Professional Documents
Culture Documents
بحث تخرج كامل احمد طالب
بحث تخرج كامل احمد طالب
كلية القانون
عنوان البحث
جدوى العقوبة في الجرائم ذات التطرف الديني
إشراف
أ.م.د عباس ابراهيم المالكي
2024م 1445هــ
بسم هللا الرحمن الرحيم
( ِإَّن ٱَّلِذيَن َء اَم ُنوْا َو ٱَّلِذيَن َهاُدوْا َو ٱلَّن َٰص َر ٰى َو ٱلَّٰص ِبِٔـيَن َم ۡن
َء اَم َن ِبٱِهَّلل َو ٱۡل َي ۡو ِم ٱٓأۡلِخِر َو َع ِم َل َٰص ِلٗح ا َفَلُهۡم َأۡج ُر ُهۡم ِع نَد
َر ِّب ِه ۡم َو اَل َخ ۡو ٌف َع َلۡي ِه ۡم َو اَل ُهۡم َي ۡح َز ُنوَن )
األهداء
هللا رب العالمين الى من املي رضاه ورجائي غفرانه
محمد رسول هللا الى مدينة العلم ومنقذ البشرية
علي امير المؤمنين الى باب مدينة علم رسول هللا
مهد الحضارات الى بلدي الغالي العراق العزيز
والدي العزيز الى من اعيش على نبضات قلبي
والدتي العزيزة الى الشفاه التي اكثرت الدعاء
استاذي العزيز الى من زرع الثقة في نفسي
عرفانا بالجميل الى جميع اساتذتي
فخرا واعتزازا الى اخوتي واخواتي
الشكر والتقدير
ابتداء الشكر هلل والصالة على رسول هللا وعلى اهل بيتة الطيبين الطاهرين .
وبعد
اتقدم بخالص عبارات الشكر والتقدير الى استاذي الفاضل (عباس ابراهيم المالكي)
لعنايته الكريمة وتوجيهه السديد االثر البالغ في انجاز هذا البحث وادعو من هللا ان
يحفظه ويمد في عمره كي يبقى شالال للعطاء واالبداع ينهل منه الجميع وكذلك كل
الشكر والتقدير يتوجه الى قسم القانون
( أ .د محمود كاظم موات الغزي )
واخيرا اتقدم بالشكر الجزيل الى كل من قدم يد العون والمساعدة في انجاز هذا
البحث داعي المولى العلي العظيم ان يحفظ العراق
واهله انه سميعا مجيب
وكما بدأت اختم شكري بالحمد هلل
مشكلة البحث :وتكمن مشكلة البحث في كيفية مواجهة هذا النوع من الجرائم ال تي انتش رت كث يرا في العص ر
الحديث ومعرفة اسبابها ومظاهرها وكيفية تخليص المجتمع وتحديدا الشباب من ارتكابها .
هدف البحث :يهدف البحث الى دراسة ماهية جريمة التط رف ال ديني وعالقته ا باالره اب واث ر العقوب ة على
مرتكبي جرائم التطرف الديني .
اهميــة البحث :فه و من الموض وعات المهم ة للدراس ات الجنائي ة حيث تناول ة العدي د من الب احثين للدراس ة
واالستقراء والتحليل لذلك دفعنا هذا األمر الى تناول هكذا موضوع .
[]1
المبحث االول
مفهوم جرائم التطرف الديني
سنقسم هذا المبحث الى مطلبين -:
المطلب االول :مفهوم التطرف الديني
سنبحث في هذا المطلب مفهوم التطرف الديني حيث يقس م الى ف رعين الف رع االول تعري ف
التطرف الديني واسبابه وعوامله اما الفرع الثاني تمييز التطرف الديني عن االرهاب :
الفرع االول :تعريف التطرف الديني واسبابه وعوامله :
اوًال :التطرف في اللغة
التطرف من الطرف في اللغة ،وقد وردت له عدة معان في معاجم اللغة نذكر منها :
أ -الطرف :العين ال ُيثّن ى وال يجمع؛ ألنه في األصل مصدر ،فيكون واحدا وجمعا ،قال تع الى :ال َي ْر َت ُّد ِإَلْي ِه ْم
َط ْر ُفُهْم َو َأْف ِئَد ُتُهْم َهَو اء ) (سورة إبراهيم ، )43/كما يراد به ا ط رف بص ره إذا أطب ق أح د جفني ه على اآلخ ر،
والمرة منه طرفة ،ويقال :أسرع من طرف ة عين و الطرف ة أيض ًا ،نقط ة حم راء ،تح دث في العين من ض ربة
وغيرها.
ب -طرف الشيء :جوانبه ،قال تعالىَ :أِقِم الَّصالَة َط َر َفِي الَّن َه اِر َو ُزَلفًا ِمَن الَّلْي ِل (سورة هود ،)114 /فطرف
النهار األول صالة الصبح ،وطرفه اآلخر صالة الظه ر والعص ر ،وزلف ا من اللي ل ص الة المغ رب والعش اء،
وقال تعالى َ ﴿ :أَو َلْم َيَر ْو ا َأَّن ا َن ْأِتي اَأْلْر َض َت ْنُقُص َه ا ِمْن َأْط َر اِفَه ا ﴾ (س ورة الرع د ( )41أي نواحيه ا وجوانبه ا،
والطرف الجماعة من الناس قال تعالىِ ﴿ :لَي ْقَط َع َط َر فًا ِمَن اَّلِذيَن َكَفُر وا ) (سورة آل عم ران ،)127/وأط راف
الرجل جماعته وأعمامه وأخواله وكل قرابته ،كما يقال :فالن كريم الطرفين .يراد به نسب أبيه وأم ه وأط راف
البدن الرجالن واليدان والرأس.
ج -الطرف بالكسر بمعنى الكريم العتيق من الخي ل ق ال أب و زي د :ه و نعت لل ذكور خاص ة ،والط رف ب الفتح
الشيء الطيب ،والنادر التحفة ،ويقال :أطرفت فالنًا ،إذا أعطيته شيئًا لم يملك مثله فأعجبه والطريف والط ارف
من المال المستحدث ،وهو ضد التالد والتليد يقال :ماله طارف وال تليد .ويراد به من ليس لديه مال مس تحدث ،
()1
وال موروث من آبائه وأجداده .
د .والمتطرف من الرجال هو ال ذي ال يثبت على أم ر ورج ل ط رف وام رأة طرف ة ،إذا كان ا ال يثبت ان على
()2
عهد ،والتطرف في اصطالح الناس هو مجاوزة حد االعتدال والتنطع والغلو واعتماد التشدد فيما ذهب إليه.
[]2
يعني مجاوزة االعتدال في السلوك الديني فكرًا وعمًال ،أو هو الخروج عن مسلك السلفي فهم الدين وفي العم ل
به ،فمسلك السلف في اإلسالم هو المعيار والمقياس الذي يناسب السلوك القويم ( ،)1كما ينصرف التطرف إلى
التشدد والتصلب والمغاالة في الدين ،ومجاوزة الحد المطلوب والمقدر شرعًا(.)2
وقد يراد به الخ روج عن النس ق الس ليم ،والنهج الص حيح لل دين اإلس المي ،واتب اع األفك ار والم ذاهب الش اذة
والضعيفة منهجا ودستورا لهم لفرضه على االخرين (. )3
ومن ذلك نرى أن التطرف الديني وفق التعريفات السابقة يمثل ما يأتي :
وتاريخ التطرف الديني قديم قدم الحضارة اإلسالمية كما أسلفنا ،واالنحراف أخذ ص ورا ومن اهج عدي دة ،تمث ل
في خروج الخوارج عن طاعة اإلمام علي ،وانقسامهم إلى فرق عديدة سببت مآسي لألمة وحروبا وفتنا ،وكذلك
الشأن مع فرق الشيعة التي تفرقت إلى شيع وأح زاب .وفي عه ود االس تعمار ظه رت ف رق من خ ارج ال وطن
العربي بلغت مرحلة الكفر واإللحاد ،كما حدث مع فرق اليزيدية والقرامطة والقاديانية والبهائية وغيرها.
أما الفرق المتطرفة الحديث ة ،فق د انطلقت من مص ر والس ودان والس عودية والجزائ ر واليمن وتمث ل جماع ات
تعرف باإلخوان المسلمين والتكفير والهجرة والجهاد وغيره ا من الحرك ات ،الزندقي ة ال تي تح اول أن تس تغل
اإلسالم لتحقيق مآربها للوصول للسلطة ،وقد وجدت في وضع األمة اإلس المية المتهال ك ،وواقعه ا المت أزم في
مواجهة الهجمة الصهيونية واالستعمارية والهزائم المتكررة التي لحقت بها ،بيئة صالحة لنشر أفكارها وتضليل
الشباب وإقحامهم في فتن ومؤامرات وحروب أهلية ،نتيجة عمليات االغتيال والقت ل واإلره اب وال رعب ال ذي
تمارسه هنا وهناك ،حتى أننا ال نكاد نجد بلدا عربيا أو إسالميا ،إال عانى من هؤالء .
[]3
للتطرف الديني في العص ر الح ديث العدي د من األس باب والعوام ل ،بعض ها مرتب ط ب المتطرف ذات ه والبعض
اآلخر يمثل أسبابا وعوامل عامة ،سنتولى توضيحها بشيء من اإليجاز.
()1
أوًال -األسباب المباشرة لبروز ظاهرة التطرف
الفهم الخاطئ للدين ومبادئه وأحكامه ،والظروف التي تهيئ له وتعين عليه. .1
اإلحباط الذي يلقاه الشباب نتيجة افتقارهم للمثل العليا التي يؤمنون بها في نطاق المجتمع. .2
الخطأ في إدراك حقيقة المثل العليا ،وطبيعة المجتمعات اإلنسانية وأسلوب اإلصالح. .3
تبسيط األحكام وتعميمها والنظرة السوداوية والتشاؤمية للمجتمع واليأس في إص الحه ،مم ا ي دفعهم إلى .4
التشدد والعنف واإلرهاب.
اإلحساس بشيوع القهر والقمع بدًال من الطمأنينة والحوار واإلقناع على المستويات كافة. .5
غياب الح وار الج اد المفي د من قب ل رج ال ال دين والعلم اء والمتمك نين لالس تماع وال رد على اآلراء .6
واألفكار المتطرفة وتفنيدها ،وبيان الصحيح في مجال العبادة واالجتماع واالقتص اد والسياس ة بأس لوب
الدعوة اإلسالمية السليمة ،دون غوغائية أو قمع أو تهويش .
هناك أسباب وعوامل عديدة للتطرف الديني ،أبرزتها البحوث والدراسات التي أجريت على الحرك ات الزندقي ة
في الوطن العربي والتي توصلت إليها التقارير األمنية ،وكانت خالصة ألعم ال اللج ان المش تركة ،ال تي كلفت
بدراسة الظاهرة وأسبابها ،نوجزها فيما يأتي :
[]4
عدم اتخاذ إجراءات صارمة للحد من تسلل التط رف واألفك ار والكتب واألدبي ات الزندقي ة من ال دول -9
المجاورة السودان ومصر والجزائر وتونس .وكذلك عدم إشراك الناس في الوقاية والمكافحة للظ اهرة،
سواء على مستوى األسرة أو المدرسة أو الن ادي أو المجتم ع المحلي والنقاب ات واالتح ادات والرواب ط
المهنية وحركة اللجان الثورية واألمن الشعبي ،والقوى المجتمعية كافة؛ ألنها األقرب إلى هذه الظواهر
()1
واألقدر على اإلسهام في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة ،في هذا المجال.
مما تجدر اإلشارة إليه أن التطرف الديني ق د يك ون من العوام ل المؤدي ة إلى وق وع اإلره اب ،وذل ك لش يوع
التطرف الديني واإلرهاب کوجهين لعملة واح دة عن دما يتح ول الفك ر المتط رف إلى أنم اط عنيف ة في ص ورة
اعت داءات على الحري ات أو الممتلك ات أو األرواح أو تش كيل التنظيم ات المس لحة ال تي تس تخدم في مواجه ة
()2
المجتمع .
فالتطرف الديني يعتبر بمثابة الوقود لإلرهاب ،وذلك ألن م رتكب األعم ال اإلرهابي ة يعتن ق نم ط دي ني معين
يتسم بالتشدد والتطرف ،سواء كان هذا النمط دينيًا أو سياسيًا أو غير ذلك ،فيعتبر ه ذا الفك ر المنح رف من أهم
العوامل المؤدية لإلرهاب(.)3
فاإلرهاب أحد إفرازات االنحراف الفكري الذي يساعد على انتشاره الجهل وذلك بوقوع البس طاء تحت س يطرة
اإلرهاب لعدم قدرتهم على النقد والحوار والتمييز ،مما يؤدي إلى تعصبهم لجماعة أو طائفة معينة ،واإليمان
المطلق بأفكارها المتطرفة دون وعي مما يساعد على انتشار العنف واإلرهاب (.)4
وعلى هذا فإن معالجة االنحراف الفكري تع د مقدم ة لمواجه ة اإلره اب ،وذل ك ألن ب ذور اإلره اب تنش أ من
االنح راف الفك ري )5( .ومن ثم يجب على الدول ة التص دي لالنح راف الفك ري عن طري ق ال دعوة والنص ح
واإلرش اد للش باب في جمي ع دور العلم والعب ادة ووس ائل اإلعالم ،وذل ك عن طري ق الح وار في بي ان المنهج
الوسطي وبيان سماحة اإلسالم.
ومما يجب أن نشير إليه أن التطرف الديني يختلف عن اإلرهاب في المسائل اآلتية :
إن التطرف الديني يرتبط بمعتقدات وأفكار بعيدة عما هو معتاد عليه سياس يًا واجتماعي ًا وفكري ا دون أن .1
ترتبط تلك المعتقدات واألفكار بسلوكيات مادي ة عنيف ة ،أم ا إذا ارتب ط التط رف ب العنف الم ادي أو التهدي د
بالعنف فإن يخرج من دائرة التطرف إلى اإلرهاب الذي يعد شكًال أشكال فرض ال رأي المتط رف ب القوة،
-1الباحث :الوجيز في األمن الشعبي المحلي إصدارات اللجنة الشعبية العامة للعدل واألمن العام
ط1994/1ف ص .45الباحث :النماذج العربية للشرطة المجتمعية بحث مقدم للندوة العلمية
للشرطة المجتمعية بجامعة دمشق خالل الفترة من 2000/4/26 24ف ص .85إصدارات
أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الكتاب 261الرياض 2001ف.
- 2يونس ذكور ،مفهوم التطرف وعالقته باإلرهاب مقال منشور على شبكة النبأ
المعلوماتية ،ذي القعدة ١٤٢٧ه ،ص .٢١
- 3بكيل بن محمد البرشي دور األمن الفكري في الوقاية من اإلرهاب -دراسة تطبيقية في
الجمهورية اليمنية جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،رسالة استكماًال للماجستير،
الرياض٢٠١١ ،م ،ص . ٤٩
- 4د .عصام عبدالفتاح مطر :الجريمة اإلرهابية رسالة دكتوراه ،دار المطبوعات الجامعية،
القاهرة ،٢٠٠٦ ،ص۳۲
- 5إبراهيم الحمود :االنحراف الفكري وعالقته باإلرهاب جامعة الملك سعود ،الرياض
١٤٢٩هـ ،ص10.
[]5
()1
وذلك ألن اإلرهاب يولد من ويترعرع في أحضان الفكر المنحرف الذي يقوم على فرض الرأي بالقوة).
ومن ثم فإن التطرف الديني هو تجاوز ح د االعت دال ،أم ا اإلره اب في اإلس الم يتج اوز مرحل ة التط رف
()2
الديني إلى مرحلة فرض المعتقدات بالقوة.
.2التطرف الديني ال يعاقب عليه القانون وال يعتبر جريمة ،بينما اإلرهاب هو جريمة يعاقب عليه ا قانون ًا،
و هو حركة في اتجاه القاعدة االجتماعية أو القانونية أو األخالقية ،ولكنه ا حرك ة يتج اوز م داها الح دود
()3
التي وصلت إليها القاعدة وارتضاها المجتمع
.3ومن ثم يصعب تجريمه فالقانون ال يعاقب على النواي ا واألفك ار ،في أن الس لوك اإلره ابي المج رم ه و
خروج عن القواع د االجتماعي ة والقانوني ة باتخ اذ أس لوب يتع ارض معه ا ومن ثم يجب تجريم ه .حين
وعلى هذا فإن الفكر المنحرف إذا لم يخرج إلى ح يز الفع ل أو الس لوك الع نيف ،وظ ل األم ر داخلي ًا في
شخصية المتطرف فال يقع تحت طائلة القانون الجنائي ،بينما إذا خرج الفكر المنحرف إلى حيز الس لوك
أو الفع ل في ش كل اإلك راه أو اس تخدام الق وة في نش ر وف رض ه ذه األفك ار ،وإش اعة ال ذعر وال رعب
ًا ()4
واإلضرار بمصالح الوطن فإنه يقع تحت طائلة هذا القانون ،ويصبح مرتكب هذا السلوك مجرم .
ومن ثم فإن التطرف الديني ال يعد جريمة إذا لم يخرج إلى الحيز المادي ،وظل أمرًا داخليًا في شخصية
المتطرف ،وذلك ألن الشريعة اإلسالمية والقانون الجن ائي ال عق اب فيه ا على النواي ا واألم ور الداخلي ة
التي لم تخرج إلى مرحلة البدء في التنفيذ .يختلف التطرف ال ديني عن اإلره اب أيض ًا من خالل ط رق
معالجته ،فالتطرف في الدين تكون وسيلة عالجه الحوارواالعتدال ،أم ا إذا تح ول التط رف ال ديني إلى
تصادم فهو يخرج عن حدود الفكر إلى نطاق الجريمة مما يستلزم تغييرًا في م دخل المعامل ة وأس لوبها".
( )5وهناك نماذج عملية للحركات المتطرفة كنموذج للتطرف الديني المؤدي لإلرهاب لقد انتشرت بعض
الجماعات الدينية المتطرفة والتي ارتكب المنتمين إليها الكثير من األعمال اإلرهابية ومن هذه الجماع ات
:ما يسمى بالدولة االسالمية في العراق والشام .
[]6
الفرع االول :مظاهر ومناهج التطرف الديني
يقوم التطرف في بدايته على التعصب للرأي تعصبًا ،ال يعترف لآلخرين برأي ،وهذا يشير إلى جم ود .1
هؤالء ،وعدم قدرتهم على فهم واستيعاب آراء اآلخرين ،بأريحي ة وتس امح تجاوب ا م ع روح اإلس الم،
وهديه والدعوة والحوار مع اآلخرين ،ال سيما ما يتصل باالجتهاد في الحق ،بم ا يتج اوب م ع مقاص د
الشرع وظروف العصر ،فالمتطرف يرى أن ه وح ده على ح ق ،وم ا ع داه علىض الل ،وك ذلك يس مح
لنفسه باالجتهاد في الحق وأدق القضايا الفقهية ،ولكنه ال يجيز ذلك وال يقبله من علماء العصر ،س واء
كانوا منفردين أو مجتمعين ،ما دام الذي توصلوا إليه مخالفًا لما ينادي به .
التشدد في القيام بالواجبات الدينية ،ومحاسبة الن اس على النواف ل والس نن وكأنه ا ف رائض واالهتم ام .2
بالجزئيات والفروع والحكم على إهمالها بالكفر واإللحاد.
الميل إلى العنف في التعامل مع اآلخرين بخشونة في األسلوب وغلظة في الدعوة. .3
س وء الظن ب اآلخرين والنظ ر إليهم نظ رة تش اؤمية ال ت رى أعم الهم الحس نة وتض خم من س يئاتهم، .4
فاألصل عند هؤالء االتهام واإلدانة؛ نتيجة الثقة الزائدة بأنفسهم مما يجعلهم في فترة الحقة يصلون إلى
درجة االزدراء والسخرية باآلخرين.
وقد يبلغ التطرف مداه حين يسقط المتطرف عصمة اآلخرين ،ويستبيح دم اءهم وأعراض هم وأم والهم .5
وهم بالنسبة إليه متهمون بالخروج عن اإلسالم ،ويصل في النهاية إلى دائرة التطرف التي تتيح لألقلية
الحكم على األكثرية بالكفر واإللحاد و ليست هذه الظاهرة وليدة العص ر ،بلهي تك رر من حين آلخ ر،
من ذ خ روج الخ وارج على نهج األم ة في عه د آخ ر الخلف اء الراش دين ،وغ يرهم من غالة الف رق
()1
اإلسالمية المتطرفة ،كما سبق بيانه .
ومن ذلك نرى أن التطرف حلقات متتالية ،تبدأ بالتعصب في الفكر والتشدد في العبادات ،ومحاس بة الن اس على
الكب يرة والص غيرة ،والتعام ل معهم .بغلظ ة وس وء ظن ،وإذا لم يتج اوبوا معهم يرم ونهم ب الكفر واإللح اد،
ويستبيحون أرواحهم وأعراضهم ودماءهم ،ثم يخلقون أجواء الفتنة والتناحر واالقتتال؛ نتيجة التعصب والمغاالة
والتشدد والتطرف في الدين ،خالفًا لنهج اإلسالم وهديه.
[]7
المنهج الحرفي في تفسير النصوص ،وانتقاء آي ات وأح اديث معين ة ،والتمس ك المطل ق بحرفيته ا دون .1
االلتفات إلى مقاصدها العامة ،وفق السياق السليم لفهمها ،واستخالص األحكام منها تبع ًا لمنهج اإلس الم
الصحيح المرتبط بأسباب النزول ،ومعرفة أصول االستدالل اللغوي والفقهي ،دون التمي يز بين القاع دة
واالستثناء المرتبط بسببه .ومن هذا القبيل اعتبارهم المجتمعات اإلسالمية المعاصرة مجتمعات ك افرة،
ألنها تحكم بقوانين وضعية؛ استنادًا إلى تفسيرهم لقوله تعالىَ ﴿ :و َم ْن َلْم َي ْح ُك ْم ِبَم ا َأْن َز َل ُهَّللا َف ُأوَلِئ َك ُه ُم
اْل َفاِس ُقون ﴾ (س ورة المائ دة ، )47/وق د ذهبت ب المتطرفين إلى اس تخدام العن ف وتخ ريب مؤسس ات
المجتم ع ،اس تنادًا إلى قول ه تع الىَ ﴿ :م ا َقَط ْع ُتْم ِمْن ِليَن ٍة َأْو َت َر ْكُتُموَه ا َق اِئَم ًة َع َلى ُأُص وِلَه ا َف ِب ِإْذ ِن ِهَّللا
َو ِلُيْخ ِز ي اْل َفاِس ِقيَن ) (سورة الحشر.)5/
أخذ المعرفة الدينية عن طريق السماع عن الخطباء والوعاظ ،واالس تخفاف ب آراء األئم ة والمجته دين .2
والتسليم المطلق بحق االجتهاد واإلفتاء لزعاماتهم ،كل في نطاق جماعته ،فأفتى هؤالء باستحالل دم اء
المسلمين وأعراضهم وأموالهم ،مما ورط بعضهم في أمور تخالف صريح المعقول والمقبول ،وتخ الف
الشريعة مخالفة ال تحتمل التأويل ،كمن أفتى بتزويج أخته أو أمه المتزوجة دون أن تطل ق ،اس تنادًا إلى
أن زوجه ا ك افر لرفض ه ال دخول في الجماع ة ،بع د أن بلغت ه ال دعوى ،أو أن ه مرت د .لخروج ه عن
الجماعة ،وأسباب هذه الفتوى أن كفر ال زوج األول ي ترتب علي ه ،في زعمهم ،فس خ العق د ،وال حاج ة
لديهم لطلب التطليق من القاضي.
منهج العزلة عن المجتمع وتهدف الجماعات المتطرفة من ورائه تحقيق أمرين : .3
األول :تجنب أعضاء الجماعة المنكرات التي تمأل جوانب المجتمع وحمايتهم من أن يشاركوا في نهج الجاهلية.
الثاني :تكوين مجتمع خاص بهم ،تطبق فيه مبادئ اإلسالم وتتسع دائرته شيئًا فشيئا ،حتى تس تطيع في النهاي ة
غزو المجتمع الجاهلي من خارجه ،وكما هو واضح فإن األم ر األول دي ني ،والث اني سياس ي .تختل ف درج ة
العزلة عن المجتمع من جماعة إلى أخرى حيث أن بعض ا منه ا يكتفي ب االعتزال الش عوري ،ويس تمر ب العيش
داخ ل المجتم ع ،في حين أن البعض اآلخ ر ين ادي ب الهجرة المادي ة إلى الكه وف والجب ال ،ويق اطع الم دارس
والمساجد والجامعات والوظائف ،وتعد هذه الفكرة من أخطر عناصر هذا المنهج الفك ري والعقائ دي والح ركي
للجماعات المتطرفة ،ألن العزلة تتيح لهؤالء فرصة التخطيط والت دبير إلح داث الفتن والقالق ل واإلخالل ب أمن
الوطن والمواطن ،حينما تغيب شمس الحقيقة ،ويختلط الحابل بالنابل ويتوقف العقل وتت داخل األفك ار وال رؤى،
وتخرج عن إطار المعقول والمنطقي إلى غياهب الضاللة والتشدد والتطرف ،الذي ال عودة عنه.
وأخيرًا تقوم معظم أفكار الجماعات المتطرفة حول فكرة محوري ة ،تق وم على أن (الحاكمي ة هللا وح ده .4
ولذا ينبغي أن يكون التشريع نابعا من اإلسالم ،كما أن الديمقراطية كف ر؛ ألنه ا تس مح لألقلي ة أن تحكم
وتعمل بتشريع وضعي ،يبيح المنكرات ويخالف شرع هللا ؛ لذا فكل من يخ الف رأيهم فه و ك افر ،ومن
بلغته دعوتهم ولم ينظم إليها فهو كافر أيضًا ،ومن دخلها وخرج عنها فقد ارتد .مناهج وأس اليب عقيم ة
تش كك في اإلس الم وهدي ه ،وت تيح ألع داد من الغوغ ائيين ممن ليس ل ديهم العلم الك افي ،وال الخ برة
باالجتهاد والفتوى وتخلق مجتمعا داخل المجتمع ،له إمكانياته وأفكاره ومعتقداته وخطط ه؛ لتخل ق الفتن
واالقتتال بين المسلمين ،وكل من يعارضهم يكفر ،ولم يسلم أحد من أذاهم ،ولذا نجدهم أض روا ض ررا
بليغا بعدد ال بأس به من الدول العربي ة واإلس المية وأس اؤا إلى اإلس الم أيم ا إس اءة ،ب ل إنهم ورط وا
العرب والمس لمين في نزاع ات دولي ة ،ومخطط ات إمبريالي ة واس تعمارية ،ال يعلم م داها إال هللا .ل ذا
وجب علينا التعرف إلى هذه المظ اهر والمن اهج واألس اليب ودراس اتها ،وت أمين ش بابنا ومجتمعن ا من
[]8
غلواء هذه الجماعات المتطرفة ،والتعامل معها بما تستحق من معالجات ،وفقًا لما يتناسب وما قامت ب ه
وما تنوي القيام به ،وما هي مستهدفاتها ،كما سيأتي بيانه.
ومنذ البداية يجب أن نؤكد على أن التطرف الديني ال يعني االلتزام الديني وفقًا لمض امين اإلس الم الص حيحة،
حيث أن التردد على المساجد وأداء الصلوات في أوقاتها وقراءة القرآن والسير على هدى اإلسالم ،أمر مطلوب
من كل مسلم يؤمن باهلل ورسوله .فحينما نرى الشباب واألطفال يزاحمون الرجال والش يوخ في المس اجد ،ف ذلك
أمر طيب يدل على أننا نعيش في مجتمع متدين يسير وفقًا لما ارتضاه هللا لعباده في كتابه الكريم ،وسنة رس وله
األمين.
وذلك ال يدعو إلى القلق وانما إلى الفرح ،ويتطلب منا المباركة والدعم لجذورنا اإلس المية ال تي تتن اغم م ع م ا
عرف عن مجتمعنا العربي الليبي من تدين ومحب ة للس ير على ه دى اإلس الم .وق د اتخ ذت الدول ة ع دة ط رق
ووسائل لدعم هذا المنهج القويم لنكون جميعًا جبه ة واح دة ض د ه ؤالء المتط رفين والمتش ددين الم ارقين على
أحكام الدين وسنة الرسول الكريم ،لعل من أبرزها :
النص في إعالن قيام سلطة الشعب على أن القرآن الكريم شريعة للمجتمع الجماهيري.
الخطوات المباركة التي تمت في مطلع الثورة ،إلصدار تشريعات نابعة من التشريع اإلسالمي.
إنشاء جمعية الدعوة اإلسالمية ،لتتولى حماية المسلمين ودعمهم في شتى بقاع العالم ،وتعمل على نش ر
اإلسالم في كل مكان ،وتؤس س المس اجد والمكتب ات والجامع ات اإلس المية في العدي د من م دن الع الم
وتتولى من خالل مؤسساتها الجامعية تخريج أساتذة وعلماء وفقهاء وخطب اء؛ ليكون وا ه داة ودع اة في
أوطانهم؛ لنشر اإلسالم والتصدي لموجات التبشير ومؤامرات الصهيونية.
بعث هيئة متخصصة من العلماء والمخلصين من أبناء هذا الشعب؛ لوضع استراتيجية للعناية بالمس اجد
في الجماهيرية ،من حيث صيانتها ودعمها بالكتب والمراجع ،وتوفير خطباء ووعاظ ق ادرين على أداء
الخطب والدروس الدينية؛ إلفهام الناس أمور دينهم ودنياهم وفق اإلسالم الصحيح.
طباعة القرآن الكريم أكثر من مرة ،ونشره على مستوى الجماهيرية والوطن العربي واإلسالمي والعالم
وإصدار العديد من الكتب والمراجع العلمية والموسوعات التي ت ثري الدراس ات اإلس المية وتفتح آف اق
المعرفة الحقة للمسلمين في كل مكان.
فتح المدارس والمعاهد القرآنية والمنارات؛ لتعليم القرآن الك ريم وه دى رس وله ةاألمين ،فينش أ المس لم
ويشب متسلحا باإلسالم الصحيح ،الذي يجعله في حصن حصين من التأثيرات الهدامة .
عقد الندوات والمؤتمرات الوطنية والعربي ة واإلقليمي ة والدولي ة؛ لمناقش ة قض ايا اإلس الم والمس لمين،
وسبل مواجهة التحديات التي تواجه األمة العربية واإلسالمية ،والعم ل على نش ر البح وث والدراس ات
التي تلقى فيه ا ،وفتح الح وار م ع الحض ارات وال ديانات األخ رى ،لمزي د من التف اهم والتواص ل م ع
اآلخر ،في ظل التحوالت التي يشهدها العالم جراء العولم ة وتأثيراته ا في مختل ف المج االت بم ا فيه ا
الجانب الثقافي واألخالقي.
[]9
تنظيم المسابقات القرآنية والمشاركة فيها على ع دة مس تويات ،ال تي ك ان ،بفض ل هللا ألبنائن ا قص ب
السبق فيها ،واألولوية في العديد من المحافل العربية واإلسالمية والدولية.
مباركة أي جه د ع ربي أو إس المي ،يس عى إلى إب راز ص ورة اإلس الم الص حيحة ،ويع رف بفض ل
اإلسالم وهديه وينأى به عن التطرف واإلرهاب ،ويدعو إلى التحاور مع األديان األخرى.
هذا غيض من فيض من جهود بالدنا من أجل اإلسالم ،ولذا ففي إمكانن ا ال رد على ك ل م دع ،ي رى غ ير ه ذا
ويحاول أن يسوق أفكاره السوداوية ،وترهاته وأباطيله اتجاه بالدنا وشعبنا وثورتن ا ،س واء ك ان من ال داخل أو
من الخارج.
وح ق لن ا البحث بجدي ة ،عن معالج ات علمي ة وعالمي ة ،يمكن أن تفي د في التص دي له ذه الش راذم والعناص ر
المتطرفة ،التي ال تمثل شيئًا قياسًا بوحدة شعبنا والتزامه بثورتنا ونهجنا الق ويم؛ ل ذا ف إن الب احث ي رى إمكاني ة
اإلسهام بمعالجات متواضعة يمكنها أن تفيد في الحد من ظاهرة التطرف ال ديني ،ال تي تس ربت إلين ا من ال دول
المجاورة ،ومن خالل العمالة الوافدة التي استغلت سماحة هذا الشعب للوصول إلى المساجد ،والقيام بش ؤونها ،
مدرس ين وواعظين ومعلمين ،ولكَّن ق وى اإلس الم الحي ة وأبن اء ه ذا الش عب األبي ،واألجه زة األمني ة في
الجماهيرية العظمى تفطنت لذلك ،واتخذت ما يلزم من إجراءات لحماية أبنائنا وشبابنا وشعبنا من هذه التي ارات
الهدامة والحركات المارقة التي تتخذ من الدين ستارًا لها؛ لتحقيق مآربه ا المش بوهة للوص ول إلى الس لطة ،من
خالل إثارة الفتن والحروب األهلية ،وإشاعة الرعب والخوف واإلرهاب في كل مكان ،فما هي ه ذه المعالج ات
التي يمكن أن تفيد فيهذا الجانب ؟
في الواقع هذه الظاهرة تحتاج إلى معالجات عديدة من جميع الن واحي ،لمحاص رتها ووأده ا في مه دها؛ حماي ة
لديننا وقيمنا وش عبنا كي تنطل ق الس واعد والعق ول ،للبن اء والتش ييد وتحقي ق االزده ار لألم ة في ظ ل اإلس الم
والعروبة الحقة دون زيف أو تدجيل ،من هؤالء أو غيرهم .ولعل من أبرز هذه المعالج ات من الن واحي الديني ة
واالجتماعية واالقتصادية واإلعالمية واألمنية ،ما نوجزه فيما يأتي:
اعتماد القرآن الكريم شريعًة للمجتمع الجماهيري تطبيقًا وعمًال ،بحيث يكون له أث ر ب الغ في أوض اعنا .1
السياسية واالقتصادية واالجتماعية والحياتية كاف ة ،لنس قط في أي دي ه ؤالء المتش ددين ،ال ذين ي دعون
اإلسالم ويحاربون للوصول إلى السلطة ،بحجة إصالح األمة.
االستمرار في تعديل تشريعاتنا ونظمنا وفقًا لنهج اإلسالم الصحيح ،وهذا م ا بدأت ه الث ورة المبارك ة في .2
بداية السبعينات وينبغي المحافظة على ما تحقق ،ونس عى إلى المزي د فم ا عن دنا من أحك ام وتش ريعات
ونظريات نابعة من اإلسالم ،تفوق مما لدى الغرب ،وإَّن الكثير مما عندهم إن هو إال فروع لم ا عن دنا،
فليس علين ا إال أن نجلي الص دى عن عقولن ا ،ونش مر عن س واعدنا وننفض الغب ار عن تراثن ا الفقهي
والديني؛ إلخراج الدرر والنظريات والتشريعات التي تتج اوب م ع احتي اج مجتمعن ا ،أك ثر مم ا تحقق ه
التشريعات التي فرضت علينا من خالل االستعمار والتغريب والعولمة.
الحوار الهادئ الرصين من لدن العناصر القادرة على الحوار الجاد المسؤول ،كإخواننا العلماء والفقهاء .3
ممن أعطاهم هللا القدرة على الحوار والعلم الغزير في الدين والق درة على اإلقن اع بالحكم ة والموعظ ة
[]10
الحسنة ،والبعد عن استعمال العنف ،وبيان ضحالة فكرهم ،وعدم صحة معتقداتهم وضالالتهم ،والعم ل
على إعادتهم إلى جادة الصواب ،مع إبراز ذلك لعامة الناس؛ ليعرفوا الح ق فيتبع وه ،ويكتش فوا الباط ل
فيجتنبوه ،ونضمن سالمة الدين من التحريف ،والمجتمع من االنحراف عن الجادة.
مزيد االهتمام بالمساجد من حيث تأمين الخطباء واألئمة والوعاظ ،الق ادرين على أداء رس التهم الديني ة .4
واالجتماعي ة ،وف ق ه دى اإلس الم؛ لتعري ف المس لمين ب أمور دينهم ودني اهم ،بعي دا عن التره ات
والضالالت.
توفير الكتب الدينية التي تعّر ف اإلنسان بأمور دينه ودنياه ،بأسلوب س هل بس يط ،ليتمكن عام ة الن اس .5
من اإلطالع عليه ا ،واالس تفادة منه ا في تط وير مع رفتهم الديني ة ،وينبغي أن تك ون ه ذه الكتب في
متناول الجميع ،من حيث وجودها بالمساجد والمكتبات والبيوت والمدارس والنوادي ...الخ.
العمل على ضمان تنشئة دينية واجتماعية أخالقية قويمة ،تش ارك في النه وض به ا األس رة والمدرس ة .1
والمسجد والحي ...الخ ،لتوفير سياج يحمي أف راد المجتم ع من االنح راف ،وي وفر مقوم ات التحص ين
الذاتي.
مسؤولية الوقاية من التطرف ومكافحته ،مسؤولية الجميع ،كل فرد وكل جماعة ،وكل هيئة أو أمان ة أو .2
نادي رياضي أو جمعية أهلية ...الخ ،جميعها مطالبة بأدوار إيجابية؛ لتنفيذ استراتيجية المجتم ع للوقاي ة
والمكافحة ،ألن الجهود الفردية ال تحقق المستهدف منها ،فمتى ما تحقق الوعي لدى كل الجه ات ،وق ام
كل منهم بدوره ،فإن التطرف سيندحر وجماعاته ستنكشف وستفشل في تحقيق مخططاته ا ،ألن األم ر
مسؤولية الجميع.
التع اطف والتماس ك واللحم ة المجتمعي ة ،ينبغي أن تت وافر بين أبن اء األم ة حيث أن تربي ة الم واطن .3
الصالح ،وإشباعه بحب الوطن وحب الخير ألبنائه ،وتوعيته بمواطنته وانتمائه ،كل ذلك يجعل اإلنس ان
يغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ويتفانى في خدمة مجتمعه وأمته بال حدود .
إيجاد حلول ومعالجات مجتمعية للعديد من المشاكل التي يعاني منها الشباب ،كالفراغ والزواج والس كن .4
وفرص العمل والمعاش المجزي ،فإنها تجعل الشباب يشعرون بأن المجتمع يحضنهم ويدعمهم ،وي وفر
لهم فرصة العيش ،وتكوين أسرة سوية قادرة على أداء دورها في بناء المجتمع ،وهذه مسؤولية الجمي ع
بدءا من الفرد حتى الدولة.
العمل على إيجاد بيئة ووسط اجتماعي س وي تتحق ق في ه مقوم ات الجماع ة القويم ة في إط ار األس رة .5
والعشيرة والقبيلة والمجتم ع المحلي والمجتم ع الكب ير؛ ألن األف راد إن هم إال ج زء من المجتم ع ال ذي
يتواج دون في ه ،ف إذا ك انت البيئ ة س ليمة ،فس يكون ه ؤالء خ الين من العق د ومن التش دد والتط رف
وسيتأثرون بما ينادي به اإلسالم من رحمة وتسامح بين أفراده وجماعاته.
توفير فرص العمل للشباب والحد من البطالة حيث أن وجود شباب خريجين ومؤهلين وأصحاب حرف .1
قادرين على العمل ال تتوفر لهم فرصة العمل ،قد يدفعهم لالنحراف والحقد على المجتم ع والت ورط في
اإلجرام والتطرف.
تحقيق العدالة االجتماعية واالقتصادية والحد من الف وارق الطبقي ة وتط بيق االش تراكية اإلس المية ،كي .2
يستفيد كل أفراد المجتمع من ثروة المجتمع.
[]11
إعادة النظر في األجور والمرتبات من حين آلخر ،لتكون في مستوى يمكن من توف ير متطلب ات العيش .3
المناسب ألبناء الشعب ،لتوفير احتياجاتهم واحتياجات أسرهم.
إنشاء صناديق ومصارف لخدمة أفراد المجتمع ،ودعمهم في مشاريعهم وأنشطتهم بما يضمن تطويره ا .4
وكفايتها ،لتسهم في نهضة المجتمع من خالل توفير فرص العمل ،وإنعاش النشاط االقتصادي.
يف ترض أن نعطي مس احة كافي ة ،في إعالمن ا المق روء والمس موع والم رئي ،لالهتم ام ب النواحي .1
الدينية واألخالقية واالجتماعية ،من قبل اختصاص يين ووف ق خط ة واض حة ،ت روي عطش أف راد
المجتمع وتلبي احتياجاتهم بشكل مدروس منظم مستمر ،يركز على الج وانب كاف ة ،وبمش اركة من
جميع الجه ات ذات العالق ة ،كاألوق اف واإلعالم والتعليم والمعاه د والجامع ات ومؤسس ات البحث
العلمي.
تشجيع المؤسسات التعليمية والدينية والمجتمعية على االهتمام بهذا الجانب ،ك ل في نطاق ه لتتكام ل .2
الجهود ،ونخلق وعيا جماهيريا بأمور الدين والدنيا ،وفق النهج القويم الذي ارتضاه هللا لعباده ح تى
تتوافر إمكانات التحصين من التأثيرات الغوغائية والمضللة ،التي يقوم بها المتطرفون والمتشددون
إصدار النشرات والدوريات والدراسات والبحوث العلمية والتشجيع على عقد الندوات والم ؤتمرات .3
ال تي تن اقش المس ائل الديني ة واألخالقي ة والمجتمعي ة؛ لتك وين ثقاف ة رص ينة ،وتواص ل علمي
وإعالمي ،يحقق ما نصبوا إليه.
تطوير مؤسساتنا اإلعالمية ودعمها بالمتخصصين ،وفتح آفاق التأهي ل للموج ودين ،واالس تفادة من .4
خبرة الدول الشقيقة في هذا الميدان كي نجذب المواطن لإلطالع على صحفنا ودورياتنا ،وبرامجن ا
المسموعة والمرئية في خضم الغزو الثقافي والتواصل اإلعالمي ،الذي تجاوز كل حدود.
تأتي المعالجات األمنية كآخر حل ،عندما ال تجدي المعالجات السابقة ،من خالل وضع اس تراتيجية أمني ة كامل ة
لرصد الظاهرة ،ومتابع ة تطوره ا وجم ع البيان ات عن ك ل أطرافه ا وت دقيق المعلوم ات ،وتص نيف العناص ر
المعادية والمتورط ة في ه ذا النش اط واالس تفادة من القي ادات الش عبية والم ؤتمرات واللج ان الش عبية واللج ان
الثورية وأولياء األمور في التنبيه على الخطر الذي يتع رض ل ه أبناؤن ا وش بابنا ،والعم ل على تج نيب ك ل من
[]12
يمكن تجنيبه من خالل التوجيه والتوعية والتبصير بأن ما يقوم به يخالف نهج اإلسالم ويمس معتقدات المجتمع،
ويوقعه في المحظور ،وأخذ تعهد عليه بحضور أهله والفعاليات الشعبية والثورية ،ويخلي سبيله.
م ع اس تمرار المتابع ة والرص د والتق ييم للعناص ر الحاق دة والمص رة على نهج التض ليل والتخ ريب والت دمير
للمجتمع والتي تتآمر على أمنه ومقدساته ومعتقداته وإنجازات ه ،وتس عى ل ذلك بك ل الس بل ،فيتم الترك يز عليه ا
واالستعداد لمواجهتها من خالل الضبط والتحقيق واإلحالة إلى القضاء ،قبل أن يستفحل أمرهم ويش تد خط رهم،
وهذا يتطلب اإلعداد واالستعداد والتجهيز والتخطيط لكل تحرك ،بشكل علمي مدروس ،بما يضمن اجتثاث الداء
بأيد خبيرة في شكل برنامج متكامل فعال.
[]13
وينقسم المطلب االول الى فرعين :
الفرع االول دور المرشد الديني -:
اوًال -االرشاد الديني :
يعد وسيلة لتحقيق التوبة وذلك من خالل بث الشعور بالتقوى في نف وس ال نزالء وتح ويلهم إلى أش خاص
حريص ين على تع اليم ال دين وتقب ل أداء الش عائر والطق وس الديني ة والته ذيب ال ديني ل ه دور مهم في عالج
ومقاومة الجريمة حيث أن كثيرًا ممن ارتكب وا الجريم ة والس لوك االنح رافي يرج ع إج رامهم إلى قل ة ال وازع
الديني وضعف الجانب األخالقي ،والدين له سيطرة على النفوس ويستند إلى تقاليد وتعاليم عريق ة وه و مص در
لقيم وأفكار عديدة تسود المجتمع وتعالمه واضحة وفكرة الجزاء فيه بارة وجميع األمورالحياتية تخضع للدين (
عباس و عليوي ، ٢٠١٩ ،ص . ) ٤٤٢
ويتولى التهذيب رجال الدين تعينهم اإلدارة اإلصالحية لهذا الغرض ،ويجب أن يتوافر فيهم من الناحية المؤه ل
العلمي ال ذي يمكنهم من اداء مهمتهم الديني ة بنج اح ،ومن ناحي ة أخ رى يجب أن يكون وا على معرف ة جي دة
بالمشاكل القانونية وظروف الحياة داخل السجن ،وحبذا ل و أع دت لهم دورات تدريبي ة لت أهيلهم له ذه المهن ة ،
ولكي يؤدي رجال الدين رسالتهم على أكمل وجه ،يجب المشاركة مع إدارة الس جنفي معالج ة نفس ية النزي ل ،
كما يجب أن يكون سلوكه قدوة صالحة ( كالنمر ،۲۰۱۲ ،ص )۱۱۹حيث أن الدين يحم ل الف رد على إع ادة
التفكير فيما فعل من إثم ،وهذا يدفعه إلى البحث عن التوبة فعلى المؤسسات اإلصالحية أن تتولى الدين والتعليم
الديني في المؤسسات العقابية العناية القصوى في عملية اإلصالح من خالل ما يلي :
تنظيم المحاضرات الدينية :من خالل وجود رجال دين ذو كفاءة وخبرة بأس اليب المعامل ة اإلص الحية
( الرشيدي ،۲۰۱۰۰ص . )۲۰
إقامة الشعائر والفروض الدينية ،حيث يعتبر ذل ك التزام ًا يق ع على ع اتق الدول ة ،ألن النزي ل قب ل
دخوله السجن كان من حقه أداء هذه الشعائر والفروض ،لذلك يجب عليها أن تهيئ أماكن للعبادة داخل
المؤسسة ،وعليه ا أن ت راعي دين النزي ل عن د وض ع ب رامج الته ذيب وأن تل تزم الحي اد بين األدي ان
المختلفة ،وأال تلجأ إلى إجبار النزيل على اعتناق عقيدة دينية معينة ،وذلك تطبيقًا لمبدأ حري ة العقي دة
( بواقنة ، ۲۰۰۹ ،ص . ) ۱۳۰
إقامة المسابقات الدينية :يعتبر برنامج تحفيظ الق رآن الك ريم أح د القواع د األساس ية ال تي ته دف إلى
اإلصالح وتقويم النزالء حتى يعودوا مواطنين صالحين ألنفسهم وألسرهم ومجتمعهم
()1
( العنزي ، ٢٠٠٥ص . ) ٤٠
ويقصد باالرشاد الخلقي ،غرس القيم األخالقية في نفس النزيل ،وتنمية روح التع اون لدي ه ،وتبص يره ب دور
االستقامة والصدق واألمانة والمحبة في بناء المجتمع ( بواقنة ،۲۰۰۹ ،ص . ) ۱۱۳
-1دراسة ميدانية في قسم الناصرية المركزي من اعداد الباحث االجتماعي ( حسين محمد جالب ) .بحث غير منشور
[]14
حيث له أهمية بالنسبة للنزالء الذين ال يحتل الدين في نفوسهم مكانه الطبيعي ،فيكون مخاطبتهم ب الوازع الخلقي
هو األقرب إلى عقولهم ومفاهيمهم ،كما له أهمية بالنسبة لمن يسيطر الوازع الديني عليهم ،وال يقتصر االرشاد
الخلقي على السلوك الخارجي والعم ل مطابقت ه للقيم االجتماعي ة وإنم ا يتج ه إلى أعم اق النفس كي تك ون ه ذه
المطابقة صادرة عن اقتناع وتبني نفسي لهذه القيم
ويت ولى مهم ة االرش اد الخلقي رج ال ال دين ،أو المتط وعين ،ولكن يفض ل أن يك ون من المختص ين في ه ذه
المج ال ال ذين يت وافر فيهم العلم والدراي ة بعلم األخالق ،وعلم االجتم اع وعلم النفس والق انون ،فض ًال عن
معرفته بالحياة داخل السجن وكيفية التعامل مع النزالء ،وقدرت ه على إقن اعهم وكس ب ثقتهم ( كالنم ر ،۲۰۱۲
ص . )۱۲۰
فور دخول النزيل يقوم الب احث االجتم اعي المس ؤول عن جن اح االس تقبال بمقابلت ه وإج راء االتص ال .1
الهاتفي بأسرته لطمأننهم عن وجوده في السجن.
يقوم الباحث االجتماعي بتهيئة النزيل عند دخوله السجن . .2
يسعى ويعمل الب احث االجتم اعي من خالل العم ل م ع ال نزالء الس جن لتأكي د اس تمرارية العالق ة بين .3
النزيل واألسرة من خالل إزالة المعوقات التي قد تقف حائًال أمام تقوية تلك العالقة وتنميتها خاصة بعد
صدور الحكم على النزيل ( خوشناو و شكاك ، ۲۰۱۹ ،ص . )۲۰
إجراء البحث االجتماعي المبدئي للتعرف على حالة السجين والبدء في تكوين العالقة المهني ة من خالل .4
تقبل السجين بحالته ،وحتى يثق باألخصائي االجتماعي الذي يسعى لمساعدته ،وذلك لغ رض التكي ف
واالستقرار المأمول ،وبما يمكن من متابعة مراحل تأهيله وعالجه .
دراسة مشاكل النزالء من خالل المقابالت الفردية وتسجيل ما يتم بين الب احث االجتم اعي والنزي ل [ .5
]٢٥
يقوم الباحث االجتماعي بأخذ المعلومات الالزمة الذي تحتوي على استمارة خاصة ح ول النزي ل وه ذه .6
االستمارة تشمل جميع النواحي الحياة داخل مؤسسة اإلصالحية وخارجها.
تبدأ الرعاية النفسية للنزيل ف ور دخول ه الس جن حيث يق وم اإلخص ائي النفس ي بمقابل ة النزي ل وإع داد .7
تقرير نفسي ،وفي حال ظهور أعراض نفسية عليه ،تحال لمجمع الصحة النفسية أو مصحة تنشأ له ذا
الغرض بهدف متابعته ومعالجته .
يوعظ ويرشد بأهمية بالغة لما له من دور كب ير في تق ويم س لوك النزي ل ف ور دخ ولهم الس جن لتق ديم .8
النصح الالزم لهم ومتابعته
تتم مخاطبة مكتب التوجه واإلرشاد بالسجن ورفع بأسماء من هم بحاجة على تكثيف النصح واإلرش اد .9
لتتم مقابلتهم من قبل رجال الدين لكل األديان والمختصين في كافة المجاالت (صالح ، ،ص )۲۱
يتم تزويد النزالء بالكتب والمنشورات التي تحتوي على نصائح مفيدة وكذلك ش رح تع اليم ال دين بك ل .10
األديان الموجودة في السجن وكتب اجتماعية ونفسية ..إلى آخره .
على الباحث االجتماعي تزويد النزيل معلومات عن حقوقه والتزاماته كتابة حتى يقرأها ،وإذا كان أميًا .11
لزم قرأتها للنزيل شفويًا .أما بالنسبة للنزيل االجنبي فيلزم أن تكون عن طريق الترجمة .
[]15
عند دخول النزيل يتم عم ل التحالي ل اللزم ة والكش ف الط بي علي ه للتأك د من ص حته اذا ك ان مص ابًا .12
بمرض مزمن أو اية امراض اخرى ،وتصرف األدوية للنزيل مجانًا إال فيما ندر
على الباحث االجتماعي أن يعتمد على تقني ة االس تماع واالنص ات لمن ي واجههم من ال نزالء ،بع د أن .13
يكسب ثقتهم ،ويترك لهم المجال لسرد تاريخ حياتهم ،بحيث تساعد هذه الطريقة األخصائي االجتماعي
على تقييم الظروف والعوامل الكامنة والظاهرة التي جعلت المستهدف يخرج عن المعايير االجتماعية ،
ومن هنا تأتي أهمية هذه التقنية لدراسة حالة النزيل .
مس اعدة األس رة من خالل المؤسس ات االجتماعي ة من أج ل اطمئن ان النزي ل على أس رته خالل ف ترة .14
المحكومية ،مثل االستعانة بمساعدات الضمان االجتماعي
يجب على الباحث االجتماعي إيداع النزيل الى مكان خاص بشعبة االستقبال ال تق ل عن عش رة أي ام ، .15
وال تزيد عن عشرين يوم ،وهي المرحلة األولى بالنسبة للنزيل ،لكي يعرف عن النزي ل عن تص رفاته
والحالة االجتماعية والنفسية وبعد ذلك تصنيفه إلى مكان آخر
ام ا بخص وص الس جناء األج انب فعلى الب احث االجتم اعي مراع ات ك ل ع اداتهم وتقالي دهم وك ذلك .16
()1
معتقداتهم التي يؤمنون بها ،مع ضرورة احترام ذلك ( خوشناو و شكاك ، ۲۰۱۹ ،ص . )۲۱
المطلب الثاني :أثر تشديد العقوبة في الجرائم ذات التطرف الديني :
الجرائم التي تشدد عقوبتها اذا ارتكبت واتضح خطورة المجرم فيها وعلة التشديد واحدة كما بينا بوضوح الدافع
أو الحكمة إلى تشديد العقاب بسبب الخطورة االجرامي ة ،والتش ديد العق ابي ،إلى ج انب م ا يملك ه القاض ي من
-1 1
دراسة ميدانية في قسم الناصرية المركزي من اعداد الباحث االجتماعي ( حسين محمد جالب ) .بحث غير منشور
[]16
سلطة في تق دير العقوب ة ض من النط اق الن وعي والكمي للعقوب ة المق ررة أص ًال للجريم ة ،فإن ه يتمت ع بس لطة
استثنائية في هذا المجال ،تسمح له بتجاوز هذا النطاق المحدد أساسًا نحو التخفيف أو تبعًا لما تقرره التش ريعات
المختلفة التشديد وهذا يظهر له أثر فعال في تحقيق الردع العام
والخاص ولذلك سوف نقسم هذا المطلب الى فرعين كاآلتي :
الفرع األول :تحقيق الردع العام والخاص ويحتوي على قسمين :
يمكن تعريف الردع العام بأنه :النية في ردع عامة الن اس من ارتك اب الج رائم من خالل معاقب ة أولئ ك ال ذين
يرتكبون الجرائم عندما ُيردع مجرم من خالل إرساله إلى السجن على سبيل المثالُ ،ترسل رس الة واض حة إلى
بقية المجتمع بأن هذا النوع من السلوك سوف ينتج اس تجابة بغيض ة من نظ ام القض اء الجن ائي .ال يري د معظم
الناس االنتهاء في السجن ولذلك ُيردعون عن ارتكاب الجرائم التي ق د ت ودي بهم إلى العقوب ة به ذه الطريق ة أو
هو إيقاع العقوبة على المجرم او المخالف على ما ارتكبه من فعل حتى يردعه وال يعاود ارتكاب الفعل المج رم
او المخالف مره أخرى والغاية من العقوبة ه و من ع ارتك اب الفع ل وفي ح االت كث يرة يك ون ال ردع والمن ع
وسيلة لتحقيق الغاية المرجوة منه ،وهو منع خطورة الشخص االجرامية.
وتعتبر العوامل اإلجرامية مصدرا للخطورة وقرائن عليها ،مما يستوجب إقام ة دلي ل على توافره ا ح تى يمكن
توقيع التدبير ،وهذا يترك للسلطة التقديرية للقاضي دون تحديد ضوابط وعناصر الخطورة .وإذا ك انت الس لطة
التقديرية للقاضي تنصب على درجة الخطورة االجرامية حتى يمكن اختي ار العقوب ة المناس بة ،فمع نى ذل ك أن
الخطورة البد أن تكون فعلية وليست مفترضة ف الخطورة المفترض ة ال ت دع مج اال للس لطة التقديري ة للقاض ي
وإنما تخضع لتقدير المشرع ذاته استنادا إلى عناصر الواقعة المادية والمعنوية وما توافر في الفاعل من ص فات
وظ روف يأخ ذها بعين االعتب ار وه ذا م ا يح دث عن دما يق رر القاض ي تط بيق العقوب ة الرادع ة أو الت دابير
(.)1
االحترازية
والقول بأن الجريمة تفصح عن مدى خط ورة مرتكبه ا ف إن القاض ي يك ون ه و الجه ة األق در واألك ثر معرف ة
بشخصية الجاني وظروفه ،مما يمكنه من اختيار الج زاء أو الت دبير المالئم لحماي ة المجتم ع من ه ذه الخط ورة
وفي نفس الوقت حماية المجرم وفرض المعاملة العقابية الكفيلة إلعادة تأهيله وإصالح أما فكرة الردع الع ام في
جوهرها تعني تحقيق الوقاية من الجريمة ،والردع العام هو أحد نتائج سياسة العقاب في المدرسة التقليدي ة ال تي
أحدثت ثورة في تاريخ القانون الجنائي الس يئة ال تي ك انت عليه ا العدال ة الجنائي ة قبله ا ،فالعقوب ة في المرحل ة
(.)2
السابقة على المدرسة التقليدية لم يكن لها هدف سوى االنتقام من الجاني
فكلما كان الفعل خطيرًا كانت العقوبة أشد ،ولم تتوقف التشريعات الجنائية في مختلف بق اع الع الم عن التط ور
بسبب التغير الذي عرفه المجتمع البشري وانتقاله من مجتمع زراعي الى مجتمع صناعي وأصبحت قيمة الف رد
تتزايد في المجتمع ،وفي خالل القرن الثامن عشر بدأت نقطة تحول مهمة في تاريخ النظام الجن ائي حيث ن ادى
علماء االجرام بأهمية تحقيق الردع في العقوبة اتقاء لخطورة الج اني والعقوب ة في التش ريع الجن ائي اإلس المي
- 1د .اسحاق منصور ابراهيم موجز في علم اإلجرام وعلم العقاب ،ديوان المطبوعات الجامعية ٢٠٠٦ .م .ص .۲۹
- 2د .عبد الفتاح الصيفي ،حق الدولة في العقاب ،ط١٩٨٥ ،٢م ،ص".۲۲
[]17
نوع من االيالم المقصود يلح ق بالج اني مقاب ل م ا أرتكب ه من ج رم تحقيق ًا للعدال ة بين الن اس وردع ًا لهم عن
(.)1
معاودة الوقوع في الجريمة
والحقيقة التي ال بد من ذكرها أن العقوبة العادية في مواجهة أصحاب الخط ورة اإلجرامي ة أثبتت ع دم نجاحه ا
في تحقيق أهدافها ،ألنها ليست رادعة ،فق د اتض ح أن أغلب أص حاب الخط ورة اإلجرامي ة ال تم ر عليهم م دة
طويلة على االنته اء من العقوب ة الس ابقة ،ح تى يع ودوا إلى س ابق عه دهم في اإلج رام ،وزرع الش ر والفس اد
والرعب والهلع في المجتمع ،لذلك أرى في االعتماد على السياسة الجنائية تق نين نص وص خاص ة في مواجه ة
أصحاب الخطورة اإلجرامية ،حتى يتخلص المجتمع من شرورهم ،وآثامهم بما
إن عقوبات شرب الخمر والقذف وقطع الطريق حققت الردع والزجر وهي لم تشرع دون علم بالنفس اإلنس انية
ودوافعها ،فشرعت العقوبات في الجنايات الواقعة بين الناس في النفوس واألبدان واألع راض واألم وال كالقت ل
والجراح والقذف والسرقة لتحقيق الردع العام والخاص
والردع الخاص :هو األثر المباشر للعقوبة التي تحدث على ذات المجرم المحك وم علي ه ،أو األث ر الناش ئ عن
(.)2
حقوق المحكوم عليه في بدنه ،أو حريته ،أو ماله ،أو شرفه واعتباره
فالردع الخاص :هو إيقاع العقوبة على المجرم او المخ الف على م ا ارتكب ه من فع ل ح تى يردع ه وال يع اود
ارتكاب الفعل المجرم او المخالف مره أخرى والغاية من العقوبة هو منع ارتكاب الفعل واقف هن ا ألق ول بان ه
في حاالت كثيرة يكون الردع والمنع وسيلة لتحقيق الغاي ة المرج وة من ه ،وه و من ع الش خص من القي ام بعم ل
يؤدي الى حرمان آخرين من الوصول الى حق وقهم علم ا انن ا نع اني في ه ذا ال وقت من ع دم تش ديد العقوب ات
بشكل عام وقد شرعت العقوبة بوصفها وسيلة لحماي ة المجتم ع وه ذا ال يتحق ق إال بغل ق أب واب الش ر والفس اد
والفتن والتعدي وذلك يأتي بتشريع احك ام ص ارمة ورادع ة للج اني والب د من تنفي ذها .ل ذلك العقوب ة ض رورة
اجتماعية البد منها ،والض رورة تق در بق درها ،فال تك ون أعظم مم ا ينبغي وال أق ل مم ا يجب ،لتص بح اآلث ار
المرجوة في حماية المجتمع ونظامه واقعًا ملموسًا ،فليس المقصود من العقوبة نكاية بالجاني أو انتقام ًا من ه ألن
األحكام العادلة تدور حول اصالح المجتمع .وفي الشريعة اإلس المية إن إقام ة العقوب ة التعزيري ة على المج رم
يهدف إلى ردع الجاني حتى ال يعود إلى ارتكاب أي جريمة مرة أخرى ،ذلك أن العقوبة ،وما يترتب عليه ا من
(.)3
أذى ،وألم مادي ومعنوي تصده عن العودة إلى اقتراف الجريمة
والهدف من الردع الخ اص ه و من ع الج اني من مع اودة الجريم ة م رة أخ رى ،ومن ع غ ير الج اني من تقلي ده
باإلجرام ،ألن التعزير الذي أقيم على من ارتكب الجريمة يمكن أن يق ع علي ه إذا وقعت من ه الجريم ة ،فيرت دع
وينزجر عن ارتكاب أي جريمة ،لذا يجب أن تك ون العقوب ات التعزيري ة زاج رة رادع ة الستئص ال الجريم ة،
والمجرمين؛ ومن في قلبه مرض من جنبات المجتمع ،والجماعة ( . )4وبعد ظهور الحركات الفكري ة في ال دفاع
- 1د .محمد نعيم يس ،الوجيز في الفقه الجنائي اإلسالمي ،مؤسسة االسراء للنشر والتوزيع ،ط،3
۱۹۹۱م ،ص . ۱۰
- 2محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ،إعالم الموقعين ،ج .٦ /١
- 3أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي ،ج ،۱الناشر،
عالم الكتب للقرافي ،ص313
- 4زين الدين بن إبراهيم بن محمد المعروف بابن نجيم المصري البحر الرائق ،ج ،۵ص۲۱۳ .۳
[]18
االجتماعي ،ووقاية المجتمع من الجريم ة ،وأخطاره ا اس تقر في السياس ات العقابي ة المعاص رة على أن ه دف
الردع الخاص القائم على فكرة إصالح الجناة وتأهيلهم ،ينبغي أن يك ون الغاي ة النهائي ة لوظيف ة العقوب ة ،ولق د
انعكس ذلك على التشريعات العقابية الحديث ة ال تي أخ ذت به ذه الفك رة .ويمكن قي اس مس توى ال ردع الخ اص
بمستوى العود أي عود الفرد نفسه الى الجريمة ،فكلما كان العود مرتفع ًا دّل ذل ك على ض عف ال ردع الخ اص
للعقوبة ،وكلما كان العود منخفضًا دل ذلك على أن العقوبة تردع الفرد مرتكب الجريمة ،وأن العقوبة ناجحة في
خفض مستوى الجريمة ،ويمكننا أن نقول بأن الردع الخاص يؤدي الى خفض مستوى الخطورة االجرامية .
ارتكاب الجريمة مجاهرة أو في مكان عام ما يثير قلق وفزع العامة ويحدث انطباعا لدى الن اس بانع دام األمن،
إذا كان الفعل المجرم المرتكب ينم عن دناءة نفس وخسة طبع ،كمن يسرق المصابين في الحوادث المرورية أو
يقوم بتصوير النساء المصابات أو اللواتي تحت البنج بالمستشفيات أو ارتكاب المتهم ألك ثر من جريم ة ،أو من
ينهب تحت تهديد السالح في الطرق الخالية من المارة.
إن الشريعة اإلسالمية شريعة متكاملة صالحة لكل زمان ومكان ،عادل ة في تش ريعاتها وأحكامه ا ،وه ذا يتجلى
في موازنة التشريع ألنواع العقوبات الش رعية ب أنواع مس بباتها ،فجع ل ش دة العق اب مقاب ل ش دة أث ر الجريم ة
والخط ورة االجرامي ة على المجتم ع اإلس المي أف راًد ا وجماع ات ،ب ل إن تط بيق العقوب ات الش رعية على
المجرمين خير وسيلة للقضاء على الخطورة االجرامية ،وخير وس يلة لحف ظ ال دماء أن تس فك ،والحي اة من أن
تهدر ،واألعراض من أن تنتهك ،واألنساب من أن تختلط واألموال من أن تض يع أو تؤك ل بالباط ل ،والعق ول
من أن تختل والدين من أن يتخذ سخرية وهزوًا ،ومن المعلوم أن المهام التي تسند إلى اإلم ام ونواب ه هي إقام ة
الحدود والعقوبات الشرعية وكل ما فيه صالح الرعية ،وال يج وز االع تراض علي ه في ش يء ،ح تى ال تك ون
فوضى يعجز الناس عن ت داركها أو قمعه ا فتس فك دم اء وتس رق أم وال وتنته ك أع راض ويأك ل فيه ا الق وي
الضعيف .وجاء في الحديث الشريف ،عن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال « :إنما
اإلمام ُج َّن ًة ُ ،يَقاَت ُل ِمْن ورائه َو ُيَّت َقى به ،فإن أمر بتقوى هللا وَع َد ل كان له بذلك أجر ،وإن يأمر بغ يره ك ان علي ه
منه» رواه البخاري ومسلم .وللقاضي سلطة تقديرية واسعة في اختي ار ن وع العقوب ة وت درجها ض من النط اق
المحدد لعقوبة كل جريمة على حده كما ان له سلطة استثنائية تسمح له بتجاوز النطاق المحدد في تشديد العقوب ة
(.)1
إذا كانت تقضي على الخطورة االجرامية وتحافظ على أمن المجتمع
والشك أن ف رض األمن والطمأنين ة في الحي اة الفردي ة واالجتماعي ة من األم ور األساس ية ال تي أدت الش ريعة
اإلسالمية على تحقيقها ،وذلك عبر إقامة الحدود على المعتدين التي يكون لها األثر في اختفاء بوادر االنح راف
والفساد في المجتمع .ولو ضربنا مثاًال لجريمة القتل العمد نج د أن عقوب ة القص اص عالج ن اجح في معالج ة
حوادث القتل والفلتان األمني والفساد االجتماعي ،وتعتبر من أب رز االحك ام الش رعية ال تي تحف ظ حي اة واالم ة
التي تعيش بال عقوبة لمرجميها ،فهي أمة ض عيفة منحل ة مفكك ة األوص ال؛ ألنه ا تعيش في فوض ى اجتماعي ة
وتخبط من كثرة حوادث اإلجرام التي تسبب الخوف وعدم األمن والسالم في المجتمع.
وعقوبة القصاص يكمن فيها إصالح الحياة اإلنسانية وتعمل على زيادة التنشئة االجتماعي ة عن د الف رد واألس رة
والمجتمع على حد الس واء ،وتحق ق لألم ة األمن والس الم والبن اء الحض اري في المجتم ع ،وتحاف ظ على حي اة
- 1نجالء بوقصه ،تفريد العقاب وأثره على الجزاء الجنائي ،جامعة العربي التبسي۲۰۲۱ ،م ،ص .٥
[]19
الناس االجتماعية واألمنية واألخالقية والسياسية واالقتصادية ،فيعم األمان ويسود االطمئنان والرفاه االجتماعي
(.)1
ربوع الوطن الذي يحتكم فيه الناس إلى الشريعة اإلسالمية
إن الهدف األسمى للشريعة اإلسالمية هو الحفاظ على األمن واالستقرار وترسيخ ذل ك في المجتم ع فه و مطلب
أكدت عليه النصوص القرآنية والسنة الشريفة ،قال تعالىَ :و ِإْذ َق اَل ِإْب َر اِهيُم َر ِّب اْج َع ْل َه ذا َب َلًد ا آِم ًن ا َو اْر ُز ْق َأْه َلُه
ِمَن الَّث َم َر اِت َم ْن آَمَن ِم ْن ُهم ِباِهَّلل َو اْل َي ْو ِم اآْل ِخ ِر َق اَل َو َم ن َكَف َر َف ُأَم ِّت ُع ُه َق ِلياًل ُثَّم َأْض َط ُّر ُه ِإَلى َع َذ اِب الَّن اِر َو ِبْئ َس
اْلَمِص يُر ( .)2وباإلض افة إلى األمن واالس تقرار أك دت الش ريعة اإلس المية أيض ًا على الحف اظ على ض رورات
اإلنسان وهي الدين والعقل والنفس والعرض والمال والحفاظ عليها يكون بإقامة العقوبات الش رعية من الح دود
والتعزيرات في حق الجناة ،وأما إذا ضيعت حدود هللا أو أسقطت أو فّر ق فيه ا بين الغ ني والفق ير أو ش فع فيه ا
شافع وُقبلت شفاعته بعد أن رفعت إلى القاضي فهذا يؤدي إلى ع واقب ال تحم د عقباه ا ،مم ا ي ؤدي إلى وق وع
األزمات والكوارث والحروب بين المذاهب والطوائف .ومن ه ذه الح دود ال تي يف ترض تس ليط الض وء عليه ا
والبحث فيها ألنها موضع حاجة وه و ح د للمجتم ع ونظ رًا للظ روف الق اهرة ال تي يم ر به ا كث ير من البل دان
اإلسالمية الحرابة ،فهي من الجرائم العظيمة وهي قطع الطريق وتهدي د الن اس بالس الح ألخ ذ أم والهم ويطل ق
على هؤالء قطاع الطرق فهم يخرجون على الناس بأنواع األسلحة ،قال تعالى ِ( :إَّن ما َج زاُء اَّلِذيَن ُيحاِر ُبوَن َهَّللا
َو َر ُس وَلُه َو َي ْس َع ْو َن ِفي اَأْلْر ِض َف س ادًا َأْن ُيَقَّت ُل وا َأْو ُيَص َّلُبوا َأْو ُتَقَّط َع َأْي ِديِه ْم َو َأْر ُج ُلُهْم ِمْن ِخالٍف َأْو ُيْن َف ْو ا ِمَن
اَأْلْر ِض َذ ِلَك َلُهْم ِخ ْز ٌي ِفي الُّد ْن َي ا َو َلُهْم في اآْل ِخَر ِة َع َذ اٌب َعِظ يٌم) ( )3هذه اآلية هي من أو آخر ما نزل من القرآن
أي بعد أن عالج القرآن كل ما يتعلق باالنحرافات الفردية واالجتماعية فهذه اآلية ال تتكلم عن موضوع عادي أو
جريمة كالجرائم المعروفة التي تحصل في المجتمعات المؤمنة وغير المؤمنة وإنما جريمة لها أثرها على الف رد
والمجتمع.
وفي سياق الجرائم المتعلقة بالتطرف الديني ،تع د العقوب ة جانًب ا حاس ًما يع الج اآلث ار المجتمعي ة واالعتب ارات
()4
األخالقية .
يشكل مفهوم التطرف الديني مجموعة واسعة من األفكار ال تي غالًب ا م ا تع ارض األع راف المجتمعي ة وتظه ر
وجهات نظر جامدة ،مما يؤثر على جوانب مختلفة من الحياة .لق د لعب اإلس الم ك دين دورا تاريخي ا هام ا في
()5
توجيه المجتمعات ونشر الرحمة والهداية في مختلف المناطق ،مع التأكيد على أهمية االعتدال والتوازن.
إن معالجة التطرف الديني تنطوي على توضيح الجوهر الحقيقي لإلسالم ومنهج ه في التغي ير ،وتحدي د أس باب
()6
التطرف ومظاهره ،والعمل على إيجاد الحلول لمنع تصاعده.
إن االعتراف بوجود التطرف الديني ،خاصة في المجتمعات اإلسالمية ،والتصدي له بشكل فعال ،هو أكثر فائدة
()7
من إنكار هذه الظواهر السلبية أو تجاهلها.
الحمد هلل الذي أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء ،نورا يضيء طريق المستمسکین به ويه ديهم إلى ص راط مس تقيم،
والصالة والسالم على المبعوث رحمة للعالمين القائل « :إن الدين يسر ،ولم يش اد أح د ال دين إال غلب ه » وبع د
- 1عصام العبد محمد القصاص وأثره على التنشئة االجتماعية ،الجامعة اإلسالمية غزة ،فلسطين ،۲۰۰۸ ،ص .۱
- 2سورة البقرة ،اآلية (.)١٢٦
- 3سورة المائدة ،اآلية (.)۳۳
- 4التميمي ع .ع .)2007( .التطرف الديني ،حقيقته وأسبابه .مجلة الجامعة األسمرية.203–195 ,7 ,
- 5صالح أ .ع .)2003( .التطرف الديني وآلياته في تلقي النص .مجلة الجامعة األسمرية.193–163 ,2 ,
- 6جميل رشيد ح .)2022( .آليات اإلمام الصادق عليه السالم (ت148ه765 /م) في مواجهة التطرف الديني.
- 7لتطرف الديني :أسبابه وسبل مواجهته .)2021( .مجلة اآلداب .518-503 ،)136( 1 ،
[]20
فإن خير ما اشتغل به العلماء في هذا الزمان الدعوة إلى هللا بالحكم ة والموعظ ة الحس نة ،وإحي اء م ا أميت من
سنة الرسول عليه الصالة والسالم ،والعودة باألمة إلى جادة الصواب حتى تتسنم زعامة األمم بإرض اء ربه ا و
تطبيق شرعه .وإن مما يعيق عمل ال دعاة والعلم اء فك ر التط رف والغل و ال ذي انتش ر وش وه ص ورة اإلس الم
والداعين إليه من حيث يظن أصحابه أنهم يحسنون صنعا .من هنا ك ان لزام ا على العلم اء والمفك رين وال دعاة
التصدي ألصحاب الفكر الغالي المتطرف ببي ان حقيق ة اإلس الم ،ومنهج ه في التغي ير ،وبیان أس باب التط رف
ومظاهره ،ومحاولة عالجها قبل أن تستفحل .وقد قام باحثون بعرض هذه القضية ودرسها من جوانب عدة .وما
هذا البحث إال مشاركة في هذا الجهد المتواصل لعالج هذه المشكلة التي أصابت فئة ليست بالقليلة من المس لمين
يقولون في المثل الشعبي :ال دخان من غيرنار ،وبالفعل فإن اتهام المسلمين من قبل الغرب بالتطرف ال ديني لم
يأت مـن فـراغ .واالعتراف بوجـود ظـاهـرة (التطـرف الـديني) وغيرهـا مـن الظـواهر السلبية في المجتمعات
اإلسالمية ومحاولة عالج هذه الظواهر خير مما يفعله البعض من نفيهـا ودفـن الـرؤوس في الرم ال .وهـذا ال
يع ني أننـا نـزه الغرب يين في اتهامـاتهم ،فهـم وإن ك انوا يصـدرون في اتهام اتهم عن أص ل من أص ل من
المالحظ ة ص حيح ،يمزجـون ب الحق ب اطال وبالصـدق ك ذبا .والمغالط ة ال تي يتعمـدهـا بعـض السياس يين
والمثقفين الغربيين في مجال (التطرف الديني) في المجتمعات اإلسالمية تتركز في جانبين :أولهمـا :تعميم هـذه
الظـاهـرة بحيـث يسمون غالـب المسلمين بـ (التطرف) بينما المتطرفون في واقع األمـر .ال يخفى على أح د ان
من اخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات البشرية على م ر العص ور هي ظ اهرة التط رف ال ديني واالره اب
الفك ري تل ك الظ اهرة ال تي ك انت وم ا ت زال تفت ك في جمي ع المجتمع ات البش رية إذ ال تنحص ر في المجتم ع
االسالمي دون سواه وإنما ط الت جمي ع االدي ان والم ذاهب على م ر الت اريخ ،وق د ش كلت تل ك الظ اهرة س مة
خطيرة أخذ أعداء االسالم يصفون بها مجتمعاتنا االسالمية مدعين ان الدين االسالمي هو دين التطرف والتشدد
ومصادرة الحريات كل ذلك من أج ل تش ويه الهوي ة االس المية فتع اليم ال دين االس المي ب راء من ك ل مظ اهر
التطرف واالره اب الفك ري وإنم ا ذل ك ك ان نتيج ة للفهم الخ اطئ لل دين وتعاليم ه من قب ل بعض الجهل ة ممن
يحسبون على الدين االسالمي فضًال عن الدور الذي لعبته بعض انظمة الحكم الظالمة على مر العص ور به دف
االضطهاد واالستبداد ،وإيمانًا منا بض رورة البحث عن حل ول ناجع ة لتل ك المش كلة فق د ج اء بحثن ا الموس وم
((آليات اإلمام الصادق علي ه الس الم (148ه765 /م) في مواجه ة التط رف ال ديني)) ليس لط الض وء على أهم
الوسائل وااللي ات ال تي يمكن االس تفادة منه ا للقض اء على ذل ك الم رض الخط ير ال ذي أخ ذ يفت ك بمجتمعاتن ا
االس المية ال يخفى على أح د ان من اخط ر المش اكل ال تي تواج ه المجتمع ات البش رية على م ر العص ور هي
ظاهرة التطرف الديني واالرهاب الفكري تلك الظاهرة التي كانت وما تزال تفتك في جميع المجتمعات البش رية
إذ ال تنحصر في المجتمع االسالمي دون س واه وإنم ا ط الت جمي ع االدي ان والم ذاهب على م ر الت اريخ ،وق د
شكلت تلك الظاهرة سمة خطيرة أخذ أعداء االسالم يصفون بها مجتمعاتنا االسالمية مدعين ان الدين االس المي
هو دين التطرف والتشدد ومصادرة الحريات كل ذلك من أجل تشويه الهوية االسالمية فتع اليم ال دين االس المي
براء من كل مظاهر التطرف واالرهاب الفكري وإنم ا ذل ك ك ان نتيج ة للفهم الخ اطئ لل دين وتعاليم ه من قب ل
بعض الجهلة ممن يحسبون على الدين االسالمي فضًال عن الدور الذي لعبت ه بعض انظم ة الحكم الظالم ة على
مر العصور بهدف االضطهاد واالستبداد ،وإيمانًا منا بضرورة البحث عن حلول ناجعة لتلك المشكلة فق د ج اء
بحثنا الموس وم ((آلي ات اإلم ام الص ادق علي ه الس الم (148ه765 /م) في مواجه ة التط رف ال ديني)) ليس لط
الضوء على أهم الوسائل واالليات التي يمكن االستفادة منها للقضاء على ذلك المرض الخطير ال ذي أخ ذ يفت ك
بمجتمعاتنا االسالمية شهد القرن العشرين ظهور العديد من الجمعيات والحركات الديني ة ،المعتدل ة والمتطرف ة،
والحقيقة أن هذه الحركات لم تنشأ من فراغ ،إذ تضافرت ع دة عوام ل سياس ية وفكري ة واجتماعي ة واقتص ادية
أدت إلى ظهور الفكر اإلسالمي .هذه الجماعات نتيجة ش عورها بالحاج ة إلى تب ني أس لوب جدي د في اإلص الح
[]21
والتجديد ،ولذلك يظهر بين الحين واآلخر الزعيم الديني الذي يحاول جمع الش باب حول ه ويب دأ بتعليمهم مب ادئ
الدين .تصحيح ال دين ،وت وجيههم إلى كيفي ة إص الح الف رد ،وتقوي ة األم ة ،والحكم الع ادل .وله ذا الس بب ف إن
الشباب المنتمين إلى هذه الجماعات لديهم ميول دينية جارفة وهنا يظهر العنف كأداة لتنفيذ األوامر وك ذلك الفهم
الخ اطئ لبعض األوام ر .والمب ادئ الديني ة وف ق مقاص د الق ادة ال دينيين ،ويب دأ االحتك اك بين ه ذه الجماع ات
والجهاز السياسي للدولة .الجماعات الدينية أو الحركات الدينية إذن هي اسم يطل ق على ك ل جماع ة تح اول أن
تتخذ لنفسها كيانا مستقال ومختلفا في السلوك عما فهمه الناس من تقالي د وع ادات ،وظه ور ه ذه الجماع ات في
المجتمعات اإلسالمية هي ضرورة فرضتها طبيعة الدين اإلسالمي ،حيث األمر بالمعروف والنهي عن المنك ر،
كما فرضتها الظروف االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية التي تمر بها المجتمعات .غالًبا ما تتحد ه ذه
المجموعات الدينية حول المعايير والمبادئ الدينية ،وعلى الرغم من مشاركة ه ذه المجموع ات م ع مجموع ات
أخرى من حيث طبيعة التنظيم ،إال أن ل ديهم أه داًفا مختلف ة وق د يك ون ل ديهم مجموع ة من المع ايير التنظيمي ة
المختلفة أيًض ا .ومع ذلك ،فإن الجماعات الدينية ،مثل أي مجموعة أخ رى ،تح ل االختالف ات في تفس ير وتنفي ذ
أه دافها ومعاييره ا وأدواره ا ،وق د تمي ل إلى تك ييف أو تع ديل ه ذه االختالف ات واألع راف واألدوار لتناس ب
المجموعات األخرى .عندما يزداد حجم الجماعة أو المنظمة الدينية ،تنخفض درجة االتفاق بين األعضاء ح ول
األهداف والمعايير إلى درجة كبيرة .وبحسب فهم هذه الحركات ،ومن أج ل فهم أس باب ظه ور العن ف وتحدي د
مدى تأثيره على الفكر الحركي للحركات اإلسالمية ،سنحاول تقصي األسباب ال تي أدت إلى ظه وره على نم ط
من سلوك جماعات كان من المفترض أن تكون مثاال للتس امح والتس امح والرحم ة ألنه ا نت اج قيم ديني ة تتم يز
بإنسانيتها العالية ،ولكن قبل ذلك نؤكد أن السبب الرئيسي وراء التطرف الديني هو سبب أي ديولوجي ،ل ذلك أم ا
األسباب األخرى فهي أسباب مساعدة وثانوية .وال ننكر دور المستوى المعيشي ألفراد الحركات اإلسالمية مثال
في ممارسة العنف ،لكنه ليس سببا رئيس يا .بخالف ذل ك ،ف إن زعيم تنظيم القاع دة الس ابق أس امة بن الدن ه و
ملياردير معروف .وينتمي معظم أعضاء الحركات اإلسالمية إلى الطبقة الوس طى ،وينطب ق الش يء نفس ه على
المستويات التعليمية( .رائد البنا) األردني الذي قاد تفجير مدينة الحلة العراقي ة ك ان خ ريج كلي ة الحق وق وك ان
مرتاحًا جدًا وعاش لفترة في أمريكا ،وعمر أحمد عبد هللا الذي قاد عملية التفجير .تفجير مس رح في دول ة قط ر
كان مهندسًا إلكترونيًا ويتقاضى راتبًا شهريًا مرتفعًا .كما أن األسباب المتبقية خارج دائ رة الفك ر واالعتق اد هي
أسباب ثانوية مقارنة بالسبب الرئيسي ،وهذا ما تؤك ده البيان ات اإلحص ائية والدراس ات الميداني ة ال تي أج ريت
على عينات مختلفة من أعضاء الحركات اإلسالمية المتطرفة ،وقد تبين أن يتمتع أفراد هذه الحركات بمستويات
أكاديمية وعلمية جيدة ،وقد حصل معظمهم على شهادات أكاديمية ت راوحت بين ش هادة المتوس طة وال دكتوراه،
وهو المستوى الذي من المف ترض أن ي وفر ق درًا ال ب أس ب ه من ال وعي ال ذي يمن ع اقتح ام الم وت وتع ريض
األرواح للخطر .بينما الواقع غير ذلك ،فقد نفذ العديد من العمليات االنتحارية أفرادًا من ذوي الشهادات العلمي ة
المتقدمة والمناصب الوظيفية المميزة ،مما يدفعنا للبحث عن أسباب أخرى لهذه الظاهرة ،والبد من دراسة الفهم
العقائدي الذي يدفعهم إلى ذلك .عاصفة الموت والزهد في الحياة رغم الرفاهية التي يتمتع بها هؤالء الشباب.
الخاتمة
[]22
االستنتاجات والتوصيات
اوال :االستنتاجات :
لم يرد لفظ التطرف ال في القرآن وال في السنة النبوية ولكن عرفه العلماء بأنه القول أو الفعل المخ الف .1
للشريعة) مصطلح يضاد مصطلح الوسطية الذي هو من الوسط بين الطرفين وهو ميل ام ا الى غل و او
الى تساهل ويستعمل في االوساط العامة في جانب الزيادة والتشدد كثيرا.
رغم شيوع ربط التطرف باالس الم والمس لمين ل دى اع داءه اال ان االس الم ح ذر أك ثر من غ يره على .2
التطرف في الدين لسلبياته الكثيرة واخطاره على األفراد والمجتمع واغلب المس لمين هم اه ل الوس طية
والتسامح الديني وينكرون على افعال المتطرفين.
ال ينحصر التطرف من جانب الدين فحسب بل للتطرف اشكال وانواع كثيرة – هناك تطرف سياس ي - .3
قومي -اجتماعي -علماني ....الخ.
للمتطرفين في الدين خصائص وسمات ومظاهر كث يرة منه ا الجه ل بقواع د االس الم األعراض هم عن .4
العلماء والوقوع في اعراضهم ،وسوء الظن باآلخرين ،وكثرة الجدل في المسائل االجتهادي ة والتج روء
على الفتوى والتزام التشدد دائما والغلظة في التعامل .
هناك الفاظ ذات الصلة بالتطرف في الدين الغلو العنف التنطع التشدد االفراط . .5
للتطرف اس باب كث يرة متنوع ة ومتداخل ة منه ا فك ري وسياس ي واقتص ادي واجتم اعي ونفس ي وبع د .6
االنحراف الفكري من اهم االسباب وسببه وجود الفجوة بين الش باب والعلم اء وك ذا االس باب السياس ية
وسببه الظلم والعدوان وعدم وجود الشورى والديمقراطية.
لمعالج ة التط رف يجب معالج ة اس باب ظه وره ويجب أن تس هم الجامع ات والمؤسس ات التربوي ة .7
والثقافية والدينية ومراكز البحوث لوضع الحلول الفعالة لمواجهة التطرف.
[]23
ضرورة تحييد عمل جميع المؤسسات التعليمي ة والديني ة والثقافي ة عن الص راعات السياس ية والحزبي ة .7
لتكون اداة جمع ابناء االمة التمزيقها .
في رأيينا كباحث اضافة الى وضيفتنا كمنتسب في وزاره العدل العراقية دائرة االصالح هناك نوع من .8
التطرف هو االكثر انتشارا في األونه االخيرة في ما يسمى بالدول ة االس المية (داعش) نس به كب يره
منهم عن د لقائن ا معهم وب الرغم من اهتم ام دائ رة االص الح بهم وتط بيق حق وق االنس ان في االقس ام
السجنيه في دائره االصالح العراقيه هم مازالوا خطرا على الع راق واخص ب ذلك ال ذين حكم وا اع دام
هنا يجب على الحكومه تنفيذ احك ام االع دام بهم النهم ح تى في م ده بق اهم في الس جن ينش رون الفك ر
المتطرف والتكفير واخالل االمن في االقسام السجنيه .
وعساي في النهاية ان اكون بهذا الجهد المتواضع الذي يمثل غيضًا من فيض قد سلطت الضوء على جرائم
التطرف الديني وجدوى العقوبة فيها فلكل مجتهد نصيب ..
المصادر
[]24
ابن منظور ,لسان العرب . 436 : 1 .1
د .ناصر الطريفي ,نظرة الشريعة لظاهرة االرهاب ص 158 .2
د .علي عبد الرزاق جلبي وآخرون ،علم االجتماع والمشكالت االجتماعية ،دار المعرفة الجامعي ة ط 1 .3
2000ف ص .436
د .محم د مص طفى ال زحيلي ،االعت دال في الت دين فك رًا وأس لوبًا ومنهج ًا ،منش ورات كلي ة ال دعوة .4
اإلسالمية ط 19922ص 12
الباحث ،مضامين اإلرهاب والتطرف في اللغ ة واالص طالح ص حيفة جميع ة ال دعوة اإلس المية الع دد .5
670ص 10
د .علي عبد الرزاق جلبي وآخرون( ،م.س) ص 423 .6
د .عبدهللا عبدالعزيز األنساق االجتماعية ودورها في مقاومة اإلرهاب والتطرف ،ص . ۲۳ .7
د .إسماعيل لطفي عبدالرحمن اإلرهاب والعنف والتطرف في ميزان الشرع ،بحث منشور على موق ع .8
السكينة http://www.assakina.comص7
د .حس ين عب د الحمي د أحم د اإلره اب والتط رف من منظ ور علم االجتم اع ،مؤسس ة ش باب جامع ة .9
اإلسكندرية ،طبعة ۲۰۰۲م ،ص 10.
د .محم د يس ري دعبس اإلره اب بين التج ريم ،والم رض ،ص ،۱۳ول ذات المؤل ف :اإلره اب .10
األسباب واستراتيجية المواجهة ،ص .١٣
محم د ش وقي الفنج ري اإلره اب والتط رف وج وهر الح ل اإلس المي ،المثقف ون واإلره اب ،الهيئ ة .11
المصرية العامة للكتاب ،ط ،١٩٩٣ص . ٦٤
د .علي عبد الرزاق جلبي وآخرون (م.س) ص .425 .12
دراسة ميدانية في قسم الناص رية المرك زي من اع داد الب احث االجتم اعي ( حس ين محم د جالب ) . .13
بحث غير منشور
د .اس حاق منص ور اب راهيم م وجز في علم اإلج رام وعلم العق اب ،دي وان المطبوع ات الجامعي ة . .14
٢٠٠٦م .ص .۲۹
د .عبد الفتاح الصيفي ،حق الدولة في العقاب ،ط١٩٨٥ ،٢م ،ص".۲۲ .15
د .محم د نعيم يس ،الوج يز في الفق ه الجن ائي اإلس المي ،مؤسس ة االس راء للنش ر والتوزي ع ،ط .16
3،۱۹۹۱م ،ص . ۱۰
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ،إعالم الموقعين ،ج .٦ /١ .17
أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي ،ج ،۱الناشر،ع الم .18
الكتب للقرافي ،ص313
زين الدين بن إبراهيم بن محمد المعروف بابن نجيم المصري البحر الرائق ،ج ،۵ص۲۱۳ .۳ .19
نجالء بوقصه ،تفريد العقاب وأثره على الجزاء الجنائي ،جامعة العربي التبسي۲۰۲۱ ،م ،ص .٥ .20
.21عصام العبد محمد القصاص وأثره على التنشئة االجتماعية ،الجامعة اإلسالمية غزة ،فلسطين،۲۰۰۸ ،ص
۱
[]25
.24التميمي ع .ع .)2007( .التطرف الديني ،حقيقته وأسبابه .مجلة الجامعة األسمرية.203–195 ,7 ,
.25صالح أ .ع .)2003( .التطرف الديني وآلياته في تلقي النص .مجل ة الجامع ة األس مرية–163 ,2 ,
.193
.26جميل رشيد ح .)2022( .آليات اإلمام الصادق عليه السالم (ت148ه765 /م) في مواجهة التط رف
الديني.
.27لتطرف الديني :أسبابه وسبل مواجهته .)2021( .مجلة اآلداب .518-503 ،)136( 1 ،
[]26