You are on page 1of 34

‫انج الىافي لتعليو اللغة العرةية والعلىم الشرعية لطلاب الهدارش العالهية‬

‫الصوفٌة والتصوف‬
‫كتته‬
‫ف‬‫م‬ ‫م‬
‫الطا بل‪/‬عتد لرحمن مد هوم‬
‫ح‬

‫حتت ٕإرشإف‬
‫إ ٔلس تاذ‪ /‬رش َد جن حسن إمرإحج‬

‫إمطحؾة إ ٔلوىل مشِرشؾحان ؽام ‪ُ١٤٤٠‬‬


‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪2‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫َد‬
‫ِّمة‬ ‫ُ‬
‫مق‬
‫الحمد هلل رب العالمٌن‪.‬‬
‫خلمنا لعبادته‪ ،‬وأمرنا بتوحٌده وطاعته‪ ،‬وهو ؼنً عنا ونحن المحتاجون‪...‬‬
‫أرسل رسله داعٌة إلى التوحٌد وإخبلص الدٌن‪ ...‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شرٌن له‬
‫ولو كره المشركون‪ .‬وأشهد أن دمحما عبده ورسوله إلى الناس أجمعٌن‪ ،‬صلى هللا علٌه وعلى‬
‫آله وأصحابه الذٌن هاجروا وجاهدوا وصبروا‪ ،‬والذٌن آووا ونصروا‪ ،‬وسلم تسلٌما كثٌرا‬
‫إلى ٌوم الدٌن‪.‬‬
‫أما بعد‪...‬‬
‫لمد تم اختٌار موضوع هذا البحث مسبمًا ولكن ؼرضه واضح ‪ .‬ولد تمت كتابته لتمدٌم رإٌة‬
‫واضحة ومفهومة حول الصوفٌة و التصوؾ‪ .‬أهمٌة هذا البحث واضحة من خبلل حمٌمة أن‬
‫الكثٌر من الناس ٌخطئون فٌما ٌتعلك بهذا الموضوع‪.‬‬
‫فهذا البحث (الصوفٌة و التصوؾ) ذكرت فٌه مختصرالمعلومات حول التصوؾ و مولؾ‬
‫أهل السنة والجماعة فً ما ٌتعلك بهذا الموضوع‪.‬‬
‫ولد لسمت البحث إلى فصول و مباحث و مطالب‪ ،‬لٌكون أٌسر للمارئٌن و الدارسٌن‪.‬‬
‫وٌشتمل على تارٌخ التصوؾ ‪ ,‬بداٌته ‪ ,‬منشؤه ومولده ‪ ,‬مصادره وتعالٌمه ‪ ,‬عمائده ونظامه‬
‫وختاما ً أسؤل هللا تعالى أن ٌجعله بحثا ً نافعا ً مباركاً‪ ،‬وأن ٌرزلنً اإلخبلص فٌه‪ ،‬وٌثٌبنً‬
‫علٌه‪ ،‬و ٌعفو عما لد ٌكون فٌه من الزلل و التمصٌر‪ ،‬وأن ٌؽفر لنا و لوالدٌنا ووالدٌهم‪،‬‬
‫وإخواننا وأخواتنا‪ ،‬ولجمٌع شٌوخنا و أساتذنا وأحبتنا‪ ،‬ن‬
‫ما أسؤله ج ّل و عبله أن ٌؽفر للمسلمٌن والمسلمات والمإمنٌن والمإمنات األحٌاء منهم‬
‫واألموات‪...‬آمٌن‪ ،‬إنه أرحم الراحمٌن‪.‬‬
‫وصلى هللا وسلم على نبٌنا دمحم وآله وصحبه أجمعٌن ؛؛؛‬

‫نتحَ إمفلري إٕىل هللا ثؾاىل‬


‫‪/‬ؼحد إمرمحن دمحم مفِوم‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪3‬‬

‫إمللدمة‪.‬‬
‫إهمتَِد‪:‬‬
‫‪ )١‬إملححث إ ٔلول ‪ :‬وإجة إملسمل إجتاٍ إحلاةل إدلًًِة يف ُذإ إمؾرص‪.‬‬
‫‪ )٢‬إملححث إمثاين ‪ٔ :‬أمهَة إمتؾومي ؼن إمصوفِة‪.‬‬

‫إمفصل إ ٔلول‪ :‬مؾىن إمزُد مغة وٕإصطالحا وإ ٔلدةل ؽوهيا من إمكتاب وإمس ية‬

‫‪ )١‬إملححث إ ٔلول‪ :‬مؾىن إمزُد مغة و إٕصطالحا‪.‬‬


‫ٔأ) إملطوة إ ٔلول‪ :‬مؾىن إمزُد مغة‪.‬‬
‫ب) إملطوة إمثاين‪ :‬مؾىن إمزُد إٕصطالحا‪.‬‬

‫‪ )٢‬إملححث إمثاين‪ٔ :‬أدةل من إمكتاب ؽىل إمزُد‪.‬‬


‫‪ )٣‬إملححث إمثامث‪ٔ :‬أدةل من إمس ية ؽىل إمزُد‪.‬‬

‫إمفصل إمثاين‪ :‬إمتصوف وشبٔثَ ‪ ,‬اترخيَ وثطورإثَ‪.‬‬


‫‪ )١‬إملححث إ ٔلول‪ :‬ثؾرًف إمتصوف‪.‬‬
‫‪ )٢‬إملححث إمثاين‪ٔ :‬أصل إمتصوف وإش تلاكَ‪.‬‬
‫‪ )٣‬إملححث إمثامث‪ :‬تدء إمتصوف وعِورٍ‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪4‬‬

‫إمفصل إمثامث‪ٔ :‬أمه مؾتلدإت إمصوفِة‪.‬‬


‫ٔأ) إملطوة إ ٔلول‪ :‬عِور إملِدي‪.‬‬
‫ب) إملطوة إمثاين‪ :‬خروج إدلجال‪.‬‬
‫(ؽوََ إمسالم)‪.‬‬
‫ج) إملطوة إمثامث‪ :‬ىزول ؽُىس‬
‫د) إملطوة إمرإتػ‪ :‬خروج ًبٔجوج و مبٔجوج‪.‬‬
‫ُ) إملطوة إخلامس‪ :‬خروج إدلإتة‪.‬‬
‫و) إملطوة إمسادس‪ :‬طووع إمشمس من مغرهبا‪.‬‬
‫ز) إملطوة إمساتػ‪ :‬إدلخان‪.‬‬

‫إمفصل إمثامث‪ :‬إملِامة إمكربى و إملِامة إمصغرة‪.‬‬


‫إمفصل إلرإتػ ‪ٔ :‬أُوإل ًوم إملِامة‪.‬‬
‫‪ )١‬إملححث إ ٔلول‪ :‬إحلساب‪.‬‬
‫‪ )٢‬إملححث إمثاين‪ :‬إٕؼطاء إمصحائف‪.‬‬
‫‪ )٣‬إملححث إمثامث‪ :‬وزن الاؼامل‪.‬‬
‫‪ )٤‬إملححث إمرإتػ‪ :‬إمرصإط وإملرور ؽوََ‪.‬‬
‫‪ )٥‬إملححث إخلامس‪ :‬إحلوض‪.‬‬
‫‪ )٦‬إملححث إمسادس‪ :‬إمشفاؽة‪.‬‬
‫‪ )٧‬إملححث إمساتػ‪ :‬إجلية وإميار‪.‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪5‬‬

‫م‬‫لت‬
‫هتد‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬واجب المسلم اتجاه الحالة الدٌنٌة فً هذا العصر‪.‬‬

‫من البدهً لدى مسلم أن اإلسبلم – عمٌدة وسلوكا ً – هو المٌزان الصحٌح والحكم‬
‫العدل فً تموٌم األدٌان والمذاهب والحكم على مدى استمامة األمم والشعوب‪ ،‬أو‬
‫انحرافها‪.‬‬
‫فعلٌن ‪ -‬أخً المسلم‪ -‬أن على بصٌرة من أمرن‪ ،‬واعٌا ً ومدركا ً لواجبن وما ٌدور‬
‫حولن‪ ،‬وما ٌحان لدٌنن وأمتن‪ .‬لتعرؾ الخٌر فتتمسن به وتدرن الشر فتحذره‪،‬‬
‫وتكون جندٌا ّ مخلصا ً لعمٌدتن ودٌنن وأمتن‪ .‬فؤنت أمل المسلمٌن بعد هللا‬
‫وما هذا البحث إال محاولة إلعطائن بعض المعلومات المختصرة‪ ،‬والخطوط‬
‫العرٌضة عن مذهب من المذاهب السائدة‪.‬‬
‫فعلى المسلم أن ٌكون ٌمظا ً فطناً‪ٌ ،‬فهم دٌنه وعمٌدته وٌدرن ما ٌحان حوله لدٌنه‬
‫وأمته من كٌد ومكر وعداء‪ ،‬وٌطلع – بعد أن ٌفهم دٌنه – على ما حوله من دٌانات‬
‫ومذاهب واتجاهات منحرفة ضالة‪ ،‬فٌزنها بمٌزان اإلسبلم‪ ،‬وٌحكم علٌها بحكم هللا‬
‫المستمد من كتاب هللا وسنة رسوله‪ ،‬وما علٌه السؾ الصالح ‪ ،‬ومن ثم ٌمؾ المولؾ‬
‫الذي ٌفرضه علٌه إسبلمه لٌذود عن دٌنه وأمنه‪ ،‬وٌصد الفساد واالنحراؾ‪ ،‬عن علم‬
‫وبصٌرة وهدى‬
‫كما أنه على المسلم – وهو لدوة بٌن الناس – أن ٌكون متمٌزا ُ فً سلوكه وتعامله‬
‫مع اآلخرٌن فٌنطلك فً تعامله مع الكفار من منطلك اإلسبلم وهدي المرآن والسنة‬
‫وعمل السلؾ الصالح‪ ،‬وال ٌكون إمعة ٌتبع كل ناعك‪ ،‬وال مؽفبل فٌإتً اإلسبلم من‬
‫للبه‪ ،‬وال ضعٌفا ً ٌنخدع بما علٌه الكفار من زٌنة الحٌاة الدنٌا فالكافر كافر مهما بلػ‬
‫من مظاهر التمدم‪.‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪6‬‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬أهمٌة التعلٌم عن الصوفٌة‪.‬‬


‫فإن أهمٌة نمد الفكر الصوفً تؤتً من جهتٌن ‪:‬‬

‫األولى – تتعلك بؤصل الدٌن األعظم‪ ،‬الذي به أرسلت الرسل‪،‬‬


‫وأنزلت الكتب‪ ،‬وألجله خلك الجن واإلنس‪ :‬أال ٌعبد إال هللا وحده ال‬
‫شرٌن له‪ ،‬واإلعراض عن عبادة ما سواه‪ ،‬فالرد على المتصوفة‬
‫فً هذا الباب تحمٌك لهذا األصل‪ ،‬الذي خالفوه وعارضوه‪.‬‬

‫الثانٌة – الحضور الكبٌر للتصوؾ فً العالم اإلسبلمً‪ ،‬فما من بلد‬


‫إال ولهم فٌه وجود‪ ،‬وهم فً بعضها السواد األعظم‪ ،‬ونعنً بذلن‬
‫كل من انتسب إلى التصوؾ ولو ظاهرا باالسم‪ ،‬فإن من المتٌمن أن‬
‫الذٌن ٌدركون حمٌمة هذا الفكر من الصوفٌة أنفسهم‪ :‬للٌلون‪ .‬وأما‬
‫أكثرهم فبل ٌعرفون منه إال الموالد والذكر‪ ،‬دون المضاٌا الفلسفٌة‬
‫التً تمثل أصول الفكرة‪.‬‬
‫إن كل واحد من هذٌن األمرٌن‪ ،‬منفردا‪ ،‬سبب كاؾٍ للكبلم فً‬
‫التصوؾ عرضا ونمدا‪ ،‬فكٌؾ إذا انضم بعضهما إلى بعض؟‪.‬‬
‫ومن هنا كان من المهم العناٌة بدراسة التصوؾ‪ ،‬ومعرفة المنهج‬
‫الصحٌح لذلن…‬
‫وهللا الموفَّك‪،،،‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪7‬‬

‫لفصل الأول‪ :‬معتى لرهد عه و إا لطلاط و الأ ال عل ط ن الك بطا و للته‪.‬‬


‫المبحث األول‪ :‬معنى الزهد لؽة و إصطبلحا‪.‬‬
‫لبل أن نبدأ بموضوعنا‪ ،‬نتعرؾ على شًء ٌنتسب الٌه أصل التصوؾ‬
‫وهو الزهد‪.‬‬
‫أ) المطلب األول‪ :‬معنى الزهد لؽة‪.‬‬
‫الزهد إلى فعل ز ِهد ومعناه أعرض أو تخلّص من التّعلك‬
‫‪ٌ -‬رجع أصل كلمة ّ‬
‫بشًءٍ معٌن‬

‫ب) المطلب الثانً‪ :‬معنى الزهد إصطبلحا‪.‬‬


‫الزهد‪ :‬لٌل أنه (بغض الدّنيا واإلعراض عنها)‪،‬‬

‫ولٌل أنه (ترك راحة الدّنيا طلبا لراحة اآلخرة)‪،‬‬

‫ولٌل هو (أن يخلو قلبك ممّا خلت منه يدك)‬

‫المبحث الثانً‪ :‬أدلة من الكتاب على الزهد‬


‫آٌات كثٌرة جدا ً ورد فً مضمونها معنى الزهد‪ ،‬أما اآلٌة التً ورد فٌها لفظ الزهد‬
‫بالحرؾ الواحد هً آٌة واحدة‪ ،‬لال تعالى‪:‬‬
‫(‪)١‬‬
‫﴿ ًَشَرًَْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاىِمَ مَعْذًُدَةٍ ًَمَانٌُا فِيوِ مِنَ الزَّاىِذِينَ ﴾‬

‫العلماء لالوا‪ :‬لم ٌجئ فً المرآن الكرٌم فً شؤن الزهد إال هذه اآلٌة لفظا ً‬

‫‪.‬‬
‫(‪ )١‬سورة ًوسف إلًٓة‪٢٠:‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪8‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أدلة من السنة على الزهد‬


‫الصدٌك لدم كل ماله لرسول هللا‪ ،‬والنبً ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬لال‪:‬‬

‫إا ‪َ -‬ص ِهَّللىل إنوِهَّللِم ؽَوَ َْ َِ َو َس ِهَّلل َمل‪َ :-‬ما ه َ َف َؾ ِ َما ٌل كَطُّ َما ه َ َف َؾ ِ َم ُال‬ ‫َع ْن أَبًِ ُه َرٌ َْرةَ لَا َل‪( :‬كَا َل َر ُس ُ‬
‫ول ِهَّلل ِ‬
‫ِ (‪)١‬‬
‫َأأ ِ جَ ْك ٍر‪ ,‬فَ َد َ َأأتُو جَ ْك ٍر‪َ ,‬وكَا َل‪َْ ُ :‬ل َأأ َ َو َم ِاا إال َ َ َ َر ُسو َل ِهَّللإا؟)‬
‫ِ‬
‫َع ْن أ َ ِبً ُه َرٌ َْرة َ ٌَ ْبلُ ُػ ِب ِه النَّ ِب َّ‬
‫ً ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬لَا َل ‪: -‬‬
‫(‪)٢‬‬
‫إا ِم َن إمْ ُم ْ ِم ِن إملِهَّلل ِؾ َِف َو ِيف ُ ٍّ خ ْ ٌَري)‬
‫(إمْ ُم ْ ِم ُن إمْ َل ِو ُّي خ ْ ٌَري َو َأأ َح ُّة إ َىل ِهَّلل ِ‬
‫ِ‬
‫‪.‬المال لوة‪ ،‬والعلم لوة‪ ،‬والموة فً تدبٌر األمور لوة‬
‫الزهد ال أن ترفض الدنٌا‪ ،‬أن توظفها لآلخرة‪،‬‬
‫الزهد ال أن تكون أمٌاً‪ ،‬أن تكون متعلما ً‪ ,‬ومعن أعلى شهادة‪ ،‬ولكن أن توظفها‬
‫بالحك‪,‬‬
‫الزهد ال أن تكون متسوالً‪ ،‬أن تكون ؼنٌا ً‪,‬‬
‫وٌدن هً العلٌا‪ ,‬وهذا المال توظفه فً الحك‪ ،‬هذا هو الزهد‪ ،‬ألن اآلخرة تحتاج‬
‫إلى عمل‪ ,‬والعمل ٌحتاج إلى مال‪.‬‬

‫(‪)١‬‬
‫روإٍ إ ٔلمحاين‪،‬يف حصَح إجن ماجَ‪،‬ؼن ٔأتو ُرٍرة‪ ،‬إمصفحة ٔأو إمرمق‪ ،)٧٧( :‬حصَح‬
‫(‪)٢‬‬
‫روإٍ مسمل‪ ،‬يف حصَحَ‪ ،‬ؼن ٔأتو ُرٍرة‪ ،‬إمصفحة ٔأو إمرمق‪ ،)٢٦٦٤( :‬حصَح‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪9‬‬

‫لفصل ل ثكطاى‪ :‬لل وو ن ثشطته ‪ ,‬تطريخه وتطوراته‪.‬‬


‫المبحث األول‪ :‬تعرٌؾ التصوؾ‪.‬‬

‫وال ٌمل اختبلؾ الصوفٌة فً اختبلؾ تعرٌؾ التصوؾ عن اختبلفهم فً‬


‫أصله واشتماله ‪ ,‬بل ازدادوا تعارضا وتنالضا فٌه كثٌرا‪.‬‬
‫وأما المشٌري فلمد ذكر فً رسالته أكثر من خمسٌن تعرٌفا من الصوفٌة‬
‫(‪)٢‬‬
‫المتمدمٌن(‪ )١‬كما ذكر المستشرق نٌكلسون ثمانٌة وسبعٌن تعرٌفا‬

‫واخترت من هذه التعرٌفات الكثٌرة بعضها نموذجا للمراء والباحثٌن‪.‬فمد‬


‫(‪)٣‬‬
‫ذكر عن أبً الحسٌن النوري أنه لال ‪ ( :‬التصوف ترك كل حظ النفس)‬

‫أنه سئل عن‬ ‫ونمل الكبلباذي وعبد السبلم األسمر الفٌتوري عن الجنٌد‬
‫التصوف ‪ ,‬فقال ‪( :‬تصفية القلب من موافقة البرية ‪ ,‬ومفارقة األخالق‬
‫الطبيعية ‪ ,‬وإخماد الصفات البشرية ‪ ,‬ومجانبة الدواعي النفسانية ‪,‬‬
‫ومنازلة الصفات الروحانية ‪ ,‬والتعلق بالعلوم الحقيقية)‬

‫(‪ )١‬إهغر إمرساةل إملشريًة ج (‪ )٢‬ص (‪ )٥٥١‬وما تؾد‪.‬‬


‫(‪ )٢‬إهغر إمتصوف إالٕساليم واترخيَ ترمجة ؼرتَة ندلنتور ٔأ إمؾالء إمؾفِفي ص (‪ )٢٨‬وما تؾد ط إملاُرة‪.‬‬
‫(‪ )٣‬طحلات إمسومي ص (‪)٣٨‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪10‬‬

‫ونمل العطار أٌضا عن الجنٌد أنه لال‪:‬‬


‫(الصوفي هو الذي سلم قلبه كقلب إبراهيم من حب الدنيا ‪ ,‬وصار‬
‫بمنزلة الحامل ألوامر هللا ‪ ,‬وتسليمه تسليم إسماعيل ‪ ,‬وحزنه حزن‬
‫داوود ‪ ,‬وفقره فقر عيسى ‪ ,‬وصبره صبر أيوب ‪ ,‬وشوقه شوق موسى‬
‫(‪)١‬‬
‫وقت المناجاه ‪ ,‬وإخالصه إخالص محمد)‬

‫وٌجدر اإلشارة ههنا إلى أن تعرٌفات التصوؾ المتعددة التً ذكرناها‬


‫واخترناها من تعرٌفات كثٌرة جدا تنبئ صراحة عن حمٌمة إدعاء عبللة‬
‫(‪)٢‬‬
‫التصوؾ باإلسبلم ‪ ,‬وكونه روحه وعصارته‬

‫ولد ٌتعرؾ التصوؾ بحسب المراحل التارٌخٌة التً ٌمر بها‪:‬‬


‫أ – فالتصوٌؾ فً مراحله األولى هو عبارة عن الزهد فً الدنٌا‬
‫واالنمطاع لعبادة هللا ‪ ،‬ولهذا لال شٌخ اإلسبلم ابن تٌمٌة من متمدمً‬
‫الصوفٌة (والصواب أنهم مجتهدون في طاعة هللا كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة‬
‫هللا)‪.‬‬
‫ب – ثم انحرؾ التصوؾ إلى الرهبانٌة والتعلك بالبدع والمنكرات ‪،‬‬
‫وبدأت اتجاهات الطرق الصوفٌة‪.‬‬
‫ج – ثم تطور التصوؾ حتى بدأت فٌه الشطحات والضبلالت فً األعمال‬
‫والعمائد وأخذ طائفة من الصوفٌة بعمٌدة الحلول واالتحاد فخرجوا من‬
‫اإلسبلم‪.‬‬

‫(‪ )١‬ثذهرة إ ٔلومَاء نوؾطار ص (‪ )٢٨٨‬وما تؾد‪.‬‬


‫(‪ٔ )٢‬أهغر إالٕوسان وإالٕسالم حملمد طاُر إحلامدي ‪ ,‬وملدمَ إمتؾرف حملمود ٔأمني إميوإوي‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪11‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬أصل التصوؾ واشتماله‪.‬‬

‫كثرت األلوال فً اشتماق التصوؾ عند المسلمٌن على عدة ألوال‪،‬‬


‫أشهرها‪:‬‬
‫ما ٌنمل الكبلباذي أبو بكر دمحم الصوفً المشهور(‪ )١‬عن الصوفٌة ألواال‬
‫عدٌدة فً أصل هذه الكلمة واشتمالها ‪ ,‬فمال‪:‬‬
‫لالت طائفة ‪( :‬إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها ‪ ,‬ونقاء‬
‫آثارها) ‪.‬‬
‫ولال بشر بن الحارث ‪( :‬الصوفي من صفت لله معاملته ‪ ,‬فصفت له‬
‫من هللا عز وجل كرامته‪) .‬‬

‫ولال لوم ‪( :‬إنما سموا صوفية ألنهم في الصف األول بين يدي هللا عز‬
‫وجل بارتفاع هممهم إليه‪ ,‬وإقبالهم عليه ‪ ,‬ووقوفهم بسائرهم بين‬
‫يديه)‬

‫ولال لوم ‪( :‬إنما سموا صوفية لقرب أوصافهم من أوصاف أهل‬


‫الصفة ‪ ,‬الذين كانوا على عهد رسول هللا صليالله عليه وسلم)‬

‫ولال لوم ‪( :‬إنما سموا صوفية للبسهم الصوف)‬

‫و قٌل أٌضاً؛‬
‫• أنه من الصوفة‪ ،‬ألن الصوفً مع هللا كالصوفة المطروحة‪ ،‬الستسبلمه‬
‫هلل تعالى‪.‬‬
‫الصفة‪ ،‬إذ أن التصوؾ هو اتصاؾ بمحاسن األخبلق والصفات‪،‬‬
‫• أنه من ِّ‬
‫وترن المذموم منها‪.‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪12‬‬

‫(‪ُ )١‬و ٔأتو جكر دمحم إمالكابذي إملولة تتاج إالٕسالم كِل يف شبٔن نتاتَ ( إمتؾرف ) ‪ :‬موال إمتؾرف ملا ؼرف إمتصوف ( ملدمة نتاتَ ) ‪.‬‬

‫صفَّة الذٌن هم الرعٌل األول‬


‫صفَّة‪ ،‬ألن صاحبه تاب ٌع ألهل ال ُ‬
‫• أنه من ال ُ‬
‫من رجال التصوؾ (وهم مجموعة من المساكٌن الفمراء كانوا ٌمٌمون فً‬
‫المسجد النبوي وٌعطٌهم رسول هللا من الصدلات والزكاة طعامهم‬
‫ولباسهم)‬
‫• أنه من الصف‪ ،‬فكؤنهم فً الصؾ األول بملوبهم من حٌث حضورهم مع‬
‫هللا؛ وتسابمهم فً سائر الطاعات‪.‬‬
‫• أنه من الصوف‪ ،‬ألنهم كانوا ٌإثرون لبس الصوؾ الخشن للتمشؾ‬
‫واالخشٌشان‪.‬‬
‫• أنه من الصفاء‪ ،‬فلفظة "صوفً" على وزن "عوفً"‪ ،‬أي‪ :‬عافاه هللا‬
‫فعوفً‬
‫• أنها فً األصل صفوي‪ ،‬ونمل ذلن الطوسً أبو نصر السراج‪ ،‬فً كتابه‬
‫الذي ٌعد ألدم مرجع صوفً‪ ،‬عن صوفً فمال‪( :‬كان في األصل صفوي‪،‬‬
‫فاستثقل ذلك‪ ،‬فقيل ‪ :‬صوفي – وبمثل ذلك نقل عن أبي الحسن‬
‫الكناد ‪ :‬هو مأخوذ من الصفاء)‬

‫(‪ ) )١‬نتاب إنومػ) ص ‪ 46‬تتحلِق إدلنتور ؼحد إحلومي محمود طَ ؼحد إمحايق رسور ط دإر إمكتة إحلدًثة مبرص ‪ 1960‬م‪.‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪13‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بدء التصوؾ وظهوره‪.‬‬


‫إن الناس اختلفوا فً بدء ظهور هذه الكلمة واستعمالها كاختبلفهم فً أصله‬
‫وتعرٌفه ‪ ,‬فذكر ابن تٌمٌة وسبمه ابن الجوزي وابن خلدون فً هذا‪( :‬أن لفظ‬
‫الصوفية لم يكن مشهورا في القرون الثالثة األولى ‪ ,‬وإنما اشتهر‬
‫التكلم به بعد ذلك)‬

‫الصحبة مع رسول هللا صلى هللا علٌه وسلملها حرمة ‪ ,‬وتخصٌص من شمله ذلن ‪,‬‬
‫فبل ٌجوز أن ٌعلك علٌه اسم على أنه أشرؾ من الصحبة ‪ ,‬وذلن لشرؾ رسول‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلموحرمته ‪ ,‬أال ترى أنهم أئمة الزهاد والعباد والمتوكلٌن‬
‫والفمراء والراضٌن والصابرٌن والمختبٌن ‪ ,‬وؼٌر ذلن ‪ ,‬وما نالوا جمٌع ما نالوا‬
‫إال ببركة الصحبة مع رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ,‬فلما نسبوا إلى الصحبة والتً هً أجل‬
‫األحوال استحال أن ٌفضلوا بفضٌلة ؼٌر الصحبة التً هً أجل األحوال وباهلل‬
‫التوفٌك‪..‬‬

‫وروي عن سفٌان الثوري رحمه هللا أنه لال ‪( :‬لوال أبو هاشم الصوفي ما عرفت‬
‫دقيق الرياء ‪ ,‬وقد ذكر الكتاب الذي جُمع فيه أخبار مكة عن محمد بن‬
‫إسحاق بن يسار ‪ ,‬وعن غيره يذكر فيه حديثًا ‪ :‬أنه قبل اإلسالم قد خلت مكة‬
‫في وقت من األوقات ‪ ,‬حتى كان ال يطوف بالبيت أحد ‪ ,‬وكان يجيء من بلد‬
‫(‪)١‬‬
‫بعيد رجل صوفي فيطوف بالبيت وينصرف) ‪ ,‬فإن صح ذلن فإنه ٌدل على أنه‬
‫لبل اإلسبلم كان ٌعرؾ هذا االسم ‪ ,‬وكان ٌُنسب إلٌه أهل الفضل والصبلح ‪ ,‬وهللا‬
‫أعلم ‪...‬‬
‫وأما المستشرلون الذٌن كتبوا عن التصوؾ ‪ ,‬وٌعدون من موالً الصوفٌة‬
‫وأنصارهم ‪ ,‬فمنهم نٌكلسون فإنه ٌرى مثل ما ٌراه الجامً أن لفظة التصوؾ‬
‫(‪)٢‬‬
‫أطلمت أول ما أطلمت على أبً هاشم الكوفً المتوفى سنة ‪150‬ه‬
‫(‪)١‬‬
‫إنومػ نوطويس ص (‪ٔ , )٤٣( , )٤٢‬أًلا إمفتوحات إالٕمَِة الجن جعَحة إحلس ىن ص (‪ )٥٣‬ط ؽامل إمفكر إملاُرة‪.‬‬
‫(‪)٢‬‬
‫إهغر يف إمتصوف إالٕساليم واترخيَ ميَلكسون ترمجة ؼرتَة ٔل إمؾالء إمؾفِفي ص (‪ )٣‬ط إملاُرة‪.‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪14‬‬

‫فخالصة الكالم أن الجمٌع متفقون على حداثة هذا االسم ‪ ,‬وعدم وجوده فً عهد‬
‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلموأصحابه والسلف الصالحٌن‪.‬‬
‫نعم‪ ,‬كان رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أزهد خلك هللا فً الدنٌا وزخارفها ‪ ,‬وأصحابه على سٌرته‬
‫وطرٌمته ‪ٌ ,‬عدّون الدنٌا وما فٌها لهوا ولعبا ‪ ,‬زائلة فانٌة ‪ ,‬واألموال واألوالد فتنة‬
‫ابتلً المإمنون بها ‪ ,‬فلم ٌكونوا ٌجعلون أكبر همهم إال ابتؽاء مرضاة هللا ‪ٌ ,‬رجون‬
‫لماءه وثوابه ‪ ,‬وٌخافون ؼضبه وعمابه ‪ ,‬آخذٌن من الدنٌا ما أباح هللا لهم أخذه ‪,‬‬
‫ومجتنبٌن عنها ما نهى هللا عنه ‪ ,‬سالكٌن مسلن االعتدال ‪ ,‬منتهجٌن منهج الممتصد‬
‫‪ ,‬ؼٌر باؼٌن وال عادٌن ‪ ,‬مفرطٌن وال متطرفٌن ‪ ,‬وعلى رأسهم بعد رسول هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص الخلفاء الراشدون ‪ ,‬وبمٌة العشرة المبشرة ‪ ,‬ثم البدرٌون ‪ ,‬ثم أصحاب بٌعة‬
‫الرضوان ‪ ,‬ثم السابمون األولون من المهاجرٌن واألنصار ‪ ,‬ثم عامة األصحاب ‪,‬‬
‫على ترتٌب األفضلٌة‪.‬‬
‫وتبعهم فً ذلن التابعون لهم بإحسان ‪ ,‬واتباع التابعٌن ‪ ,‬أصحاب خٌر المرون ‪,‬‬
‫المشهود لهم بالخٌر والفضٌلة ‪ ,‬ولم ٌكن لهإالء كلهم فً ؼٌر رسول هللا أسوة وال‬
‫لدوة ‪ ,‬الذي لال فٌه جل وعبل‪:‬‬

‫{ ألَمْ يَجِذْكَ يَتِيمًا فَآًٍَ •ًًََجَذَكَ ضَالًّا فَيَذٍَ •ًًََجَذَكَ عَائِلًا فَؤَغْنََ • فَؤَمَّا‬

‫الْيَتِيمَ فَلَا تَقْيَرْ •ًَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْيَرْ •ًَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّلَ فَحَذِّثْ •}‬

‫فهذا ٌدل على إبطال إعتمادهم أنهم أزهد الناس و أن روإاساءهم أزهد من‬
‫الرسول علٌه الصبلة والسبلم و إن لم ٌكن هذا حمٌمتهم فلماذا تركوا النبً صلى‬
‫هللا علٌه وسلم وهو أزهد الناس فً الحمٌمة وأتبعوا ؼٌره؟‬
‫وإلى هنا نؤتً إلى آخر هذا الفصل‪،،،‬‬

‫(‪)١‬سورة إملحى إلًٓة‪١١ -٦ :‬‬


‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪15‬‬

‫لفصل ل ثكطا جل‪ :‬ا ه معع ت‬


‫داا ا ووته‬
‫لالرسوالهلل‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪(:-‬ال ثلوم إمساؽة حىت ثؾود ٔأرض إمؾرب مروج ًا وإهنار ًإ‪ ،‬وحىت ٌسري إمرإهة تني‬
‫إمؾرإق ومكة ال خياف إٕال ضالل إمطرًق‪ ،‬وحىت ٍكرث إمِرج‪ ،‬كاموإ‪ :‬وما إمِرج رسول هللا؟ كال‪:‬‬
‫(‪)١‬‬
‫إملتل)‬
‫أخبر النبً ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬بولوع معركة بٌن المسلمٌن والترن‪ ،‬ولد حصل ذلن المتال فً‬
‫عصر الصحابة‪.‬‬
‫و) المطلب السادس‪:‬لبضالعلموظهورالجهل‪.‬‬
‫ومنؤشراطهالبضالعلم‪,‬‬
‫وفشوالجهل‪،‬ففٌالصحٌحٌنعنؤنسبنمالكرضٌاللهعنهمال‪ :‬لالرسوالهلل‪-‬صىل هللا ؽوََ‬
‫(‪)٢‬‬
‫وسمل‪( :-‬من ٔأرشإط إمساؽة ٔأن ٍرفػ إمؾمل وًثخت إجلِل)‬
‫وفً رواٌة لمسلم عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه لال‪ :‬لال رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ً( :-‬تلارب‬
‫(‪)٣‬‬
‫إمزمان‪ ،‬وًلدض إمؾمل‪ ،‬وثغِر إمفنت‪ ،‬وًولي إمشح‪ ،‬وٍكرث إمِرج)‬
‫و لبض العلم ٌكونبمبضالعلماء‪ ,‬ففٌالحدٌثعنعبداللهبنعمروبنالعاصرضٌاللهعنهمالال‪:‬‬
‫سمعترسوالهلل‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ-‬مول‪( :‬إٕن هللا ال ًلدض إمؾمل إهزتإؽ ًا ًيزتؽَ من إمؾحاد‪ ،‬ومكن ًلدض إمؾمل‬
‫تلدض إمؾوامء‪ ،‬حىت إٕذإ مل ًحق ؽامل ًا‪ ،‬إختذ إمياس رؤوس ًا هجا ًال‪ ،‬فس ئووإ‪ ،‬فبٔفتوإ تغري ؽمل‪ ،‬فلووإ‬
‫(‪)٤‬‬
‫و ٔأضووإ)‬

‫(‪)١‬روإٍ إ ٔلمحاهَامصفحة ٔأوإمرمق ‪ )٥٠( :‬وكد ٔأخرهجمسومدو دلةلإموسطىز‬


‫(‪)٢‬روإٍ إمحخاري إمصفحة ٔأوإمرمق ‪ )٨٠( :‬ومسواممصفحة ٔأوإمرمق‪)٢٦٧١( :‬‬
‫(‪)٣‬روإٍ مسمل إمصفحة ٔأوإمرمق ‪)١٥٧( :‬و إ ٔلمحاين إمصفحة ٔأوإمرمق ‪)٨٠٢٠( :‬‬
‫(‪)٤‬روإٍ إمحخاري إمصفحة ٔأوإمرمق ‪)١٠٠( :‬و إ ٔلمحاين إمصفحة ٔأوإمرمق ‪)٤٦( :‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪16‬‬

‫‪ )٢‬المبحث الثانً‪ :‬أشراط الساعة الكبرى‪.‬‬

‫أ) المطلب األول‪ :‬ظهور المهدي‪.‬‬

‫عنعبداللهبنمسعودريض هللا ؼيَ؛لال‪ :‬لالرسوالهلل‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪( : -‬ال ثيليض إ ٔل م وال ًذُة إدلُر حىت‬
‫ميكل إمؾرب رجل من ٔأُل تُيت؛ ًوإطئ إمسَ إمسي)(‪. )١‬‬
‫واسمالمهدي‬
‫هودمحمبنعبدهللا‪،‬منولدالحسنبنعلٌبنؤبٌطالبرضٌاللهعنه‪ٌ،‬خرجفٌآخرالزمانولدامتؤلتاألر‬
‫ضجوراوظلمافٌملإهاعدالولسطا و سٌمكث سبع سنٌن‪.‬‬
‫الحمفٌؤمرالمهدي عند‬
‫أهبللسنةوالجماعة‪،‬الذٌنٌثبتونخروجالمهدٌعلىماتمضٌبهالنصوصالصحٌحة؛فٌاسمه‪،‬وا‬
‫سمؤبٌه‪،‬ونسبه‪،‬وصفاته‪،‬وولتخروجه‪،‬الٌتجاوزونماجاءفٌاألحادٌثفٌذلن‪،‬ولخروجهؤما‬
‫راتوعبلماتتسبمهذكرهاأهبللعلم‪.‬‬
‫لااللعبلمةالسفارٌنً(‪:)٢‬‬
‫"قدكثرتاألقوالفيالمهدي‪،‬حتيقيل‪:‬المهديإالعيسى!والصوابالذيعليهأهاللحق‪:‬أنالمهديغير‬
‫عيسى‪،‬وأنهيخرجقبلنزولعيسيعليهالسالم‪،‬وقدكثرتبخروجهالرواياتحتيبلغتحدالتواترالمعن‬
‫وي‪،‬وشاعذلكبينعلماءالسنةحتيعدمنمعتقداتهم ‪."...‬‬
‫َّ‬
‫ولدادعىالمهدٌةجماعةمنالضبللفٌولتمبكرعنولته‪،‬والتنطبمعلٌهمصفاته‪،‬وإنماأرادوابذل‬
‫كالتؽرٌربالسذج‪،‬واستؽبلالدعاءهذهالشخصٌةلمطامعهمالخاصة‪،‬فؤظهراللهكذبهم‪،‬وؾ‬
‫ضحباطلهم‪.‬‬

‫(‪)١‬روإٍ ٔأمحد شاهر من مس يدٍ إمصفحة ٔأو إمرمق‪)٦/١٣٩ ( :‬‬


‫(‪)٢‬دمحمتيبٔمحدتًساملحًسوامي مسفارًًِامياتوس َاحليحيل‪ٔ ،‬أتوإمؾون‪،‬مشسادلٍن‪،‬إمسفارً ‪ُ١١١٤( ،‬ـ إٕىل‪ُ١١٨٨‬ـ)‬
‫حمدجوفلهيبٔصوا‪،‬وم رخ‪،‬ودلثسفارٍمنيلرىطومكرمووشبٔهبا‪،‬مثرح ٕالمىدمشق‪،‬ودفٌحامرتتةإمشاممَةفهيا‪.‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪17‬‬

‫ب)‬
‫المطلب الثانً‪ :‬خروج الدجال‪.‬‬
‫المسٌحالدجالوالفاتنالكذابمسٌحالضبللةنعوذباللهمنفتنته؛فمدأنذرتبهاألنبٌاءعلٌهمالصبل‬
‫ةوالسبلمؤلوامها‪،‬وحذرتمنهؤممها‪،‬وبٌنتؤوصافه‪،‬وحذرمنهنبٌنادمحم–ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫أكثر‪،‬وبٌنؤوصافهونعتهؤلمتهنعوتاالتخفىعلىذٌبصٌرة‪.‬وفً "صحٌحمسلم"عنؤنس‬
‫ريض هللا‬

‫ؼيَمرفوعا‪ً( :‬تدػ إدلجال من هيود ٔأصهبان س حؾون ٔأمفا ؽوهيم إمطَامسة)(‪. )١‬‬

‫لااللحافظابنكثٌررحمهاهلل‪:‬‬
‫"ثميؤذنله(أي‪:‬الدجال)فيالخروجفيآخرالزمان‪،‬يظهرأوالفيصورةملكمنالملوكالجبابرة‪،‬ثم‬
‫يدعيالنبوة‪،‬ثميدعيالربوبية‪،‬فيتبعهعليذلكالجهلةمنبنيآدموالطغاممنالرعاعوالعوام‪،‬ويخالف‬
‫هويردعليهمنهداهاللهمنالصالحينوحزباللهالمتقين‪،‬ويتدنيفيأخذالبالدبلدابلداوحصناحصنا‬
‫(‪)٢‬‬
‫وإقليماإقليماوكورةكورة‪،‬واليبقيبلدمنالبلدانإالوطئهبخيلهورجله؛غيرمكةوالمدينة ‪".‬‬

‫ومدةممامهفٌاألرضؤربعونٌوما؛ٌومكسنة‪،‬وٌومكشهر‪،‬وٌومكجمعة‪،‬وسائرأٌامهكؤٌامال‬
‫ناسهذه‪،‬ومعدلذلكسنةوشهرانونصؾ‪.‬‬
‫وهومعهذاهٌنعلىاهلل‪،‬نالصظاهرالنمصوالفجوروالظلم‪،‬وإنكانمعهمامعهمنالخوارق‪،‬مكت‬
‫وببٌنعٌنٌهكافر‪،‬وماٌجرٌهعلىٌدٌهمحنةمناللهلعباده‪،‬وهٌمحنةخطٌرة‪،‬الٌنجومنهاإالأهبل‬
‫إلٌمانوالٌمٌن‪،‬ولخطورةمحنتهوشدةفتنتهحذرتمنهاألنبٌاءأممها‪،‬وأشدهمتحذٌراألمته–‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪.-‬‬

‫عنؤبٌعبٌدةبنالجراحريض هللا ؼيَ؛لال‪ :‬سمعترسوالهلل–ملسو هيلع هللا ىلص–ٌمول‪( :‬إٕهَ مل ٍكن هيب تؾد هوح إٕال وكد‬
‫(‪)٢‬‬
‫ٔأهذر إدلجال كومَ‪ ،‬وٕإين ٔأهذرمكوٍ)‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪18‬‬

‫(‪)١‬روإٍ مسمل ؼن ٔأوس جن ما إمصفحة ٔأوإمرمق ‪)٢٩٤٤( :‬‬


‫ما سكت ؼيَ فِو صاحل‬ ‫(‪)٢‬روإُبٔتو إمصفحة ٔأو إمرمق‪ )٤٧٥٦( :‬سكت ؼيَ وكد كال يف رسامتَ ٔلُل مكة‬
‫ؽوََ إمسالم‬
‫ج) المطلب الثالث‪ :‬نزولعٌسىابنمرٌم‬

‫إننزولعٌسىابنمرٌمعلٌهالصبلةوالسبلمكمادلعلٌهالمرآنفمدأخبربهالصادلالمصدولالذٌبلي‬
‫نطمعنالهوىنبٌنادمحم‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫‪،‬وتواترالنملعنهبذلن‪،‬وأجمععلٌهعلماءاألمةسلفاوخلفا‪،‬واعتبروهمماٌجباعتمادهواإلٌما‬
‫نبه‪.‬‬
‫عنؤبٌهرٌرةريض هللا ؼيَ ؛لال‪ :‬لالرسوالهلل‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪( :-‬وإذلي هفيس تَدٍ؛ مَوشكن ٔأن ًزنل فِمك إجن مرمي‬
‫(‪)١‬‬
‫حكام ؽدال‪ ،‬فِكرس إمصوَة‪ ،‬وًلتل إخلزنٍر‪ ،‬وًلػ إجلزًة)‬
‫وثبتفٌالصحٌحعنه‪ٔ ( :‬أهَ ًزنل ؽىل إمليارة إمحَلاء رشق دمشق وًلتل إدلجال)(‪.)٢‬‬
‫ومنفارلتروحهجسده؛لمٌنزلجسدهمنالسماء‪،‬وإذاأحًٌ؛فإنهٌموممنمبره‪.‬‬
‫ِم َو َرإ ِف ُؾ َم إ َ ِهَّللا َو ُم َطِّ ُِركَ ِم َن ِهَّلل ِإذل ٍَن‬
‫وأمالولهتعالى‪( :‬إ ِ ّين ُمتَ َو ِفّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن َف ُروإ)(‪)٣‬؛فهذادلٌلعلىؤنهلمٌعنبذلكالموت؛إذلوأرادبذلكالموتلكانعٌسىفٌذلككسائرالمإمنٌن‬
‫؛فإناللهٌمبضؤرواحهموٌعرجبهاإلىالسماء‪،‬فعلمؤنلٌسفٌذلكخاصٌة‪،‬وكذلكمولهتعالى‪:‬‬
‫( َو ُم َطِّ ُِركَ ِم َن ِهَّلل ِإذل ٍَن‬
‫َن َف ُروإ)‪،‬ولوكانمدفارلتروحهجسده؛لكانبدنهفٌاألرضكبدنسائراألنبٌاءأوؼٌرهمناألنبٌاء‪.‬‬

‫صلَّىالل ُه َعلَ ٌْ ِه َو َسلَّ َم‪ْ َ ( :‬خي ُر ُج إدلِهَّلل ِهَّللج ُال ِيف ُأ ِهَّللم ِيت فَ َِ ْم ُك ُث َأأ ْرت َ ِؾ َني‬ ‫واللل ِه َ‬‫س ُ‬ ‫عبداللهبنعمرولال ‪ :‬لَالَ َر ُ‬
‫هللا ِؽ َُىس إ ْج َن َم ْر َ َمي َ َأَكه ِهَّلل َُ ُؼ ْر َو ُة ْج ُن‬ ‫‪َ -‬ال َأأ ْد ِري‪َ :‬أأ ْرت َ ِؾ َني ً َ ْو ًما‪َ ،‬أأ ْو َأأ ْرت َ ِؾ َني َشِ ًْرإ‪َ ،‬أأ ْو َأأ ْرت َ ِؾ َني ؽَا ًما فَ َِ ْح َؾ ُث ُ‬
‫(‪)٤‬‬
‫َم ْس ُؾو ٍد‪ ،‬فَ َِ ْطوُ ُح َُ فَهيُ ْ ِو ُك َُ ‪ِ ُ ،‬هَّللُث ً َ ْم ُك ُث إميِهَّلل ُاس َس ْح َػ ِس يِ َني ‪)...،‬‬

‫(‪)١‬روإٍ إمحخاري إمصفحة ٔأو إمرمق‪ )٣٤٤٨ ( :‬ومسمل إمصفحة ٔأو إمرمق‪)١٥٥ ( :‬‬
‫(‪)٢‬روإٍ إ ٔلمحاين إمصفحة ٔأو إمرمق‪ )٣٣١٠ ( :‬ومسمل إمصفحة ٔأو إمرمق‪)٢٩٣٧ ( :‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪19‬‬

‫(‪)٣‬سورة أل معرإن‪ ،‬إلًٓة‪)٥٥( :‬‬


‫(‪ٔ )٤‬أخرج إجن حدان إمصفحة ٔأوإمرمق‪)٧٣٥٣(:‬‬

‫د) المطلب الرابع‪ :‬خروج ٌؤجوجومؤجوج‬


‫وردذكرلومٌؤجوجومؤجوجفٌالمرآنالكرٌموالسنَّةالنبوٌّةفٌؤكثرمنموضع‪،‬أبرزهاماجاءؾ‬
‫ٌسورةالكهؾ‪.‬‬
‫ون ِيف ْ َأإل ْر ِض فَِ َْل َ َْن َؾ ُل‬
‫وج ُم ْف ِسدُ َ‬ ‫حٌثجاءفٌهالوالللهتعالى‪( :‬كَامُوإ َ َذإ إمْ َل ْ هر ْ َِني إ ِهَّللن ًَبْ ُج َ‬
‫وج َو َمبْ ُج َ‬
‫(‪ِ )١‬‬
‫َ َ خ َْر ًجا ؽَ َىل َأأ ْن َ ْجت َؾ َل ت َ ًٌَََْا َوتََُْنَ ُ ْم َسدًّإ*)‬
‫صالحذوالمرنٌَنسدّاًعظٌماًبٌنؤهلتلكالمنطمةولومٌؤجوجومؤجوج‪،‬والٌزالهذا‬
‫ولدبنىالعبدال ّ‬
‫السدّلائماًحتّىالٌوم‪،‬وهمٌحاولونفتحهبٌنالفٌَنةواألخرى‪،‬ولكنّمشٌئةاللهتحولبٌنهموبٌنفتح‬
‫ساعة‪،‬فٌمولهتعالى‪:‬‬‫ه‪،‬فإذاشاءاللهوانهارهذاالسدّظهرٌؤجوجومؤجوج‪،‬ودلَّذلكعلىالترابال ّ‬
‫ون َوإ ْك َ َرت َب إمْ َو ْؽدُ إمْ َح ُّق فَ ِا َذإ ِ َ‬
‫ِه‬ ‫وج َو ُ ْمه ِم ْن ُ ِ ّ َحدَ ٍب ًًَ ْ ِسوُ َ‬ ‫( َح ِهَّللىت إ َذإ فُ ِت َح ْت ًَبْ ُج ُ‬
‫وج َو َمبْ ُج ُ‬
‫ِ‬
‫(‪)٢‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِهَّلل‬ ‫ٌ‬
‫َشا ِخ َصة َأأتْ َص ُار ِإذل ٍَن ن َف ُروإ َ َوًْويَا كَ ْد نيِهَّللا ِيف َ ْفةل ِم ْن َُ َذإ ت َ ْل نيِهَّللا َعام ِم َني)‬
‫وأماالدلٌلمنالسنة؛ففٌالصحٌحٌنمنحدٌثزٌنببنتجحش‪ٔ ( :‬أن رسول هللا صىل هللا ؽوََ‬
‫رش كد إكرتب‪،‬‬
‫وسوميام ؼيدُا‪ُ ،‬ث إستِلظ محمرإ وهجَ وُو ًلول ال إٕهل إٕال هللا! وًل نوؾرب من ّ ٍ‬
‫(‪)٣‬‬
‫فتح إمَوم من ردم ًبٔجوج ومبٔجوج مثل ُذإ‪ ،‬وحوق تني إٕصحؾََ)‬
‫وأماصفاتهموأجسامهم؛فمدلاالإلمامابنكثٌررحمهاهلل‪":‬وهميشبهونالناسكأبناءجنسهممن‬
‫التركالغتمالمغول؛المجرزمةعيونهم‪،‬الدلفأنوفهم‪،‬الصهبشعورهم‪،‬عليأشكالهموألوانهم‬
‫‪.‬ومنزعمأنمنهمالطوياللذيكالنخلةالسحوقأوأطول‪،‬ومنهمالقصيرالذيهوكالشيءالحقير‪،‬‬
‫ومنهممنلهأذنانيتغطيبإحداهماويتوطأباألخرى؛فقدتكلفماالعلملهبه‪،‬وقالماالدليلعليه"‪.‬‬

‫(‪)١‬سورة إمكِف إ ٔلًة (‪)٩٤‬‬


‫(‪ )٢‬سورة إ ٔلهخِاء إ ٔلًة (‪)٩٧‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪20‬‬

‫(‪ )٣‬حصحَ إ ٔلمحاين إمصفحة ٔأو إمرمق‪)٢١٨٧ (:‬‬

‫ه) المطلب الخامس‪ :‬خروج الدابة‬


‫ٌكونظهورالدابّةعندماٌفسدالنّاس‪،‬وٌبتعدونعنؤوامرهللا‪،‬وٌملبونالحمّباطبلً‪،‬ولٌل‪:‬‬
‫ةالمكرمة‪،‬ولٌل‪ :‬بلمنؽٌرهامنال ُمدُن‪.‬‬
‫َّ‬ ‫إنّخروجهاٌكونمنحٌثالمكانفٌم ّك‬
‫ساعةالكبرى‪،‬ولبلشرو‬ ‫ّةمنحٌثالظهورآخراًبعدظهور ُمعظمعبلماتال ّ‬ ‫ّ‬ ‫كونترتٌبخروجالداب‬
‫مسمنمؽربها‪،‬لالتعالى‪َ ( :‬وإ َذإ َوكَ َػ إمْ َل ْو ُل ؽَوَ ْ ِهي ْم َأأخ َْر ْجٌَا مَِ ُْم دَإت ِهَّلل ًة ِّم َن ْ َأإل ْر ِض تُ َ ِلكّ ُمِ ُْم َأأ ِهَّللن إميِهَّلل َاس‬
‫ِ‬ ‫ش‬‫لال ّ‬
‫ِ‬ ‫(‪)١‬‬
‫ََكهُوإ ِتب ٓ َ ثِيَا َال ًُو ِكٌُون)‬
‫ولمسلممنحدٌثالعبلءعنؤبٌهعنؤبٌهرٌرة‪ :‬أنرسوالهلل‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬لال‪( :‬ابدروإ اب ٔلؼامل س تا طووع‬
‫(‪)٢‬‬
‫إمشمس من مغرهبا‪ ،‬وإدلجال‪ ،‬وإدلإتة)‬
‫تفسٌره‪" :‬وهذه الدابة المشهورة‬ ‫ولال الشٌخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي فً‬
‫التي تخرج في آخر الزمان وتكون من أشراط الساعة كما تكاثرت بذلك األحاديث‪،‬‬
‫ولم يذكر هللا وال رسوله كيفية هذه الدابة‪ ،‬وإنما ذكر أثرها المقصود منها‪ ،‬وأنها من‬
‫آيات هللا‪ ،‬تكلم الناس كالما خارقا للعادة حين يقع القول على الناس وحين يمترون‬
‫بآيات هللا‪ ،‬فتكون حجة وبرهانا للمؤمنين وحجة على المعاندين‪"...‬‬

‫لال ابن كثٌر‪ :‬هذه الدابة تخرج فً آخر الزمان عند فساد الناس‪ ،‬وتركهم أوامر‬
‫هللا‪ ،‬وتبدٌلهم الدٌن الحك‪ .‬وهً من أول عبلمات الساعة خرو ًجا‪ .‬لال النبً ‪( :‬إٕن‬
‫ٔأول إلٓ ت خروج ًا‪ :‬طووع إمشمس من مغرهبا‪ ،‬وخروج إدلإتة ؽىل إمياس حضى‪ .‬و ٔأهيام َكهت كدل‬
‫(‪)٣‬‬
‫صاحدهتا فا ٔلخرى ؽىل إٕثرُا‪).‬‬

‫(‪)١‬سورة إهمنل إ ٔلًة (‪)٨٢‬‬


‫(‪)٢‬حصَحاتامنهجامصفحة ٔأوإمرمق ( ‪)٣٢٩٥‬‬
‫(‪ٔ )٣‬أخرجبٔمحديف مس يدٍ إمصفحة ٔأوإمرمق ‪)١١/٩٨(:‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪21‬‬

‫و) المطلبالسادس‪ :‬طلوعالشمسمنمؽربها‪.‬‬


‫ساعةالكبرىظهوراً‪،‬فإذاظهرتتلكالعبلمةفبلٌنؾ‬ ‫طلوعالشمسمنمؽربهاهومنؤُخرىعبلماتال ّ‬
‫رآىتلكالعبلمةأولمٌرها‪،‬وطبععلىكلّك‬
‫َ‬ ‫عالكافرإٌمانُهإنآمنولتها‪،‬والتنفعالعاصٌَتوبتُه؛سوا ًء‬
‫َ‬
‫لببمافٌهمنالكفرأواإلٌمان‪.‬‬
‫ون إ ِهَّللال َأأ ْن ثَبْ ِتهيَ ُ ُم إمْ َم َالئِ َك ُة َأأ ْو ًَبْ ِ َِت َرت ُّ َم َأأ ْو ًَبْ ِ َِت ت َ ْؾ ُض أ ٓ َ ِت َرت ّ َِم ً َ ْو َم ًَبْ ِِت‬‫لاالللهتعالى‪َْ ُ( :‬ل ً َ ْي ُغر َ‬
‫ُ ِ‬
‫ت َ ْؾ ُض أ ٓ َ ِت َرت ّ َِم َال ً َ ْي َف ُػ ه َ ْف ًسا إميَاهنُ َا م َ ْم تَ ُك ْن أ ٓ َمٌَ ْت ِم ْن كَ ْد ُل َأأ ْو َن َسخَ ْت ِيف إميَاهنِ َا خ ْ ًَريإ كُ ِل إهْ َت ِغ ُروإ إ ِهَّلل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)١‬‬
‫ُم ٌْ َت ِغ ُر َ‬
‫ون)‬
‫ومن السنة حدٌث أبٌهرٌرة رضً هللا عنه ‪،‬لال‪ :‬لالرسوالهلل‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪( : -‬ال ثلوم إمساؽة حىت‬
‫ثطوػ إمشمس من مغرهبا؛ فإذإ رأُٓا إمياس؛ أٓمن من ؽوهيا؛ فذإك حني ال ًيفػ هفسا إٕمياهنا مل تكن‬
‫(‪)٢‬‬
‫أٓمٌت من كدل)‬
‫شمس من المؽرب فً الحدٌث الذي رواه عبد هللا بن عمرو بن‬ ‫تُذ َكر كٌفٌّة طلوع ال ّ‬
‫العاص ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬حٌث لال‪ :‬لال رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪:-‬‬
‫مسممنغرهبِ ا‪،‬وخرو ُجادلِهَّلل إت ِهَّلل ِة ُحض ًى‪،‬فبٍِٔهَّللهتُ ُامماَكه َتلدوَصاحدهتِ افا ُلخرىؾوىإث ِرُا‪،‬مثِهَّلللامَؾحدُ إل‬ ‫( ٕإهِهَّللبٔ ِهَّللو َاللٓ ِ ُخترو ًج ُاطووؽُا ِهَّللمش ِ‬
‫مِهَّللِ َِوَكه ََلر ُأإمك ُت َة‪:‬‬
‫َتفِامرجوعِ‪،‬فبُ ِذهَوَ ُّ‬
‫ِافِامر‬ ‫مسممنَغرهبِ ا؛وذ ِم َ ٔهنِهَّلل ااِهَّللام َرتتبٔثَتتح َتام َؾ ِرشفس َسدثوإس تبٔ َذه ُّ‬ ‫وأٔعيُّبٔوالُاخروج ًاطووؽَا ِهَّللمش ِ‬
‫تفِامرجوعِ ُ َ‬
‫‪،‬فومريدِهَّللؽوهيايش ٌء‪،‬‬ ‫امؾرش َفسسدَ ثفاس تبٔذه ُّ‬ ‫جوعِ‪،‬حتِهَّللىإذإتَدإنوِهَّللِِبٔهتطوُ َؾممنغرهبِ اف َؾوَتكامَكه َتتفؾ ُل‪ٔ ،‬أثَتتح َت ِ‬
‫ذُة‪،‬و َؼرفتبٔهنِهَّلل ُ ٕا‬ ‫ُفِامرجو ِؼفالٍُ َردُّؽوهيايش ٌء‪،‬مثِهَّللتس تبٔذه ُفالٍُ َردُّؽوَهيايش ٌء‪،‬حتِهَّللىإذإ َذ َُ َح ِميَانوِهَّللَ ِو َ‬
‫امشاءإنوِهَّللُِبٔه ََ َ‬ ‫مثِهَّللتَس تبٔذه ُّ‬
‫ِافِامرجو ِؽومتد ِرَِكملرشكَلامَت‪:‬‬ ‫هبُ ِذهَوَ ُّ‬
‫َتفِامرجوعِ‪،‬فِلانُوَِا‪:‬‬ ‫رش َق‪،‬مٌوَحاميِهَّللا ِِستِهَّللىا َ‬
‫ٕذإصارإ ٔلفُ ُل ٔهنِهَّلل ُطوكٌاس تبٔذه ُّ‬ ‫ِرتّام ٔأتؾدَ إمل ِ‬
‫(‪)٣‬‬
‫ممنَاك ِى ِكفاطوُؾي‪،‬فطوَ َؾتؾوىاميِهَّللا ِمسمنَغرهبِ ا‪)...‬‬

‫(‪)١‬سورة إ ٔلهؾام إ ٔلًة (‪)١٥٨‬‬


‫(‪)٢‬روإٍ إمحخاري إمصفحة ٔأوإمرمق ( ‪)٤٦٣٥‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪22‬‬

‫(‪ٔ )٣‬أخرجبٔمحد يف مس يدٍ إمصفحة ٔأوإمرمق ‪)١١/٩٨(:‬‬

‫ز) المطلبالسابع‪ :‬الدخان‬


‫ساعةالكبرىوآخرهاظهوراًأنٌخرجدخانٌؽمراألرض؛بسببكثرةالمعاصٌو‬ ‫منؤه ّمعبلماتال ّ‬
‫ُّخانبالمإمنٌنكالزكمةببلخوفوالعناء‪،‬وٌؤخذالكافرفٌنتفخحتّىٌخرج‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تركالحك‪،‬فٌؤخذذلكالد‬
‫الدُّخانمنكلّمس َمعمنه‪.‬‬
‫ظهوردخانعظٌمٌؤتٌمنالسماءفٌعمالكونكله؛فٌخشىالناسمنذلكالدخانوٌصٌبهمالهلعوالجز‬
‫ع؛وٌظنونؤنهالعذاباأللٌموهودخانعظٌمعامٌظهربسببتركالحك‪،‬وكثرةالمعاصً‪ٌ،‬مؤلا‬
‫‪.‬ألرضكلهافتصبحكبٌتؤولدفٌه‬

‫(‪)١‬‬
‫إب َأأ ِم ٌمي)‬ ‫لالتعالى‪( :‬فَ ْارثَ ِل ْة ً َ ْو َم ثَبْ ِِت ِهَّلل‬
‫إمس َما ُء تِدُ خ ٍَان ُّمدِنيٍ * ً َ ْغ َ إميِهَّلل َاس َُـ َذإ ؽَ َذ ٌ‬
‫ٍكون ْ َ‬
‫تني ًدَ هيْ ا‬ ‫حىت َ‬ ‫تكون ِهَّلل‬ ‫وعن حذٌفه بن أسٌد ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬عن النب ًّ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬لال‪( :‬فإهنِهَّلل ا ال ُ‬
‫مس ِمن َمغ ِرهبِ ا‪ ،‬وإدلِهَّلل ِهَّللج ُال‪ ،‬وإدلُّ خ َُان‪ ،‬وؽُىس ُجن َمر َمي‪ ،‬وإدلِهَّلل إت ِهَّلل ُة‪ ،‬وخ ُ‬
‫ُروج‬ ‫َرش أ ٓ ٍت‪ :‬طوو ُع ِهَّلل‬
‫إمش ِ‬ ‫ؼُْ‬
‫ختر ُج ِمن‬
‫إمؾر ِب‪ ،‬و ٌر ُ‬ ‫رش ِق‪ ،‬وخ َْس ٌف ابملَغ ِر ِب‪ ،‬وخ َْس ٌف جبزٍر ِة َ‬ ‫جوج‪ ،‬وخ َْس ٌف ابمل َ ِ‬ ‫جوج ومبٔ َ‬
‫ًب ٔ َ‬
‫(‪)٢‬‬
‫مون)‬
‫حِث ً ِزن َ‬ ‫حِث كاموإ‪ ،‬وث ِزن ُل مؾِم ُ‬ ‫ٔحس ُحَ؟ لال‪( :‬ثَلِ ُل مؾِم ُ‬ ‫موضػ ِ نذإ)‪ .‬لال‪ :‬أ َ‬
‫و منها حدٌث ُحذٌَفة بن أ َ ِسٌد الؽفار ّ‬
‫ي ِ المتمدم‪ ،‬لال‪ :‬اطلع علٌنا رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫‪،‬‬
‫ونحن نتذاكر الساعة‪ ،‬فمال‪(:‬ماثذإهرون؟)‪،‬للنا‪:‬هذهرإمساؽة‬
‫(‪)٣‬‬
‫َرشأ ٓ ت‪،‬فذهرإدلُّ خَان‪،‬وإدلجال‪،‬وإدلإتة‪)...‬‬ ‫لال‪(:‬إٕهناميتلوحم َ‬
‫تىرت ْوإكدوِاؼ ْ َ‬

‫(‪)١‬سورة إدلخان إ ٔلًة (‪)١١-١٠‬‬


‫(‪)٢‬روإُاتيححان‪،‬فِصحَحاتيححان‪،‬ؼيحذًفةتيبٔس َدإمغفاري‪،‬إمصفحة ٔأوإمرمق ( ‪)٦٧٩١‬‬
‫(‪)٣‬حصَحمسواممصفحة ٔأوإمرمق‪)٢٩٠١( :‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪23‬‬

‫لفصل ل ثكطا جل‪ :‬ل كط ه الكرر و ل كط ه ا صرر‪.‬‬


‫فالمٌامةالصؽرىهٌسكرةالموت‬
‫وهٌلماءاللهعزوجل‪،‬المدومعلٌه‪،‬عرضاألعمالعلٌه‪،‬عرضالثوابوالعمابالذٌتعجبلللهلهبهؾ‬
‫ٌالدنٌاٌرىحكمته‪،‬أماالمٌامةالكبرى‪،‬‬
‫(‪)١‬‬
‫﴾‬ ‫إمصو ِر َذ ِ َ ً َ ْو ُم إمْ َو ِؼَ ِد‬
‫لالتعالى‪َ ﴿:‬وه ُ ِف َ ِيف ُّ‬

‫القيامةالصغرى﴿ َو َج َاء ْت َس ْك َر ُة إمْ َم ْو ِت ِابمْ َح ّ ِق﴾‬


‫(‪)٢‬‬

‫﴾‬
‫(‪)١‬‬
‫إمصو ِر َذ ِ َ ً َ ْو ُم إمْ َو ِؼَ ِد‬
‫القيامة الكبرى‪َ ﴿:‬وه ُ ِف َ ِيف ُّ‬

‫الخلمفٌهذاالٌومفٌالمٌامةالكبرىكلواحدٌؤتٌربهومعهسائموشهٌد‪،‬سائمٌسولهإلىالمحاكمة‪،‬و‬
‫شهٌدٌشهدعلٌه‪:‬‬
‫ه َ ْف ٍس َم َؾَِا َسائِ ٌق َو َشَِِ ٌد ﴾‬
‫(‪)٣‬‬
‫﴿ َو َج َاء ْت ُ ُّ‬
‫كٌفؤنالمتهمٌمٌدوٌساق‪،‬وعندالماضٌالشهود‪ٌ،‬سالإلىالمحاكمةومعهشهٌد‪،‬منٌشهدعلٌه؟لا‬
‫ل‪:‬‬
‫جوارحه‪،‬سمعه‪،‬بصره‪ٌ،‬شهدونعلٌه‪،‬األرضالتٌمشىعلٌهاتشهدعلٌه‪،‬الحفظةالمبلئكةتشه‬
‫دعلٌه‪،‬األمكنةالتٌعملفٌهاالخٌرأوالشر‪،‬الجلودالتٌعصوهبهاكناٌةلطٌفةجداًعنالزنا‪،‬الجلو‬
‫دالتٌعصوهبها‪،‬واللهسبحانهوتعالىؤعداللعادلٌنوأحكمالحاكمٌن‪.‬‬

‫(‪)١‬‬
‫سورة ق إ ٔلًة (‪)٢٠‬‬
‫(‪)٢‬‬
‫سورة ق إ ٔلًة (‪)١٩‬‬
‫(‪)٣‬‬
‫سورة ق إ ٔلًة (‪)٢١‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪24‬‬

‫لفصل الخط س‪ :‬ا و ا وم ل كط ه‪.‬‬


‫المبحث األول‪ :‬الحساب‬
‫الحسابهوتعرٌفاللهسبحانهالخبلئمممادٌرالجزاءعلىؤعمالهم‪،‬وتذكٌرهإٌاهمبمالدنسوه‪.‬‬
‫(‪)١‬‬
‫إا َ ِمجَ ًؾا فَ ُِيَ ِخّ ُ ُ ْم ِت َما َ ِمعوُوإ َأأ ْح َصا ٍُ ِهَّلل ُ‬
‫إا َوو َ ُسو ٍُ)‬ ‫لالتعالى‪ْ َ ً(:‬و َم ً َ ْح َؾ ُ ُ ُم ِهَّلل ُ‬
‫(‪)٢‬‬
‫ولالسبحانه‪(:‬فَ َم ْن ً َ ْؾ َم ْل ِمثْ َلا َل َذ ِهَّللر ٍة خ ْ ًَريإ ٍَ َر ٍُ* َو َم ْن ً َ ْؾ َم ْل ِمثْ َلا َل َذ ِهَّللر ٍة َ ًّ‬
‫رشإ ٍَ َر ٍُ)‬

‫عرفهمبؤعمالهمفٌالحٌاةالدّنٌا‪،‬وكلّصؽٌرةوكبٌرةلاموا‬ ‫ّ‬
‫بٌنٌدٌاللهعزوج ّل‪،‬فٌُ ّ‬‫ٌمفالنّاسجمٌعا ً‬
‫بها‪،‬وٌحاسبهمعلىكفرهمؤوإٌمانهم‪،‬وٌُعطٌهمجزاءهمعلىمالدّموهمنثوابؤوعموبة‪،‬وٌُع َ‬
‫طىا‬
‫اسكتبهمبؤٌمانهمؤوشمائلهم‪،‬وٌشمبللحسابماٌمولهاللهعزوجلّلعباده‪،‬وماٌمولونهله‪،‬وماأ‬
‫ّ‬ ‫لن ّ‬
‫شهودالذٌنٌنطمهماهلل‪،‬ووزناألعمال‪،‬‬ ‫ّ‬
‫لامهعلٌهممنالحججوالبراهٌنوالدالئل‪،‬وشهادةكبلل ّ‬
‫‪،‬واللهعزوجلٌّتولىذلككله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومنالحسابماٌكونعسٌراً‪،‬ومنهماٌكونٌسٌرا ً‬
‫رضً‬
‫وأول ما ٌحاسب ٌومالمٌامة هً الصبلة كما جاء فً سننالترمذي عن أبٌ ُهرٌرة َ‬
‫رسوالهللِ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ٌ -‬مو ُل‪(:‬إ ِهَّللٕن ٔأو َل ما ُُي َاس ُة تَ إمؾحدُ ًو َم إملِام ِة من ِ‬
‫معِل صالثَُ‬ ‫َ‬ ‫س ِمعت ُ‬
‫لال‪َ ،‬‬
‫هللا عنه‪-‬‬

‫(‪)٣‬‬
‫‪ ،‬فإن َصوُ َح ْت فلد َأأفْوَ َح و َأأ ْ ََنح ‪ ،‬وٕإن فَ َسدَ ْت فلد خاب وخ ِ َ‬
‫َرس‪)...‬‬

‫ومن الحساب إجراء المصاص بٌن العباد‪ ،‬فٌمتص للمظلوم من الظالم؛ كما فً‬
‫د ِهَّللُّن‬ ‫صحٌح مسلمو سنن الترمذيمن حدٌث أبً هرٌرة‪ :‬أن رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬لال‪( :‬م َ ُت‬
‫(‪)٤‬‬
‫إحللوق إٕىل ٔأُوِا ًوم إملِامة حىت ًلاد نوشاة إجلوحاء من إمشاة إملر ء)‬

‫(‪ )١‬سورة إجملادةل إ ٔلًة (‪)٦‬‬


‫(‪ )٢‬سورة إمزمزةل إ ٔلًة (‪)٨-٧‬‬
‫(‪)٣‬سنن إمرتمذي إمصفحة ٔأو إمرمق‪)٤١٣ (:‬‬
‫(‪ )٤‬حصَحمسواممصفحة ٔأوإمرمق‪)٢٥٨٢( :‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪25‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬إعطاء الصحائؾ‬


‫الصحائؾ‪:‬‬
‫هٌالكتبالتٌكتبتهاالمبلئكةوأحصوافٌهامافعلهكئلنسانفٌالحٌاةالدنٌامناألعمااللمولٌةوالفعل‬
‫ٌة‪.‬لالتعالى‪َ ( :‬و ُ ِهَّلل إو ْ َس ٍان َأأمْ َز ْمٌَا ٍُ َطائِ َر ٍُ ِيف ُؼ ُي ِل َِ َو ُ ُْن ِر ُج َ ُهل ً َ ْو َم إمْ ِل َِا َم ِة ِن َت ًااب ًَوْ َلا ٍُ َمً ْ ُش ًورإ إ ْك َر ْأ‬
‫(‪)١‬‬ ‫ِ‬
‫ِن َتات َ َم َن َفى ِتيَ ْف ِس َم إمْ ََ ْو َم ؽَوَ َْ َم َح ِسُ ًدا)‬

‫أوال‬
‫ٌبدأبنشرالكتاب‪،‬ثمٌإمربالمراءة‪،‬وأنهسٌحاسب‪،‬والمراءةهناتشملكئلنسانوإنكانؤمًٌّا‪،‬وه‬
‫ذهالكتبئللامةالحجةعلىالعباد‪،‬فتتطاٌرالصحؾ‪،‬وتنشرالدواوٌن ‪ -‬واللهالمستعان ‪-‬‬
‫(‪)٢‬‬
‫إمص ُح ُف و ُ ِ َ‬
‫رش ْت )‬ ‫؛لالتعالى‪َ ( :‬وإ َذإ ُّ‬
‫ِ‬
‫ومنهممنٌعطىكتابهبٌمٌنه‪،‬ومنهممنٌعطىكتابهبشماله‪.‬‬
‫وِت ِن َتات َ َُ ِت ََ ِمَيِ َِ فَ َِ ُل ُ‬
‫ول َُا ُؤ ُم إ ْك َر ُؤوإ‬ ‫لالتعالى‪( :‬فَبَأ ِهَّللما َم ْن ُأ ِ َ‬
‫(‪)٤‬‬
‫ِن َتاتَِ َْ)(‪َ ()٣‬و َأأ ِهَّللما َمٌْبُوثِ ََ ِكتَاهبَ ُخ ِِش َما ِمِِ َف َِ ُلومُ ََام َ َْ َت ًِِوَ ْمبُوتَ ِكتَا ِت ََ َْ)‬

‫والناسٌتفاوتونفٌؤخذهمللكتابفآخذكتابهبٌمنهوهوالمإمن‪،‬وآخذكتابهبشمالهمنوراءظهر‬
‫وِت ِن َتات َ َُ ِت ََ ِمَيِ َِ * فَ َس ْو َف ُ َُي َاس ُة ِح َس ًااب ٌ َِس ًريإ * َوًَي َل ِو ُة‬
‫هوهوالكافر‪،‬لالتعالى‪ ( :‬فَبَأ ِهَّللما َم ْن ُأ ِ َ‬
‫(‪)٥‬‬
‫وِت ِن َتات َ َُ َو َر َإء َعِْ ِرٍ * فَ َس ْو َف ً َ ْد ُؼو جُ ُح ًورإ * َوً َ ْص َىل َس ِؾ ًريإ )‬ ‫إ َىل َأأُ ِ ِِْل َم ْ ُ‬
‫رس ًورإ * َو َأأ ِهَّللما َم ْن ُأ ِ َ‬
‫ِ‬

‫(‪ )١‬سورة الارسإء إ ٔلًة (‪)١٤-١٣‬‬


‫(‪ )٢‬سورة إمتكوٍر إ ٔلًة (‪)١٠‬‬
‫(‪)٣‬سورة إحلاكة إ ٔلًة (‪)١٩‬‬
‫(‪)٤‬سورةإحلاكة إ ٔلًة (‪)٢٥‬‬
‫(‪ )٥‬سورة الاوشلاق إ ٔلًة (‪)١٢-٧‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪26‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬وزن االعمال‬


‫صحفاألعمالٌُو َّجهالناسإلىالموازٌنمالتعالى‪َ ( :‬وإمْ َو ْز ُن ً َ ْو َمئِ ٍذ إمْ َح ُّق فَ َم ْن جَ ُلوَ ْت‬ ‫بعدأخذالكتبؤو ُ‬ ‫ْ‬
‫ون* َو َم ْن َخفِهَّلل ْت َم َوإ ِزً ُي َُ فَبُومَئِ َم ِهَّلل ِإذل ٍَن خ ِ ُ‬
‫َرسوإ َأأهْ ُف َسِ ُْم ِت َما ََكهُوإ ِتب ٓ َ ثِيَا‬ ‫َم َوإ ِزً ُي َُ فَبُومَئِ َم ُ ُمه إمْ ُم ْف ِو ُح َ‬
‫(‪)١‬‬
‫ً َ ْغ ِو ُم َ‬
‫ون)‬
‫نبهؤعماالل ِعباد‪،‬والٌعلَ ُمكٌفٌَّتهإالاللهتعالىمالتعالى‪َ ( :‬وه َلَ ُػ‬ ‫ُ‬ ‫ً‪،‬لهكفَّتانتُوزَ‬ ‫فالمٌزانشً ٌءحمٌم ٌّ‬
‫(‪)٢‬‬
‫إمْ َم َوإ ِز ٍَن إمْ ِل ْسطَ ِم ََ ْو ِم إمْ ِل َِا َم ِة فَ َال ث ُْغ َ ُمل ه َ ْف ٌس َشُْئًا)‬
‫المٌزان‪ :‬هوماٌوزنبهاألعمال‪،‬وهوؼٌرالعدل؛كمادلعلىذلكالكتابوالسنة؛مثلمولهتعالى‪:‬‬
‫ٍن إمْ ِل ْسطَ ِم ََ ْو ِم إمْ ِلَِا َم ِة} ‪.‬‬
‫{فَ َم ْن جَ ُلوَ ْت َم َوإ ِزً ُي َُ}‪،‬ولوله‪َ { :‬وه َلَ ُػ إمْ َم َوإ ِز َ‬
‫وحدٌثابنمسعودرضٌاللهعنهمالااللنبً‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪( : -‬أٔثؾ َج ُحون من دكِهَّللة ساكَ َِْ؟ مَـُِام يف إملزيإن ٔأج َل ُل من‬
‫(‪)٢‬‬
‫ُأ ُح ٍد)‬

‫وهذاوأمثالهمماٌبٌنؤناألعمالتوزنبموازٌنٌبٌنبهارجحانالحسناتعلىالسٌئاتوبالعكس؛فهوم‬
‫ماٌتبٌنبهالعدل‪،‬والممصودبالوزنالعدل؛كموازٌنالدنٌا‪،‬وأماكٌفٌةتلكالموازٌن؛فهوبمنزلة‬
‫كٌفٌةسائرماأخبرنابهمنالؽٌب‪.‬‬

‫ت َحسناتُه مع س ٌِّئاته‬ ‫موازٌن َحسناته على س ٌِّئاته دخَل الجنَّة‪ ،‬و َمن ت َ َ‬
‫ساو ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف َمن ثمُ ْ‬
‫لت‬
‫أمره حتى ٌدخل أهل الجنَّ ِة الجنَّةَ‪،‬‬ ‫كان من أهل األعراؾ بٌن الجنَّة والنار‪ٌُ ،‬إ َّجل ُ‬
‫سناته على س ٌِّئاته فٌد ُخل الجنَّة‪ ،‬و َمن‬ ‫در ُكه الشفاعة فترجح ح َ‬ ‫النار‪ ،‬ثم ت ُ ِ‬
‫َ‬ ‫وأه ُل ِ‬
‫النار‬
‫أن ٌشفع فٌه الشفعاء‪ ،‬أو ٌعفو هللا‬ ‫استحك النار‪ ،‬إال ْ‬
‫َّ‬ ‫سناته‬
‫رجحت س ٌِّئاته على ح َ‬
‫عاطٌه لما ٌحبط عمله فهم األخسرون‬ ‫ت موازٌنه ل ُكفره و ِشركه وت َ ِ‬ ‫عنه‪ ،‬و َمن خفَّ ْ‬
‫للنار َعذابًا ون ً‬
‫َكاال‪.‬‬ ‫المستوجبُون ِ‬‫ِ‬ ‫ً‬
‫أعماال‪،‬‬

‫لد ُتوزَ ن األعمال؛ لحدٌث‪( :‬إذلدُ هلل مت ُأل إملزيإن‪ ،‬وس ححان هللا‪ ،‬وإذلد هللا مت ُأل ما تني ِهَّلل‬
‫إمسامء‬
‫(‪)٣‬‬
‫حؾ األعمال؛ لحدٌث البطالة‪.‬‬ ‫ص ُ‬ ‫وإ ٔلرض) ‪ .‬ولد تُوزَ ن ُ‬
‫(‪)١‬سورة إ ٔلؼرإف إ ٔلًة (‪)٩،٨‬‬
‫(‪)٢‬معدةإمتفسري إمصفحة ٔأوإمرمق ‪)٢/٧(:‬‬
‫(‪ٔ )٣‬أخرجَ إالٕمام ٔأمحد يف إملس يد (‪ ،)٤٢١ ،٤٢٠ /١‬وُو يف مجمػ إمزوإئد (‪)٢٨٩ / ٩‬‬
‫(‪ٔ )٤‬أخرهجمسومربمق (‪،)٢٢٣‬ؼيبٔتاميماك ٔلشؾرٍرضَانوِؾيَ‪.‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪27‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الصراط والمرور علٌه‬


‫ومما ٌكون فً ٌوم المٌامة المرور على الصراط‪ ،‬وهو جسر ممدود على متن‬
‫جهنم‪ٌ ،‬رده األولون واآلخرون‪ٌ ،‬مر الناس علٌه على لدر أعمالهم‪ ،‬وهو أدق من‬
‫الشعر‪ ،‬وأحد من السٌؾ‪ ،‬وأشد حرارة من الجمر‪ ،‬علٌه كبللٌب تخطؾ من أمرت‬
‫بخطفه‪ٌ ،‬مر الناس علٌه على لدر أعمالهم؛ فمنهم من ٌمر كالبرق‪ ،‬ومنهم من ٌمر‬
‫كالرٌح‪ ،‬ومنهم من ٌمر كالفرس الجواد‪ ،‬ومنهم من ٌمر كهرولة الراجل‪ ،‬ومنهم‬
‫من ٌمشً مشٌا‪ ،‬ومنهم من ٌزحؾ زحفا‪ ،‬ومنهم من ٌخطؾ فٌلمى فً جهنم‪...‬‬
‫نسؤل هللا السبلمة والعافٌة‪.‬‬
‫الذٌن ٌمرون على الصراط هم المسلمون‪ ،‬أما الكفار والمشركون فتتبع كل فرلة‬
‫منهم ما كانت تعبد فً الدنٌا من األصنام والشٌاطٌن ونحوهما من اآللهة الباطلة‪،‬‬
‫فترد النار مع معبودها أوالً‪.‬‬
‫ثم ٌبمى بعد ذلن من كان ٌعبد هللا وحده فً الظاهر سواء كان صادلا ً أم منافماً‪،‬‬
‫وهإالء الذٌن ٌنصب لهم الصراط‪.‬‬
‫ثم ٌتمٌز المنافمون عن المإمنٌن بامتناعهم عن السجود‪ ،‬والنور الذي ٌعم‬
‫للمإمنٌن‪ ،‬فٌعود المنافمون إلى الوراء إلى النار‪ ،‬وٌعبر المإمنون الصراط إلى‬
‫الجنة‪.‬‬
‫وٌكون المرور على الصراط بعد الحساب ووزن األعمال والفراغ منها‪.‬‬
‫ثم ٌضطر الناس إلى المرور على الصراط كما لال سبحانه‬
‫إمغا ِم ِمَيَ ِفهيَا ِجث ًَّا)‬
‫ِ (‪)١‬‬
‫‪َ (:‬وإهْ ِم ْي ُ ُْكا ِهَّللال َوإ ِر ُدُ ََاَكه َ َؾوَ َ ِجرىّ َك َح ْت ًما َم ْل ِل ًَّا*جُ ِهَّللم ُييَ ِ ّج ِهَّلل ِ‬
‫َاذلًيَاث ِهَّلل َل ْو َإوه َ َذ ُر ِهَّلل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه أن رسول هللا‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬لال فً حدٌث‬
‫مرصإ ُط َحٌَُْ َغِ َْر ََِ ِهَّلل َ ‪،‬فَبَأ ُنوهُبَأ َ َو ُأ ِهَّللم ِتَبَأ ِهَّللوم َ َم ْي َُ ِس ُزي َ‪،‬والً َ َت َلكِهَّلل ُم ََ ْو َمئِ ٍذإ ُّ‬
‫ٕالإمر ُس ُل َ‪،‬و َدؼ َْو ُّمر ُس ِو ََ ْو َمئِ ٍذ ‪:‬‬ ‫الرإٌة‪َ (:‬وً ُ ْ َ ُاب ِ ّ َ‬
‫ِ ّ ّ (‪)٢‬‬
‫إنوُِ ِهَّللم َسو ْم َس ِ ْمل)‬

‫(‪)١‬سورة مرمي إ ٔلًة (‪)٧١،٧٢‬‬


‫(‪ )٢‬حصَحمسمل إمصفحة ٔأوإمرمق‪)١٨٢( :‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪28‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬الحوض‪.‬‬

‫وأخرج الشٌخان وؼٌرهما من حدٌث عبد هللا بن عمرو بن العاص رضً هللا عنهما؛‬
‫لال‪ :‬لال رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪( : -‬حويض مسرية شِر‪ ،‬ماؤٍ ٔأتَض من إنونب‪ ،‬ورُيَ ٔأطَة من‬
‫(‪)١‬‬
‫إملسم‪ ،‬ونزيإهَ نيجوم إمسامء‪ ،‬من رشب مٌَ؛ ال ًغمبٔ ٔأتدإ)‬
‫امنَاللَّبَ ِنو َم ْن ٌشرب‬
‫ض ِ‬ ‫ومن صفات الحوض طعمهؤحلى من العسل ولونه أ َ َ‬
‫شدُّبٌََا ً‬
‫منه ال ٌظمؤ أبدا‪.‬حدٌث أبً ذر رضً هللا عنه‬
‫(‪)٢‬‬
‫مرفو ًعا‪َ (:‬ما ُؤ ُُبَأ َش ُّدت َ ََاضً ا ِمٌَانو ِهَّلل َحيِ َو َأأ ْحوَ ِمىيَامْ َؾ َسل)‬
‫وٌختلؾ البعض بٌن الحوض والكوثر‪ .‬أما الحوض فهً فً المحشر والكوثر فً‬
‫الجنة‪.‬والكوثر نهر عظٌم جاري فهو أصل‪ ،‬والحوض مجمع ماء فرع عن الكوثر؛‬
‫ألنه ٌصب فً الحوض مٌزابان‪.‬‬
‫ثبتفٌاألحادٌثالصحٌحةأنؤولمنٌشربمنحوضالنبً‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫ّ‬
‫همفمراءالمهاجرٌن‪،‬شعثالرإوس‪،‬دنسالثٌاب‪،‬الذٌنعاشوافٌحٌاتهمالدنٌادونؤنٌذولوانعٌم‬
‫ها‪،‬ثمٌؤتٌبعدهذاالصنفؤهبللٌمنلفضلهمفٌالدنٌاوإٌمانهمبدعوةالنبً‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫ُل إه ِ‬
‫مين‪ٔ ،‬أ ِ‬
‫رض ُب‬ ‫ودفاعهمعنه‪،‬فمدوردفٌالحدٌثالشرٌفعنهم‪( :‬إ ِ ّٕين م ِح ُؾل ِر حويض ٔأذو ُد إميِهَّلل َاس َأل ِ‬
‫(‪)٣‬‬
‫حىت ٍرفَ ِهَّللض ؽو ِهيم)‬
‫تؾصاي ِهَّلل‬
‫َ‬
‫ٌشربمنحوضالنبً‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫إضافةإلىاألصنافالتٌسبمذكرهاكلمإمنٍتمٌاستمامعلىدٌناللهتعالىولمٌبدألوٌؽٌر‪،‬فمدثبتفٌاأل‬
‫حادٌثالصحٌحةأنّهٌردعنحوضهعلٌهالصبلةوالسبلمرجالٌٌعرفؤنهمؽٌّرواوبدلوا‪.‬‬

‫(‪)١‬حصَحامحخار مصفحة ٔأوإمرمق‪)٦٥٧٩ (:‬‬


‫(‪ )٢‬حصَحمسمل إمصفحة ٔأوإمرمق‪)١٨٢( :‬‬
‫(‪)٣‬حصَح مسمل إمصفحة ٔأوإمرمق‪)٢٣٠١( :‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪29‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬الشفاعة‪.‬‬


‫الشفاعةعرفا‪ :‬سإااللخٌرللؽٌر‪،‬ولٌل‪:‬‬
‫هٌمنالشفعالذٌهوضدالوتر‪،‬فكؤنالشافعضمسإالهإلىسإااللمشفوعله‪.‬‬
‫إمس َم َاو ِإت َال ثُ ْغ ِ َش َفا َؼهتُ ُ ْم َشُْئًا إ ِهَّللال ِم ْن ت َ ْؾ ِد َأأ ْن ًَبْ َذ َن ِهَّلل ُ‬
‫إا ِم َم ْن‬ ‫ِهَّلل‬ ‫لاالللهتعالى‪َ ( :‬و َ َْك ِم ْن َم َ ٍ‬
‫كل ِيف‬
‫ِ‬
‫ٌَشَ ا ُء َوٍَ ْر َ )(‪. )١‬‬

‫ففٌهذهاآلٌةالكرٌمةدلٌل على أنالشفاعةالتنفعإالبشرطٌن‪:‬‬


‫األول‪ :‬إذناللهللشافعؤنٌشفع؛ألنالشفاعةملكهسبحانه كما فً لوله ‪(:‬كُ ْل ِ ِهَّلل ِا ِهَّلل‬
‫إمش َفاؽَ ُة‬
‫(‪)٢‬‬
‫َ ِمجَ ًؾا)‬
‫الثانً‪:‬‬
‫رضاهعنالمشفوعفٌهبؤنٌكونمنؤهبللتوحٌد؛ألنالمشركبلتنفعهالشفاعة؛كمالالتعالى‪( :‬فَ َما‬
‫إمشا ِف ِؾ َني)(‪. )٣‬‬
‫ثَ ْي َف ُؾِ ُْم َش َفاؽَ ُة ِهَّلل‬

‫شفاعتهصلىاللهعلٌهوسلمفٌؤلوامؤنٌدخلواالجنةبؽٌرحساب‪،‬وٌستشهدلهذاالنوعبحدٌثعكا‬
‫شةبنمحصنحٌندعالهرسوالللهصلىاللهعلٌهوسلمؤنٌجعلهمنالسبعٌنؤلفاًالذٌنٌدخلونالجنةب‬
‫ؼٌرحساب‬

‫(‪)١‬سورة إميجم إ ٔلًة (‪)٢٦‬‬


‫(‪)٢‬سورة إمزمر إ ٔلًة (‪)٤٤‬‬
‫(‪ )٣‬سورة إملدثر إ ٔلًة (‪)٤٨‬‬
‫(‪)٤‬إهغررشحامطحاوًة‪،‬ج‪،١‬ص‪،٣٥٥‬وإحلدًرثوإُامحخارٍرمق (‪ )٥٤٢٠‬ومسومرمق (‪.)٢١٦‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪30‬‬

‫المبحث السابع‪ :‬الجنة والنار‪.‬‬


‫الجنِّة‬
‫ّ‬
‫ساب‪،‬وٌوجدللدخوإللىالجن‬ ‫لدللمإمنٌنؤٌمنآمنباللهتعالىبعدٌومالبعثوبعدالح‬
‫ِ‬ ‫الجنةهٌدارال ُخ‬
‫ةطرٌمواحدوطوٌل‪،‬والٌوجدبهابؤسوالمشمةوالتعب‪،‬وٌؤمرنااللهبؤنبلننؽربنعٌمالدُنٌاألن‬
‫ّ‬
‫هافانٌةوالعمللنعٌمالجنةألنهابالٌة‪.‬‬
‫وصؾ رسوالهلل‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫الجنّةبؤنّهالمٌخطرأبداًعلىعملبشر‪،‬وأننعٌمالدُنٌالطرةمنبحرنعٌمالجنة‪،‬بموله‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪(:-‬فهيا َما‬
‫(‪)١‬‬
‫َال ؽني َر َأأ ْت َو َال ٔأذن َ ِمسؾت َوال خطر ؽىل كوة ثرش )‬
‫(‪)٢‬‬
‫لالتعالى‪( :‬فَ َال ثَ ْؾ َ ُمل ه َ ْف ٌس َما ُأ ْخ ِف َي مَِ ُْم ِم ْن كُ ِهَّللر ِة َأأ ْؽ ُ ٍني)‬
‫وصفبناءهاالرسول‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪(:-‬محية من فلة ومحية من ذُة وتالطِا إملسم إ ٔلذفر وحصاؤُا‬
‫إنو م وإمَاكوت وترجهتا إمزؼفرإن من دخوِا ًيؾم ال ًحبٔس وخيدل ال ميوت ال ثحىل جَاهبم وال ًفىن‬
‫(‪)٣‬‬
‫ش حاهبم)‬
‫فٌالجنةعدة أنهار‪ :‬نهرمناللبن‪،‬ونهرالكوثر‬
‫إمْ ُمتِهَّلل ُل َ‬
‫ون ِفهيَا َأأهنْ َ ٌار‬ ‫(المسن)‪،‬ونهرمنالخمر‪،‬ونهرمنالعسل‪.‬لمولهتعالى‪َ ( :‬مث َ ُل إمْ َجيِهَّلل ِة إم ِهَّلل ِيت ُو ِؽدَ‬
‫(‪)٤‬‬
‫ِمن َماء َ ْ ِري أ ٓ ِس ٍن َو َأأهنْ َ ٌار ِمن م ِهَّلل َ ٍنب م ِهَّلل ْم ً َ َتغ ِهَّلل َْري َط ْؾ ُم َُ‪)...‬‬
‫للجنّةثمانٌةأبواب‪:‬‬
‫بابللتوبة‪،‬وبابللصبلة‪،‬وبابللزكاة‪،‬وبابللصدلة‪،‬وبابللحجوالعُمرةوبابللصلة‪،‬وبابللجهاد‪،‬‬
‫ومنؤشجارالجنّة‪ :‬شجرةطوبى‪،‬وسدرةال ُمنتهى‬

‫(‪)١‬روإمهسومؾن سِل جن سؾد ساؽد مصفحة ٔأوإمرمق ‪٢٨٢٥ :‬‬


‫(‪)٢‬سورة إمسسدة إ ٔلًة (‪)١٧‬‬
‫(‪ٔ )٣‬أخرجَ إمرتمِذًؾن ٔأ ُرٍرةإمصفحة ٔأوإمرمق ‪٢٥٢٦ :‬‬
‫(‪)٤‬سورة دمحم إ ٔلًة (‪)١٥‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪31‬‬

‫النار‬
‫لال هللا تعالى‪َ ( :‬وإث ِهَّلل ُلو ْإ إميِهَّلل َار إم ِهَّلل ِيت ُأ ِؽد ِْهَّللت نِ ْو َاك ِف ِر ٍَن)‬
‫(‪)١‬فالنارهٌمكانالكافرٌنبعدٌومالبعثوحساباآلخرة‪،‬وماٌتلمونفٌهامنعذابؤعدهاللهلهمبسببن‬
‫فرهمو ِعنادهم‪،‬‬
‫لمدحذرنااللهتعالىمنعذابجهنموأمرنابعمبللصالحاتكٌبلٌإتٌناالعذابفٌمولهتعالى‪( :‬فَان م ِهَّلل ْم‬
‫ِ‬
‫ثَ ْف َؾوُو ْإ َومَن ثَ ْف َؾوُو ْإ فَاث ِهَّلل ُلو ْإ إميِهَّلل َار إم ِهَّلل ِيت َوكُو ُدَُا إميِهَّلل ُاس َوإمْ ِح َس َار ُة ُأ ِؽد ِْهَّللت نِ ْو َاك ِف ِر ٍَن )‬
‫أٌؤنؤجسادالكافرٌنهٌولودالنار‪،‬وأنه ُكلمانضجتجلودهمؤبدلهااللهجلوداًؼٌرها‪.‬‬
‫(‪)٢‬‬

‫ٌكونطعامؤهلجهنممنالؽسلٌنوالضرٌع(إمزكوم)والحمٌم‪،‬وٌلبسونمنالناروالمطرانوالحدٌد( َل‬
‫(‪)٣‬‬
‫ٌ َْس مَِ ُْم َط َؾا ٌم إ ِهَّللال ِمن َ ِ‬
‫رضًػ ٍ* َال ٌ ُْس ِم ُن َو َال ً ُ ْغ ِ ِمن ُجوعٍ)‬
‫ِ‬
‫وتوجدللنارعدة أسماءمنها ‪:‬‬
‫جهنّم‪،‬ولُظى‪،‬والحطمة‪،‬والسعٌر‪،‬وسمر‪،‬والجحٌم‪،‬والهاوٌة‪.‬‬
‫إا َو َن ِر ُُوإ َأأ ْن ُ َا ُِدُ وإ ِتبَأ ْم َوإ ِمِ ِْم َو َأأهْ ُف ِسِ ِْم‬‫ون ِت َم ْل َؾ ِد ِ ْمه ِخ َال َف َر ُس ِول ِهَّلل ِ‬ ‫ٌموالللهتعالى ‪( :‬فَ ِر َح إمْ ُم َخو ِهَّلل ُف َ‬
‫إا َوكَامُوإ َال ثَ ْي ِف ُروإ ِيف إمْ َح ّ ِر كُ ْل َ ُر َ َهج ِهَّلل َ َأأ َش ُّد َح ًّرإ م َ ْو ََكهُوإ ً َ ْف َلِ َ‬
‫ِِل ِهَّلل ِ‬
‫(‪)٤‬‬
‫ُون)‬ ‫ِيف َسخ ِ‬
‫أٌبلتنفروامنحرالدنٌا‪،‬ففٌجهنمحرشدٌد‪،‬وألهبللنارأربعةأنواعمنالطعاموهً‪:‬‬
‫الحمٌم‪،‬والؽساق‪،‬والصدٌد‪،‬والماءكالمهل‪،‬فٌجبؤنندعوااللهؤنٌُبعدناعنالناروأنبلنكونمنؤه‬
‫ل‪.‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪32‬‬

‫مصط ر الك بطا ومراجعه‬


‫إمفكر إمصويف يف ضوء إمكتاب وإمس ية ونتحَ ؼحدإمرمحن ؼحدإخلامق يف‬ ‫‪.1‬‬
‫إمكوًت يف رجة إحلرإم س ية ‪ُ1406‬ـ ‪.‬‬
‫موسوؽة إملذإُة إمفكرًة إملؾارصة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫حرنة إمؾرص إجلدًد مفِوهما ووشبٔهتا وثطحَلاهتا مـ د َُفاء تًت رص‬ ‫‪.3‬‬
‫إمرش َد ‪.‬‬
‫موضوع إمتصوف تلمل مطف هللا خوجَ‬ ‫‪.4‬‬
‫إمصوفِة وشبٔهتا وثطورُا ثبٔمَف دمحم إمؾ ْحدٍ و طارق ؼحد إحلومي‬ ‫‪.5‬‬
‫ــص ُّو ُف إملًْشَ بٔ َوإمل َ َصا ِدر ثبٔمَف إ ٔلس تاذ إٕحسان إٕمِيي عِري (رمحَ‬
‫إمتِهَّلل َ‬ ‫‪.6‬‬
‫هللا) ‪1941‬م ـــ ‪ 1987‬م‬
‫إصطالحات إمصوفِة مكامل إدلٍن ؼحد إمرزإق إملاشاين ‪ .‬ط إمَِئة‬ ‫‪.7‬‬
‫إملرصًة إمؾامة نوكتاب مبرص ‪.‬‬
‫من ٔأؽالم إمتصوف إالٕساليم مطَ ؼحد إمحايق رسور ‪ .‬ط دإر‬ ‫‪.8‬‬
‫هنلة مرص‪.‬‬
‫مٌاكة إمصوفِة ملطة إدلٍن إملروزي ‪ .‬ط طِرإن‬ ‫‪.9‬‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪33‬‬

‫إمصفحة‬ ‫إملوضوع‬

‫‪١‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪٥‬‬ ‫التمهيد‪:‬‬
‫‪ )١‬إملححث إ ٔلول ‪ :‬وإجة إملسمل إجتاٍ إحلاةل إدلًًِة يف ُذإ إمؾرص‪.‬‬
‫‪٦‬‬ ‫‪ )٢‬إملححث إمثاين ‪ٔ :‬أمهَة إمتؾومي ؼن إمصوفِة‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬معنى الزهد لؽة وإصطبلحا واألدلة علٌها من الكتاب‬
‫والسنة‬
‫‪٧‬‬ ‫‪ )١‬الهتحث الأول‪ :‬نعًى السهد لغة و إصطلاحا‪.‬‬
‫ٔأ) إملطوة إ ٔلول‪ :‬مؾىن إمزُد مغة‪.‬‬
‫ب) إملطوة إمثاين‪ :‬مؾىن إمزُد إٕصطالحا‪.‬‬
‫‪٧‬‬ ‫‪ )٢‬الهتحث الثايي‪ :‬أدلة نٌ الكتاب على السهد‬
‫‪٨‬‬ ‫‪ )٣‬الهتحث الثالث‪ :‬أدلة نٌ السًة على السهد‬
‫الفصل الثانً‪ :‬التصوؾ نشؤته ‪ ,‬تارٌخه وتطوراته‪.‬‬
‫‪٩‬‬ ‫‪ )١‬الهتحث الأول‪ :‬تعريف التصىف‪.‬‬
‫‪١١‬‬ ‫‪ )٢‬الهتحث الثايي‪ :‬أصل التصىف واشتقاقه‪.‬‬
‫‪١٣‬‬ ‫‪ )٣‬الهتحث الثالث‪ :‬ةدء التصىف وظهىرٍ‬
‫اإليمان بأليوم اآلخر‬ ‫‪34‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أهم معتمدات الصوفٌة‪.‬‬


‫‪١٥‬‬ ‫ب) إملطوة إمثاين‪ :‬خروج إدلجال‪.‬‬
‫(ؽوََ إمسالم)‪.‬‬
‫‪١٦‬‬ ‫ج) إملطوة إمثامث‪ :‬ىزول ؽُىس‬
‫‪١٧‬‬ ‫د) إملطوة إمرإتػ‪ :‬خروج ًبٔجوج و مبٔجوج‪.‬‬
‫‪١٨‬‬ ‫ُ) إملطوة إخلامس‪ :‬خروج إدلإتة‪.‬‬
‫‪١٩‬‬ ‫و) إملطوة إمسادس‪ :‬طووع إمشمس من مغرهبا‬
‫‪٢٠‬‬ ‫ز) إملطوة إمساتػ‪ :‬إدلخان‪.‬‬
‫‪٢١‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المٌامة الكبرى و المٌامة الصؽرة‬
‫الفصل الرابع‪ :‬أهوال ٌوم المٌامة‪.‬‬
‫‪٢٢‬‬ ‫‪ )١‬الهتحث الأول‪ :‬الحساب‪.‬‬
‫‪٢٣‬‬ ‫‪ )٢‬الهتحث الثايي‪ :‬إعطاء الصحائف‪.‬‬
‫‪٢٤‬‬ ‫‪ )٣‬الهتحث الثالث‪ :‬وزى الاعهال‪.‬‬
‫‪٢٥‬‬ ‫‪ )٤‬الهتحث الراةع‪ :‬الصراط والهرور عليه‪.‬‬
‫‪ )٥‬الهتحث الخانس‪ :‬الحىض‪.‬‬
‫‪ )٦‬الهتحث السادش‪ :‬الشفاعة‪.‬‬
‫‪ )٧‬الهتحث الساةع‪ :‬الجًة والًار‪.‬‬

You might also like