Professional Documents
Culture Documents
كلية الحقوق
Faculté de droit
إلى من جّد و بذل كل جهده و دعمني ماديا ومعنويا إلى والدي العزيز رفيق دربي.
إليكما والدًّي أغلي ما في الوجود مصدر فرحتي و فخري و إعتزازي بكما يطيب العيش و
يهون العسير.
لوالكما لما أكملت الطريق ،أسال اهلل أن يلبسهما لباس الصحة و العافية و يطيل في عمرهما
إلى عائلتي الصغيرة إخوتي وأخواتي و إلى كل من ساهم في نجاحي من قريب ومن بعيد.
عبد الكريم
ب
اإلهداء
و أتقدم بالشكر للدكتورة لومي حورية على تفضلها بقبول اإلشراف على هذه المذكرة وسعيها و
كل الشكر و التقدير إلى اللجنة المحترمة على قبول مناقشتها هذا العمل.
حموش رابح
ت
الشكر و التقدير
بسم اهلل الرحمن الرحيم
الّلهم لك الحمد و الشكر كما ينبغي لجالل وجهك و عظيم سلطانك و علو مكانك ملئ السماوات
و األرض و ما بينهما.
و ملئ ما شئت من بعد و عدد ذرات الكون في السماوات و األرض و ما بينهما و بعدد ما
سبح المالئكة الحافين حول عرشك العظيم.
الّلهم لك الشكر و الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه ألنك وفقتني إلتمام هذا العمل.
و الّلهم صل و سلم على نبينا محمد خاتم األنبياء و الرسل و على آله و صحبه أجمعين.
و أتقدم بالشكر و العرفان لألستاذة المشرفة الدكتورة الطيبة لومي حورية على قبولها و إشرافها
على هذه المذكرة و كذا تواضعها ومساعدتها في إنجاز هذا العمل.
كل الشكر و التقدير إلى الّلجنة المحترمة على قبول مناقشتها هذا العمل.
ث
المقدمة:
العن LL Lف في رأيي ه LL Lو قيم LL Lة س LL Lلبية تتس LL Lاوى في م LL Lيزان القيم م LL Lع الرش LL Lوة والفس LL Lاد و ال LL Lدعارة و
اإلختالس و غيرها من األمراض االجتماعية ،....غير أن ما يميزه (العنف) ،و يجعل منه شLLيئا
مخيفLLا ،هLLو مLLا ينتج عنLLه مباشLLرة من زهLLق لألرواح وإ راقLLة للLLدماء ،...وهLLو مLLرض ،و عرضLLه
اإلرهاب بمختلف صوره.
و ال أتصور أنه يمكن بحال من األحوال فصLل اإلرهLاب و العنLف عن بLاقي القيم السLلبية الLتي قLد
تسود في وقت من األوقات ،فالمجتمع كالجسد ،إذا ما إنهارت مقاومته و ضعفت مناعتLLه ،حLLل بLLه
كثير من األمراض دفعة واحدة أو ما عرف ب OPPORTUNISTIC INFECTIONو كما هو
واضLLح في اإلسLLم فهي مجموعLLة الميكروبLLات الLLتي تتعLLايش مLLع الجسLLم السLLليم ،وتحيLLط بLLه مترقبLLة
لحظة وهن.1
فقد إتسعت دائرة العنف في اآلونة األخيرة ،و شLLهد مسLLرح األحLLداث الدوليLLة العديLLد من النشLLاطات
اإلرهابيLLة ،الLLتي تتجLLاوز آثارهLLا حLLدود الدولLLة لتمتLLد إلى عLLدة دول مكتسLLبة بLLذلك طابعLLا عالميLLا ،و
اإلرهاب كأحد صور العنف أصبح الهاجس الذي تعيشه الدول ،و يتخوف منه األفـراد فقـد أصLLبح
اإلرهاب جزءا من حياة الناس اليومية ،و ال يكاد يمر يومLLا دون أن تقLع عمليLLة إرهابيLLة في مكLLان
ما من العالم ،فهو ظاهرة خطيرة تهدد وجود المجتمع ذاته ،ويعد نوع خطLLير من اإلجLLرام ،لLLه و
سLLائله الخاصLLة الLLتي يهLLدف بهLLا إلى تحقيLLق أغراضLLه ،خاصLLة السياسLLية منهLLا ،كمLLا أنLLه يشLLكل آفLLة
فظيعة إنتتشـرت في بلدان العالم كافة ،المتقدم منهLا و المتLأخر من الLدول ،الكبLيرة والصLغيرة على
حد السواء.
و من المعلوم أن ما تمثله الجماعات اإلرهابية من خطر على األفراد والمجتمع ،و ما تسLLعى إليLLه
من بث الرعب والفزع بين النLاس ،عن طريLق مLا تقLوم بLه من أعمLال مروعLة و همجيLة متوحشLة
من تخLLريب للممتلكLLات و من مجLLازر و إغتيLLاالت وتفجLLيرات يكLLون ضLLحيتها اآلالف من األبريLLاء
1
أنظر :القاضي سالم روضان الموسوي ،فعل اإلرهاب و الجريمة اإلرهابية ،دراسة مقارنة معززة بتطبيقات قضائية1 ،
منشورات الحلبي الحقوقية ،ص 11
1
ممن لم يكونLLوا في األسLLاس هLLدفا لإلرهLLاب ،وإ نمLLا هم وسLLيلة تسLLتعمل كرسLLالة للجهLLات الLLتي ي Lرد
الضغط عليها سواء كانت حكومات أو منظمات أو أحزاب أو حتى أفراد.1
و لم تقف األعمال اإلرهابية عند هذا الحد ،بل امتدت لتشمل خطف األبرياء واحتجLLازهم كرهLLائن
طلبLLا لفديLLة أو للضLLغط على الحكومLLات تحقيقLLا لمطLLالب ماديLLة أو سياسLLية ،كمLLا ال يخفى على أحLLد
أن تلLL Lك الجماعLL Lات أصLL Lبحت تنفLL Lذ جرائمهLL Lا عLL Lبر الحLL Lدود ،ومن ثم يفLL Lرون إلى دول أخLL Lرى ال
تطLالهم فيهLا يLد العدالLة ،وهLو مLا جعLل الLدول و الحكومLات في وضLLع ال تحسLد عليLه ألنهLا تواجLه
عدوانا مجهول المصدر يضرب في كل وقت و في أي مكان.
و إنطالق LLا من ه LLذا الواق LLع فق LLد أص LLبح اإلره LLاب من أخط LLر الظ LLواهر اإلجرامي LLة على المس LLتويين
ال LLدولي وال LLداخلي ،م LLا جع LLل من مكافحته LLا اله LLاجس ال LLذي ي LLؤرق السياس LLيين والمش LLرعين والقض LLاة
والجهLLات األمنيLLة وحLLتى الشLLعوب الLLتي تطمح إلى العيش في أمن و إسLLتقرار .لLLذلك عمLLدت الLLدول
إلى إيجLLLاد نLLLوع من التعLLLاون الLLLدولي لمكافحLLLة هLLLذه الظ LLاهرة والوقاي LLة منه LLا ،فعق LLدت المLLLؤتمرات
والنLL L Lدوات وأبLL L Lرمت اإلتفاقيLL L Lات الدوليLL L Lة واإلقليميLL L Lة من أجLL L Lل وضLL L Lع الخطLL L Lط واالسLL L Lتراتيجيات
لمكافحتها.
و الجزائر كباقي البلدان لم تسلم من ظاهرة اإلرهاب ،إذ الجميع يعلم ما عانته وعاشته من هذه
الظاهرة التي حصدت األخضر واليابس .فما شهدته خالل تسعينيات القرن العشرين ال يمكن
وصفه بأي حال من األحوال ،وتعتبر تلك الفترة أسوأ و أصعب مرحلة في تاريخها الحديث و
التي ستبقى محفورة في ذهن كل جزائري ،وهذا راجع بطبيعة الحال لبشاعة و وحشية األعمال
اإلرهابية التي ذهب ضحيتها األالف من األشخاص ،ولم تنج من آلة القتل حتى األطفال الرضع
و ال النساء الحوامل ،باإلضافة إلى اآلالف من المعوقين و المشردين و اليتامى و األرامل و
المفقودين نتيجة اإلغتياالت و المجازر والتفجيرات ،كما استهدفت اإلغتياالت رجال السياسة
كالرئيس الراحل محمد بوضياف و الوزير قاصدي مرباح و شخصيات كثيرة من السياسيين و
12
أنظر :د أحمد بن سليمان صالح الربيش ،جرائم اإلرهاب وتطبيقاتها الفقهية المعاصرة ،أكاديمية نايف العربية للعلوم
.األمنية ،الرياض ،2003ص 113
2
اإلعالميين و المثقفين و المفكرين و علماء الدين ،دون أن ننسى التخريب الذي لحق العديد من
الممتلكات الخاصة و العامة ،حتى الطبيعة لم تسلم من همجية ووحشية األعمال اإلرهابية.1
وقد استطاعت مختلف التنظيمLات والجماعLات اإلرهابيLة أن تLزرع ثقافLة الخLوف والLرعب واليLأس
بين مختلLL Lف الفئLL Lات االجتماعيLL Lة ،حLL Lتى أصLL Lبح الخLL Lوف من االنفجLL Lارات في األمLL Lاكن والسLL Lاحات
العمومية هاجسا يؤرق كل الجزائريين.
وأمLLام تفLLاقم الجLLرائم اإلرهابيLLة فقLLد حLLاول المشLLرع الجزائLLري في البدايLLة أن يعLLالج هLLذه الجLLرائم
وفLLق حلLول مؤقتLة لبعض مظLاهر الجريمLة في صLLورها األولى طبقLا لنصLLوص الترسLانة التقليديLة،
كغLLيره من التشLLريعات المقارنLLة و الLLتي وضLLعت عLLدة تكييفLLات عقابيLLة تتضLLمن العقLLاب على بعض
صLLور اإلرهLLاب باإلسLLتناد إلى قLLانون العقوبLLات ،فقLLد صLLنف الجريمLLة اإلرهابيLLة كجريمLLة ضLLد أمن
الدولLLة ،كمLLا واجLLه الظLLاهرة أيضLLا بتبLLني قLLانون الطLLوارئ ،حيث أعلنت حالLLة الطLLوارئ بتLLاريخ 9
فيفري 1992لمدة 12شهرا ثم تم تمديدها.2
ثم إنتقل في معالجته للظاهرة بأن أوجد نصوص خاصة تتسم بالقسوة والشLدة تطبLق على مرتكLبي
الجرائم اإلرهابية ،وذلك بموجب الموسوم التشLLريعي رقم 92/03المLLؤرخ في 30سLLبتمبر 1992
المتعلLLق بمكافحLLة التخLLريب واإلرهLLاب المعLLدل بالمرسLLوم التشLLريعي رقم 93/05المLLؤرخ في 19
11
انظر :د محمد مسعود قيراط ،اإلرهاب دراسة في البرامج الوطنية واستراتيجيات مكافحته :مقاربة إعالمية ،جامعة
.نايف العربية للعلوم األمنية ،الطبعة األولى ،الرياض ،2010ص 167و 168
21
أعلنت بموجب المرسوم الرئاسي رقم 92/44مؤرخ في 9فيفري ،1992الجريدة الرسمية العدد 10الصادرة بتاريخ
9فبراير ،1992وتم تمديديها بموجب المرسوم التشريعي رقم 02/ 93المؤرخ في 6يناير 1993المتضمن تمديد هدة
.حالة الطوارئ الجريدة الرسمية العدد 8الصادرة بتاريخ 7فبراير 1993
3
أفري LLل ،11993غ LLير أن LLه لم يض LLع تعريف LLا لإلره LLاب ،2ولم يح LLدد جريم LLة اإلره LLاب وإ نم LLا اكتفى
بتحديد أفعال معينة تمثل جرائم إرهابية وأخضعها لنظام يتميز بالشدة والصرامة.
و قد إنتقل في سياسته الجنائية لمواجهة الجرائم اإلرهابية فيما بعد بأن أدمجها في القانون العام،
بعد أن نقل النصوص الخاصة بها إليه معتبرا إياها جريمة من جرائم القانون العام تسري عليها
األحكام
العام LLة م LLع وض LLع بعض االس LLتثناءات ،فق LLد خص LLها بمعالج LLة قانوني LLة تمس الج LLانب الموض LLوعي و
الجLLانب اإلجLLرائي ،وذلLLك بمLLوجب األمLLرين رقم 10 / 95و 95/11المLLؤرخين في 25فLLبراير
،1995حيث يعLL Lدل األمLL Lر األول قLL Lانون اإلجLL Lراءات الجزائيLL Lة بينمLL Lا يعLL Lدل األمLL Lر الثLL Lاني قLL Lانون
العقوبات ،3ثم توالت التعديالت على كال القانونين.
إن الغاية القصLLوى من هLذه اإلجLراءات هي تحقيLق العدالLة الجنائيLة ،وهي غايLة واحLدة ال تتجLزأ
و ال تختلLLف بLLاختالف أنLLواع الجLLرائم و ال بحسLLب جسLLامتها ،إال أن تحقيLLق العدالLLة الجنائيLLة قLLد
يتطلب في جLL Lرائم اإلرهLL Lاب إجLL Lراءات خاصLL Lة ،لتمكين السLL Lلطات المختصLL Lة من الوصLL Lول إلى
الهدف ،فهذا النوع الجسيم من الجرائم يرتكبه مجرمون على جLانب كبLير من الخطLورة و الحLذر
قادرون على إخفاء األدلة على ارتكLLاب الجريمLLة أو نسLLبتها إليهم أو التخفي عن أنظLLار المسLLؤولين
عن الضبط ،باإلضافة إلى استخدامهم للوسائل التكنولوجيLة و الLتي تحتLاج إلى وقت لإلطالع على
ما تحتويه من معلومات.
12
المرسوم التشريعي رقم 03 / 92المؤرخ في 30/09/1992يتعلق بمكافحة اإلرهاب والتخريب ،الجريدة الرسمية
العدد 07الصادرة بتاريخ 01أكتوبر ،1992والمعدل بموجب المرسوم التشريعي رقم 05/ 93المؤرخ في 19أفريل
،1993.الجريدة الرسمية العدد 25الصادرة بتاريخ 25أفريل 1993
23
على المستوى الدولي ال يوجد اتفاق على تعريف اإلرهاب ،أما على المستوى العربي فقد أجمعت الدول العربية على
مفهوم واحد لإلرهاب و الجريمة اإلرهابية ،حيث نصت المادة األولى من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب الموقعة من
طرف وزراء الداخلية و العدل العرب بتاريخ " : 1998 /22/04كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أيا كانت بواعثه أو
أغراضه ،يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ،ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس ،أو ترويعهم بإيذائهم أو
تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أوبأحد المرافق أو األمالك العامة أو الخاصة ،أو
" .الحتاللها أو االستيالء عليها ،أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر
31
األمرين رقم 10/ 95و 95/11المؤرخين في 25فبراير ،1995الجريدة الرسمية العدد 11الصادرة بتاريخ 01
.مارس 1995
4
كما أن إتصالهم بتنظيمات إرهابية قLLد يعينهم على طمس األدلLLة أو سLLرعة االنتقLال داخLLل البالد أو
خارجه LLا ،مم LLا يقتض LLي مع LLه األم LLر الخ LLروج عن القواع LLد العام LLة في اإلج LLراءات الجزائي LLة بالق LLدر
الضروري الذي يتالءم مع الهدف منها ومع مراعاة حدود التناسب بين مكافحة اإلرهLLاب وحقLLوق
و حريات اإلنسان ،1وبالتالي ال يمكن االستمرار بالعمل بقانون الطLوارئ لمواجهLة هLذه الجLرائم،
رغم أن المشLL Lرع قLL Lد إضLL Lطر إلعالن حالLL Lة الطLL Lوارئ لمواجهLL Lة اإلرهLL Lاب ،وقLL Lد اسLL Lتخدم قLL Lانون
الطوارئ كأداة إجرائية لمواجهتها ،فقانون الطLوارئ خLاص لمواجهLة ظLروف معينLة وباسLتخدامه
تعطل النصوص الدستورية و اإلجرائية المتبعة في الظروف العادية ،ومن ثم كان البد للحفاظ
على الحقLوق األساسLية للفLرد و عLدم المسLاس بالحريLات العامLة من وجLود نظLام إجLراءات خLاص
تراعي فيه التوازن بين مكافحة اإلرهاب و بين الحريات العامة و حقوق اإلنسان.
ومن ه LLذا المنطل LLق ف LLإن اله LLدف من ه LLذه الدراس LLة هي تحلي LLل وتق LLييم األحك LLام اإلجرائي LLة الخاص LLة
بمتابعة الجرائم اإلرهابية في التشريع الجزائري ،ولهذا يمكن طرح اإلشكالية التالية:
م??اهي األحك??ام اإلجرائي??ة الخاص??ة بمتابع??ة الج??رائم اإلرهابي??ة؟ وم??اهي الق??وانين الخاص??ة ال??تي
استحدثها المشرع لمتابعة الجرائم اإلرهابية؟
و لإلجابة على هذه اإلشكالية نعتمد المنهج الوصفي والتحليلي على ضوء النصوص القانونية.
و ه LLذا بن LLاء على الخط LLة المكون LLة من فص LLلين حيث نتن LLاول في الفص LLل األول التعري LLف باإلط LLار
المفاهيمي للجريمة اإلرهابية وذكر صورها و أركانها.
وفي الفصLLل الثLاني سLنتطرق إلى األحكLام اإلجرائيLة الخاصLLة قبLل تحريLك الLدعوى العموميLة وبعLد
تحريكه
1
أنظر :د أحمد فتحي سرور ،المواجهة القانونية لإلرهاب ،الطبعة الثانية ،مركز األهرام للترجمة والنشر ،مصر 2
،2008.ص 357و358
5
الفصل األول:
ماهية الجريمة اإلرهابي
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
ماهية اإلرهاب:
حينم LLا تط LLرق مس LLامعنا كلم LLة اإلره LLاب فإنه LLا بال ش LLك س LLوف ترتب LLط في أذهانن LLا بالقت LLل والتخ LLريب
والتفجير وكذا الخطف وهذا المعنى يتفق عليLه الجميLع .اآلن تعريفLه تعريفLا اصLطالحيا دقيقLا يثLير
مص LLاعب جم LLة منه LLا م LLا يتعل LLق بماهيت LLه ال LLتي انعكس LLت في اس LLتعمال مف LLردة اإلره LLاب على حس LLب
األه LLواء ووجه LLات النظ LLر المتباين LLة ح LLول اله LLدف والغ LLرض من االس LLتعمال ،وه LLذا أدى ب LLدوره إلى
تعLLدد أنواعLLه وصLLوره فكLLل ظLLرف من أظLLراف الصLLراع يتهم اآلخLLر باإلرهLLاب .باإلضLLافة إلى أن
اإلره LLاب يختل LLف عن أغلب األفع LLال اإلجرامي LLة من حيث ح LLدة الفع LLل والتوص LLيف مم LLا جع LLل من LLه
ظاهرة اجتماعية تصيب العالم بدون استثناء.1
مفهوم اإلرهاب:
من الظ LL L Lواهر ال LL L Lتي حظيت باهتم LL L Lام التش LL L Lريعات الوطني LL L Lة واﻟدوﻟﯾﺔ ون LL L Lالت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺑﺣﺎث
واﻟﺗﻌﺎﻟﯾﻖ ظﺎھرة اإلرهاب ،مفهومها والمعالجة القانونية لها .وفي البدايLLة يجب التأكLLد أنLLه ال يوجLLد
لإلرهLL Lاب تعLL Lاريف ومفLL Lاهيم محLL Lددة ،فهنالLL Lك تعLL Lاريف متعLL Lددة ومتداخلLL Lة وقLL Lد ارتبطت في أغلب
األحيLLان باإليديولوجيLLة ومLLا يLLراه البعض اآلخLLر عمال مشLLروعا .ويظهLLر هLLذا األمLLر بشLLكل واضLLح
بالنسبة للدول و المنظمات الدولية فقد أدى شيوع كلمة اإلرهLLاب إلى فقLدان الكلمLLة لمعناهLLا المحLLدد
وأصبحت الكلمة وصفا يطلقه أي فLLرد أو جماعLة على مLا يLروق لهم من تصLLرفات اآلخLرين حLتى
اصLLبح للكلمLLة اسLLتعماالت غLLير محLLدودة واصLLبح لهLLا اسLLتعماالت لم يسLLبق لهLLا اسLLتخدامها من قبLLل
مثل إرهاب السلطة و إرهاب األقلية وغيرها من األوصاف.2
القاضي سالم روضان الموسوي ،فعل اإلرهاب والجريمة اإلرهابية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،2010 ،ص.09 1
د .قبي ادم ،ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍإلﺭﻫﺎﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻵﻤﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺼﺩﻱ ﻤﺭﺒﺎﺡ، 2
،2017ص.513
7
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
فاإلرهLLاب مفهLLوم لم يتفLLق على تحديLLده واألفكLLار الزالت تتصLLارع تجاهLLه وتتغLLير أحيانLLا لLLذلك فLLان
األس LLرة الدولي LLة ب LLذلت جه LLودا كب LLيرة من اج LLل تعري LLف ع LLالمي موح LLد لإلره LLاب إال أن مس LLاعيه لم
تنجح حتى هLذا اليLوم والسLبب الوحيLد هLو أن هLذا المصLطلح يكتنفLه الغمLوض فهي ظLاهرة وصLفها
أسهل من تعريفها ،إذ أن مرتكب الفعل اإلرهابي في معتقده أنه يقوم بأفعال بطولية أما المتضLLرر
من اإلرهاب فيعتقد أن اإلرهاب مدمر لإلنسانية ومخرب للمحيط.
تعريف اإلرهاب:
يعLLد اإلرهLLاب تهديLLدا السLLتقرار و أمن المجتمLLع الLLدولي و الوطLLني وهLLو من أسLLباب تLLوتر العالقLLات
الدوليLLة بين الشLLعوب لهLLذا تضLLافرت جهLLود العديLLد من المجتمعLLات الدوليLLة للتصLLدي و مكافحLLة هLLذه
الظLLاهرة الخطLLيرة لكن دائمLLا مLLا كLLان هنالLLك انقسLLام عميLLق في الفقLLه حLLول تحديLLد تعريLLف شLLامل و
عالمي له فاختلف الباحثون و المجتمع الدولي في تعريف اإلرهاب و تLاريخ ظهLوره ولم يتمكنLوا
من الوصLLول إلى صLLيغة موحLLدة يتقبلهLLا كافLLة األطLLراف في العLLالم لكن اجتهLLد البعض و سLLعى إلى
وضLLع تعريLLف محLLدد و جLLامع فLLبرزت عLLدة تعLLاريف الLLتي من الممكن أن تكLLون أساسLLا في تحديLLد
تعريLLف لهLLذه الظLLاهرة و منLLه سLLنتطرق لتعريLLف اإلرهLLاب على وفLLق مLLا سLLار عليLLه معظم الكتLLاب
بالتعريف لغة و اصطالحا و قانونا.
اإلرهLLاب مصLLدره أرهب يLLرهب إرهابLLا جLLذره رهب وفي كتLLاب العين نLLرهب كعلم رهبLLة ورهبLLا
بالضLLم وبLالفتح و بالتحريLك ورهبانLا الضLLم ويحLرك خLاف وأرهبLه وسLترهبه أخافLLه و الLراهب اسLم
فاعل من رهب اذا خاف وهو مختص بالنصارى فهذه الكلمة يدور معناها على الخوف لكن هذا
ال يعLL Lني أن كلمLL Lة رهب مرادفLL Lة لكلمLL Lة خLL Lاف فLL Lاختالف معLL Lاني األلفLL Lاظ عنLL Lد العLL Lرب دليLL Lل على
اختالف معانيه LL Lا وإ ن ك LL Lان يس LL Lيرا وعلم LL Lاء اللغ LL Lة العربي LL Lة يفرق LL Lون كث LL Lيرا بين مع LL Lاني الكلم LL Lات
ودالالته LLا فكلم LLة م LLا تعطي مع LLنى معين إال أن اس LLتخدامها في س LLياق جمل LLة معين LLة ق LLد تعطي دالل LLة
لفعل أو إشارة معينة مختلفة عن المعنى المعجمي.
فاإلرهLL Lاب هLL Lو تخويLL Lف يبعث على اإلمعLL Lان في الهLL Lرب من المكLL Lروه واإلمعLL Lان في الهLL Lرب من
المكLLروه قLLد يكLLون بكLLف وانحبLLاس عن فعLLل ويكLLون بابتغLLاء األسLLباب الLLتي تبعLLد المكLLروه ،كمLLا أنLLه
8
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
رديف كلمة اإلرهاب .في حين عرف اإلرهLاب بأنLه مجمLوع أعمLال العنLف الLتي تقLوم بهLا منظمLة
قصد اإلخالل بأمن الدولة وتحقيق سياسية أو خاصة أو محاولة قلب الحكومة.
دعوتهم كLان يحLدث هLؤالء الLذعر في المحالت الLتي يرتادهLا النLاس بLإطالق الرصLLاص أو بوضLLع
المتفجرات أو باستعمال المواد السامة والعوامل الوبائية أو الجرثومية التي تحدث خطرا عاما.1
عرف المشرع الجزائري الجريمLة اإلرهابيLة في المLادة 87مكLرر من قLانون العقوبLات الجزائLري
التي جاء فيها:2
يعتLLبر فعال إرهابيLLا أو تخريبيLLا في مفهLLوم هLLذا األمLLر كLLل فعLLل يسLLتهدف أمن الدولLLة و الوحLLدة
الوطنيLLLة و السLLLالمة الترابيLLLة و إسLLLتقرار المؤسسLLLات و س LLيرها الع LLادي عن طريLLLق أي عمLLLل
غرضه بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام األمن من خالل االعتداء المعنLوي أو
الجس LL L L Lدي على األش LL L L Lخاص أو تع LL L L Lريض حي LL L L Lاتهم أو ح LL L L Lريتهم أو أمنهم للخط LL L L Lر أو اللمس
بممتلكاتهم.
عرقلLL Lة حركLL Lة المLL Lرور أو حريLL Lة التنقLL Lل في الطLL Lرق والتجمهLL Lر أو اإلعتصLL Lام في السLL Lاحات
العمومية.
اإلعتداء على رموز األمة والجمهورية ونبش أو تدنيس القبور.
اإلعتLLداء على وسLLائل المواصLLالت والنقLLل و الملكيLLات العموميLLة والخاصLLة و اإلسLLتحواذ عليهLLا
أو إحتاللها دون مسوغ قانوني.
اإلعتLL Lداء على المحيLL Lط بإدخLL Lال مLL Lواد أو تسLL Lريبها في الجLL Lو أو في بLL Lاطن األرض ،أو إلقائهLL Lا
عليها أو في المياه بما فيه المياه اإلقليمية من شانها جعLل صLLحة اإلنسLان أو الحيLوان أو البيئLة
الطبيعية في خطر.
عرقلة سير المؤسسات العمومية أو اإلعتداء على حياة أعوانها أو ممتلكاتهم أو عرقلة تطLLبيق
القوانين والتنظيمات.
القاضي سالم روضان الموسوي ،فعل اإلرهاب والجريمة اإلرهابية2010 ، 1
9
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
عرقل LL Lة عم LL Lل المؤسس LL Lات العمومي LL Lة أو حري LL Lة ممارس LL Lة العب LL Lادة والحري LL Lات العام LL Lة و س LL Lير
المؤسسات المساعدة للمرفق.1
حاول المشرع وضع قائمة األفعال التي تكون جريمة إرهابية وذلك بإعتمLLاد معیار المسLLاس بLLأمن
الدولLLة والسLLالمة الترابيLLة وكLLذا اسLLتقرار المؤسسLLات وسLLیرھا العLLادي فبهLLذه الصLLيغة العامLLة لتعLLداد
األفعLLال نعتقLLد أن المشLLرع حLLرص على تجنب التعLLداد الحصLLري وذلLLك باعتمLLاد صLLيغة عامLLة من
شأنها اسLتيعاب مختلLف األشLLكال المسLتجدة في مجLال الجريمLة اإلرهابيLة سLواء من حیث األسLLلوب
أو المجال.
ومن أبLLرز األفعLLال الLLتي تكLLون جريمLLة إرهابيLLة والLLتي اسLLتحدثها المشLLرع بمقتضLLى قLLانون مرجLLع
القاضLLي ،العقوبLLات ،جريمLLة تكLLوین جمعيLLة إرهابيLLة ،حیث قLLررت المLLادة ( )87مكLLرر 3على أن
یعLLاقب بالسLLجن المؤبLLد كLLل من ینشLLئ أو یؤسLLس أو ینظم أو یسLLیر أي جمعيLLة أو تنظيم أو جماعLLة
يكLون غرضLها أو تقLع أنشLطتها تحت طائلLة أحكLام المLادة ( )87مكLرر من ھذا األمLر كمLا جLرمت
ھذه المادة فعل االنخراط أو المشاركة ،مھما یكن شكلها ،في الجمعيات اإلرهابية 2.أمLLا المLLادة (8
)7مك LLرر 04منه LLا نج LLد أنھا ج LLرمت فع LLل اإلش LLادة باألفع LLال اإلرهابي LLة من خالل نش LLر أو طب LLع
الوث LLائق و المطبوع LLات المش LLیدة به LLذه األفع LLال .كم LLا ج LLرم المش LLرع ك LLذلك من خالل ھذه األحك LLام
الموضوعية ،فعل تمويل اإلرهاب بأي وسLیلة سLواء بالمLال أو بتوفLير األكLل والشLرب أو األسLلحة
و الLL L Lذخائر ،أو الوسLL L Lائل المدعمLL L Lة لإلرھابیین كLL L Lزي النظLL L Lامي مثال بھدف مسLL L Lاعدتهم في تنفيLL L Lذ
3
أغراضهم.
غ LLیر أن LLه یتعین علین LLا إیراد بعض المالحظ LLات على نص LLوص ق LLانون العقوب LLات الس LLابقة ال LLذكر و
أھمھا أن المش LLرع لم یعطي تعري LLف لجريم LLة اإلره LLاب و إنم LLا وض LLع قائم LLة األعم LLال ال LLتي تك LLون
جريمLLLة إره LLاب طالمLLLا إسLLLتهدفت أمن الدولLLLة وسLLLالمتها ووح LLدة اإلقليم و إس LLتقرار المؤسسLLLات و
سیرھا العادي ،و المالحظ كذلك أن المشرع الجنائي عندما قام بتجريم األفعال اإلرهابية إستهدف
حمایة بعض المصالح الLتي تمثLل محLل التجLريم .كمLا لم یحLدد مضLمون ھذه المصLالح بشLكل دقیق
داودي منصور ،اإلجراءات الجنائية لمكافحة اإلرهاب والجريمة المنظمة في القانون العام ،اطروحة دكتوراه ،في 1
10
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
حیث اكتفى بLLالتقرير أنLLه یعتLLبر فعال إرھابیا أو تخريبLLا ،في مفهLLوم ھذا األمLLر ،كLLل فعLLل یسLLتھدف
أمن الدولة وبالوحدة الوطنیة و السالمة الترابیة واسLتقرار المؤسسLات وسLیرھا العLادي .ولعLل ھذا
یصLLعب في عمLLل القضLLاة عنLLد اسLLتخالص معLLنى المصLLلحة القانونیة المحمیة في كLLل فعLLل یوصLLف
كجریمLLة إرھاب ،و ھذا في نظرنLLا تقصLLیر تشLLريعي يLLؤدي إلى خLLرق مبLLدأ الشLLرعية ومبLLدأ ضLLمان
حقوق الLدفاع .ومLا یالحLظ كLذلك أن المشLرع لم یعطي الوصLف الLدقيق لبعض األفعLال الLتي تكLون
جريمLLة إرھاب ولعLLل أھمھا فعLLل االعتLLداء المعنLLوي ضLLد األشLLخاص ،فقLد تركهLLا المشLLرع غامضLLا؛
خاصLLة إذا أخLLذنا بعین اإلعتبLLار أن األمLLر یتعلLLق بجنايLLة و الLLتي من المفLLترض أن یكLLون المشLLرع
واضح ودقيقا وفقا لما یتطلبھا مبدأ الشرعية.
إنطالقLLا ممLLا سLLبق یتضLLح لنLLا أن خطLLورة األفعLLال الLLتي توصLLف بأنهLLا جLLرائم إرهابيLLة حتمت على
المشLLرع الجLLزائي الخLLروج على القواعLLد العامLLة إلجLLراءات التحLLري االبتLLدائي ،وذلLLك بالتنصLLيص
على إجراءات استثنائية وأھمھا استحداث آليLLات من شLLأنها مراقبLLة الجماعLات اإلرهابيLLة كالتنصLLت
على اإلرھابیین وتسجيل مكالمLاتهم واالسLتناد إلى عمليLات التسLرب الLتي یقLوم بھا ضLباط الشLرطة
القضLL Lائية داخLL Lل الجماعLL Lات اإلرهابيLL Lة مLL Lع مLL Lا تشLL Lكلها ھذه العمليLL Lة من خطLL Lر على حیاة ضLL Lابط
1
الشرطة المتسرب.
داودي منصور ،اإلرهاب والجريمة المنظمة في القانون العام ،أطروحة دكتوراه علوم في القانون العام2016،2017 ، 1
11
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
ذكLLرت صLLور الجريمLLة اإلرهابيLLة في قLLانون العقوبLLات في المLLواد من 87مكLLرر 3إلى المLLادة 87
مكرر 10باستثناء المادتين 87مكرر 8و 87مكرر ،9كما جاء بها المشرع الجزائLLري بمLLوجب
األمر 11_95وهي نفسها التي جاء بها المرسوم التشريعي .03_92
1
الجرائم في المادة 87مكرر
أورد المشرع الجزائري مجموعLة من األفعLال واعتبرهLا جLرائم إرهابيLة أو أعمLال تخريبيLة والLتي
تتمثل في:
ج LLاء نص الم LLادة 87مك LLرر 4ك LLاالتي ":يع LLاقب بالس LLجن من خمس LLة 5س LLنوات إلى 10س LLنوات
وبغرامة مالية من 100.000دج إلى 500.000دج ،كل من يشيد باألفعال المذكورة في المLLادة
87مكLLرر طبقLLا لمLLا جLLاء في النص فهي تLLدخل ض LLمن اإلشLLادة باألفعLLال اإلرهابيLLة أو التخريبيLLة.
فالمشLLرع الجزائLLري قLLام بمحاربLLة حيLLازة أو طبLLع أو نشLLر الوثLLائق أو المطبوعLLات أو التسLLجيالت
الLLتي تشLLيد باإلرهLLاب أو التحLLريض عليLLه ووفقLLا لنص المLLادة 87مكLLرر 5فالمشLLرع عنLLد تجريمLLه
لهLاذا الفكLر أو الLترويج أو مLا عLبر عنLه بإعLادة الطبLع أو النشLر ،لم يشLترط في هLذا التجLريم صLLفة
معينة في الفاعل ،كالمتعلقة بوجود تنظيم مخالف للقLانون بLل ذكLر عبLارة " ...كLل من يعيLد عمLدا
طب LLع "...وهن LLا يوض LLح لن LLا أن للفاع LLل قص LLد اإلش LLادة ب LLالجرم اإلره LLابي دون اإلش LLارة إلى كون LLه
عض LL Lوا في التنظيم .2كم LL Lا اعت LL Lبر المش LL Lرع الجزائ LL Lري توزي LL Lع ه LL Lذه المنش LL Lورات أو المطبوع LL Lات
1
.صياغة المادة 87مكرر من قانون العقوبات
2
.محمد محمود سعيد ،جرائم اإلرهاب أحكامها الموضوعية وإ جراءات مالحقتها ،دار النشر ،طبعة أولى ،1995ص52
12
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
بالجريمة اإلرهابية سواء تم توزيهLا أم ال ،اطلLع النLاس عليهLا أم لم يطلعLوا .وقLLد خLالف بLذلك نهج
1
المشرع المصري الذي اشترط خضوع الشخص للعقاب قيامه بتوزيعها وإ طالع األخرين عليها
افLL Lترض المشLL Lرع طبLL Lع عLL Lدد كبLL Lير من المنشLL Lورات أو الكتب المحظLL Lورة سLL Lيكون الغLL Lرض منLL Lه
التوزيع ،أي ال يرى المرحلLة الLتي تلي إعLادة الطبLع وقLLد تLرك المشLرع البLاب مفتLوح أمLام القضLLاة
في ه LLذه المس LLألة .بحيث اعت LLبر القض LLاة حي LLازة الش LLخص لكت LLاب واح LLد ول LLو ك LLان محظ LLورا ال يع LLد
جريمLLة إرهابيLLة ،أمLLا حيازتLLه مجموعLLة كبLLيرة من الكتب المحظLLورة أو إعLLادة طبLLع كتLLاب محظLLور
يع LLد دليال على إع LLدادها للتوزي LLع والنش LLر عمال بمب LLدأ الش LLرعية الق LLائم على أس LLاس الوض LLوح يتعين
على المشرع إضافة عبارة " سواء تم التوزيع وإ طالع الناس عليها أم ال".
وإ ن ك LLان القض LLاة من الناحي LLة العلمي LLة ي LLرون المش LLرع ك LLان حكيم LLا عن LLدما أراد محاص LLرة الجريم LLة
اإلرهابيLLة في مهLLدها فهLLو ال ينتظLLر فعLLل التوزيLLع حLLتى يجLLرم الفعLLل وإ نمLLا يحLLارب الخطLLورة الLLتي
تسبقه.
نصLLت المLLادة 87مكLLرر " :2 /3كمLLا يعLLاقب بالسLLجن المLLؤقت من عشLLر سLLنوات إلى عشLLرين سLLنة
كل انخراط أو المشاركة مهما يكن شكلها في الجمعيات أو التنظيمات أو الجماعLLات أو المنظمLLات
المذكورة في الفقرة السابقة مع معرفة غرضها أو أنشطتها."2
تن LLاول المش LLرع الجزائ LLري جريم LLة األنش LLاء أو التنظيم أو االنض LLمام على ح LLد س LLواء 3ب LLالتجريم في
نص المLLادة 87مكLLرر 3وعLLاقب بالسLLجن المؤبLLد كLLل من ينشLLئ أو يؤسLLس أو يسLLير أيLLة تنظيم أو
منظمLLة أو جماعLLة يقLLع نشLLاطها تحت طائلLLة أحكLLام المLLادة 87مكLLرر ؛ ولمعاقبLLة الفاعLLل البLLد من
وجLLود القصLLد الجنLLائي ،أمLLا سLLلوك المجLLرم بمLLوجب هLLذا النص فهLLو اإلنشLLاء أو التأسLLيس المخLLالف
للقLLانون 4وجريمLLة التأسLLيس حسLLب نص المLLادة 87مكLLرر 3بفقرتيهLLا األولى و الثانيLLة لم تشLLترط
1
تفسير النص يعود لقاضي الموضوع الذي قد يجتهد ضد مصلحة المتهم ،ألنه قد تكون جرائم الرأي الصحافة بالدرجة
.األولى هي المعينة بعدم وضوح النص
2
.نص المادة 87مكرر 3/2قانون العقوبات
يرى مجموعة من الفقهاء قيام هذه الجريمة ولو من طرف شخص واحد على أنه هو الرأس المدبر وبعد ذلك يلتحق به 3
أخرون ،ألن القانون يعاقب على الدعوى إلى اإلرهاب بأي طريقة كانت 87مكرر
حكم محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة رقم 2627الصادر بتاريخ .11/11/2007 4
13
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
عددا للمجموعة المكونة وبالتالي يعود تقدير خطورتها إلى قاضي الحكم عندما يتعرض إلى مLدى
جدي LLة و خط LLورة التنظيم ؛ فمجموع LLة من عنص LLرين ليس LLت كمجموع LLة من عش LLرين عنص LLرا من
حيث الجدية وال الفاعلية .
إن فعل التأسيس مرحلة الحقة لإلنشاء يتناول إعداد قLLوائم بأسLLماء أعضLLائه وتحديLLد وسLLائل تمويلLLه
وأماكن تجمعه أو تزويده بالسالح ،وكذلك توضيح المهام األزمة لتحقيق غرض التنظيم.
الفرع الثالث :جريمة تمويل اإلرهاب طبقا لنص المادة 87مكرر 4
تص LLدى المش LLرع له LLذه الظ LLاهرة بنص الم LLادة 87مك LLرر 4ولم يح LLدد طبيع LLة التموي LLل أو وس LLائله،
فهناك من يمول اإلرهاب بالمال وهناك من يوفر لإلرهاب المؤونة وأماكن لإلختباء.
إال أن المش LLرع أدخ LLل تع LLديال على الم LLادة 91بم LLوجب الق LLانون 06/23بإض LLافة عقوب LLة الغرام LLة
الماليLLة ولم يتنLLاول المرسLLوم التشLLريعي 92/03قبLLل ذلLLك جريمLLة تمويLLل اإلرهLLاب بLLالتجريم .كمLLا
أشLار إلى تمويLل اإلرهLاب في األمLر 95/11بصLLورة غLير متوسLعة ،حيث اكتفى بLالنص على أن
تمويل اإلرهLاب يعLد جريمLة ،وقLد سLن لهLا عقوبLة السLجن المLؤقت من 5إلى 10سLنوات وغرامLة
مالي LLة من 100.000إلى ،500.00لكن LLه علم ذل LLك عن LLدما أص LLدر الق LLانون رقم 05/01الم LLؤرخ
في 06فيفLLري 2005المتعلLLق بمكافحLLة ،1تبLLييض األمLLوال وتمويLLل اإلرهLLاب وتشLLدد في العقوبLLة.
ويعتبر القانون 04/15بمثابة النص الخاص لجريمة تمويل اإلرهاب.
عLرفت المLادة 03من القLانون 04/15تمويLل اإلرهLاب بأنLه“ :جريمLة تمويLل اإلرهLاب في مفهLوم
هذا القانون ،كل فعل يقوم به كل شخص بأية وسيلة كانت ،مباشرة أو غير مباشرة ،وبشLكل غLير
مشLLروع ،وبLLإرادة الفاعLLل من خالل تقLLديم أو جمLLع أمLLوال بنيLLة اسLLتخدامها جزئيLLا أو كليLLا من أجLLل
ارتكاب الجرائم الموصوفة أفعاال إرهابية أو تخريبية المنصوص والمعاقب عليها بLLالمواد من 87
مكرر 3إلى 87مكرر 10من قانون العقوبات.
إن صLLياغة النص بهLLذه الطريقLLة القت انتقLLادا كبLLيرا لمLLا حملتLLه من مخالفLLة لمبLLدأ الشLLرعية حيث
طالب مجموعة من رجال القLانون بضLLرورة تحديLد وسLائل التمويLل ألن عبLارة "بأيLة وسLيلة كLانت"
الدكتور أحمد سفر ،جريمة غسيل األموال وتمويل اإلرهاب في التشريعات العربية ،لبنان ،مؤسسة الحديث للكتاب ،طبعة 1
14
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
ال تصلح في تشريع جنائي ،وهذا يضر بالقانون الجنائي أكثر مما يخدمه .1إال أننا نخLLالفهم الLLرأي
فالمشرع يلجأ أحيانا إلى عبارات فضفاضة يكون من حسن السياسية الجنائية ،حيث يترك المجال
أمLLام قضLLاة الموضLLوع االجتهLLاد فيLLه .ففي التسLLعينات مLLع بدايLLة ظهLLور الجLLرائم اإلرهابيLLة لم يعLLرف
المجتمع الجزائري تطورا في التكنولوجيا كما في وقتنا الحالي.
نصت المادة 87مكرر ":2/3كما يعاقب بالسجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة كLLل
انخLL Lراط أو مشLL Lاركة مهمLL Lا يكن شLL Lكلها في الجمعيLL Lات أو التنظيمLL Lات أو الجماع LLات أو المنظمLL Lات
المذكورة في الفقرة السابقة مع معرفة غرضها أو أنشطتها".
يعني هنا في حالة االنخراط يجب أن تكون تلك الجمعيLات أو التنظيمLات موجLودة فعال قبLل وقLوع
سلوك الجاني ،و بعد تحقق وجود الجمعيات أو التنظيمات التي تدخل أعمالهLLا تحت طائلLLة أحكLLام
الم LLادة 87مك LLرر ركن LLا مفترض LLا في الجريم LLة ،و االنخ LLراط س LLلوك مج LLرم في ح LLد ذات LLه ،بينم LLا
نصت المادة على المشاركة في التنظيم و ليس المشLLاركة في أعمLLال التنظيم ،حيث المشLLاركة في
هLLذه الحالLLة تأخLLذ أوصLLاف المشLLاركة المنصLLوص عليهLLا في القLLانون العLLام طبقLLا للمLLادة 42قLLانون
العقوب LLات ،و يتطلب لت LLوافر اش LLتراك الج LLاني بعلم LLه و إرادت LLه أن يك LLون عض LLوا في الجمعي LLة أو
إحاطته بأهدافها.2
تع LLاقب الم LLادة 87مك LLرر 7ك LLل ش LLخص يح LLوز أس LLلحة ممنوع LLة أو ذخ LLيرة مهم LLا ك LLانت طريق LLة
الحصLLول عليهLLا ،سLLواء باالسLLتيالء عليهLLا أو المتLLاجرة بهLLا عن طريLLق اسLLتيرادها أو تصLLديرها أو
إصدارها ،وتشLترط المLادة أن تكLون الحيLازة دون رخصLLة من السLلطات المختصLLة .في حين تشLدد
العقوب LLة في ح LLال تعل LLق ه LLذه األفع LLال بم LLواد متفج LLرة أو أي م LLادة ت LLدخل في تركيبه LLا أو ص LLناعتها،
إبراهيم نافع ،اإلرهاب وسقوط األقنعة ،الجزائر :دار هومة ،طبعة .2007ص96 1
15
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
وكذلك األمر بالنسبة لكLل شLخص يLبيع أسLلحة بيضLاء أو يقLوم بشLرائها أو توزيعهLا أو صLنعها مLع
علمه بغرضها المخالف للقانون.
الفرع سادس :جريمة إنتحال صفة إمام مسجد و إستعمال المسجد مخالفة لمهامه
النبيلة
وفي األخLL Lير أضLL Lاف القLL Lانون رقم 09_01المLL Lؤرخ في 2001-06-26فعلين أخLL Lرين يأخLL Lذان
وصف الجريمة اإلرهابية أو التخريبية ،وهما انتحال صLLفة إمLLام مسLLجد واسLLتعمال المسLLجد مخالفLة
لمهامه النبيلة المادة 87مكرر .110
كما يدخل في إطار نشر الفكر المتطرف في الخطب التي تؤدى في األماكن العمومية أو المساجد
من أشLLخاص بLLدون مLLؤهالت لتلLLك الوظيفLLة أو بLLدون تLLراخيص ،كانتحLLال إمLLام لصLLفة إمLLام بحيث
توقع عليه العقوبLة الLواردة في نص المLادة 87مكLرر 10لقLد جLرم المشLرع إعLادة الطبLع أو النشLر
للوثائق أو التشجيع واإلشادة لخطورتها ،وقوة تأثيرها على الشLLباب الLLذي يعLLاني من الفLراغ بسLLبب
البطالة ،أو الفراغ الروحي أمام التوجهات الدينية والدعاة لها.
تق LLوم عم LLوم الج LLرائم على ثالث LLة أرك LLان :ال LLركن الش LLرعي عمال بمب LLدأ الش LLرعية ،ال LLركن الم LLادي
والركن المعنوي .وهو األمر الذي ينطبق على الجريمة اإلرهابية.
يقتض LLي ه LLذا المب LLدأ على عLLدم ج LLواز معاقب LLة أي ش LLخص على أي س LLلوك إال إذا ك LLان ه LLذا الس LLلوك
خاضعا لنص قLانوني يحLدد مضLمونه ويقLرر لLه عقوبLة معينLة .ويلLزم في هLذا النص التشLريعي أن
يكون صادرا من سLلطة مختصLة وأن يكLون سLابقا على ارتكLاب السLلوك المحظLور .ولقLد تضLمنت
الشLL Lريعة اإلسLL Lالمية هLL Lذا المبLL Lدأ والLL Lدليل على ذلLL Lك القاعLL Lدة الفقهيLL Lة المتمثلLL Lة في أن" :األصLL Lل في
األشياء وأفعال اإلباحة" ومعناه أن كل سلوك مباح ما لم يرد نص بتجريمه.2
16
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
ففي القانون الجزائري هناك العديد من النصوص القانونية التي تكرس هذا المبدأ والLتي تعLبر عن
الركن الشرعي للجريمة ،وهLو الLركن الLذي ال تقLوم الجLرائم بدونLه ،وهLو مLا يعLرف بمبLدأ شLرعية
الجرائم والعقوبات وهو ما يعبر عنه :ال جريمة وال عقوبة بغير نص .حيث نصLت المLادة األولى
من قانون العقوبات على أنه " ال جريمLة وال عقوبLة أو تLدابير أمن بغLير قLانون" .حيث أن األصLل
في األفعال اإلباحة وال يعتبر الفعل مجرما إال بصLLدور نص يجرمLLه ،وهLLو المبLLدأ الLLذي نص عليLLه
الدستور الجزائري في عدة مواد حيث نصت المادة 46منLه" :ال إدانLة إال بمقتضLى قLLانون صLLادر
قبLLل ارتكLLاب الفعLLل المجLLرم" .وجLLاء في المLLادة 45على أن " :كLLل شLLخص بLLريء حLLتى تثبت جهLLة
قضائية نظامية إدانته مع كافة الضمانات التي يتطلبها القانون."1
حيث تعت LL Lبر فك LL Lرة اإلره LL Lاب فك LL Lرة حديث LL Lة نس LL Lبيا ،لم يعرفه LL Lا المش LL Lرع الجزائ LL Lري إال في بداي LL Lة
التس LLعينات إذ ذك LLرت ألول م LLرة بم LLوجب تش LLريعات خاص LLة ض LLمن المرس LLوم التش LLريعي 03_92
الم LL Lؤرخ في 30س LL Lبتمبر 1992والمتعل LL Lق بمكافح LL Lة اإلره LL Lاب والتخ LL Lريب ،والمع LL Lدل بم LL Lوجب
المرسوم التشريعي رقم 05-93المؤرخ في 19أفريل .1993
وقد تناول المشرع الجزائري بدء الظLاهرة اإلرهابيLة كجريمLة خاصLLة وأقLLر لهLا قواعLد موضLLوعية
وإ جرائي LLة تتالءم م LLع ه LLذه الخصوص LLية ،وعم LLل على إتب LLاع سياس LLة ردعي LLة وزجري LLة في مواجه LLة
مرتكLLبي جLLرائم اإلرهLLاب تعتمLLد أساسLLا على الشLLدة في العقLLاب وتقLLرر إجLLراءات اسLLتثنائية تطلبهLLا
الجريمة ذاتها.2
وبLL L Lأمر مLL L Lؤرخ في 25فيفLL L Lري 1995رقم 11_95فقLL L Lد أدرج المشLL L Lرع الجزائLL L Lري مضLL L Lمون
المرسLLوم المتعلLLق بمكافحLLة اإلرهLLاب وصLLنفه في مLLواد قLLانون العقوبLLات .في القسLLم الرابLLع مكLLرر
تحت عنLLوان الجLLرائم الموصLLوفة بأفعLLال إرهابيLLة وتخريبيLLة ،من الفصLLل األول المتعلLLق بالجنايLLات
والجنح ضد أمن الدولة،
ضLLمن البLLاب األول من الكتLLاب الثLLالث بعنLLوان الجنايLLات والجنح وعقوبتهLLا .وذلLLك في إحLLدى عشLLر
مادة من المادة 87مكرر إلى المادة 87مكرر .10
17
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
وتع LLد ه LLذه النص LLوص ال LLركن الش LLرعي ال LLذي تعتم LLد علي LLه الجه LLات القض LLائية المختص LLة بمكافح LLة
اإلرهاب وكذلك القضاة عند تكييفهم للجLLرم أو عنLLد نطقهم بLLالحكم بجريمLLة إرهابيLLة بصLLفة خاصLLة،
باإلضافة لنصوص أخرى مكملة تضمنتها قواعد عامة في غياب نصوص خاصLLة .حيث ثبت في
كثLL Lير من القضLL Lايا بLL Lراءة أشLL Lخاص تمت متLL Lابعتهم بجLL Lرم اإلرهLL Lاب إال أن غرفLL Lة االتهLL Lام قضLL Lت
لص LLالحهم بانتق LLاء وج LLه ال LLدعوى في جريم LLة االنخ LLراط في جماع LLة إرهابي LLة ،ألن النص الق LLانوني
يشترط توافر العلم عند الجاني ،وبإنتقاء العلم ينعLLدم الLLركن المعنLLوي في التهمLLة الموجهLLة ،ومن ثم
زوال المتابعة مما يعني عدم قدرة قاضي الحكم على تطبيق الركن الشرعي لتوقيع العقاب.1
ال يعLLاقب القLLانون على األفكLLار و النوايLLا السLLيئة مLLا لم تظهLLر إلى العLLالم الخLLارجي مجسLLدة بفعLLل أو
عمLLل ،و يجسLLد األخLLير النيLLة الجنائيLLة أو مLLا يسLLمى الLLركن المLLادي للجريمLLة ،2و هLLو المبLLدأ نفسLLه
ال LLذي يأخ LLذ ب LLه المش LLرع الجزائ LLري بحيث يق LLوم التش LLريع الجزائ LLري على مب LLدأ ه LLام مقتض LLاه أن ال
جريمة بمجرد التمني الذي ال يرافقLه فعLل مLادي ،و ال جريمLة دون ركن مLادي و هLو المبLدأ الLذي
تسير على نهجه المحكمة العليا باعتبارها أعلى هيئة قضائية قضت في العديد من المرات بإنعLLدام
الجريم LLة اإلرهابي LLة النع LLدام ال LLركن الم LLادي و ذل LLك بقوله LLا أن قص LLور الس LLؤال عن اإللم LLام بكافLLLة
عناصر الجريمة اإلرهابية يعرض الحكم للبطالن ،و بما أن الحكم المطعون فيه لم يتضمن أسLLئلة
حول الركن المادي للجريمة فإن ذلك يشكل خطأ في تطبيق القانون.3
إن ال LLركن الم LLادي ه LLو ش LLرط الب LLدء في البحث عن الجريم LLة من عدم LLه ،حيث ال يج LLوز الق LLول إن
مجرد االعتقاد اإلجرامي من شأنه أن يتضمن عدوانا على المصالح التي توفر لها الدولLLة الحمايLLة
الجنائي LLة ،ويج LLرم المش LLرع الجزائ LLري س LLلوك الش LLخص إذا ش LLكل خطورته LLا على مص LLلحة محمي LLة
باسLLتعمال بث الLLرعب وإ ثLLارة الفLLزع في النفLLوس وهLLو أحLLد أهم أخطLLر السLLلوكيات الLLتي يقLLوم بهLLا
اإلرهLL Lابي في سLL Lبيل الوصLL Lول إلى غايتLL Lه ،4وكLL Lذلك االعتLL Lداء على الممتلكLL Lات العامLL Lة والخاصLL Lة،
محمد عبد الكريم نافع ،الحماية الجنائية ألمن الدولة الداخلي ،ص 370 2
المحكمة العليا ،الغرفة الجنائية ،القرار رقم 167035الصادر بتاريخ 26نوفمبر ،1996المجلة القضائية لسنة ،2003 3
ص 402
محمد زكي أبو عامر ،قانون العقوبات اللبناني – القسم العام – بيروت ،الدار الجامعية للطباعة ،ط ،1981ص .75 4
18
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
ووض LL Lع المتفج LL Lرات في األم LL Lاكن العمومي LL Lة ،وعلى حاف LL Lة الط LL Lرق وفي وس LL Lائل النق LL Lل ،وخط LL Lف
1
الرهائن ،واحتجاز األشخاص وتقييد حرياتهم
إن المشLLرع الجزائLLري في النصLLوص المجرمLLة لإلرهLLاب يكتفي باإلشLLارة إلى أثLLر هLLذا السLLلوك أو
النتيجة دون تحديدها ،وهو ما تذهب إليه أغلب التشريعات ويقصد بLLه كLLل العناصLLر الواقعيLLة الLLتي
يتطلبهLLا القصLLد الجنLLائي .وحسLLب مLLا جLLاء في نص المLLادة 87مكLLرر ومLLا بعLLدها فLLإن كLLل الجLLرائم
التي عدد المشرع ركنها المادي فهي تتكون من ثالث عناصر وهي:
إن أهمية السلوك اإلجرامي تتمثLل في أنLه عنصLر ال يمكن االسLتغناء عنLه لقيLام الLركن المLادي في
الجريمLL Lة اإلرهابيLL Lة ،وعلى سLL Lبيل المثLL Lال جريمLL Lة حيLL Lازة أسLL Lلحة ممنوعLL Lة أو بLL Lدون تLL Lرخيص أو
التجارة فيها وحملها ،كل ذلك يعد سلوك إجرامي قد يكون إيجابيا وقد يكون سلبيا.
كم LL Lا نج LL Lد أن المش LL Lرع الجزائ LL Lري اعت LL Lد بالوس LL Lيلة ال LL Lتي يس LL Lتعملها الج LL Lاني في ارتك LL Lاب النش LL Lاط
اإلجLLرامي ،فمثال نجLLده يعLLاقب بنص المLLادة 87مكLLرر 4على جريمLLة اإلشLLادة باألفعLLال اإلرهابيLLة
المنصLLLوص عنهLLLا بالمLLLادة 87مكLLLرر مهمLLLا كLLLانت وسLLLيلة اإلش LLادة ،وك LLذلك في جريمLLLة التشLLLجيع
والتمويل حيث ركز على عبارة" :بأي وسيلة كانت".
أم LLا وقت الس LLلوك اإلج LLرامي فنج LLد المش LLرع في النص LLوص ال LLواردة ب LLاألمر 11/95لم يأخ LLذ بعين
اإلعتبLLLار وقت ارتكLLLاب السLLLلوك اإلجLLLرامي ،ألن الجريم LLة اإلرهابي LLة من الج LLرائم الخطLLLيرة وهي
جناية سواء ارتكبت في الليل أم بالنهار.
وب LLالرجوع إلى ق LLانون العقوب LLات نج LLد هن LLاك ع LLدة ج LLرائم ت LLدخل في وص LLف الجريم LLة اإلرهابي LLة أو
التخريبيLLة وهي جLLرائم ضLLد أمن الدولLLة ،أي أن هLLذه الجLLرائم تLLدخل في تكLLييف الجLLرائم اإلرهابيLLة
والتي تقابل نفس الجرائم في القانون العام ونذكرها فيما يلي:
جرائم االعتداءات الواقعة على أمن الدولة والمذكورة تحت عنوان " االعتLLداءات والمLLؤامرات .1
والجرائم األخرى ضد سلطة الدولة وسالمة أرض الوطن" والمنصLLوص عليهLLا في المLLواد من
77إلى 86قانون العقوبات وهي جLLرائم القLانون العLLام ،وتLLدخل في تكLLييف الجLLرائم اإلرهابيLLة
عصام عبد الفتاح عبد السميع مطر ،الجريمة اإلرهابية ،ص .72 1
19
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
بحيث تعLL Lاقب على هLL Lذه النصLL Lوص على أشLL Lكال االعتLL Lداء الLL Lذي يمس بالدولLL Lة ونظLL Lام الحكم
ووحدة التراب الوطني كما خصها المشرع بعقوبات جناية تصل لحد اإلعدام.
جLLرائم اإلعتLLداءات المعنويLLة والجسLLدية على األشLLخاص على حريLLاتهم وممتلكLLاتهم تقابلهLLا في .2
قانون العقوبات المواد ،84 ،254 ،260 ،284وكلها تقع على الشخص في جسLمه أو مالLه
فيكون من شأنها إلحاق ضرر كبير في نفوس األشخاص ،وإ ذا ارتكبت هذه الجLرائم في شLكل
جرائم تقتيل جماعي فإنها تخلق جوا من انعدام األمن والسالم في وسط المجتمع.
جريم LLة االعت LLداء على حري LLة التنق LLل وحرك LLة الم LLرور ال LLوارد ذكره LLا بنص الم LLادة 87مك LLرر .3
وتقابها المواد من 88إلى 90قانون العقوبات المتعلقة بجنايات المساهمة في حركات التمLLرد
الذي يكون من شأنها اإلخالل بالهدوء العمومي وتشكل خطرا على النظام العام.
جريمة االعتداء على رموز األمة والجمهورية تقابها المادة 160قانون العقوبات التي تعLLاقب .4
على التخLريب العمLد والعلLني للعلم الوطLني وتLدنيس المصLLحف الشLريف ،والمLادة 160مكLرر
ال LL Lتي تع LL Lاقب على تخ LL Lريب أو إتالف أو نص LL Lب أل LL Lواح تذكاري LL Lة وجمي LL Lع األم LL Lاكن المص LL Lنفة
والمتعلقة بالثورة واألشياء التاريخية.
جريمLLة االعتLLداء الواقLLع على القبLLور وتقابلهLLا المLLواد 150إلى 154ق.ع وكلهLLا تعLLاقب بشLLدة .5
في حالLL Lة تخLL Lريب القبLL Lور بLL Lأي طريقLL Lة كLL Lانت والمسLL Lاس بحرمLL Lة الجثLL Lة ،ونجLL Lد أن المشLL Lرع
الجزائLLري في ظLLل قLLانون العقوبLLات قLLد نص على تخLLريب المبLLاني والمسLLاكن أيLLا كLLان نوعهLLا
كجريمة مستقلة في المادة 400منه بواسطة مواد متفجرة وقرر لهLا عقوبLة اإلعLدام .أمLا فيمLا
يخص تش LLكيل الجمعي LLات والمنظم LLات فق LLد نص LLت عليهم LLا الم LLادة 176وم LLا بع LLدها من ق LLانون
العقوبات واعتبر فقط االتفاق على التشكيل يدل على النية اإلجرامية إذا كانت أعمال الجمعيLة
أو المنظمة تحت طائلة التجريم.
من خالل التط LLرق لمختل LLف الج LLرائم ال LLواردة في الق LLانون الع LLام وال LLتي تقابله LLا الج LLرائم الموص LLوفة
إرهابيLLة الLLواردة في المLLادة 87مكLLرر ومLLا يليهLLا نجLLد أغلب الجLLرائم اإلرهابيLLة جنايLLات ماسLLة بLLأمن
الدولة الداخلي وقرر لها المشرع عقوبات مشددة نظرا لخطورتها وهذه الجرائم تتمثل في:
20
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
االعتداء على وسائل النقل بكل أنواعها برية ،بحرية ،جوية.
عرقلة سير المؤسسات و السلطات العمومية.
21
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
ثانيا :النتيجة
وهي العنصر الثاني من عناصر الركن المادي و لها مدلوالن ،واحد مادي والثاني قانوني.
الم ??دلول الم ??ادي للنتيج ??ة :و ه LL Lو األث LL Lر الم LL Lادي ال LL Lذي يح LL Lدث في الع LL Lالم الخ LL Lارجي ،و ا-
بإعتبارهLLا حقيقLLة ماديLLة لهLLا كيLLان في العLLالم الخLLارجي و األخLLر بوصLLفها فكLLرة قانونيLLة ،فنتيجLLة
إنفجLLار قنبلLLة هي إمLLا خسLLائر ماديLLة أو بشLLرية أو هلLLع أو فLLزع وسLLط األفLLراد ومن ثم نقLLول إن
الس LLلوك اإلج LLرامي أدى إلى إح LLداث تغي LLير في الوس LLط الخ LLارجي .وبالمث LLل إزه LLاق األرواح،
والحصول على األموال في االعتداءات على البنوك و البيوت.1
المدلول القانوني للنتيجة :هو ما يسببه الجاني من ضرر أو خطر يصيب ويهدد مصلحة ب-
محميLLة قانونLLا .والعمLLل اإلرهLLابي بصLLفة عامLLة اعتLLداء على مصLLلحة وحLLق يحميهمLLا القLLانون،
فانفج LL Lار القناب LL Lل أو العملي LL Lات القت LL Lل نتيجتهم LL Lا هي اإلعت LL Lداء على ح LL Lق ال LL Lتي عليهم الحي LL Lاة،
وتعLLريض مصLLالحهم وأمنهم واسLLتقرارهم للخطLLر ،وبالمثLLل جريمLLة اإلشLLادة باإلرهLLاب نتيجتهLLا
حمل الناس على مساعدة وتشجيع اإلرهاب واالعتراف به ،ألجLل ذلLك قسLم الفقLه الجLرائم إلى
جرائم ضرر وجرائم خطر ،والجريمة اإلرهابية بال منازع من جرائم الخطر.
إن الصLLلة بين المفهLLومين المLLادي والقLانوني للنتيجLLة واضLLحة ،فLLالمفهوم القLانوني مLLا هLLو إال تكLLييف
قانوني للنتيجة بمفهومها المادي.
هذا يعني أن كLل الجLرائم اإلرهابيLة المعLاقب عليهLا بالنصLوص من 87مكLرر إلى 87مكLرر 10
معLاقب عليهLا بصLLرف النظLر إلى الضLLرر الLذي تحدثLه أو النتLائج الLتي يمكن أن تLترتب عليهLا وقLLد
اعتبرهLL Lا المشLL Lرع جنايLL Lات تبعLL Lا لخطورتهLL Lا ،ومن ثم فهLL Lو يأخLL Lذ بالمLL Lدلول المLL Lادي ،ألن المLL Lدلول
القانوني مكانه الركن الشرعي وليس الركن المادي.2
11
.أحمد عطية اهلل ،القاموس السياسي ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،ط ،3 ،1968ص 45
22
.محمود نجيب حسني ،شرح قانون العقوبات – القسم العام ،دار الفكر العربي ،ط ،1979ص 291
22
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
ال يكفي لقيLL Lام الLL Lركن المLL Lادي للجريمLL Lة وقLL Lوع السLL Lلوك اإلجLL Lرامي من الجLL Lاني وتتحقLL Lق النتيجLL Lة
الضLLارة ،بLLل البLLد أن تنسLLب هLLذه النتيجLLة إلى السLLلوك اإلجLLرامي أي أن تقLوم عالقLLة سLLببية ،بمعLLنى
أن ارتكاب السلوك اإلجرامي هو الذي أدى وحده إلى حدوث النتيجة.1
ولكي يسأل الجاني عن النتيجة التي يعتد بهLا القLانون لقيLام الLركن المLادي للجريمLة ،البLد أن يكLون
فعLLل الجLLاني قLLد تسLLبب فيهLLا .بمعLLنى أنLLه ليس فقLLط أن يقLLع من الجLLاني الفعLLل الالزم وال أن تتحقLLق
النتيجLLة المتطلبLLة في القLLانون وإ نمLLا يلLLزم أن تتLLوفر بين الفعLLل الLLذي أتLLاه اإلرهLLابي والنتيجLLة رابطLLة
سببية أي أن الحدث نتيجة الفعل المجLرم ،وللرابطLة السLببية في تحديLد المسLؤولية الجزائيLة للفاعLل
أهمية بالغة .والسلوك الذي يحقق النتيجة قد يكون إيجابيا ،وتسمى الجريمLLة حينئLLذ جريمLLة إيجابيLLة
مثل جريمة حيازة األسلحة والذخيرة دون إذن السلطات ،وقد يكون سلبيا وتسLLمى بموجبLLه جريمLLة
سلبية كأن يمتنع فرد عن اإلبالغ عن مجموعة إرهابية يعلم مكان تواجدها.
2
الفرع الثالث :الركن المعنوي
ال يكفي لقيام الجريمLة ارتكLاب الجLاني لسLلوك معين سLواء كLان فعال ومجLرد إمتنLاع ،و إنمLا يجب
فضLLال عن السLLلوك تLLوافر الLLركن المعنLLوي .و الLLركن المعنLLوي هLLو الصLLلة النفسLLية الLLتي تربLLط بين
النشLLاط اإلجLLرامي ونتائجLLه من جهLLة وبين الفاعLLل الLLذي صLLدر منLLه هLLذا النشLLاط ،حيث يمكن القLLول
إن السلوك هو بسبب إرادة الفاعل.
و يتكLLون القصLLد الجنLLائي من عنصLLرين همLLا العلم و اإلرادة ،فLLالعلم يقصLLد بLLه إحاطLLة الجLLاني علمLLا
بجميع العناصر الالزمة لقيام الجريمة كما هي محددة في نص التجLLريم ،وهLLذه العناصLLر هي الLLتي
تعطي للواقعLLة اإلجراميLLة الوصLLف القLانوني .وتمييزهLLا عن غيرهLLا من الوقLLائع اإلجراميLLة األخLLرى
من جهLLة وعن الوقLLائع المشLLروعة من جهLLة أخLLرى .ويLLترتب على انتقLLاء العلم بأحLLد هLLذه العناصLLر
بسبب الجهل أو الغلط فيها إنتقاء القصد الجنائي ،وهLLذا العلم مفLLترض في لحظLLة سLLابقة على إرادة
يعرف الركن المعنوي بأنه انتساب السلوك اإلجرامي لنفسية صاحبه ،أي اإلرادة التي يعترف بها الفعل وهو أيضا 2
الجانب الشخصي أو النفسي للجريمة واشترط توافر الصلة النفسية لقيام الجريمة شرط عام مفاده التمييز بين الفعل المعاقب
عليه و ما ال يمكن المعاقبة على إثباته.
23
ما هية الجريمة اإلرهابية الفصل األول
الس LLلوك إذ ه LLو ال LLذي يوجهه LLا ويع LLيين ح LLدودها 1فال يتحقLLق القص LLد الجن LLائي بمج LLرد العلم بعناص LLر
الواقعLLة اإلجراميLLة وإ نمLLا يجب أن تتجLLه إرادة الجLLاني إلى ارتكLLاب الجريمLLة .أي ارتكLLاب السLLلوك
وانتظLLار تحقLLق نتيجLLة معينLLة .فالجريمLLة اإلرهابيLLة من الجLLرائم العمديLLة الLLتي تتطلب تLLوافر القصLLد
الجنLLائي لLLدى الجLLاني أي القيLLام بالفعLLل وإ رادة النتيجLLة ،والقصLLد الجنLLائي نLLوعين :قصLLد عLLام وقصLLد
خLLاص .فالقصLLد العLLام هLLو إنصLLراف إرادة الجLLاني إلى ارتكLLاب الجريمLLة مLLع علمLLه بتLLوافر أركانهLLا
التي يشترطها القانون .وهذا القصد نجLده في كافLة أنLواع الجLرائم .أمLا القصLد الخLاص فقLد يشLترط
القانون في بعض الجرائم توافر الباعث على إرتكاب الجريمة حتى يقوم القصد الجنائي.2
وهLLذا األمLLر ينطبLLق على الجريمLLة اإلرهابيLLة الLLتي يتطلب المشLLرع لقيامهLLا تLLوافر قصLLد خLLاص إلى
جانب القصLد العLام ،ولقLد أورد المشLرع صLيغتين تفيLدان هLذا القصLد وهمLا “كLل فعLل يسLتهدف أمن
الدولة" وعن طريق عمل غرضه.
الحقيق LLة أن القص LLد الخ LLاص ال يس LLتفاد من العب LLارة الثاني LLة " ك LLل عم LLل غرض LLه “ ،فالعب LLارة األولى
المتمثلLLة في " كLLل فعLLل يسLLتهدف أمن الدولLLة " هي الLLتي تكشLLف عن القصLLد الخLLاص الLLذي يتطلبLLه
المشLLLرع في مثLLLل هLLLذه الجLLLرائم حLLLتى تعLLLد جLLLرائم إرهابي LLة أو تخريبي LLة .ومن LLه فالمشLLLرع يشLLLترط
المساس بأمن الدولة حتى يمكن اعتبLار هLذه األفعLال إرهابيLة أو تخريبيLة .وإ ال تم اعتبارهLا جLرائم
3
أخرى مستقلة بذاتها
24
الفصل الثاني:
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة
الجرائم اإلرهابية
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
تعتبر مرحلة البحث و التحري أول مرحلLة تمLر بهLا الLدعوى العموميLة قبLل وصLولها أمLام القضLاء
للفصLLل فيهLLا و هي مرحلLLة التحقيLLق التمهيLLدي ويقصLLد بهLLا تلLLك اإلجLLراءات المتعلقLLة بالكشLLف عن
الجريم LLة اإلرهابي LLة و مرتكبيه LLا ،ويك LLون ذل LLك ب LLإجراء التحري LLات و جم LLع البيان LLات الض LLرورية ،و
إتخ LL Lاذ اإلج LL Lراءات القانوني LL Lة الالزم LL Lة لتحري LL Lك ال LL Lدعوى العمومي LL Lة و الس LL Lير في إجراءاته LL Lا وهي
إجLLراءات سLLابقة لإلجLLراءات القضLLائية الLLتي تتخLLذ من الجهLLات القضLLائية كقاضLLاة التحقيLLق و قضLLاة
النيابLLة .1و اإلجLLراءات الجزائيLLة المتخLLذة خالل مرحلLLة البحث و التحLLري تتوالهLLا أجهLLزة الشLLرطة
القضائية وهذا ما بينLه قLانون اإلجLراءات الجزائيLة في المLواد من 12إالى 28و من 42إلى 55
و من 63الى 65منه.
و قLLد منح القLLانون صLLفة الضLLبطية القضLLائية ألعضLLاء الضLLبطية ذلLLك كLLونهم مكلفين خالل مرحلLLة
التحقي LL Lق التمهي LL Lدي بالكش LL Lف عن وق LL Lوع الجريم LL Lة اإلرهابي LL Lة و جم LL Lع اإلس LL Lتدالالت عنه LL Lا وعن
المساهمين فيها بإعتبارهم فاعلين أصليين وشركاء فيهLLا ليتم تحريLLر محاضLLر بشLLأنها وتقLLديمها إلى
النيابة العامة ممثلة في وكيل الجمهورية ليتخذ مLا يLراه ضLLروريا بشLأنها من عرضLLها على جهLات
التحقيق أو الحكم أو حفظ أوراقها.2
م LLدد المش LLرع الجزائ LLري في ق LLانون اإلج LLراءات الجزائي LLة الجزائ LLري اإلختص LLاص اإلقلیمي لمھام
الشLLرطة القضLLائیة لیشLLمل كامLLل إقلیم الLLوطن فیمLLا یخص الجریمLLة اإلرھابیة ،مLLع إشLLراك أعLLوان
الشLLرطة القضLLائیة تحت مسLLؤولیة ضLLباط الشLLرطة القضLLائیة في عملیتي التحLLري والتحقیق ،ومLLدد
سعدون فاطمة ،السياسة الجنائية اإلجرائية لمكافحة جرائم االرهاب ،مذكرة لنيل شهادة ماجستر ،فرع قانون جنائي ،ص 1
.10
أنظر :المواد من 12إلى 28من قانون اإلجراءات الجزائية. 2
26
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
مLLدة التوقیف للنظLLر مLLع الLLترخیص في إسLLتعمال القLوة إلحضLLار األشLLخاص ،و وضLLع نظLLام خLLاص
لعملیة التفتیش و في هذا الصدد سنتناول دراسة هذه الصالحيات.1
و ق LLد خص المش LLرع مهم LLة ممارس LLة الش LLرطة القض LLائية حصًL Lر ا من ط LLرف القض LLاة و الض LLباط و
األع LLوان و الم LLوظفين الم LLؤهلين و يق LLوم بتس LLيرها وكي LLل الجمهوري LLة ،وفي ك LLل دائ LLرة إختص LLاص
مجلس يقوم باإلشراف عليها النائب العام وتراقبها غرفة اإلتهام التابعة لنفس المجلس وهي مكلفLLة
بتسLLجيل مخالفLLات قLLانون العقوبLLات وجمLLع األدلLLة و البحث عن مرتكLLبي هLLذه المخالفLLات مLLا دام لم
يفتح ملLL Lف التحقيLL Lق وتمLL Lارس الشLL Lرطة القضLL Lائية في حLL Lدود إختصاصLL Lها كافLL Lة اإلجLL Lراءات الLL Lتي
يقررها القانون.
و لLLذلك یسLLتفاد من قLLانون إ .ج .ج ،أن ضLLباط الشLLرطة القضLLائیة المحLLددین في المLLادة ( )15من
قLLانون إ .ج .ج ،ھم المكلفLLون قانوًن ا بمھمLLة البحث والتحLLري وتقLLع على عLLاتقھم مسLLؤولیة ذلLLك ،و
یخض LLع أعض LLاء الش LLرطة القض LLائیة للس LLلطة التدریجیة للمص LLالح ال LLتي یتبعونھا إدارًی ا ویمارس LLون
أعمLLال الشLLرطة القضLLائیة تحت إدارة وكیل الجمھوریة وتحت إشLLراف النLLائب العLLام وتحت رقابLLة
غرفة اإلتھام طبًقا للمادة ( )12في فقرتھا الثانیة من قانون إ .ج .ج.2
وعلیه فLLإن تمدید اإلختصLLاص اإلقلیمي إلى كامLLل الLLتراب الوطLLني بشLLأن مكافحLLة جLLرائم اإلرھاب
معھود لضLL Lباط الشLL Lرطة القضLL Lائیة ،وھم الLL Lذین حLL Lددتھم المLL Lادة ( )15من قLL Lانون إ .ج .ج ،حیث
تنص على أن یتمتع بصفة ضابط الشرطة القضائیة:
رواط فاطمة الزهراء ،المتابعة الجزائية للجريمة اإلرهابية في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة ماجيستر ،فرع 1
27
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
الموظفون التابعون لألسLالك الخاصLة للمفتشLین وحفLاظ و أعLوان الشLرطة الLذین أمضLوا ثالث .5
سLLنوات على األقLLل بھذه الصLLفة ،و الLLذین تم تعLLیینھم بمLLوجب قLLرار مشLLترك صLLادر عن وزیر
العدل ووزیر الداخلیة والجماعات المحلیة ،بعد موافقة لجنة خاصة.
ضباط وضLباط الصLف التLابعین للمصLالح العسLكریة لألمن الوطLني الLذین تم تعLیینھم خصیصLا .6
بمLL Lوجب قLL Lرار مشLL Lترك بین وزیر الLL Lدفاع الوطLL Lني ووزیر العLL Lدل ،و یحLL Lدد تكLL Lوین اللجنLL Lة
المنصوص علیھا في ھذه المادة وتسیرھا بموجب مرسوم.
منح القLLانون الصLLفة الضLLبطية القضLLائية ألعضLLاء الشLLرطة القضLLائية في نفس الLLوقت الLLذين منحهم
في محLLل هLLذه الص LLفة حقوًق ا وف LLرض عليهم واجبLLات في إطLLار البحث و التحLLري عن الجريمLLة و
مرتكبيهLLا و جمLLع كLLل اإلسLLتدالالت عنهLLا و تشLLرع مهLLامهم بعLLد وقLLوع الجريمLLة وتتوقLLف عنLLد فتح
ملLL Lف التحقيLL Lق القضLL Lائي و األصLL Lل في مهLL Lامهم الميدانيLL Lة الخلLL Lو التLL Lام من أي مظLL Lاهر التعLL Lرض
لحريLLات وحقLLوق المشLLتبه فيهم و كLLذا إسLLتعمال أي أسLLاليب التعLLدي و القهLLر المطبLLق على المشLLتبه
فيهم في القضية.1
لكن نص المش LLرع الجزائ LLري على إج LLراءات فعال LLة وص LLارمة في مج LLال التحقي LLق و المحاكم LLة في
ج LLرائم اإلٍر ه LLاب ع LLرف من خالله LLا ق LLانون اإلج LLراءات الجزائي LLة ع LLدة تع LLديالت ش LLملت الض LLبطية
القضLL Lائية ،و قاضLL Lي التحقيLL Lق ،وجهLL Lات الحكم ،فبعLL Lد إدراج أحكLL Lام التشLL Lريع اإلسLL Lتثنائي الصLL Lادر
بالمرسوم التنفيذي رقم ( )03 – 92بتاريخ 30سبتمبر ،1992ضمن قانون اإلجراءات الجزائية
بمLL L Lوجب األمLL L Lر ( )10 – 95بتLL L Lاريٌخ 25فيف LL Lري ،1995حيث خص الجريمLL L Lة التخريبيLL L Lة و
اإلرهابية بإجراءات ردعية و قمعية وفي نفس السياق تمت إضافة تعديالت أخرى وفًقا للقLLانون
رقم( )14 - 04المؤرخ في 10/11/2014خصت بعض الجهات القضائية تم من خاللها إنشاء
المح LLاكم ذات اإلختص LLاص الموس LLع وتوس LLيع اإلختص LLاص المحلي لوكي LLل الجمهوري LLة ولي قاض LLي
التحقيق ،زيادة على ذلك و إستكماًال لإليطار اإلجرائي وسع المشرع مجLLال اإلختصLLاص اإلقليمي
لرجLLال الضLLبطية القضLLائية بمLLوجب القLLانون ( ،)22 - 06الصLLادر بتLLاريخ 20ديسLLمبر ،2006
حاول المشرع من خاللها مكافحة اإلرهاب بسن سياسة زجرية و ردعية من شأنها الحد من تفاقم
مطر عصام عبد الفتاح عبد السميع ،الجريمة اإلهابية ،2005 ،دار النشر الجامعة الجديدة. 1
28
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
الظLLاهرة و تقليص أثارهLLا السLLلبية على المجتمLLع ،و منح من خاللهLLا صLLالحيات واسLLعة للضLLبطية
القضائية في مجال البحث و التحري عن االرهاب.1
و لقاضLL Lي التحقيLL Lق نفس الصLL Lالحيات حيث يمتLL Lد ذلLL Lك لكLL Lل الLL Lتراب الوطLL Lني دون إعطLL Lاء أهميLL Lة
للتحديLLد اإلقليمي ،كمLLا يشLLمل اإلسLLتثناء الخLLروج عن القواعLLد العامLLة في مجLLال التفLLتيش و الحجLLز
تحت النظر و إستيقاف األشخاص وغيرها من اإلجراءات التي سنتناولها بالتفصيل.
وهنا يعتبر المشرع الجزائري قد خرج من دائرة القواعد العامة التي ترسم السير العادي لألحكLLام
اإلجرائية في مجال قمع الجرائم.
ویقصد بمفھوم التحري و جمع اإلستدالالت ،تلك اإلجراءات المتعلقة بالكشف عن الجریمة
ومرتكبیھا ویكون ذلك بجمع البیانات و إجراءات التحریات الالزمة لتحریك الدعوى حیث تعتبر
ھذه المرحلة من المراحل التمھیدیة للدعوى العمومیة ،ولذلك فقد نظم المشرع الجزائي
الجزائري ھذه المرحلة من خالل تحدید سلطات و إجراءات قانونیة محدودة یجب على ضباط
الشرطة القضائیة خاللھا إتباعھا و اإللتزام بھا ،كما أن للمتھم خاللھا ضمانات و حقوق یجب
عدم اإلخالل بھا ،وإ ال ترتب على ذلك بطالن اإلجراءات واألدلة المستمدة منها.
نظًر ا إلى تكاثر و تشعب الجريمة اإلرهابية و كذا تطورها و بروز جديد لتنظيمات خفية إرهابيLLة
من جهة و من جهة أخرى الصعوبات و العراقيLل الLتي تواجLه رجLال الضLLبط القضLLائي سLواًءا في
جمLLع األدلLLة و كشLLف الفLLاعلين و المتهمين في الجريمLLة اإلرهابيLLة ،نتيجLLة لهLLذا تم تمديLLد وتوسLLيع
سلطات الضبط القضائي خصيصا لهذا النوع من الجرائم ذات الطابع اإلرهابي.
على غLL Lرار أن هLL Lذا التوسLL Lع لسLL Lلطات الضLL Lبطية القضLL Lائية يمس و يتعLL Lرض لحريLL Lات الشخصLL Lية
لألفراد بالسLلب وجLاء هLذا التوسLع إسLتناًد ا إلى نظريLة الضLLرورة اإلجرائيLة اإلجتماعيLة في مخالفLة
بعض قواعد الشرعية الدستورية الوضعية.
1
ساعد الهام حورية ،وسائل مكافحة اإلرهاب ،أطروحة دكتوره في القانون العام ،2016—2015ص195
29
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
و به LLذا يك LLون ق LLانون اإلج LLراءات الجزائي LLة ق LLد منح لض LLباط الش LLرطة القض LLائية مهم LLا ك LLانت جه LLة
إنتم LLائهم األص LLلية من ال LLدرك الوط LLني أو األمن الوط LLني أو مص LLالح األمن العس LLكري ،إختصاص LLا
وطنیا في البحث والتحري و معاینة الجرائم الموصوفة ،أعمال إرهابیة أو تخریبیة.
ومن هLL Lذا ننطلLL Lق لLL Lذكر اإلجLL Lراءات الخاصLL Lة بمتابعLL Lة الجLL Lرائم اإلرهابيLL Lة أثنLL Lاء مرحلLL Lة البحث و
التحري الموكلة لضباط الشرطة القضائية المتمثلة في:
أ .التوقيف للنظر :إن التوقيف للنظر هو عبارة عن حجز شخص مشLتبه بLه في جريمLة متلبس
بها أو في إطار التحريات األولية ،من طرف ضابط الشرطة القضائية في مركLLز الشLLرطة و ذلLLك
بعد سLماع أقوالLه ،ونًظ را ألن التوقيLف للنظLر من اإلجLراءات الماسLة بالحريLة الشخصLLية فقLد نص
علي LL Lه الدس LL Lتور في الم LL Lادة 48من LL Lه و ال LL Lتي تنص على أن" :يخض LL Lع التوقي LL Lف للنظ LL Lر في مج LL Lال
التحريLLات الجزائيLLة للرقابLLة القضLLائية ،و ال يمكن أن يتجLLاوز مLLدة 48سLLاعة يملLLك الشLLخص الLLذي
نظًر ا لخطورة الجرائم اإلرهابية و تشعبها ،فقد أصبح من الصLLعب البحث و التحLLري عنهLLا و عن
مرتكبيها ،و إعماال لذلك فقد أصبحت مدة التوقيLف للنظLر ال تتماشLى و متطلبLات التحقيLق األولي،
بحيث تستلزم وقتا أطول .و تطبيقا لهLLذا فقLد نص المشLLرع على تمديLLد التوقيLLف للنظLLر في الجLLرائم
اإلرهابيLLة في المLLادة 22من المرسLLوم التشLLريعي رقم 03 - 92المLLؤرخ في 30سLLبتمبر 1992
المتعلق بمكافحة االرهاب ،و الLتي نصLت على أن مLدة التوقيLف للنظLر هي 12يومLا إسLتثناء على
مLL Lا نصLL Lت عليLL Lه المLL Lواد 51و 65من ق .إ .ج ،و قLL Lد أدرجت أحكLL Lام هLL Lذا المرسLL Lوم في قLL Lانون
اإلجLLراءات الجزائيLLة بمLLوجب األمLLر 95/10/03المLLؤرخ في 25فLLبراير ، 1995أين أبقى على
محتوى المادة 22من المرسوم التشريعي رقم 92في التعديل الحاصل.
و لق LLد ع LLدلت الم LLواد 51و 65بم LLوجب الق LLانون رقم 08 - 01الم LLؤرخ في 26يوني LLو 2001
حيث تنص المادة 51على أنه ":تضاعف جميع اآلجال المنصوص عليها في هذه المادة إذا تعلLLق
األم LLر بإعت LLداء على أمن الدول LLة ،و يج LLوز تمدي LLدها ب LLإذن مكت LLوب من وكي LLل الجمهوري LLة ب LLدون أن
2
تتجاوز إثني عشر يوما إذا ما تعلق األمر بجرائم موصوفة بأفعال إرهابية أو تخريبية.
د .أوهيبية عبد اهلل ،شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري :التحري و التحقيق ،دار هومة ،الجزائر.2008، 1
30
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
أما المLادة 65الفقLرة الثالثLة المتعلقLة بLاإلجراءات خLارج حLاالت التلبس فتنص على أن" :تضLاعف
اآلج LLال المنص LLوص عليه LLا في ه LLذه الم LLادة إذا تعل LLق األم LLر بجناي LLات أو جنح ض LLد أمن الدول LLة ،و
يجLLوز تمديLLدها دون أن تتجLLاوز إثLLني عشLLر يوًم ا إذا تعلLLق األمLر بجLLرائم موصLLوفة بأفعLLال إرهابيLLة
أو تخريبيLLة ،و بمLLوجب تعLLديل قLLانون اإلجLLراءات الجزائيLLة 22 - 06المLLؤرخ في 20ديسLLمبر
2006أصLLبحت المLLادة 51الفقLLرة الخامسLLة تنص على مLLايلي" :يمكن تمديLLد آجLLال التوقيLLف للنظLLر
بإذن مكتوب من وكيLل الجمهوريLة خمس مLرات إذا تعلLق األمLر بجLرائم موصLLوفة بأفعLال إرهابيLة
أو تخريبية" .
يع LLد التف LLتيش من أخط LLر اإلج LLراءات ال LLتي تمس بحرم LLة الحي LLاة الخاص LLة لألف LLراد ،و ق LLد حرص LLت
الدسLLاتير و كLLذا المواثيLLق الدوليLLة على مبLLادئ خاصLLة تحمي حرمLLة الحيLLاة الخاصLLة لإلنسLLان ،حيث
تنص المادة 12من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أنه" :ال يعرض أحLLد لتLLدخل تعسLLفي في
حيات LL Lه الخاص LL Lة أو أس LL Lرته أو مس LL Lكنه أو مراس LL Lالته أو لحمالت على شخص LL Lه وس LL Lمعته ،و لك LL Lل
شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحمالت ،"1.كما تنص المادة 34من
الدستور على تضمن الدولة عدم إنتهاك حرمة اإلنسان.
و تنص المLLادة 39أيضLLا على أنLLه" :ال يجLLوز إنتهLLاك حرمLLة حيLLاة المLLواطن" ،و تنص المLLادة 40
على مايلي" :تضمن الدولة عدم إنتهاك حرمة المسكن ،فال تفتيش إال بمقتضLى القLانون وفي إطLار
إحترامLL Lه ،و ال تفLL Lتيش إال بLL Lأمر مكتLL Lوب صLL Lادر عن السLL Lلطة القضLL Lائية المختصLL Lة ،".و المشLL Lرع
حرًص ا منLLه على حمايLLة حرمLLة المسLLكن و حرمLLة الخصوصLLية ،فقLد وضLLع ضLLوابط و قيLLود متعلقLة
بالتفتيش على ضابط الشرطة القضائية اإللتزام بها ،تتمثل فيما يلي:
سعدون فاطمة ،السياسة الجنائية اإلجرائية لمكافحة اإلرهاب ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في الحقوق- 2013 ، 2
،2014ص .29
د .عبد اهلل أوهابیة ،مرجع سابق ،ص .211 - 210 1
31
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
ضLLرورة إستصLLدار إذن مكتLLوب من السLLلطة القضLLائية المختصLLة وكيLLل الجمهوريLLة أو قاضLLي
التحقيق.
إظهار اإلذن المكتوب قبل البدء في التفتيش.
حضور الشخص المشتبه به عملية التفتيش ،و إذا تعذر حضوره يعين من يمثلLLه ،أمLLا إذا كLLان
هاربا وجب حضور شاهدين من غير الموظفين الخاضعين لسلطة ضابط الشرطة القضائية.1
أال يتم التفتيش قبل الساعة الخامسة صباًح ا و ال بعد الساعة الثامنة مساء.
هLLذه الضLLوابط و القيLLود تعتLLبر ضLLمانات للمشLLتبه بLLه في الجLLرائم العاديLLة ،ويخضLLع المشLLتبه بLLه في
الجرائم اإلرهابية لشروط و هي كالتالي:
.1شروط التفتيش :يعتبر التفتيش من إجراءات التحقيق ،إذ يتم بالبحث في مستودع السر
عن أدلة الجريمة التي وقعت ،و عن كل ما يفيد في كشف الحقيقة ،و حرًص ا من المشرع على
حماية الحياة الخاصة لألفراد فقد وضع جملة من الشروط و الضوابط التي يجب على ضابط
الشرطة القضائية التقيد بها ،حتى يكون التفتيش مشروًع ا و منتجا آلثاره القانونية.
و لقد أوضحت المواد 47-45-44من قانون إجراءات جزائية شروط التفتيش و هذه الشروط
تنقسم إلى شروط موضوعية و شكلية:
أ .محل التفتيش :أجاز المشرع في المادة 47الفقرة الرابعة و المادة 81من ق .إ.
ج .مباشرة التفتيش في جميع األماكن التي يمكن العثور فيها على أشياء تفيد في إظهار الحقيقة،
و عليه يرد التفتيش على المساكن كما يرد على المكاتب و على السيارات وعلى األشخاص.
32
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
)1تفتيش المساكن :لم يعرف المشLرع الجزائLري المLنزل في قLLانون اإلجLراءات الجزائيLة ،مLا
عLLدا مLLا جLLاء ذكLLره في المLLادة 22الفقLLرة الثانيLLة من ق .إ .ج الLLتي تنص على مLLايلي" :غLLير أنLLه ال
يسوغ لهم الدخول في المنازل و المعامLLل أو المبLLاني أو األفنيLLة و األمLLاكن المسLLورة المتجLLاورة إال
بحضور أحد ضباط الشرطة القضائية".1
لكن هناك من يعرفه على أنه المكان الذي يتخذه المرء سكًنا لنفسه سواًءا كان على سLLبيل التLLأقيت
أو الدوام ،فيكون حرًم ا آمنا ال يجوز للغير دخوله إال بإذن أو في حاالت حددها القانون.
و نظ ًLر ا لحرمLLة المسLLكن و لألسLLرار المودعLLة فيLLه ،فقLLد أجLLاز القLLانون لضLLابط الشLLرطة القضLLائية
تفتيشLها متقيًLد ا في ذلLك بLإجراءات قانونيLة و وفLLق ضLLوابط معينLة وردت في المLادة 44من ق .إ.
ج يتLLوجب على ضLLابط الشLLرطة القضLLائية إحترامهLLا ،و هي نفس الضLLوابط المطبقLة على الجريمLLة
اإلرهابي LLة طبق LLا لنفس الم LLادة الفق LLرة الثاني LLة ال LLتي تنص على أن LLه" :و يك LLون األم LLر ك LLذلك في حال LLة
التحري في الجنحة المتلبس بها أو التحقيق في إحدى الجرائم المشار إليها في المادتين 37و 40
من هذا القانون" .2
من بين الجرائم الLواردة في المLادتين السLابقتين الجLرائم اإلرهابيLة ،و عليLه يجLوز لضLLابط الشLرطة
القضائية اإلنتقال إلى مساكن األشخاص الذين يشتبه في إرتكابهم أو مساهمتهم في إرتكاب جرائم
إرهابي LLة ،كم LLا يش LLمل التف LLتيش مس LLكن ك LLل ش LLخص مش LLتبه بأن LLه يح LLوز أورق LLا أو أش LLياء له LLا عالق LLة
بالجريمة اإلرهابية ،كالمسكن الذي تخفى فيه األدوات أو األسلحة التي إستعملت في الجريمLLة .3و
يجيز اإلذن القضائي بالقبض على شخص محل بحث أيضLLا ،الحLLق في الLLدخول إلى المسLLكن الLLذي
يوجد فيه ذلك الشخص ،على أن يقتصر التفتيش عمن هو محل بحث قصد القبض عليه.
ومLL Lا يالحLL Lظ أن قLL Lانون اإلجLL Lراءات الجزائيLL Lة لم يتعLL Lرض إلى تفLL Lتيش العقLL Lارات مثLL Lل الحLL Lدائق و
البسLLLاتين و المLLLزارع الخاصLLLة الLLLتي يمكن أن تكLLLون مس LLرًح ا للجريم LLة ،و بعض المنقLLLوالت مثLLLل
ال LLزوارق البحري LLة الخاص LLة و ال LLتي تس LLتعمل ألغ LLراض شخص LLية ،غ LLير أن LLه في مج LLال اإلره LLاب
فالتفتيش يمكن أن ينصب على هذه األشياء ،ألن المادة 47الفقرة الرابعة تنص على أنLLه" :عنLLدما
احمد غاي الوجيز ،في تنظيم مهام الشرطة القضائية ،الطبعة الرابعة ،دار هومة ،الجزائر ،2008 ،ص.38 2
الدكتور علي شمالل ،الجديد في شرح قانون اإلجراءات الجزائية ،ص.62 3
33
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
يتعل LLق األم LLر ب LLالجرارئم الم LLذكورة في الفق LLرة الثالث LLة أعاله ،يمكن لقاض LLي التحقي LLق أن يق LLوم بأي LLة
عمليLة تفLتيش أو حجLز ليال أو نهLارا لLو في أي مكLان على إمتLداد الLتراب الوطLني أو يLأمر ضLباط
الشرطة القضائية المختصين للقيام بذلك ".1
كما تنص الفقرة الثالثة من نفس المادة" :وعنLدما يتعلLق األمLر بجLرائم اإلرهLاب فإنLه يجLوز إجLراء
تفتيش أو المعاينة و الحجز في كل محل سكني أو غير سكني".2
و لهذا فإنه في الجرائم اإلرهابية يتم التفتيش في كل األماكن سواء كانت سLكنية أو غLير سLكنية و
ه LLو م LLا ينطب LLق على الح LLدائق و البس LLاتين و ال LLزوارق إذا م LLا إرتكبت فيهم ج LLرائم إرهابي LLة .و من
الناحية العملية ،و بالتحديد في فترة العشرية السوداء كان يتم تفLتيش أحيLLاء و بنايLLات بكاملهLLا بحًث ا
عن المطلوب القبض عليهم و المتهمون في جرائم إرهابية.3
)2تفتيش المكاتب :تتمتLLع المكLLاتب الخاصLLة بالحمايLLة الجنائيLLة ،كمكLLاتب المحLLامين و عيLLادات
األطبLLاء و غيرهLLا من المكLLاتب الخاصLLة ،فهي مفتوحLLة إلسLLتقبال نLLوع معين من النLLاس و ال تعتLLبر
أم LLاكن عام LLة و ه LLذه المك LLاتب تتمت LLع بالحماي LLة القانوني LLة ،فال يج LLوز تفتيش LLها إال طبق LLا لقي LLود تف LLتيش
المس LLاكن على أن تتخ LLذ مق LLدما جمي LLع الت LLدابير الالزم LLة لض LLمان إح LLترام الس LLر المه LLني طبق LLا للفق LLرة
الثالثة من المادة 45من ق .أ .ج.4
فمثال الم LLادة 66من الق LLانون رقم 04-91الم LLؤرخ في 8ين LLاير 1991الخ LLاص بتنظيم مهن LLة
المحاماة ،تمنع تفتيش مكتب المحامي أو القيام بأي حجز من غير حضLLور النقيب أو ممثلLLه و بعLLد
إخطارهما شخصيا بصفة قانونية ،و في حالة مخالفة هLذه المLادة فLإن التفLتيش يقLع بLاطًال ،و هنLاك
إتجLLاه يLLرى أن مكتب المحLLامي و عيLLادة الطLLبيب تتمتLLع بقدسLLية خاصLLة تحLLول دون إمكLLان تفتيشLLها
مهما كانت مصلحة التحقيق لما فيها من أسرار خاصة منع القانون إفشاءها.
)3تف??تيش الس??يارات :تمت LLد حرم LLة الحي LLاة الخاص LLة إلى الس LLيارة الخاص LLة فتأخ LLذ حكم حرم LLة
الشخص و رغم أن المشرع لم ينظم كيفية تفتيش السLيارات في قLLانون اإلجLراءات الجزائيLة ،غLير
34
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
أن الجLL Lرائم اإلرهابيLL Lة تقتضLL Lي أن يLL Lرد التفLL Lتيش حLL Lتى على السLL Lيارات الخاصLL Lة و وسLL Lائل النقLL Lل
األخرى ،خاصة و أن الجماعات اإلرهابية تستعمل وسائل النقل لتفجير أماكن معينة.
و يعد تفتيش السيارة من المراقبة الضLLرورية من أجLLل تسLLهيل مالحقLة اإلرهLLابيين ،و كLLذا بغLLرض
التحقLق من إحتمLال حيLازتهم ألسLلحة أو متفجLرات ،و يتم هLذا النLوع من التفLتيش عLادة في الطLرق
العامة.
)4تفتيش األشخاص :يعد تفتيش األشخاص عمًال من أعمال التحقيق و ال يجLوز اللجLوء إليLه
إال في حالة وقوع جريمة ،وذلك من أجل الحصول على ما يفيد في كشفها ،كما يعتLLبر هLLذا النLLوع
من التفLLتيش مكمًال لتفLLتيش المLLنزل و لكن في هLLذه الحالLLة يشLLترط تLLوافر أدلLLة قاطعLLة ضLLد المشLLتبه
فيه.
و تفLLتيش األشLLخاص قLLد يLLرد إمLLا على مالبس اإلنسLLان ،بحيث يقLLوم المحقLLق بتحسLLس هLLذه المالبس
إلخراج ما يكون المشتبه فيه قد أخفاه بداخلها ،كمLLا يمكن أن يLLرد التفLتيش على جسLLم اإلنسLLان عن
طريق فحص أجزاء جسده لضبط أي مواد أو أشياء يمكن أن تكون قLLد أخفيت في الفم أو في اليLد
أو تحت اإلب LLط ،و ق LLد يق LLع التف LLتيش على أمتع LLة الش LLخص أو المش LLتبه ب LLه ،و األمتع LLة تتمت LLع بنفس
الحماية التي يتمتع بها حائزها ،و يعتبر تفتيش األشخاص من أخطر أنواع التفتيش ،ألنه قLLد يمس
بحرمة أجسادهم و في ذلك إنتهاك لحرية الشخص و لحقوقه.1
ب .شرط الزم??ان :تتجLLه بعض التشLLريعات في البلLLدان المختلفLLة إلى تحديLLد فLLترة زمنيLLة يLLؤذن
خاللها بتنفيذ التفتيش ،و يترك للسLلطة المخولLة بالتنفيLذ إختيLار الLوقت الLذي تLراه مناسLبا ،في حين
تحLLرص بعض التشLLريعات األخLLرى بLLالنص صLLراحة على ضLLابط زمLLني يقLLاس بLLه طLLول اإلجLLراء،
بحيث تلLLتزم السLLلطة المخولLLة بتنفيLLذه القيLLام بLLه خالل سLLاعات محLLددة من النهLLار و ال تجLLيزه ليال،
وذلك مراعاة لحرمة المسكن وحرًص ا على إحLترام الحيLاة الخاصLة للمواطLنين ،و لكنهLا ال تسLتلزم
هذا الشرط بالنسبة للتفتيش في مجال بعض الجرائم.2
و قد أخذ المشرع الجزائري باإلتجاه الثاني ،إذ وضع قاعدة عامة في قLLانون اإلجLLراءات الجزائيLLة
تقضي بعدم جواز تفتيش ضابط الشرطة القضائية للمساكن قبل الساعة الخامسة صLLباًح ا و ال بعLLد
نصر الدين هنوني ،دارين يقدح ،الضبطية القضائية في القانون الجزائري ،دار هومة ،الجزائر ،2009 ،ص.74 1
35
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
الساعة الثامنة مساء ،حيث تنص المادة 47من ق .إ .ج على ما يلي" :ال يجLLوز البLLدء في تفLLتيش
المساكن و معاينتها قبل الخامسة صLLباحا و ال بعLLد السLLاعة الثامنLLة مسLLاء " ،و مLLا يالحLLظ أن تحديLLد
المLLدة من طLLرف المشLLرع يعLLد مظهLLر من مظLLاهر إحLLترام حقLLوق األفLLراد في حيLLاتهم الخاصLLة ،و
ضLLماًنا لعLLدم إزعLLاجهم وقت راحتهم ،لكن المشLLرع وضLLع إسLLتثناء لهLLذه القاعLLدة حين أجLLاز دخLLول
المن LLازل لتفتيش LLها في ك LLل وقت من النه LLار أو اللي LLل في الج LLرائم اإلرهابي LLة ،و لق LLد تق LLرر إمكاني LLة
التفتيش الليلي حتى و لو إعترض الشخص الذي يكLون موضLع هLذه اإلجLرا ءات ،ولهLذا اإلسLتثناء
ما يبرره:
وجLLود عقبLLات إعترضLLت المحققين ألنهم وجLLدوا أنفسLLهم في مواقLLف من المسLLتحيل فيهLLا دخLLول
العديد من األماكن خارج الساعات القانونيLLة على الLLرغم من وجLLود مؤشLLرات تLLدل على وجLLود
جرائم إرهابية أو أشخاص يعدون إلرتكاب جرائم إرهابية.
خطورة هذه الجرائم و صعوبة مكافحتها.
كمLا أن ضLرورة التحقيLق في الجLرائم اإلرهابيLة ،يسLتدعي عLدم تLأخير عمليLات التفLتيش قبLل إخفLاء
مع LL Lالم الجريم LL Lة و ه LL Lروب مرتكبيه LL Lا ،و تج LL Lد تبريره LL Lا أيض LL Lا في تغليب المص LL Lلحة العام LL Lة على
المصLL Lلحة الخاصLL Lة ،بإعتبLL Lار أن جLL Lرائم اإلرهLL Lاب يعتLL Lبر ضLL Lررها متعLL Lدًيا يمس عLL Lدة أفLL Lراد من
المجتمع ،و حتى ال يتخذ المسكن ذريعة لتستر مرتكبي تلك الجرائم.
.2.1الشروط الشكلية للتفتيش :إن الشروط الشكلية للتفتيش سواًءا كانت معاصرة لعملية
التفتيش أو الحقة لها تكمن فيما يلي:
أن يق??وم بعملي??ة التف??تيش ض??ابط الش??رطة القض??ائية :لق LLد منح الق LLانون لض LLابط الش LLرطة
القضLLائية و بصLLفة إسLLتثنائية سLLلطة تفLLتيش مسLLكن المتهم بإعتبLLار أن إجLLراء التفLLتيش هLLو أصًLال من
أعمLL Lال التحقيLL Lق القضLL Lائي ،و خولLL Lه المشLL Lرع لضLL Lابط الشLL Lرطة القضLL Lائية دون األعLL Lوان و ذلLL Lك
لمقتضLLيات القيLLام بالتحريLLات األوليLLة أو بسLLبب إنابLLة قضLLائية بشLLرط حصLLوله على إذن مكتLLوب من
وكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق.
36
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
و بالت LLالي يجب أن يق LLوم بعملي LLة التف LLتيش عض LLو من أعض LLاء الش LLرطة القض LLائية ل LLه ص LLفة ض LLابط
الش LLرطة القضLLLائية أو أن تتم العملي LLة بحضLLLوره و تحت إش LLرافه لم LLا للتف LLتيش من إنته LLاك لحرم LLة
الحياة الخاصة لألفراد خاصة إذا ما ثبتت براءة المشتبه فيه.
الحض ??ور في عملي ??ة التف ??تيش :إن تف LL Lتيش مس LL Lكن المش LL Lتبه في LL Lه أو المتهم يع LL Lد من أخط LL Lر
اإلجLLراءات الLLتي تمس حرمLLة اإلنسLLان ،لهLLذا فLLإن التشLLريعات ال تسLLمح بLLه إال عنLLد وجLLود ضLLرورة
يقتضيها التحقيLق على أن يتم ذلLك بحضLLور صLLاحب المسLكن ،و قLLد إنتهج المشLرع الجزائLري هLذا
اإلتجاه فطبًقا للمادة 1-45من قLانون اإلجLراءات الجزائيLة تنص على أنLه" :تتم عمليLات التفLتيش
التي تجرى طبقا للمادة 44أعاله على الوجه اآلتي:
إذا وقع التفLتيش في مسLكن شLخص يشLتبه في أنLه سLاهم في إرتكLاب الجنايLة فإنLه يجب أن يحصLLل
التفLLتيش بحضLLوره ،فLLإذا تعLLذر عليLLه الحضLLور وقت إجLLراء التفLLتيش فLLإن ضLLابط الشLLرطة القضLLائية
مل LLزم ب LLأن يكلفLLه بتع LLيين ممث LLل ل LLه ،و إذا إمتن LLع عن ذل LLك أو ك LLان هارب LLا إس LLتدعى ض LLابط الش LLرطة
القضائية لحضور تلك العملية شاهدين من غير الموظفين الخاضعين لسلطته.1
إذا جLLرى التفLLتيش في مسLLكن شLLخص آخLLر يشLLتبه بأنLLه يحLLوز أوراقLLا أو أشLLياء لهLLا عالقLLة باألفعLLال
اإلجراميLLة فإنLLه يتعين حضLLوره وقت إجLLراء التفLLتيش ،و إن تعLLذر ذلLLك إتبLLع اإلجLLراء المنصLLوص
عليه في الفقرة السابقة ".فطبقا لهذه المادة البد من حضLLور صLLاحب المسLكن عمليLة التفLتيش سLواء
كLان مشLتبه في أنLه سLاهم في إرتكLاب الجريمLة ،أو كLان مشLتبه في أنLه يحLوز أوراقLLا أو أشLياء لهLا
عالقة بالجريمة.
و في حالة تعذر حضوره فLLإن ضLLابط الشLرطة القضLLائية ملLزم بLأن يكلفLه بتعLيين ممثLل لLه ،أمLا إذا
إمتنLL Lع أو كLL Lان هارًب ا فعلى ضLL Lابط الشLL Lرطة القضLL Lائية أن يسLL Lتدعي شLL Lاهدين من غLL Lير المLL Lوظفين
الخاضعين لسلطته لحضور عملية التفتيش.2
غير أنه إذا كنا بصدد جريمة إرهابية فإن قانون اإلجراءات الجزائية قد خرج عن قاعLدة حضLور
المش LLتبه في LLه أو من يمثل LLه أو الش LLاهدين عملي LLة التف LLتيش حيث تنص الفق LLرة األخ LLيرة من الم LLادة 45
داودي منصور ،اإل جراءات الجنائية لمكافحة و الجريمة المنظمة في القانون العام ،أطروحة دكتوره ،علوم في القانون 1
37
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
قانون اإلجراءات الجزائية على مايلي" :ال تطبق هذه األحكام إذا تعلق األمر بجرائم اإلرهاب،"1.
و يعتLLبر هLLذا خرقLLا لقاعLLدة حLLق الخصLLم في الLLدفاع المكفLLول لLLه قانونLLا و ذلLLك بتمكينLLه من حضLLور
عملية تفتيش مسكنه ،ألن حضوره يعد ضمانة له حتى يكون على دراية لما ضبط أو إكتشLف في
منزله و تالفيا للحيلة أو الخداع.
إذا كLLان المشLLتبه بLLه في الجLLرائم اإلرهابيLLة موقوفLLا للنظLLر أو محبوسLLا ،و كLLان الحLLال يقتضLLي عLLدم
نقله إلى مكان التفتيش بسبب مخاطر جسLيمة قLد تمس بالنظLام العLام أو إلحتمLال فLراره أو اختفLاء
األدل LLة خالل تل LLك الم LLدة الالزم LLة لنقلLLه ف LLإن عملي LLة التفLLتيش تتم ب LLدون حض LLوره ،لكن بع LLد الموافقLLة
المسLLبقة لوكيLLل الجمهوريLLة أو قاضLLي التحقيLLق و بحضLLور شLLاهدين من غLLير المLLوظفين الخاضLLعين
لس LLلطة ض LLابط الش LLرطة القض LLائية الق LLائم ب LLالتفتيش طبق LLا للم LLادة 47مك LLرر من ق LLانون اإلج Lراءات
الجزائية.
كما إستثنى قLLانون اإلجLراءات الجزائيLة في الجLرائم اإلرهابيLة من ضLLرورة الحصLLول على رضLLاء
كتابي صريح من المشتبه فيه ،بغرض إجراء التفتيش على خالف جرائم القانون العLLام و ذلLLك في
غLير حالLة التلبس طبقLا للمLادة 64من قLLانون اإلجLراءات الجزائيLة الLتي تنص على أنLه" :ال يجLوز
تفLتيش المسLاكن و معاينتهLا و ضLLبط األشLLياء المثبتLة للتهمLة إال برضLLاء صLLريح من الشLخص الLذي
ستتخذ لديه هذه اإلجراءات و يجب أن يكون هذا الرضا بتصريح مكتوب بخط يLد صLاحب الشLأن
فLLإن كLLان ال يعLLرف الكتابLLة فبإمكانLLه اإلسLLتعانة بشLLخص يختLLاره بنفسLLه ،و يLLذكر في المحضLLر مLLع
اإلش LLارة صL Lراحة إلى رض LLاه و تطب LLق فضًL Lال عن ذل LLك أحك LLام الم LLواد من 44إلى 47من ه LLذا
القانون"2.
غLير أنLLه عنLLدما يتعلLLق األمLLر بتحقيLLق جLLار في إحLLدى الجLLرائم المLLذكورة في المLLادة 47فقLرة 3من
هذا القانون ،3تطبق األحكام الLواردة في تلLك المLادة و كLذا أحكLام المLادة 47مكLرر و يرجLع السLبب
في ذلLLLك إلى أن السLLLرعة في البحث عن الجLLLرائم اإلرهابي LLة و خوف LLا من ض LLياع األدلLLLة هي الLLLتي
تقتض LLي الخLLروج عن القواعLLد العامLLة .لهLLذا فقLLد إسLLتثنى المشLLرع ض LLرورة الحص LLول على موافقLLة
انظر مواد 44الى 47ق .أ .ج .ج .و المادة 47فقرة .3 3
38
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
المشLL Lتبه فيهم في جLL Lرائم اإلرهLL Lاب ،و لكن هLL Lذا ال يغLL Lني من ضLL Lرورة حصLL Lول ضLL Lابط الشLL Lرطة
القضLLائية على الموافقLLة المسLLبقة لوكيLLل الجمهوريLLة أو قاضLLي التحقيLLق المختصLLان ،و ذلLLك عنLLدما
أح LL Lالت الم LL Lادة 64من ق LL Lانون اإلج LL Lراءات الجزائي LL Lة إلى تط LL Lبيق الم LL Lادة 47مك LL Lرر من ق LL Lانون
اإلجراءات الجزائية.
39
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
ج .المراقبة :أدى التعديل الجديد في قانون اإلجراءات الجزائية القانون رقم 22-06أضافت
المادة 7منه مادة جديدة هي المادة 16مكرر و التي تتمحور حول أسلوب المراقبة و جاء فيها
مايلي" :يمكن لضابط الشرطة القضائية و تحت سلطتهم أعوان الشرطة القضائية مالم يعترض
على ذلك وكيل الجمهورية المختص بعد إخباره أن يمددوا عبر كامل اإلقليم الوطني عمليات
مراقبة األشخاص الذين يوجد ضدهم مبرر مقبول أو أكثر يحمل على اإلشتباه فيهم بإرتكاب
الجرائم المشار إليها في المادة 16أعاله أو مراقبة وجهة أو نقل أشياء أو أموال أو
متحصالت من إرتكاب هذه الجرائم أو قد تستعمل في إرتكابها ،" .و يندرج ضمن الجرائم
المذكورة في المادة 16من ق .إ .ج الجريمة اإلرهابية .و منه سنتطرق إلى طرح مفهوم
المراقبة أنواع المراقبة و في األخير شروطها.
1مفهوم أسلوب المراقبة :رغم أن أسلوب المراقبة يعتبر إجراء خاص من إجراءات
الجزائية التي إستحدثها المشرع حديثا و التي تدخل ضمن أساليب التحري الخاصة بمتابعة
الجرائم اإلرهابية غير أن قانون اإلجراءات الجزائية لم يبرز مفهوم المراقبة اإلجرائي بدقة و
نستطيع تعريفها أنها عملية أمنية ،يقوم بها رجال الضبط القضائي و ذلك بمالحظة نشاط
أشخاص و تنقالتهم من أجل إكتشاف تحضير أو إرتكاب جرائم إرهابية ،و يمكن مباشرتها من
طرف الضبطية القضائية لتشمل كامل التراب الوطني و يقصد بها أيضا رصد و متابعة
تحركات شخص ما و ذلك بمتابعة الفرد المعني تحت أعين و مسامع رجال الشرطة لتسجيل كل
ما يدور و ما يحدث من تصرفات غير مشروعة قد يرتكبها المعني على األشخاص أو األماكن
و حتي األشياء و الممتلكات و التي قد تحدث سرية و تكوم غير محسوسة للعيان و لرجال
الشرطة منها ما تمس بأمن الدولة.
و منLLه فLLإن الرقابLLة ال تخLLرج عن كونهLLا رقابLLة سLLرية لشLLخص أو أمLLوال ال يشLLعر الغLLير بمباشLLرتها
كونها تتم في صمت فهي عملية أمنية تهدف للحصLLول على معلومLات خاصLLة بنشLاط مLا أو كشLف
شخصLLية األفLLراد و يكLLون هLLذا بعLLد تأكيLLد تLLورط األشLLخاص المطبLLق عليهم هLLذا اإلجLLراء في أفعLLال
40
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
مجرمLLة أو قصLLد الحصLLول على حالLLة تلبس وتكمن الفائLLدة من هLLذا اإلجLLراء منLLع أتمتم الجريمLLة و
كذا جمع األدلة و التأكد من صحة المعلومات.1
2أنواع المراقبة :تنص المادة 16مكرر من ق .إ .ج على أنLLه" :يمكن أن يمLLددوا عLLبر كامLLل
اإلقليم الوطLLني عمليLLات مراقبLLة األشLLخاص الLLذين يوجLLد ضLLدهم مLLبرر مقبLLول أو أكLLثر يحمLLل على
اإلشتباه فيهم بإرتكاب الجرائم المشار إليها في المادة 16أعاله أو مراقبة وجهة أو نقLLل أشLLياء أو
يتضح من نص المادة أن المراقبة نوعين ،مراقبة تكون على األشخاص وأخرى ترد على
األشياء أو األموال أو عائدات الجريمة اإلرهابية.
كما نص على حرمة و سریة اإلتصاالت الھاتفیة كما وفر الحمایة الجنائیة في حاالت اإلعتداء
علیھا ،وبین الضمانات بصورة واضحة و مستحدثة .و ذلك عبر كامل التراب الوطني ،و يمكن
كذلك مراقبة حتى نمط معيشتهم إن تطلب األمر لمعرفة أدق التفاصيل عن حياتهم.4
سعدون فاطمة ،مذكرة شهادة ماجيستر في الحقوق ،فرع القانون الجنائي ،السياسة الجنائية اإلجرائية لمكافحة اإلرهاب، 1
تومي یحي ،دور الضبطیة القضائیة في مواجھة اإلجرام الحدیث في التشریع الجزائري ،مذكرة ماجستیر ،كلیة الحقوق، 3
41
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
و في ھذا اإلطار فقد نصت المادة ) 65 ( 1مكLLرر 5منLLه أنLLه إذا إقتضLLت ضLLرورات التحLLري في
الجریمLL Lة المتلبس بھا أو التحقیق اإلبتLL Lدائي في جLL Lرائم المخLL Lدرات أو الجریمLL Lة المنظمLL Lة العLL Lابرة
للحدود الوطنیة أو الجLرائم الماسLة بأنظمLة المعالجLة اآللیة للمعطیات أو جLرائم تLبیض األمLوال أو
اإلرھاب أو الجLL Lرائم المتعلقLLLة بالتشLL Lریع الخLL Lاص بالصLL Lرف و كLL Lذا جLL Lرائم الفسLL Lاد ،یجLL Lوز لوكیل
الجمھوریة المختص أن یأذن بما یأتي :
إعتراض المراسالت التي تتم عن طریق وسائل اإلتصال السلكیة و الالسلكیة.
وضع الترتیبات التقنیة ،دون موافقة المعنیین ،من أجLLل إلتقLLاط و تثLLبیت وبث و تسLLجیل الكالم
المتفLLوه بLLه بصLLفة خاصLLة أو سLLریة من طLLرف شLLخص أو عLLدة أشLLخاص في أمLLاكن خاصLLة أو
عمومیة أو إلتقاط صور لشخص أو عدة أشخاص یتواجدون في مكان خاص.
یسLمح اإلذن المسLلم بغLرض وضLLع الترتیبLات التقنیة بالLدخول إلى المحالت السLكنیة أو غیرھا
ولLL L Lو خLL L Lارج المواعید المحLL L Lددة في المLL L Lادة ( ) 47من ھذا القLL L Lانون و بغLL L Lیر علم أو رضLL L Lا
األشخاص الذین لھم حق تلك األماكن.
وهLLذا بهLLدف الحصLLول على معلومLLات أكLLثر عن أفLLراد الجماعLLات اإلرهابيLLة و عن نشLLاطاتهم،
تمهيدا لتقديم أدلة تثبت أو تنفي الجريمة ،أو إلستصLLدار إذن بLLالتفتيش أو القبض على المشLLتبه
بهم أو لتوقي الهجمLات اإلرهابيLة .وال يطبLق هLذا اإلجLراء إال إذا تLوفرت معلومLات تشLير إلى
ممارسة هؤالء األشخاص نشاطات ذات طابع إرهابي.
تحركاتها إلى مصادر مختلفة من أجل تمويلها إلرتكاب مخططاتها اإلرهابية ،لذا يلجأ رجال
الضبط القضائي إلى تتبع حركة هذه األموال أو وجهتها ،فتمويل هذه الجماعات اإلرهابية يتم
عادة من تبييض األموال بحيث يتم ضخ األموال المشبوهة في حسابات سرية ،و من خالل
أنشطة مختلفة و ال يمكن تتبع مصادرها أو مساراتها ،و من ثم تقف أجهزة المراقبة عاجزة عن
مواجهة الطرق المعقدة التي تلجأ إليها الجماعات المتطرفة الحاضنة لإلرهاب في تلقي األموال
من جهات مختلفة ،و يكون غالبا تحت غطاء التبرعات ،باإلضافة إلى عمليات اإلختطاف التي
42
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
يقوم بها اإلرهابيون للحصول على الفدية و التي أصبحوا يعتمدون عليها كثيرا في اآلونة
و تتبعLLا لمراقبLLة األمLLوال تم إنشLLاء خليLLة اإلسLLتعالم المLLالي بمLLوجب المرسLLوم التنفيLLذي رقم -02
127المLLؤرخ في 7أفريLLل ، 2002إذ تLLراقب هLLذه الخليLLة دخLLول و خLLروج األمLLوال بشLLكل دقيLLق
لدى البنوك و المؤسسLات الماليLة من أجLل تجميLد األمLوال الLتي تمLول اإلرهLابيين ،ومLا يالحLظ من
ه LLذه الخلي LLة أن LLه تم إنش LLاءها قب LLل ص LLدور الق LLانون رقم 01-05الم LLؤرخ في 6ف LLبراير 2005
المتعل LLق بالوقاي LLة من ت LLبيض األم LLوال و تموي LLل اإلره LLاب و مكافحتهم LLا ،إذ يتض LLمن ه LLذا الق LLانون
قواعد تكفل مواجهLة التمويLل المLالي لإلرهLاب ،إذ يبطLل أي قيLود تحظLر اإلفضLاء بالمعلومLات بمLا
يسLLمح ألي شLLخص عنLLدما يشLLك أو يعتقLLد أن أمLLوال معينLLة هي أمLLوال خاصLLة باإلرهLLاب أو ناشLLئة
عن أم LLوال خاص LLة باإلره LLاب أن يطل LLع الس LLلطات المختص LLة ب LLذلك و رغم أن ه LLذه القاع LLدة تمث LLل
خروجا على مبدأ سLرية المعLامالت الماليLة ،إال أنهLا تسLاعد بصLLورة واضLLحة في مواجهLة عمليLات
2
التمويل و الدعم المالي لإلرهاب.
كم LLا يمكن أن تنص LLب المراقب LLة على أش LLياء تس LLتغل في ص LLنع المتفج LLرات أو األس LLلحة ،أو تنص LLب
على أشياء تستعمل في اإلتصال أو األغذية و المؤن ،و التي تعتمد عليها الجماعات اإلرهابية.
و عليLLه فLLإن المراقبLLة يمكن أن تنصLLب على األشLLخاص و على األمLLوال و األشLLياء الLLتي يسLLتعملها
اإلرهابيون في جرائمهم أو تنتج عنها.
د .التلبس في الجريمة االرهابية :بالرجوع إلى المواد 42إلى 52من قانون إ.ج.ج،
نجدھا تحدد واجبات و سلطات ضباط الشرطة القضائیة في حالة جرائم اإلرھاب و الجریمة
المنظمة المتلبس بھا .و ھذه السلطات تنحصر في عدة إجراءات معینة قانونا ،و أھمھا
اإلستیقاف و ضبط المشتبه فیه و إقتیاده إلى أقرب مركز للشرطة أو الدرك الوطني و ما یالحظ
على ھذه اإلجراءات أنھا مجرد إجراءات إستداللیة تدخل في إطار العمل العادي لجھاز الشرطة
ط .سLL Lعدون فاطمLL Lة ،مLL Lذكرة شLL Lهادة ماجيسLL Lتر ،في الحقLL Lوق فLL Lرع القLL Lانون الجنLL Lائي السياسLL Lة الجنائيLL Lة اإلجرائيLL Lة لمكافحLL Lة 1
43
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
القضائیة ،بخالف إجراء التوقیف للنظر و التفتیش و إستعمال القوة إلحضار األشخاص ،فھي
إجراءات إستثنائیة لما تتضمنه من تعرض أو قید على حریة األفراد ،خروجا على القواعد
العامة ،التي تقضي بأن عمل ضباط الشرطة القضائیة ینحصر في العمل االستداللي.1
.1إجراء اإلستیقاف :إستظهر الفقه الجنائي على أن اإلستیقاف ھو وضع شخص نفسه بنفسه
موضع الشك و الریبة ،و لذلك یجوز ألعضاء الضبطیة لرجال السلطة عامة و ألعضاء الضبط
القضائي بصفة خاصة أن یستوقفوا أي شخص وضع نفسه موضع الشك و الریبة ،األمر الذي
یجعل عضو الشرطة القضائیة یشك في أمره.2
و منح المش LLرع الجزائ LLري ھذا الح LLق لض LLباط الش LLرطة القض LLائیة من خالل الم LLادة 50من ق LLانون
إ.ج.ج ،الLLتي تنص على أنLLه یجLLوز لضLLباط الشLLرطة القضLLائیة منLLع أي شLLخص من مبارحLLة مكLLان
الجریمة ریثما ینتھي من إجراء تحریاته .3ویستشف ھذا الحق كذلك من خالل المادة ( ) 61منه
على أنLLه" :یحLLق لكLLل شLLخص في حLLاالت الجنائیة أو الجنحLLة المتلبس بھا و المعLLاقب علیھا بعقوبLLة
الحبس ،ضبط الفاعل و إقتیاده إلى أقرب ضابط للشرطة القضائیة".4
لكن المشLرع في فحLوى هLذا اإلجLراء لم يوضLح بنصLوص دقيقLة و صLريحة غLير أن المLادتين 50
و 61یدالن بشLLكل صLLریح على جوازیة قیام أعضLLاء الضLLبط القضLLائي بLLإجراء اإلسLLتیقاف لكLLل
شخص یشك في أمره بإرتكابه جLرائم إرھابیة أو جریمLة منظمLة بشLكل خLاص ،ومن منطلLق عLدم
وضLLوح و التLدقيق في إجLراء اإلسLتيقاف من قبLل المشLرع الجزائLري بLرز جLدل حLول مفھومLه من
جھة و حدود ممارسته و ضوابطه و أحكامه و آثاره من جھة ثانیة.
و ل LL Lذلك أض LL Lحى اإلس LL Lتیقاف إنطالًق ا من ھذا الج LL Lدل الفقھي في مقدم LL Lة المش LL Lكالت العملیة عن LL Lد
مباشLرته من أعضLاء الضLبط القضLائي ،بحیث یتم ھذا اإلجLراء سLلیما مسLتوفیا لشLروطه القانونیة،
ویصبح ما یترتب علیه من إجراءات أخرى كمLLا في حالLLة التلبس في جریمLLة اإلرھاب و الجریمLLة
العابرة للحدود ،أما إذا أبطل ھذا اإلجراء فیبطل مما یعقبه من إجراءات مهما كانت.
داودي منصور ،اإلجراءات الجنائية لمكافحة اإلرهاب و الجريمة المنظمة في القانون العام ،أطروحة دكتوه علوم في 1
44
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
2إجراء ضبط المشتبه فیه و إقتیاده ألقرب مركز أمن :و من بین اإلجراءات التي
تعقب إجراء اإلستیقاف ضبط المشتبه فیه و إقتیاده إلى أقرب مركز للشرطة أو الدرك الوطني،
حیث أجازت المادة 61من قانون إ.ج.ج ،ذلك بقولھا" :یحق لكل شخص في حالة الجنایات أو
الجنح المتلبس بھا و المعاقب علیھا بعقوبات الحبس ضبط الفاعل و إقتیاده إلى أقرب ضابط
شرطة قضائیة".1
و تجدر اإلشارة أنه یتمتع الشيء الذي سقط عرضا ،بما أنLه من ممتلكLات الشLخص و في حیازتLه
القانونیة ،بذات الحمایة و الحرمة المقدرة لشخصه و ممتلكاتLه فال یجLوز التعLرض لLه بالضLبط ،و
اإللتق LLاط أو الفض ،و إال أعت LLبر عمًال غ LLیر مش LLروع یس LLفر عن خل LLق لحال LLة التلبس ،األم LLر ال LLذي
یبطل اإلجراءات.
كم LLا یمكن لم LLأمور الض LLبط القض LLائي الحص LLول على موافق LLة الش LLخص في ض LLبط و تف LLتیش الش LLيء
الذي یسقط منه و كذلك تفتیش الشخص نفسه شریطة أن یكون الرضا صریحا و عن إرادة حرة،
ذل LLك ألن المش LLرع ش LLمل الحریات بالحمایة ،إال أنھا تظ LLل حقوًق ا یمل LLك الش LLخص التفریط فیھا و
التن LLازل عنھا ،و من ثم یج LLوز الس LLماح لم LLأمور الض LLبط بمباش LLرة ھذه اإلج LLراءات .و ھذا الرض LLا
یمن LLع المس LLؤولیة الجنائیة تج LLاه م LLأمور الض LLبط القض LLائي بش LLرط أن یك LLون س LLابقا لإلج LLراء و لیس
الحقا له .و یشترط في إجراءات الضبط و اإلقتیاد ما یلي:
أن یكLون المشLتبه فیه المLراد إقتیاده فLLاعال في الجریمLة المتلبس بھا ،و ال ینصLLرف لغLیره من
األشخاص.2
ال یج LLیز اإلقتیاد للق LLائم ب LLه تف LLتیش المش LLتبه ب LLه تفتیش LLا قانونیا ،غ LLیر أن LLه یج LLوز لض LLباط الش LLرطة
القض LLائیة القیام ب LLالتفتیش الوق LLائي لتجرید المش LLتبه من األس LLلحة و ك LLل م LLا یحتم LLل أن یس LLتعمله في
المقاومة أو إیذاء نفسه ،و ال یسمح بالتفتیش الوقائي بالبحث و التنقیب الدقیق في جسم المشتبه به
و مالبسLLه غLLیر أنLLه یسLLمح بLLالتفتیش الوقLLائي فقLLط بالتحسLLس الخLLارجي لجسLLم المشLLتبه بLLه ،فLLإذا مLLا
أشLتبه القLائم بLالتفتیش بوجLود أي سLالح ،أو آلLة ضLLارة ،كLان لLه إخراجLه من الوضLLع الموجLود فیه
د /عبد هلل أوھابیة ،المرجع السابق ،ص .248 – 247 2
45
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
كم LLا ال یس LLمح للق LLائم ب LLالتفتیش الم LLادي ب LLالبحث و التنقیب في األش LLیاء ال LLتي یحملھا المش LLتبه ب LLه أو
تفتیش سیارته ،فكل ما له التحفظ على ھذه األشیاء و تسلیمھا مع المشتبه به إلى سلطة التحقیق.
و لمLLا كLLان إجLLراء إقتیاد المتھم إجLLراء یعقب إجLLراء اإلسLLتیقاف ،فLLإن إجLLراء اإلقتیاد ال یرقى إلى
مرتبLLة القبض .ولھذا فالفقLLه یعتLLبر عن إجLLراء إقتیاد المتھم بLLالقبض المLLادي ،و مLLادام ھذا اإلجLLراء
لیس قبضLL L Lا فال یجLL L Lوز أن یترتب علیه اآلثLL L Lار القانونیة للقبض ،و على األخص في التفLL L Lتیش
القانوني.1
يقصLLد بالتسLLرب التوغLLل أي اإلخLLتراق أمLLا من الناحيLLة العمليLLة القانونيLLة عرفLLه المشLLرع في المLLادة
65مك LLرر 12من ق .إ .ج .ج أن LLه ":قي LLام ض LLابط أو ع LLون الش LLرطة القض LLائية ،تحت مس LLؤولية
ضابط الشLرطة القضLLائية المكلLف بتنسLيق العمليLة ،بمراقبLة األشLLخاص المشLتبه في إرتكLابهم جنايLة
أو جنحة بإيهامهم أنه فاعل معهم أو شريك لهم أو خاف ".إذا الهدف من العملية هLLو التوصLLل إلى
الLLتركيب الهيكلي لتلLLك الجماعLLات اإلرهابيLLة و معتقLLداتها السياسLLية و المنتمين إليهLLا و وسLLائلها في
تجنيLLد العناصLLر اإلرهابيLLة و أمLLاكن التLLدريب و مصLLادر التمويLLل و أنLLواع التسLLليح ،كمLLا أنهLLا تحLLدد
العالقات بين التنظيمات اإلرهابية المختلفة.2
قيد المشرع عملية التسرب بمجموعة من الشروط ،إذ يجب توافرها حتى يكLون اإلجLراء صLحيحا
ومنتجا
تنص المLLادة 65مكLLرر 11من ق إ ج على أنLLه ":عنLLدما تقتضLLي ضLرورات التحLLري أو التحقيLLق
في إحLLدى الجLLرائم المLLذكورة في المLLادة 65مكLLرر 5أعاله ،يجLLوز لوكيLLل الجمهوريLLة أو لقاضLLي
د /أحمد فتحي سرور ،الوسیط في قانون اإلجراءات الجنائیة ،دار النھضة العربیة ،القاھرة ،1985،ص .500 1
مجراب الداودي ،األسالیب الخاصة للبحث والتحري في الجریمة المنظمة ،رسالة دكتوراه ،كلیة الحقوق ،جامعة الجزائر 2
،1،2016ص .310
46
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
التحقيLL Lق ،بعLL Lد إخطLL Lار وكيLL Lل الجمهوريLL Lة ،أن يLL Lأذن تحت رقابتLL Lه حسLL Lب الحالLL Lة بمباشLL Lرة عمليLL Lة
التسLL Lرب ضLL Lمن الشLL Lروط المبينLL Lة في المLL Lواد أدنLL Lاه ،". 1عمال بهLL Lذه المLL Lادة فLL Lإن الجهLL Lة القضLL Lائية
المختصLL Lة بإصLL Lدار اإلذن هي :وكيLL Lل الجمهوريLL Lة ،أو قاضLL Lي التحقيLL Lق و ذلLL Lك عنLL Lد فتح تحقيLL Lق
قضLLائي على أن يخطLLر هLLذا األخLLير وكيLLل الجمهوريLLة .و يجب أن يتضLLمن اإلذن بالتسLLرب طبقLLا
للمادة 65مكرر 15من ق .إ .ج مجموعة من الشروط ،و ذلك تحت طائلة البطالن و هي:
أن يك LLون اإلذن مكتوب LLا ،بحيث يك LLون مكتوب LLا بعب LLارات واض LLحة ،و ب LLذلك ال يج LLوز أن يك LLون
اإلذن شفويا أو مبهما.
أن يكون مسببا ،أي يجب أن تحدد فيه األسباب التي أدت إلى إتخاذ هLذا اإلجLراء و إال تLرتب
عنه البطالن.
ذكر إسم الضابط المشرف على العملية و هويته الكاملة اإلسم ،اللقب ،الرتبة ،المصلحة.
أن يLL Lذكر في اإلذن الجريمLL Lة الLL Lتي تLL Lبرر اللجLL Lوء إلى هLL Lذا األسLL Lلوب ،أي ذكLL Lر أن الجريمLL Lة
إرهابية.
أن يك LLون اإلذن مح LLدد الم LLدة ،بحيث ال تتج LLاوز أربع LLة أش LLهر يمكن تجدي LLدها حس LLب المقتض LLيات و
الظروف إلى أربعة أشهر أخرى ضمن نفس الشروط ،و يرجع السLLبب في ذلLLك إلى أن المتسLLرب
قد ال يتمكن من إنهاء مهامه خالل هذه المدة األصلية فيحتاج إلى تمديدها.
و ينتهي التسLLرب بنفس األوضLLاع و األشLLكال المقLLررة لمباشLLرته ،و ذلLLك بمLLوجب إذن صLLادر عن
وكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق بوقف عملية التسرب حتى قبل إنتهاء المدة المحددة في اإلذن
بالتسLLرب ،مLLع مراعLLاة اإلسLLتثناء الLLذي أوردتLLه المLLادة 65مكLLرر 17من ق .إ .ج ،الLLذي يقتضLLي
إمكانيLLة تجديLLد اإلذن بالتسLLرب لمLLدة أربعLLة أشLLهر أخLLرى إذا لم يتمكن العLLون المتسLLرب من توقيLLف
نشاطه في ظروف تضمن أمنه.2
47
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
تنص المادة 65مكرر 12من ق .إ .ج ،على أنه ":يقصد بالتسرب قيام ضابط أو عون الشرطة
القضLLائية ،تحت مسLLؤولية ضLLابط الشLLرطة القضLLائية المكلLLف بتنسLLيق العمليLLة ،بمراقبLLة األشLLخاص
المشتبه في إرتكابهم جناية أو جنحة بإيهامهم أنه فاعل معهم أو شLLريك لهم أو خLLاف "1.و عليLLه ال
يباشLر التسLرب إال من طLرف ضLLباط الشLرطة القضLLائية ،ذوو اإلختصLLاص العLام و الLوارد ذكLرهم
في المادة 15من ق .إ .ج ،أو أعوان الضبط القضائي و الوارد ذكرهم في المادة 19من ق .إ.
ج ،و هLLLؤالء ال يقومLLLون بعمليLLLة التسLLLرب إال تحت مس LLؤولية ضLL Lابط الش LLرطة القضLL Lائية المكلLLLف
بتنسيق العملية.
تنص الم LLادة 65مك LLرر 11من ق .إ .ج ،على م LLايلي" :عن LLدما تقتض LLي ض LLرورات التح LLري أو
التحقيق".2
ه LLذا يع LLنى أن LLه ال يتم اللج LLوء إلى عملي LLة التس LLرب إال إذا دعت إلي LLه الض LLرورة إعم LLاال لنص ه LLذه
المادة ،و بالتالي البد من وجود أسباب جدية و الزمة للجوء إليه و أن وسائل التحري التقليدية ال
تؤدي إلى نفس النتيجة.
يقLLوم ض LLابط الشLLرطة القض LLائية المكلLLف بتنسLLيق العمليLLة بتحريLLر تقريLLر مسLLبق يتض LLمن العناص LLر
الضرورية لمعاينة الجرائم اإلرهابية ،دون أن يLذكر العناصLLر الLتي يمكن أن تعLرض الضLLابط أو
العون المتسرب أو األشLLخاص المسLخرين للخطLر طبقLا للمLادة 65مكLرر 13من ق .إ .ج ،و مLا
يفهم من هذه المادة أن هذا التقرير يكون قبل القيام بعملية التسرب.
2ط .سعدون فاطمة ،مذكرة شهادة ماجيستر في الحقوق ،فرع القانون الجنائي ،السياسة الجنائية اإلجرائية لمكافحة االرهاب
،السنة الجامعية ،2014-2013ص.77
48
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
يقص LLد بص LLور التس LLرب ،األفع LLال ال LLتي أذن الق LLانون للمتس LLرب القي LLام به LLا دون أن يك LLون مس LLؤوال
جزائيLLا عنهLLا ،و الLLوارد ذكرهLLا في الفقLLرة األولى من المLLادة 65مكLLرر 12الLLتي تنص على أنLLه:
"يقصLLد بالتسLLرب قيLLام ضLLابط أو عLLون شLLرطة قضLLائية ،تحت مسLLؤولية ضLLابط الشLLرطة القضLLائية
المكل LLف بتنس LLيق العملي LLة ،بمراقب LLة األش LLخاص المش LLتبه في إرتك LLابهم جناي LLة أو جنح LLة بإيه LLامهم أن LLه
فاعل معهم أو شريك لهم أو خاف ،".وعليه فإن صور التسرب تتمثل في:
49
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
الفاعل بوجه عام ،هو من يرتكب الجريمة فتتحقق لديه عناصرها المادية و المعنوية على السLLواء
و ب LLالرجوع إلى نص الم LLادة 41من ق LLانون العقوب LLات ،نج LLدها تع LLرف الفاع LLل على أن LLه" :ك LLل من
ساهم مساهمة مباشرة في تنفيذ الجريمة أو حرض على ارتكاب الفعل بالهبLLة أو الوعLLد أو التهديLLد
أو إساءة استعمال السلطة أو الوالية أو التحايل أو التدليس اإلجرامي."1
و عليه فإن المتسرب يجب عليه أن يوهم المشتبه بهم في جرائم إرهابية أنLLه إرهLLابي بحيث يحتLLل
مركزا مباشرا في تنفيLذ العمLل اإلجLرامي ،على أال يشLكل هLذا الفعLل تحريًض ا على الجريمLة طبقLا
للفق LLرة الثاني LLة من الم LLادة 65مك LLرر 12من ق .إ .ج ،و يؤك LLد الفق LLه على أن LLه ال يج LLوز لرج LLل
الضبط القضائي أن يحرض شخصا على إرتكاب الجريمة من أجل القبض عليه متلبسا بها ،فهLLذه
الوسيلة تتعارض مع األخالق ،فضال عن تناقضها مع واجبات رجال السلطة العامة.
لقLLد أوردت المLLادة 65مكLLرر 12من ق .إ .ج ،صLLورة ثانيLLة للتسLLرب ،و هي "المشLLاركة "بحيث
أن المتس LLرب ي LLوهم المش LLتبه بهم في ج LLرائم إرهابي LLة أن LLه ش LLريك لهم ،وق LLد ع LLرفت الم LLادة 42من
قانون العقوبات الشريك كاآلتي :يعتبر شريًك ا في الجريمة من لم يشترك إشتراًك ا مباشًLر ا ،ولكنLLه
سLاعد بكLل الطLرق أو عLاون الفLاعلين على إرتكLاب األفعLال التحضLيرية أو المسLهلة أو المنفLذة لهLا
مع علمه بذلك.
و يعتبر في حكم الشريك طبقLا للمLادة 43من قLLانون العقوبLات :من إعتLاد أن يقLدم مسLكنا أو ملجLأ
أو مكاًن ا لإلجتمLLاع لواحLLد أو أكLLثر من األشLLرار الLLذين يمارسLLون اللصوصLLية أو العنLLف ضLLد أمن
الدولة أو األمن العام أو األشخاص أو األموال مع علمه بسلوكهم اإلجرامي.2
فالشLريك هLو مسLاهم تبعي في إرتكLاب الجريمLة ،يقتصLLر دوره على القيLام بنشLاط لمسLاعدة الفاعLل
على إرتكاب الجريمة ،و هLذا النشLاط ال يزيLد عن كونLه عمًال تحضLيريا يكتسLب صLفته اإلجراميLة
لصلته بالفعل اإلجرامي الذي يرتكبه الفاعل.
50
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
إذن فالمتسرب في صورة الشريك يجب عليه أن يLوهم المشLتبه بهم في جLرائم إرهابيLة أنLه شLريك
لهم عن طريق قيامه باألعمLال التحضLيرية المسLاعدة أو المنفLذة للجLرائم اإلرهابيLة مسLايرة لهم في
السلوك اإلجرامي لحين اإليقاع بهم.
و هي الص LL Lورة الثالث LL Lة للتس LL Lرب ال LL Lواردة في الم LL Lادة 1 65مك LL Lرر 12من ق .إ .ج ،أين يق LL Lوم
المتسLLرب بإيهLLام المشLLتبه بهم بأنLLه منهم ،و ذلLLك عن طريLLق إخفائLLه لألشLLياء المسLLاعدة في إرتكLLاب
الجريمLLة اإلرهابيLLة أو المتحصLLل عنهLLا ،كإخفائLLه مثال لألمLLوال أو األسLLلحة المتحصLLلة من الجريمLLة
اإلرهابية أو التي إرتكبت بها.
وقLLد ذكLLرت المLLادة 387من قLLانون العقوبLLات فعLLل اإلخفLLاء كالتLLالي " :كLLل من أخفى عمLLدا أشLLياء
مختلس LLة أو مب LLددة أو متحصLLLلة من جناي LLة أو جنح LLة في مجموعه LLا أو ج LLزء منه LLا .و ح LLتى يق LLوم
المتس LLرب بعمل LLه على أحس LLن وج LLه ،فقLLد س LLمح ل LLه القLLانون بالقي LLام ببعض األفع LLال طبقLLا للم LLادة65
مكرر 14من ق .إ .ج ،على أال تشكل هذه األفعال تحريضا على إرتكاب الجرائم.
يترتب عن عملية التسرب إذا ما تمت في إطار الشرعية اإلجرائيLLة بعض اآلثLLار الLLتي نبينهLLا على
النحو التالي:
نظLLرا لخطLLورة عمليLLة التسLLرب على منفLLذها و على حياتLLه ،ومن أجLLل أال يكتشLLف أمLLره ،أجLLاز لLLه
المش LLرع القي LLام ببعض األعم LLال اإلجرامي LLة دون أن تق LLوم مس LLؤوليته الجنائي LLة ،كم LLا أح LLاط العملي LLة
بالسرية عندما ألزم المتسLرب بإسLتعمال هويLة مسLتعارة ،و معاقبLة كLل من يكشLف الهويLة الحقيقيLة
للمتسرب.
وقLL Lد أحLL Lاط المشLL Lرع ضLL Lابط الشLL Lرطة القضLL Lائیة بجملLL Lة من الضLL Lمانات تضLL Lمن لLL Lه عLL Lدم تعرضLL Lه
لألخطLLار ،ھذا مLLا نصLLت علیه المLLادة 65مكLLرر 16على أن" :ال یجLLوز إظھار الھویة الحقیقیة
1مرجع ط .داودي منصور ،اإلجراءات الجنائية لمكافحة اإلرهاب و الجريمة المنظمة في القانون العام ،أاطروحة دكتورا
علوم في القانون العام ،سنة ،2017 - 2016ص .131- 130
51
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
لض LLباط أو أع LLوان الش LLرطة القض LLائیة ال LLذین باش LLروا عملیة التس LLرب في أي مرحل LLة من مراح LLل
اإلجراءات".
یعاقب كل من یكشف ھویة ضباط أو أعوان الشرطة القضائیة بالحبس من سنتین ( )2إلى خمس
سنوات ( )5و بغرامة من 50.000دج إلى 200.000دج.
و إذا تسبب الكشف عن الھویة في أعمال عنف أو ضLLرب وجLLرح على أحLLد ھؤالء األشLLخاص أو
أزواجھم أو أبن LL Lائھم أو أص LL Lولھم المباش LL Lرین فتك LL Lون العقوب LL Lة الحبس من خمس ( )5إلى عش LL Lر
سنوات ( )10و الغرامة من 0200.00دج إلى 500.000دج.
و إذا تسبب ھذا الكشف في وفاة أحد ھؤالء األشخاص فتكون العقوبLة الحبس من عشLر سLنوات (
)10إلى عشرین ( )20سنة و الغرامة من 500.000دج إلى 10000.00دج دون اإلخالل،
عن LL Lد اإلقتض LL Lاء بتط LL Lبیق أحك LL Lام الفص LL Lل األول من الب LL Lاب الث LL Lاني من الكت LL Lاب الث LL Lالث من ق LL Lانون
العقوبات.
حتى يقوم العنصر المتسرب بمهمته على أحسن وجه ،فقد سمح له المشرع بالقيام ببعض األفعLLال
سLLواء بصLLورة المشLLاركة أو المسLLاهمة أو اإلخفLLاء ،و هي كلهLLا أفعLLال مجرمLLة قانونLLا ،بحيث يقLLوم
عند الضرورة بإقتناء أو حيازة أو نقل أو تسليم أو إعطاء مواد أو أموال أو منتجات أو وثLLائق أو
معلومLLات متحصLLل عليهLLا من إرتكLLاب الجLLرائم أو مسLLتعملة في إرتكابهLLا ،إسLLتعمال أو وضLLع تحت
تصرف مرتكبي الجرائم اإلرهابية الوسائل ذات الطابع القLانوني أو المLLالي و كLLذا وسLLائل النقLل أو
التخLLزين أو اإليLLواء أو الحفLLظ أو االتصLLال .دون أن تقLLوم المسLLؤولية الجزائيLLة للعنصLLر المتسLLرب،
فهو محمي قانونا بحكم اإلذن الذي يرخص له بذلك.
حماية للعنصر المتسرب فإن المشرع في الفقرة الثانية من المادة 65مكرر 12من ق .إ .ج ،قد
سمح له باستعمال هوية مسLتعارة بLدال من هويتLه الحقيقيLة في عمليLة التسLرب دون أن يحLدد كيفيLة
الحصول على الهوية المستعارة.
52
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
يعLLد التحقيLLق هLLو اإلج Lراء األول في القضLLايا اإلرهابيLLة و في كLLل الجLLرائم الLLتي تقLLع ،و يختص
بLLالتحقيق فيهLLا قاض LLي التحقيLLق ،و الLLذي يقLLوم بالمهLLام الموكلLLة إليLLه وفقLLا للقواعLLد الLLتي رسLLمها لLLه
القLL L Lانون ،حيث يمLL L Lارس في إطارهLL L Lا التحقيLL L Lق في الLL L Lدعوى المطروحLL L Lة أمامLL L Lه .و يتحLL L Lدد هLL L Lذا
اإلختصLL L L Lاص من خالل قواعLL L L Lد معينLL L L Lة تتمثLL L L Lل في اإلقليم و األشLL L L Lخاص و الوقLL L L Lائع و قواعLL L L Lد
اإلختص LL Lاص ه LL Lذه في المج LL Lال الجن LL Lائي تعت LL Lبر من النظ LL Lام الع LL Lام و مخالفته LL Lا ت LL Lؤدي إلى بطالن
اإلجرائات.1
يقصد به المجال المكاني الذي يباشر فيه قاضي التحقيق عملLه في التحقيLق ،و يضLيق هLذا المجLال
المكاني بحسب ما يقLرره القLانون من دوائLLر إختصLLاص مكانيLLة ،فقLد يكLLون إختصاصLLا محليLLا يمكن
تمديLLده لLLدوائر إختصLLاص أخLLرى ،و قLLد يكLLون إختصاصLLا وطنيLLا يشLLمل كامLLل الLLتراب الوطLLني إذ
تنص المLLادة 40من ق .إ .ج ،على أنLLه " :يتحLLدد إختصLLاص قاضLLي التحقيLLق محليLLا بمكLLان وقLLوع
الجريمة أو محل إقامة أحد األشخاص المشتبه في مساهمتهم في إرتكابها أو بمحLLل القبض على
أحد هؤالء األشخاص حتى ولو كان القبض حصل لسبب آخر.
كمLLا يجLLوز تمديLLد اإلختصLLاص المحلي لقاضLLي التحقيLLق إلى دائLLرة إختصLLاص محLLاكم أخLLرى ،عن
طريLق التنظيم ،في جLرائم المخLدرات و الجريمLة المنظمLة عLبر الحLدود الوطنيLة و الجLرائم الماسLة
بأنظم LLة المعالج LLة اآللي LLة للمعطي LLات و ج LLرائم تب LLييض األم LLوال و اإلره LLاب و الج LLرائم المتعلق LLة
بالتشريع الخاص بالصرف.
1 voir: Gaston Stefani et Georges Levasseur et Bernard Bouloc, Procédure pénale, 16 édition,
1
53
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
األش LLخاص المش LLتبه في مس LLاهمتهم فیه LLا ،أو بالمك LLان ال LLذي تم في دائرت LLه القبض على أح LLد ه LLؤالء
األشخاص حتى و لو حصل هذا القبض لسبب آخر.1
كما ینعقد إختصاصهما أیضا بموجب المادة 375مكرر قانون العقوبات المتضمنة بالقLLانون رقم
23-06المLL Lؤرخ في 20ديسLL Lمبر المعLL Lدل و المتمم لقLL Lانون العقوبLL Lات أصLL Lبح وكيLL Lل الجمهوریة
وقاض LLي التحقیق في جنح LLتي إص LLدار ش LLیك ب LLدون رص LLید المنص LLوص علیه LLا في الم LLادة 374و
ٕاص LLدار ش LLیك رغم من LLع الش LLخص من ذل LLك المنص LLوص علیه LLا في الم LLادة 16مك LLرر 3من ق LLانون
العقوب LLات المتض LLمنة بالق LLانون رقم 23-06يتح LLدد إختصاص LLهما أيض LLا بمك LLان إقام LLة المس LLتفید من
الشیك ومكان الوفاء به.
و في جمیع األحLLوال فLLإن إختصLLاص قاضLLي التحقیق 2و وكیل الجمهوریة تتحLLدد بLLدائرة المحكمLLة
ال LLتي یباش LLر في نط LLاق إقلیمه LLا إختصاص LLه الم LLادة 35ق .إ .ج ،و ك LLذلك األم LLر بالنس LLبة لقاض LLي
التحقیق.
فتنص الم LL Lادة 37فق LL Lرة " :2یج LL Lوز تمدید اإلختص LL Lاص المحلي لوكیل الجمهوریة إلى دائ LL Lرة
إختصاص محاكم أخرى عن طریق التنظیم في الجرائم الموصوفة أعمال إرهابیة أو تخریبیة".
كما تنص المادة 40فقرة 2منه" :یجوز تمدید اإلختصاص لقاضي التحقیق إلى دائرة إختصاص
محاكم أخرى ،عن طریق التنظیم في الجرائم الموصوفة أعمال إرهابیة أو تخریبیة و ألجLل تنفیذ
هLLذه التLLدابیر الجدیدة فیمLLا یتعلLLق بقواعLLد اإلختصLLاص المحلي لهLLذه الجهLLات القضLLائیة المتخصصLLة
إسLLتوجبت المLLادة 4مكLLرر 1من المرسLLوم التنفيLLذي رقم 348-06من ضLLابط الشLLرطة القضLLائیة
إخبLار وكیل الجمهوریة لLدى المحكمLة الكLائن بهLا مكLان الجریمLة و ٕابالغLه بأصLل و بنسLختین من
54
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
إجرائLLات التحقیق ومن وكیل الجمهوریة المLLذكور إرسLLال فLLورا النسLLخة الثانیة إلى النLLائب العLLام
لدى المجلس القضائي التابعة له المحكمة المختصة.
فإذا إعتبر النLائب العLام أن الجریمLة تLدخل ضLمن إختصLاص المحكمLة الموسLع یطLالب باإلجرائLات
فLورا ،و في هLذه الحالLة یتلقى ضLباط الشLرطة القضLائیة العLاملون بLدائرة إختصLاص هLذه المحكمLة
التعلیمLLات مباشLLرة من وكیل الجمهوریة لLLدى هLLذه الجهLLة القضLLائیة المLLادة 40مكLLرر ق .إ .ج ،و
بعدها تسیر إجرائات تحریك الدعوى العمومیة بشأن هذه الجرائم وفقا لألوضاع العادیة لتحریك
الدعوى العمومیة من طرف وكیل الجمهوریة لدى المحكمة المختصة.
أما إذا كان قد سبق فتح تحقیق قضLائي بالمحكمLة األصLلیة فإنLه یجLوز للنLائب العLام لLدى المجلس
القض LLائي التابع LLة للمحكم LLة المختص LLة أن یط LLالب باإلجرائ LLات ،ویص LLدر قاض LLي التحقیق للمحكم LLة
العادیة أمLLر بLLالتخلي عن اإلجرائLLات لفائLLدة قاضLLي التحقیق لLLدى المحكمLLة المختصLLة ،وفي هLLذه
الحالة یتلقى ضباط الشرطة القضائیة العLاملون بLدائرة إختصLاص هLذه المحكمLة للتعلیمLات مباشLرة
من قاضي التحقیق بهذه الجهة القضائیة المادة 40مكرر 3ق .إ .ج.
1.1تمديد اإلختص?اص المحلي :يمتLLد إختصLLاص قاضLLي التحقيLLق إمLLا إلى دائLLرة إختصLLاص
المجلس القضLL L Lائي ،كمLL L Lا يمكن أن يمتLL L Lد إختصاصLL L Lه إلى كامLL L Lل الLL L Lتراب الوطLL L Lني .ويعLL L Lد تمديLL L Lد
إختصاصه في هاتين الحالتين إستثناء عن األصل العام.
2.1تمديد إختصاص قاضي التحقيق إلى دائ??رة إختص??اص المجلس القض??ائي :يمكن
في ح LLاالت إس LLتثنائية أن يمت LLد إختص LLاص قاض LLي التحقي LLق إلى دوائ LLر إختص LLاص مح LLاكم مج LLاورة
للدائرة التي يباشر فيها وظيفته للقيام بجميع إجرائات التحقيق ،وفقا لشروط معينة تتمثل في:1
55
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
أمLLا بالنسLLبة إلمتLLداد إختصLLاص قاضLLي التحقيLLق إلى محLLاكم مجLLالس قضLLائية أخLLرى ،فبمLLوجب
الفق LL Lرة الثاني LL Lة من الم LL Lادة 40المض LL Lافة بالق LL Lانون رقم 04/14ف LL Lإن المش LL Lرع ق LL Lام بتوس LL Lيع
اإلختصاص المحلي لعدد من االمحLاكم و معLه بالتLالي تمديLد اإلختصLLاص لقضLLاة التحقيLق لهLذه
المح LLاكم إلى مح LLاكم مج LLالس قض LLائية أخ LLرى في ن LLوع معين من الجL Lرائم ال LLواردة على س LLبيل
الحصر ومن هذه الجرائم ،الجرائم اإلرهابية.
مما يعLني أن المشLرع جعLل إختصLاص هLذه المحLاكم جهLوي ،و هLو نفس النهج الLذي إنتهجLه
في ظ LLل المج LLالس القض LLائية الخاص LLة المنش LLأة بالمرس LLوم التش LLريعي رقم 92/03م LLع توس LLيع
إختصاص هذه المحاكم لتشمل جرائم أخرى .
و لقLLد حLLدد المرسLLوم التنفيLLذي رقم 06/348المLLؤرخ في 5أكتLLوبر 2006المتضLLمن توسLLيع
اإلختصLL L L Lاص المحلي لبعض المحLL L L Lاكم و وكالء الجمهوريLL L L Lة و قضLL L L Lاة التحقيLL L L Lق ،2حLL L L Lدود
اإلختصLLاص المحلي للمحLLاكم المعنيLLة بهLLذا التوسLLع و المتمثلLLة في أربLLع محLLاكم هي :محكمLLة
سيدي امحمد و محكمة قسنطينة و محكمة ورقلة و محكمة وهران .
2المرسوم التنفيذي رقم 06/348المؤرخ في 5أكتوبر 2006المتضمن تمديد اإلختصاص المحلي لبعض المحاكم
ووكالء الجمهورية وقضاة التحقيق ،الجريدة الرسمية ،العدد 63الصادرة بتاريخ 8أكتوبر .2006
2
56
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
و عليLLه يصLLبح لقاضLLي التحقيLLق التLLابع لهLLذه المحLLاكم إختصLLاص إقليمي يتجLLاوز حLLدود إختصاصLLه
العLLادي ،غLLير أن هLLذا اإلختصLLاص قLLد يLLؤدي إلى إهLLدار ضLLمانات األف Lراد عن طريLLق إطالLLة مLLدة
التحقيق و عدم تحقيق الوقائع بصورة جيدة.
و أم LLا عن إتص LLال قاض LLي التحقي LLق به LLذه المح LLاكم بال LLدعوى العمومي LLة فيك LLون عن طري LLق الطلب
اإلفتتاحي الصادر عن وكيل الجمهورية لتلك المحاكم.
و أمLLا بمLLوجب أمLLر بLLالتخلي عن القضLLية يصLLدر لفائدتLLه عن قاضLLي التحقيLLق للمحكمLLة العاديLLة في
حال LLة م LLا إذا أفتتح تحقي LLق قض LLائي به LLا من تلق LLاء نفس LLه أو بن LLاء على طلب النياب LLة العام LLة ب LLالمجلس
القضائي التابعة له المحكمة ذات اإلختصاص اإلقليمي الموسع. 1
و ذل LLك راج LLع إلى أن الفع LLل اإلره LLابي ّإذا وق LLع فإن LLه ال يع LLرف الوص LLف الق LLانوني ل LLه ،و بالت LLالي
يباشر التحقيق قاضي التحقيق المختص محليا و الذي وقع الفعل في جهة إختصاصه ،ثم بعد ذلLLك
يتLLبين من التحقيLLق أن هLLذه الجريمLLة الLLتي وقعت مرتبطLLة بفعLLل إرهLLابي وبالتLLالي تحLLال القضLLية إلى
الجهLL Lة القضLL Lائية صLL Lاحبة اإلختصLL Lاص وهم قضLL Lاة التحقيLL Lق بالمحLL Lاكم ذات االختصLL Lاص اإلقليمي
الموسع و الذين أعطى لهم القانون الحق في مباشرة التحقيق في الجرائم اإلرهابية.
مم LLا يع LLني ض LLرورة البحث و التح LLري و التحقي LLق في الج LLرائم ال LLتي تق LLع في جه LLة اإلختص LLاص
العLLادي قبLLل أن تحLLال إلى الجهLLة صLLاحبة اإلختصLLاص األصLLيل ،و ذلLLك حLLتى ال يحLLال تحقيLLق إلى
هLLذه األخLLيرة دون أن يكLLون لLLه عالقLLة باإلرهLLاب ،ألن هLLذه الجLLرائم تتسLLم بLLالخطورة و التعقيLLد و
تخضع إلجرائات خاصة.
و في جميع األحوال فإن إنتقال التحقيق من اإلختصاص المحلي إلى اإلختصاص الموسع ال يمنع
من أني كون هناك تعاون بين الجهتين ،و ذلك عن طريق تبادل المعلومات أو أعمLال المراقبLة أو
التحريLLات ،و بالمقارنLLة بالتشLLريع الفرنسLLي فإننLLا نجLLده قLLد أسLLند اإلختصLLاص بLLالتحقيق في الجLLرائم
اإلرهابية إلى قاضي التحقيق بالعاصLLمة بLLاريس دون غLيره ،و أجLLاز لوكيLLل الجمهوريLLة بLLدائرة أي
محكم LL Lة ابتدائي LL Lة غيرمحكم LL Lة ب LL Lاريس أن يطلب من قاض LL Lي التحقي LL Lق أن يق LL Lرر ع LL Lدم اختصاص LL Lه
57
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
بالتحقيق لصالح قضاء التحقيق بباريس إذا كانت القضية المعروضLLة أمامLLه تنLLدرج ضLLمن الجLLرائم
اإلرهابية.1
األص LLل أن قاض LLي التحقي LLق يحق LLق م LLع جمي LLع األش LLخاص الموج LLه إليهم اإلته LLام من ط LLرف النياب LLة
العام LLة ،و ال LLواردة أس LLماؤهم في طلباته LLا ،كم LLا يق LLوم ب LLالتحقيق م LLع األش LLخاص ال LLذين لم توج LLه لهم
التهمة بإرتكابهم نفس الوقائع و الذين لم ترد أسماؤهم في طلبات النيابة العامLLة طبقLا للفقLرة الثالثLLة
من المLL Lادة 67من ق إ ج ،إال أن المشLL Lرع إسLL Lتثنى بعض األشLL Lخاص بحكم سLL Lنهم أو وظLL Lائفهم
فجعل التحقيق معهم يكون وفقا إلجرائات خاصة ،و هم:
األح??داث :فبالنس LLبة لهم فال يج LLوز لقاض LLي التحقي LLق الع LLادي أن يحق LLق في الج LLرائم ال LLتي يرتكبه LLا
األحLLداث ،ألن المشLLرع وضLLع لهLLذه الفئLLة نظامLLا خاصLLا .ففي مLLادة الجنح يكLLون التحقيLLق معهم من
طرف قاضي األحداث ،على أنه يمكن إسLتثناء في مLادة الجنح للنيابLة العامLة في حالLة وجLود جنLاة
بالغون مع الحدث و كانت القضية متشعبة ،أن تعهد لقاضي التحقيLق بLإجراء التحقيLق نLزوال عنLد
طلب قاضي األحداث و بموجب طلبات مسببة.
أمLLا في مLLادة الجنايLLات و مLLع وجLLود جنLLاة بLLالغين مLLع الحLLدث ،فLLإن التحقيLLق معهم يكLLون من قاضLLي
التحقيق ، 2خصوصا و أن الجماعات اإلرهابية كانت وما زالت تعتمد على فئة األحداث في تنفيذ
مخططاتها ،و عليه فإنLه في الجLرائم اإلرهابيLة و نظLرا لخطورتهLا ولتشLعبها ،فLLإن قاضLLي التحقيLق
باألقطاب القضائية المتخصصة يكون مختصا بالتحقيق مع األحداث.
كمLLا يخLLرج عن نطLLاق اإلختصLLاص الشخصLLي لقاضLLي التحقيLLق العLLادي رجLLال الLLدرك أو الجيش ،3
ضباط الشرطة القضائية ،القضاة ،4أصحاب الحصانة.5
12
Jose L De La Cuesta , Traitment juridique de terrorisme en Espagne,op.cit,p 599 .
أنظر :
Heike Jung, le droit pénal allmand face au terrorisme un bref bilan de législation, R.S.C p 659.
12أنظر :المادة 452من ق إ ج .
أنظر :طبقا للمادة 25من القضاء العسكري. 23
أنظر :أحمد حزيط ،قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري ،الطبعة الثانية ،دار هومة ،الجزائر ،2009 ،ص 45
. 52
58
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
يختص قاضي التحقيق كأصل عام في كل جريمة معLاقب عليهLا طبقLا لقLانون العقوبLات و القLوانين
المكملة له .و لذلك فإن إختصاصه النوعي يكون كمايلي:
.1اإلختص??اص الش??امل :تنص المLLادة 66من ق .إ .ج على أن" :التحقيLLق اإلبتLLدائي وجLLوبي
في مLLواد الجنايLLات" .أمLLا في مLLواد الجنح فيكLLون إختياريLLا مLLا لم يكن ثمLLة نصLLوص خاصLLة ،كمLLا
يجوز إجرائه في مواد المخالفات إذا طلبه وكيل الجمهورية.
إن التحقيق في الجرائم الموصوفة جنايLة يكLون إلزاميLا ،أمLا في مLواد الجنح فLLإن المشLرع وضLLع
قاعدة عامة يرد عليها إستثناء ،أال و هي أن التحقيق في الجنح غير إلزامي يخضع لتقدير وكيLLل
الجمهوريLLة ،إال في الحLLاالت الLLتي ينص القLLانون فيهLLا على إلزاميLLة التحقيLLق .1أمLLا المخالفLLات فLLإن
التحقيق فيها إختياري يخضع لتقدير وكيل الجمهورية أو إحالة القضية مباشرة إلى المحكمة.
غ LLير أن هن LLاك بعض الج LLرائم تخ LLرج من إختص LLاص قاض LLي التحقي LLق مث LLل الج LLرائم ال LLتي تتعل LLق
بالنظام العسكري و التي يختص بها قاضي التحقيLق العسLكري طبقLا للمLادة 25من قLانون القضLLاء
العسLكري ،وكLذا الجنايLات و الجنح المرتكبLة من األحLداث دون أن يكLون معهم متهمLون بLالغون و
إال انعقد اإلختصاص فيها لقاضي التحقيق صاحب اإلختصاص الشامل.
. 2اإلختصاص النوعي لقضاة التحقيق باألقطاب الجزائية المتخصصة :نظ LLرا لظه LLور
جرائم حديثة يقوم بإرتكابها أشخاص يتمتعون بمستوى عال من الذكاء ما يمكنهم من تجLLاوز كLLل
وسائل مواجهة الجريمة العادية ،و قد إنتشرت هذه األنواع من الجرائم الخاصة في المجتمع مما
أدى الى المسLL Lاس بLL Lأمن المجتمLL Lع و بإسLL Lتقرار اقتصLL Lاده ،2ولLL Lذلك تم إسLL Lتحداث جهLL Lات قضLL Lائية
متخصصLLة للنظLLر فيهLLا ،و يعهLLد بLLالتحقيق فيهLLا لفئLLة معينLLة من قضLLاة التحقيLLق من ذوي الكفLLاءات
المتميزة والتكوين المتخصص في المسائل المتعلقLة بهLذه األنLواع الخاصLLة من الجLرائم ،3إذ تنص
المLLادة 40الفقLLرة الثانيLLة من ق .إ .ج المعدلLLة بمLLوجب القLLانون رقم 04/14على أنLLه" :يجLLوز
تمديLLLد اإلختصLLLاص المحلي لقاضLL Lي التحقيLLLق الى دائLLLرة إختصLL Lاص مح LLاكم أخ LLرى ،عن طريLLLق
أنظر :د أهيبية عبد اهلل ،محاضرات في قانون اإلجرائات الجزائية ،مرجع سابق ص . 165 11
22أنظر :أحمد حزيط ،قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري ،مرجع سابق ،ص . 48
33أنظر :أحمد حزيط ،المرجع السابق ،ص . 49
59
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
التنظيم في ج LLرائم المخ LLدرات والجريم LLة المنظم LLة الع LLابرة للح LLدود الوطني LLة و الج LLرائم الماس LLة
بأنظم LLة المعالج LLة اآللي LLة للمعطي LLات و ج LLرائم تب LLييض األم LLوال و اإلره LLاب و الج LLرائم المتعلق LLة
بالتشريع الخاص بالصرف".
و مم LLا تق LLدم ف LLإن التحقي LLق في الج LLرائم اإلرهابي LLة يك LLون من إختص LLاص قض LLاة التحقي LLق باألقط LLاب
الجزائية المتخصصة.1
تعتLLبر مرحلLLة المحاكمLLة أهم مرحلLLة تمLLر بهLLا الLLدعوى العموميLLة و ذلLLك ألنهLLا مرحلLLة حاسLLمة في
الLLLدعوى .و نظLLLرا لخطLLLورة الجLLLرائم اإلرهابيLLLة فق LLد إتجهت التش LLريعات الجنائي LLة إلى تميLLLيز ه LLذه
المرحل LLة بأحك LLام و قواع LLد خاص LLة خصوص LLا المتعلق LLة منه LLا باإلختص LLاص ،ومن ه LLذه التش LLريعات
التشريع الجزائري .
فالواقع العملي لمحاكمة اإلرهابيين في القانون الجزائري أسفر عن مسألة غاية في األهميLLة تتمثLLل
في إسناد االختصاص ،كمLا خص تقLادم الLدعوى العموميLة في الجLرائم اإلرهابيLة بقواعLد خاصLLة
تختلف عن القواعد العامة .
تعمل التشريعات المقارنLة إلى إخLراج الجLرائم اإلرهابيLة من اختصLاص القضLLاء الجLزائي العLادي
و ٕاحالتهLLا إلى محLLاكم خاصLLة أو اسLLتثنائية ،إنتشLLرت كمLLا إختلفت تسLLميتها من محLLاكم أمن الدولLLة،
محLL Lاكم األمن القLL Lومي ،2أو تحLL Lال إلى محLL Lاكم جزائيLL Lة خاصLL Lة و بعض التشLL Lريعات تحيLL Lل هLL Lذه
الجرائم إلى القضاء العسكري.
في ظل المرسوم التشريعي رقم 92/03المتعلق بمكافحة اإلرهاب و التخريب أسند اإلختصاص بالتحقيق في هذه 11
الجرائم الى قضاة التحقيق بالمجالس القضائية الخاصة يعينون من بين قضاة الحكم ،و لكن بعد إلغاء هذا المرسوم باألمر
رقم 95/10المعدل لقانون إ ج تم إدماج اإلجرائات المتعلقة بمكافحة اإلرهاب ضمن قانون إ ج ،إذ أصبح التحقيق فيها
متعلقا بقاضي التحقيق ذواإلختصاص النوعي الشامل الذي تم تعديله بالقانون رقم 04/14أين أصبح اإلختصاص بالتحقيق
فيها إلى قضاة التحقيق باألقطاب الجزائية المتخصصة .
د محمد عودة الجبور ،الجرائم الواقعة على أمن الدولة و جرائم اإلرهاب في القانون األردني و القوانين العربية ،دار 2
60
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
و تتبLLع هLLذه المحLLاكم قواعLLد إسLLتثنائية و إجرائLLات خاصLLة في المتابعLLة و التحقيLLق و المحاكمLLة ،1
وقد أخذ المشرع الجزائري بنظام القضاء اإلستثنائي و الخاص في الجرائم اإلرهابية في مرحلLLة
من المراحLLل ،حيث أحLLال إلى مجلس أمن الدولLLة في البLLدء أمLLر النظLLر في جميLLع الجLLرائم الواقعLLة
على أمن الدولة ،2غير أنه تم إلغاء هذا المجلس.
كم LLا أس LLند إلى المح LLاكم العس LLكرية إمكاني LLة النظ LLر في ه LLذا الن LLوع من الج LLرائم أثن LLاء إعالن حال LLة
الحصار و حالة الطوارئ .و نتيجة لتفاقم الجرائم في تلك المرحلة و التي مست بسالمة الدولLLة و
أمنها و إستقرارها ،إستحدث المشرع إختصاصLLا قضLLائيا جديLLدا ،هي المجLLالس القضLLائية الخاصLLة،
حيث أس LLند إليه LLا النظ LLر في تل LLك الج LLرائم و ال LLتي أطل LLق عليه LLا إس LLم الج LLرائم اإلرهابي LLة .و نتيج LLة
لإلنتقLLادات العديLLدة الموجهLLة داخLLل البالد و خارجهLLا إلى القضLLاء اإلسLLتثنائي و المجLLالس القضLLائية
الخاصة على الخصوص ،فقد ألغى المشرع هذه المجالس القضائية الخاصة و حلت محلها جهات
عادية تنظر في الجرائم اإلرهابية و سنتناول ما تقدم بالتفصيل فيما يلي:
تتمثل هذه المحاكم في محكمة أمن الدولة و المحاكم العسكرية ،أي المحاكم المختصة بالفصLLل في
الجLLرائم الماسLLة بLLأمن الدولLLة قبLLل صLLدور المرسLLوم رقم 92/03المLLؤرخ في 30سLLبتمبر 1992
المتعلLLق بمكافحLLة اإلرهLLاب و التخLLريب ،أي قبLLل ظهLLور المجLLالس القضLLائية الخاصLLة .بإعتبLLار أن
المشLL Lرع لم يكن يعLL Lرف الجLL Lرائم اإلرهابيLL Lة و لم ينص عليهLL Lا في قLL Lانون العقوبLL Lات ،لLL Lذلك فLL Lإن
الجLL Lرائم الLL Lتي ارتكبت قبLL Lل صLL Lدور التجLL Lريم الخLL Lاص كيفت على أنهLL Lا جLL Lرائم سياسLL Lية حLL Lوكم
مرتكبوها أمام مجلس أمن الدولة أو أمام جهات القضاء العسكري.
د .سمير عالية ,الوجيز في شرح الجرائم الواقعة على أمن الدولة – دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،المؤسسة الجامعية 1
61
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
إن الجرائم اإلرهابية في الجزائر لم تظهر منذ شتاء ، 1992و إنمLLا لهLLا جLLذور مسLLبقة ،و لكن
زادت حدتها بعد سنة . 1992ويمكن ذكر عدد من السوابق اإلرهابية :1
قيام جماعات تخريبية بتخريب خطوط اإلتصاالت الهاتفية بين . 1975 – 1974
قتل عناصر الشرطة سنة . 1977
الهجوم المنفذ يوم 22أوت 1985ضد وحدة المؤسسة الوطنية لألشغال العمومية .
الهجوم المسلح على مدرسة الشرطة بالصومعة من 26إلى 27أوت . 1985
اللجوء إلى إبتزاز األموال لتمويل األعمال اإلرهابية .
وعليLL Lه فLL Lإن الجهLL Lات القضLL Lائية الLL Lتي كLL Lانت مختصLL Lة بالفصLL Lل في هLL Lذه الجLL Lرائم هي مجلس أمن
الدولLLة ،2و لكن بعLLد أحLLداث 1988وإ قLLرار الديمقراطيLLة السياسLLية في الجزائLLر ألغي مجلس أمن
الدولLLة بمLLوجب القLLانون رقم 06 / 89المLLؤرخ في 25أفريLLل , 1989و تم إسLLناد االختصLLاص
بLLالنظر في الجLLرائم الLLتي تمس أمن الدولLLة إلى الجهLLات القضLLائية العاديLLة .غLLير أن أحLLداث العنLLف
ال LLتي عاش LLتها البالد في بداي LLة التس LLعينيات ،دفعت الدول LLة الجزائري LLة إلى إعالن حال LLة الحص LLار ثم
حالة الطوارئ ،وبموجب المراسيم المنظمLة لهLاتين الحLالتين تم إسLناد االختصLLاص بنظLر الجLرائم
الLL Lتي تمس أمن الدولLL Lة -قبLL Lل ظهLL Lور مصLL Lطلح اإلرهLL Lاب -إلى القضLL Lاء العسLL Lكري .وبالتLL Lالي
سأتناول المحاكم العسكرية فقط باعتبار أن مجلس أمن الدولة قد تم إلغاءه .
3
ثانيا :المحاكم العسكرية
مLLع بدايLLة التسLLعينات انتشLLرت ظLLاهرة العنLLف ،و الLLتي أطلLLق عليهLLا فيمLLا بعLLد مصLLطلح " اإلرهLLاب "
الLLذي سLLيطر عليLLه الجLLانب السياسLLي نتيجLLة التغيLLير السياسLLي الLLداخلي؛ و ذلLLك اثLLر إلغLLاء االنتخابLLات
التشLLريعية المنظمLLة يLLوم 25سLLبتمبر 1991و مLLا تبعLLه من إجرائLLات خطLLيرة منهLLا حLLل الحLLزب
المقدم زروق أحمد ,اإلرهاب اإلسالماوي :السابقة الجزائرية ,مجلة الجيش ,العدد 474جانفي , 2003ص . 18 1
أنشئ مجلس أمن الدولة بموجب األمر رقم 75/46المؤرخ في 17جوان 1975و يعد هذا النوع من المحاكم من بين 2
الجهات القضائية الخاصة ,ألنه يختص بنوع معين من الجرائم التي تشكل خطرا على السير المنتظم ألنظمة القانونية و
على األمن العام أو الوحدة أو إستقالل الدولة و إستقرارها.
في الواليات المتحدة األمريكية بتاريخ 13ديسمبر 2001أصدر الرئيس األمريكي بوش قرارا عسكريا بصفته القائد 3
األعلى للقوات المسلحة ,قضى بإنشاء محاكم عسكرية خاصة مهمتها محاكمة المتورطين في أعمال إرهابية.
62
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
السياس LLي الف LLائز في االنتخاب LLات ،مم LLا أدى إلى ظه LLور جماع LLات مس LLلحة ق LLامت بعملي LLات التقتي LLل و
التخريب ،و على أثر تفاقم ظاهرة اإلجرام و التي عجLLز النظLLام القLLانوني التقليLLدي من ضLLبطها في
مرحلLL Lة أولى ،فتم تقريLL Lر حالLL Lة الحصLL Lار في 4جLL Lوان 1991بنLL Lاء على المرسLL Lوم الرئاسLL Lي رقم
196/ 91لمLLدة 4أشLLهر ،و بمLLوجب المLLادة 11منLLه أسLLندت للمحLLاكم العسLLكرية مهمLLة الفصLLل في
الجLL Lرائم المخلLL Lة بLL Lأمن الدولLL Lة ،و في مرحلLL Lة ثانيLL Lة و نتيجLL Lة للتصLL Lعيد األمLL Lني تم إعالن حالLL Lة
الطLL Lوارئ من طLL Lرف المجلس األعلى للدولLL Lة بمLL Lوجب المرسLL Lوم رقم 44 / 92المLL Lؤرخ في 9
فيفري ،1992و قد نصت المادة 10منه على إمكانية نظر المحاكم العسLكرية في الجLرائم الLتي
تمس أمن الدول LLة إلى ج LLانب المح LLاكم العادي LLة ،و ذل LLك لض LLمان أمن و س LLالمة الدول LLة وح LLتى يمكن
الفصل فيها على وجه السرعة تحقيقا للردع العام.1
أ .اإلختصاص :يتحدد اإلختصاص المحلي للمحاكم العسكرية بالنظر إلى :مكان وقوع الجريمLLة
أو مكLLان القبض على المتهم أو الوحLLدة الLLتي يتبعهLLا المتهم ،و في حالLLة تنLLازع االختصLLاص تكLLون
محكمة مكان إرتكLاب الجريمLة هي المختصLة .فإختصاصLها األصLيل يتمثLل في النظLر في الجLرائم
ذات الط LLابع العس LLكري ،و ال LLتي ال يمكن أن يرتكبه LLا إال عس LLكري أو ش LLخص مطل LLوب ألج LLل أداء
خدمة لفائدة الجيش.
كمLLا تختص هLLذه المحLLاكم بالفصLLل في الجLLرائم الماسLLة بLLأمن الدولLLة مLLتى تجLLاوزت مLLدة العقوبLLة
المقLLررة لهLLا خمس سLLنوات حبسLLا عمال بنص الفقLLرتين األولى و الثانيLLة من المLLادة 25من قLLانون
القضLLاء العسLLكري .و تختص أيضLLا بLLالنظر في الج ا رئم المرتكبLLة داخLLل الوحLLدات العسLLكرية و
لدى المضيف و أثناء الخدمة.
أمLا عنLد إعالن حLالتي الطLوارئ أو الحصLار فيعتLبر إختصLاص المحLاكم العسLكرية هنLا إختصاصLا
إس LLتثنائيا موقوت LLا به LLاتين المرحل LLتين إذا م LLا أعلنت إح LLداهما في البالد ،فق LLد نص LLت الم LLادة 11من
المرس LLوم الرئاس LLي رقم 196 / 91الم LLؤرخ في 4ج LLوان 1991و ال LLذي يتض LLمن تقري LLر حال LLة
الحصLLار على أنLLه" :يمكن المحLLاكم العسLLكرية طLLوال حالLLة الحصLLار ،أن تخطLLر بوقLLوع جنايLLات أو
ج LLرائم خط LLيرة ت LLرتكب ض LLد أمن الدول LLة ،مهم LLا ك LLانت ص LLفة مرتكبيه LLا أو المتواط LLئين معهم ،".و
د أحمد أبو الروس ،اإلرهاب و التطرف و العنف في الدول العربية ،ص / 299أنظر كذلك :د محمود صالح 1
63
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
عليه فإن اإلختصاص القضائي هLLو من شLLأن المحLLاكم العاديLLة ،إال أنLLه يمكن للمحLLاكم العسLLكرية أن
تنظر في الجرائم المخلة بأمن الدولة مهما كانت صفة الفاعل و الشركاء ،1و قد أكLLدت على ذلLLك
الم LL Lادة 10من المرس LL Lوم رقم 44 / 92م LL Lؤرخ في 9فيف LL Lري 1992المتض LL Lمن تقري LL Lر حال LL Lة
الط LL Lوارئ ،إذ تنص على م LL Lايلي" :يمكن تبلي LL Lغ المح LL Lاكم العس LL Lكرية ب LL Lالجرائم و الجنح الجس LL Lيمة
المرتكب LLة ض LLد أمن الدول LLة مهم LLا ك LLانت ص LLفة المحرض LLين على ارتكابه LLا ،أو فاعليه LLا أو الش LLركاء
فيها".
يتضLLح من المLLادتين أنLLه يمكن تبليLLغ أو إخطLLار المحLLاكم العسLLكرية بLLالجرائم الماسLLة بLLأمن الدولLLة،
غير أن المرسومين لم يوضحا كيفية إخطار هذه المحاكم وال الجهة التي يمكن أن تخطرهLLا ،فهLLل
تخطر أو يتم إحالة الجرائم إليها من طرف أجهLLزة القضLLاء العسLLكري (قضLLاء التحقيLLق أو النيابLLة
العامة العسكريين) ،أو أن يتم إخطارهLا من طLرف الجهLات القضLائية العاديLة ؟ و هنLا ال يتصLور
أن يقLLوم قضLLاء تحقيLLق و إحالLLة بLLالتحقيق في جريمLLة ثم يحيلهLLا إلى محكمLLة بعينهLLا تتبLLع نظامLLا
قضائيا آخر لتقوم بالمحاكمة فيها .2
ب .تشكيل المحاكم العسكرية :تتشLLكل هيئLLة هLLذه المحLLاكم من ثالثLLة أعضLLاء هم :رئيس يعين
من مستشاري المجالس القضائية،ويساعده قاضيان يكون أحدهما ضابط صف عندما يكون المتهم
جنديا أو ضابط صف ،و يكون القاضيان المساعدان ضابطان من رتبة المتهم على األقل إذا كLLان
ضLL Lابطا .و في حالLL Lة تعLL Lدد المتهمين من ذوي الLL Lرتب و المLL Lراتب المختلفLL Lة يؤخLL Lذ في االعتبLL Lار
صاحب أعلى رتبة و أكثر أقدميه ،و يقصد المشLLرع من هLLذا التشLLكيل المختلLLط الجمLLع بين الداريLLة
القانونيLLLة في الLLLرئيس و نظرتLLLه المحايLLLدة و الخLLLبرة العس LLكرية في المس LLاعدين ،3و ت ا رعى في
تش LLكيل المحكم LLة رتب LLة المتهم و مرتبت LLه وقت حص LLول الوق LLائع المنس LLوبة إلي LLه ،لكن الس LLؤال ال LLذي
يطرح هو بأي تشكيل تأخذ المحكمة في حالة الطوارئ؟
منتالشته شفيق ،أليات الضبط القانوني لإلرهاب الدولي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي و العالقات 1
الدولية عن كلية الحقوق ببن عكنون ،الجزائر ،السنة الجامعية ،2008-2007ص .103
د محمد محمود سعيد ،جرائم اإلرهاب أحكامها الموضوعية و إجرائات مالحقتها ،الطبعة األولى ،دار الفكر العربي، 2
. 247
64
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
و يتLLولى مهLLام النيابLLة العامLLة أمLLام المحLLاكم العسLLكرية وكيLLل جمهوريLLة عسLLكري ،مLLع جLLواز تعLLيين
وكيل جمهورية مساعد .و تؤخذ غرفLة أو أكLثر للتحقيLق ،تضLم كLل واحLدة قاضLيا للتحقيLق و كاتبLا
للضLLبط .كمLLا توجLLد مصLLلحة الضLLبط يرأسLLها الضLLابط أو ضLLابط الصLLف الكLLاتب األقLLدم و األعلى
رتبة.
ج .اإلجرائ??ات الخاص??ة المتبع??ة أم??ام المح??اكم العس??كرية :إن اإلجرائ LLات المتبع LLة خالل
التحقيLLق و االسLLتنطاق سLLرية إال في الحLLاالت الLLتي ينص القLLانون على خالف ذلLLك ،و يتعين على
كل شخص يشترك في المداوالت أن يحافظ على السر المهني .
بقاء أوامر التوقيف و اإليداع في السجن سارية المفعول لحين البت في القضية .1
يتLL Lولى المتهم بنفسLL Lه اختيLL Lار المLL Lدافع عنLL Lه ،و في حالLL Lة تعLL Lذر ذلLL Lك يتعين على قاضLL Lي التحقيLL Lق
العس LLكري عن LLد مث LLول المتهم ألول م LLرة أمام LLه أن يعين ل LLه م LLدافعا بص LLفة تلقائي LLة ،و هن LLا يحتف LLظ
المتهم بحقه في اختيار مدافع آخLر .و يتLولى مهمLة الLدفاع محLامون مقيLدون في منظمLة المحLامين
أو عسكري مقبول من السلطة العسكرية .
ولقد تم انتقLاد إحالLة قضLايا أمن الدولLة -و بالخصLوص قضLايا اإلرهLاب إلى القضLاء العسLكري؛
ألنه
أنه ال يشترط في أعضاء المحاكم العسكرية أن يكونوا مؤهلين من الناحية القانونيLLة ؛ أي أن ضLLم
العنصر العسكري إلى هيئة الحكم دون إشتراط أن يكونوا من القضاة العسكريين ،ما يعني أنه
يعهLL Lد بالفصLL Lل في الجLL Lرائم الخطLL Lيرة إلى من ليسLL Lت لهم صLL Lفة القضLL Lاة ،2ألنLL Lه لم يشLL Lترط تLL Lوفر
المLL Lؤهالت الالزمLL Lة لقيLL Lامهم بالقضLL Lاء من جهLL Lة ،ومن جهLL Lة أخLL Lرى عLL Lدم تمتعهم باالسLL Lتقالل في
مواجه LLة القي LLادات العس LLكرية ،وبالت LLالي ع LLدم ت LLوفرهم على الح LLد األدنى من الض LLمانات ال LLتي يتعين
توافرها فيمن يقوم بالقضاء وفي ذلك إخالل بمبدأ القاضي الطبيعي.3
بإستثناء األحوال المنصوص عليها في المواد , 121 , 108 , 105 , 93من القضاء العسكري . 11
أنظر :د تامر أحمد عزات ,الحماية الجنائية ألمن الدولة الداخلي ,ص . 342 22
65
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
إن الدستور لم يفرق بين الظروف االسLتثنائية و الظLروف العاديLة عنLدما قLرر اختصLاص القاضLي
الطبيعي بنظر جرائم القانون العام.1
إن القوانين االستثنائية و التي أعطت االختصاص لهLذه المحLاكم عكسLت اتجاهLا إليجLاد نLوع معين
من المحاكمLL L Lة الجنائيLL L Lة الموازيLL L Lة ،و الLL L Lتي تتمLL L Lيز بمجموعLL L Lة من الفLL L Lروق عن النظLL L Lام العLL L Lام
للمحاكمLL Lة ، 2وبLL Lذلك تثLL Lور شLL Lبهة المسLL Lاس بالقضLL Lاء الطLL Lبيعي ألن هLL Lذه المحLL Lاكم أقLL Lل ضLL Lمانا من
المحاكم العادية.3
بع LLد اس LLتفحال ظ LLاهرة التقتي LLل و تخ LLريب الممتلك LLات العام LLة و الخاص LLة في بداي LLة التس LLعينات س LLن
المش LL Lرع المرس LL Lوم التش LL Lريعي رقم 03 / 92الم LL Lؤرخ في 30س LL Lبتمبر 1992لمكافح LL Lة ه LL Lذه
الج LLرائم ،وال LLتي أطل LLق عليه LLا مص LLطلح " اإلره LLاب و التخ LLريب " ،و بموجب LLه اس LLتحدثت مج LLالس
قضائية خاصة لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم الماسة بأمن الدولLLة و السLLالمة الترابيLLة و إسLLتقرار
المؤسس LLات و س LLيرها الع LLادي .وق LLد تم تع LLديل ه LLذا المرس LLوم بم LLوجب مرس LLوم تش LLريعي آخ LLر رقم
93/05مؤرخ في 19أفريل .1993
.1األختص?اص القض?ائي له?ذه المج?الس القض?ائية :صLLدر المرسLLوم التنفيLLذي رقم / 92
387مLLؤرخ في 20أكتLLوبر 1992الLLذي يحLLدد المقLLر واالختصLLاص اإلقليمي للمجLLالس القضLLائية
الخاصLLLة ،4فطبقLLLا للمLLLادة الثانيLLLة من هLLLذا المرسLLLوم توج LLد ثالث مج LLالس قضLL Lائية على المسLLLتوى
الوط LL Lني تعق LL Lد جلس LL Lاتها على الت LL Lوالي بمدين LL Lة الجزائ LL Lر و وه LL Lران و قس LL Lنطينة ،و علي LL Lه ف LL Lإن
االختصاص المحلي لهذه المجالس طبقا للمواد 3و 4و 5من هذا المرسوم .
أنظر :د عصام عبد الفتاح عبد السميع مطر ,الجريمة اإلرهابية ,ص .444 41
أنظر :د محمود أبو الفتح الغنام ,اإلرهاب و تشريعات المكافحة في الدول الديمقراطية ,ص . 142 2
أنظر :د أحمد محمد عبد الوهاب ,الجريمة السياسية دراسة مقارنة من نطاق التجريد القانوني إلى مجال التطبيق 3
القضائية الخاصة المحدثة بموجب المرسوم التشريعي رقم 03 / 92المؤرخ في 30سبتمبر 1992و المتعلق بمكافحة
التخريب و اإلرهاب ,الجريدة الرسمية العدد 76الصادرة بتاريخ 21أكتوبر . 1992
66
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
أما عن اختصاصها النوعي فيتمثل في النظLLر في الجLLرائم الموصLLوفة بأفعLLال إرهابيLLة أو تخريبيLLة
الLLواردة بالفصLLل األول في المرسLLوم رقم 92/03و المرتكبLLة من طLLرف األشLLخاص البLLالغين ،كمLLا
يمتد اختصاصها للنظر في هذه الجرائم و التي ترتكب من طرف القصر البLLالغين من العمLLر 16
سنة ،و الذين يستفيدون من أحكام المادة 50من قانون العقوبات.
و قLLد يتفLLق ذلLLك مLLع سياسLLة المشLLرع في معاملLLة الحLLدث الLLذي ارتكب جريمLLة إرهابيLLة بشLLيء من
الشدة والحزم ،حتى يعود إلى صفوف المواطنين الصالحين.1
-2تش??كيل ه??ذه المج??الس :لق LLد ح LLدد ك LLل من المرس LLوم التش LLريعي رقم 92/03و المرس LLوم
التشريعي رقم 05 / 93المعدل له ،تشكيل المجالس القضLLائية الخاصLLة ،حيث يتشLكل كLل مجلس
قضائي خاص من جهة حكم و جهة تحقيق:
أ .جه??ة الحكم :حيث يتكLL Lون كLL Lل مجلس قضLL Lائي من غرفLL Lتين للحكم على األقLL Lل تؤسLL Lس هLL Lذه
الغرف بقرار من وزير العدل ،تضم كل واحدة منهLا طبقLا للمLادة 12من المرسLوم التشLريعي رقم
, 92/03خمس قضاة منهم الLرئيس و أربLع مسLاعدين يتم تنصLيبهم من طLرف وزيLر العLدل .كمLا
ك LLانت تض LLم ك LLل غرف LLة – على س LLبيل االس LLتخالف -رئيس آخ LLر و من 4إلى 10مس LLاعدين ،و
هذا األمر ال نجده في نفس المادة المعدلة بموجب المرسوم التشريعي رقم ، 05/ 93إذ لم تنص
على القضاة المعينين على سبيل االستخالف .
ب .جهة التحقيق :تنشLLأ لLLدى المجلس القضLLائي الخLLاص يعين قضLLاتها من بين قضLLاة الحكم ،
إلى جانب وجLود غرفLة مراقبLة التحقيLق ،إذ تضLم هLذه األخLيرة رئيس و مسLاعدين اثLنين ،حيث
ينصLLLب المسLLLاعدين بLLLأمر من رئيس المجلس القضLLLائي الخ LLاص .باإلض LLافة إلى إحتLLLواء المجلس
على مصلحة لكتابة الضبط يتم تعيين كتاب الضبط فيها بموجب قرار صادر عن وزير العدل.
يوضع المجلس القضائي الخاص تحت رئاسة قاض يساعده نLLائب رئيس ،إذ يتم تعيينهمLLا و تعLLيين
رئيس غرف LLة المراقب LLة و مس LLاعداه و ك LLذا الن LLائب الع LLام و رؤس LLاء الغ LLرف و مس LLاعدوهم بم LLوجب
مرسLLوم رئاسLLي ال ينشLLر بنLLاء على إقLLتراح من وزيLLر العLLدل ،أمLLا بقيLLة القضLLاة فيعينLLون بمLLوجب
د أحمد أبو الروس ,اإلرهاب و التطرف و العنف في الدول العربية ,مرجع سابق ,ص / 299أنظر أيضا :د محمد 1
صالح العادلي ,موسوعة القانون الجنائي لإلرهاب الجزء األول ,ص . 260
67
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
قرار غLير منشLور يتخLذه وزيرالعLدل .وفي حالLة إفشLاء هويLة هLؤالء القضLاة فإنLه يتم معاقبLة من
قام باإلفشاء بالحبس من سنتين الى خمس سنوات.1
.3اإلجرائات المتبعة أمام المجالس القضائية الخاصة :تنص المLLادة 18من المرسLLوم
التش LLريعي رقم 92/03على أن اإلجرائ LLات المعم LLول به LLا أم LLام المج LLالس القض LLائية الخاص LLة هي
نفس األحك LLام المنص LLوص عليه LLا في ق LLانون اإلجرائ LLات الجزائي LLة ،2غ LLير أن المش LLرع في ك LLل من
المرسومين التشريعيين رقم 92/03و - 93/05قد خص هذه الجهة القضائية باستثناءات تتمثل
في مايلي :
أ .بالنسبة للحق في الدفاع :فLLإن توكيLLل محLLامي يخضLLع للموافقLLة القطعيLLة من المتهم ،مLLا عLLدا
في حالة تعيينه تلقائيا ،و في جميع الحاالت فإن التوكيLLل يخضLLع إلعتمLLاد رئيس المجلس القضLLائي
الخاص .و في حالة غيLاب المحLامي أو تخليLه عن المتهم ألي سLبب من األسLباب أو بسLبب إلغLاء
توكيلLه أو طLرده من الجلسLة -حLال انعقLاد الجلسLة -فLإن رئيس الجلسLة يعين لLه محاميLا آخLر .و
طبقLL Lا للمLL Lادة 24مكLL Lرر المضLL Lافة بالمرسLL Lوم التشLL Lريعي رقم 93/05ال يجLL Lوز للمحLL Lامي المعين
تلقائيLLا أو في إطLLار المسLLاعدة القض LLائية أن ينسLLحب و إال تعLLرض للعقوبLLات التأديبيLLة ،ماعLLدا في
حاالت القوة القLاهرة .و في حالLة إخالل أحLد المLدافعين باإللتزامLات المهنيLة أثنLاء الجلسLة ،يمكن
للجهLLة القضLLائية الLLتي بيLLدها القضLLية أن تردعLLه بنLLاء على إلتمLLاس النيابLLة العامLLة فتطبLLق عليLLه أحLLد
العقوب LL L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L L Lات األتي ??????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????ة:
الطرد المؤقت أو النهائي من الجلسة المنعقدة.
فيما يتعلق بآجال الفصل في القضايا :فلقد نصت المادة 29من المرسوم التشLLريعي رقم ،92/03
على وجLLوب صLLدور حكم المجلس القضLLائي الخLLاص في القضLLايا المحالLLة إليLLه ،خالل الشLLهر الLLذي
يلي ق LLرار اإلحال LLة من غرف LLة مراقب LLة التحقي LLق .و ه LLو األم LLر ال LLذي ال نج LLده مح LLددا في الج LLرائم
أنظر :المواد من 11إلى 17من المرسوم التشريعي رقم 92/03المعدل بالمرسوم التشريعي رقم . 93/05 1
تنص المادة 18من المرسوم التشريعي 92/03على مايلي ":تطبق قواعد اإلجرائات الجزائية المتعلقة بالتحقيق 12
اإلبتدائي و ممارسة الدعوى العمومية و التحقيق و النطق بالحكم ,على الجنايات و الجنح التي تعود إلى إختصاص
المجلس القضائي الخاص ,مع مراعاة األحكام األتية أدناه" .
68
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
العادية ،مما يجعل القاضLي ملزمLا بالفصLل في القضLايا خالل المهلLة المحLددة فال يعتمLد بLذلك على
التأجيل .
و فيم LLا يخص س LLير الجلس LLات :ف LLإن جلس LLات المجلس القض LLائي الخ LLاص علني LLة ،إال أن LLه يمكن أن
يقLLرر تلقائيLLا أو بطلب من النيابLLة العامLLة إجLLراء كLLل المرافعLLات أو جLLزء منهLLا في جلسLLة مغلقLLة،
لكن النطق بالقرارات يكون دائما في جلسة علنية .
و يكLLون لLLرئيس المجلس القضLLائي الخLLاص السLLلطات المنصLLوص عليهLLا في المLLادة 286من ق إ
ج ،ه LLذا يع LLني أن ل LLه اتخ LLاذ أي إج LLراء ي LLراه مناس LLبا إلظه LLار الحقيق LLة .و طبق LLا للم LLادة 31من
المرسLLوم التشLLريعي رقم 93/05المعLLدل و المتمم للمرسLLوم الشLLريعي رقم , 92/03فإنLLه يمكن
لرئيس الجلسة في حالة الشغب أن يأمر بطرد أحد األطراف أو أي شخص آخر مؤقتا أو نهائيا
بإستعمال جميع الطرق القانونية.
غLLير أن المLLادة 33من المرسLLوم التشLLريعي رقم , 92/03فقLLد إسLLتبعدت تطLLبيق المLLادتين 307و
309من ق إ ج في مج LL L L Lال الج LL L L Lرائم اإلرهابي LL L L Lة و التخريبي LL L L Lة؛ حيث تخص األولى االقتن LL L L Lاع
الشخص LLي لقاض LLي محكم LLة الجناي LLات .أم LLا الم LLادة الثاني LLة فتتن LLاول إجرائ LLات المداول LLة و المتعلق LLة
بالتص LL Lويت في أو راق س LL Lرية بواس LL Lطة اق LL Lتراع على ح LL Lدى عن ك LL Lل س LL Lؤال موض LL Lوع ،وعن
الظروف المخففة ،و عن األحكام التي
تص LLدر باألغلبي LLة ،....و علي LLه ف LLإن ه LLذه الم LLادة عن LLد اس LLتبعادها للم LLادة 309من ق إ ج لم ت LLأت
بطريقة بديلLة يعتمLدها القضLاء لجمLع األصLوات قصLد توقيLع اإلدانLة أو منح الLبراءة على أساسLها.
و لكن المشLLرع قLLد تراجLLع عن موقفLLه هLLذا بمLLوجب المرسLLوم التشLLريعي رقم 93/05ونص على
تطLLبيق المLLادة 309من ق إ ج باسLLتثناء األحكLLام المتعلقLLة بالتصLLويت الLLذي يتم برفLLع اليLLد ،ويقLLوم
رئيس الجلسة بتوقيع ورقة األسئلة .
و فيمLL L Lا يتعلLL L Lق في الطعن باألحكLL L Lام :فإنLL L Lه عنLL L Lدما يصLL L Lدر المجلس قLL L Lرارا غيابيLL L Lا يكLL L Lون قLL L Lابال
للمعارضLLة ،و الLLتي تخضLLع ألحكLLام المLLواد من 409إلى 415من ق إ ج .كمLLا تكLLون قLLرارات
المجلس قابلLة للطعن بLالنقض ،وهنLا و بمLوجب المرسLوم التشLريعي 93/05فإنLه يجLوز للمحكمLة
العليLLا منح طLLالب الطعن مهلLLة ال تتجLLاوز ثمانيLLة أيLLام -من تLLاريخ التص LLريح بLLالطعن -لتوكيLLل
محام عنه أو لطلب المساعدة القضائية ،حيث يكون المحامي معتمد لLLدى هLLذه األخLLيرة ،و بالتLLالي
69
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
يجب أن يودع المحامي المذكرة في أجل عشرين يومLLا ابتLLداء من تLLاريخ تبليLLغ القLرار و إال وقعت
تحت طائلة الرفض .
إسLLتجابة لالنتقLLادات العديLLدة الموجهLLة داخLLل و خLLارج البالد إلى سLLير المجLLالس القضLLائية الخاصLLة
بقمع جرائم اإلرهاب ،و بإعتبار أن الجهات القضائية االستثنائية تنشأ لفLLترة معينLLة من الLLزمن ،و
هك LLذا فق LLد ألغيت المج LLالس القض LLائية الخاص LLة و حلت محله LLا جه LLات قض LLائية عادي LLة ،1فلق LLد ق LLرر
المشLLرع التخفيLLف ال التشLLديد على المتهمين في جLLرائم إرهابيLLة عنLLدما أسLLند إلى المحLLاكم العاديLLة
االختصLL Lاص بنظLL Lر هLL Lذه الج L Lرائم .و ذلLL Lك عن طريLL Lق إلغLL Lاء المرسLL Lوم التشLL Lريعي رقم 92/03
باألمرين التشريعيين رقم 95/11المؤرخين في 25فيفري ، 1995حيث أدمج المرسLوم األول
اإلجرائات الخاصة بمكافحة اإل رهاب في قانون اإلجرائات الجزائية .
أمLLا المرسLLوم الثLLاني فقLLد أدمج الجLLرائم اإلرهابيLLة في قLLانون العقوبLLات ،و عليLLه أوكLLل لمحLLاكم
الجنايات اإلختصاص بنظر الجرائم اإلرهابية و في مرحلLة ثانيLة و بمLوجب المرسLوم التنفيLذي
رقم 06/348المؤرخ في 5أكتوبر 2006تم تمديد االختصاص المحلي لبعض المحLLاكم و الLLتي
أطلLLق عليهLLا اسLLم األقطLLاب الجزائيLLة المتخصصLLة ،2أين أسLLند إليهLLا النظLLر في الجLLرائم الخطLLيرة
والمعق LL Lدة ،ومن ه LL Lذه الج LL Lرائم الجريم LL Lة اإلرهابي LL Lة دون أن ي LL Lنزع االختص LL Lاص عن محكم LL Lة
الجنايات .
بع LLد إدم LLاج القواع LLد اإلجرائي LLة الخاص LLة بمكافح LLة اإل ره LLاب في ق LLانون اإلجرائ LLات الج زائي LLة ،
أصLLبح من إختصLLاص محكمLLة الجنايLLات النظLLر في الجLLرائم اإلرهابيLLة ،إذ تنص المLLادة 248من
ق .إ .ج المعدلLL Lة بمLL Lوجب األمLL Lر رقم 95/10المLL Lؤرخ في 25فيفLL Lيري 1995على مLL Lايلي" :
تعتLLبر محكمLLة الجنايLLات الجهLLة القضLLائية المختصLLة بالفصLLل في األفعLLال الموصLLوفة جنايLLات و كLLذا
جياللي بغدادي ،التحقيق القضائي دراسة مقارنة نظرية و تطبيقية ،الطبعة األولى ،ديوان الوطني لألشغال التربوية ، 11
70
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
الجنح و المخالفLLات المرتبطLLة بهLLا والجLLرائم الموصLLوفة بأفعLLال إرهابيLLة أو تخريبيLLة المحالLLة إليهLLا
بقرار نهائي من غرفة اإلتهام ".و قد انتهج المشرع الجزائري نهج المشرع الفرنسLLي حين أوكLLل
إلى المح LL Lاكم العادي LL Lة االختص LL Lاص بنظ LL Lر الج LL Lرائم اإلرهابي LL Lة ،ممايؤك LL Lد رغبت LL Lه في ع LL Lدم عق LL Lد
اإلختصاص بنظر هذه الجرائم لقضاء إستثنائي.
.1اإلختصاص القضائي لمحكم?ة الجناي?ات :يقLLوم إختصLLاص محكمLLة الجنايLLات على ثالث
أ .اإلختص??اص المحلي :لمحكم LLة الجناي LLات مرتب LLط بإختص LLاص غرف LLة اإلته LLام ال LLتي تنتمي إلى
نفس الجهLLة القضLLائية ؛ أي إلى نفس المجلس القضLLائي إذ ال تكLLون محكمLLة الجنايLLات مختصLLة إال
بLLالنظر في الجنايLLات المحالLLة إليهLLا بمLLوجب قLLرار اإلحالLLة الصLLادر عن غرفLLة اإلتهLLام طبقLLا للمLLادة
248من ق إ جزائي LL Lة ،و بالت LL Lالي ف LL Lإن اإلختص LL Lاص اإلقليمي له LL Lا ال يتج LL Lاوز دائ LL Lرة إختص LL Lاص
المجلس القضLL Lائي حيث تنص المLL Lادة 252من ق إ جزائيLL Lة على أنLL Lه " :تعق LLد محكمLL Lة الجنايLL Lات
جلسLL Lتها بمقLL Lر المجلس القضLL Lائي" ،غLL Lير أنLL Lه يجLL Lوز لهLL Lا أن تنعقLL Lد في أي مكLL Lان آخLL Lر من دائLL Lرة
اإلختصاص و ذلك بقرار من وزير العدل .
ب .اإلختصاص ??ها الن ??وعي :فإنه LL Lا تعت LL Lبر الجه LL Lة القض LL Lائية المختص LL Lة بالفص LL Lل في األفع LL Lال
الموصوفة جنايات و كذا الجنح و المخالفات المرتبطLة بهLا ،كمLا أسLند إليهLا اإلختصLLاص بالفصLLل
في الجرائم اإلرهابية أو التخريبية المحالة إليها بقرار نهائي من غرفLLة االتهLLام .وتختص أيضLLا
بالفص LL Lل في ال LL Lدعوى المدني LL Lة التبعي LL Lة م LL Lتى وج LL Lد م LL Lدع م LL Lدني .1كم LL Lا تختص بالفص LL Lل في طلب
التعويض الذي يقدمه المتهم المحكوم ببرائته ضد المدعي المدني .
ج .االختص??اص الشخص??ي :فطبق LLا للم LLادة 249من ق إ ج تختص محكم LLة الجناي LLات بالفص LLل
في الجنايات الLتي يرتكبهLا البLالغون سLن الرشLد و هLو 18سLنة كاملLة يLوم إرتكLاب الجريمLة طبقLا
للمادتين 442و 443من ق إ ج .
-11طبقا للمادة 3من ق إ ج ،و التي نصت على جواز مباشرة الدعوى المدنية مع الدعوى العمومية في وقت واحد أمام
الجهة القضائية نفسها .
71
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
وبمناسبة تعديل المادة 249من ق إ ج باألمر رقم 10/ 95فإنه تم إضافة فقرة ثانية لهذه المLLادة
،1إذ أسLLند بموجبهLLا لمحكمLLة الجنايLLات االختصLLاص بنظLLر الجLLرائم اإلرهابيLLة المرتكبLLة من القصLLر
البالغين من العمر 16سنة كاملة و المحالين إليها بقرار نهائي من غرفLLة االتهLLام ،و هLLو مLLا كLLان
مطبقا في ظLل المجLالس القضLLائية الخاصLLة ،و يتضLLح ممLا سLبق أن المشLرع قLLد اسLتثنى هLذه الفئLة
من القصر من إخضاعها للجهة القضائية المختصة و هو قسLLم األحLLداث بمقLLر المجلس القضLLائي،
و التي تتبع إجرائات خاصة.2
إن المشرع قد نزل بسن المسؤولية الجزائية إلى 16سLنة كاملLة في الجLرائم اإلرهابيLة و يعLد هLذا
اإلسLLتثناء الخLLروج عن القواعLLد العامLLة و لLLه مLLا يLLبرره ،فالمشLLرع آثLLر أن يحLLرم الحLLدث المLLرتكب
لهذه الجرائم من المحاكمة أمام محاكم األحداث نظرا لخطLورة هLذه الجLرائم ،و خطLورة إسLتغالل
القص LLر من قب LLل الجماعLLات اإلرهابي LLة خصوص LLا و أن الواق LLع العملي يؤك LLد ذل LLك؛ ألن اإلره LLابيون
إسLLتطاعوا تجنيLLد و تLLدريب األحLLداث من أجLLل إسLLتخدامهم كLLأدوات لهم بعLLد القيLLام بعمليLLات غسLLيل
لمخهم ،و تزويLدهم باألفكLار المسLمومة و تهLيئهم لتنفيLذ كLل مLا يطلب منهم .ويتLبين أن المشLرع
الج زائري قد إتبع نفس المنهج الذي اتبعه المشرع المصري.
فالمشرع إنحاز إلى جانب فاعلية اإلجرائات على حساب الضمانات الواجب كفالتها للحدث ؛ إذ
أن هذه السياسة الجنائية تعتبر الحدث الذي يرتكب جريمة إرهابية أو يشارك في إرتكابها شخصا
خط LLرا ،يجب معاملت LLه إجرائي LLا أم LLام ذات المحكم LLة المختص LLة بمحاكم LLة الب LLالغين تفادي LLا لتبعيض
الدعوى و توزيLع اإلختصLاص بنظرهLا .أمLا بالنسLبة للضLمانات المكفولLة للحLدث فLإن هLذه السياسLة
قLLد قلصLLت منهLLا ،حيث جردتLLه من الجLLو النفسLLي المحيLLط بمحLLاكم األحLLداث الLLذي يحتضLLن إجتماعيLLا
الحLLدث الجLLانح بغيLLة إصLLالحه ،فإنLLدفعت هLLذه السياسLLة إلى التشLLديد مLLع مرتكLLبي الجLLرائم اإلرهابيLLة
بغض النظر عن سنهم ،وعقدت اإلختصاص بمحاكمتهم لمحكمة واحدة.3
.2تش??كيل المحكم??ة :تتشLLكل محكمLLة الجنايLLات طبقLLا للمLLادة 258من قLLانون إجرائLLات جزائيLLة
من قاضيين يكونان برتبة مستشار بالمجلس على األقLل يعينLون بLأمر من رئيس المجلس القضLائي
،ومن قLLاض يكLLون برتبLLة رئيس غرفLLة بLLالمجلس القضLLائي على األقLLل رئيسLLا .و بمLLوجب األمLLر
د محمود صالح العادلي ،موسوعة القانون الجنائي لإلرهاب الجزء الثاني ،المرجع السابق ،ص 154و . 155 3
72
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
رقم 95/10تم إضLLافة فقLLرة ثانيLLة لهLLذه المLLادة نصLLت على وجLLوب تعLLيين قاضLLيا إضLLافيا أو أكLLثر
لحضLLور المرافعLLات و إسLLتكمال تشLLكيلة هيئLLة المحكمLLة في حالLLة غيLLاب واحLLد أو أكLLثر من أعضLLاء
المحكمة األصليين.
باإلضLLافة إلى وجLLود محلفين اثLLنين ،و مLLا يالحLLظ أن المLLادة 258من ق إ ج المعدلLLة والمتممLLة قLLد
خفضت من عLدد المحلفين في تشLكيلة المحكمLة بعLدما كLانوا أربLع محلفين أصLبحوا اثLنين فقLط ،إذ
تنص الفقرة الثانية من هذه المادة على أنه ":تتشكل محكمة الجنايات من قاض يكون برتبLLة رئيس
غرفLLة بLLالمجلس القضLLائي على األقLLل رئيسLLا ،ومن قاضLLيين ( )2يكونLLان برتبLLة مستشLLار بLLالمجلس
على األقل ومن محلفين اثنين".
و على خالف المشرع الجزائLري فLLإن المشLرع الفرنسLي قLLد خLرج عن القواعLد العامLة عنLدما قLرر
أن تشLLكيل محكمLLة الجنايLLات يكLLون من قضLLاة متخصصLLين و إسLLتبعد المحلفين من تشLLكيل المحكمLLة
حينما تنظر في الجرائم اإلرهابية ؛ إلعتبLارات تتعلLق بحمايLة سLرية المعلومLات الخاصLة بLاألمن
القLLومي ،حيث أن تشLLكيل المحكمLLة قLLد يLLؤدي إلى إفضLLاء هLLذه المعلومLLات ،كمLLا أن إمكانيLLة التLLأثير
على األفLLراد العLLاديين أكLLبر من إمكانيLLة التLLأثير على القضLLاة المتخصصLLين .و مLLا تجLLدر اإلشLLارة
إليه أن ذلك يقتصر على المتهمين البالغين دون األحداث ،و الذين يحاكمون أمام محكمة جنايLLات
األحداث التي تتضمن محلفين.1
.3إجرائات المحاكمة :تقتصLLر اإلجLLراءات على اإلجLLراءات الLLتي جLLاء بهLLا األمLر رقم 95/10
المLL Lؤرخ في 25فيفLL Lري 1995المعLL Lدل لقLL Lانون اإلجرائLL Lات الجزائيLL Lة ،و الLL Lذي ألغى المرسLL Lوم
التشريعي رقم 92/03المتعلق بمكافحة اإلرهاب و التخريب ،وتتمثل هذه اإلجرائات فيما يلي:
تعق LLد محكم LLة الجناي LLات جلس LLاتها طبق LLا للم LLادة 253من ق إ ج ك LLل ثالث LLة أش LLهر ،ب LLأمر من رئيس
المجلس القضLLائي ،و يمكن عنLLد الضLLرورة تقريLLر إنعقLLاد دورة إضLLافية بقLLرار من الLLرئيس و بعLLد
إق LLتراح من الن LLائب الع LLام .أن LLه يتم إحال LLة القض LLايا المحال LLة من قب LLل غرف LLة المراقب LLة إلى المجلس
القضائي الخاص ،و التي لم يتم تحديد جلستها قبل صLLدور هLذا األمLر إلى محكمLة الجنايLات .كمLا
السبب يعود إلى تغيب العديد من المحلفين عن المحاكمة بسبب التهديدات والضغوطات التي تعرضوا لها ألنهم يقومون 11
73
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
تحال إليها القضايا المؤجلة أو التي تكLون محLل تحقيLق تكميلي أو تمت فيهLا معارضLة أو الLتي تم
الطعن فيها بالنقض.
فيما يتعلق بالجلسة فقد أدخلت المادة 286من ق إ ج تعديال يخص سLLير الجلسLLة ،و إعتLLبرت أن
ضLLبط الجلسLLة و إدارة المرافعLLات مرتبطLLان بLLالرئيس و لLLه كامLLل الصLLالحيات في إتخLLاذ مLLا يLLراه
مناسبا لفرض االحترام الواجب داخل القاعة ،و قد وفق هذا النص إلى حد بعيد خصوصLLا و أنLLه
يمكن أن ينجر أثناء النظر في الجرائم اإلرهابية إخالل بواجب االحترام المفروض قانونا.
غLLير أن المLLادة 299من ق إ ج المعدلLLة أوردت حكم خLLاص على الشLLاهد المتخلLLف عن الحضLLور
بدون عذر مقبول بأن أجازت لمحكمة الجنايات بنLLاء على طلب النيابLLة العامLLة أو من تلقLاء نفسLLها،
أن تأمر بإحضاره بواسطة القوة العمومية إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك.
كما يمكنها تأجيل القضية لتاريخ الحق ،وهنا يتعين عليها أن تحكم عليه بغرامة من 5000دج
الى 10000دج أو بLLLالحبس من 10أيLLLام إلى شLLLهرين ،ونفس الحكم ينطب LLق على الشLLLاهد الLLLذي
يرفض أداء اليمين أو الشهادة ،و يمكن للشاهد أن يقدم معارضة بشأن هذا الحكم خالل ثالثLة أيLام
من تبليغLL Lه بLL Lه شخصLL Lيا ،وتفصLL Lل فيLL Lه المحكمLL Lة في نفس جلسLL Lة المرافعLL Lة أو في تLL Lاريخ الحLL Lق.
والمشرع عند تصعيده لهذه اإلجرائات ضد الشاهد تبرره خطورة الجLرائم اإلرهابيLة من جهLة ،
ومن جهة ثانية ألن أغلبية هذه الجLLرائم تنقصLLها الLLدالئل الماديLLة و شLLهادة الشLLهود هي عنصLLر في
تك LL L Lوين قناع LL L Lة المحكم LL L Lة ،1و علي LL L Lه فمن واجب ك LL L Lل م LL L Lواطن التع LL L Lاون م LL L Lع جه LL L Lاز العدال LL L Lة
إلظهارالحقيقة .
جاء في التوصيات المنبثقة عن أشLLغال اليLLومين الدارسLLين حLLول قرينLLة الLLبراءة و الحبس المLLؤقت
وبدائله ،2على أنه يتم إحداث جهات تحقيق متخصصة للتكفل ببعض القضايا ذات الطLLابع الخLLاص
(اإلجرام المنظم) ،على أن يتم إنشاء هذه الجهات القضLLائية للتحقيLLق على مسLLتوى بعض المجLLالس
القضائية ( الوسط ،الغرب ،الشرق و الجنوب ).
- 11أنظر :مسلم خديجة ،الجريمة اإلرهابية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستر في القانون عن كلية الحقوق بن عكنون –
الجزائر ،السنة الجامعية ،1997-1996ص .116
وزارة العدل قامت بتنظيم هذين اليومين بمقر المحكمة العليا بتاريخ 10و 11ديسمبر . 2002 2
74
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
و ق LLد تم تت LLويج ه LLذه التوصLLLيات بإصLLLدار الق LLانون رقم 14/04الم LLؤرخ في 10نوفم LLبر 2004
المع LLدل لق LLانون إ ج ،حيث تم توس LLيع اإلختص LLاص المحلي لبعض المح LLاكم إلى اختص LLاص مح LLاكم
مجLL Lالس قضLL Lائية أخLL Lرى في نLL Lوع معين من الجLL Lرائم الLL Lتي تتسLL Lم بLL Lالخطورة و التعقيLL Lد و الطبيعLL Lة
الخاصة ،1و بLذلك تم إحLداث جهLات تحقيLق و نيابLة وحكم متخصصLLة في هLذه الجLرائم و تنLدرج
الجرائم اإلرهابية ضمن هذه الجرائم .
يتمثLL L L Lل االختصLL L L Lاص القضLL L L Lائي لألقطLL L L Lاب القضLL L L Lائية المتخصصLL L L Lة في االختصLL L L Lاص المحلي و
اإلختصاص النوعي.
أ .اإلختص? ??اص المحلي :تحدي LL L Lد ص LL L Lالحية المحكم LL L Lة لنظ LL L Lر ال LL L Lدعوى و ممارس LL L Lة األعم LL L Lال
2
اإلجرائية ،بسبب وجود صلة بين مكان المحكمة و مكان ذو صلة بالجريمLLة أو المتهم بإرتكابهLLا
،إذ تنص الفقرة األولى من المادة 329من ق إ ج على أنLLه ":تختص محليLLا بLLالنظر في الجنحLLة
محكمة
مح LLل الجريم LLة أو مح LLل إقام LLة أح LLد المتهمين أو ش LLركائهم أو مح LLل القبض عليهم و ل LLو ك LLان ه LLذا
القبض قLLد وقLLع لسLLبب آخLLر " ،وبالتLLالي فLLإن القاعLLدة العامLLة تقتضLLي أن يتحLLدد اإلختصLLاص المحلي
للمحكمة بالمكان الذي وقعت فيه الجريمLLة أو بمحLLل إقامLLة المتهم أو في مكLLان القبض عليLLه .غLير
أن المشرع قد خرج عن هذه القاعدة في الجرائم اإلرهابيLLة حيث قLLام بتمديLLد اإلختصLLاص المحلي
لبعض المحLLاكم ،و الLLتي تنظLLر في هLLذا النLLوع من الجLLرائم و ذلLLك بمLLوجب المرسLLوم التنفيLLذي رقم
06/348الم LLؤرخ في 5أكت LLوبر 2006المتض LLمن تمدي LLد االختص LLاص المحلي لبعض المح LLاكم و
وكالء الجمهورية و قضاة التحقيق .
و إن كان المشرع الجزائري قد أخذ عن المشرع الفرنسي فيمLا يتعلLق باألقطLاب يتLبين ممLا سLبق
أن LL Lه ق LL Lد منح له LL Lذه المح LL Lاكم إختصاص LL Lا جهوي LL Lا ،في حين أن المش LL Lرع الفرنس LL Lي يأخ LL Lذ بمركزي LL Lة
اإلجرائات ( جعل اإلختصاص بالمتابعة و التحقيLق و المحاكمLة من اختصLاص محكمLة بLاريس)،3
و الLLتي وجهت لهLLا عLLدة إنتقLLادات إسLLتنادا إلى أن القضLLاء المركLLزي يكLLون بعيLLدا عن المكLLان الLLذي
2
voir : colombe camus ,la guerre contre le terrorisme, op.cit , p 133 .
.voir : jose L de la cuesta , traitement juridique de terrorisme en Espagne ,op .cit , p 60 3
75
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
وقعت فيLLه الجريمLLة و بLLذلك اليسLLتطيع أن ي Lراقب صLLحة اإلجرائLLات الLLتي اتخLLذت .كمLLا أن هLLذه
المركزية تتعارض مع حLق المLواطن في أن ينظLر دعLواه القاضLLي الطLبيعي ،1و نفس الشLيء يقLال
عن هذه األقطاب المتخصصة.
ب .االختصاص النوعي :فهذا اإلختصاص يشمل جميع مراحل الدعوى العمومية من متابعLLة
وتحقيLL Lق و محاكمLL Lة في إحLL Lدى الجLL Lرائم الLL Lواردة على سLL Lبيل الحصLL Lر طبقLL Lا للمLL Lواد 37و 40و
329من ق إ ج ،و المتمثلة في:
جLL Lرائم المخLL Lدرات و الجريمLL Lة المنظمLL Lة العLL Lابرة للحLL Lدود الوطنيLL Lة و الجLL Lرائم الماسLL Lة بأنظمLL Lة
المعالجLL Lة اآلليLL Lة للمعطيLL Lات و جLL Lرائم تبLL Lييض األمLL Lوال و الجLL Lرائم المتعلقLL Lة بالتشLL Lريع الخLL Lاص
بالصرف و جرائم اإلرهاب.
.2تش? ??كيل األقط? ??اب الجزائي? ??ة المتخصص? ??ة :إن القLL L Lانون رقم 04/14المعLL L Lدل لقLL L Lانون
اإلجرائLLات الجزائيLLة قLLام بتوسLLيع اإلختصLLاص المحلي لمحكمLLة الجنح طبقLLا للمLLادة 329الفقLLرة
األخيرة ،و عليه فLإن تشLكيل المحكمLة يكLون طبقLا للمLواد 340و 341من ق إ ج ،فتتكLون من
قاض فرد ،و يقوم بوظيفLة النيابLة العامLة وكيLل الجمهوريLة أو أحLد مسLاعديه باإلضLLافة إلى كLاتب
الجلسة ،على أن تصدر أحكام المحكمة من القاضي الذي يترأس جميع الجلسات.
كم LLا تتك LLون األقط LLاب القض LLائية من غرف LLة أو أك LLثر للتحقي LLق .و يجب أن يك LLون القض LLاة الع LLاملين
باألقطاب القضائية متخصصين ،لما تتميز به الجرائم التي تنظر فيها هذه األقطLLاب من خطLLورة
وتعقيد.
.3كيفية سير المحاكم ذات اإلختص?اص اإلقليمي الموس?ع :إسLLتوجبت المLLادة 40مكLLرر
على ضابط الشرطة القضLائية إخبLار وكيLل الجمهوريLة -لLدى المحكمLة الكLائن بهLا مكLان إرتكLاب
الجريم LL Lة بأص LL Lل و نس LL Lختين من إجرائ LL Lات التحقي LL Lق ح LL Lول الج LL Lرائم اإلرهابي LL Lة ،و على وكي LL Lل
الجمهورية المذكور إرسال النسخة الثانية فورا إلى النائب العام لدى المجلس القضائي التابعLة لLه
المحكمة المختصة.
طبقا لما نصت عليه المادة 15من الفانون العضوي رقم 05/11المتضمن التنظيم القضائي . 3 1
76
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
فإذا إعتLبر النLائب العLام أن الجريمLة تLدخل ضLمن إختصLاص المحكمLة ذات اإلختصLاص اإلقليمي
الموس LLع يط LLالب باإلجرائ LLات ف LLورا ،و في ه LLذه الحال LLة يتلقى ض LLباط الش LLرطة القض LLائية الع LLاملون
بدائرة إختصاص هذه المحكمة التعليمات مباشرة من وكيل الجمهورية لدى هذه الجهة القضائية.
ما يالحظ من هذه المادة أن المشLرع قLد إعتمLد طريقLة اإلخطLار عن الجريمLة ،1و هLذا يLؤدي إلى
تجنب ح LLاالت تن LLازع اإلختص LLاص فالن LLائب الع LLام إذا رأى أن الجريم LLة ت LLدخل ض LLمن إختص LLاص
المحكمة الموسLع يطLالب بملLف اإلجرائLات ،و عليLه إذا كLان الملLف ال يLزال يتواجLد على مسLتوى
النيابة فيكون التخلي بمجرد مراسلة إدارية من نيابة إلى نيابة .
أما في حالة فتح تحقيLق قضLLائي بالمحكمLة األصLLلية ،فLLإن قاضLLي التحقيLق يصLLدر أمLر بLالتخلي عن
اإلجرائ LLات لفائ LLدة قاض LLي التحقي LLق ل LLدى المحكم LLة ذات اإلختص LLاص الموس LLع ،بع LLد طلب النياب LLة
العام LLة المحلي LLة بن LLاء على طلب الن LLائب الع LLام المختص ،و في ه LLذه الحال LLة يتلقى ض LLباط الش LLرطة
القض LLائية الع LLاملون ب LLدائرة إختص LLاص ه LLذه المحكم LLة التعليم LLات مباش LLرة من قاض LLي التحقي LLق به LLذه
الجهة القضائية .
و م LLا يمكنن LLا قول LLه ه LLو أن المش LLرع و إن ك LLان ق LLد منح له LLذه األقط LLاب االختص LLاص بنظ LLر الج LLرائم
الخطLLيرة ،و منهLLا الجLLرائم اإلرهابيLLة ،فLLإن هLLذا اإلختصLLاص ال يخلLLو من إمكانيLLة حLLدوث تنLLازع
بين جهتين قضائيتين تتميزان باإلختصاص اإلقليمي الموسLع ،إذا كLان االختصLLاص ينعقLد إليهمLا
في آن واحد و تمسكت كل واحدة منهما به.
كما إكتفى المشLرع بتوسLيع اإلختصLاص لوكيLل الجمهوريLة و قاضLي التحقيLق و جهLة الحكم على
مسLL Lتوى المحكمLL Lة يبقى ناقصLL Lا ،إذ ينبغي أن يشLL Lمل كLL Lذلك محكمLL Lة الجنايLL Lات طالمLL Lا أن الجLL Lرائم
اإلرهابية يعاقب عليها بعقوبات جنائية التي تنظLر بشLأنها محكمLة الجنايLات طبقLا للمLادة 248من
ق .إ .ج ،مما قد يشكل بعض الصعوبات الشكلية عنLد إحالLة الملفLات الجنائيLة عليهLا ،و هLو مLا
يفهم أن المشرع الجزائري منح اإلختصLLاص بنظLر الجLرائم اإلرهابيLة الLتي تكيLف على أنهLا جنح
إلى محكمة الجنح.
نالحظ أن المشرع إعتمد طريقة اإلخطار التفضيلية التي حددت المحكمة المختصة للنظر في مجموعة الجرائم الواردة 11
على سبيل الحصر و خولت النائب العام لدى المجلس القضائي التابعة له المحكمة المختصة للمطالبة بملفات إجرائاتها في
الوقت المناسب .
77
األحكام اإلجرائية الخاصة بمتابعة الحرائم اإلرهابية الفصل الثاني
بإعتبار أن إختصاص محكمة الجنايات مازال قائما ،و هنا قد إتبع سياسة المشرع الفرنسLLي حين
منح اإلختصاص بنظر الجرائم اإلرهابيLة الLتي تكيLف على أنهLا جنح لمحكمLة الجنح ،في حين أن
الجنايLLا تتختص بنظرهLLا محكمLLة جنايLLات خاصLLة .كمLLا يجب أن يشLLمل توسLLيع االختصLLاص غرفLLة
االتهLL Lام و كLL Lذا الغرفLL Lة الجزائيLL Lة على مسLL Lتوى اإلسLL Lتئناف و الLL Lتي تنظLL Lر في األوامLL Lر و األحكLL Lام
الصLLادرة عن قضLLاة التحقيLLق وقضLLاة الحكم التLLابعين للمحكمLLة ذات اإلختصLLاص اإلقليمي الموسLLع.
مما يستنتج أن المشLرع يريLد أن يسLند لهLذه األقطLاب اإلختصLLاص بنظLر الجLرائم اإلرهابيLة الLتي
تكيLL L Lف على أنهLL L Lا جنح ،بإعتبLL L Lار أن محLL L Lاكم الجنايLL L Lات مLL L Lازالت تختص بالفصLL L Lل في الجLL L Lرائم
اإلرهابية التي تكيف على أنها جنايات.
و في األخLL Lير إن هLL Lذه األقطLL Lاب مLL Lا هي إال جهLL Lات قضLL Lائية متخصصLL Lة داخLL Lل النظLL Lام القضLL Lائي
الع LL L Lادي .1و هي تطب LL L Lق اإلجرائ LL L Lات القانوني LL L Lة المنص LL L Lوص عليه LL L Lا في ق .إ .ج وغيره LL L Lا من
النصLLوص القانونيLLة و التنظيميLLة ،ممLLا يجعلنLLا نعتقLLد أن هLLذه األقطLLاب القضLLائية سLLتتميز شLLيئا فشLLيئا
بإجرائاتها الخاصة مثل المحاكم اإلدارية.
78
الخاتمة:
إن ظLLاهرة اإلرهLLاب لم تعLLد مرتبطLLة بدولLLة معينLLة أو حضLLارة معينLLة ،فهي ظLLاهرة تكتسLLح كLLل يLLوم
أرض جديدة .فهذه الظاهرة إمتدت لتعبر كل الحدود أو الحواجز لLLتروع األبريLLاء و تنشLLر الLLرعب
و الخوف و القلق ،وتهدد األمن و االستقرار على مستوى العالم ككل ،مما يؤكLد أّن هLذه الظLاهرة
اإلجرامية بال دين أو وطن أو هوية و أنها جريمة العصر.
يشهد العالم اليوم نمًو ا متسارعا لظاهرة اإلرهاب ،التي باتت تLؤرق كاهLل المجتمLع الLدولي ،نظLرا
إلتخاذه أبعادا أكثر خطورة من ذي قبل ،بفعل عوامل ساعدت على إتسLLاعه و إنتشLLاره ،ألمتالكهLLا
إمكانيLLات ماديLLة و بشLLرية تسLLتطيع بواسLLطتها القيLLام بإعتLLداءات خطLLيرة ،تمس أمن و سLLلم الLLدول و
المجتمعات و هو ما إستدعى بذل جهLLود وطنيLLة إقليميLLة للحLLد و القضLLاء على هLLذه الظLLاهرة .بحیث
أصLLبح لإلرهLLاب خطLLورة أكLLثر ممLLا مضLLى و ھذا مLLا نلمسLLه من خالل تزايLLد العمليLLات اإلرهابيLLة و
العمليLLات اإلجراميLLة الLLتي ترتكبهLLا الجماعLLات اإلرهابيLLة أو بعض األشLLخاص بشLLكل إنفLLرادي و من
المس LLتقر علي LLه أّن المنظم LLات اإلرهابي LLة تتخ LLذ من الخ LLوف و تأثيرات LLه على األف LLراد وس LLيلة إلظه LLار
عجز النظام السياسي والحكومة في توفLLير األمن لمواطنيهLا ،باإلضLافة إلى المسLاس بمكانLة الدولLة
في الخارج.
و لم تسLLLلم الجزائLLLر كشLLLعب و دولLLLة من هLLLذه الظLLLاهرة اإلجرامي LLة ال LLتي قضLL Lت على األخضLL Lر و
اليابس ،و خلفت الكثير من الخسائر المادية والبشرية .فأضحى من الواجب التصدي لهLا من كافLLة
أجهLLزة الدولLLة التشLLريعية و التنفيذيLLة و القضLLائية و حLLتى من جLLانب أفLLراد الشLLعب .و هLLو مLLا دفLLع
بالدولة الجزائرية إلى سن التشريعات لمواجهة هذه اآلفة الخطيرة و المLLدمرة ،فكLLان المشLLرع أمLLام
أحد الخيارين عند سنه للقوانين ،إما إخضاع هذه الجرائم اإلرهابية إلى النظام القانوني العام وهLLو
األمر الLذي ال يتماشLى وهLذه الجLرائم الخطLيرة ،أو أن يسLن قLوانين خاصLة بهLا فوقLع اإلخيLار على
أن يتم سLLن المرسLLوم التشLLريعي رقم 03-92المLLؤرخ 03سLLبتمبر 1992أين حLLدد هLLذا المرسLLوم
مجموعة من الجLرائم أخضLLعها لنظLام إجLرائي أكLثر شLدة و صLLرامة من النظLام اإلجLرائي العLام ،و
تم تعديل هذا المرسوم بموجب المرسوم التشريعي رقم 05 -93المؤرخ في 19أفريل.1993
79
و على ذل LLك فق LLد منح الق LLانون قاض LLي التحقي LLق مجموع LLة من الص LLالحيات لغ LLرض توس LLيع وس LLیط
صالحياته ،و أھمھا أنه یمكنه إخضاع المتھم لتدابير الرقابة القضائية أو اإلفراج عنه ،كما یجLLوز
لLLه أن يطلب من غرفLLة اإلتهLLام تمديLLد الحبس المLLؤقت .و أصLLبح من صLLالحيات و كبLLل الجمهوريLLة
أن يؤخLLذ برأيLLه عنLLدما یتعلLLق األمLLر بتمديLLد مLLدة الحبس المLLؤقت الLLتي یأمر بھا قاضLLي التحقيLLق في
مادة الجنايات ،كما أصبحت له صLLالحية إبLLداء رأیه فیمLLا یخص أمLLر اإلفLLراج الصLLادر عن قاضLLي
التحقیق ،كما أصبح لوكيLLل الجمهوريLLة المختص إقليميLLا صLLالحية تلقي طلبLLات تجميLLد أو حجLLز من
قبل خلیة معالجة اإلستعالم المLالي لألمLوال أو عائLداتها ،و الLتي تكLون موجھة لمنظمLة إرهابيLة أو
منظمات إجرامية.
و ضمانا لحقوق األشخاص المشتبه فیھم بإرتكابهم جرائم إرهابية أو جريمLة منظمLة عLبر وطنيLة،
فقد نص القانون اإلجرامي على إمكانية السماح للمشتبه فیھم باإلتصLال بالمحLامي و تلقي زيLارات
األقارب و الحق في الفحص الطبي خالل مدة التوقيف للنظر.
و تLL Lدعيما لحقLL Lوق اإلنسLL Lان في مكافحLL Lة الجريمLL Lتين فقLL Lد نص القLL Lانون على وجLL Lوب إبالغ وكیل
الجمھوریة من طرف جهاز الضبطية القضائية بأماكن التوقيLLف حLLتى یمكنLLه زیارتھا في كLLل وقت
للتأكد من شروط التوقيف للنظر ،وسالمة إجراءاته.
كمLLا نص القLLانون اإلجLLرائي على تLLدابير حمایة إجرائيLLة لحمایة الشLLهود و الخLLبراء و الضLLحايا في
إطLLار مكافحLLة جريمLLة اإلرهLLاب و الجريمLLة المنظمLLة عLLبر الوطنیة نظLLرا للLLدور المحLLوري لھم من
خالل ما یدلون به من معلومات تساهم في الكشف عن الجريمتين و تقديمهم أمام العدالة.
غLLير أن المشLLرع لم يكفLLل حمايLLة حريLLات األفLLراد في ضLLل تأديLLة هLLذه القLLوانين االسLLتثنائية و الLLتي
إسLLتحدثت لغLLرض مواجهLLة ظLLرف طLLارئ وخطLLير يكمن في الفعLLل االجLLرامي االرهLLابي ممLLا نتج
عنLLه عLLدم توافLLق هLLذه القLLوانين مLLع الهLLدف األسLLمى لقLLانون االجLLراءات الجزائيLLة أال و هLLو حمايLLة
حريات األفLراد في المجتمLع لكن مLا دفLLع المشLرع لسLن متLل هLذه القLوانين الزجريLة و المتعديLة في
بعض الحاالت على الحريات الفردية هLLو إسLLتثنائية الظLLروف و خطLLورة الوضLLع الLLذي طLLرآ آنLLذاك
في الجزائLLر و الغLLرض األول من هLLذه القLLوانين التLLدخل السLLريع للحLLد من هLLذه الجLLرائم اإلرهابيLLة
الخطيرة .
80
نتيج LLة لل LLتراجع الملح LLوظ للجريم LLة اإلرهابي LLة و ك LLذا اإلنتق LLادات ال LLتي ط LLالت الق LLوانين المس LLتحدثة
للجرائم اإلرهابية الغت المراسيم السابقة و أدرجت الجرائم اإلرهابية ضمن القانون العام بمLLوجب
األمLLرين التشLLريعيين رقم 10/ 95و 95/11المLLؤرخين في 25فLLبراير ،1995حيث عLLدل األمLLر
األول قLانون اإلجLراءات الجزائيLة ،و عLدل األمLر الثLاني قLانون العقوبLات ،وبLذلك أخضLع الجLرائم
اإلرهابيLL Lة إلى اإلجLL Lراءات المطبقLL Lة على جLL Lرائم القLL Lانون العLL Lام مLL Lع إحاطLL Lة هLL Lذه الجLL Lرائم ببعض
اإلستثناءات.
و من المتوصل اليه في دراستنا لهذا الموضوع برزت لنا نتائج من خاللهLLا إسLLتنتجنا انLLه ال توجLLد
فروقات كبيرة حينما نقارن القواعد الخاصة المتمثلة في اإلجLLراءات المسLLتحدثة للجLLرائم اإلرهابيLLة
واإلجراءات العادية المطبقة في القواعد العامة ،و نذكر مجموعة النتائج المتوصل إليها:
شدة وصرامة السياسة الجنائية لمكافحة اإلرهاب و كذا تطورها لمواكبة ومواجهة هذا الشLLكل .1
اإلج LLرامي الخط LLير و ب LLرز ه LLذا التط LLور في إس LLتحداث بعض الوس LLائل الجدي LLدة للتح LLري نظ ًLر ا
لتط LLور أش LLكال اإلره LLاب م LLع إحك LLام الرقاب LLة القض LLائية على ه LLذه الوس LLائل و دون التفري LLط في
الحقوق األساسية لإلنسان لما في هذه الوسائل من مساس بها.
إختالف و تميز اإلجراءات المسLتحدثة الخاصLLة لمواجهLة اإلرهLاب عن اإلجLراءات العامLة في .2
صLLرامتها و شLLدتها عكس اإلجLLراءات العامLLة الLLتي لهLLا طLLابع اللين أثنLLاء تطبيقهLLا .و تLLبرز قLLوة
اإلجراءات الخاصة المستحدثة في توسLLيع السLLلطات المخولLLة لجهLLات اإلسLLتدالل و التحقيLLق في
مج LLال اإلره LLاب م LLع إحك LLام الرقاب LLة القض LLائية على ه LLذه الوس LLائل و دون التفري LLط في الحق LLوق
األساسية لإلنسان لما في هذه الوسائل من مساس بها.
أن المش LLرع عن LLد اس LLتحداثه لت LLدبير الوض LLع في اإلقام LLة المحمي LLة في الج LLرائم اإلرهابي LLة ،ك LLان .3
الغرض منLه هLو التقليLل من مسLاوئ الحبس المLؤقت من جهLة ،ومن جهLة ثانيLة حمايLة للمتهم،
و حماية للتحقيق من جهة ثالثة.
تقري LLر المزي LLد من اإلج LLراءات لضLLLباط الش LLرطة القض LLائية في الج LLرائم اإلرهابي LLة س LLواء قب LLل .4
ظهLLور الجريمLLة أو بعLLد ظهورهLLا ،وأن تكLLون هLLذه اإلجLLراءات في حالLLة اإلسLLتعجال بLLدون إذن
قضLLائي مLLع إمكانيLLة مراقبLLة تلLLك اإلجLLراءات من طLLرف القضLLاء (وكيLLل الجمهوريLLة أو قضLLاة
التحقيق) فيما بعد.
81
إعتب LLار إس LLتخدام وس LLائل اإلتص LLال الس LLلكية و الالس LLلكية و المراقب LLة اإللكتروني LLة هي اإلج LLراء .5
المالئم و الفعال لضبط الجريمة و الجريمة اإلرهابية ،مع مراعاة حقوق اإلنسان.
أن يتم إس LLتعمال أس LLلوب مراقب LLة األش LLخاص و وجه LLة نق LLل األش LLياء و األم LLوال أثن LLاء التحقي LLق .6
القضLL Lائي ،و أن يتم منح اإلذن بهLL Lذا اإلجLL Lراء من طLL Lرف قضLL Lاة التحقيLL Lق و أال يقتصLL Lر على
وكيل الجمهورية.
حرص LLت الجزائ LLر على وض LLع حمایة إجرائي LLة من خالل ق LLانون اإلج LLراءات الجزائي LLة لفائ LLدة .7
الشهود والخبراء و الضLLحايا السLLيما ضLLمان عLدم المسLLاس بسLLالمتهم و أمنهم أو أمن عLائالتهم
و درء أي تھدید لمصLLالحهم األساسLLية لLLدورهم الفعLLال في مكافحLLة الجريمLLة اإلرهابيLLة و ذلLLك
من خالل ما یدلون به من معلومات تساهم في الكشف عن المجرمين و تقییدھم للعدالة.
أن يتم إس LLتعمال أس LLلوب مراقب LLة األش LLخاص و وجه LLة نق LLل األش LLياء و األم LLوال أثن LLاء التحقي LLق .8
القضLL Lائي ،و أن يتم منح اإلذن بهLL Lذا اإلجLL Lراء من طLL Lرف قضLL Lاة التحقيLL Lق و أال يقتصLL Lر على
وكيل الجمهورية.
ضLLرورة توسLLيع اإلختصLLاص اإلقليمي بالنسLLبة إلى غرفLLة اإلتهLLام و كLLذا الغرفLLة الجزائيLLة على .9
مسLتوى اإلسLتئناف و الLتي تنظLر في األوامLر و األحكLام الصLادرة عن قضLاة التحقيLق و قضLاة
الحكم التLL L Lابعين للمحLL L Lاكم ذات اإلختصLL L Lاص اإلقليمي الموسLL L Lع ،كمLL L Lا يجب أن يشLL L Lمل توسLL L Lيع
اإلختصاص اإلقليمي أيضا محاكم الجنايات.
و أخيرا أنهي بالقول إن إمتزاج القوانين الخاصLLة و إجراءاتLLه و القLوانين العاديLLة و كLLذا إجراءاتهLLا
هي وسLLيلة لمتابعLLة و لمواجهLLة ظLLاهرة اإلرهLLاب بالدرجLLة األولى و كLLذا نتائجهLLا الLLتي تنبثLLق عنهLLا
ويتحقق هذا الهدف إن تضافرت الجهود و إتحدت القوة القانونية من خالل جل قطاعاتها و تLLدخل
المجتمع المدني كعنصر فعال لمواجهة ظاهرة اإلرهاب و القضاء عليها.
الحمد هلل رب العالمين و الّلهم صل و سلم على سيدنا و نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين.
82
الفهرس:
بسملة .............................................................................أ
اإلهداء ..........................................................................ب
المقدمة1......................................................................... :
الفرع األول :جريمة التشجيع واإلشادة باألفعال المذكورة في المادة 87مكرر. .
12
83
الفLLرع الرابLLع :جريمLLة االنخLLراط في المنظمLLات والجماعLLات المLLذكورة في المLLادة
87مكرر15............................................................. 3/2
الفرع سادس :جريمة إنتحال صفة إمام مسجد و إستعمال المسجد مخالفLLة لمهامLLه
النبيلة 16......................................................................
84
المطلب األول :مرحلة التحقيق في الجرائم اإلرهابية50..........................
الخاتمة76........................................................................ :
الفهرس80....................................................................... :
85