Professional Documents
Culture Documents
عدوك الحقيقي .طبع اً هذه
ستتعرف من خالله على ّ
ّ أهم الفوائد التي يمكن أن تستخلصها من هذا الموقع هو أنك
ليست دعوة إلى كره اآلخرين ،بل تحديد دقيق لمصدر المشكلة الرئيسية التي نعاني منها .والهدف من تحديد
العدو الحقيقي هو التخلّص من حالة العداء المستمرة والمستشرية بين المجتمعات .لهذا السبب تعتبر هذه النقطة
مهمة جداً ووجب إلقاء الضوء عليها .جميعنا لنا أعداء في هذه الحياة ،إن كان ذلك بإرادتنا أو دون إرادتنا .كل
منا يأتي إلى هذه الدنيا ويكون له أعداء تلقائيين ،حتى مع أننا لم نبلغ سن الطفولة بعد .نحن نرث أعداء آباءنا
وأمهاتنا بشكل تلقائي .هناك أعداء يكرهونا ألننا أوالد فالن ،أو ألننا من المذهب الفالني ،أو بسبب جنسيتنا...
إلى آخره .وبنفس الوقت ،نحن ننشأ على كره اآلخرين باعتبارهم أعداء تقليديين لنا ،كما هي الحال مع المذاهب
عدوك اللدود هو جارتك التي الدينية ،هكذا يوصونا آبائنا وهذه الوصية انحدرت من آبائهم وأسالفهم .قد يكون ّ
تردد في إي ذائك عن دما تس نح له ا الفرص ة! فق ط ألن ك أش طر من ابنه ا في المدرس ة .وإ ذا كنت فت اة ،فربم ا
ال ت ّ
المشوهة
ّ توفرها طريقة حياتناجمالك قد يجلب لك الكثير من األعداء الحاسدات .هناك الكثير من األسباب التي ّ
والمنحرفة ،والتي توفّر لنا الكثير من األعداء التلقائيين ،جاهزين لالنقضاض علينا في أقرب فرصة ..كل هذا
تحق أن يص نع لن ا أع داء .لكن حال ة الع داء ه ذه ،ورغم
ونحن الزلن ا في س ن ال براءة بحيث لم نقم ب أي عم ل يس ّ
نتعرض له كل يوم وكل ساعة وكل ثانية.خطورتها في أحيان كثيرة ،هي هامشية بالنسبة للعدوان الحقيقي الذي ّ
والمش كلة هي أنن ا لم نفطن يوم اً إلى ه ذا الع دو الخط ير ال ذي يص رف عم ره في التخطي ط ألذيتن ا والنص ب
األول عن حالة العداءات الهامشية التي ذكرته ا في السابق والتي هي
األشراك لنا ،وفي الحقيقة ،هو المسؤول ّ
مستشرية بين كافة المجتمعات .فبينما نحن ،أبناء المذاهب والعائالت واألقاليم المختلفة ،نعادي بعضنا البعض،
ونتآمر على بعضنا البعض ،وننصب األشراك لبعضنا البعض ،لم نفطن أبداً إلى حقيقة أن حالة العداء هذه هي
ليس ت نتيج ة مباش رة ألح داث عفوي ة حص لت ع بر الت اريخ ،ب ل هي نتيج ة مخط ط مقص ود ومرس وم مس بقاً ويتم
تنفيذه والمحافظة عليه عبر هذا التاريخ الطويل .ولكي يحافظوا على هذا الوضع البائس الذي تتخبط فيه كافة
التجمعات البشرية على هذه المعمورة ،وجب أن يسيطر المتآمرون على طريقة التفكير التي تحكم عقولنا .ومن
أج ل تحقي ق ذل ك فال ب د من اتخ اذ اإلج راءات الالزم ة .أهم ه ذه اإلج راءات هي إبقائن ا في حال ة جه ل ت ام عن
حقيقتن ا ككائن ات بش رية وحقيق ة الك ون من حولن ا .وجب عليهم أن يس تمروا في العم ل على إقن اع كائن ات جب ارة
مجرد رجال ونساء عاديون يعيشون دون سبب أو جدوى أو غير محدودة القدرات ،متعددة القوى واألبعاد ،بأنهم ّ
ه دف في ه ذه الحي اة .حينه ا فق ط يس تطيعون اإلمس اك بهم .ولكي يفعل وا ذل ك عملي اً ،وجب عليهم قض اء ق رون
وقرون من الزمن ،في قمع ممنهج ومنظّم للعلوم والمعارف والمعلومات التي تم ّكن الناس من الرؤية ،بوضوح،
الحالة الجبارة التي يتمتعون بها ككائنات بشرية.
والعامل الوحيد واألساسي الذي يعتمدون عليه ،وال يمكن لهم النجاح دونه ،هو المنطق الذي يحكم الشعوب .ولهذا
السبب نراهم مهووسون في تكريسه والمحافظة عليه دائما ً وأبداً .ومن أجل فعل ذلك ،ال بد من أن يستخدموا الوكالء
المسوقين لهذا المنطق والمنظAرين لAه ،هAAؤالء الAوكالء هم العAاملين ضAAمن المؤسسAات العلميAAة والسياسAية والدينيAAة
وتفرعاتها المعقّدة جداً .تذ ّكر أن الطبقة الكهنوتية ليست موجودة فقط في األديان ،بل في جميAAع المجAAاالت األخAAرى،
وأخطر طبقة كهنوتية في هذا العصر هي تلك التي تسيطر على العالم األكاديمي والمؤسسAات التعليميAة بشAكل عAام.
المنطق الذي يحكمنا اليوم هو الذي يبقينا قابعين في نير البؤس واالستغالل واالستعباد والتبعية والعداء واالعتداء
والفقر والجوع والغباء والجهل الدائم والمستمر .المنطق الذي يحكمنا اليوم هو الذي يمنعنا من اإلبداع والتوسّع في
تفكيرنا وإدراكنا ومحاولة فهم الكون من حولنا .وطالما أن المنطق الذي يسود هو المسؤول عن وجود هذا الكم
الهائل من األعداء من حولنا ،هذا يعني أنه العامل الرئيسي الذي يجعل الظروف مناسبة لتفريخ األشرار والمجرمين
في كل مكان ،فبالتالي ،إن غيابه قد يAAوفّر حالAAة سAAالم وانسAAجام وتنAAاغم مAAع المحيطين بنAAا .وهAAذا يجعلنAAا نسAAتنتج أن
المسببين في انتشار وتكريس هذا المنطق السائد هم المسببين الرئيسيين لحالة الش ّر المستشري في كل مكان .أي
أنهم األعداء الحقيقيون .وبنا ًء على هذا ،نستنتج بأن كل من حاول أو عمAAل على اسAAتبعاد حقيقAAة وجAAود منطAAق بAAديل
للمنطق السائد هو ممثّل أو وكيل لعد ّوك الحقيقي ،إن كان يفعل ذلك عن جهل أو عن دراية بما يجري.
لكي أجعل الفكرة أكثر استيعاباً ،سأستعين بمثAAال واحAAد لكنAAه شAAامل :إن البروفيسAAور األكAAاديمي المحAAترم الAAذي يعلمّ
األجيال اليافعة (بنيّة بريئة) بأن الطاقة الح ّرة مستحيلة ،هو في الحقيقة يكرّس الفكAرة القائلAة بأنAه ال يمكن الحصAول
على الطاقة سوى بالطريقة التقليدية الستخالص الطاقة والتي تسيطر عليها الشركات .وكذلك البروفيسور األكاديمي
المحترم الذي يقول بأن الطريقة الوحيدة للمحافظة على الص ّحة وكذلك الشفاء من األمراض ،هي التعامل دائما ً وأبداً
مع الطب المنهجي الرسمي (أي تناول األدوية الكيماوية) ،هو يكرّس أيضا ً فكAAرة أنAه مAAا من عالجAات بديلAAة ناجعAAة
سوى من خالل هذا النوع من الطب الذي تسيطر عليه الشركات أيضاً .عندما ننظر إلى هAAذا الوضAAع األليم ونتحقAAق
من خفايا األمور ،نجد أن الطاقة التقليدية (البترول الغاز الفحم) وكذلك الطب التقليدي (األدوية الكيماويAة والعمليAات
الجراحية والعالجات اإلشAAعاعية) جميعهAAا فُرضAAت علينAAا بطريقAAة تجعلنAAا مجAAبرين على دفAAع الفواتAAير دائمAا ً وأبAAداً.
المسألة هي مسألة تجارة واستهالك .فهذه الشريحة الكهنوتية AالAAتي تم دعمهAا ومنحهAا المصAداقية والسAلطة الرسAAمية
لكي تح ّدد ما هو ممكن وما هAAو مسAAتحيل علميAاً ،هي تAAتربّع اآلن على عAAرش الحكمAAة المعرفيAAة بسAAبب قيامهAAا بهAAذا
العمل ،إن كانوا يفعلون ذلك عن جهل أو عن دراية بما يجري.
عندما نقول دفع فواتير ،هذا يعني استنزاف كم هائل من األمAAوال غAAير الضAرورية .ال أريAAد أن أذهب بعيAAداً في هAذا
الموضوع المتشعّب والمعقّد جداً ،واعتقد أنه أصبح لديكم فكرة واضحة من خالل قAراءة العنAAاوين السAابقة ،لكن كAAل
ما علينا فعله هو التعّ Aرف إلى حقيقAAة أن النسAAبة األعظم من المجAAرمين (خاصAAة اللصAAوص) وكAAذلك بائعAAات الهAAوى
العامالت في المالهي الليلية وبيوت الدعارة ،يأتون من أسر مف ّككة ،والسبب الرئيسي لتف ّكك هذه األسAAر هAAو العامAAل
االقتصادي ..الفقر ،أي العجز عن دفع الفواتير! تص ّوروا لو أن هناك منطق آخر يستبدل مصادر الطاقة التقليدية
بأخرى نظيفة ومجانية ،وكذلك منطق بديل للمنطق الطبّي الرسمي الذي يستنزف أموالنا ،هل ستكون نسبة الجريمAAة
واالنحالل األخالقي مرتفعة إلى هذا الح ّد؟
انظر في الموضوع التالي:
المجاالت التي يسيطرون عليها وتمنعنا من التعبير عن حقيقتنا
أما الكهنة التقليديون الذين يسيطرون على جانبنا الروحي ،فيعتمدون على تعAAاليم معيّنAAة تعتAAبر هAAؤالء "اللصAAوص"
و"بائعات الهوى" نوعية شاذة من المجتمع وتستحق أبشع أنواع العقاب ،ذلك من أجل استئصالها من هAAذا المجتمAAع،
ال يمكن التسامح مع هكذا نوعية شاذة واعتبارها "ضحية" .لكن في جميع األحوال ،يكفي أن نعلم بأن هAAذه الشAAريحة
الكهنوتية A،والموجAAودة في جميAAع المAAذاهب والطوائAAف ،تعتAAبر اإلنسAAان الصAAالح هAAو من يلAAتزم بالمسAAلمات الخاصAAة
بعقيدته A،بغض النظر عن مدى استقامته ونزاهته ورأفته .يكفي أن نعلم بأن كل ديانة أو مAAذهب أو فAAرع أو طائفAAة أو
معتقAAد ..تك Aرّس بين أتباعهAAا فكAAرة أنهم األفضAAل وأنهم الصAAائبون ،وبالتAAالي ،هم المختAAارين من بين بAAاقي البشAAر
المظلّلين .وهناك معتقدات تعتAAبر اآلخAرين أقAرب إلى الحيوانAAات أكAAثر من كAAونهم بشAراً .والمفارقAAة هي أن جميعهم
ي ّدعون بأن مهمتهم هي تنوير اإلنسان وإرشاده ونشر الخير في العAAالم .هAAذه الثقافAAة بالAAذات هي المسAAؤولة عن أكAAبر
يظن بأنه األفضل ويترفّع على اآلخAAر ويرفضAAه تمامAاً! باإلضAافة إلى متجذر بين الشعوب ...ألن الجميع ّ ّ نسبة عداء
أنهم يسوقون فكرة ترك األمور تجري كما هي في هذا العالم ،خاصة المسألة البيئية ،ألنهم يدعون أن هذه عالمات
يغضAون الطAAرف عن ّ آخر الوقت واقتراب الساعة ،وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل جماهير واسAAعة من النAAاس
مشكلة البيئة المستعصية ،ويتركون المتآمرين العالميين يعيثون فساداً في الطبيعة من حولنا.
ّ
وجب أن ال ننسى أوالئAAك الAAذين يقبعAAون في إحAAدى الحفAAر في الشAAرق ويحثAAون مجتمعاتنAAا على تصAAنيف العAAالم إلى
قسAAمين رئيسAAيين "المؤمAAنين" و"الصAAليبيين" A،ال أريAAد التعليAAق كثAAيراً على هAAذه الترهAAات ،لكن يكفي أن نعلم بAAأن
المخترع العظيم نيكوال تيسال ،الذي ساهم في حصول تط ّور جذري بطريقة حياة البشرية ،هو بتصAAنيفهم "صAAليبي"
وبالتالي كافر ،وكذلك الدكتور رويال رايموند رايAف الAAذي ابتكAر عالج لتخليص البشAرية من األمAراض إلى األبAدA،
وغيرهما من عظماء جاهدوا في سبيل إيجاد نهاية للبؤس الذي تتخبط به الشعوب .أما المشايخ المAAزوّرون ،وأمAAراء
الظالم الAAذين يقبعAAون في الظّ AAل ويحثّAAون الشAAباب اليAAافعين على القيAAام بأعمAAال تخريبيAAة ضّ AAد دولهم وحكومAAاتهم
"الكافرة" ،هذه األعمال التي ال تض ّر سوى بالدهم ومجتمعاتهم ،فيُصAنّفون على أنهم المؤمنAAون المجاهAAدون .األمAAر
المحزن هو أن هذه السموم تخترق عقول الكثير من أبناء مجتمعاتنا المسكينة وتجعلهم يتصرفون على هذا األسAAاس.
لكن تذكروا بأن كل هذا البؤس والدمار وال ُذ ّل والهوان الذي ح ّل بأمتنا في السنوات األخيرة هو بسببهم .تعAAرّف على
عد ّوك يا أخي الكريم وال تكن سطحيا ً وتع ّمق في األمور أكثر .أنت يAا أيهAا اإلنسAان تواجAه اآلن عAدواً خبيثAا ً مAاكراً
مبدعا ً عبقريا ً شيطانياً ..وبالتالي ال تنظر إلى األمور بعاطفتك بل من خالل المنطAAق وحسAAاب األمAAور بعمAAق وجديAAة
أكثر ،مهما كانت منافية لمعتقداتك أو لطريقة تفكيرك.
هناك المئات من األمثلة التي يمكن أن أستقيها من الواقع اليومي للمجتمعات .وقد أصبحنا نعلم كيAAف تم تكAAريس هAAذا
التوجّه الفكري الذي يكرّسه المرشAAدون إن كAAانوا علميAAون أو أكAAاديميون أو روحيAAون أو سياسAAيون .نحن في مAAأزق
حقيقي يا أيها اإلخوة واألخوات ..حالAAة خطAAيرة وعواقبهAAا وخيمAAة علينAAا وعلى أوالدنAAا ..نحن نجهAAل من هAAو عAAدونا
الحقيقي! المنطق الذي نألفه يف ّرخ الماليين من المجرمين حول العالم يوميAاً ،إنAAه يقتAAل اإلنسAAان في داخلنAAا ،ويقضAAي
على كل شيء مق ّدس وأصيل.
هذا العدو الذي أقصده هو كاألخطبوط ،تمتد أذرعه إلى كل مكان في هAAذا العAAالم ،وحAAتى أنت يAAا سAAيدي لم تسAAلم من
قبضته وبالتAAالي من تAAأثيره وسAAحره .إن مجAرّد معارضAAتك أو رفضAAك ألي من األمAAور الAAتي أطرحهAAا هنAAا في هAAذا
الموقع ،فقط ألنها تناقض معتقداتك ،يجعل منك عدواً لنفسك قبل أن تكون عدواً لي .ألنAAك تAAرفض الفرصAAة الوحيAAدة
التي قد تح ّررك من السجن الذي يمنعك من المعرفة وبالتالي التحرّر.
أنا أتفهّم حقيقAAة أن النAAاس ينتمAAون إلى منظومAAات اعتقاديAAة مختلفAAة ومتنوعAAة ،إن كAAانت سياسAAية ،دينيAAة A،علميAAة ،أو
غيرها .هذا أمراً طبيعيا ً وأنا أتفهّم األمر .وآخر ما أنوي فعله هو فرض أفكاري على اآلخAAرين .لهAAذا السAAبب ،أنAAا ال
أنوي تسويق أي فكر أو معتقد أو مذهب أو منهج معيّن أو أي شكل من أشكال المعرفة المنظّمة أو الممنهجAAة ،ألنAAني
إذا فعلت ذلك ،سوف أضع حدوداً لنفسي ولعملي وسيقتصر تواصلي مع مجموعة مح ّددة فقط .هدفي األساسAAي هAAو،
وطالما كان في السابق ،الوصAAول إلى أكAAبر عAAدد ممكن من النAاس مهمAAا كAAانت انتمAAاءاتهم ،وتبليغهم بمAAا عنAAدي من
معلومات مهمة ومصيرية .جميعنا بشر ،كلنا لنا مشاعر ،رغبات واحتياجات خاصة بنا ...ومهما كان شكلنا أو لوننAAا
أو معتقدنا أو انتمائنا ،ال أحد يعلو على أحد ،جميعنا سواسية .نحن نختلف فقط في األهداف ،الميول ،وكذلك الفرص
والحظوظ .والذي يمكن أن يجمعنا هو هدف واحد فقط :محاولة تغيير هذا العالم ليصبح عالما ً أفضل ،وهذا كال ما
يتطلبه األمر ليتحقق هذا الهدف .عندما تكون أهدافنا ضيّقة بحيث تتجه نحو القضAAاء على بعضAAنا البعض أو التف Aوّق
على بعضنا البعض ...وترك األمور في هذا العالم تجري كما يرغبها المتآمرون ،حينها سيستم ّر الع ّد التنAAازلي نحAAو
يكن لي من حقAAد وكAAره وضAAغينة ،ألنAAني أتفهم األمAAر الدمار المحتّم والذي لن يسلم منه أحد .أنا ال أكAAره أحAAد ،مهمAAا ّ
وأصبحت أعلم الكثير ولهذا السبب أحسن تقدير األمور واستنتج مباشرة بأن الAAذنب ليس ذنبAAه .هنAAاك عوامAAل كثAAيرة
جعلته يتخذ هذا الموقف .وعدوي الحقيقي هو من صنع تلك العوامAAل وليس من تAAأثر بهAAا .كAAل أملي هAAو أن تتعرّفAAوا
على ما عرفته ،ربما تصحون من النوم العميق وتنظروا إلى الواقع الذي نعيش فيAه بشAكل أفضAل .لقAAد فتحت عيAني
وتع ّر فت على العدو الحقيقي لإلنسانية وأعتقد أنه من واجبي مساعدة اآلخرين على معرفته أيضاً .هAAذا من حقهم مAAع
أنهم قد يرفضون هذا الحق ،ألنه ولألسف الشديد A،ليس الكثير من الناس يفكرون بهذا االتجAAاه .إن مAAا أحAAاول جاهAAداً
فعله هو الكشف عن الكثير من األكاذيب واألخطAAاء الكامنAAة هنAAا وهنAAاك خالل البحث عن الحقيقAAة .ولهAAذا سأضAAط ّر
لإلشارة إلى عيوب كامنة في بعض النظم أو المؤسسات أو الكيانات ،إن كانت سياسAية أو دينيAة Aأو علميAة ،وبالتAالي
سوف يسبب هذا العمل ظهور الكثير من المعارضين الذين سيرفضون النظر في العيوب التي أشرت إليها وبدالً من
ذلك سوف يعتبرون إشارتي إليها عبارة عن اعتداء واضح وصريح عليهم وسيتخذون اإلجراءات الالزمة تجاه هAAذا
التص ّرف .في الحقيقة ،هذا هو السبب الذي م ّكن مجموعة قليلة من األشخاص (القAابعين في مكAAان مAا) من السAيطرة
سينقضAون فAAوراً على كAAل
ّ على هذا العالم بالكامل بأقل جهد ممكن .ألنهم يعتمدون على هذه النوعية من البشر الذين
من تجرأ على المس بكيانهم التنظيمي ويستميتون في الدفاع عنه ،دون أن يحاولوا يوما ً النظAAر في عيوبAAه ،ودون أن
يفكروا ولو للحظة واحدة فقط كيف تم إنشاء هذا الكيان التنظيمي الذي يدافعون عنه ولصالح من .عندما أتحدث مثالً
عن الطب المنهجي والمؤامرات التي سوّقها روكفيللر في الواليات المتحدة في سبيل تكريس هذا النظام الطبي
التجاري حول العالم ،وكذلك األدويAAة الAAتي عمAAل جاهAAداً على قمعهAAا وإخفائهAAا ،أوّل من سيتصAAدى لكالمي هAAو ليس
روكفيللر القابع في الواليات المتحدة أو عمالؤه من أصحاب مصانع وشركات األدوية العمالقة ،بل الطAAبيب العAAادي
الذي قد يكون أخي أو جاري أو صديقي أو طبيبي الذي أزوره عنAAدما أمAAرض ..هAAؤالء سAAيتولون مهمAAة الAAدفاع عن
المنهج الطبي السائد وسيعتبرون كالمي اعتداء عليهم وعلى كيانهم التنظيمي المحترم! تصور يا سدي مدى الورطة
التي نحن فيهAا .فبطريقAة مAا ،يعمAل هAؤالء المقAربين مAني ،والAذين يجمعAني معهم عالقAة حميمAة ،على الAدفاع عن
أشخاص قابعين في لندن ونيويورك (الذين أسسوا هذا المنهج الطبي أساساً) دون حتى النظر في الهAAدف من تأسAAيس
هذا الكيان الطبي في البداية .وهذا ينطبق على جميع الكيانات التنظيمية Aاألخرى إن كانت سياسية أو حتى دينيAة .لقAد
تع ّرضت لإلعتداء في إحدى المناسبات ،وكان المعتدي متطرفاً ،ليس متطرفا ً دينيا ً بل متطرفAا ً سياسAياً ،لقAد أخطAأت
وانتقدت إحدى األحزاب األممية ،وحينها فتحت أبواب الجحيم على مصراعيها! إن مAAا الحظتAAه في ُ في تلك المناسبة
ً
تصرفات ذلك المتطرّف جعلني متيقنا أنه يAدافع عن إنتمAاؤه وليس عن مصAداقية مAا ينتمي إليAه .هAذا جعلAني أتأ ّمAل
كيف يمكن لشخص أن يتص ّرف بهذه الشراسة في سبيل الدفاع عن مؤامرة تم تخطيطها وتسويقها من قبAAل أشAAخاص
هم بعيدون كل البعد عنه وال يأبهون به أصالً؟! رغم كل هذا وال زال الكثير منا يستبعد كيAAف يمكن لمجموعAAة قليلAAة
من األشخاص السيطرة على هذا الكوكب بسهولة! إن دفاعنا المستميت عن كياناتنا التنظيمية AوامتناعنAAا عن الكشAAف
عن عيوبنا هو السبب الرئيسي وراء كل هذه المآسي وهذا البؤس الذي نتخبط فيه .وهذا بالAAذات مAAا يم ّكن المتAAآمرين
منا.
إذاً ،فالعدو موجود بجميع األحوال ،إن كان هذا يعجبك أم ال ،إن كنت مسالما أو عدائيا ،إن كنت ملتزم بتوجّAAه معيّن
ً ً
أم ال .العدوان مفروض عليك منذ أن جئت إلى هذه الدنيا! مهما كان موقفك أو توجّهك .لكن البطولAAة هنAAا هي تحديAAد
العدو األساس ،المسبب الرئيسي لهذه الحالة العدائية األزلية التي تتخبط بها مAAع أخوانAAك في الحيAAاة .مهمAAا كAAان هAAذا
المسبّب قويا ً أو نافذاً ،فمن خالل مواجهته تكمن الجرأة والبطولAAة الحقيقيAAة ،وليس من خالل مواجهAAة أخوانAAك الAAذين
يشاركونك الحياة ذاتها والبؤس ذاته والجهل ذاته وكل ذنبهم هو أنهم ينتمون إلى حظيرة مختلفة وما يفرقك عنهم هو
طريقة التفكير فقط .إن مواجهة هكذا عدو ال تتمثّل بالعنف والثورة والتخريب والحقد والكراهية ،...بل بالمعرفة،
باإلضAAافة إلى مقاومAAة قناعاتAAك الشخصAAية ..المعتقAAدات الAAتي تحكم طريقAAة تفكAAيرك وتجAAبرك على فعAAل مAAا يرغبAAه
اآلخرون .إن عد ّوك الحقيقي هو من سيحاول منع أو تحريم أو تكفير أو تجAAريم التعامAAل مAAع المعلومAAات الAAواردة في
هAAذا الموقAAع بAAأي شAAكل من األشAAكال وبAAأي طريقAAة من الطAAرق ،تAAذ ّكر أن كAAل من سAAيتحرّك أو يتصAرّف ضAAد هAAذه
المعلومات ،غاضباً ،حاقداً ،متو ّعداً ...هو ذاته الAذي ال يحAرّك سAاكنا ً بخصAوص دخAAول صAور ومعلومAات بغيضAة
مضادة لإلنسAانية ،كAAاألفالم اإلباحيAAة والخالعيAAة ،وكAAذلك األفالم المرعبAAة المقّ Aززة للنفAAوس ،والحAAوارات السياسAAية
الخبيثة ،واإلرشادات المظلّلة ...إلى كل منزل وكل وجدان وكل روح وكل طفل .يقAAف مكتAAوف األيAAدي تجAAاه دخAAول
أنامل الشيطان الخسيسة إلى كل مظهAAر من مظAAاهر حياتنAAا اليوميAAة دون أن يتصAرّف أو يتخAAذ اإلجAAراءات الالزمAAة
ودون أن يغضب على مصدر هذه السموم التي تنخر في كياننا الروحي األصAAيل .والسAAبب طبعAا ً هAAو أن كAAل هAAذا ال
يمسّهم شخصيا ً ..أما المعلومات الواردة هنا فتفعل ذلك ..وبإصرار .المسألة بالنسبة لهم هي ليست كما جعلونا نعتقد،
" ..إحقاق الحق وإبطال الباطل ،"..بل المسألة ببساطة هي "..صراع بقاء ..والمحافظAAة على الAAذات" ،المهم هAAو أن
تبقى قائما ً ومسيطراً ،بأي وسيلة من الوسائل.
تذكر أن كل شخص نشأ على أفكار تدعو إلى كره اآلخرين هو عدوك ،كل شخص تربى على فكرة الترفّع على
يكن األذى تجاه اآلخر ليس ألن هذا اآلخر قد آذاه بل فقط ألنه ينتمي
عدوك ،كل شخص يؤذي أو ّ
اآلخرين هو ّ
الضيق المظلم الذي وضعونا
ّ عدوك .آن األوان ألن نخرج من هذا الصندوق
إلى حظيرة اجتماعية أخرى ،هو ّ
نتحر ر من قيود المعتقدات الخاطئة التي حكمتنا وحكمت آبائنا وأجدادنا وأسالفنا وننظر للعالم
به ،آن األوان ألن ّ
نتعر ف على عدونا الحقيقي .إن كل هذا البؤس في العالم ،كل هذا القهر واالستعباد
بنظرة أخرى .آن األوان ألن ّ
تغي رت
والظلم ،كل هذا الخوف من المجهول وكره اآلخر ..كل هذا سوف يزول في الحال ومباشرة ...فقط لو ّ
طريقة تفكيرنا وننظر للعالم بنظرة جديدة وقناعة جدية ومنطق جديد.
دوك األك بر من خالل ق راءة ص فحات ه ذا الموق ع ،ستكتش ف بأن ه ق وي ج داً ،م تين ج داً،
بع د أن تتع ّرف على ع ّ
مسيطر جداً ،وعالي جداً بحيث ال يمكن أن تطاله يداك أبداً ،خفي جداً بحيث أنك ال تؤمن بوجوده أص الً ..رغم
ويكبلك من خالل نواحي كثيرة في حياتك اليومية .هو الذي ابتكر ما نتعلمه وصنع ما نؤمن به أنه يسيطر عليك ّ
وص ّمم م ا نعتق ده .ه و ال ذي ص نع لن ا المنط ق ال ذي نألف ه ونل تزم ب ه على أن ه الحقيق ة والص واب ،وأص بح ه ذا
حراس اً من بيننا
وعين على هذا المنطق ّ
المنطق مع الوقت عبارة عن مجموعة مس لّمات ال يمكن تجاوزها أبداًّ .
يفرضونه علينا ويستمرون في تكريسه بوسائل مختلفة ال يمكن مقاومة سحرها أو وطأتها أو نفوذها ...ال يمكن
التح ّرر من ه ذه األكب ال س وى بالمعرف ة ،المعرف ة وح دها هي الق وة ..إنه ا الس الح ال ذي سيخلص نا من ن ير
المسيطر .هذا الكابوس الجاثم على صدورنا منذ بداية التاريخ ،وسيبقى كذلك إلى األبد ،إن لم نعيد النظر في ما
نتعلمه ونؤمن به ونعتقده.
........................