You are on page 1of 62

‫اسلم ‪101‬‬

‫مجع وإعداد‪:‬‬

‫خالد بن عبداهلل احلبيب‬

‫‪1440‬هـ‬
‫املقدمة‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة على أشرف األنبياء واملرسلني نبينا حممد وعلى آله وصحبه‬
‫أمجعني أما بعد‪:‬‬

‫فأهال ومرحبا بك أخي املتدرب يف رحاب املؤسسة العامة للتدريب التقين واملهين‪ ،‬نضع بني يديك‬
‫احلقيبة التدريبية ملقرر الدراسات اإلسالمية )أسلم ‪ ( 101‬حبلته اجلديدة يف اخلطة واحملتوى‪،‬‬
‫واليت مت اعتمادها والعمل بها ابتداء من العام التدرييب‪:‬‬

‫( ‪ .) 1330 / 1341‬أسأل اهلل أن جيعل فيها العلم النافع لك يف حاضرك ومستقبلك‪ ،‬وأن تكون‬
‫معينة لك على حسن عبادة ربك‪ ،‬وعلى خدمة دينك ووطنك‪ ،‬سيما وأن هذه احلقيبة تتضمن أشرف‬
‫علم على وجه األرض وهو العلم باهلل‪ ،‬والعلم مبا حيويه هذا الدين العظيم من القيم واألخالق‬
‫واملكارم‪.‬‬

‫وقد بذلت جهدي يف إعداد ومجع احملتوى يف خطة احلقيبة من املراجع املعتمدة‪،‬ومما أنعم اهلل به‬
‫عليً من سابق علم وخربة يف هذا التخصص حبمد اهلل‪ ،‬وأشكر اهلل على ما من به من العون‬
‫والتوفيق‪ .‬وقد جعلت احلقيبة يف أربع وحدات هي (الوحدة األوىل‪ :‬العقيدة اإلسالمية‪ ،‬الوحدة‬
‫الثانية‪ :‬القيم اإلسالمية‪ ،‬الوحدة الثالثة‪ :‬قضايا فكرية معاصرة‪ ،‬الوحدة الرابعة‪ :‬أخالقيات‬
‫املهنة)‪ ،‬ووضعت يف كل وحدة عناوين رئيسة وأخرى فرعية‪ ،‬ليسهل على املتدرب تناول واستيعاب‬
‫حمتوى احلقيبة أثناء العملية التدريبية‪.‬‬

‫وفقك اهلل أخي املتدرب‪ ،‬ونفع اهلل بك أهلك‪ ،‬ودينك‪ ،‬ووطنك‪ ،‬وجعلك اهلل من محاة وبناة هذا‬
‫الوطن العظيم‪.‬‬

‫وبعد فإن النقص‪ ،‬والقصور جبلة بشرية‪ ،‬وطبيعة إنسانية فما وجدمت من قصور ونقص‬

‫يف هذا العمل فالتمسوا العذر ألخيكم‪ ،‬ومن اجملرب أن العمل إذا وضع على احملك‬

‫يف امليدان ظهرت حسناته وعيوبه‪ ،‬وبانت جودته‪ ،‬ووجوه القصور فيه فأرجو من الزمالء األفاضل‬
‫التكرم بتزويدي بكل مالحظاتهم واستدراكاتهم وهذا من واجب‬

‫النصيحة يف العمل‪ ،‬ومن حقوق األخوة‪ ،‬وهو من دواعي سروري وامتناني لكم‪.‬‬

‫وفق اهلل اجلميع ملا حيبه ويرضاه‬

‫أخوكم‪ :‬خالد بن عبد اهلل احلبيب‪ /‬الكلية التقنية الثانية بربيدة‬

‫الربيد اإللكرتوني‪kalhabeb@tvtc.gov.sa :‬‬


‫وصف المقرر‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫وصف المقرر‪:‬‬

‫يغطي المقرر الجوانب الرئيسية للعقيدة اإلسالمية وما تمتاز به من الخصائص‬


‫ومميزات‪ ،‬ومدى أثرها على الفرد والمجتمع وتصديها لالنحرافات العقدية والفكرية‬
‫بمنهج وسطي معتدل ويبرز القيم اإلسالمية السامية التي حثنا عليها شرعنا الحكيم‬
‫من قيم عليا وقيم خلقية وقيم حضارية ويتطرق ألهم القضايا الفكرية المعاصرة‬
‫كحقوق اإلنسان والعولمة واالستشراق كما يبين أهمية أخالقيات المهنة التي حثنا‬
‫عليها اإلسالم وأثرها على الفرد والمجتمع والتنمية وتجاوز ما يناقضها من اخالقيات‬
‫مذمومة‪.‬‬

‫الهدف العام للمقرر‪:‬‬

‫يهدف المقرر إلى حماية المتدرب من االنحرافات العقدية والفكرية والمفاهيم‬


‫الخاطئة للجوانب التعبدية واألخالقية ورفع مستوى الوعي لديه تجاه القضايا‬
‫الرئيسية للدين اإلسالمي وبناء التصورات والمفاهيم السليمة تجاه القيم والنظم‬
‫والفكر‬
‫األهداف التفصيلية للمقرر‪:‬‬
‫أن يكون المتدرب قادرا وبكفاءة على أن‪:‬‬
‫‪ .1‬يحدد خصائص العقيدة وأثرها على الفرد والمجتمع إجماال‪.‬‬
‫‪ .2‬يبرز مظاهر وصور وسطية العقيدة اإلسالمية بين العقائد األخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬يتعرف على قيم اإلسالم السامية ويكتسب ملكة النقد العلمي للقيم الوافدة‪.‬‬
‫‪ .4‬يتعرف على قضايا فكرية معاصرة كحقوق االنسان والعولمة واالستشراق‪.‬‬
‫‪ .5‬يتعرف على مفهوم الخلق والعمل واألخالق المهنية في اإلسالم وكيفية‬
‫تفعيلها في حياته وتجاوز ما يناقضها من االخالقيات المذمومة‪.‬‬
‫‪ .6‬يكون ذو شخصية متزنة دينيا وفكريا وسلوكيا وثقافيا واخالقيا بما يساعد‬
‫على حماية الوطن والمحافظة على وحدة المجتمع والمساهمة في تنمية ورقي‬
‫البالد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫الوحدة األولى‪ :‬العقيدة اإلسالمية‬


‫العقيدة اإلسالمية‬

‫أهمية العقيدة اإلسالمية ومكانتها‪:‬‬

‫الحمد هلل الذي جعلنا مسلمين ومن أهل السنة والجماعة وهو اختيار‪ ،‬واصطفاء‪،‬‬
‫وتكريم‪ ،‬وابتالء وبعد‪ :‬فإن تعلم العقيدة اإلسالمية‪ ،‬والعمل بها‪ ،‬والدعوة إليها هو‬
‫أوجب الواجبات‪ ،‬وأهم المهمات ذلك ألن صالح األعمال وقبولها متوقف على صحة‬
‫العقيدة‪ ،‬والسعادة في الدنيا والعقبى ال تكون إال بالتمسك بها‪ ،‬والسالمة مما ينافيها‪،‬‬
‫أو يخل بها‪ ،‬أو يقدح بكمالها‪ .‬والعقيدة اإلسالمية التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة‬
‫هي العقيدة الصحيحة التي ارتضاها اهلل لعباده‪ ،‬وهي عقيدة األنبياء والمرسلين‪ ،‬ومن‬
‫سار على نهجهم من األئمة والمصلحين إلى يوم الدين‪ .‬وتتجلى ضرورة العقيدة‬
‫اإلسالمية مع كثرة االضطرابات والتغيرات‪ ،‬وتزايد الفتن والمغريات واضطرام‬
‫األهواء واأليديولوجيات‪ ،‬وغزو األفكار والمذاهب الهدّامة‪ ،‬وال مخرج وال عاصم إال‬
‫هذه العقيدة اإللهية الربانية واعتزال ما سواها من الباطل‪ .‬وال يكون اإلنسان مسلما‬
‫إال باإليمان بالعقيدة اإلسالمية التي بينها القرآن العظيم‪ ،‬وبينتها السنة الصحيحة على‬
‫لسان سيد المرسلين‪ ،‬وسار عليها النبي الكريم‪ ،‬وصحبه الميامين‪ ،‬والتابعين من القرون‬
‫المفضلين‪ ،‬ومن تبعهم إلى يوم الدين‪ ،‬وهم أهل السنة والجماعة المذكورين‪ .‬وبين‬
‫يديك أخي الكريم بيان موجز بالعقيدة اإلسالمية التي هي دين رب العالمين‪ ،‬وال‬
‫يقبل من أحد غير هذا الدين قال اهلل تعالى‪(:‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم‬
‫نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا) وقال‪( :‬ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه‬
‫وهو في اآلخرة من الخاسرين)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم العقيدة اإلسالمية‪ :‬المقصود بمفهوم العقيدة‪ )1:‬تعريف كلمة عقيدة في اللغة‬
‫العربية‪ )2 .‬وتعريف العقيدة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف كلمة عقيدة في لغة العرب (اللغة العربية)‪:‬‬

‫جرى استعمال كلمة عقيدة في اللغة العربية في الشيء القوي الثابت فهي مأخوذة‬
‫من العقد وهو الشد والربط واإليثاق والثبوت واإلحكام‬

‫فهي تطلق على كل ما يعتقده اإلنسان في قلبه بقوة وصدق سواء كان هذا االعتقاد‬
‫حقا‪ ،‬أو باطال‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫تعريف العقيدة اإلسالمية‪:‬‬

‫هي اإليمان الجازم والحكم القاطع الذي ال يتطرق إليه شك باهلل والقيام بما يجب هلل‬
‫من التوحيد بأنواعه الثالثة‪ ،‬واإليمان بكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة‬
‫من أصول الدين وأموره وأخباره‪ ،‬وما أجمع عليه السلف الصالح والتسليم هلل تعالى‬
‫في الحكم واألمر والقدر والشرع ولرسوله صلى اهلل عليه وسلم بالطاعة والتحكيم‬
‫واالتباع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان العقيدة اإلسالمية‪:‬‬

‫المقصود بأركان العقيدة اإلسالمية هي (أركان اإليمان) وهي ستة‪:‬‬

‫‪ .1‬اإليمان باهلل تعالى‪.‬‬


‫‪ .2‬اإليمان بالمالئكة‪.‬‬
‫‪ .3‬اإليمان بكتب اهلل‪.‬‬
‫‪ .4‬اإليمان برسل اهلل‪.‬‬
‫‪ .5‬اإليمان باليوم اآلخر‪.‬‬
‫‪ .6‬اإليمان بالقدر كله خيره وشره من اهلل‪.‬‬

‫شرح أركان اإليمان بإيجاز‪:‬‬

‫الركن األول‪ :‬اإليمان باهلل تعالى‬

‫اإليمان باهلل هو أصل أركان اإليمان الستة ألن باقي األركان تابعة له ونابعة منه وال‬
‫تصح اال به‪.‬‬

‫معنى اإليمان باهلل‪:‬‬

‫تصديق القلب باهلل والشهادة له بالوحدانية‪ ،‬وعبادته بما شرع‪ ،‬والخلوص من الشرك‪.‬‬

‫ويتضمن اإليمان باهلل اإليمان بأربعة أمور‪:‬‬

‫‪ .1‬اإليمان بوجود اهلل تعالى وأنه حق‪.‬‬


‫‪ .2‬اإليمان بربوبية اهلل لخلقه (توحيد الربوبية)‪.‬‬
‫‪ .3‬اإليمان بأسمائه وصفاته تعالى (توحيد األسماء والصفات)‪.‬‬
‫‪ .4‬اإليمان بألوهية اهلل (توحيد األلوهية)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫معنى اإليمان بالربوبية‪:‬‬

‫إفراد اهلل بأفعاله التي ال يقدر عليها غيره وأنه ال شريك له في خلقه وملكة وتدبيره‬
‫وغير ذلك من مقتضيات الربوبية‪ .‬قال تعالى‪( :‬اهلل خالق كل شيء) وقال‪( :‬واهلل‬
‫خلقكم وما تعملون) وقال‪( :‬أالله الخلق واألمر) فإذا وحّدت اهلل بهذا التوحيد فقد‬
‫آمنت بتوحيد الربوبية وبرئت من شرك الربوبية‪ ،‬ومن مسلك الجاحدين لفعل اهلل‬
‫وخلقه مثل الدهريين والطبائعيين‪.‬‬

‫من خصائص توحيد الربوبية‪ :‬أنه عمل قلبي ال يتعدى القلب‪ ،‬ولذا سمي توحيد المعرفة‬
‫واإلثبات‪ ،‬أو التوحيد العلمي‪.‬‬

‫ومعنى اإليمان باألسماء والصفات‪:‬‬

‫اعتقاد أن هلل األسماء الحسنى والصفات العلى من غير تمثيل‪ ،‬وال تعطيل‪ ،‬وال تكييف‪.‬‬
‫قال اهلل تعالى‪( :‬وهلل األسماء الحسنى فادعوه بها) كما يقتضي أيضا وصف اهلل تعالى‬
‫بما وصف به نفسه في كتابه‪ ،‬وبما وصفه به رسوله ‪ ‬في السنة الصحيحة من غير‬
‫تشبيه وال تمثيل وال تكييف وال تعطيل‪ .‬فإذا آمنت أيها المسلم بأسماء اهلل تعالى‬
‫وصفاته على هذه الصفة المذكورة فقد وحدَت اهلل بتوحيد األسماء والصفات‪ ،‬وقد‬
‫برئت وسلمت من مسالك طوائف الضالين‪.‬‬

‫ومعنى توحيد األلوهية‪:‬‬

‫إفراد اهلل تعالى بالعبادة بما شرع‪ ،‬فال يصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير اهلل تعالى‪.‬‬
‫وهذا هو األصل والمقصد وحبل النجاة‪.‬‬
‫قال تعالى (وما خلقت الجن واألنس إال ليعبدون) وقال‪(:‬وما أمروا إال ليعبدوا اهلل‬
‫مخلصين له الدين‪ )...‬اآلية‪.‬‬
‫ومن خصائص توحيد األلوهية وتوحيد األسماء والصفات‪ :‬انها عمل قلبي‪ ،‬وبدني‪ ،‬فال يكفي‬
‫فيه عمل القلب‪ ،‬بل يتعداه إلى السلوك والعمل قصدا هلل وحده ال شريك له‪.‬‬

‫الخالصة‪ :‬إن كنت تؤمن باهلل خالقا‪ ،‬وربا‪ ،‬ومعبودا‪ ،‬وإلها مالكا متصرفا‪ ،‬وتعبد اهلل بما‬
‫أمر وشرع مخلصا له الدين‪ ،‬فإنك مؤمن بتوحيد األلوهية بريء من الشرك‪ ،‬ومن‬
‫اإللحاد‬

‫‪5‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫الركن الثاني‪ :‬اإليمان بالمالئكة‬

‫تعريف بالمالئكة الكرام وبما صح من أوصافهم‪:‬‬

‫‪ .1‬أنهم خلق من خلق اهلل لهم أجسام وليسوا قوى معنوية‪.‬‬


‫‪ .2‬أن اهلل خلقهم من نور‪.‬‬
‫‪ .3‬أنهم عالم غيبي‪.‬‬
‫‪ .4‬أن اهلل جبلهم على الطاعة المطلقة (ال يعصون اهلل ما أمرهم ويفعلون ما‬
‫يؤمرون)‪.‬‬
‫‪ .5‬أنه ليس لهم من خصائص الربوبية وال األلوهية شيء‪.‬‬
‫والمقصود بذلك‪ :‬أنهم ال يخلقون‪ ،‬وال يرزقون‪ ،‬وال يحل أن يعبدوا مع اهلل‬
‫وال من دون اهلل‪.‬‬
‫‪ .6‬أنهم متفاوتون في صفة الخلق ومتفاوتون في الوظائف واألعمال‪.‬‬

‫ومن أعمال المالئكة الكبار‪:‬‬

‫‪ .1‬جبريل وهو أعظم المالئكة مكانة أوكل اهلل إليه الوحي ينزل به من اهلل تعالى‬
‫إلى الرسل‪.‬‬
‫‪ .2‬إسرافيل موكل بالنفخ في الصور وهو أيضا أحد حملة العرش‪.‬‬
‫‪ .3‬ميكائيل موكل بالقطر والنبات‪.‬‬
‫‪ .4‬ملك الموت موكل هو وأعوانه بقبض األرواح‪.‬‬

‫ويتضمن اإليمان بالمالئكة الكرام اإليمان بأربعة أمور‪:‬‬

‫‪ .1‬اإليمان بوجودهم وجودا حقيقيا‪.‬‬


‫‪ .2‬اإليمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه كجبريل ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم‬
‫اجماال أي نؤمن بأن هلل مالئكة كثيرون وال يلزمنا معرفة أسمائهم‪.‬‬
‫‪ .3‬اإليمان بما علمنا من صفاتهم كصفة خلق جبريل فقد أخبر النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلقة اهلل عليها وله ستمئة جناح قد سد‬
‫األفق‪.‬‬
‫‪ .4‬اإليمان بما علمنا من أعمالهم كتسبيح اهلل وعبادته ليال ونهارا دون ملل وال‬
‫فتور‪ ،‬كما مر ذكره من أعمالهم الخاصة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫الركن الثالث‪ :‬اإليمان بكتب اهلل‬

‫والمقصود بالكتب‪ :‬هي كتب اهلل التي أنزلها على الرسل‪ ،‬رحمة للخلق‪ ،‬وهداية لهم‪،‬‬
‫ليصلو إلى سعادة الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫ولكل رسول كتاب أنزله اهلل عليه قال تعالى‪( :‬لقد أرسلنا رسلنا بالبينات‪ ،‬وأنزلنا‬
‫معهم الكتاب والميزان)‪.‬‬

‫ويتضمن اإليمان بالكتب اإليمان بخمسة أمور‪:‬‬

‫‪ .1‬اإليمان بأنها أنزلت من عند اهلل حقا‪.‬‬


‫قال تعالى‪( :‬كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو األلباب)‪.‬‬
‫‪ .2‬اإليمان بما علمنا اسمه منها باسمه كالقرآن الذي نزل على محمد ‪ ،‬والتوراة‬
‫التي أنزلت على موسى‪ ،‬واإلنجيل الذي أنزل على عيسى‪ ،‬والزبور الذي أوتيه‬
‫داود‪ ،‬وأما مالم نعلم اسمه من الكتب المنزلة فنؤمن بها اجماال‪.‬‬
‫‪ .3‬تصديق ما صح من أخبارها كأخبار القرآن‪ ،‬وأخبار مالم يبدل أو يحرف من‬
‫الكتب السابقة ولم يعارض ما في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ .4‬اإليمان بأن القرآن الكريم كالم اهلل تكلم به حقيقة وأن هذه الكتب غير‬
‫مخلوقة كما زعم المبطلون‪.‬‬
‫‪ .5‬اإليمان والعمل بالكتاب المنزل علينا منها وهو القرآن العظيم‪ ،‬والعمل بما لم‬
‫ينسخ منها والرضا والتسليم به‪ ،‬سواء فهمنا حكمته أو لم نفهمها‪.‬‬

‫وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال اهلل تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب‬
‫بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه)‪ .‬أي حاكما عليه‪ ،‬وعلى هذا فال‬
‫يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إال ما صح منها وأقره القرآن‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫الركن الرابع‪ :‬اإليمان برسل اهلل عليهم الصالة والسالم‬

‫ورسل اهلل بشر أوحى اهلل إليهم بالشرائع وأمرهم بتبليغها وأولهم نوح وآخرهم محمد‬
‫‪ .‬وأما أبو البشر آدم عليه الصالة والسالم فهو نبي وليس برسول‪.‬‬

‫ويتضمن اإليمان بالرسل اإليمان بخمسة أمور هي‪:‬‬

‫‪ .1‬اإليمان بأن رسالتهم من عند اهلل حق‪.‬‬


‫‪ .2‬اإليمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل‪ :‬محمد‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬موسى عيسى عليهم‬
‫الصالة والسالم‪ .‬وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به اجماالً‪ .‬قال تعالى‬
‫(ولقد أرسلنا رسال من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص‬
‫عليك)‪.‬‬
‫‪ .3‬تصديق ما صح عنهم من أخبار‪.‬‬
‫‪ .4‬العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد ‪ ‬المرسل إلى الناس‬
‫كافة‪ .‬قال تعالى‪( :‬فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم‬
‫ال يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)‪.‬‬
‫‪ .5‬اإليمان بأنه ال نبي‪ ،‬وال رسول بعد محمد ‪ ‬وأنه خاتم األنبياء والمرسلين‪.‬‬

‫الركن الخامس‪ :‬اإليمان باليوم اآلخر‪.‬‬

‫وهو يوم البعث والقيامة قال تعالى (يوم يقوم الناس لرب العالمين)‪ .‬وهو الذي يبعث‬
‫الناس فيه للحساب والجزاء‪.‬‬

‫سمي باليوم اآلخر‪ :‬ألنه ال يوم بعده حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم‪ ،‬وأهل النار‬
‫في منازلهم‪.‬‬

‫معنى اإليمان باليوم اآلخر‪:‬‬

‫هو التصديق الجازم بإتيانه وبجميع تفاصيله التي أخبر عنها القرآن الكريم‪ ،‬وجاءت‬
‫بها السنة الصحيحة والعمل للنجاة ذلك اليوم قال تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا‬
‫يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)‬

‫‪8‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ويتضمن اإليمان باليوم اآلخر أربعة أمور‪:‬‬

‫‪ .1‬اإليمان بأن القبر هو أول منازل اآلخرة وأن فيه حياة برزخيه اهلل أعلم‬
‫بكيفيتها‪.‬‬
‫‪ .2‬اإليمان بالبعث بعد الموت من القبور‪.‬‬
‫والبعث هو اإلخراج يعني إخراج الناس أحياء من قبورهم بعد موتهم‬
‫قال تعالى (زعم اللذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن‬
‫بما عملتم وذلك على اهلل يسير)‪ ،‬وقال تعالى (ثم إنكم بعد ذلك لميتون*ثم‬
‫إنكم يوم القيامة تبعثون)‪.‬‬
‫‪ .3‬اإليمان بالحساب والجزاء على األعمال‪ .‬قال تعالي (إن إلينا إيابهم*ثم إن علينا‬
‫حسابهم)‪.‬‬
‫‪ .4‬اإليمان بالجنة والنار‪ ،‬وأنهما حق‪ ،‬وأنهما دار الجزاء‪ .‬قال تعالى (فمن زحزح‬
‫عن النار وأدخل الجنة فقد فاز)‬

‫الركن السادس‪ :‬اإليمان بالقدر كله خيره وشره أنه من اهلل‬

‫القدر‪ :‬هو تقدير اهلل تعالى لألشياء‪.‬‬

‫وقد كتب اهلل تعالى مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات واألرض بخمسين ألف‬
‫سنة‪ ،‬قال تعالى (ألم تعلم أن اهلل يعلم ما في السماء واألرض إن ذلك في كتاب إن‬
‫ذلك على اهلل يسير)‪.‬‬

‫ويتضمن اإليمان بالقدر اإليمان بأربعة أمور‪:‬‬

‫‪ .1‬أن اهلل تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيال أزال وأبدا سواء كان مما يتعلق‬
‫بأفعاله سبحانه وتعالى أو بأفعال خلقة‪.‬‬
‫‪ .2‬االيمان بأن اهلل كتب ذلك باللوح المحفوظ كما في اآلية السابقة‪.‬‬
‫‪ .3‬االيمان بأن جميع الكائنات ال تكون اال بمشيئة اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ .4‬االيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة هلل تعالى بذواتها وصفاتها وحركاتها‪ .‬قال‬
‫تعالى (اهلل خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثالثا‪ :‬خصائص العقيدة اإلسالمية‪ :‬المقصود بالخصائص هي‪:‬‬

‫(المزايا والخصال التي تتفرد بها العقيدة اإلسالمية عن غيرها من العقائد)‬

‫وللعقيدة اإلسالمية المتمثلة في عقيدة أهل السنة والجماعة خصائص عديدة ال توجد‬
‫في أي عقيدة أخرى وال غرو في ذلك إذ أن هذه العقيدة تستمد من الوحي الذي ال‬
‫يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪.‬‬

‫ومن خصائص العقيدة اإلسالمية ما يلي‪:‬‬


‫الخاصية األولى‪ :‬أن مصدرها الوحي من القرآن الكريم‪ ،‬والسنة الصحيحة‪ ،‬وهذا يفيد‬
‫عصمة مصدر التلقي وسالمته ألنه وحي من اهلل‪.‬‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬أنها العقيدة الحق وما سواها من العقائد فهو باطل‪.‬‬
‫الخاصية الثالثة‪ :‬أن اهلل ال يقبل دينا غير هذه العقيدة اإلسالمية‪ .‬قال تعالى (ومن يبتغ‬
‫غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه وهو في اآلخرة من الخاسرين)‪.‬‬
‫الخاصية الرابعة‪ :‬أنها توافق الفطرة التي فطر اهلل الناس عليها‪ ،‬وتوافق العقل السليم‪.‬‬
‫قال تعالى (فطرة اهلل التي فطر الناس عليها ال تبديل لخلق اهلل ذلك الدين القيم)‪.‬‬
‫الخاصية الخامسة‪ :‬الوضوح والسهولة والبيان والسالمة من االضطراب والتناقض‬
‫واللبس‪ .‬قال ‪( :‬تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها إال‬
‫هالك)‪.‬‬
‫الخاصية السادسة‪ :‬اتصال سندها بالرسول‪ ،‬والصحابة‪ ،‬والتابعين‪.‬‬
‫الخاصية السابعة‪ :‬أن العقيدة االسالمية فيها الجواب الكافي والدواء الشافي للسائلين‪.‬‬
‫الخاصية الثامنة‪ :‬أنها عقيدة تقوم على إفراد اهلل بالوحدانية والخلوص من الشرك‪.‬‬
‫الخاصية التاسعة‪ :‬أنها للناس كافة‪ ،‬وهي رحمة للعالمين‪ .‬قال تعالى (وما أرسلناك إال‬
‫كافة للناس)‪ ،‬وقال تعالى (وما أرسلناك إال رحمة للعالمين)‪.‬‬
‫الخاصية العاشرة‪ :‬أنها ترفع شأن اإلنسان والعقل والتفكر والنظر‪ .‬فهي عقيدة تأمر‬
‫الناس بإعمال عقولهم والتفكر والنظر في نفوسهم وفي الكون حولهم‪.‬‬
‫الخاصية الحادية عشر‪ :‬أن أتباع هذه العقيدة (عقيدة أهل السنة والجماعة) ال ينتسبون‬
‫ألحد غير رسول اهلل ‪ .‬أما الطوائف الضالة فكل ينتسب لصاحب مذهبه‪ ،‬وفكره‪،‬‬
‫وطريقته‪ ،‬وشيخه‪ ،‬وإمامه‪ ،‬فالحمد هلل على منته‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫رابعا‪ :‬أثر العقيدة اإلسالمية وثمارها على الفرد والمجتمع‪:‬‬

‫لهذه العقيدة اإلسالمية بالغ األثر وعظيم المدًكر‪ ،‬ولها من الثمرات جليل الثمر‪،‬‬
‫فمتى ما آمنت األمة باهلل واستمسك المسلمون بعقيدتهم على مستوى الفرد‬
‫والمجتمع‪ ،‬واعتزوا بها‪ ،‬وقاموا بحق اهلل عليهم‪ ،‬وساد بينهم الخلق الحسن‪ ،‬والحب‪،‬‬
‫والتسامح‪ ،‬وتعاونوا على البر والتقوى‪ ،‬وتواصوا بالحق والصبر عليه‪ ،‬وكانت التقوى‬
‫ملء قلوبهم‪ ،‬ومراقبة اهلل مالزمة لهم‪ ،‬ورضوا باهلل ربا وباإلسالم دينا‪ ،‬وبمحمد ‪‬‬
‫نبيا ورسوال‪ ،‬واجتمعوا على الحق‪ ،‬وعلى ولي أمر واحد‪ ،‬ولم ينازعوا األمر أهله‪ ،‬ولم‬
‫تزلزلهم أعاصير الفتن‪ ،‬وال متغيرات الحياة وإيقاعها السريع‪ ،‬بل ثبتوا على الحق‬
‫وصبروا على الجهاد في اهلل‪ .‬إذا فليبشروا بالعاقبة الحميدة‪ ،‬والحياة الطيبة‪ ،‬واآلثار‬
‫الجليلة‪ ،‬والثمرات المفيدة‪ ،‬ولهذا قال ‪(‬ذاق طعم اإليمان من رضي باهلل ربا‪ ،‬وباإلسالم‬
‫دينا‪ ،‬وبمحمد رسوال) الحديث رواه مسلم وأحمد‪.‬‬

‫والبحث هنا عن األثر الجميل الذي تغرسه هذه العقيدة في نفس المسلم وفي سلوكه‬
‫وحياته وعن الثمرات الجليلة التي ينعم بها ويتفيأ ظاللها‪.‬‬

‫ومن هذه اآلثار والثمرات ما يلي‪:‬‬

‫الثمرة األولى‪ :‬أن العقيدة اإلسالمية ترفع اإلنسان إلى مقام التكريم والسمو اإلنساني‪،‬‬
‫قال تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير‬
‫ممن خلقنا تفضيال)‪.‬‬

‫الثمرة الثانية‪ :‬أن العقيدة اإلسالمية هي المنة والنعمة الكبرى على اإلنسانية‪ .‬فهي‬
‫المنة اإللهية الكبرى والنعمة العظمى لمن وفقه اهلل وهداه لإلسالم واإليمان‪ .‬قال‬
‫تعالى (يمنون عليك أن أسلموا قل ال تمنو على إسالمكم بل اهلل يمن عليكم أن هداكم‬
‫لإليمان إن كنتم صادقين)‪.‬‬

‫الثمرة الثالثة‪ :‬العقيدة اإلسالمية يعرف اإلنسان بها نفسه وربه وغاية وجودة‪ .‬قال‬
‫تعالى (وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون)‪.‬‬

‫الثمرة الرابعة‪ :‬بهذه العقيدة يحصل لإلنسان واألمة الحياة الطيبة‪ .‬فمن تمسك بهذه‬
‫العقيدة وثبت عليها حصل على موعود اهلل بالحياة الطيبة والسعادة الحقيقية‪ ،‬والرضا‬
‫النفسي‪ ،‬واالطمئنان القلبي‪ .‬قال تعالى (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن‬
‫فلنحيينه حياة طيبة)‪..‬اآلية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫الثمرة الخامسة‪ :‬في هذه العقيدة صالح البال والطمأنينة‪ ،‬والنعيم والسعادة في الدارين‪.‬‬
‫قال تعالى (إن األبرار لفي نعيم*وإن الفجار لفي جحيم)‪.‬‬

‫الثمرة السادسة‪ :‬في هذه العقيدة صالح قلب اإلنسان وصالح بدنه‪ .‬فهذه العقيدة تجمع‬
‫الصالح كله صالح الدنيا والدين كما جاء في الحديث (وإن في الجسد مضغة إذا‬
‫صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله آال وهي القلب) وال يصلح‬
‫القلب إال إذا كان عامرا بهذه العقيدة العظيمة‪.‬‬

‫الثمرة السابعة‪ :‬أن هذه العقيدة تحرر اإلنسانية من العبودية لغير اهلل تعالى‪ .‬كما جاء‬
‫في قصة الصحابي الذي استدعاه قيصر الروم فقال له ما الذي جاء بكم فقال رضي‬
‫اهلل عنه (جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد‪ ،‬ومن ضيق الدنيا‬
‫إلى سعة الدنيا واآلخرة)‪.‬‬

‫الثمرة الثامنة‪ :‬أن هذه العقيدة تمنح اإلنسان واإلنسانية أعظم علم وهو العلم باهلل‪.‬‬
‫فهذه العقيدة تمنح العلم النافع في الدين والدنيا‪ ،‬والعلم بدين اهلل هو أشرف علم‬
‫وأهله اآلخذين به هم خير البرية‪ .‬قال تعالى (يرفع اهلل اللذين آمنوا منكم واللذين‬
‫أوتوا العلم درجات)‪.‬‬

‫الثمرة التاسعة‪ :‬أن هذه العقيدة تحرر اإلنسانية من الشرك‪ ،‬والخرافة‪ ،‬والبدعة‬
‫واالنحراف‪ ،‬والتخبط الفكري‪ .‬ألن هذه العقيدة تحمل النور والهداية والعلم فهي‬
‫تحمي اإلنسان من الزيغ والضالل وتهديه إلى الصراط المستقيم‪.‬‬

‫الثمرة العاشرة‪ :‬حصول االستحالف في األرض‪ .‬فقد وعد اهلل من نصره بالنصر‪،‬‬
‫والتمكين (إن تنصروا اهلل ينصركم ويثبت أقدامكم) كما وعد من تمسك بدينة‬
‫بالعز والتمكين وأن يكون خليفة اهلل في األرض وأمر اهلل من أنعم عليه بالتمكين في‬
‫األرض بإقامة الصالة وإيتاء الزكاة واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫(اللذين إن مكناهم في األرض أقاموا الصالة وآتو الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو‬
‫عن المنكر)‪.‬‬

‫الثمرة الحاديه عشر‪ :‬أن العقيدة اإلسالمية تجمع األمة على الوحدة‪.‬‬

‫الوحدة في الكلمة‪ ،‬ووحدة الصف‪ ،‬وهذا من أسباب القوة والهيبة وفي االجتماع‬
‫والوحدة حفظ المصالح‪ ،‬وقيام الدنيا والدين‪ ،‬والعزة والمنعة‪ ،‬والهيبة والشوكة‬
‫والقوة التي يرهبها العدو‪ .‬قال تعالى (واعتصموا بحبل اهلل جميعا وال تفرقوا)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫الثمرة الثانية عشر‪ :‬أن العقيدة اإلسالمية بها حفظ الضرورات‪ ،‬ودفع المفاسد‪ .‬ألن‬
‫حياة الناس قوامها بحفظ المصالح ودفع المفاسد التي أصلها حفظ الضرورات ومنها‬
‫حفظ الدين وحفظ النفوس‪ ،‬وحفظ األموال‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وال يكون حفظها إال بحفظ هذه‬
‫العقيدة في العمل بها ففيها حفظ الدين والدنيا معا ألنها من اهلل العليم الحكيم‪ ،‬فهو‬
‫العالم بما يصلح خلقه‪.‬‬

‫الثمرة الثالثة عشر‪ :‬أن معرفة اهلل تعالى والعلم به والعلم‪ ،‬بمراده هو أصل األشياء‬
‫كلها‪ .‬فالعلم باهلل وبما جاء عنه من الرسالة هو أعلى العلوم وأنفعها وأشرفها‪.‬‬

‫الثمرة الرابعة عشر‪ :‬الدخول في عداد المؤمنين‪ ،‬وحزب اهلل المفلحين‪.‬‬

‫الثمرة الخامسة عشر‪ :‬وأعظم ثمرات هذا الدين الفوز بالجنة‪ ،‬والنجاة من النار‪ .‬ولو‬
‫لم يكن من بركات هذه العقيدة إال هذه المنحة العظمى والفوز الكبير لكفى قال اهلل‬
‫تعالى (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) اآلية‪.‬‬

‫الثمرة السادسة عشر‪ :‬ومن آثار وثمرات هذه العقيدة على الفرد إضافة لما سبق‪:‬‬

‫‪ )1‬القيام بعبادة اهلل‪.‬‬


‫‪ )2‬اإلخالص والتوكل على اهلل‪.‬‬
‫‪ )3‬الخوف من اهلل وقوة الرجا وحسن الظن باهلل‪.‬‬
‫‪ )4‬الشجاعة في الحق والصبر عليه‪.‬‬
‫‪ )5‬محاربة اليأس‪ ،‬والرضا والشكر والفرح بفضل اهلل‪.‬‬
‫‪ )6‬التواضع والكرم والسخاء‪.‬‬
‫‪ )7‬القناعة وعزة النفس‪.‬‬
‫‪ )8‬علو الهمة والترفع عن الخسائس‪.‬‬
‫‪ )9‬االعتدال حال السراء وحال الضراء‪.‬‬
‫‪ )10‬السالمة من الحسد واالعتراض‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫خامسا‪ :‬وسطية العقيدة بين الغلو واالنحالل‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫جعل اهلل العقيدة اإلسالمية وسط بين التفريط والتساهل والتشدد واالنحالل فهي‬
‫الخيار في كل شيء وهي قصد في األمور كلها تسلك في الناس مسالك االعتدال‬
‫وتأخذ بأيديهم عن طريق الغلو واالنحالل فكال طرفي قصد األمور ذميم‪ ،‬فجمال هذه‬
‫العقيدة السمحة هو في كمالها‪ ،‬واعتدالها ووسطيتها التي تأخذ باأللباب وتبهر العقول‬
‫والغرو فهي العقيدة االلهية المحفوظة بالعصمة في مصدرها وفي وحيها وفي رسولها‬
‫المبلغ لها وفي كتابها المتضمن لها‪ ،‬قال تعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إال وحي‬
‫يوحى)‪ ،‬وقال (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)‪ ،‬وقال في وصف هذه العقيدة‬
‫(وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه وال تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)‪ ،‬وقال عن‬
‫المؤمنين (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬معنى الوسط والوسطية‪:‬‬

‫الوسطية هي األخذ بمسلك العدل واالعتدال‪ ،‬وهو المسلك الوسط بين طرفين‬
‫نقيضين بين الغلو واالنحالل‪ ،‬وبين االفراط والتفريط‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬معنى الغلو‪:‬‬

‫الغلو هو الزيادة المذمومة شرعا‪ ،‬وتجاوز الحد المشروع‪ ،‬والتشدد بغير الحق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬معنى االنحالل‪:‬‬

‫االنحالل هو الجرأة على دين اهلل‪ ،‬وعلى محارم اهلل‪ ،‬والتساهل في أمر اهلل‪ ،‬والتهاون‬
‫في شعائر اهلل مأخوذ من التحلل وهو التنازل والتخلي عن الثوابت والحدود‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬سبب وصف العقيدة اإلسالمية بالعقيدة الوسطية‪:‬‬

‫هو أن مصدر هذه العقيدة الوحي من القرآن الكريم والسنة الصحيحة وفهم السلف‬
‫الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من أئمة الدين وعلماء المسلمين من أهل‬
‫السنة والجماعة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫األسباب المعينة على الوسطية‬


‫المسلم الحريص على الحق وعلى الهداية إلى الحق الذي هو الصراط المستقيم وهو‬
‫المسلك الخيار كما سبق ذكره‪ ،‬يحتاج إلى أسباب تعينه وتثبته على سلوك الوسطية‬
‫ومن هذه األسباب ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الدعاء بسؤال اهلل الهداية كما جاء في سورة الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم)‬
‫فيجب استشعار هذا الدعاء عند الدعاء به‪.‬‬
‫‪ .2‬االعتصام بحبل اهلل المتين وذلك باألخذ بالكتاب العزيز والسنة الصحيحة‪.‬‬
‫‪ .3‬لزوم جماعة المسلمين وإمامهم‪.‬‬
‫‪ .4‬تعلم العقيدة اإلسالمية الصحيحة وذلك بآخذها من منابعها الصافية القرآن‬
‫العظيم والسنة الصحيحة وعلماء أهل السنة والجماعة‪.‬‬
‫‪ .5‬التففه في الدين وطلب العلم الشرعي‪.‬‬
‫‪ .6‬سؤال أهل العلم المعروفين بالديانة واألمانة‪ .‬قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر‬
‫ان كنتم ال تعلمون)‬
‫‪ .7‬إعمال الفكر والعقل فيما يرد من شبهات وعرضها على الحق‪.‬‬
‫‪ .8‬المحافظة على الصالة وإقامتها مع جماعة المسلمين في المساجد‪ .‬قال تعالى‬
‫(إن الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر) اآلية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬حكم هذه المسالك الثالث‪:‬‬

‫بعد أن تعرفت أخي المتدرب على هذه المسالك الثالث تعرَف اآلن على حكم كل‬
‫واحد منها والموقف الصحيح في التعامل معها‪:‬‬

‫المسلك األول‪:‬‬

‫الوسطية والصراط الوسط هو دين اهلل الذي اختاره اهلل لعباده وأمرهم بسلوكه‬
‫واتباعه فهو واجب اإلتباع ال يقبل اهلل دينا غيره كما قال تعالى (ومن يبتغ غير‬
‫االسالم دينا فلن يقبل منه وهو في اآلخرة من الخاسرين)‬

‫والمسلك الخيار من هذه المسالك مسلك الوسط والوسطية وهو الذي اختاره اهلل‬
‫لعباده ولهذه األمة المحمدية قال تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه وال تتبعوا‬
‫السبل فتفرق بكم عن سبيله)‪ ،‬وقال (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) اآلية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫المسلك الثاني والثالث‪:‬‬


‫أما الغلو‪ ،‬واالنحالل‪ :‬فهما طرفان بعيدان عن الحق مضادان لدين اهلل وقد حرم اهلل‬
‫الغلو في الدين قال تعالى (يأيها الذين آمنوا ال تغلو في دينكم غير الحق) كما حرم‬
‫وجرَم التحلل واالنحالل والتمرد على دين اهلل قال تعالى عن احكامه (تلك حدود اهلل‬
‫فال تعتدوها ومن يتعد حدود اهلل فأولئك هم الظالمون)‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬خطر وضرر ومفاسد الغلو والغالة واالنحالل والتحلل‪:‬‬

‫دين اهلل وسط بين الغالي فيه والجافي عنه والمتطرف والمنحل وهو منهم براء وعن‬
‫كال المسلكين منزه ومطهر ألن اإلسالم دين الرحمة والسالم جاء لتطهير االرض من‬
‫رجس ومفاسد الغلو والتطرف واالنحالل والتمرد‪.‬‬
‫ويمكن ايجاز خطر ومفاسد هذه المسالك بما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مفاسد وأضرار الغلو والتشدد‪:‬‬


‫‪ .1‬اإلساءة للدين وتشويه صورة المسلمين وتنفير الناس عن اإلسالم‪.‬‬
‫‪ .2‬الصد عن سبيل اهلل وتنفير الناس عن االسالم‪.‬‬
‫‪ .3‬تشجيع العنف والتطرف‪.‬‬
‫‪ .4‬ظهور الجماعات والمنظمات االرهابية‪.‬‬
‫‪ .5‬ضرب األمن والسلم الوطني‪.‬‬
‫‪ .6‬فتح الذرائع ألعداء المسلمين للتدخل في شؤون وبالد المسلمين‪.‬‬
‫‪ .7‬استغالل وتوظيف الغلو من المتربصين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفاسد االنحالل والمنحلين‪:‬‬

‫‪ .1‬أنهم سبب في ضياع الدين والبعد عنه‪.‬‬


‫‪ .2‬تفشي المنكرات والفساد‪.‬‬
‫‪ .3‬إشاعة الفاحشة في المجتمعات المحافظة‪.‬‬
‫‪ .4‬تسلط االعداء وضعف المسلمين‪.‬‬
‫‪ .5‬عدم إجابة دعاء الصالحين لظهور المنكرات‪.‬‬
‫‪ .6‬فساد األخالق وذهاب الغيرة‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫فإن هم ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫وإنما األمم األخالق ما بقيت‬
‫‪ .7‬انتكاس الفطرة وظهور الشذوذ بأشكاله وصوره المتعددة‪.‬‬
‫‪ .8‬التجزؤ على الدين وعلى محارم اهلل وحدوده‪.‬‬
‫‪ .9‬التعرض لغضب اهلل ووعيده‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫بعض األمثلة على الغلو‪:‬‬

‫للغلو والتطرف ممارسات‪ ،‬وأقوال‪ ،‬وفتاوى‪ ،‬وأفعال‪ ،‬ومن األمثلة عليها‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون األمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعنف والتشدد‪.‬‬


‫‪ .2‬تكفير المسلمين بارتكاب المعاصي غير المكفرة‪.‬‬
‫‪ .3‬تحريم ما أحل اهلل من الطيبات‪.‬‬
‫‪ .4‬التبتل وهو (ترك الزواج) بقصد العبادة‪.‬‬
‫‪ .5‬ترك الترخص بالرخص بزعم التدين‪.‬‬
‫‪ .6‬التحريض على العنف والخروج على ولي األمر‪.‬‬
‫‪ .7‬غلو الطوائف الضالة كغالة القدرية‪ ،‬وغالة الخوارج‪ ،‬وغالة أهل التشيع‬
‫والرفض‪ ،‬وهاتان الفرقتان أشد ضررا وخطرا‪.‬‬

‫بعض األمثلة على االنحالل‪:‬‬

‫التحلل من الدين واالنحالل له مظاهر وممارسات كثيرة منها‪:‬‬

‫‪ .1‬التساهل بالشعائر التعبدية بترك القيام بها‪.‬‬


‫‪ .2‬الجرأة على الدين‪ ،‬والتهوين من شعائر اهلل‪.‬‬
‫‪ .3‬السخرية من المتدينين ولمزهم‪.‬‬
‫‪ .4‬التعدي على حدود اهلل وانتهاكها‪.‬‬
‫‪ .5‬المجاهرة بالمعاصي ونشرها بين المسلمين‪.‬‬
‫‪ .6‬إقامة حفالت المجون والفساد‪.‬‬
‫‪ .7‬نزع حجاب النساء وتفشي التعري‪.‬‬
‫‪ .8‬السماح والترخيص ألماكن ودور ومؤسسات الفاحشة والرذيلة مثل البارات‬
‫وممارسة الفاحشة وبيوت الدعارة‪.‬‬
‫‪ .9‬من االنحالل قول المرجئة إن االيمان هو معرفة اهلل فقط‪ ،‬وقولهم إنه ال يضر‬
‫مع اإليمان معصية‪.‬‬
‫‪ .10‬التشبه بغير المسلمين بما هومن خصائصهم‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫الوحدة الثانية‪ :‬القيم اإلسالمية‬


‫أوال‪ :‬مفهوم القيم ويقصد به تعريف القيم‪:‬‬

‫يطلق هذا المسمى على مجموعة األصول والمبادئ اإلسالمية‪ ،‬وعلى الفضائل‬
‫والمحاسن الخلقية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع القيم‪:‬‬

‫المسلم الحق يحمل القيم ويتحلى بها في كل األوقات والظروف حتى في الظروف‬
‫الحرجة واألوقات العصيبة فليس أشد حرجا من ساحات الحروب ومقاومة األعداء في‬
‫ميدان الوغى والمسلم في هذه الظروف الحرجة واألوضاع الشديدة يحمل معه القيم‬
‫التي أمره اإلسالم بها فال يقتل غير المقاتلين من النساء واألطفال والشيوخ‪ ،‬وال يمثل‬
‫بالجثث‪ ،‬وال يفسد في األرض فال يقطع شجرة وال يهدم بناء وال يحرق وال يلوث‬
‫المياه‪ ،‬وال يتعدى‪ ،‬وال يظلم‪ ،‬وال ينتقم لنفسه‪ ،‬وال يخون‪ ،‬وال يغدر‪ ،‬هذا مع األعداء‬
‫المحاربين فكيف يكون المسلم المتمسك بقيم االسالم مع أحبابه من اهله ومجتمعه‬
‫ووطنه‪.‬‬

‫وجميع القيم ودرجاتها ترجع إلى ثالثة أنواع هي أنواع القيم وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬النوع األول‪ :‬القيم العليا‪.‬‬


‫‪ .2‬النوع الثاني‪ :‬القيم الخلقية‪.‬‬
‫‪ .3‬النوع الثالث‪ :‬القيم الحضارية‪.‬‬

‫تعريف مختصر بهذه القيم‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القيم العليا‪:‬‬

‫والمقصود بها‪ :‬مجموعة القيم الكلية والكبرى التي تسمو باإلنسان وترفعه إلى مقام‬
‫التكريم وتجعل منه إنسانا نبيال باذال نافعا إيجابيا يقوم بحق اهلل وحق عباد اهلل وحق‬
‫أهله وحق وطنه‪.‬‬

‫ومن أبرز األمثلة على القيم العليا‪:‬‬

‫‪ )4‬اإلحسان ‪ )5‬الحكمة‪.‬‬ ‫‪ )3‬العدل‬ ‫‪ )2‬الحق‬ ‫‪ )1‬العبودية هلل تعالى‬

‫‪19‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬القيم الخلقية‪:‬‬

‫ويقصد بها‪ :‬مجموعة األخالق الحميدة‪ ،‬والخصال المحمودة‪ ،‬والمناقب الفاضلة‪ ،‬التي‬
‫تشكل سلوك اإلنسان وترفع مقامة وتقربه إلى اهلل‪ ،‬وتسمو به‪ ،‬وتحببه إلى الناس‪،‬‬
‫وهي في أعلى درجات التعبد هلل‪.‬‬

‫ومن أمثلة القيم الخلقية‪:‬‬

‫‪ .4‬البشر‬ ‫‪ .3‬طالقة الوجه‬ ‫‪ .2‬القول الطيب‬ ‫‪ .1‬حسن الخلق‬

‫‪ .8‬النصيحة‬ ‫‪ .7‬إفشاء السالم‬ ‫‪ .6‬حفظ اللسان‬ ‫‪ .5‬التبسم‬

‫‪ .12‬صلة الرحم‬ ‫‪ .11‬البر‬ ‫‪ .10‬الصدق الوفاء‬ ‫‪ .9‬المحبة‬

‫‪ .16‬الحياء‬ ‫‪ .15‬الشكر‬ ‫‪ .14‬الغيرة المحمودة‬ ‫‪ .13‬األمانة‬

‫‪ .20‬الشهامة‬ ‫‪ .19‬المروءة‬ ‫‪ .18‬حب الخير للناس‬ ‫‪ .17‬الصبر‬

‫‪ .22‬النخوة‪.‬‬ ‫‪ .21‬الكرم‬

‫ثالثا‪ :‬القيم الحضارية‪:‬‬

‫والمقصود بها‪ :‬القيم المتعلقة والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالبناء الحضاري‪ ،‬والبناء‬
‫العمراني والمدنية والتمدن‪ ،‬والتطور والتطوير‪ ،‬وما يمكن تسميته بناء المدنية‬
‫والحضارة‪.‬‬

‫ومن أمثلة القيم الحضارية ما يلي‪:‬‬

‫‪ .4‬المساواة‬ ‫‪ .3‬الحرية‬ ‫‪ .2‬المسؤولية‬ ‫‪ .1‬االستخالف‬

‫‪ .8‬السالم‬ ‫‪ .7‬األمن‬ ‫‪ .6‬القوة‬ ‫‪ .5‬العمل‬

‫‪ .9‬الجمال‬

‫‪20‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫دراسة القيم‬

‫إلحسان‬ ‫العدل‬ ‫الحق‬ ‫أوال‪ :‬دراسة بعض القيم العليا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دراسة قيمة الحق‪:‬‬

‫ستتم دراسة هذه القيمة العليا من خالل العناصر التالية‪:‬‬

‫العنصر األول‪ :‬معرفة الحق األول (ما هو الحق األول الذي تجب معرفته)‬

‫(مصادر الحق الصحيحة)‬ ‫العنصر الثاني‪ :‬أين يوجد الحق؟‬

‫العنصر الثالث‪ :‬كيف يسود الحق ويحكم حياة الناس؟‬

‫العنصر األول‪ :‬معرفة الحق األول‪( :‬ما هو الحق األول الذي تجب معرفته)‬

‫الحق هو أحد أصول وأركان القيم العليا وهو مطلب ضروري لإلنسانية ال تقوم‬
‫الحياة وال تستقيم إال بعلوه وظهوره‪ ،‬فهو نور الحياة وبوصلة النجاة فإن غاب الحق‬
‫عن حياة الناس شقو وتاهوا في ظلمات الجهاالت‪ .‬والحق األول الذي تجب معرفته‬
‫واإليمان به هو اهلل جل جالله فهو الحق‪ ،‬واإليمان به حق‪ ،‬وهو أول حق وأعلى حق‬
‫وعبادته تعالى هي الحق‪ ،‬والقرآن حق وما نزل من عنده حق‪.‬‬

‫العنصر الثاني‪ :‬أين يوجد الحق (مصادر الحق الصحيحة)؟‬

‫الحق شأنه شأن سائر القيم يحبها الناس ويطلبونها فيكثر مدعوه كل يزعم أنه على‬
‫حق وأن الحق معه وأنه يريد الحق حتى المبطلون والمفسدون حتى إبليس زعم أنه‬
‫على حق والعقائد الباطلة والفرق الضالة واليهود المغضوب عليهم والنصارى الضالون‬
‫كل أولئك يدعي أن معه الحق‪ ،‬وأنه على الحق‪ .‬قال تعالى (وإذا قيل لهم ال تفسدوا‬
‫في األرض قالوا إنما نحن مصلحون)‬

‫إذا ما المخرج من هذه الفوضى واالضطراب واين المفزع من الحيرة؟‬


‫هل يظن ظان أن اهلل يترك عبادة في حيرة يتخبطون أو يتركهم نهبا للمدعين تعالى‬
‫اهلل عن ظن السوء‪ .‬لهذا فمن رحمة اهلل بعبادة ونعمته عليهم أن أوجد لهم الحق الذي‬
‫به يهتدون وبنوره يبصرون وبنعيمة يتنعمون فأنزل عليهم هذه العقيدة اإليمانية‬

‫‪21‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫المحكمة‪ ،‬والشريعة الكاملة قال تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق‬
‫ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون)‬
‫ففيها يوجد الحق كله فهي عقيدة الحق ودين الحق وشريعة الحق ومن ابتغى الحق‬
‫من غيرها ضل‪.‬‬

‫مصادر الحق الصحيحة المعتبرة هي‪:‬‬

‫‪-2‬السنة الصحيحة‪.‬‬ ‫‪-1‬القرآن الكريم‪.‬‬


‫‪-3‬ماصح عن الخلفاء الراشدين والصحابة األكرمين‪.‬‬
‫‪-4‬ما اتفق عليه أئمة الدين من أهل السنة والجماعة‪.‬‬
‫‪-5‬اصول الشريعة وقواعدها ومقاصدها المعتبرة‪.‬‬

‫العنصر الثالث‪ :‬كيف يسود الحق ويحكم حياة الناس؟‬

‫الحق من ضرورات الحياة فالبد أن يحكمها وتكون السيادة للحق ولسيادة الحق وحكمة‬
‫للحياة أسباب ووسائل منها‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون مصدر الحق ومرجعة صحيحا ومعصوما عن الخطأ‪ ،‬وال يتوفر هذا‬
‫إالفي القرآن الكريم‪ ،‬والسنة الصحيحة‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تقوم الحكومات المسلمة بالحكم بما أنزل اهلل‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تقوم السلطة بإلزام الناس بالحق‪.‬‬
‫‪ .4‬حماية الحق ومنع التمرد عليه والتفلت منه‪.‬‬
‫‪ .5‬أن تكون المناهج والمقررات الدراسية منسجمة مع الحق‪.‬‬
‫‪ .6‬أن تكون القوانين واألنظمة واللوائح في الدول اإلسالمية مأخوذة من أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وأن تكون متوافقة معها‪.‬‬
‫‪ .7‬تعلم الحق وتعليمة للناس‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثانيا دراسة قيمة العدل‪:‬‬

‫فضل العدل ومكانته‪:‬‬

‫العدل ضد الظلم وهو أحد القيم العليا وهو فضيلة كبرى ولفضله وعظيم مكانته‬
‫فرضه اهلل على عبادة وأمرهم بلزومه وحرًم الظلم على نفسه تعالى وحرَمه على‬
‫عباده وقد جاء في الحديث القدسي‪( :‬ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته‬
‫بينكم محرما فال تظالموا)‪ ،‬وقال تعالى‪( :‬إن اهلل يأمر بالعدل واإلحسان)‪ .‬قال ابن‬
‫حزم رحمه اهلل‪( :‬وجدت أفضل نعم اهلل تعالى على المرء أن يطبعه على العدل وحبه‬
‫وعلى الحق وإيثاره وأما من طبع على الجور واستسهاله وعلى الظلم واستخفافه‬
‫فلييأس من أن يصلح نفسه وأن يقوم طباعه أبدا وليعلم أنه ال يفلح في دين وال خلق‬
‫محمود) انتهى كالمه‪ .‬وقال الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه اهلل‪( :‬والعدل مما‬
‫تواطأت على حسنة الشرائع اإللهية والعقول الحكيمة وتمدًح بادعاء القيام به عظماء‬
‫األمم وسجلوا تمدحهم على نقوش الهياكل من كلدانية ومصرية وهندية) انتهى‪.‬‬
‫والعدل أساس الملك وقد ذكر شيخ االسالم ابن تيمية رحمه اهلل‪(:‬إن اهلل يقيم الدولة‬
‫العادلة وإن كانت كافرة وال يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة) وقد كتب عمر بن‬
‫عبدالعزيز ألحد والته بعدما سأله الوالي ترميم حصون البلدة‪(:‬حصنها بالعدل‪ ،‬ونق‬
‫طرقها من الظلم) ولفضل العدل ومكانته جاء ذكره في القرآن كثيرا بصيغ متعددة‬
‫بصيغة األمر به وصيغة المضارع والمصدر للداللة على قيمته ومكانته السامية وجاء‬
‫اسمه في القرآن (العدل) (والقسط) قال تعالى‪( :‬وأقسطوا ان اهلل يحب المقسطين)‪.‬‬
‫مصادر العدل‬

‫بما أن العدل قيمة سامية ومطلب ضروري لذا يتردد كثيرا على ألسن الناس مطالبين‬
‫به وعلى ألسن المدعين له اللذين يتخذون منه شعارا لنيل مكاسب مصلحية نفعية أو‬
‫سياسية أو انتخابية أو شعبية والبحث هنا عن المصدر الحق للعدل وحصول العدالة‬
‫من أين نتعلم نصوص وأصول العدل ومن أين تؤخذ أحكام العدالة؟‬
‫والجواب‪ :‬أن العدل يؤخذ من مصادره الصحيحة وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬أحكام الشريعة اإلسالمية ألن مصدرها القرآن الكريم‪ ،‬والسنة الصحيحة‪.‬‬
‫‪ .2‬ما اتفق عليه ائمة المسلمين وعلمائهم من أهل السنة والجماعة‪.‬‬
‫‪ .3‬القوانين واألنظمة واللوائح التي تستمد من أحكام الشريعة‪ ،‬وتتوافق معها‪.‬‬
‫‪ .4‬العرف وهو ما تعارف عليه عموم الناس وتوافقوا على العمل به إذا كان‬
‫ال يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫حكم العدل‪:‬‬

‫أمر اهلل تعالى عبادة بالعدل فهو فرض الزم (إن اهلل يأمر بالعدل) وحرم عليهم الظلم‬
‫وجعله من كبائر الذنوب الموبقة‪.‬‬
‫ومن أحكام العدل التي يجدر التنبيه عليها ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن من استحل الظلم فإنه يكفر ألنه يستحل ما حرم اهلل‪.‬‬


‫‪ .2‬حكم العدل مع غير المسلمين العدل واجب في اإلسالم مع كل أحد حتى الكافر‬
‫يجب العدل معه ويحرم ظلمه‪.‬‬
‫‪ .3‬العدل واجب مع العدو قال تعالى (وال يجرمنكم شنئان قوم على أال تعدلوا‬
‫اعدلوا هو أقرب للتقوى)‬
‫‪ .4‬العدل واجب مع الظالم ألن ظلمه على نفسه‪.‬‬
‫‪ .5‬العدل واجب مع القريب خشية الميل معه لوجود قرابة‪.‬‬
‫‪ .6‬العدل واجب حتى مع المحارب وهذا من محاسن دين اإلسالم‪.‬‬

‫شمول العدل في اإلسالم وكماله‪:‬‬

‫من الصور واألمثلة التي تدل على شمول العدل وكماله في الشريعة اإلسالمية‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن العدل يكون في دقيق األمور وجليلها‪.‬‬


‫‪ .2‬العدل في الحكم بين الناس قال تعالى (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا‬
‫بالعدل)‪.‬‬
‫‪ .3‬العدل في القول قال تعالى (وإذا قلتم فأعدلوا)‬
‫‪ .4‬يكون العدل في األهل واألسرة‪ ،‬فيجب على الزوج العدل بين زوجاته‪ ،‬ويجب‬
‫على األم واألب العدل بين أوالدهم‪.‬‬
‫‪ .5‬العدل في المعامالت كالتجارة والكيل والوزن‪.‬‬
‫‪ .6‬العدل في القسمة وفي الشراكة بين الشركاء‪.‬‬
‫‪ .7‬العدل في استيفاء الحقوق وإن كان العفو أفضل منه قال تعالى (وإن عاقبتم‬
‫فعاقبوا بمثل ما عقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)‪ ،‬وقال (فمن عفا‬
‫وأصلح فأجره على اهلل)‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫أسباب ووسائل قيام العدل بين الناس‪:‬‬

‫لقيام العدل في الحياة وبين الناس في االفراد والمجتمعات أسباب ووسائل يمكن‬
‫إيجازها بما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يقوم نظام الدولة على الحكم بما أنزل اهلل‪.‬‬


‫‪ .2‬أن تقوم السلطة بإنفاذ العدل على الجميع‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تقوم قوانين وأنظمة الدولة على العدل‪.‬‬
‫‪ .4‬حماية العدل والدفاع عنه‪.‬‬
‫‪ .5‬المسارعة إلنصاف المظلومين ورد حقوقهم‪.‬‬
‫‪ .6‬عدم تأخير النظر في الدعاوى المقامة في المحاكم ألن تأخير العدالة ظلم‪.‬‬
‫‪ .7‬توعية الناس بقيمة العدل وأنه مفتاح الخير والبركة‪.‬‬
‫‪ .8‬تحذير الناس من مغبة الظلم وشؤم المظالم‪.‬‬
‫‪ .9‬ضمان حرية الرأي والتعبير لألفراد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دراسة قيمة اإلحسان‬

‫أوال تعريف اإلحسان‪:‬‬

‫كتب اهلل اإلحسان على كل شيء‪ ،‬واإلحسان هو القيام بأعمال العبادات‪ ،‬وأعمال الحياة‪،‬‬
‫على أفضل ما يمكن للوصول إلى التمام والكمال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع اإلحسان‪:‬‬

‫اإلحسان من محاسن اإلسالم ومن خصائصه المتفردة وهو سلم الكمال وجمال األفعال‬
‫واألقوال بل هو جمال الحياة وزينتها ألن اإلحسان مطلوب وجودة في كل شيء من‬
‫العبادات والتصرفات والمسالك والمعامالت وقد جاء في الحديث األمر باإلحسان في‬
‫كل شيء (إن اهلل كتب اإلحسان على كل شيء) الحديث‪.‬‬
‫ويمكن إجمال أنواع اإلحسان فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬النوع األول‪ :‬اإلحسان في العبادة‪:‬‬

‫ومعناه االجتهاد في إقامة العبادات على التمام والكمال بشروطها‪ ،‬وأركانها‪ ،‬وواجباتها‪،‬‬
‫وسننها‪ .‬واإلحسان هو أعلى مراتب الدين وهو كمال اإلخالص (أن تعبد اهلل كأنك‬
‫تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫‪-2‬النوع الثاني‪ :‬اإلحسان في الكالم والخطاب مع الناس‪:‬‬

‫وهو أن يختار أطيب الكالم‪ ،‬وعذب األلفاظ‪ ،‬ويتجنب الجفاء‪ ،‬والسب‪ ،‬والشتم‪ ،‬والجرح‬
‫للمشاعر واأللفاظ السوقية‪ ،‬والبذيئة‪ ،‬والفاحشة‪ ،‬وخفض الصوت ألن أنكر األصوات‬
‫صوت الحمير‪.‬‬

‫‪-3‬النوع الثالث‪ :‬اإلحسان في األعمال والتصرفات والسلوك‪:‬‬

‫ومعناه إتقان العمل والقيام بالوظائف على أحسن وجه والرفق واألناة في تعاطي‬
‫األشياء ومن أمثلته‪:‬‬
‫‪ .1‬إعطاء الطريق حقه‪.‬‬
‫‪ .2‬االلتزام بأنظمة السير‪ ،‬والقيادة برفق في الطرق‪.‬‬
‫‪ .3‬الهدوء وترك الصخب واإلزعاج‬
‫‪ .4‬لزوم األدب والخلق الكريم‪.‬‬
‫‪ .5‬ركن المركبات بأماكن الوقوف الصحيحة‪.‬‬
‫‪ .6‬صف النعل واألحذية عند الصالة بعيدا عن األبواب ووضعها في األماكن‬
‫المخصصة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أثر وثمرات اإلحسان‪:‬‬

‫‪ .1‬األجر والثواب من اهلل على اإلحسان‪.‬‬


‫‪ .2‬أنه من األخالق الحميدة والخصال الفاضلة‪.‬‬
‫‪ .3‬المساهمة في جودة الحياة‪ ،‬وبهجتها‪.‬‬
‫‪ .4‬األثر اإليجابي على نفسية وحياة اإلنسان‪.‬‬
‫‪ .5‬محبة اهلل ألن اهلل يحب المحسنين‪.‬‬
‫‪ .6‬محبة الناس للمحسن ألن النفوس مجبولة على محبة من يحسن إليها‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬دراسة بعض القيم الخلقية في اإلسالم‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دراسة قيمة الصدق‬

‫تعريف الصدق‪:‬‬

‫هو قول الحق‪ ،‬والثبات على الحق‪ ،‬ونقل الحقيقة وأن يكون الفعل مطابقا ومصدقا‬
‫للقول‪.‬‬
‫حكم الصدق‪:‬‬

‫الصدق واجب وهو من العبادات وتركة إثم وحرام‪ .‬ألن اهلل أمر عبادة بالصدق ونهاهم‬
‫عن الكذب قال تعالى (الصادقين والصادقات)‪ ،‬وقال تعالى‪( :‬يا أيها اللذين آمنو اتقوا‬
‫اهلل وكونوا مع الصادقين)‪ .‬وقد جاء في حديث ابن مسعود (عليكم بالصدق‪ ،‬فإن‬
‫الصدق يهدي إلى البر‪ ،‬وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى‬
‫الصدق حتى يكتب عند اهلل صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن‬
‫الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اهلل‬
‫كذابا)‪ ،‬وقد أثنى اهلل على الصادقين بقوله (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اهلل‬
‫عليه) ‪...‬اآلية‬

‫أنواع الصدق‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬الصدق مع اهلل‬

‫وهو أوجب الصدق‪ ،‬ومن أمثلته‪:‬‬

‫‪ .1‬تصديق ما جاء عن اهلل وصح عن رسوله ‪.‬‬


‫‪ .2‬صدق اإليمان باهلل ورسوله‪.‬‬
‫‪ .3‬صدق التوكل على اهلل‪.‬‬
‫‪ .4‬صدق المحبة هلل‪.‬‬
‫‪ .5‬صدق العهد مع اهلل‪.‬‬
‫‪ .6‬صدق التوبة من الذنب‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫النوع الثاني‪ :‬الصدق مع الناس‪ ،‬المسلم‪ ،‬وغير المسلم ومن أمثلة الصدق مع الناس‪:‬‬

‫‪ .1‬صدق الحديث والنقل‪.‬‬


‫‪ .2‬النصح في العمل والوظيفة‪.‬‬
‫‪ .3‬الوفاء بالوعد والعهد‪.‬‬
‫‪ .4‬صدق المحبة‪.‬‬
‫‪ .5‬صدق األخوة والصحبة‪.‬‬
‫‪ .6‬أداء الحقوق والقيام بالواجبات‪.‬‬

‫النوع الثالث‪ :‬الصدق مع األهل واألسرة‪:‬‬

‫ومعناه القيام بأمانة الرعاية‪ ،‬وحقوق السكن‪ ،‬والنفقة‪ ،‬والتربية‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬وحسن‬
‫الصحبة وغيرها من الحقوق األسرية‪.‬‬

‫النوع الرابع‪ :‬الصدق مع ولي األمر‪:‬‬

‫ومعناه الصدق معه‪ ،‬والصدق في النصح له‪ ،‬والصدق في طاعته بالمعروف‪ ،‬والصدق‬
‫في بيعته‪.‬‬

‫مناقب الصدق والصادقين‪:‬‬

‫المقصود بالمناقب‪ :‬هي الفضائل التي تشتمل عليها قيمة الصدق‪.‬‬


‫‪-1‬أن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة‪.‬‬
‫‪-2‬إلتزام الصدق عبادة جلية‪.‬‬
‫‪-3‬الصدق من عالمات الرجولة والشجاعة‪.‬‬
‫‪-4‬أنه سبب محبة اهلل ومحبة الناس‪.‬‬
‫‪-5‬أنه سبب للتوفيق والبركة في الحياة‪.‬‬
‫‪-6‬بالصدق يكسب اإلنسان الثقة من الناس‪.‬‬
‫‪-7‬بالصدق يكون الكسب حالال طيبا مباركا فيه‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬دراسة قيمة الوفاء‪:‬‬

‫الوفاء أحد القيم العليا السامية وضده الغدر‪ ،‬والنكث‪ ،‬واإلخالف‪ ،‬وهو من ثمار الصدق‬
‫فإذا كان اإلنسان صدوقا صار وفيا في عهده والتزامه وسائر شئونه وواجباته‪.‬‬
‫تعريف الوفاء‪:‬‬

‫الوفاء هو االنجاز ومعناه انجاز ما تحمل اإلنسان من أمانة‪ ،‬أو وعد‪ ،‬أو عهد‪ ،‬أو عقد‪،‬‬
‫أو عمل‪ ،‬أو والية‪ ،‬ونحوها على الوجه الصحيح المعتبر شرعا‪.‬‬
‫صور وأمثلة على الوفاء‪:‬‬

‫‪ .1‬الوفاء بحق اهلل بمعنى القيام به على الوجه الصحيح كما جاء في الكتاب والسنة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫‪ .2‬الوفاء بالعهد قال تعالى (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) ومن عالمات المنافق‬
‫أنه إذا عاهد غدر‪.‬‬
‫‪ .3‬الوفاء بالميثاق قال تعالى في حق الزوجات (وأخذن منكم ميثاق غليظا)‪.‬‬
‫‪ .4‬الوفاء بالعقود قال تعالى (يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)‪.‬‬
‫‪ .5‬الوفاء بالوعد المباح فإن من عالمات النفاق والمنافقين أن المنافق إذا واعد‬
‫أخلف‪.‬‬
‫‪ .6‬الوفاء مع غير المسلمين وأداء حقوقهم في األشياء المباحة‪.‬‬
‫حكم الوفاء‪:‬‬

‫الوفاء حق الزم وفرض قائم وتركه كبيرة من الكبائر‪.‬‬


‫ومن الحقوق التي يجب آداها والوفاء بها‪:‬‬
‫‪ .1‬الوفاء بحق اهلل فهو أول الحقوق الواجبة‪.‬‬
‫‪ .2‬الوفاء مع الناس فهو ايضا واجب في األصل مادام محله مباح‪.‬‬
‫حكم الوفاء إذا كان على شيء غير مباح‪:‬‬
‫إذا كان محل الوفاء غير مباح فإنه ال يحل الوفاء به‪ .‬مثاله أن يعد شخص آخر بشيء‬
‫ال يحل شرعا‪.‬‬
‫حكم الوفاء مع غير المسلم‪:‬‬
‫إذا كان الوعد أو العهد مع كافر فإنه يجب الوفاء به مادام مباحا‪ ،‬وال يحل الغدر‬
‫ونكث العهد وهذا من محاسن دين اإلسالم‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫فضائل ومنافع الوفاء‪:‬‬

‫‪-1‬أن الوفاء من عالمات اإليمان والغدر من عالمات النفاق‪.‬‬


‫‪-2‬أنه سبب في الثواب من اهلل‪.‬‬
‫‪-3‬أنه من أسباب المحبة والترابط االجتماعي‬
‫‪-4‬أنه من اسباب االزدهار االقتصادي‬
‫‪-5‬قلة الخالف والشكاوى والترافع‬
‫‪-6‬نية الوفاء من أسباب عون اهلل ونية الغدر من أسباب التلف‬
‫فقد جاء في الحديث (من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى اهلل عنه ومن أخذ أموال‬
‫الناس يريد إتالفها أتلفه اهلل)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دراسة قيمة األمانة‪.‬‬

‫األمانة أحد أركان القيم العليا وأشملها ألنها تحوي عددا من القيم التي تستمد‬
‫وجودها منها مثل الصدق‪ ،‬والوفاء‪ ،‬وضد األمانة الخيانة‪.‬‬

‫تعريف األمـــانــة‪:‬‬

‫األمانة هي قيام اإلنسان بأداء وحفظ ما ستحتفظ عليه من حقوق اهلل تعالى‪ ،‬وحقوق‬
‫الناس‪ ،‬وحقوق العمل والوظيفة‪.‬‬
‫ما هو الفرق بين الصدق‪ ،‬والوفاء‪ ،‬واألمانة؟‬
‫الفرق بينها هو أن األمانة أشمل وأكمل ألنها من الكليات وأما الصدق والوفاء فهما‬
‫جزء من األمانة ألنه ال يوجد صدق ووفاء بغير األمانة‪.‬‬

‫حكم األمانة‪:‬‬

‫األمانة من فرائض الدين الكلية التي يجب أدائها والقيام بها على أحسن وجه‬
‫والخيانة من كبائر الذنوب وهي من أمارات النفاق والمنافقين‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫أنواع األمانات‪:‬‬

‫لألمانة أنواع وهي مراتب متفاوتة تشمل الدين والدنيا فال يقوم عمل مهما كان بغير‬
‫األمانة التي تكون سببا في إتقانه وجودته وقبوله ومن أنواع األمانة ما يلي‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬األمانة مع اهلل‪:‬‬

‫وهي أن يعرف اإلنسان حق اهلل عليه ويكون أمينا في القيام به على أفضل وجه‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬األمانة مع الناس‪:‬‬

‫ومعناها معرفة حقوق الناس‪ ،‬واألمانة تكون بحفظها والقيام بها ومن األمثلة عليها‪:‬‬
‫‪)1‬حفظ العهد والوفاء به ‪ )2‬الوفاء بالعقود ‪ )3‬حفظ األسرار خصوصا األسرار‬
‫‪ )5‬القيام بالعمل والوظيفة كما يجب‬ ‫الزوجية‪ )4 .‬حفظ األمانة وردها‬
‫‪ )6‬حفظ المعروف ورد الجميل‪.‬‬

‫‪-3‬النوع الثالث‪ :‬األمانة مع األهل‪:‬‬

‫وهم األسرة وتكون األمانة معهم بحفظ حقوقهم والقيام بها على الوجه األكمل مثل‬
‫توفير السكن‪ ،‬والنفقة عليهم بالمعروف‪ ،‬والتربية والتعليم‪ ،‬وصلة الرحم وحسن‬
‫الصحبة وقد جاء في الحديث (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)‪ ..‬الحديث‪.‬‬

‫‪-4‬النوع الرابع‪ :‬األمانة مع والة األمر‪:‬‬

‫وهو ولي امر البالد ونوابه من األمراء والوزراء‪ ،‬فيجب حفظ حقهم ويشمل األمور‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-1‬الطاعة بالمعروف‪-2 ،‬والنصيحة لهم ‪-3‬وإنزالهم مكانتهم‪-4 ،‬وجمع الكلمة عليهم‪-5 ،‬‬
‫والوفاء ببيعتهم‪-6 .‬وعدم الخروج عليهم‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫‪-5‬النوع الخامس‪ :‬األمانة مع النفس‪:‬‬

‫هي أمانة اإلنسان ومسؤوليته عن نفسه روحا وبدنا فيجب عليه حفظ حياته (وال‬
‫تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وحفظ بدنه باالهتمام بغذائه‪ ،‬وصحته‪ ،‬وحفظة من السموم‬
‫المهلكة‪ ،‬مثل‪ :‬التدخين والمخدرات والمسكرات‪ ....‬الخ‬
‫ومن أمانة اإلنسان مع نفسه أن يحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه فيقوم بحق اهلل‬
‫عليه‪ ،‬ويقوم بحق نفسه عليه‪ ،‬وحق أهله وحق الناس‪.‬‬

‫‪-6‬النوع السادس‪ :‬األمانة مع الوطن‪:‬‬

‫وهي أن يقوم بحقوق وطنه بأمانة ومن ذلك‪:‬‬


‫‪ .1‬أن يمارس المواطنة والوطنية عن محبة وإخالص وليست دعاية‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون عينا ساهرة على وطنه يحميه من العابثين‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون أمينا في عمله خاصا كان أو عاما‪.‬‬
‫‪ .4‬أن تكون يدك يد بناء وتطوير في وطنك‪.‬‬
‫‪ .5‬المواطن أول المطالبين بالتزام أنظمة البالد وحمايتها من التجاوز‪.‬‬
‫‪ .6‬أن يحافظ على النظافة‪ ،‬واألرض‪ ،‬وصحة البيئة‪ ،‬والحياة الفطرية‪.‬‬

‫من ثمرات ومنافع حفظ األمانة‪:‬‬

‫‪ .1‬حفظ الحقوق كافة‪.‬‬


‫‪ .2‬براءة الذمة من الحقوق والتبعات‪.‬‬
‫‪ .3‬التحلي بهذه القيمة اإلنسانية السامية‪.‬‬
‫‪ .4‬كسب ثقة الناس واحترامهم‪.‬‬
‫‪ .5‬جودة الحياة اإلنسانية‪ ،‬واألمنية‪ ،‬واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ .6‬إتقان األعمال وتنفيذ المشاريع بالجودة والمواصفات العالية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثالثا‪ :‬دراسة بعض القيم الحضارية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االستخالف‪ :‬معنى االستخالف‪:‬‬

‫االستحالف قضاء رباني على آدم وذريته إلى قيام الساعة أن يجعل اإلنسان خليفة في‬
‫األرض وهو أن اهلل تعالى أهبط آدم وزوجة من الجنة إلى األرض ليخلفوا من كان‬
‫قبلهم فيها ويكون الناس خلفاء يخلف بعضهم بعضا فيها إلى أن يرث اهلل األرض ومن‬
‫عليها‪ .‬قال الحق تبارك وتعالى (وإذا قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة‬
‫قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك‬
‫قال إني أعلم ماال تعلمون) البقرة آية ‪.30‬‬

‫أركان االستخالف ثالثة‪:‬‬

‫الركن األول‪ :‬القاضي باالستخالف وهو اهلل قال تعالى (إني جاعل في األرض خليفة)‪.‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬اإلنسان الذي جعله اهلل خليفة‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬مكان االستخالف وهي األرض التي خلق اهلل فيها مقومات االستخالف‪.‬‬

‫مقاصد االستخالف وغاياته السامية‪:‬‬

‫االستخالف نعمة ربانية كبرى تحوي مصالح ومقاصد كلية منها‪:‬‬


‫‪ .1‬تعريف االنسان بحقيقة وغاية وجودة على األرض‪.‬‬
‫‪ .2‬عبادة اهلل بمعناها الشامل لعمارة الحياة وحسن العمل‪.‬‬
‫‪ .3‬عمارة األرض والسعي في صالحها بضوابط الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .4‬أن وجود اإلنسان على األرض إنما هو ابتالء للعمل قال تعالى‪( :‬تبارك الذي‬
‫خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عمال)‬

‫استخالف االنسان على األرض هل هو تشريف أم تكليف؟‬


‫استخالف اإلنسان في األرض استخالف تكليف واستخالف تشريف‪:‬‬
‫ومعنى انه تكليف‪ :‬ألنه يحمل اإلنسان في وجودة على األرض مسؤولية وتكاليف‬
‫االستخالف التي سبق ذكرها وأولها إقامة عبادة اهلل وحده‪.‬‬
‫ومعنى أنه تشريف‪ :‬ألن االستخالف اصطفاء‪ ،‬واختيار‪ ،‬وتكريم‪ ،‬من اهلل تعالى لإلنسان‬
‫أن يكون خليفة في األرض وتكون اإلنسانية خلفاء في االرض وهذا رفع من شأن‬
‫االنسان وتكريم له وهو يدل بالضرورة أن اهلل تعالى خلق في اإلنسان امكانات وقدرات‬

‫‪33‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫تفوق غيره من المخلوقات تمكنه من القيام بحقوق وتكاليف هذا االستخالف وحسبك‬
‫بهذا التفضيل‪ .‬وقد نوه اهلل تعالى عن هذا التكريم بقوله جلَ وعال (ولقد كرمنا بني‬
‫آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن‬
‫خلقنا تفضيال) اإلسراء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من القيم الحضارية (السالم)‪:‬‬

‫السالم اسم جميل جليل يبعث في النفوس الطمأنينة‪ ،‬وكل معاني الخير‪ ،‬وينشر في‬
‫الدنيا المحبة واألمن واألمان‪ ،‬وال عجب وهو أحد أسماء اهلل الحسنى ونحن ندعوه به‬
‫دبر كل صالة في قولنا (اللهم أنت السالم ومنك السالم تباركت ياذا الجالل‬
‫واإلكرام) وهو تحية اإلسالم الخالدة (السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته)‪.‬‬
‫والسالم أحد القيم الحضارية اإلنسانية ومعناه السالمة من كل شر‪.‬‬
‫أنواع السالم‪:‬‬

‫والسالم يشمل كل شؤون الحياة‪ ،‬وهو مطلب ضروري لكل أحد على جميع المستويات‪:‬‬
‫األفراد‪ ،‬والمجتمعات‪ ،‬والدول‪ ،‬وهو أنواع أهمها‪:‬‬

‫‪-1‬النوع األول السالم العقدي‪ :‬وهو أن ينعم الناس بالعقيدة الصحيحة وهي العقيدة‬
‫اإلسالمية وأن يأمنوا على دينهم ويتمكنوا من عبادة ربهم وممارسة شعائره بسالم‬
‫وأن يسلم‪ ،‬جناب العقيدة والدين من التعدي والتحريض‪.‬‬

‫‪-2‬النوع الثاني السالم اإلنساني‪ :‬ومعناه أن يأمن الناس على سالمة حياتهم ونفوسهم‪،‬‬
‫وأن يأمنوا على سالمة نسلهم وأعراضهم‪ ،‬وأن يأمنوا على سالمة أموالهم‪ ،‬ومعيشتهم‪،‬‬
‫وسبلهم‪ ،‬واقتصادهم‪.‬‬
‫‪-3‬النوع الثالث السالم الفكري‪ :‬ويكون بحفظ العقول وحمايتها من الضرر الحسي‬
‫بتعاطي ما يذهبها أو يؤثر على قدراتها أو المعنوي وهذا أخطر كالغزو الفكري‬
‫وغسيل األدمغة والتشكيك بالثوابت‪ ،‬وتحريف الكلم عن مواضعه‪.‬‬

‫‪-4‬النوع الرابع‪ :‬السالم مع النفس‪ :‬وهو أن يكون اإلنسان متصالحا مع نفسه راضيا بما‬
‫خلقه اهلل عليه وأن يسعى في تطوير واستثمار قدراته وإمكاناته‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫‪-5‬النوع الخامس‪ :‬السالم األسري‪ :‬وهو أن تكون األسرة قوية مترابطة وأن يكون كل‬
‫فرد من األسرة حريصا على مصالح أسرته وسببا في تمكين السالم بها‪ ،‬وأن تكون‬
‫أسرة مسالمة تنشر السالم وتكف األذى والشر عن الناس‪.‬‬

‫‪-6‬النوع السادس‪ :‬السلم الوطني‪ :‬ألن الوطن بيت الشعب وهو السفينة التي يعيش‬
‫الجميع عليها ويتمتعون بخيراته فعلى كل فرد من الشعب حق لوطنه من الدفاع عنه‬
‫والعمل في البناء والتطوير ألن الوطن بأبنائه فهم الثروة الحقيقية ولهم من الحقوق‬
‫بموجب الوطنية واالنتماء لألرض ما تكفله الشريعة اإلسالمية والدستور الوطني‪.‬‬

‫السالم حق شامل‪:‬‬

‫السالم حق للجميع‪ :‬حق للفرد‪ ،‬ولألسرة‪ ،‬وللمجتمع‪ ،‬وللشعب‪ ،‬وهو ايضا واجب على‬
‫الجميع‪ :‬يجب على كل مكونات الشعب من األفراد واألسر والمجتمع أن يحافظوا على‬
‫السالم لهم ولغيرهم وأن يدعوا الناس يعيشوا بسالم ويجب على الجميع حماية السالم‬
‫والدفاع عنه كل بحسبة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من القيم الحضارية‪( :‬الجمال)‬

‫الجمال صفة ربانية تليق بجالل اهلل وعظمته والجميل أحد أسماء اهلل الحسنى‪ ،‬واهلل‬
‫خالق الجمال كله وواهب الجمال‪ ،‬وهو تعالى الجميل بذاته‪ ،‬وصفاته‪ ،‬وأفعاله‪ ،‬وله‬
‫الجمال الكامل المطلق الذي يليق بجالله وعظمته جاء في الحديث (إن اهلل جميل يحب‬
‫الجمال) رواه البخاري‪.‬‬
‫والجمال قيمة إنسانية‪ ،‬وحضارية‪ ،‬وهو برهان على الرقي‪ ،‬والتحضر‪ ،‬وسالمة الذوق‪.‬‬
‫ما هو الجمال والتجميل والتجمل؟‬

‫أوال الجمال‪ :‬يقصد به الطبيعة والخلقة التي خلق اهلل األشياء عليها فإما أن تكون على‬
‫صفة الجمال مثل الغزال أو على صفة القبح مثل القرد وقد خلق اهلل في االنسان حاسة‬
‫مشتركة بين السمع والبصر والشم والذوق يعرف بها االنسان الجمال والقبح والطيب‬
‫من الخبيث في عالم الجمال‪.‬‬
‫يقول الغزالي رحمه اهلل في معنى الجمال‪:‬‬
‫إن جمال األشياء وحسنها في اتصالها بما يليق بها من صفات الكمال فإذا تكاملت صفات‬
‫الجمال فيه كملت خلقته‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫وكل شيء فجماله وحسنه في أن يحضر كماله الالئق به الممكن له فإن كانت جميع‬
‫كماالته الممكنة حاضرة فهو في غاية الجمال‪ ،‬وإن كان الحاضر بعضها فله من‬
‫الحسن والجمال بقدر ما حضر انتهى كالمه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التجمل والتجميل‪:‬‬

‫أما التجمل والتجميل فهما من الصفات المكتسبة والمجلوبة التي يصنعها اإلنسان‬
‫ويتحلى بها ويتجمل بها‪ ،‬مثل‪ :‬المكياج‪ ،‬والكحل‪ ،‬واللباس الجميل‪ ،‬ومنها تجميل الطرق‬
‫والشوارع والمباني والمزارع والحدائق والمتنزهات وكل هذا مطلوب فيه جمال‬
‫المظهر وجودة المخبر‪.‬‬

‫وهذا هو الفرق بين الجمال الخلقي (بفتح الخاء) والجمال المجلوب المصنوع‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫وفي البداوة حسن غير مجـلوب‪.‬‬ ‫حسن الحضارة مجـلوب بتطرية‬

‫أنواع الجمال‪:‬‬

‫الجمال كله يرجع الى نوعين اثنين هما‪:‬‬

‫‪-1‬النوع األول‪ :‬جمال الظاهر والمظهر والشكل‪.‬‬

‫‪-2‬النوع الثاني‪ :‬جمال الباطن والجوهر والمخبر‪.‬‬

‫وهذا النوع الذي هو جمال الباطن هو الجمال الحقيقي الذي يرفع مقام اإلنسان عند‬
‫اهلل وعند الناس وهو الذي يجلي إنسانية اإلنسان ومعدنه األصيل فقد يكون اإلنسان‬
‫جميل الصورة حسن الهيئة وهو عري من الفضائل خال الوفاض من األخالق أنيس‬
‫الصورة‪ ،‬وحشي النفس‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫إذا كانت األخـالق غير حسـان‬ ‫وهل ينفع الفتيان حسـن وجـوههم‬
‫فما كل مصقول الحديد يماني‬ ‫فال تجعل الحسـن الدليل على الفتا‬

‫‪36‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫أمثلة على أنواع الجمال‪:‬‬

‫من أمثلة النوع األول جمال الظاهر والمظهر (الجمال الحسي)‪:‬‬

‫‪ .1‬جمال الصورة والشكل‪.‬‬


‫‪ .2‬جمال الكالم والمنطق‪.‬‬
‫‪ .3‬جمال األفعال واألخالق‪.‬‬
‫‪ .4‬جمال اللباس‪ ،‬والمسكن‪ ،‬والمركب‪.‬‬

‫ومن أمثلة النوع الثاني جمال الباطن (الجمال المعنوي)‪:‬‬

‫‪ .1‬حسن الظن باهلل وقد جاء في الحديث القدسي قول اهلل تعالى‪( :‬أنا عند ظن‬
‫عبدي بي فليظن بي ما يشاء)‬
‫‪ .2‬حسن الظن بالناس‪.‬‬
‫‪ .3‬جمال الروح والنفس‪.‬‬
‫‪ .4‬جمال القلب وهو صالحه وعمارته بالقرآن العظيم‪.‬‬
‫‪ .5‬الطهارة وسالمة الصدر من الحسد‪ ،‬والحقد‪ ،‬والغل‪.‬‬

‫البحث عن الجمال‪:‬‬

‫معنى البحث عن الجمال هو أن نبحث عن المعاني الجميلة في الناس فقد ترى الرجل‬
‫ألول وهله فيخيل إليك أنه كز غليظ ال يطاق‪ ،‬فإذا حادثته وباثثته وبحثت عن جلية‬
‫أمره وأحسنت الدخول إلى قلبه وجدت نفس رضيه‪ ،‬وأخالقا مرضية‪ ،‬ومروءات كامنة‪،‬‬
‫وإحساسات مرهفة‪ ،‬فتحمد اهلل حينئذ أنك لم تستعجل في إصدار الحكم عليه‪ ،‬أو‬
‫تصديق الظن األولي الذي تبادر إليك‪.‬‬
‫وبعد فأبحث عن الحق والخير والجمال في الناس وأحسن ظنك بهم وال تظن أن‬
‫الناس متمحضون للشر‪ ،‬فكل مولود يولد على الفطرة‪ ،‬وغالبا ما يكون فيه بقايا من‬
‫تلك الفطرة الخيرة الجميلة وإن بلغ ما بلغ من الشر‪.‬‬
‫فأحسن ظنك ما وسعك األمر وأبحث عن الجمال الحقيقي‪ ،‬وكن جميال ترى الوجود‬
‫جميال‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫حكم التجمل والتجميل‪:‬‬

‫األصل في التجمل والتجميل الجواز واإلباحة ألنها من الطيبات التي أحلها اهلل لعبادة‬
‫وسخرها لهم قال تعالى (قل من حرم زينة اهلل التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)‬

‫أحكام التجمل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التجمل المندوب إليه المستحب مثل‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يعتني اإلنسان بجمال بدنه ونظافته‪ ،‬وطهارته‪ ،‬ولباسه‪.‬‬


‫‪ .2‬أن يتجمل الزوج لزوجته والزوجة لزوجها‪.‬‬
‫‪ .3‬التجمل للعبادة كالصالة والحج والعمرة قال تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم‬
‫عند كل مسجد)‪.‬‬
‫‪ .4‬التجمل للمناسبات واالجتماعات كالجمع‪ ،‬واالعياد‪ ،‬واألفراح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التجمل الواجب مثل‪:‬‬

‫‪ .1‬التجمل بالفعل الحسن والقول الطيب والخلق الحسن‪.‬‬


‫‪ .2‬إعفاء اللحية وحف الشارب‪.‬‬
‫‪ .3‬سنن الفطرة ومنها‪ :‬قص األظافر‪ ،‬ونتف اإلبط‪ ،‬وحلق العانة‪.‬‬
‫‪ .4‬قصر اللباس للرجل إلى الكعبين‪.‬‬
‫‪ .5‬االغتسال لصالة الجمعة إذا كان في اإلنسان رائحة تؤذي المالئكة والمصلين‪.‬‬
‫فقد جاء في الحديث (أن المالئكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)‪.‬‬
‫‪ .6‬إذا ظهر في االنسان رائحة كريهة وجب عليه التنظف والتطهر والغسل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التجمل المذموم والمحرم شرعا مثل‪:‬‬

‫‪ .1‬التجمل بحلق اللحى‪.‬‬


‫‪ .2‬أو تربية الشوارب‪.‬‬
‫‪ .3‬إسبال اللباس للرجل أسفل الكعبين‪.‬‬
‫‪ .4‬لبس الحرير‪ ،‬والذهب للرجل‪.‬‬
‫‪ .5‬التشبه من الرجال بالنساء‪ ،‬ومن النساء بالرجال‪.‬‬
‫‪ .6‬التشبه بالكفار في األمور التي يختصون بها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫الوحدة الثالثة‪ :‬قضايا فكرية معاصرة‪:‬‬

‫العولمة‬ ‫االستشراق‬ ‫حقوق اإلنسان‬

‫أوال‪ :‬حقوق االنسان‪:‬‬

‫تعريف حقوق اإلنسان‪:‬‬

‫مصطلح حقوق اإلنسان هل هو مصطلح حادث معاصر أم قديم؟‬

‫هذا المصطلح لم يكن مستعمال قبل القرن العشرين الميالدي بهذا اللفظ وإنما هو‬
‫مصطلح معاصر حديث بدأ ظهوره من أوائل القرن العشرين‪.‬‬

‫ويمكن تعريف حقوق االنسان‪:‬‬

‫بأنها مجموعة الحقوق والمطالب الضرورية‪ ،‬وإلحاجية‪ ،‬التي تضمن لإلنسان الحياة‬
‫الطيبة الكريمة ويضمن االنسان من خاللها جودة الحياة‬

‫أمثلة على حقوق اإلنسان‪:‬‬

‫‪)1‬حق اإلنسان في الحياة الكريمة ‪ )2‬حق التدين ‪ )3‬حق الصحة ‪ )4‬حق التعليم ‪ )5‬حق‬
‫‪ )10‬حق‬ ‫المعيشة ‪ )6‬حق السكن ‪ )7‬الحقوق المدنية ‪ )8‬حق الحرية ‪ )9‬حق الشورى‬
‫األمن الشامل‪.‬‬

‫الفرق بين االسالم والنظم الوضعية في حقوق االنسان‪:‬‬

‫‪-1‬الفرق األول‪ :‬في المصدر الذي تعرف به الحقوق‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ذلك أن مصدر ومرجع الحقوق في اإلسالم هو الوحي (القرآن الكريم‪ ،‬السنة‬


‫الصحيحة‪ ،‬وفهم السلف الصالح المستمد من الوحي)‪ ،‬وهو مصدر إلهي رباني له‬
‫العصمة من الخطأ‪.‬‬
‫وأما النظم الوضعية فإن مصدرها أرضي بشري فهي صناعة بشرية وهي عرضة للخطأ‬
‫والنقص والتغيير‪.‬‬

‫‪-2‬الفرق الثاني‪ :‬في الصالح والثبات‪.‬‬

‫ذلك أن الحقوق في االسالم كما سبق ذكره مصدرها إلهي رباني فهي صالحة‬
‫ومصلحة لكل زمان ولكل مكان ولكل انسان وهي ثابتة األصول ومرنة التشريع ألن‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية تستوعب التحديث والتطوير المتغير عبر الزمن‪.‬‬
‫وأما الحقوق في النظم الوضعية فإن مدة صالحيتها قصيرة لذا تراهم يكتشفون‬
‫القصور فيها فيغيرون من وقت آلخر ويحذفون ويضيفون حسب ما يظهر لهم من‬
‫القصور في النظام والتشريع الذي صنعوه‪.‬‬

‫‪-3‬الفرق الثالث‪ :‬في الشمول واالستيعاب والكمال‪.‬‬

‫ذلك أن الحقوق في اإلسالم لها صفة الشمولية فلم تترك من مطالب اإلنسان وال من‬
‫الحقوق التي لإلنسان أو على االنسان شيء إال وأتت عليه بل هناك تفصيل للحقوق‬
‫وغوص في التفاصيل بشكل دقيق وأما النظم الوضعية فألنها من صناعة البشر ففيها‬
‫نقص وقصور كبير‪.‬‬

‫‪-4‬الفرق الرابع‪ :‬من حيث الموافقة والمالئمة لطبيعة اإلنسان‪.‬‬

‫والمقصود هنا تلبية فطرة وطبيعة االنسان وأشواقه وحاجاته النفسية والجسدية‪ ،‬فإذا‬
‫نظرنا في حقوق االنسان في االسالم وجدناها تلبي وتتوافق مع فطرة االنسان وطبيعته‬
‫االنسانية ألنها تحفظ انسانية االنسان وكرامته واما في النظم الوضعية فإنها ال تلتفت‬
‫الى فطرة االنسان بل تتعامل معه تعامال ماديا جامدا وكأن االنسان جماد من غير‬
‫احساس وال مشاعر‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫‪-5‬الفرق الخامس‪ :‬التوازن واالعتدال في أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬


‫ذلك أن حقوق االنسان في اإلسالم فيها توازن واعتدال في تعاملها مع االنسان وذلك‬
‫بالنظر الى مكونات األمة الثالث‪ :‬الفرد‪ ،‬والمجتمع‪ ،‬واألسرة‪ ،‬فقد أعطت كل مكون‬
‫حقه من غير تعسف وال بخس أو حيف على باقي المكونات‪.‬‬
‫بينما في النظم الوضعية كالنظام الرأسمالي مثال فإنه تطغى فيه النظرة الفردية‬
‫على حساب الجماعة واألسرة وهذا قصور شديد وحيف على باقي المكونات فيحدث‬
‫الخلل في التوازن واالعتدال في مكونات األمة‪.‬‬
‫في الجدول التالي مقارنة سريعة في بعض الحقوق بين االسالم والقانون الوضعي في‬
‫بعض األمثلة‪:‬‬

‫في القانون الوضعي‬ ‫في أحكام الشريعة االسالمية‬ ‫من الحقوق‬


‫هو أحد الضرورات التي يجب حفظها‬ ‫‪ )1‬حفظ النفس‬
‫عقوبة القاتل متغيرة بين‬ ‫وعقوبة القاتل القتل وهي عقوبة ال‬ ‫اإلنسانية‬
‫االعدام وهذا قليل أو‬ ‫تتغير‪.‬‬
‫أو الغرامة‬ ‫السجن‬ ‫والعين بالعين والسن بالسن واألنف‬ ‫‪ )2‬وما دون‬
‫باألنف والجروح قصاص‪.‬‬ ‫النفس‬

‫هو أحد الضرورات التي يجب حفظها‬


‫ال يحرم الزنا وال يحرم‬ ‫ولذا حرم اهلل الزنا وحرم القذف‪.‬‬
‫القذف ويهمش األسرة‬ ‫‪ )3‬حفظ النسل‬
‫ويقصر في حقوقها‪.‬‬ ‫وشرع الحد وقدس األسرة وأمر‬ ‫‪ )4‬وحفظ العرض‬

‫بصلة الرحم‬

‫شرب الخمور والمسكرات‬ ‫هو أحد الضرورات التي يجب حفظها‬


‫غير محرم عندهم إال في‬ ‫ويحرم التعدي عليه ولذا‪:‬‬
‫بعض األماكن ويمنحون‬
‫‪ )1‬حرم كل ما يذهب العقل أو يؤثر‬
‫التصاريح لصناعته وبيعه‬ ‫‪ )5‬حفظ العقل‬
‫عليه‬
‫وفتح أماكن لتعاطيه فال‬
‫يحترمون العقل وال‬ ‫‪ )2‬شرع الحد‬
‫يحفظونه وال يقدسونه‬ ‫‪ )3‬شرع التعزير‬

‫‪41‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫دراسة بعض حقوق االنسان في االسالم‪:‬‬

‫حق اإلنسان في الحرية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬غياب مفهوم الحرية‪:‬‬

‫لقد تمت اإلساءة والتشوية لهذه القيمة اإلنسانية المقدسة وذهب بها الناس بعيدا عن‬
‫وظيفتها األساسية في خدمة اإلنسان وقيمتها السامية وذلك من خالل استغاللها‬
‫كشعارات جوفاء لتحقيق أغراض ومآرب دنيئة مصلحية ونفعية ضيقة كما شاع‬
‫مفهوم خطير ومدمر للحرية وهو أن الحرية تعني إطالق العنان للنفس أن تفعل ما‬
‫تشاء بال حدود وال قيود وهذا في الحقيقة يسمى(فوضى و انفالت) وليس من الحرية‬
‫في شيء‪ ،‬من التعدي على حدود اهلل وانتهاك الحرمات والمحرمات بحجة الحرية‬
‫الشخصية وهذا فهم خاطئ مغلوط لمعنى الحرية وحقيقة الحرية فالحرية الحقه هي‬
‫التي ترفع اإلنسان وتسمو به وهي الشرط األساسي لصالح أمر الدين والدنيا والحرية‬
‫تعني أيضا حرية الرأي والتعبير والشفافية في المصالح والقطاعات الحكومية‬
‫والحرية تمنع الفساد وتفضح الفساد والفاسدين وترفع الكفاءات والمؤهلين فتكون‬
‫سببا في النهضة والتطور الحضاري وجودة الحياة على كل المستويات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الحرية‪:‬‬

‫وأما تعريف الحرية في استعمال المختصين من المسلمين وغيرهم فقد‬


‫قالوا فيها كثيرا من التعريفات مثل‪:‬‬
‫‪ )1‬أن الحرية هي حركة االنسان ضمن الضوابط‪.‬‬
‫‪ )2‬إن الحرية هي الديموقراطية بنظامها الشامل‪.‬‬
‫‪ )3‬إن الحرية التمكين من االختيار وعدم االكراه‪.‬‬
‫‪ )4‬ويمكن تعريف الحرية بالتالي‪:‬‬
‫أن الحرية هي االنطالق في سبل الحياة المباحة وتمكين االنسان من حقوقه‬
‫‪ )5‬ويمكن تعريف الحرية من منظور اإلسالم بأنها التحرر من عبودية الهوى وعبودية‬
‫النفس وما سوى اهلل والتوجه بالعبادة الخالصة هلل تعالى‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع الحرية‪:‬‬

‫الحرية كلمة جميلة ذات معنى ساحر تمنح الخيال مساحة واسعة من التطلع واألمل‬
‫وهناك ارتباط وثيق بين الحرية والسعادة ألن الحرية من أسباب السعادة وضد الحرية‬
‫في االصطالح العبودية ويمكن تقسيم الحرية إلى نوعين هما‪:‬‬
‫‪-1‬النوع األول‪ :‬الحرية النسبية وهي الحريات الصغرى المرتبطة بمطالب اإلنسان‬
‫الحياتية مثل‪:‬‬
‫‪ )4‬الحرية‬ ‫‪)1‬حرية الحركة والتنقل ‪ )2‬حرية االختيار ‪ )3‬الحرية االقتصادية‬
‫الفكرية‪.‬‬
‫‪-2‬النوع الثاني‪ :‬الحرية الكبرى وهي التي ال ترتبط بأسباب أرضية حسية وال تخضع‬
‫لمطالب اإلنسان الدنيوية وهي الحرية التي تحرر اإلنسان من جميع العبوديات ابتدأ‬
‫من عبودية الهوى والنفس وسائر العبوديات والمقصود بهذه الحرية الكبرى هي دخول‬
‫اإلنسان باختياره وطوعه في العبودية هلل تعالى ونيل هذه الحرية المرتبطة بالعبودية‬
‫هلل كرامة ال تبلغها كرامة وشرف ال يدانيه شرف‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ضوابط الحرية‪:‬‬

‫قد عرفنا سابقا أن الحرية هي الحرية المنضبطة وأن الحرية من غير ضوابط تتحول‬
‫إلى أنانية وحب للذات وإلى فوضوية وفساد‬
‫وهنا تريد التعرف على أهم ضوابط الحرية وهي‪:‬‬
‫‪ )1‬أن تكون الحرية ضمن الضوابط الشرعية‪ ،‬ومعنى هذا أال يترك االنسان الواجب‬
‫أو يفعل الحرام باسم الحرية‪.‬‬
‫‪ )2‬أال يمارس االنسان حريته على حساب حرية اآلخرين‪.‬‬
‫‪ )3‬أن يراعي في الحرية األخالق واآلداب والذوق العام‪.‬‬
‫‪ )4‬أن تكون الحرية في حدود النظام والقانون‪.‬‬
‫‪ )5‬أن تكون الحرية معتدلة فال تصل إلى التعسف واإلسراف في استعمال الحق‪.‬‬
‫‪ )6‬ترك مظاهر الكبر والخيالء والمباهاة والهياط‪.‬‬
‫‪ )7‬عدم الغفلة عن ذكر اهلل قال تعالى (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب)‪.‬‬
‫‪ )8‬شكر اهلل على نعمة الحرية بامتثال أمره قال تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم‬
‫ألزيدنكم*ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬حق االنسان في العدل والمساواة‪:‬‬


‫قبل الدخول في تعريف العدل والمساواة تجدر االشارة إلى شيوع استعمال العدل‬
‫والمساواة جميعا بشكل مترابط وكأن كال من الكلمتين ال تستغني عن األخرى وهذا‬
‫خطأ وليس كل ما يكثر استخدامه ويشيع بين الناس يكون صحيحا فمن الظلم للعدل‬
‫اقترانه بالمساواة فبينهما من الفروق ما بين السماء واألرض فالعدل مصطلح شرعي‬
‫له المقام الرفيع‪ ،‬وهو من مقاصد الشريعة وأصولها وهو أحد أركان القيم العليا‬
‫كما سبقت دراسته‪ ،‬وأما المساواة فهو مصطلح حادث شاع استعماله في الغرب‪ ،‬وانتقل‬
‫إلينا منهم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف العدل‪:‬‬

‫العدل هو االستقامة على الصراط المستقيم‪ ،‬وإقامة الحق في الحياة‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬تعريف المساواة‪:‬‬

‫المساواة هي التسوية بين اثنين أو أكثر في كل شيء‪.‬‬


‫ثالثا‪ :‬مقارنة بين العدل والمساواة‪:‬‬

‫‪ )1‬العدل خير وأفضل من المساواة‪.‬‬


‫‪ )2‬العدل هو الحق‪ ،‬وأما المساواة فقد تكون في بعض الصور حرام وقد تكون ظلم‬
‫وهضم للحقوق ومن األمثلة على المساواة المحرمة‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى‬
‫في المواريث‪ ،‬والمساواة بينهما في كل شيء‪.‬‬
‫‪ )3‬العدل أشمل وأكمل من المساواة‪ ،‬ألن المساواة أحيانا تكون عدل وأحيانا ال تكون‪.‬‬
‫مثال للمساواة الظالمة‪ :‬المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء لقولة تعالى‬
‫(وليس الذكر كاألنثى)‪.‬‬
‫‪ )4‬العدل مصطلح شرعي قرآني‪ ،‬أما المساواة فهي مصطلح محدث‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ضوابط العدل‪:‬‬

‫‪ )1‬أن يكون مستمد من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬


‫‪ )2‬ان يكون العدل ناجزا ألن تأخير العدالة ظلم‪.‬‬
‫‪ )3‬أن يمضي العدل على الشريف والوضيع‪.‬‬
‫‪ )4‬حماية العدل والمؤسسات العدلية‪.‬‬
‫‪ )5‬الرقابة الصارمة على المؤسسات العدلية‪.‬‬
‫‪ )6‬مراجعة األنظمة والقوانين لضمان العدل فيها‪.‬‬
‫‪ )7‬ضمان استقالل المؤسسات العدلية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫قضايا فكرية معاصرة‪ :‬االستشراق‬

‫أوال‪ :‬تعريف االستشراق‪:‬‬

‫مصطلح يطلق على الغربيين واألوربيين اللذين قدموا للشرق ولبالد المسلمين أفراد‬
‫وبعثات بشكل معلن أو سري ألغراض غير نزيهة في األصل وسموا المستشرقين وسمي‬
‫عملهم استشراق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة االستشراق‪:‬‬

‫نشأة حركة االستشراق والمستشرقين غير محددة بتاريخ نظرا ألنه يغلب عليها طابع‬
‫السرية والجاسوسية ولكن المحفز لحركة االستشراق هو الهلع الذي أصاب العالم‬
‫الغربي مسيحية ويهودية على حد سواء من اكتساح نور اإلسالم للعالم حتى طرق‬
‫أبواب فرنسا وأوروبا فتنادوا لمواجهة هذا القادم من الشرق وهنا بدأت حمالت‬
‫المستشرقين على العالم اإلسالمي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وسائل االستشراق والمستشرقين‪:‬‬

‫ألن حركة االستشراق مبكرة وكانت بداياتها قبل الثورة الصناعية فإن وسائل‬
‫المستشرقين في البدايات كانت وسائل بدائية بسيطة بخالف مراحل االستشراق في‬
‫العصر الحديث فقد تطورت اساليبها ووسائلها وتنوعت نظرا للتطور التكنلوجي‬
‫الهائل‪ ،‬وثورة االتصاالت المتسارعة‪.‬‬

‫وسائل االستشراق األولى‪:‬‬


‫‪ )1‬الترحال والسفر الى العالم االسالمي‪.‬‬
‫‪ )2‬االختالط بالناس والعيش معهم‪.‬‬
‫‪ )3‬نقل الكتب وترجمتها‪.‬‬
‫‪ )4‬التخفي وانتحال شخصيات مختلفة إما تاجر أو مهاجر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫وسائل االستشراق بعد الثورة الصناعية‪:‬‬

‫في المراحل األولى كانت الكنيسة النصرانية ممثلة في البابا هي التي تقف خلف‬
‫حركة االستشراق وبعد اكتشاف المحركات واآلالت وثورة االتصاالت وسهولة‬
‫المواصالت صار العمل أكثر تنظيما وشاركت الحكومات هناك بابا الكنيسة هذه‬
‫المهمة وزاد التمويل واالهتمام ومن اهم وسائل االستشراق في هذه المرحلة الحالية‬
‫التي مازالت قائمة حتى اليوم‪:‬‬
‫‪ )1‬إنشاء جمعيات في دولهم لمتابعة الدراسات الشرقية مثال الجمعية االسيوية في‬
‫باريس عام ‪، 1822‬والجمعية الملكية اآلسيوية في بريطانيا وإيرلندا عام‪ 1823‬وفي‬
‫امريكا وألمانيا‪.‬‬
‫‪ )2‬اصدار المجالت االستشرافية مثل (ينابيع الشرق) و (مجلة الدراسات االسالمية)‬
‫‪ )3‬المؤتمرات الدولية للمستشرقين‪.‬‬
‫‪ )4‬انشاء مراكز دراسات وبحث لكل بقعة في العالم اإلسالمي‪ ،‬مستقلة‪ ،‬وضمن‬
‫مؤسساتهم الرسمية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اهداف االستشراق‪:‬‬

‫إذا عرفنا األهداف واألسباب المحفزة لالستشراق والمستشرقين حددنا موقفنا منه فإن‬
‫االستشراق وإن كانت أهدافه في االصل كما ذكرنا سابقا غير نبيلة وغير نزيهة إال‬
‫ان له حسنات وإيجابيات ال تنكر ويجب أن ننتفع بها ونذكرها لهم من باب العدل‬
‫الذي أمرنا اهلل به حتى مع األعداء فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها‪.‬‬
‫ومن أهداف االستشراق الكبرى‪:‬‬

‫‪ )1‬دراسة االسالم والبحث عن نقاط ضعفه باعتقادهم لمحاربته والقضاء عليه ألنه‬
‫سرقوه المسلمين ووحدتهم‬
‫‪ )2‬منع شعوبهم من اإلسالم وتشويهه في أذهانهم‪.‬‬
‫‪ )3‬حمالت التنصير في بالد المسلمين‪.‬‬
‫‪ )4‬تقديم المعلومات االستخباراتية لحكوماتهم‪.‬‬
‫‪ )5‬العبث بخريطة الشرق‪ ،‬وتقسيم المقسَم إلشعال الفتن‪ ،‬واختالق الذرائع للتدخالت‪.‬‬
‫‪ )6‬تبني المعارضين‪ ،‬والمتطرفين‪ ،‬والخونة‪ ،‬ودعمهم لصناعة اإلرهاب والفوضى‪.‬‬
‫‪ )7‬الحيلولة بكل وسيلة لمنع العالم اإلسالمي من النهوض على كل المستويات‪.‬‬
‫‪ )8‬وهناك اهداف علمية‪ ،‬واقتصاديه‪ ،‬وسياسية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫خامسا‪ :‬موقفنا من االستشراق‪:‬‬

‫بعد ان عرفنا اهداف االستشراق وحمالت المستشرقين فما هو الموقف المطلوب منا‬
‫ونحن المستهدفون بهذه الحمالت دينا‪ ،‬ووطنا‪ ،‬وأمة؟‬
‫يتلخص الموقف من االستشراق بالمسائل المهمة التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬أن ندرس نحن الغرب كما يدرسوننا فنحن أولى ألن النور معنا والحق بين‬
‫أيدينا‪.‬‬
‫‪ )2‬أن نؤمن بديننا وأصالة حضارتنا ونستمد الثقة منهما‪.‬‬
‫‪ )3‬عدم التأثر بأطروحاتهم وآرائهم السلبية عن اإلسالم‪.‬‬
‫‪ )4‬التففة في الدين للرد على شبهاتهم وشبهات المبطلين‪.‬‬
‫‪ )5‬تقوية الجبهة الداخلية‪ ،‬واللحمة الوطنية‪ ،‬وجمع الكلمة‪.‬‬
‫‪ )6‬االلتفاف حول القيادة‪ ،‬والسمع والطاعة لولي األمر بالمعروف‪.‬‬
‫‪ )7‬المشاركة من كل مواطن بفاعلية في النهوض العلمي‪ ،‬والصناعي‪ ،‬والحضاري‪.‬‬
‫‪ )8‬تعزيز الجوانب اإليجابية‪ ،‬ودعمها‪ ،‬وتشجيعها‪ ،‬وكشف الجوانب السلبية وعالجها‪.‬‬
‫‪ )9‬ضمان الحريات‪ ،‬فهي شرط للنهضة‪ ،‬ومكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ )10‬االستفادة من الجوانب االيجابية لالستشراق فليس كله سيء‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫قضايا فكرية معاصرة‪ :‬العولمة‬

‫اوال مفهوم العولمة‪:‬‬

‫العولمة مصطلح حديث نشأ بعد االستشراق بزمن طويل وقبل الدخول في تعاريف‬
‫العولمة هناك سؤال مهم تجدر االجابة عنه وهو‪:‬‬

‫هل العولمة حركة مقصودة مثل االستشراق؟‬


‫ونعني بالحركة المقصودة‪ :‬أن يكون لها خطط واهداف مرسومة تقف خلفها وتتبناها‬
‫جهات معينة‪.‬‬
‫العولمة ليست كذلك فهي ليست حركة مقصودة وانما هي سياق طبيعي للثورة‬
‫الصناعية في الغرب ولثورة االتصاالت فهذه االمكانات أعطت الغرب ميزة التفوق‬
‫العلمي والصناعي والعسكري علينا فأصبح ميزان القوة لصالحهم في شتى المجاالت‬
‫حتى اننا في تصنيفهم ونظرهم العالم الثالث وهم العالم األول وإذا ارادوا مجاملتنا‬
‫سمونا العالم النامي وهذا التفوق الطاغي في شتى المجاالت منحهم الهيمنة الحضارية‬
‫على العالم فأصبحوا بآلتهم العسكرية وآلتهم الصناعية وآلتهم االعالمية يملكون‬
‫القرار العالمي ويستطيعون الوصول والتأثير على أي بقعه في العالم بكل ما تحمله‬
‫حضارتهم من السلبيات و االيجابيات وهذه الممارسات هي ما يسمى بالعولمة‪.‬‬
‫فالعولمة إذا هي نتيجة تفوق حضاري تم توظيفه لخدمة مصالح الطرف االقوى وهذا‬
‫سياق طبيعي الخالصة أن العولمة سياق حتمي طبيعي يتم توظيفه واستغالله وليست‬
‫حركة مقصودة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف العولمة‪:‬‬

‫عرف الباحثون العولمة بتعاريف كثيرة هناك من عرفها من منطلق الجانب االقتصادي‬
‫وهناك من اخذ الجانب السياسي والعسكري وهكذا‪ ،‬والحقيقة أن العولمة هي اكتساح‬
‫حضاري ال ينحصر بجانب دون آخر وإنما تشمل العولمة التأثير على جميع الجوانب‬
‫الحياتية‪ ،‬ومن هذه التعريفات للعولمة‪:‬‬

‫‪ )1‬أن العولمة هي جعل الشيء عالمي‪.‬‬


‫‪ )2‬أن العولمة هي تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليصبح عالمي‪.‬‬
‫‪ )3‬قال في المعجم العالمي الجديد (ويبستر) أن العولمة هي اكتساب الشيء طابع‬
‫العالمية وبخاصة جعل نطاق الشيء أو تطبيقه عالميا‪.‬‬
‫‪ )4‬وهناك من قال إن العولمة هي جعل العالم قرية كونية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مظاهر العولمة وتأثيرها على العالم‪:‬‬

‫رياح العولمة العاتية وغبارها الكثيف لم تترك بقعة من هذا العالم وال مجاال أو شأنا‬
‫من شئون الناس والحياة الخاصة والعامة إال وأصابته بنسب متفاوتة‪.‬‬

‫ومن أبرز مظاهر العولمة الملموسة‪:‬‬

‫‪ )1‬االنفتاح العالمي حتى أصبح العالم بقاراته ومحيطاته منفتح على بعضه‪.‬‬
‫‪ )2‬هيمنة القوى الكبرى على العالم خصوصا هيمنة القطب الواحد المتمثل في‬
‫الواليات المتحدة االمريكية حتى اليوم‪ ،‬والمستقبل في علم اهلل‪.‬‬
‫‪ )3‬التأثير الحضاري‪ ،‬ويتجلى هذا المظهر بالتحوالت المشاهدة للفرد والمجتمع‬
‫المسلم على مستوى السلوك والعادات وأنماط المعيشة واألسرة‪.‬‬
‫‪ )4‬هيمنة اإلعالم الغربي لما يملكه من التمكن التقني‪ ،‬والقوة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ )5‬ربط اقتصاديات العالم بنظام االقتصاد الرأسمالي الغربي‪.‬‬
‫‪ )6‬غزو الثقافة والفكر الغربي للعالم اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ )7‬عولمة التقنية ووسائل التواصل‪ ،‬وهي التي رفعت الحواجز والحجب والحظر‬
‫ومنعت القدرة على التحكم بما يبث حول العالم‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫رابعا‪ :‬خطر العولمة والموقف المطلوب‪:‬‬

‫العولمة بالمفهوم الغربي تمثل خطرا على اإلسالم ألنها ال تقيم لإلسالم وزنا وال‬
‫تحسب له حساب فهي تهدم التوحيد وأصول االعتقاد وأحكام الشريعة االسالمية‬
‫وكثير من مخرجات هذه العولمة تخالف أصول الدين وأحكام الشريعة االسالمية‬

‫ومن المسائل الخطيرة التي تنادي فيها العولمة‪:‬‬

‫‪ )1‬تهميش االسالم واستبداله بالقوانين الوضعية‬


‫‪ )2‬مساواة اإلسالم الذي هو الدين الحق مع غيرة من العقائد الباطلة واألديان‬
‫المنسوخة‪.‬‬
‫‪ )3‬التذرع بدعوى حماية حقوق االنسان لهدم الدين واالخالق وابتزاز دول العالم‬
‫االسالمي‪.‬‬
‫‪ )4‬احتضان وتشجيع الخارجين على االسالم بدعوى حرية الرأي‪.‬‬
‫‪ )5‬العولمة الغربية تهدم االسرة بتشجيع التمرد والخروج عليها‪.‬‬
‫‪ )6‬تحريض المرأة على التمرد على أحكام االسالم مثل الحجاب‪ ،‬والوالية‪ ،‬ومنع‬
‫االختالط‪ ،‬وترك طاعة زوجها بالمعروف‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬موقفنا من غزو العولمة‪:‬‬

‫العولمة سياق تاريخي نتاج التفوق والتطور الصناعي والتكنلوجي وثورة االتصاالت‬
‫وهذه األدوات والوسائل ال ينسب لها شر وال فعل وال قصد وليست هي العولمة‪ ،‬وإنما‬
‫العولمة هو ما تحمله هذه الوسائل من المحتوى وتوظيفه في العولمة هذا هو المهم‬
‫الذي يجب فحصه‪ ،‬والتدقيق فيه‪ ،‬والتحقق من سالمته قبل استقباله ألن هذا المحتوى‬
‫قادم من بيئات غير مسلمة‪ ،‬بل قد تكون معادية‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص الموقف المطلوب مما تحمله العولمة من المحتوى بالتالي‪:‬‬
‫‪ )1‬أن الموقف ال يكون باالنغالق والرفض بل باالنفتاح على العالم وهذا من الثقة‬
‫واالعتزاز بما لدينا‪.‬‬
‫‪ )2‬عرض محتوى ما تقدمة العولمة بكل أشكاله وصورة على االسالم فما وافق اإلسالم‬
‫قبلناه وما خالف اإلسالم رفضناه‪.‬‬
‫‪ )3‬إعطاء الشباب والجيل القادم جرعات من التوعية بمخاطر محتوى العولمة‪.‬‬
‫‪ )4‬أن نكون جميعا أفراد وحكومات وإعالم على مستوى الحدث واألحداث المتسارعة‪.‬‬
‫‪ )5‬إقامة مراكز دراسات وبحوث لرصد إنتاج العولمة والتعامل معه وفق ديننا‬
‫ومصالحنا‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫الوحدة الثالثة‪ :‬أخالقيات المهنة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم أخالق المهنة‪:‬‬

‫األخالق المحمودة عند اهلل وعند الناس واآلداب المحبوبة عند اهلل وعند الناس مطلوبة‬
‫من المسلم مع اهلل ومع الناس كلهم‪ ،‬في جميع االحوال والظروف والمناصب واألعمال‬
‫ألنها عبادة ال ينفك المسلم عنها في جميع االوقات وهو مثاب على المحافظة عليها‬
‫عند اهلل ومحمود عن الناس ويأثم عند اهلل على قدر تفريطه وتركة لها ويكون‬
‫مذموما مكروها عند الناس أيضا‪.‬‬
‫ولذا فإن األخالق عند المسلم ال تتجزأ فليست ألناس دون آخرين وال وقت دون آخر‬
‫وليست خاضعة للمزاج والهوى وال يصح توظيفها ألغراض شخصية مصلحية نفعية‬
‫بل هي عبادة دائمة مستمرة مادامت الحياة والمسلم مأمور أن يكون على خلق عظيم‬
‫في العمل وخارج العمل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف أخالقيات المهنة‪:‬‬

‫المقصود بأخالقيات المهنة‪ :‬هي مجموع األخالق واآلداب المحمودة الوظيفية والمهنية‬
‫التي يجب على العامل والموظف والمسؤول والقائد وكل من تحمل أمانة من تلك‬
‫الواليات أن يتحلوا بها ويلتزمون بموجبها‪.‬‬
‫وهي جزء من األمانة التي تحملها االنسان العامل في أي مكان مثل‪:‬‬
‫‪ )1‬الوفاء بعقد العمل‪.‬‬
‫‪ )2‬االلتزام بالعمل‪.‬‬
‫‪ )3‬األمانة‪.‬‬
‫‪ )4‬الصدق‪.‬‬
‫‪ )5‬حسن المعاملة‪.‬‬
‫‪ )6‬حفظ اسرار العمل والمستفيدين وغيرها‪ ،‬وسيأتي تفصيل الكالم عليها ان‬
‫شاء اهلل‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية أخالقيات المهنة ومكانتها‪:‬‬

‫تتجلى مكانة أخالق المهنة والعمل إذا عرفنا أن العمل واالنتاج هو روح االقتصاد‬
‫والهواء الذي يتنفسه والطاقة التي تشعله وال يقوم العمل واإلنتاج بالجودة المتطورة‬
‫اال بالتزام أخالقيات ونظام ولوائح العمل واحترام العمل والمنشأة التي يعمل االنسان‬
‫بها وأن يكون عند الموظف العامل والء لعملة بحيث يعتبره مثل بيته وملكيته الخاصة‬
‫بالمحافظة عليه والحرص على مصلحة العمل وتطويره الن العمل يؤثر باقتصاديات‬
‫الدول واالفراد والمجتمعات‪ ،‬وأخالق الوظيفة والعمل تؤثر في المناخ االجتماعي حيث‬
‫يتحسن المناخ االجتماعي بتوفر بيئة عمل مناسبة ألفراد المجتمع تحقق الرضا وتوفر‬
‫لهم سبل العيش الكريم في جو من المودة والمحبة والترابط للوصول الى ان يكون‬
‫العاملون فريق عمل متناغم ذوي إنتاجية عالية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى فتح المجال لإلبداع واإلسهام في التطور والبناء ومن ثم الشعور باالنتماء‬
‫الى مجتمع يعمل وينتج ويتطور‪.‬‬
‫ولو نظرنا الى الفروق بين الدول المتقدمة والدول النامية تبين لنا أن أهم تلك‬
‫الفروق تكمن في كفاءة وقدرة القوى العاملة الملتزمة بأخالقيات وأدبيات المهنة‬
‫والعمل وتتضاعف مكانة واهمية هذه االخالق المهنية في وقتنا الحاضر نظرا للتخلف‬
‫الذي نعاني منه بسبب تفريطنا وتساهلنا بها على مدى عقود من الزمن وقد جنينا‬
‫الحصاد المر من التراجع وضعف الجودة في االعمال واالنتاج والمشاريع كل ذلك‬
‫بسبب عدم تقديرنا وتقديسنا ألهمية ومكانة أخالقيات وآداب المهنة والعمل ومع‬
‫احتدام المنافسة في الوقت الحاضر فإنه ال بقاء إال لألفضل واألجود واألقدر على‬
‫المنافسة ومن توفيق اهلل أن من علينا برؤية نهضوية شاملة اطلق عليها‬
‫(رؤية ‪ )30/20‬وللجانب االقتصادي منها نصيب األسد والعامل االساسي في نجاح هذه‬
‫الرؤية الطموحة هو مدى التمسك والتمكن من اخالقيات المهنة والعمل والوظيفة‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫فإن هم ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫وإنما األمم األخالق ما بقيت‬

‫‪52‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫رابعا‪ :‬أخالقيات المهنة والعمل‪:‬‬

‫األخالق والصفات الوظيفية المطلوب تحلي وامتثال العامل في أي موقع وبأي مسمى‬
‫وعلى أي درجة وظيفية بها إنما هي جزء ال يتجزأ وال ينفك عن األخالق اإلسالمية‬
‫التي حث عليها اإلسالم الن االسالم جاء بمكارم االخالق ومحاسن اآلداب لذا فإن ما‬
‫ينسجم مع األخالق اإلسالمية فهو حتما يتفق وينسجم مع االخالق المهنية الوظيفية‬
‫خصوصا في انظمة المملكة العربية السعودية الوظيفية وانظمة العمل والعمال‬
‫والخدمة المدنية ألنها مبنية على الشريعة اإلسالمية وهنا نذكر أوال األصل الذي‬
‫قامت عليه األخالق المهنية عند المسلمين‪:‬‬
‫وهو قول اهلل تعالى في اآلية الكريمة من سورة القصص آية ‪:26‬‬
‫(قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي األمين)‬
‫ذكر في اآلية الكريمة صفتان من المواصفات واألخالق الواجب توفرها فيمن يتولى‬
‫والية‪ ،‬أو عمل أو وظيفة‪ ،‬أو أي مسؤولية وهاتان الصفتان أصل لما سواهما من‬
‫الصفات واألخالق المطلوبة في األعمال والمهن وهما‪:‬‬
‫أوال‪( :‬القوي) يقصد بالقوة هنا القوة بمعناها الواسع الشامل لكل قوة مطلوبة في‬
‫الحق‪ ،‬مثل‪ :‬القوة العلمية‪ ،‬والقوة العقلية‪ ،‬والقوة اإلدارية‪ ،‬والكاريزما الشخصية‪،‬‬
‫واإلرادة القوية‪ ،‬والصبر ونحوها‪.‬‬
‫ثانيا‪( :‬األمين) والمقصود باألمانة هنا األمانة بمعناها الشامل لدقيق األمور وجليلها‬
‫مثل‪ :‬األمانة على حفظ الدين‪ ،‬وحفظ العمل‪ ،‬والعرض‪ ،‬والمال‪ ،‬والجودة واإلتقان‪،‬‬
‫وأسرار العمل‪ ،‬وحقوق الناس ونحوها‪.‬‬

‫والقوة‪ :‬هي األصل األول من أخالقيات المهنة والعمل وهي الصفة األولى فيمن يتولى‬
‫والية أو عمال مهما على هذا العمل أو كان بسيطا فهذه هي الصفة االولى التي ال‬
‫يمكن التهاون بها أو التقليل من شأنها‬
‫والمقصود بالقوة هنا اشتمالها على امرين‪:‬‬
‫‪ .1‬القوة الشاملة وليست القاصرة أي بالمعنى الشامل لكل النواحي التي تتطلب‬
‫القوة والقوة الكاملة غير المنقوصة‪.‬‬
‫‪ .2‬يقصد بها أيضا القوة المفيدة النافعة االيجابية وليست الضارة او التي تجلب‬
‫الضرر وليست القوة السلبية التي ضررها أكبر من نفعها؟‬

‫‪53‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ومن مواضع القوة المطلوبة في العمل‪:‬‬

‫‪ .1‬قوة الشخصية والثقة في النفس‪ ،‬ألنك في العمل ال تمثل نفسك وإنما تمثل‬
‫المنشأة والجهة التي تعمل بها‪.‬‬
‫‪ .2‬التمكن من العمل والقدرة على تنفيذه بجدارة‪.‬‬
‫‪ .3‬القدرة على مواجهة المستفيدين والمراجعين والتعامل معهم‪.‬‬
‫‪ .4‬الكاريزما القيادية لمن يتولون االدارة وقيادة المجموعات‪.‬‬
‫‪ .5‬تطبيق النظام برفق وإنسانية‪.‬‬
‫‪ .6‬القدرة على اتخاذ القرار والقوة في دعمه وتنفيذه‪.‬‬
‫‪ .7‬التراجع عن الخطأ وتصويبه واالعتذار وهذا من مظاهر القوة والثقة في‪.‬‬
‫‪ .8‬عدم قبول الوساطة الضارة‪.‬‬
‫‪ .9‬رفض الرضوخ للضغوط‪.‬‬
‫‪10‬عدم التهاون بالجودة والدقة بالتنفيذ خصوصا في األشياء األساسية المتعلقة‬
‫بالسالمة العامة والجودة والقوة‪.‬‬

‫وأما األمانة‪ :‬فهي االصل الثاني من اخالقيات المهنة والعمل وهذا االصل هو الصفة‬
‫الثانية المطلوب التحلي والتخلق بها فيمن يتولى المهنة والعمل والوظيفة والوالية‬
‫وغيرها من المسؤوليات‪.‬‬
‫والمقصود باألمانة هنا المعنى الشامل لألمانة الذي يشمل الجليل والدقيق من الشؤن‬
‫والمعامالت واالعمال بحيث تكون جميع التصرفات منضبطة بضوابط األمانة وصفات‬
‫المسؤول األمين‪.‬‬

‫ومن صور وأمثلة خلق االمانة (األمين)‪:‬‬


‫‪ .1‬الوفاء بالعقود قال تعالى (يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)‬
‫‪ .2‬الصدق في القول والمصداقية في العمل‪.‬‬
‫‪ .3‬المحافظة على المنشأة ومعداتها ومحتوياتها‪.‬‬
‫‪ .4‬حفظ اسرار العمل واسرار العمالء‪.‬‬
‫‪ .5‬المساهمة في قوة العمل وقوة المنشأة نفسها‪ ،‬وجودة اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ .6‬تنفيذ االعمال والمقاوالت بالمواصفات القياسية العالمية‪.‬‬
‫‪ .7‬المحافظة على المال العام (خزينة الشعب) (بيت مال المسلمين)‬

‫‪54‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫خامسا‪ :‬حكم أخالقيات المهنة وصفات الموظف‪:‬‬

‫بعد أن عرفت أخي المتدرب مكانة واهمية اخالقيات المهنة بالنسبة للدول ولألعمال‬
‫ونمو االقتصاد وقوته بقي ان تتعرف على الحكم الشرعي ألخالق المهنة وصفات‬
‫الموظف المسلم‬
‫الحكم الشرعي ألخالقيات المهنة‪:‬‬
‫يجب على العامل والموظف في أي قطاع ان يتحلى ويلتزم بأخالقيات المهنة التي‬
‫جاءت الشريعة باألمر بها والحث عليها وقد سبق ذكرها لقول اهلل تعالى (يا أيها‬
‫الذين آمنوا أوفوا بالعقود) وهذا االمر يقتضي الوجوب وهو عام في كل العقود فيجب‬
‫الوفاء بمقتضاها وااللتزام بشروطها وجميع بنودها‪.‬‬
‫والقاعدة الشرعية تقول‪ :‬إن العقد شريعة المتعاقدين‪.‬‬
‫كما يجب على العامل والموظف التزام احكام النظام للعاملين في القطاع العام‬
‫والقطاع الخاص وهذا من جملة أخالقيات المهنة التي يجب االلتزام بها‪.‬‬
‫وقد جاءت النصوص باألمر بإتقان العمل من ذلك حديث‪:‬‬
‫(إن اهلل يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه)‬
‫وال يكون اتقان العمل والوفاء به اال بالتزام اخالق المهنة‪ ،‬وإذا ترك العامل والموظف‬
‫اخالق المهنة كان مخالفا ألمر اهلل وأمر رسوله وعاصيا لولي االمر بمخالفة النظام‬
‫وهذا محرم في احكام الشريعة االسالمية‪.‬‬
‫ومن كان مقصرا في التزام اخالقيات المهنة كان ذنبه واثمة على قدر ما ارتكب من‬
‫التقصير في هذا الحق‪ .‬وهناك أمر خطير يجب التنبيه عليه والتنبه له وهو من‬
‫خصائص دين المسلمين وهو ان المسلم التارك ألخالق المهنة الواجبة يكون في مرتبة‬
‫والمال الذي يجنيه من عمله شبهة قوية في التحريم قد تصل الى ان يكون راتبة سحتا‬
‫والعياذ باهلل‪ .‬وإن ارتكب خيانة في العمل فالمال أو ما يأخذه مقابل الخيانة بالرشوة‬
‫أو نحوها سحت حرام بال شك لحديث (لعن اهلل الراشي والمرتشي والرائشة والرائش)‬
‫وقد جاء في الحديث التحذير من الكسب الحرام واكل الحرام‪(:‬ايما لحم نبت من‬
‫سحت فالنار أولى به)‬
‫ومن خصائص المسلمين‪ :‬أن المسلم يملك رقابة ذاتية إيمانية بفضل ما أنعم اهلل عليه‬
‫به من هذا الدين العظيم الذي يجعله يخاف اهلل ويراقبه‪ ،‬ويرجو ما عنده‪ ،‬ولو لم تكن‬
‫عليه رقابة ومتابعة أو تفتيش خارجي‪ ،‬ومن فقد هذا الكنز الثمين في نفسه فليندب‬
‫حظه‪ ،‬وليبك على خطيئته‪ ،‬وليراجع إيمانه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫سادسا‪ :‬تأثير أخالقيات المهنة على التنمية‪:‬‬

‫القيام بأخالقيات المهنة والعمل واحترامها تظهر ثمارها على التنمية‪ ،‬وعلى الجودة‬
‫والنمو االقتصادي وعلى متانة االقتصاد وقوته ومن أبرز آثار اخالق المهنة على‬
‫التنمية ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬جودة االقتصاد وقوته ومتانته وهذه مواصفات االقتصاد المثالي‬
‫‪ .2‬تكون االعمال والمشاريع في اعلى مراتب االتقان‬
‫‪ .3‬انعكاس اخالق المهنة على ديناميكية األداء وتناغمه‬
‫‪ .4‬تكون المشاريع الخدمية مثل الطرق وشبكات التنمية وما يسمي بالبنية التحتية‬
‫في أعلى درجات الجودة‪ ،‬فتخدم بكفاءة عالية وتعمر طويال بإذن اهلل متى كان‬
‫تنفيذها بالقوة واالمانة‪.‬‬
‫‪ .5‬كسب ثقة المستثمرين المحليين واألجانب‪.‬‬
‫‪ .6‬يكون االقتصاد جاذب ومغري للمستثمرين‪.‬‬
‫‪ .7‬تكون البيئة صالحة وصحية للتطور والنمو في شتى المجاالت‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬وسائل تعزيز أخالق المهنة‪:‬‬

‫تقع على كاهل الحكومات والمؤسسات والشركات والمنشآت وكل القطاعات‬


‫مسؤولية تشجيع وتعزيز المظاهر االيجابية عن الموظفين والعاملين ووضع الحوافز‬
‫المتنوعة مادية كانت او معنوية التي تجعل العاملين والموظفين يشعرون بقيمة‬
‫التحلي بأخالقيات المهنة ولعل من هذه الوسائل والحوافز ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬التكريم بالحوافز المادية والمعنوية‬
‫‪ .2‬محاسبة المقصر بوضع نظام نقطي‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع معايير منضبطة تقيس مستوى االنتاج والجودة‪.‬‬
‫‪ .4‬ربط العالوة السنوية والترقيات بسجل االخالق المهنية‪.‬‬
‫‪ .5‬بناء الرقابة الذاتية التي تنبع من االنسان نفسه وهي مراقبة اهلل وخشيته ورجاء‬
‫ثوابه‪.‬‬
‫‪ .6‬توعية العاملين بقيمة أخالق المهنة وأهميتها في الجودة واإلنتاج‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثامنا‪ :‬ممارسات غير اخالقية في المهنة والعمل‪:‬‬

‫إذا تولى االنسان وظيفة او عمل صار بحكم الشريعة متحمال لمسؤولية هذا العمل‬
‫ألنه أصبح تحت رعايته وواليته (وكلكم مسئول عن رعيته)‬
‫وهناك بعض الممارسات اآلثمة والسلبية التي تحصل من بعض الموظفين والعاملين‬
‫يستغلون مواقعهم في األعمال فيقومون بفعلها ومنها ما يصل إلى أن يكون من الذنوب‬
‫الكبائر بل من الموبقات‬

‫ومن هذه الممارسات والتصرفات السيئة من الموظف والعامل‪:‬‬


‫‪ .1‬أن بعضهم يستغل الموظفين والعاملين لمصالحه الخاصة‪.‬‬
‫‪ .2‬استغالل الموقع لتمرير االجندات الخاصة وهذا من الخيانة‪.‬‬
‫‪ .3‬التعسف في استعمال السلطة بالتسلط على عباد اهلل‪.‬‬
‫‪ .4‬سرقة الموظف او العامل ولها صور منها‪:‬‬
‫‪ )1‬السرقة الحسية باختالس المال وغيره ‪ )2‬استغالل سيارات ومعدات واجهزة‬
‫العمل استخدام شخصي ‪ )3‬السرقة المعنوية مثل‪ :‬السرقة من وقت العمل‬
‫باالنشغال بالكمبيوتر‪ ،‬او المحمول دون انتاج للعمل‪ ،‬او الخروج وقت الدوام‪،‬‬
‫ومثل‪ :‬سرقة افكار وجهود اآلخرين ونسبتها لنفسه‪ ،‬ومثل تسجيل اسمه كعضو‬
‫مشارك وهو لم يشارك في المجهود والعمل‪.‬‬
‫‪ .5‬التعامل بالرشوة دفع او قبول او طلب او توسط والرشوة من كبائر الذنوب‬
‫الموبقة ومن الخيانة وفي الحديث (لعن اهلل الراشي والمرتشي والرائش)‬
‫‪ .6‬الواسطة الضارة السلبية وهي منكر وظلم لما فيها من االضرار والضغائن‪،‬‬
‫وهضم الحقوق‪.‬‬
‫‪ .7‬التمييز بين الناس على اساس باطل مثل العنصرية والقبلية أو المناطقية‪.‬‬
‫‪ .8‬تأخير االنجاز وتعطيل مصالح الناس‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫تاسعا‪ :‬الضوابط الشرعية للموظف والعامل‪:‬‬

‫يجب على المسلم أال يغيب عنه ولو لحظة انه مسلم يمتثل ألحكام االسالم واخالقه‬
‫وان يكون هذا السلوك مصاحبا له طول حياته وان ال يتغير وال يتزحزح عن هذا المبدأ‬
‫مهما ارتفع شأنه أو كثر ماله أو صار مشهورا يشار اليه بالبنان ويجري ذكره على‬
‫كل لسان يمتثل لقول الرحمن (قل ان صالتي ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب‬
‫العالمين ال شريك له وبذلك أمرت وأنا اول المسلمين) وقوله تعالى (واعبد ربك‬
‫حتى يأتيك اليقين)‬
‫ومن الضوابط الشرعية للموظف والعامل التي يحسن بالمسلم معرفتها والعمل‬
‫بموجبها الضوابط التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬ان يكون في عملة ووظيفته مثاال للمسلم الناصح لدينه ووطنه‪.‬‬
‫‪ )2‬التزام العامل والموظف بأخالقيات المهنة‪.‬‬
‫‪ )3‬الوفاء بعقد العمل والعمل باللوائح والتنظيمات‪.‬‬
‫‪ )4‬اال يعمل في مكان يختلط فيه بالنساء األجنبيات (غير المحارم)‬
‫‪ )5‬ال يجوز العمل بنشاط محرم كبيع الخمور‪ ،‬أو صناعة شيء مما حرمه اهلل‪.‬‬
‫‪ )6‬ال يجوز العمل بمؤهل مضروب او شهادة مزورة‪ ،‬أو غير معتمده في نظام الدولة‪.‬‬
‫‪ )7‬ال يحل اخذ مقابل مادي او تعويض على عمل لم تقم به او قصرت فيه‪.‬‬
‫‪ )8‬ال تحل طاعة رئيس العمل وال غيرة في معصية أو امر يخالف النظام‪.‬‬
‫‪ )9‬ال يحل عمل الربا أو الرضا به او تمريرة او مباشرته بأي وجه من الوجوه‪.‬‬
‫‪ )10‬األصل في الشريعة اإلسالمية‪ :‬تقديم المصلحة العامة الظاهرة على المصلحة‬
‫الفردية‪ ،‬وتقديم المصلحة الشاملة على القاصرة‪.‬‬

‫أخوكم‪ :‬خالد بن عبداهلل الحبيب‬

‫ل‬ ‫ت‬‫ل بيع ب‬ ‫ج‬‫ل‬


‫م‬
‫وا د لله ا دي مبه م الصا حات‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫فهرس المحتويات‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫حب‬‫فه لم‬
‫رس ا وبات‬
‫جدول المحتويات‬
‫المقدمة ‪0....................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫وصف المقرر‪2.............. ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫الهدف العام للمقرر‪2......................................... ................................ ................................ :‬‬
‫الوحدة األولى‪ :‬العقيدة اإلسالمية ‪3................................ ................................ ................................‬‬
‫العقيدة اإلسالمية ‪3............. ................................ ................................ ................................‬‬
‫أهمية العقيدة اإلسالمية ومكانتها‪3........................... ................................ ................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم العقيدة اإلسالمية‪ :‬المقصود بمفهوم العقيدة‪3................................... ................................ :‬‬
‫تعريف العقيدة اإلسالمية‪4................................... ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬أركان العقيدة اإلسالمية‪4.............................. ................................ ................................ :‬‬
‫شرح أركان اإليمان بإيجاز‪4................................ ................................ ................................ :‬‬
‫الركن األول‪ :‬اإليمان باهلل تعالى ‪4......................... ................................ ................................‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬اإليمان بالمالئكة ‪6.......................... ................................ ................................‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬اإليمان بكتب هللا ‪7.......................... ................................ ................................‬‬
‫الركن الرابع‪ :‬اإليمان برسل هللا عليهم الصالة والسالم ‪8................................ ................................‬‬
‫الركن الخامس‪ :‬اإليمان باليوم اآلخر‪8................... ................................ ................................ .‬‬
‫الركن السادس‪ :‬اإليمان بالقدر كله خيره وشره أنه من هللا ‪9............................. ................................‬‬
‫خالصة مبحث العقيدة اإلسالمية‪ ،‬التي هي طريق النجاة‪10 ............................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص العقيدة اإلسالمية‪ :‬المقصود بالخصائص هي‪11 ........................... ................................ :‬‬
‫رابعا‪ :‬أثر العقيدة اإلسالمية وثمارها على الفرد والمجتمع‪12 .............................. ................................ :‬‬
‫خامسا‪ :‬وسطية العقيدة بين الغلو واالنحالل‪15 ............. ................................ ................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬معنى الوسط والوسطية‪15 ......................... ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬معنى الغلو‪15 ....................................... ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬معنى االنحالل‪15 .................................. ................................ ................................ :‬‬
‫رابعا‪ :‬سبب وصف العقيدة اإلسالمية بالعقيدة الوسطية‪15 .............................. ................................ :‬‬
‫خامسا‪ :‬حكم هذه المسالك الثالث‪16 ..................... ................................ ................................ :‬‬
‫سادسا‪ :‬خطر وضرر ومفاسد الغلو والغالة واالنحالل والتحلل‪17 ..................... ................................ :‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬القيم اإلسالمية ‪19 ................................. ................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم القيم ويقصد به تعريف القيم‪19 ................ ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع القيم‪19 ........... ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫تعريف مختصر بهذه القيم‪19 ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬القيم العليا‪19 ........................................ ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬القيم الخلقية‪20 ...................................... ................................ ................................ :‬‬

‫‪59‬‬
‫فهرس المحتويات‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثالثا‪ :‬القيم الحضارية‪20 .................................. ................................ ................................ :‬‬


‫دراسة القيم ‪21 ................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬دراسة قيمة الحق‪21 ................................... ................................ ................................ :‬‬
‫العنصر األول‪ :‬معرفة الحق األول‪( :‬ما هو الحق األول الذي تجب معرفته) ‪21 .......................................‬‬
‫العنصر الثاني‪ :‬أين يوجد الحق (مصادر الحق الصحيحة)؟ ‪21 ......................... ................................‬‬
‫العنصر الثالث‪ :‬كيف يسود الحق ويحكم حياة الناس؟ ‪22 ................................ ................................‬‬
‫ثانيا دراسة قيمة العدل‪23 .................................... ................................ ................................ :‬‬
‫فضل العدل ومكانته‪23 ................................... ................................ ................................ :‬‬
‫مصادر العدل ‪23 ........... ................................ ................................ ................................‬‬
‫حكم العدل‪24 ............. ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫شمول العدل في اإلسالم وكماله‪24 ...................... ................................ ................................ :‬‬
‫أسباب ووسائل قيام العدل بين الناس‪25 ................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬دراسة قيمة اإلحسان ‪25 ................................. ................................ ................................‬‬
‫أوال تعريف اإلحسان‪25 .................................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع اإلحسان‪25 ................................... ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬أثر وثمرات اإلحسان‪26 ........................... ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬دراسة بعض القيم الخلقية في اإلسالم‪27 ............. ................................ ................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬دراسة قيمة الصدق ‪27 .................................. ................................ ................................‬‬
‫تعريف الصدق‪27 ........................................ ................................ ................................ :‬‬

‫حكم الصدق‪27 ........... ................................ ................................ ................................ :‬‬


‫أنواع الصدق‪27 .......................................... ................................ ................................ :‬‬
‫مناقب الصدق والصادقين‪28 ............................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬دراسة قيمة الوفاء‪29 .................................. ................................ ................................ :‬‬
‫تعريف الوفاء‪29 .......................................... ................................ ................................ :‬‬
‫حكم الوفاء‪29 ............. ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫فضائل ومنافع الوفاء‪30 .................................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬دراسة قيمة األمانة‪30 .................................. ................................ ................................ .‬‬
‫تعريف األمـــانــة‪30 ..................................... ................................ ................................ :‬‬
‫حكم األمانة‪30 ............ ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫أنواع األمانات‪31 ......................................... ................................ ................................ :‬‬
‫من ثمرات ومنافع حفظ األمانة‪32 ....................... ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬دراسة بعض القيم الحضارية‪33 ....................... ................................ ................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬االستخالف‪ :‬معنى االستخالف‪33 ..................... ................................ ................................ :‬‬
‫أركان االستخالف ثالثة‪33 ............................... ................................ ................................ :‬‬
‫مقاصد االستخالف وغاياته السامية‪33 .................. ................................ ................................ :‬‬

‫‪60‬‬
‫فهرس المحتويات‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬من القيم الحضارية (السالم)‪34 ....................... ................................ ................................ :‬‬


‫أنواع السالم‪34 ........... ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫السالم حق شامل‪35 ...................................... ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬من القيم الحضارية‪( :‬الجمال) ‪35 ....................... ................................ ................................‬‬
‫ما هو الجمال والتجميل والتجمل؟ ‪35 ..................... ................................ ................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التجمل والتجميل‪36 ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫أنواع الجمال‪36 .......................................... ................................ ................................ :‬‬
‫أمثلة على أنواع الجمال‪37 ............................... ................................ ................................ :‬‬
‫البحث عن الجمال‪37 ..................................... ................................ ................................ :‬‬
‫حكم التجمل والتجميل‪38 ................................. ................................ ................................ :‬‬
‫أحكام التجمل‪38 .......................................... ................................ ................................ :‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬قضايا فكرية معاصرة‪39 ........................ ................................ ................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬حقوق االنسان‪39 ...................................... ................................ ................................ :‬‬
‫تعريف حقوق اإلنسان‪39 ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫أمثلة على حقوق اإلنسان‪39 ............................. ................................ ................................ :‬‬
‫الفرق بين االسالم والنظم الوضعية في حقوق االنسان‪39 .............................. ................................ :‬‬
‫دراسة بعض حقوق االنسان في االسالم‪42 ............. ................................ ................................ :‬‬
‫حق اإلنسان في الحرية‪42 ............................... ................................ ................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬غياب مفهوم الحرية‪42 ............................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف الحرية‪42 .................................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع الحرية‪43 .................................... ................................ ................................ :‬‬
‫رابعا‪ :‬ضوابط الحرية‪43 ................................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق االنسان في العدل والمساواة‪44 ................... ................................ ................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف العدل‪44 .................................... ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف المساواة‪44 ................................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬مقارنة بين العدل والمساواة‪44 ..................... ................................ ................................ :‬‬
‫رابعا‪ :‬ضوابط العدل‪44 .................................. ................................ ................................ :‬‬
‫قضايا فكرية معاصرة‪ :‬االستشراق ‪45 ....................... ................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف االستشراق‪45 .............................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬نشأة االستشراق‪45 ................................. ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬وسائل االستشراق والمستشرقين‪45 ............... ................................ ................................ :‬‬
‫رابعا‪ :‬اهداف االستشراق‪46 ............................. ................................ ................................ :‬‬
‫خامسا‪ :‬موقفنا من االستشراق‪47 ........................ ................................ ................................ :‬‬
‫قضايا فكرية معاصرة‪ :‬العولمة ‪48 ........................... ................................ ................................‬‬
‫اوال مفهوم العولمة‪48 ........................................ ................................ ................................ :‬‬

‫‪61‬‬
‫فهرس المحتويات‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫الدراسات العامة‬
‫أسلم ‪101‬‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف العولمة‪49 .................................. ................................ ................................ :‬‬


‫ثالثا‪ :‬مظاهر العولمة وتأثيرها على العالم‪49 ............ ................................ ................................ :‬‬
‫رابعا‪ :‬خطر العولمة والموقف المطلوب‪50 ............. ................................ ................................ :‬‬
‫خامسا‪ :‬موقفنا من غزو العولمة‪50 ...................... ................................ ................................ :‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬أخالقيات المهنة‪51 .............................. ................................ ................................ .‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم أخالق المهنة‪51 ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف أخالقيات المهنة‪51 ............................ ................................ ................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية أخالقيات المهنة ومكانتها‪52 .................... ................................ ................................ :‬‬
‫رابعا‪ :‬أخالقيات المهنة والعمل‪53 ........................... ................................ ................................ :‬‬
‫خامسا‪ :‬حكم أخالقيات المهنة وصفات الموظف‪55 ......................................... ................................ :‬‬
‫سادسا‪ :‬تأثير أخالقيات المهنة على التنمية‪56 ............... ................................ ................................ :‬‬
‫سابعا‪ :‬وسائل تعزيز أخالق المهنة‪56 ....................... ................................ ................................ :‬‬
‫ثامنا‪ :‬ممارسات غير اخالقية في المهنة والعمل‪57 ......................................... ................................ :‬‬
‫تاسعا‪ :‬الضوابط الشرعية للموظف والعامل‪58 ............. ................................ ................................ :‬‬

‫‪62‬‬

You might also like