You are on page 1of 16

‫أكادميية الدراسات اإلسالمية‬

‫التاريخ اإلسالم السياسي‬


‫‪IIG2008‬‬

‫‪SEM 1, 2023/2024‬‬

‫املوضوع‪:‬‬
‫الدولة االسالمية يف املدينة املنورة‬

‫اسم حماضرة‪:‬‬
‫الدكتور عامر عبد الوهاب‬
‫رقم الطلبة‬ ‫اسم الطالبة‬

‫‪٢٢٠٠٥١٠٠‬‬ ‫‪ ١‬فريسه عناين بنت مسس الدين‬

‫‪٢٢٠٠٥٢٤٤‬‬ ‫‪ ٢‬جنيبة بلقيس بنت حممد غزايل‬

‫‪1‬‬
‫قائمة احملتوايت‬
‫صفحة‬ ‫رقم موضوع‬

‫‪3‬‬ ‫املقدمة‬ ‫‪١‬‬

‫‪4-5‬‬ ‫عناصر اجملتمع السياسي يف املدينة املنورة‬ ‫‪٢‬‬

‫‪6‬‬ ‫هيكل الدولة اإلسالمية‬ ‫‪٣‬‬

‫‪7‬‬ ‫أجهزة الدولة اإلسالمية‬ ‫‪٤‬‬

‫‪8‬‬ ‫أعمال الدولة اإلسالمية األوىل‬ ‫‪٥‬‬

‫‪9-10‬‬ ‫إظهار الدولة اإلسالمية‬ ‫‪٦‬‬

‫‪11-14‬‬ ‫محاية الدولة اإلسالمية‬ ‫‪٧‬‬

‫‪ -‬من القرايش‬
‫‪ -‬من اليهود‬
‫‪ -‬من األحزاب‬
‫‪ -‬من املنافقني‬
‫‪15‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫‪٨‬‬

‫‪16‬‬ ‫املصادر واملراجع‬ ‫‪٩‬‬

‫‪2‬‬
‫املقدمة‬

‫بسم هللا الفتاح العليم‬

‫احلمدهلل حنمده ونستعينه ونعوذبه من شرور أنفسنا ومنه سيئات أعمالنا من يهده هللا فال مضل له‬
‫ومن يضلله فال هادي له أشهد ان ال إله إال هللا وأشهد أن حممدا عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن‬
‫دعا وإىل يوم الدين‪.‬‬

‫احلمد هلل وامتنانه هلل على منحنا القوة والصحة وإاتحة الفرصة لنا إلمتام هذه املهمة‪ .‬كما نشعر‬
‫ابالمتنان الشديد لسري مجيع اجلهود املبذولة لتنفيذ هذه املهمة بسالسة حىت نتمكن من إكمال هذه املهمة‬
‫خالل الفرتة الزمنية احملددة‪.‬‬

‫ابدئ ذي بدء‪ ،‬التقدير واالمتنان الالهنائي حملاضران دكتور عامر عبد الوهاب مهيوب مرشد الذي‬
‫كثريا طوال عملية إكمال مهمتنا‪ .‬بدون توجيهه‪ ،‬كيف ميكننا إنتاج مقرر دراسي جيد‬
‫ساعدان ووجهنا ً‬
‫أيضا بتوجيه وإعطاء نصائح مدروسة حىت ميكن تنفيذ هذه املهمة على أكمل وجه‪.‬‬
‫وكامل؟ لقد قام ً‬

‫معا مهامنا‬
‫أيضا لنقول ألف شكر لرفاقنا يف السالح الذين ينفذون ً‬
‫بعد ذلك‪ ،‬ننتهز هذه الفرصة ً‬
‫وحىت يف كثري من األحيان يشاركون األفكار الرائعة إلكمال املهام‪ .‬وال ننسى والدينا الذين قدموا الدعم‬
‫الكامل وغالبًا ما يشجعون أداء هذه املهمة بنجاح‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عناصر اجملتمع السياسي يف املدينة املنورة‬

‫أوال‪ ،‬قيادة النيب حممد صلى هللا عليه وسلم‪ .‬لقد كان النيب صلى هللا عليه وسلم قدوة حسنة للناس‬
‫أمجعني‪ ،‬وقائدا للبشر‪ .‬جتمعت فيه كل الصفات حسنة يراه الناس فتتحرك له الناس النفوس‪ ،‬وتطمئن‬
‫القلوب ألهنم يرونه واقعا يتحرك‪ .‬فقد سئلت السيدة عائشة رضي هللا عنها عن خلق رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم فقالت‪" :‬كان قرءاان ميشي على األرض‪ ".‬ومن أبر صفاته السياسية مها حتمل املسؤولية‪ ،‬قوة‬
‫النظر‪ ،‬معرفة والثقة وحمبة اإلتباع‪ ،‬وإدارة القوية والثابتة‪.‬‬

‫اثنيا‪ ،‬تشريعات الدولة‪ .‬يف هذه املرحلة أخذ الوحي ينزل ابلتشريعات املفصلة اليت ال بد منها لتنظيم حياة‬
‫املسلمني إذ بدأت الدولة اإلسالمية تتكون‪ ،‬وحتتاج إىل ما تقوم به من نظم وتشريعات وقوانني حتدد‬
‫العالقات بني أفرادها‪ ،‬وبينها وبني غريها من األمم فقد وضع اإلسالم ألول مرة يف اتريخ العرب فكرة‬
‫الدولة‪ ،‬وجعل من الواجب طاعة السلطان‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫ُوِل أاألَم ِر ِمأن ُكم فَِإ أن تَنازعتم ِيف شيء فَرُّدوه إِ َىل َِّ‬ ‫اَّلل وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اَّلل‬ ‫َ َ أُ أ َ أ ُ ُ‬ ‫أ‬ ‫ول َوأ ِ أ‬ ‫الر ُس َ‬
‫َطيعُوا َّ‬ ‫ين َآمنُوا أَطيعُوا ََّ َ‬ ‫﴿ َي أَيُّ َها الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح َس ُن ََتأ ِو ًيال﴾ [النساء‪]59 :‬‬ ‫ك َخ أريٌ َوأ أ‬‫ول إِ أن ُكأن تُ أم تُ أؤِمنُو َن ِاب ََّّلل َوالأيَ أوم أاْل ِخ ِر َذل َ‬
‫الرس ِ‬
‫َو َّ ُ‬

‫اثلثا‪ ،‬أفراد الدولة‪ .‬املهاجرون واألنصار هم نواة الدولة اإلسالمية األوىل‪ ،‬وعددهم ‪ .1500‬فقد أمر‬
‫س ِمائَِة َر ُجل فَ ُق ألنَا ََنَ ُ‬
‫اف‬ ‫الرسول هللا قام إبحصاء عدد املسلمني‪ .‬ويف حديث حذيفة‪" :‬فكتبنَا لَهُ أَلأ ًفا َوَخَأ َ‬
‫س ِمائَة"‪ ،‬ومل يكن يسكن املدينة املهاجرون واالنصار بكان أيضا معهم واليهود‪.‬‬ ‫َوَأحن ُن أَلأ ٌ‬
‫ف َوَخَأ ُ‬
‫أما املهاجرون‪ :‬فهم الذي أسلموا قبل فتح مكة وهاجروا إىل الرسول صلى هللا عليه وسلم يف املدينة‬
‫واستوطنوها‪ ،‬وتركوا بالدهم وأمواهلم وأهليهم‪ ،‬رغبة فيما عند هللا‪ ،‬وابتغاء مرضاته‪ ،‬ونصرة هلذا الدين‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وأما األنصار‪ :‬فهم أهل املدينة النبوية الذي استقبلوا الرسول صلى هللا عليه وسلم وأصحابه املهاجرين‪،‬‬
‫وأووهم يف املدينة وقامسوهم أمواهلم ومل يبخلوا عليهم بشيء‪ ،‬وجاهدوا يف سبيل هللا أبمواهلم وأنفسهم‪.‬‬

‫واملهاجرون واألنصار هم‪:‬‬

‫‪ )1‬أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وتالميذه‬

‫‪ )2‬هم أفضل هذه األمة امتألت قلوهبم مبحبة هللا تعاىل وتعظيمه واخلوف منه‪ ،‬واإلميان به‪.‬‬

‫‪ )3‬أحبوا الرسول صلى هللا عليه وسلم أكثر من أنفسهم‪ ،‬كانوا صادقني يف ذلك‪.‬‬

‫‪ )4‬بذلوا أنفسهم وأمواهلم وكل ما ميلكون من أجل نصرة هذا الدين والدفاع عنه ونشره وهداية اخللق به‪.‬‬

‫‪ )5‬استحقوا أن يثين هللا عليهم يف آيت كثرية من القرآن الكرمي‪ ،‬وأن يثين عليهم الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم يف أحاديث كثرية‪.‬‬

‫‪ )6‬جعل الرسول صلى هللا عليه وسلم حمبتهم من اإلميان‪ ،‬وجعل بغضهم من النفاق‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫هيكال الدولة اإلسالمية‬

‫‪ .1‬الوزارة‪ :‬أبو بكر الصديق وعمر اخلطاب رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ .2‬الكتاب‪ :‬عثمان بن عفان وعلي بن أيب طالب‪.‬‬

‫‪ .3‬والية احلدود ووالية اجلزية‪ :‬أبو بكر الصديق‪ ،‬حممد بن سلمة‪ ،‬وأاب عبيدة بن اجلراح رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ .4‬والية األقاليم‪ :‬علي بن أيب طالب وأيب موسى األشعري على اليمن‪،‬‬

‫وعتاب بن أسيد على مكة‪.‬‬

‫‪ .5‬رسل األموال‪ :‬عبد هللا بن رواحة إىل اخليرب‪،‬حذيفة بن اليمان يكتب خرص مثار احلجاز‪ ،‬زبري بن العوام‬
‫يكتب أموال الصدقات‪ ،‬مغرية بن شعبة يكتب املدينات واملعامالت‪.‬‬

‫‪ .6‬صاحب السرة‪ :‬حذيفة بن اليمان‬

‫‪ .7‬صاحب اخلتم‪ :‬معيقيب بن أيب فاطمة‬

‫‪ .8‬صاحب اإلذن على رسول هللا‪ :‬أاب مسروح‬

‫‪6‬‬
‫أجهزة الدولة اإلسالمية‬
‫وبني أجهزهتا ونظامها‪ ،‬فعني ‪-:‬‬
‫وقد أقام الرسول هللا صلى عليه وسلم الدولة اإلسالمية يف املدينة ن‬
‫‪ -‬جملس الشورى‪ :‬حيث كان الرسول يستعني مبجلس شورى يضم أربعة عشر عضواً‪ ،‬سبعة من‬
‫املهاجرين وسبعة من األنصار مسو النقباء ألهنم ضمنوا إسالم قومهم‪.‬‬
‫‪ -‬املكتب السري‪ ،‬ويقوم عليه صاحب السر‪ ،‬وهو حذيفة بن اليمان‪.‬‬
‫‪ -‬أمني خامت النيب‪ :‬حيث اختذ قائماً على خامته هو احلارث بن عوف املري‪ ،‬وكان يضع أيضاً على خامته الربيع‬
‫بني صيفي بن أخي أكثم‪.‬‬
‫‪ -‬هيئة الكتاب‪ :‬حيث اختذ كتاابً للمراسالت بينه وبني امللوك واحلكام اجملاورين منهم عبد هللا بن األرقم الذي‬
‫كان جييب على امللوك والرسل‪ ،‬وكان له كاتباً للعهود وهو علي بن أيب طالب كرم هللا وجهه‪ ،‬وكتاب ألموال‬
‫الصدقات‪ ،‬وكتاب لتقدير دخل الدولة‪ ،‬وكتاب للميزانيات واملعامالت بني الناس‪.‬‬
‫‪ -‬القضاة‪ :‬كان القاضي األعلى يف املدينة‪ ،‬وقد اعتمد يف قضائه على القرآن أوالً‪ ،‬وعلى االجتهاد فيما مل ينزل‬
‫به نص قرآين‪ ،‬وبعد أن اتسعت الدولة وزادت مسؤوليات النيب أذن لبعض أصحابه ابلقضاء منهم معاذ بن‬
‫جبل ‪.‬‬
‫‪ -‬الوالة والعمال‪ :‬فقد استعمل والة يف شبه اجلزيرة العربية فكان منهم عتاب بن أسيد الذي استعمله على مكة‪،‬‬
‫ومعاذ بن جبل على اليمن‪ ،‬والوالة والعمال هم حكام األقاليم والبلدان‪ ،‬حيث كانت الدولة اإلسالمية يف‬
‫عهده تضم ابإلضافة إىل مقاطعات أخرى مثل جنران‪ ،‬وحضرموت‪ ،‬وعمان‪ ،‬والبحرين‪.‬‬
‫‪ -‬التعليم‪ :‬وينقسم هذا اجلهاز إىل إدارتني رئيسيتني مها تعليم الرجال وأخرى لتعليم النساء‪ ،‬ويتدرج حتت كل‬
‫إدارة قسم لتعليم القرآن الكرمي واألمور الفقهية وقسم لتعليم الكتابة‪ ،‬وعبادة بن الصامت كان يعلم أهل الصفة‬
‫القرآن‪ ،‬وكان مصعب بن عمري يعلم أهل يثرب اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬احلسبة‪ :‬وسيأيت احلديث عنها عند احلديث عن الرقابة يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحصاء‪ :‬وكان يقوم هبذه املهمة يف عهده حذيفة بن اليمان‪ ،‬حيث طلب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن‬
‫يكتب له من يلفظ ابإلسالم من الناس‪ ،‬فكتب له جهاز اإلحصاء ألفاً وَخسمائة رجل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬املالية العامة‪ :‬وهنتم إبدارة إيرادات الدولة وصرفها حسب األصول الشرعية املتبعة‪.‬‬

‫فالغاية هنا استئناف احلياة اإلسالمية‪ ،‬وتغيري اجملتمع من جمتمع تقوم عالقاته وأفكاره ومشاعره‬
‫وأنظمته على غري اإلسالم‪ ،‬إىل جمتمع إسالمي‪ ،‬فهذه األعمال هي اليت قام هبا رسول هللا ﷺ لتحقيق‬
‫الغاية نفسها‪ :‬وضع أحكام اإلسالم موضع التطبيق ليعيش املسلمون حياة إسالمية‪ ،‬و نِ‬
‫ليكون املسلمون‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وليحل نظام اإلسالم يف احلكم والدولة حمل نظام الكفر‪.‬‬
‫َّ‬ ‫مع‬
‫اجملتَ َ‬

‫أعمال الدولة اإلسالمية األوىل‬


‫بعد ذلك‪ ،‬ننظر إىل أعمال الدولة اإلسالمية األوىل الذي هو أحد من أسس قيام الدولة اإلسالمية‪ .‬قبل‬
‫ذلك‪ ،‬من أجل بناء وقيام الدولة اإلسالمية‪ ،‬جيب أن تكون السلطة يف يد املسلمني‪ .‬وهبذا فقط ستتطور‬
‫البالد وتتقدم‪ .‬ومن بني أعمال الدولة اإلسالمية األوىل اليت مت القيام هبا يف هذا العهد هم‪:‬‬
‫‪ .١‬تقرير أصول احلقوق اخلاصة والعامة‪.‬‬
‫‪ .٢‬األمر بتعلم القراءة والكتابة ونشر العلوم‪.‬‬
‫‪ .٣‬تعميم اْلداب ومكارم األخالق‪.‬‬
‫‪ .٤‬تقدير الرجال وتنظيم القوى الدفاعية واهلجومية‪.‬‬
‫‪ .٥‬الصناعة‪ ،‬فإنه أمر هبا وبتعلمها‪.‬‬
‫‪ .٦‬إحصاء عدد املسلمني واالهتمام بشؤوهنم‪.‬‬
‫معتّن هبا‪ ،‬وهو الذي أيمر هبا وحيض عليها‬
‫‪ .٧‬االعتناء ابلتجارة واألمر هبا وابلزراعة ن‬
‫‪ .٨‬إظهار ومحاية الدولة اإلسالمية‬
‫‪ .٩‬تقرير أصول احلروب واهلدنة واملساملة واملعاهدة‬

‫‪8‬‬
‫إظهار الدولة اإلسالمية‬
‫وقد جهد النيب حممد (ص) مع الصحابة إلظهار الدولة اإلسالمية ابلرتتيب شؤون الدولة اإلسالمية وإرسال‬
‫السراي‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬ننظر اىل الرتتيب شؤون الدولة اإلسالمية‪ .‬يف ربيع األول (سنة ‪1‬ه)‪َ :‬بعث النيب ﷺ إىل‬
‫يد بن حارثة وأاب رافع؛ فحمالهن من مكة إىل املدينة وهاجر آل أيب بكر‬
‫بناته وزوجته َس أوَدة بنت َزأمعة ز َ‬
‫الصديق (رضي هللا عنه)‪ .‬ويف ربيع اْلخر من هذه السنة األوىل أيضا‪ِ ،‬ز َ‬
‫يد يف صالة احلضر الذي شرع هللا‬
‫تعاىل ركعتان‪ ،‬وكانت صالة احلضر والسفر ركعتان‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬إقامة صالة امليت ألول مرة عندما توِنيف من‬
‫الصحابة (كلثوم بن اهلدم‪ ،‬وأسعد بن ُزَرارة رضي هللا عنهما) ويف هذه السنة شرع األذان‪ .‬كان املسلمون‬
‫جيتمعون للصالة يف مواقيتها بغري اذان‪ .‬فرأى عبد هللا بن زيد رؤي اْلذان فأتى رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫انقوسا‬
‫وسلم فقال له‪ :‬ي رسول هللا أنه طاف يب هذه الليلة طائف مر يب رجل عليه ثوابن أخضران حيمل ً‬
‫يف يده فقلت‪ :‬ي عبد هللا أتبيع هذا الناقوس؟ فقال‪ :‬وما تصنع به؟ قال‪ :‬قلت ندعو به إىل الصالة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أفال أدلك على خري من ذلك؟ قلت‪ :‬وما هو؟ قال‪ :‬تقوتقول‪ :‬هللا أكرب هللا أكرب‪-‬هللا أكرب هللا أكرب–أشهد‬
‫حممدا رسول هللا–حي‬
‫حممدا رسول هللا ‪-‬أشهد أن ً‬
‫أن ال أله إال هللا‪-‬أشهد أن ال إله إال هللا–أشهد أن ً‬
‫على الصالة–حي على الصالة–حي على الفالح–حي على الفالح–هللا أكرب–هللا أكرب–ال إله إال هللا‪.‬‬

‫واثنيا‪ ،‬ننظر اىل جهود النيب يف تطوير الدولة اإلسالمية من إرسال السرااي‪ .‬بدأ النيب حممد ﷺ‬
‫بعث السراي يف شهر رمضان من السنة األوىل للهجرة‪ .‬كانت السراي هي عبارة عن جماميع صغرية أطلقها‬
‫النيب خالل العهد املدين أو بعد اهلجرة‪ ،‬وكانت عادة ما بني العشرة اىل الستني فرداً هبدف بسط هيبة‬
‫الدولة يف الداخل واخلارج‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وملاذا النيب (ص) إرسل كثري السراي هو إلضعاف شوكة قريش هبدف بسط هيبة الدولة يف الداخل‬
‫واخلارج ومن هذه السراي وأول السراي سرية محزة رضي هللا عنه‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬تتكون السراي اىل أربعة سرية‬
‫هم‪:‬‬

‫‪ -‬سرية سيف البحر ‪ :‬حدثت يف رمضان السنة األوىل اهلجرية‪ ،‬وكان على رأسها محزة بن عبد‬
‫املطلب‪.‬‬
‫‪ -‬سرية رابغ ‪ :‬حدثت يف شوال السنة األوىل للهجرة‪ ،‬وكان على رأسها عبيدة بن احلارث بن عبد‬
‫املطلب‪.‬‬
‫‪ -‬سرية اخلرار؛ حدثت يف ذي القعدة السنة األوىل للهجرة‪ ،‬وكان على رأسها سعد بن أيب وقاص‪.‬‬
‫‪ -‬سرية َنلة ؛ حدثت يف رجب السنة الثانية للهجرة‪ ،‬بقيادة عبد هللا بن جحش األسدي‪ ،‬وقد‬
‫أعطاه النيب كتاابً‪ ،‬وأمره أال يقرأه إال بعد مسرية يومني‪.‬‬

‫وكان الغرض من السرية االستطالع وعندما مرت عري قريش استولت عليها السرية وجاءوا هبا اىل‬
‫املدينة فلما قدموا املدينة وقف العري واالسريين وأىب أن أيخذ من ذلك وعن واستطاعة قريش إاثرة الراي‬
‫العام ضد املسلمني بسبب االعتداء عليهم يف األشهر احلرم ودخل اليهود يف إشعال انر احلرب‪.‬‬

‫والفوائد ميكن نرى من إرسال السراي ل إعالن وجود الدولة اإلسالمية وقوهتا‪ .‬جبانب اىل ذلك‪،‬‬
‫ان فوائد بعث النيب الرسالة هي الظهار قوة وهيبة املسلمني وقدرهتم على اجلهاد و الوسيلة للضغط على‬
‫قريش اقتصاديً‪.‬‬

‫واخريا‪ ،‬وتناقشنا عن االحول األحداث اليت وقعت يف عملية محاية الدولة اإلسالمية من قريش‪،‬‬
‫ومن اليهود‪ ،‬ومن األحزاب وبعد ذلك‪ ،‬من املنافقني‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫محاية الدولة اإلسالمية (من قرايش)‪.‬‬

‫يف سنة ‪2‬ه‪ :‬حتويل القبلة إىل الكعبة‪ ،‬وشرعة صالة العدين‪ ،‬وفرض الصيام على املسلمني وزكاة‬
‫ك َع ِن‬
‫الفطر‪ ،‬وبينت أنصبة الزكاة وشرعت أحكام الغنائم والنفل وأحكام األسرى يف احلرب‪{ :‬يَ أسأَلُونَ َ‬
‫ات بَأينِ ُك أم} [األنفال‪1 :‬‬ ‫اَّلل وأ ِ‬ ‫َّلل و َّ ِ‬‫] أاألَنأ َف ِال قُ ِل أاألَنأ َف ُ ِ ِ‬
‫الر ُسول فَاتَّ ُقوا ََّ َ أ‬
‫َصل ُحوا َذ َ‬ ‫ال َّ َ‬
‫ويف العهد نفسه‪ ،‬كانت حدث غزوة بدر الكربى‪ .‬وهذا السبب يف غزوة بدر َ‬
‫أول معركة للمسلمني‬
‫ضد املشركني تعود إىل أن قريش كانت تعامل املسلمني بقسوة ووحشية فأذن هللا للمسلمني ابهلجرة من‬
‫مكة املكرمة إىل املدينة املنورة لكن قريشاً استمرت يف مصادرة أموال املسلمني وهنب ممتلكاهتم‪ ،‬وعلم النيب‬
‫متر ابلقرب من املدينة يف طريق عودهتا إىل مكة‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أن قافلة جتارية لقريش سوف ن‬
‫املكرمة قادمة من الشام‪ ،‬فقرر أن يقابل املشركني ابملثل‪ .‬ولكن أاب سفيان متكن من الفرار ابلقافلة بتغيري‬
‫يش وخرجت لقتال املسلمني‪.‬‬
‫خط سريها‪ ،‬وأرسل رسوالً إىل قريش يطلب عوهنم وجندهتم‪ ،‬فاستجابت قر ٌ‬

‫وابلتاِل‪ ،‬كانت حدث أيضا غزوة بدر يف السابع عشر من رمضان (سنة ‪2‬ه)‪ :‬وصل املسلمون‬
‫ب بن املنذر رضي هللا عنه على النيب صلى هللا عليه وسلم أن جيعل ماء‬
‫إىل بدر قبل املشركني‪ ،‬وأشار احلبُاَ ُ‬
‫بدر خلفه‪ ،‬فقبل النيب صلى هللا عليه وسلم مشورته وأخذ برأيه‪ ،‬وقد بلغ عدد املشركني يف غزوة بدر ‪1000‬‬
‫مقاتل‪ ،‬وكان عدد املسلمني ‪ 313‬مقاتال‪ ،‬وجعل صلى هللا عليه وسلم يكثر من دعاء ربه‪ ،‬حىت سقط‬
‫صَرُك ُم‬
‫"ولََق أد نَ َّ‬
‫رداؤه‪ ،‬فأنزل هللا سكينته عليهم‪ .‬وأمد هللا املسلمني مبدد من املالئكة كما جاء يف قولة تعاىل‪َ :‬‬
‫ني أَلَن يَ أك ِفي ُك أم أَن ُميِ َّد ُك أم َربُّ ُكم بِثَالَثَِة آالَف‬ ‫اَّلل بِب أدر وأَنتُم أ َِذلَّةٌ فَاتَّ ُقواأ اَّلل لَعلَّ ُكم تَ أش ُكرون إِ أذ تَ ُق ُ ِ ِ ِ‬
‫ول ل أل ُم أؤمن َ‬ ‫ُ‬ ‫نَ َ أ‬ ‫نُ َ َ أ‬
‫صِربُواأ َوتَتَّ ُقواأ َو َأيأتُوُكم ِنمن فَ أوِرِه أم َه َذا ميُأ ِد أد ُك أم َربُّ ُكم ِبَ أم َس ِة آالف ِنم َن الأ َمآلئِ َك ِة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نم َن الأ َمآلئ َكة ُم َنزلني بَلَى إِن تَ أ‬
‫ُم َس نِوِمني"‪ .‬واستمر القتال حىت ظهر ذلك اليوم وكتب هللا النصر للمسلمني بعد أن استشهد منهم ‪14‬‬
‫وهزم األعداء وغنم املسلمون غنائم كثرية‪ ، .‬أما‬
‫رجالً‪ ،‬وسقط من املشركني ‪ 70‬قتيالً وأُسر منهم ‪ُ ،70‬‬
‫املسلمون فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجالً‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ويف العام القادم (سنة ‪3‬ه)‪ ،‬شرع حترم اخلمر‪ ،‬ونزلت أحكام الفرائض قال تعاىل‪:‬‬

‫ني فَِإ أن ُك َّن نِ َساءً ‪[ }...‬النساء‪]11 :‬‬ ‫اَّلل ِيف أ أَوَال ِد ُكم لِ َّ‬
‫لذ َك ِر ِمثأ ُل َح ِن‬
‫ظ أاألُنأثَيَ أ ِ‬ ‫ِ‬
‫أ‬ ‫{يُوصي ُك ُم َُّ‬
‫بعد ذلك‪ ،‬كانت حدث أيضا غزوة أحد‪ :‬اتفقت قريش أعلى أن تقوم حبرب شاملة ضد السلمني بعد‬
‫اهلزمية يف بدر‪ ،‬ويف (شوال من السنة الثالثة للهجرة)‪ ،‬اجتمع ثالثة آلف مقاتل (‪ )3000‬من قريش‬
‫وحلفائهم لغزو املدينة املنورة‪ ،‬وأشار الصحابة على النيب ﷺ ابخلروج إىل أحد‪ ،‬فخرج الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم بقرابة ألف (‪ )1000‬من املسلمني ‪..‬ويف طريقهم مترد عبد هللا أبن ايب مترد ورجع اىل املدينة مع‬
‫املنافقني بنحو الثلث وبقي (‪ 700‬مقاتل) وهبذا ظهر خطر املنافقني على املسلمني‪.‬‬

‫فاختار النيب ﷺ َخسني من الرماة‪ ،‬وأمرهم ابلتمركز جببل الرماة‪ .‬ودارت املعركة يف يوم السبت‪،‬‬
‫السابع من شوال يف السنة الثالثة للهجرة إىل أن الرماة خالفوا األمر ونزلوا من اجلبل‪ ،‬فتمكن جيش أيب‬
‫سفيان من حتقيق نصر عسكري النشغل البعض منهم جبمع الغنائم وترك مواقعهم الدفاعية اليت مت التخطيط‬
‫هلا قبل املعركة فخسر املسلمني هذه غزوة أحد‪.‬‬

‫محاية الدولة اإلسالمية (من اليهود)‬

‫(سنة ‪4‬ه) ‪ :‬تحرك املسلمون يف سرااي عديدة بعد هزمية املسلمني يف غزو أحد‪ ،‬منها سرية (أيب‬
‫سلمة‪ ،‬عبد هللا بن أُنيس‪ ،‬الرجيع‪ ،‬وسرية بعر معونة‪ ،‬سرية أبو عمر الضمري‪ ،‬وشرع صالة ركعتني سنة ملن‬
‫قتل صربا‪ ،‬وأول من سنها خبيب يف غزوة الرجيع‪ ،‬فظل النيب ﷺ َش أهًرا يَ أدعُو َعلَى ِر أعل َوذَ أك َوا َن وعصية‪،‬‬
‫ول‪" :‬عصيَّةُ عص ِ‬
‫ت هللا َوَر ُسولَهُ»‪.‬‬ ‫َويَ ُق ُ ُ َ َ َ‬
‫اثنيا‪ :‬عزوة بين النظري‪ :‬غزوة بين النضري حدثت يف السنة الرابعة للهجرة يف ربيع األول أتت هذه الغزوة‬
‫بعد حماولة يهود بين النضري حماولة اغتيال الرسول حممد صلى هللا عليه وسلم إذ جاءهم طالباً مساعدهتم يف‬
‫دية قتيلني‪...‬فتامروا على قتل النيب صلى هللا عليه وسلم ونضوا العهد‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫فعاد إىل املدينة وأرسل إليهم طالباً منهم اخلروج من املدينة‪ ،‬فتحصنوا وحاصرهم عدة لياِل وبعد احلصار‬
‫طلبوا إجالئهم عن املدينة فوافق الرسول حممد شرط أن أيخذوا فقط ما حتمله اإلبل من دون السالح‪.‬‬

‫محاية الدولة اإلسالمية (من األحزاب)‬

‫ه) ‪ :‬شرع حد احلرابة يف احلدود والعقوابت‪ ،‬ونزول فريضة احلجاب وحفظ املرأة ومكانتها‪(5 ،‬سنة‬
‫وإبطال عادة التبين وحماربة العصبية اجلاهلية‪ ،‬وفضح أكاذيب املنافقني‪ ،‬وتزوج الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫جويرية بنت احلارث –رضي هللا عنها‪ -‬وإسالم القبيلة كلها‪.‬‬

‫احلدث الثاين يف ذلك العام‪ :‬غزوة األحزاب (اخلندق) ‪ :‬هي غزوة وقعت يف شهر شوال من العام‬
‫اخلامس من اهلجرة بني املسلمني بقيادة الرسول حممد‪ ،‬واألحزاب من القبائل العربية املختلفة اليت اجتمعت‬
‫لغزو املدينة املنورة والقضاء على املسلمني والدولة اإلسالمية‪ .‬وسبب غزوة اخلندق حتريض يهود بين النضري‬
‫لالنتقام من املسلمني‪ ،‬فاستجاب هلم كفار قريش وحلفاؤها‪ :‬كنانة (األحابيش)‪ ،‬وقبيلة غطفان وحلفاؤها‬
‫يهود بين قريظة الذين كان بينهم وبني املسلمني‬
‫بنو أسد وسليم وغريُها‪ ،‬وقد ُمسُّوا ابألحزاب‪ ،‬مث انضم إليهم ُ‬
‫وميثاق‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫عه ٌد‬

‫مشال املدينة املنورة ملنع‬


‫الرسول حمم ٌد واملسلمون لألحزاب‪ ،‬وذلك عن طريق حفر خندق َ‬
‫ُ‬ ‫فتصدَّى‬
‫اب حدود املدينة املنورة عجزوا عن دخوهلا‪ ،‬فضربوا حصاراً عليها دام‬
‫األحزاب من دخوهلا‪ ،‬وملَّا وصل األحز ُ‬
‫ثالثة أسابيع‪ ،‬وأدى هذا احلصار إىل تعنِرض املسلمني لألذى واملشقة واجلوع‪ .‬وانتهت غزوة اخلندق‬
‫جنودا‬
‫الرعب يف قلوهبم‪ ،‬وأنزل ً‬
‫َ‬ ‫ابنسحاب األحزاب‪ ،‬وذلك بسبب تعرضهم للريح الباردة الشديدة‪ ،‬وألقى‬
‫من عنده‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫محاية الدولة اإلسالمية (من املنافقني)‬

‫السالم‪ -‬الذين أظهروا اإلسالم وابطنوا الكفر وبدأ يف املدينة‬


‫الصالة و ن‬
‫الرسول ‪-‬عليه ن‬
‫املنافقون على عهد ن‬
‫بعد غزوة بدر‪ ،‬ورأس املنافقني عبد هللا بن أُىب ابن سلول‪ ،‬الذي عاد بثلث جيش املسلمني يف غزوة أحد‬
‫وقد سلك النيب صلى هللا عليه وسلم وسائل منها‪:‬‬

‫‪ ‬الرد على املنافقني فقد ن زلت يف اجلُالس بن سويد بن الصامت أحد املنافقني قول هللا تعاىل‪:‬‬
‫َّلل َما قَالُوا َولََق أد قَالُوا َكلِ َمةَ الأ ُك أف ِر َوَك َف ُروا بَ أع َد إِ أس َال ِم ِه أم َوَمهُّوا ِمبَا َملأ يَنَالُوا ﴾[التوبة‪:‬‬
‫﴿ َحيلِ ُفو َن ِاب َِّ‬
‫أ‬
‫‪.]74‬‬
‫• ترك حماسبتهم على أخطائهم وقبول أعذارهم وعدم قتل أحد منهم‪ ،‬حىت ال يقال‪" :‬إن حممداً يقتل‬
‫أصحابه"‬
‫ِ ِ‬
‫وك‬ ‫اَّللُ إِ َىل طَائ َفة مأن ُه أم فَ أ‬
‫استَ أ َذنُ َ‬ ‫ك َّ‬ ‫• ترك االستعانة هبم يف اجلهاد وردهم قال تعاىل‪﴿ :‬فَِإ أن َر َج َع َ‬
‫وج فَ ُقل لَن َختأرجوا معِي أَب ًدا ولَن تُ َقاتِلُوا معِي ع ُد ًّوا إِنَّ ُكم ر ِضيتم ِابلأ ُقع ِ‬
‫ود أ ََّوَل َمَّرة فَاقأ عُ ُدوا َم َع‬ ‫ِ‬
‫أ َ ُأ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ل أل ُخ ُر ِ أ أ ُ ُ َ َ َ َ أ‬
‫ني﴾ [التوبة‪.]83 :‬‬ ‫أ ِِ‬
‫اخلَالف َ‬
‫حازما‬
‫الصالة والسالم‪ً -‬‬ ‫رد الننيب ‪-‬عليه ن‬ ‫الضرار الذي أرادوا به تفريق املؤمنني كان ن‬ ‫نفر مسجد ن‬ ‫• بّن ٌ‬
‫ين َّاختَ ُذواأ َم أس ِج ًدا ِضَر ًارا‬ ‫َّ ِ‬
‫خلطورة املوقف حيث أمر هبدم املسجد على أساساته‪ ،‬قال تعاىل‪َ ﴿ :‬والذ َ‬
‫اَّللَ َوَر ُسولَهُ﴾ [التوبة‪.]110 :‬‬ ‫وُك أفرا وتَ أف ِري ًقا بني الأمؤِمنِني وإِر ِ‬
‫ب ن‬‫ص ًادا لن َم أن َح َار َ‬
‫َأ َ ُ أ َ َ أ َ‬ ‫َ ً َ‬

‫‪14‬‬
‫اخلامتة‬
‫ويف ختام هذا البحث نريد أن نسجل بعض املقتطفات من خالل دراستنا هلذا املوضوع وهي الدولة‬
‫االسالمية يف املدينة املنورة‪ .‬إن الدولة االسالمية يف املدينة املنورة بدأ بعدا انتقال النيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫ومقراً‬
‫من بلده مكة إىل املدينة املنورة لنشر الدعوة وإقامة الدولة اإلسالمية واختاذه عاصمة للدولة اإلسالمية ن‬
‫للنيب ﷺ‪ ،‬واثين أقدس األماكن لدى املسلمني بعد مكة‪ ،‬ومنطلقا للجيش اإلسالمي‪.‬‬ ‫ن‬
‫موحد‬
‫ومل يلبث أن أصبح النيب قائد لقبائل املختلفة فعمد إىل توحيدها حىت أصبحت كيان سياسي ن‬
‫متفرقة‪ ،‬إبقام رابطة املؤاخاة بني املهاجرين واالنصار ووضع األنظمة للحياة االجتماعية‪،‬‬
‫بعدما كانوا قبائل ن‬
‫وجاء شرعية اجلهاد ملنح النيب ﷺ الصفة السياسية‪ ،‬وقيادة الدولة اإلسالمية‪ .‬وكان من أهم النتائج اليت‬
‫متخضت عن حركة اهلجرة النبوية إل املدينة او إنشاء أول حكومة إسالمية (دولة إسالمية) ختضع إلدارة‬
‫الرسول وإشرافه التام يف ذلك اجلزء الصغري من بالد العرب وَتخذ عل عاتقها مهمة نشر الدعوة اإلسالمية‪.‬‬
‫وأخريا‪ ،‬ندعو هللا عز وجل أن يوفقين هبذا العمل املتواضع وجيعلهنا حسنا من حسناهتن‪ .‬وأسأل‬
‫هللا أن جيعل هذا العمل خالصا لوجهه الكرمي وهو اهلادي إىل سواء السبيل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫املصادر واملراجع‬

‫القرءان الكرمي‬ ‫‪1.‬‬

‫هل حدد الرسول ﷺ طريقةً إلقامة الدولة اإلسالمية؟ للكاتب واملفكر اثئر سالمة – أبو‬ ‫‪.2‬‬
‫مالك (احللقة التسعة والعشرون) ‪-‬طلب النصرة‬

‫أج ه زة دولة اخل الفة (يف احلكم واإلدارة)‪ ,‬دار األمل للطباع ة والنش ر والت وزيع ص‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ب‪ 135190 .‬بريوت لبنان‬

‫أسس الدولة اإلسالمية يف املدينة املن ورة‪ ,‬د‪ .‬حممد عمر الشاهني مدرس جامعة املوص ل‪-‬‬ ‫‪.4‬‬
‫كلية اْلداب‬

‫البناء اهليكلي لتنظيم" الدولة اإلسالمية | "مركز اجلزيرة للدراسات)‪(aljazeera.net‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪16‬‬

You might also like