You are on page 1of 92

‫‪Mogadishu - Somalia‬‬ ‫مقديشو ‪-‬الصومال‬

‫كلية ‪ :‬الشريعة والقانون‬


‫قسم ‪ :‬الشريعة والقانون‬
‫بحث تكميلي لنيل درجة البكالوريوس بعنوان‬
‫جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقوانين‬
‫الوضعية‬
‫تحت إشراف‬ ‫إعداد الطالب‬
‫األستاذ‪/‬الدكتور‬ ‫‪ .1‬حسن شري جوتالي‬
‫عبدالرحمن حسن ورطيري‬ ‫‪.2‬عبدهللا عثمان دمحم‬
‫‪ .3‬أحمد حسن نور‬
‫‪ .4‬عبد هللا حسن حسين‬
‫العام الدراسي ‪0200 – 0202‬م‬

‫العنوان‪ :‬مقديشو – الصومال‪ ،‬التلفوانت‪+2521858533/+2526188383789/00252612922283 :‬‬


‫‪info@ishu.edu.so//www.ishu.edu.so: /C/O.P.O.Box 312 Mog-Som‬‬
‫أ‬
‫اإلستهالل‬

‫ﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ‬

‫ﲔﲕ ﲖ ﲗﲘ ﲙﲚ ﲛ ﱠ‬

‫سورة البقرة ‪ :‬اآلية [‪]811‬‬

‫ب‬
‫اإلهداء‬

‫نهدي هذا العمل إلى حبيبنا المصطفى دمحم بن عبد هللا ملسو هيلع هللا ىلص وإلى والدينا الكرام الذين مهدوا‬
‫لنا حجورهم ‪ ،‬وجعلوا لنا ظهورهم مركب اإلنتقا ل األمهات ‪ ،‬واألباء‪ ،‬واألجداد‬
‫والجدات ‪ ،‬وإلى إخوتنا األعزاء ومن علمنا حرفا واحدا من كتاب هللا ‪.‬‬
‫وإلى كل من قدم لنا النصح واإلرشا د‪.‬‬
‫وإلى كل من شجعنا بكلمة نافعة وساعدنا لظهور هذه الرسالة ‪.‬‬
‫وهللا المسئول أن يجعلنا من عباده الشاكرين‪.‬‬

‫ج‬
‫الشكر والتقدير‬
‫نشكر هللا تعالى على ما من به علينا من نعم ال نستطيع إحصائها إمتثاال‬
‫(‪)1‬‬
‫ﱢ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧﱨ ﱠ‬
‫ﱣ‬ ‫بقوله تعالى‪ :‬ﱡﭐﱠﱡ‬

‫(‪)2‬‬
‫اس َال يَ ْش ُك ُر َّ‬
‫ّللاَ»‬ ‫ونصلي ونسلم على من ال نبي بعده القائل « َم ْن َال يَ ْش ُك ُر النَّ َ‬
‫فبعد شكر هللا فإننا نتقدم بجزيل الشكر إلى جميع أساتذتنا الفضالء العاملين في جامعة‬
‫اإلمام الشافعي في الصومال ‪.‬‬
‫وإلى رئيس الجامعة حاليا الدكتور ‪ :‬عبد القادر شيخ إسماعيل بن شيخ دمحم فارح‬
‫وإلى جميع الطلبة في جامعة اإلمام الشافعي ‪.‬‬
‫ونخص بالشكر المشرف على هذا البحث الدكتور‪ :‬عبد الرحمن حسن ورطيرى الذي‬
‫قدم لنا الكثير من وقته وجهده ‪ ،‬وتفضل علينا بالتوجيه واإلشراف على إعداد هذا البحث‬
‫فجزاه هللا عنا خير الجزاء ‪.‬‬

‫‪ )1‬سورة إبراهيم ‪ ،‬اآلية ‪7‬‬


‫س ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو عيسى ‪ ،‬الناشر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة‬‫) سنن الترمذي ‪ ،‬دمحم بن عيسى بن َ‬
‫‪2‬‬

‫مصطفى البابي الحلبي – مصر ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 8931 ،‬هـ ‪ 8371 -‬م ‪.‬‬

‫د‬
‫مقدمة‬
‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‬
‫من يهد هللا فهو المهتدي ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال اله اال هللا وحده ال شريك‬
‫له‪،‬وأشهد أن سيد نا دمحما عبده ورسوله‪.‬ملسو هيلع هللا ىلص وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وعمل‬
‫بسنته إلى يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن جريمة الرشوة تعتبر من أخطر الجرائم التي تقع من الموظفين وضررها يظهر في‬
‫كونها تقع من األشخاص الذين يمثلون السلطة الحكومية في البالد وخصوصا في بالد‬
‫الصومال‪ .‬هذا من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن إنتشار عملية أإلرتشاء بين الموطفين في‬
‫بالد الصومال يسبب إنعدام الثقة في النفوس ويوهي بسمعة الدولة والثقة في أعضائها‬
‫كما يمس بالشرف ونزاهة الوطيفة العمومية’وأضف إلى ذالك الخلل الذي يصيب جهاز‬
‫الدولة فتصبح الحقوق والمصالح تباع وتشترى‪.‬‬
‫والرشوة من أشد أنواع أكل أموال الناس بالباطل وهي محرمة بنص الكتاب‬

‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓﲔ‬

‫(‪)1‬‬
‫ﲕ ﲖ ﲗﲘ ﲙﲚ ﲛﱠ ﭐ‬

‫وثبت عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أنه لعن الراشي والمرتشي ‪ ،‬إضافة إلى كونهاجريمة يعاقب‬
‫عليها القانون على مرتكبها والرشوة منتشرة في أغلب الميادين والمجاالت سياسيا‬
‫واقتصاديا ‪ ،‬وتستخدم بأشكال متنوعة حتى لم يكد يسلم منها مجتمع ‪ ،‬وال سيما فيما‬
‫يسمى‪ :‬دول العالم الثالث ‪ ،‬وإن خير دليل على ذلك هي تلك التقا رير واإلحصائيات التي‬
‫ترصد جرائم الرشوة بشكل مفزع ‪.‬‬

‫‪ )1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪188‬‬

‫‪1‬‬
‫فالرشوة من السلوكيات المنحرفة التي سادت المجتمع وانتشرت فيه إنتشار النار في‬
‫الهشيم فتكاد ال تخلوا منها وزارة وال هيئة وال إدارة ‪.‬‬
‫وقد عالجت الشريعة اإلسالمية موضع الرشوة كما أسنت معظم دول العالم القوانين‬
‫الرادعة لمعالجة هذا الداء ومن هذه الدول الصومال والتي سنت قانونا للعقوبات لكبح‬
‫جماح المرتشين ولتقويم سلوك المجتمع ولمكافحة الرشوة ‪.‬‬

‫أوال‪:‬أسباب اختيار الموضوع‬


‫من أهم أسباب اختيارنا لهذا الموضوع ما يلي ‪:‬‬
‫‪ )8‬ما رأيناه من انتشار جريمة الرشوة في الوقت الحالي بشتى الطرق واألشكال في‬
‫العالم ‪ ،‬وخصوصا في بالد المسلمين ‪ ،‬والصومال على وجه الخصوص‪.‬‬
‫‪ )2‬إن هذا الموضوع يمس الواقع الذي نعيش فيه بدرجة كبيرة وال بد من بيان أحكامه ‪.‬‬
‫‪ )9‬خطورة تفشي جريمة الرشوة في المجتمع وما يترتب عليها من آثار سلبية ‪.‬‬
‫‪ )4‬إظهار شمولية الشريعة اإلسالمية من خالل أحكام وتطبيقات هذا الموضوع ‪.‬‬
‫‪ )1‬موضوع الرشوة من المسائل التي تحتاج إلى البحث واإلجتهاد ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهداف الموضوع‬


‫‪ )8‬التعرف على جريمة الرشوة وبيان أركانها ثم عقوبتها في كل من الشريعة‬
‫اإلسالمية والقانون الوضعي ‪.‬‬
‫‪ )2‬التعرف على أهم العوامل المؤدية إلى اتساع هذه الظاهرة‪ ،‬والتعرف على أهم‬
‫الوسائل الكفيلة بمكافحتها‪.‬‬
‫‪ )9‬بيان أنواع الرشوة في الفقه اإلسالمي وبيان بعض الجرائم الملحقة بها ‪.‬‬
‫‪ )4‬تنبيه أفراد المجتمع على محاربة هذه الجريمة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثالثا‪:‬أهمية الموضوع‬
‫‪ )8‬تظهر أهمية الموضوع من خالل اآلثار الخطيرة التي تسببها جريمة الرشوة سواء‬
‫كانت هذه اآلثار تعود على الفرد أو المجتمع أو الدولة ‪.‬‬
‫‪ )2‬خطورة ارتكاب جريمة الرشوة على مستقبل مرتكبها حيث أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص بشره‬
‫بالطرد من رحمة هللا ‪.‬‬
‫‪ )9‬جهل عامة المسلمين ببعض أحكام الرشوة وصور تحققها في كثير من أبواب الفقه ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬مشكلة البحث‬


‫إن انتشار عملية اإلرتشاء بين الموظفين العموميين ‪ ،‬ورؤساء المصالح الحكومية‬
‫والزعماء في بالد الصومال ‪ ،‬خاصة في أيام اإلنتخابات مشكلة عظيمة تمس نزاهة‬
‫الوظيفة العمومية ‪ ،‬وتشوه سمعة الدولة في داخل الوطن ‪ ،‬وفي الصعيد الدولي ‪،‬‬
‫وهذه المشكلة تحتاج إلى كشف شديد ‪ ،‬وإلى حل علمي ‪ ،‬وسياسي ‪ ،‬وقضائي ‪،‬‬
‫وإلى بحث كثير في قضائها وقطع دابرها ‪ ،‬لذلك نهضنا إلى مساهمة كشف نقاب هذا‬
‫الداء المزمن والمتزايد ‪ ،‬وكيفية عالجه ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬صعوبات البحث‬


‫ولقد واجهنا عدة صعوبات خالل هذه الفترة الدراسية منها ‪:‬‬
‫‪ )8‬قلة المراجع في بلدنا التي تخص هذا الموضوع ‪.‬‬
‫‪ )2‬قلة المعرفة وقصر الباع في اللغة العربية وخاصة في لغة القانون وفي الفقه‬
‫اإلسالمي والالتيني ‪.‬‬
‫‪ )9‬عدم الثراء والخبرة في اإلبتكار والتأليف والجمع ‪.‬‬
‫‪ )4‬قلة المدة الزمنية المعينة لتقديم البحث وكثرة الشواغل ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫سادسا ‪ :‬الدراسات السابقة ‪.‬‬
‫بعد البحث والمطالعة والرجوع إلى المكتبات بما فيها من كتب ورسائل علمية والدخول‬
‫في مواقع الشبكة وجدنا بعض الدراسات ‪.‬‬
‫ومن أهم هذه الدراسات ما يلي ‪:‬‬
‫الدراسة األولى ‪ :‬بعنوان ‪ ( :‬جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية مع نظام مكافحة‬
‫الرشوة في المملكة العربية السعودية ) لفضيلة الدكتور عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي‬
‫الدراسة الثانية ‪ :‬بعنوان ‪ ( :‬الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون ) قام بها الدكتور‬
‫عبد هللا جاسم كردي الجنابي ‪.‬‬
‫الدراسة الثالثة ‪ :‬بعنوان ‪ ( :‬جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون الجنائي‬
‫الجزائري ) قا مت بها زينب ميلودي ‪.‬‬
‫الدراسة الرابعة ‪:‬بعنوان (جرائم األموال العامة وجرائم الرشوة) قام بها أنورالعمروسي‬
‫وأمجد العمروسي ‪.‬‬
‫الدراسة الخامسة ‪ :‬بعنوان( جرائم الرشوة ) قام بها صالح عبد العزيز المطرودي ‪.‬‬
‫الدراسة السادسة ‪ :‬بعنوان (جريمة الرشوة) قام بها أسامة حسين محي الدين عبد العال ‪.‬‬
‫الدراسة السابعة ‪ :‬بعنوان (جريمة الرشوة) قام بها دمحم شالل العاني ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬أسئلة البحث‬


‫قبل البدء من دراستنا في هذا البحث أو الموضوع المختار سوف نتعرض لهذه‬
‫التساؤالت التالية لكي يمكنناالوصول إلى الفهم السريع في موضوع الرشوة ‪.‬‬
‫‪ )8‬عرف جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي؟‬
‫‪ )2‬اذكر أركان جريمة الرشوة؟‬
‫‪ )9‬ماهي أطراف جريمة الرشوة؟‬
‫‪ )4‬ماهي أسباب انتشار جريمة الرشوة؟‬
‫‪ )1‬عدد أنواع الرشوة ؟‬

‫‪4‬‬
‫‪ )6‬ماهي طرق مكافحة الرشوة؟‬
‫‪ )7‬اذكر طرق إثبات جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬و في القانون الوضعي ؟‬
‫‪ )1‬ما المقصود من عقوبة الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي؟‬
‫‪ )3‬ماأدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية ؟‬
‫‪ )81‬ميز جريمة الرشوة عن الهدية ؟‬

‫ثامنا ‪ :‬منهجية البحث‬


‫تم استخدام الباحثين في دراستهم على هذا الموضوع على اعتماد االمنهج الوصفي‬
‫المقارن ‪ ،‬وقد التزم الباحثون على الخطوات التالية ‪:‬‬
‫‪ )8‬غزو اآليات إلى صورها وأرقامها في الهوامش ‪.‬‬
‫‪ )2‬تخريج األحاديث الواردة في البحث من أمهات المصادر األصلية في التحرير ‪،‬‬
‫والتوثيق‪ ،‬والتخريج ‪،‬والجمع ‪.‬‬
‫‪ )9‬وفيما يتعلق بتوثيق النصوص الفقهية وأقوال العلماء اقتصروا على كتب الفقه‬
‫في المذاهب األربعة ‪ ،‬وفي كتب الفقهاء المعاصرين ‪.‬‬
‫‪ )4‬توثيق النصوص القانونية من مراجع أصلية معتمدة ‪.‬‬
‫‪ )1‬وضع خاتمة للبحث وذلك بتخليص بسيط وبصورة موجزة لما في الرسالة من‬
‫النتائج‪.‬‬
‫‪ )6‬وضع الفهارس لكل من اآليات واألحاديث واألعالم والموضوعات والمصادر‪.‬‬

‫تاسعا ‪ :‬خطة البحث‬


‫يشتمل البحث على مقدمة ‪ ،‬وثالثة فصول ‪ ،‬ولكل فصل ثالث مباحث على األقل ‪،‬‬
‫وكل مبحث يحتوي مطلبين أو ثالث مطالب ‪ ،‬ثم الخاتمة ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪:‬تعريف الرشوة وتمييزهاعن الهدية ‪ ،‬وأ سباب إنتشارها وطرق مكافحتها‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وفي القانون الوضعي ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬والقانون الوضعي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب انتشار جريمة الرشوة ‪ ،‬وطرق مكافحتها‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أدلة تحريم الرشوة وإثباتها ‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إثبات الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي القانون الوضعي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع الرشوة ‪ ،‬والجرائم الملحقة بها ‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آثارجريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي القانون الوضعي‬
‫المبحث األول‪ :‬أثر الرشوة في تعيين القاضي وفي حكمه ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬أثر الرشوة على األطراف وعلى أموال الرشوة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬أثر الرشوة في تد مير الموارد المالية للمجتمع ‪ ،‬واألنفس واألخالق‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬عقوبة الرشوة في القانون الوضعي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬مفهوم الرشوة في‬
‫الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬
‫وأسباب إنتشارها وطرق مكافحتها‬
‫والفرق بينها وبين الهدية‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وفي‬
‫القانون الوضعي والفرق بين الرشوة والهدية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪،‬‬
‫والقانون الوضعي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب انتشار جريمة الرشوة ‪ ،‬وطرق‬
‫مكافحتها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي القانون‬
‫الوضعي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرشوة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الرشوة في اللغة‬
‫ورشى‬
‫والرشوة والجمع ِرشى ُ‬
‫ُ‬ ‫والرشوة‬
‫َ‬ ‫الرشوة‬
‫تقرأ بالفتح وبالضم وبالكسر ‪ ،‬فهي ِ‬
‫ورشى ‪ ،‬ومنهم من‬
‫بكسر الراء وضمها ‪ ،‬قال سيبويه ‪ :‬من العرب من يقول ‪ُ :‬رشوة ٌ‬
‫ورشى واألصل ُرشى وأكثر العرب يقول ‪ِ :‬رشى والكسر هو المشهور‬
‫يقول ‪ِ :‬رشوة ِ‬
‫والضم لغة )‪ ، ( 1‬وسواء كانت بالضم أو الكسر أو الفتح هي ما يأخذه المرتشي(‪. )2‬‬
‫وقال ابن األثير‪ :‬الرشوة الوصلة إلي الحاجة بالمصانعة ‪ ،‬وأصله من الرشاء الذي‬
‫(‪)3‬‬
‫يتوصل به إلى الماء‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬الرشوة رشاء الحاجة‬
‫)‪(5‬‬
‫َّت أَغصانُه‪.‬‬
‫ويقال أ َ ْرشَى الحنظ ُل ِإذَا ْامتَد ْ‬
‫وقال أبو العباس‪ :‬الرشوة مأخوذة من رشا الفرخ إذا مد رأسه إلى أمه لتزقه أي‬
‫(‪. )6‬‬
‫إعطاؤها للطعام‬
‫فالراشي هو من يعطي الذي يعينه على الباطل‪ ،‬والمرتشي اآلخذ ‪ ،‬والرائش الذي يسعى‬
‫(‪. )7‬‬
‫بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا‬

‫‪ )1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ط‪ ، 9‬دار إحياء التراث العربي ‪8483،‬هـ ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 229‬‬
‫‪ ) 2‬تاج العروس ‪ ،‬دمحم بن دمحم المرتضى الزبيدي ‪ ،‬ج ‪ ، 83‬ص‪. 468‬‬
‫‪ )3‬محمود بن أحمد الغيتابي‪ ،‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬ج‬
‫‪ ، 82‬ص ‪31‬‬
‫‪ )4‬أبوبكر دمحم بن دمحم الطرطوشي ‪ ،‬سراج الملوك ‪8213 ،‬هـ ‪8172 -‬م ‪ ،‬ص ‪. 844‬‬
‫‪ )5‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 84‬ص ‪. 929‬‬
‫‪ )‬أحمد بن دمحم بن علي المقرئ والمعروف بأبي العباس الفيومي ‪ ،‬وهو عالم لغوي وخطيب وفقيه ولد ونشأ بالفيومي بمصر ورحل إلى‬
‫حمأة بالشام فقطنها ‪ ،‬صاحب المصباح المنير ‪.‬‬
‫‪ )6‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ،‬ط‪8424 ، 9‬هـ ‪2119 -‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 22‬ص ‪. 283‬‬
‫‪ )7‬تحفة األحوذ ي لإلمام دمحم بن عبد الرحمن المباركفوري ‪ ،‬دار الحديث ‪8428 ،‬هـ ‪2118-‬م ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‪. 294‬‬

‫‪8‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬القهوة ‪،‬‬ ‫وللرشوة أسماء كثيرة منها ‪ :‬البرطيل وفي المثل‪ :‬البراطيل تنصراألباطيل‬
‫ملح اليد ‪ ،‬هدية الموظف ‪ ،‬وباستقراء التعريفات السابقة يتضح أن الرشوة تدور بصفة‬
‫عامة حول معنى التوصل ‪ ،‬واإلمتداد واإلعطاء ‪ ،‬وتحصيل الشيء بواسطة شيء آخر ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف الرشوة في اإلصطالح الفقهي‪.‬‬


‫اختلفت عبارات الفقهاء في تعريف الرشوة حسب تعدد المذاهب الفقهية إال أنها جميعا‬
‫تتفق في الجوهر ‪ ،‬ومن تلك التعريفات ما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحنفية‬


‫(‪)2‬‬
‫ما يعطىه الشخص للحاكم وغيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد‬
‫فكل ما يعطيه الراشي إلي من يطلب منه قضاء مصلحة ‪ ،‬سواء من رؤساء الدولة أو‬
‫الموظفين العموميين ليحكم له أو ليعمل له ما يريده ‪ ،‬فهذا كله يدخل في مصطلح‬

‫الرشوة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تعريف المالكية‬
‫(‪)3‬‬
‫عرف المالكية الرشوة بقولهم ‪ :‬ما يعطى إلبطال حق أو إل حقاق باطل ‪.‬‬
‫وهذا لفظ يدل على أن الرشوة أعم من أن تكون ماال أو منفعة‪.‬‬
‫يقصد به إلحقاق باطل أو إبطال حق ‪ ،‬أما إذا كانت الرشوة إلحقاق حق أوإبطال باطل‬
‫(‪)4‬‬
‫فيجوز للمعطي دون اآلخذ‬

‫‪ )1‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ،‬لوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ‪8427- 8414 ،‬هـ ‪ ،‬ج ‪ ، 22‬ص ‪. 221‬‬
‫‪ )2‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم المعروف بابن نجيم ‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬ج ‪ ، 6‬ص ‪211‬‬
‫‪ )3‬شرح مختصر خليل للخرشي‪ ،‬دمحم بن عبد هللا الخرشي المالكي أبو عبد هللا ‪ ،‬دار الفكر للطباعة ‪ -‬بيروت‬
‫الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون تاريخ ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص‪. 839‬‬
‫‪ )4‬المحلى باآلثار ‪ ،‬إبن حزم ‪ ،‬دار إبن حزم ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪. 881‬‬

‫‪9‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تعريف الشافعية‬
‫(‪)1‬‬
‫هي ما يبذ ل للقاضي ليحكم بغير الحق أو ليمتنع من الحكم بالحق ‪.‬‬
‫لفظ ما يدل على عموم البذل‪ ،‬سواء كان ماال أو غيره ‪.‬‬
‫خص البذل الذي يعتبر رشوة بما يقدم للقاضي فقط ‪ ،‬وهذا التخصيص ينفي الشمولية عن‬
‫التعريف ‪ ،‬وأن البذل الذي يعتبر رشوة هو ما بذل ليحكم له بغير الحق أو اإلمتناع عن‬
‫الحكم بالحق بخالف ما لو أعطاه ليحكم له بالحق فال يسمى رشوة ‪.‬‬
‫وفي حاشية البجيرمي ‪ :‬إن قوله ليحكم بغير الحق أفهم أنه لو رشا ليحكم له بالحق‬
‫(‪)2‬‬
‫جاز الدفع‪ ،‬وحرم األخذ ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬تعريف الحنابلة‬


‫(‪(3‬‬
‫الرشوة ما يعطى للمرتشي بعد طلبه له ‪.‬‬
‫وما يعطى لفظ عام يد ل على أن الرشوة أعم من أن تكون ماال أومنفعة ‪.‬‬
‫المرتشي ‪ :‬يدل على كل مرتش‪ ،‬سواء كان حاكما أو موظفا أو زعيما أو من بيده‬
‫مصلحة لآلخرين ‪.‬‬
‫بعد طلبه له ‪ :‬قيد أخرج كل ما يعطى قبل الطلب حيث حصر معنى الرشوة بالطلب ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬تعريف الظاهرية‬


‫(‪.)4‬‬
‫هي ما أعطاه المرء ليحكم له بباطل أوليولي والية‪ ،‬أو ليظلم له إنسانا‬
‫ما أعطاه ‪ :‬لفظ عام في كل عطاء سواء كان ماال أو غيره ‪.‬‬
‫المرء ‪ :‬كل إنسان سواء كان مكلفا أو غير مكلف مسلما أوغير مسلم ‪.‬‬
‫أو ليولي و الية ‪ :‬أي أن العطاء ليولي الشخص والية سواء كانت في القضاء أو‬
‫الوظيفة العامة يعتبر رشوة ‪.‬‬

‫‪ )1‬اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ‪،‬دمحم الشربيني ‪،‬طبعة األخيرة‪ ،‬مطبعة المصطفى البابي الحلبي ‪8318،‬م ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‪.928‬‬
‫‪ )2‬حاشية البجيرمي على الخطيب‪ ،‬سليما ن ‪ ،‬دار المصطفي ‪8971 ،‬هـ‪8318‬م ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‪. 992‬‬
‫‪ )3‬البهوتي منصور بن يونس ‪ ،‬كاشف القناع عن متن اإلقناع ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪8118 ،‬هـ ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 986‬‬
‫‪ )4‬المحلى باآلثار ‪ ،‬إبن حزم ‪ ،‬دار إبن حزم ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.881‬‬

‫‪10‬‬
‫ليظلم له إنسانا ‪ :‬اي أن العطاء ألي إنسان من أجل ظلم إنسان آخر يعتبر رشوة‪ ،‬وهذا‬
‫يظهر إذا كان العطاء لذي سلطان يتمكن من خالله أن يوقع ظلما على غيره‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تعريف الرشوة في القانون الوضعي ‪.‬‬


‫وهي اإلتجار بأعمال الوطيفة‪ ،‬أو الخدمة التي يقوم بها لصالح العام‪ ،‬وذلك لتحقيق‬
‫مصلحة خاصة له‪ ،‬وعلى ذلك تتمثل في انحراف الموظف في أدائه ألعمال وظيفته عن‬
‫الغرض المستهدف من هذا األداء وهو المصلحة العامة‪ ،‬من أجل تحقيق مصلحة‬
‫)‪(1‬‬
‫شخصية له وهي الكسب غير المشروع من الوظيفة‬
‫والرشوة بمعناها العام هي اتفاق بين شخصين يعرض أحدهما على اآلخر عطية أو وعدا‬
‫بعطية أو فائدة فيقبلها ألداء عمل أو اإلمتناع عن عمل يدخل في أعمال وظيفته أو‬
‫مأموريته ‪ ،‬فالرشوة تستلزم وجود شخصين موظف عام أو قاض أو عامل يطلب أو يقبل‬
‫عطية أوعدا أو يتلقى هبة أوهدية أوأية منافع أخرى مقابل قيامه بعمل أو امتناعه من‬
‫أعمال وظيفته ‪ ،‬سواء كان مشروعا أو غير مشروع وإن كان خا رجا عن اختصاصاته‬
‫الشخصية إال أن من شانه أو كان من الممكن أن يسهله له‪.‬‬

‫‪ )1‬شرح قانون العقوبات القسم الخاص‪،‬للجرائم المضرة للمصلحة العامة ‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪:‬دار المطبوعات الجامعية ‪،‬‬
‫‪ ، 2111‬ص‪22‬‬

‫‪11‬‬
‫المطب الثاني أطراف جريمة الرشوة‬
‫تستلزم جريمة الرشوة وجود شخصين على األقل‪ ،‬هما ‪ :‬الراشي ‪ ،‬والمرتشي‪ ،‬وهناك‬
‫طرف ثالث وهو الرائش أو الوسيط ‪ ،‬وسنوضح فيما يلي مفهوم كل منهم على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الراشي‬
‫وهو دافع الرشوة‪،‬وهو المحفز األول لقيامها‪ ،‬ألنه صاحب الحاجة‪ ،‬وصاحب الحاجة‬
‫شغوف على قضاء حاجته‪ ،‬وألجل ذلك فهو يبذل المال ‪.‬‬
‫ي َوال ُم ْرتَش َ‬
‫ِي فِي‬ ‫سلَّ َم َّ‬
‫الرا ِش َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرةَ قَا َل‪« :‬لَعَنَ َر ُ‬
‫سو ُل َّ‬
‫ّللاِ َ‬ ‫َ‬
‫‪(1) .‬‬
‫ال ُح ْك ِم»‬
‫وقد جاء في النهاية البن األثير‪ :‬الراشي من يعطي الذي يعينه على الباطل‪،‬والمرتشي‬
‫(‪)2‬‬
‫اآلخذ ‪.‬‬
‫وال تميز الشريعة بين الراشي والمرتشي في إتمام فعل الرشوة‪ ،‬بل يعتبر كل منهما‬
‫فاعال أصليا ومساويا للطرف اآلخر في المسئولية ‪.‬‬
‫ألن الرسول ملسو هيلع هللا ىلص سوى بين الراشي والمرتشي في اللعن وفي الجزاء‪.‬‬
‫وورود ذكر الراشي قبل المرتشي في جميع األحاديث التي ذكرت فيهاالرشوة‬
‫إن لم يشهد على تقد يم الراشي على المرتشي في العقوبة فإنه يشهد على األقل على‬
‫التسوية بينهما في المسئولية ومن ثم استحقا معا اللعن والدخول في النار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المرتشي‬
‫وهو قابل الرشوة وهو الذي يرتشي ليحكم بغير حق‪ ،‬أو ليوقف الحق عن صاحبه‪ ،‬وهو‬
‫الركن األساسي في جريمة الرشوة ‪.‬‬

‫‪ )1‬أخرجه الترمذي في سننه ‪ ،‬ط‪ 2‬د مصطفى البابي الحلبي ‪8931 ،‬هـ ‪8371 ،‬م‪،‬ج‪، 9‬ص‪ 684‬قال الترمذي حديث حسن ‪.‬‬
‫‪ )2‬إبن األثير ‪ ،‬النهاية ‪ ،‬دار المكتبة العلمية ‪8933 ،‬هـ ‪ ، 8373 -‬ج‪ ، 2‬ص‪226‬‬

‫‪12‬‬
‫إذ ال يتصور وجود الرشوة دون مرتش‪ ،‬وقد جاء ذكره في األحاديث تاليا للراشي‪.‬‬
‫ويتمثل فعل الراشي في أنه يأخذ من أحد الخصمين أو كليهما‪ ،‬ليحكم له بباطل‪ ،‬أو يمتنع‬
‫من الحكم بالحق للمحق حتى يعطيه‪ ،‬وهو ما يشكل عنصر الضرر ‪.‬‬
‫والعلة في تحريم الرشوة‪ ،‬ألنه في كالالحالتين يلحق الضرر بأحد الخصمين فضال عن‬
‫المتاجرة بجاهه واإلستغالل بسلطته‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬الرائش أو الوسيط‬
‫وهو شخص ثالث يسعى إلى إتمام اإلتفاق بين الراشي والمرتشي‪ ،‬ففي الحديث الشريف‬
‫ش " يَ ْع ِني‪ :‬الَّذِي َي ْمشِي‬
‫الرائِ َ‬ ‫ي َو ْال ُم ْرتَش َ‬
‫ِي َو َّ‬ ‫سلَّ َم َّ‬
‫الرا ِش َ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫" لَ َعنَ َر ُ‬
‫سو ُل هللاِ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫بَ ْينَ ُه َما‪.‬‬
‫وقد عبر عن دور الرائش ابن األثير وأصدق في تعبيره عند ما قال‪ :‬الرائش الذي يسعى‬
‫(‪)2‬‬
‫بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا ‪.‬‬
‫فهو السفير الذي يسعى بين الطرفين ويقرب وجهات النظر‪ ،‬لهذا فإن الشريعة اإلسالمية‬
‫قد سوت بينهم باعتبارهم شركاء بغض النظر عن مقدار هذه الشراكة‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الفرق بين جريمة الرشوة والهدية‬


‫جريمة الرشوة من أخطر الجرائم المرتبطة باألموال والمصالح العامة ‪ ،‬وتوجد بعض الجرائم‬
‫التي تشابه جريمة الرشوة فال بد من تمييزها عما يشابهها ومنها الهدية ‪.‬‬
‫وسنتطرق في هذا المطلب إلى تعريف الهدية ثم بيان حكمها ثم إلى الفرق بينها وبين الرشوة‪.‬‬
‫وهي العطية و اصطالحا هي تمليك في الحياة بال عوض ‪.‬‬
‫والهبة والعطية والهدية والصدقة معانيها متقاربة ‪ ،‬وكلها تمليك في الحياة بغير عوض ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫واسم العطية شامل لجميعها ‪.‬‬

‫‪ )1‬أخرجه أحمد في مسنده ‪ ،‬ط ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪8428 ،‬هـ ‪2118-‬م ‪ ،‬ج‪ ، 97‬ص‪ 11‬حكم الحديث صحيح لغيره دون قوله ‪:‬‬
‫والرائش وهذا إسناد ضعيف ‪.‬‬
‫‪ )2‬النهاية ‪ ،‬إبن األثير ‪ ،‬مرجع سابق نفسه ‪ ،‬ص ‪. 226‬‬
‫‪ )3‬النووي ‪ ،‬وآخرين ‪ ،‬المجموع ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬ج‪ ، 81‬ص‪. 971‬‬

‫‪13‬‬
‫وقال ابن تيمية‪ :‬الهدية ما يقصد به إكرام شخص معين إما لمحبته وإما لصداقة‬
‫(‪)1‬‬
‫وإما لطلب حاجة ‪.‬‬
‫فالهدية من األموراإلجتماعية التي تجلب المودة بين المهدي والمهدى له ‪ ،‬وهي صفة‬
‫مشتركة بين شعوب العالم ‪.‬‬

‫حكم الهدية‪.‬‬
‫وهي مشروعة ومندوبة‪ ،‬فقد أمر بها الشارع الكريم وحث عليها‪.‬‬

‫والدليل على ذلك قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐﲓﲔﲕ ﲗ‬


‫ﲖﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞ‬

‫(‪)2‬‬
‫ﲟ ﲠﲡﱠ ‪.‬‬

‫تفيد هذه اآلية الكريمة أن للمرأة التصرف في مالها وأن هبتها لزوجها وغيره صحيحة‬
‫ومشروعة بشرط أن تطيب نفسها ال بإكراه‪.‬‬
‫وقد حكي في القرءان الكريم قول ملكة سبأ" بلقيس"حين خافت من سليمان عليه السالم‬
‫(‪)3‬‬
‫ﱡﭐﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﱠ‬

‫فهذه اآلية تدل على مشروعية اإلهداء في األمم الخالية ‪.‬‬


‫ومن السنة الشريفة قوله ملسو هيلع هللا ىلص‬
‫سلَّ َم قَا َل‪َ « :‬يا نِ َ‬
‫سا َء ال ُم ْس ِل َماتِ‪،‬‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ّللاُ َع ْنهُ‪َ ،‬‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ َ‬ ‫ي َّ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َر ِ‬
‫ض َ‬ ‫َ‬
‫(‪.)4‬‬
‫ارتِ َها‪َ ،‬ولَ ْو فِ ْرسِنَ شَاة»‬ ‫الَ تَ ْح ِق َر َّن َج َ‬
‫ارة ٌ ِل َج َ‬
‫معنى الحديث ال تمنع جارة من الهدية لجارتها الموجود عندها الستقالله بل ينبغي أن‬
‫تجود لها بما تيسر وإن كان قليال فهو خير من العدم ‪.‬‬

‫‪)1‬الفتاوي الكبرى ‪ ،‬إبن تيمية ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪8411 ،‬هـ ‪8317‬م ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪. 811‬‬
‫‪ )2‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 4‬‬
‫‪ )3‬سورة النمل ‪ ،‬االية ‪. 91‬‬
‫‪ (4‬دمحم بن إسماعيل ‪ ،‬صحيح البخاري ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار طوق النجاة ‪8422 ،‬هـ ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص‪. 819‬‬

‫‪14‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫سلَّ َم قَا َل‪ " :‬تَ َهاد ُوا تَ َحابُّوا "‪.‬‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ ‪َ ,‬‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ َ‬ ‫َ‬
‫فالهدية تزرع في القلوب المحبة واأللفة ‪ ،‬وتزيل العداوة والشحناء ‪.‬‬
‫سلَّ َم قَا َل‪« :‬لَ ْو د ُ ِعيتُ ِإلَى ذ َِراع‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫ع َل ْي ِه َو َ‬ ‫ع ِن النَّ ِبي ِ َ‬ ‫ّللاُ َع ْنهُ‪َ ،‬‬
‫ي َّ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َر ِ‬
‫َ‬
‫ع لَقَبِ ْلتُ »‬
‫ي ذ َِراعٌ أ َ ْو ُك َرا ٌ‬ ‫أ َ ْو ُك َراع َأل َ َجبْتُ ‪َ ،‬ولَ ْو أ ُ ْهد َ‬
‫(‪. )2‬‬
‫ِي إِلَ َّ‬
‫ع ْنهُ‪ ،‬قَا َل‪َ :‬كانَ‬ ‫ي َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ض َ‬‫وكان رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص إذا أتي بطعام سأل عنه ‪َ :‬ع ْن أَبِي ُه َري َْرة َ َر ِ‬
‫صدَقَةٌ؟»‪ ،‬فَإ ِ ْن قِي َل‬‫ع ْنهُ‪« :‬أ َ َه ِديَّةٌ أ َ ْم َ‬
‫سأ َ َل َ‬ ‫ُ‬
‫ي بِ َ‬
‫طعَام َ‬ ‫سلَّ َم إِذَا أتِ َ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ّللاِ َ‬‫سو ُل َّ‬ ‫َر ُ‬
‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ب ِبيَ ِد ِه َ‬‫ض َر َ‬ ‫ص َحابِ ِه‪ُ « :‬كلُوا»‪َ ،‬ولَ ْم يَأ ْ ُك ْل‪َ ،‬وإِ ْن قِي َل َه ِديَّةٌ‪َ ،‬‬ ‫صدَقَةٌ‪ ،‬قَا َل ِأل َ ْ‬‫َ‬
‫(‪. )3‬‬
‫سلَّ َم‪ ،‬فَأ َ َك َل َم َع ُه ْم‬
‫َو َ‬
‫ما ذا نستفيد من هذا الحديث ؟‬
‫ويتضح من هذا الحديث‬
‫أن قبول الهدية من الرعية كان أمرا جائزا للرسول ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ،‬وليس من الممكن أن يميل في‬
‫الحكم بسب الهدية لعصمته بخالف غيره من الوالة‪.‬‬

‫حكم هدايا العمال والموظفين ‪.‬‬


‫والمراد بها ما يقدم للموظف والعامل من هدية ألجل وظيفته ‪.‬‬
‫ويعرف به عند العلماء هدايا العمال"والهدية غالبا ما يقصد به ميل قلوب الموظفين‬
‫والعمال لتسهيل األعمال فيحرم أخذها وقبولها‪.‬‬
‫ولما رد عمر بن عبد العزيز الهدية‪ ،‬قيل له‪ :‬كان رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقبلها‪،‬فقال‪ :‬كانت الهدية‬
‫(‪)4‬‬
‫في زمن رسول هللا صلى هللا عليه هدية واليوم رشوة ‪.‬‬
‫ألنه يتقرب إليه لنبوته ال لواليته ‪ ،‬ونحن يتقرب إلينا للوالية ‪.‬‬

‫‪ (1‬أبو بكر البيهقي ‪ ،‬سنن الكبرى ‪ ،‬ط ‪ ، 9‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ت ‪8424‬هـ ‪2119 -‬م ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪. 211‬‬
‫‪ (2‬البخاري ‪ ،‬صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص‪. 819‬‬
‫‪ (3‬البخاري ‪ ،‬صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص ‪. 811‬‬
‫‪ )4‬البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪. 813‬‬

‫‪15‬‬
‫سلَّ َم َر ُج ًال‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫ع َل ْي ِه َو َ‬ ‫ي َ‬ ‫ع ْنهُ‪ ،‬قَا َل‪ :‬ا ْست َ ْع َم َل النَّ ِب ُّ‬ ‫ي َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫سا ِعدِي ِ َر ِ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُح َميْد ال َّ‬ ‫َ‬
‫ِي ِلي‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫صدَقَ ِة‪ ،‬فَلَ َّما قَد َِم قَا َل‪َ :‬هذَا لَ ُك ْم َو َهذَا أ ُ ْهد َ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ِمنَ األ َ ْزدِ‪ ،‬يُقَا ُل لَهُ اب ُْن األُتْ ِبيَّ ِة َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ظ َر يُ ْهدَى لَهُ أ َ ْم الَ؟»‬ ‫ت أ ُ ِم ِه‪َ ،‬فيَ ْن ُ‬‫ت أَ ِبي ِه أ َ ْو َب ْي ِ‬
‫س ِفي َب ْي ِ‬ ‫« َف َه َّال َجلَ َ‬
‫فهذا الحديث يدل على أن العامل ال يجوز له أن يقبل هدية من أهل عمله ‪،‬‬
‫وعلة التحريم أن تعزز األمير ومنعته بالجند والمسلمين ال بنفسه فكانت الهدية لجماعة‬
‫المسلمين بمنزلة الغنيمة فإذا استبد بها كان ذلك خياينة وغلوال‪.‬‬
‫بخالف هدايا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فإن تعززه ومنعته كانت بنفسه ال بالمسلمين‪.‬‬
‫سلَّ َم قَا َل‪:‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫ع ْن َر ُ‬
‫سو ِل َّ‬
‫ّللاِ َ‬ ‫ع ِن اب ِْن َعبَّاس‪َ ،‬‬
‫وروى الطبراني في الكبير َ‬
‫غلُو ٌل»‪.‬‬ ‫« ْال َه ِديَّةُ ِإلَى ْ ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫اإل َم ِام ُ‬
‫‪‬وروى ابن عساكر عن عبد هللا بن سعد عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص أنه قال ‪ :‬هدايا السلطان سحت‬
‫(‪)3‬‬
‫وغلول‬
‫)‪(4‬‬
‫وعن جابر رضي هللا عنه أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص قال ‪:‬هدايا األمراء غلول‬
‫وجه الداللة من األحاديث السابقة أن أخذ الهد ية يشبه أخذ المال من الغنيمة ‪ ،‬واألخذ من‬
‫الغنيمة فبل تقسيمه محرم باإلجماع ‪ ،‬فتكون هدية الوالي حراما ‪.‬ويجوز لإلمام ونحوه‬
‫قبول الهدية إذا كانت بعيدة كل البعد عن الدفع ألجل المنصب والوالية أوقضاء حاجة‬
‫تتعلق بشؤون الوالية ‪ ،‬وأما إذا كانت ألجل المنصب أو قضاء حاجة حاضرة أومستقبلة‬
‫فال يجوز له قبولها لألحاديث السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪ )1‬البخاري ‪ ،‬صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ج‪ ، 8‬ص‪،899‬‬


‫‪ )2‬سليمان بن أحمد الطبراني ‪ ،‬المعجم الكبير ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة ابن تيمية ‪ ،‬ت‪8481‬هـ‪8334،‬م ‪ ،‬ج‪، 88‬ص‪. 833‬‬
‫‪ )‬علي بن الحسن بن هبة هللا بن عساكر الدمشقي ‪ ،‬ولد في غرة المحرم من سنة ‪43‬هـ الموافق ‪89‬سبتمبر ‪8811‬م ‪ .‬وتوفي‬
‫سنة ‪178‬هـ الموافق ‪21‬يناير ‪ 8876‬م ‪ ،‬ودفن في مقبرة باب الصغير له مؤلفات كثيرة منها‪:‬كشف المغطي في فضل الموطأ ‪،‬‬
‫تعزية المسلم عن أخيه ‪.‬‬
‫‪ )3‬عالء الدين علي بن حصام الدين ‪ ،‬كنز العمال في سنن األقوال واألفعال ‪ ،‬ط‪ 1‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ت‪8418‬هـ ‪8318‬م ‪ ،‬ج‪، 6‬‬
‫ص‪881‬‬
‫‪ )4‬عالء الدين ‪ ،‬كنز العمال ‪ ،‬مرجع سابق نفسه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الكوة(‪.)1‬‬ ‫وقيل ‪:‬إذادخلت الهدية من الباب خرجت األمانة من‬
‫تطايرت األمانة من كواها (‪.)2‬‬ ‫قال الشاعر ‪ :‬إذا أتت الهدية دار قوم‬
‫والفرق بين الرشوة والهدية يتضح فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ )8‬الهدية ال شرط في بذلها‪،‬والرشوة مشروطة بعوض غير شرعي‪.‬‬
‫‪ )2‬القصد ‪ ،‬فالراشي يقصد إلى إبطال حق أو تحقيق باطل بينما المهدي يقصد‬
‫استجالب المودة‪،‬والمعرفة واإلحسان‪.‬‬
‫‪ )9‬بذل الرشوة أو اشتراطها يسبق العمل‪،‬والهدية تكون بعده‪.‬‬
‫‪ )4‬الهدية من المكاسب الطيبة التي أمر بها الشارع ‪ ،‬والرشوة من المكاسب الخبيثة‬
‫التي حذر بها الشارع‪.‬‬

‫‪ )1‬دمحم بن أحمد السرخسي ‪ ،‬المبسوط ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬ت‪8484 ،‬هـ ‪8339 -‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 86‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ )2‬أبو بكر دمحم بن دمحم الطرطوشي ‪ ،‬سراج الملوك ‪ ،‬ت ‪8213 ،‬هـ‪8172 -‬م ‪ ،‬ص ‪. 844‬‬

‫‪17‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬أركان جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية‬
‫الوضعي‪.‬‬ ‫وفي القانون‬
‫المطلب األول‪ :‬صفة الجاني ‪.‬‬
‫يشترط في المرتشي أن يكون موظفا عموميا‪ ،‬ويطلق على هذا الركن (الجانب المفترض‬
‫لجريمة الرشوة ) ألنه يتمثل في صفة ينبغي توافرها في الجاني قبل إقدامه على ارتكاب‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫تكررت كلمة الموظف العام في كتب القوانين ‪.‬‬
‫و الموظف العام هو الشخص الذي يقوم بصفة قانونية بعمل دائم في خدمة مرفق عام‬
‫(‪)1‬‬
‫تديره الدولة أوأحد األشخاص المعنوية العامة عن طريق اإلستغالل المباشر‪.‬‬
‫فمدلول الموظف العام يشمل كل شخص له أجر من أي إدارة حكومية مثل الهيئات‬
‫والمؤسسات العامة ‪ ،‬وينطبق على كبار الموظفين وضغارهم ‪،‬سواء كانوا مدنيين‬
‫أوعسكريين أو قضاة ‪.‬‬
‫ويشمل أيضا من يعمل في األقاليم والمجالس البلدية واإلدارة ومصلحة معاشات التقاعد‬
‫(‪)2‬‬
‫ومصلحة الخدمات الكهربائية ‪.‬كما يخضع له العاملون في الهيئات المستقلة ‪.‬‬
‫كما ينطبق على المحكمين والخبراء المعينين من قبل الحكومة واألطباء والشاهد‬
‫والمترجم‬
‫تعريف الموظف العمومي في قانون العقوبات الصومالي‬
‫ويعتبر موظفا عموميا كل من يمارس عمال عاما تشريعيا أو إداريا أو قضائيا باسم‬
‫الدولة ولمصلحتها في هيئة عامة بصفة دائمة أو مؤقتة سواء كان مجانا أو مقابل أجرة‬
‫(‪)3‬‬
‫إراديا أو إجباريا ‪.‬‬

‫‪ )1‬صالح عبد العزيز المطرودي‪ ،‬جرائم الرشوة ‪ ،‬الرياض‪ ،‬ت ‪8411‬هـ ‪8311 -‬م‪ ،‬ص ‪. 26‬‬
‫‪ )2‬عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي‪ ،‬نظام مكافحة الرشوة ‪،‬ط األولى ‪،‬ت ‪،8411‬هـ‪8311 -‬م ‪ ،‬ص ‪. 872‬‬
‫‪ )3‬قانون العقوبات الصومالي لسنة ‪8369‬م ‪ ،‬ص‪. 889‬‬

‫‪18‬‬
‫وعرف القانون اإليطالي في المادة ‪ 971‬منه بالموظفين العموميين ‪ :‬بأنهم األشخاص‬
‫الذين تستخدمهم الدولة أو الهيئات العامة بصفة دائمة أو مؤقتة ‪ ،‬للقيام بعمل تشريعي أو‬
‫إداري أو قضائي ‪ ،‬وكل شخص آخر يؤدي عمال تشريعيا أو إداريا أو قضائيا بصفة‬
‫(‪)1‬‬
‫دائمة أو مؤقتة بمكافئة أو بغير مكافئة ‪ ،‬باختياره أو بموجب التزام ‪.‬‬
‫فالقانون الصومالي واإليطالي يتفقان في تعريف الموظف العمومي ‪ ،‬في كونه يعمل‬
‫باسم الدولة ولمصلحتها ال لمصلحته الخاصة ‪ ،‬في الهيئات العامة سواء كان عامال‬
‫بأجرة أم بغير أجرة باختياره أم بإجبار من الدولة بصفة دائمة أو مؤقتة ‪.‬‬
‫كما أن القانون الفرنسي عرف الموظف العام بقوله ‪ :‬الموظف العمومي هو الشخص‬
‫الذي يكلف من قبل السلطة اإلدارية بالقيام بخدمة في مرفق عام أو مصلحة عمومية (‪. )2‬‬
‫وهذا التعريف فيه قصور بالنسبة لماقبله من التعريف الصومالي واإليطالي ‪ ،‬ألنه لم‬
‫يتعرض بكونه يعمل بأجرة أو مجانا وبكونه يمارس عمله باختياره أو بإلزام السلطة ‪،‬‬
‫وبكون عمله بصفة دائمة أو مؤقتة‪.‬‬
‫أما تعريف الموظف العام في الفقه الجنائي ‪ :‬بأنه يعد موظفا عاما من يعين بقرار من‬
‫السلطة المختصة في إحدى وزارات الحكومة أو مصالحها أو من في وحدة من وحدات‬
‫اإلدارة المحلية ‪،‬سواء كانت وظيفة دائمة أو مؤقتة ‪ ،‬وتكون الوظيفة مؤقتة إذا كانت‬
‫تقتضي القيام بعمل مؤقت ينتهي في زمن محدد ‪ ،‬أو كانت لغرض محدد وال يدخل‬
‫األجر عنصرا في الوظيفة (‪. )3‬‬
‫هذا ويشترط العتبار الشخص موظفا عموميا شرطان هما ‪:‬‬
‫‪ -8‬أن يكون قائما بعمل دائم – فالمعيار في تحديد كون الوظيفة دائمة أم ال هو بحسب‬
‫الوظيفة على أن يكون لها درجة في ميزانية الدولة وأن تكون داخلة في التدرج الهرمي‬

‫‪ )1‬قانون العقوبات الصومالي لسنة ‪8369‬م ‪ ،‬مادة ‪ ، 241‬ص ‪. 38‬‬


‫‪ )2‬جرائم الرشوة ‪ ،‬أنور العمروسي وأمجد العمروسي ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬ت ‪8338‬م ‪ ،‬ص‪. 3‬‬
‫‪ )3‬جرائم الرشوة ‪ ،‬العمروسي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 88‬‬

‫‪19‬‬
‫وال يشترط للموظف أن يتقاضى راتبا عن عمله من خزانة الدولة ‪ ،‬ألن الراتب ليس من‬
‫الخصائص الالزمة للوظيفة العامة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يقوم بهذا العمل الدائم في خدمة مرفق عام تديره سلطة إدارية ‪ ،‬سواء أكانت هذه‬
‫السلطة هي اإلدارة المركزية أو المحلية ‪ ،‬وال يشترط في الموظف العام أن يكون معينا ‪،‬‬
‫فيصح أن يكون منتخبا ‪ ،‬فتعتبر وكيل إدارة البضائع بالسكك الحديدية موظفا عاما ألنه‬
‫تابع إلحدى جهاز الحكومة اإلدارية ‪.‬‬
‫وال يشترط في المرتشي في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬أن يكون حاكما أو قاضيا أو موظفا‬
‫عموميا فقط ‪ ،‬ولم يقتصر جمهور الفقهاء غير الشافعية في تعريفاتهم للرشوة على ما‬
‫يعطى للحاكم‪ ،‬بل أطلقوها بقولهم‪ :‬ما يعطى للحاكم وغيره‪ .‬فمن الممكن أن تأتي الرشوة‬
‫من أي فرد من أفراد الجتمع‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الركن المادي لجريمة الرشوة‬
‫يتمثل الركن المادي لجريمة الرشوة في نشاط صادر عن المرتشي‪ ،‬يعبر فيه عن رغبته‬
‫في اإلرتشاء من أعمال وظيفته ‪.‬‬
‫ويتحقق هذا النشاط بطلب الموظف العام أو قبوله أو أخذه فائدة أو عطية أو وعدا بها ‪،‬‬
‫في مقابل أدائه أو امتناعه عن عمل من أعمال وظيفته ‪،‬أو يزعم أو يعتقد خطأ‬
‫اختصاصه به (‪.)1‬‬
‫فالركن المادي للرشوة يتكون من ثالثة عناصر وهي ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬نشاط يقوم به الجاني ويتخذ صورة طلب أوقبول أوأخذ أو وعد بها ‪.‬‬
‫ب‪ .‬موضوع ينصب عليه هذا النشاط ‪ ،‬ويتخذ صورة فائدة ‪.‬‬
‫ج‪ .‬مقابل لهذه الفائدة ‪.‬‬
‫ويتمثل في تعهد الموظف القيام بعمل أو اإلمتناع عنه من أعمال وظيفته ‪.‬‬

‫العنصر األول‬
‫ويتمثل في صورة طلب ‪،‬أو قبول ‪ ،‬أوأخذ ‪.‬‬
‫الطلب‪ :‬هو مبادرة الموظف العام بطلب مقابل نظير قيامه بأداء عمل من أعمال وظيفته‪،‬‬
‫أو اإلخالل من واجب من واجبات وظيفته‪ ،‬يستوي في ذلك أن يكون المقابل ماديا أو‬
‫غير مادي‪ ،‬أو أن يكون الطلب له أو لغيره‪ ،‬ويعد الطلب أخطر صور الرشوة‪ ،‬وهو‬
‫كاف بذاته إل حداث جريمة الرشوة (‪.)2‬‬

‫القبول‪ :‬هو تعبير عن إرادة متجهة إلى تلقي المقابل في المستقبل نظير القيام بالعمل‬

‫الوظيفي ‪،‬واليشترط لصدورالقبول شكل خاص‪،‬إذ يمكن أن يصدرمشافهة أو كتابة أو‬


‫(‪)3‬‬
‫باإلشارة أو بأي وسيلة أخرى من وسائل التعبيركما يمكن أن يكون صريح أوضمنيا‪.‬‬

‫‪ )1‬عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي‪ ،‬نظام مكافحة الرشوة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.869‬‬
‫‪2‬‬
‫) إبراهيم بن صالح بن حمد الرعوجي ‪ ،‬التدا بير الؤقائية ‪ ،‬ت ‪ 1121‬هـ ‪ ، 2003‬ص ‪. 00‬‬
‫‪ )3‬أنور العمروسي ‪ ،‬أمجد العمروسي ‪ ،‬جرائم الرشوة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 226-221‬‬

‫‪21‬‬
‫األخذ‪ :‬هو التناول الفوري للفائدة أو العطية ‪ ،‬ولألخذ صور متعددة ‪ ،‬فقد يكون حقيقيا‬

‫وذلك باست الم الموظف لفائدته شخصيا‪ ،‬وقد يكون عن طريق وسيط ‪ ،‬وقد يتم إرسال‬
‫الفائدة بوسيلة ما إلى منزل المرتشي ‪ ،‬ويتسلمها خاد مه أو زوجته أو أحد من أبنائه‪،‬وقد‬
‫يتم إرسالها عن طريق البريد‪،‬مع علم الموظف بواقعة األخذ‪ ،‬وقد يكون األخذ رمزيا‪،‬‬
‫كأن يسلم الراشي مفتاح سيارته أو مفتاح العقار أو المستندات المثبتة لحقه على هذه‬
‫األشياء ‪،‬وقد يكون األخذ حكما ‪ ،‬وذلك عند إدخال الراشي مبلغا من نقود في درج‬
‫الموظف تحت علمه وبصره‪.‬‬

‫العنصر الثاني العطية أو الفائدة‬


‫تشمل كل ما يشبع حاجة للنفس أيا كان اسمها أو نوعها ‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫العطية ذات مدلول واسع‬

‫سواء كانت ماد ية أو معنوية ‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 88‬من نظام مكافحة الرشوة على أنه‬
‫يعتبر من قبيل الفائدة أو العطية في تطبيق هذا النظام كل فائدة أو ميزة يمكن أن يحصل‬
‫(‪)1‬‬
‫عليها المرتشي أيا كان نوع هذه الفائدة أو اسمها سواء كانت ماد ية أو غير مادية‬
‫فيمكن أن تكون في صو رة أشياء مادية يؤديها الراشي للموظف كنقود كما يمكن أن‬
‫تكون في صورة معنوية كالوعد بالترقية ‪ ،‬ونشر اسمه في لوحة الشرف ‪ ،‬أو في وسائل‬
‫اإلعالم ‪،‬وتوظيف ابنه أو أحد أقاربه كما يمكن أن تكون متعة جنسية ‪ ،‬وكأن يتزوج‬
‫(‪.)2‬‬
‫صاحب المصلحة ابنة الموظف الذميمة كشرط لقضاء مصلحته‬

‫العنصر الثالث مقابل الرشوة‬


‫ويتمثل هذا المقابل في ثالث صور‪ ،‬وتضاف إليها صورة رابعة هي المكافئة الالحقة ‪.‬‬

‫وتتمثل في قيام الموظف بأداءعمل من أعمال وظيفته ‪ ،‬أويزعم‬ ‫الصورة األولى‪:‬‬


‫أو يعتقد خطأ أنه من أعمال وظيفته ‪ ،‬سواء أكان عمال واحدا أو مجموعة من األعمال‬

‫‪ )1‬عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي ‪ ،‬نظام مكافحة الرشوة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪879‬‬
‫‪2‬‬
‫) مخفي دمحم ‪ ،‬جريمة الرشوة في ظل قانون الوقاية من الفساد ‪ ،‬ت ‪ 2020‬م ص‪. 11‬‬

‫‪22‬‬
‫وهذه الصورة هي الوجه اإليجابي لفعل الموظف ‪ .‬وهي اتجاه إرادة الموظف إلى القيام‬
‫بتنفيذ ما تم اإلتفاق عليه لصالح الطرف اآلخر (‪.)1‬‬

‫الصورة الثانية ‪:‬اإلمتناع عن عمل من أعمال الوظيفة‬


‫وهذه الصورة تعبر عن الوجه السلبي لفعل الموظف وهي امتناعه عن القيام بعمل يدخل‬
‫في اختصاصه ‪،‬أو يزعم أو يعتقد أنه من اختصاصه‪ ،‬وكان من شأن هذا اإلمتناع أ ن‬
‫يحقق مصلحة للراشي ‪،‬أويضر بخصومه ‪،‬كامتناعه عن الترخيص بفتح محل تجاري‬
‫)‪(2‬‬
‫ألحد منافسي الراشي‬

‫الصورة الثالثة ‪ :‬اإلخالل بواجب من واجبات الوظيفة‬


‫وتتحقق هذه الصورة بأن يتعمد المرتشي بوضع عقبات بعدم القيام بإجراء قد يضر‬
‫الراشي ‪ ،‬أو يعمل على تصعيب الشروط الالزمة إلصدار رخصة أو تصريح لشخص‬
‫آخر بغرض أن يستفيد الراشي من األضرار التي تلحق بمنافسه ‪ ،‬أويختلق مخالفات ضد‬
‫(‪)3‬‬
‫أحد منافسي الراشي‬

‫الرشوة الالحقة هي أن يؤدي الموظف عمال من أعمال وظيفته‬ ‫الصورة الرابعة ‪:‬‬
‫أويمتنع عنه أو يخل بواجبات وظيفته دون اتفاق سابق مع الراشي على الرشوة وعلى‬
‫(‪)4‬‬
‫أثر ذلك يتقاضى ثمن ما أداه من عمل أو امتناع أواخالل ‪. .‬‬

‫‪1‬‬
‫) جرائم االموال وجرائم الرشوة ‪ ،‬أنور وأمجد العمروسي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪230‬‬
‫‪ )2‬إبراهيم بن صالح بن حمد الرعوجي ‪ ،‬التدابير الوقائية ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ )3‬التدابير الوقائبة ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 67 ،‬‬
‫‪ )4‬أنور العمروسي ‪ ،‬أمجد العمروسي ‪ ،‬جرائم الرشوة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 299‬‬

‫‪23‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬الركن المعنوي لجريمة الرشوة‬
‫يقصد بالركن المعنوي القصد الجنائي ‪ ،‬ويعرف القصد الجنائي في الشريعة اإلسالمية‬
‫(‪)1‬‬
‫بأنه اتجاه نية الفاعل إلى الفعل أو الترك مع علمه بأن الفعل أو الترك محرم‪.‬‬
‫والقصد مطلوب في كل جريمة عمد ية ‪ ،‬ومن هنا قال الفقهاء ‪ :‬األمور بمقاصدها وهذه‬
‫القاعدة مستنبطة من قوله ملسو هيلع هللا ىلص « ِإنَّ َما األ َ ْع َما ُل ِب ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫ت»‪.‬‬
‫النيَّا ِ‬
‫ويعد القصد الجنائي أساس المسئولية في الشريعة اإلسالمية‬
‫ويتحقق القصد الجنائي للرشوة في القانون بتوافر عنصرين هما‪ :‬اإلرادة ‪ ،‬والعلم‪. )3( .‬إذ‬
‫يشترط أن تنصرف إرادة الموظف إلى الطلب أو القبول أو األخذ ‪ ،‬وال تتوافر هذه‬
‫اإلرادة إذا كان قصده من ذاك هو مجرد التظاهر بقبول الرشوة لإليقاع با لراشي أ و إذا‬
‫دس الراشي المبلغ في جيب الموظف دون علمه ‪ ،‬ود ون أن تتجه إرادته إلى أخذه‪.‬ففي‬
‫جريمة الرشوة ال بد أن يكون قصد المرتشي من أخذه الرشوة القيام بعمل أو اإلمتناع‬
‫عن عمل في مقابلة هذا العطاء (‪ . )4‬ويجب أن يكون القصد الجنائي معاصرا في وجوده‬
‫للنشاط المادي المكون للجريمة فتنتفي الجريمة إذا لم يكن القصد متوافرا بعنصريه وقت‬
‫األخذ أو القبول أو الطلب وال عبرة بتوافره في وقت الحق ‪.‬‬

‫‪ )1‬عبد القادر عودة ‪ ،‬كتاب التشريع الجنائي اإلسالمي وقانون الوضعي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ت ‪8911‬هـ ‪8361-‬م ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪413‬‬
‫‪ )2‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ج ‪ ،8‬ص ‪6‬‬
‫‪ (3‬أنور العمروسي ‪ ،‬وآخر‪ ،‬جرائم الرشوة ‪ ،‬سص ‪296‬‬
‫‪ )4‬صالح عبد العزيز المطرودي ‪ ،‬جرائم الرشوة ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪24‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬أسباب إنتشار الرشوة وطرق مكافحتها ‪.‬‬
‫تمهيد‬
‫الرشوة جريمة مالية ال ينبغي أن تنتشر في مجتمع إسالمي ‪ ،‬وإذا ظهرت يجب مكافحتها‬
‫لكن قيل ‪ :‬الوقاية خير من العالج ‪.‬‬
‫يحتوي هذا المبحث على مطلبين ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسباب انتشار جريمة الرشوة‪.‬‬


‫الرشوة هي آفة قديمة وحديثة تكاد ال يخلو منها أي مجتمع وهي نوع من أنواع الفساد‪،‬‬
‫وأسبابها متعددة وتختلف من ب يئة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر‪ ،‬وال يوجد في الحقيقة‬
‫أسباب تبيح لإل نسان الرتكاب هذه الجريمة بأي صورة من صورها‪.‬‬

‫ومن أسبابها ما يلي ‪:‬‬


‫‪ )8‬ضعف اإليمان وانعدام الوازع الديني‬
‫حيث إن ضعف اإليمان لدى طائفة من الموظفين والعمال ورجال الشرطة والقضاء‬
‫وغيرهم أفقدهم الضمير الحي المتقد بحيث ال يستطيعون مقاومة طغيان الراشي‬
‫والرائش من سماسرة الرشوة‪ .‬فالتربية الدينية وقوة الوازع الد يني خير مانع من ارتكاب‬
‫(‪)1‬‬
‫الجرائم وأفضل حجاب عن جريمة الرشوة ‪.‬‬
‫‪ )2‬الجهل بخطورة تعاطي الرشوة‬
‫فكثير من الناس يجهلون بخطورة الرشوة مع ما فيها من أكل أموال الناس بالباطل والذي‬
‫يجب أن يكون معلوما من الد ين بالضرورة‪.‬‬
‫‪ )9‬اإلستعجال على إنهاء المعامالت وقضاء الحاجات ‪.‬‬

‫‪ )1‬عبد هللا الطريقي ‪ ،‬جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪81 – 84‬‬

‫‪25‬‬
‫فبعض الجمهور يدفعهم اإلستعجال إلى تقديم الرشوة مع أنهم لو صبروا لكان خيرا لهم‬
‫(‪.)1‬‬
‫ان»‬
‫ط ِ‬ ‫ّللاِ َوال َع َجلَةُ ِمنَ ال َّ‬
‫ش ْي َ‬ ‫فقد روي عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أنه قال ‪« :‬األَنَاة ُ ِمنَ َّ‬
‫‪ )4‬التسويف والمماطلة ‪.‬‬
‫فكثير من الناس تدفعهم المماطلة والتسويف من بعض موظفي الدولة إلى دفع الرشوة‬
‫باعتبار أنها أ يسر الطرق فإذا احتاج المواطن الصومالي مثال إلى خد مة جواز سفر فال‬
‫يجد إال بعد انتظار مدة طويلة أو أن يدفع رشوة ‪.‬‬
‫‪ )1‬ضعف الرواتب والمعاشات ‪.‬‬
‫فالموظف الصومالي مثال ال يفي راتبه باحتياجه المعيشي وطمعه ألنه يحتاج إلى حرس‬
‫أومكان آمن يسكن مثل الفندق مع أن الشيخ التقليدي له وكذا العضو البرلما ني في‬
‫انتظار منه مع أنه يريد أن يشتري سيارة فاخرة أويبني قصرا في أ قصر مدة‪ ،‬كل هذه‬
‫العوامل تهيئ بعض األشخاص أن يرى أن الرشوة خير وسيلة للثراء السريع ‪.‬‬
‫‪ (6‬ضعف السلطة السياسية وانعدام الشفافية والمسائلة في العديد من المؤسسات ‪.‬‬
‫‪ (7‬ضعف الرقابة الداخلية وشكلية اإلشراف من الرؤساء ‪ ،‬وعدم متابعة األعمال‬
‫باستمرار‬
‫ويتمثل ذلك في ضعف الشخص المدير الذي يشغل منصب المدير في أي مؤسسة ‪ ،‬فإذا‬
‫فسدت اإلدارة فسد ما حولها ‪.‬‬
‫‪ (8‬عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب كما هو الحال في الصومال ألن‬
‫التوظيف ال يعتمد في األمانة والخبرة والوطنية بل لكونه من قبيلة فالن ومن حزب‬
‫فالن‪ ،‬يقول ابن تيمية‪ :‬على والة األ مور أن يؤدوا األما نا ت إلى أهلها ‪ ،‬وإ ذا حكموا‬
‫بين الناس أن يحكموا بالعدل ‪،‬وأنه ينبغي على من ولي أمرا من أمور المسلمين‬

‫‪ )1‬دمحم بن عيسى ‪ ،‬سنن الترمذي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪967‬‬


‫‪ )‬تقي الدين أبو اعباس أحمد بن عبد الحليل الحراني المشهور باسم إبن التيمية فقيه ومحدث ومفسر ولد سنة ‪668‬هجرية وتفي‬
‫سنة ‪ 721‬هجرية ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أن يولي على كل عمل من أعمال المسلمين أصلح من يجده لذلك العمل ‪،‬فإن عدل عن‬
‫ذلك ألجل قرابة أو والء أوصداقة أو موافقة في بلد أو مذهب أو طريقة أو رشوة يأخذها‬
‫(‪)1‬‬
‫في قوله‬ ‫من مال أو منفعة ‪ ،‬فقد خان هللا ورسوله والمؤمنين ‪ ،‬ودخل فيما نهي عنه‬
‫(‪)2‬‬
‫تعالى‪ :‬ﱡﭐﱕﱖﱗ ﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠ‪.‬‬

‫‪ (9‬الوصول إلى المناصب بغير صفة شرعية‬


‫فالذي يدفع الرشوة من أجل الوصول إلى موقع معين ‪ ،‬عند ما يصل إلى هذا الموقع ‪،‬‬
‫سوف يبدأ بالتفكير في استرجاع ما دفعه ‪ ،‬وبعد ذلك تدفعه متعة المال والطمع إلى طلب‬
‫المزيد ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬في طرق مكافحة الرشوة‬


‫أهم الطرق لمكافحة الرشوة كاآلتي ‪:‬‬

‫تقوم الشريعة اإلسالمية على رعاية مصالح الفرد والجماعة ؛ وذلك بتشريع كل‬ ‫أوال‪:‬‬
‫ما فيه منفعة في العاجل واآلجل ومنع كل ما فيه ضرر وشر في الدنيا واآلخرة ‪ ،‬ليحقق‬
‫لهم بذلك السعادة واألمن والطمأنينة ‪ ،‬ومن ذلك مكافحة جريمة الرشوة ‪ ،‬والوقاية من‬
‫جريمة الرشوة يتمثل في معرفة الحالل والحرام واتقاء الشبهات ‪ ،‬ومعرفة أن الظلم‬
‫ظلمات يوم القيامة ‪ ،‬وأن حقوق العباد شأنها خطير ال تكفرها العبادات والاألعمال‬
‫سلَ َمةَ‬
‫ع ْن َ‬
‫الصالحة ‪ ،‬وكان النبي ملسو هيلع هللا ىلص يأبى أن يصلي على من مات وفي ذمته حق لعبد ‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫ي‬‫سلَّ َم‪ ،‬إِ ْذ أتِ َ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ّللاُ َع ْنهُ‪ ،‬قَا َل‪ُ :‬كنَّا ُجلُو ً‬
‫سا ِع ْندَ النَّ ِبي ِ َ‬ ‫ي َّ‬ ‫ب ِْن األ َ ْك َوعِ َر ِ‬
‫ض َ‬
‫ش ْيئًا؟»‪،‬‬ ‫علَ ْي ِه دَي ٌْن؟»‪ ،‬قَالُوا‪ :‬الَ‪ ،‬قَا َل‪َ « :‬ف َه ْل ت َ َر َك َ‬ ‫ع َل ْي َها‪ ،‬فَقَا َل‪« :‬ه َْل َ‬ ‫ص ِل َ‬ ‫بِ َجنَازَ ة‪ ،‬فَقَالُوا‪َ :‬‬
‫علَ ْي َها‪ ،‬قَا َل‪:‬‬
‫ص ِل َ‬ ‫ّللاِ‪َ ،‬‬ ‫سو َل َّ‬ ‫ي ِب َجنَازَ ة أ ُ ْخ َرى‪ ،‬فَقَالُوا‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ُ‬ ‫صلَّى َ‬
‫علَ ْي ِه‪ ،‬ث ُ َّم أ ِت َ‬ ‫قَالُوا‪ :‬الَ‪ ،‬فَ َ‬
‫صلَّى َ‬
‫علَ ْي َها‪،‬‬ ‫ير‪َ ،‬ف َ‬ ‫ش ْيئًا؟»‪ ،‬قَالُوا‪ :‬ثَالَثَةَ دَنَا ِن َ‬ ‫علَ ْي ِه دَي ٌْن؟» ِقي َل‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬قَا َل‪َ « :‬ف َه ْل ت َ َر َك َ‬
‫«ه َْل َ‬

‫‪ )1‬إبن تيمية تقي الدين ‪ ،‬السياسة الشرعية ‪ ،‬ط ‪ ،‬وزارة الشئون اإلسالمية ‪ ،‬م المملكة السعودية ‪ ،‬ت ‪ 8481‬هـ ‪ ،‬ص ‪. 1‬‬
‫‪ )2‬سورة األنفال ‪67 ،‬‬

‫‪27‬‬
‫ش ْيئًا؟»‪ ،‬قَالُوا‪ :‬الَ‪ ،‬قَا َل‪َ « :‬ف َه ْل َ‬ ‫ي ِبالثَّا ِلث َ ِة‪ ،‬فَقَالُوا‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫علَ ْي َها‪ ،‬قَا َل‪« :‬ه َْل تَ َر َك َ‬
‫ص ِل َ‬ ‫ث ُ َّم أ ِت َ‬
‫علَ ْي ِه يَا‬ ‫اح ِب ُك ْم»‪ ،‬قَا َل أَبُو قَتَادَة َ َ‬
‫ص ِل َ‬ ‫ص ِ‬‫علَى َ‬ ‫صلُّوا َ‬
‫ير‪ ،‬قَا َل‪َ « :‬‬ ‫دَي ٌْن؟»‪ ،‬قَالُوا‪ :‬ثَالَثَةُ دَنَا ِن َ‬
‫صلَّى َ‬
‫علَ ْي ِه واإلسالم أوجب على المسلم طلب الكسب الحالل‬ ‫علَ َّ‬
‫ي دَ ْينُهُ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سو َل َّ‬
‫ّللاِ َو َ‬ ‫َر ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫والبحث عن لقمة العيش واإلعتماد على النفس ‪ ،‬وعدم النظر إلى ما في أيدي الناس ‪.‬‬
‫سلَّ َم‪ ،‬قَا َل‪َ « :‬ما أ َ َك َل أ َ َحد ٌ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ّللا َ‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫ع ْن َر ُ‬‫ع ْنهُ‪َ ،‬‬ ‫ّللاُ َ‬ ‫ي َّ‬ ‫ض َ‬ ‫الم ْقدَ ِام َر ِ‬
‫ع ِن ِ‬ ‫َ‬
‫سالَ ُم‪َ ،‬كانَ يَأ ْ ُك ُل ِم ْن‬
‫علَ ْي ِه ال َّ‬ ‫ي َّ‬
‫ّللاِ دَ ُاودَ َ‬ ‫ط‪َ ،‬خي ًْرا ِم ْن أ َ ْن يَأ ْ ُك َل ِم ْن َ‬
‫ع َم ِل يَ ِدهِ‪َ ،‬وإِ َّن َنبِ َّ‬ ‫طعَا ًما قَ ُّ‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ع َم ِل يَ ِد ِه»‪.‬‬
‫َ‬
‫ولقد سلك اإلسالم في عالجه للرشوة طرقا جديدة وصلت إلى مستوى حسم الجريمة ‪،‬‬
‫إن طبقت هذه الطرق واإلسالم قد وكل لولي األمر أن يجتهد في العقوبة الرادعة ‪ ،‬ذلك‬
‫أن عالج الرشوة لم يرد به حد معين ‪ ،‬فهو من قبيل التعزيريات ‪ ،‬وأمر التعزير متروك‬
‫لولي األمر ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دور العدالة لمكافحة الرشوة ‪.‬‬


‫لقد راعى اإلسالم العدالة في المجتمع من جميع النواحي ‪ ،‬وأعطى كل ذي حق حقه ‪،‬‬
‫دون حيف أو ميل أو تفضيل أحد على أحد ‪ ،‬كما حصل في عهد الخالفة الراشدة ‪ ،‬وفي‬
‫غيرها من بعض العهود الصالحة في التاريخ اإلسالمي ‪.‬‬
‫فإن إعطاء كل ذي حق حقه من الوسائل المفيدة لقطع دابر التفكير في الرشوة ‪ ،‬ألن من‬
‫أسباب انتشار الرشوة شعور الفرد بأنه أقل مستوى من غيره ‪ ،‬أو أنه حرم من حقه ‪ ،‬فإذا‬
‫أعطى ولي األمر عدالة التوزيع جانبا من اهتمامه ‪ ،‬حصل بذلك إيصال كل ذي حق حقه‬
‫وقامت عليه الحجة في تطبيق العقوبة التي يراها ولي األمر مناسبة له ‪.‬‬

‫‪ )1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص‪. 34‬‬


‫‪ )2‬البخاري ‪ ،‬صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص ‪. 17‬‬

‫‪28‬‬
‫وال شك أن اختيار الموظف الكفؤ الصالح خير وقاية من الرشوة ‪ ،‬وعلى ولي األمر أن‬
‫يجزل له العطاء حتى ال يفكر هذا الموظف في أن يأخذ من غيره شيأ عن طريق الرشوة‬
‫فهذا عمر بن الخطاب‪ – ‬رضي هللا عنه ‪ ،‬كان ينتقي خير من يرى ‪ ،‬ليكون عامال لذا‬
‫اس َح َوائِ َج‬ ‫أ َ َّن ِللنَّ ِ‬ ‫الر ِعيَّ ِة َح ْو ًال‪ ،‬فَإِنِي أ َ ْعلَ ُم‬
‫ير َّن ِفي َّ‬ ‫ّللاُ َأل َ ِس َ‬
‫شَا َء َّ‬ ‫ع َم ُر‪ :‬لَ ِئ ْن ِع ْشتُ ِإ ْن‬‫َقا َل ُ‬
‫ير ِإ َلى ال َّ‬
‫ش ِام‬ ‫فَأ َ ِس ُ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫صلُونَ ِإ َل َّ‬ ‫ي‪َ ،‬وأ َ َّما ُه ْم فَ َال َي ِ‬
‫فَ َال َي ْرفَعُونَ َها ِإلَ َّ‬ ‫ط ُع دُونِي‪ ،‬أ َ َّما ُ‬
‫ع َّمالُ ُه ْم‬ ‫ت ُ ْق َ‬
‫ش ْه َري ِْن‪َ ،‬و ِب ْال ُكوفَ ِة‬
‫ش ْه َري ِْن‪َ ،‬و ِب ْالبَ ْح َري ِْن َ‬
‫ص َر َ‬
‫ش ْه َري ِْن‪َ ،‬و ِب ِم ْ‬
‫يرةِ َ‬ ‫ش ْه َري ِْن‪َ ،‬و ِب ْال َج ِز َ‬‫فَأُقِي ُم َ‬
‫ّللاِ لَ ِن ْع َم ْال َح ْو ُل َهذَا‪ )1( .‬وهذا عمر بن عبد العزيزالخليفة‬ ‫ش ْه َري ِْن‪َ ،‬و َّ‬
‫ص َرةِ َ‬ ‫ش ْه َري ِْن‪َ ،‬و ِب ْالبَ ْ‬
‫َ‬
‫‪‬األموي ‪ ،‬وهذا هارون الرشيد ‪ ،‬كان كثيرا ما يستشير أبا يوسف قاضيه‪ ‬في من يوليه‬
‫األمر ‪ ،‬وهكذا ينبغي على الدولة أن تحرص على وضع الرجل المناسب في المكان‬
‫المناسب وترسل من تثق بهم للقيام بجوالت تفتيشية على من تسند إليه أمرا هاما من‬
‫أمو ر المسلمين ‪ ،‬ألن الموظف أو العامل إذا عرف أنه مسئول عن أعماله الصغيرة‬
‫والكبيرة فلعله يمتنع عن ظلم الناس ‪ ،‬والتعدي على حقوقهم ‪.‬‬
‫وكان علي بن أبي طالب – رضي هللا عنه‪ -‬يكلف بعض عماله بالتفتيش على أعمال‬
‫عمال آخرين من أجزاء الدولة ‪ ،‬وأحيانا يفتش عليهم بنفسه ‪ . )2( .‬فمحاسبة العمال‬
‫مشروعة ‪.‬‬
‫ولإلصالح الوظيفي دور كبير في القضاء على الرشوة ‪ ،‬فضعف الرقابة وعدم تحديد‬
‫اإلختصاصات وعدم وضع الرجل المناسب وعدم تنسيق العمل والتضارب في القوانين‬
‫وضعف المرتبات كل هذه العوامل تساعد على ازدياد الرشوة ‪.‬‬

‫‪ )‬أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي الملقب بالفاروق ‪ ،‬وهو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار الصحابة تولى الخالفة ‪ 23‬سنة هـ‬
‫‪ )1‬ابن األثير ‪ ،‬الكامل في التاريخ ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬ت‪8487‬هـ ‪8337 -‬م ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪499‬‬
‫‪ )‬أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم وهو ثامن الخلفاء األمويين ‪ ،‬ولد سنة ‪ 01‬هجرية في المدينة المنورة ونشأ فيها‬
‫وتولى الخالفة ‪ 99‬هجرية ومات سنة ‪ 101‬هجرية ‪.‬‬
‫‪ )‬أبو جعفر هارون بن دمحم المهدي ‪ ،‬وهو الخليفة العباسي الخامس ‪ ،‬ولد في مدينة الري سنة ‪ 119‬هجرية ‪ ،‬وتولى الخالفة سنة ‪170‬‬
‫هجرية ‪ ،‬وتوفي في مدينة طوسى سنة ‪ 193‬هجرية ‪.‬‬
‫‪ )‬يعقوب بن إبراهيم األنصاري المشهور بأبي يوسف القاضي ‪ ،‬وهو اإلمام المجتهد العالمة المحدث قاض القضاة ‪ ،‬ولدسنة ‪113‬هجرية ‪،‬‬
‫وتوفي سنة ‪ 182‬هجرية ‪.‬‬
‫‪ )2‬عصمت عبد المجيد بكر ‪ ،‬مجلس الدولة ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ت‪2188‬م ‪ ،‬ص‪248‬‬

‫‪29‬‬
‫ثالثا ‪ :‬دور الجمهور ‪.‬‬
‫لو عي الجمهور ومساهمته الجادة دور كبير في معاونة رجال األمن في الكشف عن‬
‫الجرائم الخطيرة ‪ ،‬وعلى رأ سها جريمة الرشوة ‪.‬‬
‫فالمواطنون على مسئولياتهم الخاصة والعامة تجاه أنفسهم وتجاه وطنهم ومواطنيهم‬
‫وأن يتم التعاون حتى ال يجد ضعاف النفوس من يساعدهم على ارتكاب جريمة الرشوة ‪.‬‬
‫فإن مسئولية المواطن ال تقل عن مسئولية رجل األمن في مالحقة الجرائم و محاصرة‬
‫مرتكبيها وإرشاد رجال األمن إليهم (‪.)1‬‬

‫رابعا ‪ :‬دور اإلعالم ‪.‬‬


‫على وسائل اإلعالم المختلفة والدعاة وعلماء المسلمين وأئمة المساجد مسئولية عظمى‬
‫في تو عية الناس وتوضيح خطورة جريمة الرشوة ‪ ،‬وما يترتب عليها في الدنيا واآلخرة‬
‫وآثاره على الفرد والجماعة ‪ ،‬وهذه الوسيلة من أنجح الوسائل إذا ما أحسن تنفيذها وذلك‬
‫نظرا لقرب الدعوة اإلسالمية من القلوب ‪ ،‬وأثر الشريعة في النفوس ‪.‬‬
‫وعلى رجل األمن واجب كبير في توعية الناس ‪ ،‬فهناك وسائل كثيرة متنوعة ‪.‬‬
‫منها إقامة الندوات وإلقاء المحاضرات في مختلف المناسبات ‪ ،‬وخاصة طلبة الجامعات‬
‫والمدارس والمؤسسات ‪ ،‬فإن من مقاصد األمن توعية الناس باألنظمة والقوانين ‪ ،‬ألن‬
‫الواقع الملحوظ في بعض األحيان يدل على جهل كبير من المواطنين والوافدين‬
‫بالتشريعات واألنظمة ‪ ،‬والجهل يؤدي إلى الوقوع في المحظور فعلى وسائل اإلعالم‬
‫المختلفة توعية المواطنين والوافدين باستمرار وإعالمهم باألنظمة والتعليمات التي‬
‫(‪.)2‬‬
‫تستجد حتى يكون المواطن وغيره على علم‬

‫‪1‬‬
‫) صالح بن عبد العزيز المطرودي‪ ،‬جرائم الرشوة ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ت ‪ 1108‬هـ ‪ 1988‬م ‪ ،‬ص‪. 100-99‬‬
‫‪2‬‬
‫) صالح بن عبد العزيز المطرودي ‪ ،‬جرائم الرشوة ت مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 100‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أدلة تحريم الرشوة‬
‫وإثباتها وأنواعها والجرائم الملحقة بها‪.‬‬
‫يشتمل هذا الفصل أدلة تحريم الرشوة وإثباتها في الشريعة اإلسالمية وفي القانون‬
‫الوضعي وذلك في ثالث مباحث على النحو التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية‬


‫والقانون الوضعي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إثبات الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي‬
‫القانون الوضعي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع الرشوة ‪ ،‬والجرائم الملحقة بها ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬أدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫تمهيد‬
‫الرشوة محرمة ألنها أكل أموال الناس بالباطل يقول القرضاوي‪ : ‬والغرابة في تحريم‬
‫اإلسالم للرشوة وتشديده على كل من اشترك فيها فإن شيوعها في مجتمع شيوع للفساد‬
‫والظلم من حكم بغير الحق أو امتناع عن الحكم بالحق وتقديم من يستحق التأخير ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وتأخير من يستحق التقديم ‪.‬‬
‫سنتناول في هذا المبحث أدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وذالك في ثالثة‬
‫مطالب على النحو التالي ‪:‬‬

‫المطب األول ‪ :‬أدلة تحريم الرشوة في القرآن الكريم ‪.‬‬


‫لم يرد لفظ الرشوة في القرآن الكريم ‪ ،‬وإنما دخلت في النصوص العامة المحرمة ألكل‬
‫أموال الناس بالباطل ‪ ،‬ولكن هناك مواضع نص كثيرمن األئمة على أن المقصود منها‬

‫الرشوة ‪،‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ‬

‫)‪)2‬‬
‫ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ‪.‬‬

‫ففي هذه اآلية نهي عن أخذ أموال الناس بالباطل ‪ ،‬ومن صور أخذها بالباطل أخذ‬
‫الرشوة التي يصانع بها الحكام ‪ ،‬والنهي يقتضي التحريم فتكون محرمة ‪.‬‬

‫‪ )‬يوسف بن عبدهللا القرضاوي عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية ‪ ،‬ولد سنة ‪8326‬م ‪.‬‬
‫‪ )1‬يوسف القرضاوي ‪ ،‬الحالل والحرام في اإلسالم ‪ ،‬دار الكتب المصرية ‪ ،‬ص ‪918‬‬
‫‪ )2‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪811‬‬

‫‪32‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ذكر الماوردي‪ ‬ثالثة أوجه في تفسير هذه اآلية ‪ : ،‬والثالث منها برشوة الحكام ‪.‬‬

‫وجاء في تفسير الرازي ‪:‬أما قوله تعالى ‪ :‬ﱡﭐﲐﲑﲒﲓﱠ‬

‫ففيه مسائل ‪ :‬منها ‪ :‬وال تدلو ا بها إلى الحكام أي ال ترشوها إليهم لتأكلوا طائفة من أموال‬
‫(‪)2‬‬
‫الناس ‪.‬‬

‫ويقول القرطبي في تفسيرقوله تعالى ‪:‬ﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ‬

‫)‪)3‬‬
‫ﲑﲒ ﲓ ﲔﲕﲖ ﲗ ﲘ ﲙﲚ ﲛﱠ‬

‫(‪)4‬‬
‫فيه ثمان مسائل ‪ ...‬منها ‪ :‬ال تصانعوا بأموالكم الحكام ليقضوا لكم على أكثر منها‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫قال ابن عطية ‪:‬وهذا القول يترجح ‪،‬ألن الحكام مظنة الرشا إال من عصم ‪،‬وهو األقل‪.‬‬
‫ويقول اإلمام ‪‬الشوكاني ‪ :‬وفي هذه اآلية دليل أن حكم الحاكم ال يحلل الحرام وال يحرم‬
‫الحالل ‪ ،‬وهكذا إذا ارتشى الحاكم فحكم له بغير الحق ‪ ،‬فإنه من أكل أموال الناس‬
‫‪(7).‬‬
‫بالباطل )‪ .(6‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱠ‬

‫‪ )‬أبو الحسن علي بن دمحم بن الحبيب البصري الماوردي ولد سنة ‪ 964‬هجرية ‪ ،‬وتوفي سنة ‪ 411‬هجرية له مؤلفات كثيرة منها‬
‫‪ :‬األحكام السلطانية ‪.‬‬
‫‪)1‬علي بن دمحم الماوردي ‪ ،‬النكت والعيون ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ج ‪ ، 8‬ص‪241‬‬
‫‪ )2‬فخر الدين الرازي ‪ ،‬تفسير الكبير ‪ ،‬ط‪ ، 9‬دار إحياء التراث العربي ‪8421 ،‬هـ ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪827‬‬
‫‪ )3‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪811‬‬
‫‪ )4‬القرطبي دمحم بن أحمد ‪ ،‬تفسير القرطبي ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الكتب المصرية ‪8914 ،‬هـ ‪8364‬م ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪. 997‬‬
‫‪ )5‬عبد الحق بن غالب بن عطية ‪ ،‬المحرر الوجيز ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ت ‪8422‬هـ ج‪ ،8‬ص ‪261‬‬
‫‪ )‬دمحم بن علي بن دمحم الشوكاني ‪ ،‬الملقب ببدر الدين الشوكاني أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة وفقهائها ‪ ،‬ومن كبار علماء‬
‫اليمن ولد في هجرة شوكان في اليمن ‪ 8879‬هـ ونشأ بصنعاء ‪ ،‬وولي قضائها سنة ‪ 8223‬هـ ‪ ،‬ومات حاكما بها في سنة‬
‫‪8211‬هـ ‪ ،‬له مؤلفات كثيرة تجاوزت مأئة وأربعة عشر منها‪ :‬نيل األوطار في الحديث ‪ ،‬فتح القدير في التفسير ‪ ،‬السلوك‬
‫اإلسالمي القويم ‪.‬‬
‫‪ )6‬الشوكاني ‪ ،‬فتح القدير ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار ابن كثير ‪ ،‬ت‪8484‬هـ ج‪ ، 8‬ص‪28‬‬
‫‪ )7‬سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪42 ،‬‬

‫‪33‬‬
‫فقد وردت هذه اآلية في ذم اليهود حيث ذم هللا اليهود وشنع عليهم لسماعهم الكذب‬
‫وأكلهم السحت ‪ ،‬والذم ال يكون إال لمن ارتكب المحرم ‪ ،‬وهو يستلزم التحريم ‪ ،‬والسحت‬
‫(‪)1‬‬
‫بضم السين وسكون الحاء المال الحرام ‪،‬والرشوة تدخل في الحرام دخوال أوليا ‪.‬‬
‫فأكل السحت محرم ‪ ،‬و السحت رشوة على ما جاء في بعض األقوال ‪ ،‬أو الرشوة نوع‬
‫من السحت ‪ ،‬على ما جاء في بعض األقوال األخرى ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تحريم الرشوة في السنة النبوية الشريفة ‪.‬‬


‫سنتناول في هذا المطلب األحاديث التي تدل على تحريم الرشوة صراحة منها‪ :‬أحاديث‬
‫اللعنة الثالثة ‪.‬‬
‫ش"‬
‫الرائِ َ‬ ‫ي َو ْال ُم ْرتَش َ‬
‫ِي َو َّ‬ ‫سلَّ َم َّ‬
‫الرا ِش َ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ع ْن ثَ ْوبَانَ قَا َل‪ " :‬لَ َعنَ َر ُ‬
‫سو ُل هللاِ َ‬ ‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫يَ ْعنِي‪ :‬الَّذِي يَ ْمشِي َب ْي َن ُه َما ‪.‬‬
‫فهذ الحديث يدل علي تحريم الرشوة بلسان دمحم ملسو هيلع هللا ىلص وعلى وقوع اللعنة على أطراف‬
‫الرشوة الثالثة ‪ ،‬واللعنة هي الطرد والبعد عن الرحمة ‪.‬‬
‫ي‬ ‫سلَّ َم َّ‬
‫الرا ِش َ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ع ْمرو‪ ،‬قَا َل‪َ « :‬ل َعنَ َر ُ‬
‫سو ُل َّ‬
‫ّللاِ َ‬ ‫ع ْن َع ْب ِد َّ‬
‫ّللاِ ب ِْن َ‬ ‫و َ‬
‫َو ْال ُم ْرتَش َ‬
‫‪)3(.‬‬
‫ِي»‬
‫فهذا الحديث مما يدل على تجريم الرشوة ‪ ،‬وأنها من الكبائر ألن صاحب الصغيرة ال‬
‫يستوجب اللعنة ‪.‬‬
‫ي َوال ُم ْرتَش َ‬
‫ِي فِي‬ ‫سلَّ َم َّ‬
‫الرا ِش َ‬ ‫ع َل ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ قَا َل‪َ « :‬ل َعنَ َر ُ‬
‫سو ُل َّ ِ‬
‫ّللا َ‬ ‫و َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ال ُح ْك ِم»‪.‬‬

‫‪ )1‬الشوكاني ‪ ،‬فتح القدير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪43‬‬


‫‪ )2‬اإلمام أحمد بن حنبل ‪ ،‬مسند اإلمام أحمد ‪ ،‬ط ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ت‪8428‬هـ ‪2118 ،‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 97‬ص ‪. 11‬‬
‫‪ )3‬أبو داود سليمان بن داود الطيالسي ‪ ،‬مسند أبي داود الطيالسي ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار هحر مصر ‪ ،‬ت‪8483‬هـ ‪8333 ،‬م ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪. 771‬‬

‫‪ )4‬أخرجه الترمذي في سننه ‪ ،‬مرجع سابق ج‪ ، 9‬ص ‪. 684‬‬

‫‪34‬‬
‫فهذ الحديث يفيد أن الحاكم إذا أخذ الرشوة في الحكم فهو يستحق اللعنة ‪ ،‬وتشمل اللعنة‬
‫صاحب الحاجة الذي يعطي الرشوة ‪ ،‬وتشمل أيضا الرائش وهو الوسيط بينهما ‪ ،‬ألن‬
‫الرسول سوى اللعنة بين األطراف الثالثة‬

‫‪.‬‬ ‫المطب الثالث ‪ :‬أقوال الفقهاء في تحريم الرشوة‬


‫اتفق الصحابة والتابعون رضوان هللا عليهم ومن بعدهم على تحريم الرشوة ‪ ،‬أخذا وبذال‬
‫وتوسطا ‪،‬ولم يعرف ألحد منهم خالف في ذلك ‪ ،‬والخالف إنما هو في أمور تعرض‬
‫للرشوة من ناحية اإلضطرار إليها ‪ ،‬والرشوة معصية كبيرة ألن فيها إخالل باألمانة ‪،‬‬
‫وهي تعتبر من الكبائر ‪ ،‬وفي هذا نقل عن ابن عباس رضي هللا عنه ‪ ،‬أنه سئل عن‬
‫الكبائر أسبع هي؟ فقال‪ :‬هي إلى سبعين ‪،‬وفي رواية إلى سبعمائة ‪ ،‬وقد تواترت أقوال‬
‫الفقهاء التي تدل على تحريم الرشوة‪.‬‬
‫ومن هذه األقوال ما يلي ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قول ابن قدامة‪ :‬ورشوة العامل فحرام بال خالف ‪ ،‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱃﱄﱠ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫وقول القرطبي في تفسيره لقوله تعالى ‪ :‬ﱡﭐﱃﱄﱠ‬

‫(‪)3‬‬
‫وال خالف بين السلف أن أخذ الرشوة على إبطال حق أو ما ال يجوز سحت حرام‬
‫وقول اإلمام الشوكاني ‪ :‬ويدخل في إطالق الرشوة للحاكم والعامل على أخذ الصدقات‬
‫وهي حرام باإلجماع ‪ ،‬قال اإلمام المهدي في البحر في كتاب اإلجارات َوتَ ْح ُر ُم ِر ْش َوة ُ‬

‫ي َو ْال ُم ْرتَش َ‬ ‫سلَّ َم ‪ " :-‬لَ َعنَ َّ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ْال َحا ِك ِم ْ‬
‫(‪)4‬‬
‫ِي "‪.‬‬ ‫الرا ِش َ‬
‫ّللاُ َّ‬ ‫ع َل ْي ِه َو َ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫عا ِلقَ ْو ِل ِه ‪َ -‬‬
‫إج َما ً‬
‫وقول القرضاوي ‪ :‬واإلسالم يحرم الرشوة في أي صورة كانت وبأي اسم سميت ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وتسميتها باسم الهد ية ال يخرجها من دائرة الحرام إلى الحالل ‪.‬‬

‫‪ )1‬إبن قدامة عبد هللا بن أحمد ‪ ،‬المغني ‪ ،‬بدون ط ‪ ،‬دار النشر القاهرة ‪ ،‬ت ‪8911‬هـ ‪8361‬م ‪ ،‬ج ‪ 81‬ص ‪61‬‬
‫‪ )2‬سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪42‬‬
‫‪ )3‬القرطبي دمحم بن أحمد ‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار القاهرة ‪ ،‬ت ‪8914‬هـ ‪8364‬م ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪941‬‬
‫‪ )4‬الشوكاني ‪ ،‬نيل األوطار ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الحديث ‪ ،‬ت ‪8489‬هـ ‪8339 -‬م ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪878‬‬

‫‪35‬‬
‫وقول الصنعاني في شرحه لحديث لعن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص الراشي والمرتشي في الحكم ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والرشوة حرام باإلجماع سواء كانت للقاضي أو للعامل على الصدقة أو لغيرهما ‪.‬‬
‫وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية نقال عن فتاوي قاضي خان ونهاية المحتاج ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫والرشوة إلى القاضي حرام باإلجماع ‪.‬‬
‫وتدل جميع األد لة السابقة على تحريم الرشوة وعلى ذلك اتفاق األمة ‪.‬‬

‫‪ )1‬يوسف القرضاوي ‪،‬الحالل والحرام في اإلسالم‪ ،‬ط ‪ ،‬وهبة ‪ ،‬قاهرة ‪ ،‬ت ‪8499‬هـ ‪2182-‬م ‪ ،‬ص‪918‬‬
‫‪ )2‬دمحم بن إسماعيل الصنعاني ‪ ،‬سبل السالم شرح بلوغ المرام ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار إبن حزم ‪8491 ،‬هـ ‪2113 -‬م ‪ ،‬كتاب القضاء ص‪119‬‬
‫‪ )3‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ،‬وزارة الشئون اإلسالمية ‪ ،‬ط ‪8427-8412 ،‬هـ ‪ ،‬دار الصفوة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ج‪ ، 22‬ص‪229‬‬

‫‪36‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬إثبات جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي‬
‫القانون الوضعي‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬طرق إثبات جريمة الرشوة في الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫اإلثبات لغة من ثبت الشيء دام واستقر واصطالحا إقامة الحجة أمام القضاء بالطرق‬
‫(‪)1‬‬
‫التي حدد تها الشريعة اإلسالمية على حق أوواقعة تترتب عليها آثار شرعية‪.‬‬
‫وإقامة الحجة‪ :‬يعني تقديمها إلى من يراد إقناعه باألمر سواء كان ذلك أمام القضاء‬
‫أوخارجه ‪.‬‬
‫وأمام القضاء‪ :‬قيد الزم في اإلثبات القضائي الذي تترتب عليه آثار من اإللزام ‪.‬‬
‫وبالطرق التي حددتها الشريعة‪ :‬معناه اليجوز إقامة الدليل أمام القضاء على حق إال‬
‫بالوسائل التي حددتها الشريعة ‪.‬‬
‫وعن حق أو واقعة‪ :‬قيد يبين محل اإلثبات حيث أن الرشوة جريمة مالية فيصح أن تثبت‬
‫بما تثبت به األموال وذالك كاآلتي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلقرار‬
‫وهو إخبار الشخص عن حق عليه آلخر واجب التسليم للمقر له (‪. )2‬‬
‫وهودليل شرعي ثبت بالكتاب‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱠ‪.‬‬

‫‪ )1‬دمحم الزحيلي ‪ ،‬وسائل اإلثبات ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار اليان ‪ ،‬ت ‪8412‬هـ‪8312 -‬م ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪. 29 -‬‬
‫‪)2‬علي حيدر ‪ ،‬درر الحكام في شرح مجلة األحكام ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الجيل ‪8488 ،‬هـ ‪8338 -‬م ج‪ ، 4‬ص‪. 14‬‬
‫‪ )3‬سورة النساء ‪ ،‬األية ‪. 891‬‬

‫‪37‬‬
‫فيها داللة على قبول إقرار المرء على نفسه ‪.‬‬
‫سلَّ َم‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ع ْن ُه َما‪َ ،‬‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ َ‬ ‫ي َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ْن زَ ْي ِد ب ِْن خَا ِلد‪َ ،‬وأ َ ِبي ُه َري َْرةَ َر ِ‬ ‫وبالسنة َ‬
‫ار ُج ْم َها»(‪.)1‬‬‫ت َف ْ‬ ‫َقا َل‪َ « :‬وا ْغدُ يَا أ ُ َني ُ‬
‫ْس ِإلَى ْام َرأَةِ َهذَا‪َ ،‬فإ ِ ِن ا ْعت َ َر َف ْ‬
‫وباإلجماع‪:‬لقدأجمعت األمة على المؤاخذة باإلقرار (‪.)2‬‬
‫وبالقياس ‪ :‬فإذا قبلت الشهادة في اإلثبات فاإلقرار من باب أولى واإلعتراف سيد األدلة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشهادة‬
‫(‪)3‬‬
‫وهي إخبار عن عيان بلفظ الشهادة في مجلس القاضي بحق للغير على آخر‪.‬‬
‫فتثبت الرشوة بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين ألنها جريمة مالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬القرينة القاطعة أو القوية‬


‫وعرفها األستاذ الزرقا‪ :‬كل أمارة ظاهرة تقارن شيأ خفيا فتدل عليه(‪.)4‬‬
‫وأوسع المذاهب في األخذ بالقرينة المالكية والحنابلة ثم الشافعية ثم الحنفية ‪.‬‬
‫ويستدل على الحكم بالقرائن القوية من الكتاب‬

‫ﱸﱠ(‪.)5‬‬
‫ﱱﱳﱴﱵ ﱶﱷ ﱹ‬
‫ﱲ‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐﱭﱮﱯ ﱰ‬

‫وجه الداللة إن إخوة يوسف أرادوا أن يجعلوا الدم قرينة على صدقهم لكن يعقوب أباهم‬
‫ظهرت له قرينة تعارض قرينتهم وهي سالمة القميص من الشق فقال بل سولت لكم‬
‫أنفسكم أمرا ‪.‬‬
‫وإهدار العمل بالقرائن يضيع حقوقا كثيرة ويسهل على المجرمين تحقيق مآربهم ‪.‬‬

‫‪ )1‬البخاري ‪ ،‬صحيح البخاري ‪،‬ط ‪ ،‬دار طوق النجاة ‪8422 ، ،‬هـ ج‪ ، 9‬ص‪. 812‬‬
‫‪ )2‬الخطيب الشربيني ‪ ،‬مغني المحتاج ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪8481 ،‬هـ‪8334-‬م ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص ‪261‬‬
‫‪ )3‬الجرجاني ‪ ،‬كتاب التعريفات ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪8419 ،‬هـ‪8319 -‬م ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪823‬‬
‫‪ )‬مصطفى أحمد الزرقاء وهو عالم سوري من أبرز علماء الفقه في العصر الحديث ‪ ،‬ولد سنة ‪8314‬م وتوفي سنة ‪8333‬هـ ‪،‬‬
‫من مؤلفاته الفقه اإلسالمي في ثوبه الجديد ‪.‬‬
‫‪ )4‬مصطفى الزرقا ‪ ،‬المدخل الفقه العام ‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار القلم ‪1425 ،‬هـ‪2114-‬م ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪396‬‬
‫‪ )5‬سورة اليوسف ‪ ،‬األية ‪81‬‬

‫‪38‬‬
‫‪‬‬
‫ط َل‬ ‫ش ْرعِ ِب ْال ُك ِليَّ ِة َف َق ْد َ‬
‫ع َّ‬ ‫ت َو ْال َع َال َما ِ‬
‫ت ِفي ال َّ‬ ‫يقول إبن قيم الجوزي‪ :‬فَ َم ْن أ َ ْهدَ َر ْاأل َ َم َ‬
‫ارا ِ‬
‫يرا ِم ْن ْال ُحقُو ِ‬
‫ق (‪.)1‬‬ ‫يرا ِم ْن ْاأل َ ْح َك ِام‪َ ،‬و َ‬
‫ض َّي َع َك ِث ً‬ ‫َك ِث ً‬
‫ومن القرائن القاطعة أن يدفع إلى المرتشي مقدار من النقود وتعرف أرقامها أو يوضع‬
‫عليها عالمات مميزة وبعد الدفع مباشرة يلقى عليه القبض فتوجد هذه النقود معه‪ ،‬وتكون‬
‫القرينة هنا قاطعة إذا علمنا يقينا عدم وجود عداوة أو عالقات مالية بين الدافع واآلخذ ‪،‬‬
‫وعدم كون اآلخذ بالمال وسيطا بين الدافع وشخص آخر في عالقة مالية غير رشوة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المعاينة‬
‫وهي إ ثبات حالة األشخاص ‪،‬أو األشياء ‪ ،‬أو األمكنة ‪ ،‬ذات الصلة بالحاد ث ‪.‬‬
‫وإثبات مكان الحادث فور اإلنتقال إليه ‪ ،‬وحالة المجني عليه ‪ ،‬وحالة المتهم ‪ ،‬عقب‬
‫ارتكاب الجريمة مباشرة ‪ ،‬ووصف كل ذاك وصفا شامال ودقيقا مقرونا بالمخططات‬
‫التوضيحية ‪ ،‬والصور الشمسية ‪ ،‬كلما أمكن ذلك ‪.‬‬

‫والسند الشرعي للمعاينة في القرآن الكريم قوله تعالى ‪ :‬ﱡﭐﲒﲓﲔﲕﲖ‬

‫ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ إلى قوله تعالى‪:‬ﱡﭐ ﲬ ﲭ‬

‫(‪)2‬‬
‫ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ‬

‫سا ِب َغ األ َ ْل َيتَي ِْن‪،‬‬


‫ت ِب ِه أ َ ْك َح َل ال َع ْينَي ِْن‪َ ،‬‬ ‫وفي السنة الشريفة ‪ :‬قوله ملسو هيلع هللا ىلص ‪« :‬أَب ِ‬
‫ْص ُروهَا‪ ،‬فَإ ِ ْن َجا َء ْ‬
‫صلَّى هللاُ َ‬
‫ع َل ْي ِه‬ ‫ت ِب ِه َكذَ ِل َك‪ ،‬فَقَا َل النَّ ِب ُّ‬
‫ي َ‬ ‫س ْح َما َء»‪َ ،‬ف َجا َء ْ‬ ‫َخدَلَّ َج ال َّ‬
‫ساقَي ِْن‪ ،‬فَ ُه َو ِلش َِر ِ‬
‫يك اب ِْن َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ّللا لَ َكانَ ِلي َولَ َها شَأ ْ ٌن» ‪.‬‬ ‫ضى ِم ْن ِكتَا ِ‬
‫ب َّ ِ‬ ‫سلَّ َم‪« :‬لَ ْوالَ َما َم َ‬ ‫َو َ‬

‫‪ )‬أبو عبد هللا شمس الدين دمحم بن أبي بكر المعروف بابن القيم الجوزي فقيه ومحدث ومفسر ولد سنة ‪638‬هجرية وتفي سنة‬
‫‪718‬هجرية من مؤلفاته ‪ :‬الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ‪.‬‬
‫‪ )1‬إبن قيم الجوزي ‪ ،‬الطرق الحكمية ‪ ،‬دار البيان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص ‪17‬‬
‫‪ )2‬سورة يوسف ‪ ،‬اآليات ‪21 -26‬‬
‫‪ )3‬البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪811‬‬

‫‪39‬‬
‫(أكحل العينين) أي الذي يعلو جفون عينيه سواد مثل الكحل من غير اكتحال (سابغ‬
‫(‪)1‬‬
‫األليتين) أي عظيمهما (خدلج الساقين) أي سمينهما‬

‫خامسا ‪ :‬شهادة أهل الخبرة‬


‫قال الفقهاء ‪ :‬إ ذا أشكل على القاضي أمر فعليه مشاورة أهل العلم واألمانة ‪ ،‬الستخراج‬
‫(‪)2‬‬
‫األدلة ومعرفة الحق‬

‫ودليل مشروعيتها ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﱠ‪.‬‬


‫( ‪)3‬‬

‫و لما كانت الرشوة من الجرائم التعزيرية ‪ ،‬فإنه يجوز إثباتها بجميع طرق اإلثبات ‪،‬‬
‫ومن بينها شهادة الخبير ‪ ،‬وتبدوا أهميتها عند ما يجد القاضي ضرورة اإلستعانة بأهل‬
‫الخبرة ‪ ،‬ليستمد من شه ادتهم قناعته باإلدانة ‪ ،‬أو البراءة ‪ ،‬أو الستبان حقيقة واقعة ‪ ،‬من‬
‫الوقائع المعروضة عليه ‪ ،‬المتنازع عليها بين الخصوم ‪.‬‬
‫يقول ابن القيم الجوزية ‪ :‬ومنها ما يختص بمعرفة أهل الخبرة والطب ‪ ،‬كالموضحة‬
‫وشبهها ‪ ،‬وداء الحيوان الذي ال يعرفه إال البيطار ‪ ،‬فتقبل في ذاك شهادة طبيب واحد‬
‫)‪(4‬‬
‫وبيطار واحد ‪ ،‬إذا لم يوجد غيره ‪.‬‬
‫وال شك أن ذكر الطبيب والبيطار ليس على سبيل الحصر ‪ ،‬بل على سبيل المثال ‪ ،‬إذ‬
‫يمكن للقاضي اللجوء إلى أهل الخبرة بمختلف تخصصاتهم ‪،‬ليستمد من شهاداتهم الحقيقة‬
‫التي تدعم قناعته إلصدار حكم في القضية المعروضة أمامه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) دمحم أشرف بن أمير بن علي بن حيدر ‪ ،‬عون المعبود شرح سنن أبي داوود ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪1111 ،‬هـ ‪ ،‬ج‪، 0‬‬
‫ص ‪.211‬‬
‫‪)2‬عبد هللا بن دمحم بن قدامة ‪ ،‬المغني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 81‬ص‪47‬‬
‫‪ )3‬سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪49‬‬
‫‪ )4‬ابن القيم الجوزية ‪ ،‬الطرق الحكمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪874- 887‬‬

‫‪40‬‬
‫سادسا ‪ :‬الكتابة‬
‫وسيلة من وسائل اإلثبات لقوله تعالى ‪ :‬ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈ‬

‫(‪)1‬‬
‫ﱊﱠ‬
‫ﱋ‬ ‫ﱉ‬

‫وقد اختلف في األخذ بالخط ‪،‬ومرجع الخالف لديهم تشابه الخطوط وقابليتها للتزوير ‪،‬‬
‫فإذا انتفى ذلك فال يرون بأسا من األخذ به ‪ ،‬ألن المقصود هو حصول العلم بنسبة الخط‬
‫إلى صاح به ‪ ،‬فإذا عرف ذلك وتيقن كان العلم بنسبة اللفظ إليه فإن الخط دال على اللفظ ؟‬
‫واللفظ دال على على القصد واإلرادة ‪.‬‬
‫ويرى أنصار األخذ بحجية الخط أنه لو لم يجز اإلعتماد على الخط لم تكن لكتابة الوصية‬
‫فائدة ‪ ،‬وعلى أية حال فإنه قد استحدث من اآلالت ما يمكن بواسطتها معرفة الخطوط‬
‫واكتشاف تزوير المستندات ‪ .‬وقد جرت المحاكم على العمل بذاك ‪ ،‬وتعتبر الخطوط ‪،‬‬
‫والمستندات ‪ ،‬والصور واألصوات ‪ ،‬كما هو الحال في شهادة األعمى قرائن ‪ ،‬يمكن‬
‫(‪)2‬‬
‫األخذ بها متى استوثقت نسبتها لفاعلها‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق إثبات جريمة الرشوة في القانون‬


‫الوضعي‬
‫إثبات الرشوة في القانون الوضعي ال يخرج في تعريفه عما ورد في الشريعة اإلسالمية‬
‫فقد عرفه بعضهم بأنه ‪ :‬إقامة الدليل أمام القضاء بالطريقة التي يحددها القانون على‬
‫(‪)3‬‬
‫وجود حق متنازع فيه‪.‬‬
‫فوسائل اإلثبات في القانون الوضعي ال تختلف عنها في الشريعة اإلسالمية إال أن‬
‫القانون يترك للقاضي في المواد الجنائية الحرية في اإلثبات ‪ ،‬فالقاضي غير مقيد بطريق‬

‫‪ )1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪212‬‬


‫‪ )2‬إبن القيم الجوزي ‪ ،‬الطرق الحكمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪214-274‬‬
‫‪ )3‬دمحم مصطفى الزحيلى ‪ ،‬وسائل اإلثبات ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار البيان ‪8412 ،‬هـ‪8312-‬م ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪98‬‬

‫‪41‬‬
‫مخصوص من طرق اإلثبات ‪ ،‬بل له أن يعتمد بثبوت الجريمة من جميع ظروف‬
‫الدعوى ‪ .‬سواء كان ذ لك بشهادة الشهود أو بالقرائن أو اإلعتراف أو بالكتابة أو بأي‬
‫طريقة أخرى من طرق اإلثبات (‪.)1‬‬
‫ونظرا إلى أن الرشوة من الجرائم التي تتسم بالسرية فهناك طريقة حديثة يمكن إثباتها‬
‫بها ‪،‬أال وهي استخدام الصوت والصورة في إثبات جريمة الرشوة وذلك بهدف تحديد‬
‫ماهية الصوت والصورة ‪ ،‬أ و ما يطلق عليه بالمراقبة االلكترونية والتي تضم مراقبة‬
‫المحدثات التلفونية والتسجيل الصوتي للمحاد ثات الخاصة والتقاط الصور ‪ ،‬وكذا تحديد‬
‫مدى مشروعية استخدامها وتحديد حجيتها في إثبات جريمة الرشوة ومدى تأثيرها في‬
‫قناعة القاضي الجزائي ‪،‬‬
‫ننتهي إلى القول بأن كال من الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي يتطلب ضرورة إسناد‬
‫الفعل إلى مرتكبه بما ال يدع مجاال للشك بأنه مرتكب الجريمة حتى تتم إدانته وتوقيع‬
‫العقوبة عليه فاألصل في اإلنسان براءة الذمة ومن يدعي غير ذلك فعليه إقامة الدليل‬
‫على صدق ادعائه‪.‬‬

‫‪ (1‬أحمد فتحي ‪ ،‬نظرية اإلثبات في الفقه الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬ط‪، 4‬دار الشروق ‪ 841 ،‬هـ ‪8313 -‬م ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص ‪82‬‬

‫‪42‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أنواع الرشوة والجرائم الملحقة بها‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع الرشوة في الشريعة اإلسالمية‬
‫للرشوة أنواع كثيرة وصور عديدة منها ‪:‬‬

‫دفع الرشوة للحاكم وغيره إلحقاق باطل ‪ ،‬أو إلبطال حق ‪.‬‬ ‫النوع األول‪:‬‬
‫ولما كانت الرشوة إحدى الوسائل التي تبطل الحق ‪ ،‬أو تحق الباطل فقد حرمها اإلسالم ‪،‬‬
‫واإلثم كما يكون على المرتشي ‪ ،‬يكون على الراشي والوسيط أيضا‪ ،‬ودفع المال إلى‬
‫الحاكم وغيره ليحكم له ماال يستحقه أو يدفع عنه ما يستحق عليه يعتبر من أصرح أنواع‬
‫الرشوة المحرمة ‪ ،‬وحكم هذا النوع من الرشوة وهو بذل المال للحاكم وغيره إلبطال حق‬
‫أو إحقاق باطل محرم باإلجماع ‪ ،‬وسنده الشرعي هو النصوص الواردة في حكم الرشوة‬
‫كما قدمنا‪.‬‬

‫دفع المال للحصول على حق ولدفع الضرر والظلم‬ ‫النوع الثاني ‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬الرشوة ألمن الطريق‬
‫واختلف الفقهاء في دفع الرشوة للحصول على حق له أو لدفع الظلم والضرر عن نفسه‬
‫وغيره ‪.‬‬
‫وللفقهاء في ذلك اتجاهان ‪:‬‬

‫اإلتجاه األول ‪:‬الجواز‬


‫‪)1(.‬‬
‫ويأثم اآلخذ فقط دون الراشي وهو مذهب الجمهور‬
‫فيجوز للمسلم في هذه الحالة دفع الرشوة ‪ ،‬إذا لم يجد طريقا سوى الرشوة ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫قال أبو الليث السمرقندي الفقيه ‪ :‬ال باس أن يدفع الرجل عن نفسه وماله بالرشوة‪.‬‬
‫ولم يرد نص صريح من القرآن والسنة في هذا النوع من الرشوة ‪.‬‬

‫‪ )1‬إبن حزم ‪ ،‬المحلى باآلثار ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص‪881‬‬


‫‪ )2‬تفسير القرطبي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪. 814‬‬

‫‪43‬‬
‫ولكن هناك آثار كثيرة منها‪:‬عن عبد هللا بن مسعودرضي هللا عنه أنه كان بالحبشة فرشا‬
‫بدينارين حتى خلي سبيله ‪ )1( .‬وقال إن اإلثم على القابض دون الدافع فهذا الصحابي دفع‬
‫الرشوة لدفع الظلم عن نفسه وفعل الصحابي يستأنس به ذا لم يعارضه نص صريح‬
‫وليس هنا معارض ‪.‬وروى سفيان عن عمر عن أبي الشعثاء أنه قال ‪ :‬لم نجد زمن زياد‬
‫(‪)2‬‬
‫شيئا أنفع لنا من الرشا‪.‬‬
‫فهذه اآلثار من الصحابة والتابعين تدل على جواز دفع الرشوة في هذه الحالة ‪،‬وقد تجب‬

‫اإلتجاه الثاني ‪ :‬المنع‬


‫يقول يحرم دفع الرشوة للحصول على حق أو لدفع الظلم عن نفسه ‪ ،‬فالدفع واألخذ على‬
‫ي‬
‫الرا ِش َ‬ ‫السواء ‪ ،‬واستدلوا بعموم النصوص التي تحرم الرشوة مثل قوله ملسو هيلع هللا ىلص « َل َعنَ َّ‬
‫ّللاُ َّ‬
‫َو ْال ُم ْرتَش َ‬
‫)‪(3‬‬
‫ِي»‬
‫قال الشوكاني ‪ :‬والتخصيص لطالب الحق بجواز تسليم الرشوة منه للحاكم ال أدري بأي‬
‫مخصص فالحق التحريم مطلقا ومن زعم الجواز في صورة من صور الرشوة ‪ ،‬فإن‬
‫(‪)4‬‬
‫جاء بدليل مقبول وإال كان تخصيصه ردا عليه ‪.‬‬
‫والجواب عن هذا أن المخصص للتحريم مطلقا هو ما سبق من األدلة ‪.‬‬
‫وهناك ضرورة والضرورة تبيح المحظورات ‪ ،‬فهذا النوع من الرشوة ال يأخذ حكم‬
‫التحريم المقرر شرعا للرشوة ‪.‬‬

‫دفع الرشوة للحصول على منصب أوعمل‬ ‫النوع الثالث ‪:‬‬


‫ينبغي الوصول إلى المناصب واألعمال بصفة شرعية فيحرم بذل الرشوة لذلك ‪،‬‬
‫ويجب على الوالة وضع األمانة حيث أمر هللا وأدائها إلى أهلها ‪.‬‬

‫‪ )1‬دمحم أشرف آبادي ‪ ،‬عون المعبود ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪8481 ،‬هـ ‪،‬ج‪ ، 3‬ص ‪. 913‬‬
‫‪ )2‬أحمد بن علي الجصاص ‪ ،‬أحكام القرآن ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ 8481 ،‬هـ ‪8334 -‬م ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪. . 142‬‬
‫‪ )3‬دمحم بن حبان ‪ ،‬صحيح ابن حبان ‪ ،‬ط‪ ، 9‬مؤسسة الرسالة ‪8484 ،‬هـ ‪8339 ،‬م ج‪ ، 88‬ص‪. 467‬‬
‫‪ )4‬الشوكاني ‪ ،‬نيل األوطار ‪ ،‬مرجعه الذي سبق ذكره ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 878‬‬

‫‪44‬‬
‫كما قال تعالى ‪ :‬ﱡﭐﲧﲨ ﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲ ﲳﲴ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﲶ ﱠﭐ ﭐ‬
‫ﲷ‬ ‫ﲵ‬

‫وبذل الرشوة للحصول على منصب أوعمل يؤدي إلى إعطاء األمانات إلى غير أهلها ‪،‬‬
‫فتحصل المخالفة ألمر هللا ‪ ،‬مما يجعل الرشوة للحصول على منصب أو عمل محرمة ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ :‬في آية أخرى ﱡﭐﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝ‬

‫(‪)2‬‬
‫ﱞﱟ ﱠﭐ‪.‬‬

‫تدل هذه اآلية أن إعطاء الرشوة للحصول على منصب أو عمل ‪ ،‬أوالترقية ‪،‬أوتبديل‬
‫الوظيفة ‪ ،‬يؤدي إلى خيانة هللا والرسول والمجتمع حيث يعطي المرتشي المنصب لغير‬
‫مستحقه ‪ ،‬فيكون بذل المال في هذه الحالة رشوة محرمة ‪.‬‬
‫وروى الشيخان عن معقل بن يسار أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪َ «:‬ما ِم ْن َوال‬
‫يَ ِلي َر ِعيَّةً ِمنَ ال ُم ْس ِل ِمينَ ‪ ،‬فَيَ ُموتُ َو ُه َو غ ٌّ‬
‫(‪)3‬‬
‫علَ ْي ِه ال َجنَّةَ»‪.‬‬ ‫َاش لَ ُه ْم‪ِ ،‬إ َّال َح َّر َم َّ‬
‫ّللاُ َ‬
‫فيفيد هذا الحديث أن غش المسلمين محرم ‪ ،‬ألن الرسول ملسو هيلع هللا ىلص توعد من يغش األمة من‬
‫الوالة بالحرمان من الجنة ‪ ،‬وإسناد المناصب إلى غير أهلها بناء على الرشوة فيه غش‬
‫لألمة ‪ ،‬حيث لم تراع مصلحتها ‪ ،‬فيكون ذلك الفعل محرما ‪ ،‬وما أدى إليه وهو بذل‬
‫الرشوة يكون محرما أيضا ‪.‬‬
‫ي ِم ْن أ َ ْم ِر ْال ُم ْس ِل ِمينَ َ‬
‫ش ْيئًا فَ َولَّى‬ ‫وعن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه أنه قال ‪َ :‬م ْن َو ِل َ‬
‫(‪)4‬‬
‫سولَهُ َو ْال ُم ْس ِل ِمينَ ‪.‬‬ ‫َر ُج ًال ِل َم َودَّة أ َ ْو قَ َرا َبة َب ْينَ ُه َما فَقَ ْد خَانَ َّ‬
‫ّللاَ َو َر ُ‬

‫‪ )1‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪11‬‬


‫‪ )2‬سورة األنفال ‪ ،‬اآلية ‪27‬‬
‫‪ )3‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب األحكام ‪ ،‬باب من استرعى رعية فلم ينصح ‪)7818( ، 64\ 3 ،‬‬
‫‪ )4‬حمزة دمحم قاسم ‪ ،‬منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري ‪ ،‬مكنبة دار ابيان ‪ ،‬دمشق ‪8481 ،‬هـ ‪8331 -‬م ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‬
‫‪968‬‬

‫‪45‬‬
‫فهذا األثر يفيد أن التولية بدافع المودة أو القرابة تعتبر خيانة محرمة ‪ ،‬فإذا كانت بدافع‬
‫الرشوة كنت محرمة من باب أولى ‪.‬‬
‫ت‬ ‫سلَّ َم‪ِ « :‬إذَا ُ‬
‫ض ِي َع ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬‫صلَّى هللاُ َ‬‫ّللاِ َ‬‫سو ُل َّ‬‫ع ْنهُ‪ ،‬قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫ي َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ض َ‬‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َر ِ‬ ‫َ‬
‫ّللاِ؟ قَا َل‪« :‬إِذَا أ ُ ْسنِدَ األ َ ْم ُر إِلَى َ‬
‫غي ِْر‬ ‫سو َل َّ‬ ‫عت ُ َها يَا َر ُ‬
‫ضا َ‬ ‫عةَ» قَا َل‪َ :‬كي َ‬
‫ْف إِ َ‬ ‫األ َ َمانَةُ فَا ْنتَ ِظ ِر ال َّ‬
‫سا َ‬
‫أ َ ْه ِل ِه فَا ْنت َ ِظ ِر ال َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫عةَ»‪.‬‬
‫سا َ‬
‫فجعل الرسول ملسو هيلع هللا ىلص إسناد األعمال والواليات إلى أهلها إضاعة لألمانة وهي محرمة ‪،‬‬
‫وإسنادها إلى الراشي إسناد لألمر إلى غير أهله ‪ ،‬ألن الغالب أن الراشي ليس أهال‬
‫للمنصب وذلك تضييع لألمانة ‪ ،‬وهو محرم ‪ ،‬فتكون الرشوة لذلك محرمة ‪.‬‬
‫يف‪َ ،‬و ِإنَّ َها أ َ َمانَةُ‪َ ،‬و ِإنَّ َها َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة ِخ ْز ٌ‬
‫ي َونَدَا َمةٌ‪،‬‬ ‫وقال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪َ «:‬يا أ َ َبا ذَر‪ِ ،‬إنَّ َك َ‬
‫ض ِع ٌ‬
‫ِإ َّال َم ْن أَ َخذَهَا ِب َح ِق َها‪َ ،‬وأَدَّى الَّذِي َ‬
‫(‪)2‬‬
‫علَ ْي ِه فِي َها»‪.‬‬
‫فالذي ينال الوالية او العمل بالرشوة يأخذها بغير حقها ‪ ،‬ومن أخذها بغير حقها تعرض‬
‫للخزي والندامة وهما ال يكونان إال في أمر عظيم ومحرم ‪ ،‬فتكون الرشوة في هذه الحالة‬
‫محرمة ‪.‬‬
‫سلَّ َم أَنَا َو َر ُجالَ ِن‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ع ْنهُ‪ ،‬قَا َل‪ :‬دَخ َْلتُ َ‬
‫ع َلى النَّ ِبي ِ َ‬ ‫ّللاُ َ‬ ‫ي َّ‬ ‫ض َ‬ ‫سى َر ِ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُمو َ‬‫َ‬
‫ّللاِ‪َ ،‬وقَا َل اآلخ َُر ِمثْلَهُ‪ ،‬فَ َقا َل‪ِ « :‬إنَّا الَ نُ َو ِلي‬ ‫الر ُجلَي ِْن‪ :‬أ َ ِم ْرنَا يَا َر ُ‬
‫سو َل َّ‬ ‫ِم ْن َق ْو ِمي‪ ،‬فَقَا َل أَ َحد ُ َّ‬
‫سأ َلَهُ‪َ ،‬والَ َم ْن َح َر َ‬
‫(‪)3‬‬
‫علَ ْي ِه»‪.‬‬
‫ص َ‬ ‫َهذَا َم ْن َ‬
‫فهذا الحديث يبين لنا عدم جواز إسناد الواليات واألعمال إلى من يطلبها ‪ ،‬فيكون عدم‬
‫جواز إسنادها إلى من يطلبها بالرشوة أولى وأشد‪.‬‬
‫ويندرج تحت هذا النوع الرشوة اإلنتخابية‬
‫وتمثل ظاهرة شراء األصوات في اإلنتخابات إحدى الظواهر السيئة في المجتمعات‬
‫اإلنسانية عامة ‪ ،‬وفي المجتمع الصومالي خاصة ‪ ،‬وذلك لتسابقهم بالفوز بالمقعد النيابي‬

‫‪ )1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب الرقاق ‪ ،‬باب رفع األمانة ‪. )6436( 814 \ 1 ،‬‬
‫‪ )2‬أخرجه مسلم في صحيححه ‪ ،‬كتاب اإلمارة ‪ ،‬باب كراهة اإلمارة بغير ضرورة ‪.)8121( 8417 \ 9 ،‬‬
‫‪ )3‬أخرجه البخاي في صحيحه ‪ ،‬كتاب األحكام ‪ ،‬باب ما يكره من الحرص على اإلمارة ‪.)7843( 64\ 3‬‬

‫‪46‬‬
‫دون النظر إلى المعايير اإلختيارية المشروعة ‪ ،‬حيث إن كثيرا من الناس يظنون أن ال‬
‫بأس في بيع صوت الناخب وأخذ المال بصوته ‪ ،‬ولكن ليس األمر كذلك ‪،‬‬
‫فال يجوز ل لناخب أن يأخذ مبلغا من مال أو هدية مقابل إدالئه بصوته ألي مرشح ألن‬
‫التصويت أمانة ‪ ،‬بمقتضاها يختار األصلح ليقوم بما أسند إليه خير قيام ‪ ،‬فمسؤولية‬
‫المواطن أو النائب مسؤولية كبيرة ‪ ،‬وتضييعها تضييع لألمانة العظيمة ‪ ،‬وهللا تعالى‬
‫(‪. )1‬‬
‫يقول‪ :‬ﱡﭐﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟ ﱠﭐ‪.‬‬

‫والتصويت في اإلنتخابات النيابية أو البلدية أمانة ينبغي على المسلم أن يحافظ عليها‬
‫ويؤديها بالشكل الصحيح ‪ ،‬وهي أيضا شهادة يسأل عنها أمام هللا تعالى ‪.‬‬

‫فال يجوز ألحد أن يأخذ ماال ثمنا‬ ‫(‪) 2‬‬


‫قال تعالى ‪ :‬ﱡﭐ ﲪ ﲫ ﲬ ﱠ ‪.‬‬

‫لصوته وشهادته من أي من المرشحين ألن ذلك يؤدي إلى أن يصل إلى مجلس األمة من‬
‫ليس أهال ذلك ‪.‬‬
‫ت‬ ‫سلَّ َم‪ِ « :‬إذَا ُ‬
‫ض ِي َع ِ‬ ‫ع َل ْي ِه َو َ‬‫صلَّى هللاُ َ‬‫ّللاِ َ‬‫سو ُل َّ‬‫ع ْنهُ‪ ،‬قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫ي َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ض َ‬‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َر ِ‬ ‫َ‬
‫ّللاِ؟ قَا َل‪ِ « :‬إذَا أ ُ ْسنِدَ األ َ ْم ُر ِإلَى َ‬
‫غي ِْر‬ ‫سو َل َّ‬ ‫عت ُ َها يَا َر ُ‬
‫ضا َ‬ ‫عةَ» قَا َل‪َ :‬كي َ‬
‫ْف ِإ َ‬ ‫األ َ َمانَةُ فَا ْنتَ ِظ ِر ال َّ‬
‫سا َ‬
‫أ َ ْه ِل ِه فَا ْنت َ ِظ ِر ال َّ‬
‫(‪)3‬‬
‫عةَ» ‪.‬‬
‫سا َ‬
‫لذلك فعلى الناخب أن يختار من يعتقد أنه أقوى وأكثر أمانة ‪ ،‬وال يجوز له شرعا أن‬
‫يختار األضعف أو األقل أمانة ‪ ،‬لمجرد قرابته أو لمصلحة خاصة يحصل عليها منه ‪،‬‬
‫ويحرم على المرشح أن يدفع المال للناس مقابل انتخابه ‪ ،‬وماذا يتوقع ممن يشتري‬
‫صوت غيره إذا كان صاحب قرار ؟‬
‫إنه سيحاول أن يسترد ما دفع من خالل استغالله لمنصبه ‪.‬‬

‫‪ )1‬سورة األنفال ‪ ،‬اآلية ‪27‬‬


‫‪ )2‬سورة الزخرف ‪ ،‬اآلية ‪83‬‬
‫‪ )3‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪، 1‬ص ‪. 814‬‬

‫‪47‬‬
‫وجاء في فتاوي الدكتور ‪‬وهبة الزحيلي ‪ :‬يحرم أخذ المال على اإلنتخابات فهي رشوة‬
‫وال يحل بيع الصوت اإلنتخابي ‪ ،‬والثمن المأخوذ على هذا حرام وسحت ‪.‬‬

‫المطلب الثاني الجرائم الملحقة بجريمة الرشوة في القانون‬


‫الوضعي‬
‫هناك جرائم ليست برشوة محضة لكنها تشترك مع جريمة الرشوة في األثر المترتب‬
‫عليها وان اختلفت من بعض الوجوه ‪ ،‬منها‪ :‬جريمة عرض الرشوة ‪.‬‬
‫وتقوم جريمة عرض الرشوة على أربعة أركان‬
‫‪ )8‬فعل العرض الذي يقوم به ركنها المادي‬
‫‪ )2‬عدم قبول العرض‬
‫‪ )9‬الشخص الذي يتجه إليه العرض‬
‫‪ )4‬الركن المعنوي المتمثل بالعلم واإلرادة‬

‫أوال ‪ :‬فعل عرض الرشوة‬


‫وهو النشاط اإلجرامي الذي يقوم به الجاني‬
‫ويراد بالعرض كل فعل يتضمن تعبيرا عن إرادة الراشي تقديم منفعة إلى الموظف على‬
‫الفور أو في المستقبل ‪ ،‬وال عبرة بالكيفية التي يتم بها العرض‬
‫فقد يكون العرض كتابيا أوشفويا ‪ ،‬صريحا أو مستترا مباشرة أو غير مباشرة‬
‫ومن أمثلته ‪ :‬تسليم المتهم مظروفا إلى القاضي يوحي ظاهره بأنه يحتوي مستندات‬
‫(‪)1‬‬
‫متعلقة بالدعوى المعروضة عليه فإذا بها أوراق نقدية ‪.‬‬

‫‪ )‬وهبة بن مصطفى الزحيلي الدمشقي (‪1 – 8392‬أغسطس ‪ 2181‬م ) ‪ .‬أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة من سوريا في‬
‫العصر الحديث عضو المجامع الفقهية بصفة خبير في مكة ‪ ،‬والجدة ‪ ،‬والهند ‪ ،‬وأمريكا ‪ ،‬وسودان ‪ ،‬ورئيس قسم الفقه اإلسالمي‬
‫ومذاهبه بجامعة‬
‫دمشق كلية الشريعة حصل على جائزة أفضل شخصية إسالمية في حفل إستقبال السنة الهجرية التي أقامته الحكومة الماليزيا سنة‬
‫‪2111‬م في مدينة بوتراجاي ‪.‬‬
‫‪ )1‬أنور العمروسي وأمجد العمروسي ‪ ،‬جرائم الرشوة ‪ ،‬مرجع سا بق ‪ ،‬ص‪. 277‬‬

‫‪48‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عدم قبول العرض‬
‫يقصد بعدم قبول العرض قيام الموظف الموجه إليه برفضه وهذا الرفض يمثل جوهر‬
‫الجريمة ألنه العنصر الذي يميزها عن جريمة الرشوة التامة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الشخص الذي يتجه إليه العرض‬


‫وهذا الشخص قد يكون موظفا عموميا وقد يكون مستخدما لدى فرد أو هيئة خاصة ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الركن المعنوي‬


‫وهذا الركن يتحقق بعنصرين‪ ،‬هما العلم واإلرادة ‪ ،‬وبناء على ذلك فإنه يجب أن يعلم من‬
‫يعرض الرشوة بصفة المتجه إليه العرض ‪ ،‬وأن تتجه إرادته الحرة السليمة من العيوب‬
‫إلى حمل الشخص المتجه إليه العرض على القيام بعمل أو امتناع عن عمل يدخل في‬
‫اختصاصه بمقابل يعرض عليه من منفعة حالية أو في المستقبل ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آثارجريمة الرشوة في‬
‫الشريعة اإلسالمية وفي القانون‬
‫الوضعي وعقوبتها‪.‬‬
‫تعتبر الرشوة جريمة لها مخاطرها وآثارها على كثير من الجوانب األخالقية‬
‫واإلجتماعية ‪ ،‬والسيا سية لذالك فإن اإلهتمام بها ال يقتصر على رجال الفقه ‪ ،‬أو رجال‬
‫القانون بل يجب أن يتعداهم إلى جميع فئات المجتمع ‪.‬‬
‫ذلك ألن آثار الرشوة التقتصر على جانب معين من جوانب الحياة ‪ ،‬بل تمتد لتشمل كافة‬
‫الجوانب لذالك سوف نذكر في هذا الفصل أهم اآلثار الناتجة عن الرشوة‬
‫وذالك في ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أثر الرشوة في تعيين القاضي وفي حكمه ‪.‬‬


‫المبحث الثاني ‪:‬أثر الرشوة على األطراف وعلى أموال الرشوة‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬أثر الرشوة في تد مير الموارد المالية للمجتمع ‪،‬‬
‫واألنفس واألخالق‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬عقوبة الرشوة في القانون الوضعي‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬أثر الرشوة في تعيين القاضي وفي حكمه‬
‫المطلب األول ‪ :‬أثر الرشوة في تعيين القاضي‬
‫إتفق الفقهاء على أن تولية القضاء بالرشوة باطلة ‪ ،‬فلو دفع رجل ماال ليتوصل به إلى‬
‫منصب القضاء ثم قلد القضاء فإن تقليده يعتبر باطال ‪ ،‬وال يجوز تولية القاضي الراشي‬
‫(‪)1‬‬
‫منصب القضاء ألنه فاسق ‪ ،‬ويدل على ذلك قوله تعالى ‪ :‬ﱡﭐﱸﱹﱺﱻﱠ ﭐ‬

‫فاشترط العدالة في الشاهد ‪ ،‬والقاضي أولى بتحقيق عدالته ألنه أمين على دماء الناس‬
‫وأموالهم وأعراضهم ‪ ،‬والفاسق الذي دفع الرشوة للحصول على هذا المنصب ليس أمينا‬
‫على شيء من ذلك ‪،‬‬
‫وألن دفع الرشوة للوصول إلى منصب القضاء يفتح كثيرا من أبواب الشر ‪ ،‬فمن دفعها‬
‫للدخول فيه فال يتورع في أخذها من المتخاصمين ‪ ،‬فيبني أحكامه على الجور والخيانة‬
‫ارة َ‪ ،‬فَإِنَّ َك ِإ ْن‬ ‫س ُم َرة َ‪ ،‬الَ تَسْأ َ ِل ِ‬
‫اإل َم َ‬ ‫الر ْح َم ِن بْنَ َ‬‫والظلم ‪،‬ويدل أيضا قوله ملسو هيلع هللا ىلص ‪« :‬يَا َع ْبدَ َّ‬
‫ت ِإلَ ْي َها‪َ ،‬و ِإ ْن أُو ِتيتَ َها ِم ْن َغي ِْر َمسْأَلَة أ ُ ِع ْن َ‬
‫أُوتِيت َ َها َع ْن َمسْأَلَة ُو ِك ْل َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ع َل ْي َها»‪.‬‬
‫ت َ‬
‫فالرسول ملسو هيلع هللا ىلص نهى عن سؤال اإلمارة بدون رشوة فيكون طلبها والتولية بناء عليها أشد‬
‫نهيا ‪ ،‬والنهي يقتضي فساد المنهي عنه ‪ ،‬فتكون التولية باطلة ‪.‬‬
‫سأَلَهُ‪َ ،‬والَ َم ْن َح َر َ‬
‫(‪)3‬‬
‫علَ ْي ِه»‪.‬‬
‫ص َ‬ ‫وقال رسول هللا صلى هللا وسلم ‪ِ « :‬إنَّا الَ نُ َو ِلي َهذَا َم ْن َ‬
‫فهذا الحديث يدل على عدم إعطاء الوالية لمن يطلبها بغير رشوة ‪ ،‬فيدل على عدم تقليد‬
‫من يطلبها بالرشوة من باب أولى ‪.‬‬
‫وقال عمر ابن الخطاب رضي هللا عنه ‪ :‬حينما نظر إلى شاب قدم إليه في وفد وأعجبه‬
‫)‪(4‬‬
‫حاله ‪ ،‬فإذاهويسأل القضاء ‪ ،‬إن هذا األمر ال يقوى عليه من يحبه‪.‬‬

‫‪ )1‬سورة الطالق ‪ ،‬اآلية ‪2‬‬


‫‪ )2‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.827‬‬
‫‪ )3‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.827‬‬
‫‪ )4‬إبراهيم بن علي ابن فرحون ‪ ،‬تبصرة الحكام ‪ ،‬ط ‪،‬مكتبة الكليات األزهرية‪8416 ،‬هـ ‪ ، 8316 -‬ج‪ ، 8‬ص ‪. 81‬‬

‫‪51‬‬
‫فهذا عمر لم يسند القضاء لمن طلبها بدون رشوة فالذي يطلبه بالرشوة أولى بالخيبة ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫وكان مقتضى هذا صحة تولية‬ ‫ويرى فقهاء الحنفية صحة تولية الفاسق القضاء‬
‫الراشي منصب القضاء ‪ ،‬لكنهم فرقوا بين الفسق بالرشوة والفسق بغيرها‪.‬‬
‫فحكموا ببطالن تولية القضاء بالرشوة لما فيها من اإلخالل بالعدالة واإلضرار بالناس‬
‫لذلك نصوا على أن القاضي ال يصير قاضيا بالرشوة باإلجماع ‪.‬‬
‫‪‬قال العيني ‪ :‬والرشوة على أربعة أوجه ‪ ،‬منها ما هو حرام لآلخذ والمعطي وهو الرشوة‬
‫في تقليد القضاء فإنه ال يصير قاضيا بالرشوة باإلجماع ‪ )2(.‬وقال صاحب جواهر العقود‬
‫(‪)3‬‬
‫ما نصه ‪ :‬ولو أخذ القضاء بالرشوة ال يصير قاضيا باإلتفاق ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أثر الرشوة في قضاء القاضي وحكمه‬


‫أسند ت والية القضاء إ لى القاضي بناء على توفر العدالة لديه فيحكم هلل سبحانه وتعالى‬
‫بعيدا عن كل مؤثر ‪ ،‬والرشوة تؤثر في هذه الصفة ‪ ،‬فإذا حكم القاضي جريا وراء‬
‫مصالحه وشهواته فأخذ الرشوة لنفسه أولغيره ‪ ،‬فهل تكون أحكامه صحيحة و نافذة ‪ ،‬أو‬
‫لهذه الرشوة تأثير عليها ‪ ،‬هناك مذاهب ‪ ،‬ولإلجابة على ذلك نسوق المذاهب التالية ‪.‬‬

‫‪ :‬إن قضاءه ينفذ فيما ارتشى فيه وفي غيره إذا كان مستوفيا لشروط‬ ‫المذهب األول‬
‫صحة القضاء ‪،‬وهذا هو اختيارجمال الدين البزدوي ووافقه ابن عابد ين فيقول أثناء‬
‫حديثه عن نفاذ حكم القاضي‬

‫‪ )1‬ابن عابدين ‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الفكر‪-‬بيروت ‪8482 ،‬هـ ‪8332 -‬م ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 969‬‬
‫‪ )‬أبو دمحم بدر الدين العيني محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد الحافظ المحدث المؤرخ العالمة من أعالم القرن التاسع الهجري‬
‫ولد في ‪ 26‬رمضان ‪762‬هـ الموافق ‪ 91‬يوليوا ‪8968‬م ‪ ،‬ترك العيني كتبا كثيرة من أشهرها ‪ :‬البناية في شرح الهداية وهو في‬
‫الفقه الحنفي ‪.‬‬
‫‪ )2‬أبو دمحم محمود بن أحمد العيني ‪ ،‬البناية شرح الهداية ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪8421 ،‬هـ ‪2000 -‬م ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪. 7‬‬
‫‪ )3‬شمس الدين دمحم بن أحمد ‪ ،‬جواهر العقود ‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ 8487 ،‬هـ ‪ 8336 -‬م ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪. 231‬‬

‫‪52‬‬
‫وينبغي اعتماده للضرورة في هذا الزمان وإال بطلت جميع القضايا الواقعة اآلن ألنه ال‬
‫تخلوا قضية عن أخذ القاضي الرشوة المسماة بالمحصول قبل الحكم أوبعده فيلزم تعطيل‬
‫(‪)1‬‬
‫األحكام ‪.‬‬

‫إذا قضى في حادثة برشوة فال ينفذ قضاءه في تلك الحادثة ولو‬ ‫المذهب الثاني ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حكم فيها بحق ‪ ،‬بل لو احتال في الحكم بأن أرسلها إلى غيره ليحكم فيها بمذهبه ‪.‬‬
‫وجاء في شرح الكنز عن ‪‬النيسابوري‪ :‬أنه إذا أخذ القاضي الرشوة وحكم للذي رشاه‬
‫بحق ليس فيه ظلم كان هذا الحكم باطال ‪ ،‬وال يجوز ألحد من القضاة أن ينفذ ذلك القضاء‬
‫(‪)3‬‬
‫بل يرده ‪.‬‬
‫وورد في كتاب الفتاوي الهندية بعد بيان أن هذا المذهب هو اختيار السرخسي ‪ :‬لو‬
‫ارتشى ولد القاضي أوبعض أعوان كان بأمره ورضاه يكون قضائه مردودا ‪ ،‬وإن كان‬
‫(‪)4‬‬
‫بغير علم القاضي نفذ قضاءه ‪.‬‬

‫أن قضاءه ال ينفذ في هذه الحادثة التي أخذ الرشوة فيها وال في‬ ‫المذهب الثالث ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫غيرها وهذ هو مذهب أبي حنيفة واختيار القرطبي‬

‫‪ )1‬دمحم أمين المشهور بابن عابدين ‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الفكر ‪ 8482 ،‬هـ ‪8332‬م‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.969‬‬
‫‪ )2‬عالء الدين الكاساني ‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الكتب العلمية ‪ 8416 ،‬هـ ‪8316 -‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪1‬‬
‫‪ )‬أبوا اليسر دمحم بن دمحم بن الحسن بن عبد الكريم بن موسى بن مجاهد النسفي (‪428‬هـ ‪ 439 -‬هـ \‪8191‬م – ‪8811‬م )‬
‫المعروف بأبي اليسر البزدوي عالم وفقيه حنفي ‪.‬‬
‫‪)3‬عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي ‪ ،‬جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 842‬‬
‫‪ )4‬لجنة علماء ‪ ،‬الفتاوي الهندية ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الفكر ‪8981 ،‬هـ ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص‪. 988‬‬
‫‪ )5‬تفسير القرطبي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص‪.819‬‬

‫‪53‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬أثر الرشوة على األطراف وعلى أموال الرشوة‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬أثر الرشوة على األطراف‬
‫للرشوة آثار عديدة من جوانب كثيرة وأضرار جسيمة منها ‪ :‬أنها تؤثر على األطراف‬
‫الثالثة الراشي والمرتشي والرائش ‪ ،‬فهي سبب لنزع البركة ألن تعاطي الحرام وظلم‬
‫الناس من حقوقهم وأكل أموالهم بالباطل يعد من أقوى األسباب التي تمحق البركة في‬
‫الصحة والعمروالعيال والرزق والوقت ‪ ،‬وإذا نزعت البركة من الشيء لم تعد له فائدة‬
‫وال نفع‪ ،‬ويكون كالذي يحرث في البحر‪ ،‬بحيث يرى نتيجته في الدنيا وينتظرالعقاب في‬
‫اآلخرة‪.‬‬
‫والرشوة ضرب م ن ضروب التعاون على اإلثم ‪ ،‬فالذي يتم بين أطراف الرشوة من أجل‬
‫الحصول على حق ليس للراشي وأخذ المرتشي والرائش ماال ليس لهما فيه حق ‪ ،‬هو‬

‫نوع من التعاون على اإلثم والعدوان وقد نهى هللا عنه قال تعالى ‪:‬ﱡﭐﳁ ﳂ‬

‫وال يدخل تحت باب المعونة للمسلم وهو مخالف لحديث « َوهللاُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﳃﳄﳅﳆﱠ‬

‫(‪)2‬‬
‫ع ْو ِن ْال َع ْب ِد َما َكانَ ْال َع ْبد ُ فِي َع ْو ِن أ َ ِخي ِه»‪.‬‬
‫فِي َ‬
‫ومن آثارها عدم إجابة دعاء آكل الرشوة ألن هللا تعالى أمر المرسلين بأكل الطيب كما‬
‫(‪)3‬‬
‫ﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲙﲚ ﲛﲜﱠ‬
‫ﲘ‬ ‫في آية ﱡﭐ‬

‫ب‬ ‫ّللاَ َ‬
‫طيِ ٌ‬ ‫سلَّ َم‪« :‬يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس‪ ،‬إِ َّن َّ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫سو ُل َّ‬
‫ّللاِ َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ‪ ،‬قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫َ‬
‫سلِينَ »‪،‬‬ ‫ّللا أ َ َم َر ال ُمؤْ ِمنِينَ ِب َما أ َ َم َر بِ ِه ال ُم ْر َ‬ ‫َو َال يَ ْقبَ ُل ِإ َّال َ‬
‫ط ِيبًا َوإِ َّن َّ َ‬

‫‪ )1‬سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪2‬‬


‫‪ )2‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب الذكر والدعاء والتوبة واإلستغفار ‪ ،‬باب فضل اإلجتماع على تالوة القرءان ‪2174 \ 4 ،‬‬
‫(‪)2633‬‬
‫‪ )3‬سورة المؤمنون ‪ ،‬اآلية ‪18‬‬

‫‪54‬‬
‫فَقَا َل‪:‬ﱡﭐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛﲜﱠ ‪َ ،‬وقَا َل‪:‬ﱡﭐﱭ‬

‫الر ُج َل يُ ِطي ُل السَّفَ َر أ َ ْ‬


‫شعَ َ‬
‫ث‬ ‫قَا َل‪َ « :‬وذَ َك َر َّ‬
‫) ‪(1‬‬
‫ﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱠ‬

‫ط َع ُمهُ َح َرا ٌم‪َ ،‬و َم ْش َربُهُ َح َرا ٌم‪َ ،‬و َم ْل َب ُ‬


‫سهُ َح َرا ٌم‪،‬‬ ‫ب َو َم ْ‬
‫ب‪َ ،‬يا َر ِ‬
‫اء َيا َر ِ‬ ‫أ َ ْغ َب َر َي ُمدُّ َيدَهُ ِإلَى ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫ِي ِبال َح َر ِام‪ ،‬فَأَنَّى يُ ْستَ َج ُ‬
‫اب ِلذَ ِل َك»‬ ‫َو ُ‬
‫) ‪(2‬‬
‫غذ َ‬
‫ويترتب على الرشوة إضاعة المال ‪ ،‬فالراشي يدفع ماله إلى المرتشي مقابل تسهيل‬
‫معامالته أو للحصول على حق ليس له ‪ ،‬وفي هذا إضاعة للمال في وجه غير مشروع‬
‫ّللاَ َك ِرهَ لَ ُك ْم‬
‫ونهى النبي ملسو هيلع هللا ىلص عن إضاعة المال وكثرة السؤال ‪.‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ِ " :‬إ َّن َّ‬
‫عةَ ال َما ِل‪َ ،‬و َكثْ َرة َ ال ُّ‬ ‫ثَالَثًا‪ :‬قِي َل َوقَا َل‪َ ،‬و ِإ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫س َؤا ِل "‬ ‫ضا َ‬
‫والرشوة من مظاهر الخيانة باألمانة ‪ ،‬والواجب على المسلم أن يؤدي األمانة إلى أهلها‬
‫دون مقابل ‪ ،‬إال من أجره الذي يتقاضى مقابل قيامه بهذه الوظيفة ‪ ،‬فإن كان ذاك ال يفي‬
‫بحاجاته فليتظلم إلى رب العمل ‪ ،‬وليعمل على سد حاجاته بطرق مشروعة ‪،‬‬
‫والرشوة تذهب الحياء الذي هو من مكارم األخالق ‪ ،‬وال شك أن المرتشي الذي ال‬
‫يتورع عن تعطيل مصالح الناس حتى يحصل على الرشوة هو إنسان مجرد من الحياء ‪،‬‬
‫وكذلك الوسيط ‪ ،‬كما أن تعاطي الرشوة ينزع الرحمة من قلوب األطراف ‪ ،‬فال رحمة‬
‫لديهم ‪ ،‬وال ينتظرون الرحمة من هللا عز وجل فمن ال يرحم ال يرحم له ‪.‬‬
‫اح ُمونَ‬ ‫سلَّ َم قَا َل‪َّ « :‬‬
‫الر ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ّللا َ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫اص أ َ َّن َر ُ‬‫ع ْم ِرو ب ِْن ْال َع ِ‬ ‫ع ْب ِد َّ‬
‫ّللاِ ب ِْن َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫ار َح ُموا َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫اء»‬
‫س َم ِ‬ ‫ض يَ ْر َح ْم ُك ْم َم ْن ِفي ال َّ‬ ‫الر ْح َم ُن‪ْ ،‬‬‫يَ ْر َح ُم ُه ُم َّ‬
‫فنعوذ باهلل من نزع البركة والرحمة ورفع الحياء واألمانة ‪.‬‬

‫‪ )1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 872‬‬


‫‪ )2‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص ‪. 38‬‬
‫‪ )3‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪. 824‬‬
‫‪ )4‬أخرجه البيهقي في سننه ‪ ،‬كتاب اآلداب ‪ ،‬باب في ترحم الخلق ‪. )21( 81 \ 8 ،‬‬

‫‪55‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أثر الرشوة على المال المدفوع للرشوة‬
‫واختلف الفقهاء فيما إدا دفع الراشي ماال إلى المرتشي فهل يخرج من ملك الراشي‬
‫أوال؟ وفي ذلك رأيان للفقهاء ‪:‬‬

‫أن الرشوة ال تخرج عن ملك الراشي فيجب ردها إليه وهذا هو الراجح من‬ ‫األول‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫مذهب الحنابلة ‪ ،‬وحجتهم أنها أخذت بغير حق فأشبهت المأخوذ بعقد فاسد‬
‫حيث يرد إلى صاحبه ‪ ،‬وألنه دفعها بسبب غير مشروع فأشبهت الربا ‪ ،‬ويرى الحنفية‬
‫(‪)2‬‬
‫وجوب ردها إلى أربابها إن عرف ‪.‬‬

‫‪ :‬أنها تخرج عن ملكه ويردها ولي األمر إلى بيت المال‬ ‫الثاني‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫واستدلوا بما يلي ‪:‬‬ ‫‪ ،‬و قول عند الحنفية‪ ،‬والحنابلة‬ ‫وهذا هو مذهب المالكية‬
‫‪ )8‬أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص لم يأمر ابن اللتبية برد الهدية إلى أربابها ‪ ،‬وعدم أمره بردها فيه‬
‫إشارة على أنها خرجت من ملك المهدي ‪.‬‬
‫سلَّ َم َر ُج ًال‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫ع َل ْي ِه َو َ‬ ‫ي َ‬ ‫ع ْنهُ‪ ،‬قَا َل‪ :‬ا ْست َ ْع َم َل النَّ ِب ُّ‬ ‫ي َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫سا ِعدِي ِ َر ِ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُح َميْد ال َّ‬ ‫َ‬
‫ِي ِلي‪ ،‬قَا َل‪:‬‬ ‫صدَقَ ِة‪ ،‬فَلَ َّما قَد َِم قَا َل‪َ :‬هذَا لَ ُك ْم َو َهذَا أ ُ ْهد َ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ِمنَ األ َ ْزدِ‪ ،‬يُقَا ُل لَهُ اب ُْن األُتْبِيَّ ِة َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ظ َر يُ ْهدَى لَهُ أ َ ْم الَ؟‪.‬‬ ‫ت أ ُ ِم ِه‪َ ،‬فيَ ْن ُ‬‫ت أَبِي ِه أ َ ْو َب ْي ِ‬
‫س ِفي َب ْي ِ‬ ‫« َف َه َّال َجلَ َ‬
‫‪ )2‬وكذلك فعل عمر رضي هللا عنه حيث جعل الهدية التي أهديت لزوجته أم كلثوم في‬
‫(‪)6‬‬
‫بيت المال‬
‫‪ )9‬وكذلك الهدايا التي أهديت ألبي هريرة جعلها في بيت المال وصادر ثروة كثيرة من‬
‫عماله ولم يقبل اجتجاجهم بأنهم استثمروا أموالهم بالتجارة والزراعة ‪ ،‬وإذا كان الحكم‬
‫في الهدايا التي لها حكم الرشوة إخراجها عن ملك الراشي وجعلها في بيت المال فإن‬

‫‪ )1‬ابن قدامة ‪ ،‬المغني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 81‬ص‪ ، 16‬كشاف القناع عن متن اإلقناع ‪ ،‬ج‪، 6‬ص ‪. 986‬‬
‫‪ )2‬أبو الحسن عالء الدين ‪ ،‬معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ )3‬حاشية اإلمام الرهوني ‪ ،‬ط ‪8916 ،‬هـ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ‪. 982‬‬
‫‪ )4‬عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي ‪ ،‬جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 861 - 813‬‬
‫‪5‬‬
‫) أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ )6‬أحمد فتحي بهنسي ‪ ،‬المسئولية الجنائية في الفقه اإلسالمية ‪ ،‬ط‪ ، 4‬دار الشروق ‪8413 ،‬هـ ‪8311 -‬م ‪ ،‬ص ‪. 881‬‬

‫‪56‬‬
‫الحكم يكون كذلك في الرشوة الحقيقية من باب أولى ‪ ،‬وتكون المصادرة عقوبة للراشي‬
‫(‪)1‬‬
‫على تصرفه المحرم ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬أثر الرشوة في تدمير الموارد المالية واألنفس‬


‫واألخالق للمجتمع‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬أثر الرشوة في تدمير الموارد المالية للمجتمع‬
‫أول أساس للتنمية اإلقتصادية هو اإلنسان نفسه كما يقول الدكتور حمد الجنيدل ‪ :‬ونحن‬
‫نرى أن من أهم أسس التنمية اإلقتصادية اإلنسان نفسه ‪ ،‬فهو عامل من عوامل النمو‬
‫)‪(2‬‬
‫فإذا صلح اإلنسان زاد اإلقتصاد نموا ‪ .‬وأملى القاضي أبو يوسف في‬ ‫اإلقتصادي‬
‫كتابه الخراج شروطا هامة لعامل الخراج ‪ ،‬وقال ألمير وقته ‪ :‬أرى أن تتخذ قوما من‬
‫أهل الصالح والدين واألمانة والثقة والعدل فتوليهم الخراج ‪ ،‬وقال ‪ :‬ومن وليت منهم‬
‫فليكن فقيها عالما مشاوراألهل الرأي ‪ ،‬والخبرة ‪ ،‬والعلم ‪ ،‬عفيفا ال يطلع منه الناس‬
‫عورة ‪ ،‬وال يخاف في هللا لومة الئم (‪ ، )3‬و اإلحتياط في من يتولى الحكم والقضاء أولى‬
‫ممن يتولى الخراج‪ ،‬فهذه الصفات التي وصفها أبو يوسف صالحة لكل زمان ومكان‬
‫لم ن يتولى وظيفة من وظائف الدولة إضافة إلى وضع صفات أخرى تخضع لعدة عوامل‬
‫‪ ،‬فإن توافرت هذه الشروط في موظف الدولة تنعم البالد بالرفاهية اإلقتصادية والعدل‬
‫اإلجتماعي ‪ ،‬وذلك يحقق التنمية اإلقتصادية تحقيقا سليما‪،‬‬
‫وللرشوة آثار سيئة كثيرة ومدمرة على كافة القطاعات اإلقتصاد ية ‪ ،‬منها أنها صورة‬
‫خطيرة من صور اإلثراء بال سبب على حساب الغير ‪ ،‬والغير هو الجمهور ‪ ،‬فالموظف‬
‫إذا طلب الرشوة زاد شرطا الستخدام الجمهور للمرافق العامة ‪ ،‬لم تتطلبه القوانين ‪،‬‬
‫وهو أن يدفع صاحب الحاجة جعال ‪ ،‬فهذا يؤثر على صاحب الحاجة بنقص بعض ماله ‪،‬‬

‫‪ )1‬حاشية إبن عابدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪. 972‬‬


‫‪ )2‬الدكتور حمد بن عبد الرحمن الجنيدل ‪ ،‬أثر الرشوة في تعثر النمو اإلقتصادي ‪8412 ،‬هـ ‪ ،‬الموافق ‪8312‬م ‪ ،‬ص‪. 3‬‬
‫‪ )3‬الخراج ألبي يوسف ‪ ،‬مكتبة األزهرية للتراث ‪ ،‬ص‪. 821‬‬

‫‪57‬‬
‫وعل ى الموظف باإلثراء ‪ ،‬ومن ثم يستفيد من المرافق العامة من يقدر أن يدفع الرشوة ‪،‬‬
‫فهذا تدمير اقتصادي وتمييز بين المجتمع ‪ ،‬ففي جريمة الرشوة إهدار لمبدإ المساواة أمام‬
‫(‪)1‬‬
‫المرافق العامة ‪ ،‬ومن المقرر أن يتساوي الجميع أمام اإلنتفاع بالمرافق العامة ‪.‬‬
‫ومن آثارها أنها تدمر الموارد المالية ‪ ،‬فإذا قام شخص ما أو شركة بتقديم رشوة بهدف‬
‫الحصول من الدولة على ترخيص بقيام مشروع ما وكان مما ال يكون فيه نفع حقيقي‬
‫للمجتمع وإنما يوفر الربح ألصحابه فقط وحصل الموافقة من الدولة ‪.‬‬
‫فإنه يحدث سلسلة من اآلثار التدميرية على موارد وأموال وطاقات المجتمع ‪،‬‬
‫فالمرتشي يستفيذ من جهة من أموال األمة الممثلة في المرافق والخدمات األساسية ‪،‬مثل‬
‫الطرق والكهرباء والمياه وشتى الخدمات التي أنفقت فيما ال يحقق أي نفع حقيقي أو عائد‬
‫للمجتمع وهذا تدمير لجزء من موارد وأموال المجتمع ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فالراشي يستفيذ من موارد المجتمع وطاقاته حيث استولى على قطاع‬
‫من الخيرات ‪ ،‬أضف إلى ذلك أنه كثيرا مايلجأ صاحب المشروع إلى الحصول على‬
‫قرض وعلى تسهيالت من صناديق الدولة ‪ ،‬فالرشوة قد سببت تدميرا للعديد من الموارد‬
‫والطاقات ‪ ،‬وب الطبع فإن الرشوة لها آثار في قيام المشاريع غير الصالحة ‪ ،‬ويتعدى تأثير‬
‫منتجات هذا المشروع غير الصالح على أفراد المجتمع سواء من استهلك تلك المنتجات‬
‫ومن لم يستهلك ‪،‬ولنتصور أن هذا المشروع يقوم بإنتاج خدمة ما أو دواء أوسلعة غذائية‬
‫(‪)2‬‬
‫غير سليمة ما ذا يحدث ألفراد المجتمع من جراء ذلك‬
‫فالمرتشي ال يستفيذ من األموال التي أخذها من اآلخرين ألنه يخشى الظهور واإلنتشار‬
‫و ثم اإلنكشاف أمام الدولة وأمام المجتمع ‪ ،‬فهو ال يستخدم هذه األموال بل يكنزها‬
‫ويمنعها من التداول ‪ ،‬فلم يستفذ منها هو ولم يستفذ منها المجتمع الذي أخذت منه بغير‬
‫وجه حق ‪ ،‬وهذا إهدار لطاقة مالية كبيرة بل هو تدمير حقيقي لممتلكات المجتمع ‪ ،‬وكم‬
‫من الطاقات التي تستطيع بها البالد والمجتمعات بناء نفسها لو سلمت من جريمة الرشوة‬

‫‪ )1‬صالح المطرودي ‪ ،‬جرائم الرشوة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 11‬‬


‫‪ )2‬الدكتور حمد ‪ ،‬أثر الرشوة في تعثر النمو اإلقتصادي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬

‫‪58‬‬
‫وتعمل الرشوة على التقليل من جودة ونوعية المشاريع كما نرى في بعض الطرق‬
‫والمباني في وطننا الغالي في العاصمة مقدشو الصومال وكما تساهم في التأخر في‬
‫إنجاز المشاريع اإلستثمارية ‪ ،‬إذ غالبا ما يؤثر ذلك على قيام أخرى ال تقوم إال إذا قام‬
‫وتم المشروع األول كتنفيذ طريق لمنطقة معينة فال يمكن قيام الثانية دون توفر األولى‪،‬‬
‫ويقول أيمن سويد أن الرشوة تؤثر على سمعة الدولة الخارجية ‪ ،‬كما تعمل على إضعاف‬
‫قيمتها أما م القوى الخارجية ‪ ،‬مما يؤدي إلى التقليل من قدرتها التساومية مع الشركات‬
‫الدولية ‪ ،‬وتفتح الباب أمام هذه الشركات لعقود غير متوازنة مع كبار المسؤولين في هذه‬
‫(‪)1‬‬
‫الدولة مما يحرم الدولة من التأييد في المحافل الدولية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أثر الرشوة في تدمير األنفس واألخالق للمجتمع‬


‫جريمة الرشوة ليست وليدة اليوم أو أمس وإنماكانت من قديم الزمان ‪ ،‬لذا نرى أنها‬
‫تسبب آثار سيئة ومدمرة على القوى البشرية ‪ ،‬وعلى األخالق الفاضلة ‪ ،‬فالرشوة تولد‬
‫آثارا خطيرة على األسرة ‪ ،‬فإذا قام رب األسرة بأخذ الرشوة ودخل بسببها السجن فإن‬
‫أسرته ال بد أن تتأثر بالحدث ‪ ،‬وقد يحدث انحالل اجتماعي داخل األسرة ‪ ،‬وقد يؤدي‬
‫ببعض األسرة إلى الخروج على القوانين ‪ ،‬وبالتالي إلى مضاعفة نسبة الجريمة في‬
‫المجتمع بدل القضاء عليها‪ ،‬فهذا المثال يوضح آثار الرشوة اإلجتماعية ‪ ،‬وإذا تقاضى‬
‫الرشوة مهندس استشاري مثال مقابل إهماله في إنجاز مشروع إنشائي قد كلف الدولة‬
‫مبالغ كثيرة إضافة إلى الوقت والحاجة لهذاالمشروع ‪ ،‬فبسبب الرشوة تعرض هذا المبنى‬
‫لإلنهيار ‪ ،‬ففي هذا خسارة مالية جسيمة ‪ ،‬وإذا نتج من انهيار هذا المبنى وفاة جمع من‬
‫أبناء الوطن قد تركوا أطفاال ونساء ال عائل لهم ‪.‬‬

‫‪ )1‬أيمن سويد ‪ ،‬الرشوة في الفقه اإلسالمي وآثارها اإلقتصادية ‪8441 ،‬هـ ‪2183 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 44‬‬

‫‪59‬‬
‫ف هذه خسارة بشرية جسيمة من قوى الوطن واأليدي العاملة ذات اإلنتاج ‪ ،‬وإذا استباح‬
‫الناس الرشوة امتدت األيدي الملوثة الجتثاث أموال الناس ‪.‬‬
‫فال ترى صاحب حاجة ينال حقه إال إذا قدم جعال لمن عنده وسيلة الحصول ‪ ،‬وهذا ليس‬
‫من األخالق التي أمر اإلسالم أن يتصف بها المؤمن ‪ ،‬كما قال تعالى ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ﲼﲽﲾﲿﱠ‬
‫ﳀ‬ ‫ﱡﭐ‬

‫(‪)2‬‬
‫وصح عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪َ « :‬وهللاُ فِي َع ْو ِن ْال َع ْب ِد َما َكانَ ْال َع ْبد ُ فِي َع ْو ِن أ َ ِخي ِه»‪.‬‬
‫فالرشوة تفسد األخالق كما تفسد األموال ‪ ،‬وتؤثر على المجتمع بعدم اإلستقرار‬
‫وباعتبار أن الرشوة نوع من أنواع الفساد ‪ ،‬ودخولها إلى بعض الجهات المختصة‬
‫بحماية األمن تؤدي إلى انعدام األمن وإلى صراعات ‪ ،‬وتعرض أبناء الوطن لكثير من‬
‫المخاطر‪.‬‬

‫‪ )1‬سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪2‬‬


‫‪ )2‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪ ،‬مرجع سابق نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪. 2174‬‬

‫‪60‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬عقوبة الرشوة في القانون الوضعي‬
‫تمهيد‬
‫تتفاوت العقوبات بتفاوت أنواع األذى الذي تحدثه الجريمة ‪ ،‬فبمقدار الجريمة تكون‬
‫العقوبة ‪ ،‬ولكن ال بد من اعتبار أمرين عند تقرير العقوبة ‪ ،‬األمر األول ‪ :‬مقدار األذى‬
‫الذي ينزل بالمجني عليه ‪ ،‬واألمر الثاني ‪ :‬مقدار الترويع واإلفزاع العام الذي تحدثه‬
‫الجريمة ‪ ،‬والرشوة من جرائم التعزير وليس لها عقوبة محددة في نص الكتاب والسنة‬
‫النبوية ‪ ،‬فأ مرها مفوض لولي األمر ‪ ،‬ولكن لبعض الدول اإلسالمية قوانين تحدد‬
‫العقوبات ‪ ،‬وال بأس بها ما لم تخالف نصوص الكتاب والسنة وطبقت عادلة ‪ ،‬وسنحاول‬
‫أن نذكر بعضا من تلك المواد القانونية في مطلبين‬

‫‪61‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬عقوبة المرتشي‬
‫أوال‪ :‬قانون العقوبات الصومالي‬
‫نص قانون العقوبات الصومالي على أنه يعاقب بسجن تصل مدته إلى ثالث سنوات‬
‫وبغرامة من خمسمائة إلى عشرة آالف شلن صومالي‪ -‬كل موظف عمومي يحصل لنفسه‬
‫أو لثالث نقودا أو أي نفع آخر ال حق له فيه أو قبل الوعد بذلك ليقوم بعمل مكتبه ‪.‬‬
‫‪ )8‬يعاقب بسجن من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من ثالث إلى عشرين ألف‬
‫شلن صومالي ‪ -‬كل موظف عمومي يحصل نقودا أو أي نفع آخر أو يقبل الوعد‬
‫بذلك لنفسه أولثالث ليهمل أو يؤخر عمال لمكتبه أو ليقوم بعمل مخالف لواجبات‬
‫المكتب ‪.‬‬
‫‪ )2‬ويزاد العقاب إذا نجم عن الفعل ‪:‬‬
‫أ) إعطاء خدمات عامة ومرتبات أو تشريعات أو معاشات أو عقد اتفاقيات تهم‬
‫اإلدارة التي يعمل لها الموظف ‪.‬‬
‫ب) إكرام أو إساة أحد طرفي قضية مدنية أو جنائية أو إدارية ‪.‬‬
‫‪ – 9‬وتطبق عقوبة سجن من ست سنوات إلى عشرين سنة وبغرامة ال تقل عن‬
‫عشرين ألف شلن صومالي – إذا تسبب عن الفعل حكم بعقوبة سجن مؤبد‬
‫(‪)1‬‬
‫أوسجن وتطبق عقوبة السجن المؤبد إذا تسبب عن الفعل حكم باإلعدام ‪.‬‬

‫‪ )1‬قانون العقوبات الصومالي لسنة ‪ 8369‬م ‪ ،‬مادتين ‪ ، 246 – 241‬ص ‪. 34 – 39‬‬

‫‪62‬‬
‫ثانيا‪ :‬قانون العقوبات اليمني‬
‫يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على عشر سنوات كل موظف عام طلب أو قبل عطية أو‬
‫مزية من أي نوع أو وعدا بها ألداء عمل أو اإلمتناع عن عمل إخالال بواجبات وظيفته ‪،‬‬
‫وتكون العقوبة الحبس الذي ال تزيد مدته على ثالث سنوات إذا كان العمل أو اإلمتناع‬
‫حقا ‪.‬‬

‫اإلرتشاء الالحق‬
‫يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سبع سنوات كل موظف عام أدى عمال أو امتنع عن أداء‬
‫عمل إخال ال بواجبات وظيفته ثم طلب أو فبل ماال أو منفعة ملحوظا فيها أنها مكافئة أو‬
‫(‪)1‬‬
‫هدية له في مقابل ذلك ولو لم يكن هناك اتفاق سابق ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قانون العقوبات المصري‬


‫نص أن كل موظف عمومي طلب لنفسه أو لغيره أو قبل أو أخذ وعدا أوعطية ألداء‬
‫عمل من أعمال وظيفته يعد مرتشيا ويعاقب بالسجن المؤبد وبغرامة ال تقل عن ألف‬
‫جنبه وال تزيد على ما أعطي أو وعد به ‪.‬‬
‫كل موظف عمومي طلب لنفسه أو لغيره أو قبل أو أخذ وعدا أو عطية لإلمتناع عن عمل‬
‫من أعمال وظيفته أو لإلخالل بواجباتها أو لمكافأته على ما وقع من ذلك يعاقب بالسجن‬
‫(‪)2‬‬
‫المؤبد وضعف الغرامة المذكورة في المادة ‪ 819‬من هذا القانون ‪.‬‬

‫‪ )1‬قانون العقوبات اليمني لسنة ‪ 8334‬م ‪ ،‬مادتين ‪ ، 819 -818‬ص‪. 91‬‬


‫‪ )2‬قانون العقوبات المصري لسنة ‪ 8397‬م ‪ ،‬مادتين ‪ ، 814 -819‬ص ‪. 42‬‬

‫‪63‬‬
‫رابعا ‪ :‬قانون العقوبات األردني‬
‫نص أن كل موظف عمومي وكل شخص ندب إلى خدمة عامة سواء باإلنتخاب أو‬
‫بالتعيين وكل امرئ كلف بمهمة رسمية كالمحكم والخبير والسنديك (أي وكيل الدائنين)‬
‫طلب أو قبل لنفسه أو لغيره هدية أو وعدا أو أية منفعة أخرى ليقوم بعمل حق بحكم‬
‫وظيفته عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين ‪ ،‬وبغرامة من عشرة دنانير إلى مائتى‬
‫دينار ‪.‬‬
‫وكل شخص من األشخاص السابق ذكرهم طلب أو قبل لنفسه أو لغيره هدية أو وعدا أو‬
‫أية منفعة أخرى ليعمل عمال غير حق أو ليمتنع عن عمل كان يجب أن يقوم به بحكم‬
‫وظيفته ‪ ،‬عوقب بالسجن من سنة إلى ثالث سنوات وبغرامة من عشرين دينارا إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫مائتى دينار‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬قانون الجزاء العماني‬


‫نص على أن كل موطف قبل رشوة لنفسه أو لغيره ‪ ،‬ماال أو هدية أو وعدا أو أي منفعة‬
‫أخرى ليقوم بعمل شرعي من أعمال الوطيفة ‪ ،‬أو ليمتنع عنه ‪ ،‬أو ليؤخر إجرائه ‪،‬‬
‫يعاقب بالسجن من ثالثة أشهر إلى ثالثة سنوات ‪ ،‬وبغرامة تساوي على األقل ما أعطي‬
‫له أو وعد به ‪ ،‬وبعزل من الوطيفة مدة يقدرها القاضي ‪.‬‬
‫يعاقب الموطف بالسجن حتى عشر سنوات إذا قبل الرشوة أو طلبها ‪ ،‬ليعمل عمال منافيا‬
‫لواجبات الوطيفة أو لإلمتناع عن عمل كان واجبا عليه بحكم الوطيفة‪ ،‬وبغرامة تساوي‬
‫(‪)2‬‬
‫على األقل قيمة الرشوة ‪ ،‬وبعزل من الوطيفة ‪.‬‬

‫‪ )1‬قانون العقوبات األردني لسنة ‪ 8361‬م ‪ ،‬مادة ‪ ، 871‬ص ‪. 13‬‬


‫‪ )2‬قانون الجزاء العماني لسنة ‪ 8374‬م ‪ ،‬مادتين ‪ ، 816 -811‬ص ‪. 22‬‬

‫‪64‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عقوبات الراشي والرائش في القانون الوضعي‬
‫وفي هذا المطلب سنأخذ عقوبات الراشي ‪ ،‬والرائش في القوانين المختلفة فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قانون العقوبات الصومالي‬


‫نص قانون العقوبات الصومالي ‪ :‬أن العقوبات المقررة في ‪241‬و ‪ 246‬و‪ 247‬تطبق‬
‫على م ن أعطى الموظف العمومي أو المستخدم العمومي نقودا أو نفعا آخر أو وعدهم‬
‫بذلك ‪ .‬وهذا الشخص الذي يقدم الرشوة يسمى (الراشي)‬

‫التحريض على الرشوة أو عرض الرشوة‬


‫مادة ‪ 243‬منه يعاقب كل من أعطى أو وعد موظف عمومي أو مستخدم عمومي نقودا‬
‫أو نفعا آخر ليحمله على القيام بعمل مكتبه أو الخدمة المكلف بها بالعقوبة المقررة في‬
‫(‪)1‬‬
‫الفقرة األولى من مادة ‪ 841‬مع إنقاصها إلى الثلث وذلك إذا لم يلق قبوال ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬قانون العقوبات اليمني‬


‫نص قانون العقوبات اليمني ‪ :‬يعتبر راشيا كل صاحب مصلحة عرض على موظف عام‬
‫رشوة على نحو ما هو مبين في المواد السابقة ‪.‬‬
‫ويعتبر وسيطا (رائشا) كل من عاون الراشي والمرتشي بأية طريقة كانت على ارتكاب‬
‫جريمة رشوة وكان عالما بها ‪ ،‬ويعاقب كل منهما بنفس العقوبات المقررة للجريمة التي‬
‫اشترك ‪ .‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على ثالث سنوات كل من عرض على موظف عام‬
‫(‪)2‬‬
‫عطية أو مزية أو وعدا بها ألداء عمل أو اإلمتناع عن عمل ولم تقبل منه‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬قانون العقوبات المصري‬


‫يعاقب الراشي والوسيط بالعقوبة المقررة للمرتشي ومه ذالك يعفى الراشي أو الوسيط‬
‫من العقوبة إذا أخبر السلطات بالجريمة أو اعترف بها ‪.‬‬

‫‪ )1‬قانون العقوبات الصومالي لسنة ‪ 8369‬م ‪ ،‬مادتين ‪ ، 243 – 241‬ص ‪. 31‬‬


‫‪ )2‬قانون العقوبات اليمني لسنة ‪ 8334‬م ‪ ،‬مادتين ‪ ، 811 -814‬ص‪. 91‬‬

‫‪65‬‬
‫من عرض رشوة ولم تقبل منه يعاقب بالسجن وبغرامة ال تقل عن خمسمائة جنيه وال‬
‫تزيد على ألف جنية وذالك إذا كان العرض حاصال لغير موطف عام تكون العقوبة‬
‫(‪)1‬‬
‫الحبس لمدة التزيد على سنتين أو غرامة التجاوز ما ئتي جنية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬قانون العقوبات العماني‬


‫يعاقب الراشي أو الوسيط بالسجن من شهر إلى سنتين إذا حاول رشوة موظف‬
‫(‪)2‬‬
‫فرفضها‬

‫خامسا ‪ :‬قانون العقوبات األردني‬


‫يعاقب الراشي أيضا بالعقوبات المنصوص عليها في المادتين السابقتين‬
‫ولم نر فيه عقوبة الوسيط ‪،‬‬
‫عقوبة عرض الرشوة ‪.‬‬
‫نص قانون العقوبات األردني ‪ :‬من عرض على شخص من األشخاص الوارد ذكرهم في‬
‫هدية أو منفعة أخرى أو وعد ه بها ليعمل عمال غير حق أو ليمتنع عن عمل كان عليه أن‬
‫(‪) 3‬‬
‫ذكرنا في هذا المبحث بعض المواد القانونية لبعض الدول‬ ‫يقوم ولم يلق قبوال ‪.‬‬
‫اإلسالمية وهي تنص عقوبة األشخاص الذين اشتركوا في جريمة الرشوة وهي متقاربة‬
‫في العقوبة وال حرج إن كان تفاوت ‪ ،‬ألن المراد بالعقوبة الزجر والردع فتفرض كل‬
‫دولة بما تراه مصلحة ومناسبا لطروف الجريمة والمجرم فمن مشدد ومن متوسط ‪.‬‬

‫‪ )1‬قانون العقوبات المصري لسنة ‪ 8397‬م ‪ ،‬مادتين ‪ ، 813 -817‬ص ‪. 41 – 44‬‬


‫‪ )2‬قانون الجزاء العماني لسنة ‪ 8374‬م ‪ ،‬مادتين ‪ ، 811 -816‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ )3‬قانون العقوبات األردني لسنة ‪ 8361‬م ‪ ،‬مادتين ‪ ، 879 – 872‬ص ‪. 31 – 13‬‬

‫‪66‬‬
‫خاتمة (النتائج والتوصيات)‬
‫أوال ‪ :‬النتائج‬
‫بعد الفراغ من هذا البحث المتعلق بجريمة الرشوة ظهر لنا نتائج كثيرة منها ‪:‬‬
‫‪ )8‬أن للرشوة عدة تعريفات في الشريعة اإلسالمية متقاربة المعنى مختلفة في األلفاظ‬
‫حسب تعدد المذاهب ‪.‬‬
‫‪ )2‬أن الرشوة تقوم أساسا على اتجار الموظف بوظيفته في القانون الصومالي ‪ ،‬وأ ن‬
‫هدفها انحراف الموظف في أداء أعمال وظيفته ‪.‬‬
‫‪ )9‬أن للرشوة أطرافا فهي ثنائية وقد تكون ثالثية وأن عمل الوسيط فيها محرم في‬
‫الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وكذلك جعلها قانون العقوبات الصومالي جريمة ‪.‬‬
‫‪ (4‬أن الرشوة محرمة با لكتاب والسنة صراحة وأن مرتكبها ملعون بلسان دمحم صلى هللا‬
‫عليه وسلم وجرمتها القوانين الوضعية ومن بينها قانون العقوبات الصومالي ‪ ،‬وأنه لم‬
‫يوجد قانون يجوزها‬
‫‪ )1‬تناولنا فروقا بين الرشوة والهدية وأن هدية العمال من الرشوة ‪.‬‬
‫‪ )6‬اشتراط القوانين لمرتكب الرشوة صفة خاصة ‪ ،‬أال وهي كونه موظفا عموميا ‪ ،‬أو‬
‫من في حكمه ‪.‬‬
‫‪ )7‬وأن للرشوة أركانا ال تحصل إال بها ‪ ،‬ركن مادي ومعنوي ‪ ،‬وأن المادي يتكون من‬
‫ثالثة عناصير نشاط يقوم به الجاني ‪ ،‬وموضوع تنصب عليه ‪ ،‬ومقابل ‪.‬‬
‫‪ )1‬توصلنا في هذا البحث أن من أهم أسباب إنتشار الرشوة ضعف اإليمان لدى‬
‫الموظفين والعمال ورجال الشرطة والقضاء ‪.‬‬
‫‪ )3‬وأن العدالة في المجتمع من جميع المجاالت من أهم طرق الوقاية من التفكير في‬
‫الرشوة‬
‫‪ )81‬وأن للجمهور وخاصة للعلماء دور على القضاء للرشوة ‪ ،‬وكذلك وسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ )88‬حيث أن الرشوة جريمة مالية تثبت بما يثبت به المال ‪ ،‬وأن وسائل اإلثبات في‬
‫القانون الوضعي ال تختلف عنها في الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ )82‬وتبين لنا أن للرشوة أنواعا كثيرة منها‪ :‬رشوة الطريق ‪ ،‬والرشوة المستعجلة‬
‫والمؤجلة ‪ ،‬وأن ظاهرة شراء األصوات في حالة اإلنتخابات في الصومال من أخبث‬
‫أنواع الرشوة ألن الذي يشتري صوته بثمن قليل يصوت لمن يبذل له بنقد وإن كان غير‬
‫أهل لهذا المنصب فيضيع واجبه ومسؤوليته من الوطن وأبنائه ‪.‬‬
‫‪ )89‬وظهر لنا خالل بحثنا أن للرشوة آثارا خطيرة يراها من يحترف بها في صحة‬
‫جسمه وفي عمره وفي عياله ‪.‬‬
‫‪ )84‬وأن مرتكب الرشوة يستحق العقوبة في الدنيا واآلخرة ‪ ،‬وأن عقوبة الرشوة عقوبة‬
‫تعزيرية ‪.‬‬
‫‪ )81‬وأن لولي األمر اإلجتهاد في نوع العقوبة التي يراها أنها تقطع دابر الرشوة ‪،‬‬
‫وتطهرها من البالد ‪ ،‬حتى ولوبلغت اإلعدام ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التوصيات‬
‫‪ )8‬اإلبتعاد عن المعاملة بالرشوة عطاء ووعدا وطلبا وأخذا ووساطة ‪ ،‬حيث أن تعاطيها‬
‫يمحق البركة في الصحة والعمر والعيال والوقت ‪ ،‬وأن مرتكبها يتسبب في إلحاق‬
‫الضرربنفسه وبأسرته وبمجتمعه ‪.‬‬
‫‪ )2‬تقديم الخدمات للمحتاجين من المجتمع من غير مماطلة وتسويف ‪.‬‬
‫‪ )9‬تسهيل إجراءات إنجاز المعامالت الحكومية دون إخالل بقوانين المؤسسات ‪.‬‬
‫‪ )4‬إخضاع الموظفين العموميين مهما كانت درجاتهم ومراكزهم إلى الرقابة الحكومية‬
‫والشعبية والمساءلة وتحديد صالحياتهم في التصرف في المال العام لمنعهم من استغالل‬
‫مناصبهم لتحقيق مصالح شخصية ‪.‬‬
‫‪ )1‬تطبيق مبدأ (من أين لك هذا المال) للحد من جرائم الفساد المتمثلة بالرشاوى‬
‫واإلختالس واإلستيالء على المال العام أو استغالل الوظيفة ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ )6‬تنبيه الناس على أن ظاهرة شراء األصوات اإلنتخابية من أخبث أنواع الرشوة حيث‬
‫أنها متمثلة في خيانة األمة واختيار غير األصلح ‪.‬‬
‫‪ )7‬تسليط العلماء المتخصصين الضوء على داء الرشوة السائد في الصومال ‪ ،‬وعلى‬
‫عواقبه الدنيوية واألخروية ‪ ،‬وآثاره السيئة ‪ ،‬سواء اإلقتصادية واإلجتماعية واألخالقية‬
‫واألمنية على الفرد والمجتمع ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفهارس العامة‬
‫أوال ‪ :‬فهارس اآليات القرآنية‬
‫ثانيا ‪ :‬فهارس األحاديث النبوية‬
‫ثالثا ‪ :‬فهارس األعالم‬
‫رابعا ‪ :‬فهارس المصادر والمراجع‬
‫خامسا ‪ :‬فهارس الموضوعات‬

‫‪70‬‬
‫أوال ‪ :‬فهرس اآليات القرآنية‬
‫الصفحة‬ ‫أرقامها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫البقرة‬
‫‪8‬‬ ‫‪٨١١‬‬ ‫‪8‬‬
‫ﱥﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓﱤ‬

‫‪97‬‬ ‫‪٢١٢‬‬ ‫ﱊﱤ‬


‫ﱋ‬ ‫ﱥﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪٨٢٢‬‬ ‫‪9‬‬


‫ﱥ ﱭﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱲ ﱳ ﱴ ﱤ‬

‫النساء‬
‫‪89‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫ﲖ ﲘ ﲙ ﲚﲛﲜ ﲝﲞﲟ ﲠ ﲡ ﱤ‬
‫ﱥ ﲓ ﲔﲕ ﲗ‬ ‫‪4‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪٨١‬‬ ‫‪1‬‬


‫ﱥ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪﲫﲬ ﲭﲮﲯ ﲷ ﱤ‬

‫‪94‬‬ ‫‪٨٣٨‬‬ ‫ﱥﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉ ﱊﱋﱌﱤ‬ ‫‪6‬‬

‫المائدة‬
‫‪11‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪7‬‬
‫ﳅﱤ‬
‫ﳆ‬ ‫ﱥﳁ ﳂ ﳃ ﳄ‬

‫‪11‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪1‬‬


‫ﱡﭐﲼﲽﲾﲿﱠ‬

‫‪98‬‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫‪3‬‬


‫ﱄﱤ‬
‫ﱅ‬ ‫ﱥﱁﱂﱃ‬

‫األنفال‬

‫‪71‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪٢٢‬‬
‫‪ 81‬ﱥﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝٌّﱟ ﱤ‬

‫يوسف‬
‫‪91‬‬ ‫‪٨١‬‬ ‫‪88‬‬
‫ﱱﱤ‬
‫ﱲ‬ ‫ﱥﱭ ﱮﱯ ﱰ‬

‫‪96‬‬ ‫‪٢٢‬‬
‫‪ 82‬ﱥﲒﲓﲔﲕﱤ‬

‫‪96‬‬ ‫‪٢١‬‬
‫ﲵﱤ‬
‫ﲶ‬ ‫‪ 89‬ﱥﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ‬

‫النحل‬
‫‪97‬‬ ‫‪٤٣‬‬
‫‪ 84‬ﱥﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱤ‬

‫المؤمنون‬
‫‪18‬‬ ‫‪٨٨‬‬
‫ﲗ ﲙ ﲚ ﲛﲜ ﱤ‬
‫ﲘ‬ ‫‪ 81‬ﱥﲑﲒﲓﲔﲕﲖ‬

‫النمل‬
‫‪89‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫‪ 86‬ﱥﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﱤ‬

‫الزخرف‬
‫‪44‬‬ ‫‪٨١‬‬ ‫‪ 87‬ﱥﲪ ﲫﲬ ﱤ‬

‫الطالق‬
‫‪47‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪81‬‬
‫ﱾﱤ‬
‫ﱥ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱽ ﱿ‬

‫‪72‬‬
‫ثانيا ‪ :‬فهرس األحاديث النبوية‬
‫الصفحة‬ ‫أرقامها‬ ‫األحاديث النبوية‬ ‫م‬
‫‪88‬‬ ‫‪8996\9‬‬ ‫ي َوال ُم ْرتَش َ‬
‫ِي‪».......‬‬ ‫سلَّ َم َّ‬
‫الرا ِش َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ّللا َ‬ ‫« َلعَنَ َر ُ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫‪8‬‬

‫ي َو ْال ُم ْرتَش َ‬ ‫سلَّ َم َّ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬


‫‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪9111\3‬‬ ‫ِي»‬ ‫الرا ِش َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ّللا َ‬ ‫« َلعَنَ َر ُ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫‪2‬‬
‫‪82‬‬ ‫ش ‪22933\97‬‬
‫الرائِ َ‬ ‫ي َو ْال ُم ْرتَش َ‬
‫ِي َو َّ‬ ‫سلَّ َم َّ‬
‫الرا ِش َ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫سو ُل هللاِ َ‬ ‫لَعَنَ َر ُ‬ ‫‪3‬‬
‫‪89‬‬ ‫ار ِت َها‪َ ،‬ولَ ْو فِ ْرسِنَ شَاة‪2166\9 ».‬‬ ‫سا َء ال ُم ْس ِل َماتِ‪ ،‬الَ تَ ْح ِق َر َّن َج َ‬
‫ارة ٌ ِل َج َ‬ ‫«يَا نِ َ‬ ‫‪4‬‬
‫‪89‬‬ ‫‪88346\6‬‬ ‫" تَ َهاد ُوا ت َ َحابُّوا "‪..............................................‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪89‬‬ ‫‪2161\9‬‬ ‫« َل ْو د ُ ِعيتُ ِإلَى ذ َِراع أ َ ْو ُك َراع َأل َ َجبْتُ ‪»............................‬‬ ‫‪6‬‬
‫صدَقَةٌ؟‪»......................‬‬ ‫سأ َ َل َع ْنهُ‪« :‬أ َ َه ِديَّةٌ أ َ ْم َ‬ ‫ي ِب َ‬ ‫ُ‬
‫‪84‬‬ ‫‪2176\9‬‬ ‫ط َعام َ‬ ‫ِإذَا أتِ َ‬ ‫‪7‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪2597\3‬‬ ‫ت أ ُ ِم ِه‪َ ،‬فيَ ْن ُ‬
‫ظ َر يُ ْهدَى لَهُ أ َ ْم الَ‪....‬؟‬ ‫ت أَ ِبي ِه أ َ ْو َب ْي ِ‬
‫س ِفي َب ْي ِ‬ ‫« َف َه َّال َجلَ َ‬ ‫‪1‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪11486\11‬‬ ‫غلُو ٌل‪»......................................‬‬ ‫« ْال َه ِديَّةُ ِإلَى ْ ِ‬
‫اإل َم ِام ُ‬ ‫‪3‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪15082\6‬‬ ‫«هدايا السلطان سحت وغلول‪».................................‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪15082\6‬‬ ‫«هدايا األمراء غلول‪»...............................................‬‬ ‫‪88‬‬
‫‪28‬‬ ‫« ِإنَّ َما األ َ ْع َما ُل ِبالنِيَّا ِ‬
‫ت‪1\1 ».................................................‬‬ ‫‪82‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪2012\4‬‬ ‫ان‪»................................‬‬ ‫ط ِ‬ ‫ّللاِ َوال َع َج َلةُ ِمنَ ال َّ‬
‫ش ْي َ‬ ‫«األَنَاة ُ ِمنَ َّ‬ ‫‪89‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪2072\9‬‬ ‫ط‪َ ،‬خي ًْرا ِم ْن أ َ ْن يَأ ْ ُك َل ِم ْن َع َم ِل يَ ِد ِه‪»........‬‬ ‫ط َعا ًما قَ ُّ‬‫« َما أ َ َك َل أ َ َحدٌ َ‬ ‫‪84‬‬
‫‪94‬‬ ‫ار ُج ْم َها‪2314\3 »............‬‬ ‫« َوا ْغد ُ يَا أ ُ َني ُ‬
‫ْس ِإلَى ْام َرأَةِ َهذَا‪ ،‬فَإ ِ ِن ا ْعت َ َرفَ ْ‬
‫ت فَ ْ‬ ‫‪81‬‬
‫‪91‬‬ ‫ت ِب ِه أ َ ْك َح َل ال َع ْينَي ِْن‪4747\6 »...........................‬‬ ‫«أَب ِ‬
‫ْص ُروهَا‪ ،‬فَإ ِ ْن َجا َء ْ‬ ‫‪86‬‬
‫‪41‬‬ ‫« َما ِم ْن َوال َي ِلي َر ِعيَّةً ِمنَ ال ُم ْس ِل ِمينَ ‪ ،‬فَ َي ُموتُ ‪7151\3 ».....................‬‬ ‫‪87‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪6496\8‬‬ ‫عةَ‪»................................‬‬ ‫ت األ َ َمانَةُ فَا ْنتَ ِظ ِر ال َّ‬
‫سا َ‬ ‫« ِإذَا ُ‬
‫ض ِي َع ِ‬ ‫‪81‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪1825\3‬‬ ‫‪،‬و ِإنَّ َها أ َ َمانَةُ‪َ ،‬و ِإنَّ َها َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة ِخ ْز ٌ‬
‫ي َونَدَامة‬ ‫يف َ‬ ‫َيا أ َ َبا ذَر‪ِ ،‬إنَّ َك َ‬
‫ض ِع ٌ‬ ‫‪83‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪7149\9‬‬ ‫علَ ْي ِه‪.»................‬‬ ‫سأَلَهُ‪َ ،‬والَ َم ْن َح َر َ‬
‫ص َ‬ ‫« ِإنَّا الَ نُ َو ِلي َهذَا َم ْن َ‬ ‫‪21‬‬

‫‪73‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪2699\4‬‬ ‫« َوهللاُ ِفي َع ْو ِن ْال َع ْب ِد َما َكانَ ْال َع ْبد ُ فِي َ‬
‫ع ْو ِن أ َ ِخي ِه‪»................‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪1015\2‬‬ ‫ط ِيبًا‪»....................‬‬‫ب َو َال َي ْق َب ُل ِإ َّال َ‬ ‫ّللا َ‬
‫ط ِي ٌ‬ ‫اس‪ِ ،‬إ َّن َّ َ‬‫« َيا أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫‪22‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪1015\2‬‬ ‫اء ‪»..‬‬ ‫ث أ َ ْغ َب َر َي ُمدُّ َيدَهُ ِإلَى ال َّ‬
‫س َم ِ‬ ‫سفَ َر أ َ ْش َع َ‬ ‫« َوذَ َك َر َّ‬
‫الر ُج َل ي ُِطي ُل ال َّ‬ ‫‪29‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪17905\9‬‬ ‫ار َح ُموا َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض‪».........‬‬ ‫الر ْح َم ُن‪ْ ،‬‬
‫اح ُمونَ َي ْر َح ُم ُه ُم َّ‬
‫الر ِ‬
‫« َّ‬ ‫‪24‬‬

‫‪74‬‬
‫ثالثا ‪ :‬فهرس األعالم‬
‫الصفحة‬ ‫األعالم‬ ‫م‬
‫‪81‬‬ ‫علي بن الحسن بن هبة هللا بن عساكر الدمشقي‬ ‫‪1‬‬
‫‪23‬‬ ‫دمحم بن علي بن دمحم الشوكاني‬ ‫‪2‬‬
‫‪42‬‬ ‫وهبة بن مصطفى الزحيلي الدمشقي‬ ‫‪3‬‬
‫‪47‬‬ ‫جمال الدين البزدوي علي بن دمحم بن الحسن بن عبد الكريم‬ ‫‪4‬‬
‫‪47‬‬ ‫أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العيني‬ ‫‪5‬‬
‫‪41‬‬ ‫النيسابوري أبوا عبد هللا دمحم بن عبد هللا الحاكم النيسابوري‬ ‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫أحمد بن دمحم بن علي المقرئ والمعروف بأبي العباس الفيومي‬ ‫‪7‬‬
‫‪26‬‬ ‫أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي الملقب بالفاروق‬ ‫‪8‬‬
‫‪26‬‬ ‫عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم وهو ثامن الخلفاء األمويين‬ ‫‪9‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪ 10‬أبو جعفر هارون بن دمحم المهدي‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 11‬يوسف بن عبدهللا القرضاوي‬
‫‪91‬‬ ‫‪ 12‬مصطفى أحمد الزرقاء‬
‫‪91‬‬ ‫‪ 13‬أبو عبد هللا شمس الدين دمحم بن أبي بكر المعروف بابن القيم الجوزي‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 14‬أبو الحسن علي بن دمحم بن الحبيب البصري الماوردي‬
‫‪29‬‬ ‫‪ 15‬تقي الدين أبو اعباس أحمد بن عبد الحليل الحراني المشهور إبن تيمية‬

‫‪75‬‬
‫رابعا ‪ :‬فهرس المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬كتب التفاسير‬


‫‪ )8‬الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي ‪ ،‬المؤلف‪ :‬أبو عبد هللا دمحم بن أحمد بن‬
‫أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى‪678 :‬هـ)‬
‫تحقيق‪ :‬أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب المصرية – القاهرة‬
‫‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪8914 ،‬هـ ‪ 8364 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )2‬أحكام القرآن ‪ ،‬أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي‪ ،‬حققه‪ :‬عبد‬
‫السالم دمحم علي شاهين ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ‪،‬الطبعة‪:‬‬
‫األولى‪8481 ،‬هـ‪8334/‬م ‪.‬‬
‫‪ )9‬النكت والعيون ‪ ،‬المؤلف‪ :‬أبو الحسن علي بن دمحم بن دمحم بن حبيب البصري‬
‫البغدادي‪ ،‬الشهير بالماوردي (المتوفى‪411 :‬هـ) حققه‪ :‬السيد ابن عبد المقصود‬
‫بن عبد الرحيم ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ /‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ )4‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ‪ ،‬المؤلف‪ :‬أبو دمحم عبد الحق بن غالب‬
‫بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية األندلسي المحاربي (المتوفى‪142 :‬هـ) حققه‪:‬‬
‫عبد السالم عبد الشافي دمحم ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األولى ‪ 8422 -‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )1‬فتح القدير ‪ ،‬المؤلف‪ :‬دمحم بن علي بن دمحم بن عبد هللا الشوكاني اليمني (المتوفى‪:‬‬
‫‪8211‬هـ) الناشر‪ :‬دار ابن كثير‪ ،‬دار الكلم الطيب ‪ -‬دمشق‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األولى ‪ 8484 -‬هـ ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ )6‬التفسير الكبير ‪ ،‬المؤلف ‪ :‬أبوا عبد هللا دمحم بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي‬
‫الرازي الملقب بفخر الدين الرازي (المتوفى ‪616 :‬هـ ) الناشر‪ :‬دار إحياء‬
‫التراث العربي – بيروت ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪8421‬هـ ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬كتب األحاديث‬


‫‪ ) 8‬تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي ‪ ،‬المؤلف‪ :‬أبو العال دمحم عبد الرحمن بن‬
‫عبد الرحيم المباركفورى (المتوفى‪8919 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية –‬
‫بيروت ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬سبل السالم ‪،‬المؤلف‪ :‬دمحم بن إسماعيل بن صالح بن دمحم الحسني‪ ،‬الكحالني ثم‬
‫الصنعاني‪ ،‬أبوإبراهيم‪ ،‬عزالدين‪ ،‬المعروف كأسالفه باألمير (المتوفى‪8812 :‬هـ)‬
‫الناشر‪ :‬دار الحديث‪.‬‬
‫س ْورة بن موسى بن الضحاك‪،‬‬
‫‪ ) 9‬سنن الترمذي ‪ ،‬المؤلف‪ :‬دمحم بن عيسى بن َ‬
‫الترمذي‪ ،‬أبو عيسى (المتوفى‪273 :‬هـ) تحقيق وتعليق‪ :‬أحمد دمحم شاكر ‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪8931 ،‬‬
‫هـ ‪ 8371 -‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 4‬سنن الكبرى ‪ ،‬أحمد بن الحسين بن علي بن موسى ال ُخس َْر ْو ِجردي الخراساني‪،‬‬
‫أبو بكر البيهقي ‪،‬حققه‪ :‬دمحم عبد القادر عطا‪،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنات‪،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬تاريخ النشر ‪8424‬هـ ‪2119 -‬م‪.‬‬

‫‪ ) 1‬الشوكاني نيل األوطار ‪ ،‬المؤلف‪ :‬دمحم بن علي بن دمحم بن عبد هللا الشوكاني‬
‫اليمني (المتوفى‪8211 :‬هـ) تحقيق‪ :‬عصام الدين الصبابطي ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الحديث‪ ،‬مصر ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪8489 ،‬هـ ‪8339 -‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 6‬صحيح ابن حبان ‪ ،‬المؤلف‪ :‬دمحم بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن َم ْعبدَ‪،‬‬
‫التميمي‪ ،‬أبو حاتم‪ ،‬الدارمي‪ ،‬البُستي (المتوفى‪914 :‬هـ) ترتيب‪ :‬األمير عالء‬
‫الدين علي بن بلبان الفارسي (المتوفى‪ 793 :‬هـ) حققه وخرج أحاديثه وعلق‬

‫‪77‬‬
‫عليه‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪ 8411‬هـ ‪ 8311 -‬م‪.‬‬
‫‪ ) 7‬صحيح البخاري ‪ ،‬المؤلف‪ :‬دمحم بن إسماعيل أبو عبدهللا البخاري الجعفي ‪،‬حققه‪:‬‬
‫دمحم زهير بن ناصر الناصر ‪،‬الناشر‪ :‬دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية‬
‫بإضافة ترقيم ترقيم دمحم فؤاد عبد الباقي)الطبعة‪ :‬األولى‪8422 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬صحيح مسلم ‪ ،‬المؤلف‪ :‬مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري‬
‫(المتوفى‪268 :‬هـ)حققه‪ :‬دمحم فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي‬
‫– بيروت ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪ ،‬المؤلف‪ :‬أبو دمحم محمود بن أحمد بن‬
‫موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى (المتوفى‪111 :‬هـ)‬
‫الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي – بيروت ‪.‬‬
‫‪ ) 81‬عون المعبود شرح سنن أبي داود‪ ،‬ومعه حاشية ابن القيم‪ :‬تهذيب سنن أبي داود‬
‫وإيضاح علله ومشكالته ‪ ،‬المؤلف‪ :‬دمحم أشرف بن أمير بن علي بن حيدر‪ ،‬أبو‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬شرف الحق‪ ،‬الصديقي‪ ،‬العظيم آبادي (المتوفى‪8923 :‬هـ) الناشر‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية – بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 8481 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ) 88‬كنز العمال في سنن األقوال واألفعال ‪ ،‬المؤلف‪ :‬عالء الدين علي بن حسام‬
‫الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي الهندي البرهانفوري ثم المدني فالمكي‬
‫الشهير بالمتقي الهندي (المتوفى‪371 :‬هـ) حققه‪ :‬بكري حياني ‪ -‬صفوة السقا ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة الخامسة‪8418 ،‬هـ‪8318/‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 82‬المستدرك على الصحيحين ‪ ،‬المؤلف‪ :‬أبو عبد هللا الحاكم دمحم بن عبد هللا بن دمحم‬
‫بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع‬
‫(المتوفى‪411 :‬هـ) تحقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫– بيروت ‪،‬الطبعة‪ :‬األولى‪8331 – 8488 ،‬م ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ ) 89‬مسند أبي داود الطيالسي ‪ ،‬أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي‬
‫البصرى ‪،‬حققه‪ :‬الدكتور دمحم بن عبد المحسن التركي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار هجر ‪ -‬مصر‪ ،‬التاريخ ‪8483‬هـ ‪8333 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 84‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل ‪ ،‬المؤلف‪ :‬أبو عبد هللا أحمد بن دمحم بن حنبل بن‬
‫هالل بن أسد الشيباني (المتوفى‪248 :‬هـ) حققه‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد‪،‬‬
‫وآخرون ‪،‬إشراف‪ :‬د عبد هللا بن عبد المحسن التركي ‪،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‬
‫‪،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 8428 ،‬هـ ‪ 2118 -‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 81‬المعجم الكبير ‪ ،‬المؤلف‪ :‬سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي‪،‬‬
‫أبو القاسم الطبراني (المتوفى‪961 :‬هـ) حققه‪ :‬حمدي بن عبد المجيد السلفي ‪ ،‬دار‬
‫النشر‪ :‬مكتبة ابن تيمية – القاهرة ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪.‬‬
‫‪ ) 86‬منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري ‪ ،‬المؤلف‪ :‬حمزة دمحم قاسم ‪،‬‬
‫راجعه‪ :‬الشيخ عبد القادر األرناؤوط ‪ ،‬عني بتصحيحه ونشره‪ :‬بشير دمحم عيون ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة دار البيان‪ ،‬دمشق ‪ -‬الجمهورية العربية السورية‪ ،‬مكتبة المؤيد‪،‬‬
‫الطائف ‪ -‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬عام النشر‪ 8481 :‬هـ ‪ 8331 -‬م ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬كتب الفقه‬


‫أوال‪ :‬الفقه الحنفي‬
‫‪ )8‬رد المحتار على الدر المختار ‪ ،‬المؤلف‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬دمحم أمين بن عمر بن عبد‬
‫العزيز عابدين الدمشقي الحنفي (المتوفى‪8212 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الفكر‪-‬بيروت ‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪8482 ،‬هـ ‪8332 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )2‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ‪ ،‬المؤلف‪ :‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن‬
‫أحمد الكاساني الحنفي (المتوفى‪117 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪8416 ،‬هـ ‪8316 -‬م ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ )9‬البناية شرح الهداية ‪ ،‬أبو دمحم محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين‬
‫الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪-‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬التاريخ ‪8421‬هـ ‪2000 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )4‬المبسوط ‪ ،‬المؤلف‪ :‬دمحم بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي (المتوفى‪:‬‬
‫‪419‬هـ) الناشر‪ :‬دار المعرفة – بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة ‪ ،‬تاريخ النشر‪:‬‬
‫‪8484‬هـ‪8339-‬م ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفقه المالكي‬


‫‪ )8‬تبصرة الحكام ‪ ،‬إبراهيم بن علي بن دمحم‪ ،‬ابن فرحون‪ ،‬برهان الدين اليعمري‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية ‪،‬التاريخ ‪8416‬هـ ‪. 8316 -‬‬
‫‪ )2‬حاشية اإلمام الرهوني ‪،‬أبوا عبد هللا دمحم بفتح الميم األولى بن أحمد الرهوني أحد‬
‫أعالم المالكية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬بدون دار ‪ ،‬تاريخ النشر ‪8916‬هـ ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الفقه الشافعي‬


‫‪ )8‬اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ‪،‬المؤلف‪ :‬شمس الدين‪ ،‬دمحم بن أحمد الخطيب‬
‫الشربيني الشافعي (المتوفى‪377 :‬هـ) حققه‪ :‬مكتب البحوث والدراسات ‪ -‬دار‬
‫الفكر الناشر‪ :‬دار الفكر – بيروت ‪.‬‬
‫‪ )2‬حاشية البجيرمي على الخطيب ‪،‬المؤلف‪ :‬سليمان بن دمحم بن عمر البُ َجي َْر ِمي‬
‫المصري الشافعي (المتوفى‪8228 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة ‪،‬‬
‫تاريخ النشر‪8481 :‬هـ ‪8331 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )9‬المجموع شرح المهذب ‪ ،‬المؤلف‪ :‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي‬
‫(المتوفى‪676 :‬هـ) الناشر‪ :‬دارالفكر(طبعة كاملة معها تكملة السبكي والمطيعي)‪.‬‬
‫‪ )4‬جواهر العقود ومعين القضاة والموقعين والشهود ‪ ،‬المؤلف‪ :‬شمس الدين دمحم بن‬
‫أحمد بن علي بن عبد الخالق‪ ،‬المنهاجي األسيوطي ثم القاهري الشافعي‬

‫‪80‬‬
‫(المتوفى‪111 :‬هـ) حققها وخرج أحاديثها‪ :‬مسعد عبد الحميد دمحم السعدني ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ‪،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 8487 ،‬هـ ‪8336 -‬م‪.‬‬
‫‪ )1‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج ‪ ،‬المؤلف‪ :‬شمس الدين‪ ،‬دمحم بن‬
‫أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (المتوفى‪377 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪8481 ،‬هـ ‪8334 -‬م ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الفقه الحنبلي‬


‫‪ )8‬كشاف القناع عن متن اإلقناع ‪،‬المؤلف‪ :‬منصور بن يونس بن صالح الدين ابن‬
‫حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪8118 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ )2‬المغني ‪ ،‬أبو دمحم موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن دمحم بن قدامة الجماعيلي‬
‫المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة المقدسي‪ ،‬بدون طبع ‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مكتبة القاهرةالقاهرة ‪ ،‬التاريخ النشر ‪8911‬هـ ‪8361-‬م ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬كتب عامة‬


‫‪ ) 8‬جرائم الرشوة ‪ ،‬أنور العمروسي وأمجد العمروسي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار‬
‫الفكر ‪ ،‬تاريخ النشر ‪8338‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬الحالل والحرام في اإلسالم ‪ ،‬ليوسف القرضاوي ‪ ،‬بدون طبع ‪ ،‬وبدون تاريخ ‪،‬‬
‫دار الكتب المصرية ‪.‬‬
‫‪ ) 9‬الخراج ‪ ،‬المؤلف ‪ :‬أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة‬
‫األنصاري (المتوفى ‪812 :‬هـ) الناشر ‪ :‬المكتبة األزهرية للتراث ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬طه‬
‫عبد الرءوف سعد ‪ ،‬سعد حسن دمحم ‪ ،‬الطبعة ‪ :‬طبعة جديدة مضبوطة ‪ -‬محققة‬
‫ومفهرسة ‪ ،‬أصح الطبعات وأكثرها شموال‪.‬‬
‫‪ ) 4‬درر الحكام في شرح مجلة األحكام ‪ ،‬المؤلف‪ :‬علي حيدر خواجه أمين أفندي‬
‫(المتوفى‪8919 :‬هـ) تعريب‪ :‬فهمي الحسيني ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الجيل ‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األولى‪8488 ،‬هـ ‪8338 -‬م ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ ) 1‬الرشوة في الفقه اإلسالمي وآثارها اإلقتصادية ‪ ،‬أيمن سويد ‪ ،‬بدون طبع ‪،‬‬
‫وبدون دار‪ ،‬تاريخ النشر ‪8441‬هـ ‪2183 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 6‬السياسة الشرعية في إصالح الراعي والرعية ‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن‬
‫عبد الحليم بن عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم بن دمحم ابن تيمية الحراني‬
‫الحنبلي الدمشقي‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬وزارة الشئون اإلسالمية ‪ ،‬مكان النشر‪،‬‬
‫المملكة السعودية ‪ ،‬التاريخ ‪ 8481‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ) 7‬الطرق الحكمية ‪ ،‬دمحم بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم‬
‫الجوزية‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة دار البيان‪ ،‬بدون طبع ‪ ،‬وبدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬عصمت عبد المجيد بكر ‪ ،‬مجلس الدولة ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬التاريخ‪2188‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬الفتاوى الكبرى البن تيمية ‪ ،‬المؤلف‪ :‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم‬
‫بن عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم بن دمحم ابن تيمية الحراني الحنبلي‬
‫الدمشقي (المتوفى‪721 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪8411‬هـ ‪8317 -‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 81‬الفتاوى الهندية ‪ ،‬المؤلف‪ :‬لجنة علماء برئاسة نظام الدين البلخي ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ ) 88‬المحلى باآلثار ‪ ،‬أبو دمحم علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي‬
‫الظاهري‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون طبع ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬عدد األجزاء ‪.82‬‬
‫‪ ) 82‬دمحم الزحيلي ‪ ،‬وسائل اإلثبات ‪ ،‬طبعة األولى ‪ ،‬دار اليان ‪ ،‬ت ‪8412‬هـ‪-‬‬
‫‪8312‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 89‬المسئولية الجنائية في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬أحمد فتحي بهنسي ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪،‬‬
‫دار الشروق ‪ ،‬تاريخ النشر ‪8413‬هـ ‪8311 -‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 84‬مصطفى الزرقا ‪ ،‬المدخل الفقه العام ‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار القلم ‪ ،‬ت ‪1425‬هـ‪2114-‬م ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ ) 81‬معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين ‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬عالء الدين‪ ،‬علي بن خليل‬
‫الطرابلسي الحنفي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بدون طبع ‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫‪ ) 86‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ،‬وزارة الشئون اإلسالمية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫التاريخ ‪8427-8412‬هـ ‪ ،‬دار الصفوة ‪ ،‬مصر ‪.‬‬
‫‪ ) 87‬نظرية اإلثبات في الفقه الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬أحمد فتحي بهنسي ‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة ‪،‬دار الشروق ‪،‬تاريخ النشر ‪ 8413‬هـ‪8313-‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 81‬نظام مكافحة الرشوة ‪ ،‬عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي‪ ،‬طبعة األولى ‪،‬التاريخ‬
‫‪،8411‬هـ‪8311 -‬م ‪.‬‬
‫‪ ) 83‬أثر الرشوة في تعثر النمو اإلقتصادي ‪ ،‬الدكتور حمد بن عبد الرحمن الجنيدل ‪،‬‬
‫تاريخ النشر ‪8412‬هـ ‪ ،‬الموافق ‪8312‬م‪.‬‬
‫‪ ) 21‬جرائم الرشوة ‪ ،‬صالح عبد العزيز المطرودي‪ ،‬الريا ض‪ ،‬التاريخ ‪8411‬هـ ‪-‬‬
‫‪8311‬م‪.‬‬
‫‪ )28‬عبد القادر عودة ‪ ،‬كتاب التشريع الجنائي اإلسالمي وقانون الوضعي ‪ ،‬الطبعة‬
‫الخامسة ‪ ،‬التاريخ ‪8911‬هـ ‪8361-‬م ‪.‬‬
‫‪ 28‬شرح قانون العقوبات القسم الخاص‪،‬للجرائم المضرة للمصلحة العامة ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪،‬مصر‪:‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬تاريخ النشر ‪. 2111‬‬

‫خامسا ‪ :‬كتب اللغة‬


‫‪ )8‬الكامل في التاريخ ‪ ،‬أبو الحسن علي بن أبي الكرم دمحم بن دمحم بن عبد الكريم بن‬
‫عبد الواحد الشيباني الجزري‪ ،‬عز الدين ابن األثير‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬التاريخ ‪8487‬هـ ‪8337 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )2‬كتاب التعريفات ‪ ،‬المؤلف‪ :‬علي بن دمحم بن علي الزين الشريف الجرجاني‬
‫(المتوفى‪186 :‬هـ) حققه‪ :‬ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت –لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪8419‬هـ ‪8319-‬م‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ )9‬لسان العرب ‪ ،‬المؤلف‪ :‬دمحم بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن‬
‫منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى (المتوفى‪788 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار صادر –‬
‫بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 8484 -‬هـ‪.‬‬
‫‪ )4‬تاج العروس من جواهر القاموس ‪ ،‬المؤلف‪ :‬محمد بن محمد بن عبد الرزاق‬
‫الحسيني‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬الملقب بمرتضى‪َّ ،‬‬
‫الزبيدي (المتوفى‪8211 :‬هـ) حققه‪:‬‬
‫مجموعة من حققهين ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الهداية‪.‬‬
‫‪ )1‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ‪،‬المؤلف‪ :‬أحمد بن دمحم بن علي الفيومي‬
‫ثم الحموي‪،‬أبو العباس (المتوفى‪ :‬نحو ‪771‬هـ) الناشر‪ :‬المكتبة العلمية – بيروت‪.‬‬
‫‪ )6‬النهاية في غريب الحديث واألثر ‪ ،‬مجد الدين أبو السعادات المبارك بن دمحم بن‬
‫دمحم بن دمحم ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن األثير ‪ ،‬بدون طبع ‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫المكتبة العلمية ‪ -‬بيروت ‪ ،‬التاريخ ‪8933‬هـ ‪ ، 8373-‬تحقيق‪ :‬طاهر أحمد‬
‫الزاوى ‪ -‬محمود دمحم الطناحي‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬كتب القانون‬


‫‪ )8‬قانون العقوبات الصومالي رقم‪ 1‬الصادر في ‪ 86‬ديسمبر لسنة ‪8369‬م ‪.‬‬
‫‪ )2‬قانون العقوبات اليمني لسنة ‪ 8334‬م ‪.‬‬
‫‪ )9‬قانون الجزاء العماني لسنة ‪ 8374‬م ‪.‬‬
‫‪ )4‬قانون العقوبات األردني رقم ‪ 86‬لسنة ‪8361‬م‪.‬‬
‫‪ )1‬قانون العقوبات المصري طبقا ألحداث التعديالت بالقانون رقم ‪ 31‬لسنة ‪2119‬م‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫خامسا ‪ :‬فهرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬


‫أ‬ ‫البسملة‬ ‫‪1‬‬
‫ب‬ ‫اإلستهالل‬ ‫‪2‬‬
‫ج‬ ‫اإلهداء‬ ‫‪3‬‬
‫د‬ ‫الشكر والتقدير‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪5‬‬
‫‪2‬‬ ‫أسباب إختيار الموضوع‬ ‫‪6‬‬
‫‪2‬‬ ‫أهداف الموضوع‬ ‫‪7‬‬
‫‪9‬‬ ‫أهمية الموضوع‬ ‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫مشكلة البحث‬ ‫‪9‬‬
‫‪9‬‬ ‫صعوبات البحث‬ ‫‪10‬‬
‫‪4‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫‪11‬‬
‫‪4‬‬ ‫أسئلة البحث‬ ‫‪12‬‬
‫‪1‬‬ ‫منهجية البحث‬ ‫‪13‬‬
‫‪1‬‬ ‫خطة البحث‬ ‫‪14‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬مفهوم الرشوة في الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪15‬‬

‫وقانون الوضعي ‪ ،‬وأسباب إنتشارها وطرق مكافحتها‪،‬‬


‫والفرق بينها وبين الهدية‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وفي القانون الوضعي ‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪85‬‬
‫‪1‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرشوة ‪.‬‬ ‫‪87‬‬
‫‪82‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أطراف جريمة الرشوة ‪.‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪89‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬الفرق بين جريمة الرشوة والهدية ‪.‬‬ ‫‪83‬‬
‫‪81‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬والقانون الوضعي ‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪81‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬صفة مرتكب الرشوة ‪.‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الركن المادي ‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الركن المعنوي ‪.‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب انتشار جريمة الرشوة ‪ ،‬وطرق مكافحتها‪.‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسباب انتشار جريمة الرشوة ‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬طرق مكافحة الرشوة ‪.‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أدلة تحريم الرشوة وإثباتها وأنواعها‬
‫والجرائم الملحقة بها ‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪92‬‬ ‫المطب األول ‪ :‬أدلة تحريم الرشوة في القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪99‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أدلة تحريم الرشوة في السنة النبوية الشريفة ‪.‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫المطب الثالث ‪ :‬أقوال الفقهاء في تحريم الرشوة ‪.‬‬ ‫‪98‬‬
‫‪97‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إثبات الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي القانون الوضعي‪.‬‬ ‫‪92‬‬
‫‪97‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬طرق إثبات جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫‪99‬‬
‫‪48‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق إثبات جريمة الرشوة في القانون الوضعي ‪.‬‬ ‫‪94‬‬
‫‪49‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع الرشوة ‪ ،‬والجرائم الملحقة بها ‪.‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬أنواع الرشوة ‪.‬‬ ‫‪96‬‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬الجرائم الملحقة بالرشوة ‪.‬‬ ‫‪97‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آثارجريمة الرشوة في الشريعة‬
‫اإلسالمية وفي القانون الوضعي‬

‫‪86‬‬
‫‪18‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أثر الرشوة في تعيين القاضي وفي حكمه ‪.‬‬ ‫‪93‬‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬أثر الرشوة في تعيين القاضي ‪.‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬أثر الرشوة في قضاء القاضي وحكمه ‪.‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪14‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬أثر الرشوة على األطراف وعلى أموال الرشوة ‪.‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬أثر الرشوة على األطراف‬ ‫‪49‬‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬أثر الرشوة على المال المدفوع للرشوة‬ ‫‪44‬‬
‫‪17‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬أثر الرشوة في تد مير الموارد المالية للمجتمع ‪ ،‬واألنفس واألخالق‪.‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬أثر الرشوة في تدمير الموارد المالية للمجتمع‪.‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أثر الرشوة في تد مير األنفس واألخالق للمجتمع‬ ‫‪47‬‬
‫‪68‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬عقوبة الرشوة في القانون الوضعي‪.‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪62‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬عقوبة المرتشي‪.‬‬ ‫‪43‬‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬عقوبات الراشي والرائش في القانون الوضعي ‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪67‬‬ ‫خاتمة النتائج والتوصيات‬ ‫‪18‬‬
‫‪71‬‬ ‫الفهارس العامة‬ ‫‪12‬‬
‫‪78‬‬ ‫فهرس اآليات القرآنية‬ ‫‪19‬‬
‫‪79‬‬ ‫فهرس األحاديث النبوية‬ ‫‪14‬‬
‫‪71‬‬ ‫فهرس األعالم‬ ‫‪11‬‬
‫‪76‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‬ ‫‪16‬‬
‫‪11‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬ ‫‪17‬‬

‫‪87‬‬

You might also like