You are on page 1of 30

‫الوحدة (‪ :)01‬العقيدة اإلسالمية وأثرها على الفرد واملجتمع‬ ‫امليدان‪ :‬العقيدة والفكر‬

‫أوال ‪ :‬تعريف العقيدة اإلسالمية‪:‬‬


‫برام‪ ،‬واإل ه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والربط بقوة‪ ،‬واإل ه‬ ‫ّ‬ ‫م‬
‫حكام ومنه اليقين والجزم‪.‬‬ ‫أ‪-/‬لغة‪ :‬من العقد‪ ،‬وهو الشد‬
‫ّ‬
‫ب‪/‬اصطالحا‪ :‬التصديق الجازم بوجود للا ّعز وجل وما يجب له من التوحيد في ألوهيته وربوبيته وأسمائه‬
‫وصفاته‪ ،‬واإليمان بمالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر والقدر خيره وشره‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من آثار العقيدة اإلسالمية‪:‬‬
‫أ‪ -/‬على الفرد‪-1 :‬تعرف اإلنسان على ذاته ومصيره‪ :‬فهو مخلوق لخالق عظيم وأن مصيره إلى ربه يوم القيامة‪،‬‬
‫فإذا عرف اإلنسان نفسه عرف ربه‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ‬
‫ﭻﭼﭼ [التغابن]‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -2‬الطمأنينة واالستقرار النفس ّي‪ .‬أي تحقق السعادة والراحة النفسية والثبات عند الشدائد‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽﰈ‬

‫ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﭼ[الرعد‪].28 :‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬االستقامة والبعد عن االنحراف والجريمة‪ :‬فعندما يلتزم املسلم بالعقيدة اإلسالمية ويراقب للا تعالى في أقواله‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫الﷺ‪ »:‬مال مي ْزني َّ‬
‫الزاني حين مي ْزني مو هه مو همؤمن«‬ ‫وأفعاله هتصبح نفسه همستقيمة تبتعد عن املهنكرات واملعاص ي مق م‬
‫(مسلم)‬
‫ب‪ -/‬على املجتمع‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األخوة والتضامن‪ :‬توحيد الله واإليمان به يجعل املسلمين جميعا إخوة في الله‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى‪ :‬ﭽﯜ‬ ‫‪-1‬‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫م ه ه‬ ‫ه‬ ‫ﯝ ﯞﭼ [الحجرات‪ ]10:‬فيتضامنون ويعين بعضهم بعضا مق م‬
‫الﷺ‪» :‬امل ْسل هم أخو امل ْسلم‪ ،‬ال يظل همه‪ ،‬موال‬
‫م م َّ ه‬ ‫م م م‬ ‫ه ْ م م‬ ‫ه‬
‫ي ْسلمه‪ ،‬من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته« (متفق معليه)‬
‫م‬

‫الصالح واإلصالح‪ :‬اإليمان قوة تدفع إلى التغيير اإليجابي بإصالح النفس أوال ثم بها صالح املجتمع ﭧ ﭨ‬ ‫‪ّ -2‬‬

‫ﭽﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ [الرعد‪ ]11 :‬ﭧ ﭨ ﭽﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﭼ‬


‫[الحجرات‪]10 :‬‬
‫ّ‬
‫‪ -3‬تحقق األمن‪ :‬األمن في املجتمعات واألوطان ثمرة اإليمان باهلل‪ ،‬فقد ﭧ ﭨ ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭼ [األنعام‪]82 :‬‬
‫تقويم‪:‬‬
‫ّ‬
‫س‪ )1‬ما العالقة بين املعنى اللغوي والشرعي للعقيدة؟ ج) شد وربط اإليمان في القلب بإحكام‪.‬‬
‫س‪ )2‬من التعريف االصطالحي للعقيدة اإلسالمية؛ بين مايلي‪:‬‬
‫ج) التوحيد من مقتضيات اإليمان‬ ‫أ‪ /‬عالقة التوحيد باإليمان‪:‬‬
‫ب‪ /‬أقسام التوحيد‪ :‬ج) هي‪ .1 :‬توحيد الربوبية‪ :‬وهو إفراد للا تعالى في سائر أنواع التصريف و التدبير في السموات واألرض كالخلق‬
‫والرزق‪ ...‬ﭧ ﭨ ﭽﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﭼ [األعراف‪].54 :‬‬
‫َّ‬
‫‪ .2‬توحيد األلوهية‪ :‬وهو إفراد الله تعالى بكل أنواع العبادة وعدم الشرك به‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ‬
‫[النساء‪].36 :‬‬
‫َّ‬
‫‪ .3‬توحيد األسماء والصافات‪ :‬هو‪ :‬إفراد الله تعالى بما يختص به من األسماء والصفات‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ‬
‫ﮫﮬ ﭼ [طه‪]8:‬‬

‫ج) أصول العقيدة اإلسالمية وهي‪ :‬أركان اإليمان الست (اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر والقدر خيره وشره‪).‬‬
‫الوحدة (‪ :)02‬وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة اإلسالمية‬ ‫امليدان‪ :‬القرآن الكريم والحديث الشريف‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬أسباب االنحراف عن العقيدة الصحيحة‪ :‬إن العقيدة الصحيحة هي أساس كل عمل يقوم به املسلم‪ ،‬وشرط في قبوله‪،‬‬
‫وهي ركيزة الدين التي يقوم عليها‪ ،‬وقوام السعادة في الدارين لذلك وجب أن يحميها من أسباب االنحراف اآلتية‪:‬‬
‫‪-01‬الجهل بأصول العقيدة ومعانيها‪ :‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﭼ [الروم‪:‬‬
‫‪]30،31‬‬

‫‪-02‬التقليد األعمى للموروثات‪ :‬ﭧ ﭨ ﭽﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬


‫ﯘﯙ ﭼ [األنبياء‪]53،52 :‬‬
‫ّ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُ َ ُ َُّ‬ ‫والغلو في الدين‪َ :‬ق َ‬
‫ّ‬
‫ين« (رواه أحمد)‬
‫الد ِ‬
‫الد ِين‪ ،‬ف ِإنما أهلك من كان قبلكم ِبالغلو ِفي ِ‬
‫الﷺ‪ » :‬إياكم والغلو ِفي ِ‬ ‫‪-03‬الت ّعصب‬
‫تدبر اآليات الكونية والقرآنية‪ :‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﭼ [يونس‪]92:‬‬ ‫‪-04‬الغفلة عن ّ‬

‫‪ -05‬االنغماس في امللذات والشهوات‪ :‬ﭧ ﭨ ﭽﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹﭼ [القصص‪]50:‬‬


‫ثانياـ من وسائل تثبيت العقيدة اإلسالمية في القرآن الكريم‪ :‬لقد استخدم القرآن الكريم وسائل كثيرة لتثبيت العقيدة‬
‫وترسيخها في النفس اإلنسانية منها‪:‬‬
‫أ‪ -/‬التذكير بمراقبة هللا تعالى لخلقه‪ :‬إذ يذكر تعالى في كتابه أن علمه واسع ومحيط بكل ش يء‪ ،‬ويعلم بكل ما يفعله اإلنسان؛‬
‫وهذا ما يبعث على اإلخالص والخوف من هللا تعالى واالستقامة على العقيدة السليمة‪.‬‬
‫ب‪ -/‬إثارة العقل والوجدان‪ :‬وذلك بالدعوة إلى استعمال العقل بالتدبر في آيات هللا املتنوعة‪ ،‬ليكتشف قدرة هللا عزوجل‪ ،‬والتي‬
‫ُ‬
‫تستثير وتحرك مشاعر وعواطف اإلنسان‪ ،‬فتزيل تبلد حسه فتتعمق العقيدة في النفس‪ ،‬ويستيقن قلبه أن لهذا الكون مبدعا‬
‫يستحق العبادة دون سواه‪.‬‬
‫ج‪ -/‬رسم الصور املحببة للمؤمنين‪ :‬بذكر الصفات الحسنة للمؤمنين وما ينالون من جزاء وأجر يوم القيامة حتى يقتدى بهم في‬
‫صفاتهم‪.‬‬
‫د‪ -/‬رسم صور الكافرين املنفرة‪ :‬بذكر صفاتهم القبيحة‪ ،‬وبيان ما توعدهم هللا به من العقاب؛ ليرتدع املذنبون ويتوبون‪..‬‬
‫ه‪-/‬مناقشة االنحرافات‪ :‬والتي يقع فيه اإلنسان بجهله‪ ،‬وذلك ببيانها ومناقشتها ثم إبطالها بالدليل العقلي والوجداني‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬األحكام والفوائد[سورة آل عمران‪ :‬اآليتان‪.]134/ 133:‬‬
‫الفوائد‪:‬‬ ‫األحكام‪:‬‬
‫بيان جزاء املتقين‪.‬‬ ‫وجوب طلب املغفرة والجنة‪.‬‬
‫بيان صفات املتقين‪.‬‬ ‫استحباب اإلنفاق في السراء والضراء‪.‬‬
‫الدعوة إلى اإلقتداء باملتقين‪.‬‬ ‫ستحباب الصبر والتحكم في النفس‬
‫تقويم‪ :‬س‪ )1‬اربط في جدول الوسائل التي درست بأسباب االنحراف عن العقيدة‪:‬‬
‫ج‪)1‬‬
‫تعالج‪:‬الغفلة عن تدبر اآليات الكونية والقرآنية‬ ‫اثارة العقل والوجدان و التذكير بمراقبة هللا لخلقه‬
‫تعالج التقليد االعمى والتعصب في الدين‬ ‫مناقشة االنحرافات وإثارة العقل والوجدان‬
‫االنغماس في امللذات والشهوات‬ ‫رسم صور الكافرين املنفرة‬
‫يقابلها رسم الصور املحببة للمؤمنين‬ ‫الجهل بأصول العقيدة ومعانيها‬

‫س‪ )2‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭼ[البقرة‪]170 :‬‬

‫‪-‬استخرج وسائل تثبيت العقيدة اإلسالمية الواردة في اآلية‪ .‬ج‪ /‬مناقشة اإلنحرافات ‪ +‬إثارة العقل والوجدان‪.‬‬
‫الوحدة (‪ :)03‬اإلسالم والرساالت السماوية‪ - :‬الدين عند للا اإلسالم‬ ‫امليدان‪ :‬العقيدة والفكر‬
‫أوال‪ :‬اإلسالم دين جميع النبياء‪:‬‬
‫‪ -/1‬تعريف اإلسالم‪ :‬أ‪-/‬لغة‪ :‬االستسالم والخضوع واالنقياد‪.‬‬
‫ب‪/‬اصطالحا‪ :‬ب‪)1‬بمعناه العام‪ :‬االستسالم والخضوع هلل في كل أوامره ونواهيه‪.‬‬
‫ب‪)2‬بمعناه الخاص‪ :‬الرسالة التي اكتمل بها الدين والشريعة الخاتمة إلى البشر‪ ،‬والتي بعث بها محمدﷺ ‪ -‬إلى الناس جميعا‪ ،‬في كل زمان ومكان‪.‬‬
‫‪-/2‬الدين واحد ورساالته متكاملة‪ :‬الناظر في القرآن الكريم يجد أن اإلسالم اسم للدين املشترك بين كل النبياء‪،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻ ﭼ ﭼ [آل عمران‪ ،]19 :‬وقد ظهر مع بداية النبوة من عهد أبينا آدم ‪ -‬عليه السالم‪ ،‬وكل الرساالت دعت إليه ونادت به فهذا نوح‬
‫عليه السالم‪ :‬قال ﭽﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﭼ[يونس‪ ]72 :‬وإبراهيم عليه السالم قال‪ :‬ﭽﮢ ﮣ ﮤﮥﭼ [البقرة‪:‬‬
‫‪ .]131‬فما رأينا نصا شرعيا يسمي رسالة موس ى أو رسالة عيس ى– عليهما السالم‪ -‬ﭧ ﭨ ﭽﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﭼـ[آل عمران‪ ]67 :‬فالنبياء ‪ -‬عليهم السالم‪ -‬دينهم واحد (عقيدة اإلسالم= التوحيد)‪ ،‬وشرائعهم شتى‪ ،‬واملراد‬
‫من وحدة الدين وحدة أصول التوحيد‪ ،‬وأصل طاعة للا تعالى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرساالت السماوية‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ -/1‬مفهوم الرساالت السماوية‪ :‬ما أنزله للا ‪-‬عز وجل‪ -‬على رسله وأمروا بتبليغه‪ ،‬ومن الرسل موس ى وعيس ى عليهما السالم‪.‬‬
‫‪-/2‬وحدتها‪ :‬أـ في املصدر‪ :‬أي مصدرها سماوي وليست من وضع البشر ‪ ،‬فهي من عند للا جل جالله ﭧ ﭨ ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭼ [آل عمران‪.]3:‬‬
‫ب ـ في الغاية‪ :‬أي غايتها النهائية هي واحدة تتمثل‪ :‬في هداية الناس إلى للا تعالى وتعريفهم به وتعبيدهم له وحده ﭧ ﭨ ﭽﭴ ﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭼ [النحل‪.]36:‬‬
‫ويمكن تفصيل هذه الغاية كالتالي‪ - :‬توحيد للا تعالى وإفراده بالعبادة وحده ال شريك له‪.‬‬
‫‪ -‬تصحيح العقائد الباطلة وتقويم الفكر املنحرف‪.‬‬
‫‪ -‬صيانة الكليات الخمس والحفاظ عليها من أي إخالل بها‬
‫‪ -‬الدعوة إلى مكارم الخالق‪.‬‬
‫‪-/3‬تحريف الرساالت السماوية السابقة‪ :‬طالت يد التحريف التوراة واإلنجيل‪ ،‬وجعلتها موافقة لألهواء واملصالح‪ ،‬وتميالن عن عقيدة‬
‫التوحيد؛ ومن أدلة التحريف‪:‬‬
‫‪-‬اإلختالف الكبير املوجود بين نسخ كتبها‪ ،‬وحتى بين أسفار(أجزاء) النسخة الواحدة‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ‬
‫[البقرة‪.]253:‬‬
‫‪-‬ال تحكمها شروط النقل والرواية الصحيحة (التواتر) ]‪ ..‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭼ [البقرة‪.]79:‬‬
‫‪-‬ضياع أصول هذه الكتب‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ [املائدة‪]13:‬‬
‫‪-‬إساءتها هلل تعالى وأنبيائه‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ[آل‬
‫عمران‪]182 ،181 :‬‬
‫تقويم‪ :‬س‪ :‬استخرج من القرآن ما يدل على أن اإلسالم دين جميع النبياء؟‬
‫الجواب‪ :‬اإلسالم يصدق على دعوة جميع النبياء فنوح عليه السالم‪ :‬قال ﭽﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﭼ[يونس‪ ]72 :‬وإبراهيم عليه السالم قال‪ :‬ﭽﮢ ﮣ‬
‫ﮤﮥﭼ [البقرة‪ .]131 :‬ومن دعائه مع ابنه اسماعيل ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭼ [البقرة‪ .]128 :‬وكان وصية إبراهيم ويعقوبﭽﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﭼ [البقرة‪ .]132 :‬فكان جواب أبناء يعقوب عليه السالم قالوا‪ :‬ﭽ ﯰ ﯱ ﯲﯳ‬
‫ﭼ[البقرة‪ .]133 :‬والحواريون قالوا‪ :‬ﭽ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﭼ [املائدة‪ .]111:‬وملكة سبأ قالت‪ :‬ﭽ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢﰣ ﭼ [النمل‪ ]44:‬فما‬
‫رأينا نصا شرعيا يسمي رسالة موس ى أو رسالة عيس ى– عليهما السالم‪-‬ﭧ ﭨ ﭽﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﭼـ[آل عمران‪:‬‬
‫‪[ - ]67‬البقرة‪. ]133:‬‬
‫الوحدة (‪ :)04‬اإلسالم والرساالت السماوية‪ - :‬اليهودية‬ ‫امليدان‪ :‬العقيدة والفكر‬
‫أوال‪ :‬تعريف اليهودية‪:‬‬
‫أ‪-/‬لغة‪ :‬مشتقة من الهود وهو التوبة والرجوع وقيل نسبة إلى (يهوذا) ابن يعقوب عليه السالم‪ ،‬وقيل نسبة لدولة يهوذا‪.‬‬
‫ب‪/‬اصطالحا‪ :‬مصطلح حادث يطلق على الديانة الباطلة املحرفة عن الدين الحق الذي جاء به موس ى عليه السالم‪ .‬لبني إسرائيل؛‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫انتقائي مع بني إسرائيل‪ ،‬بوساطة موس ى ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫عهد إلهٍّي‬
‫وهي وفق تصورهم قائمة على ٍ‬
‫تنبيه‪" :‬إسرائيل" كلمة عبرانية مركبة من (إسرا) بمعنى‪ :‬عبد‪ ،‬ومن (إيل) وهو اإلله‪ ،‬فيكون معنى الكلمة‪ :‬عبد اإلله‪ ،‬وإسرائيل اسم لنبي‬
‫هللا "يعقوب" ‪-‬عليه السالم‪ ،‬وهو بريء من تسمية الكيان الصهيوني في فلسطين ‪.‬‬
‫والصهيونية حركة سياسية عنصرية يهودية اشتق اسمها من صهيون‪( ،‬جبل في جنوب القدس) تسعى إلى إقامة دولة صهيونية في‬
‫فلسطين‬
‫ثانيا‪ :‬مصادرها‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -/1‬الكتاب املقدس‪ :‬عند اليهود يسمى تناخ )‪ (TANAKH‬وتعني حروف هذه الكلمة باللغة العبرية‪:‬‬
‫ت = ‪ = TA‬أسفار التوراة الخمسة (ِسفر التكوين و ِسفر الخروج وسفر العدد وسفر التثنية وسفر الالويين)‬
‫ن =‪ = NA‬أسفار األنبياء‪،‬‬
‫ك = ‪ =KH‬أسفار الحكمة واألمثال والكتب‪...‬‬
‫واليهود يضمون بعضها إلى بعض ليبلغ مجموعها ِ ‪22‬سفرا‪.‬‬
‫‪ -/2‬التلمود‪ :‬وهو مجموع التراث الديني والفقهي الشفهي ألحبار اليهود‪ ،‬الذي تم تدوينه بين القرن الثاني والسادس للميالد‪ ،‬وهو مقسم‬
‫إلى املشنا وهي املتن والجمارا وهي الشرح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من انحرافاتها العقائدية‪:‬‬
‫‪ -/1‬اعتقادهم في اإلله‪:‬‬
‫‪ -‬جعلوا لهم إلها خاصا بهم فقط وسموه (يهوه) وهم أبناءه وأحباءه ﭧ ﭨ ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ‬
‫[املائدة‪ ،]18:‬وهو عدو لغير بني إسرائيل‪.‬‬
‫‪ -‬يؤمنون بصفات ال تليق باهلل عز وجل ومن ذلك قولهم إن هللا فقير وهم أغنياء ﭧ ﭨ ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛﭜ ﭼ [آل عمران‪ ..]181:‬ويداه مغلولتان ﭧ ﭨ ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﭼ [املائدة‪ .]64:‬وهو ليس معصوما‪.‬‬
‫‪ -‬اعتقاد طائفة منهم أن ‪-‬عزير ابن هللا ﭧ ﭨ ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﭼ[التوبة‪.]30:‬‬
‫‪ -/2‬اعتقادهم في األنبياء‪ :‬يؤمنون بافتراءات كثيرة على أنبيائهم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬نسبتهم الردة إلى نبي هللا "سليمان" وأنه عبد األصنام‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬نسبتهم إلى "لوط" عليه السالم شرب الخمر وأنه زنى بابنتيه‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬نسبتهم الزنا إلى نبي هللا "داود" فولد له "سليمان‪".‬‬
‫‪ -‬ونسبت اليهود إلى نبي هللا يعقوب ‪-‬عليه السالم‪ -‬االحتيال‪ ،‬وسرقة النبوة والبركة من أبيه إسحاق –عليه السالم – لنفسه على حساب أخيه عيسو‪.‬‬
‫‪ -/3‬اعتقادهم في النسب‪ :‬بناء عقيدتهم على أساس عرقي فاالعتبار ملن ولد من أم يهودية ال باعتناق ديانتهم‪.‬‬
‫‪ -/4‬اتجاههم إلى التجسيم والوثنية‪ :‬وبدأ هذا االنحراف وموس ى عليه السالم بين ظهرانيهم‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬

‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭼ [األعراف‪ .]138 :‬كما عبدوا الحمل والعجل ﭧ‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﭨ ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﭼ [األعراف‪ .]148 :‬وقدسوا الحية لدهائها‪.‬‬
‫تقويم‪ :‬س‪ :‬استخرج من القرآن ما يدل على بعض عقائد اليهود املحرفة في اإلله وكيف رد عليها؟‬
‫ﭧ ﭨ ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭼ [املائدة‪ .]18:‬ﭧ ﭨ ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ‬
‫ﰘﰙ ﭼ [املائدة‪ .]64:‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖﯗ ﭼ [التوبة‪.]30:‬‬
‫الوحدة (‪ :)05‬اإلسالم والرساالت السماوية‪ - :‬النصرانية‬ ‫امليدان‪ :‬العقيدة والفكر‬
‫أوال‪ :‬تعريف النصرانية‪:‬‬
‫أ‪-/‬لغة‪ :‬نسبة إلى قرية اسمها ناصرة ثم أطلق النصراني‪ ،‬على كل من تعبد بهذا الدين‪..‬‬
‫ب‪/‬اصطالحا‪ :‬هي مصطلح حادث‪ ،‬يطلق على الدين الذي ّبشر به سيدنا عيس ى املسيح عليه السالم ‪.‬‬
‫املحرفة‪ ،‬وهم الذين ّيدعون ّ‬
‫والنصارى هم أتباع هذه الديانة ّ‬ ‫ّ‬
‫بأنهم يعبدون املسيح إلههم الذي مات على الصليب ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مصادرها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -/1‬الكتاب املقدس‪ :‬مكون من‪:‬‬
‫أ‪-/‬العهد القديم‪ :‬وهو مجموع أسفار التناخ اليهودية‪ ،‬مع تقسيم عددي مغاير‪ ،‬ويطلقون عليها العهد القديم‪ ،‬وتختلف عدد‬
‫أسفاره باختالف املذاهب النصرانية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب‪-/‬العهد الجديد‪ :‬مكون من‪ 27،‬سفرا تبدأ باألناجيل األربعة‪ :‬متى‪ ،‬مرقص‪ ،‬لوقا‪ ،‬يوحنا‪ ،‬إضافة إلى رسائل بولس وبطرس‪...‬‬
‫‪-/2‬التقليد الكنس ي‪ :‬يؤمن الكاثوليك واألرثوذكس بسلطة الكنيسة ممثلة في الباباوات والبطارقة في التشريع وإصدار قرارات‬
‫نافذة منها غفران الذنوب‪ .‬بينما تكتفي فرقة البروتستانت بالكتاب املقدس كمصدر وحيد للوحي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من انحرافاتها العقائدية‪:‬‬
‫‪ -/1‬التثليث‪ :‬اآللهة عندهم ثالثة أقانيم‪ :‬هللا (األب) واإلبن (عيس ى) وروح القدس (جبريل)‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ [املائدة‪.]73:‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪-/2‬الخطيئة والخالص (الخطيئة والفداء)‪ :‬تزعم النصرانية املحرفة أن املسيح صلب ً‬
‫فداء للبشر لتخليصهم من خطيئة أبيهم‬
‫ُ‬
‫آدم حينما أكل من الشجرة التي نهي عنها فانتقلت الخطيئة الى أبنائه‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﭼ‬
‫[النساء‪ .]158/157:‬وذلك أيضا ينافي قواعد العدل‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﭼ [النجم‪]38:‬‬
‫َّ‬
‫‪ -/3‬محاسبة املسيح للناس ‪ :‬يزعم النصارى أن املسيح عليه السالم سوف يتولى يوم القيامة محاسبة الناس وإدانتهم‪ ،‬ﭧ‬
‫ﭨ ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠﮡ ﭼ [املائدة‪.]17:‬‬
‫‪-/4‬التوسط والتحليل والتحريم (غفران الذنوب)‪ :‬عقيدة ال ينكرها إال طائفة (البروتستانت) تزعم املسيحية املحرفة التوسط‬
‫بين هللا والخلق في العبادة‪ ،‬وهذا التوسط هو مهمة رجال الدين‪ ،‬فعن طريقهم يتم دخول اإلنسان في الدين واعترافه بالذنب‪،‬‬
‫وتقديم صالته وقرابينه‪ ،‬وقد أدى هذا إلى أن يتحول رجال الدين إلى طواغيت يستعبدون الناس ويحللون لهم ويحرمون من‬
‫دون هللا‪ ،‬كما ﭧ ﭨ ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﭼ [التوبة‪.]31 :‬‬
‫وقد أدى هذا املبدأ إلى نتائج سيئة؛ منها‪ :‬إصدار صكوك الغفران‬

‫تقويم‪ :‬استخرج من القرآن ما يدل على بعض عقائد النصارى املحرفة في اإلله وكيف رد عليها؟‬
‫الجواب‪ :‬ﭧ ﭨ ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭼ [املائدة‪ .]18:‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖﯗﭼ‬
‫[التوبة‪.]30:‬‬
‫الوحدة (‪ :)06‬اإلسالم والرساالت السماوية‪ - :‬اإلسالم الرسالة الخاتمة‬ ‫امليدان‪ :‬العقيدة والفكر‬
‫أوال‪ :‬عقيدة اإلسالم‪ :‬تقوم على التصديق الجازم بالصول الستة‪ ،‬وتحقيق التوحيد هلل عزوجل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬كتاب اإلسالم‪( :‬القرآن الكريم)‪ :‬وهو كالم هللا تعالى املنزل على نبيه محمد بواسطة جبريل‪ ،‬املنقول إلينا بالتواتر‪ ،‬واملتعبد‬
‫بتالوته‪ ،‬املعجز في لفظه ومعناه‪ ،‬املكتوب في املصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬من خصائص الرسالة املحمدية (تميز الرسالة الخاتمة)‪ :‬فهي الرسالة الخاتمة‪ ،‬ولهذا اختصها هللا تعالى بخصائص غير‬
‫موجودة في غيرها من الرساالت السابقة؛ منها‪:‬‬
‫‪ -/1‬عامة تخاطب جميع الناس‪ :‬بغض النظر عن الظروف والبيئات والزمنة ﭧ ﭨ ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﭼ {األعراف‪.}158:‬‬
‫‪ -/2‬جامعة لثمرات ومحاسن الرساالت السابقة‪ :‬فهي رحمة مهداة ﭧ ﭨ ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ‬
‫{األنبياء‪}107:‬‬
‫‪ -/3‬خالدة غير مرهونة بزمن معين خالفا ملا قبلها ﭧ ﭨ ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﮅ ﭼ {المائدة‪}3:‬‬
‫‪ -/4‬تكفل هللا تعالى بحفظها‪ :‬خالفا لما قبلها ﭧ ﭨ ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﭼ {الحجر‪}9:‬‬
‫رابعا‪ -‬عالقة الرسالة املحمدية بالرساالت السابقة لها‪:‬‬
‫أ‪ -/‬الرساالت السابقة مبشرة بالرسالة الخاتمة‪ :‬لقوله تعالى‪ :‬ﭽﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ {الصف‪ }6:‬والرسالة‬
‫املحمدية تكمل وتصدق الرساالت السابقة‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ {البقرة‪}285:‬‬
‫ب‪ -/‬الرسالة املحمدية تحكمها بالشرائع السابقة عالقة ‪( :‬تصديق وتصحيح ونسخ وتجديد)‪:‬‬
‫‪ -/1‬الرسالة املحمدية ناسخة ومجددة ملا قبلها‪ :‬فنسخت أحكاما في الفروع‪ ،‬وجاءت بمضامين وتشريعات جديدة لتناسب‬
‫جميع الناس في كل زمان ومكان ﭧ ﭨ ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ {النحل‪}89:‬‬
‫مثل‪ :‬نسخ حكم صوم الوصال والزواج بالخت‪ ،‬والجمع بين الختين‪...‬‬
‫‪ -/2‬الرسالة املحمدية مصدقة ملا قبلها‪:‬‬
‫في الصول‪ :‬كالتوحيد‪ ،‬والركان العملية الكبرى كالصالة والصيام والزكاة مع اختالف في الشكل واملقادير‬
‫واملبادئ العامة‪ :‬كالقيم الخلقية‪ :‬مثل الصدق والعدل والمانة‪..،‬‬
‫وكتحريم الفواحش‪ :‬مثل القتل والزنا والسرقة ‪...‬‬
‫ﭧ ﭨ ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ {المائدة‪}48:‬‬
‫‪ -/3‬الرسالة املحمدية مصححة ملا طرأ عليها من تحريفات عقائدية‪ .‬ﭽﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ املائدة ‪.15‬‬
‫تقييم مرحلي‪:‬‬
‫السند‪ :‬ﭧ ﭨ ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ {المائدة‪}48:‬‬
‫التعليمة‪:‬‬
‫‪ 01‬ـ من خالل اآلية استنتج عالقة القرآن الكريم بالكتب السماوية السابقة‪.‬‬
‫‪02‬ـ فيما تتمثل وحدة الرساالت السماوية؟‬
‫الوحدة (‪ :)07‬العقل في القرآن الكريم‬ ‫الميدان‪ :‬القرآن الكريم والحديث الشريف‬

‫أوال‪ :‬مفهوم العقل‪ :‬قوة وملكة أُنيط بها التكليف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية العقل ومنزلته في القرآن الكريم‪ :‬لقد اهتم اإلسالم بالعقل اهتماما كبيرا‪ ،‬فقد تكرر ذكره باسمه وأفعاله في القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬وهذا ما يدل على أهميته؛ فهو‪:‬‬
‫‪-/1-‬سر تكريم وتفضيل اإلنسان ﭧ ﭨﭽﮏ ﮐ ﮑ ﮒﭼ[اإلسراء‪]70/‬‬
‫‪-/2-‬وسيلة لإلدراك والفهم والتمييز ﭧ ﭨ ﭽﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﭼ[النور‪.]61:‬‬
‫‪-/3-‬أداة وصل قضايا الواقع بالدين عن طريق االجتهاد‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯﭼ [يوسف‪.]2:‬‬
‫‪-/4-‬العقل مناط (عماد) التكليف‪ :‬فال تكليف على الصبي والمجنون‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬دور العقل في تمحيص األفكار والموروثات‪ :‬يرسم اإلسالم للعقل المنهج الصحيح للعمل والتفكير‪ ،‬ويرفع من أمامه‬
‫العوائق التي تعطله عن وظيفته؛ كإتباع الظن واألوهام والخرافة‪ ،‬أو الخضوع لسيطرة العادات والتقاليد‪،‬والفكر المنحرف‪...‬‬
‫ليتحرر ويقوم بعملية التثبت قبل اإلقدام وذلك من خالل‪:‬‬
‫➢ وجوب غربلة وتصفية الموروثات من الخرافات والبدع والشرك‪ ،‬ومحاكمتها إلى الشرع ﭧ ﭨ ﭽ ﯻ ﯼ ﯽ‬
‫ﯾ ﯿﰀ ﭼ [الكهف‪. ]15 :‬‬
‫➢ التحرر من الجمود والتعصب والتقليد األعمى‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭼ [البقرة‪:‬‬
‫‪. ]170‬‬
‫➢ تنقية المنظومة الفكرية من الفكر الدخيل ومناقشة األفكار المخالفة للعقل؛ مثل‪:‬‬
‫‪-/1‬فكرة (وجود الكون صدفة بدون خالق) عند الملحدين‪ :‬وهذا مايشبه فكرة (الدهرية)‪ ،‬في انكارهم البعث والحساب وفيهم ﭧ‬

‫ﭨ ﭽﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﭼ [الجاثية‪ ]24 :‬وإن إعمال العقل بالتدبر‬

‫في نظام وتناسق الكون لهو أكبر دليل على وجود الخالق ﭧ ﭨ ﭽﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬

‫ﰃﰄ ﭼ[يس‪]40 :‬‬


‫‪-/2‬فكرة (إنكار السنة المسندة وتمجيد أقوال فالسفة اإلغريق واليونان غير المسندة) عند المستشرقين‪ ،‬لما وضعوا كتب الحديث‬
‫الشريف والسيرة النبوية ومضامينها تحت شبهة الكذب‪ ،‬وهذا ما يخالف الواقع ويتناقض مع منطق العقل‪.‬‬

‫إن العقل له مجال يجوز له أن يتدخل فيه‪ ،‬وهو التدبر في الكون وفي األمور التجريبية ‪ ،‬وآيات‬ ‫رابعا‪ -‬حدود استعمال العقل‪:‬‬
‫هللا المتنوعة‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ [النحل‪]11/10 :‬‬
‫وهناك مجال ال يجوز له التدخل فيه؛ مثل‪:‬‬
‫أ‪ -/‬في الغيبيات والعقائد‪ :‬التي تخرج عن نطاقه كالتفكر في ذات هللا تعالى‪ ،‬أو في الروح قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ [اإلسراء‪]85‬‬
‫ب‪ -/‬في األمور التعبدية المحضة‪ :‬كالتفكر في عدد ركعات الصالة‪ ،‬أو في مقدار الحد (كحد الجلد ‪ 100‬جلدة) ﭧ ﭨ ﭽﯮ ﯯ‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﭼ [األنبياء‪]23 :‬‬
‫خامسا‪ -:‬األحكام والفوائد‪ :‬تقويم ختامي‪ :‬للتدريب‬
‫استخرج من [سورة البقرة‪ :‬اآلية‪ ]170 :‬ثالثة أحكام شرعية‪ ،‬وثالث فوائد‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الفوائد‪:‬‬ ‫األحكام‪:‬‬
‫‪-1‬بيان أهمية العقل في القرآن‪.‬‬ ‫‪-1‬وجوب اتباع ما أنزل هللا‪.‬‬
‫‪-2‬مناقشة المشركين في تقليد آبائهم دون تمحيص‪.‬‬ ‫‪-2‬تحريم التقليد األعمى‪.‬‬
‫‪-3‬بيان بعض صفات المشركين‪.‬‬ ‫‪-3‬وجوب إعمال العقل عند التقليد‪.‬‬
‫الوحدة (‪ :)08‬مقاصد الشريعة اإلسالمية‬ ‫الميدان‪ :‬الفقه وأصوله‬
‫أوال‪:‬تعريف مقاصد الشريعة‪:‬‬
‫لغة‪ :‬جمع مقصد؛ وهو ما تتوجه نحوه وتريد الوصول إليه‬
‫اصطالحا‪ :‬هي الغايات واألهداف التي قصدها واضع الّشرع الحكيم لتحقيق سعادة اإلنسان ومصلحته في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫والمقصد العام للتشريع اإلسالمي‪ :‬هو جلب المصالح ودرء المفاسد عن الناس‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬أقسام مقاصد الشريعة اإلسالميّة‪ :‬تنقسم إلى ثالثة أقسام‬
‫المقاصد الضرورية‪:‬‬
‫ّ‬
‫هي ما تقوم عليها حياة النّاس‪ ،‬وانعدامها يؤّدي إلى الفساد والهالك في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫أ‪-/‬تعريفها‪:‬‬
‫فحفظ المال‬ ‫فحفظ النسل‬ ‫فحفظ العقل‬ ‫فحفظ النفس‬ ‫حفظ الدين‬ ‫ب‪-/‬أنواعها‪:‬‬
‫‪-1‬حث اإلسالم على العفة ‪-1‬أوجب السعي لطلب الرزق‪.‬‬ ‫‪-1‬تنميته بالعلم والتفكر‪.‬‬ ‫‪ -1‬شرع الزواج واإلنجاب‪.‬‬ ‫‪ -1‬تشريع العبادات‬ ‫ج‪-/‬أمثلة‪:‬‬
‫‪-2‬أباح البيوع الجائزة والتجارة والشركة‬ ‫وتكثير النسل‪.‬‬ ‫‪-2‬حرم الخمر‪.‬‬ ‫‪ -2‬األكل الضروري من الطيبات‬ ‫‪ -2‬األمر بالتوحيد‪.‬‬
‫‪ -2‬تحريم األنكحة الفاسدة ‪-3‬حرم أكل أموال الناس بالباطل من سرقة‬ ‫‪-3‬شرع الحد لشاربها‪.‬‬ ‫‪ -3‬تحربم الشرك ‪/‬الكفر ‪-3‬تحريم قتل النفس‪.‬‬
‫وربا وغش‪ ،‬وقمار‬ ‫كالنكاح بال ولي‪،‬‬ ‫‪-4‬شرع لقصاص‪.‬‬ ‫‪ -4‬تشريع حد الردة‬
‫‪-4‬أوجب العقوبات كحد السرقة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تحريم الزنا والقذف‪.‬‬
‫‪-4‬شرع الحد على فاعلهما‬

‫المقاصد الحاجية‪:‬‬ ‫ب‪-/‬‬


‫هي ما يحتاجه النّاس من باب التّوسعة ورفع الحرج‪ ،‬وعند فقدانها ال تتوقّف الحياة‪ ،‬وإنّما تضيق وتعسر‪.‬‬ ‫أ‪/‬تعريفها‪:‬‬
‫ب‪3/‬العادات‪:‬‬ ‫ب‪2/‬المعامالت‬ ‫ب‪1/‬العبادات‪:‬‬ ‫ب‪-/‬أنواعها‪(:‬مجاالت مراعاتها)‬
‫‪-1‬أبيح الصيد‪.‬‬ ‫إباحة العقود‪:‬‬ ‫شرعت الرخص‪:‬‬ ‫ج‪-/‬أمثلة‪:‬‬
‫‪-2‬التمتع باما زاد على الضروري‬ ‫‪-1‬البيع‪.‬‬ ‫‪-1‬قصر وجمع الصالة للمسافر‪.‬‬
‫من لطيبات‪ :‬من الرزق مأكال‬ ‫‪-2‬اإلجارة‪.‬‬ ‫‪-3‬التيمم عند العجز أو فقد الماء‪.‬‬
‫ومشربا ومسكنا‬ ‫‪-3‬الضمان‬
‫المقاصد التحسينية‪:‬‬ ‫ج‪-/‬‬
‫صرفاتهم‪ ،‬وال يؤدي فقدها إلى هالك أو حرج‪.‬‬ ‫هي التي يتّم بها اكتمال وتجميل أحوال النّاس وت ّ‬ ‫أ‪/‬تعريفها‪:‬‬
‫ب‪3/‬العادات‪:‬‬ ‫ب‪2/‬المعامالت‬ ‫ب‪1/‬العبادات‪:‬‬ ‫ب‪-/‬أنواعها‪(:‬مجاالت مراعاتها)‬
‫‪ -1‬آداب الطعام والشراب والنوم‪.‬‬ ‫‪ -1‬تحريم بيع النجاسات‪.‬‬ ‫‪ -1‬تشريع الطهارة‬ ‫ج‪-/‬أمثلة‪:‬‬
‫‪ -2‬منع اإلسراف والتقتير‬ ‫‪ -2‬تحريم البيع على البيع والخطبة على الخطبة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ستر العورة في الصالة‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلشهاد على عقد الزواج‪.‬‬ ‫‪ -3‬أخذ الزينة عند كل مسجد‪.‬‬
‫‪ -4‬معاشرة المرأة باإلحسان‪.‬‬ ‫‪ -4‬النوافل‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أهمية ترتيب مقاصد الشريعة‪:‬‬
‫إذا نظرنا إلى المقاصد وجدناها مرتبة حسب أهميتها؛ فالضروريات ثم الحاجيَّات ثم التحسينيات؛‬
‫َّ‬
‫ويظهر أثر هذا الترتيب عند تَعارض أقسام هذه المقاصد‪ ،‬فتُقَدم األحكام الشرعية التي ُشرعت لحفظ الضروريات‪ ،‬ثم تليها الحاجيَّات‪ ،‬ثم التحسينيات فمثال‪:‬‬
‫‪-‬في جواز كشف العورة للطبيب عند المرض دليل على تقديم ضروري حفظ النفس (صحته وحياته) على تحسيني ستر العورة‪.‬‬
‫ثم إذا نظرنا أيضا في الضروريات وجدناها متفاوتة فيما بينها ‪( :‬حفظ الدين‪ ،‬حفظ النفس‪ ،‬جفظ العقل‪ ،‬حفظ النسل‪ ،‬حفظ المال)‪ ،‬وتظهر أهمية ذلك عند التعارض فيما بينها؛‬
‫فيقدم الكلي األعلى على األدنى فمثال‪:-‬‬
‫في إباحة شرب الخمر للمضطر بسبب الضمأ الشديد المؤدي للهالك‪ ،‬دليل على تقديم حفظ النفس على حفظ العقل‪.‬‬

‫تقويم‪ :‬استخرج مقاصد الشرع الواردة في النصوص‪ ،‬ثم بين إلى قسم من أقسام المقاصد ينتمي ‪:‬‬
‫قسمه‬ ‫المقصد ‪:‬‬ ‫الجواب‬
‫من المقاصد الضرورية‬ ‫حفظ الدين (بتشريع العبادات)‪.‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﭼ [العنكبوت‪]45 :‬‬

‫من المقاصد الحاجية ‪.‬‬ ‫تشريع رخصة اإلفطار في رمضان‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞﭼ[البقرة‪]185 :‬‬

‫من المقاصد الضرورية‬ ‫حفظ النفس (تشريع القصاص)‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﭼ [البقرة‪]179 :‬‬

‫من المقاصد الضرورية‬ ‫حفظ الدين (عبادة هللا وحده)‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭼ [الذاريات‪]56 :‬‬
‫من المقاصد الضرورية‬ ‫حفظ العقل ( تحريم الخمر)‬
‫ﭧ ﭨ ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭼ[املائدة‪]1 :‬‬
‫من المقاصد الضرورية‬ ‫حفظ المال (تحريم الميسر)‬
‫من المقاصد التحسينية‬ ‫التجمل للمساجد (مجال العبادات)‬
‫من المقاصد الضرورية‬ ‫حفظ النفس(باألكل الضرور)‬
‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡﭢ ﭼ [أأألعراف ‪]31‬‬
‫من المقاصد الحاجية‬ ‫التمتع بما زاد على الضروري من األكل‬
‫من المقاصد التحسينية‬ ‫تحريم اإلسراف في األكل (العادات)‬
‫الوحدة (‪ :)09‬منهج اإلسالم في محاربة االنحراف والجريمة‬ ‫الميدان‪ :‬الفقه وأصوله‬
‫أوال‪ :‬مفهوم االنحراف والجريمة‪:‬‬
‫االنحراف‪ :‬هو الخروج عن قيم وتعاليم وتشريعات ومبادئ اإلسالم‪.‬‬
‫ويستعمل االنحراف في القانون على األحداث الذين لم يبلغوا سن الرشد القانونية عند ارتكابهم لعمل يعاقب عليه القانون‪.‬‬
‫الجريمة‪ :‬هي محظورات شرعية زجر هللا عنها بحد أو قصاص أو تعزير‬
‫أهم أسباب االنحراف والجريمة‪:‬‬
‫ضعف الوازع الديني واألخالقي‪.‬‬
‫البيئة الفاسدة‪ ،‬وتعاطي المسكرات والمخدرات‪.‬‬
‫االبتعاد عن ذكر هللا‪ ،‬وترك العبادات أو التهاون فيها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهج اإلسالم في محاربة االنحراف والجريمة‪ :‬يقوم على أسلوبين رئيسيين‪:‬‬
‫أ‪ -/‬الجانب الوقائي للحد من االنحراف والجريمة‪ :‬أي بالتحذير قبل وقوع االنحراف والجريمة؛ ويتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ -/1‬تقوية اإليمان والوازع الديني‪ :‬فاإليمان قوة عاصمة عن الدنايا وطاقة تحرك اإلنسان ليبتعد عن الجريمة لذلك نجد القرآن حافال‬
‫بنداء اإليمان (( يا أيها الذين آمنوا )) حتى يقوي لدى المؤمن الوازع الديني‪ .‬من خالل‪:‬‬
‫‪-‬التربية على دوام مراقبة هللا والخوف من عذاب هللا و لقائه بمعصية بأسلوب الترهيب‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﭼ [الفرقان‪]69-68:‬‬
‫‪ -‬التربية على اإليجابية والرضا بقسمة هللا وكبح نزعة الطمع المسببة لآلفات والجرائم بأسلوب الترغيب‪ .‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﭼ [الفرقان‪]70:‬‬
‫ب وهو ُم ْؤمِنٌ ‪ ،‬وال َي ْس ِرقُ حِينَ َي ْس ِرقُ وهو ُم ْؤمِنٌ »‬ ‫الخ ْم َر حِينَ َي ْ‬
‫ش َر ُ‬ ‫ب َ‬ ‫قال ‪ -‬ﷺ‪ « :‬ال َي ْزنِي َّ‬
‫الزانِي حِينَ َي ْزنِي وهو ُم ْؤمِنٌ ‪ ،‬وال َي ْ‬
‫ش َر ُ‬
‫[أخرجه البخاري]‬
‫أ‪ -/2‬الحث على العبادات ومكارم األخالق‪ :‬إن العبادة تتناول كل ما جاء من الدين من أوامر ونواهي وتهدف بالمسلم إلى البعد عن‬
‫اإلنحراف والجريمة بالمداومة على الطاعات من خالل تعويده عمليا بـ‪:‬‬
‫• اإلمتثال ألوامر هللا واجتناب نواهيه ﭧ ﭨ ﭽﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﭼ‬
‫[األنعام‪]45:‬‬
‫• استقامة السلوك قال تعالى ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﭼ [العنكبوت‪]45:‬‬
‫• تزكية النفس وطهارتها قال تعالى‪ :‬ﭽﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﭼ [التوبة‪]103 :‬‬
‫• اإللتزام باألخالق‪ .‬قال تعالى ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭼ [البقرة‪]197 :‬‬
‫ب‪ -/‬الجانب العالجي (العقابي) للحد من االنحراف والجريمة ‪ :‬عندما ال يرتدع العبد عن الجرائم بقوة اإليمان؛ والممارسة العملية‬
‫بالعبادات‪ ،‬فإن السلطان يردعه بما شرع هللا من عقوبات للحفاظ على نظام الحياة‪:‬‬
‫وترك ما أمر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حظر‬ ‫ما‬ ‫ارتكاب‬ ‫عن‬ ‫ب‪-/1‬مفهوم العقوبة في اإلسالم‪ :‬هي زواجر وضعها هللا سبحانه وتعالى للردع‬
‫ب‪ -/2‬أنواع العقوبات‪:‬‬
‫‪ -/01‬القصاص‪ :‬تعريفه‪ :‬لغة‪ :‬تتبع الشيء كما يعني القطع والمساواة والمماثلة‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬أن ُيفعل بالجاني مثلما َفعل بالمجني عليه‬
‫أنواعه‪ :‬يكون في‪:‬‬
‫✓ اإلعتداء على النفس بإزهاق الروح عمدا قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﭼ [البقرة ‪]178:‬‬
‫✓ اإلعتداء على ما دون النفس بتعمد جرح البدن أو قطع األطراف‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﭼ [المائدة‪]45:‬‬
‫الدية‪ :‬تعريفها‪ :‬في اللغة مصدر َو َدى القاتل ُ القتيل َ َي ِديه ِدية إذا أعطى وليه المال المستحق‪،‬‬
‫واصطالحا هي المال الواجب بالجناية على النفس أو ما في حكمها (الجنين) أو ما دون النفس‪ ،‬ويعطى للمجني عليه أو وليه أو وارثه‪.‬‬
‫وهي عقوبة أصلية في الخطأ وبدلية عند التنازل عن القصاص ‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭼ [النساء‪ ،]92 :‬وقوله‪ :‬ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﭼ[البقرة‪.]178 :‬‬
‫*ومقدارها‪ 1000 :‬دينار ذهبي (‪1‬د ذ =‪4.25‬غ ذ)‬
‫‪-/02‬ـالحدود‪:‬‬
‫‪-/03‬ـ التعزير‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬لغة‪ :‬التوقير‪ ،‬والتعظيم والتأديب‪ ،‬وأصله المنع والرد‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬عقوبة غير مقدرة شرعا‪ ،‬يقدرها القاضي حسب المصلحة‪.‬‬
‫أمثلة عن جرائم التعزير‪ ( :‬كالتزوير‪ ،‬الرشوة‪ ،‬الغش‪ ،‬المجاهرة باإلفطار في رمضان‪ ،‬التعامل بالربا ‪)....‬‬
‫أمثلة عن عقوبات التعزير‪ :‬يتدرج التعزير من الوعظ والتوبيخ إلى الجلد‪ ،‬السجن‪ ،‬النفي‪ ،‬الغرامة‪...‬‬
‫ب‪ -/3‬خصائص العقوبات في اإلسالم‪:‬‬
‫‪ -/1‬شرعية العقوبة‪ :‬أي لها مستند شرعي ينص صراحة على العقوبة‪ ،‬وفقا للمبدأ القائل بأن"ال جريمة وال عقوبة إال بنص"‪.‬‬
‫‪ -/2‬المساواة في العقوبة‪ :‬فهي تطبق على الناس جميعا‪ ،‬بغير تمييز بينهم‪ ،‬لقوله ﷺ « َوأ ْي ُم هللاِ لَ ْو أَنَّ َفاطِ َم َة ِبنْتَ ُم َح َّمد َ‬
‫س َر َقتْ لَ َق َط ْعتُ‬
‫َيدَ هَا»‪[ .‬رواه مسلم]‪.‬‬
‫‪ -/3‬العدالة في العقوبة‪ :‬فال تطبق إال على مرتكب الجريمة‪( ،‬شخصية العقوبة)‪ ،‬و ال إيقاع لها إال بعد الثبت من الجريمة ﭧ ﭨ ﭽﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ [النساء‪]123 :‬‬
‫‪ -/4‬الرحمة في العقوبة‪ :‬من خالل‪- :‬مراعاة الفروق الفردية في إيقاع العقوبة (كالمريض‪ ،‬والضعيف‪ ،‬والحامل‪ ،)...‬وكذلك درء الحدود‬
‫بالشبهات‪ ،‬مع التشديد في شروط تنفيذ العقوبة‪ ،‬والستر في الجرائم التي ال تتعلق بحقوق العباد‪ ،‬وايضا تشريع الدية‪ ،‬ثم إن الحاكم (أو‬
‫من ينوب عنه) هو الذي يتولى تنفيذ العقوبة‪ ،‬وال يحق ألحد غيره‪ .‬وهذا تفاديا للفوضى وتسلسل االنتقام عبر األجيال‪.‬‬
‫تقويم‪:‬‬
‫س‪ )1‬استخلص مقاصد تشريع العقوبات في اإلسالم‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -/01‬حفظ مصالح الناس وصيانة نظام المجتمع‪ :‬ففي إقامة الحدود والتي توصف بأنها رادعة تحقيق ألمن اإلنسان وحماية المجتمع من‬
‫الفساد وبذلك تتحقق الحياة وتحصل السعادة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪ -/02‬التأديب والردع‪ :‬وذلك حتى ال يعاد تكرار الجريمة‪ ،‬كما أنها ردع للمجرم ولغيره من التفكير في ارتكابها لذلك دعت الشريعة إلى‬
‫إعالنه بين الناس لقوله تعالى" ﭽﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭼ [النور‪]2:‬‬
‫‪ -/03‬تطييب خاطر المجني عليه أو وليه‪ :‬لذلك شرع القصاص رحمة بالناس ولحفظ دمائهم وفيه إذهاب لحرارة الغيظ من قلوب أولياء‬
‫المجني عليه ومن االنتقام‪.‬‬
‫س‪ )2‬ما الفرق بين الحدود والقصاص والتعزير من حيث ‪ :‬التقدير والتنفيذ والعفو؟‬
‫الجواب‪ :‬الفرق بينها يتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫عقوبات القصاص والحدود مقدرة ابتداء في الشرع‪ ،‬أما التعازير فيقدرها القاضي بما يحقق المصلحة حسب حجم الجريمة ونوعها‪.‬‬
‫يجب على اإلمام تنفيذ الحدود‪ ،‬وكذا القصاص إذا لم يكن ثمة عفو‪ .‬أما التعزير فإن كان حقا هلل تعالى وجب تنفيذه‪ ،‬وجاز العفو إن وجد في‬
‫ذلك مصلحة‪ ،‬وإن كان حقا لألفراد فلصاحب الحق أن يتركه بعفو أو غيره‪.‬‬
‫الحدود‪:‬‬
‫اصطالحا‪ :‬عقوبة م ّقدرة شرعا تجب ح ّقا لل تعالى‪.‬‬ ‫لغة‪ :‬المنع والحاجز بين الشيئين‪.‬‬ ‫أ‪-/‬تعريفها‪:‬‬
‫حد الحرابة‬ ‫حد القذف‬ ‫حد الزنا‬ ‫حد شرب الخمر‬ ‫حد السرقة‬ ‫ب‪-/‬أنواعها‪:‬‬
‫مأخـوذة من الحـرب‪.‬‬ ‫الرمي والطرح‪.‬‬ ‫الوطء المحرم‬ ‫من المخامرة وهي التغطية‪.‬‬ ‫لغة‪ :‬أخذ الشيء خفية‪.‬‬

‫تعريف جريمة الحد‬


‫الناس‬ ‫طريق‬ ‫كل وطء وقع بغير نكاح صحيح‪ ،‬وال شبهة هو رمي واتهام العفيف قطع‬ ‫هي أخذ مال الغير من تناول ما يسكر قلّ أو كثر‪.‬‬
‫(رجل أو امرأة) بالزنا واإلعتداء على أموالهم‬ ‫أو ملك يمين‪.‬‬ ‫موضع حفظه بلغ‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫أو نفي نسبه دون ب ّينة‪ .‬وأعراضهم وأنفسهم‪.‬‬ ‫النصاب خفية من‬
‫غير حق وال شبهة‬
‫بنية تملكه‬
‫ثمانين جلدة وعدم قبول التخيير بين القتل أو‬ ‫غير المحصن‪:‬‬ ‫قطع اليد من الرسغ ثمانون جلدة‬
‫الصلب أو تقطيع األيدي‬ ‫شهادته‪.‬‬ ‫(مائة جلدة ‪ +‬النفي للرجل الحر مدة عام)‬

‫المقدار‬
‫واألرجل من خالف أو‬ ‫أما المحصن‪:‬‬

‫ج‪-/‬من أحكامها‪:‬‬
‫النفي من األرض‪.‬‬ ‫فالرجم حتى الموت‪.‬‬
‫َ‬ ‫َعنْ أَ َن ِ‬
‫ﭧﭨ‬ ‫ﭧﭨ‬ ‫ن َمالِك‪« :‬أن الن ِبي ﭧ ﭨ‬
‫س ْب ِ‬ ‫ﭧﭨ‬
‫ب ا ْل َخ ْم َر‪،‬‬ ‫ﷺ أُت َِي ِب َر ُجل َقدْ َ‬
‫ش ِر َ‬
‫ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭼ ﭽﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬ ‫َف َجلَ َدهُ ِب َج ِريدَ َت ْي ِن َن ْح َو أَ ْر َبعِينَ ‪َ .‬قالَ‪:‬‬ ‫ﭠ‬ ‫ﭽﭟ‬

‫ﮑﮒﮓﮔﮕ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬ ‫[النور‪]2:‬‬ ‫َو َف َعلَ ُه أَ ُبو َب ْكر‪َ ،‬فلَما َكانَ ُع َم ُر‬ ‫ﭢﭼ‬ ‫ﭡ‬
‫وقوله ﷺ ‪:‬‬ ‫اس‪َ ،‬ف َقالَ َع ْب ُد الر ْح َم ِن‪:‬‬ ‫ار الن َ‬ ‫اس َت َ‬
‫ش َ‬ ‫ْ‬
‫س َنة» [رواه ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫[المائدة‪]38:‬‬

‫الدليل‬
‫« ا ْل ِب ْك ُر ِبا ْل ِب ْك ِر َج ْل ُد مِا َئة َو َن ْف ُي َ‬ ‫أَ َخف ا ْل ُحدُو ِد َث َمانونَ ‪َ ،‬فأ َ َم َر ِب ِه‬
‫وقوله ﷺ ‪:‬‬
‫ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﭼ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬ ‫مسلم]‬ ‫ع َم ُر» [رواه مسلم]‬ ‫ُ‬
‫« ُت ْق َط ُع ال َي ُد فِي ُر ُب ِع‬
‫والرجم لفعله ﷺ‪ :‬في رجم (ماعز‬ ‫إجماع الصحابة عندما استشار‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬ ‫[النور‪]4:‬‬ ‫صا ِعدًا» [رواه‬ ‫دِي َنار َف َ‬
‫والغامدية) وفعل الصحابة من بعده‪ .‬وأجمع‬ ‫ُعمر رضي هللا عنه الناس بمقدار‬
‫البخاري]‬
‫ﮒﮓ ﭼ [المائدة‪]33:‬‬ ‫العلماء على أن من زنى‪ ،‬وهو محصن‪،‬‬ ‫الح ّد فأشاروا عليه بذلك فأخذ به‪،‬‬ ‫َ‬
‫فحكمه الرجم بالحجارة حتى الموت‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وكتب لخالد وأبي ُعبيدة بالشام به‪.‬‬
‫المقصد‬
‫حفظ الكليات الخمس‬ ‫حفظ النسل‬ ‫حفظ النسل‪.‬‬ ‫حفظ العقل‬ ‫حفظ األموال‬
‫من تشريع الحد‬
‫إعداد األستاذ شاغي‬
‫ّ‬
‫الوحدة (‪ :)10‬املساواة أمام أحكام الشريعة اإلسالمية في العقوبات‪.‬‬ ‫امليدان‪ :‬القرآن الكريم و الحديث الشريف‬
‫ئ‬ ‫ّللا ‪َ ،‬ف َقالهوا َو َمن َيج َت ِر ه‬ ‫سول َ َ ِ‬ ‫س َر َقت َف َقالهوا َو َمن هي َكلِّ هم فِي َها َر ه‬‫شأنه ال َمرأَ ِة ال َمخ هزو ِم َي ِة الَتِي َ‬ ‫شا أَ َه َم ههم َ‬ ‫ّللاه َعن َها‪ »:‬أَنَ هق َري ً‬‫ش َة َرضِ َي َ‬ ‫َعن َعائِ َ‬
‫ب هث َم َقالَ إِ َن َما أَهلَ َك‬ ‫ّللا ‪ (( :،‬أَ َتش َف هع فِي َحد مِن هحدهو ِد َ ِ‬
‫ّللا هث َم َقا َم َفاخ َت َط َ‬ ‫سول ه َ ِ‬ ‫ّللا ‪َ ،‬ف َكلَ َم هه أ ه َ‬
‫سا َم هة َف َقال َ َر ه‬ ‫ول َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫سا َم هة بنه َزيد حِب َر ه‬ ‫َعلَي ِه إِ َّل أ ه َ‬
‫س َر َقت َل َق َطعته‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ّللا لَو أنَ َفاطِ َمة ِبنتَ هم َح َمد َ‬ ‫َ‬
‫ِيف أ َقا هموا َعلَي ِه ال َح َد َواي هم ِ‬‫َ‬ ‫ضع ه‬ ‫س َرقَ فِي ِهم ال َ‬ ‫يف َت َر هكوهه َوإِ َذا َ‬ ‫س َرقَ فِي ِهم ال َ‬
‫ش ِر ه‬ ‫َ‬
‫الَذِينَ َقبلَ هكم أ َن ههم َكا هنوا إِ َذا َ‬
‫َيدَ َها)) « [رواه البخاري[‬
‫بالص ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حابية راوية الحديث‪:‬‬ ‫أول التعريف‬
‫اسمها ونسبها‪ :‬هي أم املؤمنين عائشة بنت الصديق ‪ -‬رض ي هللا عنهما‪ ،-‬مناقبها‪ :‬زوج النبي ‪ ،‬من أعلم النساء وأفقههن‪ .‬كان يستفتيها كبار الصحابة‬
‫رض ي هللا عنهم‪ ،‬توفي عنها رسول هللا وهي بنت ‪ 18‬سنة وهي من املكثرات لرواية‬ ‫مروياتها‪ :‬روت ‪ 2210‬حديثا‬
‫الحديث‬ ‫وفاتها‪ :‬سنة ‪57‬هـ‪ ،‬ودفنت بالبقيع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شرح املفردات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يجترئ يقدم ويتجاسر‬ ‫املخزومية‪ِ :‬نسبة إلى ب ِني مخزوم‪ .‬وهي فاطمة ِبنت األسو ِد ب ِن عب ِد األس ِد‬ ‫شأن‪ :‬أمر‬ ‫أهمهم‪ :‬أقلقهم وجلب إليهم الهم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬
‫هللا ق َس ِمي‪( ،‬أحلف بكل ما يحلف فيه باهلل تعالى)‬ ‫ْ‬
‫تقديره‪ :‬أيمن ِ‬ ‫هللا‪ِ :‬‬
‫ْ‬
‫حب‪ :‬محبوب‪ -‬الشـريف‪ :‬من الشرف وهو املجـد والحسب وعلو املن ِـزل ِة أيم ِ‬
‫الي للحديث‪ :‬تحدثنا أمنا عائشة عن جيل الصحابة؛ أشرف الناس بعد األنبياء‪ ،‬ولكن حكمة هللا اقتضت أن تحصل حوادث عندهم لبيان‬ ‫ثالثا‪:‬املعنى اإلجم ّ‬
‫أحكام الشرع‪ ،‬وليظهر التطبيق النموذجي لها‪ ،‬فقد سرقت إمراة مخزومية؛ ليتجلى في شأنها مبدأ العدل واملساواة بين جميع الناس في أسمى مظاهره‪ ،‬حيث‬
‫وبين الحديث موقف النبي ‪ ،‬وغضبه حينما طلب منه ّ‬
‫أحب الناس إليه ذلك‪،‬‬ ‫ل تحول املكانة الجتماعية ول شفاعة الوجهاء دون إنفاذ حدود هللا تعالى‪ّ ،‬‬
‫وبين خطر تنفيذ األحكام على الضعفاء دون الشرفاء وأن ذلك سبب هالك األمم السابقة ‪.‬‬‫بل قام وخطب وأقسم وضرب املثل بابنته خوفا على أمته‪ّ ،‬‬
‫رابعا‪ :‬اإليضاح والتحليل‪:‬‬
‫أ‪ -/‬مفهوم املساواة والعدل‪ ،‬والفرق بينهما‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -01‬مفهوم املساواة‪ :‬عدم التفريق بين األغنياء والفقراء واألقوياء والضعفاء في تطبيق أحكام الحدود‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-02‬مفهوم العدل‪ :‬إعطاء كل ذي حق حقه‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪-03‬الفرق بين املساواة والعدل‪ :‬املساواة هي تساوي الناس جميعا في حصولهم على حقوقهم املشروعة بالعدل‪ ،‬والعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه‪ ،‬فال‬
‫ّ‬
‫نعطي للصغير كما نعطي للكبير مثال‬
‫تنبيه‪ :‬يجوز العفو عن الجاني في الحدود لكن قبل رفع أمره إلى القضاء‪ ،‬أما بعد رفعه؛ فإن الحق الشخص ي يتحول إلى حق عام (حق هلل تعالى) ل ينفع فيه‬
‫ب» [أبو داود والنسائي]‪.‬‬
‫وج َ‬ ‫عفو ول شفاعة‪ .‬ودليله قوله ‪« :‬تَعافُوا ُ‬
‫الحدُو َد ِفيما بَينَكم‪ ،‬ف َما َبل َغ ِنى من َحد فقد َ‬
‫ب‪ -‬من آثار تطبيق املساواة في العقوبات الشرعية‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -4‬تحقق األمن (األخالقي‪ ،‬النفس ي‪،‬القتصادي‪ ،‬السياس ي)‬ ‫‪ -1‬تماسك املجتمع‪ -2 .‬سالمة املجتمع من الفساد والهالك‪ -3 .‬التمكين الحضاري لألمة‪.‬‬
‫ج‪ -/‬حكم الشفاعة في الحدود‪ :‬معناها‪ :‬التوسط إلسقاط حد من حدود هللا أو التخفيف منها‪ ،‬وقد دل الحديث على حرمة الشفاعة في الحدود؛ إلنكاره‬
‫‪َّ ،‬‬
‫وبين أنها كانت سببا في هالك من سبق‪.‬‬ ‫ورفضه لطلب أسامة‬
‫‪ -03‬اإلخالل بالنظام العام‪.‬‬ ‫‪ -02‬تفش ي الجريمة وانتشار الفساد وعدم األمن‪.‬‬ ‫‪ -01‬سبب في هالك األمم ‪.‬‬ ‫د‪-/‬من آثار الشفاعة في الحدود‪:‬‬
‫‪ -06‬ظهور الطبقية في املجتمع‪.‬‬ ‫‪ -05‬إسقاط العدالة وهيبة القانون‪.‬‬ ‫‪ -04‬ضياع حقوق الضعفاء‪.‬‬

‫والفوائد‪:‬‬ ‫خامسا‪ :‬األحكام‬


‫✓ تحريم الشفاعة في الحدود‪ ✓ .‬تحريم السرقة في اإلسالم‪ ✓ .‬بيان عقوبة السرقة وهو قطع اليد‪ ✓ .‬بيان مكانة أسامة عند رسول هللا‪.‬‬
‫✓ بيان سبب هالك األمم السابقة وهو التمييز في تطبيق العقوبة‪.‬‬ ‫✓ وجوب املساواة بين الناس في العقوبة‬
‫✓ الدعوة إلى أخذ العبرة من األمم السابقة‬ ‫✓ استحباب ضرب املثل بأقرب الناس لتوضيح األحكام‪.‬‬
‫تقويم‪ :‬س‪ /‬من العبارات املتداولة في عصرنا عبارة "الحق العام"‪ .‬بين معناها وهل لها أمثلة من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬اذكر مثالين‬
‫ج‪ /‬عبارة "الحق العام" معناهها ‪ :‬حق املجتمع؛ والذي ل يجوز التهاون في الحفاظ عليه‪ ،‬وليس ألحد مهما كانت سلطته أن يتنازل عنه‪ ،‬ومن أمثلته في‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ :‬الحدود‪ ،‬فال يملك أحد تعطيلها‪ ،‬مثل حد السرقة وحد الزنا ألنها تجب حقا هلل تعالى‪.‬‬
‫تقويم مرحلي‪ :‬ما موقفك من التصرفات التالية مع التعليل؟‬
‫‪.1‬سبب هالك األمم السابقة حسب الحديث‪ :‬هو التميز بين القوي والضعيف في تطبيق العقوبات لقوله ‪(( :‬إِ َن َما أَهلَ َك الَذِينَ َقبلَ هكم أَ َن ههم َكا هنوا إِ َذا َ‬
‫س َرقَ‬
‫ِيف أَ َقا هموا َعلَي ِه ال َح َد )) [رواه البخاري]‬
‫ضع ه‬ ‫يف َت َر هكوهه َوإِ َذا َ‬
‫س َرقَ فِي ِهم ال َ‬ ‫فِي ِهم ال َ‬
‫ش ِر ه‬
‫‪ -2‬التوسط ألجل فض نزاع‪ :‬محمود ألنه ليس من الشفاعة في الحدود املذمومة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﭼ [النساء‪]85 :‬‬
‫‪ -3‬التوسط ألجل رفع عقوبة سحب رخصة السيارة‪ :‬فيها تفصيل تترك للبحث‪.‬‬
‫الوحدة (‪ :)11‬الصحة النفسية والصحة الجسمية في القرآن الكريم‬ ‫امليدان‪ :‬القرآن الكريم و الحديث الشريف‬
‫أوال الصحة النفسية‪:‬‬
‫أ‪ -/‬مفهوم الصحة النفسية‪ :‬هي الحالة التي يكون فيها اإلنسان مطمئنا وطبيعيا في سلوكه‪ ،‬وال يعاني من اضطراب أو قلق‪.‬‬
‫ب‪-‬من طرق حفظ الصحة النفسية في القرآن‪:‬‬
‫‪ -/01‬الفهم الصحيح للوجود والمصير‪ :‬يه تصويب السلوك وحفظ النفس‪ ،‬فإن فهم الوجود يقتضي العبادة وفهم المصير يقتضي االستعداد له‪،‬‬
‫مما ينجيه من المهالك األخروية‪ .‬فال تهتم النفس بالدنيا بل تنظر إلى ما ينتظرها فتطمئن عند فوات ملذات الدنيا ألن التعويض األخروي أعظم‪.‬‬
‫ﭧ ﭨ ﭽﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖﯗﭼ [المومنون‪.]115:‬‬
‫‪ -/02‬تقوية الصلة باهلل تعالى‪ :‬وتكون‪:‬‬
‫أ‪-‬بالذكر والعبادات‪ :‬أي بذكر هللا في السر والعلن‪ ،‬وفعل العبادات (الصالة‪ ،‬الصوم‪ ،‬قراءة القرآن‪ ،‬الدعاء‪ )...،‬فكل ذلك يذهب القلق والخوف‬
‫واالضطراب ويحقق األمن والطمأنينة لقوله تعالى ﭽ ﰏ ﰐﰑ ﰒ ﰓﰔ ﭼ [الرعد‪]28:‬‬

‫ب‪-‬بالتزكية واألخالق‪ :‬وذلك بالتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل ألن النفس باألخالق تسمو وترتفع وبدونها تنحط وتخسر‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭰ ﭱ‬

‫ﭲ ﭳﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭼ [الشمس‪ ]10/9:‬فبالفضائل تصل النفس إلى درجة اإلطمئنان النفسي‪.‬‬


‫ثانيا‪-‬الصحة الجسمية‪:‬‬
‫أ‪ -/‬مفهوم الصحة الجسمية‪ :‬هي الحالة التي يكون فيها اإلنسان صحيح البدن‪ ،‬خاليا من العاهات واألمراض العضوية‬
‫ب‪ -/‬من طرق حفظ الصحة الجسمية في القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪ -/01‬االلتزام بالسلوكات الصحية‪ :‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫أ‪-‬الوقاية‪ :‬أي قبل وقوع المرض‪ ،‬وذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬تشريع الطهارة (كالوضوء والغسل وإزالة النجاسات)‪.‬‬
‫‪ -‬تحريم تناول الخبائث (كشرب الخمر والدم وأكل الميتة ولحم الخنزير وما ذبح لغير هللا) واقتراف الفواحش (كالزنا)‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوة إلى ممارسة الرياضة الصحية‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫سم ِْعت ْم به بأ ْرض فال َتق َدموا‬ ‫َ‬
‫الصحي كما حدث في عهد عمر رضي هللا عنه لما ظهر "الطاعون" لقوله ﷺ‪« :‬إذا َ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬الدعوة إلى تطبيق الحجر‬
‫ض‬‫س َغ َّطى َو ْج َهه ِب َي ِد ِه أَ ْو ِب َث ْو ِب ِه َو َغ َّ‬ ‫وإذا و َق َع بأ َ ْرض وأَ ْنت ْم ب َها فال َت ْخرجوا ف َِر ً‬
‫ارا منه»[رواه البيهقي]‪ .‬ومن ذلك هديه ﷺ‪َ « :‬كانَ إِ َذا َع َط َ‬ ‫عليه‪َ ،‬‬
‫ص ْو َته» [رواه أحمد والترمذي]‪.‬‬ ‫ِب َها َ‬
‫ب‪-‬العالج‪:‬عند وقوع المرض أوجب اإلسالم التداوي باألسباب والطرق الشرعية ﭧ ﭨ ﭽﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﭼ‬
‫وضع لَه شفا ًء أو دوا ًء »‬
‫[رواه الترمذي]‬ ‫َ‬ ‫ض ْع دا ًء َّإَّل‬ ‫تداووا فإنَّ َّ َ‬
‫َّللا لم ي َ‬ ‫[النحل‪ ]69:‬وقال ‪َ « :‬‬
‫َ‬ ‫سل‪َ ،‬و َ‬
‫ش ْرط ِة م ِْح َجم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شفاء فِي ثالثة‪َ :‬‬
‫ش ْر َب ِة َع َ‬ ‫َّ‬
‫ومن طرق العالج من السنة النبوية ما روي َع ِن ا ْب ِن َع َّباس َرضِ ي َّللا َع ْنه َما أن النبي ﷺ‪ « :‬ال ِّ‬
‫ي» [رواه البخاري]‬ ‫َو َك َّي ِة َنار‪َ ،‬وأَ ْن َهى أ َّمتِي َع ِن ا ْل َك ِّ‬
‫‪ -/02‬اإلعفاء من بعض الفرائض‪ :‬أسقط َّللا في ظروف خاصة بعض الفروض أو خففها مثل‪ :‬اإلفطار للمريض والمسافر والمرضعة‪ ،‬وشرع‬
‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﭼ [البقرة‪]185:‬‬ ‫التيمم عند العجز أو فقدان الماء‪.‬‬
‫ثالثا األحكام والفوائد المستخلصة‪ :‬من اآلية ‪ 43‬من سورة النساء‬
‫الفوائد‪:‬‬ ‫األحكام‪:‬‬
‫‪ -‬بيان رحمة َّللا بعبادة بتشريع الرخص‪.‬‬ ‫‪ -‬وجوب التيمم للعبادة عند المرض أو العجز‪.‬‬
‫‪ -‬التيمم يكون بالصعيد الطيب‪.‬‬ ‫‪ -‬وجوب مسح الوجه واليدين عند التيمم‪.‬‬

‫تقويم‪ :‬مرحلي‪:‬‬
‫السند‪ :‬ﭧ ﭨ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎﮏ ﭼ [النور‪]30:‬‬
‫التعليمة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ استخرج من اآلية نوعا من أنواع الصحة‪ ،‬وطرق الحفاظ عليها‪.‬‬
‫‪2‬ـ أبرز عالقة الصحة النفسية بالصحة الجسمية‪.‬‬
‫ج‪/1‬في األية ‪ :‬نوعا من أنواع الصحة وهو‪ :‬الصحة النفسية‪ .‬وطرق الحفاظ عليها هي‪ -/01 :‬الفهم الصحيح للوجود والمصير‪ -/02 ....:‬تقوية‬
‫الصلة باهلل تعالى‪ :‬وتكون‪ :‬أ‪-‬بالذكر والعبادات‪ ......:‬ب‪-‬بالتزكية واألخالق‪.....:‬‬
‫وفي اآلية إشارة إلى طريق حفظها‪ :‬من خالل تقوية الصلة باهلل بالتزكية واألخالق‪.‬‬
‫ج‪ -/2‬العالقة بين الصحة النفسية والجسمية‪ :‬الصحة ذات جانبين متالزمين‪ ،‬كالوجهين للعملة الواحدة‪ ،‬لكل منهما تأثير على اآلخر إيجابا‬
‫وسلبا‪ ،‬وأن النفسية أصل للجسمية‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬من مصادر التشريع اإلسالمي (اإلجماع)‬ ‫الميدان‪ :‬الفقه وأصوله‬

‫أوال‪ :‬بيان مرونة الشريعة اإلسالمية من خالل تعدد مصادرها‪:‬‬


‫مصادر التشريع اإلسالمي‪ :‬هي تلك األصول التي نصبها الشرع دليال على األحكام الشرعية‪ ،‬وهي إما أصلية متفق‬
‫عليها (كالكتاب والسنة واإلجماع) أو تبعية (كالقياس والمصلحة المرسلة‪ )...‬وهذا التعدد في المصادر يضفي على‬
‫الشريعة المرونة ويجعلها قادرة على إعطاء الحلول لكل مشكلة جديدة في كل بيئة وعصر‪ ،‬وبيان حكم الشرع فيها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف اإلجماع‪ :‬أ‪ -/‬لغة‪ :‬له معنيان‪ :‬االتفاق‪ ،‬العزم والتصميم‪.‬‬
‫ب‪-/‬اصطالحا‪ :‬ا ّتفاق جميع المجتهدين من المسلمين‪ ،‬في عصر من العصور‪ ،‬بعد وفاة الرسول ‪ --‬على حكم من‬
‫األحكام الشرع ّية العملية‪.‬‬

‫ثالثا‪-:‬حجية اإلجماع‪ :‬المقصود بالحجية هو أن اإلجماع دليل شرعي يعتمد عليه في إستنباط األحكام‪ ،‬وقد دلّ على‬
‫حجيته مايلي‪:‬‬
‫أ‪-/‬من الكتاب‪ :‬قوله تعالى‪:‬ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ‬

‫ﮁ ﮂﮃ ﭼ [النساء‪]115:‬‬
‫وجه االستدالل باآلية الكريمة‪ :‬جمع هللا في اآلية بين مشاقة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين في الوعيد‪ ،‬و‬
‫معروف أن سبيل المؤمنين هو ما اتفقوا واجتمعوا عليه‪.‬‬
‫أ‪-/‬من السنة‪ :‬وردت أحاديث عدة منها‪ :‬قوله ‪ :‬إِن أُمتِي َال َت ْج َت ِم ُع َعلَى َ‬
‫ض َاللَة‪[ ‬رواه ابن ماجه] ‪ ‬فإن َي ُد هللاِ َم َع‬
‫سن‪[ ‬رواه أحمد]‬ ‫س ًنا َف ُه َو ِع ْن َد هللاِ َح َ‬
‫ا ْل َج َما َع ِة ‪[ ‬رواه النسائي] ‪ ‬ما َرآهُ ا ْل ُم ْسلِ ُمونَ َح َ‬
‫وجه اللستدالل من األحاديث‪ :‬تدل األحاديث بمجموعها على عصمة هذه األمة عن الخطأ والزلل‪ ،‬واستحالة اجتماعها‬
‫على غير الحق‪ ،‬فما أجمعت عليه األمة ممثلة في علمائها المجتهدين هو الحق الواجب االتباع‪.‬‬

‫رابعا‪:‬أنواع اإلجماع‪ :‬االجماع على نوعين‪:‬‬


‫أ‪-‬اإلجماع الصريح‪ :‬هو أن يتفق المجتهدون على قول أو فعل بشكل صريح‪ ،‬دون أن يخالف في ذلك واحد منهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلجماع السكوتي‪ :‬أن يقول أو يعمل بعض المجتهدين بقول أو بعمل فيعلم الباقون بذلك وال يظهرون معارضة ما‪.‬‬

‫خامسا‪:‬أمثلة‪:‬‬
‫‪ .1‬إجماع الصحابة على استخالف أبي بكر الصديق ‪.‬‬
‫‪ .2‬إجماع الصحابة على جمع القرآن‪.‬‬
‫‪ .3‬إجماع الصحابة على تحريم الزواج بالجدات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .4‬إجماع الصحابة على توريث الجدة السدس ( )‬
‫‪6‬‬
‫تقويم‪ :‬س) من خالل تعريف اإلجماع‪ ،‬ح ّدد شروطه؟‬
‫الجواب‪ :‬الشروط هي‪:‬‬
‫‪ .1‬اتفاق جميع مجتهدي األمة على الحكم‪.‬‬
‫‪ .2‬توافر عدد المجتهدين في عصر واحد زمن وقوع الحادثة‪.‬‬
‫‪ .3‬البد أن يكون االتفاق على حكم شرعي‪ ،‬فال يكون إجماعـا شرعيا على حكم حسي أو عقلي‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يكون بعد وفاة الرسول‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬من مصادر التشريع اإلسالمي (القياس)‬ ‫الميدان‪ :‬الفقه وأصوله‬

‫أوال‪ :‬تعريف القياس‪ :‬لغة‪ :‬التقدير‪ ،‬المساواة‪ ،‬المقارنة واإللحاق‪.‬‬


‫اصطالحا‪ :‬هو إلحاق حكم َ‬
‫األصل بالفرع لعلة جامعة بينهما‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مثال عن القياس‪:‬‬
‫‪ .1‬قياس تحريم المخدرات على تحريم الخمر لعلة اإلسكار لقوله ‪« :‬و ُكل ُمسكِر َحرام»‪[ .‬رواه مسلم]‬
‫‪ .2‬قياس منع إبرام أي عقد عند النداء للجمعة على منع عقد البيع عند النداء للجمعة‪ ،‬لعلة اإلنصراف عن ذكر ّ‬
‫للا تعالى‬
‫القائل‪ :‬ﭽﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ [الجمعة‪.]9:‬‬
‫ثالثا‪ -:‬حجية القياس‪ :‬القياس حجة في إثبات األحكام الشرعية بنص القرآن والسنة‪:‬‬
‫أ‪-/‬من الكتاب‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﭽﯡ ﯢ ﯣﯤ ﭼ [الحشر‪]02:‬‬
‫وجه االستدالل باآلية الكريمة‪ :‬أن للا تعالى أمر باالعتبار‪ ،‬والقياس نوع منه‪ ،‬ثم إن األمر للوجوب‪ ،‬ومنه فالقياس واجب‪ ،‬فإذا‬
‫ضا‪ ،‬فكان دليال لذلك‪.‬‬
‫كان واج ًبا كان العمل به واج ًبا أي ً‬
‫أ‪-/‬من السنة‪ :‬أن امرأة خثعمية جاءت إلى الرسول ‪ ‬وقالت له‪ :‬إنّ أبي أدركته فريضة الحج‪ ،‬أفأحج عنه؟ فقال لها‪ :‬أرأيت‬
‫لو كان على أبيك دين فقضيته أكان ينفعه ذلك؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فدين للا أحق بالقضاء‪[ ‬رواه اإلمام مالك]‬
‫وجه االستدالل من الحديث‪ :‬أمر النبي بقياس دين ّ‬
‫للا(الحج) على دين العباد(المال)‪ ،‬في الحكم (جواز النيابة في القضاء)‪ ،‬لعلة‬
‫واحدة (كالهما دين)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أركان القياس وشروطها‪ :‬للقياس أركان أربعة هي‪:‬‬
‫‪ .1‬المقيس عليه (األصل)‪ :‬وهو األمر الذي ورد ال َّنص بحكمه‪ ،‬ويشترط فيه أن يكون‪ :‬حكمه ثاب ًتا بالنص (كتاب أو سنة أو‬
‫إجماع)‪ ،‬وغير مختص (كزواجه ‪‬؛ وتحريم زوجاته‪ ،‬وشهادة خزيمة بن ثابت)‬
‫‪ .2‬المقيس (الفرع)‪ :‬وهو األمر الذي ال نص وال إجماع فيه‪ ،‬ويراد معرفة حكمه؛ ويشترط فيه أ ّال يكون منصوصا على‬
‫حكمه‪ ،‬وله علة مساوية لعلة األصل‪.‬‬
‫‪ .3‬الحكم‪ :‬الحكم الشرعي الثابت لألصل‪ ،‬والمراد تعديته إلى الفرع؛ ويشترط فيه أن يكون‪ :‬ثابتا لألصل بالنص أواإلجماع‪،‬‬
‫ومعقول المعنى‪ ،‬وأال يكون منسوخا وال مختصا‪.‬‬
‫‪ .4‬العلة‪ :‬وهي الوصف المشترك بين األصل والفرع‪ ،‬والذي من أجله شرع الحكم في األصل‪ .‬ويشترط أن تكون وصفا‬
‫ظاهرا (يمكن التحقق منه بالحواس كاإلسكار)‪ ،‬منضبطا (ثابتا ال يتغير بتغير الزمان والمكان واألشخاص)‪ ،‬مطردا (مؤثرا‬
‫يدور مع الحكم في كل األحوال كالسفر وجواز اإلفطار في رمضان)‬
‫تقويم‪ :‬س‪ )1‬ب ّين بعد تطبيق شروط العلة؛ هل علة اإلفطار في رمضان للمسافر هي السفر‪ ،‬أم مشقة السفر؟‬
‫الجواب‪ :‬علة اإلفطار في رمضان للمسافر هي السفر ألنه وصف ظاهر ومعقول وثابت‪ ،‬ال يختلف باختالف األشخاص والزمان‬
‫والمكان‪ ،‬وهو مطرد فكلما وجد وصف السفر بشروطه المعلومة وجد حكم اإلفطار وكلما غاب غاب معه الحكم وبالتالي فهو‬
‫علة الحكم‪.‬‬
‫بخالف المشقة فهي غير ظاهرة وال معقولة‪ ،‬وغير ثابتة تختلف من شخص إلى آخر ومن مكان إلى مكان وهي غير مطردة‬
‫فقد توجد وال يوجد معها حكم اإلفطار كالعمل المجهد في رمضان‪ ،‬وقد يوجد اإلفطار وال توجد معه المشقة كما في السفر‪،‬‬
‫ومنه فالمشقة ال تصلح علة لإلفطار‪.‬‬
‫س‪ )2‬أعط أمثلة للقياس مطبقا عليها أركان القياس‪.‬‬
‫العلة‬ ‫الفرع‬ ‫الحكم‬ ‫األصل‬
‫االستعجال‬ ‫وصية قاتل موصيه عمدا‬ ‫المنع لقوله ‪«:‬ا ْل َقاتِل ُ َال َي ِرث» [الترمذي]‬
‫ُ‬ ‫ميراث قاتل مورثه عمدا‬
‫كالهما ال دم له يسيل‬ ‫الجواز لقوله ‪«:‬أُحلّتْ لنا ميتتا ِن ودما ِن‪ :‬الجرا ُد أكل الحلزون بال تذكية‬ ‫أكل الجراد بال تذكية‬
‫والحيتانُ والكب ُد والطحال ُ» [البيهقي]‬
‫االعتداء والظلم‬ ‫َ‬ ‫المنع لقوله ‪َ «:‬ال َيبِ ْع َب ْع ُ‬
‫ض ُك ْم َعلى َب ْي ِع َب ْعض» اإليجار على اإليجار‬ ‫البيع على البيع‬
‫[البخاري]‬
‫الوحدة‪ :‬من التشريع اإلسالمي (المصالح المرسلة)‬ ‫الميدان‪ :‬الفقه مصادر وأصوله‬
‫أوال‪ :‬أوال تعريف المصالح المرسلة‪:‬‬
‫أ‪ -/‬لغة‪ :‬جمع مصلحة‪ ،‬والمصلحة‪ :‬هي المنفعة‪ ،‬وتنقسم إلى ثالثة أقسام هي‪:‬‬
‫‪ -/1‬مصالح معتبرة‪ :‬وهي التي قام الدليل الشرعي على اعتبارها‪ ،‬وهي إ ّما ضرورية أو حاجية أو تحسينية‪.‬‬
‫‪ -/2‬مصالح ُملغاة‪ :‬وهي التي قام الدليل الشرعي على إلغائها وعدم اعتبارها‪ ،‬مثل التعامل بالربا واالحتكار ‪...‬‬
‫‪ -/3‬مصالح ُمرسلة‪ :‬فهي المطلقة غير مقيدة بدليل شرعي على اعتبارها أو إلغائها (المسكوت عنها) وهي المقصودة هنا‪.‬‬
‫نص فيها وال إجماع بناء على مصلحة ال دليل معين من الشارع على اعتبارها‬
‫ب‪-/‬اصطالحا‪ :‬هي استنباط الحكم في واقعة ال ّ‬
‫وال على إلغائها‪.‬‬
‫ثانيا حجية المصالح المرسلة‪ :‬يعتبر العمل بالمصالح المرسلة حجة معتبرة في غير العبادات والحدود والعقائد لألدلة اآلتية‪:‬‬

‫أ‪-/‬من الكتاب‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ [األنبياء‪ .]107:‬ﭽﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬

‫ﭼ [البقرة‪ .]185:‬ﭽﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﭼ [الحج‪.]74:‬‬

‫وجه االستدالل باآليات‪ :‬يدل استقراء مثل النصوص السابقة على أن أحكام الشريعة جاءت لتحقيق مصالح العباد‪ ،‬ودفع‬
‫المضار عنهم‪ ،‬ورفع الحرج والتيسير عليهم‪ ،‬وهذا ما يتوافق ومصدر المصالح المرسلة‪.‬‬
‫ب‪ -/‬من عمل الصحابة‪ :‬فلقد روعيت المصلحة في اجتهادات الصحابة والتابعين واألئمة المجتهدين حتى صار ذلك بمثابة‬
‫اإلجماع على مراعاتها‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫✓ محاربة أبي بكر ‪ ‬لمانعي الزكاة‪ ،‬وجمعه للقرآن لمصلحة حفظ الدين‪ ،‬وقول عمر بن الخطاب ألبي بكر‪" :‬هُو و َ‬
‫ّللاه‬
‫خ ْير" وقول أبي بكر لزيد ‪" : ‬هُو و َ ه‬
‫ّللا خ ْير" [رواه البخاري]‬
‫✓ تدوين عمر ‪ ‬الدواوين وسك النقود واتخاذ السجون‪...‬‬
‫✓ كتابة عثمان ‪ ‬للقرآن وسنه لآلذان األول للجمعة‪...‬‬
‫ج‪ -/‬من المعقول‪ :‬أن ال ّنصوص متناهية‪ ،‬ومصالح ال ّناس متجددة‪ ،‬وال سبيل إلى إستنباط أحكامها إالّ عن طريق االجتهاد وفق‬
‫المصالح لتحقيق صالحية الشريعة لكل زمان ومكان‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬شروط العمل بها‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون مالئمة لمقاصد الشرع‪ ،‬دون مخالفة لدليل قطعي‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تكون مصلحة عامة وليست شخصية‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تكون مصلحة معقولة في ذاتها حقيقية ال وهمية‪.‬‬
‫خامسا‪:‬أمثلة‪:‬‬
‫‪ .1‬أن عمر بن الخطاب ‪-  -‬اجتهد بالمصلحة المرسلة على جواز جمع القرآن الكريم‪ ،‬فلما عرض رأيه على الصحابة أجمعوا‬
‫على قوله‪.‬‬
‫‪ .2‬وجوب توثيق عقد الزواج لمصلحة حفظ النسب والهعرض‪.‬‬
‫‪ .3‬وجوب االلتزام بقانون المرور لمصلحة حفظ النفس والمال (ضروري)‪ ،‬والنظام العام (تحسيني)‬
‫تقويم مرحلي‪ :‬السند‪" :‬إن الشريعة اإلسالمية صالحة لكل زمان ومكان‪ ،‬فهي قادرة على إيجاد حلول تواكب متغيرات العصر‬
‫ومستجداته‪ ".‬الدكتور يوسف القرضاوي بتصرف‬
‫التعليمة‪ 1 :‬ـ أبرز دور المصادر الشرعية التي تعرفت عليها (خالل هذه السنة) في الحفاظ على مرونة الشريعة اإلسالمية من‬
‫خالل نماذج واقعية‪.‬‬
‫ـ جمع القرآن الكريم في مصحف واحد‪ / .‬ـ تشريع الزكاة في األوراق‬ ‫‪ 2‬ـ ألحق هذه المسائل بمصادرها المستنبطة منها‪:‬‬
‫النقدية والعمالت المختلفة‪ - /.‬التدخين‪/ .‬ـ القرصنة اإللكترونية‪ - / .‬اصدار بطاقات‪ :‬الهوية الوطنية‪ ،‬الصراف اآللي‬
‫والشيكات‪ - / ...‬البصمة الوراثية والتبرع بالدم‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ج‪ 1‬مصادر التشريع اإلسالمي متعددة‪ ،‬وهذا التعدد في المصادر يضفي على الشريعة المرونة ويجعلها صالحة لكل‬
‫زمان ومكان‪ ،‬وقادرة على إيجاد حلول تواكب متغيرات العصر ومستجداته‪:‬‬
‫فوجود اإلجماع والقياس والمصالح المرسلة كمصادر للتشريع‪ ،‬كان أمرا ضروريا ومحتما‪ ،‬ألن نصوص الوحي‪-‬قرآنا سنة‪ ،-‬قد‬
‫اكتملت وأخذت صورة نهائية بوفاة النبي ‪ ،‬فجاءت لتضمن ألحكام الشريعة اإلسالمية الدنيوية جدتها وتمشيها مع الزمن‪ ،‬في‬
‫نمو مستمر‪ ،‬وتطور متواصل ولذلك ظهرت مستجدات جديدة بوفاة الرسول مباشرة كمن يتولى الخالفة؟ وظهرت الردة وتبعتها‬
‫نتائج كثيرة‪ ،...‬وهذا ما جعل الصحابة يجتهدون وفق مصدر اإلجماع للوقوف على أحكام المستجدات الجديدة لتستمر الحياة‬
‫وتتالئم الشريعة والحياة كمحاربة أبي بكر لمانعي الزكاة‪ ،‬وجمعه للقرآن‪ ...‬وهكذا في كل عصر ‪...‬حتى ظهرت إجماعات كثيرة‬
‫وكانت مستند الفقهاء في بناء األحكام الشرعية‪...‬‬
‫وكذلك بالنسبة للقياس‪ ،‬من خالل قياس رسول ّللا صلى ّللا عليه وسلم وقائع بعضها على بعض‪( ،‬كما في حديث المرأة‬
‫الخثعمية)‪ ،‬وقياس ابن عباس الجد على ابن االبن في حجب اإلخوة‪ .‬وهكذا مع كل عصر‪ ...‬ومن األمثلة المعاصرة حكم‬
‫تضر بالعقل فتم استنباط حكم ال ّتحريم لهذه اآلفة من خالل القياس على تحريم شبيهاتها من الموانع والمسكرات‬
‫ّ‬ ‫المخدرات ا ّلتي‬
‫الّتي ورد فيها ال ّنص‪ ،‬وعلى قاعدة ال ضرر وال ضرار‪.‬‬
‫ونفس األمر بالنسبة لمصدر المصالح المرسلة‪ ،‬فالصحابة أول من اجتهد وفق هذا المصدر كما في جمع أبي بكر‬
‫القرآن لمصلحة حفظ الدين‪ ،‬وتدوين عمر الدواوين وسك النقود واتخاذ السجون‪ ...‬وكتابة عثمان للقرآن وس ّنه لآلذان‬
‫وفي عصرنا استعملت الميكرفونات في المساجد‪ ،‬بناء على المصلحة‪ ،‬أال‬ ‫األول للجمعة‪ ...‬وهكذا في كل عصر ‪...‬‬
‫وهي‪ :‬إبالغ وإعالم الناس باألذان‪ ،‬وكذلك بناء المنارات‪ ،‬وإن كانت لم تعرف في القديم‪ ،‬فهي من باب المصالح‬
‫المرسلة‪ ،‬إلعالم الناس بأن هناك مكانا يصلى فيه وهو المسجد‪ ،‬والخط الذي يوضع لتسوية الصفوف‪ ،‬وإن رأى بعض‬
‫أهل العلم أنه بدعة‪ ،‬لكن تمام الصالة من إقامة الصفوف‪ ،‬واستواء الصفوف واجب من الواجبات إذا لم يكن شرطا من‬
‫شروط الصالة‪ .‬فالقاعدة العامة‪ :‬ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‬
‫ج‪2‬‬
‫المصالح المرسلة‬ ‫القياس‬ ‫اإلجماع‬
‫‪ -‬جمع القرآن الكريم ـ تشريع الزكاة في األوراق ‪ -‬اصدار بطاقات الهوية الوطنية‪ ،‬الصراف اآللي‪ ،‬والشيكات‪....‬‬
‫‪ -‬جمع القرآن الكريم في مصحف واحد‪.‬‬ ‫النقدية والعمالت المختلفة‪.‬‬ ‫في مصحف واحد‪.‬‬
‫‪ -‬التبرع بالدم والبصمة الوراثية‪.‬‬ ‫‪ -‬القرصنة اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪ -‬التدخين‪.‬‬
‫فمصادر األحكام‪ :‬هي مصادر التشريع و تتمثل أسسا في القرآن و السنة واإلجماع وهي‬ ‫يفرق العلماء بين مصادر األحكام و كيفية استخراجها‪:‬‬
‫نقلية‪ .‬أما كيفية استخراج األحكام‪ :‬فتسمى أيضا مناهج األحكام أوالمصادر التبعية وهي عقلية ونذكر منها – القياس – المصالح المرسلة – ‪.....‬‬
‫الوحدة (‪ :)15‬القيم في القرآن الكريم‬ ‫امليدان‪ :‬القرآن الكريم و الحديث الشريف‬
‫أوال مفهوم القيم‪ :‬هي مجموعة المبادئ واألخالق والمثل العليا التي نزل بها الوحي‪ ،‬لتحديد عالقة اإلنسان بنفسه ومحيطه وخالقه‪.‬‬
‫ثانيا من أنواع القيم في القرآن الكريم وآثارها‪ :‬تتنوع القيم في القرآن إلى ثالثة أنواع هي‪:‬‬
‫أ‪ /‬القيم الفردية‪ :‬منها‪:‬‬
‫‪-/01‬الصدق‪ :‬ويعني قول الحق و ُمطابقة الكالم للواقع‪ ،‬ويكون مع هللا بإخالص العبادة؛ ومع النفس بحملها على الطاعة وما ينفعها‪،‬‬

‫ومع الناس بإخالص القول والفعل لهم‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭼ [التوبة‪]119:‬‬

‫آثاره‪ :‬الشعور براحة الضمير وطمأنينة النفس‪ ،‬ونيل محبة هللا ورضوانه‪ ،‬وفيه إجابة الدعاء والبركة في الرزق‪ ،‬والتوفيق لكل خير‪.‬‬
‫‪-/02‬الحياء‪ :‬خلق محمود يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح؛ يكون بحفظ جميع الجوارح وتحري الحالل‪ ،‬وهو خلق اإلسالم‪،‬‬
‫وأصل اإليمان‪ ،‬ومفتاح كل خير قال ‪« :-‬الحيا ُء ُكلُّهُ خ ْير»[رواه مسلم]‪.‬‬
‫آثاره‪:‬‬
‫يحيي ضمير اإلنسان‪ ،‬ويورثه رقة القب وضبط النفس‪ ،‬كما يحمل على االستقامة والطاعة‪ ،‬وترك المعصية والمحرمات‪ ،‬وسبيل إلى‬
‫مرضاة هللا وجنته‪.‬‬
‫‪ -/03‬األمانة‪ :‬شعور اإلنسان بمسؤوليته ع ّما أُو ِكل إليه‪ ،‬والوفاء بجميع تعهداته؛ مع إدراكه الجازم بأنه ُمحاسب عن ذلك أمام ربه‪.‬‬

‫ﭧ ﭨ ﭽﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ [المعارج‪.]32 :‬‬

‫آثارها‪:‬‬
‫نيل رضا هللا تعالى ومحبته‪ ،‬والسعادة والفالح في الدنيا واآلخرة‪ ،‬مع نيل محبة الناس وكسب ثقتهم‪ ،‬وانتشار الخير والبركة‪.‬‬
‫ب‪ -‬القيم األسرية واالجتماعية وآثارها‪ :‬منها‪:‬‬
‫‪ -01‬المودة والرحمة‪ :‬المودة هي المحبة‪ ،‬والرحمة هي الرأفة‪ ،‬ومعنى ذلك أن تكون العالقات بين أفراد األسرة قائمة على اللطف في‬

‫المعاملة واالحترام المتبادل بينها ﭧ ﭨ ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﭼ [الروم‪]21 :‬‬

‫آثارها‪:‬‬
‫‪ -‬تقوية الروابط األسرية ونشر الطمأنينة والسكينة وروح االحترام والتعاون بين أفرادها‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى استمرارها‬
‫واستقرارها‪ ،‬وصالح األوالد ونشأتهم نشأة سليمة‪.‬‬
‫‪ -02‬المعاشرة بالمعروف‪ :‬والمعاشرة‪ِ :‬من ال ِعشْرة‪ ،‬وهي‪ :‬المخالطة‪ ،‬والمعروف‪ :‬هو ما ع َّرفه وحدَّده الشارع‪ ،‬وتعني المخالطة‬

‫وطيب القول لهن‪ .‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯢ ﯣﯤ ﭼ [النساء‪. ]19:‬‬


‫الخلُق معهن‪ِ ،‬‬
‫وحسن ُ‬
‫المحمودة مع النساء‪ ،‬والرحمة بهنَّ ‪ُ ،‬‬

‫آثارها‪:‬‬
‫استقرار األسرة واستمرارها ونشر روح االحترام بين أفرادها‪ ،‬مع توفير جو مالئم لتربية األوالد وتقديم القدوة الحسنة‪ ،‬وذلك يقوي‬
‫روابط األسرة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -03‬التعاون‪ :‬ويعني م ُّد يد المساعدة للغير‪ ،‬ألن كثير من منافع العباد ال تتحقق إال بالجهد الجماعي سواء في إطار األسرة الواحدة أو‬

‫بين أفراد المجتمع‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﭼ [المائدة‪]02:‬‬

‫آثاره‪:‬‬
‫المحافظة على تماسك المجتمع ونشر المحبة بين الناس‪ ،‬ومحاربة المظاهر االجتماعية السلبية كالفقر والطبقية‪ ،‬مع نيل األجر‬
‫والثواب‪.‬‬
‫ب‪ -‬القيم السياسية وآثارها‪ :‬منها‪:‬‬

‫‪ -01‬العدل‪ :‬إعطاء كل ذي حق حقه‪ ،‬وهو في اإلسالم حق لكل الناس قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﭼ [النساء‪.]58:‬‬

‫[المائدة‪]08:‬‬ ‫فال يقف في وجه إقامته قرابة وال تمنعه عداوة قال تعالى‪ :‬ﭽﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ‬

‫آثاره‪ - :‬العدل أساس الحكم والملك (أساس قيام و استقرار الدولة‪ ،‬وتحقيق المساواة ومحاربة الظلم)‬
‫‪ -‬تحقيق األمن واالستقرار (حفظ الحقوق والحريات‪ ،‬وومحاربة الفوضى والفتن والطبقية)‪.‬‬
‫‪ -‬الطمأنينة (تحقيق الطاعة لولي األمر‪ ،‬وتقوية المحبة والثقة بين الحاكم والرع ّية)‪.‬‬

‫‪ -02‬الشورى‪ :‬و تعني االستعانة بآراء اآلخرين واشراكهم في تقرير مصالح مجتمعهم للوصول ألصوب اآلراء‪ ،‬و هي مطلوبة من‬

‫المسلم في كل عالقاته‪ ،‬و تكون في كل األمور التي لم يرد فيها نص قطعي ثابت بالكتاب أو السنة‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ‬

‫ﮠﭼ [الشورى‪.]38:‬‬

‫آثارها‪ -:‬حسن اتخاذ القرارات والوصول إلى الصواب وتغليب الحكمة‪ ،‬والقضاء على االستبداد‪ ،‬وكذلك تو ِجد تالح ًما قو ًّيا بين‬
‫الرأي‬ ‫شعب والحاكم‪ ،‬حيث يزداد ال ّ‬
‫شعور باالنتماء للوطن وهي عامل من عوامل إنضاج الفكر والرأي العام‪ ،‬حيث تسهم في تكوين ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الرشيد ال ّذي يساعد على استقرار ال ّدولة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -03‬الطاعة‪:‬هي االمتثال للحاكم الذي أوكلت له م همة إدارة شؤون الناس بالتزام قراراته‪ ،‬و هي واجبة للحاكم في غير معصية‬

‫وقيده بطاعته هلل ولرسوله‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﭼ [النساء‪]59:‬‬

‫آثارها‪ -:‬تح ّقق النظام واالستقرار بتطبيق القوانين و تنفيذها على أرض الواقع‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى انتشار األمن والسالم والتنمية‬
‫والبعد عن الفوضى وعوامل الصراع‪.‬‬
‫ثالثا األحكام والفوائد المستخلصة‪ :‬من اآلية ‪ 02‬من سورة المائدة‬
‫الفوائد‪:‬‬ ‫األحكام‪:‬‬
‫الحث على تقوى هللا تعالى‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وجوب التعاون على الخير‬ ‫‪-‬‬
‫خشية هللا الدائمة سبيل لتجنب عقابه الشديد‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تحريم التعاون على اإلثم والعدوان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقويم‪ :‬مرحلي‪ :‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﭼ‬
‫[النحل‪]91/90:‬‬
‫‪2‬ـ اشرح هذه القيم‪ ،‬مبينا أثرها على الفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫التعليمة‪ 1 :‬ـ استخرج من اآليتين القيم الواردة فيها‪ ،‬ثم صنفها‪.‬‬
‫ج‪ -/1‬القيم الواردة فيها‪ ،‬ثم صنفها‪.‬‬
‫أثرها‬ ‫شرحها‬ ‫صنفها‬ ‫القيمة‬
‫إعطاء كل ذي حق حقه‪ ،‬و هو في اإلسالم حق‬ ‫سياسية‬ ‫العدل‬
‫‪-‬أساس قيام و استقرار الدولة‪ ،‬وتقوية المحبة والثقة بين الحاكم‬
‫والرعيّة‪.‬‬ ‫لكل الناس قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫‪ -‬تحقيق الطاعة لولي األمر‪ ،‬وومحاربة الفوضى والفتن والطبقية‪.‬‬ ‫ﯦ ﯧﯨ ﭼ [النساء‪ .]58:‬فال يقف في وجه‬
‫‪ -‬حفظ الحقوق والحريات وتحقيق األمن المساواة ومحاربة الظلم‪.‬‬
‫إقامته قرابة وال تمنعه عداوة‬
‫ُ‬
‫شعور اإلنسان بمسؤوليته ع ّما أو ِكل إليه‪ ،‬والوفاء بجميع‬ ‫فردية‬ ‫األمانة‬
‫نيل رضا هللا تعالى ومحبته‪ ،‬والسعادة في الدنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬مع نيل محبة الناس وكسب ثقتهم‪ ،‬وانتشار‬ ‫تعهداته؛ مع إدراكه الجازم بأنه ُمحاسب عن ذلك أمام ربه‪ .‬ﭧ‬
‫الخير والبركة‪.‬‬ ‫ﭨ ﭽﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ [المعارج‪.]32 :‬‬
‫الوحدة (‪ :)16‬الوقف في اإلسالم‬ ‫امليدان‪ :‬القرآن الكريم و الحديث الشريف‬
‫ار َية‪ ،‬أَ ْو عِ ْلم ي ْن َت َفع بِ ِه ‪ ،‬أَ ْو َولَد‬
‫ص َد َقة َج ِ‬
‫سان ا ْن َق َط َع َع ْنه َع َمله إالّ مِنْ َثالَثة‪ :‬اإال مِنْ َ‬ ‫َعنْ أَبِي ه َر ْي َر َة ‪ ‬أَنّ َرسولَ ّ ِ‬
‫هللا ‪َ ‬قالَ‪َ  :‬إذا َماتَ اإلِ ْن َ‬
‫صالِح َيدْ عو لَه‪[ ‬أخرجه مسلم]‬ ‫َ‬
‫صحابي راوي الحديث‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫بال‬ ‫عريف‬ ‫ّ‬
‫ت‬ ‫ال‬ ‫أوال‬
‫اسمه ونسبه‪ :‬هو عبد الرحمان‪ ،‬بن صخر الدوسي اليمني‪ ،‬وكناه مناقبه‪ :‬قدم المدينة المنورة في السنة ‪ 7‬هـ‪ ،‬وأسلم علي يد الرسول‬
‫‪ ،‬ثم الزمه مالزمة تامة‪ ،‬وقد دعا له الرسول ‪ ،‬بسهولة الحفظ‪،‬‬ ‫بأبي هريرة‪.‬‬ ‫الرسول‬
‫فكان أحفظ الصحابة للحديث‪ ،‬عرف بالكرم وحبه للضيف وللحيوان‪.‬‬ ‫مروياته‪ 5374 :‬حديثا‪ .‬وفاته‪ :‬سنة ‪ 57‬هـ بالمدينة‪ ،‬ودفن بالبقيع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شرح املفردات‪:‬‬
‫نفقة يستمر أجرها باستمرار نفعها‬ ‫صدقة جارية‬ ‫انقطع عنه عمله توقف ثواب العمل‬
‫كل منتوج علمي نافع سواء كان دينيا أو دنيويا كتعليم العلم للناس‪ ،‬وترك كتب أو اختراع دواء أو آلة مفيدة‬ ‫علم ينتفع به‪:‬‬
‫الولد القائم بحقوق هللا وحقوق العباد ومن ذلك البر بالوالدين والدعاء لهما‪ ،‬ألن الولد من كسبهما‪ ،‬والصالح من‬
‫تربيتهما‪ ،‬والدعاء من أثرالصالح‪.‬‬ ‫ولد صالح‬
‫الي للحديث‪ :‬ب ّين النبي في الحديث أن أعمال اإلنسان تنقطع وتتوقف بالموت؛ باستثناء ثالثة أعمال‪:‬‬ ‫ثالثا‪:‬المعنى اإلجم ّ‬
‫‪.1‬نفقة قدمها في حياته بها يتحقق التكافل االجتماعي‪ ،‬واإلعداد المادي واالقتصادي في الدنيا‪ ،‬وفي اآلخرة يستمر ثوابها باستمرار نفعها‪.‬‬
‫‪ .2‬كل إنتاج معرفي وفكري نافع تركه أو نشره أوعلمه فينتفع منه الناس‪ ،‬ويتحقق به اإلعداد المعرفي والفكري في الدنيا‪ ،‬وفي اآلخرة يستمر‬
‫ثوابه باستمرار نفعه‪.‬‬
‫‪.3‬من خلف أوالدا صالحين سهر على تربيتهم؛ ألنه بالتربية واألخالق يتحقق اإلعداد البشري والصالح في الدنيا‪ ،‬وفي اآلخرة تحصل المغفرة‬
‫بسبب دعاء األبناء ‪.‬‬
‫وباإلعداد الجيد لهذه المجاالت يحصل الفوز في اآلخرة‪ ،‬ألنها تحقق االستخالف والتمكين الحضاري لألمة في الدنيا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اإليضاح والتحليل‪ :‬أ‪ -/‬تعريف الوقف‪ :‬لغة‪ :‬الحبس والمنع‪ .‬اصطالحا‪ :‬حبس األصــل (المال‪ /‬العين)‪ ،‬وتسبيل المنفعة‪( .‬التصدق بها في‬
‫سبيل هللا)‪ .‬والوقف من عقود التبرعات؛ والتبرع هو بذل المكلف ماال أو منفعة لغيره في الحال أو المآل بال عوض بقصد البر والمعروف غالبا‬
‫وللتبرع صور كثيرة منها‪ :‬الوقف‪ ،‬والوصية‪ ،‬والهبة‪ ،‬والصدقة‪...‬‬
‫والفرق بين الوقف وعفود التبرع هو أن المال أصل التبرع ممكن أن يهلك ويتنهي بينما في الوقف فإنه دائم ال ينقطع وهذا يؤدي الى أن‬
‫منفعة الوقف مؤبده بينما منفعة التبرع ممكن أن تزول بهالك االصل‪.‬‬
‫ب‪ /‬حكم الوقف ودليله‪ :‬هو مستحب ومندوب إليه‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﭽﭯ ﭰ ﭼ[البقرة‪ ،]148:‬ﭽﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ‬

‫[الحج‪ ]77/‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ [آل عمران‪]92/‬‬


‫ص اد ْقتَ بِ َها » [رواه مسلم]‪.‬‬
‫صلَ َها َو َت َ‬‫في أرض خيبر‪« :‬إِنْ شِ ئْتَ َح َب ْستَ أَ ْ‬ ‫و قوله ﷺ لعمر‬
‫‪ /4‬فضل الوقف وآثاره‪ :‬الوقف من أفضل أنواع الصدقات‪ ،‬وفعل الخير‪ ،‬وأكثرها أجرا‪ ،‬ألنه يستمر نفعه حتى بعد وفاة صاحبه‪ ،‬وله آثار عديدة‪:‬‬
‫سعادة وال ّراحة النّفسية‪.‬‬
‫والشح‪ ،‬وتعويدها على اإليثار وحب الخير لآلخرين‪ ،‬والشعور بال ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‪ /‬نفسيا‪ :‬تحرير النّفس من البخل‬
‫ب‪ /‬اجتماعيا‪ :‬فيه انتفاع النّاس بالوقف‪ ،‬ونشر المحبة والرحمة‪ ،‬والتعاون والتكافل بيـ نهم‪ ،‬ومواســاة الفقــراء والمحتــاجين‪ ،‬ومحاربــة الظــواهر‬
‫اإلجتماعية السلبية كالفقر والتسول‪.‬‬
‫ج‪ /‬اقتصاديا‪:‬يخفف من أعباء الدولة في اإلنفاق على المصالح العامة‪ ،‬ويساهم في التنميــة اإلقتصــادية والعلميــة واإلجتماعيــة مــن خــالل تمويــل‬
‫المشاريع الخيرية والعامة (كبناء المدارس والمستشفيات وشق الطرقات ‪ ،)...‬وتنمية المال وتشجيع اإلستثمار وتــدوير المــال وســهولة تداولــه‪،‬‬
‫وبذلك يساهم في دفع البالد نحو التطور والتقدم‪.‬‬
‫د‪ /‬أخرويا‪ :‬نيل األجر والثواب‪ ،‬واستمراره حتى بعد الممات ‪.‬‬
‫‪ /4‬أمثلة عن الوقف في الماضي والحاضر‪:‬‬
‫أ‪ /‬في العالم اإلسالمي‪ :‬وقف المساجد والمكاتب والمدارس والفنادق والمستشفيات كأوقاف الحرمين‪ ،‬حارة المغاربة في القدس‪.‬‬
‫ب‪/‬في الجزائر‪ :‬مؤسسة آوقاف الجزائر‪ ،‬بناء المساجد والمدارس القرآنية‪ ،‬حفر اآلبار وتشييد العيون‪ ،‬وقف األراضي لبناء المساجد والمدارس‬
‫القرآنية‪.‬‬
‫والفوائد‪:‬‬ ‫خامسا‪ -‬األحكام‬
‫‪-‬وجوب تربية األبناء تربية صالحة‪ .‬مدح الصدقة المستمر ثوابها باستمرار نفعها‪- .‬بيان أن الموت‬ ‫‪-‬استحباب الوقف في اإلسالم‪.‬‬
‫حق‪.‬‬ ‫‪-‬ينتفع الميت بدعوة الولد الصالح له‪.‬‬ ‫‪-‬وجوب طلب ونشر العلم النافع‪- .‬وجوب اإليمان باليوم اآلخر‪.‬‬
‫تقويم‪ :‬س‪ /1‬ما العالقة بين الوقف وعقد التبرع؛ ثم وازن بين الوقف والوصية والهبة والصدقة‬
‫ج‪ /‬الوقف يعتبر صورة من صور التبرع‪ ،‬فالتبرع يشمل الوقف وغيره من الصور‪.‬‬
‫الصدقة‬ ‫ال ِهبة‬ ‫الوص اية‬ ‫الو ْقف‬
‫ال يحبس فيها األصل بل يعطى‬ ‫حبس األصل (عين المال) عن ينتقِل األصل َ ومنا ِف َعه‪ ،‬أو‬
‫ينتقِل م ْلك ال ِهب ِة إلى الموهو ِ‬
‫ب‬ ‫المنافع ْ‬
‫للفقير ليتملكه وينتفع به ويصح‬ ‫صى له‪.‬‬ ‫فقط إلى المو َ‬ ‫َ‬ ‫التملك‪ ،‬فال يجوز تملكه وال بيعه وال‬
‫وورثته‪ .‬ويجوز له‬ ‫له‬
‫تملكها وبيعها والتصرف فيها‬ ‫التصرف فيه بالهبة أو الهدية وال ويصِ ح بيع ما َتم ال َك بالوص اي ِة‬
‫بالبيع ونح ِوه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التصرف فيها‬
‫بالهبة‪.‬‬ ‫أو هِبته ونحوهما‪.‬‬ ‫يورث‪ ،‬والتصدق بمنافعه ‪.‬‬
‫ال تجوز إال لمن هو فى حاجة إليها‬ ‫يكون لألغنياء والفقراء‪ ،‬ولألقارب‬
‫لوجه الموهوب له‬ ‫تكون لغير الورثة‪.‬‬
‫من الفقراء والمساكين‬ ‫والغرباء‪ ،‬وعلى كافة جهات الخير‪.‬‬
‫الوحدة(‪ :)17‬من أحكام األسرة في اإلسالم (مدخل إلى علم الميراث)‬ ‫الميدان‪ :‬الفقه وأصوله‬
‫أوال‪ /‬تعريف علم الميراث‪:‬‬
‫أ‪ -/‬تعريف الميراث‪ :‬لغة‪ :‬يدل على البقاء‪ ،‬وانتقال الشيء من شخص إلى آخر (حسي أو معنوي كالعلم)‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬فهو اسم لما يستحقه الوارث من مورثه بسبب من أسباب االرث‪ ،‬سواء كان المتروك ماال أو عقارا أو من الحقوق‬
‫الشرعية (كال ّدين وال ّرهن)‪ ،‬ويس ّمى اإلرث‪.‬‬
‫ب‪ -/‬تعريف علم الميراث‪ :‬العلم الّذي يعرف به من يرث‪ ،‬ومن ال يرث‪ ،‬ومقدار إرث كل وارث‪ .‬ويسمى (علم الفرائض)‪.‬‬

‫ثانيا مشروعية الميراث‪ :‬مشروع لألدلة اآلتية‪ :‬أ‪ -/‬من الكتاب‪ :‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬

‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭼ[النساء‪.]7:‬‬

‫ب‪ -/‬من السنة‪ :‬قوله ﷺ‪» :‬ومنْ ترك م ااال فلِورثتِ ِه» [البخاري]‪.‬‬
‫ثالثا‪ -:‬الحكمة من تشريع الميراث‪ :‬أجمع العلماء على أنَّ علم الفرائض هو من أج ِّل العلوم الشرعية وأعالها شأناا وأرفعها قدراا‪ ،‬لقوله‬

‫ض وت ْظه ُر ا ْلفِتنُ حتَّى ي ْختلِف ِاال ْثن ِ‬


‫ان فِي ا ْلف ِريض ِة ال‬ ‫ﷺ‪« :‬وتعلَّ ُموا ا ْلفرائِض وعلِّ ُموهُ النَّاس‪ ،‬فإِنِّي ا ْم ُرؤ م ْقبُوض وإِنَّ ا ْل ِع ْلم سيُ ْقب ُ‬
‫ان ِمنْ ي ْق ِ‬
‫ضي بِها» [رواه الحاكم]‪ ،‬وله حكم جليلة منها‪:‬‬ ‫ي ِجد ِ‬
‫‪-01‬وسيلة لصلة األرحام بعد موت المورث‪.‬‬
‫‪-02‬تحقيق التكافل االجتماعي بين أفراد األسرة والقرابة‪.‬‬
‫‪-03‬احترام الملكية بانتقالها لمستحقيها‪.‬‬
‫‪-04‬الحفاظ على العالقات األسرية وحسم أسباب النزاع‪ ،‬بتحديد أنصبة الورثة‪.‬‬
‫‪-05‬إبطال عادات الجاهلية من توريث الرجال دون النساء والكبار دون الصغار‪.‬‬
‫‪ -06‬تقسيم الثروة بالعدل حتى ال تتضخم في جهة ظلما‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬الحقوق المتعلقة بالتركة‪ :‬وهي التي تخرج من تركة الميت قبل أن يأخذ الورثة أنصبتهم‪ ،‬وهي أربعة مرتبة ومجموعة في كلمة‬
‫" تدوم"‪:‬‬
‫‪.1‬تجهيز الميت‪ :‬من كفن وغسل‪ ،‬وأجرة حفر قبر‬
‫‪.2‬قضاء ال ّديون‪ :‬وديون العباد (كالقرض) مقدمة على ديون هللا (كالزكاة والكفارات والنذور) قال ‪-‬ﷺ‪» :-‬ن ْف ُ‬
‫س ا ْل ُمؤْ ِم ِن ُمعلَّقة ِبد ْي ِن ِه‬
‫حتَّى يُ ْقضى ع ْنهُ« الترمذي]‬
‫ث» [الدار قطني] وأال تتجاوز ثلث التركة‪ ،‬لقوله‪:‬‬ ‫‪.3‬تنفيذ وصيته‪ :‬ويجب أن تكون لغير الورثة‪ ،‬لقوله ‪-‬ﷺ‪« :-‬ال و ِ‬
‫صيَّة لِوا ِر ٍ‬
‫ث وال ُّثلُ ُ‬
‫ث كثِير» [البخاري]‪ ،‬وذلك بعد أداء الحقوق السابقة‪.‬‬ ‫«ال ُّثلُ ُ‬
‫‪.4‬اإلرث (الميراث)‪ :‬ما بقي من التركة بعد ما سبق‪ ،‬ويقسم بين الورثة حسب نصيب كل واحد منهم‪ ،‬ويبدأ بذوي الفروض و ما بقي‬
‫فللعصبة لقوله ‪-‬ﷺ‪» :-‬أ ْل ِحقُوا ا ْلفرا ِئض ِبأ ْه ِلها‪ ،‬فما ب ِقي فهُو أل ْولى ر ُج ٍل ذك ٍر»[البخاري]‪ .‬م= تر‪( -‬ت‪+‬د‪+‬و)‬
‫خامسا أركان الميراث وشروطه‪ :‬أ‪ -‬أركانه‪ :‬ثالثة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمو ّرث‪ :‬وهو الميت صاحب التركة‪.‬‬
‫‪ -2‬الوارث‪ :‬هو الشخص المستحق لإلرث‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلرث‪ :‬ما تركه الميت من التركة بعد إخراج الحقوق المتعلقة بها‪.‬‬
‫ب‪ -‬شروطه‪ :‬ثالثة هي‪:‬‬
‫أ*وفاة المورث حقيقة (مشاهدة) أو حكما (كحكم القاضي بموت المفقود)‪ ،‬أو تقديرا (كانفصال الجنين ميتا نتيجة لجناية على األم‬
‫بالضرب)‬
‫ب*تحقق حياة الوارث بعد موت المورث‪ :‬حقيقة (بالمشاهدة أو البيّنة) أو حكما (كالغائب في حكم الحي)‪ ،‬أو تقديرا (كالجنين في‬
‫البطن)‬
‫ج*العلم بجهة اإلرث‪ :‬العالقة بين الوارث والمورث‪ ،‬كالقرابة والزوجية‪ ،‬ودرجة هذه القرابة كأخ شقيق أو ألب أو ألم‪.‬‬
‫د*عدم وجود المانع من الميراث‪.‬‬
‫سادسا أسباب الميراث وموانعه‪ :‬أ‪ -‬أسباب الميراث وهي‪:‬‬

‫أ*القرابة‪ :‬وهي رابطة النسب‪ ،‬وتشمل جهة البنوة واألبوة واألخوة والعمومة‪ ،‬وهو األصل في الميراث قال تعالى‪ :‬ﭽﯹ ﯺ‬

‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﭼ [األنفال ‪.]75‬‬

‫ب*الزواج الصحيح‪ :‬فبه يتوارث الزوجان‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭼ [النساء‪ ]12:‬كما‬

‫يتوارث الزوجان في الطالق الرجعي أثناء العدة‪ ،‬وترث المطلقة من طالق مرض الموت‪.‬‬
‫ج*بيت المال‪ :‬وهو وارث من ال وارث له‪ ،‬قال ‪-‬ﷺ‪ « :-‬وأنا وارث منْ ال وارث لهُ » [ابو داوود]‪.‬‬
‫موانع الميراث‪ :‬هي األوصاف التي توجب حرمان الشخص من الميراث‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ *1‬عدم االستهالل للجنين ( الوالدة ميتا)‪ :‬فإذا لم يولد حيا ال يرث وال يورث لقوله ﷺ‪« :‬إذا استه َّل المول ُو ُد ُو ِّرث» [متفق عليه]‪.‬‬
‫‪ *2‬الشك في أسبقية الوفاة‪ :‬بين المو ّرث والوارث كما في الغرق مثال‪ ،‬ولم يعلم أيهما مات أوال‪ ،‬فال توارث بينهم‪.‬‬
‫‪ *3‬اللعان‪ :‬فإذا اتهم الرجل زوجته بالزنى ولم تكن بيّنة‪ ،‬يفترقان وال يرث أحدهما اآلخر‪ ،‬وال يرث ولد اللعان أباه بل يرث أمه فقد‬
‫ابن ال ُمالعن ِة ألُ ِّمه و ِلورث ِتها ِمن بع ِدها» [ابو داوود]‪.‬‬
‫النبي صلَّى هللاُ عليه وسلَّم ِميراث ِ‬
‫ُّ‬ ‫«جعل‬
‫س ِل ُم ا ْلكا ِفر وال ا ْلكا ِف ُر ا ْل ُم ْ‬
‫س ِلم)» [متفق عليه]‪.‬‬ ‫‪ *4‬الكفر (اختالف الدين)‪ :‬فال توارث بين مسلم وكافر‪ ،‬لقوله ‪-‬ﷺ‪ « :-‬ال ي ِر ُ‬
‫ث ا ْل ُم ْ‬
‫‪ *5‬الزنا‪ :‬فال توارث بين الزاني والزانية‪،‬وال يرث ولد الزنا إالّ من أمه‪ ،‬قال ﷺ‪« :‬ول ُد ِزنا ال ي ِر ُ‬
‫ث وال يُور ُ‬
‫ث» الترمذي]‪.‬‬

‫‪ *6‬القتل العمد‪:‬إذا قتل الوارث مورثه فإنه ال يرث‪ ،‬لقوله ‪-‬ﷺ‪« :-‬ل ْيس ِل ْلقا ِت ِل ِمن ا ْل ِميرا ِ‬
‫ث ش ْيء»[ النَّسا ِئ ُّي]‪.‬‬
‫تقويم‪:1‬‬
‫مات شخص وترك ما يساوي (‪ 167.500‬دج)‪ ،‬ومؤن تجهيزه تساوي (‪ 2500‬دج)‪ ،‬وعليه دين قرض يساوي (‪ 15.000‬دج)؛ كما‬
‫أوصى بثلث ماله‪ ،‬فكيف يتم توزيع هذه التركة على مستحقيها؟ وكم قيمة الوصية فيها وكم قدر ما يبقى للورثة؟‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬تجهيز الميت (‪ 2500‬دج)‬
‫‪ -2‬القرض‪ 15.000( .‬دج)‬
‫‪ -3‬الوصية (‪ 50.000‬دج)‬
‫‪ -4‬اإلرث (‪100.000‬دج)‬
‫الوحدة(‪ :)18‬من أحكام األسرة في اإلسالم (الورثة وطرق ميراثهم)‬ ‫الميدان‪ :‬الفقه وأصوله‬
‫أوال‪ /‬الوارثون من الرجال والنساء‪:‬‬
‫أ‪ -/‬الوارثون من الرجال‪ :‬عددهم أربعة عشر (‪ )14‬وهم موزعون على الشكل التالي‪:‬‬
‫ابن االبن ‪ -‬وإن نزل‬ ‫‪02‬‬ ‫االبن‬ ‫‪01‬‬ ‫جهة البنوة (الفروع)‪:‬‬
‫الجد ألب‬ ‫‪04‬‬ ‫األب‬ ‫‪03‬‬ ‫جهة األبوة (األصول)‪:‬‬

‫النسب‬
‫ابن األخ ألب‬ ‫األخ ألب ‪ 07‬األخ ألم ‪ 08‬ابن األخ الشقيق ‪09‬‬ ‫األخ الشقيق ‪06‬‬ ‫جهة األخوة(الحواشي القريبة) ‪05‬‬
‫ابن العم ألب‬ ‫‪13‬‬ ‫ابن العم الشقيق‬ ‫العم ألب ‪12‬‬ ‫العم الشقيق ‪11‬‬ ‫جهة العمومة (الحواشي البعيدة ‪10‬‬
‫الزوج‬ ‫‪14‬‬ ‫الزواج‬
‫ب‪ -/‬الوارثات من النساء‪ :‬عددهن تسعة وهن‪:‬‬
‫بنت االبن وإن نزلت‬ ‫‪02‬‬ ‫البنت‬ ‫‪01‬‬ ‫جهة البنوة (الفروع)‪:‬‬
‫الجدة (أم األب)‬ ‫الجدة (أم األم) ‪05‬‬ ‫‪04‬‬ ‫األم‬ ‫‪03‬‬ ‫جهة األبوة (األصول)‪:‬‬

‫النسب‬
‫األخت ألم‬ ‫‪08‬‬ ‫األخت ألب‬ ‫‪07‬‬ ‫األخت الشقيقة‬ ‫‪06‬‬ ‫جهة األخوة(الحواشي القريبة)‬
‫‪/‬‬ ‫جهة العمومة (الحواشي البعيدة)‬
‫الزوجة‬ ‫‪09‬‬ ‫الزواح‬
‫ثانيا‪ -/‬طرق الميراث‪ :‬يكون بالفرض‪ ،‬وبالتعصيب أو بهما معا‪.‬‬
‫أ‪ /‬الميراث بالفرض‪:‬‬
‫‪-/1‬تعريف الفرض‪ :‬لغة‪ :‬التقدير‪ .‬اصطالحا‪ :‬اإلرث بالنصيب المقدر شرعا لكل وارث‪( ،‬مفروضة بالنص) وهي ستة‪:‬‬
‫النصف ‪ 2/1‬ونصفه ‪ 4/1‬ونصف نصفه‪،8/1‬‬
‫والثلثان ‪ ،3/2‬ونصفهما ‪ ،3/1‬ونصف نصفهما‪.6/1‬‬
‫ِض ِبأ َهْ لِ َها‪َ ،‬ف َما َبق َِي َفه َو ألَ ْولَى َرجل َذ َكر » [ البخاري]‬‫‪-2‬دليل الميراث بالفرض‪ :‬قوله ‪-‬ﷺ‪ » :-‬أَ ْلحِقوا ا ْل َف َرائ َ‬
‫‪-3‬أصحاب الفروض‪ :‬هم األشخاص المقدرة شرعا أنصبتهم من التركة‪ ،‬وعددهم (‪:)12‬‬
‫كل اإلناث (‪ :)09‬الزوجة والبنت وبنت االبن واألخت الشقيقة واألخت ألب واألخت ألم واألم والجدة (أم األب‪ ،‬أم األم)‪.‬‬
‫وأربعة (‪ )04‬من الذكور‪ :‬األب والجد ( أبو األب ) والزوج واألخ ألم‪.‬‬
‫‪ -4‬الوارثون بالفرض فقط ‪ :‬وهم الذين لهم أنصبة محددة فقط في جميع الحاالت وعددهم (‪ ،)07‬وهم‪:‬‬
‫اثنان (‪ )02‬من الذكور‪ :‬األخ ألم‪ ،‬الزوج‪.‬‬
‫خمس (‪ )05‬من اإلناث‪ :‬الزوجة واألم والجدتان واألخت لألم‪.‬‬
‫ب‪/‬الميراث بالتعصيب‪:‬‬
‫‪-/1‬تعريف التعصيب لغة‪ :‬عصبة الرجل قرابته من جهة األب‪ .‬اصطالحا‪ :‬اإلرث بغير نصيب محدد‪ ،‬فيأخذ العاصب كل التركة‬
‫إن لم يوجد صاحب فرض‪ ،‬أو الباقي بعد أخذ أصحاب الفروض فروضهم‪ ،‬و ال يأخذ شيئا إذا استنفذت فروض التركة‪.‬‬
‫ِض ِبأَهْ لِ َها‪َ ،‬ف َما َبق َِي َفه َو ألَ ْولَى َرجل َذ َكر » [ البخاري]‬‫‪-2‬دليل الميراث بالتعصيب‪ :‬قوله ‪-‬ﷺ‪ » :-‬أَ ْل ِحقوا ا ْل َف َرائ َ‬
‫‪ -3‬الوارثون بالتعصيب فقط‪ :‬وهم الذين ليس لهم فروض؛ في جميع الحاالت وهم‪:‬‬
‫كل الذكور (‪ )10‬عدا األب والجد ( أبو األب ) والزوج واألخ ألم‪.‬‬
‫ج‪/‬الميراث بالفرض والتعصيب معا‪:‬‬
‫‪-/1‬تعريفه‪ :‬لغة‪ :‬الفرض هو التقدير‪ ،‬وعصبة الرجل قرابته من جهة األب‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬اإلرث بالنصيب المقدر شرعا في حاالت معينة‪ ،‬وبغير نصيب محدد‪ ،‬في حاالت أخرى‪.‬‬
‫‪-2‬حاالته‪:‬‬
‫أ‪ -/‬الميراث بالفرض تارة‪ ،‬وبالتعصيب تارة أخرى وأحيانا قد يجمعون بينهما معا‪ :‬وهما اثنان‪ :‬األب والجد‪.‬‬
‫مثال‪:‬األب إذا وجد مع البنت‪ ،‬فيرث‪ 6/1‬بالفرض وترث البنت‪ ، 2/1‬والباقي وهو‪ 3/1‬يأخذه األب أيضا بالتعصيب‪.‬‬
‫ب‪ -/‬الميراث بالفرض في حاالت معينة‪ ،‬وبالتعصيب في حاالت أخرى ولكنهم ال يجمعون بينهما معا في نفس التركة‪:‬‬
‫وهم أربع من النساء‪ :‬البنت وبنت االبن واألخت الشقيقة واألخت ألب‪.‬‬
‫مثال‪ :‬يرثن‪:‬‬
‫*‪ :1‬بالفرض‪ :‬إن لم يكن مع الوارثة منهن ذكر من درجتها‪.‬‬
‫*‪ :2‬التعصيب بالغير‪ :‬إذا كان مع الوارثة ذكر من نفس درجتها‪ ،‬فللذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬
‫*‪ :3‬التعصيب مع الغير‪ :‬األخت (الشقيقة أو ألب) مع البنت أو بنت اإلبن أو معهما معا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوصيّة الواجبة (التنزيل)‪ :‬نص قانون األسرة الجزائري على توريث أوالد االبن وأوالد البنت مع وجود االبن من‬
‫جملة بقية الورثة بمسمى جديد سماه التنزيل حيث نص في المواد ‪ 169‬إلى ‪ 172‬على تنزيل أحفاد الميت ذكورا وإناثا‬
‫منزلة أصلهم في التركة بشروط‪-1 :‬أن ال تتجاوز هذه الحصة الثلث‪( .‬المادة ‪ 170‬من ق أ ج)‪.‬‬
‫‪-2‬أن ال يكون قد أوصى لهم أو أعطاهم في حياته هبة بمقدار الوصية‪( .‬المادة ‪ 171‬من ق أ ج)‪.‬‬
‫‪-3‬وأن ال يكون األحفاد قد ورثوا من أبيهم أو أمهم ما يعادل نصيب أبيهم من تركة أبيه‪( .‬المادة ‪ 172‬من ق أ ج)‪.‬‬
‫ويكون تقسيم نصيبهم وفقا لقاعدة للذكر مثل حظ االنثيين‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬معايير التفاوت في األنصبة‪ :‬جاء في القرآن الكريم قول هللا تعالى ﭽﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬

‫ﮛﭼ [النساء‪ ،]11:‬هذا التمييز ليس قاعدة عامة في كل حـاالت الميراث‪ ،‬وإنما هو فى حاالت خاصة ومحدودة‪. ،‬ألن‬
‫توزيع الميراث ال يرجع إلى معيار الذكورة واألنوثة فقط‪ ،‬إنما تحكمه ثالثة معايير‪:‬‬
‫أولها‪ :‬درجة القرابة‪ :‬بين الوارث ذك ارا كان أو أنثى وبين ال ُمو َّرث فكلما اقتربت الصلة‪ ،‬زاد النصيب فى الميراث‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬الوارث المقبل على الحياة‪ :‬أي المستقبل للحياة‪ ،‬والمستعد لتحمل أعبائها‪ ،‬يكون نصيبه فى الميراث أكبر من‬
‫نصيب من يستدبر الحياة‪ .‬بصرف النظر عن الذكورة واألنوثة للوارثين والوارثات ‪.‬‬
‫مثل‪ - :‬بنت المتوفى ترث أكثر من أمه ـ وكلتاهما أنثى‪.‬‬
‫‪ -‬ترث البنت أكثر من األب! حتى لو كانت رضيعة لم تدرك شكل أبيها ‪.‬‬
‫‪ -‬يرث االبن أكثر من األب ـ وكالهما من الذكور ‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬العبء المالى الذى يجب على الوارث تحمله تجاه اآلخرين‪ :‬وهذا هو المعيار الوحيد الذى يثمر تفاوتا ا بين الذكر‬
‫واألنثى‪ ،‬لكنه تفـاوت ال يفـضى إلى أى ظـلم لألنثى ألن الرجل من واجبه دفع المهر‪ ،‬ومطالب باإلنفاق‪ ،‬فمال الرجل عرضة‬
‫للنقصان‪ ،‬عكس مال المرأة موضع للزيادة‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬مسائل تطبيقية‪:‬‬
‫بين طريق ميراث كل وارث في المسائل اآلتية‪:‬‬

‫طريق ميراث كل وارث‬ ‫المسألة‬


‫الزوجة ترث بالفرض فقط والباقي لألب فيرث في هذه الحالة بالتعصيب فقط‬ ‫‪ -/1‬أب وزوجة‬
‫األم ترث بالفرض فقط والباقي لألبنين فيرثان في هذه الحالة بالتعصيب فقط‬ ‫‪ -/2‬أم وابنان‪.‬‬
‫الزوجة ترث بالفرض فقط والباقي للعم الشقيق فيرث في هذه الحالة بالتعصيب فقط‬ ‫‪ -/3‬زوجة وعم شقيق‬
‫يرثان بالتعصيب بالغير للذكر مثل حظ األنثيين‪( .‬الوارثة مع ذكر من نفس درجتها)‬ ‫‪ -/4‬أخ ألب وأخت ألب‬
‫بنتا االبن ترثان بالفرض (الثلثان) و لألخت الشقيقة الباقي عصبة مع الغير‪.‬‬ ‫‪ -/5‬بنتا ابن وشقيقة‪:‬‬

‫تقويم مفتوح‪:‬‬
‫س‪ )1‬اذكر طرق اإلرث‪ ،‬مع بيان معنى الفرض في اللغة واالصطالح‪.‬‬
‫س‪ )2‬اذكر الفروض الثابتة بالنص مع االستدالل لكل فرض‪.‬‬
‫س‪ )3‬ع ّرف التعصيب في اللغة واالصطالح‪.‬‬
‫س‪ )4‬اذكر أنواع الورثة من حيث اإلرث بالفرض فقط أو بالتعصيب فقط ‪.‬‬
‫س‪ )5‬من هم الورثة الذين يرثون بالفرض تارة‪ ،‬وبالتعصيب تارة أخرى وأحيانا قد يجمعون بينهما معا؟‬
‫الوحدة(‪ :)19‬الربا وأحكامه‬ ‫الميدان‪ :‬الفقه وأصوله‬
‫أوال‪ :‬تعريف الربا‪ :‬لغة‪ :‬الفضل والزيادة والنمو‪.‬‬
‫شرعا‪ :‬الزيادة في أحد البدلين‪ ،‬مما يجري فيه الربا‪ ،‬دون أن تقابل تلك الزيادة بعوض مشروط‪.‬‬
‫ثانيا حكمه ودليله‪ :‬ثبت تحريم الربا بالقرآن والسنة واإلجماع‪:‬‬

‫أ‪ -/‬من القرآن‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ [البقرة‪]275 :‬‬

‫آ ِكل َ الر َبا‪َ ،‬وم ْؤ ِكلَه‪َ ،‬و َكاتِ َبه‪َ ،‬و َ‬


‫شا ِه َد ْي ِه» [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫قال‪« :‬لَ َعنَ َرسول هللاِ‬ ‫ب‪ /‬من السنة‪ :‬عن جابر‬

‫ج‪ /‬من اإلجماع‪ :‬قال اإلمام النووي‪" :‬أجمع المسلمون على تحريم الربا" املجموع ‪487/9‬‬

‫ثالثا‪:‬الحكمة من تحريمه‪ :‬الربا محرم لما فيه من أضرار متنوعة‪:‬‬


‫أ‪-/‬من الجانب النفسي‪ :‬يولد في نفس المرابي األنانية والقساوة والجشع‪ ،‬وفي نفس الضعيف الكره والحقد‪...‬‬
‫ب‪ -/‬من الجانب االجتماعي‪ :‬يولد العداوة والبغضاء‪ ،‬كما يكرس الطبقية‪ ،‬ويقضي على روح العمل والتعاون والتضامن والتكافل‪.‬‬
‫ج‪ -/‬من الجانب االقتصادي‪ :‬لقد ثبت أن الربا عامل من عوامل التضخم وتكدس –تجمع‪ -‬الثروات بين فئة قليلة من الناس ال تكسب المال بالجهد‬
‫بل باستغالل حاجة الناس‪ ،‬ويقضي على اإلرادة وروح التنافس وهذا يؤدي إلى تعطيل المشاريع‪ ،‬حتى صار الربا وسيلة في يد الدول‬
‫االستعمارية‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬أنواع الربا‪ :‬الربا نوعان‪:‬‬
‫أ‪-‬ربا الديون‪ -/1 :‬تعريفه ومثاله‪ :‬لغة‪ :‬ال اد ْين هو القرض إلى األَجل‪.‬‬
‫شرعا‪ :‬الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين َ‬
‫نظير التأجيل‪ .‬يسمى ربا الجاهلية‪ ،‬ألنه كان منتشراً في الجاهلية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬قرض ‪ 1000‬دج بـ ‪ 1200‬دج بعد مدة‪.‬‬

‫في خطبة حجة الوداع‪« :‬إِنا ِر َبا ا ْل َجا ِهلِ اي ِة‬ ‫‪ -/2‬حكمه ودليله‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﭼ [آل عمران‪ .]130:‬وقوله‬

‫َم ْوضوع»[رواه مسلم]‪.‬‬

‫جر نف ًعا فهو ربا‪.‬‬


‫‪ -‬إجماع الفقهاء على تحريم الزيادة على المقترض في القرض‪ ،‬ووضعوا لذلك قاعدة‪ :‬كل ّ قرض ّ‬
‫‪ -/3‬علة تحريمه‪ :‬الزيادة المشروطة ‪-‬في قرض‪ -‬سواء كانت ماال أو منفعة‪.‬‬
‫ب‪-‬ربا البيوع‪ :‬وهو بيع األموال الربوية بعضها ببعض مع الزيادة ‪ ،‬أو تأخير القبض ‪.‬‬
‫واألموال التي يجري فيها الربا هي‪ :‬النقدان‪ :‬و هما الذهب والفضة ويقاس عليها كل ما توفرت فيه علة تحريم الربا من أوراق نقدية كالعمالت‬
‫المختلفة مثل الدينار والدرهم و الدوالر ‪ ....‬وكذلك المطعومات‪ :‬وهي القمح والشعير والتمر والملح‪ ،‬ويقاس عليها كل طعام توفرت فيه علة تحريم‬
‫الربا‪.‬‬
‫وربا البيوع نوعان‪ :‬أ‪ -/‬ربا الفضل‪ -/1 :‬تعريفه‪ :‬لغة‪ :‬الفضل هو الزيادة ‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬بيع مطعومين أو نقدين من جنس واحد مع زيادة أحد البدلين عن اآلخر‪.‬‬
‫‪ -/2‬أمثلة‪ :‬بيع قنطار قمح صلب بقنطارين قمح لين حاال‪ .‬أو بيع ‪10‬غ ذهب مسبوك بـ ‪20‬غ تبرا يدا بيد‪.‬‬
‫لح ِمثالا ِب ِم ٍ‬
‫ثل سوا اء‬ ‫لح ِبال ِم ِ‬
‫ش ِعي ِر والتَّم ُر ِبالتّم ِر وال ِم ُ‬
‫ش ِعي ُر ِبال َّ‬
‫ض ِة بالفضة والبُ ُّر ِبالبُ ِّر وال َّ‬
‫‪« :‬ال الذهب بالذهب وال ِف َّ‬ ‫‪ -/3‬حكمه ودليله‪ :‬حرام لقوله‬
‫بِسواء » [متفق عليه]‪.‬‬
‫‪ -/4‬علة تحريمه‪ :‬أ‪ -/‬في النقود‪ :‬هي مجرد الثمنية ( كونها ثمنا لألشياء) وتسمى (النقدية) مع وحدة الجنس‪ .‬كالذهب بالذهب‪ ،‬والفضة بالفضة‪،‬‬
‫والعمالت المختلفة بموطن الصدور‪ .‬أي كل العمالت المشتركة في موطن صدور واحد تعتبر جنسا واحدا‪.‬‬
‫ب‪ /‬في المطعومات‪ :‬هي اإلقتيات واإلدّخار مع وحدة الجنس‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬اإلقتيات معناه كل طعام يقتاته اإلنسان ويمكن ادخاره إلى األمد المبتغى دون أن يفسد‪ .‬فكل طعام مقتات و م ّدخر يحرم فيه ربا الفضل ولو‬
‫اختلف البدلين في الجودة والرداءة‪ ،‬وقد نبه الحديث بالبر والشعير على أصناف الحبوب المدخرة كالجلبان‬
‫والحمص والفصولياء والفول والعدس‪ ...‬ونبه بالتمر على جميع أنواع الحالوات المدخرة كالسكر والعسل والزبيب‪ ...‬ونبه بالملح على جميع‬
‫التوابل المدخرة إلصالح الطعام‪ ،..‬وهي كلها يجمعها االقتيات واالدخار‪.‬‬
‫ب‪ -/‬ربا النسيئة‪-/1 :‬تعريفه ومثاله‪ :‬لغة‪ :‬هو التأخير والتّأجيل‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬الزيادة المشروطة التي يأخذها البائع من المشتري مقابل التأجيل في دفع ثمن المبيع‪.‬‬
‫أمثلة‪ :‬بيع قنطار من قمح بقنطار ونصفه مؤجال‪ .‬أو بيع ‪ 100‬أورو بـ ‪ 20‬ألف د ج إلى أجل‪.‬‬
‫ش ْئتُ ْم‪ ،‬إِذا كان يداا‬
‫صنافُ ‪ ،‬ف ِبيعُوا ك ْيف ِ‬ ‫‪...« :‬يداا ِبي ٍد‪ ،‬فإِذا ْ‬
‫اختلفتْ ه ِذ ِه ْاأل ْ‬ ‫‪«:‬الر َبا فِي ال انسِ ي َئ ِة» رواه الشيخان وقوله‬ ‫‪ /2‬دليل تحريمه‪:‬قوله‬
‫بِي ٍد»‪.‬‬
‫‪ /3‬علة تحريمه‪:‬أ‪ -/‬في النقود‪ :‬هي الثمنية (النقدية) فقط‪ .‬بغض النظر عن الجنس (نقد بنقد؛ الزيادة إلى أجل حرام)‬
‫ب‪ -/‬في المطعومات‪ :‬هي الطعمية فقط‪(،‬طعام بطعام؛ الزيادة إلى أجل حرام) فكل مطعوم سواء كان ربويا أو غير ربوي و سواء كان متفقا في‬

‫جنسه أم مختلفا فال يصح التأخير فيه و يجب أن يكون يدا بيد_و يستثنى من ذلك األدوية_‬
‫الربوية‪ :‬الربا نوعان‪:‬‬
‫خامسا‪ /‬القواعد العا ّمة الستبعاد المعامالت ّ‬
‫القاعدة األولى‪ :‬إذا بيع الجنس الربوي بجنسه (ذ‪-‬ذ) (بر‪-‬بر) اشترط شرطان‪ :‬التماثل تجنباا لربا الفضل‪ ،‬والتقابض في المجلس تجنباا لربا النسيئة‪.‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬إذا بيع الجنس الربوي بغير جنسه (ذ‪-‬ف) (بر‪-‬تمر)؛ اشترط التقابض في المجلس فقط؛ تجنبا ا لربا النسيئة‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬إذا بيع طعام بنقد (ملح‪-‬ذ) جاز مطلقا‪ ،‬فال يشترط شيء و يرجع البيع إلى مبدأ الحرية‪.‬‬
‫سادسا‪ /‬تطبيقات‪ -/1 :‬ترجم القواعد السابقة في جدول‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬يكون من عمل التالميذ في شكل مجموعات‬
‫الملح‬ ‫التمر‬ ‫الشعير‬ ‫البر‬ ‫الفضة‬ ‫الذهب‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫م‪+‬ف‬ ‫الذهب‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫م‪+‬ف‬ ‫ف‬ ‫الفضة‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫م‪+‬ف‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫البر‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫م‪+‬ف‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫الشعير‬
‫ف‬ ‫م‪+‬ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫التمر‬
‫م‪+‬ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫الملح‬
‫ق‪ :3‬ح= يرجع البيع إلى مبدأ الحرية‪.‬‬ ‫ق‪ :2‬ف= الفورية‬ ‫ق‪ :1‬م ‪ +‬ف= المساواة مع الفورية‬
‫‪ -/2‬بين حكم المبادالت اآلتية مع التعليل‪.‬‬
‫التعليل‬ ‫حكمها‬ ‫المعاملة‬
‫لعدم وجود علة ربا الفضل (اختالف الجنس)‬ ‫يجوز‬ ‫بيع ‪500‬غ ذهب بــ ‪ 1000‬غ فضة حاال‪.‬‬
‫ألنه ربا الفضل لوجود العلة (وحدة الجنس‪ +‬النقدية)‬ ‫ال يجوز‬ ‫بيع‪ DA1200‬ورقية بـ ‪ DA1000‬معدنية حاال‪.‬‬
‫لعدم وجود علة ربا الفضل (غياب االقتيات واالدخار)‬ ‫يجوز‬ ‫بيـع ‪10‬كلغ من البرتـقال الجيد بـ ‪12‬كلغ من جنسه حاال‬
‫ربا الفضل لوجود العلة (االقتيات‪+‬االدخار‪ +‬وحدة الجنس)‬ ‫ال يجوز‬ ‫بيـع ‪12‬ق ذرة أبيض بـ ‪ 20:‬ق ذرة أصفر‪.‬‬
‫لعدم وجود علة ربا النسيئة (الثمنية)‬ ‫يجوز‬ ‫بيع ‪ 20‬غ فضة بـ ‪ 100‬غ بالكيور إلى أجل‬
‫ألنه ربا النسيئة لوجود العلة (الثمنية)‬ ‫ال يجوز‬ ‫بيـع ‪500‬غ فضة بـ ‪600‬غ من الفضة بعد شهر ‪.‬‬
‫لعدم وجود الفضل (الزيادة) والتأخير‬ ‫يجوز‬ ‫بيع ‪1500‬غ ذ بـ ‪1500:‬غ ذ يدا بيد‬
‫لعدم وجود علة ربا الفضل (اختالف الجنس)‬ ‫يجوز‬ ‫بيـع ‪ € 15000‬بـ ‪ DA 1000 :‬حاال‪.‬‬
‫ألنه ليس من األموال الربوية‬ ‫يجوز‬ ‫بيع هاتف ‪ Condor‬بـ هاتفين‪ALG‬‬
‫ألنه ربا النسيئة لوجود العلة (الطعمية)‬ ‫ال يجوز‬ ‫بيـع ‪12‬ق أرز صيّفا ً بـ ‪ 20:‬ق ذرة شـتاءاً‪.‬‬
‫ربا الفضل لوجود العلة (وحدة الجنس‪ +‬االقتياتواالدخار)‬ ‫ال يجوز‬ ‫بيع كلغ زبيب أصفر بـ كلغ و½ من الزبيب البني حاال‬
‫أقرض من بنك ‪ 5‬مليون دج لشرء سكن على أن يردها‬
‫ألنه ربا الديون الشتراط الزيادة في الدين‬ ‫ال يجوز‬
‫بعد ‪ 5‬سنوات بشرط زيادة قدرها ‪%10‬‬
‫الوحدة(‪ :)20‬من أحكام األسرة في االسالم ( النّسب – التّبني – الكفالة)‬ ‫الميدان‪ :‬الفقه وأصوله‬
‫أوال‪ -‬ال ّنسب‪ -/1 :‬تعريفه‪ :‬لغة‪ :‬القرابة وااللتحاق‪ .‬اصطالحا‪ : :‬إلحاق الولد ذكرا كان أو أنثى بوالده‪.‬‬
‫‪ -/2‬أهمية ال ّنسب‪:‬‬
‫➢ حفظ النسل واألعراض و األموال‪.‬‬
‫➢ إعطاء الحقوق ألهلها كحق الميراث‪.‬‬
‫➢ معرفة المحرمات من النساء‪.‬‬
‫‪ -/3‬سبب ال ّنسب‪ :‬هو الزواح‪ :‬سواء كان صحيحا أم فاسدا أونكاح شبهة بشروط‪.‬‬
‫فالصحيح‪ :‬ما كان بعقد مستوفي األركان والشروط‪ ،‬فحمل المرأة ووضعها لمولود من زوجها‪ ،‬ينسب الولد مباشرة ألبيه لقوله ﷺ‪« :‬‬ ‫▪‬
‫اش َو ِل ْل َعاه ِِر ا ْل َح َجر» [البخاري]‪ .‬العاهر ‪ :‬الزاني – الحجر ‪ :‬الخيبة و الخذالن‪.‬‬
‫ا ْل َولَد ِل ْلف َِر ِ‬
‫الفاسد ونكاح الشبهة‪ :‬كالذي اختل فيه شرط من شروط صحته‪ ،‬كالزواج من غير شهود‪ ،‬أوفيه شبهة‪.‬‬ ‫▪‬
‫‪ -/4‬طرق إثبات النسب‪:‬‬
‫اإلقرار‪ :‬وهو اإلعتراف المطابق للعقل والواقع بنسب الولد‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬الب َينة الشرعية‪ :‬والمراد بالب ّينة هي الدالئل والحجج التي تؤكد وجود واقعة مادية وجودا حقيقيا وتشمل ما يلي ‪:‬‬
‫ب‪ /1‬وثيقة عقد الزواج‪ :‬و هي وثيقة رسمية تثبت صحة العالقة الشرعية بين الرجل و المرأة‪.‬‬
‫ب‪ /2‬الشهود‪ :‬و هي شهادة رجلين أو رجل و امرأتين‪ ،‬على نسب الولد‪.‬‬
‫ب‪ /3‬البصمة الوراثية عند النزاع (‪ :(ADN‬هي التركيب الوراثي المشتمل على مورثات منقولة من األصول إلى الفروع‪ ،‬محدَ دة للهوية‬
‫الخاصة بالكائن الحي‪ ،‬عبر منحه صفاته وخصائصه‪ ،‬وتعد قرينة حديثة إلثبات النسب في حاالت استثنائية كالتنازع واالشتباه والضياع‪،‬‬
‫ويجوز العمل بها بدليل المصالح المرسلة‪.‬‬
‫‪-/5‬حقوق الطفل مجهول ال ّنسب‪ :‬مجهول النسب‪ :‬هو كل طفل ال يعرف نسبه من أبيه‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون ابن زنا‪ ،‬فقد تكون الكوارث‬

‫الطبيعية من زالزل وبراكين وفيضانات وحروب‪ ،‬وراء ذلك‪ ،‬ولم تجرم الشريعة مجهول النسب‪ ،‬أوتح َمله المسؤولية‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯟ ﯠ‬

‫ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﭼ [فاطر‪ ]18:‬بل وقفت إلى جانبه وضمنت له حقوقا منها‪:‬‬

‫أ ‪ -‬الحرص على إثبات هويته وإعطائه إسما‪ :‬وذلك بإلحاق المولود بنسب أبيه‪ ،‬ﷺ‪« :‬ا ْل َولَد لِ ْلف َِر ِ‬
‫اش» [البخاري]‪ .‬وإعطائهم أسماء‬
‫يدمجون بها في المجتمع‪.‬‬

‫ب ـ األخوة في ال َدين‪ :‬لقوله تعالى‪ :‬ﭽﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ [األحزاب‪]05:‬‬

‫ج ــ المواالة‪ :‬أي لهم حق التناصر والرعاية كالحضانة والنفقة وضمان العيش الكريم وعدم اإلساءة إليهم‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﭽﮞ ﮟ ﮠ‬

‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ [األحزاب‪]05:‬‬

‫د ‪ -‬الوصية له‪ :‬في حدود الثلث وكذلك الهبة إلعانتهم‪ ،‬وهي من الحلول المادية‪ ،‬وهذا من صور عناية اإلسالم بهذه الفئة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ال ّتبني‪:‬‬
‫‪ -/1‬تعريفه‪ :‬لغة‪ :‬ا ّدعاء البن َوة‪ .‬اصطالحا‪ :‬أن يتخذ اإلنسان ولد غيره ابنا له فيجعله كاالبن المولود له‪.‬‬
‫‪ -/2‬حكمه ودليله حرم اإلسالم التبني وأبطله بعد أن كان سائدا في الجاهلية و صدر اإلسالم‪ ،‬و قد تبنى النبي (ﷺ) قبل النبوة زيد بن حارثة‬

‫ثم أرجعه إلى نسب أبيه بعد التحريم‪ .‬لقوله تعالى‪ :‬ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﭼ [األحزاب‪ .]05:‬وقال ﷺ‪َ « :‬من َ‬
‫اداعى إِلَى َغ ْي ِر أ ِبي ِه‬

‫َوه َو َي ْعلَم أ انه َغ ْير أ ِبي ِه َف َ‬


‫الج انة َعلَي ِه َحرام » [متفق عليه]‪.‬‬
‫‪ -/3‬الحكمة من تحريمه‪:‬‬
‫الحفاظ على األعراض وعدم ضياع واختالط األنساب‪.‬‬ ‫•‬
‫والرحم المحرم ‪.‬‬
‫للحفاظ على الروابط األسرية القائمة على الدّم ّ‬ ‫•‬
‫تحقيق العدل والبعد عن الكذب و الزور ‪.‬‬ ‫•‬
‫التبني مفسدة اجتماعية وأخالقية للمتبني و المتبنى‪ ،‬فهو ذريعة للزنا واإلعتداء على الحقوق وسبب للعداوة والبغضاء‪.‬‬ ‫•‬
‫ضمان حقوق األفراد في الميراث‪.‬‬ ‫•‬
‫رعاية حدود الحالل والحرام في اإلسالم‪.‬‬ ‫•‬
‫ضم‪ .‬اصطالحا‪ : :‬االلتزام بالقيام على شؤون المكفول وتربيته ورعايته حسيا (بالنفقة) ومعنويا‬
‫ثالثا‪ -‬الكفالة‪ -/1 :‬تعريفها‪ :‬لغة‪ :‬االلتزام و ال ّ‬
‫(بالحضانة)‪.‬‬

‫‪ -/2‬حكمها ودليله الكفالة مستحبة في حق كل قادر عليها‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﭽﯷ ﯸﯹ ﭼ [آل عمران ‪ .]37‬وقال ﷺ‪« :‬أ َنا َو َكافِل ا ْل َيت ِ‬
‫ِيم فِي‬ ‫َ‬

‫س ابا َب ِة َوا ْلو ْس َطى‪َ ،‬و َف ار َج َب ْي َنه َما َ‬


‫ش ْي ًئا» [رواه أحمد]‪.‬‬ ‫ار بال ا‬
‫ش َ‬‫ا ْل َج ان ِة َه َك َذا‪َ ،‬وأَ َ‬
‫‪ -/3‬الحكمة من تشريعها‪:‬‬
‫✓ حماية األطفال من الضياع والتشرد والهالك‪.‬‬
‫✓ ضمان حياة نفسية واجتماعية كريمة وسليمة للمتكفل به بعيدا االنحراف و الجريمة والفساد‪.‬‬
‫✓ قديم البديل الشرعي والعملي في مقابل تحريم التبني‪.‬‬
‫✓ من أعظم أبواب الخير التي حث عليها اإلسالم‪.‬‬
‫✓ حل مشكلة العقم لدى بعض األسر وإشباع دافع األمومة وغريزة األبوة‬
‫✓ هي مظهر من مظاهر التكافل و التراحم بين المسلمين‪.‬‬
‫ضاع ما‬ ‫مالحظة‪ :‬تجنبا للحرج الشرعي شرع اإلسالم إرضاع الطفل المكفول قبل بلوغ سنتين حتىى يصير محرما لقوله ﷺ‪َ « :‬ي ْحرم مِنَ ا‬
‫الر ِ‬
‫ب» [متفق عليه]‪.‬‬ ‫َي ْحرم مِن ال ان َ‬
‫س ِ‬
‫تقويم مرحلي‪ :‬س‪ )1‬ما هي وسائل إثبات النسب؟‬
‫س‪ )2‬هل يجوز العمل بالبصمة الوراثية في إثبات النسب؟ وما دليلك؟ طبق شروط الدليل على هذه المسألة‪.‬‬
‫س‪ )3‬هل تحريم التبني يعني إهمال اليتيم ومجهول ال ّنسب؟ وما هو الحل الذي جاءت به الشريعة اإلسالمية؟‬
‫الجواب‪ :‬ج‪ )1‬وسائل إثبات النسب هي‪ :‬أ‪ /‬الوسائل المنشئة لل َنسب وتسمى باألسباب‪ ،‬ولل َنسب سبب واحد وهو‪ :‬الزواج‪ ،‬وال ينحصر في ا َ‬
‫لزواج‬
‫صحيح فقط‪ ،‬بل يثبت أيضا بال َزواج الفاسد ونكاح ال َ‬
‫شبهة بشروط‬ ‫ال َ‬
‫ب‪ /‬الوسائل المثبة للنسب في حال النزاع وتسمى بالطرق المثبتة له‪ ،‬وتشمل‪ :‬اإلقرار والب َينة الشرعية (وثيقة عقد الزواج والشهود وكذلك‬
‫البصمة الوراثية عند النزاع)‪.‬‬
‫ج‪ )2‬نعم يجوز العمل بالبصمة الوراثية في إثبات النسب بدليل المصلحة المرسلة‪.‬‬
‫العمل بالبصمة الوراثية واقعة ال نص فيها وال إجماع؛ وفيها مصلحة حفظ حقوق األزواج (نسبهم وأموالهم وأعراضهم‪ ،)...‬وهذه المصلحة‬
‫مالئمة لمقاصد الشريعة (حفظ الدين والنفس والنسل والعرض والمال)‪ ،‬وكذلك مصلحة تعم جميع األزواج ‪ ،‬وهي حقيقة بالنظر لما توصل إليه‬
‫العلم الحديث‪.‬‬

‫ج‪ )3‬تحريم التبني ال يعني إهمال اليتيم ومجهول ال ّنسب‪ ،‬فلم تجرم الشريعة مجهول النسب‪ ،‬ولم تح َمله المسؤولية‪ ،‬قال تعالى ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬

‫ﯣﯤ ﭼ [فاطر‪ ]18:‬بل وقفت إلى جانبه وضمنت له حقوقا منها إثبات هويته وإعطائه إسما‪ ،‬واألخوة في الدَين والمواالة‪ :‬ﭽﮞ ﮟ ﮠ‬

‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ [األحزاب‪ ]05:‬والوصية له‪.‬‬

‫‪-‬الحل الذي جاءت به الشريعة اإلسالمية هو تشريع الكفالة‪.‬‬


‫الوحدة‪ :‬الحرية الشخصية ومدى ارتباطها بحقوق اآلخرين‪.‬‬ ‫امليدان‪ :‬القرآن الكريم و الحديث الشريف‬
‫اب‬‫ص َ‬ ‫سفِي َنة‪َ ،‬فأ َ‬ ‫اس َت َهموا َعلَى َ‬ ‫الواق ِِع فِي َها‪َ ،‬ك َم َث ِل َق ْوم ْ‬
‫عن الن ْع َمان ْبن َبشِ ير َرضِ َي هللا َع ْنه َما‪َ ،‬ع ِن ال انبِي ‪َ ‬قالَ‪َ  :‬م َثل ال َقائ ِِم َعلَى حدو ِد هللا َو َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫اس َت َق ْوا مِنَ المَاءِ َمروا َعلَى َمنْ ف ْوقه ْم‪ ،‬فقالوا‪ :‬لَ ْو أ انا َخ َرق َنا فِي َنصِ ي ِب َنا َخ ْرقا َولَ ْم‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َب ْعضه ْم أَ ْعالَهَا َو َب ْعضه ْم أَ ْس َفلَ َها‪َ ،‬ف َكانَ الاذِينَ فِي أَ ْس َفلِ َها إِ َذا ْ‬
‫ن ْؤ ِذ َمنْ َف ْو َق َنا‪َ ،‬فإِنْ َي ْتركوه ْم َو َما أَ َرادوا َهلَكوا َجمِي ًعا‪َ ،‬وإِنْ أَ َخذوا َعلَى أَ ْيدِي ِه ْم َن َج ْوا‪َ ،‬و َن َج ْوا َجمِي ًعا ‪[ ‬أخرجه مسلم]‬
‫صحابي راوي الحديث‪:‬‬ ‫أوال ال ّتعريف بال ّ‬
‫مروياته‪ 114 :‬حديثا‪.‬‬ ‫اسمه ونسبه‪ :‬ال ّنعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي األنصاري وكنيته أبي عبد هللا‪.‬‬
‫وفاته‪ :‬سنة ‪ 65‬هـ‪.‬‬ ‫مناقبه‪ :‬هو أول مولود لألنصار‪ ،‬ولد بعد ‪ 04‬أشهر من الهجرة‪ ،‬كان شاعرا وخطي ًبا‪ ،‬وواليا على الكوفة ثم حمص‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شرح المفردات‪:‬‬
‫المتوقف عندها‪ ،‬اآلمر بالمعروف والناهي عن المنكر‪ .‬حدود هللا‪ :‬المحرمات الواقع فيها‪ :‬العاصي المرتكب للمحرمات‪.‬‬ ‫القائم‪:‬‬
‫ثقبنا في السفينة‪ .‬نصيبنا‪ :‬جزءنا وحقنا‬ ‫خرقنا‪:‬‬ ‫إستهموا‪ :‬اقترعوا فيما بينهم‪ .‬استقوا‪ :‬أرادوا سقي الماء للشرب‪.‬‬
‫منعوهم‪.‬‬ ‫أخذوا على أيديهم‬ ‫من الهالك وتعني الفناء‬ ‫هلكوا‪:‬‬
‫الي للحديث‪ :‬شبه النبي ‪ ‬حال صنفين من ال ّناس في المجتمع (القائم على حدود هللا ووالواقع فيها) بركاب السفينة‪ ،‬بعضهم‬ ‫ثالثا‪:‬المعنى اإلجم ّ‬
‫في أسفلها وبعضهم في أعالها‪ ،‬فلو ترك من هم في األسفل أحرارا في ثقبهم للسفينة لهلك الجميع‪ ،‬أ ّما إن منعوهم نجوا جميعا‪ ،‬وفي ذلك‬
‫بيان ألهمية األمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو صمام أمان المجتمع‪ ،‬والتهاون فيه هو سبب انهيار األمم والحضارات‪ ،‬وعليه وجب‬
‫األخذ بيد المقبلين على فعل المنكر وإنقاذهم من الهالك وهالك أمتهم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اإليضاح والتحليل‪:‬‬
‫التعرض لإلجبار أو الضغط من أي جهة خارج ّية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫دون‬ ‫بنفسه‬ ‫خياراته‬ ‫وتحديد‬ ‫قراراته‬ ‫خاذ‬ ‫ّ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫على‬ ‫الفرد‬ ‫قدرة‬ ‫هي‬ ‫‪:‬‬ ‫الشخصية‬ ‫‪ -1‬مفهوم الحرية‬
‫‪ -2‬ضوابطها‪ :‬يحافظ اإلسالم على حرية كل فرد ولكن في نفس الوقت يمنع المساس بحرية اآلخرين‪ ،‬فحرية اإلنسان في اإلسالم تنتهي حيث‬
‫تبدأ حرية اآلخرين‪ ،‬فال يصح للفرد أن يدعي الحرية بفعل ما يشاء متى شاء وكيفما شاء دون مراعاة ألخالقيات وآداب المجتمع كمن يفتح‬
‫نافذة في جدار بيته‪ ،‬ليتطلع على عورات جاره‪ ،‬أو التدخين في األماكن العامة‪ ،...‬ولذلك وضع اإلسالم جملة من الضوابط للحرية نذكر منها‪:‬‬
‫✓ عدم مخالفة الشرع‪ :‬بعدم التعدّ ي على ثوابت الدين بالمجاهرة بالفواحش والعمل على نشرها بحجة االنفتاح والتحرر الفكري‪.‬‬
‫✓ أالّ تلحق ضررا باآلخرين‪ :‬كجرح مشاعرهم‪.‬‬
‫✓ أالّ تخل بالنظام العام واآلداب العامة‪ :‬كعدم المجاهرة باألفعال السيئة‪.‬‬
‫✓ أن ترتبط بالمسؤولية‪ :‬فاإلنسان مسئول عن نفسه وخياراته وعليه تح ّمل عواقب ما يصدر عنه‪.‬‬
‫‪ -3‬مسؤوليّة تغيير المنكر‪ :‬أوجب اإلسالم األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﭽﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﮠﮡ ﭼ[آل عمران‪ ،]104:‬وألنه ميزة هذه األمة لقوله تعالى‪ :‬ﭽﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ﭨ ﭩﭪ ﭼ [آل عمران‪ .]110:‬فتغيير المنكر مسؤولية الجميع‪ ،‬ك ّل حسب موقعه وقدرته؛ فإذا ترك النهي عن المنكر انتشر الفساد وشاعت‬
‫المعصية والفجور‪ ،‬وعندها يستحق الجميع غضب هللا‪ ،‬قال تعالى‪:‬ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﭼ [المائدة‪.]79/78 :‬‬
‫‪ -4‬مراتب تغيير المنكر‪ :‬إن تغيير المنكر في اإلسالم يكون حسب استطاعة الشخص ومكانته لقوله ‪َ « :‬منْ َرأَى ِم ْنك ْم م ْن َك ًرا َف ْلي َغي ْره ِب َي ِد ِه‪َ ،‬فإِنْ‬
‫ض َعف ْاإلي َما ِن» [رواه مسلم]‪ .‬ومن الحديث نستنتج أن لتغيير المنكر ثالث مراتب‪:‬‬ ‫ِسانِهِ‪َ ،‬فإِنْ لَ ْم َي ْس َتطِ ْع َف ِب َق ْل ِب ِه‪َ ،‬و َذلِ َك أَ ْ‬
‫لَ ْم َي ْس َتطِ ْع َف ِبل َ‬
‫أ‪ /‬تغيير المنكر باليد‪ :‬أي بالقوة وهذا ُمخ َّول للحاكم وللهيئات المختصة بذلك‪.‬‬
‫ب‪ /‬تغيير المنكر باللّسان‪ :‬بالموعظة الحسنة والكالم الطيب‪ ،‬واألقدر على هذا هم العلماء‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﭼ[طه‪.]44:‬‬

‫ج‪ /‬تغيير المنكر القلب‪ :‬بمقت المنكر وعدم الرضا به‪ ،‬وهذه الرتبة يقدر عليها كل مسلم‪ ،‬وأدنى درجات هذه الرتبة اعتزال المنكر واالبتعاد عنه‪.‬‬
‫‪ -5‬من شروط األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ :‬مايلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن يكون متفقا عليه على أنه منكر غير مختلف فيه‪.‬‬
‫سس والبحث‪.‬‬ ‫ب‪ .‬أن يكون ظاهرا وليس عن طريق التج ّ‬
‫ج‪ .‬أن ال يؤدي إلى منكر أش ّد منه‪.‬‬
‫د‪ .‬أن يكون اآلمر أهال لذلك وقدوة‪.‬‬
‫والفوائد‪:‬‬ ‫خامسا‪ -‬األحكام‬
‫‪ -‬بيان دوراألمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته‪.‬‬ ‫‪ -‬وجوب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ -‬المصلحة العامة مقدا َمة على المصلحة الخاصة‪.‬‬ ‫‪ -‬استحباب ضرب األمثال للتربية والتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬بيان أهمية التشبيه التمثيلي (التمثيل بالسفينة) في التربية والتعليم‪.‬‬ ‫‪ -‬جواز االقتراع عند الحاجة‪.‬‬
‫تقويم‪ :‬س‪/1‬أذكر مراتب تغيير المنكر‪ ،‬مع ذكر الدليل‪.‬‬
‫الجواب‪ /:‬مراتب تغيير المنكرهي‪ :‬أ‪ /‬تغيير المنكر باليد(بالقوة وهذا م َخ اول للحاكم وللهيئات المختصة بذلك) ب‪ /‬تغيير المنكر‬
‫باللّسان(بالموعظة الحسنة والكالم الطيب‪ ،‬واألقدر على هذا هم العلماء)‪.‬ج‪ /‬تغيير المنكر القلب( َمقت المنكر وعدم الرضا به‪ ،‬وهذه الرتبة يقدر‬
‫ِسا ِنهِ‪َ ،‬فإِنْ لَ ْم َي ْس َتطِ ْع َف ِب َق ْل ِب ِه‪َ ،‬و َذلِ َك أَ ْ‬
‫ض َعف ْاإلي َما ِن»‬ ‫عليها كل مسلم) الدليل‪ :‬قوله ‪َ « :‬منْ َرأَى ِم ْنك ْم م ْن َك ًرا َف ْلي َغي ْره ِب َي ِد ِه‪َ ،‬فإِنْ لَ ْم َي ْس َتطِ ْع َف ِبل َ‬
‫[رواه مسلم]‪.‬‬
‫تمت وحدات السنة الثالثة ثانوي لسنة ‪ 2021/2020‬بحمد هللا وتوفيقه وامتنانه‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬الفقير والمحتاج إلى دعائكم‬

You might also like