﭡﭢﭣﭼ [اجلاثية.]12 :
ﭽﰉ أو استيهامية :كقوله تعاىل :ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮﯯ ﯰ ﭼ [يس ،]22 :وفوله:
ﰊ ﰋﰌ ﭼ [طه.]41 :
ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ وفد تكو موصولة ،كقوله تعاىل:
[احلج.]12 :
الف
ٌ و(ما) املوصولة من الصيغ املوضوعة إلفادة العموم ،وفد ُل ِّكي يف ولك
َ
()3
لكنه الف ضعي ،والصحيح أهنا للعموم .
( )1تنظار لكاياة االتيااق يف :اجملماوع املاذهب يف فواعاد املاذهب ( ،)213/1والبحار احملايط يف
أصو اليقه ( .)12/4وراجع :العدة يف أصاو اليقاه ( ،)422/2وميازا األصاو (-204
،)202واحملص ااو لل ارازي ( ،)322/2والعق ااد املنظ ااوم ( ،)320/1والتوض اايح مل اانت التنق اايح
(مع لاشية التلويح) (.)131/1
(من) العموم الفا ،ينظر :كتابه تلقيح اليهوم (.)122
ولكى احلافظ العالئي :يف فادة َ
( )2ينظر :تلقيح اليهوم (ص ،)322-324اجملموع املذهب (.)214/1
( )3ينظر :أصو الشاشاي ( ،)23وتقاومي أصاو اليقاه ()421/1و( ،)421وأصاو السر ساي
( ،)126/1والعق ااد املنظ ااوم ( ،)304-303/1وتلق اايح اليه ااوم ( )122و(،)261-267
والبحر احمليط يف أصو اليقه (.)177-11/4
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
57
(أي):
املسألة الثالثةُّ :
اسم مبهم يقع على ووات من يعقل وما ال يعقل ،فهي للجميع كما فا وهي ٌ
اجلويين ،وتكو شرطية ،واستيهامية ،وموصولة ،وفد تتصل هبا (ما) كقوله ُّ « :أميا
امرأة نكحت بغري إذن وليها ،فنكاحها طل» ( )1للعافل.
وفوله عليه السالمُّ « :أميا إهاب ُدبغ فقد طهر»( )2لغري العافل.
ومثا (أي) الشرطية ،فوله تعاىل :ﭽﯼﯽ ﯾﯿﰀﰁﭼ [القصص.]22 :
ومثا االستيهامية ،فوله تعاىل :ﭽﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭼ [التوبة.]124 :
ومثا املوصولة :فوله تعاىل :ﭽﭼﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﭼ [مرمي،]61 :
والتقدير( :لننزعن الذي هو أشد) ،فاله سيبويه(.)3
( )1أ رجه أبو داود يف سننه ،يف ابب يف الويل ،من كتاب النكاح بارفم ( ،)2723والرتماذي يف
سااننه يف ابب مااا جاااه ال نكاااح ال بااويل ،ماان كتاااب النكاااح ،باارفم ( ،)1172وأ رجااه اباان
ماجه يف سننه يف ابب ال نكاح ال بويل ،من كتاب النكااح ،بارفم ( ،)1201وصاححه ابان
اجل ااوزي واأللبا اااين رمحهم ااا هللا ،ينظا اار :التحقي ااق يف ألاديا ااث اخلا ااالف ( ،)222/2واإلرواه
( ،)243/6بارفم ( ،)1247وصاحيح سانن أيب داود ( ،)313/2وصاحيح سانن ابان ماجااة
(.)136/1
( )2أ رجاه الرتمااذي يف كتاااب اللبااس ،ابب مااا جاااه يف جلاود امليتااة وا دبغاات ،باارفم (.)1022
فا الرتمذي ( « :)221/4وهذا لديث لسن صحيح ،والعمل علاى هاذا عناد أكثار أهال
العلاام » ،وصااححه األلباااين يف غايااة املارام يف ختاريج ألاديااث احلااال واحلارام ( ،)32/1باارفم
(.)22
( )3ينظر :املعىن البن هشام (ص.)170
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
58
املسألة اخلامسة( :مىت):
اسم مبهم يقع عمومها على الزما املبهم ،فيتضمن مجيع األزمنة ،وتكو
وهي ٌ
استيهامية ،وشرطية.
مثا االستيهامية :ﭽﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣﭼ [يونس.]42 :
ومنها( :م ى اخلروج؟ ) فيعم مجيع األزمنة الصاحلة خلروجه ،أي :اليوم؟ أم غدا،
غد؟ . ... أم بعد ٍ
ومثا الشرطية( :م ى تقم أفم).
تطبيقات القاعدة:
)1فا النيب يف حتديد املوافيت «فهن هلن وملن أتى عليهن» (.)1
(م ْن) يف احلديث للعموم فيشمل كل من أتى على هذه املوافيت سواه كا وليظ َ
اإلتيا جوا أو برا .وعليه فيجب اإللرام يف الطائرة عند حماواة املوافيت األرضية.
غش فليس ِّم ِّين» (.)2
)2يف احلديث فوله َ « :م ْن َّ
س ِّم ِّين» .فتييد وليظ ( َم ْن) هنا اسم شرط بدليل افرتا فاه اجلزاه بقولهْ « :
فلي َ
العموم .والنهي هنا عام لكل من علم مقدار سلعته.
)3يف احلديث فوله « :ال تَبِّ ْع ما ليس عندك»(.)3
( )1أ رج ااه البخ اااري يف كت اااب احل ااج ،ابب ُم َه ا ِّال أه اال مك ااة للح ااج والعم اارة ،ب اارفم (،)1224
ومسلم يف كتاب احلج ،ابب موافيت احلج والعمرة ،برفم (.)1121
( )2أ رجااه :مساالم يف :صااحيحه ،كتاااب اإلميااا ،ابب فااو الناايب « ماان غشاانا فلاايس منااا»،
برفم (.)227
( )3أ رج ا ااه أب ا ااو داود يف س ا ااننه ،كت ا اااب البي ا ااوع ،ابب يف الرج ا اال يبي ا ااع م ا ااا ل ا اايس عن ا ااده ،ب ا اارفم
( ،)3273والرتمااذي يف سااننه ،كتاااب البيااوع ،ابب مااا جاااه يف كراهيااة بيااع مااا لاايس عناادك،
ب اارفم ( ،)1232والنس ااائي يف س ااننه ،كت اااب البي ااوع ،ابب بي ااع م ااا ل اايس عن ااد الب ااائع ،ب اارفم
( ،) 4613واباان ماجااة يف سااننه ،كتاااب التجااارات ،ابب النهااي عاان بيااع مااا لاايس عناادك،
با ا اارفم ( ،)2120وصا ا ااححه ابا ا اان امللقا ا اان يف البا ا اادر املنا ا ااري ( ،)442/6واأللبا ا اااين يف اإلرواه =
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
59
صولَةُ تُِّي ُ
يد وما الْ َم ْو ُ
اسم موصو َ ،
ندك» ُ س ِّع َ
(ما) من فولهَ « :ما لَْي َ
وليظة َ
صرفا يف وم .فيد ل فيه بيع اليضويل وغريه ،ويكو تصرفُه ابلبيع والشراه تَ َ الْعُ ُم َ
َما ليس عنده فال جيوز وال يصح.
)4فا هللا تعاىل :ﭽﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ [البقرة.]202 :
وليظ( :ما) اسم موصو ،يييد العموم .فيحرم فليل الراب وكثريه.
)2يف احلديث فوله « :أميا رجل أفلس فأدرك الرجل ماله بعينه فهو أحق به من
غريه»(.)1
وليظ( :أي) من صيغ العموم ،فيشمل من أفلس جبميع الثمن أو بعضه.
)6يف احلديث فوله َّ « :أميا إهاب دبغ فقد طهر»(.)2
وليظ (أي) من صيغ العموم فيشمل كل هاب ،ومنها جلد اخلنزير وا دبغ فإنه
طاهر جائز االنتياع به.
= (.)132/2
( )1أ رجه أبو داود يف السنن :كتاب البيوع ،ابب يف الرجل ييلس فيجد الرجل متاعه بعينه
عنده برفم ( ،)3211والرتمذي يف السنن كتاب البيوع عن رسو هللا ،ابب ما جاه وا
أفلس للرجل غرمي فيجد عنده متاعه .برفم ( ،)1262وفا :لسن صحيح ،والنسائي يف
اجملتىب :كتاب البيوع ،الرجل يبتاع البيع فييلس ويوجد املتاع بعينه .برفم ،)4606ومالك
يف املوطأ ( ،)422/3وعبد الرزاق يف املصن ( ،)264/2برفم( .)12161وفا األلباين
يف تعليقه على السنن (ابإللاالت السابقة) :صحيح ،وينظر :البدر املنري ( )64/10فما
بعدها ،و رواه الغليل ( .)262/2فما بعدها.
( )2أ رجه مسلم يف كتاب احليض ،ابب طهارة جلود امليتة ابلدابغ ،برفم (.)366
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
60
القاعدة الثانية عشرة:
من صيغ العموم :النكرة يف سياق النفي أو النهي.
قال اجلويين« :وألياظه أربعة ... :وال يف النكرات»(.)1
فا العمريطي(:)2
دراسة القاعدة:
استعمل اجلويين (ال يف النكرات) ،وفد تكو (ال) هنيا وفد تكو نييا.
وصيغة العموم هنا هي النكرة يف سياق (ال) ،ال أداة النيي أو النهي.
ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ومثا ُ النكرة الواردة يف سوق ال الناهية :فو ُ هللا تعاىل:
ﭼ [القصص.]22 :
ومثاهلُا يف سياق ال النافية :فولُه تعاىل :ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙﭼ [البقرة.]2 :
والذي عليه أرابب املذاهب األربعة هو كو النكرة الواردة يف سوق النيي والنهي
عامة أهل العلم(.)3
ب ولك ىل َّ ِّ
تَا ُعم مطلقا ،أي سواه أابشرها النيي أم َمل يباشرها ،ونُس َ
ووكر اجلويين من أدوات النيي (ال) ،وليس احلكم فاصرا عليها ،بل كل نكرة يف
سياق النيي سواه كا با (ال) ،أو با (ما) ،أو (مل) ،أو (لن) ،أو (ليس).
تنبيه :ولو د ل النهي أو النيي على اليعل فإنه يعم ،وفد نز العلماه األفعا
( )1ينظر :أضواه البيا ( ،)311/1مجع اجلوامع مع لاشية العطار ( ،)232أفعا الرسو
للعروسي (.)22
( )2أ رجه الرتمذي يف كتاب الطهارة ،ابب ما جاه يف اجلنب واحلائض أهنما ال يقرآ القرآ ،
برفم ( .)131وضعيه األلباين يف اإلرواه ( ،)276/1برفم (.)112
( )3أ رجه أبو داود يف كتاب الصيام ،ابب النية يف الصيام ،برفم ( ،)2424والرتمذي يف
كتاب الصيام ،ابب ما جاه ال صيام ملن مل يعزم من الليل ،برفم ( ،)037والنسائي يف
كتاب الصيام ،ابب النية يف الصيام ،برفم ( ،)2643وابن ماجه يف كتاب الصيام ،ابب ما جاه
يف فرض الصوم من الليل برفم ( ،)1077وصححه األلباين يف مشكاة املصابيح برفم (.)1120
( )4أ رجه البخ اري يف كتاب احلج ،ابب اليتيا على الدابة عند اجلمرة ،برفم ()1036
و( ،) 1030ومسلم يف كتاب احلج ،ابب من للق فبل النحر ،أو حنر فبل الرمي ،برفم
(.)1376
( )2أ رجه البخاري يف كتاب اجلنائز ،ابب كي يكيان احملارم بارفم ( )1260ومسالم يف كتااب =
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
62
فليظ (طيبا) نكرة يف سياق النهي فيعم مجيع أنواع الطيب.
)2فا هللا تعاىل :ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ [النساه.]141 :
وليظ ﭽﭶﭼ نكرة يف سياق نيي فيعم منع متلك الكافر للمسلم يف البيع وغريه
)6فا هللا تعاىل :ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭼ [النحل.]02 :
وليظ ﭽ ﭶﭼ نكرة يف سياق النيي تييد العموم .فال ميلك العبد ماال؛ أل
املا شيه ،وعليه فإ َما َملَك العبد فإمنا ميَْلِّ ُكه لسيده ،وال جيوز أ يتصرف
فيما بيده ال إبو سيده.
)0فوله « :ال ضرر وال ضرار»(.)1
فليظ (ضرر) ،و(ضرار) يعما كل أنواع الضرر ،سواه فيل هي يف سياق النيي،
أو يف سياق النهي؛ ألنه رب مبعىن النهي.
لقاتل مرياث»(.)2
)2فوله « :ليس ٍ
فليظ (فاتل) ،و(مرياث) نكرًت يف سياق النيي ،فتعم كل فاتل ،وأي شيه
سواه كا مرياث أو وصية.
دراسة القاعدة:
وتاحت هذه القاعدة مسألتا ؛ األوىل تتعلق بعموم األفعا ،والثانية :فيما جيري
جمراها.
( )1أ رجه مسلم يف احلج ،ابب استحباب د و الكعبة للحج وغريه ،برفم ()1321
( )2املستصيى (.)130 -136/2
( )3ينظر :املستصيى ( ،)130 -136/2اإلهباج ( ،)203/2البحر احمليط ( ،)11/4رفع
احلاجب ( ،)131/2التحبري (.)2436/2
( )4جمموع اليتاوى (.)123/11
( )2أ رجه البخاري ،يف كتاب الشيعة ابب الشيعة فيما مل تقسم فإوا وفعت احلدود فال
شيعة ،برفم ( )2220ومسلم يف كتاب املسافاة ،ابب الشيعة ،برفم (.)1671
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
65
ومثَّل احمللي له بقوله« :وكما يف فضائه ابلشيعة للجار ،رواه النسائي عن
احلسن مرسال ( ،)1فإنه ال يعم كل جار ،اللتما صوصية يف ولك اجلار »(.)2
فإنَّه ال يعم كل جار؛ اللتما صوصية يف ولك اجلار والشريك.
واجلمهور على عدم العموم كما وهب ليه اجلويين(.)3
ومثله فضااي األعيا ال عموم هلا ،بل جعل بعضهم حنو فو الصحايب هنى النيب
عن كذا وفضى بكذا ،من أمثلة فاعدة لكاية احلا وفضااي األعيا (.)4
( )1فا حمقق كتاب شرح الورفات ( ،)171ومل أره مرسال ال عند الطحاوي يف شرح معاين
اآلثر ( .)6777وفا " :رواه النسائي ( )4072عن أيب الزبري عن جابر مرفوعا ،وليظه:
«قضى رسول هللا لشفعة واجلوار» وصححه األلباين لغريه.
وقال احلافظ ابن حجر :هذا لديث لسن اإلسناد ،لكنه شاو املنت" وألا ىل موافقة
اخلُرب اخلَرب يف ختريج ألاديث املختصر (.)223/1
( )2شرح الورفات للمحلي (.)171 -177
( )3ينظر :اإللكام ( ،)204/2منتهى الوصو واألمل ( ،)112التحبري (.)2443/2
( )4وممن جعل مسألة «فو الصحايب هنى النيب عن كذا وفضى بكذا» من أمثلة فاعدة
«لكاية احلا وفضااي األعيا »ً :تج الدين ابن اليركاح يف :شرح الورفات (،)106-102
وصدر الشريعة ،ينظر :التلويح على التوضيح ( .)136/1وممن أنكر ولك :ابن اهلمام يف
حتريره.
ينظر تيسري التحرير ( ،)241 ،240/1والشيخ املطيعي يف لاشيته على هناية السو لإلسنوي
(.)366/2
(ُ )2جيَلِّي ولك األدلة املذكورة يف تلك املسائل ،تنظر يف :اإللكام لآلمدي ( ،)313/2وشرح
وشرح خمتصر الروضة ( ،)213-217/2واملسودة (.)222/1
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
66
ومعىن هذاَّ :أهنم متيقو على أ «فضااي األعيا » ال تد على العموم ،وخمُْتَلِّ ُيو
يف بعض صورها هل تُا َعد منها أو ال؟.
تطبيقات القاعدة:
سبق من التطبيقات فعله الصالة دا ل الكعبة ،وبعد الشيق ،ومن التطبيقات
األ رى:
)1يف احلااديث أنااه روي عنااه أنااه كااا جيمااع بااني الصااالتني -الظهاار والعصاار ،أو
املغاارب والعشاااه -وال يصااح محاال فعلااه هااذا علااى لاااليت مجااع التقاادمي ،ومجااع التااأ ري
معا؛ أل األفعا ال عموم هلا.
ُ )2روي عن النيب أنه مجع بني الصالتني يف السير ،فكاا علياه الصاالة والساالم:
«كــان إذا عجــل عليــه الســري يــإخر الظهــر إىل وقــت العصــر ،فيجمــع بينهمــا ،ويــإخر
املغــرب حــىت جيمــع بينهــا وبــني العشــاء حــىت يغيــب الشــفق» ( )1فااال يصااح محاال اجلمااع
بينهما ااا علا ااى ج ا اواز اجلما ااع يف السا ااير الطويا اال والقصا ااري معا ااا ،أو سا ااير الطاعا ااة
واملعصية.
( )1أ رجه مسلم يف كتاب املسافرين ،ابب جواز اجلمع بني الصالتني يف السير ،برفم (.)074
( )2أ رجه البخاري يف صحيحه يف كتاب االستقراض ،ابب ما ينهى عن ضاعة املا برفم
( ،)2470ومسلم :يف كتاب البيوع ،ابب من خيدع يف البيوع برفم (.)1233
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
67
()1
)2يف احلديث« :أن النب عامل أهل خيرب بشطر ما خيرج منها من مثر أو زرع» ،
وهي فضية عني من فا بعومها فا جبواز كراه األرض مبا خيرج منها .ومن فا
بعدم العموم فا :بعدم جواز كراه األرض مبا خيرج منها ،فهي اصة مبن
عاملهم النيب من أهل اخلبري ،ومعاملته هي فعل منه ،واألفعا ال عموم
هلا.
دراسة القاعدة:
ال الف بني األصوليني يف صحة االستثناه من اجلنس ،بل اشرتط بعض األصوليني
لصحة االستثناه :أ يكو املستثىن من جنس املستثىن منه ،ال أ هذا الشرط مل
يكن موضع اتِّياق بني العلماه ،بل ا تليوا فيه(.)3
أما االستثناه من غري اجلنس فقد فرض بعض األصوليني اخلالف فيه ،والذي
وهب ليه اجلويين هنا صحة االستثناه ،وهو مذهب احلنيية ،وأكثر املالكية ،وأكثر
الشافعية ،وبعض الظاهرية ،وهو فو ابن لزم ومجاعة من املتكلِّمني والنحاة(.)4
فقوله﴿ :ﭩ ﭪ﴾ استثناه من غري اجلنسْ ،و مل يندرج حتت جنس «نعمة»
املذكورة ،فإ ابتغاه وجه هللا تعاىل ليس من جنس النِّعم املكافأة(.)4
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﮊ [النساه.]21 :
فاالستثناه يف فوله﴿ :ﭱﭲﭳﭴ﴾ استثناه من غري اجلنس؛ وولك لوجهني:
أح ــدمها :أ التِّج ااارة مل تن اادرج يف األما اوا املأكول ااة ابلباط اال ،ل اا ى يس ااتثىن عنه ااا،
فساارت الباطاال بغااري ِّعا َاوض ،أو بغااري طريااق شاارعي .فالتِّجااارة ليساات ماان جاانس ساواه ِّ
َّصرف يف تلك األعيا . ِّ
املا ؛ أل املا هو األعيا ،والتجارة :الت َ
والثاين :أ املستثىن كو ٌ ،والكو ُ ليس ماال من األموا (.)1
دراسة القاعدة:
وكار اجلاويين لالاة مان لااالت محال املطلاق علاى املقيَّاد ،وهاي :أ يات ِّ
َّح َاد الْ ُمطلَا ُاق َ
احلُكْم وخيتليا يف السبب.
والْ ُم َقيَّد يف ْ
وهذه الصورة هي املقصودة -غالبا -وا وُكر محل املطلق على املقيَّد ،لذا اكتياى
هبا اجلويين يف هذا املختصر.
ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ومثَّل هلا بقو هللا تعاىل:
ﭽﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﮋ ﮌ ﮍﮎﭼ [اجملادلة ،]3 :مع فوله جل يف عُاله:
ﭠﭼ [النساه.]12 :
فالرفَبة املأمور إبعتافها يف اآلياة األوىل ُمطلَ َقاةٌ َمل تُا َقيَّاد ابإلمياا وال بغاريه ،ويف اآلياة
َّ
ولكْم اآليَاتَا ْني والاد ،وهاو وجاوب اإلعتااق ،وساببهما خمتلا ، الثانية ُم َقيَّدةٌ ابإلميا ُ ،
ِّو السبب يف األوىل الظهار ،ويف الثانية فتل اخلطأ(.)3
األوىل :حيمل املطلق على املقيد من طريق الليظ ووضع اللغة ،فيجب احلمل على
كل لا ما مل مينع منه مانع (.)1
جيب
الثانية :ال ُحيمل الْ ُمطلَق على الْ ُمقيَّد ال أ يد القياس على تقييده ،فال ُ
ف اجلامع بينهما وفام فياس صحيح (.)2محَْل ُمطلَ ٍق على ُم َقيَّ ٍد ال وا عُ ِّر َ
وهناك حاالت أخرى حلمل املطلق على املقيد ،منها:
احلال األوىل :أ يكو الْ ُمطلَق والْ ُمقيَّد خمُْتَلِّ َي ْني يف لكمهما وسبَبِّهما.
ﮨﮩﭼ مثاهلا :فو هللا تعاىل يف كيارة الظهار :ﭽﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ
االتياق
َ ول َكى
حكمها :أ الْ ُمطْلَ َق يَاْبا َقى على طالفه وال ُحي َم ُل على املقيَّدَ ،
( )1وبه فا املالكية والشافعية ،واحلنابلة يف فو لكل منهم.
ينظ اار :لك ااام اليص ااو ( ،)220/1وميت اااح الوص ااو ( )244واجملم ااوع امل ااذهب يف فواع ااد
امل ا ااذهب ( ،)21/2والتمهيا ا ااد لإلس ا اانوي ( ،)331وتشا ا ااني املسا ا ااامع (،)210-216/2
العدة يف أصو اليقه ( ،)632-630/2والتمهيد أليب اخلطاب (.)121-127/2
ب ىل اجلمهور. ِّ
( )2وهو فو للمالكية ،وللشافعية عليه أكثرهم ، ،وبه فا أكثر احلنابلة ،ونُس َ
ينظ ا ا اار :لك ا ا ااام اليص ا ا ااو ( ،)220/1احملص ا ا ااو الب ا ا اان الع ا ا ااريب ( ،)172فواط ا ا ااع األدل ا ا ااة
( ،)424-423/1واحملصا ااو لل ا ارازي ( ،)142/3واإللك ا ااام لآلم ا اادي ( ،)2/3والتمهي ا ااد
أليب اخلط اااب ( ،)121-127/2وش اارح خمتص اار الروض ااة ( )647/2وش اارح الكوك ااب املن ااري
(.)473-471/3
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
73
على ولك َمجع من األصوليني( ،)1ويف كالم بعضهم شارةٌ ىل وجود الف يف هذه
احلالة(.)2
احلال الثانية :أ يتحد الْ ُمطْلَ ُق والْ ُم َقيَّ ُد يف احلكم والسبب َمعا.
ﭽﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ومن أمثلتها :فو هللا تعاىل:
ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﰇﭼ [املائدة ،]2 :مع فوله سبحانه:
ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦﭼ [البقرة ،]210 :فحكمهما والد ،وهو
ط العمل أُطْلِّق يف
لباط العمل ،وسببهما والد ،وهو الردة عن دين اإلسالم ،و لبا ُ
اآلية األوىل وَمل ياُ َقيَّد ابملوت على الردة وال بغريه ،وفُايِّ َد يف اآلية الثانية ابملوت على
ِّ
الرَّدة(.)3
االتياق على ولك مجَْ ٌع من
َ ول َكى وحكمها :أ الْ ُمطلَ َق َجيب محَْلُه على الْ ُمقيَّدَ ،
أهل األصو (.)4
ما أمر هللا به سبحانه وتعاىل من اإلشهاد يف الطالق والرجعة مع تقييد ولك
ابلعدالة بقوله تعاىل وكره :ﭽﮈ ﮉ ﮊ ﮋﭼ [الطالق ،]2 :بينما أطلق يف غري
ﭽﮉ ﮊ ﮋ ما آية عن فيد العدالة حنو فوله جل شأنه يف املداينة:
ﮌ ﭼ [البقرة ]222 :فيُحمل املطلق على املقيد أب ُحيكم ابشرتاط العدالة يف كل
شهادة( ،)1وفد احتد احلكم هنا ،وا تل السبب.
أما املتواتر فجعله البعض حمل اتياق( ،)2وأما أ بار اآللاد فهي على ضربني(:)3
أحدمها :ما أمجعت األمة على العمل هبا ،كقوله « :ال وصية لوارث»(،)4
حمرمااا عنااد
( )1ورد عاان مجاعااة ماان الصااحابة والتااابعني القااو إبابلااة نكاااح الكتابيااات ،ولااو كااا َّ
الصحابة لظهر منهم نكري أو الف ،ويف ولك دليل على اتيافهم على جوازه.
ينظر :ألكام القرآ للجصاص.)333/1( :
( )2ينظر :اإللكام لآلمدي (.)222 ،227/1
( )3ينظر :فواطع األدلة (.)360-362/1
( )4أ رجا ااه أبا ااو داود يف كتا اااب الوصا ااااي ،ابب ما ااا جا اااه يف الوص ا ااية ل ا اوارث با اارفم (= .)2207
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
78
وكنهيه عن اجلمع بني املرأة وعمتها( )1فيجوز ختصيص العموم به؛ أل هذه
األ بار مبنازلة املتواترة؛ النعقاد اإلمجاع على لكمها و مل ينعقد اإلمجاع على
روايتها.
والثاين :ما مل جتمع األمة على العمل هبا ،ومذهب األكثرين من املالكية والشافعية
واحلنابلة( )2جواز ختصيص الكتاب هبا .و طالق القاعدة عند اجلويين يد عليه.
= والرتماذي يف كتااب الوصااااي ،ابب ماا جاااه ال وصاية لاوارث ،وفاا « :لساان صاحيح» ،باارفم
( .)2127واباان ماجااه يف كتاااب الوصااااي ،ابب ال وصااية ل اوارث باارفم ( .)2013وصااححه
األلباين (اإلرواه.)1622 :
( )1أ رجه البخاري يف كتاب النكاح ،ابب ال تنكح املرأة على عمتها ،برفم ( )2117ومسلم
يف كتاب النكاح ،ابب حترمي اجلمع بني املرأة وعمتها أو التها يف النكاح ،برفم (.)1472
( )2ينظر :لكام اليصو ( ،)262/1والتبصرة ( ،)132وروضة الناظر مع النازهة (.)147/2
( )3أ رجه البخاري يف كتاب اليرائض ،ابب ال يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم برفم
( .)6064ومسلم يف كتاب اليرائض برفم (.)1614
أهل ِّملَّتَا ْني َش َّ ى) ،فا عنه ابن امللَ ِّقن يف البدر املنري: ِّ
وروي أيضا بليظ( :ال يتوارث ُ
(« :)224/0فاحلديث فوي و بشواهده».
( )4ثبت يف السنة :رجم ماعز ،والغامدية ،وامرأة من ُجهينة ،واليهوديني ،واملرأة يف لديث =
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
79
ص
)3فوله تعاىل :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﮊ [املائدة ،]3 :فيعم حترمي كل ميتة ،و ُ َّ
منه ابلسنة ميتة البحر( ،)1بقوله ( :هو الطهور ماؤه احلل ميتته) (َ ،)2وِّمبَا ثبت
موفوفا ولكمه لكم املرفوع(« :)3أللت لنا ميتتا ودما :فأما امليتتا فاجلراد
واحلوت ،وأما الدما ِّ ،
فالطحا والكبد»(.)4
﴿ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﴾ )4تاخصيص الصحابة آيَة اإلرث:
[النساه ]11 :بقوله « :ال نُورث ما تَـ َرْكناه صدقة»(.)2
)2تاخصيص فوله تعاىل :ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﮊ [البقرة ]202 :مبا ورد عن النيب من
= العسي ،واشتهر الرجم يف السنة اليعلية شهرة ال تدع جماال لإلنكار .وفد أورد ابن لجر:
ألاديث وآثرا كثرية ،وكاد أ يستوعب مجيع األلاديث يف ولك ،فراجع :التلخيص احلبري
(.)172-16/4
( )1ميتاح الوصو (.)02
( )2أ رجه الرتمذي يف أبواب الطهارة عن رسو هللا ،ابب ما جاه يف ماه البحر أنه طهور،
برفم ( ،)61وأبو داود يف ابب الوضوه مباه البحر ،برفم ( ،)23والنسائي يف ابب ماه
البحر ،برفم ( .)21وفا الرتمذي لديث لسن صحيح .وصححه األلباين يف اإلرواه
( )43/1برفم (.)1
( )3املوفوف :ما أضي ىل الصحايب فوال له أو فعال ،و ال عن فرينة تد على أ له لكم
الرفع .واملرفوع :ما أضي ىل النيب فوال له ،أو فِّ ْعال ،أو تقريرا ،أو مهاًّ ،سواه أضافه ليه
َّ
صحايب أو ًتبعي أو َمن بعدمها ،سواه اتصل سناده أم ال[ .توضيح األفكار،224/1 :
.]261
( )4أ رجه ابن ماجه يف األطعمة ،ابب الكبد والطحا برفم ( .)3314ووكر ابن لجر يف
«التلخيص» ( )32/1أ الدارفطين وأاب زرعة وأاب لامت ا رمحنا هللا و ايهم ا صححوا وفيه،
وأ املوفوف عند البيهقي ( )224/1إبسناد صحيح ،وهو و كا موفوفا فإ له لكم
الرفع؛ و مثله ال يقا ابالجتهاد.
( )2أ رجه مسلم يف كتاب اجلهاد والسري ،ابب لكم الييه ،برفم(.)1020
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
80
النهي عن بيوعات كثرية ،منها هنيه عن بيع الدرهم ابلدرمهني(.)1
)6تاخصيص فوله تعاىل :ﮋﭟﭠﭡ ﭢﮊ [املائدة ،]32 :بقوله :
خص َس ِّرفة ما ُدو النِّصاب
فخ َّ
()2
«ال تقطع اليد إال يف ُربْع دينار فما فوقه» َ ،
)0ختصيص فوله تعاىل :ﮋ ﮬ ﮭ ﮊ [التوبة ]2 :إب راج اجملوس منه ،مبا ورد
من لديث عبد الرمحن بن عوف مرفوعاُ « :سنُّوا هبم سنة أهل الكتاب»(.)3
قال اآلمدي :بعد وكره لكثري ِّمما سبق « :ىل غري ولك من الصور ِّ
املتعددة ،ولام
دليل اجلواز وزايدة»(.)4
الوفُوع ُ
يُوجد ملا فعلوه نكريٌ ،فكا ولك مجاعا ،و ُ
( )1أ رجه مسلم يف كتاب املسافاة ،ابب الراب برفم (.)1222
تعا اااىل :ﮋ ﭟ ﭠ ( )2أ رجا ااه البخا اااري وما ااا بعا ااده يف كتا اااب احلا اادود ،ابب فا ااو هللا
ﭡ ﭢ ﮊ ويف كاام ياُْقطَااع؟ بارفم ( ،)6021ومساالم يف كتاااب احلاادود ،ابب لااد السارفة
ونصاهبا برفم (.)1624
( )3أ رجه مالك يف «املوطأ» ( )264/1ووكر ابن عبد الرب :أنه منقطع.
وأورد له ابن لجر :طريقاا آ ار بساند لسان .ينظار :التمهياد ( ،)114/2والتلخايص احلباري
( )322/3رفم (.)1642
( )4اإللكام لآلمدي (.)226/1
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
81
القاعدة السابعة عشرة:
َّ
ختصص السنة بالكتاب والسنة.
قال اجلويين« :وجيوز ...وختصيص السنة ابلكتاب ،وختصيص السنة ابلسنة»(.)1
فا العمريطي(:)2
مثَّ الكتا ا ا ا اااب ابلكتا ا ا ا اااب صص ا ا ا ا اوا وس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اانة بس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اانة ِّ
ختص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااص
وعكسا ا ا ااه اسا ا ا ااتعمل يكا ا ا اان ص ا ا ا اوااب و صص ا ا ا ا ا ا ا ا اوا ابلسا ا ا ا ا ا ا ا اانة الكتا ا ا ا ا ا ا ا ااااب
( )1فا الزركشي يف البحر احمليط (« :)272/4هذا جعلنا العربة بعموم الليظ ،فاإ احلاديث
احلااديث ورد علااى ساابب وهااوُ « :لبِّااب ليااه الغاانم واإلباال» ،فااإ اعتااربان صااوص َّ
الساابب
فليس احلديث عاماًّ».
( )2أ رجه مسلم كتاب احلدود ،ابب لد الزَّن ،برفم (.)1617
ب ال تاُ ْقبَاال صااالة بغااري طهااور باارفم ( .)132ومساالم
( )3أ رجااه البخاااري يف كتاااب الوضااوه ،اب ٌ
يف كتاب الطهارة ،ابب وجوب الطهارة للصالة برفم (.)222
( )4أ رجااه البخاااري كتاااب الطااالق ،ابب الطااالق يف اإلغااالق وال ُكااره ب ارفم ( .)2261ومساالم يف
كتاب اإلميا ،ابب جتاوز هللا عن لديث النيس واخلواطر ابلقلب وا مل تستقر برفم (.)120
صات :األو :ختصيص السنة املتاواترة ابلسانة ِّ
( )2يد ل حتت هذه املسألة أربعة أنواع من املخص َ
ابلسنة املتواترة .الثاين :ختصايص السانة املتاواترة ابلسانة اآللادياة .الثالاث :ختصايص ختصايص =
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
83
وفد وهب مجهور أهل العلم ىل جواز ختصيص السنة ابلسنة ،ونسب اخلالف
ىل داود الظاهري ،والبافالين(.)1
= السنة اآللادية ابلسنة املتواترة .الرابع :ختصيص السنة اآللادية ابلسنة اآللادية.
( )1ينظ اار :اللم ااع ( ،)24وش اارح الكوك ااب املنااري ( ،)366/3رف ااع احلاج ااب ( ،)312/3التقري اار
والتحبري (.)412/2
( )2العث ا اارى (بي ا ااتح املهمل ا ااة واملثلث ا ااة ولك ا ااي س ا ااكا ثني ا ااه) ،ف ا ااا األزه ا ااري يف ن ا ااذيب اللغ ا ااة
(« :)324/2العثري من الزروع :ما ُس ِّقي مباه السيل واملطار ،وأجاري لياه املااه مان املساايل،
ول ِّير له عاثور ،أي :أَِّيت ُْجيرى فيه املاه ليه .ومجع العااثور :عاواثري» ، .وينظار :فاتح البااري: ُ
(.)376/3
( )3أ رجااه البخاااري يف كتاااب الزكاااة ،ابب العشاار فيمااا يسااقى ماان ماااه السااماه ،واملاااه اجلاااري،
برفم ( .)1423ومسلم يف كتاب الزكاة ،ابب ما فيه العشر أو نص العشر ،برفم (.)121
( )4أ رجااه البخاااري كتاااب الزكاااة ،ابب لاايس فيمااا دو مخسااة أوسااق صاادفة ،باارفم (.)1424
ومسلم يف أو كتاب الزكاة ،برفم (.)101
( )2لكااام اليصااو ( ،)204/1وروضااة الناااظر مااع الن اازهة ( ،)146/2واإللكااام لآلماادي (،)232/1
وفواتح الرمحوت (.)327/1
( )6البحر احمليط (.)210-216/4
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
84
القاعدة الثامنة عشرة:
خيصص الكتاب والسنة بالقياس.
قال اجلويين« :وختصيص النطق ابلقياس» أي :وجيوز ختصيص النطق ابلقياس ،مث
فا « :ونعين ابلنطق فو هللا تعاىل وفو الرسو .)1(»
فا العمريطي(:)2
وال ا ا ااذكر ابإلمج ا ا اااع خمص ا ا ااوص كم ا ا ااا ف ا ا ااد ُ ا ا ا َّ
اص ابلقي ا ا اااس ك ا ا اال منهم ا ا ااا
دراسة القاعدة:
خصص ،أي سواه أكا القياس َجلِّيا أم َ ِّييا( ،)3كما
أطلق اجلويين القياس امل ِّ
ُ
املخصص ،سواه كا كتااب أم سنة ،وختصيص العام النطقي ابلقياس َّ أطلق النطق
التخصيص أم َملْ يد له ،هو فو املالكية( ،)4والشافعية يف
ُ ُمطْلَقا ،سواه د له
( )1ينظر :املستصيى ( ،)347/3وختريج اليروع على األصو للزجناين ( ،)222وبيا املختصر
(.)342-341/2
وفا ابن اليركاح يف شرح الورفات (( :)277هو الْ َم ْشهور من مذهب الشافعية) اه.
( )2ينظر :العدة يف أصو اليقه ( ،)221/2والواضح يف أصو اليقه ( ،)326/3وأصو ابن
ميلح (.)127/3
( )3تنظر لكايته عنهم يف :اإللكام لآلمدي ( ،)417/2وهناية الوصو للصيي اهلندي
( ،)1623/4وبيا املختصر ( ،)347/2واإلهباج ( ،)1423/4والبحر احمليط يف أصو
اليقه ( ،)421/4وشرح الكوكب املنري (.)302/3
لكن احلنيية ال خيصصو العام ابلقياس مطلقا كما علمنا يف القو األو .
( )4ينظر :التقريب واإلرشاد ( ،)112/3وفواطع األدلة ( ،)320/1وميتاح الوصو (.)236
( )2أ رجه :البخاري يف :صحيحه ،كتاب البيوع ،ابب بيع الثماار فبال أ يبادو صااللها ،بارفم
( ،)2114ومساالم يف :صااحيحه ،كتاااب البيااوع ،ابب النهااي عاان بيااع الثمااار فباال باادو صاااللها
بغري شرط القطع ،برفم(.)3427
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
86
ل ِّْملْحِّ ،مثْالً ِّمبِّثْلَ ،س َو ًاء بِّسواء ،يَداً بيد )1(»...احلديث.
الستَة َغْياَرها ِّممَّا شاهبها ،وأ رجوه من عموم
اهري العلماه ابألصناف ِّ ِّ
أحلَ َق َمج ُ ْ
ضى فوهلم يف القاعدة. اآلية ابلقياس؛ عمال ِّمبُْقتَ َ
)3يف احلديث« :ال يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم»( ،)2د َّ عموم النهي يف
ص
احلديث على أ املسلم ال يرث الكافر مطلقا ،ود ل املرتد يف عمومه ،مثَّ ُ َّ
منه ابلقياس ،وهو :أ توريث ما املرتد لعموم املسلمني كا لسبب والد وهو
اإلسالم ،وتوريث أفرابئه من املسلمني كا لسببني :اإلسالم والقرابة ،فافتضى
القياس توريث من أدىل بسببني ألنه أفوى.
)4فا هللا تعاىل :ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ [البقرة ،]226 :فإنه يعم احلر
ص املالكية من هذا العموم العبد ابلقياس ،ليث يتنص يف لقه
والعبد ،و َ َّ
بعض األلكام كالطالق واحلدود وحنوها ،فيتنص مدة اإلياله أيضا فياسا
عليها.
( )1أ رجااه مساالم يف :صااحيحه ،كتاااب املسااافاة ،ابب الصاارف وبيااع الااذهب ابلااورق نقاادا ،باارفم
(.)4747
( )2أ رجااه البخاااري يف كتاااب الي ارائض ،ابب ال ياارث املساالم الكااافر وال الكااافر املساالم ،ب اارفم
( ،)6064ومسلم يف أو كتاب اليرائض(.)1614/1
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
87
القاعدة التاسعة عشرة:
يؤول الظاهر بالدليل.
قال اجلويين« :والظاهر ما التمل أمرين ألدمها أظهر من اآل ر ،ويؤو الظاهر
ابلدليل ،ويسمى ظاهرا ابلدليل»(.)1
فا العمريطي(:)2
والظ ا ا اااهر امل ا ا ااذكور لي ا ا ااث أش ا ا ااكال ميهوم ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه فبال ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اادليل أوال
مقيَّ ا ا ا ا ا ا ا ا اادا يف االس ا ا ا ا ا ا ا ا اام ابل ا ا ا ا ا ا ا ا اادليل وصا ا ا ا ا ا ااار بعا ا ا ا ا ا ااد ولا ا ا ا ا ا ااك التأويا ا ا ا ا ا اال
دراسة القاعدة:
عرف اجلويين الظاهر ،ومل يعرف التأويل ،وهو حمل القاعدة. َّ
وعرفه األصوليو أبنه« :صرف الليظ عن معناه الظاهر ىل معىن حمتمل مرجوح، َّ
صريه راجحا»(.)3لدليل ي ِّ
ُ
ومن ال تعري التأويل السابق يُعلم أ َّ الواجب هو العمل ابلظاهر واتباعُه،
عما هو ِّ
ظاهٌر فيه ال مبا هو أفوى منه ،وفد ُل ِّكي االتياق على ولك(.)4 صْرفُه َّ
وال جيوز َ
قال ِّ
دي . . .« :و وا عُ ِّر َ
ف معىن التأويل فهو َمقبوٌ َمعموٌ به وا َحتَ َّق َق مع اآلم ُّ
ُش ُروطه ،وَملْ يَاَزْ علماهُ األمصار يف كل عصر من عهد الصحابة ىل زمننا عاملني به
( )1أ رجه البخاري يف كتاب اجلمعة ،ابب فضل الغسل يوم اجلمعة ،برفم ( ،)201ومسلم يف
كتاب اجلمعة ،ابب الطيب والسواك يوم اجلمعة ،برفم (.)246
( )2أ رجه الشافعي بسنده يف ا تالف احلديث ،ابب غسل اجلمعة ص (.)141
( )3املصدر السابق.
( )4سبق خترجيه يف القاعدة العاشرة.
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
90
األرض على عهد رسو هللا فنكريها ابلثلث ،والربع ،والطعام املسمى،
فجاهان وات يوم رجل من عموميت فقا :هناان رسو هللا عن أمر كا لنا
انفعا ،وطواعية هللا ورسوله أنيع لنا ،هناان أ حنافل ابألرض ،فنكريها على
الثلث ،والربع ،والطعام املسمى ،وأمر رب األرض أ يزرعها ،أو يزرعها وكره
كراهها وما سوى ولك»(.)1
)3فا تعاىل :ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ [النساه ]2 :وظاهر ليظ ﭽ ﭱ ﭼ ملن فقدوا
آابههم دو سن البلوغ ،ولكن هذا املعىن مصروف عن معناه احلقيقي ىل معناه
ﭽﯫ اجملازي ،واملراد هبم يف اآلية البالغو الذي كانوا يتامى ،بدليل فوله تعاىل:
ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﭼ [النساه]6 :فبيَّنت هذه اآلية أ لا دفع املا
يكو بعد البلوغ.
)4فا تعاىل :ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﭼ [البقرة ]222 :والظاهر هو محل األمر على
الوجوب ،لكنه مصروف ىل الندب ،كما سبق يف القاعدة الثانية.
،]222وليظ ﭽﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭼ [البقرة: )2فا تعاىل:
ﭽﭸﭼ ظاهره يد ل فيه كل مطلقة؛ ألنه ليظ عام ،وسواه كانت املطلقة
مد وال هبا أو ال ،صغرية ،أو كبرية آيسة أو وات ليض ،وسواه كانت لامال
أو لائال ،ولكن العموم مصروف ىل البعض ،ويكو اخلارج مؤوال ابلدليل.
( )1أ رجه مسلم يف صحيحه ،يف كتاب البيوع ،ابب كراه األرض ابلطعام برفم (.)1242
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
91
القاعدة العشرون:
حيمل فعل النبي الذي على جهة القربة على الوجوب،
وقيل :الندب ،وقيل :التوقف.
قال اجلويين« :فعل صالب الشريعة ال خيلو :ما أ يكو على وجه القربة
دليل على اال تصاص والطاعة أو ال يكو .فإ كا على وجه القربة والطاعة فإ د َّ
ٌ
به فيحمل على اال تصاص.
و مل يد ال خيتص به؛ أل هللا تعاىل فا :ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ
[األلزاب ،]21 :فيحمل على الوجوب عند بعض أصحابنا ،ومن أصحابنا من فا :
حيمل على الندب ،ومنهم من فا :يتوف فيه ،فإ كا على وجه غري وجه القربة
والطاعة فيحمل على اإلابلة»(.)1
قال العمريطي(:)2
مجيعها ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا مرضا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااية بديعا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااة االب الش ا ا ا ا اريعة
أفع ا ا ا ا ااا ط ا ا ا ا ااه ص ا ا ا ا ا ُ
فطاع ا ا ا ا ا ا ا ااة أو ال فيع ا ا ا ا ا ا ا اال القرب ا ا ا ا ا ا ا ااة وكله ا ا ا ا ا ا ا ااا م ا ا ا ا ا ا ا ااا تُس ا ا ا ا ا ا ا اامى فرب ا ا ا ا ا ا ا ااة
دليله ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا كوص ا ا ا ا ا ا ا ا ا االه الص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااياما م ا ا ا اان اخلصوص ا ا ا اايات لي ا ا ا ااث فام ا ا ا ااا
وفيا ا ا اال موفا ا ا ااوف وفيا ا ا اال مسا ا ا ااتحب ولي ا ا ا ا ااث مل يق ا ا ا ا اام دليله ا ا ا ا ااا وج ا ا ا ا ااب
دراسة القاعدة:
املقصود ابليعل هنا :الفعل اجملرد ،وفد أ رج اجلويين اليعل املختص ابلنيب ،
بقوله« :فإ د دليل على اال تصاص به فيحمل على اال تصاص».
( )1أ رجه البخاري يف كتاب اجلمعة ،ابب القعدة بني اخلطبتني ،برفم (.)226
( )2أ رجه البخاري يف كتاب صية الصالة ،ابب من استوى فاعدا يف وتر من صالته مث هنض
برفم (.)021
( )3أ رجه البخاري كتاب األوا ،ابب كم بني األوا واإلفامة برفم (.)672
الطريق وا رجع يوم العيد ،برفم ( )4أ رجه البخاري يف كتاب العيدين ،ابب من ال
(.)143
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
94
القاعدة احلادية والعشرون:
حيمل اقراره على ما أقر به من قول أو فعل
قال اجلويين« :و فرار صالب الشريعة على القو هو فو صالب الشريعة،
و فراره على اليعل كيعله»(.)1
فا العمريطي(:)2
و أفا ا ا ا ا ا اار ف ا ا ا ا ا ا ااوَ غ ا ا ا ا ا ا ااريه ُجعِّا ا ا ا ا ا اال كقول ا ا ا ااه ك ا ا ا ااذاك فِّع ا ا ا ا ٌال ف ا ا ا ااد فُعِّ ا ا ا اال
دراسة القاعدة:
َّبني اجلويين يف كالمه السابق املراد ابلقاعدة ،وفيَّده يف الربها :أب ال يكو
منافقا أو كافرا( ،)3على ما سيأيت.
وإقرار النب :هو كيه عن اإلنكار أو رضاه عن فو أو فعل صدر من
مسلم مكلَّ أو مميز مع علم النيب به مع عدم املوانع(.)4
وقال ابن النجار« :أ يسكت النيب عن نكار فعل أو فو فُعِّل أو فِّيل حبضرته،
أو يف زمنه من غري كافر ،وكا النيب عاملا به»(.)2
تطبيقات القاعدة:
)1يف لديث أنس بن مالك -هنع هللا يضر« -أ فدح النيب فد انكسر فاختذ مكا
َّعب سلسلة من فضة»( .)2وفا أنس« :لقد سقيت رسو هللا يف هذا الش ْ
القدح أكثر من كذا وكذا» ( .)3فد ولك على ابلة تضبيب اآلنية ابليضة ،وهو
من اإلفرار على اليعل.
)2يف احلديث« :كنا مع النيب يف السير ،فمنا الصائم ومنا امليطر ،فا :فنزلنا
صالب الكساه ،ومنا من يتقي الشمس بيده، ُ منزال يف يوم لار ،وأكثران ظال
وسقوا الركاب ،فقا رسو هللا
فا :فسقط الصوام ،وفام امليطرو فضربوا األبنية ُ
:وهب امليطرو اليوم ابألجر»( ،)4فهذا تقرير من النيب ألصحابه الذين كانوا
كانوا معه على صومهم يف السير ،وهو من اإلفرار على اليعل.
( )1أ رجه مسلم ،يف كتاب احلج ،يف ابب لجة النيب ،برفم (.)1212
( )2أ رجه البخاري ،يف كتاب احلج ،ابب التلبية والتكبري وا غد من مىن ىل عرفة ،برفم
( ،)1621ومسلم ،يف كتاب احلج ،ابب التلبية والتكبري يف الذهاب من مىن ىل عرفات،
برفم (.)1222
( )3أ رجه مسلم ،يف كتاب احلج ،ابب استحباب رمي مجرة العقبة من بطن الوادي ،برفم
(.)1212
( )4أ رجه مسلم ،يف كتاب صالة املسافرين وتقصريها ،ابب استحباب ركعتني فبل صالة
املغرب ،برفم (.)236
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
98
القاعدة الثانية والعشرون:
ُ
عل يف وقته يف غري جملسه وعلم به ومل ينكره
حكم ما ف ِ
ُ
حكم ما فعل يف جملسه.
قال اجلويين« :وما فعل يف وفته يف غري جملسه وعلم به ومل ينكره فحكمه لكم ما
فعل يف جملسه»(.)1
فا العمريطي(:)2
أفا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااره فليُاتَّبا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااع عليا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه وم ا ا ا ااا ج ا ا ا اارى يف عص ا ا ا ااره مث اطل ا ا ا ااع
دراسة القاعدة:
ُميثل ملا فُعِّل يف جملسه مبا مثِّل به يف القاعدة السابقة؛ سواه كا فرارا على فوٍ
ُ
أو ٍ
فعل.
أما ما وفع يف وفته وزمنه يف غري جمسله ومل يشاهده ،فمنه :ما ال ياجوز أ
خييي عليه من طريق العادة ،ومنه :ما ياجوز أ خييي عليه .)3(
واألول من اإلقرار حجة؛ شريطة أ يثبت لنا ِّعلم النيب بقرينة من القرائن(،)4
ومن ابب أوىل مسألتنا فيما وا علم به املصطيى ،بل هو كما فا اجلويين حيمل
على ما فعل مبجلسه ،دو فرق.
والثاين :ليس حبجة( ،)2بل ال يُعد فرارا منه وال يد ل فيه.
وميثل لألول :بقصة معاو هنع هللا يضر لني كا يصلي العشاه مع رسو هللا مث يرجع ىل
فومه فيصلي هبم تلك الصالة(.)6
وميثل للثاين :مبا جاه عن زيد بن ثبت هنع هللا يضر ،فا « :أ ربتين عموميت من األنصار
أهنم كانوا يكسلو على عهد رسو هللا وال يغتسلو ».
ويف احلديث التما عدم علم النيب بيعلهم بدليل فو عمر هنع هللا يضر« :أفسألتم
عنه رسو هللا .)2(»
تطبيقات القاعدة:
ما سبق من أمثلة هي تطبيق للقاعدة ،ومن التطبيقات
لديث رفية الكافر ،وفيه :فقا اي رسو هللا وهللا ما رفيت ال بياحتة الكتاب،
فتبسم وفا « :وما أدراك أهنا رقية؟» مث فا « :خذوا منهم واضربوا يل بسهم معكم»(،)3
أفرهم ،وهو
وفد كا احلي الذي نزلوا عليهم كيارا ،ومل ينكر النيب عليهم فعلهم ،بل َّ
من فبيل ما فُعِّل يف غري جملسه وعلم به.
= يف البخاري يف ابب وا طو اإلمام ،وكا للرجل لاجة فخرج ،برفم ( ،)071ومسلم يف ابب القراهة
يف العشاه ،برفم (.)462
( )1أ رجه البخاري يف كتاب األوا ،ابب وا طو اإلمام وكا للرجل لاجة فصلى ،برفم (،)071
ومسلم يف كتاب الصالة ،ابب القراهة يف العشاه ،برفم (.)462
( )2أ رجه أمحد يف املسند ( ،)112/ 2والطحاوي يف شرح معاين اآلثر ( )21/1وفد جاه
من طريقتني ورجاله ثقات.
( )3أ رجه مسلم ،يف كتاب السالم ،ابب جواز أ ذ األجرة على الرفية ،برفم (.)2271
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
100
القاعدة الثالثة والعشرون:
ُ
ينسخ الرسم القرآني ويبقى حكمه والعكس ،وينسخ األمران.
قال اجلويين« :وجيوز نسخ الرسم وبقاه احلكم ،ونسخ احلكم وبقاه الرسم»(.)1
وفا العمريطي(:)2
وج ا ا اااز نس ا ا ااخ الرس ا ا اام دو احلك ا ا اام ك ا ا ااذاك نس ا ا ااخ احلك ا ا اام دو الرس ا ا اام
ِّ
يقسم العلماء النسخ عتبار املنسوخ إىل ثالثة أقسام:
القسم األول :نسخ الرسم -أي التالوة -وبقاه احلكم.
القسم الثاين :نسخ احلكم وبقاه الرسم.
القسم الثالث :نسخ الرسم واحلكم.
ومجَع اآلمدي بني املسائل الثالثة مث نَ َسب اخلالف فيها كلها ىل طائية شاوَّة من
َ
املعتزلة( .وتعقبه بعض العلماه بعدم صحة النِّسبة ليهم يف بعض الصور .
()4 )3
ولعل اآلمدي فصد أاب مسلم األصيهاين املعتزيل الذي ال يف جواز النَّسخ.
وسأكتيي هنا ببيا أمثلة لكل نوع:
أمثلة للقسم األول :نسخ الرسم (التالوة) وبقاء احلكم:
)1ما ورد عن عُمر وأ َُيب بن كعب أهنما فَاالَ« :كا فيما أناز من القرآ :
الشَّْي ُخ والشَّْي َخةُ وا َزنَياَ فارمجومها ألبتة»(.)2
أَ ْكثَاَر ُ
الناس من تعداد السيوطي :أ هذا الوجه من النَّسخ فليل جداًّ َوِّ ْ
ذكر ُّ
اآلايت فيه.
مث أورد السيوطي :من هذا القسم لدى وعشرين آية منسو ة على الف يف
بعضها ،ووكر أ ما صح عنده من هذا القبيل :عشرو آية فقط(.)2
وقد قام بعض الباحثني( )3ابستقصاه الناسخ واملنسوخ وتتبعها يف املؤليات الكبار
اخلاصة يف ولك ،وتوصل ىل أنه مل تَاتَّيق كلمة املؤليني يف أكثر اآلايت اليت وُكِّر أبهنا
من هذا الباب ،وال يزيد من املتيق عليه ِّمما فيل بنسخه عن آيتني اثنتني فقط ،وما
عدا ولك فهو موضع ا تالف بينهم ،وسأكتيي إبيراد هاتني اآليتني لتكو شاهدة
على مسألة نسخ احلكم وبقاه الرسم (التالوة) ،ومها كما يلي:
)1فوله تعاىل :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﮊ [اجملادلة]12 :
منسو ة بقوله تعاىل :ﮋ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﮊ [اجملادلة ]13 :اآلية.
ليث نسخ وجوب تقدمي الصدفة بني يدي مناجاة النيب ؛ لألمر به يف فوله
تعاىل :ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﮊ [اجملادلة ]12 :مث نُ ِّسخ هذا احلكم ،وبقيت
اآلية حمكمة تتلى.
( )1أ رجه البخاري يف كتاب احلدود ،ابب رجم احلبلى من الزان وا ألصنت برفم (.)6237
( )2راجع اإلتقا يف علوم القرآ ( )23-22/2للتيصيل الوايف عنها.
( )3انظر :نواسخ القرآ البن اجلوزي (.)224-222
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
103
ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﮊ [املزمل]3 – 1 : )2فوله تعاىل:
تعاىل :ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ منسو ة بقوله
ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﮊ [املزمل ]27 :اآلية.
قال النووي« :ومعناه :أ النسخ خبمس رضعات َأتَ َّ ر نازاله جداًّ ،ل ى نه
ِّ
وبعض الناس يَا ْقرأ مخس رضعات ،وجيعلها فرآان متلواًّ؛ لكونه مل يبلغه الن ْ
َّسخ ُ يف
تُا ُو َ
لُِّق ْرب عهده ،فلما بلغهم النَّسخ بعد ولك رجعوا عن ولك ،وأمجعوا على أ هذا ال
ياُْتلى»(.)2
وكوهنا مما ال يتلى َّبني وسبقت اإلشارة ليه ،وأما احلكم املنسوخ هنا فهو التحرمي
بعشر رضعات ،وأما اخلمس فهي حمكمة عند البعض على ما سبق ،ويف كالم النووي
شارة ليه.
فهذه اآلية انسخة لتحرمي األكل والشرب واملباشرة بعد النا َّْوم يف ليايل رمضا ،
الرجل
الثابت يف لديث الرباه بن عازب فا « :كا أصحاب دمحم وا كا َّ
األنصاري كا
َّ صائما فنام فبل أ ياُ ْي ِّطر مل أيكل ىل ِّمثْلِّها ،و فيس بن ِّص ْرَمة
توجه ولك اليوم فَا َع ِّمل يف أرضه ،فلَ َّما لضر اإلفطار أتى امرأته ،فقا :صائما ،وكا َّ
ِّ
ب لك ،فغلبَاْته عينُه ،فنام ،وجاهت طعام فالت :ال ،ولكن أَنْطَل ُق فَأَطْلُ ُ
هل عندكم ٌ
امرأته فالت :فد ِّمنْت! فلم ينتص النَّهار ل ى غُ ِّشي عليه ،فذكرت للنيب ،فنازلت
فيه هذه اآلية . . .فيرلوا هبا فرلا شديدا»(.)1
)3نسخ حترمي ِّاد ار حلوم األضالي فوق ثالثة أايم ،فقد ورد النهي عن ِّاد ار
متعددة( ،)2منها :لديث ابن عُ َمر حلوم األضالي فوق ثالثة أايم يف ألاديث ِّ
ُض ِّحيَّته فوق ثالثة أايم» .مثَّ
عن النيب أنه فا « :ال َأيْ ُك ْل أل ٌد ِّمن َحلْم أ ْ
()3
نُ ِّسخ حبديث بريدة فا :فا رسو هللا « :هنيتكم عن ُحلُوم األضالي
فوق ثالث ،فَأ َْم ِّسكوا ما بَدا لكم»(.)4
لد شارب اخلمر ،الوارد عن النيب بقوله « :وا سكر فاجلدوه، )4نسخ القتل يف ِّ
مث سكر فاجلدوه ،مث سكر فاجلدوه ،فإ عاد الرابعة فاضربوا عنقه» ويف
رواية« :فافتلوه»( .)2مثَّ نُسخ أبلاديث منها :لديث جابر بن عبد هللا ،وفبيصة
قال الرتمذي« :والعمل على هذا احلديث عند عامة أهل العلم ،ال نعلم بينهم
ا تالفا يف ولك يف القدمي واحلديث .ومما ياُ َق ِّوي هذا ما روي عن النيب ِّ م ْن أَْو ُجه
َكثِّرية أنه فا « :ال حيل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال هللا ،وأين رسول هللا ،إال
إبحدى ثالث :النفس لنفس ،والثيب الزاين ،والتارك لدينه»(.)3(»)2
احملدثني ،وبيتح أوله وكسر ثنيه عند أهل اللغة،( )1بطحا :بضم الباه وسكو الطاه عند ِّ
وفيل بيتح أوله وسكو ثنيه :وهو اسم لو ٍاد ابملدينة ،به منز بنو النضري من اليهود فبل أ
ُْجيلَو [ .معجم البلدا .]446/1 :
( )2أ رجه البخاري يف كتاب املغازي ،ابب غزوة اخلندق وهي األلزاب برفم (.)4112
ومسلم يف كتاب املساجد ومواضع الصالة ،ابب الدليل ملن فا :الصالة الوسطى هي
صالة العصر برفم (.)631
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
109
ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ
ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
ﭸ ﮊ [النساه.]16 – 12 :
)3نسخ وجوب اإلمساك بعد النوم يف الليل ،فقد سبق أهنم كانوا يف صدر اإلسالم
م ى انم ألدهم فبل أ ياُ ْي ِّطرَ ،ل ُرم عليه األكل ل ى الليلة الثانية ،فخي ولك
عنهم بنسخه ،وولك إبابلة األكل ىل طلوع اليجر ،من غري بَ َد (.)2
نسخ ىل غري بد عند بعض العلماه. ِّ
)4نسخ حترمي اد ار حلوم األضالي ،فهو ٌ
وقال الشيخ دمحم األمني الشنقطي . . .« :النهي عن ِّاد ار حلوم األضالي نُ ِّسخ
بِّبد ري منه ،وهو التخيري يف ِّ
االد ار واإلنياق املذكور يف األلاديث»(.)2 َ
والزركشــي :ال ياارى أ يف احلااديث نسااخا طالفااا ،باال جيعلااه ِّماان ابب زوا احلكاام
لاازوا ِّعلَّتااه؛ فااإ ِّاد ااار حلااوم األضااالي كااا ِّماان أجاال الدافَّااة ،مث ورد اإلو فيااه ،فااال
يكو منسو ا(.)3
ا
ونقل ابن السبكي عن القاضي أ الشافعي حيتمل أنه أراد نيي الوجود مسعا ،أي
مع عُلُو مرتبته يف هذا الين(.)2
الشرعي ال العقلي ،وفا :هو الظن ابإلمام الشافعيَ ،
ومن األمثلة على نسخ السنة لكتاب:
)1ص ْلح الرسو مع املشركني عام احل َديْبية ،فقد صاحلهم النيب يف ولك ِّ
العام َ ُ ُ ُ
رده ليهم ،ومن َأًتهم من على ثالثة أشياه ،منها :أ من أًته من املشركني َّ
املسلمني مل ُيردوه(.)3
ُمثَّ نُ ِّسخ بقوله تعاىل :ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜﮊ [املمتحنة.)4( ]17 :
هااذه القاعاادة تتبااع مااا ساابق وكااره ماان تقساام للنسااخ ابعتبااار الناسااخ ،والناسااخ يف
القاعدة مما ا تل العلماه يف لكم نسخه.
والااذي وهااب ليااه اجلااويين هااو عاادم ج اواز نسااخ الكتاااب ابلساانة مطلقااا ،س اواه
الشااافعي ،وصااار ليااه أكثاار أصااحابه ،وأمحااد يف
كاناات مت اواترة أو آلاديااة ،وهااو فااو َّ
املشااهور عنااه ،وبعااض املالكيااة( ،)3الفااا ملااا وهااب ليااه مجهااور اليقهاااه واألص اوليني،
الروايتني عن أمحد ،وابن لزم من الظاهرية (.)4 و لدى ِّ
وعلى القو املاذكور يف القاعادة ال ميكان التمثيال ،وف َّارق بعاض العلمااه باني السانة
املتواترة واآللادية.
ومن أمثلة النسخ لسنة املتواتر(:)5
)1فوله تعاىل :ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﮊ [النور ]2 :نُ ِّسخ مبا تواتر عن
وعلى التقديرات األربعة :فإما أ يكوان معلومني ،أو مظنونني ،أو ألدمها معلوما
واآل ر مظنوان.
وعلى التقديرات كلها :فإما أ يكو املتقدم معلوما واملتأ ر معلوما ،أو ال يكو
والد منهما معلوما »( )3مث وكر ألكام هذه األفسام.
ويف هذه القاعدة طريقة العمل يف احلالة األوىل والثانية ،وفد لكم اجلويين عليهما
مجع ،و مل ميكن اجلمع بينهما يُتوف حبكم والد وهو :أمكن اجلمع بينهما ُِّ
فيهما مل يعلم التاريخ ،فإ عُلِّم التاريخ فإ املتأ ر ينسخ املتقدم.
وما وهب ليه اجلويين هو مذهب اجلمهور؛ أل يف اجلمع عماال للدليلني،
واإلعما ُ ْأوَىل من اإلمها (.)1
وقد ذكر األصوليون طرقاً للجمع هلاتني احلالتني منها:
أتويل صحيح ُْجي َم ُع به بينهما أل ُدمها على ٍ
األولُْ :حي َم ُل َ
الثاين :اجلمع ابحلمل على جزأين ،ويُ َسمو هذا الوجه االشرتاك والتوزيع ،وولك
ْم كل والد من الدليلني فيثبت بعضه دو بعض ،وا كا فابال أب يَاتَابَا َّعض ُلك ُ
لذلك فبل التعارض.
الثالث :أ يكو َ كال الدليلني يتضمن ألكاما ،فيُانَاَّز ألدمها على بعض تلك
ٍ
ألكام أ ْ رى. األلكام ،وياُنَاَّز الدليل اآل ر على
الرابع :اجلمع ابحلمل على لالَ ْني ُخمتَلِّ َي ْني ،كأ يتعارض دليال َّ
عاما فيُا ْع َمل
( )1أ رجه مسلم يف كتاب املسافاة ،ابب بيع الطعام ابلطعام مثال مبثل ،برفم (.)1216
( )2سبق خترجيه يف القاعدة العاشرة.
( )3ينظر :املستصيى ( ،)143 -142/2تعارض السنن القولية للدكتور عبدهللا الزبري
(.)1122 - 1120/2
( )4أ رجه مسلم يف كتاب اإلميا ،ابب الصلوات اليت هي ألد أركا اإلسالم ،برفم (.)12
( )2أ رجه البخاري يف كتاب األميا ،ابب ال حتليوا آبابئكم ،برفم ( ،)6642 ،6646ومسلم
يف كتاب األميا ،ابب النهي عن احلل بغري هللا ،برفم (.)4 ،3
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
123
سبحانه وتعاىل ،فهذا هو اجلواب املرضي»(.)1
)3ورد يف احلديث فوله « :خري الشهود من أدَّى شهادته قبل أن يسأهلا» ( ،)2وورد
قوم حيبون عنه « :خري أميت القرن الذي بعثت فيهم ،مثَّ الذين يلوهنم ،مثَّ ُ
خيلف ٌ
السمانة( )3يشهدون قبل أن يستشهدوا » ( .)4فظاهر احلديثني التعارض ،فجمع
بعض العلماه بينهم أب محلوا كل لديث على لا خمال حلا احلديث
اآل ر ،فحملوا احلديث األو :على لا من شهد وصالب احلق ال يعلم أ
له شاهدا .واحلديث الثاين :على لا من وا علم من له احلق أ له شاهدا،
فبدأ ابلشهادة فبل أ يطلب منه(.)2
()6
)4ورد يف احليث فوله « :غُسل اجلمعة واجب على كل ُحمتلم» ،وورد عنه
فوله« :من توضأ يوم اجلمعة فبها ونعمت ،ومن اغتسل فالغسل أفضل»( ،)0فتعارض
فتعارض احلديثا يف لكم الغسل.
فحمل بعض العلماه فوله ( واجب) على عادة العرب يف فو الرجل منهم
علي و رأيتين موضعا حلاجتك . .ويكو الوجوب اصا للرجل :وجب لقك َّ
ابحلالة اليت يتأوى اآل ر برائحته ،وحيمل احلديث الثاين على غري ولك.
( )1أ رجه البخاري يف كتاب احلج ،ابب ما ال يلبس احملرم من الثياب ،برفم ( ،)1243ومسلم
ومسلم يف كتاب احلج ،ابب ما يباح للمحرم حبج أو عمرة ،وما ال يباح له ،وبيا حترمي
الطيب ،برفم (.)1100
( )2أ رجه البخاري يف كتاب جزاه الصيد ،ابب لبس اخليني للمحرم وا مل جيد النعلني ،برفم
( )1214ومسلم يف كتاب احلج ،ابب ما يباح للمحرم حبج أو عمرة ،وما ال يباح له ،برفم
(.)1102
( )3أ رجه البخاري يف كتاب الوضوه ،ابب ال تستقبل القبلة ببو وال غائط ال عند البناه،
جدار أو حنوه ،برفم ( ،)144ومسلم يف كتاب الطهارة ،ابب االستطابة ،برفم (،)264
والليظ ملسلم.
( )4أ رجه الرتمذي يف كتاب الطهارة ،ابب ما جاه من الر صة يف ولك ،برفم ( ،)1وفبله:
ابب يف النهي عن استقبا القبلة بغائط أو بو .
( )2ينظر :تعارض السنن القولية ووجوه الرتجيح بينها د .عبدهللا الزبري (= .)1116 -1112/2
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
125
القاعدة التاسعة والعشرون:
حيمل العام على اخلاص
وحيمل عموم كل واحد من العمومني على خصوص اآلخر.
قال اجلويين « :و كا ألدمها عاما واآل ر اصا فيخص العام ابخلاص ،و
كا كل والد منهما عاما من وجه و اصا من وجه فيخص عموم كل والد منهما
خبصوص اآل ر »(.)1
فا العمريطي(:)2
و صص ا ا ا ا ا ا اوا يف الثال ا ا ا ا ا ااث املعل ا ا ا ا ا ااوم با ااذي اخلصا ااوص ليا ااظ وي العما ااوم
ويف األ ا ا ا ا ااري ش ا ا ا ا ااطر ك ا ا ا ا اال نُط ا ا ا ا ااق ما ا اان ك ا اال شا ا ااق ُلكا ا اام واك النطا ا ا ِّاق
ابلض ا ا ا ااد م ا ا ا اان فس ا ا ا ااميه واعرفنهم ا ا ا ااا فا ص ااص عم ااوم ك اال نُط ااق منهم ااا
دراسة القاعدة:
موضوع القاعدة هو كما حلاالت التعارض بني النطقني ،وهنا مسألتا :
= .)1116
( )1منت الورفات (.)27
( )2منت نظم الورفات (.)22 -24
( )3فا الزركشي يف البحر احمليط ( « :)470/3مث فيه أفسام -أي بناه العام على اخلاص= :-
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
126
ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ حيمل على اخلاص .مثا ولك فوله تعاىل:
ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﭼ [البقرة ،]122 :فهو اص ابملريض واملسافر،
والنصا متصال ،فيحمل النص العام على اخلاص ،ويكو املراد ابلعام ما مل يتناوله
اخلاص ،فال جيوز أت ري الصيام ىل وفت آ ر ال للمذكورين يف النص اخلاص.
وإمنا حمل اخلالف هو :ما وا ورد العام واخلاص يف دليلني منيصلني ،سواه كا
التاريخ معلوما أم جمهوال.
فذهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل محل العام على اخلاص مطلقا سواه علم
املتقدم منهما أم ال (.)1
وحمل ولك كله فيما وا مل يعمل أبلدمها فبل ورود اآل ر ،فإ عمل أبلدمها
فبل ورود اآل ر فإ املتأ ر انسخ لألو (.)2
تطبيقات القاعدة:
يد ل يف القاعدة ما سبق من أمثلة التخصيص.
= ألدمها :أ يردا معا ،كأ تنز آية عامة ،مث فبل أ يستقر لكمها بني النيب دليل
التخصيص ،كقوله :زكوا البقر ،وال تزكوا العوامل ،فاخلاص هنا مقدم على العام ابإلمجاع ،كما
نقل الشيخ أبو لامد اإلسيرائيين ،والقاضي عبدالوهاب يف امللخص ،وأبو بكر الرازي يف
أصوله ،أل اخلاص مبني للعام وخمصص له؛ لكن يف احملصو أ بعضهم وهب ىل أ
ولك القدر من العام يصري معارضا للخاص » .فلت :وكذا يف شرح الكوكب لليتولي ومل
يبينا هؤاله البعض .ينظر :احملصو ( ،)174/3وشرح الكوكب املنري (.)322/3
( )1ينظا اار :الع ا اادة ( ،)612/2روضا ااة الن ا اااظر ( ،)021/2املسا ااودة ( ،)134اإلش ا ااارة للب ا اااجي
( ،)110-116التبصرة ( ،)123البحر احمليط (.)417/3
( )2ينظا اار :احملصا ااو ( ،)176/3البحا اار احملا اايط ( ،)471 ،472/3هنايا ااة السا ااو (-422/2
.)426
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
127
()1
ُ )1سئل النيب أي العمل ألب ىل هللا عز وجل فقا « :الصالة يف أول وقتها» ،
وهو عام يف كل صالة ،وورد يف لديث آ ر« : ،إذا اشتد احلر فأبردوا لصالة،
فإن شدة احلر من فيح جهنم» ( ،)2وهو اص ،وحيمل العام على اخلاص ،ويكو
فضيلة التقدمي يف غري صالة الظهر وفت شدة احلر.
)2أمجع العلماه على أ عدة املتو عنها زوجها كانت لامال فإهنا تعتد
تعاىل :ﭽﭸ ﭹ ﭺ واستدلوا أبنه ال تعارض بني اآليتني؛ أل فوله
تعاىل :ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ وهو عام يشمل احلامل واحلائل ،وفوله ﭻ ﭼﭼ
اص يف احلامل ،فيحمل العام يف اآلية األوىل على اخلاص ،فتكو ﯮ ﯯﭼ
العدة املذكورة يف اآلية األوىل لكل مطلقة ما مل تكن لامال.
( )1أ رج ااه أب ااو داود يف كت اااب الص ااالة ،ابب احملافظ ااة عل ااى وف اات الص االوات ،ب اارفم (،)326
وصححه األلباين يف صحيح أيب داود برفم (.)411
( )2أ رج ا ااه البخ ا اااري يف كت ا اااب موافي ا اات الص ا ااالة ،ابب اإلب ا اراد ابلظه ا اار يف ش ا اادة احل ا اار ،ب ا اارفم
( ،)217ومس االم يف كت اااب املس اااجد ومواض ااع الص ااالة ،ابب اس ااتحباب اإلبا اراد ابلظه اار يف
شدة احلر ملن ميضي ىل مجاعة ويناله احلر يف طريقه ،برفم(.)612
( )3منت الورفات (.)27
( )4العموم واخلصوص من وجه :هي النسبة بني معىن كلي ومعىن كلي آ ر ،وكل منهما ينطبق
على بعض األفراد اليت ينطبق عليها اآل ر ،وينيرد ابنطبافه على أفراد ال ينطبق عليها اآل ر.
ينظر :ضوابط املعرفة لعبدالرمحن لسن لبنكة ( ،)22 ،20وشرح التنقيح (.)10 ،16
( )2أ رجه البخاري يف كتاب موافيت الصالة ،ابب من نسي صالة فليصل وا وكرها ،برفم =
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
128
عليه الصالة والسالم« :-ال صالة بعد العصر حىت تغرب الشمس»(.)1
فإ األو عام يف األوفات اص يف صالة القضاه ،والثاين عام يف الصالة،
اص يف األوفات .وسيأيت بيانه.
فإوا تعارض العاما واخلاصا من وجه ،فقد وهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل
محل عموم ألدمها على صوص اآل ر(.)2
تطبيقات القاعدة:
«ثالث ساعات كان ينهاان رسول هللا )1ورد يف لديث عقبة بن عامر هنع هللا يضر أنه فا :
أن نصلي فيهن ،أو نقرب فيهن مواتان ،حني تطلع الشمس زغة حىت ترتفع ،وحني يقوم
قا مة الظهرية حىت متيل ،وحني تتضيف الشمس للغروب حىت تغرب» ( .)3وهو عام يف
مجيع الصلوات ،انفلة كانت أو فريضة ،مقضية أو مؤداة ،اص يف أوفات النهي
الثالثة.
= احلديث ( )210والليظ له .وأ رجه مسلم يف كتاب املساجد ومواضع الصالة ،ابب فضاه
الصالة اليائتة واستحباب تعجيلها ،برفم (.)624
( )1أ رجااه البخاااري يف كتاااب موافياات الصااالة ،ابب ال يتحاارى الصااالة فباال غااروب الشاامس،
برفم (.)31
ومسلم يف كتاب صالة املسافرين ،ابب األوفات اليت هنى عن الصالة فيها ،برفم (.)220
( )2ينظاار :العاادة أليب يعلااى ( ،)620/2املسااودة ( ،)131شاارح تنقاايح اليصااو ( ،)421هنايااة
السو لإلسنوي ( ،)466/4التعارض والرتجيح للحيناوي (.)122
( )3أ رج ا ااه أب ا ااو داود يف كت ا اااب اجلن ا ااائز ،ابب ال ا اادفن عن ا ااد طل ا ااوع الش ا اامس و غروهب ا ااا ،ب ا اارفم
( ،)3112والرتم ااذي يف كت اااب اجلن ااائز ابب م ااا ج اااه يف كراهي ااة الص ااالة عل ااى اجلن ااازة عن ااد
طلااوع الشاامس وعنااد غروهبااا ،باارفم ( ،)1737والنسااائي يف كتاااب املوافياات ابب الساااعات
الاايت هنااي عاان الصااالة فيهااا ،باارفم ،267واباان ماجااه يف كتاااب اجلنااائز ،ابب مااا جاااه الاايت ال
يصاالى فيهااا علااى املياات وال ياادفن ،426/1رفاام ،1211وصااححه األلباااين يف صااحيح اباان
ماجه رفم .1233
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
129
()1
نص عام من ليث ٌ وهو . ويف احلديث« :من نسي صالة فليصل إذا ذكرها»
اص من ليث الصالة ،لكونه يف الوفت ،فيشمل األوفات الثالثة وغريها ،و ٌ
الصالة املقضية.
فيي احلديثني عموم و صوص من وجه ،فيحمل عموم ألدمها على صوص
اآل ر.
فيحمل هنا األمر ابلصالة يف مجيع األوفات ال أوفات النهي فتحرم الصالة
فيها .والنهي عن الصالة يف وفت النهي جلميع الصلوات ال الصالة املقضية.
)2جاه يف لديث عقبة بن عامر هنع هللا يضر أنه فا « :ثالث ساعات كان ينهاان رسول هللا
أن نصلي فيهن ،أو نقرب فيهن مواتان ،حني تطلع الشمس زغة حىت ترتفع ،وحني
يقوم قا مة الظهرية حىت متيل ،وحني تتضيف الشمس للغروب حىت تغرب»(.)2
واحلديث عام يف النهي عن الصالة يف كل األماكن ،مبا فيه مكة املكرمة وغريها،
و اص أبوفات النهي.
و جاه عن جبري بن مطعم رضي هللا ،أ النيب فا « :اي بين عبد مناف ال
متنعوا أحدا طاف هبذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو هنار»( .)3وهو عام يف
األوفات ،فيشمل أوفات النهي وغريها ،و اص مبكة.
فيي احلديثني عموم و صوص من وجه ،فيحمل عموم ألدمها على صوص
اآل ر.
( )1أ رجااه :مالااك بالغااا يف :املوطااأ ،كتاااب البيااوع ،ابب بيااع اخليااار .)463( ،وأمحااد -والليااظ
املا ااذكور لا ااه -يف :مسا اانده )440-446/0( ،با اارفم( ،)4440والب ا ازار يف :مسا اانده (البحا اار
الز ااار) (364/2و ،)302باارفم (1112و .،)2773وأبااو يعلااى يف :مساانده-311/2( ،
477و .)201/1ب ا ا ا ا ا ا ا اارفم (4124و ،)2472والطح ا ا ا ا ا ا ا اااوي يف ش ا ا ا ا ا ا ا اارح مش ا ا ا ا ا ا ا ااكل اآلثر
(330/11و ،)332ابب بي ااا مش ااكل م ااا روي ع اان رس ااو هللا يف ا ااتالف املتب ااايعني
يف الثمن ،برفم (4421و.)4422
وفد روي لديث ا تالف املتبايعني من طرق متعددة ،مدارها كلها على ابن مسعود ،
ووكر كثري من احلياظ -كالطحاوي واخلطايب وابن عبد الرب :-أ هذا احلديث و كا ال
ي نهض من جهة السند؛ فقد تلقته األمة ابلقبو ،والتجوا به ،فد ولك على صحته،
أغىن عن طلب سند له. و َ
ينظر :شرح مشكل اآلثر ( ،)162-162/6ومعامل السنن ( ،)121-127/3والتمهيد
احلديث مبجموع طرفه الشيخا
َ وص َّح َح
( ،)213-217/4واالستذكار (َ .)222/27
= الشوكاين واأللباين.
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
132
َّعى ولديث ابن عباس ب أ رسو هللا فا « :لو يُـ ْعطَى ُ
الناس بدعواهم؛ الد َ
واليمني على من أنْ َكر»(.)1
ُ ودماءهم ،ولكن البَـيِّنَةُ على ال ُْم َّد ِّعي
َ أموال قَـ ْوٍم
رجال ٌَ
َّعى عليه ،من غري فَاْرٍق بني أ فاحلديث الثاين عام يد على أ اليمني على الْ ُمد َ
مشرتاي ،وأ ال يكو والدا منهما ،ويد على أ البينة على يكو ِّ
املنكر ابئعا أو َِّ
ُ
مشرتاي ،وأ ال يكو والدا منهما. َّعي من غري فرق بني أ يكو ابئعا أو َِّ الْمد ِّ
ُ
ويَ ُد احلديث األو على أ القوَ فو ُ البائع مع ميينه والبينة على املشرتي ،من
َّعيا أو ُمْن ِّكرا ،واملشرتي ُمدَّعيا أو ُمْن ِّكرا ،فبني
غري فَارٍق بني أ يكو البائع مد ِّ
ُ ْ
موم و صوص من وجه. احلديثني عُ ٌ
)6فا هللا تعاىل :ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ فيي حترمي اجلمع بني األ تني
مبلك اليمني يف الوطه.
دراسة القاعدة:
تش ااري ه ااذه القاع اادة ىل أ اخل ااالف بع ااد اإلمج اااع غ ااري معت ااد ب ااه ،وال خي اارق ه ااذا
اإلمجاع؛ أل اإلمجاع وا انعقد كا لجة ولرمت خماليته.
وعبارة اجلويين تشري ىل أ احلكم السابق ،وهو عدم جواز ارق اإلمجااع كاا
اخلالف بعد عصر اإلمجاع ،أما وفع اخلالف يف نيس العصر فميهوم كالماه أناه ال
يعتد به ،ومل ييصل بني كو املخال من اجملمعني أو من غريهم.
فإ كا من غريهم وفد بلغ رتبة االجتهاد وفات مجااعهم فقولاه خيارق اإلمجااع ال
على القو أب الوالد واإلثنني ال خيرفا اإلمجاع.
و بلغ االجتهاد يف عصرهم بعد وفت مجاعهم فعلى القو ابشرتاط انقراض
اإلمجاع يقدح ،و ال فال.
( )1أ رجه الرتمذي ،برفم ( ،)2160وفا احلاكم يف املستدرك« :وفد ُرري احلديث أبسانيد
يح مثلها احلديث ،فال بد أ يكو له أصل أبلد األسانيد ،مثَّ وجدان للحديث شواهد
من غري لديث املعتمر ،ال أدعي صحتها وال ألكم بتوهينها ،بل يلزمين وكرها إلمجاع
أهل السنة على هذه القاعدة من فواعد اإلسالم».
( )2منت الورفات (.)21
( )3منت نظم الورفات (.)26
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
134
أما كا املخال منهم بعد ثبوت اإلمجاع واستقرار رأيهم وانتهاه املدة الكافية
للبحث والنظر و بداه الرأي عرفا ،فاجلمهور على ثبوت اإلمجاع وعدم اعتبار فو
املخال (.)1
ووهب بعض األصوليني ىل أ اخلالف املتأ ر من ألد اجملمعني يرفع اإلمجاع
السابق ،وهو ما رجحه الروايين ،ونسبه ابن لزم ىل طائية(.)2
تطبيقات القاعدة:
)1وهب مجهور العلماه من املذاهب األربعة ىل أ عقد اإلجارة جائز واستدلوا
على ولك إبمجاع األمة( .)3ومل يعتربوا ابخلالف املتأ ر()4؛ أل يف اعتباره رفا
لإلمجاع السابق ،و رق اإلمجاع ال جيوز.
)2وهب الصحابة مهنع هللا يضر ىل حترمي بيع أمهات األوالد ،ومنهم علي بن أيب طالب
هنع هللا يضر ،مثَّ اليهم وفا جبواز بيعهن .وفا « :اتيق رأيي ورأي عمر على أ
أمهات األوالد ال ياُبَعن ،وأهنن ألرار عن دبر املوايل ،مثَّ رأيت أ أرفهن » .ومل
يقبل اجلمهور ولك ،وفد فا له َعبِّيدة السلماين « :رأيك يف اجلماعة ألب لينا
من رأيك ولدك » (.)2
)3استد احلنيية على أ املطلقة يف مرض املوت ترث من زوجها إبمجاع الصحابة
على ولك ،ومل يقبلوا الف ابن الزبري هنع هللا يضر ورأيه يف عدم التوريث.
قال الكاساينُ « :روي أ َّ ابن الزبري هنع هللا يضر منا فا ولك يف واليته ،وفد كا انعقد
اإل مجاع فبله منهم على التوريث ،فخالفه بعد وفوع االتياق منهم ال يقدح يف
دراسة القاعدة:
املراد ابنقراض العصر يف اإلمجاع هو :موت من اعترب فيه ،من غري رجوع والد
فدر موت مجيعهم يف حلظة والدة ،كأ كانوا يف منهم عما أمجعوا عليه ،ل ى لو ِّ
سيينة مثال فغرفت ،فإنه يقا :انقرض العصر(.)3
ووهب اجلويين ومجهور أهل العلم ىل عدم اشرتاط انقراض العصر لصحة اإلمجاع
وانعقاده(.)4
وللجويين يف الربها تيصيل يف املسألة وهو :أ اإلمجاع املقطوع به لجة فور
انعقاده؛ أل اجملمعني يف لقيقة األمر راجعو ىل أصل مقطوع به عندهم ،أما
تطبيقات القاعدة:
سبق يف القاعدة السابقة (اإلمجاع حجة على العصر الثاين ،ويف أي عصر كان) أمثلة
لرجوع بعض الصحابة عن اجتهادهم ،ومن فا ابشرتاط انقراض العصر فعنده أ
اإلمجاع مل ينعقد ،ولذا جوز رجوعهم ،وأجاز رجوع بعض اجملمعني عن رأيهم ومن
ولك:
)1فو علي هنع هللا يضر يف بيع أم الولد« :اتيق رأيي ورأي عمر على أ أمهات األوالد ال
ياُبَعن ،وأهنن ألرار عن دبر املوايل ،مثَّ رأيت أ أرفهن » .ومل يقبل اجلمهور
ولك ،وفد فا له َعبِّيدة السلماين « :رأيك يف اجلماعة ألب لينا من رأيك
ولدك »(.)2
)2مجاع الصحابة على فتا مانعي الزكاة ،وعملوا به ،ومل ينتظروا جلوازه انقراض
العصر(.)3
)3مجاع الصحابة يوم السقيية على أ َّ اإلمامة يف فريه ،وتسليم األنصار وعمل
اجلميع به دليل على صحته وعدم اشرتاط انقراض عصرهم (.)4
دراسة القاعدة:
وفسمه ىل ثالثة أفسام:
تكلم اجلويين حتت هذه القاعدة على أفسام اإلمجاعَّ ،
القسم األول :إمجاع قويل:
أب يقولوا مجيعا :أ احلكم يف املسألة اليالنية الوجوب ،أو الندب مثال(.)3
أو يقو البعض وييعل البعض على وفق هذا القو .
ولكم هذا القسم :يكو لجة فطعية ،وا صدر من أهله وحتققت شروطه(.)4
القسم الثاين :إمجاع فعلي:
أب ييعل كل والد منهم فعال يد على أ لكم اليعل هو الوجوب ،أو الندب
مثال.
ولكم هذا القسم :اجلمهور على كونه مجاعا ولجة(.)2
= نقل الزركشي عن القاضي« :كل ما أمجعت األمة عليه يقع بوجهني :ما فو ،و ما فعل،
وكالمها لجة».
( )1ينظر :شرح الكوكب املنري ( ،)224/2شرح خمتصر الروضة ( ،)27/3مجع اجلوامع مع
شرح احمللي (.)111/2
( )2ينظر :البحر احمليط ( ،)272/4التمهيد لإلسنوي (.)421
( )3ينظر :شرح املعامل للتلمساين (.)122/2
( )4ينظر :لاشية البناين على شرح احمللى ( ،)120/2شرح الكوكب املنري (.)224/2
( )2ينظر :فواطع األدلة ( ،)422/2شرح املعامل (.)122/2
( )6ينظر :أصو السر سي ( ، ،)373/1اإلشارة ( ،)223شرح التنقيح ( ،)337وفواطع
األدلة ( ،)201/3املسودة ( ،)641/1روضة الناظر ( ،)223/1شرح خمتصر الروضة =
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
140
تطبيقات القاعدة:
)1انعقاد البيعة لإلمام ابلعقد ،وفيل :هو مجاع فويل من الصحابة يف بيعتهم أليب
بكر الصديق هنع هللا يضر(.)1
)2شرعية ركعيت الطواف ،وهو مجاع ابلقو واليعل ،فقد فا اليقهاه بشرعيتها،
وفعلها كل من لج من األمة.
)3فتا أهل الردة ،وهو مجاع سكويت ،وأمثلة هذا القسم كثرية ،وهي ُجل
اإلمجاعات.
أما اإلمجاع الفعلي فقط ،فقا ابن فركاح عنه« :فال يكاد يتحقق ،فإ األمة م ى
فعلت شيئا ال بد من متكلم منها حبكم ولك الشيه ،فأما أ يتيقوا على اليعل من
غري أ يصدر عن ألد منهم فو دا على لكم ولك اليعل فهذا بعيد»(.)2
دراسة القاعدة:
ا تل األصوليو يف تعري الصحايب ،فمنهم من وافق احملدثني وفا :نه كل
مؤمن رأى النيب وصحبه متبعا له ،ولو ساعة .ومنهم من فا :من أطا املكث
معه على وجه التتبع له(.)3
قال عبدالعلي دمحم األنصاري« :وينبغي أ يكو النزاع يف الصحابة الذين أفنوا
وختلقوا أب الفه الشريية ،كاخللياه واألزواج املطهرات والعبادلة
أعمارهم يف الصحبةُ ،
وأنس ولذيية ومن يف طبقتهم ال مسلمة اليتح ،فإ أكثرهم مل حيصل هلم معرفة
األلكام الشرعية ال تقليدا ،وهللا أعلم»(.)4
وكثريا ما يعِّرب األصوليني عن هذه املسألة بقوله :با ا (فو الصحايب) كما َّ
عرب
عربوا عنها با ا (مذهب الصحايب) ،ويقصدو ابملسألة :ما ثبت اجلويين هنا ،ورمبا َّ
بطريق صحيح عن ألد أصحاب رسو هللا من فتوى أو فضاه يف لادثة شرعية،
وقد اتفق العلماء على مجلة من األمور املتعلقة هبذه املسألة ،منها:
أوال :أ فو الصحايب ومذهبه ،فيما ال جما فيه للرأي واالجتهاد أ له لكم
الرفع ىل النيب .وفيد بعضهم ولك أبال يعرف عن الصحايب األ ذ من
اإلسرائليات(.)2
ثنيا :عدم لجة فوله ومذهبه يف احلاالت اآلتية(:)3
األوىل :وا ال فوله نصا من الكتاب أو السنة.
الثانية :عند رجوع الصحايب عن فوله ،أو خماليته له.
وحمل اخلالف فيما عدا ولك .ولذا أمجل اجلويين وفا « :ليس حبجة على غريه ».
أي سواه كا صحابيا أو غري صحايب.
و اليه غريه من الصحابة ،فإما أ يكو اآل ر من الصحابة مثله ،أو أرجح
منه بعلم أو صحبة ،أو غري ولك.
فإ كا املخال له من الصحابة مثله ،مل يكن فو ألدمها لجة على اآل ر(.)4
و وا مل يكن فو ألدمها لجة على اآل ر ،فال يكو لجة بعينه على غري الصحابة؛
وسع فيه على من أ ذ بقو ألد منهم ،دو من رج عن ألنه فو اجتهادي ِّ
أفواهلم مجيعهم(.)2
وهب أكثر العلماه( )1ىل الرتجيح بني أفوا الصحابة ،بداللة الكتاب والسنة
مبعىن القياس على ما فيهما من املعاين (.)2
يقول الشافعي« :فقا -أي املناظر له :-فد مسعت فولك يف اإلمجاع والقياس
بعد فولك يف كتاب هللا وسنة رسوله :أرأيت أفاويل أصحاب رسو هللا وا
تيرفوا فيها؟ فقلت :نصري فيها ىل ما وافق الكتاب أو السنة أو اإلمجاع أو كا أصح
يف القياس»(.)3
قال اإلسنوي -وهو ممن يرى كو مذهب اإلمام الشافعي اجلديد :لجية فو
نص الشافعي يف مواضع من األم على أنه لجة ،وعلى هذا جيوز الصحايب « :-وفد َّ
تقليده ،فلنذكر بعضها ،وحيصل يف ضمنه وكر فروع القاعدة أيضا»( ،)2مثَّ وكر تلك
اليروع.
وفد َّرج ابن لجر اهليثمي سبعة عشر فرعا يف كتابه حتية احملتاج بناها الشافعي
على فو الصحايب ،وكرها صالب كتاب ختريج القواعد األصولية من ال حتية
()3
احملتاج .
قال ابن القيم« :وأما اجلديد فكثري منهم _ أي أصحاب الشافعي -حيكي عنه
فيه أنه ليس حبجة ،ويف هذه احلكاية عنه فيه نظر ظاهر جدا ،فإنه ال حييظ له يف
اجلديد لرف والد أ فو الصحايب ليس حبجة ،وغاية ما يتعلق به من نقل ولك،
أنه حيكي أفواال للصحابة يف اجلديد مث خياليها ،ولو كانت عنده لجة مل خياليها،
وهذا تعليق ضعي جدا ،فإ خمالية اجملتهد الدليل املعني ملا هو أفوى يف نظره منه،
ال يد على أنه ال يراه دليال من ليث اجلملة ،بل ال دليال لدليل أرجح عنده
منه» ()4اها.
يظهر أثر هذه القاعدة -عند القو بعدم لجية فو الصحايب -فيما لو عارض
فو الصحايب القياس ،فإ القياس يقدَّم عليه ،كما فعل الزجناين يف ختريج ألد اليروع
على هذا األصل ،فقا :
«ويتيرع عن هذا األصل :مسألة العينة -وهي السل ( ، -)1وصورنا :ما وا
اشرتى ما ابع أبفل مما ابع ،فبل نقد الثمن؛ فإنه صحيح عند الشافعي )2(؛ طردا
للقياس اجللي(.)3
وقال أبو حنيفة :ييسد العقد األ ري()4؛ لقو عائشة اهنع هللا يضر ،ليث أ ربت أ زيد
بن أرفم ابتاع عبدا من امرأة أبل درهم ىل أجل ،مث ابتاعته منه خبمسمائة لالة« :
بئسما بعت ،وبئسما اشرتيت ،أخربي زيدا أنه أبطل جهاده مع رسول هللا إال أن
( )1فا النووي يف اجملموع (« :)123/17وفسر أبو عبيد أمحد بن دمحم اهلروي العينة هو أ
يبيع الرجل من رجل سلعة بثمن معلوم ىل أجل مسمى مث يشرتيها منه أبفل من الثمن
الذي ابعها به فا :و اشرتى حبضرة طالب العينة سلعة من آ ر بثمن معلوم وفبضها،
مث ابعها من طالب العينة بثمن أكثر مما اشرتاه ىل أجل مسمى ،مث ابعها املشرتي من
البائع األو ابلنقد أبفل من الثمن فهذه أيضا عينة ،وهي أهو من األوىل وهو جائز عند
بعضهم ،ومسيت عينة حبصو النقد لصالب العينة ،وولك أ العني هو املا احلاضر،
فاملشرتي منا يشرتيها ليبيعها بعني لاضر يصل ليه من نقده ،انتهى كالم اهلروي .وجعله
اسم العينة يشمل األمرين املذكورين خمتل فيه ،منهم من جعل العينة امسا للثاين فقط،
ويسمي األو الذي حنن فيه شراه ما ابع ابفل مما ابع ،وهذا صنع احلنيية وعبارنم ».
( )2فالعقدا صحيحا ينظر .األم ( ،)01-02/3وتقومي النظر البن الدها (،)376/1
واجملموع بتكملة السبكي ( ،)124/17وروضة الطالبني ()410-416/3
( )3فا ابن الدها يف تقومي النظر ( « :)370/1لنا :اعتبار ألد العقدين ابآل ر ،فإهنما
استواي يف اجتماع األركا والشرائط ».
( )4ينظر :حتية اليقهاه ( ،)20/2وبدائع الصنائع (.)112/2
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
146
يتوب»( ،)1فأ ذ به أبو لنيية وترك القياس»(.)2
( )1أ رجه عبد الرزاق يف مصنيه ( ،)124/2برفم ( )14212و( ،)14213والدارفطين يف
سننه كتاب البيوع ( ،)22/3وفا « :أم حمبة والعالية جمهولتا ،ال حيتج هبما» ،والبيهقي
يف السنن الكربى (.)337/2
( )2ختريج اليروع على األصو (.)163-162
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
147
القاعدة الرابعة والثالثون:
املتواتر يوجب العلم والعمل ،واآلحاد يوجب العمل.
قال اجلويين« :وأما األ بار ،فاخلرب ما يد له الصدق والكذب ،وفد يقطع
بصدفه أو كذبه .واخلرب ينقسم فسمني :ىل آلاد ومتواتر.
فاملتواتر :ما يوجب العلم ،وهاو أ ياروي مجاعاة ال يقاع التواطاؤ علاى الكاذب عان
مثلهم ىل أ ينتهي ىل املخرب عنه فيكو يف األصل عن مشاهدة أو مساع.
واآلحاد :هو الذي يوجب العمل وال يوجب العلم»(.)1
وفا العمريطي(:)2
ت ا ا ا ا ا ا ا ا ا اواترا للعلا ا ا ا ا ا ا ا ا اام فا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد أفا ا ا ا ا ا ا ا ا اااد وما ا ا ا ااا عا ا ا ا اادا ها ا ا ا ااذا اعتا ا ا ا اارب آلا ا ا ا ااادا
وفا :
ال العل اام لك اان عن ااده الظ اان لص اال ااد يُوجا ا ا ااب العما ا ا اال
ثنيهما ا ا ااا اآللا ا ا ا ُ
دراسة القاعدة:
تكلم اجلويين حتت هذه القاعدة عن أربع مسائل ،ترجع ىل املسألتني اآلتيتني:
املسألة األوىل :املتواتر يفيد العلم ويوجب العمل.
عرف اجلويين التواتر ،وبقي العلم وستأيت اإلشارة ليه يف املسألة الثانية.
وفد َّ
أما لكم هذه املسألة فهي حمل اتياق بني العلماه.
اتيق العلماه( )3فاطبة على أ املتواتر مييد للعلم) ،(4وفد وكر بعضهم الف
الشرط الثاين :استواه الطرفني والوسط يف هذه الصيات من كما العدد .بقوله:
«عن مثلهم ىل أ ينتهي ىل املخرب عنه».
الشرط الثالث :أ يُسندوا َربهم ىل احلس ال ىل العقل .بقوله« :فيكو يف
األصل عن مشاهدة أو مساع».
من فروع وجوب العلم والعمل خبرب التواتر:
ما وهب ليه الشافعية من أ للصائم االعتماد على أوا املؤونني وا كثُروا يف يوم
الغيم؛ بناه على أ كثرنم متنع من االتياق على اخلطأ.
= ( ،)221/1التمهي ا ا ا ااد يف أصا ا ا ا ااو اليقا ا ا ا ااه ( ،)317احملصا ا ا ا ااو ( ،)21/2روضا ا ا ا ااة النا ا ا ا اااظر
( ،)340/1اإللك ااام لآلم اادي (القس اام الثا اااين م اان اجملل ااد األو ،ص ،)21 :خمتص اار ابا اان
احلاجااب بشاارح األصاابهاين( ،)322/1املسااودة ( ،)460/1شاارح تنقاايح اليصااو (،)203
بديع النظام ( ،)270/2شرح خمتصار الروضاة ( ،)04/2كشا األسارار ( ،)270/2تيساري
التحرير (.)232/2
السا َّامنِّيَّة :فرفااة ماان فاارق اهلنااد تعبااد األصاانام ،وتقااو بقاادم العااامل وابلتناسااخ ،وتنكاار لصااو (ُ )1
العلم اليقيين بغري احلواس ،نسبة ىل سومنات فرية ابهلند ،وفيال :نسابة ىل اسام صانم .ينظار:
اليرق بني اليرق ( ،)346التوفي على مهمات التعاري ( .)110
( )2الربامهااة :مجااع ،والااده :برمهااي ،وهاام فااوم ماان اهلنااد انتساابوا لرجاال يقااا لااه :ب اراهم ،وينكاارو
النبوات أصال .ينظر :اليرق بني اليرق ( ،)342امللال والنحال ( ،)241/2القااموس احملايط،
مادة :برهم (.)172
( )3القواط ا ااع ( ،)410/2املستص ا اايى ( ،)224/1روض ا ااة الن ا اااظر ( ،)326/1اليوائ ا ااد الس ا اانية
( ،)412/2زبدة الوصو (.)111/3
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
149
قال األشخر-رمحه هللا« :-ومن فروع كو املتواتر يييد العلم :ما لو مسع مؤونني
يف وفت غيم؛ اعتمادا على فو مجع ال يقبل رب ألدهم»(.)1
الش اريعةوفااد ال يقصااد بعضااهم أنَّااه يُِّييااد العلاام ماان ِّج َهااة واتااه ،باال ماان ِّج َهااة أ َّ
حميوظااة ،وأ أ بااار اآللاااد الثابتاةَ عاان الناايب لااو كاناات يف لقيقااة األماار كااذاب لَ َمااا
َس َكت عن بيا لقيقتها أئمة احلديث وعلماؤه(.)2
وللخالف يف هذه املسألة أثر كبريٌ يف املسائل االعتقادية ،فمن ولك:
ارد يف القرآ الكرمي كما يف فوله تعاىل: = النظر عن تطرق االلتما ليه ،و طالق العلم هبذا املعىن و ٌ
ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ [النساه ]23 :مسى املستنبطات ِّع ْلما مع أ أكثرها اجتهادات .مث
وضيِّق مدلوله ،وأصبح حمصورا فيما كا فطعياًّ يقينياًّ ،ال ميكن تطرق ِّ
ظهر املتكلمو ،فتغََّري معىن العلمُ ،
الوجوه .فلَ َّما نشب اخلالف فيما يييده رب الوالد صار بعضهم يقصد ابلعلم بوجه من ُ االلتما ليه ْ
املتقدمو ،وبعضهم يقصد به ما عند املتأ رين .انظر :نظرية التقريب والتغليب للريسوين ما يقصده ِّ
(.)60-66
( )1ينظر :شرح تنقيح اليصو ( ،)203شرح خمتصر الروضة ( )172/2فقد جعال اخلرب
احمليوف ابلقرائن من فبيل ما ليس بتواتر وال آلاد ،انظر :القرائن عند األصوليني للدكتور
دمحم املبارك (.)332-320/1
(ِّ )2ممَّن ناَبَّه على ولك ابن دفيق العيد ،كما نقل عنه الزركشي يف البحر احمليط ( )130/2فولهْ « :فد
أ ْكثَر األصوليني من ِّل َكاية فادته القطع عن الظَّاهرية ،أو بعضهمَّ ،
وتعجب اليقهاه وغريهم
منهم؛ ألان نُراجع أنيسنا فنجد َ رب الوالد حمتمال للكذب والغلط ،وال فَطْع مع هذا االلتما ،
ع
يتعرض له األكثرو ،وهو أ يقا :ما صح من األ بار فهو مقطو ٌ
لكن مذهبهم له مستند مل َّ
حمتمل ملا وكرمتوه من الكذب ِّ
بصحته ،ال من جهة كونه َرب والد ،فإنه من ليث هو كذلك ٌ
بصحته ألمر ارج عن هذه اجلهة ،وهو :أ الشريعة حميوظة،
ب أ ياُ ْقطَع َّ
وج َ
والغلط ،و منا َ
واحمليوظ :ما ال يد ل فيه ماليس منه ،وال خيرج عنه ما هو منه ،فلو كا ما ثبت عندان من
الشريعة ما ليس منها.» . . .
األ بار كذاب لد ل يف َّ
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
151
أوال :ثبوت العقا د وأصول الدايانت خبرب الواحد:
ومن فا :ال يُييده مل يُثبتها ِّمبُجرده(.)1فمن فا :يييد العلم فَبِّلهَ ،
َ
والتيريق بني العقائد واأللكام يف االلتجاج خبرب الوالد ال دليل عليه ،ولذا فإ
أهل السنة كلهم يقبل رب الوالد العد يف االعتقادات ،ويعادي ،ويوايل عليها،
ولكْما ودينا يف معتقده(.)2 وجيعلها شرعا ُ
اثبت خبرب اآلحاد:
اثنياًُ :ح ْكم َمن َج َحد ما هو ٌ
رب اآللاد ييياد ال َق طْاع فإناه يكيار جالاده ،وا كانات املساألة َم ن فا :
ال تاحتمل.
ومن فا :ال يييده ،ال يكير جالده(.)3
والذي عليه أهل السانَّة واجلماعاة أ التَّكياري لكْام شارعيِّ ،
ومان ال ُك ْيار َج ْح ُاد َماا ُ
الر ُسو جاه به ،سواه كا ثبتا بطريق التَّواتر أم اآللاد. عُلِّم أ َّ
وعليااه ،فَ َماان أنكاار ُس انَّة الرسااو بااال أتوياال ،وال عُ ا ْذر مقبااو ،وولااك بعااد أ
اافر ،مان َغ ْاري تيري ٍاق باني ماا كاا
وحتَ َّقاق ثبوناا ،وفامات علياه احلُ َّجاة ،فهاو ك ٌ
ت لاهَ ، تبيَّانَ ْ
متواترا أو آلادا( .)4وهللا أعلم.
أما فروع وجوب العمل خبرب اآلحاد ،فكثرية وهي غالب ألكام الشرع ،أوكر منها
بعض ما جعل دليال حلكم املسألة وانا:
ِّومن ذلك :ما ثبت عن نبينا صلوات هللا وسالمه عليه يف تصرفاته وألواله ِّممَّا
ياُ ْقطَع يف ُوجوب العمل خبرب الوالد واعتباره ،من ولك:
( )1أ رجا ااه أبا ااو داود يف كتا اااب الصا اايام ،ابب شا ااهادة الوال ا ااد يف رؤيا ااة ها ااال رمضا ااا ،با اارفم
( .)2347والنسااائي يف كتاااب الصاايام ،ابب فبااو شااهادة الرجاال الوالااد ،باارفم (.)2113
والرتماذي يف كتاااب الصاايام ،ابب مااا جاااه يف الصااوم ابلشااهادة باارفم ( .)611واباان ماجاة يف
كتاب الصيام ،ابب ما جاه يف الشهادة على رؤية اهلاال ،بارفم ( .)1622وضا َّاع َيه األلبااين
يف «اإلرواه» (.)170
( )2أ رجااه أبااو داود يف كتاااب الصاايام ،ابب يف شااهادة الوالااد ،ب ارفم ( .)2342والاادارمي (،)1722/2
واحل ا اااكم ( ،)222/1والبيهق ا ااي ( ،)212/4وال ا اادارفطين ( ،)10/3با ا ارفم ( )2146وف ا ااا احل ا اااكم:
«صحيح على شرط مسلم ومل خيارجاه» ،وصححه األلباين يف اإلرواه (.)172
( )3أ رجاه مالااك ( )24/2كتاااب اليارائض ،ابب مارياث اجلاادة .وأباو داود يف ،كتاااب اليارائض،
ابب يف اجلَ اادَّة ب اارفم ( .)2214واب اان ماج ا اة يف كت اااب الي ا ارائض ،ابب م ا ارياث اجل اادة با اارفم
( .)2024وضعيه األلباين يف اإلرواه ( )124/6رفم (.)1627
( )4أ رج ااه البخ اااري يف كت اااب اجلزي ااة واملوادع ااة ،ابب اجلزي ااة واملوادع ااة م ااع أه اال ِّ
الذم ااة واحل اارب ب ا ارفم
(.)3120-3126
( )2أ اارج أب ااو داود يف كت اااب اليا ارائض ،ابب يف املا ارأة تَ ا ِّارث م اان ِّدي ااة زوجه ااا ب اارفم (.)2120
والرتما ااذي يف كتا اااب الا ا ِّادايت ،ابب ما ااا جا اااه يف امل ا ارأة ها اال تَا ا ِّارث ما اان ِّديا ااة زوجها ااا؟ ب ا اارفم
الدياة باارفم ( )2642عاان سااعيد = ( .)1412وابان ماجاة يف كتاااب الادايت ،ابب املارياث ماان ِّ
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
153
)2وفَبِّل عثما بن عيَّا رب ال ُيَريْا َعة بنت مالك ك أب املتو عنها زوجها
تعتَد يف البيت الذي تويف فيه زوجها(.)1
املقداد بن األسود م أ يسأ النيب عن املذي، َ )6وسأَ علي بن أيب طالب
فلَ َّما أ ربه عن النيب َ ع ِّمل عليه(.)2
)0ورجع ابن عمر عن املخابرة( )3برواية رافع بن ديج .)4(
الص ْرف(ِّ )2خبَرب أيب سعيد اخلدري.)6( )2وترك ابن عباس مذهبه يف َّ
وع ِّمل َّ
الصحابة خبرب عائشة -اهنع هللا يضر -يف الغسل من التقاه اخلتانَا ْني(.)1 َ )1
(= )1أ رجه مسلم يف كتاب احليض ،ابب نسخ املاه من املاه ،ووجوب الغسل ابلتقاه اخلتاناَ ْني
برفم (.)341
( )2الرسالة للشافعي (.)422-420
( )3فواطع األدلة (.)202/2
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
155
القاعدة اخلامسة والثالثون:
مراسيل الصحابة حجة دون غريهم إال سعيد بن املسيب
قال اجلويين« :واملرسل ما مل يتصل سناده ،فإ كا من مراسيل غري الصحابة
فليس حبجة ،ال مراسيل سعيد بن املسيب ،فإهنا فتشت فوجدت مسانيد»(.)1
فا العمريطي(:)2
فمرسا ا ا ا ا ا ا ٌال وما ا ا ا ا ا ااا عا ا ا ا ا ا ااداه مسا ا ا ا ا ا ااند فحيثم ا ا ا ا ا ااا بع ا ا ا ا ا ااض ال ا ا ا ا ا اارواة يُيق ا ا ا ا ا ااد
لك ا ا ا اان مراس ا ا ا اايل الص ا ا ا ااحايب تُقب ا ا ا اال لاللتجا ا ا ا ا ا اااج صا ا ا ا ا ا اااحلٌ ال املرسا ا ا ا ا ا اال
يف االلتجا ا ا ا ا اااج ما ا ا ا ا ااا رواه مرسا ا ا ا ا ااال ك ا ا ااذا س ا ا ااعيد ب ا ا اان املس ا ا اايب اف ا ا اابال
دراسة القاعدة:
املرسل عند األصوليني :فو العد الثقة :فا رسو هللا مع سقاط بعض
الرواة من السند؛ سواه كا السافط هو الصحايب أو غريه ،والدا كا أو متعددا.
وهو عند علماه األصو يشمل املرسل عند علماه احلديث ،واملنقطع واملتصل.
قال الزركشي« :املرسل فو من لام يلق النيب فا رسو هللا .)3(»
املسألة األوىل :مرسل الصحايب:
وعرف احمللي مرسل الصحايب يف شرحه للورقات بقوله« :أ يروي صحايب عن َّ
صحايب عن النيب مث يسقط الصحايب»( ،)4أي :يسقط الصحايب الثاين ،ويرفع
احلديث ىل النيب .)2(
قال الرازي :أ يقو الصحايب :عن النيب ،فقا فوم :حيتمل أ يقا :نَّه
( )1منت الورفات (.)23
( )2منت نظم الورفات (.)21
( )3البحر احمليط (.)332/6
( )4شرح الورفات للمحلي (.)123
( )2وهذا النوع من املراسيلَّ ،منا هو اص عند األصوليني ال احملدثني ،بل هو عند احملدثني يف
لكم املوصو املسند ،وفالوا أب تسمية مرسل الصحايب :تسمية أصولية.
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
156
أ ربه نسا آ ر عن الرسو وهو مل يسمعه منه(.)1
ويؤيد ولك ما فاله الرباه بن عازب« :ما كل ما حندثكموه عن رسو هللا
مسعناه منه ،لدثنا أصحابنا ،وكا يشغلنا رعية اإلبل»(.)2
وهذا األثر يد على أنه مل تكن هناك دواعي إلرسا الصحايب ،فهم ينقلو عن
بعض ،وينيو يف رواايت من نقلوا عنهم ،وال يوجد مسوغ أ يكذب بعضهم على
بعض.
وكو مراسيل الصحابة لجة فو مجاهري أهل العلم من األصوليني ،ونسبه هلم
مجع من األصوليني ،بل جعل بعضهم فو املخال يف عداد األفوا الشاوة(.)3
فقد قال الشافعي – رمحه هللا – يف التولية ،الشركة بيع من البيوع ،حيل فيها ما
حيل من البيوع ،وحيرم فيه ما حيرم يف البيوع ،فمن ابتاع طعاما أو غريه فلم يقبضه ل ى
أشرك فيه رجال أ يوليه ايه ،فالشركة ابطلة ،والتولية أيضا ،وهذا بيع الطعام فبل أ
يقبض ،واإلفالة فسخ للبيع(.)2
= يُ ْستَو َ ،وال أبس ابإلفالة يف الطعام فبل أ يُستو َ :» . . .أبو داود يف :مراسيله ،ابب ما
جاه يف التولية ،)102( ،برفم ( .)112وابن أيب شيبة يف :مصنيه ،كتاب البيوع واألفضية،
يف الرجل يشرتي الطعام تولية فبل أ يقبضه ،)141/11( ، ،برفم (.)21042
(رواهُ أَبو َد ُاود ِّيف مراسيله َك َذلِّكَ ،وِّر َجاله كلهم ثَِّقات)اه حتية
فا احلافظ ابن امللقنَ :
احملتاج ( ،)230/2برفم (.)1232
( )1أ رجه :عبد الرزاق يف :مصنيه ،كتاب البيوع ،ابب التولية يف البيع واإلفالة)41/2( ، ،
برفم ( )14220فا ( :أ ربان معمر عن ربيعة عن ابن املسيب أ النيب فا «التولية
بن أيب عبد الرمحن
واإلفالة والشركة سواهٌ ال أبس به» ،وأما ابن جريج؛ فقا أ ربين ربيعةُ ُ
عن النيب لديثا ُم ْستَا َياضا ابملدينة)اه ،مث وكره.
قال ابن حزم يف احمللى (( :)2/1أما رب ربيعة؛ فمرسل ،وال ُل َّج َة يف مرسل ،ولو استند؛
صحيح لَ َكا َ الز ِّ
هري ْأوَىل أب يعرف ٍ استياضتُه عن أصل
َ لَ َس َار ْعنا ىل األ ذ به ،ولو كانت
ولك من ربيعة ،فبينهما يف هذا الباب باَ ْو ٌ بعيد ،والزهري خمال له يف ولك .وروينا من
طريق عبد الرزاق ،عن معمر ،عن الزهري فا « :التولية بيع يف الطعام وغريه»)اه.
وص َّح َحهما احلافظ أبو العباس القرطيب ،وفا يف امليهم (( :)301-302/4مرسال َ
صحيحا مشهورا ) مث فا ( :وينبغي للشافعي وأيب لنيية أ يعمال هبذين املرسلني؛ أما
الشافعي؛ فقد نص على أنه ياَ ْع َمل مبراسيل سعيد .وأما أبو لنيية؛ فإنه يعمل ابملراسيل
مطلقا ،كمالك)اه.
( )2الرهن الصغري ،كتاب البيوع ،ابب السنة يف اخليار (.)00/3
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
161
القاعدة السادسة والثالثون:
()1 ً
يلحق املرتدد بني أصلني بأكثرهما شبها
قال اجلويين« :وأما القياس فهو :رد اليرع ىل األصل لعل ٍاة جتمعهاا يف احلكام ،وهاو
ينقسم ىل ثالثة أفسام ىل :فياس علة ،وفياس داللة ،وفياس شابه ،...وفيااس الشابه:
هو اليرع املرتدد بني أصلني ،فيُلحق أبكثرمها شبها» (.)2
فا العمريطي(:)3
ما ا ا ااا ب ا ا ا ااني أص ا ا ا االني اعتب ا ا ا ااارا ُوج ا ا ا اادا والثالا ا ا ا ا ااث اليا ا ا ا ا اارع الا ا ا ا ا ااذي تا ا ا ا ا اارددا
ما ا اان غا ا ااريه يف وضا ا ااعه الا ا ااذي يُا ا اارى فليلتح ا ا ا ا ا ا ا ا ااق أبي وَي ا ا ا ا ا ا ا ا اان أكثا ا ا ا ا ا ا ا ا ارا
ابملا ا ا ا ا ااا ال ابحلا ا ا ا ا اار يف األوصا ا ا ا ا اااف فليُلح ا ا ا ا ا ا ااق الرفي ا ا ا ا ا ا ااق يف اإلت ا ا ا ا ا ا ااالف
دراسة القاعدة:
وما وكره يسمى عند بعض العلماه بقياس الشبه -كما وكر اجلويين -ويسمى
عند بعضهم :بقياس غلبة األشباه.
قال الشيخ دمحم األمـني الشـنقيطي« :وأمجاع مجهاور األصاوليني علاى أ غلباة األشاباه
( )1حتاادث اجلااويين عاان أفسااام القياااس ابعتبااار فااوة اجلااامع والعلااة ،فااإ كاناات العلااة فيااه موجبااة
للحكاام ،حبيااث ال حيساان عقااال ختليااه عنهااا ،فهااو فياااس العلااة ،ومثَّال بقياااس الضاارب علااى
التأفي للوالدين يف التحرمي بعلة اإليذاه.
فااإ لساان ختل ا العلااة وعاادم منازعااة أصاال أ اار للياارع حبيااث يكااو نظااريا لااه ،فهااو فياااس
وعرفه اجلويين «االستدال أبلد النظريين على اآل ر». الداللةَّ ،
وأمااا تااردد فيااه الياارع بااني أصاالني ،ووجااد يف الياارع علااة األص الني؛ لكنااه يشاابه ألاادمها يف
أوصاف هي أكثر من األوصاف اليت هبا مشاهبته لألصل األ ر فهو فياس الشبه
ينظر :الورفات (ص )126مع شرح احمللي ،اإللكام لألمدي (.)216-214/3
( )2منت الورفات (.)22
( )3منت نظم الورفات (.)61
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
162
ال خيرج عن الشبه؛ ألنه ما أ يكو هو بعينه ،و ما أ يكو نوعا منه»(.)1
وع ـ َّـرف اجل ــويين قي ــاس الش ــبه يف كتب ــه األخ ــرى أبن ــه« :أ يلح ااق ف اارعٌ أبص ا ٍال ،لكث اارة
أشاباهه ابألصال يف األوصااف ،مان غاري أ يعتقااد أ األوصااف الايت شاابه اليارع فيهااا
األصاال ،هااي علااة لكاام األصاال؛ وولااك حنااو حلاااق العبااد ابحلاار يف بعااض األلكااام
لشبهه به يف مجل من األلكام»(.)2
تطبيقات القاعدة:
)1دار الوض ااوه ب ااني :الت اايمم م اان لي ااث امل ازا في ااه -وه ااو احل اادث -لكم ااي ال
لسي ،وعليه فيأ اذ لكماه يف اشارتاط النياة فياه .وباني زالاة النجاساة مان لياث
املزا فيها لسي ال لكمي إلزالة املاه العني ،فال يشرتط فيه النية.
)2تااردد مااين اآلدمااي بااني :البااو والعااذرة ،لكونااه ارجااا ماان ألااد الساابيلني ،فهااو
جنس كالبو والعذرة .وبني كونه من فضالت اإلنسا الشريية؛ و بوجوده لياظ
النسل ،فهو طاهر كاللنب وكاللعاب ،وحنومها.
قــال ابــن رشــد« :تااردد املااين بااني أ يشاابه ابأللااداث اخلارجااة ماان البااد ،وبااني أ
يشبه خبروج اليضالت الطاهرة كاللنب وحنوه»(.)3
)3تردد املذي بني :املين ،لكونه ارجاا مان اليارج بشاهوة ،فهاو طااهر ومبنزلتاه ولايس
بنجس .وبني البو ،لكونه ارجا من اليرج ال خيلق مناه الولاد ،وال جياب الغسال
به فأشبه البو يف النجاسة(.)4
)4تردد بيع لنب اآلدمي بني كونه كسائر األلبا جبامع ابلة شرب لنب كال منهماا،
ويف املسألة األوىل لام يُظهر اجلويين رأيه ،وفا « :وأما احلظر واإلابلة ،فمن الناس
من يقو :األشياه على احلظر ال ما أابلته الشريعة ،فإ مل يوجد يف الشريعة ما
وقــال احمللــي بعــد ذكــره األقــوال« :أمااا فباال البعثااة فااال لكاام يتعلااق أبلا ٍاد؛ النتياااه
الرسو املوصل له»(.)1
واملراد ألشياء يف كـالم اجلـويين والقاعـدة :األعياا واألفعاا ،وتشامل األعياا مجياع
الذوات من احليوا والنبات واجلماد.
وامل ـ ـ ـراد ألفعـ ـ ــال :األفع ا ااا اال تياري ا ااة ،ول ا ااذا جعا ا اال العلم ا اااه اخلا ا ااالف يف غ ا ااري
االضطرار(.)2
وذكر اجلويين فو من فاا َّ :األصال يف االشاياه احلظار مطلقاا ،وكاذا مان فاا
.
األصل يف األشياه اإلابلة مطلقا
ومال اجلويين يف كتابه التلخيص إىل الوقف ،ليث فا « :وما صار ليه أهل احلق -
األشا اااعرة -ال لكا اام علا ااى العقا اااله فبا اال ورود الشا اارع ،وعا ا َّاربوا عا اان نيا ااي األلكا ااام
ابلوفا ،ومل يرياادوا بااذلك الوف ا الااذي يكااو لكمااا يف بعااض مسااائل الشاارع ،و منااا
عنوا به انتياه األلكام»(.)3
املسألة الثانية :استصحاب األصل واحلال السابقة حىت يرد الدليل الناقل.
قال اجلويين« :فإ وجد النطق ما يغري األصل ،و ال فيستصحب احلا ».
ووكاار ولااك بعااد لديثااه عاان مراتااب األدلااة الاايت ساابق وكرهااا يف القاعاادة السااابقة،
وفبلها ااا بورف ا ااات عا ا َّارف استص ا ااحاب احلا ااا ،فق ا ااا « :ومعا ااىن استص ا ااحاب احل ا ااا أ
يستصحب األصل عند عدم الدليل الشرعي».
واملقصود ألصل يف قوله« :يستصحب األصل :العادم األصالي ،وهاو الاذي عارف
العق اال نيي ااه ابلبق اااه عل ااى الع اادم األص االي ،ف ااد َّ العق اال عل ااى وج ااوب ني ااي احلك اام ،ال
لتصاريح الشاارع باه ،ولكان ألناه ال مثباات للوجاوب ،فيبقاى علاى النياي األصالي؛ لعاادم
ورود السمع به».
ويشرتط للعمل به االجتهاد يف البحث عند الادليل الشارعي بقادر الطافاة مان فبال
وحكــم هــذا النــوع مــن االستصــحاب لجااة عنااد مجهااور اهاال العلاام ،وماانهم ماان نقاال
االتياق على ولك:
قال ابن السبكي« :واجلمهور على العمل هبذا ،و َّادعى بعضهم فيه االتياق»(.)2
تطبيقات القاعدة:
()3
هذه أمثلة تطبيقية بنيت على القو ابإلابلة ،واملانع يبنيها على احلظر
)1جيوز أكل احليواانت اليت مل ينص الشارع على للِّها وال لرمتهاا ،ومل أيمار بقتلهاا،
ومل يثب اات ض اارر أكله ااا عل ااى اإلنس ااا ؛ أل األص اال يف األش ااياه املس ااكوت عنه ااا
احلِّل.
)2األطعمة واألشربة من النباًتت واليواكه واحلبوب املستوردة من بالد أ رى ،وليس
اص ابحلاال أو احلرمااة ،وال تعاارف أمساؤهااا ،ومل يثباات ضااررها ،مبالااة؛ أل فيهااا نا ٌ
األصل يف األشياه احلل واإلابلة.
)3كاال املعااامالت احلديثااة والبياوع املسااتحدثة اخلاليااة ماان شاابهة الاراب والغاارر واجلهالااة
والغنب مبالة؛ أل األصل يف العقود والبيوع والشروط اإلابلة.
)4جيااوز التااداوي بكاال األدويااة وا لاات ماان احملرمااات ،وثباات نيعهااا ،وكااذا التااداوي
ابلعمليااات اجلراليااة ،أو املناااظري ،وغريهااا ممااا ثباات نيعااه؛ أل األصاال يف املنااافع
احلل واإلابلة.
قدم منها« :اعلم أ هذا من موضوع قال الطويف مبيِّنًا أمهية معرفة مراتب األدلة وما يُ َّ
نظر اجملتهد وضروراته؛ أل َّ األدلة متياوتة يف مراتب القوة ،فيحتاج اجملتهد ىل معرفة
ويقاباال كاال فساام ماان أفسااام احلقيقااة اجملاااز ،وا اسااتعمل يف غااري مااا وضااعه لااه يف
اصطالح املخاطب ،سواه كا املخاطب هو الشرع أو اللغة أو العرف.
()1
ومن تطبيقات تقدمي احلقيقة على اجملاز :
مثال لتعارض احلقيقة الشرعية للمجاز:
احملرم ،وال يُن َكح وال خيطب» ( )2بني أ تردد ليظ النكاح يف فوله « :ال ِّ
ينكح ِّ
يكو لقيقة شرعية يف العقد ،فيحرم جمرد العقد ،ويبطل النكاح ،أو يراد به اجملاز
شرعا يف الوطه ،فيصح العقد ،واحملرم هو الوطه.
( )1تنظر هذه التطبيقات يف كتاب تعارض السنن القولية ووجوه الرتجيح بينها (.)121 -102/2
( )2أ رجه مسلم يف كتاب النكاح ،ابب حترمي نكاح ِّ
احملرم ،وكراهية طبته ،برفم (.)41
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
172
يتفرقا إال بيع اخليار» ( )1بني القيام من اجمللس الذي ضمهما ،ومغادرنما له أببداهنما،
وهو احلقيقة اللغوية ،وحيتمل اجملاز وهو التيرق إببرام العقد ،و مضاؤه بتمام القبو
واإلجياب.
( )1أ رج ا ااه البخ ا اااري يف كت ا اااب البي ا ااوع ،ابب البيع ا ااا ابخلي ا ااار م ا ااا مل يتيرف ا ااا ،ب ا اارفم (،2117
،)2111ومسلم يف كتاب البيوع ،ابب ثبوت يار اجمللس للمتبايعني ،برفم (.)1231
( )2أ رجا ااه الرتما ااذي يف كتا اااب النكا اااح ،ابب ما ااا جا اااه يف ك ا اراه اليتيما ااة علا ااى التا اازويج ،با اارفم
( ،)1111وأب ااو داود يف كتا ااب النك اااح ،ابب فول ااه تع اااىل :ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﭼ ،برفم ( ،)2713وفا الرتمذي :لديث لسن.
( )3أصااو الباازدوي مااع شاارله كش ا األس ارار ( ،)06/3ينظاار :أص ااو السر س ااي (،)12/2
اإللك ااام الب اان ل اازم ( ،)104/2اليقي ااه واملتيق ااه ( ،)221/1ع ااالم امل ااوفعني (= ،)317/2
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
173
يظن وظن؛ أل ما عُلِّم كي
علم ٌوقال ابن قدامة« :ال يتصور أ يتعارض ٌ
الفه؟ وظن الفه شك ،فكي يشك فيما يعلم»(.)1
ول ام أف ا علااى مثااا لتعااارض مت اواتر الساانة علااى اآللاااد ،والرتجاايح والتقاادمي فاارع
التعارض.
أمااا معارضااة ظاااهر أ بااار اآللاااد للقاارآ فهناااك أمثلااة عدياادة مجااع العلماااه بينهااا،
مجع فمرده ألسباب هاي اارج حمال اخلاالف ،منهاا كاو احلاديث أما ما مل يكن هناك ٌ
مل يصح ،أو كو احلديث منسو ا ( ،)4أو التاج األمار ىل تصاحيح ميهاوم احلاديث،
فيخص ااص ابآلل اااد ،أو يقي ااد
َّ ابإلضااافة ىل م ااا وك ااره احمللااي م اان ك ااو القطع ااي عامااا،
مطلقه.
وأكثار ماا مجاع العلمااه فياه باني ظاااهر التعاارض ،حبمال العاام واملطلاق علاى اخلاااص
واملقيَّااد ،ولعلااي هنااا فقااط أشااري ىل مثااا والااد مت رفااع التعااارض بناااه علااى تصااحيح
املقصود من احلديث.
وهلذا ملا وكار عناد عائشاة فاو ابان عمار :امليات يعاذب ببكااه أهلاه علياه ،فالات:
رلاام هللا أاب عباادالرمحن ،مسااع شاايئا فلاام حييظااه ،منااا ماارت علااى رسااو هللا جنااازة
يهااودي وهاام يبكااو عليااه ،فقااا « :إهنــم يبكــون ،وإنــه ليعــذب» ( ،)2ويف روايااة أ اارى
فالت عائشة :يغيار هللا أليب عبادالرمحن أماا أناه مل يكاذب ،ولكناه نساي أو أ طاأ ،مناا
مر رسو هللا على يهودية يُبكى عليها ،فقاا « :إهنم ليبكون عليهـا ،وإهنـا لتعـذب يف َّ
قربها»(.)3
فصححت الصديقة اهنع هللا يضر ما رواه ابن عمر مبا ال يعارض القرآ ،ومل يقال ابان عمار
شيئا(.)4
( )1أ رجااه البخاااري يف كتاااب اجلنااائز ،ابب يعااذب املياات باابعض بكاااه أهلااه ،باارفم (،)1226
ومسلم يف كتاب اجلنائز ،ابب امليت يعذب ببكاه أهله عليه ،برفم ( ،)22والليظ له.
( )2أ رجااه مساالم يف كتاااب اجلنااائز ،ابب املياات يعااذب ببكاااه أهلااه عليااه ،ابألرفااام (،23 ،22
.)20 ،26 ،22
( )3يف املصدر السابق.
( )4ينظر :تعارض السنن القولية للدكتور عبدهللا الزبري (.)210 -216/1
( )2شرح احمللي على الورفات (.)103
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
175
تطبيقات املسألة:
)1يقدم فوله « :إذا أكل أحدكم أو شرب انسيا وهو صا م فليتم صومه ،فإمنا أطعمه
هللا وسقاه»( ،)1على القياس ،وجه القياس :أ امليطر أتى فعال منافيا للصوم،
فكا عليه القضاه كالعامد؛ ليوات ركن الصيام وهو اإلمساك ،والركن ال بد منه،
ويستوي يف ولك العامد والناسي.
)2وهب الشافعية ىل أ احملرم وا مات يبقى يف لقه اإللرام؛ عمال بقوله يف
الرجل الذي وفصته دابته« :اغسلوه مباء وسدر وألبسوه ثوبيه وال ختمروا رأسه فإنه
أييت يوم القيامة ملبياً»( ،)2وفدموه على القياس املقتضي تغسيله؛ النقطاع العبادة
بزوا حمل التكلي ،وهو احلياة.
)3تقدمي لديث« :املتا يعان كل واحد منهما خليار على صاحبه ما مل يتفرقا إال بيع
اخليار»( )3فقضى جبواز يار اجمللس ،واشرتاط التيرق ابألبدا النعقاده ،والقياس
يقضي إبحلاق ما فبل التيرق مبا بعده بال فرق.
( )1أ رجااه البخاااري يف كتاااب الصااوم ،ابب الصااائم وا أكاال أو شاارب انساايا ،باارفم (.)1133
ومسلم يف كتاب الصيام ،ابب أكل الناسي وشربه ومجاعه ال ييطر ،برفم (.)1122
( )2أ رجه البخاري يف كتااب اجلناائز ،ابب الكيان يف ثاوبني ،بارفم ( .)1262ومسالم يف كتااب
احلج ،ابب ما ييعل ابحملرم وا مات ،برفم (.)1276
( )3متيق عليه ،وسبق خترجيه يف هذه القاعدة.
فصال يف أناواع األفيساة يف كتاباه التلخايص(-222/3 ( )4شرح الورفات للمحلاي ( .)103وفاد َّ
رجااح عاادم التباااين بينهمااا ،فقااا « :فحصاال مبااا
،)231ونقاال أف اوا الص اوليني يف ولااك ،مث َّ
وك ارانه ابطااا القااو بتباااين الض اربني ماان القياااس يف فبياال العلاام ،وتبااني أ والاادا منهمااا ال
يودي ىل العلم ،فال يبقى بعد ولك ال غلبات الظنو ،وعندان أ األفيساة السامعية كماا ال
توجب العلم ال توجب غلبات الظنو ...فرمبا حتصل غلبة الظان لابعض اجملتهادين ،ابلقيااس =
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
176
وما وكره احمللي ألد تيسريات القياس اجللي واخليي.
قال ابن قدامة« :ا تليوا يف القياس اجللي ،فيسره فوم أبنه :فياس العلة ،واخليي:
بقياس الشبه .وفيل اجللي :ما يظهر فيه املعىن ،كقوله عليه السالم« :ال يقضي القاضي
بني اثنني وهو غضبان»( ،)1وتعليل ولك مبا يدهه اليكر ل ى جيري ولك يف اجلائع»(.)2
وساابق يف القاعاادة ( )36بيااا أن اواع القياااس ،وفيهااا قــال اجلــويين« :وأمااا القياااس
فهااو :رد الياارع ىل األصاال لعلا ٍاة جتمعهااا يف احلكاام ،وهااو ينقساام ىل ثالثااة أفسااام ىل:
في اااس عل ااة ،وفي اااس دالل ااة ،وفي اااس ش اابه .فقي اااس العل ااة :م ااا كان اات العل ااة في ااه موجب ااة
للحكاام .وفياااس الداللااة :هااو االسااتدال أبلااد النظ اريين علااى اآل اار ،وهااو أ تكااو
العلة دالة على احلكم ،وال تكاو موجباة للحكام .وفيااس الشابه :هاو اليارع املارتدد باني
أصلني ،فيُلحق أبكثرمها شبها»(.)3
وفد مثَّل اجلويين للتعارض بني فياس العلة وفياس الشبه يف كتابه الربها يف مسألة
لكاام ضاارب فيمااة العبااد املقتااو علااى عافلااة القاتاال ،فقياااس العلااة يقتضااي عاادم ضارهبا
عليهم ،فياسا على مجيع األموا واألمالك املتلياة ،والاذي يقتضايه فيااس الشابه :ضارهبا
عليهم ،فياسا للعبد على احلر.
قال اجلويين« :ومن أبواب الشبه ما يتعارض فيه املعىن( )4والشبه على التنافض
= الذي يلحقه خماليوان ابخليي ورمبا ال حتصل غلبات الظنو ابلذي يلحقه ابجللي ».
( )1متيق عليه ،وسبق خترجيه يف القاعدة التاسعة.
( )2روضة الناظر (.)02 -00/2
( )3منت الورفات(.)22
( )4املقصااود بقياااس املعااىن ،هااو فياااس العلااة ،يقااو الزركشااي يف البحاار احملاايط ( )46/4يف بيااا
مراتب القيااس « :أعلاى هاذه األفساام :ماا كاا يف معاىن املنصاوص ،لا ى ا تلا أناه ليظاي
أو في اااس ،وه ااو القطعا ااي ،مثَّ يلي ااه فيا اااس املع ااىن ،مثَّ فيا اااس الدالل ااة ،مثَّ فيا اااس الش اابه ،وها ااي
املظنوانت .» ...
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
177
فيقع لذلك الشبه ثنيا يف الرتبة واالعتبار ،وهو كالرتدد يف أ فيمة العبد هل تضرب
على العافلة؟ فالذي يقتضيه القياس املعنوي عدم الضرب؛ اعتبارا جبملة اململوكات،
والذي يقتضيه الشبه اعتباره ابحلر»(.)1
تطبيقات القاعدة:
وا اجتهااد القاضااي يف وافعااة وغلااب علااى ظنااه لكاام فيهااا ،فيجااب عليااه العماال
.
مبقتضى اجتهاده وال يقلد غريه ،وهذا بناه على أ القاضي جمتهد
وهنــاك فــروع أدرجهــا اإلســنوي تااد ل يف مطلااق االجتهاااد ،وميهومااه اللغااوي ،فقااا
رمحه هللا« :ما وا ييت أدلة القبلة على اجملتهد لغيم ،أو ظلمة ،أو تعاارض أدلاة ،فإناه ال
يقلااد يف أظهاار الق اولني ...ومنهااا :وا مل خت ا األدلااة عليااه ،ولكاان ضاااق الوفاات عاان
اجتهاااده ،وهناااك شااخص فااد اجتهااد ،فأوجااه لكاهااا الرافعااي ،أصااحها :أنااه ال يقلااد،
ب اال يص االي كيا ا اتي ااق ويعي ااد ...ومنه ااا :األعم ااى جيته ااد يف األواين والثي اااب يف أص ااح
القولني ،فإ عجز فلد ،وال جيوز التقليد ابتداه .)3(» ...
ومثله االجتهاد يف جناسة أو طهارة الثياب واملياه واألطعمة.
قــال ابــن قدامــة « :اجملتهاادين وا ا تليااا ،فياارض كاال والااد منهمااا الصااالة ىل
اجلهة اليت يؤديه اجتهاده ليها أهنا القبلة ،ال يسعه تركها وال تقليد صالبه ،سواه كا
أعلم منه أم مل يكن»(.)4
( )1ينظاار :الربهااا ( ،)1331/2وكااالم اجلااويين يف التلخاايص يشااعر ابملياال ىل الوفا ،كمااا فالااه
الزركشي يف البحر (.)207/4
( )2ينظر :جمموع اليتاوى (.)274/27
( )3التمهيد يف ختريج اليروع على األصو (.)232-224
( )4املغين (.)172/2
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
180
القاعدة األربعون:
ليس كل جمتهد يف الفروع مصيب ،وقيل العكس ،خبالف األصول.
قال اجلويين« :وال جيوز أ يقا :كل جمتهد يف األصو الكالمية مصيب؛ أل
ولك يؤدي ىل تصويب أهل الضاللة من النصارى واجملوس والكيار وامللحدين.
ومنهم من فا :كل جمتهد يف اليروع مصيب»(.)1
قال العمريطي(:)2
ص ا ااد
اودهُ يف ني ا اال أض ا اامر ف ا ااد فَ َ
جمه ا ا َ
ول ا ا ا ااده أ يب ا ا ا ااذ ال ا ا ا ااذي اجته ا ا ا اد
ْ
وفي ا ا ا ا اال يف الي ا ا ا ا ااروع ُمين ا ا ا ا ا ُاع اخلط ا ا ا ا ااأ ولينقس ا ا ا ا ا ا اام ىل صا ا ا ا ا ا ا اواب و ط ا ا ا ا ا ا ااأ
اويب ألرابب الب ا ا ا ا اادع
و في ا ا ا ا ااه تص ا ا ا ا ا ٌ
ويف أص ا ااو ال ا اادين وا الوج ا ااه امتن ا ااع
والزاعما ا ا ا ا ا ا ا ا ااو أهن ا ا ا ا ا ا ا ا ا اام مل يبعث ا ا ا ا ا ا ا ا ا اوا اث ُكي ا ا ارا ثلث ا ا اوا
ما ا اان النصا ا ااارى لي ا ا ا ُ
كا ا ا ااذا اجملا ا ا ااوس يف َّادعا ا ا ااا األصا ا ا االني ْأو ال ي ا ا ا ا ا ا ا ا ا اارو رهب ا ا ا ا ا ا ا ا ا اام ابلع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااني
أجا ا ارين واجع ا ا ْال نص ا اايهُ م ا اان أ طَا ااا وما ا ا اان أصا ا ا اااب يف اليا ا ا ااروع يُعطا ا ا ااى
يف واك ما ا ا ا ا اان تقسا ا ا ا ا اايم االجتها ا ا ا ا ا ِّ
ااد ملا ا ا ا ا ا ااا رووا عا ا ا ا ا ا اان النا ا ا ا ا ا اايب اهلا ا ا ا ا ا ااادي
دراسة القاعدة:
تعرف هذه املسألة عند أكثر األصوليني بعنوا « :هل كل جمتهد مصيب؟»(،)3
ورمبا فالوا :هل احلق يتعدد ،أو أنه والد متحد؟.
وتاحت كالم اجلويين مسألتا :
وما وكره هو فو مجهور أهل العلم( ،)1ولام خيال ( )2يف ولك ال اجلالظ والعنربي.
يقول اآلمدي« :مذهب اجلمهور من املسلمني أنه ليس كل جمتهد يف العقليات
مصيبا»(.)3
والذي عليه مجهور أهل العلم هو أ احلق والد ،من أصابه فهو املصيب(.)2
وســبق قــول ابــن قدامــة يف القاعــدة الســابقة « :اجملتهاادين وا ا تليااا ،فياارض كاال
والد منهما الصالة ىل اجلهة اليت يؤديه اجتهااده ليهاا أهناا القبلاة ،ال يساعه تركهاا وال
تقليد صالبه ،سواه كا أعلم منه أم مل يكن»(.)1
املقدمة 3 ...............................................................
املنهج4 ............................................................ :
القواعد األصولية 2 ......................................................
سرد لقواعد (األربعو األصوليَّة من الورفات اجلوينيَّة) 0 ......................
القاعدة األوىل :األمر املطلق يقتضي الوجوب17 ........................... .
تطبيقات القاعدة14 ................................................ :
القاعدة الثانية :يصرف األمر عن الوجوب إىل الندب واإل حة 10 ..............
تطبيقات القاعدة11 ................................................ :
القاعدة الثالثة :ال يقتضي األمر التكرار21 ................................ .
تطبيقات القاعدة24 ................................................ :
القاعدة الرابعة :ال يقتضي األمر الفور22 ...................................
تطبيقات القاعدة26 ................................................ :
القاعدة اخلامسة :ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب22 ..................... .
تطبيقات القاعدة37 ................................................ :
القاعدة السادسة :ال يدخل يف خطاب هللا تعاىل الساهي والصب واجملنون33 ..... .
تطبيقات القاعدة32 ................................................ :
القاعدة السابعة :الكفار خماطبون بفروع الشريعة ومبا ال تصح إال به36 ......... .
تطبيقات القاعدة30 ................................................ :
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
184
القاعدة الثامنة :األمر لشيء هني عن ضده ،والنهي عن الشيء أمر بضده31 ....
املسألة األوىل31 .................................................... :
املسألة الثانية :النهي عن الشيه أمر بضده41 .......................... .
تطبيقات القاعدة43 ................................................ :
القاعدة التاسعة :النهي يقتضي الفساد44 ................................. .
تطبيقات القاعدة46 ................................................ :
املعرف أللف والالم42 ............. .
القاعدة العاشرة :من صيغ العموم :االسم َّ
تطبيقات القاعدة21 ................................................ :
القاعدة احلادية عشرة :من صيغ العموم :األمساء املبهمة24 ................... .
املسألة األوىلَ ( :م ْن)22 ..............................................:
املسألة الثانية( :ما)26 ...............................................:
املسألة الثالثة( :أي)20 .............................................. :
املسألة الرابعة( :أين)20 ............................................. :
املسألة اخلامسة( :م ى)22 ........................................... :
تطبيقات القاعدة22 ................................................ :
القاعدة الثانية عشرة :من صيغ العموم :النكرة يف سياق النفي أو النهي67 .......
تطبيقات القاعدة61 ................................................ :
القاعدة الثالثة عشرة :ال عموم للفعل وما جرى جمراه63 ...................... .
املسألة األوىل :عموم األفعا 63 ...................................... .
املسألة الثانية :ما جرى جمرى اليعل64 ................................. .
تطبيقات القاعدة66 ................................................ :
األربعون األصوليِّة من الورقات اجلوينيِّة
185
القاعدة الرابعة عشرة :جيوز االستثناء من اجلنس وغريه62 .................... .
تطبيقات القاعدة07 ................................................ :
القاعدة اخلامسة عشرة :حيمل املطلق على املقيد01 ......................... .
تطبيقات القاعدة02 ................................................ :
القاعدة السادسة عشرة :خيصص الكتاب لكتاب والسنة06 ................. .
املسألة األوىل :ختصيص الكتاب ابلكتاب06 ........................... .
املسألة الثانية :ختصيص الكتاب ابلسنة00 ............................. .
ومن فروع هذه املسألة02 ............................................ :
ختصص السنة لكتاب والسنة21 ................... .
القاعدة السابعة عشرةَّ :