You are on page 1of 90

‫جامعة الجزائر ‪1‬‬

‫‪Université d'Alger 1‬‬

‫كلية الحقوق‬

‫‪Faculté de droit‬‬

‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة‬


‫الجرائم اإلرهابية‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬


‫فرع‪ :‬جنائي‬

‫تخصص‪ :‬قانون جنائي و علوم جنائية‬

‫من إعداد الطالب‪:‬‬ ‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬


‫دالي عبد الكريم‬ ‫لومي حورية‬
‫لموش رابح‬
‫لجنة المناقشة‬

‫أعضاء اللجنة‪:‬‬ ‫الصفة‪:‬‬


‫الرئيس‬

‫__السنة الجامعية‪__2023 / 2022 :‬‬


‫أ‬
‫اإلهداء‬

‫إلى من حصد األشواك عن دربي ليمهد طريق العلم لي‪،‬‬

‫إلى من جّد و بذل كل جهده و دعمني ماديا ومعنويا إلى والدي العزيز رفيق دربي‪.‬‬

‫و إلى من أرضعتني الحب و الحنان و بلسم الشفاء أمي الحبيبة‪،‬‬

‫التي كانت دائما ترافقني بدعواتها المباركة و تقويني بكلماتها الّلطيفة‪.‬‬

‫إليكما والدًّي أغلي ما في الوجود مصدر فرحتي و فخري و إعتزازي بكما يطيب العيش و‬

‫يهون العسير‪.‬‬

‫لوالكما لما أكملت الطريق‪ ،‬أسال اهلل أن يلبسهما لباس الصحة و العافية و يطيل في عمرهما‬

‫بلطفه و رحمته أعانني اهلل في طاعتِه وطاعتكما‬

‫إلى عائلتي الصغيرة إخوتي وأخواتي و إلى كل من ساهم في نجاحي من قريب ومن بعيد‪.‬‬

‫عبد الكريم‬

‫ب‬
‫اإلهداء‬

‫أشكر اهلل عز وجل الذي وفقنا إلتمام هذا البحث‪،‬‬

‫و أتقدم بالشكر للدكتورة لومي حورية على تفضلها بقبول اإلشراف على هذه المذكرة وسعيها و‬

‫تعبها معنا حيث لم تذخر جهدا في توجيهنا‪،‬‬

‫كل الشكر و التقدير إلى اللجنة المحترمة على قبول مناقشتها هذا العمل‪.‬‬

‫حموش رابح‬

‫ت‬
‫الشكر و التقدير‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫يقول اهلل تعالى في كتابه الكريم‬


‫ۡأ‬ ‫ۡأ‬
‫﴿ٱۡق َر ِبٱۡس ِم َر ِّبَك ٱَّلِذ ي َخ َلَق ‪َ ١‬خ َلَق ٱِإۡل نَٰس َن ِم ۡن َع َلٍق‪ ٢‬ٱۡق َر َو َر ُّبَك ٱَأۡلۡك َر ُم ‪ ٣‬ٱَّلِذ ي َع َّلَم ِبٱۡل َقَلِم ‪َ ٤‬ع َّلَم‬
‫ٱِإۡل نَٰس َن َم ا َلۡم َيۡع َلۡم ‪( ﴾٥‬العلق‪)05 :‬‬
‫َيۡر َفِع ٱُهَّلل ٱَّلِذ يَن َء اَم ُنوْا ِم نُك ۡم َو ٱَّلِذ يَن ُأوُتوْا ٱۡل ِع ۡل َم َد َر َٰج ٖۚت َو ٱُهَّلل ِبَم ا َتۡع َم ُلوَن َخ ِبي‪ٞ‬ر ‪(﴾١١‬اجملادلة‪﴿ )11 :‬‬

‫سبحانك ربنا لك الحمد و الشكر حمًد ا كثيًر ا طيًبا مبارًك ا فيه‪.‬‬

‫الّلهم لك الحمد و الشكر كما ينبغي لجالل وجهك و عظيم سلطانك و علو مكانك ملئ السماوات‬
‫و األرض و ما بينهما‪.‬‬

‫و ملئ ما شئت من بعد و عدد ذرات الكون في السماوات و األرض و ما بينهما و بعدد ما‬
‫سبح المالئكة الحافين حول عرشك العظيم‪.‬‬

‫الّلهم لك الشكر و الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه ألنك وفقتني إلتمام هذا العمل‪.‬‬

‫و الّلهم صل و سلم على نبينا محمد خاتم األنبياء و الرسل و على آله و صحبه أجمعين‪.‬‬

‫و أتقدم بالشكر و العرفان لألستاذة المشرفة الدكتورة الطيبة لومي حورية على قبولها و إشرافها‬
‫على هذه المذكرة و كذا تواضعها ومساعدتها في إنجاز هذا العمل‪.‬‬

‫كل الشكر و التقدير إلى الّلجنة المحترمة على قبول مناقشتها هذا العمل‪.‬‬

‫لكم منا كل اإلحترام و التقدير جزاكم اهلل عنا خير جزاء‬

‫ث‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫العن ‪LL L‬ف في رأيي ه ‪LL L‬و قيم ‪LL L‬ة س ‪LL L‬لبية تتس ‪LL L‬اوى في م ‪LL L‬يزان القيم م ‪LL L‬ع الرش ‪LL L‬وة والفس ‪LL L‬اد و ال ‪LL L‬دعارة و‬
‫اإلختالس و غيرها من األمراض االجتماعية ‪ ،....‬غير أن ما يميزه (العنف)‪ ،‬و يجعل منه ش‪LL‬يئا‬
‫مخيف‪LL‬ا‪ ،‬ه‪LL‬و م‪LL‬ا ينتج عن‪LL‬ه مباش‪LL‬رة من زه‪LL‬ق لألرواح وإ راق‪LL‬ة لل‪LL‬دماء ‪ ،...‬وه‪LL‬و م‪LL‬رض‪ ،‬و عرض‪LL‬ه‬
‫اإلرهاب بمختلف صوره‪.‬‬

‫و ال أتصور أنه يمكن بحال من األحوال فص‪L‬ل اإلره‪L‬اب و العن‪L‬ف عن ب‪L‬اقي القيم الس‪L‬لبية ال‪L‬تي ق‪L‬د‬
‫تسود في وقت من األوقات‪ ،‬فالمجتمع كالجسد‪ ،‬إذا ما إنهارت مقاومته و ضعفت مناعت‪LL‬ه‪ ،‬ح‪LL‬ل ب‪LL‬ه‬
‫كثير من األمراض دفعة واحدة أو ما عرف ب ‪ OPPORTUNISTIC INFECTION‬و كما هو‬
‫واض‪LL‬ح في اإلس‪LL‬م فهي مجموع‪LL‬ة الميكروب‪LL‬ات ال‪LL‬تي تتع‪LL‬ايش م‪LL‬ع الجس‪LL‬م الس‪LL‬ليم‪ ،‬وتحي‪LL‬ط ب‪LL‬ه مترقب‪LL‬ة‬
‫لحظة وهن‪.1‬‬

‫فقد إتسعت دائرة العنف في اآلونة األخيرة‪ ،‬و ش‪LL‬هد مس‪LL‬رح األح‪LL‬داث الدولي‪LL‬ة العدي‪LL‬د من النش‪LL‬اطات‬
‫اإلرهابي‪LL‬ة‪ ،‬ال‪LL‬تي تتج‪LL‬اوز آثاره‪LL‬ا ح‪LL‬دود الدول‪LL‬ة لتمت‪LL‬د إلى ع‪LL‬دة دول مكتس‪LL‬بة ب‪LL‬ذلك طابع‪LL‬ا عالمي‪LL‬ا‪ ،‬و‬
‫اإلرهاب كأحد صور العنف أصبح الهاجس الذي تعيشه الدول‪ ،‬و يتخوف منه األفـراد فقـد أص‪LL‬بح‬
‫اإلرهاب جزءا من حياة الناس اليومية‪ ،‬و ال يكاد يمر يوم‪LL‬ا دون أن تق‪L‬ع عملي‪LL‬ة إرهابي‪LL‬ة في مك‪LL‬ان‬
‫ما من العالم‪ ،‬فهو ظاهرة خطيرة تهدد وجود المجتمع ذاته‪ ،‬ويعد نوع خط‪LL‬ير من اإلج‪LL‬رام‪ ،‬ل‪LL‬ه و‬
‫س‪LL‬ائله الخاص‪LL‬ة ال‪LL‬تي يه‪LL‬دف به‪LL‬ا إلى تحقي‪LL‬ق أغراض‪LL‬ه‪ ،‬خاص‪LL‬ة السياس‪LL‬ية منه‪LL‬ا‪ ،‬كم‪LL‬ا أن‪LL‬ه يش‪LL‬كل آف‪LL‬ة‬
‫فظيعة إنتتشـرت في بلدان العالم كافة‪ ،‬المتقدم منه‪L‬ا و المت‪L‬أخر من ال‪L‬دول‪ ،‬الكب‪L‬يرة والص‪L‬غيرة على‬
‫حد السواء‪.‬‬

‫و من المعلوم أن ما تمثله الجماعات اإلرهابية من خطر على األفراد والمجتمع‪ ،‬و ما تس‪LL‬عى إلي‪LL‬ه‬
‫من بث الرعب والفزع بين الن‪L‬اس‪ ،‬عن طري‪L‬ق م‪L‬ا تق‪L‬وم ب‪L‬ه من أعم‪L‬ال مروع‪L‬ة و همجي‪L‬ة متوحش‪L‬ة‬
‫من تخ‪LL‬ريب للممتلك‪LL‬ات و من مج‪LL‬ازر و إغتي‪LL‬االت وتفج‪LL‬يرات يك‪LL‬ون ض‪LL‬حيتها اآلالف من األبري‪LL‬اء‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬القاضي سالم روضان الموسوي‪ ،‬فعل اإلرهاب و الجريمة اإلرهابية‪ ،‬دراسة مقارنة معززة بتطبيقات قضائية‪1 ،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪1‬‬
‫ممن لم يكون‪LL‬وا في األس‪LL‬اس ه‪LL‬دفا لإلره‪LL‬اب‪ ،‬وإ نم‪LL‬ا هم وس‪LL‬يلة تس‪LL‬تعمل كرس‪LL‬الة للجه‪LL‬ات ال‪LL‬تي ي ‪L‬رد‬
‫الضغط عليها سواء كانت حكومات أو منظمات أو أحزاب أو حتى أفراد‪.1‬‬

‫و لم تقف األعمال اإلرهابية عند هذا الحد‪ ،‬بل امتدت لتشمل خطف األبرياء واحتج‪LL‬ازهم كره‪LL‬ائن‬
‫طلب‪LL‬ا لفدي‪LL‬ة أو للض‪LL‬غط على الحكوم‪LL‬ات تحقيق‪LL‬ا لمط‪LL‬الب مادي‪LL‬ة أو سياس‪LL‬ية‪ ،‬كم‪LL‬ا ال يخفى على أح‪LL‬د‬
‫أن تل‪LL L‬ك الجماع‪LL L‬ات أص‪LL L‬بحت تنف‪LL L‬ذ جرائمه‪LL L‬ا ع‪LL L‬بر الح‪LL L‬دود ‪ ،‬ومن ثم يف‪LL L‬رون إلى دول أخ‪LL L‬رى ال‬
‫تط‪L‬الهم فيه‪L‬ا ي‪L‬د العدال‪L‬ة ‪ ،‬وه‪L‬و م‪L‬ا جع‪L‬ل ال‪L‬دول و الحكوم‪L‬ات في وض‪LL‬ع ال تحس‪L‬د علي‪L‬ه ألنه‪L‬ا تواج‪L‬ه‬
‫عدوانا مجهول المصدر يضرب في كل وقت و في أي مكان‪.‬‬

‫و إنطالق ‪LL‬ا من ه ‪LL‬ذا الواق ‪LL‬ع فق ‪LL‬د أص ‪LL‬بح اإلره ‪LL‬اب من أخط ‪LL‬ر الظ ‪LL‬واهر اإلجرامي ‪LL‬ة على المس ‪LL‬تويين‬
‫ال ‪LL‬دولي وال ‪LL‬داخلي‪ ،‬م ‪LL‬ا جع ‪LL‬ل من مكافحته ‪LL‬ا اله ‪LL‬اجس ال ‪LL‬ذي ي ‪LL‬ؤرق السياس ‪LL‬يين والمش ‪LL‬رعين والقض ‪LL‬اة‬
‫والجه‪LL‬ات األمني‪LL‬ة وح‪LL‬تى الش‪LL‬عوب ال‪LL‬تي تطمح إلى العيش في أمن و إس‪LL‬تقرار‪ .‬ل‪LL‬ذلك عم‪LL‬دت ال‪LL‬دول‬
‫إلى إيج‪LLL‬اد ن‪LLL‬وع من التع‪LLL‬اون ال‪LLL‬دولي لمكافح‪LLL‬ة ه‪LLL‬ذه الظ ‪LL‬اهرة والوقاي ‪LL‬ة منه ‪LL‬ا‪ ،‬فعق ‪LL‬دت الم‪LLL‬ؤتمرات‬
‫والن‪LL L L‬دوات وأب‪LL L L‬رمت اإلتفاقي‪LL L L‬ات الدولي‪LL L L‬ة واإلقليمي‪LL L L‬ة من أج‪LL L L‬ل وض‪LL L L‬ع الخط‪LL L L‬ط واالس‪LL L L‬تراتيجيات‬
‫لمكافحتها‪.‬‬

‫و الجزائر كباقي البلدان لم تسلم من ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬إذ الجميع يعلم ما عانته وعاشته من هذه‬
‫الظاهرة التي حصدت األخضر واليابس‪ .‬فما شهدته خالل تسعينيات القرن العشرين ال يمكن‬
‫وصفه بأي حال من األحوال‪ ،‬وتعتبر تلك الفترة أسوأ و أصعب مرحلة في تاريخها الحديث و‬
‫التي ستبقى محفورة في ذهن كل جزائري‪ ،‬وهذا راجع بطبيعة الحال لبشاعة و وحشية األعمال‬
‫اإلرهابية التي ذهب ضحيتها األالف من األشخاص ‪ ،‬ولم تنج من آلة القتل حتى األطفال الرضع‬
‫و ال النساء الحوامل‪ ،‬باإلضافة إلى اآلالف من المعوقين و المشردين و اليتامى و األرامل و‬
‫المفقودين نتيجة اإلغتياالت و المجازر والتفجيرات‪ ،‬كما استهدفت اإلغتياالت رجال السياسة‬
‫كالرئيس الراحل محمد بوضياف و الوزير قاصدي مرباح و شخصيات كثيرة من السياسيين و‬

‫‪12‬‬
‫أنظر‪ :‬د أحمد بن سليمان صالح الربيش‪ ،‬جرائم اإلرهاب وتطبيقاتها الفقهية المعاصرة‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم‬
‫‪.‬األمنية‪ ،‬الرياض ‪ ،2003‬ص ‪113‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلعالميين و المثقفين و المفكرين و علماء الدين‪ ،‬دون أن ننسى التخريب الذي لحق العديد من‬
‫الممتلكات الخاصة و العامة ‪ ،‬حتى الطبيعة لم تسلم من همجية ووحشية األعمال اإلرهابية‪.1‬‬

‫وقد استطاعت مختلف التنظيم‪L‬ات والجماع‪L‬ات اإلرهابي‪L‬ة أن ت‪L‬زرع ثقاف‪L‬ة الخ‪L‬وف وال‪L‬رعب والي‪L‬أس‬
‫بين مختل‪LL L‬ف الفئ‪LL L‬ات االجتماعي‪LL L‬ة‪ ،‬ح‪LL L‬تى أص‪LL L‬بح الخ‪LL L‬وف من االنفج‪LL L‬ارات في األم‪LL L‬اكن والس‪LL L‬احات‬
‫العمومية هاجسا يؤرق كل الجزائريين‪.‬‬

‫وأم‪LL‬ام تف‪LL‬اقم الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة فق‪LL‬د ح‪LL‬اول المش‪LL‬رع الجزائ‪LL‬ري في البداي‪LL‬ة أن يع‪LL‬الج ه‪LL‬ذه الج‪LL‬رائم‬
‫وف‪LL‬ق حل‪L‬ول مؤقت‪L‬ة لبعض مظ‪L‬اهر الجريم‪L‬ة في ص‪LL‬ورها األولى طبق‪L‬ا لنص‪LL‬وص الترس‪L‬انة التقليدي‪L‬ة‪،‬‬
‫كغ‪LL‬يره من التش‪LL‬ريعات المقارن‪LL‬ة و ال‪LL‬تي وض‪LL‬عت ع‪LL‬دة تكييف‪LL‬ات عقابي‪LL‬ة تتض‪LL‬من العق‪LL‬اب على بعض‬
‫ص‪LL‬ور اإلره‪LL‬اب باإلس‪LL‬تناد إلى ق‪LL‬انون العقوب‪LL‬ات‪ ،‬فق‪LL‬د ص‪LL‬نف الجريم‪LL‬ة اإلرهابي‪LL‬ة كجريم‪LL‬ة ض‪LL‬د أمن‬
‫الدول‪LL‬ة‪ ،‬كم‪LL‬ا واج‪LL‬ه الظ‪LL‬اهرة أيض‪LL‬ا بتب‪LL‬ني ق‪LL‬انون الط‪LL‬وارئ‪ ،‬حيث أعلنت حال‪LL‬ة الط‪LL‬وارئ بت‪LL‬اريخ ‪9‬‬
‫فيفري ‪ 1992‬لمدة ‪ 12‬شهرا ثم تم تمديدها‪.2‬‬

‫ثم إنتقل في معالجته للظاهرة بأن أوجد نصوص خاصة تتسم بالقسوة والش‪L‬دة تطب‪L‬ق على مرتك‪L‬بي‬
‫الجرائم اإلرهابية‪ ،‬وذلك بموجب الموسوم التش‪LL‬ريعي رقم ‪ 92/03‬الم‪LL‬ؤرخ في‪ 30‬س‪LL‬بتمبر ‪1992‬‬
‫المتعل‪LL‬ق بمكافح‪LL‬ة التخ‪LL‬ريب واإلره‪LL‬اب المع‪LL‬دل بالمرس‪LL‬وم التش‪LL‬ريعي رقم ‪ 93/05‬الم‪LL‬ؤرخ في ‪19‬‬

‫‪11‬‬
‫انظر‪ :‬د محمد مسعود قيراط‪ ،‬اإلرهاب دراسة في البرامج الوطنية واستراتيجيات مكافحته‪ :‬مقاربة إعالمية‪ ،‬جامعة‬
‫‪.‬نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرياض ‪ ،2010‬ص ‪167‬و ‪168‬‬
‫‪21‬‬
‫أعلنت بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 92/44‬مؤرخ في ‪ 9‬فيفري ‪ ،1992‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 10‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 9‬فبراير ‪ ،1992‬وتم تمديديها بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 02/ 93‬المؤرخ في ‪ 6‬يناير ‪ 1993‬المتضمن تمديد هدة‬
‫‪.‬حالة الطوارئ الجريدة الرسمية العدد ‪ 8‬الصادرة بتاريخ ‪ 7‬فبراير ‪1993‬‬

‫‪3‬‬
‫أفري ‪LL‬ل ‪ ،11993‬غ ‪LL‬ير أن ‪LL‬ه لم يض ‪LL‬ع تعريف ‪LL‬ا لإلره ‪LL‬اب‪ ،2‬ولم يح ‪LL‬دد جريم ‪LL‬ة اإلره ‪LL‬اب وإ نم ‪LL‬ا اكتفى‬
‫بتحديد أفعال معينة تمثل جرائم إرهابية وأخضعها لنظام يتميز بالشدة والصرامة‪.‬‬

‫و قد إنتقل في سياسته الجنائية لمواجهة الجرائم اإلرهابية فيما بعد بأن أدمجها في القانون العام‪،‬‬
‫بعد أن نقل النصوص الخاصة بها إليه معتبرا إياها جريمة من جرائم القانون العام تسري عليها‬
‫األحكام‬

‫العام ‪LL‬ة م ‪LL‬ع وض ‪LL‬ع بعض االس ‪LL‬تثناءات‪ ،‬فق ‪LL‬د خص ‪LL‬ها بمعالج ‪LL‬ة قانوني ‪LL‬ة تمس الج ‪LL‬انب الموض ‪LL‬وعي و‬
‫الج‪LL‬انب اإلج‪LL‬رائي‪ ،‬وذل‪LL‬ك بم‪LL‬وجب األم‪LL‬رين رقم ‪ 10 / 95‬و ‪ 95/11‬الم‪LL‬ؤرخين في ‪ 25‬ف‪LL‬براير‬
‫‪ ،1995‬حيث يع‪LL L‬دل األم‪LL L‬ر األول ق‪LL L‬انون اإلج‪LL L‬راءات الجزائي‪LL L‬ة بينم‪LL L‬ا يع‪LL L‬دل األم‪LL L‬ر الث‪LL L‬اني ق‪LL L‬انون‬
‫العقوبات‪ ،3‬ثم توالت التعديالت على كال القانونين‪.‬‬

‫إن الغاية القص‪LL‬وى من ه‪L‬ذه اإلج‪L‬راءات هي تحقي‪L‬ق العدال‪L‬ة الجنائي‪L‬ة ‪ ،‬وهي غاي‪L‬ة واح‪L‬دة ال تتج‪L‬زأ‬
‫و ال تختل‪LL‬ف ب‪LL‬اختالف أن‪LL‬واع الج‪LL‬رائم و ال بحس‪LL‬ب جس‪LL‬امتها‪ ،‬إال أن تحقي‪LL‬ق العدال‪LL‬ة الجنائي‪LL‬ة ق‪LL‬د‬
‫يتطلب في ج‪LL L‬رائم اإلره‪LL L‬اب إج‪LL L‬راءات خاص‪LL L‬ة‪ ،‬لتمكين الس‪LL L‬لطات المختص‪LL L‬ة من الوص‪LL L‬ول إلى‬
‫الهدف‪ ،‬فهذا النوع الجسيم من الجرائم يرتكبه مجرمون على ج‪L‬انب كب‪L‬ير من الخط‪L‬ورة و الح‪L‬ذر‬
‫قادرون على إخفاء األدلة على ارتك‪LL‬اب الجريم‪LL‬ة أو نس‪LL‬بتها إليهم أو التخفي عن أنظ‪LL‬ار المس‪LL‬ؤولين‬
‫عن الضبط‪ ،‬باإلضافة إلى استخدامهم للوسائل التكنولوجي‪L‬ة و ال‪L‬تي تحت‪L‬اج إلى وقت لإلطالع على‬
‫ما تحتويه من معلومات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 03 / 92‬المؤرخ في ‪ 30/09/1992‬يتعلق بمكافحة اإلرهاب والتخريب‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 07‬الصادرة بتاريخ ‪ 01‬أكتوبر ‪ ،1992‬والمعدل بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 05/ 93‬المؤرخ في ‪ 19‬أفريل‬
‫‪ ،1993.‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 25‬الصادرة بتاريخ ‪ 25‬أفريل ‪1993‬‬
‫‪23‬‬
‫على المستوى الدولي ال يوجد اتفاق على تعريف اإلرهاب‪ ،‬أما على المستوى العربي فقد أجمعت الدول العربية على‬
‫مفهوم واحد لإلرهاب و الجريمة اإلرهابية‪ ،‬حيث نصت المادة األولى من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب الموقعة من‬
‫طرف وزراء الداخلية و العدل العرب بتاريخ ‪" : 1998 /22/04‬كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أيا كانت بواعثه أو‬
‫أغراضه‪ ،‬يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي‪ ،‬ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس‪ ،‬أو ترويعهم بإيذائهم أو‬
‫تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أوبأحد المرافق أو األمالك العامة أو الخاصة ‪ ،‬أو‬
‫" ‪.‬الحتاللها أو االستيالء عليها‪ ،‬أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر‬
‫‪31‬‬
‫األمرين رقم ‪ 10/ 95‬و‪ 95/11‬المؤرخين في ‪ 25‬فبراير ‪ ،1995‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 11‬الصادرة بتاريخ ‪01‬‬
‫‪.‬مارس ‪1995‬‬

‫‪4‬‬
‫كما أن إتصالهم بتنظيمات إرهابية ق‪LL‬د يعينهم على طمس األدل‪LL‬ة أو س‪LL‬رعة االنتق‪L‬ال داخ‪LL‬ل البالد أو‬
‫خارجه ‪LL‬ا‪ ،‬مم ‪LL‬ا يقتض ‪LL‬ي مع ‪LL‬ه األم ‪LL‬ر الخ ‪LL‬روج عن القواع ‪LL‬د العام ‪LL‬ة في اإلج ‪LL‬راءات الجزائي ‪LL‬ة بالق ‪LL‬در‬
‫الضروري الذي يتالءم مع الهدف منها ومع مراعاة حدود التناسب بين مكافحة اإلره‪LL‬اب وحق‪LL‬وق‬
‫و حريات اإلنسان‪ ،1‬وبالتالي ال يمكن االستمرار بالعمل بقانون الط‪L‬وارئ لمواجه‪L‬ة ه‪L‬ذه الج‪L‬رائم‪،‬‬
‫رغم أن المش‪LL L‬رع ق‪LL L‬د إض‪LL L‬طر إلعالن حال‪LL L‬ة الط‪LL L‬وارئ لمواجه‪LL L‬ة اإلره‪LL L‬اب‪ ،‬وق‪LL L‬د اس‪LL L‬تخدم ق‪LL L‬انون‬
‫الطوارئ كأداة إجرائية لمواجهتها‪ ،‬فقانون الط‪L‬وارئ خ‪L‬اص لمواجه‪L‬ة ظ‪L‬روف معين‪L‬ة وباس‪L‬تخدامه‬
‫تعطل النصوص الدستورية و اإلجرائية المتبعة في الظروف العادية ‪ ،‬ومن ثم كان البد للحفاظ‬
‫على الحق‪L‬وق األساس‪L‬ية للف‪L‬رد و ع‪L‬دم المس‪L‬اس بالحري‪L‬ات العام‪L‬ة من وج‪L‬ود نظ‪L‬ام إج‪L‬راءات خ‪L‬اص‬
‫تراعي فيه التوازن بين مكافحة اإلرهاب و بين الحريات العامة و حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ومن ه ‪LL‬ذا المنطل ‪LL‬ق ف ‪LL‬إن اله ‪LL‬دف من ه ‪LL‬ذه الدراس ‪LL‬ة هي تحلي ‪LL‬ل وتق ‪LL‬ييم األحك ‪LL‬ام اإلجرائي ‪LL‬ة الخاص ‪LL‬ة‬
‫بمتابعة الجرائم اإلرهابية في التشريع الجزائري‪ ،‬ولهذا يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫م??اهي األحك??ام اإلجرائي??ة الخاص??ة بمتابع??ة الج??رائم اإلرهابي??ة؟ وم??اهي الق??وانين الخاص??ة ال??تي‬
‫استحدثها المشرع لمتابعة الجرائم اإلرهابية؟‬

‫و لإلجابة على هذه اإلشكالية نعتمد المنهج الوصفي والتحليلي على ضوء النصوص القانونية‪.‬‬

‫و ه ‪LL‬ذا بن ‪LL‬اء على الخط ‪LL‬ة المكون ‪LL‬ة من فص ‪LL‬لين حيث نتن ‪LL‬اول في الفص ‪LL‬ل األول التعري ‪LL‬ف باإلط ‪LL‬ار‬
‫المفاهيمي للجريمة اإلرهابية وذكر صورها و أركانها‪.‬‬

‫وفي الفص‪LL‬ل الث‪L‬اني س‪L‬نتطرق إلى األحك‪L‬ام اإلجرائي‪L‬ة الخاص‪LL‬ة قب‪L‬ل تحري‪L‬ك ال‪L‬دعوى العمومي‪L‬ة وبع‪L‬د‬
‫تحريكه‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬د أحمد فتحي سرور‪ ،‬المواجهة القانونية لإلرهاب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مركز األهرام للترجمة والنشر‪ ،‬مصر ‪2‬‬
‫‪ ،2008.‬ص ‪ 357‬و‪358‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫ماهية الجريمة اإلرهابي‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الجريمة اإلرهابية‬


‫المطلب األول التعريف لغة و إصطالحا‪:‬‬

‫ماهية اإلرهاب‪:‬‬

‫حينم ‪LL‬ا تط ‪LL‬رق مس ‪LL‬امعنا كلم ‪LL‬ة اإلره ‪LL‬اب فإنه ‪LL‬ا بال ش ‪LL‬ك س ‪LL‬وف ترتب ‪LL‬ط في أذهانن ‪LL‬ا بالقت ‪LL‬ل والتخ ‪LL‬ريب‬
‫والتفجير وكذا الخطف وهذا المعنى يتفق علي‪L‬ه الجمي‪L‬ع‪ .‬اآلن تعريف‪L‬ه تعريف‪L‬ا اص‪L‬طالحيا دقيق‪L‬ا يث‪L‬ير‬
‫مص ‪LL‬اعب جم ‪LL‬ة منه ‪LL‬ا م ‪LL‬ا يتعل ‪LL‬ق بماهيت ‪LL‬ه ال ‪LL‬تي انعكس ‪LL‬ت في اس ‪LL‬تعمال مف ‪LL‬ردة اإلره ‪LL‬اب على حس ‪LL‬ب‬
‫األه ‪LL‬واء ووجه ‪LL‬ات النظ ‪LL‬ر المتباين ‪LL‬ة ح ‪LL‬ول اله ‪LL‬دف والغ ‪LL‬رض من االس ‪LL‬تعمال‪ ،‬وه ‪LL‬ذا أدى ب ‪LL‬دوره إلى‬
‫تع‪LL‬دد أنواع‪LL‬ه وص‪LL‬وره فك‪LL‬ل ظ‪LL‬رف من أظ‪LL‬راف الص‪LL‬راع يتهم اآلخ‪LL‬ر باإلره‪LL‬اب‪ .‬باإلض‪LL‬افة إلى أن‬
‫اإلره ‪LL‬اب يختل ‪LL‬ف عن أغلب األفع ‪LL‬ال اإلجرامي ‪LL‬ة من حيث ح ‪LL‬دة الفع ‪LL‬ل والتوص ‪LL‬يف مم ‪LL‬ا جع ‪LL‬ل من ‪LL‬ه‬
‫ظاهرة اجتماعية تصيب العالم بدون استثناء‪.1‬‬

‫مفهوم اإلرهاب‪:‬‬

‫من الظ ‪LL L L‬واهر ال ‪LL L L‬تي حظيت باهتم ‪LL L L‬ام التش ‪LL L L‬ريعات الوطني ‪LL L L‬ة واﻟدوﻟﯾﺔ ون ‪LL L L‬الت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺑﺣﺎث‬
‫واﻟﺗﻌﺎﻟﯾﻖ ظﺎھرة اإلرهاب‪ ،‬مفهومها والمعالجة القانونية لها‪ .‬وفي البداي‪LL‬ة يجب التأك‪LL‬د أن‪LL‬ه ال يوج‪LL‬د‬
‫لإلره‪LL L‬اب تع‪LL L‬اريف ومف‪LL L‬اهيم مح‪LL L‬ددة‪ ،‬فهنال‪LL L‬ك تع‪LL L‬اريف متع‪LL L‬ددة ومتداخل‪LL L‬ة وق‪LL L‬د ارتبطت في أغلب‬
‫األحي‪LL‬ان باإليديولوجي‪LL‬ة وم‪LL‬ا ي‪LL‬راه البعض اآلخ‪LL‬ر عمال مش‪LL‬روعا‪ .‬ويظه‪LL‬ر ه‪LL‬ذا األم‪LL‬ر بش‪LL‬كل واض‪LL‬ح‬
‫بالنسبة للدول و المنظمات الدولية فقد أدى شيوع كلمة اإلره‪LL‬اب إلى فق‪L‬دان الكلم‪LL‬ة لمعناه‪LL‬ا المح‪LL‬دد‬
‫وأصبحت الكلمة وصفا يطلقه أي ف‪LL‬رد أو جماع‪L‬ة على م‪L‬ا ي‪L‬روق لهم من تص‪LL‬رفات اآلخ‪L‬رين ح‪L‬تى‬
‫اص‪LL‬بح للكلم‪LL‬ة اس‪LL‬تعماالت غ‪LL‬ير مح‪LL‬دودة واص‪LL‬بح له‪LL‬ا اس‪LL‬تعماالت لم يس‪LL‬بق له‪LL‬ا اس‪LL‬تخدامها من قب‪LL‬ل‬
‫مثل إرهاب السلطة و إرهاب األقلية وغيرها من األوصاف‪.2‬‬

‫القاضي سالم روضان الموسوي‪ ،‬فعل اإلرهاب والجريمة اإلرهابية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،2010 ،‬ص‪.09‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬قبي ادم‪ ،‬ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍإلﺭﻫﺎﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻵﻤﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺼﺩﻱ ﻤﺭﺒﺎﺡ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2017‬ص‪.513‬‬

‫‪7‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫فاإلره‪LL‬اب مفه‪LL‬وم لم يتف‪LL‬ق على تحدي‪LL‬ده واألفك‪LL‬ار الزالت تتص‪LL‬ارع تجاه‪LL‬ه وتتغ‪LL‬ير أحيان‪LL‬ا ل‪LL‬ذلك ف‪LL‬ان‬
‫األس ‪LL‬رة الدولي ‪LL‬ة ب ‪LL‬ذلت جه ‪LL‬ودا كب ‪LL‬يرة من اج ‪LL‬ل تعري ‪LL‬ف ع ‪LL‬المي موح ‪LL‬د لإلره ‪LL‬اب إال أن مس ‪LL‬اعيه لم‬
‫تنجح حتى ه‪L‬ذا الي‪L‬وم والس‪L‬بب الوحي‪L‬د ه‪L‬و أن ه‪L‬ذا المص‪L‬طلح يكتنف‪L‬ه الغم‪L‬وض فهي ظ‪L‬اهرة وص‪L‬فها‬
‫أسهل من تعريفها‪ ،‬إذ أن مرتكب الفعل اإلرهابي في معتقده أنه يقوم بأفعال بطولية أما المتض‪LL‬رر‬
‫من اإلرهاب فيعتقد أن اإلرهاب مدمر لإلنسانية ومخرب للمحيط‪.‬‬

‫تعريف اإلرهاب‪:‬‬

‫يع‪LL‬د اإلره‪LL‬اب تهدي‪LL‬دا الس‪LL‬تقرار و أمن المجتم‪LL‬ع ال‪LL‬دولي و الوط‪LL‬ني وه‪LL‬و من أس‪LL‬باب ت‪LL‬وتر العالق‪LL‬ات‬
‫الدولي‪LL‬ة بين الش‪LL‬عوب له‪LL‬ذا تض‪LL‬افرت جه‪LL‬ود العدي‪LL‬د من المجتمع‪LL‬ات الدولي‪LL‬ة للتص‪LL‬دي و مكافح‪LL‬ة ه‪LL‬ذه‬
‫الظ‪LL‬اهرة الخط‪LL‬يرة لكن دائم‪LL‬ا م‪LL‬ا ك‪LL‬ان هنال‪LL‬ك انقس‪LL‬ام عمي‪LL‬ق في الفق‪LL‬ه ح‪LL‬ول تحدي‪LL‬د تعري‪LL‬ف ش‪LL‬امل و‬
‫عالمي له فاختلف الباحثون و المجتمع الدولي في تعريف اإلرهاب و ت‪L‬اريخ ظه‪L‬وره ولم يتمكن‪L‬وا‬
‫من الوص‪LL‬ول إلى ص‪LL‬يغة موح‪LL‬دة يتقبله‪LL‬ا كاف‪LL‬ة األط‪LL‬راف في الع‪LL‬الم لكن اجته‪LL‬د البعض و س‪LL‬عى إلى‬
‫وض‪LL‬ع تعري‪LL‬ف مح‪LL‬دد و ج‪LL‬امع ف‪LL‬برزت ع‪LL‬دة تع‪LL‬اريف ال‪LL‬تي من الممكن أن تك‪LL‬ون أساس‪LL‬ا في تحدي‪LL‬د‬
‫تعري‪LL‬ف له‪LL‬ذه الظ‪LL‬اهرة و من‪LL‬ه س‪LL‬نتطرق لتعري‪LL‬ف اإلره‪LL‬اب على وف‪LL‬ق م‪LL‬ا س‪LL‬ار علي‪LL‬ه معظم الكت‪LL‬اب‬
‫بالتعريف لغة و اصطالحا و قانونا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف الّلغوي لإلرهاب‬

‫اإلره‪LL‬اب مص‪LL‬دره أرهب ي‪LL‬رهب إرهاب‪LL‬ا ج‪LL‬ذره رهب وفي كت‪LL‬اب العين ن‪LL‬رهب كعلم رهب‪LL‬ة ورهب‪LL‬ا‬
‫بالض‪LL‬م وب‪L‬الفتح و بالتحري‪L‬ك ورهبان‪L‬ا الض‪LL‬م ويح‪L‬رك خ‪L‬اف وأرهب‪L‬ه وس‪L‬ترهبه أخاف‪LL‬ه و ال‪L‬راهب اس‪L‬م‬
‫فاعل من رهب اذا خاف وهو مختص بالنصارى فهذه الكلمة يدور معناها على الخوف لكن هذا‬
‫ال يع‪LL L‬ني أن كلم‪LL L‬ة رهب مرادف‪LL L‬ة لكلم‪LL L‬ة خ‪LL L‬اف ف‪LL L‬اختالف مع‪LL L‬اني األلف‪LL L‬اظ عن‪LL L‬د الع‪LL L‬رب دلي‪LL L‬ل على‬
‫اختالف معانيه ‪LL L‬ا وإ ن ك ‪LL L‬ان يس ‪LL L‬يرا وعلم ‪LL L‬اء اللغ ‪LL L‬ة العربي ‪LL L‬ة يفرق ‪LL L‬ون كث ‪LL L‬يرا بين مع ‪LL L‬اني الكلم ‪LL L‬ات‬
‫ودالالته ‪LL‬ا فكلم ‪LL‬ة م ‪LL‬ا تعطي مع ‪LL‬نى معين إال أن اس ‪LL‬تخدامها في س ‪LL‬ياق جمل ‪LL‬ة معين ‪LL‬ة ق ‪LL‬د تعطي دالل ‪LL‬ة‬
‫لفعل أو إشارة معينة مختلفة عن المعنى المعجمي‪.‬‬

‫فاإلره‪LL L‬اب ه‪LL L‬و تخوي‪LL L‬ف يبعث على اإلمع‪LL L‬ان في اله‪LL L‬رب من المك‪LL L‬روه واإلمع‪LL L‬ان في اله‪LL L‬رب من‬
‫المك‪LL‬روه ق‪LL‬د يك‪LL‬ون بك‪LL‬ف وانحب‪LL‬اس عن فع‪LL‬ل ويك‪LL‬ون بابتغ‪LL‬اء األس‪LL‬باب ال‪LL‬تي تبع‪LL‬د المك‪LL‬روه ‪ ،‬كم‪LL‬ا أن‪LL‬ه‬

‫‪8‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫رديف كلمة اإلرهاب‪ .‬في حين عرف اإلره‪L‬اب بأن‪L‬ه مجم‪L‬وع أعم‪L‬ال العن‪L‬ف ال‪L‬تي تق‪L‬وم به‪L‬ا منظم‪L‬ة‬
‫قصد اإلخالل بأمن الدولة وتحقيق سياسية أو خاصة أو محاولة قلب الحكومة‪.‬‬

‫دعوتهم ك‪L‬ان يح‪L‬دث ه‪L‬ؤالء ال‪L‬ذعر في المحالت ال‪L‬تي يرتاده‪L‬ا الن‪L‬اس ب‪L‬إطالق الرص‪LL‬اص أو بوض‪LL‬ع‬
‫المتفجرات أو باستعمال المواد السامة والعوامل الوبائية أو الجرثومية التي تحدث خطرا عاما‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعريف القانوني‬

‫عرف المشرع الجزائري الجريم‪L‬ة اإلرهابي‪L‬ة في الم‪L‬ادة ‪ 87‬مك‪L‬رر من ق‪L‬انون العقوب‪L‬ات الجزائ‪L‬ري‬
‫التي جاء فيها‪:2‬‬

‫يعت‪LL‬بر فعال إرهابي‪LL‬ا أو تخريبي‪LL‬ا في مفه‪LL‬وم ه‪LL‬ذا األم‪LL‬ر ك‪LL‬ل فع‪LL‬ل يس‪LL‬تهدف أمن الدول‪LL‬ة و الوح‪LL‬دة‬ ‫‪‬‬
‫الوطني‪LLL‬ة و الس‪LLL‬المة الترابي‪LLL‬ة و إس‪LLL‬تقرار المؤسس‪LLL‬ات و س ‪LL‬يرها الع ‪LL‬ادي عن طري‪LLL‬ق أي عم‪LLL‬ل‬
‫غرضه بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام األمن من خالل االعتداء المعن‪L‬وي أو‬
‫الجس ‪LL L L L‬دي على األش ‪LL L L L‬خاص أو تع ‪LL L L L‬ريض حي ‪LL L L L‬اتهم أو ح ‪LL L L L‬ريتهم أو أمنهم للخط ‪LL L L L‬ر أو اللمس‬
‫بممتلكاتهم‪.‬‬
‫عرقل‪LL L‬ة حرك‪LL L‬ة الم‪LL L‬رور أو حري‪LL L‬ة التنق‪LL L‬ل في الط‪LL L‬رق والتجمه‪LL L‬ر أو اإلعتص‪LL L‬ام في الس‪LL L‬احات‬ ‫‪‬‬
‫العمومية‪.‬‬
‫اإلعتداء على رموز األمة والجمهورية ونبش أو تدنيس القبور‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلعت‪LL‬داء على وس‪LL‬ائل المواص‪LL‬الت والنق‪LL‬ل و الملكي‪LL‬ات العمومي‪LL‬ة والخاص‪LL‬ة و اإلس‪LL‬تحواذ عليه‪LL‬ا‬ ‫‪‬‬
‫أو إحتاللها دون مسوغ قانوني‪.‬‬
‫اإلعت‪LL L‬داء على المحي‪LL L‬ط بإدخ‪LL L‬ال م‪LL L‬واد أو تس‪LL L‬ريبها في الج‪LL L‬و أو في ب‪LL L‬اطن األرض‪ ،‬أو إلقائه‪LL L‬ا‬ ‫‪‬‬
‫عليها أو في المياه بما فيه المياه اإلقليمية من شانها جع‪L‬ل ص‪LL‬حة اإلنس‪L‬ان أو الحي‪L‬وان أو البيئ‪L‬ة‬
‫الطبيعية في خطر‪.‬‬
‫عرقلة سير المؤسسات العمومية أو اإلعتداء على حياة أعوانها أو ممتلكاتهم أو عرقلة تط‪LL‬بيق‬ ‫‪‬‬
‫القوانين والتنظيمات‪.‬‬

‫القاضي سالم روضان الموسوي‪ ،‬فعل اإلرهاب والجريمة اإلرهابية‪2010 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة (‪ )87‬مكرر من قانون ع ج‪1.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫عرقل ‪LL L‬ة عم ‪LL L‬ل المؤسس ‪LL L‬ات العمومي ‪LL L‬ة أو حري ‪LL L‬ة ممارس ‪LL L‬ة العب ‪LL L‬ادة والحري ‪LL L‬ات العام ‪LL L‬ة و س ‪LL L‬ير‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسات المساعدة للمرفق‪.1‬‬

‫حاول المشرع وضع قائمة األفعال التي تكون جريمة إرهابية وذلك بإعتم‪LL‬اد معیار المس‪LL‬اس ب‪LL‬أمن‬
‫الدول‪LL‬ة والس‪LL‬المة الترابي‪LL‬ة وك‪LL‬ذا اس‪LL‬تقرار المؤسس‪LL‬ات وس‪LL‬یرھا الع‪LL‬ادي فبه‪LL‬ذه الص‪LL‬يغة العام‪LL‬ة لتع‪LL‬داد‬
‫األفع‪LL‬ال نعتق‪LL‬د أن المش‪LL‬رع ح‪LL‬رص على تجنب التع‪LL‬داد الحص‪LL‬ري وذل‪LL‬ك باعتم‪LL‬اد ص‪LL‬يغة عام‪LL‬ة من‬
‫شأنها اس‪L‬تيعاب مختل‪L‬ف األش‪LL‬كال المس‪L‬تجدة في مج‪L‬ال الجريم‪L‬ة اإلرهابي‪L‬ة س‪L‬واء من حیث األس‪LL‬لوب‬
‫أو المجال‪.‬‬

‫ومن أب‪LL‬رز األفع‪LL‬ال ال‪LL‬تي تك‪LL‬ون جريم‪LL‬ة إرهابي‪LL‬ة وال‪LL‬تي اس‪LL‬تحدثها المش‪LL‬رع بمقتض‪LL‬ى ق‪LL‬انون مرج‪LL‬ع‬
‫القاض‪LL‬ي‪ ،‬العقوب‪LL‬ات‪ ،‬جريم‪LL‬ة تك‪LL‬وین جمعي‪LL‬ة إرهابي‪LL‬ة‪ ،‬حیث ق‪LL‬ررت الم‪LL‬ادة (‪ )87‬مك‪LL‬رر ‪ 3‬على أن‬
‫یع‪LL‬اقب بالس‪LL‬جن المؤب‪LL‬د ك‪LL‬ل من ینش‪LL‬ئ أو یؤس‪LL‬س أو ینظم أو یس‪LL‬یر أي جمعي‪LL‬ة أو تنظيم أو جماع‪LL‬ة‬
‫يك‪L‬ون غرض‪L‬ها أو تق‪L‬ع أنش‪L‬طتها تحت طائل‪L‬ة أحك‪L‬ام الم‪L‬ادة (‪ )87‬مك‪L‬رر من ھذا األم‪L‬ر كم‪L‬ا ج‪L‬رمت‬
‫ھذه المادة فعل االنخراط أو المشاركة‪ ،‬مھما یكن شكلها‪ ،‬في الجمعيات اإلرهابية‪ 2.‬أم‪LL‬ا الم‪LL‬ادة (‪8‬‬
‫‪ )7‬مك ‪LL‬رر ‪ 04‬منه ‪LL‬ا نج ‪LL‬د أنھا ج ‪LL‬رمت فع ‪LL‬ل اإلش ‪LL‬ادة باألفع ‪LL‬ال اإلرهابي ‪LL‬ة من خالل نش ‪LL‬ر أو طب ‪LL‬ع‬
‫الوث ‪LL‬ائق و المطبوع ‪LL‬ات المش ‪LL‬یدة به ‪LL‬ذه األفع ‪LL‬ال‪ .‬كم ‪LL‬ا ج ‪LL‬رم المش ‪LL‬رع ك ‪LL‬ذلك من خالل ھذه األحك ‪LL‬ام‬
‫الموضوعية‪ ،‬فعل تمويل اإلرهاب بأي وس‪L‬یلة س‪L‬واء بالم‪L‬ال أو بتوف‪L‬ير األك‪L‬ل والش‪L‬رب أو األس‪L‬لحة‬
‫و ال‪LL L L‬ذخائر‪ ،‬أو الوس‪LL L L‬ائل المدعم‪LL L L‬ة لإلرھابیین ك‪LL L L‬زي النظ‪LL L L‬امي مثال بھدف مس‪LL L L‬اعدتهم في تنفي‪LL L L‬ذ‬
‫‪3‬‬
‫أغراضهم‪.‬‬

‫غ ‪LL‬یر أن ‪LL‬ه یتعین علین ‪LL‬ا إیراد بعض المالحظ ‪LL‬ات على نص ‪LL‬وص ق ‪LL‬انون العقوب ‪LL‬ات الس ‪LL‬ابقة ال ‪LL‬ذكر و‬
‫أھمھا أن المش ‪LL‬رع لم یعطي تعري ‪LL‬ف لجريم ‪LL‬ة اإلره ‪LL‬اب و إنم ‪LL‬ا وض ‪LL‬ع قائم ‪LL‬ة األعم ‪LL‬ال ال ‪LL‬تي تك ‪LL‬ون‬
‫جريم‪LLL‬ة إره ‪LL‬اب طالم‪LLL‬ا إس‪LLL‬تهدفت أمن الدول‪LLL‬ة وس‪LLL‬المتها ووح ‪LL‬دة اإلقليم و إس ‪LL‬تقرار المؤسس‪LLL‬ات و‬
‫سیرھا العادي‪ ،‬و المالحظ كذلك أن المشرع الجنائي عندما قام بتجريم األفعال اإلرهابية إستهدف‬
‫حمایة بعض المصالح ال‪L‬تي تمث‪L‬ل مح‪L‬ل التج‪L‬ريم‪ .‬كم‪L‬ا لم یح‪L‬دد مض‪L‬مون ھذه المص‪L‬الح بش‪L‬كل دقیق‬

‫داودي منصور‪ ،‬اإلجراءات الجنائية لمكافحة اإلرهاب والجريمة المنظمة في القانون العام‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬في‬ ‫‪1‬‬

‫القانون العام‪ 2016،2017، ،‬ص‪20‬‬


‫المادة (‪ )87‬مكرر ‪ 3‬من قانون ع ج‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة (‪ )87‬مكرر ‪04‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪10‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫حیث اكتفى ب‪LL‬التقرير أن‪LL‬ه یعت‪LL‬بر فعال إرھابیا أو تخريب‪LL‬ا‪ ،‬في مفه‪LL‬وم ھذا األم‪LL‬ر‪ ،‬ك‪LL‬ل فع‪LL‬ل یس‪LL‬تھدف‬
‫أمن الدولة وبالوحدة الوطنیة و السالمة الترابیة واس‪L‬تقرار المؤسس‪L‬ات وس‪L‬یرھا الع‪L‬ادي‪ .‬ولع‪L‬ل ھذا‬
‫یص‪LL‬عب في عم‪LL‬ل القض‪LL‬اة عن‪LL‬د اس‪LL‬تخالص مع‪LL‬نى المص‪LL‬لحة القانونیة المحمیة في ك‪LL‬ل فع‪LL‬ل یوص‪LL‬ف‬
‫كجریم‪LL‬ة إرھاب‪ ،‬و ھذا في نظرن‪LL‬ا تقص‪LL‬یر تش‪LL‬ريعي ي‪LL‬ؤدي إلى خ‪LL‬رق مب‪LL‬دأ الش‪LL‬رعية ومب‪LL‬دأ ض‪LL‬مان‬
‫حقوق ال‪L‬دفاع‪ .‬وم‪L‬ا یالح‪L‬ظ ك‪L‬ذلك أن المش‪L‬رع لم یعطي الوص‪L‬ف ال‪L‬دقيق لبعض األفع‪L‬ال ال‪L‬تي تك‪L‬ون‬
‫جريم‪LL‬ة إرھاب ولع‪LL‬ل أھمھا فع‪LL‬ل االعت‪LL‬داء المعن‪LL‬وي ض‪LL‬د األش‪LL‬خاص‪ ،‬فق‪L‬د تركه‪LL‬ا المش‪LL‬رع غامض‪LL‬ا؛‬
‫خاص‪LL‬ة إذا أخ‪LL‬ذنا بعین اإلعتب‪LL‬ار أن األم‪LL‬ر یتعل‪LL‬ق بجناي‪LL‬ة و ال‪LL‬تي من المف‪LL‬ترض أن یك‪LL‬ون المش‪LL‬رع‬
‫واضح ودقيقا وفقا لما یتطلبھا مبدأ الشرعية‪.‬‬

‫إنطالق‪LL‬ا مم‪LL‬ا س‪LL‬بق یتض‪LL‬ح لن‪LL‬ا أن خط‪LL‬ورة األفع‪LL‬ال ال‪LL‬تي توص‪LL‬ف بأنه‪LL‬ا ج‪LL‬رائم إرهابي‪LL‬ة حتمت على‬
‫المش‪LL‬رع الج‪LL‬زائي الخ‪LL‬روج على القواع‪LL‬د العام‪LL‬ة إلج‪LL‬راءات التح‪LL‬ري االبت‪LL‬دائي‪ ،‬وذل‪LL‬ك بالتنص‪LL‬يص‬
‫على إجراءات استثنائية وأھمھا استحداث آلي‪LL‬ات من ش‪LL‬أنها مراقب‪LL‬ة الجماع‪L‬ات اإلرهابي‪LL‬ة كالتنص‪LL‬ت‬
‫على اإلرھابیین وتسجيل مكالم‪L‬اتهم واالس‪L‬تناد إلى عملي‪L‬ات التس‪L‬رب ال‪L‬تي یق‪L‬وم بھا ض‪L‬باط الش‪L‬رطة‬
‫القض‪LL L‬ائية داخ‪LL L‬ل الجماع‪LL L‬ات اإلرهابي‪LL L‬ة م‪LL L‬ع م‪LL L‬ا تش‪LL L‬كلها ھذه العملي‪LL L‬ة من خط‪LL L‬ر على حیاة ض‪LL L‬ابط‬
‫‪1‬‬
‫الشرطة المتسرب‪.‬‬

‫داودي منصور‪ ،‬اإلرهاب والجريمة المنظمة في القانون العام‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في القانون العام‪2016،2017 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬صور الجريمة اإلرهابية و أركانها‬


‫للجريمة اإلرهابية عدة أنواع وص‪L‬ور حيث تتع‪L‬دد بحس‪L‬ب الفع‪L‬ل الم‪L‬رتكب‪ ،‬فكم‪L‬ا ه‪L‬و مع‪L‬روف لك‪L‬ل‬
‫جريمة أركان تقوم عليها‪ .‬وعليه قمنا بتقسيم هذا المبحث إلى مطلبين هما‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صور الجرائم اإلرهابية‬

‫ذك‪LL‬رت ص‪LL‬ور الجريم‪LL‬ة اإلرهابي‪LL‬ة في ق‪LL‬انون العقوب‪LL‬ات في الم‪LL‬واد من ‪ 87‬مك‪LL‬رر ‪ 3‬إلى الم‪LL‬ادة ‪87‬‬
‫مكرر ‪ 10‬باستثناء المادتين ‪ 87‬مكرر‪ 8‬و‪ 87‬مكرر ‪ ،9‬كما جاء بها المشرع الجزائ‪LL‬ري بم‪LL‬وجب‬
‫األمر ‪ 11_95‬وهي نفسها التي جاء بها المرسوم التشريعي ‪.03_92‬‬
‫‪1‬‬
‫الجرائم في المادة ‪ 87‬مكرر‬

‫أورد المشرع الجزائري مجموع‪L‬ة من األفع‪L‬ال واعتبره‪L‬ا ج‪L‬رائم إرهابي‪L‬ة أو أعم‪L‬ال تخريبي‪L‬ة وال‪L‬تي‬
‫تتمثل في‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جريمة التشجيع واإلشادة باألفعال المذكورة في المادة ‪ 87‬مكرر‬

‫ج ‪LL‬اء نص الم ‪LL‬ادة ‪ 87‬مك ‪LL‬رر ‪ 4‬ك ‪LL‬االتي‪ ":‬يع ‪LL‬اقب بالس ‪LL‬جن من خمس ‪LL‬ة ‪ 5‬س ‪LL‬نوات إلى ‪ 10‬س ‪LL‬نوات‬
‫وبغرامة مالية من ‪ 100.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪ ،‬كل من يشيد باألفعال المذكورة في الم‪LL‬ادة‬
‫‪ 87‬مك‪LL‬رر طبق‪LL‬ا لم‪LL‬ا ج‪LL‬اء في النص فهي ت‪LL‬دخل ض ‪LL‬من اإلش‪LL‬ادة باألفع‪LL‬ال اإلرهابي‪LL‬ة أو التخريبي‪LL‬ة‪.‬‬
‫فالمش‪LL‬رع الجزائ‪LL‬ري ق‪LL‬ام بمحارب‪LL‬ة حي‪LL‬ازة أو طب‪LL‬ع أو نش‪LL‬ر الوث‪LL‬ائق أو المطبوع‪LL‬ات أو التس‪LL‬جيالت‬
‫ال‪LL‬تي تش‪LL‬يد باإلره‪LL‬اب أو التح‪LL‬ريض علي‪LL‬ه ووفق‪LL‬ا لنص الم‪LL‬ادة ‪ 87‬مك‪LL‬رر‪ 5‬فالمش‪LL‬رع عن‪LL‬د تجريم‪LL‬ه‬
‫له‪L‬اذا الفك‪L‬ر أو ال‪L‬ترويج أو م‪L‬ا ع‪L‬بر عن‪L‬ه بإع‪L‬ادة الطب‪L‬ع أو النش‪L‬ر‪ ،‬لم يش‪L‬ترط في ه‪L‬ذا التج‪L‬ريم ص‪LL‬فة‬
‫معينة في الفاعل‪ ،‬كالمتعلقة بوجود تنظيم مخالف للق‪L‬انون ب‪L‬ل ذك‪L‬ر عب‪L‬ارة " ‪ ...‬ك‪L‬ل من يعي‪L‬د عم‪L‬دا‬
‫طب ‪LL‬ع ‪ "...‬وهن ‪LL‬ا يوض ‪LL‬ح لن ‪LL‬ا أن للفاع ‪LL‬ل قص ‪LL‬د اإلش ‪LL‬ادة ب ‪LL‬الجرم اإلره ‪LL‬ابي دون اإلش ‪LL‬ارة إلى كون ‪LL‬ه‬
‫عض ‪LL L‬وا في التنظيم‪ .2‬كم ‪LL L‬ا اعت ‪LL L‬بر المش ‪LL L‬رع الجزائ ‪LL L‬ري توزي ‪LL L‬ع ه ‪LL L‬ذه المنش ‪LL L‬ورات أو المطبوع ‪LL L‬ات‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬صياغة المادة ‪ 87‬مكرر من قانون العقوبات‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬محمد محمود سعيد‪ ،‬جرائم اإلرهاب أحكامها الموضوعية وإ جراءات مالحقتها‪ ،‬دار النشر‪ ،‬طبعة أولى ‪ ،1995‬ص‪52‬‬

‫‪12‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫بالجريمة اإلرهابية سواء تم توزيه‪L‬ا أم ال‪ ،‬اطل‪L‬ع الن‪L‬اس عليه‪L‬ا أم لم يطلع‪L‬وا‪ .‬وق‪LL‬د خ‪L‬الف ب‪L‬ذلك نهج‬
‫‪1‬‬
‫المشرع المصري الذي اشترط خضوع الشخص للعقاب قيامه بتوزيعها وإ طالع األخرين عليها‬

‫اف‪LL L‬ترض المش‪LL L‬رع طب‪LL L‬ع ع‪LL L‬دد كب‪LL L‬ير من المنش‪LL L‬ورات أو الكتب المحظ‪LL L‬ورة س‪LL L‬يكون الغ‪LL L‬رض من‪LL L‬ه‬
‫التوزيع‪ ،‬أي ال يرى المرحل‪L‬ة ال‪L‬تي تلي إع‪L‬ادة الطب‪L‬ع وق‪LL‬د ت‪L‬رك المش‪L‬رع الب‪L‬اب مفت‪L‬وح أم‪L‬ام القض‪LL‬اة‬
‫في ه ‪LL‬ذه المس ‪LL‬ألة‪ .‬بحيث اعت ‪LL‬بر القض ‪LL‬اة حي ‪LL‬ازة الش ‪LL‬خص لكت ‪LL‬اب واح ‪LL‬د ول ‪LL‬و ك ‪LL‬ان محظ ‪LL‬ورا ال يع ‪LL‬د‬
‫جريم‪LL‬ة إرهابي‪LL‬ة‪ ،‬أم‪LL‬ا حيازت‪LL‬ه مجموع‪LL‬ة كب‪LL‬يرة من الكتب المحظ‪LL‬ورة أو إع‪LL‬ادة طب‪LL‬ع كت‪LL‬اب محظ‪LL‬ور‬
‫يع ‪LL‬د دليال على إع ‪LL‬دادها للتوزي ‪LL‬ع والنش ‪LL‬ر عمال بمب ‪LL‬دأ الش ‪LL‬رعية الق ‪LL‬ائم على أس ‪LL‬اس الوض ‪LL‬وح يتعين‬
‫على المشرع إضافة عبارة " سواء تم التوزيع وإ طالع الناس عليها أم ال"‪.‬‬

‫وإ ن ك ‪LL‬ان القض ‪LL‬اة من الناحي ‪LL‬ة العلمي ‪LL‬ة ي ‪LL‬رون المش ‪LL‬رع ك ‪LL‬ان حكيم ‪LL‬ا عن ‪LL‬دما أراد محاص ‪LL‬رة الجريم ‪LL‬ة‬
‫اإلرهابي‪LL‬ة في مه‪LL‬دها فه‪LL‬و ال ينتظ‪LL‬ر فع‪LL‬ل التوزي‪LL‬ع ح‪LL‬تى يج‪LL‬رم الفع‪LL‬ل وإ نم‪LL‬ا يح‪LL‬ارب الخط‪LL‬ورة ال‪LL‬تي‬
‫تسبقه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة التأسيس أو األنشاء أو التسيير أو التنظيم اإلرهابي‬

‫نص‪LL‬ت الم‪LL‬ادة ‪ 87‬مك‪LL‬رر ‪" :2 /3‬كم‪LL‬ا يع‪LL‬اقب بالس‪LL‬جن الم‪LL‬ؤقت من عش‪LL‬ر س‪LL‬نوات إلى عش‪LL‬رين س‪LL‬نة‬
‫كل انخراط أو المشاركة مهما يكن شكلها في الجمعيات أو التنظيمات أو الجماع‪LL‬ات أو المنظم‪LL‬ات‬
‫المذكورة في الفقرة السابقة مع معرفة غرضها أو أنشطتها‪."2‬‬

‫تن ‪LL‬اول المش ‪LL‬رع الجزائ ‪LL‬ري جريم ‪LL‬ة األنش ‪LL‬اء أو التنظيم أو االنض ‪LL‬مام على ح ‪LL‬د س ‪LL‬واء‪ 3‬ب ‪LL‬التجريم في‬
‫نص الم‪LL‬ادة ‪ 87‬مك‪LL‬رر ‪ 3‬وع‪LL‬اقب بالس‪LL‬جن المؤب‪LL‬د ك‪LL‬ل من ينش‪LL‬ئ أو يؤس‪LL‬س أو يس‪LL‬ير أي‪LL‬ة تنظيم أو‬
‫منظم‪LL‬ة أو جماع‪LL‬ة يق‪LL‬ع نش‪LL‬اطها تحت طائل‪LL‬ة أحك‪LL‬ام الم‪LL‬ادة ‪ 87‬مك‪LL‬رر ؛ ولمعاقب‪LL‬ة الفاع‪LL‬ل الب‪LL‬د من‬
‫وج‪LL‬ود القص‪LL‬د الجن‪LL‬ائي ‪ ،‬أم‪LL‬ا س‪LL‬لوك المج‪LL‬رم بم‪LL‬وجب ه‪LL‬ذا النص فه‪LL‬و اإلنش‪LL‬اء أو التأس‪LL‬يس المخ‪LL‬الف‬
‫للق‪LL‬انون‪ 4‬وجريم‪LL‬ة التأس‪LL‬يس حس‪LL‬ب نص الم‪LL‬ادة ‪ 87‬مك‪LL‬رر ‪ 3‬بفقرتيه‪LL‬ا األولى و الثاني‪LL‬ة لم تش‪LL‬ترط‬

‫‪1‬‬
‫تفسير النص يعود لقاضي الموضوع الذي قد يجتهد ضد مصلحة المتهم‪ ،‬ألنه قد تكون جرائم الرأي الصحافة بالدرجة‬
‫‪.‬األولى هي المعينة بعدم وضوح النص‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬نص المادة ‪ 87‬مكرر ‪ 3/2‬قانون العقوبات‬
‫يرى مجموعة من الفقهاء قيام هذه الجريمة ولو من طرف شخص واحد على أنه هو الرأس المدبر وبعد ذلك يلتحق به‬ ‫‪3‬‬

‫أخرون‪ ،‬ألن القانون يعاقب على الدعوى إلى اإلرهاب بأي طريقة كانت ‪ 87‬مكرر‬
‫حكم محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة رقم ‪ 2627‬الصادر بتاريخ ‪.11/11/2007‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪13‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫عددا للمجموعة المكونة وبالتالي يعود تقدير خطورتها إلى قاضي الحكم عندما يتعرض إلى م‪L‬دى‬
‫جدي ‪LL‬ة و خط ‪LL‬ورة التنظيم ؛ فمجموع ‪LL‬ة من عنص ‪LL‬رين ليس ‪LL‬ت كمجموع ‪LL‬ة من عش ‪LL‬رين عنص ‪LL‬را من‬
‫حيث الجدية وال الفاعلية ‪.‬‬

‫إن فعل التأسيس مرحلة الحقة لإلنشاء يتناول إعداد ق‪LL‬وائم بأس‪LL‬ماء أعض‪LL‬ائه وتحدي‪LL‬د وس‪LL‬ائل تمويل‪LL‬ه‬
‫وأماكن تجمعه أو تزويده بالسالح‪ ،‬وكذلك توضيح المهام األزمة لتحقيق غرض التنظيم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة تمويل اإلرهاب طبقا لنص المادة ‪ 87‬مكرر ‪4‬‬

‫تص ‪LL‬دى المش ‪LL‬رع له ‪LL‬ذه الظ ‪LL‬اهرة بنص الم ‪LL‬ادة ‪ 87‬مك ‪LL‬رر ‪ 4‬ولم يح ‪LL‬دد طبيع ‪LL‬ة التموي ‪LL‬ل أو وس ‪LL‬ائله‪،‬‬
‫فهناك من يمول اإلرهاب بالمال وهناك من يوفر لإلرهاب المؤونة وأماكن لإلختباء‪.‬‬

‫إال أن المش ‪LL‬رع أدخ ‪LL‬ل تع ‪LL‬ديال على الم ‪LL‬ادة ‪ 91‬بم ‪LL‬وجب الق ‪LL‬انون ‪ 06/23‬بإض ‪LL‬افة عقوب ‪LL‬ة الغرام ‪LL‬ة‬
‫المالي‪LL‬ة ولم يتن‪LL‬اول المرس‪LL‬وم التش‪LL‬ريعي ‪ 92/03‬قب‪LL‬ل ذل‪LL‬ك جريم‪LL‬ة تموي‪LL‬ل اإلره‪LL‬اب ب‪LL‬التجريم‪ .‬كم‪LL‬ا‬
‫أش‪L‬ار إلى تموي‪L‬ل اإلره‪L‬اب في األم‪L‬ر ‪ 95/11‬بص‪LL‬ورة غ‪L‬ير متوس‪L‬عة‪ ،‬حيث اكتفى ب‪L‬النص على أن‬
‫تمويل اإلره‪L‬اب يع‪L‬د جريم‪L‬ة‪ ،‬وق‪L‬د س‪L‬ن له‪L‬ا عقوب‪L‬ة الس‪L‬جن الم‪L‬ؤقت من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬س‪L‬نوات وغرام‪L‬ة‬
‫مالي ‪LL‬ة من ‪ 100.000‬إلى ‪ ،500.00‬لكن ‪LL‬ه علم ذل ‪LL‬ك عن ‪LL‬دما أص ‪LL‬در الق ‪LL‬انون رقم ‪ 05/01‬الم ‪LL‬ؤرخ‬
‫في ‪ 06‬فيف‪LL‬ري ‪ 2005‬المتعل‪LL‬ق بمكافح‪LL‬ة‪ ،1‬تب‪LL‬ييض األم‪LL‬وال وتموي‪LL‬ل اإلره‪LL‬اب وتش‪LL‬دد في العقوب‪LL‬ة‪.‬‬
‫ويعتبر القانون ‪ 04/15‬بمثابة النص الخاص لجريمة تمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫ع‪L‬رفت الم‪L‬ادة ‪ 03‬من الق‪L‬انون ‪ 04/15‬تموي‪L‬ل اإلره‪L‬اب بأن‪L‬ه‪“ :‬جريم‪L‬ة تموي‪L‬ل اإلره‪L‬اب في مفه‪L‬وم‬
‫هذا القانون‪ ،‬كل فعل يقوم به كل شخص بأية وسيلة كانت‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وبش‪L‬كل غ‪L‬ير‬
‫مش‪LL‬روع‪ ،‬وب‪LL‬إرادة الفاع‪LL‬ل من خالل تق‪LL‬ديم أو جم‪LL‬ع أم‪LL‬وال بني‪LL‬ة اس‪LL‬تخدامها جزئي‪LL‬ا أو كلي‪LL‬ا من أج‪LL‬ل‬
‫ارتكاب الجرائم الموصوفة أفعاال إرهابية أو تخريبية المنصوص والمعاقب عليها ب‪LL‬المواد من ‪87‬‬
‫مكرر ‪ 3‬إلى ‪ 87‬مكرر ‪ 10‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫إن ص‪LL‬ياغة النص به‪LL‬ذه الطريق‪LL‬ة القت انتق‪LL‬ادا كب‪LL‬يرا لم‪LL‬ا حملت‪LL‬ه من مخالف‪LL‬ة لمب‪LL‬دأ الش‪LL‬رعية حيث‬
‫طالب مجموعة من رجال الق‪L‬انون بض‪LL‬رورة تحدي‪L‬د وس‪L‬ائل التموي‪L‬ل ألن عب‪L‬ارة "بأي‪L‬ة وس‪L‬يلة ك‪L‬انت"‬

‫الدكتور أحمد سفر‪ ،‬جريمة غسيل األموال وتمويل اإلرهاب في التشريعات العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬مؤسسة الحديث للكتاب‪ ،‬طبعة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪ 133‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫ال تصلح في تشريع جنائي‪ ،‬وهذا يضر بالقانون الجنائي أكثر مما يخدمه‪ .1‬إال أننا نخ‪LL‬الفهم ال‪LL‬رأي‬
‫فالمشرع يلجأ أحيانا إلى عبارات فضفاضة يكون من حسن السياسية الجنائية‪ ،‬حيث يترك المجال‬
‫أم‪LL‬ام قض‪LL‬اة الموض‪LL‬وع االجته‪LL‬اد في‪LL‬ه‪ .‬ففي التس‪LL‬عينات م‪LL‬ع بداي‪LL‬ة ظه‪LL‬ور الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة لم يع‪LL‬رف‬
‫المجتمع الجزائري تطورا في التكنولوجيا كما في وقتنا الحالي‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬جريمة االنخراط في المنظمات والجماعات المذكورة في المادة ‪87‬‬


‫مكرر‪3/2‬‬

‫نصت المادة ‪ 87‬مكرر ‪ ":2/3‬كما يعاقب بالسجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة ك‪LL‬ل‬
‫انخ‪LL L‬راط أو مش‪LL L‬اركة مهم‪LL L‬ا يكن ش‪LL L‬كلها في الجمعي‪LL L‬ات أو التنظيم‪LL L‬ات أو الجماع ‪LL‬ات أو المنظم‪LL L‬ات‬
‫المذكورة في الفقرة السابقة مع معرفة غرضها أو أنشطتها"‪.‬‬

‫يعني هنا في حالة االنخراط يجب أن تكون تلك الجمعي‪L‬ات أو التنظيم‪L‬ات موج‪L‬ودة فعال قب‪L‬ل وق‪L‬وع‬
‫سلوك الجاني ‪ ،‬و بعد تحقق وجود الجمعيات أو التنظيمات التي تدخل أعماله‪LL‬ا تحت طائل‪LL‬ة أحك‪LL‬ام‬
‫الم ‪LL‬ادة ‪ 87‬مك ‪LL‬رر ركن ‪LL‬ا مفترض ‪LL‬ا في الجريم ‪LL‬ة ‪ ،‬و االنخ ‪LL‬راط س ‪LL‬لوك مج ‪LL‬رم في ح ‪LL‬د ذات ‪LL‬ه ‪ ،‬بينم ‪LL‬ا‬
‫نصت المادة على المشاركة في التنظيم و ليس المش‪LL‬اركة في أعم‪LL‬ال التنظيم ‪ ،‬حيث المش‪LL‬اركة في‬
‫ه‪LL‬ذه الحال‪LL‬ة تأخ‪LL‬ذ أوص‪LL‬اف المش‪LL‬اركة المنص‪LL‬وص عليه‪LL‬ا في الق‪LL‬انون الع‪LL‬ام طبق‪LL‬ا للم‪LL‬ادة ‪ 42‬ق‪LL‬انون‬
‫العقوب ‪LL‬ات ‪ ،‬و يتطلب لت ‪LL‬وافر اش ‪LL‬تراك الج ‪LL‬اني بعلم ‪LL‬ه و إرادت ‪LL‬ه أن يك ‪LL‬ون عض ‪LL‬وا في الجمعي ‪LL‬ة أو‬
‫إحاطته بأهدافها‪.2‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬جرائم حيازة األسلحة والمتفجرات‬

‫تع ‪LL‬اقب الم ‪LL‬ادة ‪ 87‬مك ‪LL‬رر ‪ 7‬ك ‪LL‬ل ش ‪LL‬خص يح ‪LL‬وز أس ‪LL‬لحة ممنوع ‪LL‬ة أو ذخ ‪LL‬يرة مهم ‪LL‬ا ك ‪LL‬انت طريق ‪LL‬ة‬
‫الحص‪LL‬ول عليه‪LL‬ا‪ ،‬س‪LL‬واء باالس‪LL‬تيالء عليه‪LL‬ا أو المت‪LL‬اجرة به‪LL‬ا عن طري‪LL‬ق اس‪LL‬تيرادها أو تص‪LL‬ديرها أو‬
‫إصدارها‪ ،‬وتش‪L‬ترط الم‪L‬ادة أن تك‪L‬ون الحي‪L‬ازة دون رخص‪LL‬ة من الس‪L‬لطات المختص‪LL‬ة‪ .‬في حين تش‪L‬دد‬
‫العقوب ‪LL‬ة في ح ‪LL‬ال تعل ‪LL‬ق ه ‪LL‬ذه األفع ‪LL‬ال بم ‪LL‬واد متفج ‪LL‬رة أو أي م ‪LL‬ادة ت ‪LL‬دخل في تركيبه ‪LL‬ا أو ص ‪LL‬ناعتها‪،‬‬

‫إبراهيم نافع‪ ،‬اإلرهاب وسقوط األقنعة‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار هومة‪ ،‬طبعة ‪ .2007‬ص‪96‬‬ ‫‪1‬‬

‫نوال شروانة‪ ،‬نضيرة بوقندورة ‪،‬ص ‪20‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫وكذلك األمر بالنسبة لك‪L‬ل ش‪L‬خص ي‪L‬بيع أس‪L‬لحة بيض‪L‬اء أو يق‪L‬وم بش‪L‬رائها أو توزيعه‪L‬ا أو ص‪L‬نعها م‪L‬ع‬
‫علمه بغرضها المخالف للقانون‪.‬‬

‫الفرع سادس‪ :‬جريمة إنتحال صفة إمام مسجد و إستعمال المسجد مخالفة لمهامه‬
‫النبيلة‬

‫وفي األخ‪LL L‬ير أض‪LL L‬اف الق‪LL L‬انون رقم ‪ 09_01‬الم‪LL L‬ؤرخ في ‪ 2001-06-26‬فعلين أخ‪LL L‬رين يأخ‪LL L‬ذان‬
‫وصف الجريمة اإلرهابية أو التخريبية‪ ،‬وهما انتحال ص‪LL‬فة إم‪LL‬ام مس‪LL‬جد واس‪LL‬تعمال المس‪LL‬جد مخالف‪L‬ة‬
‫لمهامه النبيلة المادة ‪ 87‬مكرر ‪.110‬‬

‫كما يدخل في إطار نشر الفكر المتطرف في الخطب التي تؤدى في األماكن العمومية أو المساجد‬
‫من أش‪LL‬خاص ب‪LL‬دون م‪LL‬ؤهالت لتل‪LL‬ك الوظيف‪LL‬ة أو ب‪LL‬دون ت‪LL‬راخيص‪ ،‬كانتح‪LL‬ال إم‪LL‬ام لص‪LL‬فة إم‪LL‬ام بحيث‬
‫توقع عليه العقوب‪L‬ة ال‪L‬واردة في نص الم‪L‬ادة ‪ 87‬مك‪L‬رر‪ 10‬لق‪L‬د ج‪L‬رم المش‪L‬رع إع‪L‬ادة الطب‪L‬ع أو النش‪L‬ر‬
‫للوثائق أو التشجيع واإلشادة لخطورتها‪ ،‬وقوة تأثيرها على الش‪LL‬باب ال‪LL‬ذي يع‪LL‬اني من الف‪L‬راغ بس‪LL‬بب‬
‫البطالة‪ ،‬أو الفراغ الروحي أمام التوجهات الدينية والدعاة لها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الجرائم اإلرهابية‬

‫تق ‪LL‬وم عم ‪LL‬وم الج ‪LL‬رائم على ثالث ‪LL‬ة أرك ‪LL‬ان‪ :‬ال ‪LL‬ركن الش ‪LL‬رعي عمال بمب ‪LL‬دأ الش ‪LL‬رعية‪ ،‬ال ‪LL‬ركن الم ‪LL‬ادي‬
‫والركن المعنوي‪ .‬وهو األمر الذي ينطبق على الجريمة اإلرهابية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الركن الشرعي‬

‫يقتض ‪LL‬ي ه ‪LL‬ذا المب ‪LL‬دأ على ع‪LL‬دم ج ‪LL‬واز معاقب ‪LL‬ة أي ش ‪LL‬خص على أي س ‪LL‬لوك إال إذا ك ‪LL‬ان ه ‪LL‬ذا الس ‪LL‬لوك‬
‫خاضعا لنص ق‪L‬انوني يح‪L‬دد مض‪L‬مونه ويق‪L‬رر ل‪L‬ه عقوب‪L‬ة معين‪L‬ة‪ .‬ويل‪L‬زم في ه‪L‬ذا النص التش‪L‬ريعي أن‬
‫يكون صادرا من س‪L‬لطة مختص‪L‬ة وأن يك‪L‬ون س‪L‬ابقا على ارتك‪L‬اب الس‪L‬لوك المحظ‪L‬ور‪ .‬ولق‪L‬د تض‪L‬منت‬
‫الش‪LL L‬ريعة اإلس‪LL L‬المية ه‪LL L‬ذا المب‪LL L‬دأ وال‪LL L‬دليل على ذل‪LL L‬ك القاع‪LL L‬دة الفقهي‪LL L‬ة المتمثل‪LL L‬ة في أن‪" :‬األص‪LL L‬ل في‬
‫األشياء وأفعال اإلباحة" ومعناه أن كل سلوك مباح ما لم يرد نص بتجريمه‪.2‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬ص‪47‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر عدو‪ ،‬ص ‪38‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫ففي القانون الجزائري هناك العديد من النصوص القانونية التي تكرس هذا المبدأ وال‪L‬تي تع‪L‬بر عن‬
‫الركن الشرعي للجريمة‪ ،‬وه‪L‬و ال‪L‬ركن ال‪L‬ذي ال تق‪L‬وم الج‪L‬رائم بدون‪L‬ه‪ ،‬وه‪L‬و م‪L‬ا يع‪L‬رف بمب‪L‬دأ ش‪L‬رعية‬
‫الجرائم والعقوبات وهو ما يعبر عنه‪ :‬ال جريمة وال عقوبة بغير نص‪ .‬حيث نص‪L‬ت الم‪L‬ادة األولى‬
‫من قانون العقوبات على أنه " ال جريم‪L‬ة وال عقوب‪L‬ة أو ت‪L‬دابير أمن بغ‪L‬ير ق‪L‬انون"‪ .‬حيث أن األص‪L‬ل‬
‫في األفعال اإلباحة وال يعتبر الفعل مجرما إال بص‪LL‬دور نص يجرم‪LL‬ه‪ ،‬وه‪LL‬و المب‪LL‬دأ ال‪LL‬ذي نص علي‪LL‬ه‬
‫الدستور الجزائري في عدة مواد حيث نصت المادة ‪ 46‬من‪L‬ه‪" :‬ال إدان‪L‬ة إال بمقتض‪L‬ى ق‪LL‬انون ص‪LL‬ادر‬
‫قب‪LL‬ل ارتك‪LL‬اب الفع‪LL‬ل المج‪LL‬رم"‪ .‬وج‪LL‬اء في الم‪LL‬ادة ‪ 45‬على أن‪ " :‬ك‪LL‬ل ش‪LL‬خص ب‪LL‬ريء ح‪LL‬تى تثبت جه‪LL‬ة‬
‫قضائية نظامية إدانته مع كافة الضمانات التي يتطلبها القانون‪."1‬‬

‫حيث تعت ‪LL L‬بر فك ‪LL L‬رة اإلره ‪LL L‬اب فك ‪LL L‬رة حديث ‪LL L‬ة نس ‪LL L‬بيا‪ ،‬لم يعرفه ‪LL L‬ا المش ‪LL L‬رع الجزائ ‪LL L‬ري إال في بداي ‪LL L‬ة‬
‫التس ‪LL‬عينات إذ ذك ‪LL‬رت ألول م ‪LL‬رة بم ‪LL‬وجب تش ‪LL‬ريعات خاص ‪LL‬ة ض ‪LL‬من المرس ‪LL‬وم التش ‪LL‬ريعي ‪03_92‬‬
‫الم ‪LL L‬ؤرخ في ‪ 30‬س ‪LL L‬بتمبر ‪ 1992‬والمتعل ‪LL L‬ق بمكافح ‪LL L‬ة اإلره ‪LL L‬اب والتخ ‪LL L‬ريب‪ ،‬والمع ‪LL L‬دل بم ‪LL L‬وجب‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 05-93‬المؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪.1993‬‬

‫وقد تناول المشرع الجزائري بدء الظ‪L‬اهرة اإلرهابي‪L‬ة كجريم‪L‬ة خاص‪LL‬ة وأق‪LL‬ر له‪L‬ا قواع‪L‬د موض‪LL‬وعية‬
‫وإ جرائي ‪LL‬ة تتالءم م ‪LL‬ع ه ‪LL‬ذه الخصوص ‪LL‬ية‪ ،‬وعم ‪LL‬ل على إتب ‪LL‬اع سياس ‪LL‬ة ردعي ‪LL‬ة وزجري ‪LL‬ة في مواجه ‪LL‬ة‬
‫مرتك‪LL‬بي ج‪LL‬رائم اإلره‪LL‬اب تعتم‪LL‬د أساس‪LL‬ا على الش‪LL‬دة في العق‪LL‬اب وتق‪LL‬رر إج‪LL‬راءات اس‪LL‬تثنائية تطلبه‪LL‬ا‬
‫الجريمة ذاتها‪.2‬‬

‫وب‪LL L L‬أمر م‪LL L L‬ؤرخ في ‪ 25‬فيف‪LL L L‬ري ‪ 1995‬رقم ‪ 11_95‬فق‪LL L L‬د أدرج المش‪LL L L‬رع الجزائ‪LL L L‬ري مض‪LL L L‬مون‬
‫المرس‪LL‬وم المتعل‪LL‬ق بمكافح‪LL‬ة اإلره‪LL‬اب وص‪LL‬نفه في م‪LL‬واد ق‪LL‬انون العقوب‪LL‬ات‪ .‬في القس‪LL‬م الراب‪LL‬ع مك‪LL‬رر‬
‫تحت عن‪LL‬وان الج‪LL‬رائم الموص‪LL‬وفة بأفع‪LL‬ال إرهابي‪LL‬ة وتخريبي‪LL‬ة‪ ،‬من الفص‪LL‬ل األول المتعل‪LL‬ق بالجناي‪LL‬ات‬
‫والجنح ضد أمن الدولة‪،‬‬

‫ض‪LL‬من الب‪LL‬اب األول من الكت‪LL‬اب الث‪LL‬الث بعن‪LL‬وان الجناي‪LL‬ات والجنح وعقوبته‪LL‬ا‪ .‬وذل‪LL‬ك في إح‪LL‬دى عش‪LL‬ر‬
‫مادة من المادة ‪ 87‬مكرر إلى المادة ‪ 87‬مكرر ‪.10‬‬

‫الدستور الجزائري‪ ،‬المؤرخ في ‪ 8‬سبتمبر ‪ ،1996‬ج ر العدد ‪76‬‬ ‫‪1‬‬

‫نوال شروانه‪ ،‬نضيرة بوقندورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫وتع ‪LL‬د ه ‪LL‬ذه النص ‪LL‬وص ال ‪LL‬ركن الش ‪LL‬رعي ال ‪LL‬ذي تعتم ‪LL‬د علي ‪LL‬ه الجه ‪LL‬ات القض ‪LL‬ائية المختص ‪LL‬ة بمكافح ‪LL‬ة‬
‫اإلرهاب وكذلك القضاة عند تكييفهم للج‪LL‬رم أو عن‪LL‬د نطقهم ب‪LL‬الحكم بجريم‪LL‬ة إرهابي‪LL‬ة بص‪LL‬فة خاص‪LL‬ة‪،‬‬
‫باإلضافة لنصوص أخرى مكملة تضمنتها قواعد عامة في غياب نصوص خاص‪LL‬ة‪ .‬حيث ثبت في‬
‫كث‪LL L‬ير من القض‪LL L‬ايا ب‪LL L‬راءة أش‪LL L‬خاص تمت مت‪LL L‬ابعتهم بج‪LL L‬رم اإلره‪LL L‬اب إال أن غرف‪LL L‬ة االته‪LL L‬ام قض‪LL L‬ت‬
‫لص ‪LL‬الحهم بانتق ‪LL‬اء وج ‪LL‬ه ال ‪LL‬دعوى في جريم ‪LL‬ة االنخ ‪LL‬راط في جماع ‪LL‬ة إرهابي ‪LL‬ة‪ ،‬ألن النص الق ‪LL‬انوني‬
‫يشترط توافر العلم عند الجاني‪ ،‬وبإنتقاء العلم ينع‪LL‬دم ال‪LL‬ركن المعن‪LL‬وي في التهم‪LL‬ة الموجه‪LL‬ة‪ ،‬ومن ثم‬
‫زوال المتابعة مما يعني عدم قدرة قاضي الحكم على تطبيق الركن الشرعي لتوقيع العقاب‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الركن المادي‬

‫ال يع‪LL‬اقب الق‪LL‬انون على األفك‪LL‬ار و النواي‪LL‬ا الس‪LL‬يئة م‪LL‬ا لم تظه‪LL‬ر إلى الع‪LL‬الم الخ‪LL‬ارجي مجس‪LL‬دة بفع‪LL‬ل أو‬
‫عم‪LL‬ل‪ ،‬و يجس‪LL‬د األخ‪LL‬ير الني‪LL‬ة الجنائي‪LL‬ة أو م‪LL‬ا يس‪LL‬مى ال‪LL‬ركن الم‪LL‬ادي للجريم‪LL‬ة ‪ ،2‬و ه‪LL‬و المب‪LL‬دأ نفس‪LL‬ه‬
‫ال ‪LL‬ذي يأخ ‪LL‬ذ ب ‪LL‬ه المش ‪LL‬رع الجزائ ‪LL‬ري بحيث يق ‪LL‬وم التش ‪LL‬ريع الجزائ ‪LL‬ري على مب ‪LL‬دأ ه ‪LL‬ام مقتض ‪LL‬اه أن ال‬
‫جريمة بمجرد التمني الذي ال يرافق‪L‬ه فع‪L‬ل م‪L‬ادي‪ ،‬و ال جريم‪L‬ة دون ركن م‪L‬ادي و ه‪L‬و المب‪L‬دأ ال‪L‬ذي‬
‫تسير على نهجه المحكمة العليا باعتبارها أعلى هيئة قضائية قضت في العديد من المرات بإنع‪LL‬دام‬
‫الجريم ‪LL‬ة اإلرهابي ‪LL‬ة النع ‪LL‬دام ال ‪LL‬ركن الم ‪LL‬ادي و ذل ‪LL‬ك بقوله ‪LL‬ا أن قص ‪LL‬ور الس ‪LL‬ؤال عن اإللم ‪LL‬ام بكاف‪LLL‬ة‬
‫عناصر الجريمة اإلرهابية يعرض الحكم للبطالن‪ ،‬و بما أن الحكم المطعون فيه لم يتضمن أس‪LL‬ئلة‬
‫حول الركن المادي للجريمة فإن ذلك يشكل خطأ في تطبيق القانون‪.3‬‬

‫إن ال ‪LL‬ركن الم ‪LL‬ادي ه ‪LL‬و ش ‪LL‬رط الب ‪LL‬دء في البحث عن الجريم ‪LL‬ة من عدم ‪LL‬ه‪ ،‬حيث ال يج ‪LL‬وز الق ‪LL‬ول إن‬
‫مجرد االعتقاد اإلجرامي من شأنه أن يتضمن عدوانا على المصالح التي توفر لها الدول‪LL‬ة الحماي‪LL‬ة‬
‫الجنائي ‪LL‬ة‪ ،‬ويج ‪LL‬رم المش ‪LL‬رع الجزائ ‪LL‬ري س ‪LL‬لوك الش ‪LL‬خص إذا ش ‪LL‬كل خطورته ‪LL‬ا على مص ‪LL‬لحة محمي ‪LL‬ة‬
‫باس‪LL‬تعمال بث ال‪LL‬رعب وإ ث‪LL‬ارة الف‪LL‬زع في النف‪LL‬وس وه‪LL‬و أح‪LL‬د أهم أخط‪LL‬ر الس‪LL‬لوكيات ال‪LL‬تي يق‪LL‬وم به‪LL‬ا‬
‫اإلره‪LL L‬ابي في س‪LL L‬بيل الوص‪LL L‬ول إلى غايت‪LL L‬ه‪ ،4‬وك‪LL L‬ذلك االعت‪LL L‬داء على الممتلك‪LL L‬ات العام‪LL L‬ة والخاص‪LL L‬ة‪،‬‬

‫ضيف مفيدة‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد عبد الكريم نافع‪ ،‬الحماية الجنائية ألمن الدولة الداخلي‪ ،‬ص ‪370‬‬ ‫‪2‬‬

‫المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬القرار رقم ‪ 167035‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،1996‬المجلة القضائية لسنة ‪،2003‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪402‬‬
‫محمد زكي أبو عامر‪ ،‬قانون العقوبات اللبناني – القسم العام – بيروت‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة‪ ،‬ط ‪ ،1981‬ص ‪.75‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪18‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫ووض ‪LL L‬ع المتفج ‪LL L‬رات في األم ‪LL L‬اكن العمومي ‪LL L‬ة‪ ،‬وعلى حاف ‪LL L‬ة الط ‪LL L‬رق وفي وس ‪LL L‬ائل النق ‪LL L‬ل‪ ،‬وخط ‪LL L‬ف‬
‫‪1‬‬
‫الرهائن‪ ،‬واحتجاز األشخاص وتقييد حرياتهم‬

‫إن المش‪LL‬رع الجزائ‪LL‬ري في النص‪LL‬وص المجرم‪LL‬ة لإلره‪LL‬اب يكتفي باإلش‪LL‬ارة إلى أث‪LL‬ر ه‪LL‬ذا الس‪LL‬لوك أو‬
‫النتيجة دون تحديدها‪ ،‬وهو ما تذهب إليه أغلب التشريعات ويقصد ب‪LL‬ه ك‪LL‬ل العناص‪LL‬ر الواقعي‪LL‬ة ال‪LL‬تي‬
‫يتطلبه‪LL‬ا القص‪LL‬د الجن‪LL‬ائي‪ .‬وحس‪LL‬ب م‪LL‬ا ج‪LL‬اء في نص الم‪LL‬ادة ‪ 87‬مك‪LL‬رر وم‪LL‬ا بع‪LL‬دها ف‪LL‬إن ك‪LL‬ل الج‪LL‬رائم‬
‫التي عدد المشرع ركنها المادي فهي تتكون من ثالث عناصر وهي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬السلوك اإلجرامي في الجريمة اإلرهابية‬

‫إن أهمية السلوك اإلجرامي تتمث‪L‬ل في أن‪L‬ه عنص‪L‬ر ال يمكن االس‪L‬تغناء عن‪L‬ه لقي‪L‬ام ال‪L‬ركن الم‪L‬ادي في‬
‫الجريم‪LL L‬ة اإلرهابي‪LL L‬ة‪ ،‬وعلى س‪LL L‬بيل المث‪LL L‬ال جريم‪LL L‬ة حي‪LL L‬ازة أس‪LL L‬لحة ممنوع‪LL L‬ة أو ب‪LL L‬دون ت‪LL L‬رخيص أو‬
‫التجارة فيها وحملها‪ ،‬كل ذلك يعد سلوك إجرامي قد يكون إيجابيا وقد يكون سلبيا‪.‬‬

‫كم ‪LL L‬ا نج ‪LL L‬د أن المش ‪LL L‬رع الجزائ ‪LL L‬ري اعت ‪LL L‬د بالوس ‪LL L‬يلة ال ‪LL L‬تي يس ‪LL L‬تعملها الج ‪LL L‬اني في ارتك ‪LL L‬اب النش ‪LL L‬اط‬
‫اإلج‪LL‬رامي‪ ،‬فمثال نج‪LL‬ده يع‪LL‬اقب بنص الم‪LL‬ادة ‪ 87‬مك‪LL‬رر ‪ 4‬على جريم‪LL‬ة اإلش‪LL‬ادة باألفع‪LL‬ال اإلرهابي‪LL‬ة‬
‫المنص‪LLL‬وص عنه‪LLL‬ا بالم‪LLL‬ادة ‪ 87‬مك‪LLL‬رر مهم‪LLL‬ا ك‪LLL‬انت وس‪LLL‬يلة اإلش ‪LL‬ادة‪ ،‬وك ‪LL‬ذلك في جريم‪LLL‬ة التش‪LLL‬جيع‬
‫والتمويل حيث ركز على عبارة‪" :‬بأي وسيلة كانت‪".‬‬

‫أم ‪LL‬ا وقت الس ‪LL‬لوك اإلج ‪LL‬رامي فنج ‪LL‬د المش ‪LL‬رع في النص ‪LL‬وص ال ‪LL‬واردة ب ‪LL‬األمر ‪ 11/95‬لم يأخ ‪LL‬ذ بعين‬
‫اإلعتب‪LLL‬ار وقت ارتك‪LLL‬اب الس‪LLL‬لوك اإلج‪LLL‬رامي‪ ،‬ألن الجريم ‪LL‬ة اإلرهابي ‪LL‬ة من الج ‪LL‬رائم الخط‪LLL‬يرة وهي‬
‫جناية سواء ارتكبت في الليل أم بالنهار‪.‬‬

‫وب ‪LL‬الرجوع إلى ق ‪LL‬انون العقوب ‪LL‬ات نج ‪LL‬د هن ‪LL‬اك ع ‪LL‬دة ج ‪LL‬رائم ت ‪LL‬دخل في وص ‪LL‬ف الجريم ‪LL‬ة اإلرهابي ‪LL‬ة أو‬
‫التخريبي‪LL‬ة وهي ج‪LL‬رائم ض‪LL‬د أمن الدول‪LL‬ة‪ ،‬أي أن ه‪LL‬ذه الج‪LL‬رائم ت‪LL‬دخل في تك‪LL‬ييف الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة‬
‫والتي تقابل نفس الجرائم في القانون العام ونذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫جرائم االعتداءات الواقعة على أمن الدولة والمذكورة تحت عنوان " االعت‪LL‬داءات والم‪LL‬ؤامرات‬ ‫‪.1‬‬
‫والجرائم األخرى ضد سلطة الدولة وسالمة أرض الوطن" والمنص‪LL‬وص عليه‪LL‬ا في الم‪LL‬واد من‬
‫‪ 77‬إلى ‪ 86‬قانون العقوبات وهي ج‪LL‬رائم الق‪L‬انون الع‪LL‬ام‪ ،‬وت‪LL‬دخل في تك‪LL‬ييف الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة‬

‫عصام عبد الفتاح عبد السميع مطر‪ ،‬الجريمة اإلرهابية‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫بحيث تع‪LL L‬اقب على ه‪LL L‬ذه النص‪LL L‬وص على أش‪LL L‬كال االعت‪LL L‬داء ال‪LL L‬ذي يمس بالدول‪LL L‬ة ونظ‪LL L‬ام الحكم‬
‫ووحدة التراب الوطني كما خصها المشرع بعقوبات جناية تصل لحد اإلعدام‪.‬‬
‫ج‪LL‬رائم اإلعت‪LL‬داءات المعنوي‪LL‬ة والجس‪LL‬دية على األش‪LL‬خاص على حري‪LL‬اتهم وممتلك‪LL‬اتهم تقابله‪LL‬ا في‬ ‫‪.2‬‬
‫قانون العقوبات المواد ‪ ،84 ،254 ،260 ،284‬وكلها تقع على الشخص في جس‪L‬مه أو مال‪L‬ه‬
‫فيكون من شأنها إلحاق ضرر كبير في نفوس األشخاص‪ ،‬وإ ذا ارتكبت هذه الج‪L‬رائم في ش‪L‬كل‬
‫جرائم تقتيل جماعي فإنها تخلق جوا من انعدام األمن والسالم في وسط المجتمع‪.‬‬
‫جريم ‪LL‬ة االعت ‪LL‬داء على حري ‪LL‬ة التنق ‪LL‬ل وحرك ‪LL‬ة الم ‪LL‬رور ال ‪LL‬وارد ذكره ‪LL‬ا بنص الم ‪LL‬ادة ‪ 87‬مك ‪LL‬رر‬ ‫‪.3‬‬
‫وتقابها المواد من ‪ 88‬إلى ‪ 90‬قانون العقوبات المتعلقة بجنايات المساهمة في حركات التم‪LL‬رد‬
‫الذي يكون من شأنها اإلخالل بالهدوء العمومي وتشكل خطرا على النظام العام‪.‬‬
‫جريمة االعتداء على رموز األمة والجمهورية تقابها المادة ‪ 160‬قانون العقوبات التي تع‪LL‬اقب‬ ‫‪.4‬‬
‫على التخ‪L‬ريب العم‪L‬د والعل‪L‬ني للعلم الوط‪L‬ني وت‪L‬دنيس المص‪LL‬حف الش‪L‬ريف‪ ،‬والم‪L‬ادة ‪ 160‬مك‪L‬رر‬
‫ال ‪LL L‬تي تع ‪LL L‬اقب على تخ ‪LL L‬ريب أو إتالف أو نص ‪LL L‬ب أل ‪LL L‬واح تذكاري ‪LL L‬ة وجمي ‪LL L‬ع األم ‪LL L‬اكن المص ‪LL L‬نفة‬
‫والمتعلقة بالثورة واألشياء التاريخية‪.‬‬
‫جريم‪LL‬ة االعت‪LL‬داء الواق‪LL‬ع على القب‪LL‬ور وتقابله‪LL‬ا الم‪LL‬واد ‪ 150‬إلى ‪ 154‬ق‪.‬ع وكله‪LL‬ا تع‪LL‬اقب بش‪LL‬دة‬ ‫‪.5‬‬
‫في حال‪LL L‬ة تخ‪LL L‬ريب القب‪LL L‬ور ب‪LL L‬أي طريق‪LL L‬ة ك‪LL L‬انت والمس‪LL L‬اس بحرم‪LL L‬ة الجث‪LL L‬ة‪ ،‬ونج‪LL L‬د أن المش‪LL L‬رع‬
‫الجزائ‪LL‬ري في ظ‪LL‬ل ق‪LL‬انون العقوب‪LL‬ات ق‪LL‬د نص على تخ‪LL‬ريب المب‪LL‬اني والمس‪LL‬اكن أي‪LL‬ا ك‪LL‬ان نوعه‪LL‬ا‬
‫كجريمة مستقلة في المادة ‪ 400‬منه بواسطة مواد متفجرة وقرر له‪L‬ا عقوب‪L‬ة اإلع‪L‬دام‪ .‬أم‪L‬ا فيم‪L‬ا‬
‫يخص تش ‪LL‬كيل الجمعي ‪LL‬ات والمنظم ‪LL‬ات فق ‪LL‬د نص ‪LL‬ت عليهم ‪LL‬ا الم ‪LL‬ادة ‪ 176‬وم ‪LL‬ا بع ‪LL‬دها من ق ‪LL‬انون‬
‫العقوبات واعتبر فقط االتفاق على التشكيل يدل على النية اإلجرامية إذا كانت أعمال الجمعي‪L‬ة‬
‫أو المنظمة تحت طائلة التجريم‪.‬‬

‫من خالل التط ‪LL‬رق لمختل ‪LL‬ف الج ‪LL‬رائم ال ‪LL‬واردة في الق ‪LL‬انون الع ‪LL‬ام وال ‪LL‬تي تقابله ‪LL‬ا الج ‪LL‬رائم الموص ‪LL‬وفة‬
‫إرهابي‪LL‬ة ال‪LL‬واردة في الم‪LL‬ادة ‪ 87‬مك‪LL‬رر وم‪LL‬ا يليه‪LL‬ا نج‪LL‬د أغلب الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة جناي‪LL‬ات ماس‪LL‬ة ب‪LL‬أمن‬
‫الدولة الداخلي وقرر لها المشرع عقوبات مشددة نظرا لخطورتها وهذه الجرائم تتمثل في‪:‬‬

‫بث الرعب في أوساط أفراد المجتمع‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫عرقلة حركة المرور‪ ،‬التجمهر‪ ،‬االعتصام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪20‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫االعتداء على وسائل النقل بكل أنواعها برية‪ ،‬بحرية‪ ،‬جوية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عرقلة سير المؤسسات و السلطات العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬النتيجة‬

‫وهي العنصر الثاني من عناصر الركن المادي و لها مدلوالن‪ ،‬واحد مادي والثاني قانوني‪.‬‬

‫الم ??دلول الم ??ادي للنتيج ??ة‪ :‬و ه ‪LL L‬و األث ‪LL L‬ر الم ‪LL L‬ادي ال ‪LL L‬ذي يح ‪LL L‬دث في الع ‪LL L‬الم الخ ‪LL L‬ارجي‪ ،‬و‬ ‫ا‪-‬‬
‫بإعتباره‪LL‬ا حقيق‪LL‬ة مادي‪LL‬ة له‪LL‬ا كي‪LL‬ان في الع‪LL‬الم الخ‪LL‬ارجي و األخ‪LL‬ر بوص‪LL‬فها فك‪LL‬رة قانوني‪LL‬ة‪ ،‬فنتيج‪LL‬ة‬
‫إنفج‪LL‬ار قنبل‪LL‬ة هي إم‪LL‬ا خس‪LL‬ائر مادي‪LL‬ة أو بش‪LL‬رية أو هل‪LL‬ع أو ف‪LL‬زع وس‪LL‬ط األف‪LL‬راد ومن ثم نق‪LL‬ول إن‬
‫الس ‪LL‬لوك اإلج ‪LL‬رامي أدى إلى إح ‪LL‬داث تغي ‪LL‬ير في الوس ‪LL‬ط الخ ‪LL‬ارجي‪ .‬وبالمث ‪LL‬ل إزه ‪LL‬اق األرواح‪،‬‬
‫والحصول على األموال في االعتداءات على البنوك و البيوت‪.1‬‬

‫المدلول القانوني للنتيجة‪ :‬هو ما يسببه الجاني من ضرر أو خطر يصيب ويهدد مصلحة‬ ‫ب‪-‬‬
‫محمي‪LL‬ة قانون‪LL‬ا‪ .‬والعم‪LL‬ل اإلره‪LL‬ابي بص‪LL‬فة عام‪LL‬ة اعت‪LL‬داء على مص‪LL‬لحة وح‪LL‬ق يحميهم‪LL‬ا الق‪LL‬انون‪،‬‬
‫فانفج ‪LL L‬ار القناب ‪LL L‬ل أو العملي ‪LL L‬ات القت ‪LL L‬ل نتيجتهم ‪LL L‬ا هي اإلعت ‪LL L‬داء على ح ‪LL L‬ق ال ‪LL L‬تي عليهم الحي ‪LL L‬اة‪،‬‬
‫وتع‪LL‬ريض مص‪LL‬الحهم وأمنهم واس‪LL‬تقرارهم للخط‪LL‬ر‪ ،‬وبالمث‪LL‬ل جريم‪LL‬ة اإلش‪LL‬ادة باإلره‪LL‬اب نتيجته‪LL‬ا‬
‫حمل الناس على مساعدة وتشجيع اإلرهاب واالعتراف به‪ ،‬ألج‪L‬ل ذل‪L‬ك قس‪L‬م الفق‪L‬ه الج‪L‬رائم إلى‬
‫جرائم ضرر وجرائم خطر‪ ،‬والجريمة اإلرهابية بال منازع من جرائم الخطر‪.‬‬

‫إن الص‪LL‬لة بين المفه‪LL‬ومين الم‪LL‬ادي والق‪L‬انوني للنتيج‪LL‬ة واض‪LL‬حة‪ ،‬ف‪LL‬المفهوم الق‪L‬انوني م‪LL‬ا ه‪LL‬و إال تك‪LL‬ييف‬
‫قانوني للنتيجة بمفهومها المادي‪.‬‬

‫هذا يعني أن ك‪L‬ل الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة المع‪L‬اقب عليه‪L‬ا بالنص‪L‬وص من ‪ 87‬مك‪L‬رر إلى ‪ 87‬مك‪L‬رر ‪10‬‬
‫مع‪L‬اقب عليه‪L‬ا بص‪LL‬رف النظ‪L‬ر إلى الض‪LL‬رر ال‪L‬ذي تحدث‪L‬ه أو النت‪L‬ائج ال‪L‬تي يمكن أن ت‪L‬ترتب عليه‪L‬ا وق‪LL‬د‬
‫اعتبره‪LL L‬ا المش‪LL L‬رع جناي‪LL L‬ات تبع‪LL L‬ا لخطورته‪LL L‬ا‪ ،‬ومن ثم فه‪LL L‬و يأخ‪LL L‬ذ بالم‪LL L‬دلول الم‪LL L‬ادي‪ ،‬ألن الم‪LL L‬دلول‬
‫القانوني مكانه الركن الشرعي وليس الركن المادي‪.2‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .‬أحمد عطية اهلل‪ ،‬القاموس السياسي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط ‪ ،3 ،1968‬ص ‪45‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات – القسم العام‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط ‪ ،1979‬ص ‪291‬‬

‫‪22‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬العالقة السببية بين السلوك اإلجرامي والنتيجة‬

‫ال يكفي لقي‪LL L‬ام ال‪LL L‬ركن الم‪LL L‬ادي للجريم‪LL L‬ة وق‪LL L‬وع الس‪LL L‬لوك اإلج‪LL L‬رامي من الج‪LL L‬اني وتتحق‪LL L‬ق النتيج‪LL L‬ة‬
‫الض‪LL‬ارة‪ ،‬ب‪LL‬ل الب‪LL‬د أن تنس‪LL‬ب ه‪LL‬ذه النتيج‪LL‬ة إلى الس‪LL‬لوك اإلج‪LL‬رامي أي أن تق‪L‬وم عالق‪LL‬ة س‪LL‬ببية‪ ،‬بمع‪LL‬نى‬
‫أن ارتكاب السلوك اإلجرامي هو الذي أدى وحده إلى حدوث النتيجة‪.1‬‬

‫ولكي يسأل الجاني عن النتيجة التي يعتد به‪L‬ا الق‪L‬انون لقي‪L‬ام ال‪L‬ركن الم‪L‬ادي للجريم‪L‬ة‪ ،‬الب‪L‬د أن يك‪L‬ون‬
‫فع‪LL‬ل الج‪LL‬اني ق‪LL‬د تس‪LL‬بب فيه‪LL‬ا‪ .‬بمع‪LL‬نى أن‪LL‬ه ليس فق‪LL‬ط أن يق‪LL‬ع من الج‪LL‬اني الفع‪LL‬ل الالزم وال أن تتحق‪LL‬ق‬
‫النتيج‪LL‬ة المتطلب‪LL‬ة في الق‪LL‬انون وإ نم‪LL‬ا يل‪LL‬زم أن تت‪LL‬وفر بين الفع‪LL‬ل ال‪LL‬ذي أت‪LL‬اه اإلره‪LL‬ابي والنتيج‪LL‬ة رابط‪LL‬ة‬
‫سببية أي أن الحدث نتيجة الفعل المج‪L‬رم‪ ،‬وللرابط‪L‬ة الس‪L‬ببية في تحدي‪L‬د المس‪L‬ؤولية الجزائي‪L‬ة للفاع‪L‬ل‬
‫أهمية بالغة‪ .‬والسلوك الذي يحقق النتيجة قد يكون إيجابيا‪ ،‬وتسمى الجريم‪LL‬ة حينئ‪LL‬ذ جريم‪LL‬ة إيجابي‪LL‬ة‬
‫مثل جريمة حيازة األسلحة والذخيرة دون إذن السلطات‪ ،‬وقد يكون سلبيا وتس‪LL‬مى بموجب‪LL‬ه جريم‪LL‬ة‬
‫سلبية كأن يمتنع فرد عن اإلبالغ عن مجموعة إرهابية يعلم مكان تواجدها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الركن المعنوي‬

‫ال يكفي لقيام الجريم‪L‬ة ارتك‪L‬اب الج‪L‬اني لس‪L‬لوك معين س‪L‬واء ك‪L‬ان فعال ومج‪L‬رد إمتن‪L‬اع‪ ،‬و إنم‪L‬ا يجب‬
‫فض‪LL‬ال عن الس‪LL‬لوك ت‪LL‬وافر ال‪LL‬ركن المعن‪LL‬وي‪ .‬و ال‪LL‬ركن المعن‪LL‬وي ه‪LL‬و الص‪LL‬لة النفس‪LL‬ية ال‪LL‬تي ترب‪LL‬ط بين‬
‫النش‪LL‬اط اإلج‪LL‬رامي ونتائج‪LL‬ه من جه‪LL‬ة وبين الفاع‪LL‬ل ال‪LL‬ذي ص‪LL‬در من‪LL‬ه ه‪LL‬ذا النش‪LL‬اط‪ ،‬حيث يمكن الق‪LL‬ول‬
‫إن السلوك هو بسبب إرادة الفاعل‪.‬‬

‫و يتك‪LL‬ون القص‪LL‬د الجن‪LL‬ائي من عنص‪LL‬رين هم‪LL‬ا العلم و اإلرادة‪ ،‬ف‪LL‬العلم يقص‪LL‬د ب‪LL‬ه إحاط‪LL‬ة الج‪LL‬اني علم‪LL‬ا‬
‫بجميع العناصر الالزمة لقيام الجريمة كما هي محددة في نص التج‪LL‬ريم‪ ،‬وه‪LL‬ذه العناص‪LL‬ر هي ال‪LL‬تي‬
‫تعطي للواقع‪LL‬ة اإلجرامي‪LL‬ة الوص‪LL‬ف الق‪L‬انوني‪ .‬وتمييزه‪LL‬ا عن غيره‪LL‬ا من الوق‪LL‬ائع اإلجرامي‪LL‬ة األخ‪LL‬رى‬
‫من جه‪LL‬ة وعن الوق‪LL‬ائع المش‪LL‬روعة من جه‪LL‬ة أخ‪LL‬رى‪ .‬وي‪LL‬ترتب على انتق‪LL‬اء العلم بأح‪LL‬د ه‪LL‬ذه العناص‪LL‬ر‬
‫بسبب الجهل أو الغلط فيها إنتقاء القصد الجنائي‪ ،‬وه‪LL‬ذا العلم مف‪LL‬ترض في لحظ‪LL‬ة س‪LL‬ابقة على إرادة‬

‫مجيد فتحي‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫‪1‬‬

‫يعرف الركن المعنوي بأنه انتساب السلوك اإلجرامي لنفسية صاحبه‪ ،‬أي اإلرادة التي يعترف بها الفعل وهو أيضا‬ ‫‪2‬‬

‫الجانب الشخصي أو النفسي للجريمة واشترط توافر الصلة النفسية لقيام الجريمة شرط عام مفاده التمييز بين الفعل المعاقب‬
‫عليه و ما ال يمكن المعاقبة على إثباته‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ما هية الجريمة اإلرهابية‬ ‫الفصل األول‬

‫الس ‪LL‬لوك إذ ه ‪LL‬و ال ‪LL‬ذي يوجهه ‪LL‬ا ويع ‪LL‬يين ح ‪LL‬دودها‪ 1‬فال يتحق‪LL‬ق القص ‪LL‬د الجن ‪LL‬ائي بمج ‪LL‬رد العلم بعناص ‪LL‬ر‬
‫الواقع‪LL‬ة اإلجرامي‪LL‬ة وإ نم‪LL‬ا يجب أن تتج‪LL‬ه إرادة الج‪LL‬اني إلى ارتك‪LL‬اب الجريم‪LL‬ة‪ .‬أي ارتك‪LL‬اب الس‪LL‬لوك‬
‫وانتظ‪LL‬ار تحق‪LL‬ق نتيج‪LL‬ة معين‪LL‬ة‪ .‬فالجريم‪LL‬ة اإلرهابي‪LL‬ة من الج‪LL‬رائم العمدي‪LL‬ة ال‪LL‬تي تتطلب ت‪LL‬وافر القص‪LL‬د‬
‫الجن‪LL‬ائي ل‪LL‬دى الج‪LL‬اني أي القي‪LL‬ام بالفع‪LL‬ل وإ رادة النتيج‪LL‬ة‪ ،‬والقص‪LL‬د الجن‪LL‬ائي ن‪LL‬وعين‪ :‬قص‪LL‬د ع‪LL‬ام وقص‪LL‬د‬
‫خ‪LL‬اص‪ .‬فالقص‪LL‬د الع‪LL‬ام ه‪LL‬و إنص‪LL‬راف إرادة الج‪LL‬اني إلى ارتك‪LL‬اب الجريم‪LL‬ة م‪LL‬ع علم‪LL‬ه بت‪LL‬وافر أركانه‪LL‬ا‬
‫التي يشترطها القانون‪ .‬وهذا القصد نج‪L‬ده في كاف‪L‬ة أن‪L‬واع الج‪L‬رائم‪ .‬أم‪L‬ا القص‪L‬د الخ‪L‬اص فق‪L‬د يش‪L‬ترط‬
‫القانون في بعض الجرائم توافر الباعث على إرتكاب الجريمة حتى يقوم القصد الجنائي‪.2‬‬

‫وه‪LL‬ذا األم‪LL‬ر ينطب‪LL‬ق على الجريم‪LL‬ة اإلرهابي‪LL‬ة ال‪LL‬تي يتطلب المش‪LL‬رع لقيامه‪LL‬ا ت‪LL‬وافر قص‪LL‬د خ‪LL‬اص إلى‬
‫جانب القص‪L‬د الع‪L‬ام‪ ،‬ولق‪L‬د أورد المش‪L‬رع ص‪L‬يغتين تفي‪L‬دان ه‪L‬ذا القص‪L‬د وهم‪L‬ا “ك‪L‬ل فع‪L‬ل يس‪L‬تهدف أمن‬
‫الدولة" وعن طريق عمل غرضه‪.‬‬

‫الحقيق ‪LL‬ة أن القص ‪LL‬د الخ ‪LL‬اص ال يس ‪LL‬تفاد من العب ‪LL‬ارة الثاني ‪LL‬ة " ك ‪LL‬ل عم ‪LL‬ل غرض ‪LL‬ه “‪ ،‬فالعب ‪LL‬ارة األولى‬
‫المتمثل‪LL‬ة في " ك‪LL‬ل فع‪LL‬ل يس‪LL‬تهدف أمن الدول‪LL‬ة " هي ال‪LL‬تي تكش‪LL‬ف عن القص‪LL‬د الخ‪LL‬اص ال‪LL‬ذي يتطلب‪LL‬ه‬
‫المش‪LLL‬رع في مث‪LLL‬ل ه‪LLL‬ذه الج‪LLL‬رائم ح‪LLL‬تى تع‪LLL‬د ج‪LLL‬رائم إرهابي ‪LL‬ة أو تخريبي ‪LL‬ة‪ .‬ومن ‪LL‬ه فالمش‪LLL‬رع يش‪LLL‬ترط‬
‫المساس بأمن الدولة حتى يمكن اعتب‪L‬ار ه‪L‬ذه األفع‪L‬ال إرهابي‪L‬ة أو تخريبي‪L‬ة‪ .‬وإ ال تم اعتباره‪L‬ا ج‪L‬رائم‬
‫‪3‬‬
‫أخرى مستقلة بذاتها‬

‫عبد القادر عدو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪181‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجيد فتحي‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد القادر عدو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة‬
‫الجرائم اإلرهابية‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام اإلجرائية الخاصة قبل تحريك الدعوى العمومية‬


‫المطلب األول‪ :‬مرحلة البحث و التحري‬

‫تعتبر مرحلة البحث و التحري أول مرحل‪L‬ة تم‪L‬ر به‪L‬ا ال‪L‬دعوى العمومي‪L‬ة قب‪L‬ل وص‪L‬ولها أم‪L‬ام القض‪L‬اء‬
‫للفص‪LL‬ل فيه‪LL‬ا و هي مرحل‪LL‬ة التحقي‪LL‬ق التمهي‪LL‬دي ويقص‪LL‬د به‪LL‬ا تل‪LL‬ك اإلج‪LL‬راءات المتعلق‪LL‬ة بالكش‪LL‬ف عن‬
‫الجريم ‪LL‬ة اإلرهابي ‪LL‬ة و مرتكبيه ‪LL‬ا‪ ،‬ويك ‪LL‬ون ذل ‪LL‬ك ب ‪LL‬إجراء التحري ‪LL‬ات و جم ‪LL‬ع البيان ‪LL‬ات الض ‪LL‬رورية‪ ،‬و‬
‫إتخ ‪LL L‬اذ اإلج ‪LL L‬راءات القانوني ‪LL L‬ة الالزم ‪LL L‬ة لتحري ‪LL L‬ك ال ‪LL L‬دعوى العمومي ‪LL L‬ة و الس ‪LL L‬ير في إجراءاته ‪LL L‬ا وهي‬
‫إج‪LL‬راءات س‪LL‬ابقة لإلج‪LL‬راءات القض‪LL‬ائية ال‪LL‬تي تتخ‪LL‬ذ من الجه‪LL‬ات القض‪LL‬ائية كقاض‪LL‬اة التحقي‪LL‬ق و قض‪LL‬اة‬
‫النياب‪LL‬ة‪ .1‬و اإلج‪LL‬راءات الجزائي‪LL‬ة المتخ‪LL‬ذة خالل مرحل‪LL‬ة البحث و التح‪LL‬ري تتواله‪LL‬ا أجه‪LL‬زة الش‪LL‬رطة‬
‫القضائية وهذا ما بين‪L‬ه ق‪L‬انون اإلج‪L‬راءات الجزائي‪L‬ة في الم‪L‬واد من ‪ 12‬إالى ‪ 28‬و من ‪ 42‬إلى ‪55‬‬
‫و من ‪ 63‬الى ‪ 65‬منه‪.‬‬

‫و ق‪LL‬د منح الق‪LL‬انون ص‪LL‬فة الض‪LL‬بطية القض‪LL‬ائية ألعض‪LL‬اء الض‪LL‬بطية ذل‪LL‬ك ك‪LL‬ونهم مكلفين خالل مرحل‪LL‬ة‬
‫التحقي ‪LL L‬ق التمهي ‪LL L‬دي بالكش ‪LL L‬ف عن وق ‪LL L‬وع الجريم ‪LL L‬ة اإلرهابي ‪LL L‬ة و جم ‪LL L‬ع اإلس ‪LL L‬تدالالت عنه ‪LL L‬ا وعن‬
‫المساهمين فيها بإعتبارهم فاعلين أصليين وشركاء فيه‪LL‬ا ليتم تحري‪LL‬ر محاض‪LL‬ر بش‪LL‬أنها وتق‪LL‬ديمها إلى‬
‫النيابة العامة ممثلة في وكيل الجمهورية ليتخذ م‪L‬ا ي‪L‬راه ض‪LL‬روريا بش‪L‬أنها من عرض‪LL‬ها على جه‪L‬ات‬
‫التحقيق أو الحكم أو حفظ أوراقها‪.2‬‬

‫الفرع األول‪ :‬توسيع اإلختصاص اإلقليمي لضباط الشرطة القضائية‬

‫م ‪LL‬دد المش ‪LL‬رع الجزائ ‪LL‬ري في ق ‪LL‬انون اإلج ‪LL‬راءات الجزائي ‪LL‬ة الجزائ ‪LL‬ري اإلختص ‪LL‬اص اإلقلیمي لمھام‬
‫الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائیة لیش‪LL‬مل كام‪LL‬ل إقلیم ال‪LL‬وطن فیم‪LL‬ا یخص الجریم‪LL‬ة اإلرھابیة‪ ،‬م‪LL‬ع إش‪LL‬راك أع‪LL‬وان‬
‫الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائیة تحت مس‪LL‬ؤولیة ض‪LL‬باط الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائیة في عملیتي التح‪LL‬ري والتحقیق‪ ،‬وم‪LL‬دد‬

‫سعدون فاطمة‪ ،‬السياسة الجنائية اإلجرائية لمكافحة جرائم االرهاب‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستر‪ ،‬فرع قانون جنائي‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.10‬‬
‫أنظر‪ :‬المواد من ‪ 12‬إلى ‪ 28‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪26‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫م‪LL‬دة التوقیف للنظ‪LL‬ر م‪LL‬ع ال‪LL‬ترخیص في إس‪LL‬تعمال الق‪L‬وة إلحض‪LL‬ار األش‪LL‬خاص‪ ،‬و وض‪LL‬ع نظ‪LL‬ام خ‪LL‬اص‬
‫لعملیة التفتیش و في هذا الصدد سنتناول دراسة هذه الصالحيات‪.1‬‬

‫و ق ‪LL‬د خص المش ‪LL‬رع مهم ‪LL‬ة ممارس ‪LL‬ة الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائية حص‪ًL L‬ر ا من ط ‪LL‬رف القض ‪LL‬اة و الض ‪LL‬باط و‬
‫األع ‪LL‬وان و الم ‪LL‬وظفين الم ‪LL‬ؤهلين و يق ‪LL‬وم بتس ‪LL‬يرها وكي ‪LL‬ل الجمهوري ‪LL‬ة‪ ،‬وفي ك ‪LL‬ل دائ ‪LL‬رة إختص ‪LL‬اص‬
‫مجلس يقوم باإلشراف عليها النائب العام وتراقبها غرفة اإلتهام التابعة لنفس المجلس وهي مكلف‪LL‬ة‬
‫بتس‪LL‬جيل مخالف‪LL‬ات ق‪LL‬انون العقوب‪LL‬ات وجم‪LL‬ع األدل‪LL‬ة و البحث عن مرتك‪LL‬بي ه‪LL‬ذه المخالف‪LL‬ات م‪LL‬ا دام لم‬
‫يفتح مل‪LL L‬ف التحقي‪LL L‬ق وتم‪LL L‬ارس الش‪LL L‬رطة القض‪LL L‬ائية في ح‪LL L‬دود إختصاص‪LL L‬ها كاف‪LL L‬ة اإلج‪LL L‬راءات ال‪LL L‬تي‬
‫يقررها القانون‪.‬‬

‫و ل‪LL‬ذلك یس‪LL‬تفاد من ق‪LL‬انون إ‪ .‬ج‪ .‬ج‪ ،‬أن ض‪LL‬باط الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائیة المح‪LL‬ددین في الم‪LL‬ادة (‪ )15‬من‬
‫ق‪LL‬انون إ‪ .‬ج‪ .‬ج‪ ،‬ھم المكلف‪LL‬ون قانوًن ا بمھم‪LL‬ة البحث والتح‪LL‬ري وتق‪LL‬ع على ع‪LL‬اتقھم مس‪LL‬ؤولیة ذل‪LL‬ك‪ ،‬و‬
‫یخض ‪LL‬ع أعض ‪LL‬اء الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائیة للس ‪LL‬لطة التدریجیة للمص ‪LL‬الح ال ‪LL‬تي یتبعونھا إدارًی ا ویمارس ‪LL‬ون‬
‫أعم‪LL‬ال الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائیة تحت إدارة وكیل الجمھوریة وتحت إش‪LL‬راف الن‪LL‬ائب الع‪LL‬ام وتحت رقاب‪LL‬ة‬
‫غرفة اإلتھام طبًقا للمادة (‪ )12‬في فقرتھا الثانیة من قانون إ‪ .‬ج ‪.‬ج‪.2‬‬

‫وعلیه ف‪LL‬إن تمدید اإلختص‪LL‬اص اإلقلیمي إلى كام‪LL‬ل ال‪LL‬تراب الوط‪LL‬ني بش‪LL‬أن مكافح‪LL‬ة ج‪LL‬رائم اإلرھاب‬
‫معھود لض‪LL L‬باط الش‪LL L‬رطة القض‪LL L‬ائیة‪ ،‬وھم ال‪LL L‬ذین ح‪LL L‬ددتھم الم‪LL L‬ادة (‪ )15‬من ق‪LL L‬انون إ ‪.‬ج ‪.‬ج‪ ،‬حیث‬
‫تنص على أن یتمتع بصفة ضابط الشرطة القضائیة‪:‬‬

‫رؤساء المجالس الشعبیة البلدیة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫ضباط الدرك الوطني‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الموظفون التابعون لألسالك الخاصة للمراقبین‪ ،‬ومحافظي وضباط الشرطة لألمن الوطني‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ذوو الرتب في الدرك‪ ،‬ورجال الدرك الذین أمضوا في س‪LL‬لك ال‪LL‬درك ثالث س‪LL‬نوات على األق‪LL‬ل‬ ‫‪.4‬‬
‫وال‪L‬ذین تم تع‪L‬یینھم بم‪L‬وجب ق‪LL‬رار مش‪L‬ترك ص‪LL‬ادر عن وزیر الع‪L‬دل ووزیر ال‪L‬دفاع الوط‪L‬ني بع‪L‬د‬
‫موافقة لجنة خاصة‪.‬‬

‫رواط فاطمة الزهراء‪ ،‬المتابعة الجزائية للجريمة اإلرهابية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجيستر‪ ،‬فرع‬ ‫‪1‬‬

‫قانون جنائي وعلوم جنائية‪ ،2013-2012 ،‬ص ‪.10‬‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪27‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الموظفون التابعون لألس‪L‬الك الخاص‪L‬ة للمفتش‪L‬ین وحف‪L‬اظ و أع‪L‬وان الش‪L‬رطة ال‪L‬ذین أمض‪L‬وا ثالث‬ ‫‪.5‬‬
‫س‪LL‬نوات على األق‪LL‬ل بھذه الص‪LL‬فة‪ ،‬و ال‪LL‬ذین تم تع‪LL‬یینھم بم‪LL‬وجب ق‪LL‬رار مش‪LL‬ترك ص‪LL‬ادر عن وزیر‬
‫العدل ووزیر الداخلیة والجماعات المحلیة‪ ،‬بعد موافقة لجنة خاصة‪.‬‬
‫ضباط وض‪L‬باط الص‪L‬ف الت‪L‬ابعین للمص‪L‬الح العس‪L‬كریة لألمن الوط‪L‬ني ال‪L‬ذین تم تع‪L‬یینھم خصیص‪L‬ا‬ ‫‪.6‬‬
‫بم‪LL L‬وجب ق‪LL L‬رار مش‪LL L‬ترك بین وزیر ال‪LL L‬دفاع الوط‪LL L‬ني ووزیر الع‪LL L‬دل‪ ،‬و یح‪LL L‬دد تك‪LL L‬وین اللجن‪LL L‬ة‬
‫المنصوص علیھا في ھذه المادة وتسیرھا بموجب مرسوم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التوسع في إجراءات البحث والتحري‬

‫منح الق‪LL‬انون الص‪LL‬فة الض‪LL‬بطية القض‪LL‬ائية ألعض‪LL‬اء الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائية في نفس ال‪LL‬وقت ال‪LL‬ذين منحهم‬
‫في مح‪LL‬ل ه‪LL‬ذه الص ‪LL‬فة حقوًق ا وف ‪LL‬رض عليهم واجب‪LL‬ات في إط‪LL‬ار البحث و التح‪LL‬ري عن الجريم‪LL‬ة و‬
‫مرتكبيه‪LL‬ا و جم‪LL‬ع ك‪LL‬ل اإلس‪LL‬تدالالت عنه‪LL‬ا و تش‪LL‬رع مه‪LL‬امهم بع‪LL‬د وق‪LL‬وع الجريم‪LL‬ة وتتوق‪LL‬ف عن‪LL‬د فتح‬
‫مل‪LL L‬ف التحقي‪LL L‬ق القض‪LL L‬ائي و األص‪LL L‬ل في مه‪LL L‬امهم الميداني‪LL L‬ة الخل‪LL L‬و الت‪LL L‬ام من أي مظ‪LL L‬اهر التع‪LL L‬رض‬
‫لحري‪LL‬ات وحق‪LL‬وق المش‪LL‬تبه فيهم و ك‪LL‬ذا إس‪LL‬تعمال أي أس‪LL‬اليب التع‪LL‬دي و القه‪LL‬ر المطب‪LL‬ق على المش‪LL‬تبه‬
‫فيهم في القضية‪.1‬‬

‫لكن نص المش ‪LL‬رع الجزائ ‪LL‬ري على إج ‪LL‬راءات فعال ‪LL‬ة وص ‪LL‬ارمة في مج ‪LL‬ال التحقي ‪LL‬ق و المحاكم ‪LL‬ة في‬
‫ج ‪LL‬رائم اإلٍر ه ‪LL‬اب ع ‪LL‬رف من خالله ‪LL‬ا ق ‪LL‬انون اإلج ‪LL‬راءات الجزائي ‪LL‬ة ع ‪LL‬دة تع ‪LL‬ديالت ش ‪LL‬ملت الض ‪LL‬بطية‬
‫القض‪LL L‬ائية‪ ،‬و قاض‪LL L‬ي التحقي‪LL L‬ق‪ ،‬وجه‪LL L‬ات الحكم‪ ،‬فبع‪LL L‬د إدراج أحك‪LL L‬ام التش‪LL L‬ريع اإلس‪LL L‬تثنائي الص‪LL L‬ادر‬
‫بالمرسوم التنفيذي رقم (‪ )03 – 92‬بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر‪ ،1992‬ضمن قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫بم‪LL L L‬وجب األم‪LL L L‬ر (‪ )10 – 95‬بت‪LL L L‬اريٌخ ‪ 25‬فيف ‪LL L‬ري ‪ ،1995‬حيث خص الجريم‪LL L L‬ة التخريبي‪LL L L‬ة و‬
‫اإلرهابية بإجراءات ردعية و قمعية وفي نفس السياق تمت إضافة تعديالت أخرى وفًقا للق‪LL‬انون‬
‫رقم(‪ )14 - 04‬المؤرخ في ‪ 10/11/2014‬خصت بعض الجهات القضائية تم من خاللها إنشاء‬
‫المح ‪LL‬اكم ذات اإلختص ‪LL‬اص الموس ‪LL‬ع وتوس ‪LL‬يع اإلختص ‪LL‬اص المحلي لوكي ‪LL‬ل الجمهوري ‪LL‬ة ولي قاض ‪LL‬ي‬
‫التحقيق‪ ،‬زيادة على ذلك و إستكماًال لإليطار اإلجرائي وسع المشرع مج‪LL‬ال اإلختص‪LL‬اص اإلقليمي‬
‫لرج‪LL‬ال الض‪LL‬بطية القض‪LL‬ائية بم‪LL‬وجب الق‪LL‬انون (‪ ،)22 - 06‬الص‪LL‬ادر بت‪LL‬اريخ ‪ 20‬ديس‪LL‬مبر ‪،2006‬‬
‫حاول المشرع من خاللها مكافحة اإلرهاب بسن سياسة زجرية و ردعية من شأنها الحد من تفاقم‬

‫مطر عصام عبد الفتاح عبد السميع ‪،‬الجريمة اإلهابية‪ ،2005 ،‬دار النشر الجامعة الجديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪28‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الظ‪LL‬اهرة و تقليص أثاره‪LL‬ا الس‪LL‬لبية على المجتم‪LL‬ع‪ ،‬و منح من خالله‪LL‬ا ص‪LL‬الحيات واس‪LL‬عة للض‪LL‬بطية‬
‫القضائية في مجال البحث و التحري عن االرهاب‪.1‬‬

‫و لقاض‪LL L‬ي التحقي‪LL L‬ق نفس الص‪LL L‬الحيات حيث يمت‪LL L‬د ذل‪LL L‬ك لك‪LL L‬ل ال‪LL L‬تراب الوط‪LL L‬ني دون إعط‪LL L‬اء أهمي‪LL L‬ة‬
‫للتحدي‪LL‬د اإلقليمي‪ ،‬كم‪LL‬ا يش‪LL‬مل اإلس‪LL‬تثناء الخ‪LL‬روج عن القواع‪LL‬د العام‪LL‬ة في مج‪LL‬ال التف‪LL‬تيش و الحج‪LL‬ز‬
‫تحت النظر و إستيقاف األشخاص وغيرها من اإلجراءات التي سنتناولها بالتفصيل‪.‬‬

‫وهنا يعتبر المشرع الجزائري قد خرج من دائرة القواعد العامة التي ترسم السير العادي لألحك‪LL‬ام‬
‫اإلجرائية في مجال قمع الجرائم‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬مفهوم البحث و التحري‬

‫ویقصد بمفھوم التحري و جمع اإلستدالالت‪ ،‬تلك اإلجراءات المتعلقة بالكشف عن الجریمة‬
‫ومرتكبیھا ویكون ذلك بجمع البیانات و إجراءات التحریات الالزمة لتحریك الدعوى حیث تعتبر‬
‫ھذه المرحلة من المراحل التمھیدیة للدعوى العمومیة‪ ،‬ولذلك فقد نظم المشرع الجزائي‬
‫الجزائري ھذه المرحلة من خالل تحدید سلطات و إجراءات قانونیة محدودة یجب على ضباط‬
‫الشرطة القضائیة خاللھا إتباعھا و اإللتزام بھا‪ ،‬كما أن للمتھم خاللھا ضمانات و حقوق یجب‬
‫عدم اإلخالل بھا‪ ،‬وإ ال ترتب على ذلك بطالن اإلجراءات واألدلة المستمدة منها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السلطات الممنوحة لضباط الشرطة القضائية‬

‫نظًر ا إلى تكاثر و تشعب الجريمة اإلرهابية و كذا تطورها و بروز جديد لتنظيمات خفية إرهابي‪LL‬ة‬
‫من جهة و من جهة أخرى الصعوبات و العراقي‪L‬ل ال‪L‬تي تواج‪L‬ه رج‪L‬ال الض‪LL‬بط القض‪LL‬ائي س‪L‬واًءا في‬
‫جم‪LL‬ع األدل‪LL‬ة و كش‪LL‬ف الف‪LL‬اعلين و المتهمين في الجريم‪LL‬ة اإلرهابي‪LL‬ة‪ ،‬نتيج‪LL‬ة له‪LL‬ذا تم تمدي‪LL‬د وتوس‪LL‬يع‬
‫سلطات الضبط القضائي خصيصا لهذا النوع من الجرائم ذات الطابع اإلرهابي‪.‬‬

‫على غ‪LL L‬رار أن ه‪LL L‬ذا التوس‪LL L‬ع لس‪LL L‬لطات الض‪LL L‬بطية القض‪LL L‬ائية يمس و يتع‪LL L‬رض لحري‪LL L‬ات الشخص‪LL L‬ية‬
‫لألفراد بالس‪L‬لب وج‪L‬اء ه‪L‬ذا التوس‪L‬ع إس‪L‬تناًد ا إلى نظري‪L‬ة الض‪LL‬رورة اإلجرائي‪L‬ة اإلجتماعي‪L‬ة في مخالف‪L‬ة‬
‫بعض قواعد الشرعية الدستورية الوضعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ساعد الهام حورية‪ ،‬وسائل مكافحة اإلرهاب‪ ،‬أطروحة دكتوره في القانون العام ‪ ،2016—2015‬ص‪195‬‬

‫‪29‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و به ‪LL‬ذا يك ‪LL‬ون ق ‪LL‬انون اإلج ‪LL‬راءات الجزائي ‪LL‬ة ق ‪LL‬د منح لض ‪LL‬باط الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائية مهم ‪LL‬ا ك ‪LL‬انت جه ‪LL‬ة‬
‫إنتم ‪LL‬ائهم األص ‪LL‬لية من ال ‪LL‬درك الوط ‪LL‬ني أو األمن الوط ‪LL‬ني أو مص ‪LL‬الح األمن العس ‪LL‬كري‪ ،‬إختصاص ‪LL‬ا‬
‫وطنیا في البحث والتحري و معاینة الجرائم الموصوفة‪ ،‬أعمال إرهابیة أو تخریبیة‪.‬‬

‫ومن ه‪LL L‬ذا ننطل‪LL L‬ق ل‪LL L‬ذكر اإلج‪LL L‬راءات الخاص‪LL L‬ة بمتابع‪LL L‬ة الج‪LL L‬رائم اإلرهابي‪LL L‬ة أثن‪LL L‬اء مرحل‪LL L‬ة البحث و‬
‫التحري الموكلة لضباط الشرطة القضائية المتمثلة في‪:‬‬

‫أ‪ .‬التوقيف للنظر‪ :‬إن التوقيف للنظر هو عبارة عن حجز شخص مش‪L‬تبه ب‪L‬ه في جريم‪L‬ة متلبس‬
‫بها أو في إطار التحريات األولية‪ ،‬من طرف ضابط الشرطة القضائية في مرك‪LL‬ز الش‪LL‬رطة و ذل‪LL‬ك‬
‫بعد س‪L‬ماع أقوال‪L‬ه‪ ،‬ونًظ را ألن التوقي‪L‬ف للنظ‪L‬ر من اإلج‪L‬راءات الماس‪L‬ة بالحري‪L‬ة الشخص‪LL‬ية فق‪L‬د نص‬
‫علي ‪LL L‬ه الدس ‪LL L‬تور في الم ‪LL L‬ادة ‪ 48‬من ‪LL L‬ه و ال ‪LL L‬تي تنص على أن‪" :‬يخض ‪LL L‬ع التوقي ‪LL L‬ف للنظ ‪LL L‬ر في مج ‪LL L‬ال‬
‫التحري‪LL‬ات الجزائي‪LL‬ة للرقاب‪LL‬ة القض‪LL‬ائية‪ ،‬و ال يمكن أن يتج‪LL‬اوز م‪LL‬دة ‪ 48‬س‪LL‬اعة يمل‪LL‬ك الش‪LL‬خص ال‪LL‬ذي‬

‫وقف للنظر حق اإلتصال فوًر ا بأسرته‪."1‬‬

‫نظًر ا لخطورة الجرائم اإلرهابية و تشعبها‪ ،‬فقد أصبح من الص‪LL‬عب البحث و التح‪LL‬ري عنه‪LL‬ا و عن‬
‫مرتكبيها‪ ،‬و إعماال لذلك فقد أصبحت مدة التوقي‪L‬ف للنظ‪L‬ر ال تتماش‪L‬ى و متطلب‪L‬ات التحقي‪L‬ق األولي‪،‬‬
‫بحيث تستلزم وقتا أطول‪ .‬و تطبيقا له‪LL‬ذا فق‪L‬د نص المش‪LL‬رع على تمدي‪LL‬د التوقي‪LL‬ف للنظ‪LL‬ر في الج‪LL‬رائم‬
‫اإلرهابي‪LL‬ة في الم‪LL‬ادة ‪ 22‬من المرس‪LL‬وم التش‪LL‬ريعي رقم ‪ 03 - 92‬الم‪LL‬ؤرخ في ‪ 30‬س‪LL‬بتمبر ‪1992‬‬
‫المتعلق بمكافحة االرهاب‪ ،‬و ال‪L‬تي نص‪L‬ت على أن م‪L‬دة التوقي‪L‬ف للنظ‪L‬ر هي ‪ 12‬يوم‪L‬ا إس‪L‬تثناء على‬
‫م‪LL L‬ا نص‪LL L‬ت علي‪LL L‬ه الم‪LL L‬واد ‪ 51‬و‪ 65‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬و ق‪LL L‬د أدرجت أحك‪LL L‬ام ه‪LL L‬ذا المرس‪LL L‬وم في ق‪LL L‬انون‬
‫اإلج‪LL‬راءات الجزائي‪LL‬ة بم‪LL‬وجب األم‪LL‬ر ‪ 95/10/03‬الم‪LL‬ؤرخ في ‪ 25‬ف‪LL‬براير‪ ، 1995‬أين أبقى على‬
‫محتوى المادة ‪ 22‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 92‬في التعديل الحاصل‪.‬‬

‫و لق ‪LL‬د ع ‪LL‬دلت الم ‪LL‬واد ‪ 51‬و ‪ 65‬بم ‪LL‬وجب الق ‪LL‬انون رقم ‪ 08 - 01‬الم ‪LL‬ؤرخ في ‪ 26‬يوني ‪LL‬و ‪2001‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 51‬على أنه‪ ":‬تضاعف جميع اآلجال المنصوص عليها في هذه المادة إذا تعل‪LL‬ق‬
‫األم ‪LL‬ر بإعت ‪LL‬داء على أمن الدول ‪LL‬ة‪ ،‬و يج ‪LL‬وز تمدي ‪LL‬دها ب ‪LL‬إذن مكت ‪LL‬وب من وكي ‪LL‬ل الجمهوري ‪LL‬ة ب ‪LL‬دون أن‬
‫‪2‬‬
‫تتجاوز إثني عشر يوما إذا ما تعلق األمر بجرائم موصوفة بأفعال إرهابية أو تخريبية‪.‬‬

‫د‪ .‬أوهيبية عبد اهلل‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ :‬التحري و التحقيق‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2008،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما الم‪L‬ادة ‪ 65‬الفق‪L‬رة الثالث‪L‬ة المتعلق‪L‬ة ب‪L‬اإلجراءات خ‪L‬ارج ح‪L‬االت التلبس فتنص على أن‪" :‬تض‪L‬اعف‬
‫اآلج ‪LL‬ال المنص ‪LL‬وص عليه ‪LL‬ا في ه ‪LL‬ذه الم ‪LL‬ادة إذا تعل ‪LL‬ق األم ‪LL‬ر بجناي ‪LL‬ات أو جنح ض ‪LL‬د أمن الدول ‪LL‬ة‪ ،‬و‬
‫يج‪LL‬وز تمدي‪LL‬دها دون أن تتج‪LL‬اوز إث‪LL‬ني عش‪LL‬ر يوًم ا إذا تعل‪LL‬ق األم‪L‬ر بج‪LL‬رائم موص‪LL‬وفة بأفع‪LL‬ال إرهابي‪LL‬ة‬
‫أو تخريبي‪LL‬ة‪ ،‬و بم‪LL‬وجب تع‪LL‬ديل ق‪LL‬انون اإلج‪LL‬راءات الجزائي‪LL‬ة ‪ 22 - 06‬الم‪LL‬ؤرخ في ‪ 20‬ديس‪LL‬مبر‬
‫‪ 2006‬أص‪LL‬بحت الم‪LL‬ادة ‪ 51‬الفق‪LL‬رة الخامس‪LL‬ة تنص على م‪LL‬ايلي‪" :‬يمكن تمدي‪LL‬د آج‪LL‬ال التوقي‪LL‬ف للنظ‪LL‬ر‬
‫بإذن مكتوب من وكي‪L‬ل الجمهوري‪L‬ة خمس م‪L‬رات إذا تعل‪L‬ق األم‪L‬ر بج‪L‬رائم موص‪LL‬وفة بأفع‪L‬ال إرهابي‪L‬ة‬
‫أو تخريبية" ‪.‬‬

‫ب‪ .‬التفتيش في الجرائم اإلرهابية‬

‫يع ‪LL‬د التف ‪LL‬تيش من أخط ‪LL‬ر اإلج ‪LL‬راءات ال ‪LL‬تي تمس بحرم ‪LL‬ة الحي ‪LL‬اة الخاص ‪LL‬ة لألف ‪LL‬راد‪ ،‬و ق ‪LL‬د حرص ‪LL‬ت‬
‫الدس‪LL‬اتير و ك‪LL‬ذا المواثي‪LL‬ق الدولي‪LL‬ة على مب‪LL‬ادئ خاص‪LL‬ة تحمي حرم‪LL‬ة الحي‪LL‬اة الخاص‪LL‬ة لإلنس‪LL‬ان‪ ،‬حيث‬
‫تنص المادة ‪ 12‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أنه‪" :‬ال يعرض أح‪LL‬د لت‪LL‬دخل تعس‪LL‬في في‬
‫حيات ‪LL L‬ه الخاص ‪LL L‬ة أو أس ‪LL L‬رته أو مس ‪LL L‬كنه أو مراس ‪LL L‬الته أو لحمالت على شخص ‪LL L‬ه وس ‪LL L‬معته‪ ،‬و لك ‪LL L‬ل‬
‫شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحمالت‪ ،"1.‬كما تنص المادة ‪ 34‬من‬
‫الدستور على تضمن الدولة عدم إنتهاك حرمة اإلنسان‪.‬‬

‫و تنص الم‪LL‬ادة ‪ 39‬أيض‪LL‬ا على أن‪LL‬ه‪" :‬ال يج‪LL‬وز إنته‪LL‬اك حرم‪LL‬ة حي‪LL‬اة الم‪LL‬واطن"‪ ،‬و تنص الم‪LL‬ادة ‪40‬‬
‫على مايلي‪" :‬تضمن الدولة عدم إنتهاك حرمة المسكن‪ ،‬فال تفتيش إال بمقتض‪L‬ى الق‪L‬انون وفي إط‪L‬ار‬
‫إحترام‪LL L‬ه‪ ،‬و ال تف‪LL L‬تيش إال ب‪LL L‬أمر مكت‪LL L‬وب ص‪LL L‬ادر عن الس‪LL L‬لطة القض‪LL L‬ائية المختص‪LL L‬ة‪ ،".‬و المش‪LL L‬رع‬
‫حرًص ا من‪LL‬ه على حماي‪LL‬ة حرم‪LL‬ة المس‪LL‬كن و حرم‪LL‬ة الخصوص‪LL‬ية‪ ،‬فق‪L‬د وض‪LL‬ع ض‪LL‬وابط و قي‪LL‬ود متعلق‪L‬ة‬
‫بالتفتيش على ضابط الشرطة القضائية اإللتزام بها‪ ،‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أن ترتكب جناية أو جنحة متلبس بها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫أن يكون الشخص المشتبه به ممن إرتكبوا أو ساهموا في إرتك‪L‬اب الجريم‪L‬ة‪ ،‬أو ح‪L‬ائز ألوراق‬ ‫‪‬‬
‫أو أشياء متعلقة بالجريمة‪.‬‬

‫سعدون فاطمة‪ ،‬السياسة الجنائية اإلجرائية لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في الحقوق‪- 2013 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2014‬ص ‪.29‬‬
‫د‪ .‬عبد اهلل أوهابیة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211 - 210‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ض‪LL‬رورة إستص‪LL‬دار إذن مكت‪LL‬وب من الس‪LL‬لطة القض‪LL‬ائية المختص‪LL‬ة وكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة أو قاض‪LL‬ي‬ ‫‪‬‬
‫التحقيق‪.‬‬
‫إظهار اإلذن المكتوب قبل البدء في التفتيش‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حضور الشخص المشتبه به عملية التفتيش‪ ،‬و إذا تعذر حضوره يعين من يمثل‪LL‬ه‪ ،‬أم‪LL‬ا إذا ك‪LL‬ان‬ ‫‪‬‬
‫هاربا وجب حضور شاهدين من غير الموظفين الخاضعين لسلطة ضابط الشرطة القضائية‪.1‬‬
‫أال يتم التفتيش قبل الساعة الخامسة صباًح ا و ال بعد الساعة الثامنة مساء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ه‪LL‬ذه الض‪LL‬وابط و القي‪LL‬ود تعت‪LL‬بر ض‪LL‬مانات للمش‪LL‬تبه ب‪LL‬ه في الج‪LL‬رائم العادي‪LL‬ة‪ ،‬ويخض‪LL‬ع المش‪LL‬تبه ب‪LL‬ه في‬
‫الجرائم اإلرهابية لشروط و هي كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬شروط التفتيش‪ :‬يعتبر التفتيش من إجراءات التحقيق‪ ،‬إذ يتم بالبحث في مستودع السر‬
‫عن أدلة الجريمة التي وقعت‪ ،‬و عن كل ما يفيد في كشف الحقيقة‪ ،‬و حرًص ا من المشرع على‬

‫حماية الحياة الخاصة لألفراد فقد وضع جملة من الشروط و الضوابط التي يجب على ضابط‬
‫الشرطة القضائية التقيد بها‪ ،‬حتى يكون التفتيش مشروًع ا و منتجا آلثاره القانونية‪.‬‬

‫و لقد أوضحت المواد ‪ 47-45-44‬من قانون إجراءات جزائية شروط التفتيش و هذه الشروط‬
‫تنقسم إلى شروط موضوعية و شكلية‪:‬‬

‫‪ .1.1‬الشروط الموضوعية للتفتيش‪ :‬تتمثل الشروط الموضوعية في محل التفتيش و المدة‬


‫و اإلذن و سنتناولها كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬محل التفتيش‪ :‬أجاز المشرع في المادة ‪ 47‬الفقرة الرابعة و المادة ‪ 81‬من ق‪ .‬إ‪.‬‬
‫ج ‪.‬مباشرة التفتيش في جميع األماكن التي يمكن العثور فيها على أشياء تفيد في إظهار الحقيقة‪،‬‬
‫و عليه يرد التفتيش على المساكن كما يرد على المكاتب و على السيارات وعلى األشخاص‪.‬‬

‫أنظر‪ :‬المواد ‪ 47 - 44 - 45‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬ ‫‪1‬‬

‫‪32‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ )1‬تفتيش المساكن‪ :‬لم يعرف المش‪L‬رع الجزائ‪L‬ري الم‪L‬نزل في ق‪LL‬انون اإلج‪L‬راءات الجزائي‪L‬ة‪ ،‬م‪L‬ا‬
‫ع‪LL‬دا م‪LL‬ا ج‪LL‬اء ذك‪LL‬ره في الم‪LL‬ادة ‪22‬الفق‪LL‬رة الثاني‪LL‬ة من ق‪ .‬إ‪ .‬ج ال‪LL‬تي تنص على م‪LL‬ايلي‪" :‬غ‪LL‬ير أن‪LL‬ه ال‬
‫يسوغ لهم الدخول في المنازل و المعام‪LL‬ل أو المب‪LL‬اني أو األفني‪LL‬ة و األم‪LL‬اكن المس‪LL‬ورة المتج‪LL‬اورة إال‬
‫بحضور أحد ضباط الشرطة القضائية‪".1‬‬

‫لكن هناك من يعرفه على أنه المكان الذي يتخذه المرء سكًنا لنفسه سواًءا كان على س‪LL‬بيل الت‪LL‬أقيت‬

‫أو الدوام‪ ،‬فيكون حرًم ا آمنا ال يجوز للغير دخوله إال بإذن أو في حاالت حددها القانون‪.‬‬

‫و نظ ‪ًL‬ر ا لحرم‪LL‬ة المس‪LL‬كن و لألس‪LL‬رار المودع‪LL‬ة في‪LL‬ه‪ ،‬فق‪LL‬د أج‪LL‬از الق‪LL‬انون لض‪LL‬ابط الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائية‬

‫تفتيش‪L‬ها متقي‪ًL‬د ا في ذل‪L‬ك ب‪L‬إجراءات قانوني‪L‬ة و وف‪LL‬ق ض‪LL‬وابط معين‪L‬ة وردت في الم‪L‬ادة ‪ 44‬من ق‪ .‬إ‪.‬‬

‫ج يت‪LL‬وجب على ض‪LL‬ابط الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائية إحترامه‪LL‬ا‪ ،‬و هي نفس الض‪LL‬وابط المطبق‪L‬ة على الجريم‪LL‬ة‬
‫اإلرهابي ‪LL‬ة طبق ‪LL‬ا لنفس الم ‪LL‬ادة الفق ‪LL‬رة الثاني ‪LL‬ة ال ‪LL‬تي تنص على أن ‪LL‬ه‪" :‬و يك ‪LL‬ون األم ‪LL‬ر ك ‪LL‬ذلك في حال ‪LL‬ة‬
‫التحري في الجنحة المتلبس بها أو التحقيق في إحدى الجرائم المشار إليها في المادتين ‪ 37‬و ‪40‬‬
‫من هذا القانون‪" .2‬‬

‫من بين الجرائم ال‪L‬واردة في الم‪L‬ادتين الس‪L‬ابقتين الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة‪ ،‬و علي‪L‬ه يج‪L‬وز لض‪LL‬ابط الش‪L‬رطة‬
‫القضائية اإلنتقال إلى مساكن األشخاص الذين يشتبه في إرتكابهم أو مساهمتهم في إرتكاب جرائم‬
‫إرهابي ‪LL‬ة‪ ،‬كم ‪LL‬ا يش ‪LL‬مل التف ‪LL‬تيش مس ‪LL‬كن ك ‪LL‬ل ش ‪LL‬خص مش ‪LL‬تبه بأن ‪LL‬ه يح ‪LL‬وز أورق ‪LL‬ا أو أش ‪LL‬ياء له ‪LL‬ا عالق ‪LL‬ة‬
‫بالجريمة اإلرهابية‪ ،‬كالمسكن الذي تخفى فيه األدوات أو األسلحة التي إستعملت في الجريم‪LL‬ة‪ .3‬و‬
‫يجيز اإلذن القضائي بالقبض على شخص محل بحث أيض‪LL‬ا‪ ،‬الح‪LL‬ق في ال‪LL‬دخول إلى المس‪LL‬كن ال‪LL‬ذي‬
‫يوجد فيه ذلك الشخص‪ ،‬على أن يقتصر التفتيش عمن هو محل بحث قصد القبض عليه‪.‬‬

‫وم‪LL L‬ا يالح‪LL L‬ظ أن ق‪LL L‬انون اإلج‪LL L‬راءات الجزائي‪LL L‬ة لم يتع‪LL L‬رض إلى تف‪LL L‬تيش العق‪LL L‬ارات مث‪LL L‬ل الح‪LL L‬دائق و‬
‫البس‪LLL‬اتين و الم‪LLL‬زارع الخاص‪LLL‬ة ال‪LLL‬تي يمكن أن تك‪LLL‬ون مس ‪LL‬رًح ا للجريم ‪LL‬ة‪ ،‬و بعض المنق‪LLL‬والت مث‪LLL‬ل‬
‫ال ‪LL‬زوارق البحري ‪LL‬ة الخاص ‪LL‬ة و ال ‪LL‬تي تس ‪LL‬تعمل ألغ ‪LL‬راض شخص ‪LL‬ية‪ ،‬غ ‪LL‬ير أن ‪LL‬ه في مج ‪LL‬ال اإلره ‪LL‬اب‬
‫فالتفتيش يمكن أن ينصب على هذه األشياء‪ ،‬ألن المادة ‪ 47‬الفقرة الرابعة تنص على أن‪LL‬ه‪" :‬عن‪LL‬دما‬

‫د‪ .‬عبد اهلل أوهابیة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.255‬‬ ‫‪1‬‬

‫احمد غاي الوجيز‪ ،‬في تنظيم مهام الشرطة القضائية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.38‬‬ ‫‪2‬‬

‫الدكتور علي شمالل‪ ،‬الجديد في شرح قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪33‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتعل ‪LL‬ق األم ‪LL‬ر ب ‪LL‬الجرارئم الم ‪LL‬ذكورة في الفق ‪LL‬رة الثالث ‪LL‬ة أعاله‪ ،‬يمكن لقاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق أن يق ‪LL‬وم بأي ‪LL‬ة‬
‫عملي‪L‬ة تف‪L‬تيش أو حج‪L‬ز ليال أو نه‪L‬ارا ل‪L‬و في أي مك‪L‬ان على إمت‪L‬داد ال‪L‬تراب الوط‪L‬ني أو ي‪L‬أمر ض‪L‬باط‬
‫الشرطة القضائية المختصين للقيام بذلك "‪.1‬‬

‫كما تنص الفقرة الثالثة من نفس المادة‪" :‬وعن‪L‬دما يتعل‪L‬ق األم‪L‬ر بج‪L‬رائم اإلره‪L‬اب فإن‪L‬ه يج‪L‬وز إج‪L‬راء‬
‫تفتيش أو المعاينة و الحجز في كل محل سكني أو غير سكني‪".2‬‬

‫و لهذا فإنه في الجرائم اإلرهابية يتم التفتيش في كل األماكن سواء كانت س‪L‬كنية أو غ‪L‬ير س‪L‬كنية و‬
‫ه ‪LL‬و م ‪LL‬ا ينطب ‪LL‬ق على الح ‪LL‬دائق و البس ‪LL‬اتين و ال ‪LL‬زوارق إذا م ‪LL‬ا إرتكبت فيهم ج ‪LL‬رائم إرهابي ‪LL‬ة‪ .‬و من‬
‫الناحية العملية‪ ،‬و بالتحديد في فترة العشرية السوداء كان يتم تف‪L‬تيش أحي‪LL‬اء و بناي‪LL‬ات بكامله‪LL‬ا بحًث ا‬
‫عن المطلوب القبض عليهم و المتهمون في جرائم إرهابية‪.3‬‬

‫‪ )2‬تفتيش المكاتب‪ :‬تتمت‪LL‬ع المك‪LL‬اتب الخاص‪LL‬ة بالحماي‪LL‬ة الجنائي‪LL‬ة‪ ،‬كمك‪LL‬اتب المح‪LL‬امين و عي‪LL‬ادات‬
‫األطب‪LL‬اء و غيره‪LL‬ا من المك‪LL‬اتب الخاص‪LL‬ة‪ ،‬فهي مفتوح‪LL‬ة إلس‪LL‬تقبال ن‪LL‬وع معين من الن‪LL‬اس و ال تعت‪LL‬بر‬
‫أم ‪LL‬اكن عام ‪LL‬ة و ه ‪LL‬ذه المك ‪LL‬اتب تتمت ‪LL‬ع بالحماي ‪LL‬ة القانوني ‪LL‬ة‪ ،‬فال يج ‪LL‬وز تفتيش ‪LL‬ها إال طبق ‪LL‬ا لقي ‪LL‬ود تف ‪LL‬تيش‬
‫المس ‪LL‬اكن على أن تتخ ‪LL‬ذ مق ‪LL‬دما جمي ‪LL‬ع الت ‪LL‬دابير الالزم ‪LL‬ة لض ‪LL‬مان إح ‪LL‬ترام الس ‪LL‬ر المه ‪LL‬ني طبق ‪LL‬ا للفق ‪LL‬رة‬
‫الثالثة من المادة ‪ 45‬من ق‪ .‬أ‪ .‬ج‪.4‬‬

‫فمثال الم ‪LL‬ادة ‪ 66‬من الق ‪LL‬انون رقم ‪ 04-91‬الم ‪LL‬ؤرخ في ‪ 8‬ين ‪LL‬اير ‪ 1991‬الخ ‪LL‬اص بتنظيم مهن ‪LL‬ة‬
‫المحاماة‪ ،‬تمنع تفتيش مكتب المحامي أو القيام بأي حجز من غير حض‪LL‬ور النقيب أو ممثل‪LL‬ه و بع‪LL‬د‬
‫إخطارهما شخصيا بصفة قانونية‪ ،‬و في حالة مخالفة ه‪L‬ذه الم‪L‬ادة ف‪L‬إن التف‪L‬تيش يق‪L‬ع ب‪L‬اطًال‪ ،‬و هن‪L‬اك‬
‫إتج‪LL‬اه ي‪LL‬رى أن مكتب المح‪LL‬امي و عي‪LL‬ادة الط‪LL‬بيب تتمت‪LL‬ع بقدس‪LL‬ية خاص‪LL‬ة تح‪LL‬ول دون إمك‪LL‬ان تفتيش‪LL‬ها‬
‫مهما كانت مصلحة التحقيق لما فيها من أسرار خاصة منع القانون إفشاءها‪.‬‬

‫‪ )3‬تف??تيش الس??يارات‪ :‬تمت ‪LL‬د حرم ‪LL‬ة الحي ‪LL‬اة الخاص ‪LL‬ة إلى الس ‪LL‬يارة الخاص ‪LL‬ة فتأخ ‪LL‬ذ حكم حرم ‪LL‬ة‬
‫الشخص و رغم أن المشرع لم ينظم كيفية تفتيش الس‪L‬يارات في ق‪LL‬انون اإلج‪L‬راءات الجزائي‪L‬ة‪ ،‬غ‪L‬ير‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 47‬الفقرة الرابعة قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 47‬الفقرة الثالثة ق‪ .‬ا‪.‬ج‪ .‬ج‪.‬‬


‫داودي منصور‪ ،‬اإلجراءات الجنائية لمكافحة اإلرهاب و الجريمة المنظمة في القانون العام‪ ،‬أطروحة دكتورا في القانون‬ ‫‪3‬‬

‫العام‪ 2017 - 2016 ،‬ص ‪.66‬‬


‫أنظر‪ :‬الفقرة الثالثة المادة ‪ 45‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪34‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن الج‪LL L‬رائم اإلرهابي‪LL L‬ة تقتض‪LL L‬ي أن ي‪LL L‬رد التف‪LL L‬تيش ح‪LL L‬تى على الس‪LL L‬يارات الخاص‪LL L‬ة و وس‪LL L‬ائل النق‪LL L‬ل‬
‫األخرى‪ ،‬خاصة و أن الجماعات اإلرهابية تستعمل وسائل النقل لتفجير أماكن معينة‪.‬‬

‫و يعد تفتيش السيارة من المراقبة الض‪LL‬رورية من أج‪LL‬ل تس‪LL‬هيل مالحق‪L‬ة اإلره‪LL‬ابيين‪ ،‬و ك‪LL‬ذا بغ‪LL‬رض‬
‫التحق‪L‬ق من إحتم‪L‬ال حي‪L‬ازتهم ألس‪L‬لحة أو متفج‪L‬رات‪ ،‬و يتم ه‪L‬ذا الن‪L‬وع من التف‪L‬تيش ع‪L‬ادة في الط‪L‬رق‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪ )4‬تفتيش األشخاص‪ :‬يعد تفتيش األشخاص عمًال من أعمال التحقيق و ال يج‪L‬وز اللج‪L‬وء إلي‪L‬ه‬
‫إال في حالة وقوع جريمة‪ ،‬وذلك من أجل الحصول على ما يفيد في كشفها‪ ،‬كما يعت‪LL‬بر ه‪LL‬ذا الن‪LL‬وع‬
‫من التف‪LL‬تيش مكمًال لتف‪LL‬تيش الم‪LL‬نزل و لكن في ه‪LL‬ذه الحال‪LL‬ة يش‪LL‬ترط ت‪LL‬وافر أدل‪LL‬ة قاطع‪LL‬ة ض‪LL‬د المش‪LL‬تبه‬
‫فيه‪.‬‬

‫و تف‪LL‬تيش األش‪LL‬خاص ق‪LL‬د ي‪LL‬رد إم‪LL‬ا على مالبس اإلنس‪LL‬ان‪ ،‬بحيث يق‪LL‬وم المحق‪LL‬ق بتحس‪LL‬س ه‪LL‬ذه المالبس‬
‫إلخراج ما يكون المشتبه فيه قد أخفاه بداخلها‪ ،‬كم‪LL‬ا يمكن أن ي‪LL‬رد التف‪L‬تيش على جس‪LL‬م اإلنس‪LL‬ان عن‬
‫طريق فحص أجزاء جسده لضبط أي مواد أو أشياء يمكن أن تكون ق‪LL‬د أخفيت في الفم أو في الي‪L‬د‬
‫أو تحت اإلب ‪LL‬ط‪ ،‬و ق ‪LL‬د يق ‪LL‬ع التف ‪LL‬تيش على أمتع ‪LL‬ة الش ‪LL‬خص أو المش ‪LL‬تبه ب ‪LL‬ه‪ ،‬و األمتع ‪LL‬ة تتمت ‪LL‬ع بنفس‬
‫الحماية التي يتمتع بها حائزها‪ ،‬و يعتبر تفتيش األشخاص من أخطر أنواع التفتيش‪ ،‬ألنه ق‪LL‬د يمس‬
‫بحرمة أجسادهم و في ذلك إنتهاك لحرية الشخص و لحقوقه‪.1‬‬

‫ب‪ .‬شرط الزم??ان‪ :‬تتج‪LL‬ه بعض التش‪LL‬ريعات في البل‪LL‬دان المختلف‪LL‬ة إلى تحدي‪LL‬د ف‪LL‬ترة زمني‪LL‬ة ي‪LL‬ؤذن‬
‫خاللها بتنفيذ التفتيش‪ ،‬و يترك للس‪L‬لطة المخول‪L‬ة بالتنفي‪L‬ذ إختي‪L‬ار ال‪L‬وقت ال‪L‬ذي ت‪L‬راه مناس‪L‬با‪ ،‬في حين‬
‫تح‪LL‬رص بعض التش‪LL‬ريعات األخ‪LL‬رى ب‪LL‬النص ص‪LL‬راحة على ض‪LL‬ابط زم‪LL‬ني يق‪LL‬اس ب‪LL‬ه ط‪LL‬ول اإلج‪LL‬راء‪،‬‬
‫بحيث تل‪LL‬تزم الس‪LL‬لطة المخول‪LL‬ة بتنفي‪LL‬ذه القي‪LL‬ام ب‪LL‬ه خالل س‪LL‬اعات مح‪LL‬ددة من النه‪LL‬ار و ال تج‪LL‬يزه ليال‪،‬‬
‫وذلك مراعاة لحرمة المسكن وحرًص ا على إح‪L‬ترام الحي‪L‬اة الخاص‪L‬ة للمواط‪L‬نين‪ ،‬و لكنه‪L‬ا ال تس‪L‬تلزم‬
‫هذا الشرط بالنسبة للتفتيش في مجال بعض الجرائم‪.2‬‬

‫و قد أخذ المشرع الجزائري باإلتجاه الثاني‪ ،‬إذ وضع قاعدة عامة في ق‪LL‬انون اإلج‪LL‬راءات الجزائي‪LL‬ة‬
‫تقضي بعدم جواز تفتيش ضابط الشرطة القضائية للمساكن قبل الساعة الخامسة ص‪LL‬باًح ا و ال بع‪LL‬د‬

‫نصر الدين هنوني‪ ،‬دارين يقدح‪ ،‬الضبطية القضائية في القانون الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.74‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬أحمد محمد عبد الوهاب‪ ،‬الجريمة السياسية‪ ،‬ص‪.257‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪35‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الساعة الثامنة مساء‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 47‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج على ما يلي‪" :‬ال يج‪LL‬وز الب‪LL‬دء في تف‪LL‬تيش‬
‫المساكن و معاينتها قبل الخامسة ص‪LL‬باحا و ال بع‪LL‬د الس‪LL‬اعة الثامن‪LL‬ة مس‪LL‬اء "‪ ،‬و م‪LL‬ا يالح‪LL‬ظ أن تحدي‪LL‬د‬
‫الم‪LL‬دة من ط‪LL‬رف المش‪LL‬رع يع‪LL‬د مظه‪LL‬ر من مظ‪LL‬اهر إح‪LL‬ترام حق‪LL‬وق األف‪LL‬راد في حي‪LL‬اتهم الخاص‪LL‬ة‪ ،‬و‬
‫ض‪LL‬ماًنا لع‪LL‬دم إزع‪LL‬اجهم وقت راحتهم‪ ،‬لكن المش‪LL‬رع وض‪LL‬ع إس‪LL‬تثناء له‪LL‬ذه القاع‪LL‬دة حين أج‪LL‬از دخ‪LL‬ول‬
‫المن ‪LL‬ازل لتفتيش ‪LL‬ها في ك ‪LL‬ل وقت من النه ‪LL‬ار أو اللي ‪LL‬ل في الج ‪LL‬رائم اإلرهابي ‪LL‬ة‪ ،‬و لق ‪LL‬د تق ‪LL‬رر إمكاني ‪LL‬ة‬
‫التفتيش الليلي حتى و لو إعترض الشخص الذي يك‪L‬ون موض‪L‬ع ه‪L‬ذه اإلج‪L‬را ءات‪ ،‬وله‪L‬ذا اإلس‪L‬تثناء‬
‫ما يبرره‪:‬‬

‫وج‪LL‬ود عقب‪LL‬ات إعترض‪LL‬ت المحققين ألنهم وج‪LL‬دوا أنفس‪LL‬هم في مواق‪LL‬ف من المس‪LL‬تحيل فيه‪LL‬ا دخ‪LL‬ول‬ ‫‪‬‬
‫العديد من األماكن خارج الساعات القانوني‪LL‬ة على ال‪LL‬رغم من وج‪LL‬ود مؤش‪LL‬رات ت‪LL‬دل على وج‪LL‬ود‬
‫جرائم إرهابية أو أشخاص يعدون إلرتكاب جرائم إرهابية‪.‬‬
‫خطورة هذه الجرائم و صعوبة مكافحتها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كم‪L‬ا أن ض‪L‬رورة التحقي‪L‬ق في الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة‪ ،‬يس‪L‬تدعي ع‪L‬دم ت‪L‬أخير عملي‪L‬ات التف‪L‬تيش قب‪L‬ل إخف‪L‬اء‬
‫مع ‪LL L‬الم الجريم ‪LL L‬ة و ه ‪LL L‬روب مرتكبيه ‪LL L‬ا‪ ،‬و تج ‪LL L‬د تبريره ‪LL L‬ا أيض ‪LL L‬ا في تغليب المص ‪LL L‬لحة العام ‪LL L‬ة على‬
‫المص‪LL L‬لحة الخاص‪LL L‬ة‪ ،‬بإعتب‪LL L‬ار أن ج‪LL L‬رائم اإلره‪LL L‬اب يعت‪LL L‬بر ض‪LL L‬ررها متع‪LL L‬دًيا يمس ع‪LL L‬دة أف‪LL L‬راد من‬
‫المجتمع‪ ،‬و حتى ال يتخذ المسكن ذريعة لتستر مرتكبي تلك الجرائم‪.‬‬

‫‪ .2.1‬الشروط الشكلية للتفتيش‪ :‬إن الشروط الشكلية للتفتيش سواًءا كانت معاصرة لعملية‬
‫التفتيش أو الحقة لها تكمن فيما يلي‪:‬‬

‫أن يق??وم بعملي??ة التف??تيش ض??ابط الش??رطة القض??ائية‪ :‬لق ‪LL‬د منح الق ‪LL‬انون لض ‪LL‬ابط الش ‪LL‬رطة‬
‫القض‪LL‬ائية و بص‪LL‬فة إس‪LL‬تثنائية س‪LL‬لطة تف‪LL‬تيش مس‪LL‬كن المتهم بإعتب‪LL‬ار أن إج‪LL‬راء التف‪LL‬تيش ه‪LL‬و أص‪ًL‬ال من‬
‫أعم‪LL L‬ال التحقي‪LL L‬ق القض‪LL L‬ائي‪ ،‬و خول‪LL L‬ه المش‪LL L‬رع لض‪LL L‬ابط الش‪LL L‬رطة القض‪LL L‬ائية دون األع‪LL L‬وان و ذل‪LL L‬ك‬

‫لمقتض‪LL‬يات القي‪LL‬ام بالتحري‪LL‬ات األولي‪LL‬ة أو بس‪LL‬بب إناب‪LL‬ة قض‪LL‬ائية بش‪LL‬رط حص‪LL‬وله على إذن مكت‪LL‬وب من‬
‫وكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و بالت ‪LL‬الي يجب أن يق ‪LL‬وم بعملي ‪LL‬ة التف ‪LL‬تيش عض ‪LL‬و من أعض ‪LL‬اء الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائية ل ‪LL‬ه ص ‪LL‬فة ض ‪LL‬ابط‬
‫الش ‪LL‬رطة القض‪LLL‬ائية أو أن تتم العملي ‪LL‬ة بحض‪LLL‬وره و تحت إش ‪LL‬رافه لم ‪LL‬ا للتف ‪LL‬تيش من إنته ‪LL‬اك لحرم ‪LL‬ة‬
‫الحياة الخاصة لألفراد خاصة إذا ما ثبتت براءة المشتبه فيه‪.‬‬

‫الحض ??ور في عملي ??ة التف ??تيش‪ :‬إن تف ‪LL L‬تيش مس ‪LL L‬كن المش ‪LL L‬تبه في ‪LL L‬ه أو المتهم يع ‪LL L‬د من أخط ‪LL L‬ر‬

‫اإلج‪LL‬راءات ال‪LL‬تي تمس حرم‪LL‬ة اإلنس‪LL‬ان‪ ،‬له‪LL‬ذا ف‪LL‬إن التش‪LL‬ريعات ال تس‪LL‬مح ب‪LL‬ه إال عن‪LL‬د وج‪LL‬ود ض‪LL‬رورة‬
‫يقتضيها التحقي‪L‬ق على أن يتم ذل‪L‬ك بحض‪LL‬ور ص‪LL‬احب المس‪L‬كن‪ ،‬و ق‪LL‬د إنتهج المش‪L‬رع الجزائ‪L‬ري ه‪L‬ذا‬
‫اإلتجاه فطبًقا للمادة ‪ 1-45‬من ق‪L‬انون اإلج‪L‬راءات الجزائي‪L‬ة تنص على أن‪L‬ه‪" :‬تتم عملي‪L‬ات التف‪L‬تيش‬
‫التي تجرى طبقا للمادة ‪ 44‬أعاله على الوجه اآلتي‪:‬‬

‫إذا وقع التف‪L‬تيش في مس‪L‬كن ش‪L‬خص يش‪L‬تبه في أن‪L‬ه س‪L‬اهم في إرتك‪L‬اب الجناي‪L‬ة فإن‪L‬ه يجب أن يحص‪LL‬ل‬
‫التف‪LL‬تيش بحض‪LL‬وره‪ ،‬ف‪LL‬إذا تع‪LL‬ذر علي‪LL‬ه الحض‪LL‬ور وقت إج‪LL‬راء التف‪LL‬تيش ف‪LL‬إن ض‪LL‬ابط الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائية‬
‫مل ‪LL‬زم ب ‪LL‬أن يكلف‪LL‬ه بتع ‪LL‬يين ممث ‪LL‬ل ل ‪LL‬ه‪ ،‬و إذا إمتن ‪LL‬ع عن ذل ‪LL‬ك أو ك ‪LL‬ان هارب ‪LL‬ا إس ‪LL‬تدعى ض ‪LL‬ابط الش ‪LL‬رطة‬
‫القضائية لحضور تلك العملية شاهدين من غير الموظفين الخاضعين لسلطته‪.1‬‬

‫إذا ج‪LL‬رى التف‪LL‬تيش في مس‪LL‬كن ش‪LL‬خص آخ‪LL‬ر يش‪LL‬تبه بأن‪LL‬ه يح‪LL‬وز أوراق‪LL‬ا أو أش‪LL‬ياء له‪LL‬ا عالق‪LL‬ة باألفع‪LL‬ال‬
‫اإلجرامي‪LL‬ة فإن‪LL‬ه يتعين حض‪LL‬وره وقت إج‪LL‬راء التف‪LL‬تيش‪ ،‬و إن تع‪LL‬ذر ذل‪LL‬ك إتب‪LL‬ع اإلج‪LL‬راء المنص‪LL‬وص‬
‫عليه في الفقرة السابقة‪ ".‬فطبقا لهذه المادة البد من حض‪LL‬ور ص‪LL‬احب المس‪L‬كن عملي‪L‬ة التف‪L‬تيش س‪L‬واء‬
‫ك‪L‬ان مش‪L‬تبه في أن‪L‬ه س‪L‬اهم في إرتك‪L‬اب الجريم‪L‬ة‪ ،‬أو ك‪L‬ان مش‪L‬تبه في أن‪L‬ه يح‪L‬وز أوراق‪LL‬ا أو أش‪L‬ياء له‪L‬ا‬
‫عالقة بالجريمة‪.‬‬

‫و في حالة تعذر حضوره ف‪LL‬إن ض‪LL‬ابط الش‪L‬رطة القض‪LL‬ائية مل‪L‬زم ب‪L‬أن يكلف‪L‬ه بتع‪L‬يين ممث‪L‬ل ل‪L‬ه‪ ،‬أم‪L‬ا إذا‬
‫إمتن‪LL L‬ع أو ك‪LL L‬ان هارًب ا فعلى ض‪LL L‬ابط الش‪LL L‬رطة القض‪LL L‬ائية أن يس‪LL L‬تدعي ش‪LL L‬اهدين من غ‪LL L‬ير الم‪LL L‬وظفين‬
‫الخاضعين لسلطته لحضور عملية التفتيش‪.2‬‬

‫غير أنه إذا كنا بصدد جريمة إرهابية فإن قانون اإلجراءات الجزائية قد خرج عن قاع‪L‬دة حض‪L‬ور‬
‫المش ‪LL‬تبه في ‪LL‬ه أو من يمثل ‪LL‬ه أو الش ‪LL‬اهدين عملي ‪LL‬ة التف ‪LL‬تيش حيث تنص الفق ‪LL‬رة األخ ‪LL‬يرة من الم ‪LL‬ادة ‪45‬‬

‫داودي منصور‪ ،‬اإل جراءات الجنائية لمكافحة و الجريمة المنظمة في القانون العام‪ ،‬أطروحة دكتوره‪ ،‬علوم في القانون‬ ‫‪1‬‬

‫العام‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫د‪.‬أوهابية عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪37‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قانون اإلجراءات الجزائية على مايلي‪" :‬ال تطبق هذه األحكام إذا تعلق األمر بجرائم اإلرهاب‪،"1.‬‬
‫و يعت‪LL‬بر ه‪LL‬ذا خرق‪LL‬ا لقاع‪LL‬دة ح‪LL‬ق الخص‪LL‬م في ال‪LL‬دفاع المكف‪LL‬ول ل‪LL‬ه قانون‪LL‬ا و ذل‪LL‬ك بتمكين‪LL‬ه من حض‪LL‬ور‬
‫عملية تفتيش مسكنه‪ ،‬ألن حضوره يعد ضمانة له حتى يكون على دراية لما ضبط أو إكتش‪L‬ف في‬
‫منزله و تالفيا للحيلة أو الخداع‪.‬‬

‫إذا ك‪LL‬ان المش‪LL‬تبه ب‪LL‬ه في الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة موقوف‪LL‬ا للنظ‪LL‬ر أو محبوس‪LL‬ا‪ ،‬و ك‪LL‬ان الح‪LL‬ال يقتض‪LL‬ي ع‪LL‬دم‬
‫نقله إلى مكان التفتيش بسبب مخاطر جس‪L‬يمة ق‪L‬د تمس بالنظ‪L‬ام الع‪L‬ام أو إلحتم‪L‬ال ف‪L‬راره أو اختف‪L‬اء‬
‫األدل ‪LL‬ة خالل تل ‪LL‬ك الم ‪LL‬دة الالزم ‪LL‬ة لنقل‪LL‬ه ف ‪LL‬إن عملي ‪LL‬ة التف‪LL‬تيش تتم ب ‪LL‬دون حض ‪LL‬وره‪ ،‬لكن بع ‪LL‬د الموافق‪LL‬ة‬
‫المس‪LL‬بقة لوكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة أو قاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق و بحض‪LL‬ور ش‪LL‬اهدين من غ‪LL‬ير الم‪LL‬وظفين الخاض‪LL‬عين‬
‫لس ‪LL‬لطة ض ‪LL‬ابط الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائية الق ‪LL‬ائم ب ‪LL‬التفتيش طبق ‪LL‬ا للم ‪LL‬ادة ‪ 47‬مك ‪LL‬رر من ق ‪LL‬انون اإلج ‪L‬راءات‬
‫الجزائية‪.‬‬

‫كما إستثنى ق‪LL‬انون اإلج‪L‬راءات الجزائي‪L‬ة في الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة من ض‪LL‬رورة الحص‪LL‬ول على رض‪LL‬اء‬
‫كتابي صريح من المشتبه فيه‪ ،‬بغرض إجراء التفتيش على خالف جرائم القانون الع‪LL‬ام و ذل‪LL‬ك في‬
‫غ‪L‬ير حال‪L‬ة التلبس طبق‪L‬ا للم‪L‬ادة ‪ 64‬من ق‪LL‬انون اإلج‪L‬راءات الجزائي‪L‬ة ال‪L‬تي تنص على أن‪L‬ه‪" :‬ال يج‪L‬وز‬
‫تف‪L‬تيش المس‪L‬اكن و معاينته‪L‬ا و ض‪LL‬بط األش‪LL‬ياء المثبت‪L‬ة للتهم‪L‬ة إال برض‪LL‬اء ص‪LL‬ريح من الش‪L‬خص ال‪L‬ذي‬
‫ستتخذ لديه هذه اإلجراءات و يجب أن يكون هذا الرضا بتصريح مكتوب بخط ي‪L‬د ص‪L‬احب الش‪L‬أن‬
‫ف‪LL‬إن ك‪LL‬ان ال يع‪LL‬رف الكتاب‪LL‬ة فبإمكان‪LL‬ه اإلس‪LL‬تعانة بش‪LL‬خص يخت‪LL‬اره بنفس‪LL‬ه‪ ،‬و ي‪LL‬ذكر في المحض‪LL‬ر م‪LL‬ع‬
‫اإلش ‪LL‬ارة ص‪L L‬راحة إلى رض ‪LL‬اه و تطب ‪LL‬ق فض‪ًL L‬ال عن ذل ‪LL‬ك أحك ‪LL‬ام الم ‪LL‬واد من ‪ 44‬إلى ‪ 47‬من ه ‪LL‬ذا‬
‫القانون‪"2.‬‬

‫غ‪L‬ير أن‪LL‬ه عن‪LL‬دما يتعل‪LL‬ق األم‪LL‬ر بتحقي‪LL‬ق ج‪LL‬ار في إح‪LL‬دى الج‪LL‬رائم الم‪LL‬ذكورة في الم‪LL‬ادة ‪ 47‬فق‪L‬رة ‪ 3‬من‬
‫هذا القانون‪ ،3‬تطبق األحكام ال‪L‬واردة في تل‪L‬ك الم‪L‬ادة و ك‪L‬ذا أحك‪L‬ام الم‪L‬ادة ‪47‬مك‪L‬رر و يرج‪L‬ع الس‪L‬بب‬
‫في ذل‪LLL‬ك إلى أن الس‪LLL‬رعة في البحث عن الج‪LLL‬رائم اإلرهابي ‪LL‬ة و خوف ‪LL‬ا من ض ‪LL‬ياع األدل‪LLL‬ة هي ال‪LLL‬تي‬
‫تقتض ‪LL‬ي الخ‪LL‬روج عن القواع‪LL‬د العام‪LL‬ة‪ .‬له‪LL‬ذا فق‪LL‬د إس‪LL‬تثنى المش‪LL‬رع ض ‪LL‬رورة الحص ‪LL‬ول على موافق‪LL‬ة‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 45‬الفقرة األخيرة قانون إجراءات الجزائية الجزائري‪.‬‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 64‬ق‪ .‬أ‪ .‬ج‪ .‬ج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر مواد ‪ 44‬الى ‪ 47‬ق‪ .‬أ‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬و المادة ‪ 47‬فقرة ‪.3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪38‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المش‪LL L‬تبه فيهم في ج‪LL L‬رائم اإلره‪LL L‬اب‪ ،‬و لكن ه‪LL L‬ذا ال يغ‪LL L‬ني من ض‪LL L‬رورة حص‪LL L‬ول ض‪LL L‬ابط الش‪LL L‬رطة‬
‫القض‪LL‬ائية على الموافق‪LL‬ة المس‪LL‬بقة لوكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة أو قاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق المختص‪LL‬ان‪ ،‬و ذل‪LL‬ك عن‪LL‬دما‬
‫أح ‪LL L‬الت الم ‪LL L‬ادة ‪ 64‬من ق ‪LL L‬انون اإلج ‪LL L‬راءات الجزائي ‪LL L‬ة إلى تط ‪LL L‬بيق الم ‪LL L‬ادة ‪ 47‬مك ‪LL L‬رر من ق ‪LL L‬انون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ج‪ .‬المراقبة‪ :‬أدى التعديل الجديد في قانون اإلجراءات الجزائية القانون رقم ‪ 22-06‬أضافت‬
‫المادة ‪ 7‬منه مادة جديدة هي المادة ‪ 16‬مكرر و التي تتمحور حول أسلوب المراقبة و جاء فيها‬
‫مايلي‪" :‬يمكن لضابط الشرطة القضائية و تحت سلطتهم أعوان الشرطة القضائية مالم يعترض‬
‫على ذلك وكيل الجمهورية المختص بعد إخباره أن يمددوا عبر كامل اإلقليم الوطني عمليات‬
‫مراقبة األشخاص الذين يوجد ضدهم مبرر مقبول أو أكثر يحمل على اإلشتباه فيهم بإرتكاب‬
‫الجرائم المشار إليها في المادة ‪ 16‬أعاله أو مراقبة وجهة أو نقل أشياء أو أموال أو‬
‫متحصالت من إرتكاب هذه الجرائم أو قد تستعمل في إرتكابها‪ ،" .‬و يندرج ضمن الجرائم‬

‫المذكورة في المادة ‪ 16‬من ق‪ .‬إ ‪.‬ج الجريمة اإلرهابية‪ .‬و منه سنتطرق إلى طرح مفهوم‬
‫المراقبة أنواع المراقبة و في األخير شروطها‪.‬‬

‫‪ 1‬مفهوم أسلوب المراقبة‪ :‬رغم أن أسلوب المراقبة يعتبر إجراء خاص من إجراءات‬
‫الجزائية التي إستحدثها المشرع حديثا و التي تدخل ضمن أساليب التحري الخاصة بمتابعة‬
‫الجرائم اإلرهابية غير أن قانون اإلجراءات الجزائية لم يبرز مفهوم المراقبة اإلجرائي بدقة و‬
‫نستطيع تعريفها أنها عملية أمنية‪ ،‬يقوم بها رجال الضبط القضائي و ذلك بمالحظة نشاط‬
‫أشخاص و تنقالتهم من أجل إكتشاف تحضير أو إرتكاب جرائم إرهابية‪ ،‬و يمكن مباشرتها من‬
‫طرف الضبطية القضائية لتشمل كامل التراب الوطني و يقصد بها أيضا رصد و متابعة‬
‫تحركات شخص ما و ذلك بمتابعة الفرد المعني تحت أعين و مسامع رجال الشرطة لتسجيل كل‬
‫ما يدور و ما يحدث من تصرفات غير مشروعة قد يرتكبها المعني على األشخاص أو األماكن‬
‫و حتي األشياء و الممتلكات و التي قد تحدث سرية و تكوم غير محسوسة للعيان و لرجال‬
‫الشرطة منها ما تمس بأمن الدولة‪.‬‬

‫و من‪LL‬ه ف‪LL‬إن الرقاب‪LL‬ة ال تخ‪LL‬رج عن كونه‪LL‬ا رقاب‪LL‬ة س‪LL‬رية لش‪LL‬خص أو أم‪LL‬وال ال يش‪LL‬عر الغ‪LL‬ير بمباش‪LL‬رتها‬
‫كونها تتم في صمت فهي عملية أمنية تهدف للحص‪LL‬ول على معلوم‪L‬ات خاص‪LL‬ة بنش‪L‬اط م‪L‬ا أو كش‪L‬ف‬
‫شخص‪LL‬ية األف‪LL‬راد و يك‪LL‬ون ه‪LL‬ذا بع‪LL‬د تأكي‪LL‬د ت‪LL‬ورط األش‪LL‬خاص المطب‪LL‬ق عليهم ه‪LL‬ذا اإلج‪LL‬راء في أفع‪LL‬ال‬

‫‪40‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مجرم‪LL‬ة أو قص‪LL‬د الحص‪LL‬ول على حال‪LL‬ة تلبس وتكمن الفائ‪LL‬دة من ه‪LL‬ذا اإلج‪LL‬راء من‪LL‬ع أتمتم الجريم‪LL‬ة و‬
‫كذا جمع األدلة و التأكد من صحة المعلومات‪.1‬‬

‫‪ 2‬أنواع المراقبة‪ :‬تنص المادة ‪ 16‬مكرر من ق ‪.‬إ‪ .‬ج على أن‪LL‬ه‪" :‬يمكن أن يم‪LL‬ددوا ع‪LL‬بر كام‪LL‬ل‬

‫اإلقليم الوط‪LL‬ني عملي‪LL‬ات مراقب‪LL‬ة األش‪LL‬خاص ال‪LL‬ذين يوج‪LL‬د ض‪LL‬دهم م‪LL‬برر مقب‪LL‬ول أو أك‪LL‬ثر يحم‪LL‬ل على‬

‫اإلشتباه فيهم بإرتكاب الجرائم المشار إليها في المادة ‪ 16‬أعاله أو مراقبة وجهة أو نق‪LL‬ل أش‪LL‬ياء أو‬

‫أموال أو متحصالت من إرتكاب هذه الجرائم أو قد تستعمل في إرتكابها‪".2‬‬

‫يتضح من نص المادة أن المراقبة نوعين‪ ،‬مراقبة تكون على األشخاص وأخرى ترد على‬
‫األشياء أو األموال أو عائدات الجريمة اإلرهابية‪.‬‬

‫‪ .1.2‬مراقبة األشخاص و إعتراض المراسالت و تسجيلها‪ :‬و يكون بوضع المشتبه‬


‫فيهم بتورطهم في الجرائم اإلرهابية تحت أعين رجال الضبط القضائي لترصد حركاتهم و‬
‫تنقالتهم‪ ،‬و األماكن التي يترددون عليها‪ ،‬و إتصاالتهم باألشخاص اآلخرين ولقد جاء قانون‬
‫إ‪.‬ج‪.‬ج بمجموعة من األحكام القانونیة التي تنظم مسالة مراقبة األحادیث الشخصیة لألشخاص و‬
‫تسجیلھا‪ ،‬و كذا كیفیة و طریقة إجراء عملیة التنصت و السلطات المختصة باإلذن و السماح‬
‫بھذه العملیات‪.3‬‬

‫كما نص على حرمة و سریة اإلتصاالت الھاتفیة كما وفر الحمایة الجنائیة في حاالت اإلعتداء‬
‫علیھا‪ ،‬وبین الضمانات بصورة واضحة و مستحدثة‪ .‬و ذلك عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬و يمكن‬
‫كذلك مراقبة حتى نمط معيشتهم إن تطلب األمر لمعرفة أدق التفاصيل عن حياتهم‪.4‬‬

‫سعدون فاطمة‪ ،‬مذكرة شهادة ماجيستر في الحقوق‪ ،‬فرع القانون الجنائي‪ ،‬السياسة الجنائية اإلجرائية لمكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫السنة الجامعية‪ ،2014 - 2013 ،‬ص‪.53‬‬


‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 16‬مكرر من قانون إجراءات الجزائية الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫تومي یحي‪ ،‬دور الضبطیة القضائیة في مواجھة اإلجرام الحدیث في التشریع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستیر‪ ،‬كلیة الحقوق‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.60‬‬


‫داودي منصور‪ ،‬اإلجراءات الجنائية لمكافحة اإلرهاب والجريمة المنظمة في القانون العام‪ ،‬أطروحة دكتوره علوم في‬ ‫‪4‬‬

‫القانون العام‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪41‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و في ھذا اإلطار فقد نصت المادة‪ ) 65 ( 1‬مك‪LL‬رر ‪ 5‬من‪LL‬ه أن‪LL‬ه إذا إقتض‪LL‬ت ض‪LL‬رورات التح‪LL‬ري في‬
‫الجریم‪LL L‬ة المتلبس بھا أو التحقیق اإلبت‪LL L‬دائي في ج‪LL L‬رائم المخ‪LL L‬درات أو الجریم‪LL L‬ة المنظم‪LL L‬ة الع‪LL L‬ابرة‬
‫للحدود الوطنیة أو الج‪L‬رائم الماس‪L‬ة بأنظم‪L‬ة المعالج‪L‬ة اآللیة للمعطیات أو ج‪L‬رائم ت‪L‬بیض األم‪L‬وال أو‬
‫اإلرھاب أو الج‪LL L‬رائم المتعلق‪LLL‬ة بالتش‪LL L‬ریع الخ‪LL L‬اص بالص‪LL L‬رف و ك‪LL L‬ذا ج‪LL L‬رائم الفس‪LL L‬اد‪ ،‬یج‪LL L‬وز لوكیل‬
‫الجمھوریة المختص أن یأذن بما یأتي ‪:‬‬

‫إعتراض المراسالت التي تتم عن طریق وسائل اإلتصال السلكیة و الالسلكیة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع الترتیبات التقنیة‪ ،‬دون موافقة المعنیین‪ ،‬من أج‪LL‬ل إلتق‪LL‬اط و تث‪LL‬بیت وبث و تس‪LL‬جیل الكالم‬ ‫‪‬‬
‫المتف‪LL‬وه ب‪LL‬ه بص‪LL‬فة خاص‪LL‬ة أو س‪LL‬ریة من ط‪LL‬رف ش‪LL‬خص أو ع‪LL‬دة أش‪LL‬خاص في أم‪LL‬اكن خاص‪LL‬ة أو‬
‫عمومیة أو إلتقاط صور لشخص أو عدة أشخاص یتواجدون في مكان خاص‪.‬‬
‫یس‪L‬مح اإلذن المس‪L‬لم بغ‪L‬رض وض‪LL‬ع الترتیب‪L‬ات التقنیة بال‪L‬دخول إلى المحالت الس‪L‬كنیة أو غیرھا‬ ‫‪‬‬
‫ول‪LL L L‬و خ‪LL L L‬ارج المواعید المح‪LL L L‬ددة في الم‪LL L L‬ادة ( ‪ ) 47‬من ھذا الق‪LL L L‬انون و بغ‪LL L L‬یر علم أو رض‪LL L L‬ا‬
‫األشخاص الذین لھم حق تلك األماكن‪.‬‬
‫وه‪LL‬ذا به‪LL‬دف الحص‪LL‬ول على معلوم‪LL‬ات أك‪LL‬ثر عن أف‪LL‬راد الجماع‪LL‬ات اإلرهابي‪LL‬ة و عن نش‪LL‬اطاتهم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تمهيدا لتقديم أدلة تثبت أو تنفي الجريمة‪ ،‬أو إلستص‪LL‬دار إذن ب‪LL‬التفتيش أو القبض على المش‪LL‬تبه‬
‫بهم أو لتوقي الهجم‪L‬ات اإلرهابي‪L‬ة‪ .‬وال يطب‪L‬ق ه‪L‬ذا اإلج‪L‬راء إال إذا ت‪L‬وفرت معلوم‪L‬ات تش‪L‬ير إلى‬
‫ممارسة هؤالء األشخاص نشاطات ذات طابع إرهابي‪.‬‬

‫‪ .2.2‬مراقبة حركة األموال و غنائم اإلجرام‪ :‬تلجأ المنظمات اإلرهابية في نشاطاتها و‬

‫تحركاتها إلى مصادر مختلفة من أجل تمويلها إلرتكاب مخططاتها اإلرهابية‪ ،‬لذا يلجأ رجال‬

‫الضبط القضائي إلى تتبع حركة هذه األموال أو وجهتها‪ ،‬فتمويل هذه الجماعات اإلرهابية يتم‬

‫عادة من تبييض األموال بحيث يتم ضخ األموال المشبوهة في حسابات سرية‪ ،‬و من خالل‬

‫أنشطة مختلفة و ال يمكن تتبع مصادرها أو مساراتها‪ ،‬و من ثم تقف أجهزة المراقبة عاجزة عن‬
‫مواجهة الطرق المعقدة التي تلجأ إليها الجماعات المتطرفة الحاضنة لإلرهاب في تلقي األموال‬

‫من جهات مختلفة‪ ،‬و يكون غالبا تحت غطاء التبرعات‪ ،‬باإلضافة إلى عمليات اإلختطاف التي‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يقوم بها اإلرهابيون للحصول على الفدية و التي أصبحوا يعتمدون عليها كثيرا في اآلونة‬

‫األخيرة للحصول على األموال‪.1‬‬

‫و تتبع‪LL‬ا لمراقب‪LL‬ة األم‪LL‬وال تم إنش‪LL‬اء خلي‪LL‬ة اإلس‪LL‬تعالم الم‪LL‬الي بم‪LL‬وجب المرس‪LL‬وم التنفي‪LL‬ذي رقم ‪-02‬‬

‫‪ 127‬الم‪LL‬ؤرخ في ‪ 7‬أفري‪LL‬ل‪ ، 2002‬إذ ت‪LL‬راقب ه‪LL‬ذه الخلي‪LL‬ة دخ‪LL‬ول و خ‪LL‬روج األم‪LL‬وال بش‪LL‬كل دقي‪LL‬ق‬

‫لدى البنوك و المؤسس‪L‬ات المالي‪L‬ة من أج‪L‬ل تجمي‪L‬د األم‪L‬وال ال‪L‬تي تم‪L‬ول اإلره‪L‬ابيين‪ ،‬وم‪L‬ا يالح‪L‬ظ من‬

‫ه ‪LL‬ذه الخلي ‪LL‬ة أن ‪LL‬ه تم إنش ‪LL‬اءها قب ‪LL‬ل ص ‪LL‬دور الق ‪LL‬انون رقم ‪ 01-05‬الم ‪LL‬ؤرخ في ‪ 6‬ف ‪LL‬براير ‪2005‬‬

‫المتعل ‪LL‬ق بالوقاي ‪LL‬ة من ت ‪LL‬بيض األم ‪LL‬وال و تموي ‪LL‬ل اإلره ‪LL‬اب و مكافحتهم ‪LL‬ا‪ ،‬إذ يتض ‪LL‬من ه ‪LL‬ذا الق ‪LL‬انون‬
‫قواعد تكفل مواجه‪L‬ة التموي‪L‬ل الم‪L‬الي لإلره‪L‬اب‪ ،‬إذ يبط‪L‬ل أي قي‪L‬ود تحظ‪L‬ر اإلفض‪L‬اء بالمعلوم‪L‬ات بم‪L‬ا‬
‫يس‪LL‬مح ألي ش‪LL‬خص عن‪LL‬دما يش‪LL‬ك أو يعتق‪LL‬د أن أم‪LL‬وال معين‪LL‬ة هي أم‪LL‬وال خاص‪LL‬ة باإلره‪LL‬اب أو ناش‪LL‬ئة‬
‫عن أم ‪LL‬وال خاص ‪LL‬ة باإلره ‪LL‬اب أن يطل ‪LL‬ع الس ‪LL‬لطات المختص ‪LL‬ة ب ‪LL‬ذلك و رغم أن ه ‪LL‬ذه القاع ‪LL‬دة تمث ‪LL‬ل‬
‫خروجا على مبدأ س‪L‬رية المع‪L‬امالت المالي‪L‬ة‪ ،‬إال أنه‪L‬ا تس‪L‬اعد بص‪LL‬ورة واض‪LL‬حة في مواجه‪L‬ة عملي‪L‬ات‬
‫‪2‬‬
‫التمويل و الدعم المالي لإلرهاب‪.‬‬

‫كم ‪LL‬ا يمكن أن تنص ‪LL‬ب المراقب ‪LL‬ة على أش ‪LL‬ياء تس ‪LL‬تغل في ص ‪LL‬نع المتفج ‪LL‬رات أو األس ‪LL‬لحة‪ ،‬أو تنص ‪LL‬ب‬
‫على أشياء تستعمل في اإلتصال أو األغذية و المؤن‪ ،‬و التي تعتمد عليها الجماعات اإلرهابية‪.‬‬

‫و علي‪LL‬ه ف‪LL‬إن المراقب‪LL‬ة يمكن أن تنص‪LL‬ب على األش‪LL‬خاص و على األم‪LL‬وال و األش‪LL‬ياء ال‪LL‬تي يس‪LL‬تعملها‬
‫اإلرهابيون في جرائمهم أو تنتج عنها‪.‬‬

‫د‪ .‬التلبس في الجريمة االرهابية‪ :‬بالرجوع إلى المواد ‪ 42‬إلى ‪ 52‬من قانون إ‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫نجدھا تحدد واجبات و سلطات ضباط الشرطة القضائیة في حالة جرائم اإلرھاب و الجریمة‬
‫المنظمة المتلبس بھا‪ .‬و ھذه السلطات تنحصر في عدة إجراءات معینة قانونا‪ ،‬و أھمھا‬
‫اإلستیقاف و ضبط المشتبه فیه و إقتیاده إلى أقرب مركز للشرطة أو الدرك الوطني و ما یالحظ‬
‫على ھذه اإلجراءات أنھا مجرد إجراءات إستداللیة تدخل في إطار العمل العادي لجھاز الشرطة‬

‫ط‪ .‬س‪LL L‬عدون فاطم‪LL L‬ة‪ ،‬م‪LL L‬ذكرة ش‪LL L‬هادة ماجيس‪LL L‬تر‪ ،‬في الحق‪LL L‬وق ف‪LL L‬رع الق‪LL L‬انون الجن‪LL L‬ائي السياس‪LL L‬ة الجنائي‪LL L‬ة اإلجرائي‪LL L‬ة لمكافح‪LL L‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫االرهاب‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص‪.53‬‬


‫مرجع الق‪L‬انون ‪ 01 -05‬م‪L‬ؤرخ في ‪ 6‬ف‪L‬براير‪ 200‬مرج‪L‬ع الق‪L‬انون ‪ 01 -05‬م‪L‬ؤرخ في ‪ 6‬ف‪L‬براير‪ 2005‬المتعل‪L‬ق بالوقاي‪L‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب و مكافحتهما‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫القضائیة‪ ،‬بخالف إجراء التوقیف للنظر و التفتیش و إستعمال القوة إلحضار األشخاص‪ ،‬فھي‬
‫إجراءات إستثنائیة لما تتضمنه من تعرض أو قید على حریة األفراد‪ ،‬خروجا على القواعد‬
‫العامة‪ ،‬التي تقضي بأن عمل ضباط الشرطة القضائیة ینحصر في العمل االستداللي‪.1‬‬

‫‪ .1‬إجراء اإلستیقاف‪ :‬إستظهر الفقه الجنائي على أن اإلستیقاف ھو وضع شخص نفسه بنفسه‬
‫موضع الشك و الریبة‪ ،‬و لذلك یجوز ألعضاء الضبطیة لرجال السلطة عامة و ألعضاء الضبط‬
‫القضائي بصفة خاصة أن یستوقفوا أي شخص وضع نفسه موضع الشك و الریبة‪ ،‬األمر الذي‬
‫یجعل عضو الشرطة القضائیة یشك في أمره‪.2‬‬

‫و منح المش ‪LL‬رع الجزائ ‪LL‬ري ھذا الح ‪LL‬ق لض ‪LL‬باط الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائیة من خالل الم ‪LL‬ادة ‪ 50‬من ق ‪LL‬انون‬
‫إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ال‪LL‬تي تنص على أن‪LL‬ه یج‪LL‬وز لض‪LL‬باط الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائیة من‪LL‬ع أي ش‪LL‬خص من مبارح‪LL‬ة مك‪LL‬ان‬
‫الجریمة ریثما ینتھي من إجراء تحریاته‪ .3‬ویستشف ھذا الحق كذلك من خالل المادة ( ‪ ) 61‬منه‬
‫على أن‪LL‬ه‪" :‬یح‪LL‬ق لك‪LL‬ل ش‪LL‬خص في ح‪LL‬االت الجنائیة أو الجنح‪LL‬ة المتلبس بھا و المع‪LL‬اقب علیھا بعقوب‪LL‬ة‬
‫الحبس‪ ،‬ضبط الفاعل و إقتیاده إلى أقرب ضابط للشرطة القضائیة‪".4‬‬

‫لكن المش‪L‬رع في فح‪L‬وى ه‪L‬ذا اإلج‪L‬راء لم يوض‪L‬ح بنص‪L‬وص دقيق‪L‬ة و ص‪L‬ريحة غ‪L‬ير أن الم‪L‬ادتين ‪50‬‬
‫و ‪ 61‬یدالن بش‪LL‬كل ص‪LL‬ریح على جوازیة قیام أعض‪LL‬اء الض‪LL‬بط القض‪LL‬ائي ب‪LL‬إجراء اإلس‪LL‬تیقاف لك‪LL‬ل‬
‫شخص یشك في أمره بإرتكابه ج‪L‬رائم إرھابیة أو جریم‪L‬ة منظم‪L‬ة بش‪L‬كل خ‪L‬اص‪ ،‬ومن منطل‪L‬ق ع‪L‬دم‬
‫وض‪LL‬وح و الت‪L‬دقيق في إج‪L‬راء اإلس‪L‬تيقاف من قب‪L‬ل المش‪L‬رع الجزائ‪L‬ري ب‪L‬رز ج‪L‬دل ح‪L‬ول مفھوم‪L‬ه من‬
‫جھة و حدود ممارسته و ضوابطه و أحكامه و آثاره من جھة ثانیة‪.‬‬

‫و ل ‪LL L‬ذلك أض ‪LL L‬حى اإلس ‪LL L‬تیقاف إنطالًق ا من ھذا الج ‪LL L‬دل الفقھي في مقدم ‪LL L‬ة المش ‪LL L‬كالت العملیة عن ‪LL L‬د‬
‫مباش‪L‬رته من أعض‪L‬اء الض‪L‬بط القض‪L‬ائي‪ ،‬بحیث یتم ھذا اإلج‪L‬راء س‪L‬لیما مس‪L‬توفیا لش‪L‬روطه القانونیة‪،‬‬
‫ویصبح ما یترتب علیه من إجراءات أخرى كم‪LL‬ا في حال‪LL‬ة التلبس في جریم‪LL‬ة اإلرھاب و الجریم‪LL‬ة‬
‫العابرة للحدود‪ ،‬أما إذا أبطل ھذا اإلجراء فیبطل مما یعقبه من إجراءات مهما كانت‪.‬‬

‫داودي منصور‪ ،‬اإلجراءات الجنائية لمكافحة اإلرهاب و الجريمة المنظمة في القانون العام‪ ،‬أطروحة دكتوه علوم في‬ ‫‪1‬‬

‫القانون العام‪ ، 2017-2016 ،‬ص‪.47‬‬


‫د‪ /‬عبد هلل أوھابیة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.244‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 50‬من قانون إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 61‬من قانون ا‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 2‬إجراء ضبط المشتبه فیه و إقتیاده ألقرب مركز أمن‪ :‬و من بین اإلجراءات التي‬
‫تعقب إجراء اإلستیقاف ضبط المشتبه فیه و إقتیاده إلى أقرب مركز للشرطة أو الدرك الوطني‪،‬‬
‫حیث أجازت المادة ‪ 61‬من قانون إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ذلك بقولھا‪" :‬یحق لكل شخص في حالة الجنایات أو‬
‫الجنح المتلبس بھا و المعاقب علیھا بعقوبات الحبس ضبط الفاعل و إقتیاده إلى أقرب ضابط‬
‫شرطة قضائیة‪".1‬‬

‫و تجدر اإلشارة أنه یتمتع الشيء الذي سقط عرضا‪ ،‬بما أن‪L‬ه من ممتلك‪L‬ات الش‪L‬خص و في حیازت‪L‬ه‬
‫القانونیة‪ ،‬بذات الحمایة و الحرمة المقدرة لشخصه و ممتلكات‪L‬ه فال یج‪L‬وز التع‪L‬رض ل‪L‬ه بالض‪L‬بط‪ ،‬و‬
‫اإللتق ‪LL‬اط أو الفض‪ ،‬و إال أعت ‪LL‬بر عمًال غ ‪LL‬یر مش ‪LL‬روع یس ‪LL‬فر عن خل ‪LL‬ق لحال ‪LL‬ة التلبس‪ ،‬األم ‪LL‬ر ال ‪LL‬ذي‬
‫یبطل اإلجراءات‪.‬‬

‫كم ‪LL‬ا یمكن لم ‪LL‬أمور الض ‪LL‬بط القض ‪LL‬ائي الحص ‪LL‬ول على موافق ‪LL‬ة الش ‪LL‬خص في ض ‪LL‬بط و تف ‪LL‬تیش الش ‪LL‬يء‬
‫الذي یسقط منه و كذلك تفتیش الشخص نفسه شریطة أن یكون الرضا صریحا و عن إرادة حرة‪،‬‬
‫ذل ‪LL‬ك ألن المش ‪LL‬رع ش ‪LL‬مل الحریات بالحمایة‪ ،‬إال أنھا تظ ‪LL‬ل حقوًق ا یمل ‪LL‬ك الش ‪LL‬خص التفریط فیھا و‬
‫التن ‪LL‬ازل عنھا‪ ،‬و من ثم یج ‪LL‬وز الس ‪LL‬ماح لم ‪LL‬أمور الض ‪LL‬بط بمباش ‪LL‬رة ھذه اإلج ‪LL‬راءات‪ .‬و ھذا الرض ‪LL‬ا‬
‫یمن ‪LL‬ع المس ‪LL‬ؤولیة الجنائیة تج ‪LL‬اه م ‪LL‬أمور الض ‪LL‬بط القض ‪LL‬ائي بش ‪LL‬رط أن یك ‪LL‬ون س ‪LL‬ابقا لإلج ‪LL‬راء و لیس‬
‫الحقا له‪ .‬و یشترط في إجراءات الضبط و اإلقتیاد ما یلي‪:‬‬

‫أن یك‪L‬ون المش‪L‬تبه فیه الم‪L‬راد إقتیاده ف‪LL‬اعال في الجریم‪L‬ة المتلبس بھا‪ ،‬و ال ینص‪LL‬رف لغ‪L‬یره من‬ ‫‪‬‬
‫األشخاص‪.2‬‬

‫ال یج ‪LL‬یز اإلقتیاد للق ‪LL‬ائم ب ‪LL‬ه تف ‪LL‬تیش المش ‪LL‬تبه ب ‪LL‬ه تفتیش ‪LL‬ا قانونیا‪ ،‬غ ‪LL‬یر أن ‪LL‬ه یج ‪LL‬وز لض ‪LL‬باط الش ‪LL‬رطة‬
‫القض ‪LL‬ائیة القیام ب ‪LL‬التفتیش الوق ‪LL‬ائي لتجرید المش ‪LL‬تبه من األس ‪LL‬لحة و ك ‪LL‬ل م ‪LL‬ا یحتم ‪LL‬ل أن یس ‪LL‬تعمله في‬
‫المقاومة أو إیذاء نفسه‪ ،‬و ال یسمح بالتفتیش الوقائي بالبحث و التنقیب الدقیق في جسم المشتبه به‬
‫و مالبس‪LL‬ه غ‪LL‬یر أن‪LL‬ه یس‪LL‬مح ب‪LL‬التفتیش الوق‪LL‬ائي فق‪LL‬ط بالتحس‪LL‬س الخ‪LL‬ارجي لجس‪LL‬م المش‪LL‬تبه ب‪LL‬ه‪ ،‬ف‪LL‬إذا م‪LL‬ا‬
‫أش‪L‬تبه الق‪L‬ائم ب‪L‬التفتیش بوج‪L‬ود أي س‪L‬الح‪ ،‬أو آل‪L‬ة ض‪LL‬ارة‪ ،‬ك‪L‬ان ل‪L‬ه إخراج‪L‬ه من الوض‪LL‬ع الموج‪L‬ود فیه‬

‫أنظر‪ :‬المادة‪ 61‬من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ /‬عبد هلل أوھابیة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.248 – 247‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كم ‪LL‬ا ال یس ‪LL‬مح للق ‪LL‬ائم ب ‪LL‬التفتیش الم ‪LL‬ادي ب ‪LL‬البحث و التنقیب في األش ‪LL‬یاء ال ‪LL‬تي یحملھا المش ‪LL‬تبه ب ‪LL‬ه أو‬
‫تفتیش سیارته‪ ،‬فكل ما له التحفظ على ھذه األشیاء و تسلیمھا مع المشتبه به إلى سلطة التحقیق‪.‬‬

‫و لم‪LL‬ا ك‪LL‬ان إج‪LL‬راء إقتیاد المتھم إج‪LL‬راء یعقب إج‪LL‬راء اإلس‪LL‬تیقاف‪ ،‬ف‪LL‬إن إج‪LL‬راء اإلقتیاد ال یرقى إلى‬
‫مرتب‪LL‬ة القبض‪ .‬ولھذا فالفق‪LL‬ه یعت‪LL‬بر عن إج‪LL‬راء إقتیاد المتھم ب‪LL‬القبض الم‪LL‬ادي‪ ،‬و م‪LL‬ادام ھذا اإلج‪LL‬راء‬
‫لیس قبض‪LL L L‬ا فال یج‪LL L L‬وز أن یترتب علیه اآلث‪LL L L‬ار القانونیة للقبض‪ ،‬و على األخص في التف‪LL L L‬تیش‬
‫القانوني‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التسرب و أهميته الخاصة في متابعة الجريمة اإلرهابية‬

‫يقص‪LL‬د بالتس‪LL‬رب التوغ‪LL‬ل أي اإلخ‪LL‬تراق أم‪LL‬ا من الناحي‪LL‬ة العملي‪LL‬ة القانوني‪LL‬ة عرف‪LL‬ه المش‪LL‬رع في الم‪LL‬ادة‬
‫‪ 65‬مك ‪LL‬رر ‪ 12‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ .‬ج أن ‪LL‬ه‪ ":‬قي ‪LL‬ام ض ‪LL‬ابط أو ع ‪LL‬ون الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائية‪ ،‬تحت مس ‪LL‬ؤولية‬
‫ضابط الش‪L‬رطة القض‪LL‬ائية المكل‪L‬ف بتنس‪L‬يق العملي‪L‬ة‪ ،‬بمراقب‪L‬ة األش‪LL‬خاص المش‪L‬تبه في إرتك‪L‬ابهم جناي‪L‬ة‬
‫أو جنحة بإيهامهم أنه فاعل معهم أو شريك لهم أو خاف‪ ".‬إذا الهدف من العملية ه‪LL‬و التوص‪LL‬ل إلى‬
‫ال‪LL‬تركيب الهيكلي لتل‪LL‬ك الجماع‪LL‬ات اإلرهابي‪LL‬ة و معتق‪LL‬داتها السياس‪LL‬ية و المنتمين إليه‪LL‬ا و وس‪LL‬ائلها في‬
‫تجني‪LL‬د العناص‪LL‬ر اإلرهابي‪LL‬ة و أم‪LL‬اكن الت‪LL‬دريب و مص‪LL‬ادر التموي‪LL‬ل و أن‪LL‬واع التس‪LL‬ليح‪ ،‬كم‪LL‬ا أنه‪LL‬ا تح‪LL‬دد‬
‫العالقات بين التنظيمات اإلرهابية المختلفة‪.2‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط التسرب‬

‫قيد المشرع عملية التسرب بمجموعة من الشروط‪ ،‬إذ يجب توافرها حتى يك‪L‬ون اإلج‪L‬راء ص‪L‬حيحا‬
‫ومنتجا‬

‫ألثاره‪ ،‬و تتمثل هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬ضرورة الحصول على إذن من القضاء‬

‫تنص الم‪LL‬ادة ‪ 65‬مك‪LL‬رر ‪ 11‬من ق إ ج على أن‪LL‬ه‪ ":‬عن‪LL‬دما تقتض‪LL‬ي ض‪L‬رورات التح‪LL‬ري أو التحقي‪LL‬ق‬

‫في إح‪LL‬دى الج‪LL‬رائم الم‪LL‬ذكورة في الم‪LL‬ادة ‪ 65‬مك‪LL‬رر ‪ 5‬أعاله‪ ،‬يج‪LL‬وز لوكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة أو لقاض‪LL‬ي‬

‫د‪ /‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسیط في قانون اإلجراءات الجنائیة‪ ،‬دار النھضة العربیة‪ ،‬القاھرة‪ ،1985،‬ص ‪.500‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجراب الداودي‪ ،‬األسالیب الخاصة للبحث والتحري في الجریمة المنظمة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلیة الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1،2016‬ص ‪.310‬‬

‫‪46‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحقي‪LL L‬ق‪ ،‬بع‪LL L‬د إخط‪LL L‬ار وكي‪LL L‬ل الجمهوري‪LL L‬ة‪ ،‬أن ي‪LL L‬أذن تحت رقابت‪LL L‬ه حس‪LL L‬ب الحال‪LL L‬ة بمباش‪LL L‬رة عملي‪LL L‬ة‬

‫التس‪LL L‬رب ض‪LL L‬من الش‪LL L‬روط المبين‪LL L‬ة في الم‪LL L‬واد أدن‪LL L‬اه‪ ،". 1‬عمال به‪LL L‬ذه الم‪LL L‬ادة ف‪LL L‬إن الجه‪LL L‬ة القض‪LL L‬ائية‬

‫المختص‪LL L‬ة بإص‪LL L‬دار اإلذن هي‪ :‬وكي‪LL L‬ل الجمهوري‪LL L‬ة‪ ،‬أو قاض‪LL L‬ي التحقي‪LL L‬ق و ذل‪LL L‬ك عن‪LL L‬د فتح تحقي‪LL L‬ق‬
‫قض‪LL‬ائي على أن يخط‪LL‬ر ه‪LL‬ذا األخ‪LL‬ير وكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة‪ .‬و يجب أن يتض‪LL‬من اإلذن بالتس‪LL‬رب طبق‪LL‬ا‬

‫للمادة ‪ 65‬مكرر ‪ 15‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج مجموعة من الشروط‪ ،‬و ذلك تحت طائلة البطالن و هي‪:‬‬

‫أن يك ‪LL‬ون اإلذن مكتوب ‪LL‬ا‪ ،‬بحيث يك ‪LL‬ون مكتوب ‪LL‬ا بعب ‪LL‬ارات واض ‪LL‬حة‪ ،‬و ب ‪LL‬ذلك ال يج ‪LL‬وز أن يك ‪LL‬ون‬ ‫‪‬‬
‫اإلذن شفويا أو مبهما‪.‬‬
‫أن يكون مسببا‪ ،‬أي يجب أن تحدد فيه األسباب التي أدت إلى إتخاذ ه‪L‬ذا اإلج‪L‬راء و إال ت‪L‬رتب‬ ‫‪‬‬
‫عنه البطالن‪.‬‬
‫ذكر إسم الضابط المشرف على العملية و هويته الكاملة اإلسم‪ ،‬اللقب‪ ،‬الرتبة‪ ،‬المصلحة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن ي‪LL L‬ذكر في اإلذن الجريم‪LL L‬ة ال‪LL L‬تي ت‪LL L‬برر اللج‪LL L‬وء إلى ه‪LL L‬ذا األس‪LL L‬لوب‪ ،‬أي ذك‪LL L‬ر أن الجريم‪LL L‬ة‬ ‫‪‬‬
‫إرهابية‪.‬‬

‫أن يك ‪LL‬ون اإلذن مح ‪LL‬دد الم ‪LL‬دة‪ ،‬بحيث ال تتج ‪LL‬اوز أربع ‪LL‬ة أش ‪LL‬هر يمكن تجدي ‪LL‬دها حس ‪LL‬ب المقتض ‪LL‬يات و‬
‫الظروف إلى أربعة أشهر أخرى ضمن نفس الشروط‪ ،‬و يرجع الس‪LL‬بب في ذل‪LL‬ك إلى أن المتس‪LL‬رب‬
‫قد ال يتمكن من إنهاء مهامه خالل هذه المدة األصلية فيحتاج إلى تمديدها‪.‬‬

‫و ينتهي التس‪LL‬رب بنفس األوض‪LL‬اع و األش‪LL‬كال المق‪LL‬ررة لمباش‪LL‬رته‪ ،‬و ذل‪LL‬ك بم‪LL‬وجب إذن ص‪LL‬ادر عن‬
‫وكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق بوقف عملية التسرب حتى قبل إنتهاء المدة المحددة في اإلذن‬
‫بالتس‪LL‬رب‪ ،‬م‪LL‬ع مراع‪LL‬اة اإلس‪LL‬تثناء ال‪LL‬ذي أوردت‪LL‬ه الم‪LL‬ادة ‪ 65‬مك‪LL‬رر ‪ 17‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬ال‪LL‬ذي يقتض‪LL‬ي‬
‫إمكاني‪LL‬ة تجدي‪LL‬د اإلذن بالتس‪LL‬رب لم‪LL‬دة أربع‪LL‬ة أش‪LL‬هر أخ‪LL‬رى إذا لم يتمكن الع‪LL‬ون المتس‪LL‬رب من توقي‪LL‬ف‬
‫نشاطه في ظروف تضمن أمنه‪.2‬‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 11‬من قانون إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر‪ :‬للمادة ‪ 65‬مكرر ‪ 15‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪.‬ج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪47‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬المكلف بالعملية‬

‫تنص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 12‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬على أنه‪ ":‬يقصد بالتسرب قيام ضابط أو عون الشرطة‬
‫القض‪LL‬ائية‪ ،‬تحت مس‪LL‬ؤولية ض‪LL‬ابط الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائية المكل‪LL‬ف بتنس‪LL‬يق العملي‪LL‬ة‪ ،‬بمراقب‪LL‬ة األش‪LL‬خاص‬
‫المشتبه في إرتكابهم جناية أو جنحة بإيهامهم أنه فاعل معهم أو ش‪LL‬ريك لهم أو خ‪LL‬اف "‪1.‬و علي‪LL‬ه ال‬
‫يباش‪L‬ر التس‪L‬رب إال من ط‪L‬رف ض‪LL‬باط الش‪L‬رطة القض‪LL‬ائية‪ ،‬ذوو اإلختص‪LL‬اص الع‪L‬ام و ال‪L‬وارد ذك‪L‬رهم‬
‫في المادة ‪ 15‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬أو أعوان الضبط القضائي و الوارد ذكرهم في المادة ‪ 19‬من ق‪ .‬إ‪.‬‬
‫ج‪ ،‬و ه‪LLL‬ؤالء ال يقوم‪LLL‬ون بعملي‪LLL‬ة التس‪LLL‬رب إال تحت مس ‪LL‬ؤولية ض‪LL L‬ابط الش ‪LL‬رطة القض‪LL L‬ائية المكل‪LLL‬ف‬
‫بتنسيق العملية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شرط الضرورة‬

‫تنص الم ‪LL‬ادة ‪ 65‬مك ‪LL‬رر ‪ 11‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬على م ‪LL‬ايلي‪" :‬عن ‪LL‬دما تقتض ‪LL‬ي ض ‪LL‬رورات التح ‪LL‬ري أو‬
‫التحقيق‪".2‬‬

‫ه ‪LL‬ذا يع ‪LL‬نى أن ‪LL‬ه ال يتم اللج ‪LL‬وء إلى عملي ‪LL‬ة التس ‪LL‬رب إال إذا دعت إلي ‪LL‬ه الض ‪LL‬رورة إعم ‪LL‬اال لنص ه ‪LL‬ذه‬
‫المادة‪ ،‬و بالتالي البد من وجود أسباب جدية و الزمة للجوء إليه و أن وسائل التحري التقليدية ال‬
‫تؤدي إلى نفس النتيجة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تحرير تقرير‬

‫يق‪LL‬وم ض ‪LL‬ابط الش‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائية المكل‪LL‬ف بتنس‪LL‬يق العملي‪LL‬ة بتحري‪LL‬ر تقري‪LL‬ر مس‪LL‬بق يتض ‪LL‬من العناص ‪LL‬ر‬
‫الضرورية لمعاينة الجرائم اإلرهابية‪ ،‬دون أن ي‪L‬ذكر العناص‪LL‬ر ال‪L‬تي يمكن أن تع‪L‬رض الض‪LL‬ابط أو‬
‫العون المتسرب أو األش‪LL‬خاص المس‪L‬خرين للخط‪L‬ر طبق‪L‬ا للم‪L‬ادة ‪ 65‬مك‪L‬رر ‪ 13‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬و م‪L‬ا‬
‫يفهم من هذه المادة أن هذا التقرير يكون قبل القيام بعملية التسرب‪.‬‬

‫أنظر‪:‬المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 12‬من قانون إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬ط‪ .‬سعدون فاطمة‪ ،‬مذكرة شهادة ماجيستر في الحقوق‪ ،‬فرع القانون الجنائي‪ ،‬السياسة الجنائية اإلجرائية لمكافحة االرهاب‬
‫‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص‪.77‬‬

‫‪48‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور التسرب‬

‫يقص ‪LL‬د بص ‪LL‬ور التس ‪LL‬رب‪ ،‬األفع ‪LL‬ال ال ‪LL‬تي أذن الق ‪LL‬انون للمتس ‪LL‬رب القي ‪LL‬ام به ‪LL‬ا دون أن يك ‪LL‬ون مس ‪LL‬ؤوال‬
‫جزائي‪LL‬ا عنه‪LL‬ا‪ ،‬و ال‪LL‬وارد ذكره‪LL‬ا في الفق‪LL‬رة األولى من الم‪LL‬ادة ‪ 65‬مك‪LL‬رر ‪ 12‬ال‪LL‬تي تنص على أن‪LL‬ه‪:‬‬
‫"يقص‪LL‬د بالتس‪LL‬رب قي‪LL‬ام ض‪LL‬ابط أو ع‪LL‬ون ش‪LL‬رطة قض‪LL‬ائية‪ ،‬تحت مس‪LL‬ؤولية ض‪LL‬ابط الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائية‬
‫المكل ‪LL‬ف بتنس ‪LL‬يق العملي ‪LL‬ة‪ ،‬بمراقب ‪LL‬ة األش ‪LL‬خاص المش ‪LL‬تبه في إرتك ‪LL‬ابهم جناي ‪LL‬ة أو جنح ‪LL‬ة بإيه ‪LL‬امهم أن ‪LL‬ه‬
‫فاعل معهم أو شريك لهم أو خاف‪ ،".‬وعليه فإن صور التسرب تتمثل في‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوًال‪ :‬المتسرب كفاعل‬

‫الفاعل بوجه عام‪ ،‬هو من يرتكب الجريمة فتتحقق لديه عناصرها المادية و المعنوية على الس‪LL‬واء‬
‫و ب ‪LL‬الرجوع إلى نص الم ‪LL‬ادة ‪ 41‬من ق ‪LL‬انون العقوب ‪LL‬ات‪ ،‬نج ‪LL‬دها تع ‪LL‬رف الفاع ‪LL‬ل على أن ‪LL‬ه‪" :‬ك ‪LL‬ل من‬
‫ساهم مساهمة مباشرة في تنفيذ الجريمة أو حرض على ارتكاب الفعل بالهب‪LL‬ة أو الوع‪LL‬د أو التهدي‪LL‬د‬
‫أو إساءة استعمال السلطة أو الوالية أو التحايل أو التدليس اإلجرامي‪."1‬‬

‫و عليه فإن المتسرب يجب عليه أن يوهم المشتبه بهم في جرائم إرهابية أن‪LL‬ه إره‪LL‬ابي بحيث يحت‪LL‬ل‬
‫مركزا مباشرا في تنفي‪L‬ذ العم‪L‬ل اإلج‪L‬رامي‪ ،‬على أال يش‪L‬كل ه‪L‬ذا الفع‪L‬ل تحريًض ا على الجريم‪L‬ة طبق‪L‬ا‬
‫للفق ‪LL‬رة الثاني ‪LL‬ة من الم ‪LL‬ادة ‪ 65‬مك ‪LL‬رر ‪ 12‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬و يؤك ‪LL‬د الفق ‪LL‬ه على أن ‪LL‬ه ال يج ‪LL‬وز لرج ‪LL‬ل‬
‫الضبط القضائي أن يحرض شخصا على إرتكاب الجريمة من أجل القبض عليه متلبسا بها‪ ،‬فه‪LL‬ذه‬
‫الوسيلة تتعارض مع األخالق‪ ،‬فضال عن تناقضها مع واجبات رجال السلطة العامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المتسرب كشريك‬

‫لق‪LL‬د أوردت الم‪LL‬ادة ‪ 65‬مك‪LL‬رر ‪ 12‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬ص‪LL‬ورة ثاني‪LL‬ة للتس‪LL‬رب‪ ،‬و هي "المش‪LL‬اركة "بحيث‬
‫أن المتس ‪LL‬رب ي ‪LL‬وهم المش ‪LL‬تبه بهم في ج ‪LL‬رائم إرهابي ‪LL‬ة أن ‪LL‬ه ش ‪LL‬ريك لهم‪ ،‬وق ‪LL‬د ع ‪LL‬رفت الم ‪LL‬ادة ‪ 42‬من‬
‫قانون العقوبات الشريك كاآلتي‪ :‬يعتبر شريًك ا في الجريمة من لم يشترك إشتراًك ا مباش‪ًL‬ر ا ‪ ،‬ولكن‪LL‬ه‬
‫س‪L‬اعد بك‪L‬ل الط‪L‬رق أو ع‪L‬اون الف‪L‬اعلين على إرتك‪L‬اب األفع‪L‬ال التحض‪L‬يرية أو المس‪L‬هلة أو المنف‪L‬ذة له‪L‬ا‬
‫مع علمه بذلك‪.‬‬

‫و يعتبر في حكم الشريك طبق‪L‬ا للم‪L‬ادة ‪ 43‬من ق‪LL‬انون العقوب‪L‬ات‪ :‬من إعت‪L‬اد أن يق‪L‬دم مس‪L‬كنا أو ملج‪L‬أ‬
‫أو مكاًن ا لإلجتم‪LL‬اع لواح‪LL‬د أو أك‪LL‬ثر من األش‪LL‬رار ال‪LL‬ذين يمارس‪LL‬ون اللصوص‪LL‬ية أو العن‪LL‬ف ض‪LL‬د أمن‬
‫الدولة أو األمن العام أو األشخاص أو األموال مع علمه بسلوكهم اإلجرامي‪.2‬‬

‫فالش‪L‬ريك ه‪L‬و مس‪L‬اهم تبعي في إرتك‪L‬اب الجريم‪L‬ة‪ ،‬يقتص‪LL‬ر دوره على القي‪L‬ام بنش‪L‬اط لمس‪L‬اعدة الفاع‪L‬ل‬
‫على إرتكاب الجريمة‪ ،‬و ه‪L‬ذا النش‪L‬اط ال يزي‪L‬د عن كون‪L‬ه عمًال تحض‪L‬يريا يكتس‪L‬ب ص‪L‬فته اإلجرامي‪L‬ة‬
‫لصلته بالفعل اإلجرامي الذي يرتكبه الفاعل‪.‬‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 41‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 43‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪50‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إذن فالمتسرب في صورة الشريك يجب عليه أن ي‪L‬وهم المش‪L‬تبه بهم في ج‪L‬رائم إرهابي‪L‬ة أن‪L‬ه ش‪L‬ريك‬
‫لهم عن طريق قيامه باألعم‪L‬ال التحض‪L‬يرية المس‪L‬اعدة أو المنف‪L‬ذة للج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة مس‪L‬ايرة لهم في‬
‫السلوك اإلجرامي لحين اإليقاع بهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المتسرب كخاف‬

‫و هي الص ‪LL L‬ورة الثالث ‪LL L‬ة للتس ‪LL L‬رب ال ‪LL L‬واردة في الم ‪LL L‬ادة ‪1 65‬مك ‪LL L‬رر ‪ 12‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬أين يق ‪LL L‬وم‬
‫المتس‪LL‬رب بإيه‪LL‬ام المش‪LL‬تبه بهم بأن‪LL‬ه منهم‪ ،‬و ذل‪LL‬ك عن طري‪LL‬ق إخفائ‪LL‬ه لألش‪LL‬ياء المس‪LL‬اعدة في إرتك‪LL‬اب‬
‫الجريم‪LL‬ة اإلرهابي‪LL‬ة أو المتحص‪LL‬ل عنه‪LL‬ا‪ ،‬كإخفائ‪LL‬ه مثال لألم‪LL‬وال أو األس‪LL‬لحة المتحص‪LL‬لة من الجريم‪LL‬ة‬
‫اإلرهابية أو التي إرتكبت بها‪.‬‬

‫وق‪LL‬د ذك‪LL‬رت الم‪LL‬ادة ‪ 387‬من ق‪LL‬انون العقوب‪LL‬ات فع‪LL‬ل اإلخف‪LL‬اء كالت‪LL‬الي ‪" :‬ك‪LL‬ل من أخفى عم‪LL‬دا أش‪LL‬ياء‬
‫مختلس ‪LL‬ة أو مب ‪LL‬ددة أو متحص‪LLL‬لة من جناي ‪LL‬ة أو جنح ‪LL‬ة في مجموعه ‪LL‬ا أو ج ‪LL‬زء منه ‪LL‬ا‪ .‬و ح ‪LL‬تى يق ‪LL‬وم‬
‫المتس ‪LL‬رب بعمل ‪LL‬ه على أحس ‪LL‬ن وج ‪LL‬ه‪ ،‬فق‪LL‬د س ‪LL‬مح ل ‪LL‬ه الق‪LL‬انون بالقي ‪LL‬ام ببعض األفع ‪LL‬ال طبق‪LL‬ا للم ‪LL‬ادة‪65‬‬
‫مكرر ‪ 14‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬على أال تشكل هذه األفعال تحريضا على إرتكاب الجرائم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اآلثار المترتبة عن عملية التسرب‬

‫يترتب عن عملية التسرب إذا ما تمت في إطار الشرعية اإلجرائي‪LL‬ة بعض اآلث‪LL‬ار ال‪LL‬تي نبينه‪LL‬ا على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬الحماية القانونية للمتسرب‬

‫نظ‪LL‬را لخط‪LL‬ورة عملي‪LL‬ة التس‪LL‬رب على منف‪LL‬ذها و على حيات‪LL‬ه‪ ،‬ومن أج‪LL‬ل أال يكتش‪LL‬ف أم‪LL‬ره‪ ،‬أج‪LL‬از ل‪LL‬ه‬
‫المش ‪LL‬رع القي ‪LL‬ام ببعض األعم ‪LL‬ال اإلجرامي ‪LL‬ة دون أن تق ‪LL‬وم مس ‪LL‬ؤوليته الجنائي ‪LL‬ة‪ ،‬كم ‪LL‬ا أح ‪LL‬اط العملي ‪LL‬ة‬
‫بالسرية عندما ألزم المتس‪L‬رب بإس‪L‬تعمال هوي‪L‬ة مس‪L‬تعارة‪ ،‬و معاقب‪L‬ة ك‪L‬ل من يكش‪L‬ف الهوي‪L‬ة الحقيقي‪L‬ة‬
‫للمتسرب‪.‬‬

‫وق‪LL L‬د أح‪LL L‬اط المش‪LL L‬رع ض‪LL L‬ابط الش‪LL L‬رطة القض‪LL L‬ائیة بجمل‪LL L‬ة من الض‪LL L‬مانات تض‪LL L‬من ل‪LL L‬ه ع‪LL L‬دم تعرض‪LL L‬ه‬
‫لألخط‪LL‬ار‪ ،‬ھذا م‪LL‬ا نص‪LL‬ت علیه الم‪LL‬ادة ‪ 65‬مك‪LL‬رر ‪ 16‬على أن‪" :‬ال یج‪LL‬وز إظھار الھویة الحقیقیة‬

‫‪ 1‬مرجع ط‪ .‬داودي منصور‪ ،‬اإلجراءات الجنائية لمكافحة اإلرهاب و الجريمة المنظمة في القانون العام‪ ،‬أاطروحة دكتورا‬
‫علوم في القانون العام‪ ،‬سنة ‪ ،2017 - 2016‬ص ‪.131- 130‬‬

‫‪51‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لض ‪LL‬باط أو أع ‪LL‬وان الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائیة ال ‪LL‬ذین باش ‪LL‬روا عملیة التس ‪LL‬رب في أي مرحل ‪LL‬ة من مراح ‪LL‬ل‬
‫اإلجراءات"‪.‬‬

‫یعاقب كل من یكشف ھویة ضباط أو أعوان الشرطة القضائیة بالحبس من سنتین (‪ )2‬إلى خمس‬
‫سنوات (‪ )5‬و بغرامة من ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 200.000‬دج‪.‬‬

‫و إذا تسبب الكشف عن الھویة في أعمال عنف أو ض‪LL‬رب وج‪LL‬رح على أح‪LL‬د ھؤالء األش‪LL‬خاص أو‬
‫أزواجھم أو أبن ‪LL L‬ائھم أو أص ‪LL L‬ولھم المباش ‪LL L‬رین فتك ‪LL L‬ون العقوب ‪LL L‬ة الحبس من خمس (‪ )5‬إلى عش ‪LL L‬ر‬
‫سنوات (‪ )10‬و الغرامة من‪ 0200.00‬دج إلى ‪500.000‬دج‪.‬‬

‫و إذا تسبب ھذا الكشف في وفاة أحد ھؤالء األشخاص فتكون العقوب‪L‬ة الحبس من عش‪L‬ر س‪L‬نوات (‬
‫‪ )10‬إلى عشرین (‪ )20‬سنة و الغرامة من ‪ 500.000‬دج إلى ‪ 10000.00‬دج دون اإلخالل‪،‬‬
‫عن ‪LL L‬د اإلقتض ‪LL L‬اء بتط ‪LL L‬بیق أحك ‪LL L‬ام الفص ‪LL L‬ل األول من الب ‪LL L‬اب الث ‪LL L‬اني من الكت ‪LL L‬اب الث ‪LL L‬الث من ق ‪LL L‬انون‬
‫العقوبات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلعفاء من المسؤولية‬

‫حتى يقوم العنصر المتسرب بمهمته على أحسن وجه‪ ،‬فقد سمح له المشرع بالقيام ببعض األفع‪LL‬ال‬
‫س‪LL‬واء بص‪LL‬ورة المش‪LL‬اركة أو المس‪LL‬اهمة أو اإلخف‪LL‬اء‪ ،‬و هي كله‪LL‬ا أفع‪LL‬ال مجرم‪LL‬ة قانون‪LL‬ا‪ ،‬بحيث يق‪LL‬وم‬
‫عند الضرورة بإقتناء أو حيازة أو نقل أو تسليم أو إعطاء مواد أو أموال أو منتجات أو وث‪LL‬ائق أو‬
‫معلوم‪LL‬ات متحص‪LL‬ل عليه‪LL‬ا من إرتك‪LL‬اب الج‪LL‬رائم أو مس‪LL‬تعملة في إرتكابه‪LL‬ا‪ ،‬إس‪LL‬تعمال أو وض‪LL‬ع تحت‬
‫تصرف مرتكبي الجرائم اإلرهابية الوسائل ذات الطابع الق‪L‬انوني أو الم‪LL‬الي و ك‪LL‬ذا وس‪LL‬ائل النق‪L‬ل أو‬
‫التخ‪LL‬زين أو اإلي‪LL‬واء أو الحف‪LL‬ظ أو االتص‪LL‬ال‪ .‬دون أن تق‪LL‬وم المس‪LL‬ؤولية الجزائي‪LL‬ة للعنص‪LL‬ر المتس‪LL‬رب‪،‬‬
‫فهو محمي قانونا بحكم اإلذن الذي يرخص له بذلك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حماية الهوية الحقيقية للعنصر المتسرب‬

‫حماية للعنصر المتسرب فإن المشرع في الفقرة الثانية من المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 12‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬قد‬
‫سمح له باستعمال هوية مس‪L‬تعارة ب‪L‬دال من هويت‪L‬ه الحقيقي‪L‬ة في عملي‪L‬ة التس‪L‬رب دون أن يح‪L‬دد كيفي‪L‬ة‬
‫الحصول على الهوية المستعارة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األحكام اإلجرائية الخاصة بعد تحريك الدعوى العمومية‬


‫المطلب األول‪ :‬مرحلة التحقيق في الجرائم اإلرهابية‬

‫الفرع األول‪ :‬حدود إختصاص قاضي التحقيق‬

‫يع‪LL‬د التحقي‪LL‬ق ه‪LL‬و اإلج ‪L‬راء األول في القض‪LL‬ايا اإلرهابي‪LL‬ة و في ك‪LL‬ل الج‪LL‬رائم ال‪LL‬تي تق‪LL‬ع‪ ،‬و يختص‬
‫ب‪LL‬التحقيق فيه‪LL‬ا قاض ‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق‪ ،‬و ال‪LL‬ذي يق‪LL‬وم بالمه‪LL‬ام الموكل‪LL‬ة إلي‪LL‬ه وفق‪LL‬ا للقواع‪LL‬د ال‪LL‬تي رس‪LL‬مها ل‪LL‬ه‬
‫الق‪LL L L‬انون‪ ،‬حيث يم‪LL L L‬ارس في إطاره‪LL L L‬ا التحقي‪LL L L‬ق في ال‪LL L L‬دعوى المطروح‪LL L L‬ة أمام‪LL L L‬ه‪ .‬و يتح‪LL L L‬دد ه‪LL L L‬ذا‬
‫اإلختص‪LL L L L‬اص من خالل قواع‪LL L L L‬د معين‪LL L L L‬ة تتمث‪LL L L L‬ل في اإلقليم و األش‪LL L L L‬خاص و الوق‪LL L L L‬ائع و قواع‪LL L L L‬د‬
‫اإلختص ‪LL L‬اص ه ‪LL L‬ذه في المج ‪LL L‬ال الجن ‪LL L‬ائي تعت ‪LL L‬بر من النظ ‪LL L‬ام الع ‪LL L‬ام و مخالفته ‪LL L‬ا ت ‪LL L‬ؤدي إلى بطالن‬
‫اإلجرائات‪.1‬‬

‫أوًال‪ :‬اإلختصاص اإلقليمي‬

‫يقصد به المجال المكاني الذي يباشر فيه قاضي التحقيق عمل‪L‬ه في التحقي‪L‬ق‪ ،‬و يض‪L‬يق ه‪L‬ذا المج‪L‬ال‬
‫المكاني بحسب ما يق‪L‬رره الق‪L‬انون من دوائ‪LL‬ر إختص‪LL‬اص مكاني‪LL‬ة‪ ،‬فق‪L‬د يك‪LL‬ون إختصاص‪LL‬ا محلي‪LL‬ا يمكن‬
‫تمدي‪LL‬ده ل‪LL‬دوائر إختص‪LL‬اص أخ‪LL‬رى‪ ،‬و ق‪LL‬د يك‪LL‬ون إختصاص‪LL‬ا وطني‪LL‬ا يش‪LL‬مل كام‪LL‬ل ال‪LL‬تراب الوط‪LL‬ني إذ‬
‫تنص الم‪LL‬ادة ‪ 40‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬على أن‪LL‬ه‪ " :‬يتح‪LL‬دد إختص‪LL‬اص قاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق محلي‪LL‬ا بمك‪LL‬ان وق‪LL‬وع‬
‫الجريمة أو محل إقامة أحد األشخاص المشتبه في مساهمتهم في إرتكابها أو بمح‪LL‬ل القبض على‬
‫أحد هؤالء األشخاص حتى ولو كان القبض حصل لسبب آخر‪.‬‬

‫كم‪LL‬ا يج‪LL‬وز تمدي‪LL‬د اإلختص‪LL‬اص المحلي لقاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق إلى دائ‪LL‬رة إختص‪LL‬اص مح‪LL‬اكم أخ‪LL‬رى‪ ،‬عن‬
‫طري‪L‬ق التنظيم‪ ،‬في ج‪L‬رائم المخ‪L‬درات و الجريم‪L‬ة المنظم‪L‬ة ع‪L‬بر الح‪L‬دود الوطني‪L‬ة و الج‪L‬رائم الماس‪L‬ة‬
‫بأنظم ‪LL‬ة المعالج ‪LL‬ة اآللي ‪LL‬ة للمعطي ‪LL‬ات و ج ‪LL‬رائم تب ‪LL‬ييض األم ‪LL‬وال و اإلره ‪LL‬اب و الج ‪LL‬رائم المتعلق ‪LL‬ة‬
‫بالتشريع الخاص بالصرف‪.‬‬

‫‪ .1‬اإلختصاص المحلي‪ :‬حس‪LL‬ب الم‪LL‬ادتین ‪ 37‬و ‪ 40‬من ق‪LL‬انون ‪ 22-06‬يتح‪LL‬دد اإلختص‪LL‬اص‬


‫المحلي لك ‪LL‬ل من وكي ‪LL‬ل الجمهوریة وقاض ‪LL‬ي التحقیق بمك ‪LL‬ان وق ‪LL‬وع الجریم ‪LL‬ة ‪ ،‬وبمح ‪LL‬ل إقام ‪LL‬ة أح ‪LL‬د‬

‫‪1 voir: Gaston Stefani et Georges Levasseur et Bernard Bouloc, Procédure pénale, 16 édition,‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Dalloz 1996, p 424.‬‬

‫‪53‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األش ‪LL‬خاص المش ‪LL‬تبه في مس ‪LL‬اهمتهم فیه ‪LL‬ا‪ ،‬أو بالمك ‪LL‬ان ال ‪LL‬ذي تم في دائرت ‪LL‬ه القبض على أح ‪LL‬د ه ‪LL‬ؤالء‬
‫األشخاص حتى و لو حصل هذا القبض لسبب آخر‪.1‬‬

‫كما ینعقد إختصاصهما أیضا بموجب المادة ‪ 375‬مكرر قانون العقوبات المتضمنة بالق‪LL‬انون رقم‬
‫‪ 23-06‬الم‪LL L‬ؤرخ في ‪ 20‬ديس‪LL L‬مبر المع‪LL L‬دل و المتمم لق‪LL L‬انون العقوب‪LL L‬ات أص‪LL L‬بح وكي‪LL L‬ل الجمهوریة‬
‫وقاض ‪LL‬ي التحقیق في جنح ‪LL‬تي إص ‪LL‬دار ش ‪LL‬یك ب ‪LL‬دون رص ‪LL‬ید المنص ‪LL‬وص علیه ‪LL‬ا في الم ‪LL‬ادة ‪ 374‬و‬
‫ٕاص ‪LL‬دار ش ‪LL‬یك رغم من ‪LL‬ع الش ‪LL‬خص من ذل ‪LL‬ك المنص ‪LL‬وص علیه ‪LL‬ا في الم ‪LL‬ادة ‪ 16‬مك ‪LL‬رر‪ 3‬من ق ‪LL‬انون‬
‫العقوب ‪LL‬ات المتض ‪LL‬منة بالق ‪LL‬انون رقم ‪ 23-06‬يتح ‪LL‬دد إختصاص ‪LL‬هما أيض ‪LL‬ا بمك ‪LL‬ان إقام ‪LL‬ة المس ‪LL‬تفید من‬
‫الشیك ومكان الوفاء به‪.‬‬

‫و في جمیع األح‪LL‬وال ف‪LL‬إن إختص‪LL‬اص قاض‪LL‬ي التحقیق‪ 2‬و وكیل الجمهوریة تتح‪LL‬دد ب‪LL‬دائرة المحكم‪LL‬ة‬
‫ال ‪LL‬تي یباش ‪LL‬ر في نط ‪LL‬اق إقلیمه ‪LL‬ا إختصاص ‪LL‬ه الم ‪LL‬ادة ‪ 35‬ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬و ك ‪LL‬ذلك األم ‪LL‬ر بالنس ‪LL‬بة لقاض ‪LL‬ي‬
‫التحقیق‪.‬‬

‫و بم‪LL‬وجب ق‪LL‬انون اإلجرائ‪LL‬ات الجزائي‪LL‬ة المتض‪LL‬من بالق‪LL‬انون رقم ‪ 14-04‬الم‪LL‬ؤرخ في ‪ 10‬نوفم‪LL‬بر‬


‫‪ 2004‬المع‪LL‬دل و المتمم لق‪LL‬انون اإلجرائ‪LL‬ات الجزائي‪LL‬ة وس‪LL‬ع المش‪LL‬رع اإلختص‪LL‬اص المحلي لع‪LL‬دد من‬
‫المحاكم إلى إختصاص محاكم مج‪L‬الس قض‪L‬ائیة أخ‪L‬رى‪ ،‬وق‪L‬د ش‪L‬مل التمدي‪L‬د في اإلختص‪L‬اص المحلي‬
‫لوكیل الجمهوریة و قاضي التحقیق حسب المواد ‪ 37/2‬و ‪ 40/2‬من‪L‬ه‪ ،‬إذا م‪L‬ا تعل‪L‬ق األم‪L‬ر بإح‪L‬دى‬
‫الجرائم الموصوفة "أفعال إرهابية أو تخريبية"‪.‬‬

‫فتنص الم ‪LL L‬ادة ‪ 37‬فق ‪LL L‬رة ‪" :2‬یج ‪LL L‬وز تمدید اإلختص ‪LL L‬اص المحلي لوكیل الجمهوریة إلى دائ ‪LL L‬رة‬
‫إختصاص محاكم أخرى عن طریق التنظیم في الجرائم الموصوفة أعمال إرهابیة أو تخریبیة"‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 40‬فقرة ‪ 2‬منه‪" :‬یجوز تمدید اإلختصاص لقاضي التحقیق إلى دائرة إختصاص‬
‫محاكم أخرى‪ ،‬عن طریق التنظیم في الجرائم الموصوفة أعمال إرهابیة أو تخریبیة و ألج‪L‬ل تنفیذ‬
‫ه‪LL‬ذه الت‪LL‬دابیر الجدیدة فیم‪LL‬ا یتعل‪LL‬ق بقواع‪LL‬د اإلختص‪LL‬اص المحلي له‪LL‬ذه الجه‪LL‬ات القض‪LL‬ائیة المتخصص‪LL‬ة‬
‫إس‪LL‬توجبت الم‪LL‬ادة ‪ 4‬مك‪LL‬رر ‪ 1‬من المرس‪LL‬وم التنفي‪LL‬ذي رقم ‪ 348-06‬من ض‪LL‬ابط الش‪LL‬رطة القض‪LL‬ائیة‬
‫إخب‪L‬ار وكیل الجمهوریة ل‪L‬دى المحكم‪L‬ة الك‪L‬ائن به‪L‬ا مك‪L‬ان الجریم‪L‬ة و ٕابالغ‪L‬ه بأص‪L‬ل و بنس‪L‬ختین من‬

‫محمد حزيط ‪ ،‬ص ‪ 20‬و ‪. 89‬‬ ‫‪11‬‬

‫د‪.‬عبد اهلل أوهايبية ‪ ،‬ص ‪. 60 – 59‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪54‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إجرائ‪LL‬ات التحقیق ومن وكیل الجمهوریة الم‪LL‬ذكور إرس‪LL‬ال ف‪LL‬ورا النس‪LL‬خة الثانیة إلى الن‪LL‬ائب الع‪LL‬ام‬
‫لدى المجلس القضائي التابعة له المحكمة المختصة‪.‬‬

‫فإذا إعتبر الن‪L‬ائب الع‪L‬ام أن الجریم‪L‬ة ت‪L‬دخل ض‪L‬من إختص‪L‬اص المحكم‪L‬ة الموس‪L‬ع یط‪L‬الب باإلجرائ‪L‬ات‬
‫ف‪L‬ورا‪ ،‬و في ه‪L‬ذه الحال‪L‬ة یتلقى ض‪L‬باط الش‪L‬رطة القض‪L‬ائیة الع‪L‬املون ب‪L‬دائرة إختص‪L‬اص ه‪L‬ذه المحكم‪L‬ة‬
‫التعلیم‪LL‬ات مباش‪LL‬رة من وكیل الجمهوریة ل‪LL‬دى ه‪LL‬ذه الجه‪LL‬ة القض‪LL‬ائیة الم‪LL‬ادة ‪ 40‬مك‪LL‬رر ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬و‬
‫بعدها تسیر إجرائات تحریك الدعوى العمومیة بشأن هذه الجرائم وفقا لألوضاع العادیة لتحریك‬
‫الدعوى العمومیة من طرف وكیل الجمهوریة لدى المحكمة المختصة‪.‬‬

‫أما إذا كان قد سبق فتح تحقیق قض‪L‬ائي بالمحكم‪L‬ة األص‪L‬لیة فإن‪L‬ه یج‪L‬وز للن‪L‬ائب الع‪L‬ام ل‪L‬دى المجلس‬
‫القض ‪LL‬ائي التابع ‪LL‬ة للمحكم ‪LL‬ة المختص ‪LL‬ة أن یط ‪LL‬الب باإلجرائ ‪LL‬ات ‪ ،‬ویص ‪LL‬در قاض ‪LL‬ي التحقیق للمحكم ‪LL‬ة‬
‫العادیة أم‪LL‬ر ب‪LL‬التخلي عن اإلجرائ‪LL‬ات لفائ‪LL‬دة قاض‪LL‬ي التحقیق ل‪LL‬دى المحكم‪LL‬ة المختص‪LL‬ة‪ ،‬وفي ه‪LL‬ذه‬
‫الحالة یتلقى ضباط الشرطة القضائیة الع‪L‬املون ب‪L‬دائرة إختص‪L‬اص ه‪L‬ذه المحكم‪L‬ة للتعلیم‪L‬ات مباش‪L‬رة‬
‫من قاضي التحقیق بهذه الجهة القضائیة المادة ‪ 40‬مكرر ‪ 3‬ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪.‬‬

‫‪ 1.1‬تمديد اإلختص?اص المحلي‪ :‬يمت‪LL‬د إختص‪LL‬اص قاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق إم‪LL‬ا إلى دائ‪LL‬رة إختص‪LL‬اص‬
‫المجلس القض‪LL L L‬ائي‪ ،‬كم‪LL L L‬ا يمكن أن يمت‪LL L L‬د إختصاص‪LL L L‬ه إلى كام‪LL L L‬ل ال‪LL L L‬تراب الوط‪LL L L‬ني‪ .‬ويع‪LL L L‬د تمدي‪LL L L‬د‬
‫إختصاصه في هاتين الحالتين إستثناء عن األصل العام‪.‬‬

‫‪ 2.1‬تمديد إختصاص قاضي التحقيق إلى دائ??رة إختص??اص المجلس القض??ائي‪ :‬يمكن‬
‫في ح ‪LL‬االت إس ‪LL‬تثنائية أن يمت ‪LL‬د إختص ‪LL‬اص قاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق إلى دوائ ‪LL‬ر إختص ‪LL‬اص مح ‪LL‬اكم مج ‪LL‬اورة‬
‫للدائرة التي يباشر فيها وظيفته للقيام بجميع إجرائات التحقيق‪ ،‬وفقا لشروط معينة تتمثل في‪:1‬‬

‫عندما تستلزم ضرورة التحقيق ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫إخط‪LL‬ار ك‪LL‬ل من وكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة بالمحكم‪LL‬ة ال‪LL‬تي يباش‪LL‬ر فيه‪LL‬ا وظيفت‪LL‬ه ‪ ،‬و وكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة‬ ‫‪‬‬
‫بالمحكمة التي سينتقل إليها‪.‬‬
‫أن ينوه عن أسباب اإلنتقال في المحضر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 11‬تنص المادة ‪ 80‬من ق‪.‬إ‪.‬ج على أنه‪" :‬يجوز لقاضي التحقيق أن ينتقل صحبة كاتبه بعد إخطار وكيل الجمهورية‬
‫بمحكمته إلى دوائر إختصاص المحاكم المجاورة للدائرة التي يباشر فيها وظيفته للقيام بجميع إجراءات التحقيق إذا ما‬
‫إستلزمت ضرورات التحقيق ان يقوم بذلك على أن يخطر مقدما وكيل الجمهورية بالمحكمة التي سينتقل إلى دائرتها و ينوه‬
‫في محضره عن األسباب التي دعت إلى إنتقاله‪".‬‬

‫‪55‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 3.1‬تمديد إختصاص قاض?ي التحقي?ق في الج?رائم اإلرهابي?ة‪ :‬فإختصاص‪LL‬ه يش‪LL‬مل كام‪LL‬ل‬


‫ال ‪LL L‬تراب الوط ‪LL L‬ني في بعض اإلجرائ ‪LL L‬ات ك ‪LL L‬التفتيش و الحج ‪LL L‬ز و المعاين ‪LL L‬ة‪ ،‬إذ بم ‪LL L‬وجب األم ‪LL L‬ر رقم‬
‫‪ 95/10‬المتض‪LL‬من تع‪LL‬ديل ق‪LL‬انون اإلجرائ‪LL‬ات الجزائي‪LL‬ة و ال‪LL‬ذي أدمج القواع‪LL‬د اإلجرائي‪LL‬ة المتعلق‪LL‬ة‬
‫بمكافحة اإل رهاب في قانون إجرائات جزائية‪ ،‬أضاف فقرة جدي‪LL‬دة إلى الم‪LL‬ادة ‪ 47‬من ق‪ .‬إ ‪.‬ج‪،‬‬
‫و التي علت إختص‪L‬اص قاض‪L‬ي التحقي‪L‬ق في اإلجرائ‪L‬ات الس‪L‬ابقة يش‪L‬مل كام‪L‬ل ال‪L‬تراب الوط‪L‬ني حيث‬
‫كانت تنص هذه المادة‪" :‬عندما يتعلق األمر بجرائم موص‪LL‬وفة بأفع‪LL‬ال إرهابي‪LL‬ة أو تخريبي‪LL‬ة‪ ،‬يمكن‬
‫لقاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق أن يق ‪LL‬وم بأي ‪LL‬ة عملي ‪LL‬ة تف ‪LL‬تيش أو حج ‪LL‬ز ليال أو نه ‪LL‬ار و في أي مك ‪LL‬ان على إمت ‪LL‬داد‬
‫التراب الوطني أو يأمر ضباط الشرطة القضائية المختصين للقيام بذلك‪.1‬‬

‫أم‪LL‬ا بالنس‪LL‬بة إلمت‪LL‬داد إختص‪LL‬اص قاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق إلى مح‪LL‬اكم مج‪LL‬الس قض‪LL‬ائية أخ‪LL‬رى‪ ،‬فبم‪LL‬وجب‬ ‫‪‬‬
‫الفق ‪LL L‬رة الثاني ‪LL L‬ة من الم ‪LL L‬ادة ‪ 40‬المض ‪LL L‬افة بالق ‪LL L‬انون رقم ‪ 04/14‬ف ‪LL L‬إن المش ‪LL L‬رع ق ‪LL L‬ام بتوس ‪LL L‬يع‬
‫اإلختصاص المحلي لعدد من االمح‪L‬اكم و مع‪L‬ه بالت‪L‬الي تمدي‪L‬د اإلختص‪LL‬اص لقض‪LL‬اة التحقي‪L‬ق له‪L‬ذه‬
‫المح ‪LL‬اكم إلى مح ‪LL‬اكم مج ‪LL‬الس قض ‪LL‬ائية أخ ‪LL‬رى في ن ‪LL‬وع معين من الج‪L L‬رائم ال ‪LL‬واردة على س ‪LL‬بيل‬
‫الحصر ومن هذه الجرائم‪ ،‬الجرائم اإلرهابية‪.‬‬
‫مما يع‪L‬ني أن المش‪L‬رع جع‪L‬ل إختص‪L‬اص ه‪L‬ذه المح‪L‬اكم جه‪L‬وي‪ ،‬و ه‪L‬و نفس النهج ال‪L‬ذي إنتهج‪L‬ه‬ ‫‪‬‬
‫في ظ ‪LL‬ل المج ‪LL‬الس القض ‪LL‬ائية الخاص ‪LL‬ة المنش ‪LL‬أة بالمرس ‪LL‬وم التش ‪LL‬ريعي رقم ‪ 92/03‬م ‪LL‬ع توس ‪LL‬يع‬
‫إختصاص هذه المحاكم لتشمل جرائم أخرى ‪.‬‬
‫و لق‪LL‬د ح‪LL‬دد المرس‪LL‬وم التنفي‪LL‬ذي رقم ‪ 06/348‬الم‪LL‬ؤرخ في ‪ 5‬أكت‪LL‬وبر ‪ 2006‬المتض‪LL‬من توس‪LL‬يع‬ ‫‪‬‬
‫اإلختص‪LL L L L‬اص المحلي لبعض المح‪LL L L L‬اكم و وكالء الجمهوري‪LL L L L‬ة و قض‪LL L L L‬اة التحقي‪LL L L L‬ق ‪ ،2‬ح‪LL L L L‬دود‬
‫اإلختص‪LL‬اص المحلي للمح‪LL‬اكم المعني‪LL‬ة به‪LL‬ذا التوس‪LL‬ع و المتمثل‪LL‬ة في أرب‪LL‬ع مح‪LL‬اكم هي‪ :‬محكم‪LL‬ة‬
‫سيدي امحمد و محكمة قسنطينة و محكمة ورقلة و محكمة وهران ‪.‬‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 47‬من قانون اإلجرائات الجزائية ‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 06/348‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ 2006‬المتضمن تمديد اإلختصاص المحلي لبعض المحاكم‬
‫ووكالء الجمهورية وقضاة التحقيق‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 63‬الصادرة بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪.2006‬‬
‫‪2‬‬

‫‪56‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و علي‪LL‬ه يص‪LL‬بح لقاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق الت‪LL‬ابع له‪LL‬ذه المح‪LL‬اكم إختص‪LL‬اص إقليمي يتج‪LL‬اوز ح‪LL‬دود إختصاص‪LL‬ه‬
‫الع‪LL‬ادي‪ ،‬غ‪LL‬ير أن ه‪LL‬ذا اإلختص‪LL‬اص ق‪LL‬د ي‪LL‬ؤدي إلى إه‪LL‬دار ض‪LL‬مانات األف ‪L‬راد عن طري‪LL‬ق إطال‪LL‬ة م‪LL‬دة‬
‫التحقيق و عدم تحقيق الوقائع بصورة جيدة‪.‬‬

‫و أم ‪LL‬ا عن إتص ‪LL‬ال قاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق به ‪LL‬ذه المح ‪LL‬اكم بال ‪LL‬دعوى العمومي ‪LL‬ة فيك ‪LL‬ون عن طري ‪LL‬ق الطلب‬
‫اإلفتتاحي الصادر عن وكيل الجمهورية لتلك المحاكم‪.‬‬

‫و أم‪LL‬ا بم‪LL‬وجب أم‪LL‬ر ب‪LL‬التخلي عن القض‪LL‬ية يص‪LL‬در لفائدت‪LL‬ه عن قاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق للمحكم‪LL‬ة العادي‪LL‬ة في‬
‫حال ‪LL‬ة م ‪LL‬ا إذا أفتتح تحقي ‪LL‬ق قض ‪LL‬ائي به ‪LL‬ا من تلق ‪LL‬اء نفس ‪LL‬ه أو بن ‪LL‬اء على طلب النياب ‪LL‬ة العام ‪LL‬ة ب ‪LL‬المجلس‬
‫القضائي التابعة له المحكمة ذات اإلختصاص اإلقليمي الموسع‪. 1‬‬

‫و ذل ‪LL‬ك راج ‪LL‬ع إلى أن الفع ‪LL‬ل اإلره ‪LL‬ابي ّإذا وق ‪LL‬ع فإن ‪LL‬ه ال يع ‪LL‬رف الوص ‪LL‬ف الق ‪LL‬انوني ل ‪LL‬ه‪ ،‬و بالت ‪LL‬الي‬
‫يباشر التحقيق قاضي التحقيق المختص محليا و الذي وقع الفعل في جهة إختصاصه‪ ،‬ثم بعد ذل‪LL‬ك‬
‫يت‪LL‬بين من التحقي‪LL‬ق أن ه‪LL‬ذه الجريم‪LL‬ة ال‪LL‬تي وقعت مرتبط‪LL‬ة بفع‪LL‬ل إره‪LL‬ابي وبالت‪LL‬الي تح‪LL‬ال القض‪LL‬ية إلى‬
‫الجه‪LL L‬ة القض‪LL L‬ائية ص‪LL L‬احبة اإلختص‪LL L‬اص وهم قض‪LL L‬اة التحقي‪LL L‬ق بالمح‪LL L‬اكم ذات االختص‪LL L‬اص اإلقليمي‬
‫الموسع و الذين أعطى لهم القانون الحق في مباشرة التحقيق في الجرائم اإلرهابية‪.‬‬

‫مم ‪LL‬ا يع ‪LL‬ني ض ‪LL‬رورة البحث و التح ‪LL‬ري و التحقي ‪LL‬ق في الج ‪LL‬رائم ال ‪LL‬تي تق ‪LL‬ع في جه ‪LL‬ة اإلختص ‪LL‬اص‬
‫الع‪LL‬ادي قب‪LL‬ل أن تح‪LL‬ال إلى الجه‪LL‬ة ص‪LL‬احبة اإلختص‪LL‬اص األص‪LL‬يل‪ ،‬و ذل‪LL‬ك ح‪LL‬تى ال يح‪LL‬ال تحقي‪LL‬ق إلى‬
‫ه‪LL‬ذه األخ‪LL‬يرة دون أن يك‪LL‬ون ل‪LL‬ه عالق‪LL‬ة باإلره‪LL‬اب‪ ،‬ألن ه‪LL‬ذه الج‪LL‬رائم تتس‪LL‬م ب‪LL‬الخطورة و التعقي‪LL‬د و‬
‫تخضع إلجرائات خاصة‪.‬‬

‫و في جميع األحوال فإن إنتقال التحقيق من اإلختصاص المحلي إلى اإلختصاص الموسع ال يمنع‬
‫من أني كون هناك تعاون بين الجهتين‪ ،‬و ذلك عن طريق تبادل المعلومات أو أعم‪L‬ال المراقب‪L‬ة أو‬
‫التحري‪LL‬ات‪ ،‬و بالمقارن‪LL‬ة بالتش‪LL‬ريع الفرنس‪LL‬ي فإنن‪LL‬ا نج‪LL‬ده ق‪LL‬د أس‪LL‬ند اإلختص‪LL‬اص ب‪LL‬التحقيق في الج‪LL‬رائم‬
‫اإلرهابية إلى قاضي التحقيق بالعاص‪LL‬مة ب‪LL‬اريس دون غ‪L‬يره‪ ،‬و أج‪LL‬از لوكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة ب‪LL‬دائرة أي‬
‫محكم ‪LL L‬ة ابتدائي ‪LL L‬ة غيرمحكم ‪LL L‬ة ب ‪LL L‬اريس أن يطلب من قاض ‪LL L‬ي التحقي ‪LL L‬ق أن يق ‪LL L‬رر ع ‪LL L‬دم اختصاص ‪LL L‬ه‬

‫أنظر ‪ :‬المادة ‪ 40‬مكرر ‪ 3‬من قانون إجرائات جزائية ‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪57‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالتحقيق لصالح قضاء التحقيق بباريس إذا كانت القضية المعروض‪LL‬ة أمام‪LL‬ه تن‪LL‬درج ض‪LL‬من الج‪LL‬رائم‬
‫اإلرهابية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلختصاص الشخصي‬

‫األص ‪LL‬ل أن قاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق يحق ‪LL‬ق م ‪LL‬ع جمي ‪LL‬ع األش ‪LL‬خاص الموج ‪LL‬ه إليهم اإلته ‪LL‬ام من ط ‪LL‬رف النياب ‪LL‬ة‬
‫العام ‪LL‬ة‪ ،‬و ال ‪LL‬واردة أس ‪LL‬ماؤهم في طلباته ‪LL‬ا‪ ،‬كم ‪LL‬ا يق ‪LL‬وم ب ‪LL‬التحقيق م ‪LL‬ع األش ‪LL‬خاص ال ‪LL‬ذين لم توج ‪LL‬ه لهم‬
‫التهمة بإرتكابهم نفس الوقائع و الذين لم ترد أسماؤهم في طلبات النيابة العام‪LL‬ة طبق‪L‬ا للفق‪L‬رة الثالث‪LL‬ة‬
‫من الم‪LL L‬ادة ‪ 67‬من ق إ ج‪ ،‬إال أن المش‪LL L‬رع إس‪LL L‬تثنى بعض األش‪LL L‬خاص بحكم س‪LL L‬نهم أو وظ‪LL L‬ائفهم‬
‫فجعل التحقيق معهم يكون وفقا إلجرائات خاصة‪ ،‬و هم‪:‬‬

‫األح??داث‪ :‬فبالنس ‪LL‬بة لهم فال يج ‪LL‬وز لقاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق الع ‪LL‬ادي أن يحق ‪LL‬ق في الج ‪LL‬رائم ال ‪LL‬تي يرتكبه ‪LL‬ا‬
‫األح‪LL‬داث‪ ،‬ألن المش‪LL‬رع وض‪LL‬ع له‪LL‬ذه الفئ‪LL‬ة نظام‪LL‬ا خاص‪LL‬ا‪ .‬ففي م‪LL‬ادة الجنح يك‪LL‬ون التحقي‪LL‬ق معهم من‬
‫طرف قاضي األحداث‪ ،‬على أنه يمكن إس‪L‬تثناء في م‪L‬ادة الجنح للنياب‪L‬ة العام‪L‬ة في حال‪L‬ة وج‪L‬ود جن‪L‬اة‬
‫بالغون مع الحدث و كانت القضية متشعبة‪ ،‬أن تعهد لقاضي التحقي‪L‬ق ب‪L‬إجراء التحقي‪L‬ق ن‪L‬زوال عن‪L‬د‬
‫طلب قاضي األحداث و بموجب طلبات مسببة‪.‬‬

‫أم‪LL‬ا في م‪LL‬ادة الجناي‪LL‬ات و م‪LL‬ع وج‪LL‬ود جن‪LL‬اة ب‪LL‬الغين م‪LL‬ع الح‪LL‬دث‪ ،‬ف‪LL‬إن التحقي‪LL‬ق معهم يك‪LL‬ون من قاض‪LL‬ي‬
‫التحقيق‪ ، 2‬خصوصا و أن الجماعات اإلرهابية كانت وما زالت تعتمد على فئة األحداث في تنفيذ‬
‫مخططاتها‪ ،‬و عليه فإن‪L‬ه في الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة و نظ‪L‬را لخطورته‪L‬ا ولتش‪L‬عبها‪ ،‬ف‪LL‬إن قاض‪LL‬ي التحقي‪L‬ق‬
‫باألقطاب القضائية المتخصصة يكون مختصا بالتحقيق مع األحداث‪.‬‬

‫كم‪LL‬ا يخ‪LL‬رج عن نط‪LL‬اق اإلختص‪LL‬اص الشخص‪LL‬ي لقاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق الع‪LL‬ادي رج‪LL‬ال ال‪LL‬درك أو الجيش ‪،3‬‬
‫ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬القضاة‪ ،4‬أصحاب الحصانة‪.5‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Jose L De La Cuesta , Traitment juridique de terrorisme en Espagne,op.cit,p 599 .‬‬
‫أنظر ‪:‬‬
‫‪Heike Jung, le droit pénal allmand face au terrorisme un bref bilan de législation, R.S.C p 659.‬‬
‫‪ 12‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 452‬من ق إ ج ‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬طبقا للمادة ‪ 25‬من القضاء العسكري‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫أنظر‪ :‬المادتين ‪ 575‬و ‪ 576‬من ق إ ج والمادة ‪ 577‬من ق إ ج ‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫أنظر‪ :‬أحمد حزيط ‪ ،‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‬ ‫‪45‬‬

‫‪. 52‬‬

‫‪58‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬اإلختصاص النوعي‬

‫يختص قاضي التحقيق كأصل عام في كل جريمة مع‪L‬اقب عليه‪L‬ا طبق‪L‬ا لق‪L‬انون العقوب‪L‬ات و الق‪L‬وانين‬
‫المكملة له‪ .‬و لذلك فإن إختصاصه النوعي يكون كمايلي‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلختص??اص الش??امل‪ :‬تنص الم‪LL‬ادة ‪ 66‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج على أن‪" :‬التحقي‪LL‬ق اإلبت‪LL‬دائي وج‪LL‬وبي‬
‫في م‪LL‬واد الجناي‪LL‬ات"‪ .‬أم‪LL‬ا في م‪LL‬واد الجنح فيك‪LL‬ون إختياري‪LL‬ا م‪LL‬ا لم يكن ثم‪LL‬ة نص‪LL‬وص خاص‪LL‬ة ‪ ،‬كم‪LL‬ا‬
‫يجوز إجرائه في مواد المخالفات إذا طلبه وكيل الجمهورية‪.‬‬

‫إن التحقيق في الجرائم الموصوفة جناي‪L‬ة يك‪L‬ون إلزامي‪L‬ا‪ ،‬أم‪L‬ا في م‪L‬واد الجنح ف‪LL‬إن المش‪L‬رع وض‪LL‬ع‬
‫قاعدة عامة يرد عليها إستثناء‪ ،‬أال و هي أن التحقيق في الجنح غير إلزامي يخضع لتقدير وكي‪LL‬ل‬
‫الجمهوري‪LL‬ة‪ ،‬إال في الح‪LL‬االت ال‪LL‬تي ينص الق‪LL‬انون فيه‪LL‬ا على إلزامي‪LL‬ة التحقي‪LL‬ق‪ .1‬أم‪LL‬ا المخالف‪LL‬ات ف‪LL‬إن‬
‫التحقيق فيها إختياري يخضع لتقدير وكيل الجمهورية أو إحالة القضية مباشرة إلى المحكمة‪.‬‬

‫غ ‪LL‬ير أن هن ‪LL‬اك بعض الج ‪LL‬رائم تخ ‪LL‬رج من إختص ‪LL‬اص قاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق مث ‪LL‬ل الج ‪LL‬رائم ال ‪LL‬تي تتعل ‪LL‬ق‬
‫بالنظام العسكري و التي يختص بها قاضي التحقي‪L‬ق العس‪L‬كري طبق‪L‬ا للم‪L‬ادة ‪ 25‬من ق‪L‬انون القض‪LL‬اء‬
‫العس‪L‬كري‪ ،‬وك‪L‬ذا الجناي‪L‬ات و الجنح المرتكب‪L‬ة من األح‪L‬داث دون أن يك‪L‬ون معهم متهم‪L‬ون ب‪L‬الغون و‬
‫إال انعقد اإلختصاص فيها لقاضي التحقيق صاحب اإلختصاص الشامل‪.‬‬

‫‪ . 2‬اإلختصاص النوعي لقضاة التحقيق باألقطاب الجزائية المتخصصة‪ :‬نظ ‪LL‬را لظه ‪LL‬ور‬
‫جرائم حديثة يقوم بإرتكابها أشخاص يتمتعون بمستوى عال من الذكاء ما يمكنهم من تج‪LL‬اوز ك‪LL‬ل‬
‫وسائل مواجهة الجريمة العادية ‪ ،‬و قد إنتشرت هذه األنواع من الجرائم الخاصة في المجتمع مما‬
‫أدى الى المس‪LL L‬اس ب‪LL L‬أمن المجتم‪LL L‬ع و بإس‪LL L‬تقرار اقتص‪LL L‬اده ‪ ،2‬ول‪LL L‬ذلك تم إس‪LL L‬تحداث جه‪LL L‬ات قض‪LL L‬ائية‬
‫متخصص‪LL‬ة للنظ‪LL‬ر فيه‪LL‬ا‪ ،‬و يعه‪LL‬د ب‪LL‬التحقيق فيه‪LL‬ا لفئ‪LL‬ة معين‪LL‬ة من قض‪LL‬اة التحقي‪LL‬ق من ذوي الكف‪LL‬اءات‬
‫المتميزة والتكوين المتخصص في المسائل المتعلق‪L‬ة به‪L‬ذه األن‪L‬واع الخاص‪LL‬ة من الج‪L‬رائم ‪ ،3‬إذ تنص‬
‫الم‪LL‬ادة ‪ 40‬الفق‪LL‬رة الثاني‪LL‬ة من ق‪ .‬إ‪ .‬ج المعدل‪LL‬ة بم‪LL‬وجب الق‪LL‬انون رقم ‪ 04/14‬على أن‪LL‬ه‪" :‬يج‪LL‬وز‬
‫تمدي‪LLL‬د اإلختص‪LLL‬اص المحلي لقاض‪LL L‬ي التحقي‪LLL‬ق الى دائ‪LLL‬رة إختص‪LL L‬اص مح ‪LL‬اكم أخ ‪LL‬رى ‪ ،‬عن طري‪LLL‬ق‬

‫أنظر‪ :‬د أهيبية عبد اهلل ‪ ،‬محاضرات في قانون اإلجرائات الجزائية ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 165‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ 22‬أنظر‪ :‬أحمد حزيط ‪ ،‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ 33‬أنظر‪ :‬أحمد حزيط ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬

‫‪59‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التنظيم في ج ‪LL‬رائم المخ ‪LL‬درات والجريم ‪LL‬ة المنظم ‪LL‬ة الع ‪LL‬ابرة للح ‪LL‬دود الوطني ‪LL‬ة و الج ‪LL‬رائم الماس ‪LL‬ة‬
‫بأنظم ‪LL‬ة المعالج ‪LL‬ة اآللي ‪LL‬ة للمعطي ‪LL‬ات و ج ‪LL‬رائم تب ‪LL‬ييض األم ‪LL‬وال و اإلره ‪LL‬اب و الج ‪LL‬رائم المتعلق ‪LL‬ة‬
‫بالتشريع الخاص بالصرف"‪.‬‬

‫و مم ‪LL‬ا تق ‪LL‬دم ف ‪LL‬إن التحقي ‪LL‬ق في الج ‪LL‬رائم اإلرهابي ‪LL‬ة يك ‪LL‬ون من إختص ‪LL‬اص قض ‪LL‬اة التحقي ‪LL‬ق باألقط ‪LL‬اب‬
‫الجزائية المتخصصة‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة المحاكمة‬

‫تعت‪LL‬بر مرحل‪LL‬ة المحاكم‪LL‬ة أهم مرحل‪LL‬ة تم‪LL‬ر به‪LL‬ا ال‪LL‬دعوى العمومي‪LL‬ة و ذل‪LL‬ك ألنه‪LL‬ا مرحل‪LL‬ة حاس‪LL‬مة في‬
‫ال‪LLL‬دعوى‪ .‬و نظ‪LLL‬را لخط‪LLL‬ورة الج‪LLL‬رائم اإلرهابي‪LLL‬ة فق ‪LL‬د إتجهت التش ‪LL‬ريعات الجنائي ‪LL‬ة إلى تمي‪LLL‬يز ه ‪LL‬ذه‬
‫المرحل ‪LL‬ة بأحك ‪LL‬ام و قواع ‪LL‬د خاص ‪LL‬ة خصوص ‪LL‬ا المتعلق ‪LL‬ة منه ‪LL‬ا باإلختص ‪LL‬اص ‪ ،‬ومن ه ‪LL‬ذه التش ‪LL‬ريعات‬
‫التشريع الجزائري ‪.‬‬

‫فالواقع العملي لمحاكمة اإلرهابيين في القانون الجزائري أسفر عن مسألة غاية في األهمي‪LL‬ة تتمث‪LL‬ل‬
‫في إسناد االختصاص ‪ ،‬كم‪L‬ا خص تق‪L‬ادم ال‪L‬دعوى العمومي‪L‬ة في الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة بقواع‪L‬د خاص‪LL‬ة‬
‫تختلف عن القواعد العامة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المحاكم المختصة بالفصل في الجرائم اإلرهابية‬

‫تعمل التشريعات المقارن‪L‬ة إلى إخ‪L‬راج الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة من اختص‪L‬اص القض‪LL‬اء الج‪L‬زائي الع‪L‬ادي‬
‫و ٕاحالته‪LL‬ا إلى مح‪LL‬اكم خاص‪LL‬ة أو اس‪LL‬تثنائية‪ ،‬إنتش‪LL‬رت كم‪LL‬ا إختلفت تس‪LL‬ميتها من مح‪LL‬اكم أمن الدول‪LL‬ة‪،‬‬
‫مح‪LL L‬اكم األمن الق‪LL L‬ومي‪ ،2‬أو تح‪LL L‬ال إلى مح‪LL L‬اكم جزائي‪LL L‬ة خاص‪LL L‬ة و بعض التش‪LL L‬ريعات تحي‪LL L‬ل ه‪LL L‬ذه‬
‫الجرائم إلى القضاء العسكري‪.‬‬

‫في ظل المرسوم التشريعي رقم ‪ 92/03‬المتعلق بمكافحة اإلرهاب و التخريب أسند اإلختصاص بالتحقيق في هذه‬ ‫‪11‬‬

‫الجرائم الى قضاة التحقيق بالمجالس القضائية الخاصة يعينون من بين قضاة الحكم ‪ ،‬و لكن بعد إلغاء هذا المرسوم باألمر‬
‫رقم ‪ 95/10‬المعدل لقانون إ ج تم إدماج اإلجرائات المتعلقة بمكافحة اإلرهاب ضمن قانون إ ج ‪ ،‬إذ أصبح التحقيق فيها‬
‫متعلقا بقاضي التحقيق ذواإلختصاص النوعي الشامل الذي تم تعديله بالقانون رقم ‪ 04/14‬أين أصبح اإلختصاص بالتحقيق‬
‫فيها إلى قضاة التحقيق باألقطاب الجزائية المتخصصة ‪.‬‬
‫د محمد عودة الجبور‪ ،‬الجرائم الواقعة على أمن الدولة و جرائم اإلرهاب في القانون األردني و القوانين العربية‪ ،‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،2009 ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪60‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و تتب‪LL‬ع ه‪LL‬ذه المح‪LL‬اكم قواع‪LL‬د إس‪LL‬تثنائية و إجرائ‪LL‬ات خاص‪LL‬ة في المتابع‪LL‬ة و التحقي‪LL‬ق و المحاكم‪LL‬ة ‪،1‬‬
‫وقد أخذ المشرع الجزائري بنظام القضاء اإلستثنائي و الخاص في الجرائم اإلرهابية في مرحل‪LL‬ة‬
‫من المراح‪LL‬ل‪ ،‬حيث أح‪LL‬ال إلى مجلس أمن الدول‪LL‬ة في الب‪LL‬دء أم‪LL‬ر النظ‪LL‬ر في جمي‪LL‬ع الج‪LL‬رائم الواقع‪LL‬ة‬
‫على أمن الدولة‪ ،2‬غير أنه تم إلغاء هذا المجلس‪.‬‬

‫كم ‪LL‬ا أس ‪LL‬ند إلى المح ‪LL‬اكم العس ‪LL‬كرية إمكاني ‪LL‬ة النظ ‪LL‬ر في ه ‪LL‬ذا الن ‪LL‬وع من الج ‪LL‬رائم أثن ‪LL‬اء إعالن حال ‪LL‬ة‬
‫الحصار و حالة الطوارئ‪ .‬و نتيجة لتفاقم الجرائم في تلك المرحلة و التي مست بسالمة الدول‪LL‬ة و‬
‫أمنها و إستقرارها‪ ،‬إستحدث المشرع إختصاص‪LL‬ا قض‪LL‬ائيا جدي‪LL‬دا‪ ،‬هي المج‪LL‬الس القض‪LL‬ائية الخاص‪LL‬ة‪،‬‬
‫حيث أس ‪LL‬ند إليه ‪LL‬ا النظ ‪LL‬ر في تل ‪LL‬ك الج ‪LL‬رائم و ال ‪LL‬تي أطل ‪LL‬ق عليه ‪LL‬ا إس ‪LL‬م الج ‪LL‬رائم اإلرهابي ‪LL‬ة‪ .‬و نتيج ‪LL‬ة‬
‫لإلنتق‪LL‬ادات العدي‪LL‬دة الموجه‪LL‬ة داخ‪LL‬ل البالد و خارجه‪LL‬ا إلى القض‪LL‬اء اإلس‪LL‬تثنائي و المج‪LL‬الس القض‪LL‬ائية‬
‫الخاصة على الخصوص‪ ،‬فقد ألغى المشرع هذه المجالس القضائية الخاصة و حلت محلها جهات‬
‫عادية تنظر في الجرائم اإلرهابية و سنتناول ما تقدم بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬المحاكم اإلستثنائية و الخاصة‬

‫تتمثل هذه المحاكم في محكمة أمن الدولة و المحاكم العسكرية‪ ،‬أي المحاكم المختصة بالفص‪LL‬ل في‬
‫الج‪LL‬رائم الماس‪LL‬ة ب‪LL‬أمن الدول‪LL‬ة قب‪LL‬ل ص‪LL‬دور المرس‪LL‬وم رقم ‪ 92/03‬الم‪LL‬ؤرخ في ‪ 30‬س‪LL‬بتمبر ‪1992‬‬
‫المتعل‪LL‬ق بمكافح‪LL‬ة اإلره‪LL‬اب و التخ‪LL‬ريب‪ ،‬أي قب‪LL‬ل ظه‪LL‬ور المج‪LL‬الس القض‪LL‬ائية الخاص‪LL‬ة‪ .‬بإعتب‪LL‬ار أن‬
‫المش‪LL L‬رع لم يكن يع‪LL L‬رف الج‪LL L‬رائم اإلرهابي‪LL L‬ة و لم ينص عليه‪LL L‬ا في ق‪LL L‬انون العقوب‪LL L‬ات‪ ،‬ل‪LL L‬ذلك ف‪LL L‬إن‬
‫الج‪LL L‬رائم ال‪LL L‬تي ارتكبت قب‪LL L‬ل ص‪LL L‬دور التج‪LL L‬ريم الخ‪LL L‬اص كيفت على أنه‪LL L‬ا ج‪LL L‬رائم سياس‪LL L‬ية ح‪LL L‬وكم‬
‫مرتكبوها أمام مجلس أمن الدولة أو أمام جهات القضاء العسكري‪.‬‬

‫د‪ .‬سمير عالية ‪ ,‬الوجيز في شرح الجرائم الواقعة على أمن الدولة – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬ ‫‪1‬‬

‫للدراسات و النشر و التوزيع‪ ,،‬لبنان‪ ،1999 ،‬ص ‪.60‬‬


‫د محمد مؤنس محب الدين‪ ،‬اإلرهاب في القانون الجنائي دراسة قانونية مقارنة على المستويين الوطني و الدولي‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪2‬‬

‫األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1983 ،‬ص ‪.200 – 199‬‬

‫‪61‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬قبل صدور المرسوم رقم ‪ 92/03‬المتعلق بمكافحة اإلرهاب و التخريب‬

‫إن الجرائم اإلرهابية في الجزائر لم تظهر منذ شتاء ‪ ، 1992‬و إنم‪LL‬ا له‪LL‬ا ج‪LL‬ذور مس‪LL‬بقة‪ ،‬و لكن‬
‫زادت حدتها بعد سنة ‪ . 1992‬ويمكن ذكر عدد من السوابق اإلرهابية ‪:1‬‬

‫قيام جماعات تخريبية بتخريب خطوط اإلتصاالت الهاتفية بين ‪. 1975 – 1974‬‬ ‫‪‬‬
‫قتل عناصر الشرطة سنة ‪. 1977‬‬ ‫‪‬‬
‫الهجوم المنفذ يوم ‪ 22‬أوت ‪ 1985‬ضد وحدة المؤسسة الوطنية لألشغال العمومية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الهجوم المسلح على مدرسة الشرطة بالصومعة من ‪ 26‬إلى ‪ 27‬أوت ‪. 1985‬‬ ‫‪‬‬
‫اللجوء إلى إبتزاز األموال لتمويل األعمال اإلرهابية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وعلي‪LL L‬ه ف‪LL L‬إن الجه‪LL L‬ات القض‪LL L‬ائية ال‪LL L‬تي ك‪LL L‬انت مختص‪LL L‬ة بالفص‪LL L‬ل في ه‪LL L‬ذه الج‪LL L‬رائم هي مجلس أمن‬
‫الدول‪LL‬ة‪ ،2‬و لكن بع‪LL‬د أح‪LL‬داث ‪ 1988‬وإ ق‪LL‬رار الديمقراطي‪LL‬ة السياس‪LL‬ية في الجزائ‪LL‬ر ألغي مجلس أمن‬
‫الدول‪LL‬ة بم‪LL‬وجب الق‪LL‬انون رقم ‪ 06 / 89‬الم‪LL‬ؤرخ في ‪ 25‬أفري‪LL‬ل ‪ , 1989‬و تم إس‪LL‬ناد االختص‪LL‬اص‬
‫ب‪LL‬النظر في الج‪LL‬رائم ال‪LL‬تي تمس أمن الدول‪LL‬ة إلى الجه‪LL‬ات القض‪LL‬ائية العادي‪LL‬ة‪ .‬غ‪LL‬ير أن أح‪LL‬داث العن‪LL‬ف‬
‫ال ‪LL‬تي عاش ‪LL‬تها البالد في بداي ‪LL‬ة التس ‪LL‬عينيات‪ ،‬دفعت الدول ‪LL‬ة الجزائري ‪LL‬ة إلى إعالن حال ‪LL‬ة الحص ‪LL‬ار ثم‬
‫حالة الطوارئ‪ ،‬وبموجب المراسيم المنظم‪L‬ة له‪L‬اتين الح‪L‬التين تم إس‪L‬ناد االختص‪LL‬اص بنظ‪L‬ر الج‪L‬رائم‬
‫ال‪LL L‬تي تمس أمن الدول‪LL L‬ة ‪ -‬قب‪LL L‬ل ظه‪LL L‬ور مص‪LL L‬طلح اإلره‪LL L‬اب ‪-‬إلى القض‪LL L‬اء العس‪LL L‬كري‪ .‬وبالت‪LL L‬الي‬
‫سأتناول المحاكم العسكرية فقط باعتبار أن مجلس أمن الدولة قد تم إلغاءه ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحاكم العسكرية‬

‫م‪LL‬ع بداي‪LL‬ة التس‪LL‬عينات انتش‪LL‬رت ظ‪LL‬اهرة العن‪LL‬ف‪ ،‬و ال‪LL‬تي أطل‪LL‬ق عليه‪LL‬ا فيم‪LL‬ا بع‪LL‬د مص‪LL‬طلح " اإلره‪LL‬اب "‬
‫ال‪LL‬ذي س‪LL‬يطر علي‪LL‬ه الج‪LL‬انب السياس‪LL‬ي نتيج‪LL‬ة التغي‪LL‬ير السياس‪LL‬ي ال‪LL‬داخلي؛ و ذل‪LL‬ك اث‪LL‬ر إلغ‪LL‬اء االنتخاب‪LL‬ات‬
‫التش‪LL‬ريعية المنظم‪LL‬ة ي‪LL‬وم ‪ 25‬س‪LL‬بتمبر ‪ 1991‬و م‪LL‬ا تبع‪LL‬ه من إجرائ‪LL‬ات خط‪LL‬يرة منه‪LL‬ا ح‪LL‬ل الح‪LL‬زب‬

‫المقدم زروق أحمد ‪ ,‬اإلرهاب اإلسالماوي ‪ :‬السابقة الجزائرية ‪ ,‬مجلة الجيش ‪ ,‬العدد ‪ 474‬جانفي ‪ , 2003‬ص ‪. 18‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنشئ مجلس أمن الدولة بموجب األمر رقم ‪ 75/46‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1975‬و يعد هذا النوع من المحاكم من بين‬ ‫‪2‬‬

‫الجهات القضائية الخاصة ‪ ,‬ألنه يختص بنوع معين من الجرائم التي تشكل خطرا على السير المنتظم ألنظمة القانونية و‬
‫على األمن العام أو الوحدة أو إستقالل الدولة و إستقرارها‪.‬‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية بتاريخ ‪ 13‬ديسمبر ‪ 2001‬أصدر الرئيس األمريكي بوش قرارا عسكريا بصفته القائد‬ ‫‪3‬‬

‫األعلى للقوات المسلحة ‪ ,‬قضى بإنشاء محاكم عسكرية خاصة مهمتها محاكمة المتورطين في أعمال إرهابية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫السياس ‪LL‬ي الف ‪LL‬ائز في االنتخاب ‪LL‬ات‪ ،‬مم ‪LL‬ا أدى إلى ظه ‪LL‬ور جماع ‪LL‬ات مس ‪LL‬لحة ق ‪LL‬امت بعملي ‪LL‬ات التقتي ‪LL‬ل و‬
‫التخريب‪ ،‬و على أثر تفاقم ظاهرة اإلجرام و التي عج‪LL‬ز النظ‪LL‬ام الق‪LL‬انوني التقلي‪LL‬دي من ض‪LL‬بطها في‬
‫مرحل‪LL L‬ة أولى‪ ،‬فتم تقري‪LL L‬ر حال‪LL L‬ة الحص‪LL L‬ار في ‪ 4‬ج‪LL L‬وان ‪ 1991‬بن‪LL L‬اء على المرس‪LL L‬وم الرئاس‪LL L‬ي رقم‬
‫‪ 196/ 91‬لم‪LL‬دة ‪ 4‬أش‪LL‬هر‪ ،‬و بم‪LL‬وجب الم‪LL‬ادة ‪ 11‬من‪LL‬ه أس‪LL‬ندت للمح‪LL‬اكم العس‪LL‬كرية مهم‪LL‬ة الفص‪LL‬ل في‬
‫الج‪LL L‬رائم المخل‪LL L‬ة ب‪LL L‬أمن الدول‪LL L‬ة ‪ ،‬و في مرحل‪LL L‬ة ثاني‪LL L‬ة و نتيج‪LL L‬ة للتص‪LL L‬عيد األم‪LL L‬ني تم إعالن حال‪LL L‬ة‬
‫الط‪LL L‬وارئ من ط‪LL L‬رف المجلس األعلى للدول‪LL L‬ة بم‪LL L‬وجب المرس‪LL L‬وم رقم ‪ 44 / 92‬الم‪LL L‬ؤرخ في ‪9‬‬
‫فيفري ‪ ،1992‬و قد نصت المادة ‪ 10‬منه على إمكانية نظر المحاكم العس‪L‬كرية في الج‪L‬رائم ال‪L‬تي‬
‫تمس أمن الدول ‪LL‬ة إلى ج ‪LL‬انب المح ‪LL‬اكم العادي ‪LL‬ة‪ ،‬و ذل ‪LL‬ك لض ‪LL‬مان أمن و س ‪LL‬المة الدول ‪LL‬ة وح ‪LL‬تى يمكن‬
‫الفصل فيها على وجه السرعة تحقيقا للردع العام‪.1‬‬

‫أ‪ .‬اإلختصاص‪ :‬يتحدد اإلختصاص المحلي للمحاكم العسكرية بالنظر إلى‪ :‬مكان وقوع الجريم‪LL‬ة‬
‫أو مك‪LL‬ان القبض على المتهم أو الوح‪LL‬دة ال‪LL‬تي يتبعه‪LL‬ا المتهم‪ ،‬و في حال‪LL‬ة تن‪LL‬ازع االختص‪LL‬اص تك‪LL‬ون‬
‫محكمة مكان إرتك‪L‬اب الجريم‪L‬ة هي المختص‪L‬ة‪ .‬فإختصاص‪L‬ها األص‪L‬يل يتمث‪L‬ل في النظ‪L‬ر في الج‪L‬رائم‬
‫ذات الط ‪LL‬ابع العس ‪LL‬كري‪ ،‬و ال ‪LL‬تي ال يمكن أن يرتكبه ‪LL‬ا إال عس ‪LL‬كري أو ش ‪LL‬خص مطل ‪LL‬وب ألج ‪LL‬ل أداء‬
‫خدمة لفائدة الجيش‪.‬‬

‫كم‪LL‬ا تختص ه‪LL‬ذه المح‪LL‬اكم بالفص‪LL‬ل في الج‪LL‬رائم الماس‪LL‬ة ب‪LL‬أمن الدول‪LL‬ة م‪LL‬تى تج‪LL‬اوزت م‪LL‬دة العقوب‪LL‬ة‬
‫المق‪LL‬ررة له‪LL‬ا خمس س‪LL‬نوات حبس‪LL‬ا عمال بنص الفق‪LL‬رتين األولى و الثاني‪LL‬ة من الم‪LL‬ادة ‪ 25‬من ق‪LL‬انون‬
‫القض‪LL‬اء العس‪LL‬كري ‪ .‬و تختص أيض‪LL‬ا ب‪LL‬النظر في الج ا رئم المرتكب‪LL‬ة داخ‪LL‬ل الوح‪LL‬دات العس‪LL‬كرية و‬
‫لدى المضيف و أثناء الخدمة‪.‬‬

‫أم‪L‬ا عن‪L‬د إعالن ح‪L‬التي الط‪L‬وارئ أو الحص‪L‬ار فيعت‪L‬بر إختص‪L‬اص المح‪L‬اكم العس‪L‬كرية هن‪L‬ا إختصاص‪L‬ا‬
‫إس ‪LL‬تثنائيا موقوت ‪LL‬ا به ‪LL‬اتين المرحل ‪LL‬تين إذا م ‪LL‬ا أعلنت إح ‪LL‬داهما في البالد‪ ،‬فق ‪LL‬د نص ‪LL‬ت الم ‪LL‬ادة ‪ 11‬من‬
‫المرس ‪LL‬وم الرئاس ‪LL‬ي رقم ‪ 196 / 91‬الم ‪LL‬ؤرخ في ‪ 4‬ج ‪LL‬وان ‪ 1991‬و ال ‪LL‬ذي يتض ‪LL‬من تقري ‪LL‬ر حال ‪LL‬ة‬
‫الحص‪LL‬ار على أن‪LL‬ه‪" :‬يمكن المح‪LL‬اكم العس‪LL‬كرية ط‪LL‬وال حال‪LL‬ة الحص‪LL‬ار‪ ،‬أن تخط‪LL‬ر بوق‪LL‬وع جناي‪LL‬ات أو‬
‫ج ‪LL‬رائم خط ‪LL‬يرة ت ‪LL‬رتكب ض ‪LL‬د أمن الدول ‪LL‬ة‪ ،‬مهم ‪LL‬ا ك ‪LL‬انت ص ‪LL‬فة مرتكبيه ‪LL‬ا أو المتواط ‪LL‬ئين معهم‪ ،".‬و‬

‫د أحمد أبو الروس‪ ،‬اإلرهاب و التطرف و العنف في الدول العربية‪ ،‬ص ‪ / 299‬أنظر كذلك ‪ :‬د محمود صالح‬ ‫‪1‬‬

‫العادلي‪ ،‬موسوعة القانون الجنائي لإلرهاب الجزء األول‪ ،‬ص ‪276‬‬

‫‪63‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عليه فإن اإلختصاص القضائي ه‪LL‬و من ش‪LL‬أن المح‪LL‬اكم العادي‪LL‬ة‪ ،‬إال أن‪LL‬ه يمكن للمح‪LL‬اكم العس‪LL‬كرية أن‬
‫تنظر في الجرائم المخلة بأمن الدولة مهما كانت صفة الفاعل و الشركاء‪ ،1‬و قد أك‪LL‬دت على ذل‪LL‬ك‬
‫الم ‪LL L‬ادة ‪ 10‬من المرس ‪LL L‬وم رقم ‪ 44 / 92‬م ‪LL L‬ؤرخ في ‪ 9‬فيف ‪LL L‬ري ‪ 1992‬المتض ‪LL L‬من تقري ‪LL L‬ر حال ‪LL L‬ة‬
‫الط ‪LL L‬وارئ ‪ ،‬إذ تنص على م ‪LL L‬ايلي‪" :‬يمكن تبلي ‪LL L‬غ المح ‪LL L‬اكم العس ‪LL L‬كرية ب ‪LL L‬الجرائم و الجنح الجس ‪LL L‬يمة‬
‫المرتكب ‪LL‬ة ض ‪LL‬د أمن الدول ‪LL‬ة مهم ‪LL‬ا ك ‪LL‬انت ص ‪LL‬فة المحرض ‪LL‬ين على ارتكابه ‪LL‬ا‪ ،‬أو فاعليه ‪LL‬ا أو الش ‪LL‬ركاء‬
‫فيها"‪.‬‬

‫يتض‪LL‬ح من الم‪LL‬ادتين أن‪LL‬ه يمكن تبلي‪LL‬غ أو إخط‪LL‬ار المح‪LL‬اكم العس‪LL‬كرية ب‪LL‬الجرائم الماس‪LL‬ة ب‪LL‬أمن الدول‪LL‬ة‪،‬‬
‫غير أن المرسومين لم يوضحا كيفية إخطار هذه المحاكم وال الجهة التي يمكن أن تخطره‪LL‬ا‪ ،‬فه‪LL‬ل‬
‫تخطر أو يتم إحالة الجرائم إليها من طرف أجه‪LL‬زة القض‪LL‬اء العس‪LL‬كري (قض‪LL‬اء التحقي‪LL‬ق أو النياب‪LL‬ة‬
‫العامة العسكريين)‪ ،‬أو أن يتم إخطاره‪L‬ا من ط‪L‬رف الجه‪L‬ات القض‪L‬ائية العادي‪L‬ة ؟ و هن‪L‬ا ال يتص‪L‬ور‬
‫أن يق‪LL‬وم قض‪LL‬اء تحقي‪LL‬ق و إحال‪LL‬ة ب‪LL‬التحقيق في جريم‪LL‬ة ثم يحيله‪LL‬ا إلى محكم‪LL‬ة بعينه‪LL‬ا تتب‪LL‬ع نظام‪LL‬ا‬
‫قضائيا آخر لتقوم بالمحاكمة فيها ‪.2‬‬

‫ب ‪ .‬تشكيل المحاكم العسكرية‪ :‬تتش‪LL‬كل هيئ‪LL‬ة ه‪LL‬ذه المح‪LL‬اكم من ثالث‪LL‬ة أعض‪LL‬اء هم‪ :‬رئيس يعين‬
‫من مستشاري المجالس القضائية‪،‬ويساعده قاضيان يكون أحدهما ضابط صف عندما يكون المتهم‬
‫جنديا أو ضابط صف‪ ،‬و يكون القاضيان المساعدان ضابطان من رتبة المتهم على األقل إذا ك‪LL‬ان‬
‫ض‪LL L‬ابطا‪ .‬و في حال‪LL L‬ة تع‪LL L‬دد المتهمين من ذوي ال‪LL L‬رتب و الم‪LL L‬راتب المختلف‪LL L‬ة يؤخ‪LL L‬ذ في االعتب‪LL L‬ار‬

‫صاحب أعلى رتبة و أكثر أقدميه‪ ،‬و يقصد المش‪LL‬رع من ه‪LL‬ذا التش‪LL‬كيل المختل‪LL‬ط الجم‪LL‬ع بين الداري‪LL‬ة‬
‫القانوني‪LLL‬ة في ال‪LLL‬رئيس و نظرت‪LLL‬ه المحاي‪LLL‬دة و الخ‪LLL‬برة العس ‪LL‬كرية في المس ‪LL‬اعدين‪ ،3‬و ت ا رعى في‬
‫تش ‪LL‬كيل المحكم ‪LL‬ة رتب ‪LL‬ة المتهم و مرتبت ‪LL‬ه وقت حص ‪LL‬ول الوق ‪LL‬ائع المنس ‪LL‬وبة إلي ‪LL‬ه‪ ،‬لكن الس ‪LL‬ؤال ال ‪LL‬ذي‬
‫يطرح هو بأي تشكيل تأخذ المحكمة في حالة الطوارئ؟‬

‫منتالشته شفيق‪ ،‬أليات الضبط القانوني لإلرهاب الدولي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي و العالقات‬ ‫‪1‬‬

‫الدولية عن كلية الحقوق ببن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2008-2007‬ص ‪.103‬‬
‫د محمد محمود سعيد‪ ،‬جرائم اإلرهاب أحكامها الموضوعية و إجرائات مالحقتها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫القاهرة ‪ ،1995‬ص ‪.168‬‬


‫د بوبشير محند أمقران‪ ،‬قانون اإلجرائات المدنية ‪ ،‬دار األمل للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪. 247‬‬

‫‪64‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يت‪LL‬ولى مه‪LL‬ام النياب‪LL‬ة العام‪LL‬ة أم‪LL‬ام المح‪LL‬اكم العس‪LL‬كرية وكي‪LL‬ل جمهوري‪LL‬ة عس‪LL‬كري‪ ،‬م‪LL‬ع ج‪LL‬واز تع‪LL‬يين‬
‫وكيل جمهورية مساعد‪ .‬و تؤخذ غرف‪L‬ة أو أك‪L‬ثر للتحقي‪L‬ق‪ ،‬تض‪L‬م ك‪L‬ل واح‪L‬دة قاض‪L‬يا للتحقي‪L‬ق و كاتب‪L‬ا‬
‫للض‪LL‬بط‪ .‬كم‪LL‬ا توج‪LL‬د مص‪LL‬لحة الض‪LL‬بط يرأس‪LL‬ها الض‪LL‬ابط أو ض‪LL‬ابط الص‪LL‬ف الك‪LL‬اتب األق‪LL‬دم و األعلى‬
‫رتبة‪.‬‬

‫ج‪ .‬اإلجرائ??ات الخاص??ة المتبع??ة أم??ام المح??اكم العس??كرية‪ :‬إن اإلجرائ ‪LL‬ات المتبع ‪LL‬ة خالل‬
‫التحقي‪LL‬ق و االس‪LL‬تنطاق س‪LL‬رية إال في الح‪LL‬االت ال‪LL‬تي ينص الق‪LL‬انون على خالف ذل‪LL‬ك‪ ،‬و يتعين على‬
‫كل شخص يشترك في المداوالت أن يحافظ على السر المهني ‪.‬‬

‫بقاء أوامر التوقيف و اإليداع في السجن سارية المفعول لحين البت في القضية ‪.1‬‬

‫يت‪LL L‬ولى المتهم بنفس‪LL L‬ه اختي‪LL L‬ار الم‪LL L‬دافع عن‪LL L‬ه ‪ ،‬و في حال‪LL L‬ة تع‪LL L‬ذر ذل‪LL L‬ك يتعين على قاض‪LL L‬ي التحقي‪LL L‬ق‬
‫العس ‪LL‬كري عن ‪LL‬د مث ‪LL‬ول المتهم ألول م ‪LL‬رة أمام ‪LL‬ه أن يعين ل ‪LL‬ه م ‪LL‬دافعا بص ‪LL‬فة تلقائي ‪LL‬ة ‪ ،‬و هن ‪LL‬ا يحتف ‪LL‬ظ‬
‫المتهم بحقه في اختيار مدافع آخ‪L‬ر‪ .‬و يت‪L‬ولى مهم‪L‬ة ال‪L‬دفاع مح‪L‬امون مقي‪L‬دون في منظم‪L‬ة المح‪L‬امين‬
‫أو عسكري مقبول من السلطة العسكرية ‪.‬‬

‫ولقد تم انتق‪L‬اد إحال‪L‬ة قض‪L‬ايا أمن الدول‪L‬ة ‪ -‬و بالخص‪L‬وص قض‪L‬ايا اإلره‪L‬اب إلى القض‪L‬اء العس‪L‬كري؛‬
‫ألنه‬

‫ال يستقيم مع الواقع أو القانون و ذلك لألسباب التالية ‪:‬‬

‫أنه ال يشترط في أعضاء المحاكم العسكرية أن يكونوا مؤهلين من الناحية القانوني‪LL‬ة ؛ أي أن ض‪LL‬م‬
‫العنصر العسكري إلى هيئة الحكم دون إشتراط أن يكونوا من القضاة العسكريين ‪ ،‬ما يعني أنه‬
‫يعه‪LL L‬د بالفص‪LL L‬ل في الج‪LL L‬رائم الخط‪LL L‬يرة إلى من ليس‪LL L‬ت لهم ص‪LL L‬فة القض‪LL L‬اة ‪ ،2‬ألن‪LL L‬ه لم يش‪LL L‬ترط ت‪LL L‬وفر‬
‫الم‪LL L‬ؤهالت الالزم‪LL L‬ة لقي‪LL L‬امهم بالقض‪LL L‬اء من جه‪LL L‬ة ‪ ،‬ومن جه‪LL L‬ة أخ‪LL L‬رى ع‪LL L‬دم تمتعهم باالس‪LL L‬تقالل في‬
‫مواجه ‪LL‬ة القي ‪LL‬ادات العس ‪LL‬كرية‪ ،‬وبالت ‪LL‬الي ع ‪LL‬دم ت ‪LL‬وفرهم على الح ‪LL‬د األدنى من الض ‪LL‬مانات ال ‪LL‬تي يتعين‬
‫توافرها فيمن يقوم بالقضاء وفي ذلك إخالل بمبدأ القاضي الطبيعي‪.3‬‬

‫بإستثناء األحوال المنصوص عليها في المواد ‪ , 121 , 108 , 105 , 93‬من القضاء العسكري ‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫أنظر ‪ :‬د تامر أحمد عزات ‪ ,‬الحماية الجنائية ألمن الدولة الداخلي ‪ ,‬ص ‪. 342‬‬ ‫‪22‬‬

‫د مدحت رمضان ‪ ,‬جرائم اإلرهاب ‪ ,‬ص ‪. 214‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪65‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن الدستور لم يفرق بين الظروف االس‪L‬تثنائية و الظ‪L‬روف العادي‪L‬ة عن‪L‬دما ق‪L‬رر اختص‪L‬اص القاض‪L‬ي‬
‫الطبيعي بنظر جرائم القانون العام‪.1‬‬

‫إن القوانين االستثنائية و التي أعطت االختصاص له‪L‬ذه المح‪L‬اكم عكس‪L‬ت اتجاه‪L‬ا إليج‪L‬اد ن‪L‬وع معين‬
‫من المحاكم‪LL L L‬ة الجنائي‪LL L L‬ة الموازي‪LL L L‬ة ‪ ،‬و ال‪LL L L‬تي تتم‪LL L L‬يز بمجموع‪LL L L‬ة من الف‪LL L L‬روق عن النظ‪LL L L‬ام الع‪LL L L‬ام‬
‫للمحاكم‪LL L‬ة‪ ، 2‬وب‪LL L‬ذلك تث‪LL L‬ور ش‪LL L‬بهة المس‪LL L‬اس بالقض‪LL L‬اء الط‪LL L‬بيعي ألن ه‪LL L‬ذه المح‪LL L‬اكم أق‪LL L‬ل ض‪LL L‬مانا من‬
‫المحاكم العادية‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬المجالس القضائية الخاصة بمحاكمة مرتكبي الجرائم اإلرهابية‬

‫بع ‪LL‬د اس ‪LL‬تفحال ظ ‪LL‬اهرة التقتي ‪LL‬ل و تخ ‪LL‬ريب الممتلك ‪LL‬ات العام ‪LL‬ة و الخاص ‪LL‬ة في بداي ‪LL‬ة التس ‪LL‬عينات س ‪LL‬ن‬
‫المش ‪LL L‬رع المرس ‪LL L‬وم التش ‪LL L‬ريعي رقم ‪ 03 / 92‬الم ‪LL L‬ؤرخ في ‪ 30‬س ‪LL L‬بتمبر ‪ 1992‬لمكافح ‪LL L‬ة ه ‪LL L‬ذه‬
‫الج ‪LL‬رائم ‪ ،‬وال ‪LL‬تي أطل ‪LL‬ق عليه ‪LL‬ا مص ‪LL‬طلح " اإلره ‪LL‬اب و التخ ‪LL‬ريب "‪ ،‬و بموجب ‪LL‬ه اس ‪LL‬تحدثت مج ‪LL‬الس‬
‫قضائية خاصة لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم الماسة بأمن الدول‪LL‬ة و الس‪LL‬المة الترابي‪LL‬ة و إس‪LL‬تقرار‬
‫المؤسس ‪LL‬ات و س ‪LL‬يرها الع ‪LL‬ادي‪ .‬وق ‪LL‬د تم تع ‪LL‬ديل ه ‪LL‬ذا المرس ‪LL‬وم بم ‪LL‬وجب مرس ‪LL‬وم تش ‪LL‬ريعي آخ ‪LL‬ر رقم‬
‫‪ 93/05‬مؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪.1993‬‬

‫‪ .1‬األختص?اص القض?ائي له?ذه المج?الس القض?ائية‪ :‬ص‪LL‬در المرس‪LL‬وم التنفي‪LL‬ذي رقم ‪/ 92‬‬
‫‪ 387‬م‪LL‬ؤرخ في ‪ 20‬أكت‪LL‬وبر ‪ 1992‬ال‪LL‬ذي يح‪LL‬دد المق‪LL‬ر واالختص‪LL‬اص اإلقليمي للمج‪LL‬الس القض‪LL‬ائية‬
‫الخاص‪LLL‬ة ‪ ،4‬فطبق‪LLL‬ا للم‪LLL‬ادة الثاني‪LLL‬ة من ه‪LLL‬ذا المرس‪LLL‬وم توج ‪LL‬د ثالث مج ‪LL‬الس قض‪LL L‬ائية على المس‪LLL‬توى‬
‫الوط ‪LL L‬ني تعق ‪LL L‬د جلس ‪LL L‬اتها على الت ‪LL L‬والي بمدين ‪LL L‬ة الجزائ ‪LL L‬ر و وه ‪LL L‬ران و قس ‪LL L‬نطينة‪ ،‬و علي ‪LL L‬ه ف ‪LL L‬إن‬
‫االختصاص المحلي لهذه المجالس طبقا للمواد ‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪ 5‬من هذا المرسوم ‪.‬‬

‫أنظر‪ :‬د عصام عبد الفتاح عبد السميع مطر ‪ ,‬الجريمة اإلرهابية ‪ ,‬ص ‪.444‬‬ ‫‪41‬‬

‫أنظر ‪ :‬د محمود أبو الفتح الغنام ‪ ,‬اإلرهاب و تشريعات المكافحة في الدول الديمقراطية ‪ ,‬ص ‪. 142‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنظر ‪ :‬د أحمد محمد عبد الوهاب ‪ ,‬الجريمة السياسية دراسة مقارنة من نطاق التجريد القانوني إلى مجال التطبيق‬ ‫‪3‬‬

‫العملي ‪ ,‬ص ‪.286‬‬


‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 387 / 92‬مؤرخ في ‪ 20‬أكتوبر ‪ 1992‬الذي يحدد المقر و اإلختصاص اإلقليمي للمجالس‬ ‫‪4‬‬

‫القضائية الخاصة المحدثة بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 03 / 92‬المؤرخ في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1992‬و المتعلق بمكافحة‬
‫التخريب و اإلرهاب ‪ ,‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 76‬الصادرة بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر ‪. 1992‬‬

‫‪66‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما عن اختصاصها النوعي فيتمثل في النظ‪LL‬ر في الج‪LL‬رائم الموص‪LL‬وفة بأفع‪LL‬ال إرهابي‪LL‬ة أو تخريبي‪LL‬ة‬
‫ال‪LL‬واردة بالفص‪LL‬ل األول في المرس‪LL‬وم رقم ‪ 92/03‬و المرتكب‪LL‬ة من ط‪LL‬رف األش‪LL‬خاص الب‪LL‬الغين‪ ،‬كم‪LL‬ا‬
‫يمتد اختصاصها للنظر في هذه الجرائم و التي ترتكب من طرف القصر الب‪LL‬الغين من العم‪LL‬ر ‪16‬‬
‫سنة ‪ ،‬و الذين يستفيدون من أحكام المادة ‪ 50‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫و ق‪LL‬د يتف‪LL‬ق ذل‪LL‬ك م‪LL‬ع سياس‪LL‬ة المش‪LL‬رع في معامل‪LL‬ة الح‪LL‬دث ال‪LL‬ذي ارتكب جريم‪LL‬ة إرهابي‪LL‬ة بش‪LL‬يء من‬
‫الشدة والحزم ‪ ،‬حتى يعود إلى صفوف المواطنين الصالحين‪.1‬‬

‫‪ -2‬تش??كيل ه??ذه المج??الس‪ :‬لق ‪LL‬د ح ‪LL‬دد ك ‪LL‬ل من المرس ‪LL‬وم التش ‪LL‬ريعي رقم ‪ 92/03‬و المرس ‪LL‬وم‬
‫التشريعي رقم ‪ 05 / 93‬المعدل له‪ ،‬تشكيل المجالس القض‪LL‬ائية الخاص‪LL‬ة‪ ،‬حيث يتش‪L‬كل ك‪L‬ل مجلس‬
‫قضائي خاص من جهة حكم و جهة تحقيق‪:‬‬

‫أ‪ .‬جه??ة الحكم‪ :‬حيث يتك‪LL L‬ون ك‪LL L‬ل مجلس قض‪LL L‬ائي من غرف‪LL L‬تين للحكم على األق‪LL L‬ل تؤس‪LL L‬س ه‪LL L‬ذه‬
‫الغرف بقرار من وزير العدل‪ ،‬تضم كل واحدة منه‪L‬ا طبق‪L‬ا للم‪L‬ادة ‪ 12‬من المرس‪L‬وم التش‪L‬ريعي رقم‬
‫‪ , 92/03‬خمس قضاة منهم ال‪L‬رئيس و أرب‪L‬ع مس‪L‬اعدين يتم تنص‪L‬يبهم من ط‪L‬رف وزي‪L‬ر الع‪L‬دل‪ .‬كم‪L‬ا‬
‫ك ‪LL‬انت تض ‪LL‬م ك ‪LL‬ل غرف ‪LL‬ة – على س ‪LL‬بيل االس ‪LL‬تخالف ‪ -‬رئيس آخ ‪LL‬ر و من ‪ 4‬إلى ‪ 10‬مس ‪LL‬اعدين ‪ ،‬و‬
‫هذا األمر ال نجده في نفس المادة المعدلة بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ ، 05/ 93‬إذ لم تنص‬
‫على القضاة المعينين على سبيل االستخالف ‪.‬‬

‫ب‪ .‬جهة التحقيق‪ :‬تنش‪LL‬أ ل‪LL‬دى المجلس القض‪LL‬ائي الخ‪LL‬اص يعين قض‪LL‬اتها من بين قض‪LL‬اة الحكم ‪،‬‬
‫إلى جانب وج‪L‬ود غرف‪L‬ة مراقب‪L‬ة التحقي‪L‬ق‪ ،‬إذ تض‪L‬م ه‪L‬ذه األخ‪L‬يرة رئيس و مس‪L‬اعدين اث‪L‬نين ‪ ،‬حيث‬
‫ينص‪LLL‬ب المس‪LLL‬اعدين ب‪LLL‬أمر من رئيس المجلس القض‪LLL‬ائي الخ ‪LL‬اص ‪ .‬باإلض ‪LL‬افة إلى إحت‪LLL‬واء المجلس‬
‫على مصلحة لكتابة الضبط يتم تعيين كتاب الضبط فيها بموجب قرار صادر عن وزير العدل‪.‬‬

‫يوضع المجلس القضائي الخاص تحت رئاسة قاض يساعده ن‪LL‬ائب رئيس‪ ،‬إذ يتم تعيينهم‪LL‬ا و تع‪LL‬يين‬
‫رئيس غرف ‪LL‬ة المراقب ‪LL‬ة و مس ‪LL‬اعداه و ك ‪LL‬ذا الن ‪LL‬ائب الع ‪LL‬ام و رؤس ‪LL‬اء الغ ‪LL‬رف و مس ‪LL‬اعدوهم بم ‪LL‬وجب‬
‫مرس‪LL‬وم رئاس‪LL‬ي ال ينش‪LL‬ر بن‪LL‬اء على إق‪LL‬تراح من وزي‪LL‬ر الع‪LL‬دل‪ ،‬أم‪LL‬ا بقي‪LL‬ة القض‪LL‬اة فيعين‪LL‬ون بم‪LL‬وجب‬

‫د أحمد أبو الروس ‪ ,‬اإلرهاب و التطرف و العنف في الدول العربية ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪ / 299‬أنظر أيضا ‪ :‬د محمد‬ ‫‪1‬‬

‫صالح العادلي ‪ ,‬موسوعة القانون الجنائي لإلرهاب الجزء األول ‪ ,‬ص ‪. 260‬‬

‫‪67‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قرار غ‪L‬ير منش‪L‬ور يتخ‪L‬ذه وزيرالع‪L‬دل‪ .‬وفي حال‪L‬ة إفش‪L‬اء هوي‪L‬ة ه‪L‬ؤالء القض‪L‬اة فإن‪L‬ه يتم معاقب‪L‬ة من‬
‫قام باإلفشاء بالحبس من سنتين الى خمس سنوات‪.1‬‬

‫‪ .3‬اإلجرائات المتبعة أمام المجالس القضائية الخاصة ‪ :‬تنص الم‪LL‬ادة ‪ 18‬من المرس‪LL‬وم‬
‫التش ‪LL‬ريعي رقم ‪ 92/03‬على أن اإلجرائ ‪LL‬ات المعم ‪LL‬ول به ‪LL‬ا أم ‪LL‬ام المج ‪LL‬الس القض ‪LL‬ائية الخاص ‪LL‬ة هي‬
‫نفس األحك ‪LL‬ام المنص ‪LL‬وص عليه ‪LL‬ا في ق ‪LL‬انون اإلجرائ ‪LL‬ات الجزائي ‪LL‬ة ‪ ،2‬غ ‪LL‬ير أن المش ‪LL‬رع في ك ‪LL‬ل من‬
‫المرسومين التشريعيين رقم ‪ 92/03‬و ‪ - 93/05‬قد خص هذه الجهة القضائية باستثناءات تتمثل‬
‫في مايلي ‪:‬‬

‫أ‪ .‬بالنسبة للحق في الدفاع‪ :‬ف‪LL‬إن توكي‪LL‬ل مح‪LL‬امي يخض‪LL‬ع للموافق‪LL‬ة القطعي‪LL‬ة من المتهم‪ ،‬م‪LL‬ا ع‪LL‬دا‬
‫في حالة تعيينه تلقائيا‪ ،‬و في جميع الحاالت فإن التوكي‪LL‬ل يخض‪LL‬ع إلعتم‪LL‬اد رئيس المجلس القض‪LL‬ائي‬
‫الخاص ‪ .‬و في حالة غي‪L‬اب المح‪L‬امي أو تخلي‪L‬ه عن المتهم ألي س‪L‬بب من األس‪L‬باب أو بس‪L‬بب إلغ‪L‬اء‬
‫توكيل‪L‬ه أو ط‪L‬رده من الجلس‪L‬ة ‪ -‬ح‪L‬ال انعق‪L‬اد الجلس‪L‬ة ‪ -‬ف‪L‬إن رئيس الجلس‪L‬ة يعين ل‪L‬ه محامي‪L‬ا آخ‪L‬ر‪ .‬و‬
‫طبق‪LL L‬ا للم‪LL L‬ادة ‪ 24‬مك‪LL L‬رر المض‪LL L‬افة بالمرس‪LL L‬وم التش‪LL L‬ريعي رقم ‪ 93/05‬ال يج‪LL L‬وز للمح‪LL L‬امي المعين‬
‫تلقائي‪LL‬ا أو في إط‪LL‬ار المس‪LL‬اعدة القض ‪LL‬ائية أن ينس‪LL‬حب و إال تع‪LL‬رض للعقوب‪LL‬ات التأديبي‪LL‬ة‪ ،‬ماع‪LL‬دا في‬
‫حاالت القوة الق‪L‬اهرة‪ .‬و في حال‪L‬ة إخالل أح‪L‬د الم‪L‬دافعين باإللتزام‪L‬ات المهني‪L‬ة أثن‪L‬اء الجلس‪L‬ة ‪ ،‬يمكن‬
‫للجه‪LL‬ة القض‪LL‬ائية ال‪LL‬تي بي‪LL‬دها القض‪LL‬ية أن تردع‪LL‬ه بن‪LL‬اء على إلتم‪LL‬اس النياب‪LL‬ة العام‪LL‬ة فتطب‪LL‬ق علي‪LL‬ه أح‪LL‬د‬
‫العقوب ‪LL L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L‬ات األتي ??????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????ة‪:‬‬
‫الطرد المؤقت أو النهائي من الجلسة المنعقدة‪.‬‬

‫المنع المؤقت من ممارسة المهنة من ثالث أشهر الى سنة ‪.‬‬

‫فيما يتعلق بآجال الفصل في القضايا‪ :‬فلقد نصت المادة ‪ 29‬من المرسوم التش‪LL‬ريعي رقم ‪،92/03‬‬
‫على وج‪LL‬وب ص‪LL‬دور حكم المجلس القض‪LL‬ائي الخ‪LL‬اص في القض‪LL‬ايا المحال‪LL‬ة إلي‪LL‬ه‪ ،‬خالل الش‪LL‬هر ال‪LL‬ذي‬
‫يلي ق ‪LL‬رار اإلحال ‪LL‬ة من غرف ‪LL‬ة مراقب ‪LL‬ة التحقي ‪LL‬ق‪ .‬و ه ‪LL‬و األم ‪LL‬ر ال ‪LL‬ذي ال نج ‪LL‬ده مح ‪LL‬ددا في الج ‪LL‬رائم‬

‫أنظر‪ :‬المواد من ‪ 11‬إلى ‪ 17‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 92/03‬المعدل بالمرسوم التشريعي رقم ‪. 93/05‬‬ ‫‪1‬‬

‫تنص المادة ‪ 18‬من المرسوم التشريعي ‪ 92/03‬على مايلي ‪ ":‬تطبق قواعد اإلجرائات الجزائية المتعلقة بالتحقيق‬ ‫‪12‬‬

‫اإلبتدائي و ممارسة الدعوى العمومية و التحقيق و النطق بالحكم ‪ ,‬على الجنايات و الجنح التي تعود إلى إختصاص‬
‫المجلس القضائي الخاص ‪ ,‬مع مراعاة األحكام األتية أدناه" ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العادية‪ ،‬مما يجعل القاض‪L‬ي ملزم‪L‬ا بالفص‪L‬ل في القض‪L‬ايا خالل المهل‪L‬ة المح‪L‬ددة فال يعتم‪L‬د ب‪L‬ذلك على‬
‫التأجيل ‪.‬‬

‫و فيم ‪LL‬ا يخص س ‪LL‬ير الجلس ‪LL‬ات‪ :‬ف ‪LL‬إن جلس ‪LL‬ات المجلس القض ‪LL‬ائي الخ ‪LL‬اص علني ‪LL‬ة ‪ ،‬إال أن ‪LL‬ه يمكن أن‬
‫يق‪LL‬رر تلقائي‪LL‬ا أو بطلب من النياب‪LL‬ة العام‪LL‬ة إج‪LL‬راء ك‪LL‬ل المرافع‪LL‬ات أو ج‪LL‬زء منه‪LL‬ا في جلس‪LL‬ة مغلق‪LL‬ة‪،‬‬
‫لكن النطق بالقرارات يكون دائما في جلسة علنية ‪.‬‬

‫و يك‪LL‬ون ل‪LL‬رئيس المجلس القض‪LL‬ائي الخ‪LL‬اص الس‪LL‬لطات المنص‪LL‬وص عليه‪LL‬ا في الم‪LL‬ادة ‪ 286‬من ق إ‬
‫ج‪ ،‬ه ‪LL‬ذا يع ‪LL‬ني أن ل ‪LL‬ه اتخ ‪LL‬اذ أي إج ‪LL‬راء ي ‪LL‬راه مناس ‪LL‬با إلظه ‪LL‬ار الحقيق ‪LL‬ة ‪ .‬و طبق ‪LL‬ا للم ‪LL‬ادة ‪ 31‬من‬
‫المرس‪LL‬وم التش‪LL‬ريعي رقم ‪ 93/05‬المع‪LL‬دل و المتمم للمرس‪LL‬وم الش‪LL‬ريعي رقم ‪ , 92/03‬فإن‪LL‬ه يمكن‬
‫لرئيس الجلسة في حالة الشغب أن يأمر بطرد أحد األطراف أو أي شخص آخر مؤقتا أو نهائيا‬
‫بإستعمال جميع الطرق القانونية‪.‬‬

‫غ‪LL‬ير أن الم‪LL‬ادة ‪ 33‬من المرس‪LL‬وم التش‪LL‬ريعي رقم ‪ , 92/03‬فق‪LL‬د إس‪LL‬تبعدت تط‪LL‬بيق الم‪LL‬ادتين ‪ 307‬و‬
‫‪ 309‬من ق إ ج في مج ‪LL L L L‬ال الج ‪LL L L L‬رائم اإلرهابي ‪LL L L L‬ة و التخريبي ‪LL L L L‬ة؛ حيث تخص األولى االقتن ‪LL L L L‬اع‬
‫الشخص ‪LL‬ي لقاض ‪LL‬ي محكم ‪LL‬ة الجناي ‪LL‬ات ‪ .‬أم ‪LL‬ا الم ‪LL‬ادة الثاني ‪LL‬ة فتتن ‪LL‬اول إجرائ ‪LL‬ات المداول ‪LL‬ة و المتعلق ‪LL‬ة‬
‫بالتص ‪LL L‬ويت في أو راق س ‪LL L‬رية بواس ‪LL L‬طة اق ‪LL L‬تراع على ح ‪LL L‬دى عن ك ‪LL L‬ل س ‪LL L‬ؤال موض ‪LL L‬وع ‪ ،‬وعن‬
‫الظروف المخففة‪ ،‬و عن األحكام التي‬

‫تص ‪LL‬در باألغلبي ‪LL‬ة ‪ ،....‬و علي ‪LL‬ه ف ‪LL‬إن ه ‪LL‬ذه الم ‪LL‬ادة عن ‪LL‬د اس ‪LL‬تبعادها للم ‪LL‬ادة ‪ 309‬من ق إ ج لم ت ‪LL‬أت‬
‫بطريقة بديل‪L‬ة يعتم‪L‬دها القض‪L‬اء لجم‪L‬ع األص‪L‬وات قص‪L‬د توقي‪L‬ع اإلدان‪L‬ة أو منح ال‪L‬براءة على أساس‪L‬ها‪.‬‬
‫و لكن المش‪LL‬رع ق‪LL‬د تراج‪LL‬ع عن موقف‪LL‬ه ه‪LL‬ذا بم‪LL‬وجب المرس‪LL‬وم التش‪LL‬ريعي رقم‪ 93/05‬ونص على‬
‫تط‪LL‬بيق الم‪LL‬ادة ‪ 309‬من ق إ ج باس‪LL‬تثناء األحك‪LL‬ام المتعلق‪LL‬ة بالتص‪LL‬ويت ال‪LL‬ذي يتم برف‪LL‬ع الي‪LL‬د‪ ،‬ويق‪LL‬وم‬
‫رئيس الجلسة بتوقيع ورقة األسئلة ‪.‬‬

‫و فيم‪LL L L‬ا يتعل‪LL L L‬ق في الطعن باألحك‪LL L L‬ام ‪ :‬فإن‪LL L L‬ه عن‪LL L L‬دما يص‪LL L L‬در المجلس ق‪LL L L‬رارا غيابي‪LL L L‬ا يك‪LL L L‬ون ق‪LL L L‬ابال‬
‫للمعارض‪LL‬ة‪ ،‬و ال‪LL‬تي تخض‪LL‬ع ألحك‪LL‬ام الم‪LL‬واد من ‪ 409‬إلى ‪ 415‬من ق إ ج ‪ .‬كم‪LL‬ا تك‪LL‬ون ق‪LL‬رارات‬
‫المجلس قابل‪L‬ة للطعن ب‪L‬النقض‪ ،‬وهن‪L‬ا و بم‪L‬وجب المرس‪L‬وم التش‪L‬ريعي ‪ 93/05‬فإن‪L‬ه يج‪L‬وز للمحكم‪L‬ة‬
‫العلي‪LL‬ا منح ط‪LL‬الب الطعن مهل‪LL‬ة ال تتج‪LL‬اوز ثماني‪LL‬ة أي‪LL‬ام ‪ -‬من ت‪LL‬اريخ التص ‪LL‬ريح ب‪LL‬الطعن ‪ -‬لتوكي‪LL‬ل‬
‫محام عنه أو لطلب المساعدة القضائية ‪ ،‬حيث يكون المحامي معتمد ل‪LL‬دى ه‪LL‬ذه األخ‪LL‬يرة‪ ،‬و بالت‪LL‬الي‬

‫‪69‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يجب أن يودع المحامي المذكرة في أجل عشرين يوم‪LL‬ا ابت‪LL‬داء من ت‪LL‬اريخ تبلي‪LL‬غ الق‪L‬رار و إال وقعت‬
‫تحت طائلة الرفض ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاص القضاء العادي بنظر الجرائم اإلرهابية‬

‫إس‪LL‬تجابة لالنتق‪LL‬ادات العدي‪LL‬دة الموجه‪LL‬ة داخ‪LL‬ل و خ‪LL‬ارج البالد إلى س‪LL‬ير المج‪LL‬الس القض‪LL‬ائية الخاص‪LL‬ة‬
‫بقمع جرائم اإلرهاب‪ ،‬و بإعتبار أن الجهات القضائية االستثنائية تنشأ لف‪LL‬ترة معين‪LL‬ة من ال‪LL‬زمن‪ ،‬و‬
‫هك ‪LL‬ذا فق ‪LL‬د ألغيت المج ‪LL‬الس القض ‪LL‬ائية الخاص ‪LL‬ة و حلت محله ‪LL‬ا جه ‪LL‬ات قض ‪LL‬ائية عادي ‪LL‬ة ‪ ،1‬فلق ‪LL‬د ق ‪LL‬رر‬
‫المش‪LL‬رع التخفي‪LL‬ف ال التش‪LL‬ديد على المتهمين في ج‪LL‬رائم إرهابي‪LL‬ة عن‪LL‬دما أس‪LL‬ند إلى المح‪LL‬اكم العادي‪LL‬ة‬
‫االختص‪LL L‬اص بنظ‪LL L‬ر ه‪LL L‬ذه الج ‪L L‬رائم ‪ .‬و ذل‪LL L‬ك عن طري‪LL L‬ق إلغ‪LL L‬اء المرس‪LL L‬وم التش‪LL L‬ريعي رقم ‪92/03‬‬
‫باألمرين التشريعيين رقم ‪ 95/11‬المؤرخين في ‪ 25‬فيفري ‪ ، 1995‬حيث أدمج المرس‪L‬وم األول‬
‫اإلجرائات الخاصة بمكافحة اإل رهاب في قانون اإلجرائات الجزائية ‪.‬‬

‫أم‪LL‬ا المرس‪LL‬وم الث‪LL‬اني فق‪LL‬د أدمج الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة في ق‪LL‬انون العقوب‪LL‬ات‪ ،‬و علي‪LL‬ه أوك‪LL‬ل لمح‪LL‬اكم‬
‫الجنايات اإلختصاص بنظر الجرائم اإلرهابية و في مرحل‪L‬ة ثاني‪L‬ة و بم‪L‬وجب المرس‪L‬وم التنفي‪L‬ذي‬
‫رقم ‪ 06/348‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ 2006‬تم تمديد االختصاص المحلي لبعض المح‪LL‬اكم و ال‪LL‬تي‬
‫أطل‪LL‬ق عليه‪LL‬ا اس‪LL‬م األقط‪LL‬اب الجزائي‪LL‬ة المتخصص‪LL‬ة ‪ ،2‬أين أس‪LL‬ند إليه‪LL‬ا النظ‪LL‬ر في الج‪LL‬رائم الخط‪LL‬يرة‬
‫والمعق ‪LL L‬دة ‪ ،‬ومن ه ‪LL L‬ذه الج ‪LL L‬رائم الجريم ‪LL L‬ة اإلرهابي ‪LL L‬ة دون أن ي ‪LL L‬نزع االختص ‪LL L‬اص عن محكم ‪LL L‬ة‬
‫الجنايات ‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬إختصاص محكمة الجنايات بنظر الجرائم اإلرهابية‬

‫بع ‪LL‬د إدم ‪LL‬اج القواع ‪LL‬د اإلجرائي ‪LL‬ة الخاص ‪LL‬ة بمكافح ‪LL‬ة اإل ره ‪LL‬اب في ق ‪LL‬انون اإلجرائ ‪LL‬ات الج زائي ‪LL‬ة ‪،‬‬
‫أص‪LL‬بح من إختص‪LL‬اص محكم‪LL‬ة الجناي‪LL‬ات النظ‪LL‬ر في الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة ‪ ،‬إذ تنص الم‪LL‬ادة ‪ 248‬من‬
‫ق‪ .‬إ‪ .‬ج المعدل‪LL L‬ة بم‪LL L‬وجب األم‪LL L‬ر رقم ‪ 95/10‬الم‪LL L‬ؤرخ في ‪ 25‬فيف‪LL L‬يري ‪ 1995‬على م‪LL L‬ايلي‪" :‬‬
‫تعت‪LL‬بر محكم‪LL‬ة الجناي‪LL‬ات الجه‪LL‬ة القض‪LL‬ائية المختص‪LL‬ة بالفص‪LL‬ل في األفع‪LL‬ال الموص‪LL‬وفة جناي‪LL‬ات و ك‪LL‬ذا‬

‫جياللي بغدادي ‪ ،‬التحقيق القضائي دراسة مقارنة نظرية و تطبيقية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ديوان الوطني لألشغال التربوية ‪،‬‬ ‫‪11‬‬

‫الجزائر ‪ 1999‬ص ‪.34‬‬


‫‪ 22‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348 / 06‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ 2006‬المتضمن تمديد اإلختصاص المحلي لبعض المحاكم‬
‫ووكالء الجمهورية و قضاة التحقيق ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ 63‬الصادرة بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪. 2006‬‬

‫‪70‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجنح و المخالف‪LL‬ات المرتبط‪LL‬ة به‪LL‬ا والج‪LL‬رائم الموص‪LL‬وفة بأفع‪LL‬ال إرهابي‪LL‬ة أو تخريبي‪LL‬ة المحال‪LL‬ة إليه‪LL‬ا‬
‫بقرار نهائي من غرفة اإلتهام‪ ".‬و قد انتهج المشرع الجزائري نهج المشرع الفرنس‪LL‬ي حين أوك‪LL‬ل‬
‫إلى المح ‪LL L‬اكم العادي ‪LL L‬ة االختص ‪LL L‬اص بنظ ‪LL L‬ر الج ‪LL L‬رائم اإلرهابي ‪LL L‬ة ‪ ،‬ممايؤك ‪LL L‬د رغبت ‪LL L‬ه في ع ‪LL L‬دم عق ‪LL L‬د‬
‫اإلختصاص بنظر هذه الجرائم لقضاء إستثنائي‪.‬‬

‫‪ .1‬اإلختصاص القضائي لمحكم?ة الجناي?ات‪ :‬يق‪LL‬وم إختص‪LL‬اص محكم‪LL‬ة الجناي‪LL‬ات على ثالث‬

‫معايير تتمثل في‪ :‬اإلختصاص المحلي و النوعي و الشخصي‪:‬‬

‫أ‪ .‬اإلختص??اص المحلي‪ :‬لمحكم ‪LL‬ة الجناي ‪LL‬ات مرتب ‪LL‬ط بإختص ‪LL‬اص غرف ‪LL‬ة اإلته ‪LL‬ام ال ‪LL‬تي تنتمي إلى‬
‫نفس الجه‪LL‬ة القض‪LL‬ائية ؛ أي إلى نفس المجلس القض‪LL‬ائي إذ ال تك‪LL‬ون محكم‪LL‬ة الجناي‪LL‬ات مختص‪LL‬ة إال‬
‫ب‪LL‬النظر في الجناي‪LL‬ات المحال‪LL‬ة إليه‪LL‬ا بم‪LL‬وجب ق‪LL‬رار اإلحال‪LL‬ة الص‪LL‬ادر عن غرف‪LL‬ة اإلته‪LL‬ام طبق‪LL‬ا للم‪LL‬ادة‬
‫‪ 248‬من ق إ جزائي ‪LL L‬ة‪ ،‬و بالت ‪LL L‬الي ف ‪LL L‬إن اإلختص ‪LL L‬اص اإلقليمي له ‪LL L‬ا ال يتج ‪LL L‬اوز دائ ‪LL L‬رة إختص ‪LL L‬اص‬
‫المجلس القض‪LL L‬ائي حيث تنص الم‪LL L‬ادة ‪ 252‬من ق إ جزائي‪LL L‬ة على أن‪LL L‬ه‪ " :‬تعق ‪LL‬د محكم‪LL L‬ة الجناي‪LL L‬ات‬
‫جلس‪LL L‬تها بمق‪LL L‬ر المجلس القض‪LL L‬ائي"‪ ،‬غ‪LL L‬ير أن‪LL L‬ه يج‪LL L‬وز له‪LL L‬ا أن تنعق‪LL L‬د في أي مك‪LL L‬ان آخ‪LL L‬ر من دائ‪LL L‬رة‬
‫اإلختصاص و ذلك بقرار من وزير العدل ‪.‬‬

‫ب‪ .‬اإلختصاص ??ها الن ??وعي‪ :‬فإنه ‪LL L‬ا تعت ‪LL L‬بر الجه ‪LL L‬ة القض ‪LL L‬ائية المختص ‪LL L‬ة بالفص ‪LL L‬ل في األفع ‪LL L‬ال‬
‫الموصوفة جنايات و كذا الجنح و المخالفات المرتبط‪L‬ة به‪L‬ا ‪ ،‬كم‪L‬ا أس‪L‬ند إليه‪L‬ا اإلختص‪LL‬اص بالفص‪LL‬ل‬
‫في الجرائم اإلرهابية أو التخريبية المحالة إليها بقرار نهائي من غرف‪LL‬ة االته‪LL‬ام ‪ .‬وتختص أيض‪LL‬ا‬
‫بالفص ‪LL L‬ل في ال ‪LL L‬دعوى المدني ‪LL L‬ة التبعي ‪LL L‬ة م ‪LL L‬تى وج ‪LL L‬د م ‪LL L‬دع م ‪LL L‬دني‪ .1‬كم ‪LL L‬ا تختص بالفص ‪LL L‬ل في طلب‬
‫التعويض الذي يقدمه المتهم المحكوم ببرائته ضد المدعي المدني ‪.‬‬

‫ج‪ .‬االختص??اص الشخص??ي‪ :‬فطبق ‪LL‬ا للم ‪LL‬ادة ‪ 249‬من ق إ ج تختص محكم ‪LL‬ة الجناي ‪LL‬ات بالفص ‪LL‬ل‬
‫في الجنايات ال‪L‬تي يرتكبه‪L‬ا الب‪L‬الغون س‪L‬ن الرش‪L‬د و ه‪L‬و ‪ 18‬س‪L‬نة كامل‪L‬ة ي‪L‬وم إرتك‪L‬اب الجريم‪L‬ة طبق‪L‬ا‬
‫للمادتين ‪ 442‬و ‪ 443‬من ق إ ج ‪.‬‬

‫‪ -11‬طبقا للمادة ‪ 3‬من ق إ ج ‪ ،‬و التي نصت على جواز مباشرة الدعوى المدنية مع الدعوى العمومية في وقت واحد أمام‬
‫الجهة القضائية نفسها ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبمناسبة تعديل المادة ‪ 249‬من ق إ ج باألمر رقم ‪ 10/ 95‬فإنه تم إضافة فقرة ثانية لهذه الم‪LL‬ادة‬
‫‪ ،1‬إذ أس‪LL‬ند بموجبه‪LL‬ا لمحكم‪LL‬ة الجناي‪LL‬ات االختص‪LL‬اص بنظ‪LL‬ر الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة المرتكب‪LL‬ة من القص‪LL‬ر‬
‫البالغين من العمر ‪ 16‬سنة كاملة و المحالين إليها بقرار نهائي من غرف‪LL‬ة االته‪LL‬ام ‪ ،‬و ه‪LL‬و م‪LL‬ا ك‪LL‬ان‬
‫مطبقا في ظ‪L‬ل المج‪L‬الس القض‪LL‬ائية الخاص‪LL‬ة ‪ ،‬و يتض‪LL‬ح مم‪L‬ا س‪L‬بق أن المش‪L‬رع ق‪LL‬د اس‪L‬تثنى ه‪L‬ذه الفئ‪L‬ة‬
‫من القصر من إخضاعها للجهة القضائية المختصة و هو قس‪LL‬م األح‪LL‬داث بمق‪LL‬ر المجلس القض‪LL‬ائي‪،‬‬
‫و التي تتبع إجرائات خاصة‪.2‬‬

‫إن المشرع قد نزل بسن المسؤولية الجزائية إلى ‪ 16‬س‪L‬نة كامل‪L‬ة في الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة و يع‪L‬د ه‪L‬ذا‬
‫اإلس‪LL‬تثناء الخ‪LL‬روج عن القواع‪LL‬د العام‪LL‬ة و ل‪LL‬ه م‪LL‬ا ي‪LL‬برره ‪ ،‬فالمش‪LL‬رع آث‪LL‬ر أن يح‪LL‬رم الح‪LL‬دث الم‪LL‬رتكب‬
‫لهذه الجرائم من المحاكمة أمام محاكم األحداث نظرا لخط‪L‬ورة ه‪L‬ذه الج‪L‬رائم‪ ،‬و خط‪L‬ورة إس‪L‬تغالل‬
‫القص ‪LL‬ر من قب ‪LL‬ل الجماع‪LL‬ات اإلرهابي ‪LL‬ة خصوص ‪LL‬ا و أن الواق ‪LL‬ع العملي يؤك ‪LL‬د ذل ‪LL‬ك؛ ألن اإلره ‪LL‬ابيون‬
‫إس‪LL‬تطاعوا تجني‪LL‬د و ت‪LL‬دريب األح‪LL‬داث من أج‪LL‬ل إس‪LL‬تخدامهم ك‪LL‬أدوات لهم بع‪LL‬د القي‪LL‬ام بعملي‪LL‬ات غس‪LL‬يل‬
‫لمخهم ‪ ،‬و تزوي‪L‬دهم باألفك‪L‬ار المس‪L‬مومة و ته‪L‬يئهم لتنفي‪L‬ذ ك‪L‬ل م‪L‬ا يطلب منهم‪ .‬ويت‪L‬بين أن المش‪L‬رع‬
‫الج زائري قد إتبع نفس المنهج الذي اتبعه المشرع المصري‪.‬‬

‫فالمشرع إنحاز إلى جانب فاعلية اإلجرائات على حساب الضمانات الواجب كفالتها للحدث ؛ إذ‬
‫أن هذه السياسة الجنائية تعتبر الحدث الذي يرتكب جريمة إرهابية أو يشارك في إرتكابها شخصا‬
‫خط ‪LL‬را ‪ ،‬يجب معاملت ‪LL‬ه إجرائي ‪LL‬ا أم ‪LL‬ام ذات المحكم ‪LL‬ة المختص ‪LL‬ة بمحاكم ‪LL‬ة الب ‪LL‬الغين تفادي ‪LL‬ا لتبعيض‬
‫الدعوى و توزي‪L‬ع اإلختص‪L‬اص بنظره‪L‬ا‪ .‬أم‪L‬ا بالنس‪L‬بة للض‪L‬مانات المكفول‪L‬ة للح‪L‬دث ف‪L‬إن ه‪L‬ذه السياس‪L‬ة‬
‫ق‪LL‬د قلص‪LL‬ت منه‪LL‬ا‪ ،‬حيث جردت‪LL‬ه من الج‪LL‬و النفس‪LL‬ي المحي‪LL‬ط بمح‪LL‬اكم األح‪LL‬داث ال‪LL‬ذي يحتض‪LL‬ن إجتماعي‪LL‬ا‬
‫الح‪LL‬دث الج‪LL‬انح بغي‪LL‬ة إص‪LL‬الحه‪ ،‬فإن‪LL‬دفعت ه‪LL‬ذه السياس‪LL‬ة إلى التش‪LL‬ديد م‪LL‬ع مرتك‪LL‬بي الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة‬
‫بغض النظر عن سنهم‪ ،‬وعقدت اإلختصاص بمحاكمتهم لمحكمة واحدة‪.3‬‬

‫‪ .2‬تش??كيل المحكم??ة‪ :‬تتش‪LL‬كل محكم‪LL‬ة الجناي‪LL‬ات طبق‪LL‬ا للم‪LL‬ادة ‪ 258‬من ق‪LL‬انون إجرائ‪LL‬ات جزائي‪LL‬ة‬
‫من قاضيين يكونان برتبة مستشار بالمجلس على األق‪L‬ل يعين‪L‬ون ب‪L‬أمر من رئيس المجلس القض‪L‬ائي‬
‫‪ ،‬ومن ق‪LL‬اض يك‪LL‬ون برتب‪LL‬ة رئيس غرف‪LL‬ة ب‪LL‬المجلس القض‪LL‬ائي على األق‪LL‬ل رئيس‪LL‬ا ‪ .‬و بم‪LL‬وجب األم‪LL‬ر‬

‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 249‬من ق إ ج ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 451‬من ق إ ج ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫د محمود صالح العادلي ‪ ،‬موسوعة القانون الجنائي لإلرهاب الجزء الثاني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 154‬و ‪. 155‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪72‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رقم ‪ 95/10‬تم إض‪LL‬افة فق‪LL‬رة ثاني‪LL‬ة له‪LL‬ذه الم‪LL‬ادة نص‪LL‬ت على وج‪LL‬وب تع‪LL‬يين قاض‪LL‬يا إض‪LL‬افيا أو أك‪LL‬ثر‬
‫لحض‪LL‬ور المرافع‪LL‬ات و إس‪LL‬تكمال تش‪LL‬كيلة هيئ‪LL‬ة المحكم‪LL‬ة في حال‪LL‬ة غي‪LL‬اب واح‪LL‬د أو أك‪LL‬ثر من أعض‪LL‬اء‬
‫المحكمة األصليين‪.‬‬

‫باإلض‪LL‬افة إلى وج‪LL‬ود محلفين اث‪LL‬نين‪ ،‬و م‪LL‬ا يالح‪LL‬ظ أن الم‪LL‬ادة ‪ 258‬من ق إ ج المعدل‪LL‬ة والمتمم‪LL‬ة ق‪LL‬د‬
‫خفضت من ع‪L‬دد المحلفين في تش‪L‬كيلة المحكم‪L‬ة بع‪L‬دما ك‪L‬انوا أرب‪L‬ع محلفين أص‪L‬بحوا اث‪L‬نين فق‪L‬ط ‪ ،‬إذ‬
‫تنص الفقرة الثانية من هذه المادة على أنه‪ ":‬تتشكل محكمة الجنايات من قاض يكون برتب‪LL‬ة رئيس‬
‫غرف‪LL‬ة ب‪LL‬المجلس القض‪LL‬ائي على األق‪LL‬ل رئيس‪LL‬ا‪ ،‬ومن قاض‪LL‬يين ( ‪ )2‬يكون‪LL‬ان برتب‪LL‬ة مستش‪LL‬ار ب‪LL‬المجلس‬
‫على األقل ومن محلفين اثنين‪".‬‬

‫و على خالف المشرع الجزائ‪L‬ري ف‪LL‬إن المش‪L‬رع الفرنس‪L‬ي ق‪LL‬د خ‪L‬رج عن القواع‪L‬د العام‪L‬ة عن‪L‬دما ق‪L‬رر‬
‫أن تش‪LL‬كيل محكم‪LL‬ة الجناي‪LL‬ات يك‪LL‬ون من قض‪LL‬اة متخصص‪LL‬ين و إس‪LL‬تبعد المحلفين من تش‪LL‬كيل المحكم‪LL‬ة‬
‫حينما تنظر في الجرائم اإلرهابية ؛ إلعتب‪L‬ارات تتعل‪L‬ق بحماي‪L‬ة س‪L‬رية المعلوم‪L‬ات الخاص‪L‬ة ب‪L‬األمن‬
‫الق‪LL‬ومي‪ ،‬حيث أن تش‪LL‬كيل المحكم‪LL‬ة ق‪LL‬د ي‪LL‬ؤدي إلى إفض‪LL‬اء ه‪LL‬ذه المعلوم‪LL‬ات ‪ ،‬كم‪LL‬ا أن إمكاني‪LL‬ة الت‪LL‬أثير‬
‫على األف‪LL‬راد الع‪LL‬اديين أك‪LL‬بر من إمكاني‪LL‬ة الت‪LL‬أثير على القض‪LL‬اة المتخصص‪LL‬ين‪ .‬و م‪LL‬ا تج‪LL‬در اإلش‪LL‬ارة‬
‫إليه أن ذلك يقتصر على المتهمين البالغين دون األحداث ‪ ،‬و الذين يحاكمون أمام محكمة جناي‪LL‬ات‬
‫األحداث التي تتضمن محلفين‪.1‬‬

‫‪ .3‬إجرائات المحاكمة‪ :‬تقتص‪LL‬ر اإلج‪LL‬راءات على اإلج‪LL‬راءات ال‪LL‬تي ج‪LL‬اء به‪LL‬ا األم‪L‬ر رقم ‪95/10‬‬
‫الم‪LL L‬ؤرخ في ‪ 25‬فيف‪LL L‬ري ‪ 1995‬المع‪LL L‬دل لق‪LL L‬انون اإلجرائ‪LL L‬ات الجزائي‪LL L‬ة ‪ ،‬و ال‪LL L‬ذي ألغى المرس‪LL L‬وم‬
‫التشريعي رقم ‪ 92/03‬المتعلق بمكافحة اإلرهاب و التخريب ‪ ،‬وتتمثل هذه اإلجرائات فيما يلي‪:‬‬

‫تعق ‪LL‬د محكم ‪LL‬ة الجناي ‪LL‬ات جلس ‪LL‬اتها طبق ‪LL‬ا للم ‪LL‬ادة ‪ 253‬من ق إ ج ك ‪LL‬ل ثالث ‪LL‬ة أش ‪LL‬هر‪ ،‬ب ‪LL‬أمر من رئيس‬
‫المجلس القض‪LL‬ائي ‪ ،‬و يمكن عن‪LL‬د الض‪LL‬رورة تقري‪LL‬ر إنعق‪LL‬اد دورة إض‪LL‬افية بق‪LL‬رار من ال‪LL‬رئيس و بع‪LL‬د‬
‫إق ‪LL‬تراح من الن ‪LL‬ائب الع ‪LL‬ام ‪ .‬أن ‪LL‬ه يتم إحال ‪LL‬ة القض ‪LL‬ايا المحال ‪LL‬ة من قب ‪LL‬ل غرف ‪LL‬ة المراقب ‪LL‬ة إلى المجلس‬
‫القضائي الخاص‪ ،‬و التي لم يتم تحديد جلستها قبل ص‪LL‬دور ه‪L‬ذا األم‪L‬ر إلى محكم‪L‬ة الجناي‪L‬ات‪ .‬كم‪L‬ا‬

‫السبب يعود إلى تغيب العديد من المحلفين عن المحاكمة بسبب التهديدات والضغوطات التي تعرضوا لها ألنهم يقومون‬ ‫‪11‬‬

‫بالحكم في الجرائم اإلرهابية ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحال إليها القضايا المؤجلة أو التي تك‪L‬ون مح‪L‬ل تحقي‪L‬ق تكميلي أو تمت فيه‪L‬ا معارض‪L‬ة أو ال‪L‬تي تم‬
‫الطعن فيها بالنقض‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالجلسة فقد أدخلت المادة ‪ 286‬من ق إ ج تعديال يخص س‪LL‬ير الجلس‪LL‬ة ‪ ،‬و إعت‪LL‬برت أن‬
‫ض‪LL‬بط الجلس‪LL‬ة و إدارة المرافع‪LL‬ات مرتبط‪LL‬ان ب‪LL‬الرئيس و ل‪LL‬ه كام‪LL‬ل الص‪LL‬الحيات في إتخ‪LL‬اذ م‪LL‬ا ي‪LL‬راه‬
‫مناسبا لفرض االحترام الواجب داخل القاعة ‪ ،‬و قد وفق هذا النص إلى حد بعيد خصوص‪LL‬ا و أن‪LL‬ه‬
‫يمكن أن ينجر أثناء النظر في الجرائم اإلرهابية إخالل بواجب االحترام المفروض قانونا‪.‬‬

‫غ‪LL‬ير أن الم‪LL‬ادة ‪ 299‬من ق إ ج المعدل‪LL‬ة أوردت حكم خ‪LL‬اص على الش‪LL‬اهد المتخل‪LL‬ف عن الحض‪LL‬ور‬
‫بدون عذر مقبول بأن أجازت لمحكمة الجنايات بن‪LL‬اء على طلب النياب‪LL‬ة العام‪LL‬ة أو من تلق‪L‬اء نفس‪LL‬ها‪،‬‬
‫أن تأمر بإحضاره بواسطة القوة العمومية إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك‪.‬‬

‫كما يمكنها تأجيل القضية لتاريخ الحق ‪ ،‬وهنا يتعين عليها أن تحكم عليه بغرامة من ‪ 5000‬دج‬
‫الى ‪ 10000‬دج أو ب‪LLL‬الحبس من ‪ 10‬أي‪LLL‬ام إلى ش‪LLL‬هرين ‪ ،‬ونفس الحكم ينطب ‪LL‬ق على الش‪LLL‬اهد ال‪LLL‬ذي‬
‫يرفض أداء اليمين أو الشهادة‪ ،‬و يمكن للشاهد أن يقدم معارضة بشأن هذا الحكم خالل ثالث‪L‬ة أي‪L‬ام‬
‫من تبليغ‪LL L‬ه ب‪LL L‬ه شخص‪LL L‬يا‪ ،‬وتفص‪LL L‬ل في‪LL L‬ه المحكم‪LL L‬ة في نفس جلس‪LL L‬ة المرافع‪LL L‬ة أو في ت‪LL L‬اريخ الح‪LL L‬ق‪.‬‬
‫والمشرع عند تصعيده لهذه اإلجرائات ضد الشاهد تبرره خطورة الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة من جه‪L‬ة ‪،‬‬
‫ومن جهة ثانية ألن أغلبية هذه الج‪LL‬رائم تنقص‪LL‬ها ال‪LL‬دالئل المادي‪LL‬ة و ش‪LL‬هادة الش‪LL‬هود هي عنص‪LL‬ر في‬
‫تك ‪LL L L‬وين قناع ‪LL L L‬ة المحكم ‪LL L L‬ة ‪ ،1‬و علي ‪LL L L‬ه فمن واجب ك ‪LL L L‬ل م ‪LL L L‬واطن التع ‪LL L L‬اون م ‪LL L L‬ع جه ‪LL L L‬از العدال ‪LL L L‬ة‬
‫إلظهارالحقيقة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إختصاص األقطاب القضائية المتخصصة بنظر جرائم اإلرهابية‬

‫جاء في التوصيات المنبثقة عن أش‪LL‬غال الي‪LL‬ومين الدارس‪LL‬ين ح‪LL‬ول قرين‪LL‬ة ال‪LL‬براءة و الحبس الم‪LL‬ؤقت‬
‫وبدائله‪ ،2‬على أنه يتم إحداث جهات تحقيق متخصصة للتكفل ببعض القضايا ذات الط‪LL‬ابع الخ‪LL‬اص‬
‫(اإلجرام المنظم)‪ ،‬على أن يتم إنشاء هذه الجهات القض‪LL‬ائية للتحقي‪LL‬ق على مس‪LL‬توى بعض المج‪LL‬الس‬
‫القضائية ( الوسط‪ ،‬الغرب‪ ،‬الشرق و الجنوب )‪.‬‬

‫‪ - 11‬أنظر ‪ :‬مسلم خديجة ‪ ،‬الجريمة اإلرهابية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في القانون عن كلية الحقوق بن عكنون –‬
‫الجزائر ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1997-1996‬ص ‪.116‬‬
‫وزارة العدل قامت بتنظيم هذين اليومين بمقر المحكمة العليا بتاريخ ‪ 10‬و ‪ 11‬ديسمبر ‪. 2002‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪74‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و ق ‪LL‬د تم تت ‪LL‬ويج ه ‪LL‬ذه التوص‪LLL‬يات بإص‪LLL‬دار الق ‪LL‬انون رقم ‪ 14/04‬الم ‪LL‬ؤرخ في ‪ 10‬نوفم ‪LL‬بر ‪2004‬‬
‫المع ‪LL‬دل لق ‪LL‬انون إ ج‪ ،‬حيث تم توس ‪LL‬يع اإلختص ‪LL‬اص المحلي لبعض المح ‪LL‬اكم إلى اختص ‪LL‬اص مح ‪LL‬اكم‬
‫مج‪LL L‬الس قض‪LL L‬ائية أخ‪LL L‬رى في ن‪LL L‬وع معين من الج‪LL L‬رائم ال‪LL L‬تي تتس‪LL L‬م ب‪LL L‬الخطورة و التعقي‪LL L‬د و الطبيع‪LL L‬ة‬
‫الخاصة ‪ ،1‬و ب‪L‬ذلك تم إح‪L‬داث جه‪L‬ات تحقي‪L‬ق و نياب‪L‬ة وحكم متخصص‪LL‬ة في ه‪L‬ذه الج‪L‬رائم و تن‪L‬درج‬
‫الجرائم اإلرهابية ضمن هذه الجرائم ‪.‬‬

‫‪ .1‬اإلختصاص القضائي لهذه األقطاب‪:‬‬

‫يتمث‪LL L L L‬ل االختص‪LL L L L‬اص القض‪LL L L L‬ائي لألقط‪LL L L L‬اب القض‪LL L L L‬ائية المتخصص‪LL L L L‬ة في االختص‪LL L L L‬اص المحلي و‬
‫اإلختصاص النوعي‪.‬‬

‫أ‪ .‬اإلختص? ??اص المحلي‪ :‬تحدي ‪LL L L‬د ص ‪LL L L‬الحية المحكم ‪LL L L‬ة لنظ ‪LL L L‬ر ال ‪LL L L‬دعوى و ممارس ‪LL L L‬ة األعم ‪LL L L‬ال‬
‫‪2‬‬
‫اإلجرائية ‪ ،‬بسبب وجود صلة بين مكان المحكمة و مكان ذو صلة بالجريم‪LL‬ة أو المتهم بإرتكابه‪LL‬ا‬
‫‪ ،‬إذ تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 329‬من ق إ ج على أن‪LL‬ه ‪ ":‬تختص محلي‪LL‬ا ب‪LL‬النظر في الجنح‪LL‬ة‬
‫محكمة‬

‫مح ‪LL‬ل الجريم ‪LL‬ة أو مح ‪LL‬ل إقام ‪LL‬ة أح ‪LL‬د المتهمين أو ش ‪LL‬ركائهم أو مح ‪LL‬ل القبض عليهم و ل ‪LL‬و ك ‪LL‬ان ه ‪LL‬ذا‬
‫القبض ق‪LL‬د وق‪LL‬ع لس‪LL‬بب آخ‪LL‬ر "‪ ،‬وبالت‪LL‬الي ف‪LL‬إن القاع‪LL‬دة العام‪LL‬ة تقتض‪LL‬ي أن يتح‪LL‬دد اإلختص‪LL‬اص المحلي‬
‫للمحكمة بالمكان الذي وقعت فيه الجريم‪LL‬ة أو بمح‪LL‬ل إقام‪LL‬ة المتهم أو في مك‪LL‬ان القبض علي‪LL‬ه‪ .‬غ‪L‬ير‬
‫أن المشرع قد خرج عن هذه القاعدة في الجرائم اإلرهابي‪LL‬ة حيث ق‪LL‬ام بتمدي‪LL‬د اإلختص‪LL‬اص المحلي‬
‫لبعض المح‪LL‬اكم‪ ،‬و ال‪LL‬تي تنظ‪LL‬ر في ه‪LL‬ذا الن‪LL‬وع من الج‪LL‬رائم و ذل‪LL‬ك بم‪LL‬وجب المرس‪LL‬وم التنفي‪LL‬ذي رقم‬
‫‪ 06/348‬الم ‪LL‬ؤرخ في ‪ 5‬أكت ‪LL‬وبر ‪ 2006‬المتض ‪LL‬من تمدي ‪LL‬د االختص ‪LL‬اص المحلي لبعض المح ‪LL‬اكم و‬
‫وكالء الجمهورية و قضاة التحقيق ‪.‬‬

‫و إن كان المشرع الجزائري قد أخذ عن المشرع الفرنسي فيم‪L‬ا يتعل‪L‬ق باألقط‪L‬اب يت‪L‬بين مم‪L‬ا س‪L‬بق‬
‫أن ‪LL L‬ه ق ‪LL L‬د منح له ‪LL L‬ذه المح ‪LL L‬اكم إختصاص ‪LL L‬ا جهوي ‪LL L‬ا‪ ،‬في حين أن المش ‪LL L‬رع الفرنس ‪LL L‬ي يأخ ‪LL L‬ذ بمركزي ‪LL L‬ة‬
‫اإلجرائات ( جعل اإلختصاص بالمتابعة و التحقي‪L‬ق و المحاكم‪L‬ة من اختص‪L‬اص محكم‪L‬ة ب‪L‬اريس)‪،3‬‬
‫و ال‪LL‬تي وجهت له‪LL‬ا ع‪LL‬دة إنتق‪LL‬ادات إس‪LL‬تنادا إلى أن القض‪LL‬اء المرك‪LL‬زي يك‪LL‬ون بعي‪LL‬دا عن المك‪LL‬ان ال‪LL‬ذي‬

‫محمد حزيط ‪ ،‬مذكرات في ق إ ج الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪voir : colombe camus ,la guerre contre le terrorisme, op.cit , p 133 .‬‬
‫‪.voir : jose L de la cuesta , traitement juridique de terrorisme en Espagne ,op .cit , p 60 3‬‬

‫‪75‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقعت في‪LL‬ه الجريم‪LL‬ة و ب‪LL‬ذلك اليس‪LL‬تطيع أن ي ‪L‬راقب ص‪LL‬حة اإلجرائ‪LL‬ات ال‪LL‬تي اتخ‪LL‬ذت ‪ .‬كم‪LL‬ا أن ه‪LL‬ذه‬
‫المركزية تتعارض مع ح‪L‬ق الم‪L‬واطن في أن ينظ‪L‬ر دع‪L‬واه القاض‪LL‬ي الط‪L‬بيعي‪ ،1‬و نفس الش‪L‬يء يق‪L‬ال‬
‫عن هذه األقطاب المتخصصة‪.‬‬

‫ب‪ .‬االختصاص النوعي‪ :‬فهذا اإلختصاص يشمل جميع مراحل الدعوى العمومية من متابع‪LL‬ة‬
‫وتحقي‪LL L‬ق و محاكم‪LL L‬ة في إح‪LL L‬دى الج‪LL L‬رائم ال‪LL L‬واردة على س‪LL L‬بيل الحص‪LL L‬ر طبق‪LL L‬ا للم‪LL L‬واد ‪ 37‬و ‪ 40‬و‬
‫‪ 329‬من ق إ ج ‪ ،‬و المتمثلة في‪:‬‬

‫ج‪LL L‬رائم المخ‪LL L‬درات و الجريم‪LL L‬ة المنظم‪LL L‬ة الع‪LL L‬ابرة للح‪LL L‬دود الوطني‪LL L‬ة و الج‪LL L‬رائم الماس‪LL L‬ة بأنظم‪LL L‬ة‬
‫المعالج‪LL L‬ة اآللي‪LL L‬ة للمعطي‪LL L‬ات و ج‪LL L‬رائم تب‪LL L‬ييض األم‪LL L‬وال و الج‪LL L‬رائم المتعلق‪LL L‬ة بالتش‪LL L‬ريع الخ‪LL L‬اص‬
‫بالصرف و جرائم اإلرهاب‪.‬‬

‫‪ .2‬تش? ??كيل األقط? ??اب الجزائي? ??ة المتخصص? ??ة‪ :‬إن الق‪LL L L‬انون رقم ‪ 04/14‬المع‪LL L L‬دل لق‪LL L L‬انون‬
‫اإلجرائ‪LL‬ات الجزائي‪LL‬ة ق‪LL‬ام بتوس‪LL‬يع اإلختص‪LL‬اص المحلي لمحكم‪LL‬ة الجنح طبق‪LL‬ا للم‪LL‬ادة ‪ 329‬الفق‪LL‬رة‬
‫األخيرة‪ ،‬و عليه ف‪L‬إن تش‪L‬كيل المحكم‪L‬ة يك‪L‬ون طبق‪L‬ا للم‪L‬واد ‪ 340‬و ‪ 341‬من ق إ ج ‪ ،‬فتتك‪L‬ون من‬
‫قاض فرد ‪ ،‬و يقوم بوظيف‪L‬ة النياب‪L‬ة العام‪L‬ة وكي‪L‬ل الجمهوري‪L‬ة أو أح‪L‬د مس‪L‬اعديه باإلض‪LL‬افة إلى ك‪L‬اتب‬
‫الجلسة‪ ،‬على أن تصدر أحكام المحكمة من القاضي الذي يترأس جميع الجلسات‪.‬‬

‫كم ‪LL‬ا تتك ‪LL‬ون األقط ‪LL‬اب القض ‪LL‬ائية من غرف ‪LL‬ة أو أك ‪LL‬ثر للتحقي ‪LL‬ق‪ .‬و يجب أن يك ‪LL‬ون القض ‪LL‬اة الع ‪LL‬املين‬
‫باألقطاب القضائية متخصصين‪ ،‬لما تتميز به الجرائم التي تنظر فيها هذه األقط‪LL‬اب من خط‪LL‬ورة‬
‫وتعقيد‪.‬‬

‫‪ .3‬كيفية سير المحاكم ذات اإلختص?اص اإلقليمي الموس?ع‪ :‬إس‪LL‬توجبت الم‪LL‬ادة ‪ 40‬مك‪LL‬رر‬
‫على ضابط الشرطة القض‪L‬ائية إخب‪L‬ار وكي‪L‬ل الجمهوري‪L‬ة ‪ -‬ل‪L‬دى المحكم‪L‬ة الك‪L‬ائن به‪L‬ا مك‪L‬ان إرتك‪L‬اب‬
‫الجريم ‪LL L‬ة بأص ‪LL L‬ل و نس ‪LL L‬ختين من إجرائ ‪LL L‬ات التحقي ‪LL L‬ق ح ‪LL L‬ول الج ‪LL L‬رائم اإلرهابي ‪LL L‬ة‪ ،‬و على وكي ‪LL L‬ل‬
‫الجمهورية المذكور إرسال النسخة الثانية فورا إلى النائب العام لدى المجلس القضائي التابع‪L‬ة ل‪L‬ه‬
‫المحكمة المختصة‪.‬‬

‫طبقا لما نصت عليه المادة ‪ 15‬من الفانون العضوي رقم ‪ 05/11‬المتضمن التنظيم القضائي ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪76‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فإذا إعت‪L‬بر الن‪L‬ائب الع‪L‬ام أن الجريم‪L‬ة ت‪L‬دخل ض‪L‬من إختص‪L‬اص المحكم‪L‬ة ذات اإلختص‪L‬اص اإلقليمي‬
‫الموس ‪LL‬ع يط ‪LL‬الب باإلجرائ ‪LL‬ات ف ‪LL‬ورا‪ ،‬و في ه ‪LL‬ذه الحال ‪LL‬ة يتلقى ض ‪LL‬باط الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائية الع ‪LL‬املون‬
‫بدائرة إختصاص هذه المحكمة التعليمات مباشرة من وكيل الجمهورية لدى هذه الجهة القضائية‪.‬‬

‫ما يالحظ من هذه المادة أن المش‪L‬رع ق‪L‬د إعتم‪L‬د طريق‪L‬ة اإلخط‪L‬ار عن الجريم‪L‬ة ‪ ،1‬و ه‪L‬ذا ي‪L‬ؤدي إلى‬
‫تجنب ح ‪LL‬االت تن ‪LL‬ازع اإلختص ‪LL‬اص فالن ‪LL‬ائب الع ‪LL‬ام إذا رأى أن الجريم ‪LL‬ة ت ‪LL‬دخل ض ‪LL‬من إختص ‪LL‬اص‬
‫المحكمة الموس‪L‬ع يط‪L‬الب بمل‪L‬ف اإلجرائ‪L‬ات‪ ،‬و علي‪L‬ه إذا ك‪L‬ان المل‪L‬ف ال ي‪L‬زال يتواج‪L‬د على مس‪L‬توى‬
‫النيابة فيكون التخلي بمجرد مراسلة إدارية من نيابة إلى نيابة ‪.‬‬

‫أما في حالة فتح تحقي‪L‬ق قض‪LL‬ائي بالمحكم‪L‬ة األص‪LL‬لية‪ ،‬ف‪LL‬إن قاض‪LL‬ي التحقي‪L‬ق يص‪LL‬در أم‪L‬ر ب‪L‬التخلي عن‬
‫اإلجرائ ‪LL‬ات لفائ ‪LL‬دة قاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق ل ‪LL‬دى المحكم ‪LL‬ة ذات اإلختص ‪LL‬اص الموس ‪LL‬ع ‪ ،‬بع ‪LL‬د طلب النياب ‪LL‬ة‬
‫العام ‪LL‬ة المحلي ‪LL‬ة بن ‪LL‬اء على طلب الن ‪LL‬ائب الع ‪LL‬ام المختص‪ ،‬و في ه ‪LL‬ذه الحال ‪LL‬ة يتلقى ض ‪LL‬باط الش ‪LL‬رطة‬
‫القض ‪LL‬ائية الع ‪LL‬املون ب ‪LL‬دائرة إختص ‪LL‬اص ه ‪LL‬ذه المحكم ‪LL‬ة التعليم ‪LL‬ات مباش ‪LL‬رة من قاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق به ‪LL‬ذه‬
‫الجهة القضائية ‪.‬‬

‫و م ‪LL‬ا يمكنن ‪LL‬ا قول ‪LL‬ه ه ‪LL‬و أن المش ‪LL‬رع و إن ك ‪LL‬ان ق ‪LL‬د منح له ‪LL‬ذه األقط ‪LL‬اب االختص ‪LL‬اص بنظ ‪LL‬ر الج ‪LL‬رائم‬
‫الخط‪LL‬يرة‪ ،‬و منه‪LL‬ا الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة ‪ ،‬ف‪LL‬إن ه‪LL‬ذا اإلختص‪LL‬اص ال يخل‪LL‬و من إمكاني‪LL‬ة ح‪LL‬دوث تن‪LL‬ازع‬
‫بين جهتين قضائيتين تتميزان باإلختصاص اإلقليمي الموس‪L‬ع ‪ ،‬إذا ك‪L‬ان االختص‪LL‬اص ينعق‪L‬د إليهم‪L‬ا‬
‫في آن واحد و تمسكت كل واحدة منهما به‪.‬‬

‫كما إكتفى المش‪L‬رع بتوس‪L‬يع اإلختص‪L‬اص لوكي‪L‬ل الجمهوري‪L‬ة و قاض‪L‬ي التحقي‪L‬ق و جه‪L‬ة الحكم على‬
‫مس‪LL L‬توى المحكم‪LL L‬ة يبقى ناقص‪LL L‬ا ‪ ،‬إذ ينبغي أن يش‪LL L‬مل ك‪LL L‬ذلك محكم‪LL L‬ة الجناي‪LL L‬ات طالم‪LL L‬ا أن الج‪LL L‬رائم‬
‫اإلرهابية يعاقب عليها بعقوبات جنائية التي تنظ‪L‬ر بش‪L‬أنها محكم‪L‬ة الجناي‪L‬ات طبق‪L‬ا للم‪L‬ادة ‪ 248‬من‬
‫ق‪ .‬إ‪ .‬ج ‪ ،‬مما قد يشكل بعض الصعوبات الشكلية عن‪L‬د إحال‪L‬ة الملف‪L‬ات الجنائي‪L‬ة عليه‪L‬ا ‪ ،‬و ه‪L‬و م‪L‬ا‬
‫يفهم أن المشرع الجزائري منح اإلختص‪LL‬اص بنظ‪L‬ر الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة ال‪L‬تي تكي‪L‬ف على أنه‪L‬ا جنح‬
‫إلى محكمة الجنح‪.‬‬

‫نالحظ أن المشرع إعتمد طريقة اإلخطار التفضيلية التي حددت المحكمة المختصة للنظر في مجموعة الجرائم الواردة‬ ‫‪11‬‬

‫على سبيل الحصر و خولت النائب العام لدى المجلس القضائي التابعة له المحكمة المختصة للمطالبة بملفات إجرائاتها في‬
‫الوقت المناسب ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بإعتبار أن إختصاص محكمة الجنايات مازال قائما‪ ،‬و هنا قد إتبع سياسة المشرع الفرنس‪LL‬ي حين‬
‫منح اإلختصاص بنظر الجرائم اإلرهابي‪L‬ة ال‪L‬تي تكي‪L‬ف على أنه‪L‬ا جنح لمحكم‪L‬ة الجنح‪ ،‬في حين أن‬
‫الجناي‪LL‬ا تتختص بنظره‪LL‬ا محكم‪LL‬ة جناي‪LL‬ات خاص‪LL‬ة‪ .‬كم‪LL‬ا يجب أن يش‪LL‬مل توس‪LL‬يع االختص‪LL‬اص غرف‪LL‬ة‬
‫االته‪LL L‬ام و ك‪LL L‬ذا الغرف‪LL L‬ة الجزائي‪LL L‬ة على مس‪LL L‬توى اإلس‪LL L‬تئناف و ال‪LL L‬تي تنظ‪LL L‬ر في األوام‪LL L‬ر و األحك‪LL L‬ام‬
‫الص‪LL‬ادرة عن قض‪LL‬اة التحقي‪LL‬ق وقض‪LL‬اة الحكم الت‪LL‬ابعين للمحكم‪LL‬ة ذات اإلختص‪LL‬اص اإلقليمي الموس‪LL‬ع‪.‬‬
‫مما يستنتج أن المش‪L‬رع يري‪L‬د أن يس‪L‬ند له‪L‬ذه األقط‪L‬اب اإلختص‪LL‬اص بنظ‪L‬ر الج‪L‬رائم اإلرهابي‪L‬ة ال‪L‬تي‬
‫تكي‪LL L L‬ف على أنه‪LL L L‬ا جنح ‪ ،‬بإعتب‪LL L L‬ار أن مح‪LL L L‬اكم الجناي‪LL L L‬ات م‪LL L L‬ازالت تختص بالفص‪LL L L‬ل في الج‪LL L L‬رائم‬
‫اإلرهابية التي تكيف على أنها جنايات‪.‬‬

‫و في األخ‪LL L‬ير إن ه‪LL L‬ذه األقط‪LL L‬اب م‪LL L‬ا هي إال جه‪LL L‬ات قض‪LL L‬ائية متخصص‪LL L‬ة داخ‪LL L‬ل النظ‪LL L‬ام القض‪LL L‬ائي‬
‫الع ‪LL L L‬ادي‪ .1‬و هي تطب ‪LL L L‬ق اإلجرائ ‪LL L L‬ات القانوني ‪LL L L‬ة المنص ‪LL L L‬وص عليه ‪LL L L‬ا في ق‪ .‬إ‪ .‬ج وغيره ‪LL L L‬ا من‬
‫النص‪LL‬وص القانوني‪LL‬ة و التنظيمي‪LL‬ة‪ ،‬مم‪LL‬ا يجعلن‪LL‬ا نعتق‪LL‬د أن ه‪LL‬ذه األقط‪LL‬اب القض‪LL‬ائية س‪LL‬تتميز ش‪LL‬يئا فش‪LL‬يئا‬
‫بإجرائاتها الخاصة مثل المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫أنظر ‪ :‬مجلة مجلس األمة ‪ ،‬ص ‪.23‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪78‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن ظ‪LL‬اهرة اإلره‪LL‬اب لم تع‪LL‬د مرتبط‪LL‬ة بدول‪LL‬ة معين‪LL‬ة أو حض‪LL‬ارة معين‪LL‬ة‪ ،‬فهي ظ‪LL‬اهرة تكتس‪LL‬ح ك‪LL‬ل ي‪LL‬وم‬
‫أرض جديدة‪ .‬فهذه الظاهرة إمتدت لتعبر كل الحدود أو الحواجز ل‪LL‬تروع األبري‪LL‬اء و تنش‪LL‬ر ال‪LL‬رعب‬
‫و الخوف و القلق‪ ،‬وتهدد األمن و االستقرار على مستوى العالم ككل‪ ،‬مما يؤك‪L‬د أّن ه‪L‬ذه الظ‪L‬اهرة‬
‫اإلجرامية بال دين أو وطن أو هوية و أنها جريمة العصر‪.‬‬

‫يشهد العالم اليوم نمًو ا متسارعا لظاهرة اإلرهاب‪ ،‬التي باتت ت‪L‬ؤرق كاه‪L‬ل المجتم‪L‬ع ال‪L‬دولي‪ ،‬نظ‪L‬را‬
‫إلتخاذه أبعادا أكثر خطورة من ذي قبل‪ ،‬بفعل عوامل ساعدت على إتس‪LL‬اعه و إنتش‪LL‬اره‪ ،‬ألمتالكه‪LL‬ا‬
‫إمكاني‪LL‬ات مادي‪LL‬ة و بش‪LL‬رية تس‪LL‬تطيع بواس‪LL‬طتها القي‪LL‬ام بإعت‪LL‬داءات خط‪LL‬يرة‪ ،‬تمس أمن و س‪LL‬لم ال‪LL‬دول و‬
‫المجتمعات و هو ما إستدعى بذل جه‪LL‬ود وطني‪LL‬ة إقليمي‪LL‬ة للح‪LL‬د و القض‪LL‬اء على ه‪LL‬ذه الظ‪LL‬اهرة‪ .‬بحیث‬
‫أص‪LL‬بح لإلره‪LL‬اب خط‪LL‬ورة أك‪LL‬ثر مم‪LL‬ا مض‪LL‬ى و ھذا م‪LL‬ا نلمس‪LL‬ه من خالل تزاي‪LL‬د العملي‪LL‬ات اإلرهابي‪LL‬ة و‬
‫العملي‪LL‬ات اإلجرامي‪LL‬ة ال‪LL‬تي ترتكبه‪LL‬ا الجماع‪LL‬ات اإلرهابي‪LL‬ة أو بعض األش‪LL‬خاص بش‪LL‬كل إنف‪LL‬رادي و من‬
‫المس ‪LL‬تقر علي ‪LL‬ه أّن المنظم ‪LL‬ات اإلرهابي ‪LL‬ة تتخ ‪LL‬ذ من الخ ‪LL‬وف و تأثيرات ‪LL‬ه على األف ‪LL‬راد وس ‪LL‬يلة إلظه ‪LL‬ار‬
‫عجز النظام السياسي والحكومة في توف‪LL‬ير األمن لمواطنيه‪L‬ا‪ ،‬باإلض‪L‬افة إلى المس‪L‬اس بمكان‪L‬ة الدول‪L‬ة‬
‫في الخارج‪.‬‬

‫و لم تس‪LLL‬لم الجزائ‪LLL‬ر كش‪LLL‬عب و دول‪LLL‬ة من ه‪LLL‬ذه الظ‪LLL‬اهرة اإلجرامي ‪LL‬ة ال ‪LL‬تي قض‪LL L‬ت على األخض‪LL L‬ر و‬
‫اليابس‪ ،‬و خلفت الكثير من الخسائر المادية والبشرية‪ .‬فأضحى من الواجب التصدي له‪L‬ا من كاف‪LL‬ة‬
‫أجه‪LL‬زة الدول‪LL‬ة التش‪LL‬ريعية و التنفيذي‪LL‬ة و القض‪LL‬ائية و ح‪LL‬تى من ج‪LL‬انب أف‪LL‬راد الش‪LL‬عب‪ .‬و ه‪LL‬و م‪LL‬ا دف‪LL‬ع‬
‫بالدولة الجزائرية إلى سن التشريعات لمواجهة هذه اآلفة الخطيرة و الم‪LL‬دمرة‪ ،‬فك‪LL‬ان المش‪LL‬رع أم‪LL‬ام‬
‫أحد الخيارين عند سنه للقوانين‪ ،‬إما إخضاع هذه الجرائم اإلرهابية إلى النظام القانوني العام وه‪LL‬و‬
‫األمر ال‪L‬ذي ال يتماش‪L‬ى وه‪L‬ذه الج‪L‬رائم الخط‪L‬يرة‪ ،‬أو أن يس‪L‬ن ق‪L‬وانين خاص‪L‬ة به‪L‬ا فوق‪L‬ع اإلخي‪L‬ار على‬
‫أن يتم س‪LL‬ن المرس‪LL‬وم التش‪LL‬ريعي رقم ‪ 03-92‬الم‪LL‬ؤرخ ‪ 03‬س‪LL‬بتمبر‪ 1992‬أين ح‪LL‬دد ه‪LL‬ذا المرس‪LL‬وم‬
‫مجموعة من الج‪L‬رائم أخض‪LL‬عها لنظ‪L‬ام إج‪L‬رائي أك‪L‬ثر ش‪L‬دة و ص‪LL‬رامة من النظ‪L‬ام اإلج‪L‬رائي الع‪L‬ام‪ ،‬و‬
‫تم تعديل هذا المرسوم بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 05 -93‬المؤرخ في‪ 19‬أفريل‪.1993‬‬

‫‪79‬‬
‫و على ذل ‪LL‬ك فق ‪LL‬د منح الق ‪LL‬انون قاض ‪LL‬ي التحقي ‪LL‬ق مجموع ‪LL‬ة من الص ‪LL‬الحيات لغ ‪LL‬رض توس ‪LL‬يع وس ‪LL‬یط‬
‫صالحياته‪ ،‬و أھمھا أنه یمكنه إخضاع المتھم لتدابير الرقابة القضائية أو اإلفراج عنه‪ ،‬كما یج‪LL‬وز‬
‫ل‪LL‬ه أن يطلب من غرف‪LL‬ة اإلته‪LL‬ام تمدي‪LL‬د الحبس الم‪LL‬ؤقت‪ .‬و أص‪LL‬بح من ص‪LL‬الحيات و كب‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة‬
‫أن يؤخ‪LL‬ذ برأي‪LL‬ه عن‪LL‬دما یتعل‪LL‬ق األم‪LL‬ر بتمدي‪LL‬د م‪LL‬دة الحبس الم‪LL‬ؤقت ال‪LL‬تي یأمر بھا قاض‪LL‬ي التحقي‪LL‬ق في‬
‫مادة الجنايات‪ ،‬كما أصبحت له ص‪LL‬الحية إب‪LL‬داء رأیه فیم‪LL‬ا یخص أم‪LL‬ر اإلف‪LL‬راج الص‪LL‬ادر عن قاض‪LL‬ي‬
‫التحقیق‪ ،‬كما أصبح لوكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة المختص إقليمي‪LL‬ا ص‪LL‬الحية تلقي طلب‪LL‬ات تجمي‪LL‬د أو حج‪LL‬ز من‬
‫قبل خلیة معالجة اإلستعالم الم‪L‬الي لألم‪L‬وال أو عائ‪L‬داتها‪ ،‬و ال‪L‬تي تك‪L‬ون موجھة لمنظم‪L‬ة إرهابي‪L‬ة أو‬
‫منظمات إجرامية‪.‬‬

‫و ضمانا لحقوق األشخاص المشتبه فیھم بإرتكابهم جرائم إرهابية أو جريم‪L‬ة منظم‪L‬ة ع‪L‬بر وطني‪L‬ة‪،‬‬
‫فقد نص القانون اإلجرامي على إمكانية السماح للمشتبه فیھم باإلتص‪L‬ال بالمح‪L‬امي و تلقي زي‪L‬ارات‬
‫األقارب و الحق في الفحص الطبي خالل مدة التوقيف للنظر‪.‬‬

‫و ت‪LL L‬دعيما لحق‪LL L‬وق اإلنس‪LL L‬ان في مكافح‪LL L‬ة الجريم‪LL L‬تين فق‪LL L‬د نص الق‪LL L‬انون على وج‪LL L‬وب إبالغ وكیل‬
‫الجمھوریة من طرف جهاز الضبطية القضائية بأماكن التوقي‪LL‬ف ح‪LL‬تى یمكن‪LL‬ه زیارتھا في ك‪LL‬ل وقت‬
‫للتأكد من شروط التوقيف للنظر‪ ،‬وسالمة إجراءاته‪.‬‬

‫كم‪LL‬ا نص الق‪LL‬انون اإلج‪LL‬رائي على ت‪LL‬دابير حمایة إجرائي‪LL‬ة لحمایة الش‪LL‬هود و الخ‪LL‬براء و الض‪LL‬حايا في‬
‫إط‪LL‬ار مكافح‪LL‬ة جريم‪LL‬ة اإلره‪LL‬اب و الجريم‪LL‬ة المنظم‪LL‬ة ع‪LL‬بر الوطنیة نظ‪LL‬را لل‪LL‬دور المح‪LL‬وري لھم من‬
‫خالل ما یدلون به من معلومات تساهم في الكشف عن الجريمتين و تقديمهم أمام العدالة‪.‬‬

‫غ‪LL‬ير أن المش‪LL‬رع لم يكف‪LL‬ل حماي‪LL‬ة حري‪LL‬ات األف‪LL‬راد في ض‪LL‬ل تأدي‪LL‬ة ه‪LL‬ذه الق‪LL‬وانين االس‪LL‬تثنائية و ال‪LL‬تي‬
‫إس‪LL‬تحدثت لغ‪LL‬رض مواجه‪LL‬ة ظ‪LL‬رف ط‪LL‬ارئ وخط‪LL‬ير يكمن في الفع‪LL‬ل االج‪LL‬رامي االره‪LL‬ابي مم‪LL‬ا نتج‬
‫عن‪LL‬ه ع‪LL‬دم تواف‪LL‬ق ه‪LL‬ذه الق‪LL‬وانين م‪LL‬ع اله‪LL‬دف األس‪LL‬مى لق‪LL‬انون االج‪LL‬راءات الجزائي‪LL‬ة أال و ه‪LL‬و حماي‪LL‬ة‬
‫حريات األف‪L‬راد في المجتم‪L‬ع لكن م‪L‬ا دف‪LL‬ع المش‪L‬رع لس‪L‬ن مت‪L‬ل ه‪L‬ذه الق‪L‬وانين الزجري‪L‬ة و المتعدي‪L‬ة في‬
‫بعض الحاالت على الحريات الفردية ه‪LL‬و إس‪LL‬تثنائية الظ‪LL‬روف و خط‪LL‬ورة الوض‪LL‬ع ال‪LL‬ذي ط‪LL‬رآ آن‪LL‬ذاك‬
‫في الجزائ‪LL‬ر و الغ‪LL‬رض األول من ه‪LL‬ذه الق‪LL‬وانين الت‪LL‬دخل الس‪LL‬ريع للح‪LL‬د من ه‪LL‬ذه الج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة‬
‫الخطيرة ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫نتيج ‪LL‬ة لل ‪LL‬تراجع الملح ‪LL‬وظ للجريم ‪LL‬ة اإلرهابي ‪LL‬ة و ك ‪LL‬ذا اإلنتق ‪LL‬ادات ال ‪LL‬تي ط ‪LL‬الت الق ‪LL‬وانين المس ‪LL‬تحدثة‬
‫للجرائم اإلرهابية الغت المراسيم السابقة و أدرجت الجرائم اإلرهابية ضمن القانون العام بم‪LL‬وجب‬
‫األم‪LL‬رين التش‪LL‬ريعيين رقم ‪ 10/ 95‬و‪ 95/11‬الم‪LL‬ؤرخين في ‪ 25‬ف‪LL‬براير‪ ،1995‬حيث ع‪LL‬دل األم‪LL‬ر‬
‫األول ق‪L‬انون اإلج‪L‬راءات الجزائي‪L‬ة‪ ،‬و ع‪L‬دل األم‪L‬ر الث‪L‬اني ق‪L‬انون العقوب‪L‬ات ‪ ،‬وب‪L‬ذلك أخض‪L‬ع الج‪L‬رائم‬
‫اإلرهابي‪LL L‬ة إلى اإلج‪LL L‬راءات المطبق‪LL L‬ة على ج‪LL L‬رائم الق‪LL L‬انون الع‪LL L‬ام م‪LL L‬ع إحاط‪LL L‬ة ه‪LL L‬ذه الج‪LL L‬رائم ببعض‬
‫اإلستثناءات‪.‬‬

‫و من المتوصل اليه في دراستنا لهذا الموضوع برزت لنا نتائج من خالله‪LL‬ا إس‪LL‬تنتجنا ان‪LL‬ه ال توج‪LL‬د‬
‫فروقات كبيرة حينما نقارن القواعد الخاصة المتمثلة في اإلج‪LL‬راءات المس‪LL‬تحدثة للج‪LL‬رائم اإلرهابي‪LL‬ة‬
‫واإلجراءات العادية المطبقة في القواعد العامة‪ ،‬و نذكر مجموعة النتائج المتوصل إليها‪:‬‬

‫شدة وصرامة السياسة الجنائية لمكافحة اإلرهاب و كذا تطورها لمواكبة ومواجهة هذا الش‪LL‬كل‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلج ‪LL‬رامي الخط ‪LL‬ير و ب ‪LL‬رز ه ‪LL‬ذا التط ‪LL‬ور في إس ‪LL‬تحداث بعض الوس ‪LL‬ائل الجدي ‪LL‬دة للتح ‪LL‬ري نظ ‪ًL‬ر ا‬
‫لتط ‪LL‬ور أش ‪LL‬كال اإلره ‪LL‬اب م ‪LL‬ع إحك ‪LL‬ام الرقاب ‪LL‬ة القض ‪LL‬ائية على ه ‪LL‬ذه الوس ‪LL‬ائل و دون التفري ‪LL‬ط في‬
‫الحقوق األساسية لإلنسان لما في هذه الوسائل من مساس بها‪.‬‬
‫إختالف و تميز اإلجراءات المس‪L‬تحدثة الخاص‪LL‬ة لمواجه‪L‬ة اإلره‪L‬اب عن اإلج‪L‬راءات العام‪L‬ة في‬ ‫‪.2‬‬
‫ص‪LL‬رامتها و ش‪LL‬دتها عكس اإلج‪LL‬راءات العام‪LL‬ة ال‪LL‬تي له‪LL‬ا ط‪LL‬ابع اللين أثن‪LL‬اء تطبيقه‪LL‬ا‪ .‬و ت‪LL‬برز ق‪LL‬وة‬
‫اإلجراءات الخاصة المستحدثة في توس‪LL‬يع الس‪LL‬لطات المخول‪LL‬ة لجه‪LL‬ات اإلس‪LL‬تدالل و التحقي‪LL‬ق في‬
‫مج ‪LL‬ال اإلره ‪LL‬اب م ‪LL‬ع إحك ‪LL‬ام الرقاب ‪LL‬ة القض ‪LL‬ائية على ه ‪LL‬ذه الوس ‪LL‬ائل و دون التفري ‪LL‬ط في الحق ‪LL‬وق‬
‫األساسية لإلنسان لما في هذه الوسائل من مساس بها‪.‬‬
‫أن المش ‪LL‬رع عن ‪LL‬د اس ‪LL‬تحداثه لت ‪LL‬دبير الوض ‪LL‬ع في اإلقام ‪LL‬ة المحمي ‪LL‬ة في الج ‪LL‬رائم اإلرهابي ‪LL‬ة‪ ،‬ك ‪LL‬ان‬ ‫‪.3‬‬
‫الغرض من‪L‬ه ه‪L‬و التقلي‪L‬ل من مس‪L‬اوئ الحبس الم‪L‬ؤقت من جه‪L‬ة‪ ،‬ومن جه‪L‬ة ثاني‪L‬ة حماي‪L‬ة للمتهم‪،‬‬
‫و حماية للتحقيق من جهة ثالثة‪.‬‬
‫تقري ‪LL‬ر المزي ‪LL‬د من اإلج ‪LL‬راءات لض‪LLL‬باط الش ‪LL‬رطة القض ‪LL‬ائية في الج ‪LL‬رائم اإلرهابي ‪LL‬ة س ‪LL‬واء قب ‪LL‬ل‬ ‫‪.4‬‬
‫ظه‪LL‬ور الجريم‪LL‬ة أو بع‪LL‬د ظهوره‪LL‬ا‪ ،‬وأن تك‪LL‬ون ه‪LL‬ذه اإلج‪LL‬راءات في حال‪LL‬ة اإلس‪LL‬تعجال ب‪LL‬دون إذن‬
‫قض‪LL‬ائي م‪LL‬ع إمكاني‪LL‬ة مراقب‪LL‬ة تل‪LL‬ك اإلج‪LL‬راءات من ط‪LL‬رف القض‪LL‬اء (وكي‪LL‬ل الجمهوري‪LL‬ة أو قض‪LL‬اة‬
‫التحقيق) فيما بعد‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫إعتب ‪LL‬ار إس ‪LL‬تخدام وس ‪LL‬ائل اإلتص ‪LL‬ال الس ‪LL‬لكية و الالس ‪LL‬لكية و المراقب ‪LL‬ة اإللكتروني ‪LL‬ة هي اإلج ‪LL‬راء‬ ‫‪.5‬‬
‫المالئم و الفعال لضبط الجريمة و الجريمة اإلرهابية‪ ،‬مع مراعاة حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫أن يتم إس ‪LL‬تعمال أس ‪LL‬لوب مراقب ‪LL‬ة األش ‪LL‬خاص و وجه ‪LL‬ة نق ‪LL‬ل األش ‪LL‬ياء و األم ‪LL‬وال أثن ‪LL‬اء التحقي ‪LL‬ق‬ ‫‪.6‬‬
‫القض‪LL L‬ائي‪ ،‬و أن يتم منح اإلذن به‪LL L‬ذا اإلج‪LL L‬راء من ط‪LL L‬رف قض‪LL L‬اة التحقي‪LL L‬ق و أال يقتص‪LL L‬ر على‬
‫وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫حرص ‪LL‬ت الجزائ ‪LL‬ر على وض ‪LL‬ع حمایة إجرائي ‪LL‬ة من خالل ق ‪LL‬انون اإلج ‪LL‬راءات الجزائي ‪LL‬ة لفائ ‪LL‬دة‬ ‫‪.7‬‬
‫الشهود والخبراء و الض‪LL‬حايا الس‪LL‬يما ض‪LL‬مان ع‪L‬دم المس‪LL‬اس بس‪LL‬المتهم و أمنهم أو أمن ع‪L‬ائالتهم‬
‫و درء أي تھدید لمص‪LL‬الحهم األساس‪LL‬ية ل‪LL‬دورهم الفع‪LL‬ال في مكافح‪LL‬ة الجريم‪LL‬ة اإلرهابي‪LL‬ة و ذل‪LL‬ك‬
‫من خالل ما یدلون به من معلومات تساهم في الكشف عن المجرمين و تقییدھم للعدالة‪.‬‬
‫أن يتم إس ‪LL‬تعمال أس ‪LL‬لوب مراقب ‪LL‬ة األش ‪LL‬خاص و وجه ‪LL‬ة نق ‪LL‬ل األش ‪LL‬ياء و األم ‪LL‬وال أثن ‪LL‬اء التحقي ‪LL‬ق‬ ‫‪.8‬‬
‫القض‪LL L‬ائي‪ ،‬و أن يتم منح اإلذن به‪LL L‬ذا اإلج‪LL L‬راء من ط‪LL L‬رف قض‪LL L‬اة التحقي‪LL L‬ق و أال يقتص‪LL L‬ر على‬
‫وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫ض‪LL‬رورة توس‪LL‬يع اإلختص‪LL‬اص اإلقليمي بالنس‪LL‬بة إلى غرف‪LL‬ة اإلته‪LL‬ام و ك‪LL‬ذا الغرف‪LL‬ة الجزائي‪LL‬ة على‬ ‫‪.9‬‬
‫مس‪L‬توى اإلس‪L‬تئناف و ال‪L‬تي تنظ‪L‬ر في األوام‪L‬ر و األحك‪L‬ام الص‪L‬ادرة عن قض‪L‬اة التحقي‪L‬ق و قض‪L‬اة‬
‫الحكم الت‪LL L L‬ابعين للمح‪LL L L‬اكم ذات اإلختص‪LL L L‬اص اإلقليمي الموس‪LL L L‬ع‪ ،‬كم‪LL L L‬ا يجب أن يش‪LL L L‬مل توس‪LL L L‬يع‬
‫اإلختصاص اإلقليمي أيضا محاكم الجنايات‪.‬‬

‫و أخيرا أنهي بالقول إن إمتزاج القوانين الخاص‪LL‬ة و إجراءات‪LL‬ه و الق‪L‬وانين العادي‪LL‬ة و ك‪LL‬ذا إجراءاته‪LL‬ا‬
‫هي وس‪LL‬يلة لمتابع‪LL‬ة و لمواجه‪LL‬ة ظ‪LL‬اهرة اإلره‪LL‬اب بالدرج‪LL‬ة األولى و ك‪LL‬ذا نتائجه‪LL‬ا ال‪LL‬تي تنبث‪LL‬ق عنه‪LL‬ا‬
‫ويتحقق هذا الهدف إن تضافرت الجهود و إتحدت القوة القانونية من خالل جل قطاعاتها و ت‪LL‬دخل‬
‫المجتمع المدني كعنصر فعال لمواجهة ظاهرة اإلرهاب و القضاء عليها‪.‬‬

‫الّلهم إحفظ وطننا من كل شر يتربص به‪.‬‬

‫دامت الجزائر حرة مستقلة‪.‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين و الّلهم صل و سلم على سيدنا و نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫بسملة ‪.............................................................................‬أ‌‬

‫اإلهداء ‪..........................................................................‬ب‬

‫الشكر و التقدير ‪.................................................................‬ث‬

‫المقدمة‪1......................................................................... :‬‬

‫الفصل األول‪6................................................................... :‬‬

‫ماهية الجريمة اإلرهابي ‪6..........................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الجريمة اإلرهابية ‪7..........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف لغة و إصطالحا ‪7.....................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف الّلغوي لإلرهاب ‪8......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعريف القانوني ‪9...............................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬صور الجريمة اإلرهابية و أركانها‪12..............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صور الجرائم اإلرهابية‪12.......................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جريمة التشجيع واإلشادة باألفعال المذكورة في المادة ‪ 87‬مكرر‪. .‬‬
‫‪12‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة التأسيس أو األنشاء أو التسيير أو التنظيم اإلرهابي‪13.....‬‬

‫‪83‬‬
‫الف‪LL‬رع الراب‪LL‬ع‪ :‬جريم‪LL‬ة االنخ‪LL‬راط في المنظم‪LL‬ات والجماع‪LL‬ات الم‪LL‬ذكورة في الم‪LL‬ادة‬
‫‪ 87‬مكرر‪15............................................................. 3/2‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬جرائم حيازة األسلحة والمتفجرات‪15..........................‬‬

‫الفرع سادس‪ :‬جريمة إنتحال صفة إمام مسجد و إستعمال المسجد مخالف‪LL‬ة لمهام‪LL‬ه‬
‫النبيلة ‪16......................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الجرائم اإلرهابية ‪16......................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الركن الشرعي ‪16...............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الركن المادي ‪18................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الركن المعنوي ‪22..............................................‬‬

‫الفصل الثاني‪24.................................................................. :‬‬

‫األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الجرائم اإلرهابية‪24.............................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام اإلجرائية الخاصة قبل تحريك الدعوى العمومية‪25.........‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مرحلة البحث و التحري ‪25......................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬توسيع اإلختصاص اإلقليمي لضباط الشرطة القضائية‪25.........‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التوسع في إجراءات البحث والتحري‪27.........................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التسرب و أهميته الخاصة في متابعة الجريمة اإلرهابية‪44.......‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط التسرب ‪44...............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور التسرب ‪46...............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اآلثار المترتبة عن عملية التسرب‪48............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األحكام اإلجرائية الخاصة بعد تحريك الدعوى العمومية‪50.........‬‬

‫‪84‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مرحلة التحقيق في الجرائم اإلرهابية‪50..........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حدود إختصاص قاضي التحقيق ‪50..............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة المحاكمة ‪57..............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المحاكم المختصة بالفصل في الجرائم اإلرهابية‪57...............‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاص القضاء العادي بنظر الجرائم اإلرهابية‪67.............‬‬

‫الخاتمة‪76........................................................................ :‬‬

‫الفهرس‪80....................................................................... :‬‬

‫‪85‬‬

You might also like