Professional Documents
Culture Documents
ﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ
ﲔﲕ ﲖ ﲗﲘ ﲙﲚ ﲛ ﱠ
ب
اإلهداء
نهدي هذا العمل إلى حبيبنا المصطفى دمحم بن عبد هللا ملسو هيلع هللا ىلص وإلى والدينا الكرام الذين مهدوا
لنا حجورهم ،وجعلوا لنا ظهورهم مركب اإلنتقا ل األمهات ،واألباء ،واألجداد
والجدات ،وإلى إخوتنا األعزاء ومن علمنا حرفا واحدا من كتاب هللا .
وإلى كل من قدم لنا النصح واإلرشا د.
وإلى كل من شجعنا بكلمة نافعة وساعدنا لظهور هذه الرسالة .
وهللا المسئول أن يجعلنا من عباده الشاكرين.
ج
الشكر والتقدير
نشكر هللا تعالى على ما من به علينا من نعم ال نستطيع إحصائها إمتثاال
()1
ﱢ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧﱨ ﱠ
ﱣ بقوله تعالى :ﱡﭐﱠﱡ
()2
اس َال يَ ْش ُك ُر َّ
ّللاَ» ونصلي ونسلم على من ال نبي بعده القائل « َم ْن َال يَ ْش ُك ُر النَّ َ
فبعد شكر هللا فإننا نتقدم بجزيل الشكر إلى جميع أساتذتنا الفضالء العاملين في جامعة
اإلمام الشافعي في الصومال .
وإلى رئيس الجامعة حاليا الدكتور :عبد القادر شيخ إسماعيل بن شيخ دمحم فارح
وإلى جميع الطلبة في جامعة اإلمام الشافعي .
ونخص بالشكر المشرف على هذا البحث الدكتور :عبد الرحمن حسن ورطيرى الذي
قدم لنا الكثير من وقته وجهده ،وتفضل علينا بالتوجيه واإلشراف على إعداد هذا البحث
فجزاه هللا عنا خير الجزاء .
مصطفى البابي الحلبي – مصر ،الطبعة :الثانية 8931 ،هـ 8371 -م .
د
مقدمة
إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهد هللا فهو المهتدي ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال اله اال هللا وحده ال شريك
له،وأشهد أن سيد نا دمحما عبده ورسوله.ملسو هيلع هللا ىلص وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وعمل
بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن جريمة الرشوة تعتبر من أخطر الجرائم التي تقع من الموظفين وضررها يظهر في
كونها تقع من األشخاص الذين يمثلون السلطة الحكومية في البالد وخصوصا في بالد
الصومال .هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن إنتشار عملية أإلرتشاء بين الموطفين في
بالد الصومال يسبب إنعدام الثقة في النفوس ويوهي بسمعة الدولة والثقة في أعضائها
كما يمس بالشرف ونزاهة الوطيفة العمومية’وأضف إلى ذالك الخلل الذي يصيب جهاز
الدولة فتصبح الحقوق والمصالح تباع وتشترى.
والرشوة من أشد أنواع أكل أموال الناس بالباطل وهي محرمة بنص الكتاب
ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓﲔ
()1
ﲕ ﲖ ﲗﲘ ﲙﲚ ﲛﱠ ﭐ
وثبت عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أنه لعن الراشي والمرتشي ،إضافة إلى كونهاجريمة يعاقب
عليها القانون على مرتكبها والرشوة منتشرة في أغلب الميادين والمجاالت سياسيا
واقتصاديا ،وتستخدم بأشكال متنوعة حتى لم يكد يسلم منها مجتمع ،وال سيما فيما
يسمى :دول العالم الثالث ،وإن خير دليل على ذلك هي تلك التقا رير واإلحصائيات التي
ترصد جرائم الرشوة بشكل مفزع .
1
فالرشوة من السلوكيات المنحرفة التي سادت المجتمع وانتشرت فيه إنتشار النار في
الهشيم فتكاد ال تخلوا منها وزارة وال هيئة وال إدارة .
وقد عالجت الشريعة اإلسالمية موضع الرشوة كما أسنت معظم دول العالم القوانين
الرادعة لمعالجة هذا الداء ومن هذه الدول الصومال والتي سنت قانونا للعقوبات لكبح
جماح المرتشين ولتقويم سلوك المجتمع ولمكافحة الرشوة .
2
ثالثا:أهمية الموضوع
)8تظهر أهمية الموضوع من خالل اآلثار الخطيرة التي تسببها جريمة الرشوة سواء
كانت هذه اآلثار تعود على الفرد أو المجتمع أو الدولة .
)2خطورة ارتكاب جريمة الرشوة على مستقبل مرتكبها حيث أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص بشره
بالطرد من رحمة هللا .
)9جهل عامة المسلمين ببعض أحكام الرشوة وصور تحققها في كثير من أبواب الفقه .
3
سادسا :الدراسات السابقة .
بعد البحث والمطالعة والرجوع إلى المكتبات بما فيها من كتب ورسائل علمية والدخول
في مواقع الشبكة وجدنا بعض الدراسات .
ومن أهم هذه الدراسات ما يلي :
الدراسة األولى :بعنوان ( :جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية مع نظام مكافحة
الرشوة في المملكة العربية السعودية ) لفضيلة الدكتور عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي
الدراسة الثانية :بعنوان ( :الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون ) قام بها الدكتور
عبد هللا جاسم كردي الجنابي .
الدراسة الثالثة :بعنوان ( :جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون الجنائي
الجزائري ) قا مت بها زينب ميلودي .
الدراسة الرابعة :بعنوان (جرائم األموال العامة وجرائم الرشوة) قام بها أنورالعمروسي
وأمجد العمروسي .
الدراسة الخامسة :بعنوان( جرائم الرشوة ) قام بها صالح عبد العزيز المطرودي .
الدراسة السادسة :بعنوان (جريمة الرشوة) قام بها أسامة حسين محي الدين عبد العال .
الدراسة السابعة :بعنوان (جريمة الرشوة) قام بها دمحم شالل العاني .
4
)6ماهي طرق مكافحة الرشوة؟
)7اذكر طرق إثبات جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ،و في القانون الوضعي ؟
)1ما المقصود من عقوبة الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي؟
)3ماأدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية ؟
)81ميز جريمة الرشوة عن الهدية ؟
5
المبحث الثالث :أسباب انتشار جريمة الرشوة ،وطرق مكافحتها.
الفصل الثاني :أدلة تحريم الرشوة وإثباتها .
المبحث األول :أدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي.
المبحث الثاني :إثبات الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي القانون الوضعي.
المبحث الثالث :أنواع الرشوة ،والجرائم الملحقة بها .
الفصل الثالث :آثارجريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي القانون الوضعي
المبحث األول :أثر الرشوة في تعيين القاضي وفي حكمه .
المبحث الثاني :أثر الرشوة على األطراف وعلى أموال الرشوة .
المبحث الثالث :أثر الرشوة في تد مير الموارد المالية للمجتمع ،واألنفس واألخالق.
المبحث الرابع :عقوبة الرشوة في القانون الوضعي.
6
الفصل األول :مفهوم الرشوة في
الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي
وأسباب إنتشارها وطرق مكافحتها
والفرق بينها وبين الهدية.
المبحث األول :تعريف الرشوة في الشريعة اإلسالمية ،وفي
القانون الوضعي والفرق بين الرشوة والهدية.
المبحث الثاني :أركان جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ،
والقانون الوضعي.
المبحث الثالث :أسباب انتشار جريمة الرشوة ،وطرق
مكافحتها.
7
المبحث األول :تعريف الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي القانون
الوضعي.
المطلب األول :تعريف الرشوة .
أوال :تعريف الرشوة في اللغة
ورشى
والرشوة والجمع ِرشى ُ
ُ والرشوة
َ الرشوة
تقرأ بالفتح وبالضم وبالكسر ،فهي ِ
ورشى ،ومنهم من
بكسر الراء وضمها ،قال سيبويه :من العرب من يقول ُ :رشوة ٌ
ورشى واألصل ُرشى وأكثر العرب يقول ِ :رشى والكسر هو المشهور
يقول ِ :رشوة ِ
والضم لغة ) ، ( 1وسواء كانت بالضم أو الكسر أو الفتح هي ما يأخذه المرتشي(. )2
وقال ابن األثير :الرشوة الوصلة إلي الحاجة بالمصانعة ،وأصله من الرشاء الذي
()3
يتوصل به إلى الماء.
()4
وقال بعض الحكماء :الرشوة رشاء الحاجة
)(5
َّت أَغصانُه.
ويقال أ َ ْرشَى الحنظ ُل ِإذَا ْامتَد ْ
وقال أبو العباس :الرشوة مأخوذة من رشا الفرخ إذا مد رأسه إلى أمه لتزقه أي
(. )6
إعطاؤها للطعام
فالراشي هو من يعطي الذي يعينه على الباطل ،والمرتشي اآلخذ ،والرائش الذي يسعى
(. )7
بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا
)1ابن منظور ،لسان العرب ،ط ، 9دار إحياء التراث العربي 8483،هـ ،ج ، 1ص . 229
) 2تاج العروس ،دمحم بن دمحم المرتضى الزبيدي ،ج ، 83ص. 468
)3محمود بن أحمد الغيتابي ،عمدة القاري شرح صحيح البخاري ،دار إحياء التراث العربي ،ج
، 82ص 31
)4أبوبكر دمحم بن دمحم الطرطوشي ،سراج الملوك 8213 ،هـ 8172 -م ،ص . 844
)5ابن منظور ،لسان العرب ،مرجع سابق ،ج ، 84ص . 929
)أحمد بن دمحم بن علي المقرئ والمعروف بأبي العباس الفيومي ،وهو عالم لغوي وخطيب وفقيه ولد ونشأ بالفيومي بمصر ورحل إلى
حمأة بالشام فقطنها ،صاحب المصباح المنير .
)6الموسوعة الفقهية الكويتية ،ط8424 ، 9هـ 2119 -م ،ج ، 22ص . 283
)7تحفة األحوذ ي لإلمام دمحم بن عبد الرحمن المباركفوري ،دار الحديث 8428 ،هـ 2118-م ،ج ، 4ص. 294
8
()1
،القهوة ، وللرشوة أسماء كثيرة منها :البرطيل وفي المثل :البراطيل تنصراألباطيل
ملح اليد ،هدية الموظف ،وباستقراء التعريفات السابقة يتضح أن الرشوة تدور بصفة
عامة حول معنى التوصل ،واإلمتداد واإلعطاء ،وتحصيل الشيء بواسطة شيء آخر .
الرشوة.
ثانيا :تعريف المالكية
()3
عرف المالكية الرشوة بقولهم :ما يعطى إلبطال حق أو إل حقاق باطل .
وهذا لفظ يدل على أن الرشوة أعم من أن تكون ماال أو منفعة.
يقصد به إلحقاق باطل أو إبطال حق ،أما إذا كانت الرشوة إلحقاق حق أوإبطال باطل
()4
فيجوز للمعطي دون اآلخذ
)1الموسوعة الفقهية الكويتية ،لوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية 8427- 8414 ،هـ ،ج ، 22ص . 221
)2البحر الرائق شرح كنز الدقائق ،زين الدين بن إبراهيم المعروف بابن نجيم ،دار الكتاب اإلسالمي ،ط ، 2ج ، 6ص 211
)3شرح مختصر خليل للخرشي ،دمحم بن عبد هللا الخرشي المالكي أبو عبد هللا ،دار الفكر للطباعة -بيروت
الطبعة :بدون طبعة وبدون تاريخ ،ج ، 7ص. 839
)4المحلى باآلثار ،إبن حزم ،دار إبن حزم ،ج ، 1ص. 881
9
ثالثا :تعريف الشافعية
()1
هي ما يبذ ل للقاضي ليحكم بغير الحق أو ليمتنع من الحكم بالحق .
لفظ ما يدل على عموم البذل ،سواء كان ماال أو غيره .
خص البذل الذي يعتبر رشوة بما يقدم للقاضي فقط ،وهذا التخصيص ينفي الشمولية عن
التعريف ،وأن البذل الذي يعتبر رشوة هو ما بذل ليحكم له بغير الحق أو اإلمتناع عن
الحكم بالحق بخالف ما لو أعطاه ليحكم له بالحق فال يسمى رشوة .
وفي حاشية البجيرمي :إن قوله ليحكم بغير الحق أفهم أنه لو رشا ليحكم له بالحق
()2
جاز الدفع ،وحرم األخذ .
)1اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ،دمحم الشربيني ،طبعة األخيرة ،مطبعة المصطفى البابي الحلبي 8318،م ،ج ، 4ص.928
)2حاشية البجيرمي على الخطيب ،سليما ن ،دار المصطفي 8971 ،هـ8318م ،ج ، 4ص. 992
)3البهوتي منصور بن يونس ،كاشف القناع عن متن اإلقناع ،دار الكتب العلمية 8118 ،هـ ،ج ، 6ص . 986
)4المحلى باآلثار ،إبن حزم ،دار إبن حزم ،ج ، 1ص.881
10
ليظلم له إنسانا :اي أن العطاء ألي إنسان من أجل ظلم إنسان آخر يعتبر رشوة ،وهذا
يظهر إذا كان العطاء لذي سلطان يتمكن من خالله أن يوقع ظلما على غيره.
)1شرح قانون العقوبات القسم الخاص،للجرائم المضرة للمصلحة العامة ،اإلسكندرية،مصر:دار المطبوعات الجامعية ،
، 2111ص22
11
المطب الثاني أطراف جريمة الرشوة
تستلزم جريمة الرشوة وجود شخصين على األقل ،هما :الراشي ،والمرتشي ،وهناك
طرف ثالث وهو الرائش أو الوسيط ،وسنوضح فيما يلي مفهوم كل منهم على النحو
التالي:
أوال :الراشي
وهو دافع الرشوة،وهو المحفز األول لقيامها ،ألنه صاحب الحاجة ،وصاحب الحاجة
شغوف على قضاء حاجته ،وألجل ذلك فهو يبذل المال .
ي َوال ُم ْرتَش َ
ِي فِي سلَّ َم َّ
الرا ِش َ علَ ْي ِه َو َ صلَّى َّ
ّللاُ َ ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرةَ قَا َل« :لَعَنَ َر ُ
سو ُل َّ
ّللاِ َ َ
(1) .
ال ُح ْك ِم»
وقد جاء في النهاية البن األثير :الراشي من يعطي الذي يعينه على الباطل،والمرتشي
()2
اآلخذ .
وال تميز الشريعة بين الراشي والمرتشي في إتمام فعل الرشوة ،بل يعتبر كل منهما
فاعال أصليا ومساويا للطرف اآلخر في المسئولية .
ألن الرسول ملسو هيلع هللا ىلص سوى بين الراشي والمرتشي في اللعن وفي الجزاء.
وورود ذكر الراشي قبل المرتشي في جميع األحاديث التي ذكرت فيهاالرشوة
إن لم يشهد على تقد يم الراشي على المرتشي في العقوبة فإنه يشهد على األقل على
التسوية بينهما في المسئولية ومن ثم استحقا معا اللعن والدخول في النار.
ثانيا :المرتشي
وهو قابل الرشوة وهو الذي يرتشي ليحكم بغير حق ،أو ليوقف الحق عن صاحبه ،وهو
الركن األساسي في جريمة الرشوة .
)1أخرجه الترمذي في سننه ،ط 2د مصطفى البابي الحلبي 8931 ،هـ 8371 ،م،ج، 9ص 684قال الترمذي حديث حسن .
)2إبن األثير ،النهاية ،دار المكتبة العلمية 8933 ،هـ ، 8373 -ج ، 2ص226
12
إذ ال يتصور وجود الرشوة دون مرتش ،وقد جاء ذكره في األحاديث تاليا للراشي.
ويتمثل فعل الراشي في أنه يأخذ من أحد الخصمين أو كليهما ،ليحكم له بباطل ،أو يمتنع
من الحكم بالحق للمحق حتى يعطيه ،وهو ما يشكل عنصر الضرر .
والعلة في تحريم الرشوة ،ألنه في كالالحالتين يلحق الضرر بأحد الخصمين فضال عن
المتاجرة بجاهه واإلستغالل بسلطته.
ثالثا:الرائش أو الوسيط
وهو شخص ثالث يسعى إلى إتمام اإلتفاق بين الراشي والمرتشي ،ففي الحديث الشريف
ش " يَ ْع ِني :الَّذِي َي ْمشِي
الرائِ َ ي َو ْال ُم ْرتَش َ
ِي َو َّ سلَّ َم َّ
الرا ِش َ صلَّى هللاُ َ
علَ ْي ِه َو َ " لَ َعنَ َر ُ
سو ُل هللاِ َ
()1
بَ ْينَ ُه َما.
وقد عبر عن دور الرائش ابن األثير وأصدق في تعبيره عند ما قال :الرائش الذي يسعى
()2
بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا .
فهو السفير الذي يسعى بين الطرفين ويقرب وجهات النظر ،لهذا فإن الشريعة اإلسالمية
قد سوت بينهم باعتبارهم شركاء بغض النظر عن مقدار هذه الشراكة.
)1أخرجه أحمد في مسنده ،ط ،مؤسسة الرسالة 8428 ،هـ 2118-م ،ج ، 97ص 11حكم الحديث صحيح لغيره دون قوله :
والرائش وهذا إسناد ضعيف .
)2النهاية ،إبن األثير ،مرجع سابق نفسه ،ص . 226
)3النووي ،وآخرين ،المجموع ،دار الفكر ،ج ، 81ص. 971
13
وقال ابن تيمية :الهدية ما يقصد به إكرام شخص معين إما لمحبته وإما لصداقة
()1
وإما لطلب حاجة .
فالهدية من األموراإلجتماعية التي تجلب المودة بين المهدي والمهدى له ،وهي صفة
مشتركة بين شعوب العالم .
حكم الهدية.
وهي مشروعة ومندوبة ،فقد أمر بها الشارع الكريم وحث عليها.
()2
ﲟ ﲠﲡﱠ .
تفيد هذه اآلية الكريمة أن للمرأة التصرف في مالها وأن هبتها لزوجها وغيره صحيحة
ومشروعة بشرط أن تطيب نفسها ال بإكراه.
وقد حكي في القرءان الكريم قول ملكة سبأ" بلقيس"حين خافت من سليمان عليه السالم
()3
ﱡﭐﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﱠ
)1الفتاوي الكبرى ،إبن تيمية ،ط ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان 8411 ،هـ 8317م ،ج ، 4ص . 811
)2سورة النساء ،اآلية . 4
)3سورة النمل ،االية . 91
(4دمحم بن إسماعيل ،صحيح البخاري ،ط ،دار طوق النجاة 8422 ،هـ ،ج ، 9ص. 819
14
(.)1
سلَّ َم قَا َل " :تَ َهاد ُوا تَ َحابُّوا ". صلَّى هللاُ َ
علَ ْي ِه َو َ ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َ ,
ع ِن النَّ ِبي ِ َ َ
فالهدية تزرع في القلوب المحبة واأللفة ،وتزيل العداوة والشحناء .
سلَّ َم قَا َل« :لَ ْو د ُ ِعيتُ ِإلَى ذ َِراع صلَّى هللاُ َ
ع َل ْي ِه َو َ ع ِن النَّ ِبي ِ َ ّللاُ َع ْنهَُ ،
ي َّ ض َ ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َر ِ
َ
ع لَقَبِ ْلتُ »
ي ذ َِراعٌ أ َ ْو ُك َرا ٌ أ َ ْو ُك َراع َأل َ َجبْتُ َ ،ولَ ْو أ ُ ْهد َ
(. )2
ِي إِلَ َّ
ع ْنهُ ،قَا َلَ :كانَ ي َّ
ّللاُ َ ض َوكان رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص إذا أتي بطعام سأل عنه َ :ع ْن أَبِي ُه َري َْرة َ َر ِ
صدَقَةٌ؟» ،فَإ ِ ْن قِي َلع ْنهُ« :أ َ َه ِديَّةٌ أ َ ْم َ
سأ َ َل َ ُ
ي بِ َ
طعَام َ سلَّ َم إِذَا أتِ َ صلَّى هللاُ َ
علَ ْي ِه َو َ ّللاِ َسو ُل َّ َر ُ
صلَّى هللاُ َ
علَ ْي ِه ب ِبيَ ِد ِه َض َر َ ص َحابِ ِهُ « :كلُوا»َ ،ولَ ْم يَأ ْ ُك ْلَ ،وإِ ْن قِي َل َه ِديَّةٌَ ، صدَقَةٌ ،قَا َل ِأل َ َْ
(. )3
سلَّ َم ،فَأ َ َك َل َم َع ُه ْم
َو َ
ما ذا نستفيد من هذا الحديث ؟
ويتضح من هذا الحديث
أن قبول الهدية من الرعية كان أمرا جائزا للرسول ملسو هيلع هللا ىلص ،وليس من الممكن أن يميل في
الحكم بسب الهدية لعصمته بخالف غيره من الوالة.
(1أبو بكر البيهقي ،سنن الكبرى ،ط ، 9دار الكتب العلمية ،ت 8424هـ 2119 -م ،ج ، 6ص . 211
(2البخاري ،صحيح البخاري ،مرجع سابق ،ج ، 9ص. 819
(3البخاري ،صحيح البخاري ،مرجع سابق ،ج ، 9ص . 811
)4البخاري ،مرجع سابق ،ج ، 9ص . 813
15
سلَّ َم َر ُج ًال صلَّى هللاُ َ
ع َل ْي ِه َو َ ي َ ع ْنهُ ،قَا َل :ا ْست َ ْع َم َل النَّ ِب ُّ ي َّ
ّللاُ َ ض َ سا ِعدِي ِ َر ِ ع ْن أ َ ِبي ُح َميْد ال َّ َ
ِي ِليَ ،قا َل: صدَقَ ِة ،فَلَ َّما قَد َِم قَا َلَ :هذَا لَ ُك ْم َو َهذَا أ ُ ْهد َ علَى ال َّ ِمنَ األ َ ْزدِ ،يُقَا ُل لَهُ اب ُْن األُتْ ِبيَّ ِة َ
()1
ظ َر يُ ْهدَى لَهُ أ َ ْم الَ؟» ت أ ُ ِم ِهَ ،فيَ ْن ُت أَ ِبي ِه أ َ ْو َب ْي ِ
س ِفي َب ْي ِ « َف َه َّال َجلَ َ
فهذا الحديث يدل على أن العامل ال يجوز له أن يقبل هدية من أهل عمله ،
وعلة التحريم أن تعزز األمير ومنعته بالجند والمسلمين ال بنفسه فكانت الهدية لجماعة
المسلمين بمنزلة الغنيمة فإذا استبد بها كان ذلك خياينة وغلوال.
بخالف هدايا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فإن تعززه ومنعته كانت بنفسه ال بالمسلمين.
سلَّ َم قَا َل:
صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ ع ْن َر ُ
سو ِل َّ
ّللاِ َ ع ِن اب ِْن َعبَّاسَ ،
وروى الطبراني في الكبير َ
غلُو ٌل». « ْال َه ِديَّةُ ِإلَى ْ ِ
()2
اإل َم ِام ُ
وروى ابن عساكر عن عبد هللا بن سعد عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص أنه قال :هدايا السلطان سحت
()3
وغلول
)(4
وعن جابر رضي هللا عنه أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص قال :هدايا األمراء غلول
وجه الداللة من األحاديث السابقة أن أخذ الهد ية يشبه أخذ المال من الغنيمة ،واألخذ من
الغنيمة فبل تقسيمه محرم باإلجماع ،فتكون هدية الوالي حراما .ويجوز لإلمام ونحوه
قبول الهدية إذا كانت بعيدة كل البعد عن الدفع ألجل المنصب والوالية أوقضاء حاجة
تتعلق بشؤون الوالية ،وأما إذا كانت ألجل المنصب أو قضاء حاجة حاضرة أومستقبلة
فال يجوز له قبولها لألحاديث السالفة الذكر.
16
الكوة(.)1 وقيل :إذادخلت الهدية من الباب خرجت األمانة من
تطايرت األمانة من كواها (.)2 قال الشاعر :إذا أتت الهدية دار قوم
والفرق بين الرشوة والهدية يتضح فيما يلي :
)8الهدية ال شرط في بذلها،والرشوة مشروطة بعوض غير شرعي.
)2القصد ،فالراشي يقصد إلى إبطال حق أو تحقيق باطل بينما المهدي يقصد
استجالب المودة،والمعرفة واإلحسان.
)9بذل الرشوة أو اشتراطها يسبق العمل،والهدية تكون بعده.
)4الهدية من المكاسب الطيبة التي أمر بها الشارع ،والرشوة من المكاسب الخبيثة
التي حذر بها الشارع.
)1دمحم بن أحمد السرخسي ،المبسوط ،دار المعرفة ،ت8484 ،هـ 8339 -م ،ج ، 86ص . 12
)2أبو بكر دمحم بن دمحم الطرطوشي ،سراج الملوك ،ت 8213 ،هـ8172 -م ،ص . 844
17
المبحث الثاني:أركان جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية
الوضعي. وفي القانون
المطلب األول :صفة الجاني .
يشترط في المرتشي أن يكون موظفا عموميا ،ويطلق على هذا الركن (الجانب المفترض
لجريمة الرشوة ) ألنه يتمثل في صفة ينبغي توافرها في الجاني قبل إقدامه على ارتكاب
الجريمة.
تكررت كلمة الموظف العام في كتب القوانين .
و الموظف العام هو الشخص الذي يقوم بصفة قانونية بعمل دائم في خدمة مرفق عام
()1
تديره الدولة أوأحد األشخاص المعنوية العامة عن طريق اإلستغالل المباشر.
فمدلول الموظف العام يشمل كل شخص له أجر من أي إدارة حكومية مثل الهيئات
والمؤسسات العامة ،وينطبق على كبار الموظفين وضغارهم ،سواء كانوا مدنيين
أوعسكريين أو قضاة .
ويشمل أيضا من يعمل في األقاليم والمجالس البلدية واإلدارة ومصلحة معاشات التقاعد
()2
ومصلحة الخدمات الكهربائية .كما يخضع له العاملون في الهيئات المستقلة .
كما ينطبق على المحكمين والخبراء المعينين من قبل الحكومة واألطباء والشاهد
والمترجم
تعريف الموظف العمومي في قانون العقوبات الصومالي
ويعتبر موظفا عموميا كل من يمارس عمال عاما تشريعيا أو إداريا أو قضائيا باسم
الدولة ولمصلحتها في هيئة عامة بصفة دائمة أو مؤقتة سواء كان مجانا أو مقابل أجرة
()3
إراديا أو إجباريا .
)1صالح عبد العزيز المطرودي ،جرائم الرشوة ،الرياض ،ت 8411هـ 8311 -م ،ص . 26
)2عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي ،نظام مكافحة الرشوة ،ط األولى ،ت ،8411هـ8311 -م ،ص . 872
)3قانون العقوبات الصومالي لسنة 8369م ،ص. 889
18
وعرف القانون اإليطالي في المادة 971منه بالموظفين العموميين :بأنهم األشخاص
الذين تستخدمهم الدولة أو الهيئات العامة بصفة دائمة أو مؤقتة ،للقيام بعمل تشريعي أو
إداري أو قضائي ،وكل شخص آخر يؤدي عمال تشريعيا أو إداريا أو قضائيا بصفة
()1
دائمة أو مؤقتة بمكافئة أو بغير مكافئة ،باختياره أو بموجب التزام .
فالقانون الصومالي واإليطالي يتفقان في تعريف الموظف العمومي ،في كونه يعمل
باسم الدولة ولمصلحتها ال لمصلحته الخاصة ،في الهيئات العامة سواء كان عامال
بأجرة أم بغير أجرة باختياره أم بإجبار من الدولة بصفة دائمة أو مؤقتة .
كما أن القانون الفرنسي عرف الموظف العام بقوله :الموظف العمومي هو الشخص
الذي يكلف من قبل السلطة اإلدارية بالقيام بخدمة في مرفق عام أو مصلحة عمومية (. )2
وهذا التعريف فيه قصور بالنسبة لماقبله من التعريف الصومالي واإليطالي ،ألنه لم
يتعرض بكونه يعمل بأجرة أو مجانا وبكونه يمارس عمله باختياره أو بإلزام السلطة ،
وبكون عمله بصفة دائمة أو مؤقتة.
أما تعريف الموظف العام في الفقه الجنائي :بأنه يعد موظفا عاما من يعين بقرار من
السلطة المختصة في إحدى وزارات الحكومة أو مصالحها أو من في وحدة من وحدات
اإلدارة المحلية ،سواء كانت وظيفة دائمة أو مؤقتة ،وتكون الوظيفة مؤقتة إذا كانت
تقتضي القيام بعمل مؤقت ينتهي في زمن محدد ،أو كانت لغرض محدد وال يدخل
األجر عنصرا في الوظيفة (. )3
هذا ويشترط العتبار الشخص موظفا عموميا شرطان هما :
-8أن يكون قائما بعمل دائم – فالمعيار في تحديد كون الوظيفة دائمة أم ال هو بحسب
الوظيفة على أن يكون لها درجة في ميزانية الدولة وأن تكون داخلة في التدرج الهرمي
19
وال يشترط للموظف أن يتقاضى راتبا عن عمله من خزانة الدولة ،ألن الراتب ليس من
الخصائص الالزمة للوظيفة العامة .
-2أن يقوم بهذا العمل الدائم في خدمة مرفق عام تديره سلطة إدارية ،سواء أكانت هذه
السلطة هي اإلدارة المركزية أو المحلية ،وال يشترط في الموظف العام أن يكون معينا ،
فيصح أن يكون منتخبا ،فتعتبر وكيل إدارة البضائع بالسكك الحديدية موظفا عاما ألنه
تابع إلحدى جهاز الحكومة اإلدارية .
وال يشترط في المرتشي في الشريعة اإلسالمية ،أن يكون حاكما أو قاضيا أو موظفا
عموميا فقط ،ولم يقتصر جمهور الفقهاء غير الشافعية في تعريفاتهم للرشوة على ما
يعطى للحاكم ،بل أطلقوها بقولهم :ما يعطى للحاكم وغيره .فمن الممكن أن تأتي الرشوة
من أي فرد من أفراد الجتمع.
20
المطلب الثاني :الركن المادي لجريمة الرشوة
يتمثل الركن المادي لجريمة الرشوة في نشاط صادر عن المرتشي ،يعبر فيه عن رغبته
في اإلرتشاء من أعمال وظيفته .
ويتحقق هذا النشاط بطلب الموظف العام أو قبوله أو أخذه فائدة أو عطية أو وعدا بها ،
في مقابل أدائه أو امتناعه عن عمل من أعمال وظيفته ،أو يزعم أو يعتقد خطأ
اختصاصه به (.)1
فالركن المادي للرشوة يتكون من ثالثة عناصر وهي ما يلي :
أ .نشاط يقوم به الجاني ويتخذ صورة طلب أوقبول أوأخذ أو وعد بها .
ب .موضوع ينصب عليه هذا النشاط ،ويتخذ صورة فائدة .
ج .مقابل لهذه الفائدة .
ويتمثل في تعهد الموظف القيام بعمل أو اإلمتناع عنه من أعمال وظيفته .
العنصر األول
ويتمثل في صورة طلب ،أو قبول ،أوأخذ .
الطلب :هو مبادرة الموظف العام بطلب مقابل نظير قيامه بأداء عمل من أعمال وظيفته،
أو اإلخالل من واجب من واجبات وظيفته ،يستوي في ذلك أن يكون المقابل ماديا أو
غير مادي ،أو أن يكون الطلب له أو لغيره ،ويعد الطلب أخطر صور الرشوة ،وهو
كاف بذاته إل حداث جريمة الرشوة (.)2
القبول :هو تعبير عن إرادة متجهة إلى تلقي المقابل في المستقبل نظير القيام بالعمل
)1عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي ،نظام مكافحة الرشوة ،مرجع سابق ،ص .869
2
) إبراهيم بن صالح بن حمد الرعوجي ،التدا بير الؤقائية ،ت 1121هـ ، 2003ص . 00
)3أنور العمروسي ،أمجد العمروسي ،جرائم الرشوة ،مرجع سابق ،ص. 226-221
21
األخذ :هو التناول الفوري للفائدة أو العطية ،ولألخذ صور متعددة ،فقد يكون حقيقيا
وذلك باست الم الموظف لفائدته شخصيا ،وقد يكون عن طريق وسيط ،وقد يتم إرسال
الفائدة بوسيلة ما إلى منزل المرتشي ،ويتسلمها خاد مه أو زوجته أو أحد من أبنائه،وقد
يتم إرسالها عن طريق البريد،مع علم الموظف بواقعة األخذ ،وقد يكون األخذ رمزيا،
كأن يسلم الراشي مفتاح سيارته أو مفتاح العقار أو المستندات المثبتة لحقه على هذه
األشياء ،وقد يكون األخذ حكما ،وذلك عند إدخال الراشي مبلغا من نقود في درج
الموظف تحت علمه وبصره.
سواء كانت ماد ية أو معنوية ،وقد نصت المادة 88من نظام مكافحة الرشوة على أنه
يعتبر من قبيل الفائدة أو العطية في تطبيق هذا النظام كل فائدة أو ميزة يمكن أن يحصل
()1
عليها المرتشي أيا كان نوع هذه الفائدة أو اسمها سواء كانت ماد ية أو غير مادية
فيمكن أن تكون في صو رة أشياء مادية يؤديها الراشي للموظف كنقود كما يمكن أن
تكون في صورة معنوية كالوعد بالترقية ،ونشر اسمه في لوحة الشرف ،أو في وسائل
اإلعالم ،وتوظيف ابنه أو أحد أقاربه كما يمكن أن تكون متعة جنسية ،وكأن يتزوج
(.)2
صاحب المصلحة ابنة الموظف الذميمة كشرط لقضاء مصلحته
)1عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي ،نظام مكافحة الرشوة ،مرجع سابق ،ص879
2
) مخفي دمحم ،جريمة الرشوة في ظل قانون الوقاية من الفساد ،ت 2020م ص. 11
22
وهذه الصورة هي الوجه اإليجابي لفعل الموظف .وهي اتجاه إرادة الموظف إلى القيام
بتنفيذ ما تم اإلتفاق عليه لصالح الطرف اآلخر (.)1
الرشوة الالحقة هي أن يؤدي الموظف عمال من أعمال وظيفته الصورة الرابعة :
أويمتنع عنه أو يخل بواجبات وظيفته دون اتفاق سابق مع الراشي على الرشوة وعلى
()4
أثر ذلك يتقاضى ثمن ما أداه من عمل أو امتناع أواخالل . .
1
) جرائم االموال وجرائم الرشوة ،أنور وأمجد العمروسي ،مرجع سابق ،ص 230
)2إبراهيم بن صالح بن حمد الرعوجي ،التدابير الوقائية ،ص . 66
)3التدابير الوقائبة ،مرجع سابق . 67 ،
)4أنور العمروسي ،أمجد العمروسي ،جرائم الرشوة ،مرجع سابق ص . 299
23
المطلب الثالث :الركن المعنوي لجريمة الرشوة
يقصد بالركن المعنوي القصد الجنائي ،ويعرف القصد الجنائي في الشريعة اإلسالمية
()1
بأنه اتجاه نية الفاعل إلى الفعل أو الترك مع علمه بأن الفعل أو الترك محرم.
والقصد مطلوب في كل جريمة عمد ية ،ومن هنا قال الفقهاء :األمور بمقاصدها وهذه
القاعدة مستنبطة من قوله ملسو هيلع هللا ىلص « ِإنَّ َما األ َ ْع َما ُل ِب ِ
()2
ت».
النيَّا ِ
ويعد القصد الجنائي أساس المسئولية في الشريعة اإلسالمية
ويتحقق القصد الجنائي للرشوة في القانون بتوافر عنصرين هما :اإلرادة ،والعلم. )3( .إذ
يشترط أن تنصرف إرادة الموظف إلى الطلب أو القبول أو األخذ ،وال تتوافر هذه
اإلرادة إذا كان قصده من ذاك هو مجرد التظاهر بقبول الرشوة لإليقاع با لراشي أ و إذا
دس الراشي المبلغ في جيب الموظف دون علمه ،ود ون أن تتجه إرادته إلى أخذه.ففي
جريمة الرشوة ال بد أن يكون قصد المرتشي من أخذه الرشوة القيام بعمل أو اإلمتناع
عن عمل في مقابلة هذا العطاء ( . )4ويجب أن يكون القصد الجنائي معاصرا في وجوده
للنشاط المادي المكون للجريمة فتنتفي الجريمة إذا لم يكن القصد متوافرا بعنصريه وقت
األخذ أو القبول أو الطلب وال عبرة بتوافره في وقت الحق .
)1عبد القادر عودة ،كتاب التشريع الجنائي اإلسالمي وقانون الوضعي ،ط ، 1ت 8911هـ 8361-م ،ج ، 8ص413
)2البخاري ،صحيح البخاري ،مرجع سابق ،ج ،8ص 6
(3أنور العمروسي ،وآخر ،جرائم الرشوة ،سص 296
)4صالح عبد العزيز المطرودي ،جرائم الرشوة ،مرجع سابق ،ص 11
24
المبحث الثالث:أسباب إنتشار الرشوة وطرق مكافحتها .
تمهيد
الرشوة جريمة مالية ال ينبغي أن تنتشر في مجتمع إسالمي ،وإذا ظهرت يجب مكافحتها
لكن قيل :الوقاية خير من العالج .
يحتوي هذا المبحث على مطلبين :
)1عبد هللا الطريقي ،جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص 81 – 84
25
فبعض الجمهور يدفعهم اإلستعجال إلى تقديم الرشوة مع أنهم لو صبروا لكان خيرا لهم
(.)1
ان»
ط ِ ّللاِ َوال َع َجلَةُ ِمنَ ال َّ
ش ْي َ فقد روي عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أنه قال « :األَنَاة ُ ِمنَ َّ
)4التسويف والمماطلة .
فكثير من الناس تدفعهم المماطلة والتسويف من بعض موظفي الدولة إلى دفع الرشوة
باعتبار أنها أ يسر الطرق فإذا احتاج المواطن الصومالي مثال إلى خد مة جواز سفر فال
يجد إال بعد انتظار مدة طويلة أو أن يدفع رشوة .
)1ضعف الرواتب والمعاشات .
فالموظف الصومالي مثال ال يفي راتبه باحتياجه المعيشي وطمعه ألنه يحتاج إلى حرس
أومكان آمن يسكن مثل الفندق مع أن الشيخ التقليدي له وكذا العضو البرلما ني في
انتظار منه مع أنه يريد أن يشتري سيارة فاخرة أويبني قصرا في أ قصر مدة ،كل هذه
العوامل تهيئ بعض األشخاص أن يرى أن الرشوة خير وسيلة للثراء السريع .
(6ضعف السلطة السياسية وانعدام الشفافية والمسائلة في العديد من المؤسسات .
(7ضعف الرقابة الداخلية وشكلية اإلشراف من الرؤساء ،وعدم متابعة األعمال
باستمرار
ويتمثل ذلك في ضعف الشخص المدير الذي يشغل منصب المدير في أي مؤسسة ،فإذا
فسدت اإلدارة فسد ما حولها .
(8عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب كما هو الحال في الصومال ألن
التوظيف ال يعتمد في األمانة والخبرة والوطنية بل لكونه من قبيلة فالن ومن حزب
فالن ،يقول ابن تيمية :على والة األ مور أن يؤدوا األما نا ت إلى أهلها ،وإ ذا حكموا
بين الناس أن يحكموا بالعدل ،وأنه ينبغي على من ولي أمرا من أمور المسلمين
26
أن يولي على كل عمل من أعمال المسلمين أصلح من يجده لذلك العمل ،فإن عدل عن
ذلك ألجل قرابة أو والء أوصداقة أو موافقة في بلد أو مذهب أو طريقة أو رشوة يأخذها
()1
في قوله من مال أو منفعة ،فقد خان هللا ورسوله والمؤمنين ،ودخل فيما نهي عنه
()2
تعالى :ﱡﭐﱕﱖﱗ ﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠ.
تقوم الشريعة اإلسالمية على رعاية مصالح الفرد والجماعة ؛ وذلك بتشريع كل أوال:
ما فيه منفعة في العاجل واآلجل ومنع كل ما فيه ضرر وشر في الدنيا واآلخرة ،ليحقق
لهم بذلك السعادة واألمن والطمأنينة ،ومن ذلك مكافحة جريمة الرشوة ،والوقاية من
جريمة الرشوة يتمثل في معرفة الحالل والحرام واتقاء الشبهات ،ومعرفة أن الظلم
ظلمات يوم القيامة ،وأن حقوق العباد شأنها خطير ال تكفرها العبادات والاألعمال
سلَ َمةَ
ع ْن َ
الصالحة ،وكان النبي ملسو هيلع هللا ىلص يأبى أن يصلي على من مات وفي ذمته حق لعبد َ ،
ُ
يسلَّ َم ،إِ ْذ أتِ َ صلَّى هللاُ َ
علَ ْي ِه َو َ ّللاُ َع ْنهُ ،قَا َلُ :كنَّا ُجلُو ً
سا ِع ْندَ النَّ ِبي ِ َ ي َّ ب ِْن األ َ ْك َوعِ َر ِ
ض َ
ش ْيئًا؟»، علَ ْي ِه دَي ٌْن؟» ،قَالُوا :الَ ،قَا َلَ « :ف َه ْل ت َ َر َك َ ع َل ْي َها ،فَقَا َل« :ه َْل َ ص ِل َ بِ َجنَازَ ة ،فَقَالُواَ :
علَ ْي َها ،قَا َل:
ص ِل َ ّللاَِ ، سو َل َّ ي ِب َجنَازَ ة أ ُ ْخ َرى ،فَقَالُواَ :يا َر ُ ُ صلَّى َ
علَ ْي ِه ،ث ُ َّم أ ِت َ قَالُوا :الَ ،فَ َ
صلَّى َ
علَ ْي َها، يرَ ،ف َ ش ْيئًا؟» ،قَالُوا :ثَالَثَةَ دَنَا ِن َ علَ ْي ِه دَي ٌْن؟» ِقي َلَ :ن َع ْم ،قَا َلَ « :ف َه ْل ت َ َر َك َ
«ه َْل َ
)1إبن تيمية تقي الدين ،السياسة الشرعية ،ط ،وزارة الشئون اإلسالمية ،م المملكة السعودية ،ت 8481هـ ،ص . 1
)2سورة األنفال 67 ،
27
ش ْيئًا؟» ،قَالُوا :الَ ،قَا َلَ « :ف َه ْل َ ي ِبالثَّا ِلث َ ِة ،فَقَالُواَ : ُ
علَ ْي ِه علَ ْي َها ،قَا َل« :ه َْل تَ َر َك َ
ص ِل َ ث ُ َّم أ ِت َ
علَ ْي ِه يَا اح ِب ُك ْم» ،قَا َل أَبُو قَتَادَة َ َ
ص ِل َ ص ِعلَى َ صلُّوا َ
ير ،قَا َلَ « : دَي ٌْن؟» ،قَالُوا :ثَالَثَةُ دَنَا ِن َ
صلَّى َ
علَ ْي ِه واإلسالم أوجب على المسلم طلب الكسب الحالل علَ َّ
ي دَ ْينُهُ ،فَ َ سو َل َّ
ّللاِ َو َ َر ُ
()1
والبحث عن لقمة العيش واإلعتماد على النفس ،وعدم النظر إلى ما في أيدي الناس .
سلَّ َم ،قَا َلَ « :ما أ َ َك َل أ َ َحد ٌ صلَّى هللاُ َ
علَ ْي ِه َو َ ّللا َ سو ِل َّ ِ ع ْن َر ُع ْنهَُ ، ّللاُ َ ي َّ ض َ الم ْقدَ ِام َر ِ
ع ِن ِ َ
سالَ ُمَ ،كانَ يَأ ْ ُك ُل ِم ْن
علَ ْي ِه ال َّ ي َّ
ّللاِ دَ ُاودَ َ طَ ،خي ًْرا ِم ْن أ َ ْن يَأ ْ ُك َل ِم ْن َ
ع َم ِل يَ ِدهَِ ،وإِ َّن َنبِ َّ طعَا ًما قَ ُّ
َ
()2
ع َم ِل يَ ِد ِه».
َ
ولقد سلك اإلسالم في عالجه للرشوة طرقا جديدة وصلت إلى مستوى حسم الجريمة ،
إن طبقت هذه الطرق واإلسالم قد وكل لولي األمر أن يجتهد في العقوبة الرادعة ،ذلك
أن عالج الرشوة لم يرد به حد معين ،فهو من قبيل التعزيريات ،وأمر التعزير متروك
لولي األمر .
28
وال شك أن اختيار الموظف الكفؤ الصالح خير وقاية من الرشوة ،وعلى ولي األمر أن
يجزل له العطاء حتى ال يفكر هذا الموظف في أن يأخذ من غيره شيأ عن طريق الرشوة
فهذا عمر بن الخطاب – رضي هللا عنه ،كان ينتقي خير من يرى ،ليكون عامال لذا
اس َح َوائِ َج أ َ َّن ِللنَّ ِ الر ِعيَّ ِة َح ْو ًال ،فَإِنِي أ َ ْعلَ ُم
ير َّن ِفي َّ ّللاُ َأل َ ِس َ
شَا َء َّ ع َم ُر :لَ ِئ ْن ِع ْشتُ ِإ ْنَقا َل ُ
ير ِإ َلى ال َّ
ش ِام فَأ َ ِس ُ ي، صلُونَ ِإ َل َّ يَ ،وأ َ َّما ُه ْم فَ َال َي ِ
فَ َال َي ْرفَعُونَ َها ِإلَ َّ ط ُع دُونِي ،أ َ َّما ُ
ع َّمالُ ُه ْم ت ُ ْق َ
ش ْه َري ِْنَ ،و ِب ْال ُكوفَ ِة
ش ْه َري ِْنَ ،و ِب ْالبَ ْح َري ِْن َ
ص َر َ
ش ْه َري ِْنَ ،و ِب ِم ْ
يرةِ َ ش ْه َري ِْنَ ،و ِب ْال َج ِز َفَأُقِي ُم َ
ّللاِ لَ ِن ْع َم ْال َح ْو ُل َهذَا )1( .وهذا عمر بن عبد العزيزالخليفة ش ْه َري ِْنَ ،و َّ
ص َرةِ َ ش ْه َري ِْنَ ،و ِب ْالبَ ْ
َ
األموي ،وهذا هارون الرشيد ،كان كثيرا ما يستشير أبا يوسف قاضيه في من يوليه
األمر ،وهكذا ينبغي على الدولة أن تحرص على وضع الرجل المناسب في المكان
المناسب وترسل من تثق بهم للقيام بجوالت تفتيشية على من تسند إليه أمرا هاما من
أمو ر المسلمين ،ألن الموظف أو العامل إذا عرف أنه مسئول عن أعماله الصغيرة
والكبيرة فلعله يمتنع عن ظلم الناس ،والتعدي على حقوقهم .
وكان علي بن أبي طالب – رضي هللا عنه -يكلف بعض عماله بالتفتيش على أعمال
عمال آخرين من أجزاء الدولة ،وأحيانا يفتش عليهم بنفسه . )2( .فمحاسبة العمال
مشروعة .
ولإلصالح الوظيفي دور كبير في القضاء على الرشوة ،فضعف الرقابة وعدم تحديد
اإلختصاصات وعدم وضع الرجل المناسب وعدم تنسيق العمل والتضارب في القوانين
وضعف المرتبات كل هذه العوامل تساعد على ازدياد الرشوة .
)أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي الملقب بالفاروق ،وهو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار الصحابة تولى الخالفة 23سنة هـ
)1ابن األثير ،الكامل في التاريخ ،ط ،دار الكتاب العربي ،ت8487هـ 8337 -م ،ج ، 2ص499
)أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم وهو ثامن الخلفاء األمويين ،ولد سنة 01هجرية في المدينة المنورة ونشأ فيها
وتولى الخالفة 99هجرية ومات سنة 101هجرية .
)أبو جعفر هارون بن دمحم المهدي ،وهو الخليفة العباسي الخامس ،ولد في مدينة الري سنة 119هجرية ،وتولى الخالفة سنة 170
هجرية ،وتوفي في مدينة طوسى سنة 193هجرية .
)يعقوب بن إبراهيم األنصاري المشهور بأبي يوسف القاضي ،وهو اإلمام المجتهد العالمة المحدث قاض القضاة ،ولدسنة 113هجرية ،
وتوفي سنة 182هجرية .
)2عصمت عبد المجيد بكر ،مجلس الدولة ،دار الكتب العلمية ،ت2188م ،ص248
29
ثالثا :دور الجمهور .
لو عي الجمهور ومساهمته الجادة دور كبير في معاونة رجال األمن في الكشف عن
الجرائم الخطيرة ،وعلى رأ سها جريمة الرشوة .
فالمواطنون على مسئولياتهم الخاصة والعامة تجاه أنفسهم وتجاه وطنهم ومواطنيهم
وأن يتم التعاون حتى ال يجد ضعاف النفوس من يساعدهم على ارتكاب جريمة الرشوة .
فإن مسئولية المواطن ال تقل عن مسئولية رجل األمن في مالحقة الجرائم و محاصرة
مرتكبيها وإرشاد رجال األمن إليهم (.)1
1
) صالح بن عبد العزيز المطرودي ،جرائم الرشوة ،الرياض ،ت 1108هـ 1988م ،ص. 100-99
2
) صالح بن عبد العزيز المطرودي ،جرائم الرشوة ت مرجع سابق ،ص . 100
30
الفصل الثاني :أدلة تحريم الرشوة
وإثباتها وأنواعها والجرائم الملحقة بها.
يشتمل هذا الفصل أدلة تحريم الرشوة وإثباتها في الشريعة اإلسالمية وفي القانون
الوضعي وذلك في ثالث مباحث على النحو التالي :
31
المبحث األول :أدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية.
تمهيد
الرشوة محرمة ألنها أكل أموال الناس بالباطل يقول القرضاوي : والغرابة في تحريم
اإلسالم للرشوة وتشديده على كل من اشترك فيها فإن شيوعها في مجتمع شيوع للفساد
والظلم من حكم بغير الحق أو امتناع عن الحكم بالحق وتقديم من يستحق التأخير ،
()1
وتأخير من يستحق التقديم .
سنتناول في هذا المبحث أدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية ،وذالك في ثالثة
مطالب على النحو التالي :
الرشوة ،ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ
))2
ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ.
ففي هذه اآلية نهي عن أخذ أموال الناس بالباطل ،ومن صور أخذها بالباطل أخذ
الرشوة التي يصانع بها الحكام ،والنهي يقتضي التحريم فتكون محرمة .
)يوسف بن عبدهللا القرضاوي عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية ،ولد سنة 8326م .
)1يوسف القرضاوي ،الحالل والحرام في اإلسالم ،دار الكتب المصرية ،ص 918
)2سورة البقرة ،اآلية 811
32
()1
ذكر الماوردي ثالثة أوجه في تفسير هذه اآلية : ،والثالث منها برشوة الحكام .
ففيه مسائل :منها :وال تدلو ا بها إلى الحكام أي ال ترشوها إليهم لتأكلوا طائفة من أموال
()2
الناس .
))3
ﲑﲒ ﲓ ﲔﲕﲖ ﲗ ﲘ ﲙﲚ ﲛﱠ
()4
فيه ثمان مسائل ...منها :ال تصانعوا بأموالكم الحكام ليقضوا لكم على أكثر منها.
()5
قال ابن عطية :وهذا القول يترجح ،ألن الحكام مظنة الرشا إال من عصم ،وهو األقل.
ويقول اإلمام الشوكاني :وفي هذه اآلية دليل أن حكم الحاكم ال يحلل الحرام وال يحرم
الحالل ،وهكذا إذا ارتشى الحاكم فحكم له بغير الحق ،فإنه من أكل أموال الناس
(7).
بالباطل ) .(6ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱠ
)أبو الحسن علي بن دمحم بن الحبيب البصري الماوردي ولد سنة 964هجرية ،وتوفي سنة 411هجرية له مؤلفات كثيرة منها
:األحكام السلطانية .
)1علي بن دمحم الماوردي ،النكت والعيون ،دار الكتب العلمية ،ج ، 8ص241
)2فخر الدين الرازي ،تفسير الكبير ،ط ، 9دار إحياء التراث العربي 8421 ،هـ ،ج ، 6ص 827
)3سورة البقرة ،اآلية 811
)4القرطبي دمحم بن أحمد ،تفسير القرطبي ،ط ، 2دار الكتب المصرية 8914 ،هـ 8364م ،ج ، 2ص . 997
)5عبد الحق بن غالب بن عطية ،المحرر الوجيز ،ط ،دار الكتب العلمية ،ت 8422هـ ج ،8ص 261
)دمحم بن علي بن دمحم الشوكاني ،الملقب ببدر الدين الشوكاني أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة وفقهائها ،ومن كبار علماء
اليمن ولد في هجرة شوكان في اليمن 8879هـ ونشأ بصنعاء ،وولي قضائها سنة 8223هـ ،ومات حاكما بها في سنة
8211هـ ،له مؤلفات كثيرة تجاوزت مأئة وأربعة عشر منها :نيل األوطار في الحديث ،فتح القدير في التفسير ،السلوك
اإلسالمي القويم .
)6الشوكاني ،فتح القدير ،ط ،دار ابن كثير ،ت8484هـ ج ، 8ص28
)7سورة المائدة ،اآلية 42 ،
33
فقد وردت هذه اآلية في ذم اليهود حيث ذم هللا اليهود وشنع عليهم لسماعهم الكذب
وأكلهم السحت ،والذم ال يكون إال لمن ارتكب المحرم ،وهو يستلزم التحريم ،والسحت
()1
بضم السين وسكون الحاء المال الحرام ،والرشوة تدخل في الحرام دخوال أوليا .
فأكل السحت محرم ،و السحت رشوة على ما جاء في بعض األقوال ،أو الرشوة نوع
من السحت ،على ما جاء في بعض األقوال األخرى .
34
فهذ الحديث يفيد أن الحاكم إذا أخذ الرشوة في الحكم فهو يستحق اللعنة ،وتشمل اللعنة
صاحب الحاجة الذي يعطي الرشوة ،وتشمل أيضا الرائش وهو الوسيط بينهما ،ألن
الرسول سوى اللعنة بين األطراف الثالثة
()2
وقول القرطبي في تفسيره لقوله تعالى :ﱡﭐﱃﱄﱠ
()3
وال خالف بين السلف أن أخذ الرشوة على إبطال حق أو ما ال يجوز سحت حرام
وقول اإلمام الشوكاني :ويدخل في إطالق الرشوة للحاكم والعامل على أخذ الصدقات
وهي حرام باإلجماع ،قال اإلمام المهدي في البحر في كتاب اإلجارات َوتَ ْح ُر ُم ِر ْش َوة ُ
ي َو ْال ُم ْرتَش َ سلَّ َم " :-لَ َعنَ َّ صلَّى َّ ْال َحا ِك ِم ْ
()4
ِي ". الرا ِش َ
ّللاُ َّ ع َل ْي ِه َو َ
ّللاُ َ عا ِلقَ ْو ِل ِه َ -
إج َما ً
وقول القرضاوي :واإلسالم يحرم الرشوة في أي صورة كانت وبأي اسم سميت ،
()1
وتسميتها باسم الهد ية ال يخرجها من دائرة الحرام إلى الحالل .
)1إبن قدامة عبد هللا بن أحمد ،المغني ،بدون ط ،دار النشر القاهرة ،ت 8911هـ 8361م ،ج 81ص 61
)2سورة المائدة ،اآلية 42
)3القرطبي دمحم بن أحمد ،الجامع ألحكام القرآن ،ط ، 2دار القاهرة ،ت 8914هـ 8364م ،ج ، 2ص 941
)4الشوكاني ،نيل األوطار ،ط ،دار الحديث ،ت 8489هـ 8339 -م ،ج ، 1ص878
35
وقول الصنعاني في شرحه لحديث لعن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص الراشي والمرتشي في الحكم ،
()2
والرشوة حرام باإلجماع سواء كانت للقاضي أو للعامل على الصدقة أو لغيرهما .
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية نقال عن فتاوي قاضي خان ونهاية المحتاج ،
()3
والرشوة إلى القاضي حرام باإلجماع .
وتدل جميع األد لة السابقة على تحريم الرشوة وعلى ذلك اتفاق األمة .
)1يوسف القرضاوي ،الحالل والحرام في اإلسالم ،ط ،وهبة ،قاهرة ،ت 8499هـ 2182-م ،ص918
)2دمحم بن إسماعيل الصنعاني ،سبل السالم شرح بلوغ المرام ،ط ،دار إبن حزم 8491 ،هـ 2113 -م ،كتاب القضاء ص119
)3الموسوعة الفقهية الكويتية ،وزارة الشئون اإلسالمية ،ط 8427-8412 ،هـ ،دار الصفوة ،مصر ،ج ، 22ص229
36
المبحث الثاني :إثبات جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي
القانون الوضعي.
المطلب األول :طرق إثبات جريمة الرشوة في الشريعة
اإلسالمية .
اإلثبات لغة من ثبت الشيء دام واستقر واصطالحا إقامة الحجة أمام القضاء بالطرق
()1
التي حدد تها الشريعة اإلسالمية على حق أوواقعة تترتب عليها آثار شرعية.
وإقامة الحجة :يعني تقديمها إلى من يراد إقناعه باألمر سواء كان ذلك أمام القضاء
أوخارجه .
وأمام القضاء :قيد الزم في اإلثبات القضائي الذي تترتب عليه آثار من اإللزام .
وبالطرق التي حددتها الشريعة :معناه اليجوز إقامة الدليل أمام القضاء على حق إال
بالوسائل التي حددتها الشريعة .
وعن حق أو واقعة :قيد يبين محل اإلثبات حيث أن الرشوة جريمة مالية فيصح أن تثبت
بما تثبت به األموال وذالك كاآلتي :
أوال :اإلقرار
وهو إخبار الشخص عن حق عليه آلخر واجب التسليم للمقر له (. )2
وهودليل شرعي ثبت بالكتاب.
()3
ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱠ.
)1دمحم الزحيلي ،وسائل اإلثبات ،ط ،دار اليان ،ت 8412هـ8312 -م ،ج ،8ص. 29 -
)2علي حيدر ،درر الحكام في شرح مجلة األحكام ،ط ،دار الجيل 8488 ،هـ 8338 -م ج ، 4ص. 14
)3سورة النساء ،األية . 891
37
فيها داللة على قبول إقرار المرء على نفسه .
سلَّ َم صلَّى هللاُ َ
علَ ْي ِه َو َ ع ْن ُه َماَ ،
ع ِن النَّ ِبي ِ َ ي َّ
ّللاُ َ ض َ ع ْن زَ ْي ِد ب ِْن خَا ِلدَ ،وأ َ ِبي ُه َري َْرةَ َر ِ وبالسنة َ
ار ُج ْم َها»(.)1ت َف ْ َقا َلَ « :وا ْغدُ يَا أ ُ َني ُ
ْس ِإلَى ْام َرأَةِ َهذَاَ ،فإ ِ ِن ا ْعت َ َر َف ْ
وباإلجماع:لقدأجمعت األمة على المؤاخذة باإلقرار (.)2
وبالقياس :فإذا قبلت الشهادة في اإلثبات فاإلقرار من باب أولى واإلعتراف سيد األدلة.
ثانيا :الشهادة
()3
وهي إخبار عن عيان بلفظ الشهادة في مجلس القاضي بحق للغير على آخر.
فتثبت الرشوة بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين ألنها جريمة مالية.
ﱸﱠ(.)5
ﱱﱳﱴﱵ ﱶﱷ ﱹ
ﱲ قوله تعالى :ﱡﭐﱭﱮﱯ ﱰ
وجه الداللة إن إخوة يوسف أرادوا أن يجعلوا الدم قرينة على صدقهم لكن يعقوب أباهم
ظهرت له قرينة تعارض قرينتهم وهي سالمة القميص من الشق فقال بل سولت لكم
أنفسكم أمرا .
وإهدار العمل بالقرائن يضيع حقوقا كثيرة ويسهل على المجرمين تحقيق مآربهم .
)1البخاري ،صحيح البخاري ،ط ،دار طوق النجاة 8422 ، ،هـ ج ، 9ص. 812
)2الخطيب الشربيني ،مغني المحتاج ،ط ،دار الكتب العلمية8481 ،هـ8334-م ،ج ، 9ص 261
)3الجرجاني ،كتاب التعريفات ،ط ،دار الكتب العلمية 8419 ،هـ8319 -م ،ج ،8ص 823
)مصطفى أحمد الزرقاء وهو عالم سوري من أبرز علماء الفقه في العصر الحديث ،ولد سنة 8314م وتوفي سنة 8333هـ ،
من مؤلفاته الفقه اإلسالمي في ثوبه الجديد .
)4مصطفى الزرقا ،المدخل الفقه العام ،ط ،2دار القلم 1425 ،هـ2114-م ،ج ،8ص396
)5سورة اليوسف ،األية 81
38
ط َل ش ْرعِ ِب ْال ُك ِليَّ ِة َف َق ْد َ
ع َّ ت َو ْال َع َال َما ِ
ت ِفي ال َّ يقول إبن قيم الجوزي :فَ َم ْن أ َ ْهدَ َر ْاأل َ َم َ
ارا ِ
يرا ِم ْن ْال ُحقُو ِ
ق (.)1 يرا ِم ْن ْاأل َ ْح َك ِامَ ،و َ
ض َّي َع َك ِث ً َك ِث ً
ومن القرائن القاطعة أن يدفع إلى المرتشي مقدار من النقود وتعرف أرقامها أو يوضع
عليها عالمات مميزة وبعد الدفع مباشرة يلقى عليه القبض فتوجد هذه النقود معه ،وتكون
القرينة هنا قاطعة إذا علمنا يقينا عدم وجود عداوة أو عالقات مالية بين الدافع واآلخذ ،
وعدم كون اآلخذ بالمال وسيطا بين الدافع وشخص آخر في عالقة مالية غير رشوة.
رابعا :المعاينة
وهي إ ثبات حالة األشخاص ،أو األشياء ،أو األمكنة ،ذات الصلة بالحاد ث .
وإثبات مكان الحادث فور اإلنتقال إليه ،وحالة المجني عليه ،وحالة المتهم ،عقب
ارتكاب الجريمة مباشرة ،ووصف كل ذاك وصفا شامال ودقيقا مقرونا بالمخططات
التوضيحية ،والصور الشمسية ،كلما أمكن ذلك .
()2
ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ
)أبو عبد هللا شمس الدين دمحم بن أبي بكر المعروف بابن القيم الجوزي فقيه ومحدث ومفسر ولد سنة 638هجرية وتفي سنة
718هجرية من مؤلفاته :الطرق الحكمية في السياسة الشرعية .
)1إبن قيم الجوزي ،الطرق الحكمية ،دار البيان ،ج ، 8ص 17
)2سورة يوسف ،اآليات 21 -26
)3البخاري ،مرجع سابق ،ج ، 6ص 811
39
(أكحل العينين) أي الذي يعلو جفون عينيه سواد مثل الكحل من غير اكتحال (سابغ
()1
األليتين) أي عظيمهما (خدلج الساقين) أي سمينهما
و لما كانت الرشوة من الجرائم التعزيرية ،فإنه يجوز إثباتها بجميع طرق اإلثبات ،
ومن بينها شهادة الخبير ،وتبدوا أهميتها عند ما يجد القاضي ضرورة اإلستعانة بأهل
الخبرة ،ليستمد من شه ادتهم قناعته باإلدانة ،أو البراءة ،أو الستبان حقيقة واقعة ،من
الوقائع المعروضة عليه ،المتنازع عليها بين الخصوم .
يقول ابن القيم الجوزية :ومنها ما يختص بمعرفة أهل الخبرة والطب ،كالموضحة
وشبهها ،وداء الحيوان الذي ال يعرفه إال البيطار ،فتقبل في ذاك شهادة طبيب واحد
)(4
وبيطار واحد ،إذا لم يوجد غيره .
وال شك أن ذكر الطبيب والبيطار ليس على سبيل الحصر ،بل على سبيل المثال ،إذ
يمكن للقاضي اللجوء إلى أهل الخبرة بمختلف تخصصاتهم ،ليستمد من شهاداتهم الحقيقة
التي تدعم قناعته إلصدار حكم في القضية المعروضة أمامه .
1
) دمحم أشرف بن أمير بن علي بن حيدر ،عون المعبود شرح سنن أبي داوود ،ط ،دار الكتب العلمية ،بيروت 1111 ،هـ ،ج، 0
ص .211
)2عبد هللا بن دمحم بن قدامة ،المغني ،مرجع سابق ،ج ، 81ص47
)3سورة النحل ،اآلية 49
)4ابن القيم الجوزية ،الطرق الحكمية ،مرجع سابق ،ص874- 887
40
سادسا :الكتابة
وسيلة من وسائل اإلثبات لقوله تعالى :ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈ
()1
ﱊﱠ
ﱋ ﱉ
وقد اختلف في األخذ بالخط ،ومرجع الخالف لديهم تشابه الخطوط وقابليتها للتزوير ،
فإذا انتفى ذلك فال يرون بأسا من األخذ به ،ألن المقصود هو حصول العلم بنسبة الخط
إلى صاح به ،فإذا عرف ذلك وتيقن كان العلم بنسبة اللفظ إليه فإن الخط دال على اللفظ ؟
واللفظ دال على على القصد واإلرادة .
ويرى أنصار األخذ بحجية الخط أنه لو لم يجز اإلعتماد على الخط لم تكن لكتابة الوصية
فائدة ،وعلى أية حال فإنه قد استحدث من اآلالت ما يمكن بواسطتها معرفة الخطوط
واكتشاف تزوير المستندات .وقد جرت المحاكم على العمل بذاك ،وتعتبر الخطوط ،
والمستندات ،والصور واألصوات ،كما هو الحال في شهادة األعمى قرائن ،يمكن
()2
األخذ بها متى استوثقت نسبتها لفاعلها.
41
مخصوص من طرق اإلثبات ،بل له أن يعتمد بثبوت الجريمة من جميع ظروف
الدعوى .سواء كان ذ لك بشهادة الشهود أو بالقرائن أو اإلعتراف أو بالكتابة أو بأي
طريقة أخرى من طرق اإلثبات (.)1
ونظرا إلى أن الرشوة من الجرائم التي تتسم بالسرية فهناك طريقة حديثة يمكن إثباتها
بها ،أال وهي استخدام الصوت والصورة في إثبات جريمة الرشوة وذلك بهدف تحديد
ماهية الصوت والصورة ،أ و ما يطلق عليه بالمراقبة االلكترونية والتي تضم مراقبة
المحدثات التلفونية والتسجيل الصوتي للمحاد ثات الخاصة والتقاط الصور ،وكذا تحديد
مدى مشروعية استخدامها وتحديد حجيتها في إثبات جريمة الرشوة ومدى تأثيرها في
قناعة القاضي الجزائي ،
ننتهي إلى القول بأن كال من الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي يتطلب ضرورة إسناد
الفعل إلى مرتكبه بما ال يدع مجاال للشك بأنه مرتكب الجريمة حتى تتم إدانته وتوقيع
العقوبة عليه فاألصل في اإلنسان براءة الذمة ومن يدعي غير ذلك فعليه إقامة الدليل
على صدق ادعائه.
(1أحمد فتحي ،نظرية اإلثبات في الفقه الجنائي اإلسالمي ،ط، 4دار الشروق 841 ،هـ 8313 -م ،ج ، 8ص 82
42
المبحث الثالث :أنواع الرشوة والجرائم الملحقة بها
المطلب األول :أنواع الرشوة في الشريعة اإلسالمية
للرشوة أنواع كثيرة وصور عديدة منها :
دفع الرشوة للحاكم وغيره إلحقاق باطل ،أو إلبطال حق . النوع األول:
ولما كانت الرشوة إحدى الوسائل التي تبطل الحق ،أو تحق الباطل فقد حرمها اإلسالم ،
واإلثم كما يكون على المرتشي ،يكون على الراشي والوسيط أيضا ،ودفع المال إلى
الحاكم وغيره ليحكم له ماال يستحقه أو يدفع عنه ما يستحق عليه يعتبر من أصرح أنواع
الرشوة المحرمة ،وحكم هذا النوع من الرشوة وهو بذل المال للحاكم وغيره إلبطال حق
أو إحقاق باطل محرم باإلجماع ،وسنده الشرعي هو النصوص الواردة في حكم الرشوة
كما قدمنا.
دفع المال للحصول على حق ولدفع الضرر والظلم النوع الثاني :
ومنها :الرشوة ألمن الطريق
واختلف الفقهاء في دفع الرشوة للحصول على حق له أو لدفع الظلم والضرر عن نفسه
وغيره .
وللفقهاء في ذلك اتجاهان :
43
ولكن هناك آثار كثيرة منها:عن عبد هللا بن مسعودرضي هللا عنه أنه كان بالحبشة فرشا
بدينارين حتى خلي سبيله )1( .وقال إن اإلثم على القابض دون الدافع فهذا الصحابي دفع
الرشوة لدفع الظلم عن نفسه وفعل الصحابي يستأنس به ذا لم يعارضه نص صريح
وليس هنا معارض .وروى سفيان عن عمر عن أبي الشعثاء أنه قال :لم نجد زمن زياد
()2
شيئا أنفع لنا من الرشا.
فهذه اآلثار من الصحابة والتابعين تدل على جواز دفع الرشوة في هذه الحالة ،وقد تجب
)1دمحم أشرف آبادي ،عون المعبود ،ط ، 2دار الكتب العلمية ،بيروت 8481 ،هـ ،ج ، 3ص . 913
)2أحمد بن علي الجصاص ،أحكام القرآن ،ط ،دار الكتب العلمية ،بيروت 8481 ،هـ 8334 -م ،ج ، 2ص . . 142
)3دمحم بن حبان ،صحيح ابن حبان ،ط ، 9مؤسسة الرسالة 8484 ،هـ 8339 ،م ج ، 88ص. 467
)4الشوكاني ،نيل األوطار ،مرجعه الذي سبق ذكره ،ج ، 1ص . 878
44
كما قال تعالى :ﱡﭐﲧﲨ ﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲ ﲳﲴ
)(1
ﲶ ﱠﭐ ﭐ
ﲷ ﲵ
وبذل الرشوة للحصول على منصب أوعمل يؤدي إلى إعطاء األمانات إلى غير أهلها ،
فتحصل المخالفة ألمر هللا ،مما يجعل الرشوة للحصول على منصب أو عمل محرمة .
()2
ﱞﱟ ﱠﭐ.
تدل هذه اآلية أن إعطاء الرشوة للحصول على منصب أو عمل ،أوالترقية ،أوتبديل
الوظيفة ،يؤدي إلى خيانة هللا والرسول والمجتمع حيث يعطي المرتشي المنصب لغير
مستحقه ،فيكون بذل المال في هذه الحالة رشوة محرمة .
وروى الشيخان عن معقل بن يسار أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قالَ «:ما ِم ْن َوال
يَ ِلي َر ِعيَّةً ِمنَ ال ُم ْس ِل ِمينَ ،فَيَ ُموتُ َو ُه َو غ ٌّ
()3
علَ ْي ِه ال َجنَّةَ». َاش لَ ُه ْمِ ،إ َّال َح َّر َم َّ
ّللاُ َ
فيفيد هذا الحديث أن غش المسلمين محرم ،ألن الرسول ملسو هيلع هللا ىلص توعد من يغش األمة من
الوالة بالحرمان من الجنة ،وإسناد المناصب إلى غير أهلها بناء على الرشوة فيه غش
لألمة ،حيث لم تراع مصلحتها ،فيكون ذلك الفعل محرما ،وما أدى إليه وهو بذل
الرشوة يكون محرما أيضا .
ي ِم ْن أ َ ْم ِر ْال ُم ْس ِل ِمينَ َ
ش ْيئًا فَ َولَّى وعن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه أنه قال َ :م ْن َو ِل َ
()4
سولَهُ َو ْال ُم ْس ِل ِمينَ . َر ُج ًال ِل َم َودَّة أ َ ْو قَ َرا َبة َب ْينَ ُه َما فَقَ ْد خَانَ َّ
ّللاَ َو َر ُ
45
فهذا األثر يفيد أن التولية بدافع المودة أو القرابة تعتبر خيانة محرمة ،فإذا كانت بدافع
الرشوة كنت محرمة من باب أولى .
ت سلَّ َمِ « :إذَا ُ
ض ِي َع ِ علَ ْي ِه َو َصلَّى هللاُ َّللاِ َسو ُل َّع ْنهُ ،قَا َل :قَا َل َر ُ ي َّ
ّللاُ َ ض َع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َر ِ َ
ّللاِ؟ قَا َل« :إِذَا أ ُ ْسنِدَ األ َ ْم ُر إِلَى َ
غي ِْر سو َل َّ عت ُ َها يَا َر ُ
ضا َ عةَ» قَا َلَ :كي َ
ْف إِ َ األ َ َمانَةُ فَا ْنتَ ِظ ِر ال َّ
سا َ
أ َ ْه ِل ِه فَا ْنت َ ِظ ِر ال َّ
()1
عةَ».
سا َ
فجعل الرسول ملسو هيلع هللا ىلص إسناد األعمال والواليات إلى أهلها إضاعة لألمانة وهي محرمة ،
وإسنادها إلى الراشي إسناد لألمر إلى غير أهله ،ألن الغالب أن الراشي ليس أهال
للمنصب وذلك تضييع لألمانة ،وهو محرم ،فتكون الرشوة لذلك محرمة .
يفَ ،و ِإنَّ َها أ َ َمانَةَُ ،و ِإنَّ َها َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة ِخ ْز ٌ
ي َونَدَا َمةٌ، وقال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلصَ «:يا أ َ َبا ذَرِ ،إنَّ َك َ
ض ِع ٌ
ِإ َّال َم ْن أَ َخذَهَا ِب َح ِق َهاَ ،وأَدَّى الَّذِي َ
()2
علَ ْي ِه فِي َها».
فالذي ينال الوالية او العمل بالرشوة يأخذها بغير حقها ،ومن أخذها بغير حقها تعرض
للخزي والندامة وهما ال يكونان إال في أمر عظيم ومحرم ،فتكون الرشوة في هذه الحالة
محرمة .
سلَّ َم أَنَا َو َر ُجالَ ِن صلَّى هللاُ َ
علَ ْي ِه َو َ ع ْنهُ ،قَا َل :دَخ َْلتُ َ
ع َلى النَّ ِبي ِ َ ّللاُ َ ي َّ ض َ سى َر ِ ع ْن أ َ ِبي ُمو ََ
ّللاَِ ،وقَا َل اآلخ َُر ِمثْلَهُ ،فَ َقا َلِ « :إنَّا الَ نُ َو ِلي الر ُجلَي ِْن :أ َ ِم ْرنَا يَا َر ُ
سو َل َّ ِم ْن َق ْو ِمي ،فَقَا َل أَ َحد ُ َّ
سأ َلَهَُ ،والَ َم ْن َح َر َ
()3
علَ ْي ِه».
ص َ َهذَا َم ْن َ
فهذا الحديث يبين لنا عدم جواز إسناد الواليات واألعمال إلى من يطلبها ،فيكون عدم
جواز إسنادها إلى من يطلبها بالرشوة أولى وأشد.
ويندرج تحت هذا النوع الرشوة اإلنتخابية
وتمثل ظاهرة شراء األصوات في اإلنتخابات إحدى الظواهر السيئة في المجتمعات
اإلنسانية عامة ،وفي المجتمع الصومالي خاصة ،وذلك لتسابقهم بالفوز بالمقعد النيابي
)1أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب الرقاق ،باب رفع األمانة . )6436( 814 \ 1 ،
)2أخرجه مسلم في صحيححه ،كتاب اإلمارة ،باب كراهة اإلمارة بغير ضرورة .)8121( 8417 \ 9 ،
)3أخرجه البخاي في صحيحه ،كتاب األحكام ،باب ما يكره من الحرص على اإلمارة .)7843( 64\ 3
46
دون النظر إلى المعايير اإلختيارية المشروعة ،حيث إن كثيرا من الناس يظنون أن ال
بأس في بيع صوت الناخب وأخذ المال بصوته ،ولكن ليس األمر كذلك ،
فال يجوز ل لناخب أن يأخذ مبلغا من مال أو هدية مقابل إدالئه بصوته ألي مرشح ألن
التصويت أمانة ،بمقتضاها يختار األصلح ليقوم بما أسند إليه خير قيام ،فمسؤولية
المواطن أو النائب مسؤولية كبيرة ،وتضييعها تضييع لألمانة العظيمة ،وهللا تعالى
(. )1
يقول :ﱡﭐﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟ ﱠﭐ.
والتصويت في اإلنتخابات النيابية أو البلدية أمانة ينبغي على المسلم أن يحافظ عليها
ويؤديها بالشكل الصحيح ،وهي أيضا شهادة يسأل عنها أمام هللا تعالى .
لصوته وشهادته من أي من المرشحين ألن ذلك يؤدي إلى أن يصل إلى مجلس األمة من
ليس أهال ذلك .
ت سلَّ َمِ « :إذَا ُ
ض ِي َع ِ ع َل ْي ِه َو َصلَّى هللاُ َّللاِ َسو ُل َّع ْنهُ ،قَا َل :قَا َل َر ُ ي َّ
ّللاُ َ ض َع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َر ِ َ
ّللاِ؟ قَا َلِ « :إذَا أ ُ ْسنِدَ األ َ ْم ُر ِإلَى َ
غي ِْر سو َل َّ عت ُ َها يَا َر ُ
ضا َ عةَ» قَا َلَ :كي َ
ْف ِإ َ األ َ َمانَةُ فَا ْنتَ ِظ ِر ال َّ
سا َ
أ َ ْه ِل ِه فَا ْنت َ ِظ ِر ال َّ
()3
عةَ» .
سا َ
لذلك فعلى الناخب أن يختار من يعتقد أنه أقوى وأكثر أمانة ،وال يجوز له شرعا أن
يختار األضعف أو األقل أمانة ،لمجرد قرابته أو لمصلحة خاصة يحصل عليها منه ،
ويحرم على المرشح أن يدفع المال للناس مقابل انتخابه ،وماذا يتوقع ممن يشتري
صوت غيره إذا كان صاحب قرار ؟
إنه سيحاول أن يسترد ما دفع من خالل استغالله لمنصبه .
47
وجاء في فتاوي الدكتور وهبة الزحيلي :يحرم أخذ المال على اإلنتخابات فهي رشوة
وال يحل بيع الصوت اإلنتخابي ،والثمن المأخوذ على هذا حرام وسحت .
)وهبة بن مصطفى الزحيلي الدمشقي (1 – 8392أغسطس 2181م ) .أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة من سوريا في
العصر الحديث عضو المجامع الفقهية بصفة خبير في مكة ،والجدة ،والهند ،وأمريكا ،وسودان ،ورئيس قسم الفقه اإلسالمي
ومذاهبه بجامعة
دمشق كلية الشريعة حصل على جائزة أفضل شخصية إسالمية في حفل إستقبال السنة الهجرية التي أقامته الحكومة الماليزيا سنة
2111م في مدينة بوتراجاي .
)1أنور العمروسي وأمجد العمروسي ،جرائم الرشوة ،مرجع سا بق ،ص. 277
48
ثانيا :عدم قبول العرض
يقصد بعدم قبول العرض قيام الموظف الموجه إليه برفضه وهذا الرفض يمثل جوهر
الجريمة ألنه العنصر الذي يميزها عن جريمة الرشوة التامة .
49
الفصل الثالث :آثارجريمة الرشوة في
الشريعة اإلسالمية وفي القانون
الوضعي وعقوبتها.
تعتبر الرشوة جريمة لها مخاطرها وآثارها على كثير من الجوانب األخالقية
واإلجتماعية ،والسيا سية لذالك فإن اإلهتمام بها ال يقتصر على رجال الفقه ،أو رجال
القانون بل يجب أن يتعداهم إلى جميع فئات المجتمع .
ذلك ألن آثار الرشوة التقتصر على جانب معين من جوانب الحياة ،بل تمتد لتشمل كافة
الجوانب لذالك سوف نذكر في هذا الفصل أهم اآلثار الناتجة عن الرشوة
وذالك في ثالثة مباحث :
50
المبحث األول :أثر الرشوة في تعيين القاضي وفي حكمه
المطلب األول :أثر الرشوة في تعيين القاضي
إتفق الفقهاء على أن تولية القضاء بالرشوة باطلة ،فلو دفع رجل ماال ليتوصل به إلى
منصب القضاء ثم قلد القضاء فإن تقليده يعتبر باطال ،وال يجوز تولية القاضي الراشي
()1
منصب القضاء ألنه فاسق ،ويدل على ذلك قوله تعالى :ﱡﭐﱸﱹﱺﱻﱠ ﭐ
فاشترط العدالة في الشاهد ،والقاضي أولى بتحقيق عدالته ألنه أمين على دماء الناس
وأموالهم وأعراضهم ،والفاسق الذي دفع الرشوة للحصول على هذا المنصب ليس أمينا
على شيء من ذلك ،
وألن دفع الرشوة للوصول إلى منصب القضاء يفتح كثيرا من أبواب الشر ،فمن دفعها
للدخول فيه فال يتورع في أخذها من المتخاصمين ،فيبني أحكامه على الجور والخيانة
ارة َ ،فَإِنَّ َك ِإ ْن س ُم َرة َ ،الَ تَسْأ َ ِل ِ
اإل َم َ الر ْح َم ِن بْنَ َوالظلم ،ويدل أيضا قوله ملسو هيلع هللا ىلص « :يَا َع ْبدَ َّ
ت ِإلَ ْي َهاَ ،و ِإ ْن أُو ِتيتَ َها ِم ْن َغي ِْر َمسْأَلَة أ ُ ِع ْن َ
أُوتِيت َ َها َع ْن َمسْأَلَة ُو ِك ْل َ
()2
ع َل ْي َها».
ت َ
فالرسول ملسو هيلع هللا ىلص نهى عن سؤال اإلمارة بدون رشوة فيكون طلبها والتولية بناء عليها أشد
نهيا ،والنهي يقتضي فساد المنهي عنه ،فتكون التولية باطلة .
سأَلَهَُ ،والَ َم ْن َح َر َ
()3
علَ ْي ِه».
ص َ وقال رسول هللا صلى هللا وسلم ِ « :إنَّا الَ نُ َو ِلي َهذَا َم ْن َ
فهذا الحديث يدل على عدم إعطاء الوالية لمن يطلبها بغير رشوة ،فيدل على عدم تقليد
من يطلبها بالرشوة من باب أولى .
وقال عمر ابن الخطاب رضي هللا عنه :حينما نظر إلى شاب قدم إليه في وفد وأعجبه
)(4
حاله ،فإذاهويسأل القضاء ،إن هذا األمر ال يقوى عليه من يحبه.
51
فهذا عمر لم يسند القضاء لمن طلبها بدون رشوة فالذي يطلبه بالرشوة أولى بالخيبة .
() 1
وكان مقتضى هذا صحة تولية ويرى فقهاء الحنفية صحة تولية الفاسق القضاء
الراشي منصب القضاء ،لكنهم فرقوا بين الفسق بالرشوة والفسق بغيرها.
فحكموا ببطالن تولية القضاء بالرشوة لما فيها من اإلخالل بالعدالة واإلضرار بالناس
لذلك نصوا على أن القاضي ال يصير قاضيا بالرشوة باإلجماع .
قال العيني :والرشوة على أربعة أوجه ،منها ما هو حرام لآلخذ والمعطي وهو الرشوة
في تقليد القضاء فإنه ال يصير قاضيا بالرشوة باإلجماع )2(.وقال صاحب جواهر العقود
()3
ما نصه :ولو أخذ القضاء بالرشوة ال يصير قاضيا باإلتفاق .
:إن قضاءه ينفذ فيما ارتشى فيه وفي غيره إذا كان مستوفيا لشروط المذهب األول
صحة القضاء ،وهذا هو اختيارجمال الدين البزدوي ووافقه ابن عابد ين فيقول أثناء
حديثه عن نفاذ حكم القاضي
)1ابن عابدين ،رد المحتار على الدر المختار ،ط ، 2دار الفكر-بيروت 8482 ،هـ 8332 -م ،ج ، 1ص . 969
)أبو دمحم بدر الدين العيني محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد الحافظ المحدث المؤرخ العالمة من أعالم القرن التاسع الهجري
ولد في 26رمضان 762هـ الموافق 91يوليوا 8968م ،ترك العيني كتبا كثيرة من أشهرها :البناية في شرح الهداية وهو في
الفقه الحنفي .
)2أبو دمحم محمود بن أحمد العيني ،البناية شرح الهداية ،ط ،دار الكتب العلمية 8421 ،هـ 2000 -م ،ج ، 3ص. 7
)3شمس الدين دمحم بن أحمد ،جواهر العقود ،ط ،دار الكتب العلمية 8487 ،هـ 8336 -م ،ج ، 2ص . 231
52
وينبغي اعتماده للضرورة في هذا الزمان وإال بطلت جميع القضايا الواقعة اآلن ألنه ال
تخلوا قضية عن أخذ القاضي الرشوة المسماة بالمحصول قبل الحكم أوبعده فيلزم تعطيل
()1
األحكام .
إذا قضى في حادثة برشوة فال ينفذ قضاءه في تلك الحادثة ولو المذهب الثاني :
()2
حكم فيها بحق ،بل لو احتال في الحكم بأن أرسلها إلى غيره ليحكم فيها بمذهبه .
وجاء في شرح الكنز عن النيسابوري :أنه إذا أخذ القاضي الرشوة وحكم للذي رشاه
بحق ليس فيه ظلم كان هذا الحكم باطال ،وال يجوز ألحد من القضاة أن ينفذ ذلك القضاء
()3
بل يرده .
وورد في كتاب الفتاوي الهندية بعد بيان أن هذا المذهب هو اختيار السرخسي :لو
ارتشى ولد القاضي أوبعض أعوان كان بأمره ورضاه يكون قضائه مردودا ،وإن كان
()4
بغير علم القاضي نفذ قضاءه .
أن قضاءه ال ينفذ في هذه الحادثة التي أخذ الرشوة فيها وال في المذهب الثالث :
()5
غيرها وهذ هو مذهب أبي حنيفة واختيار القرطبي
)1دمحم أمين المشهور بابن عابدين ،رد المحتار على الدر المختار ،ط ، 2دار الفكر 8482 ،هـ 8332م ،ج ، 1ص.969
)2عالء الدين الكاساني ،بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،ط ، 2دار الكتب العلمية 8416 ،هـ 8316 -م ،ج ، 7ص 1
)أبوا اليسر دمحم بن دمحم بن الحسن بن عبد الكريم بن موسى بن مجاهد النسفي (428هـ 439 -هـ \8191م – 8811م )
المعروف بأبي اليسر البزدوي عالم وفقيه حنفي .
)3عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي ،جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص. 842
)4لجنة علماء ،الفتاوي الهندية ،ط ، 2دار الفكر 8981 ،هـ ،ج ، 9ص. 988
)5تفسير القرطبي ،مرجع سابق ،ج ، 6ص.819
53
المبحث الثاني :أثر الرشوة على األطراف وعلى أموال الرشوة.
المطلب األول :أثر الرشوة على األطراف
للرشوة آثار عديدة من جوانب كثيرة وأضرار جسيمة منها :أنها تؤثر على األطراف
الثالثة الراشي والمرتشي والرائش ،فهي سبب لنزع البركة ألن تعاطي الحرام وظلم
الناس من حقوقهم وأكل أموالهم بالباطل يعد من أقوى األسباب التي تمحق البركة في
الصحة والعمروالعيال والرزق والوقت ،وإذا نزعت البركة من الشيء لم تعد له فائدة
وال نفع ،ويكون كالذي يحرث في البحر ،بحيث يرى نتيجته في الدنيا وينتظرالعقاب في
اآلخرة.
والرشوة ضرب م ن ضروب التعاون على اإلثم ،فالذي يتم بين أطراف الرشوة من أجل
الحصول على حق ليس للراشي وأخذ المرتشي والرائش ماال ليس لهما فيه حق ،هو
نوع من التعاون على اإلثم والعدوان وقد نهى هللا عنه قال تعالى :ﱡﭐﳁ ﳂ
وال يدخل تحت باب المعونة للمسلم وهو مخالف لحديث « َوهللاُ
()1
ﳃﳄﳅﳆﱠ
()2
ع ْو ِن ْال َع ْب ِد َما َكانَ ْال َع ْبد ُ فِي َع ْو ِن أ َ ِخي ِه».
فِي َ
ومن آثارها عدم إجابة دعاء آكل الرشوة ألن هللا تعالى أمر المرسلين بأكل الطيب كما
()3
ﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲙﲚ ﲛﲜﱠ
ﲘ في آية ﱡﭐ
ب ّللاَ َ
طيِ ٌ سلَّ َم« :يَا أَيُّ َها النَّ ُ
اس ،إِ َّن َّ علَ ْي ِه َو َ صلَّى َّ
ّللاُ َ سو ُل َّ
ّللاِ َ ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ ،قَا َل :قَا َل َر ُ َ
سلِينَ »، ّللا أ َ َم َر ال ُمؤْ ِمنِينَ ِب َما أ َ َم َر بِ ِه ال ُم ْر َ َو َال يَ ْقبَ ُل ِإ َّال َ
ط ِيبًا َوإِ َّن َّ َ
54
فَقَا َل:ﱡﭐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛﲜﱠ َ ،وقَا َل:ﱡﭐﱭ
55
المطلب الثاني :أثر الرشوة على المال المدفوع للرشوة
واختلف الفقهاء فيما إدا دفع الراشي ماال إلى المرتشي فهل يخرج من ملك الراشي
أوال؟ وفي ذلك رأيان للفقهاء :
أن الرشوة ال تخرج عن ملك الراشي فيجب ردها إليه وهذا هو الراجح من األول:
)(1
مذهب الحنابلة ،وحجتهم أنها أخذت بغير حق فأشبهت المأخوذ بعقد فاسد
حيث يرد إلى صاحبه ،وألنه دفعها بسبب غير مشروع فأشبهت الربا ،ويرى الحنفية
()2
وجوب ردها إلى أربابها إن عرف .
:أنها تخرج عن ملكه ويردها ولي األمر إلى بيت المال الثاني
()4 ()3
واستدلوا بما يلي : ،و قول عند الحنفية ،والحنابلة وهذا هو مذهب المالكية
)8أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص لم يأمر ابن اللتبية برد الهدية إلى أربابها ،وعدم أمره بردها فيه
إشارة على أنها خرجت من ملك المهدي .
سلَّ َم َر ُج ًال صلَّى هللاُ َ
ع َل ْي ِه َو َ ي َ ع ْنهُ ،قَا َل :ا ْست َ ْع َم َل النَّ ِب ُّ ي َّ
ّللاُ َ ض َ سا ِعدِي ِ َر ِ ع ْن أ َ ِبي ُح َميْد ال َّ َ
ِي ِلي ،قَا َل: صدَقَ ِة ،فَلَ َّما قَد َِم قَا َلَ :هذَا لَ ُك ْم َو َهذَا أ ُ ْهد َ علَى ال َّ ِمنَ األ َ ْزدِ ،يُقَا ُل لَهُ اب ُْن األُتْبِيَّ ِة َ
()5
ظ َر يُ ْهدَى لَهُ أ َ ْم الَ؟. ت أ ُ ِم ِهَ ،فيَ ْن ُت أَبِي ِه أ َ ْو َب ْي ِ
س ِفي َب ْي ِ « َف َه َّال َجلَ َ
)2وكذلك فعل عمر رضي هللا عنه حيث جعل الهدية التي أهديت لزوجته أم كلثوم في
()6
بيت المال
)9وكذلك الهدايا التي أهديت ألبي هريرة جعلها في بيت المال وصادر ثروة كثيرة من
عماله ولم يقبل اجتجاجهم بأنهم استثمروا أموالهم بالتجارة والزراعة ،وإذا كان الحكم
في الهدايا التي لها حكم الرشوة إخراجها عن ملك الراشي وجعلها في بيت المال فإن
)1ابن قدامة ،المغني ،مرجع سابق ،ج ، 81ص ، 16كشاف القناع عن متن اإلقناع ،ج، 6ص . 986
)2أبو الحسن عالء الدين ،معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين ،دار الفكر ،ص.3
)3حاشية اإلمام الرهوني ،ط 8916 ،هـ ،ج ، 7ص . 982
)4عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي ،جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص . 861 - 813
5
) أخرجه البخاري في صحيحه ،مرجع سابق .
)6أحمد فتحي بهنسي ،المسئولية الجنائية في الفقه اإلسالمية ،ط ، 4دار الشروق 8413 ،هـ 8311 -م ،ص . 881
56
الحكم يكون كذلك في الرشوة الحقيقية من باب أولى ،وتكون المصادرة عقوبة للراشي
()1
على تصرفه المحرم .
57
وعل ى الموظف باإلثراء ،ومن ثم يستفيد من المرافق العامة من يقدر أن يدفع الرشوة ،
فهذا تدمير اقتصادي وتمييز بين المجتمع ،ففي جريمة الرشوة إهدار لمبدإ المساواة أمام
()1
المرافق العامة ،ومن المقرر أن يتساوي الجميع أمام اإلنتفاع بالمرافق العامة .
ومن آثارها أنها تدمر الموارد المالية ،فإذا قام شخص ما أو شركة بتقديم رشوة بهدف
الحصول من الدولة على ترخيص بقيام مشروع ما وكان مما ال يكون فيه نفع حقيقي
للمجتمع وإنما يوفر الربح ألصحابه فقط وحصل الموافقة من الدولة .
فإنه يحدث سلسلة من اآلثار التدميرية على موارد وأموال وطاقات المجتمع ،
فالمرتشي يستفيذ من جهة من أموال األمة الممثلة في المرافق والخدمات األساسية ،مثل
الطرق والكهرباء والمياه وشتى الخدمات التي أنفقت فيما ال يحقق أي نفع حقيقي أو عائد
للمجتمع وهذا تدمير لجزء من موارد وأموال المجتمع .
ومن جهة أخرى فالراشي يستفيذ من موارد المجتمع وطاقاته حيث استولى على قطاع
من الخيرات ،أضف إلى ذلك أنه كثيرا مايلجأ صاحب المشروع إلى الحصول على
قرض وعلى تسهيالت من صناديق الدولة ،فالرشوة قد سببت تدميرا للعديد من الموارد
والطاقات ،وب الطبع فإن الرشوة لها آثار في قيام المشاريع غير الصالحة ،ويتعدى تأثير
منتجات هذا المشروع غير الصالح على أفراد المجتمع سواء من استهلك تلك المنتجات
ومن لم يستهلك ،ولنتصور أن هذا المشروع يقوم بإنتاج خدمة ما أو دواء أوسلعة غذائية
()2
غير سليمة ما ذا يحدث ألفراد المجتمع من جراء ذلك
فالمرتشي ال يستفيذ من األموال التي أخذها من اآلخرين ألنه يخشى الظهور واإلنتشار
و ثم اإلنكشاف أمام الدولة وأمام المجتمع ،فهو ال يستخدم هذه األموال بل يكنزها
ويمنعها من التداول ،فلم يستفذ منها هو ولم يستفذ منها المجتمع الذي أخذت منه بغير
وجه حق ،وهذا إهدار لطاقة مالية كبيرة بل هو تدمير حقيقي لممتلكات المجتمع ،وكم
من الطاقات التي تستطيع بها البالد والمجتمعات بناء نفسها لو سلمت من جريمة الرشوة
58
وتعمل الرشوة على التقليل من جودة ونوعية المشاريع كما نرى في بعض الطرق
والمباني في وطننا الغالي في العاصمة مقدشو الصومال وكما تساهم في التأخر في
إنجاز المشاريع اإلستثمارية ،إذ غالبا ما يؤثر ذلك على قيام أخرى ال تقوم إال إذا قام
وتم المشروع األول كتنفيذ طريق لمنطقة معينة فال يمكن قيام الثانية دون توفر األولى،
ويقول أيمن سويد أن الرشوة تؤثر على سمعة الدولة الخارجية ،كما تعمل على إضعاف
قيمتها أما م القوى الخارجية ،مما يؤدي إلى التقليل من قدرتها التساومية مع الشركات
الدولية ،وتفتح الباب أمام هذه الشركات لعقود غير متوازنة مع كبار المسؤولين في هذه
()1
الدولة مما يحرم الدولة من التأييد في المحافل الدولية .
)1أيمن سويد ،الرشوة في الفقه اإلسالمي وآثارها اإلقتصادية 8441 ،هـ 2183 ،م ،ص. 44
59
ف هذه خسارة بشرية جسيمة من قوى الوطن واأليدي العاملة ذات اإلنتاج ،وإذا استباح
الناس الرشوة امتدت األيدي الملوثة الجتثاث أموال الناس .
فال ترى صاحب حاجة ينال حقه إال إذا قدم جعال لمن عنده وسيلة الحصول ،وهذا ليس
من األخالق التي أمر اإلسالم أن يتصف بها المؤمن ،كما قال تعالى :
()1
ﲼﲽﲾﲿﱠ
ﳀ ﱡﭐ
()2
وصح عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص َ « :وهللاُ فِي َع ْو ِن ْال َع ْب ِد َما َكانَ ْال َع ْبد ُ فِي َع ْو ِن أ َ ِخي ِه».
فالرشوة تفسد األخالق كما تفسد األموال ،وتؤثر على المجتمع بعدم اإلستقرار
وباعتبار أن الرشوة نوع من أنواع الفساد ،ودخولها إلى بعض الجهات المختصة
بحماية األمن تؤدي إلى انعدام األمن وإلى صراعات ،وتعرض أبناء الوطن لكثير من
المخاطر.
60
المبحث الرابع :عقوبة الرشوة في القانون الوضعي
تمهيد
تتفاوت العقوبات بتفاوت أنواع األذى الذي تحدثه الجريمة ،فبمقدار الجريمة تكون
العقوبة ،ولكن ال بد من اعتبار أمرين عند تقرير العقوبة ،األمر األول :مقدار األذى
الذي ينزل بالمجني عليه ،واألمر الثاني :مقدار الترويع واإلفزاع العام الذي تحدثه
الجريمة ،والرشوة من جرائم التعزير وليس لها عقوبة محددة في نص الكتاب والسنة
النبوية ،فأ مرها مفوض لولي األمر ،ولكن لبعض الدول اإلسالمية قوانين تحدد
العقوبات ،وال بأس بها ما لم تخالف نصوص الكتاب والسنة وطبقت عادلة ،وسنحاول
أن نذكر بعضا من تلك المواد القانونية في مطلبين
61
المطلب األول :عقوبة المرتشي
أوال :قانون العقوبات الصومالي
نص قانون العقوبات الصومالي على أنه يعاقب بسجن تصل مدته إلى ثالث سنوات
وبغرامة من خمسمائة إلى عشرة آالف شلن صومالي -كل موظف عمومي يحصل لنفسه
أو لثالث نقودا أو أي نفع آخر ال حق له فيه أو قبل الوعد بذلك ليقوم بعمل مكتبه .
)8يعاقب بسجن من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من ثالث إلى عشرين ألف
شلن صومالي -كل موظف عمومي يحصل نقودا أو أي نفع آخر أو يقبل الوعد
بذلك لنفسه أولثالث ليهمل أو يؤخر عمال لمكتبه أو ليقوم بعمل مخالف لواجبات
المكتب .
)2ويزاد العقاب إذا نجم عن الفعل :
أ) إعطاء خدمات عامة ومرتبات أو تشريعات أو معاشات أو عقد اتفاقيات تهم
اإلدارة التي يعمل لها الموظف .
ب) إكرام أو إساة أحد طرفي قضية مدنية أو جنائية أو إدارية .
– 9وتطبق عقوبة سجن من ست سنوات إلى عشرين سنة وبغرامة ال تقل عن
عشرين ألف شلن صومالي – إذا تسبب عن الفعل حكم بعقوبة سجن مؤبد
()1
أوسجن وتطبق عقوبة السجن المؤبد إذا تسبب عن الفعل حكم باإلعدام .
62
ثانيا :قانون العقوبات اليمني
يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على عشر سنوات كل موظف عام طلب أو قبل عطية أو
مزية من أي نوع أو وعدا بها ألداء عمل أو اإلمتناع عن عمل إخالال بواجبات وظيفته ،
وتكون العقوبة الحبس الذي ال تزيد مدته على ثالث سنوات إذا كان العمل أو اإلمتناع
حقا .
اإلرتشاء الالحق
يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سبع سنوات كل موظف عام أدى عمال أو امتنع عن أداء
عمل إخال ال بواجبات وظيفته ثم طلب أو فبل ماال أو منفعة ملحوظا فيها أنها مكافئة أو
()1
هدية له في مقابل ذلك ولو لم يكن هناك اتفاق سابق .
63
رابعا :قانون العقوبات األردني
نص أن كل موظف عمومي وكل شخص ندب إلى خدمة عامة سواء باإلنتخاب أو
بالتعيين وكل امرئ كلف بمهمة رسمية كالمحكم والخبير والسنديك (أي وكيل الدائنين)
طلب أو قبل لنفسه أو لغيره هدية أو وعدا أو أية منفعة أخرى ليقوم بعمل حق بحكم
وظيفته عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين ،وبغرامة من عشرة دنانير إلى مائتى
دينار .
وكل شخص من األشخاص السابق ذكرهم طلب أو قبل لنفسه أو لغيره هدية أو وعدا أو
أية منفعة أخرى ليعمل عمال غير حق أو ليمتنع عن عمل كان يجب أن يقوم به بحكم
وظيفته ،عوقب بالسجن من سنة إلى ثالث سنوات وبغرامة من عشرين دينارا إلى
()1
مائتى دينار.
64
المطلب الثاني :عقوبات الراشي والرائش في القانون الوضعي
وفي هذا المطلب سنأخذ عقوبات الراشي ،والرائش في القوانين المختلفة فيما يلي :
65
من عرض رشوة ولم تقبل منه يعاقب بالسجن وبغرامة ال تقل عن خمسمائة جنيه وال
تزيد على ألف جنية وذالك إذا كان العرض حاصال لغير موطف عام تكون العقوبة
()1
الحبس لمدة التزيد على سنتين أو غرامة التجاوز ما ئتي جنية.
66
خاتمة (النتائج والتوصيات)
أوال :النتائج
بعد الفراغ من هذا البحث المتعلق بجريمة الرشوة ظهر لنا نتائج كثيرة منها :
)8أن للرشوة عدة تعريفات في الشريعة اإلسالمية متقاربة المعنى مختلفة في األلفاظ
حسب تعدد المذاهب .
)2أن الرشوة تقوم أساسا على اتجار الموظف بوظيفته في القانون الصومالي ،وأ ن
هدفها انحراف الموظف في أداء أعمال وظيفته .
)9أن للرشوة أطرافا فهي ثنائية وقد تكون ثالثية وأن عمل الوسيط فيها محرم في
الشريعة اإلسالمية ،وكذلك جعلها قانون العقوبات الصومالي جريمة .
(4أن الرشوة محرمة با لكتاب والسنة صراحة وأن مرتكبها ملعون بلسان دمحم صلى هللا
عليه وسلم وجرمتها القوانين الوضعية ومن بينها قانون العقوبات الصومالي ،وأنه لم
يوجد قانون يجوزها
)1تناولنا فروقا بين الرشوة والهدية وأن هدية العمال من الرشوة .
)6اشتراط القوانين لمرتكب الرشوة صفة خاصة ،أال وهي كونه موظفا عموميا ،أو
من في حكمه .
)7وأن للرشوة أركانا ال تحصل إال بها ،ركن مادي ومعنوي ،وأن المادي يتكون من
ثالثة عناصير نشاط يقوم به الجاني ،وموضوع تنصب عليه ،ومقابل .
)1توصلنا في هذا البحث أن من أهم أسباب إنتشار الرشوة ضعف اإليمان لدى
الموظفين والعمال ورجال الشرطة والقضاء .
)3وأن العدالة في المجتمع من جميع المجاالت من أهم طرق الوقاية من التفكير في
الرشوة
)81وأن للجمهور وخاصة للعلماء دور على القضاء للرشوة ،وكذلك وسائل اإلعالم .
67
)88حيث أن الرشوة جريمة مالية تثبت بما يثبت به المال ،وأن وسائل اإلثبات في
القانون الوضعي ال تختلف عنها في الشريعة اإلسالمية .
)82وتبين لنا أن للرشوة أنواعا كثيرة منها :رشوة الطريق ،والرشوة المستعجلة
والمؤجلة ،وأن ظاهرة شراء األصوات في حالة اإلنتخابات في الصومال من أخبث
أنواع الرشوة ألن الذي يشتري صوته بثمن قليل يصوت لمن يبذل له بنقد وإن كان غير
أهل لهذا المنصب فيضيع واجبه ومسؤوليته من الوطن وأبنائه .
)89وظهر لنا خالل بحثنا أن للرشوة آثارا خطيرة يراها من يحترف بها في صحة
جسمه وفي عمره وفي عياله .
)84وأن مرتكب الرشوة يستحق العقوبة في الدنيا واآلخرة ،وأن عقوبة الرشوة عقوبة
تعزيرية .
)81وأن لولي األمر اإلجتهاد في نوع العقوبة التي يراها أنها تقطع دابر الرشوة ،
وتطهرها من البالد ،حتى ولوبلغت اإلعدام .
ثانيا :التوصيات
)8اإلبتعاد عن المعاملة بالرشوة عطاء ووعدا وطلبا وأخذا ووساطة ،حيث أن تعاطيها
يمحق البركة في الصحة والعمر والعيال والوقت ،وأن مرتكبها يتسبب في إلحاق
الضرربنفسه وبأسرته وبمجتمعه .
)2تقديم الخدمات للمحتاجين من المجتمع من غير مماطلة وتسويف .
)9تسهيل إجراءات إنجاز المعامالت الحكومية دون إخالل بقوانين المؤسسات .
)4إخضاع الموظفين العموميين مهما كانت درجاتهم ومراكزهم إلى الرقابة الحكومية
والشعبية والمساءلة وتحديد صالحياتهم في التصرف في المال العام لمنعهم من استغالل
مناصبهم لتحقيق مصالح شخصية .
)1تطبيق مبدأ (من أين لك هذا المال) للحد من جرائم الفساد المتمثلة بالرشاوى
واإلختالس واإلستيالء على المال العام أو استغالل الوظيفة .
68
)6تنبيه الناس على أن ظاهرة شراء األصوات اإلنتخابية من أخبث أنواع الرشوة حيث
أنها متمثلة في خيانة األمة واختيار غير األصلح .
)7تسليط العلماء المتخصصين الضوء على داء الرشوة السائد في الصومال ،وعلى
عواقبه الدنيوية واألخروية ،وآثاره السيئة ،سواء اإلقتصادية واإلجتماعية واألخالقية
واألمنية على الفرد والمجتمع .
69
الفهارس العامة
أوال :فهارس اآليات القرآنية
ثانيا :فهارس األحاديث النبوية
ثالثا :فهارس األعالم
رابعا :فهارس المصادر والمراجع
خامسا :فهارس الموضوعات
70
أوال :فهرس اآليات القرآنية
الصفحة أرقامها اآلية م
البقرة
8 ٨١١ 8
ﱥﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓﱤ
النساء
89 ٤ ﲖ ﲘ ﲙ ﲚﲛﲜ ﲝﲞﲟ ﲠ ﲡ ﱤ
ﱥ ﲓ ﲔﲕ ﲗ 4
المائدة
11 ٢ 7
ﳅﱤ
ﳆ ﱥﳁ ﳂ ﳃ ﳄ
األنفال
71
24 ٢٢
81ﱥﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝٌّﱟ ﱤ
يوسف
91 ٨١ 88
ﱱﱤ
ﱲ ﱥﱭ ﱮﱯ ﱰ
96 ٢٢
82ﱥﲒﲓﲔﲕﱤ
96 ٢١
ﲵﱤ
ﲶ 89ﱥﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ
النحل
97 ٤٣
84ﱥﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱤ
المؤمنون
18 ٨٨
ﲗ ﲙ ﲚ ﲛﲜ ﱤ
ﲘ 81ﱥﲑﲒﲓﲔﲕﲖ
النمل
89 ٣٨ 86ﱥﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﱤ
الزخرف
44 ٨١ 87ﱥﲪ ﲫﲬ ﱤ
الطالق
47 ٢ 81
ﱾﱤ
ﱥ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱽ ﱿ
72
ثانيا :فهرس األحاديث النبوية
الصفحة أرقامها األحاديث النبوية م
88 8996\9 ي َوال ُم ْرتَش َ
ِي»....... سلَّ َم َّ
الرا ِش َ علَ ْي ِه َو َ صلَّى َّ
ّللاُ َ ّللا َ « َلعَنَ َر ُ
سو ُل َّ ِ 8
73
43 2699\4 « َوهللاُ ِفي َع ْو ِن ْال َع ْب ِد َما َكانَ ْال َع ْبد ُ فِي َ
ع ْو ِن أ َ ِخي ِه»................ 28
43 1015\2 ط ِيبًا»....................ب َو َال َي ْق َب ُل ِإ َّال َ ّللا َ
ط ِي ٌ اسِ ،إ َّن َّ َ« َيا أَيُّ َها النَّ ُ 22
11 1015\2 اء ».. ث أ َ ْغ َب َر َي ُمدُّ َيدَهُ ِإلَى ال َّ
س َم ِ سفَ َر أ َ ْش َع َ « َوذَ َك َر َّ
الر ُج َل ي ُِطي ُل ال َّ 29
11 17905\9 ار َح ُموا َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ
ض»......... الر ْح َم ُنْ ،
اح ُمونَ َي ْر َح ُم ُه ُم َّ
الر ِ
« َّ 24
74
ثالثا :فهرس األعالم
الصفحة األعالم م
81 علي بن الحسن بن هبة هللا بن عساكر الدمشقي 1
23 دمحم بن علي بن دمحم الشوكاني 2
42 وهبة بن مصطفى الزحيلي الدمشقي 3
47 جمال الدين البزدوي علي بن دمحم بن الحسن بن عبد الكريم 4
47 أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العيني 5
41 النيسابوري أبوا عبد هللا دمحم بن عبد هللا الحاكم النيسابوري 6
7 أحمد بن دمحم بن علي المقرئ والمعروف بأبي العباس الفيومي 7
26 أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي الملقب بالفاروق 8
26 عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم وهو ثامن الخلفاء األمويين 9
26 10أبو جعفر هارون بن دمحم المهدي
23 11يوسف بن عبدهللا القرضاوي
91 12مصطفى أحمد الزرقاء
91 13أبو عبد هللا شمس الدين دمحم بن أبي بكر المعروف بابن القيم الجوزي
23 14أبو الحسن علي بن دمحم بن الحبيب البصري الماوردي
29 15تقي الدين أبو اعباس أحمد بن عبد الحليل الحراني المشهور إبن تيمية
75
رابعا :فهرس المصادر والمراجع
76
)6التفسير الكبير ،المؤلف :أبوا عبد هللا دمحم بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي
الرازي الملقب بفخر الدين الرازي (المتوفى 616 :هـ ) الناشر :دار إحياء
التراث العربي – بيروت ،الطبعة الثالثة 8421هـ .
) 1الشوكاني نيل األوطار ،المؤلف :دمحم بن علي بن دمحم بن عبد هللا الشوكاني
اليمني (المتوفى8211 :هـ) تحقيق :عصام الدين الصبابطي ،الناشر :دار
الحديث ،مصر ،الطبعة :األولى8489 ،هـ 8339 -م .
) 6صحيح ابن حبان ،المؤلف :دمحم بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن َم ْعبدَ،
التميمي ،أبو حاتم ،الدارمي ،البُستي (المتوفى914 :هـ) ترتيب :األمير عالء
الدين علي بن بلبان الفارسي (المتوفى 793 :هـ) حققه وخرج أحاديثه وعلق
77
عليه :شعيب األرنؤوط ،الناشر :مؤسسة الرسالة ،بيروت ،الطبعة :األولى،
8411هـ 8311 -م.
) 7صحيح البخاري ،المؤلف :دمحم بن إسماعيل أبو عبدهللا البخاري الجعفي ،حققه:
دمحم زهير بن ناصر الناصر ،الناشر :دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية
بإضافة ترقيم ترقيم دمحم فؤاد عبد الباقي)الطبعة :األولى8422 ،هـ .
) 1صحيح مسلم ،المؤلف :مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري
(المتوفى268 :هـ)حققه :دمحم فؤاد عبد الباقي ،الناشر :دار إحياء التراث العربي
– بيروت .
) 3عمدة القاري شرح صحيح البخاري ،المؤلف :أبو دمحم محمود بن أحمد بن
موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى (المتوفى111 :هـ)
الناشر :دار إحياء التراث العربي – بيروت .
) 81عون المعبود شرح سنن أبي داود ،ومعه حاشية ابن القيم :تهذيب سنن أبي داود
وإيضاح علله ومشكالته ،المؤلف :دمحم أشرف بن أمير بن علي بن حيدر ،أبو
عبد الرحمن ،شرف الحق ،الصديقي ،العظيم آبادي (المتوفى8923 :هـ) الناشر:
دار الكتب العلمية – بيروت ،الطبعة :الثانية 8481 ،هـ .
) 88كنز العمال في سنن األقوال واألفعال ،المؤلف :عالء الدين علي بن حسام
الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي الهندي البرهانفوري ثم المدني فالمكي
الشهير بالمتقي الهندي (المتوفى371 :هـ) حققه :بكري حياني -صفوة السقا ،
الناشر :مؤسسة الرسالة ،الطبعة :الطبعة الخامسة8418 ،هـ8318/م .
) 82المستدرك على الصحيحين ،المؤلف :أبو عبد هللا الحاكم دمحم بن عبد هللا بن دمحم
بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع
(المتوفى411 :هـ) تحقيق :مصطفى عبد القادر عطا ،الناشر :دار الكتب العلمية
– بيروت ،الطبعة :األولى8331 – 8488 ،م .
78
) 89مسند أبي داود الطيالسي ،أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي
البصرى ،حققه :الدكتور دمحم بن عبد المحسن التركي ،الطبعة األولى ،الناشر:
دار هجر -مصر ،التاريخ 8483هـ 8333 ،م .
) 84مسند اإلمام أحمد بن حنبل ،المؤلف :أبو عبد هللا أحمد بن دمحم بن حنبل بن
هالل بن أسد الشيباني (المتوفى248 :هـ) حققه :شعيب األرنؤوط -عادل مرشد،
وآخرون ،إشراف :د عبد هللا بن عبد المحسن التركي ،الناشر :مؤسسة الرسالة
،الطبعة :األولى 8428 ،هـ 2118 -م .
) 81المعجم الكبير ،المؤلف :سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي،
أبو القاسم الطبراني (المتوفى961 :هـ) حققه :حمدي بن عبد المجيد السلفي ،دار
النشر :مكتبة ابن تيمية – القاهرة ،الطبعة :الثانية .
) 86منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري ،المؤلف :حمزة دمحم قاسم ،
راجعه :الشيخ عبد القادر األرناؤوط ،عني بتصحيحه ونشره :بشير دمحم عيون ،
الناشر :مكتبة دار البيان ،دمشق -الجمهورية العربية السورية ،مكتبة المؤيد،
الطائف -المملكة العربية السعودية ،عام النشر 8481 :هـ 8331 -م .
79
)9البناية شرح الهداية ،أبو دمحم محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين
الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى ،الطبعة األولى ،الناشر :دار الكتب العلمية -
بيروت ،لبنان ،التاريخ 8421هـ 2000 -م .
)4المبسوط ،المؤلف :دمحم بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي (المتوفى:
419هـ) الناشر :دار المعرفة – بيروت ،الطبعة :بدون طبعة ،تاريخ النشر:
8484هـ8339-م .
80
(المتوفى111 :هـ) حققها وخرج أحاديثها :مسعد عبد الحميد دمحم السعدني ،
الناشر :دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ،الطبعة :األولى 8487 ،هـ 8336 -م.
)1مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج ،المؤلف :شمس الدين ،دمحم بن
أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (المتوفى377 :هـ) الناشر :دار الكتب العلمية ،
الطبعة :األولى8481 ،هـ 8334 -م .
81
) 1الرشوة في الفقه اإلسالمي وآثارها اإلقتصادية ،أيمن سويد ،بدون طبع ،
وبدون دار ،تاريخ النشر 8441هـ 2183 ،م .
) 6السياسة الشرعية في إصالح الراعي والرعية ،تقي الدين أبو العباس أحمد بن
عبد الحليم بن عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم بن دمحم ابن تيمية الحراني
الحنبلي الدمشقي ،الطبعة األولى ،وزارة الشئون اإلسالمية ،مكان النشر،
المملكة السعودية ،التاريخ 8481هـ .
) 7الطرق الحكمية ،دمحم بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم
الجوزية ،الناشر :مكتبة دار البيان ،بدون طبع ،وبدون تاريخ .
) 1عصمت عبد المجيد بكر ،مجلس الدولة ،دار الكتب العلمية ،التاريخ2188م .
) 3الفتاوى الكبرى البن تيمية ،المؤلف :تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم
بن عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم بن دمحم ابن تيمية الحراني الحنبلي
الدمشقي (المتوفى721 :هـ) الناشر :دار الكتب العلمية ،الطبعة :األولى،
8411هـ 8317 -م .
) 81الفتاوى الهندية ،المؤلف :لجنة علماء برئاسة نظام الدين البلخي ،الناشر :دار
الفكر.
) 88المحلى باآلثار ،أبو دمحم علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي
الظاهري ،دار الفكر ،بيروت ،بدون طبع ،بدون تاريخ ،عدد األجزاء .82
) 82دمحم الزحيلي ،وسائل اإلثبات ،طبعة األولى ،دار اليان ،ت 8412هـ-
8312م .
) 89المسئولية الجنائية في الفقه اإلسالمي ،أحمد فتحي بهنسي ،الطبعة الرابعة ،
دار الشروق ،تاريخ النشر 8413هـ 8311 -م .
) 84مصطفى الزرقا ،المدخل الفقه العام ،ط ،2دار القلم ،ت 1425هـ2114-م .
82
) 81معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين ،أبو الحسن ،عالء الدين ،علي بن خليل
الطرابلسي الحنفي ،دار الفكر ،بدون طبع ،بدون تاريخ
) 86الموسوعة الفقهية الكويتية ،وزارة الشئون اإلسالمية ،الطبعة األولى ،
التاريخ 8427-8412هـ ،دار الصفوة ،مصر .
) 87نظرية اإلثبات في الفقه الجنائي اإلسالمي ،أحمد فتحي بهنسي ،الطبعة
الرابعة ،دار الشروق ،تاريخ النشر 8413هـ8313-م .
) 81نظام مكافحة الرشوة ،عبد هللا بن عبد المحسن الطريقي ،طبعة األولى ،التاريخ
،8411هـ8311 -م .
) 83أثر الرشوة في تعثر النمو اإلقتصادي ،الدكتور حمد بن عبد الرحمن الجنيدل ،
تاريخ النشر 8412هـ ،الموافق 8312م.
) 21جرائم الرشوة ،صالح عبد العزيز المطرودي ،الريا ض ،التاريخ 8411هـ -
8311م.
)28عبد القادر عودة ،كتاب التشريع الجنائي اإلسالمي وقانون الوضعي ،الطبعة
الخامسة ،التاريخ 8911هـ 8361-م .
28شرح قانون العقوبات القسم الخاص،للجرائم المضرة للمصلحة العامة ،
اإلسكندرية،مصر:دار المطبوعات الجامعية ،تاريخ النشر . 2111
83
)9لسان العرب ،المؤلف :دمحم بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،جمال الدين ابن
منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى (المتوفى788 :هـ) الناشر :دار صادر –
بيروت ،الطبعة :الثالثة 8484 -هـ.
)4تاج العروس من جواهر القاموس ،المؤلف :محمد بن محمد بن عبد الرزاق
الحسيني ،أبو الفيض ،الملقب بمرتضىَّ ،
الزبيدي (المتوفى8211 :هـ) حققه:
مجموعة من حققهين ،الناشر :دار الهداية.
)1المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،المؤلف :أحمد بن دمحم بن علي الفيومي
ثم الحموي،أبو العباس (المتوفى :نحو 771هـ) الناشر :المكتبة العلمية – بيروت.
)6النهاية في غريب الحديث واألثر ،مجد الدين أبو السعادات المبارك بن دمحم بن
دمحم بن دمحم ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن األثير ،بدون طبع ،الناشر:
المكتبة العلمية -بيروت ،التاريخ 8933هـ ، 8373-تحقيق :طاهر أحمد
الزاوى -محمود دمحم الطناحي.
84
خامسا :فهرس الموضوعات
85
1 المطلب األول :تعريف الرشوة . 87
82 المطلب الثاني :أطراف جريمة الرشوة . 81
89 المطلب الثالث :الفرق بين جريمة الرشوة والهدية . 83
81 المبحث الثاني :أركان جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية ،والقانون الوضعي . 21
81 المطلب األول :صفة مرتكب الرشوة . 28
28 المطلب الثاني :الركن المادي . 22
24 المطلب الثالث :الركن المعنوي . 29
21 المبحث الثالث :أسباب انتشار جريمة الرشوة ،وطرق مكافحتها. 24
21 المطلب األول :أسباب انتشار جريمة الرشوة . 21
27 المطلب الثاني :طرق مكافحة الرشوة . 26
98 27
الفصل الثاني :أدلة تحريم الرشوة وإثباتها وأنواعها
والجرائم الملحقة بها .
92 المبحث األول :أدلة تحريم الرشوة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي. 21
92 المطب األول :أدلة تحريم الرشوة في القرآن الكريم . 23
99 المطلب الثاني :أدلة تحريم الرشوة في السنة النبوية الشريفة . 91
91 المطب الثالث :أقوال الفقهاء في تحريم الرشوة . 98
97 المبحث الثاني :إثبات الرشوة في الشريعة اإلسالمية وفي القانون الوضعي. 92
97 المطلب األول :طرق إثبات جريمة الرشوة في الشريعة اإلسالمية . 99
48 المطلب الثاني :طرق إثبات جريمة الرشوة في القانون الوضعي . 94
49 المبحث الثالث :أنواع الرشوة ،والجرائم الملحقة بها . 91
49 المطلب األول :أنواع الرشوة . 96
41 المطلب الثالث :الجرائم الملحقة بالرشوة . 97
11 91
الفصل الثالث :آثارجريمة الرشوة في الشريعة
اإلسالمية وفي القانون الوضعي
86
18 المبحث األول :أثر الرشوة في تعيين القاضي وفي حكمه . 93
18 المطلب األول :أثر الرشوة في تعيين القاضي . 41
12 المطلب الثاني :أثر الرشوة في قضاء القاضي وحكمه . 48
14 المبحث الثاني :أثر الرشوة على األطراف وعلى أموال الرشوة . 42
14 المطلب األول :أثر الرشوة على األطراف 49
16 المطلب الثاني :أثر الرشوة على المال المدفوع للرشوة 44
17 المبحث الثالث :أثر الرشوة في تد مير الموارد المالية للمجتمع ،واألنفس واألخالق. 41
17 المطلب األول :أثر الرشوة في تدمير الموارد المالية للمجتمع. 46
13 المطلب الثاني :أثر الرشوة في تد مير األنفس واألخالق للمجتمع 47
68 المبحث الرابع :عقوبة الرشوة في القانون الوضعي. 41
62 المطلب األول :عقوبة المرتشي. 43
61 المطلب الثاني :عقوبات الراشي والرائش في القانون الوضعي . 11
67 خاتمة النتائج والتوصيات 18
71 الفهارس العامة 12
78 فهرس اآليات القرآنية 19
79 فهرس األحاديث النبوية 14
71 فهرس األعالم 11
76 فهرس المصادر والمراجع 16
11 فهرس الموضوعات 17
87