Professional Documents
Culture Documents
محتويات
لغ ة :م أخوذة من العق د ،وه و ش د الش يء ،يق ال :اعتق ُ
دت ك ذا ،إذا عق دت علي ه القلب
والضمير.
أم ا العقي دة اص طالحًا؛ فهي :عق د القلب على مجموع ٍة من القض ايا عق دًا جاز ًم ا
ق الواق َع ،فهو اعتقاد صحيح ،وإن خالف الواقع فهو اعتقاد باطل
بصحتها ،فإن طابَ َ
العقيدة أساس اإلسالم
ي
س كي َو َمحي ا َ ومرتك ز العقي دة ه و توحي د هللا -تع الى ،-ق ال -تع الى( :-قُ ل ِإنَّ َ
ص التي َونُ ُ
ش ري َك لَ هُ َوبِذلِكَ ُأمِرتُ َوَأن ا َأ َّو ُل ال ُمس لِمينَ )]٢[،لذلك ك انت
َو َمماتي لِلَّـ ِه َر ِّب العالَمينَ * ال َ
العقيدة سواء بنصوصها ،أو بأثرها في النّفوس مصبّ اهتمام اإلسالم.
وقد اعتنى بها رسول هللا -ص لّى هللا علي ه وس لّم -في ف ترة ال ّدعوة بم ّك ة المكرم ة ،حتّى إذا
رسخت في نفوس أصحابه ج اء االعتن اء ب الجوانب األخ رى ]٣[،فهي أس اس ال ّدين ،كم ا ّ
أن
إيم ان العب د ال يُقب ل عن د هللا -تع الى -إاّل بص حة العقي دة ،كم ا أنّه ا األم ر ال ذي دع ا
ً []٤
إليه الرّسل جميعا.
يرتبط صالح المجتمع ات بص الح أفراده ا ،ويتحقّ ق ص الح األف راد باتّب اع المنهج ّ
الس ليم،
والعقيدة الصّحيحة التي تُق ّوم سلوكهم وتُصلِح عق ولهم ،ل ذا ك انت العقي دة هي س بيل إص الح
[]٥
المجتمعات ،ومن ث ّم إصالح الكون بأكمله.
[]٧
أن العقيدة تُحقّق التّمكين في األرض]٦[،وقيام ال ّدولة اإلسالميّة المتكاملة المتماسكة.
كما ّ
العقيدة شرط قبول األعمال
جاء التّعب ير عن العقي دة في الق رآن الك ريم بلف ظ اإليم ان ،وال ذي يُع ّد أس اس وأص ل قَب ول
األعمال عند هللا -تعالى -يوم القيامة ]٨[،وتحكيم أمر هللا -تعالى ،-والرّضا به ول و ك ان الح ق
مع غيره]٩[،م ّما يُنظّم حياة المجتمعات في ال ّدول اإلسالميّة ،فتنبني العالقات بين أفرادها على
العدل وإعطاء ك ّل ذي حقّه ،وإحسان النّاس لبعضهم البعض.
صدق ،واإلخالص ،واألمانة ،وتح ّمل المسؤوليّة، وذلك نتيجة اتّصافهم بمكارم األخالق من ال ّ
ّ []١٠
والبعد عن الحقد ،والحسد ،والكراهية ،وسالمة الصدر ،والفكر من األفكار الضالة.
إن العقيدة تُؤثّر على ص احبها فيص بح ش جاعا ً باس الً ،يب ذل نفس ه ،ومال ه في س بيل هللا -ث ّم ّ
ُحص ل به ا األج ر والث واب ،بخالف غ يره ال ذي ي رى تعالى-؛ ألنّه يرى ّ
أن ه ذه عب ادات ي ّ
ّ []١٣
هذه العبادات تؤثر بعمره فتقصره ،وبماله فتقلله.
الس ليمة على الت وازن بين مكون ات اإلنس ان الثالث ة؛ الجس د ،والعق ل، كم ا تعم ل العقي دة ّ
والرّوح ،دون إف راط وال تفري ط ،فتجعل ه إنس انا ً س ويّاً ،عقالني ا ،وللعقي دة م يزة تجعله ا
ً []٢٠
[
مقبولة ُمستجابة من قبل المدع ّوين إليها ،فيستجيبون لها ويقبلون على تطبيقها ،والعم ل به ا،
[]٢٢
]٢١ألنَّها مناسبة لواقع الحياة التي يعيش فيها الناس.
الشّمول[ ]٢٥والكمال
وذلك ألنّها ج اءت من عن د هللا -تع الى -الع الم ب أحوال مخلوق ات ،فك ان ه ذا ال ّدين ك امالً،
صالحا ً لك ّل زمان ومكان ،ولجميع فئات المجتمع باختالفهم ]٢٦[،كم ا تتض ّمن جزئي ات تتّف ق
[]٢٧
لتكون وحدة واحدة متكاملة ،ال تقبل النّقص ،واالنفصال.
مع بعضها البعض ِّ
صحة مصادرها
ّ
فهي ال تخض ع لآلراء ،واأله واء ،وتأخ ذ مض امينها من الق رآن الك ريم ،والس نّة النبويّ ة
[]٢٨
الشريفة.
الغيبيّة
ويُقصد بذلك أنّها من األمور ال تي ال يُمكن الوص ول إليه ا وإدراكه ا ب الحواسّ ،حيث ّ
أن []٣١
جميع ما يجب اإليمان ب ه يُع ّد من ع الم الغيب؛ كاإليم ان باهلل -تع الى ،-والمالئكة ،والكتب،
[]٣٣[]٣٢
وال ّرسل ،واليوم اآلخر ،وغيرها م ّما ُأخبر عنه في القرآن الكريم ،والسنّة النبويّة.
التّوقيفيّة
والص حيح من س نة رس وله -علي ه ّ
الس الم ،-دون ّ بمعنى أنّها موقوفة على كتاب هللا-تعالى،-
االعتماد على المصادر الظنيّة كالقياس ،واالجتهادّ ،
الن اإلعتماد عليه ا يجع ل العقي دة ظنيّ ة
مثلها ]٣٤[،كما يُتوقّف بها على الحدود التي ح ّدها القرآن الك ريم ،والس نّة النبويّ ة]٣٥[،والس بب
أن النّصوص التي أمرت باتّباع الق رآن الك ريم ،والس نّة النبويّ ة كلّه ا مت واترةّ ،
وأن في ذلك ّ
ال ّدين قد بلّغه النب ّي -عليه السّالم -أل ّمته كامالً تا ّما.
ً []٣٦
التّوازن
فالعقي دة اإلس المية تتّس م بالوس طيّة ،واالعت دال ،دون إف راط وال تفري ط ،فتض بط مس ائلها
باعت دال وت وازن ،وال يطغى فيه ا ج انب على آخ ر ]٣٧[،فق د وازنت العقي دة بين م ا يتلقّ اه
ّ
والس نن اإلنس ان عن طري ق ال وح ّي ،وم ا يدرك ه بحواس ه ،ووازنت بين إرادة هللا -تع الى-
[]٣٨
الكونيّة ،وبين مشيئة هللا -تعالى -ومشئية اإلنسان ،وبين اإليمان بالقدر ،واألخذ باألسباب.
العقالنيّة
ّ
وتحث فإن العقيدة تتوافق مع العقل ،وتُعلي من شأنه وتهت ّم بما يصدر عنه ،كما تحترم العقل،
ّ
[]٣٩
على العمل به ،وتثني على العقالء.
الفطريّة
َأ
فهي توافق الفطرة ،وتن ّميها وال تص طدم به ا ،ق ال -تع الى( :-فَ قِ ْم َو ْج َه َك لِل دِّي ِن َحنِيفً ا
]٤٠ [
ق اللَّـ ِه َذلِ َك ال دِّينُ ا ْلقَيِّ ُم) ]٤١[،فاهلل -تع الى- فِ ْط َرتَ اللَّـ ِه الَّتِي فَطَ َر النَّ َ
اس َعلَ ْي َها اَل تَ ْب ِدي َل لِ َخ ْل ِ
[]٤٢
فطر خلقه على توحيده.
المراجع