Professional Documents
Culture Documents
لفضيلة الشيخ
عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري
-حفظه الله -
اعتنى به :
أبو جويرية عفا الله عنه وغفر له
ذنبه وستر له عيبه
الحميد ل رب العالميين والعاقبية للمتقيين وأشهيد أن ل إله إل ال وحده ل شرييك له ،قيوم السيماوات والراضيين
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه المين صلى ال عليه وسلم وعيلى آله وصحبه الطيييبييين اليطياهييرين .
أما بعييد :
1
فهذا مختصر ضمنته شرحاً لما استدل به إمام الدعوة المباركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه ال على شروط
ل إله إل ال ،وسميته " تيسير الله بشرح أدلة شروط ل إله إل ال " .
منهج التأليف
أولً :قمت بكتابة شروط ل إله إل ال ،وأتبعت كل شرط بدليله ،مع المحافظة على لفظ المصنف .
ثانياً :عزوت اليات القرآنية التي استدل بها المصنف إلى مواضعها من السور كما قمت بتخريج أحاديثه.
ثالثاً :تقصدت في شرحي للدلة النقول عن أهل العلم فجعلتها جُل الشرح لسباب كثيرة منها :
أولً :إعترافيي الصيريح لهيل السيابقة مين علماء السيلم والئمية بالفضيل الجزييل عليّي يحفزنيي على ذلك قوله
صلى ال عليه وسلم (:ل يشكر ال من ل يشكر الناس ).
ثانياً :السييهام فييي دعوة شباب السييلم المتطلعييين إلى سييبل الرشاد والسييتقامة والمتحمسييين لسييبل الصييلح
والصيلح إلى أن ينهلوا مين كتيب علماء السيلم الذيين بنيو فقههيم على الكتاب والسينيّية وتربوا عليهميا ول يغتروا
ببريق الكتب الفكرية المعاصرة ،فإن غالبها مبني على الجهل بحقائق الدين أصولً وفروعاً .
ثالثاً :لعلي أعطييت دليلً قاطعيا ً على أن أئمية السيلم كشييخ السيلم ابين تيميية ومين قبله المام أحميد ومين جاء
بعدهما مثل شيخ السلم محمد بن عبد الوهاب و العلماء المعاصرين مثل ابن سعدي هم خير من يشرح ل إله إل
ال ،ويعرّفون الناس حقيقتهيا والعميل بمقتضاهيا وأن مين ادّعيى ذلك فيي أرباب الكتيب الفكريية قيد أبعيد النُييجعة
وأعظم الفرية ،ووجه سهما من السم بمقالته تلك بالتهوين من شأن أئمة الدعوة السلفية ودعا المة عامة والشباب
خاصية إلى النحراف عين منهيج السيلف وركوب البدع وميا أحسين ميا قاله أبيو عثمان النيسيابوري – رحميه ال –
ل نطق بالبدعة . ل وفع ً
ل وفعلً نطق بالحكمة ومن أمّر الهوى على نفسه قو ًمن أمّر السنيّية على نفسه قو ً
وصلى ال وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كــتبـــــــــــــــــــــــه :
المدرس الفقيــر إلى الله
بالجامعـة السـلمية بالمدينـة النبويـة [سـابقا ] حرسـها الله وبارك فيهـا وفـي مشائخهـا
وعلمائها دعاة الحق على نور من الله وبصيرة .
2
[[ الـشــرط الول :العلم بمعناها نفيا واثباتا .
•ودليل العلم قوله تعالى { :فاعلم أ نه ل إله إل ال } .)(1وقوله { إل من ش هد
بالحق وهم يعلمون } .)(2أي بل إله إل ال .
{ وهم يعلمون } بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
•ومن السنـَـة :الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي ال عنه قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من مات وهو يعلم أنه ل إله إل ال
دخل الجنة ) ]] .)(3
قال ابن سعدي رحمه ال " :العلم لبد فيه من إقرار القلب ،بمعنى ما طلب منه علمه ،وتمامه ،
أن يعمل بمقتضاه .وهذا العلم ،الذي أمر ال به – وهو العلم بتوحييد ال – فرض عين على كل
مسلم ،ل يسقط عن أحد ،كائنا من كان ،بل كل مضطر إلى ذلك .والطريق إلى العلم بأنه ل إله
إل ال ،أمور :
3
أحــدهــما :بل أعظمهما -:تدبير أسمائه وصفاته ،وأفعاله الدالة على كماله ،وعظمته ،وجلله
،فإنهيا توجيب بذل الجهيد فيي التأله له ،والتعبيد للرب الكاميل ،الذي له كيل حميد ومجيد ،وجلل
وجمال .
الـثـانـي :العلم بأنه تعالى هو المنفرد بالخلق والتدبير ،فيعلم بذلك أنه المنفرد باللوهية .
الــثـالث :العلم بأنيه المنفرد بالنعيم الظاهرة والباطنية ،الدينيية والدنيويية .فإن ذلك ،يوجيب تعلق
القلب به ،ومحبته ،والتأله له وحده ل شريك له.
الـرابــع :ما نراه ونسمعه ،من الثواب لولوية القائمين بتوحيده ،من النصر ،والنعم العاجلة ،
ومن عقوبته لعدائه المشركين به ،فإن هذا ،داع إلى العلم ،بأنه تعالى وحده ،المستحق للعبادة
كلها .
الخامس :معرفة أوصاف الوثان والنداد ،التي عبدت مع ال ،واتخذت آلهة ،وأنها ناقصة من
جميع الوجوه ،فقيرة بالذات ،ل تملك لنفسها ول لعابدها ،نفعًا ول ضراً ،ول موتاً ،ول حياةً ،
ول نشوراً ،ول ينصرون من عبدهم ،ول ينفعونهم بمثيقال ذرة ،من جلب خير ،أو دفع شر ،
فإن العلم بذلك ،يوجب العلم ،بأنه ل إله إل ال ،وبطلن إلهية ما سواه.
الـسـادس :اتفاق كتب ال على ذلك وتواطؤها عليه .
الــسـابــع :أن خواص الخلق ،الذيين هيم أكميل الخليقة أخلقاً وعقولً ،ورأييا ،وصيواباً ،وعلميا
– وهم الرسل والنبياء والعلماء الربانيون – قييد شهدوا ل بذلك.
الــثـامـن :ميا أقاميه ال مين الدلة الفقيية والنفسيية ،التيي تدل على التوحييد أعظيم دللة ،تنادي
عليه بلسان حالها ،بما أودعها من لطف صنعته ،وبديع حكمته ،وغرائب خلقه ،فهذه الطرق ،
التي أكثر ال من دعوة الخلق بها ،إلى أنه ل إله إل ال ،وأبداها في كتاب ،وأعادها ،عند تأمل
العبد في بعضها ،لبد أن يكون عنده يقين ،وعلم بذلك ،فكيف ،إذا اجتمعت وتواطأت ،واتفقت
،وفامت أدلة للتوحيد من كل جانب .
فهناك يرسخ اليمان والعلم بذلك ،في قلب العبد ،بحيث يكون كالجبال الرواسي ل تزلزله الشبه
والخيالت ،ول يزداد – على تكرار الباطل والشبه – إل نموا وكمالً.
هييذا ،وان نظرت إلى الدليل العظيم ،والمر الكبير – وهو تدبر هذا القرآن العظيم والتأمل في
آياته فإنه الباب العظم إلى العلم بالتوحيد ويحصل به من تفاصيله وجمله ما ل يحصيييييييييل في
غيره " .أهي()2
أولً :وجوب العلم بمعنيى ل إله إل ال نفيًا وإثباتاً وقيييد ذكيير الشييخ رحميه ال الطرق الموصيلة
إلى هيذا العلم .
ثانيـــاً :فييي أمره صييلى ال عليييه وسييلم بالسييتغفار للمؤمنييين والمؤمنات شمول للعصيياة ميين
المسلمين.
قال المام أحمييد :وميين مات ميين أهييل القبلة موحداً يصييلي عليييه ويسييتغفر له ول يحجييب عنييه
1
الستغفار ول تترك الصلة عليه لذنب أذنبه – صغيراً كان أو كبيراً – أمره إلى ال تعالى
قـلـت - :هيذا هو ما أجمع عليه أهل السنيّية فيمن مات على كبيرة من أهل التوحيد.
ثـالـثـاً :إحاطة علم ال بأعمال العباد ومجازاتهم عليها .
4
قال ابن كثير رحمه ال " :هييذا استثناء منقطع أي لكن من شهد بالحق على بصيرة وعلم فإنه
2
تنفع شفاعته عنده بإذنه ليه " ا.هي
قــولــه (( :أي بل إله إل ال ))
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي " :أي نطق بلسانه مقرا بقلبه عالما بما يشهد به ويشترط أن
يكون شهادته بالحق وهي الشهادة ل تعالى بالوحدانية ولرسله بالنبوة والرسالة وصحة ما جاءوا
3
به من أصول الدين وفروعه وحقائقه وشرائعه "
قــولــه :في (( الصحيح )) :أي في صحيح مسلم .
قــــولــه (( :مــن مات وهــو يعلم ...الخ )) :قال النووي مبوباً عليييه فييي كتاب اليمان " :باب
الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً " .
قــلـت - :اتفيق صيحة اسيتشهاد المصينف واسيتنباط النووي مين لفيظ الحدييث ،وفيي معناه أحادييث
كثيرة منها:
أول ً :ميا رواه الشيخان عين عبادة بين الصيامت رضيي ال عنيه قال :قال رسيول ال صيلى ال
عليه وسلم ( :من شهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى
عبيد ال ورسيوله وكلمتيه ألقاهيا إلى مرييم وروح منيه والجنية حيق والنار حيق أدخله ال الجنية على
4
ما كان من العمل "
ثـانـيـا ً :ما رواه مسلم عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ":من لقي ال ل يشرك
به شيئا دخل الجنة ،ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار" .5
الشرط الثاني
[[ الشرط الثاني :اليقين وهو كمال العلم بها المنافي للشك والريب .
ودليـل اليقيـن :قوله تعالى { إنمـا المؤمنون الذيـن آمنوا بال ورسـوله ثـم لم
يرتابوا وجاهدوا بأموالهـم وأنفسـهم فـي سـبيل ال أولئك هـم الصـادقون } .)(1
5
فاشترط فـي صـدق إيمانهـم بال ورسـوله كونهـم لم يرتابوا ،أي لم يشكوا فأمـا
المرتاب فهو من المنافقين .
ومن السنـَـة :الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي ال عنه قال
:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( أشهد أن ل إله إل ال وأني رسول ال
ل يلقي ال بهما عبد غير شاك فيهما إل دخل الجنة ).)(2
وفي رواية( ل يلقي ال بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة ).)(3
وعن أبي هريرة أيضا من حديث طويل( من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن
]] . )(4
ل إله إل ال مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة)
( )2مسلم كتاب اليمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا.
( )3المصدر نفسه .
( )4المصدر نفسه .
( )1البخاري مواقيت الصلة باب ( منيبين إليه واتقوه و أقيموا الصلة ول تكونوا من المشركين) .مسلم كتاب اليمان :باب المر
باليمان بال تعالى ورسوله صلى ال عليه وسلم وشرائع الدين والدعاء إليه والسؤال عنه وحفظه وتبليغه من لم يبلغه
6
وذو التميييير بتمره ،قال مجاهييييد وذو النواة بنواه قلت :ومييييا كانوا يصيييينعون بالنوى قال كانوا
يمصونه ويشربون عليه الماء ،قال فدعا عليها حتى مل القوم أزودتهم فذكره .))2
قــولــه (( :أشهد أن ل إله إل ال وأني رسول ال )) .
الشهادة فييي اللغيية العلم والقرار ،والمراد بييه هاهنييا اعتراف المكلف ل بالعبادة والوحدانييية
وللنبي صلى ال عليه وسلم بالرسالة .
قــولـه (( :ل يلقى ال بهما عبد )) .
أي يوم القيامة بالشهادة ل بالوحدانية ولنبيه بالرسالة .
قـولـه (( :غير شاكٍ فيهما )) .
أي مرتاب ول متردد .
وهذا هو وجه الشاهد من الحديث .
قـولـه (( :وفي رواية )) .
قلت :هيو كالذي قبله عنيد مسيلم وبنفيس السيياق ميع اختلف يسيير وفييه تحدييد بأن تلك الحادثية
وقعت في غزوة تبوك.
قــولــه (( :فيحجب عن الجنة )) :أي ل يمنع عن الجنة ،ولبد حيال ذلك من بيان أمرين :
المرالول :أن الحجب عن الجنة نوعان :
الول :حجب دائم وهذا في حق الكفار وهو المنفي عن من لقي ال على التوحيد.
والثانييي :حجييب مؤقييت ،وهذا قييد يصيييب بعييض الموحدييين لقترافهييم الكبائر كمييا دلت عليييه
الحاديث المتواترة في الشفاعة .
والمـر الثانـي :أن الحجيب المنفيي فيي هذا الحدييث لييس على إطلقيه بيل مقييد بالقيود الثقال ،مين
العلم بمعنيى ل إله إل ال والعميل بمقتضاهيا وسيتعرف مزيداً مين البسيط عنيد كلمنيا على حدييث
عتبان في شرط الخلص .
قــولـه (( :وعن أبي هريرة أيضاً من حديث طويل ))
قلت :هو عند مسلم ولفظه :كنا قعوداً حول رسول ال صلى ال عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر
في نفر فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا
وفزعنيا فقمنيا فكنيت أول مين فزع فخرجيت أبتغيي رسيول ال صيلى ال علييه وسيلم حتيى أتييت
حائطاً للنصيار لبنيي النجار فدرت بيه هيل أجيد له بابيا فلم أجيد ،فإذا ربييع يدخيل فيي جوف حائط
من بئر خارجه ( والربيع الجدول ) فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول ال صلى ال
عليه وسلم فقال ( :أبو هريرة ؟ ) فقلت نعم يا رسول .قال ( :ما شأنك؟ ) قلت كنت بين أظهرنا
فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت
كما يحتفز الثعلب ،وهؤلء الناس ورائي فقال ( يا أبا هريرة ) وأعطاني نعليه ،قال إذهب بنعلي
هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن ل إله إل ال مستقيمًا بها قلبه فبشره بالجنة ) فذكر
الحديث وفيه أن عمر قال :يا رسول ال بأبي أنت وأمي ،ابعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد
أن ل إله إل ال مسيتيقناً بهيا قلبيه بشره بالجنية ؟ قال نعيم ؟ قال :فل تفعيل .فإنيي أخشيى أن يتكيل
الناس عليها فخلهم يعملون .قال رسول ال صلى ال عليه وسلم [ فخلهم ] .))1
قــوله (( :فبشره )).
يقال :أبشرت الرجييل وبشييّيرته وبشرتييه أخييبرته بسييار بسييط بشرة وجهييه ،وذلك أن النفييس إذا
سُرّت انتشر الدم فيها انتشار الماء في الشجر ،والمعنى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر
أبا هريرة أن يعلم كل مسلم لقيه بأنه من أهل الجنة .
قــولــه (( :مستيقناً بها قلبه )) .
اشتراط اليقين يستلزم نفي الشك والريب وهذا هو محل الشاهد من الحديث.
( )2مسلم كتاب اليمان باب الدليل عل أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً .
( )1مسلم كتاب اليمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً .
7
مـا تـفـيــده الحــاديث :
أولً :وجوب اليمان باليوم الخر وما فيه من حساب وجزاء .
ثانيا :فضل التوحيد وأنه سبب في دخول الجنة لمن مات عليه موقناً به.
ثالثاً :أن العبرة في قبول الشورى بالصابة و إن كانت من واحد وأنه ل عبرة بجمع الصوات .
رابعاً :إن درء المفاسيييد مقدم على جلب المصيييالح ومرد ذلك إلى الشرع ل إلى مجرد العقيييل ،
وشواهد ذلك من النصوص تفوق الحصر ول يتسع المجال لذكرها في هذا الموضع .
الشرط الثالث
قــولـــه (( :الخـلص )) :هو في اللغة :التصفية .وفي الشرع :تخليص العبادة وتصفيتها من
شائبة الشرك والرياء .
قــولــه (( :أل ل الدين الخالص ))
8
قال ابين كثيير رحميه ال " :أي فاعبيد ال وحده ل شرييك له وادع الخلق إلى ذلك وأعلمهيم أنيه ل
تصيلح العبادة إل له وحده وأنيه لييس له شرييك ول عدييل ول ندييد ولهذا قال تعالى { أل ل الديين
الخالص } أي ل تقبل من العمل إل ما أخلص فيه العامل ل وحده ل شريك له ".أ.هيي.))2
وقال ابن سعدي رحمه ال " :هذا تقرير للمر بالخلص وبيان أنه تعالى كما أنه له الكمال كله
وله التفضل على عباده من جميع الوجوه فكذلك له الدين الخالص الصافي من جميع الشوائب فهو
الدين الذي ارتضاه لنفسه وارتضاه لصفوة خلقه وأمرهم به لنه متضمن للتأله ل في حبه وخوفه
ورجائه والنابة إليه في تحصيل مطالب عباده وذلك الذي يصلح القلوب ويزكيهيا ويطهرها دون
الشرك به في شيء من العبادة فإن ال بريء منه وليس ل فيه شيء" انتهى محل الشاهد.))3
ويزييد ميا ذكره هذان المامان فيي معنيى اليية توضيحًا وتأكيداً ميا رواه المام مسيلم فيي صيحيحه
عين أبيي هريرة رضيي ال عنيه قال :قال رسيول ال صيلى ال علييه وسيلم قال ال تعالى ( :أنيا
أغينيى الشركاء عن الشرك من عمل عملً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه).))4
قــــولــه (( :ومـــا أمروا إل ليعبدوا ال مخلصــين له الديــن حنفاء )) تمامهييا { ويقيموا الصييلة
ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة }.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي { " :وما أمروا } في سائر الشرائع { إل ليعبدوا ال مخلصين
له الدييين } أي قاصييدين بجميييع عباداتهييم ،الظاهرة والباطنيية وجييه ال وطلب الزلفييى لديييه .
{ حنفييياء } أي معرضيين مائليين عين سيائر الديان ،المخالفية لديين التوحييد ،وخيص الصيلة
والزكاة بالذكير ميع أنهميا داخلن فيي قوله { ليعبدوا ال مخلصيين له الديين } لفضلهميا وشرفهميا
وكونهميا العبادتيين اللتيين مين قام بهميا قام بجمييع شرائع الديين { وذلك } أن التوحييد والخلص
فيي الديين هميا { ديين القيمية } أي الديين المسيتقيم ،الموصيل إلى جنات النعييم وميا سيواه فطرق
موصلة إلى الجحيم".))5أهي
قلت :وفيمييا أسييلفنا ميين الدلة على وجوب الخلص ومييا يأتييي فييي الباب تأكيييد لمييا قاله الشيييخ
رحمه ال .
قــولــه (( :ومن السنيّية :الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي
صلى ال عليه وسلم قال " :أسعد الناس بشفاعتي من قال ل إله إل ال خالصاً من قلبيييييييييييييه
أو نيفيسيه" )).
7 ))6
قـلـت :الحديث في صحيح البخاري .وغييييره .ولفظه عند البخاري عن أبي هريرة أنه قال
:قيل يا رسول ال :من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
( لقيد ظننيت – ييا أبيا هريرة – أن ل سيألني عين هذا الحدييث أول منيك ،لميا رأييت مين حرصيك
على الحديث ،أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال ل إله إل ال خالصاً من قلبه أو نفسه ).
وأعلم بأن الشفاعية المذكورة فيي هذا الحدييث هيي الشفاعية فيي أهيل الكبائر مين الموحديين ،تلك
الشفاعة التي أنكرها طوائف من المبتدعة كالخوارج والمعتزلة.
قال الحافيظ فيي الفتيح على هذا الحدييث " :لعيل أبيا هريرة سيأل عين ذلك عنيد تحديثيه صيلى ال
علييه وسيلم بقوله ( :وأرييد أن أختبيئ دعوتيي شفاعية لمتيي فيي الخرة ) وقييد تقدم سيياقة وبيان
الفاظه في أول كتاب الدعوات ومن طرقه ( شفاعتي لهل الكبائر من أمتي ) " .))1
قـــلـت :وبهذا يتضيح لك صييحة احتجاج أهيل السيينيّية والجماعية على ثبوت هذه الشفاعية وفسيياد
مذهب المخالف .
( )2تفسير ابن كثير .49 /4
( )3تفسير ابن سعدي .306 /4
( )4صحيح مسلم كتاب الزهد والرقائق باب من أشرك في عمله غير ال .
( )5تفسير ابن سعـدي .442 /5
( )6البخاري كتاب العلم باب الحرص على الحديث )7 .أنظر ظلل الجنة 394 /2
7
( )1فتح الباري كتاب الرقاق باب صفة الجنة والنار .443 /11
9
قــولــه :وفي الصحيح عن عتبان بن مالك ...الخ.
قــلـت :الحدييث عنيد الشيخيين وله قصية ولفيظ البخاري أن عتبان ابين مالك وهيو مين أصيحاب
رسول ال صلى ال عليه وسلم ممن شهد بدراً من النصار :أنه أتى رسول ال صلى ال عليه
وسيلم فقال :ييا رسيول ال قيد أنكرت بصيري وأنيا أصيلي لقوميي فإذا كانيت المطار سيال الوادي
الذي بينيي وبينهيم لم أسيتطع أن آتييي مسيجدهم فأصيلى بهيم ،لوددت -يارسيول ال -أنيك تأتينيي
فتصيلي فيي بيتيي فأتخذه مصيلى ،قال :فقال له رسيول ال صيلى ال علييه وسيلم ( سيأفعل إن شاء
ال ) ،قال عتبان :فغدا رسيول ال صيلى ال علييه وسيلم وأبيو بكير حيين ارتفاع النهار فاسيتأذن
رسيول ال صيلى ال علييه وسيلم فأذنيت له فلم يجلس حتيى دخيل البييت ثيم قال ( :أيين تحيب أن
أصيلي مين بيتيك ) قال :فأشرت إلى ناحيية مين البييت فقام رسيول ال صيلى ال علييه وسيلم فكيبر
فقمنيا فصيففنا فصيلى ركعتيين ثيم سيلم قال :وحبسيناه على خزيرة صينعناها له ،قال :فثاب فيي
البيت رجال من أهل الدار ذو عدد فاجتمعوا فقال قائل منهم أين مالك بن الدّخيشن أو ابن اليدّخشن
؟ فقال بعضهم ذلك منافق ل يجب ال ورسوله فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ل تيقيل ذلك
،أل تراه قييييد قال ل إله إل ال ،يرييييد بذلك وجيييه ال ) قال :ال ورسيييوله أعلم قال :فإن نرى
وجهه ونصيحته إلى المنافقين قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ..فذكره .
10
والصييلة ،والحييج ،والصيييام ،والحاديييث فييي هذا الباب كثيرة ،وفيييه تحريييم النار على أهييل
))1
التوحيد الكامل ،وفيه أن العمل ل ينفع إل إذا كان خالصاً ل تعالى".
قلت :وهذا الذي ذكره الشيخ يتحتم المصير إليه جمعاً بين النصوص.
الشرط الرابع
11
الكاذبين } وال أعلم بهم قبل الختبار ،ومعنى الية وليظهرن الصادقين من الكاذبين حتى يوجد
معلومة " انتهى محل الغرض.))2
قـــولــه (( :ومـن الناس مـن يقول آمنـا بال وباليوم الخـر ...اليات )) هييذا إخبار مين ال جيل
وعل عميا درج علييه المنافقون مين إظهار اليمان بألسينتهم وإضمار الكفير فيي قلوبهيم مخادعية ل
زعموا والمؤمنيين كيي يغتروا بهيم ويركنوا إليهيم والنتيجية العكسيية لهذه المراوغية هيي خداعهيم
أنفسيهم ولكنهيم ل يشعرون بذلك لفرط جهلهيم وخبيث طويتهيم ،والباعيث لولييئك على هذا التلون
والكذب هوالشك { في قلوبهم مرض فزادهم ال مرضا } فالجزاء من جنس العمل .
هذه عقوبتهيم فيي الدنييا وذلك نظييير قوله تعالى فيي كفار بنيي إسيرائيل { فلميا أزاغييوا أزاغ ال
قلوبهم وال ل يهدي القوم الفاسقين }.
وأما عقوبتهم في الخرة ففي قوله تعالى { ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون }.
ونظير ما قصه ال عن المنافقين في آيات البقرة هذه قوله تعالى من سورة النساء { إن المنافقين
يخادعون ال وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلة قاموا كسيالى يراءون الناس ول يذكرون ال إل
قليل مذبذبين بين ذلك ل إلى هؤلء ول إلى هؤلء ومن يضلل ال فلن تجد له سبيلً }. ))3
قال ابن سعدي :يخبر ال تعالى عن المنافقين بما كانوا عليه من قبيح الصفات وشنائع السمات ،
وأن طريقتهييم مخادعيية ال تعالى ،أي بمييا أظهروه ميين اليمان وأبطنوه ميين الكفران ظنوا أنييه
يروج على ال ول يعلمييه ول يبديييه لعباده والحال أن ال خادعهييم بمجرد وجود هذه الحال منهييم
ومشيهييم عليهييا ،خداع لنفسييهم وأي خداع أعظييم مميين يسييعى سييعياً يعود عليييه بالهوان والذل
والحرمان ؟
ويدل – بمجرده – على نقيص عقيل صياحبه ،حييث جميع بيين المعصيية ورآهيا حسينة وظنهيا مين
العقيل والمكير ،فال ميا يصينع الجهيل والخذلن بصياحبه ومين خداعيه لهيم يوم القيامية ميا ذكره ال
فيي قوله { :يوم يقول المنافقون والمنافقات للذيين آمنوا إنظرونيا نقتبيس مين نوركيم قييل ارجعوا
وراءكيم فالتمسيوا نورا فضرب بينهيم بسيور له باب باطنيه فييه الرحمية وظاهره مين قبله العذاب
ينادونهم ألم نكن معكم } إلى آخر اليات .
ومين صيفاتهم أنهيم { :إذا قاموا إلى الصيلة } التيي هيي أكيبر الطاعات العمليية إن قاموا { قاموا
كسالى } متثاقلين لها متبرمين من فعلها .
والكسيل ل يكون إل مين فقيد الرغبية مين قلوبهيم ،فلول أن قلوبهيم فارغية مين الرغبية إلى ال وإلى
ما عنده ،عادمة لليمان لم يصدر منهم الكسل .
{ يراءون الناس } أي هذا الذي انطوت عليه سرائرهم وهذا مصدر أعمالهم ،مراءاة الناس ،
يقصدون رؤية الناس وتعظيمهم واحترامهم ول يخلصون ل.
فلهذا { :ل يذكرون ال إل قليل } لمتلء قلوبهييم ميين الرياء فإن ذكييير ال تعالى وملزمتييه ل
يكون إل مين مؤمين ممتلئ قلبييه بمحبية ال وعظمتيه { .مذبذبييين بيين ذلك ل إلى هؤلء ول إلى
هؤلء } أي متردديين بيين فرييق المؤمنيين وفرييق الكافريين ،فل مين المؤمنيين ظاهرا وباطنيا ول
من الكافرين ظاهرا وباطنا ،أعطوا باطنهم للكفرين وظاهرهم للمؤمنين وهذا أعظم ضلل يقدر.
ولهذا قال { :ومين يضلل ال فلن تجيد له سيبيل } أي :لن تجيد طريقيا لهدايتيه ول وسييله لترك
غوايتييه لنييه انغلق عنييه باب الرحميية وصييار بدله كييل نقميية ،فهذه الوصيياف المذموميية تدل
بييتينيبيييهها على أن المؤمنيين متصيفون بضدهيا مين الصيدق والخلص ظاهرا وباطنيا وأنهيم ل
يجهيل ميا عندهيم مين النشاط فيي صيلتهم وعبادتهيم وكثرة ذكرهيم ل تعالى وأنهيم قيد هداهيم ال
ووفقهيم للصيراط المسيتقيم فليعرض العاقيل نفسيه على هذيين المريين وليختير أيهيا أولى بيه وال
المستعان أهي .))1
12
قــولــه (( :ومن السنـّـة ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي ال عنه )) ...الخ
قلت :وهيو كميا قال ؛ فقيد أخرج الشيخان بروايية أنيس عين معاذ ولفيظ البخاري :أن النيبي صيلى
ال عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال :يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول ال
وسعديك قال :يا معاذ قال :لبيك يا رسول ال وسعديك ( ثلثاً ) قال :ما من أحد يشهد أن ل إله
إل ال وأن محمداً رسو ال صدقا من قلبه إل حرمه ال على النار ،قال :يا رسول ال أفل أخبر
به الناس فيستبشروا ؟ قال :إذاً يتكلوا ،وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً أهي.))2
والشاهد من الحديث قوله " :صدقا من قلبه " .
))3
قال الحافظ [ :صدقا ] فيه احتراز عن شهادة المنافق .
قلت :وبهذا يظهير لك تطابيق الحدييث ميع ميا أورده المصينف مين اليات قبله على رد الشهادة إذا
لم يجتمع مع لفظها اعتقاد القلب ،وقد أكذب ال المنافقين ورد قولهم مع تصريحهم بالشهادة للنبي
صلى ال عليه وسلم بالرسالة إذ كان ذلك مقصورًا منهم على النطق باللسن فقال جل ذكره { إذا
جاءك المنافقون قالوا نشهييد إنييك لرسييول ال وال يعلم إنييك لرسييوله وال يشهييد إن المنافقييين
لكييياذبون }.
الشرط الخامس
[[ الـشـرط الـخـامــس:المحبة لهذه الكلمة ولما دلت عليه والسرور بذلك.
ودليـل المحبـة :قوله تعالى { :ومـن الناس مـن يتخـذ مـن دون ال أندادا
يحبونهم كحب ال والذين آمنوا أشد حبا ل } .)(1
وقوله { ي ــا أي ها الذ ين آمنوا من ير تد من كم عن دي نه ف سوف يأ تي ال بقوم
يحب هم ويحبو نه أذلة على المؤمن ين أعزة على الكافر ين يجاهدون في سبيل ال
ول يخافون لومة لئم }.)(2
و من ال سـنـَـة :ما ث بت في ال صحيح عن أ نس ر ضي ال ع نه قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم [ :ثلث من كن فيه وجد حلوة اليمان :أن
( )2البخاري كتاب العلم باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن ل يفهـموا .
( )3الفتح .226 /1
( )1سورة الــبـقــرة آيــ 165ــة .
( )2سورة المائدة آيــ 54ــة .
13
يكون ال ور سوله أ حب إل يه م ما سواهما وأن ي حب المرء ل يح به إل ل وأن
يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما يكره أن يقذف في النار ]]].)(3
قــولــه :المحبة لهذه الكلمة ولما دلت عليه والسرور بذلك أقول وهذا يتحقق بأمرين :
أولهما :إخلص العبادة ل وحده ل شريك له .
ثانيهما :نبذ الشرك .
قال المصنف :أصل الدين وقاعدته أمران :
الول :المر بعبادة ال وحده ل شريك له والتحريض على ذلك والمولة فيه وتكفير من تركه.
الثاني :النذار عن الشرك في عبادة ال والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه وتكفير من فعله.))4
فتأمييل رحمنييا ال وإياك هذا الكلم النفيييس ،الذي يجييب أن يعيييه المسييلمون عاميية ،والعلماء
والدعاة إلى ال خاصة .
قــولــه (( :ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا )) الية .
جاءت هذه اليية عقيب آيية ضمنهيا الحيق جيل ثناؤه عددا مين الدلة على وحدانيتيه وتفرده بالعبادة
وعلى الرغم من تلك الدلة إل أنه كان من الناس من عمد إلى اتخاذ النداد وهم الشركاء وجعلوا
لهم من المحبة مثل ما ل عز وجل وفي معنى قوله تعالى { والذين آمنوا أشد حباً ل} قولن لهل
العلم :
أحدهمـا { :والذيين آمنوا أشيد حباً ل } مين محبية المشركيين ل لن محبتهيم للرب خالصية ومحبية
المشركين مشتركة.
وثانيهما { :والذين آمنوا أشد حبا ل } من محبة المشركين لندادهيم.
والول أرجح وأظهر – والعلم عند ال تعالى .
وفي الية دليل على تحريم نوع من أنواع الشرك الكبر وهو شرك المحبة كصنيع المشركين في
تسويتهم أندادهم في المحبة بال .
قــولــه { :ييا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه } الية .
هذا إخبار بأنيه سيبحانه وتعالى مين كمال قدرتيه وغناه وحفظيه دينيه إذا ارتيد عنيه أهله المخاطبون
به أولً ،بأنه سوف يأتي بمن يحمي هذا الدين ويتحمله وهم متصفون بخمس صفات :
الولى :أن ال يحبهم لتمسكهم بدينه وشرعه وأنهم يحبونه فيمتثلون أوامره ونواهيه .
الثانية :لينوا الجانب لهل اليمان .
الثالثـة { :أعزة على الكافريين } أي أقوياء على أهيل الكفير ،ونظيرهاتيين الصيفتين قوله تعالى
{ محمد رسول ال والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم }. ))1
الصفة الرابعة :يجاهدون في سبيل ال من كفر بال إعلءً لكلمته وإعزازاً لدينه.
الخامسة ( :ل يخافون لومة لئييم ) فيقولون بالحق أينما كانوا ،وفق ماتوجيه الشريعة .
وقيييد تحقيق ميا وعيد ال به فيي هذه اليية على يدي أبيي بكير الصيديق وجيشه حيين قاتلوا المرتدين
من أهل الجزيرة عقيب وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى أعادوهم إلى حظيرة السلم .
14
قــولــه (( :في الصحيح ))
قلت :أخرجه الشيخان وهذا لفظ البخاري .
قــولــه (( :ثلث من كن فيه )).......الخ.
قال النووي في معنى الحديث " :هذا حديث عظيم أصل من أصول السلم "
قال العلماء رحمهم ال معنى حلوة اليمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضى ال عز
وجل ورسوله صلى ال عليه وسلم .
وإيثار ذلك على عرض الدنيا ومحبة العبد ربه سبحانه وتعالى بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك
محبة رسول ال صلى ال عليه وسلم .
قال القاضي رحمه ال هذا الحديث بمعنى الحديث المتقدم ذاق طعم اليمان من رضي بال ربا
وبالسلم دينا وبمحمد صلى ال عليه وسلم رسول وذلك أنه ل يصح المحبة ل ورسوله صلى
ال عليه وسلم حقيقة وحب الدامي في ال ورسوله صلى ال عليه وسلم وكراهة الرجوع إلى
الكفر إل لمن قوي باليمان يقينه و اطمأنت به نفسه وانشرح له صدره وخالط لحمه ودمه وهذا
هو الذي وجد حلوته.
قال والحب في ال من ثمرات حب ال .
)
قال بعضهم :المحبة مواطأة القلب على ما يرضى الرب سبحانه فيحب ما أحب ويكره ما كره
.)2
وقال الشيخ سليمان :قال شيخ السلم :أخبر النبي صلى ال عليه وسلم أن هذه الثلث من كن
فيه وجد اليمان لن وجود الحلوة للشيء يتبع المحبة له فمن أحب شيئا واشتهاه إذا حصل له
مراده فإنه يجد الحلوة واللذة والسرور بذلك واللذة أمر يحصل عقيب إدراك الملئم الذي هو
المحبوب أو المشتهى قال :فحلوة اليمان المتضمنة للذة والفرح يتبع كمال محبة العبد له ،
وذلك بثلثة أمور :
تكميل هذه المحبة وتفريغها ودفع ضدها فتكميلها أن يكون ال ورسوله أحب إليه مما سواهما ،
فإن محبة ال ورسوله ،ل يكتفى فيها بأصل الحب بل لبد أن يكون ال ورسوله أحب إليه مما
سواهما .
قلت :ول يكون كذلك إل إذا وافق ربه ،فيما يحبه وما يكرهه.
قال :وتفريغها :أن يحب المرء ل يحبه إل ل .
قلت :فإن من أحب مخلوقاً ل ،ل لغرض آخر ،كان هذا من تمام حبه ل ،فإن محبة محبوب
المحبوب من تمام محبة المحبوب ،فإذا أحب أنبياء ال وأولياءه ،لجل قيامهم بمحبوبات ال ل
لشيء آخر فقد أحبهم ل ل لغيره .
قال :ودفع ضدها أن يكره ضد اليمان ،كما يكره أن يقذف في النار .
قلت :إنما كره الضد لما دخل قلبه من محبة ال ،فانكشف له بنور المحبة محاسن السلم ،
ورذائل الجهل والكفران وهذا هو المحب الذي يكون مع من أحب كما في الصحيح عن أنس
ل سأل النبي صلى ال عليه وسلم متى الساعة ؟ فقال ما أعدت لها ؟ قال : رضي ال عنه أن رج ً
ما أعددت لها من كثير صلة ول صيام ول صدقة ولكني أحب ال ورسوله ،فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :أنت مع من أحببت) .
وفي رواية للبخاري :فقلنا ونحن كذلك قال نعم قال أنس " :ففرحنا يومئذ فرحاً شديداً " .
وقوله (( :مما سواهما )) فيه جمع ضمير الرب سبحانه وضمير الرسول صلى ال عليه وسلم
وقد أنكره على الخطيب لما قال ومن يعصهما فقد غوى ،وأحسن ما قيل فيه قولن :
أحدهما :ما قاله البيضاوي وغيره أنه ثنى الضمير هنا إيماء إلى أن المعتبر هو مجموع المركب
من المحبتين ل كل واحدة فإنها وحدها ل غية وأمر بالفراد في حديث الخطيب أشعاراً بأن كل
( )2مسلم بشرح النووي .2/13
15
واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية إذ العطف في تقدير التكرير والصل استقلل كل
من المعطوفين في الحكم.
قلت :وهذا جواب بليغ جداً .
الثاني :حمل حديث الخطيب على الدب والولى ،وهذا على الجواز.
وجواب ثالث :وهو أن هذا ورد على الصل ،وحديث الخطيب ناقل فيكون أرجح.
قــولــه (( :كما يكره أن يقذف في النار)) أي :يستوي عنده المران اللقاء في النار والعود في
الكفر .
قلت :وفي الحديث من الفوائد أن ال تعالى يحبه المؤمنون وهو تعالى يحبهم كما قال } يحبهم
ويحبونه {.
•وفيه رد ما يظنه الناس من أنه من ولد على السلم أفضل ممن كان كافرًا فأسلم فمن
أتصف بهذه المور فهو أفضل ممن لم يتصف بها مطلقاً ولهذا كان السابقون
الولون أفضل ممن ولد على السلم .
•وفيه رد على الغلة الذين يتوهمون أن صدور الذنب من العبد نقص في حقه مطلقاً
والصواب أنه أن لم يتب كان نقصاً ،وإن تاب فل ،ولهذا كان المهاجرون
والنصار أفضل هذه المة وإن كانوا في أول المر كفارا يعبدون الصنام بل
المنتقل من الضلل إلى الهدى ومن السيئات إلى الحسنات يضاعف له الثواب قاله
شيخ السلم .
•وفيه دليل على عداوة المشركين وبغضهم ،لن من أبغض شيئاً أبغض من أتصف
به فإذا كان يكره الكفر كما يكره أن يلقى في النار فكذلك يكره من أتصف به .
انتهى. ))1
الشرط السادس
[[ الشرط السادس :النقياد بحقوقها :وهي العمال والواجبة إخلصا ل وطلبا
لمرضاته .
ودليل النقياد :لما دلت عليه قوله تعالى { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له}.)(2
وقوله { :ومن أحسن قولً ممن اسلم وجهه ل وهو محسن } .)(3
(
وقوله { :ومن يسلم وجهه إلى ال وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى }
.)4أي بل إله إل ال.
وقوله { :فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيم شجر بينهم ثم ل يجدوا في
أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } .)(5
( )1تـيـسـيــر الـعــزيـــز الـحـمــيــد ( . )477
( )2سورة الزمر آيــ 45ــة .
( )3سورة النساء آيــ 125ــة .
( )4سورة لقمان آيــ 22ــة .
( )5سورة النساء آيــ 65ــة .
16
ومن السنـَـة :قوله صلى ال عليه وسلم [ ل يؤمن أحدكم حتى يكون هواه
تبعا لما جئت به ] .)(6وهذا تمام النقياد وغـايـتــه]] .
قــولــه (( :وأنيبوا إلى ربكم )) تمامها { من قبل أن يأتيكم العذاب ثم ل تنصرون }.
قال البغوي رحمه ال { " :وأنيبوا إلى ربكم } أقبلوا وارجعوا إليه بالطاعة { وأسلموا له }
وأخلصوا له التوحيد { من قبل أن يأتيكم العذاب ثم ل تنصرون }". ))7
وقال ابن سعدي " :ولهذا أمر تعالى بالنابة إليه والمبادرة إليها فقال { :وأنيبوا إلى ربكم }
بقلوبكم { وأسلموا له } بجوارحكم إذا أفردت النابة دخلت فيها أعمال الخوارج وإذا جمع بينهما
كما في هذا الموضع كان المعنى ما ذكرناه .
وفي قولييه { :إلى ربكم وأسلموا له } دليل على الخلص ،وأنه من دون إخلص ل تفيد
العمال الظاهرة والباطنة شيئاً .
{ من قبل أن يأتيكم العذاب } مجيئاً ل يدفع { ثم ل تنصرون } فكأنه قيل :ما هي النابة
والسلم ؟ وما جزئياتها وأعمالها ؟
))8
فأجاب تعالى بقوله { :واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم } " .انتهى محل الغرض.
قلت :وتفسير هذين المامين مستنبط من ارتباط الية بالتي قبلها { :قل يا عبادي الذين أسرفوا
على أنفسهم ل تنقطعوا من رحمة ال إن ال يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم } .فأعظم
بتفسير يسنده الدليل فإنه يشفي العليل ويروي الغليل ،ويزيد المعنى وضوحًا وتأكيداً ما في
صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :بادروا بالعمال ستا :
طلوع الشمس من مغربها ،أو الدخان ،أو الدجال ،أو الدابة ،أو خاصة أحدكم ،أو أمر
العامييية ). ))1
ووجه مطابقة الحديث للية في الحث على المبادرة ،وهذا من النابة ل عز وجل .
قــولــه (( :ومن أحسن دين ًا ممن أسلم وجهه ل وهو محسن)) تمامها { واتبع ملة إبراهيم
حنيفاً } أي ل أحد أحسن تديناً وتعبدًا ل ممن جمع في أقواله وأعماله بين السلم والحسان .
وهذا معناه أنه اجتمع له الخلص ل والمتابعة لرسوله صلى ال عليه وسلم .
قال الحافظ ابن كثير " :لما ذكر الجزاء على السيئات وأنه لبد أن يأخذ مستحقها من العبد إما في
الدنيا وهو الجود له وأما في الخرة والعياذ بال من ذلك ونسأله العافية في الدنيا والخرة
والصفح والعفو والمسامحة ،شرع في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قبول العمال الصالحة
من عبادة ذكرانهم وإناثهم بشرط اليمان وأنه سيدخلهم الجنة ول يظلمهم من حسناتهم ول مقدار
النقير وهو النقرة التي في ظهر نواة التمر والقطمير وقد تقدم الكلم على الفتيل وهو الخيط الذي
في شق النواة ،وهذا النقير وهما في نواة التمرة والقطمير وهو اللفافة التي على نواة التمرة ،
والثلثة في القرآن .
ثم قال تعالى { :ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه ل } أي أخلص العمل لربه عز وجل فعمل
إيمانًا واحتساباً { وهو محسن } أي اتبع في عمله ما شرعه ال له وما أرسل به رسوله من الهدى
ودين الحق ،وهذان الشرطان ل يصح عمل عامل بدونهما أي يكون خالصاً صواباً والخالص أن
يكون ل ،والصواب أن يكون متابعاً للشريعة فيصح ظاهره بالمتابعة وباطنه بالخلص فمتى
فقد العمل أحد هذين الشرطين فسد ،فمتى فقد الخلص كان منافقاً وهم الذين يراؤون الناس
17
ل جاهلً ومتى جمعها كان عمل المؤمنين { الذين يتقبل عنهم أحسن ما ومن فقد المتابعة كان ضا ً
عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم } الية .
ولهذا قال تعالى { :واتبع ملة إبراهيم حنيفاً } وهم محمد وأتباعه إلى يوم القيامة كما قال تعالى
{ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي } الية .وقال تعالى { :ثم أوحينا إليك أن أتبع
ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين } والحنيف :هو المائل عن الشرك قصدًا أي تاركاً له
عن بصيرة ومقبل على الحق بكليته ل يصده عنه صاد ول يرده عنه راد ".انتهى محيييييييييل
الغرض. ))2
18
ثالثها :التسليم التام لحكمه صلى ال عليه وسلم .
ويوضح معنى هذه الية ما رواه البخاري في كتاب التفسير عن عروة ابن الزبير قال [ :خاصم
الزبير رجل من النصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى ال عليه وسلم [ :أسق يا زبير
ثم أرسل الماء إلى جارك فقال النصاري يا رسول ال :أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجهه ثم قال
أسق يا زبير ثم أحبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك واستوعى النبي
صلى ال عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه النصاري كان أشار عليهما بأمر
لهما فيه سعة قال الزبير :فما أحسب هذه اليات إل نزلت في ذلك { فل وربك ل يؤمنون حتى
يحكموك في ما شجر بينهم }.))2
ونظير هذه الية في وجوب التسليم لحكم ال ورسوله قوله تعالى { :فإن تنازعتم في شيء فردوه
إلى ال والرسول إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر ذلك خير وأحسن تأويل } .
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه ال – في شرح هذه الية وما قبلها ثم أمر برد كل ما
تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه إلى ال والرسول ،أي إلى كتاب ال وسنيّية رسوله
فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخلفية ،إما بصريحهما ،أو عمومهما ،أو إيماء ،أو
تنبيه ،أو مفهوم ،أو عموم معنى يقاس عليه ما أشبههُ .
لن كتاب ال وسنيّية رسوله عليهما بناء الدين ول يستقيم اليمان إل بهما فالرد إليهما شرط في
اليمان فلهذا قال { :إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر } فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما
مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقةً بل مؤمن بالطاغوت كما ذكر في الية بعدها .
{ ذلك } أي :الرد إلى ال ورسوله { خير وأحسن تأويل } .فإن حكم ال ورسوله أحسن
الحكام وأعدلها وأصلحها للناس في أمر دينهم ودنياهم وعاقبتهم ،أهيي .))1
قــولــه (( :ل يؤمن أحدكم حتى يكون هوه تبعاً لما جئت به ))
قلت :أخرج الحديث عن عبد ال بن عمرو عن النبي صلى ال عليه وسلم البغوي في شرح
السنة .))2والخطيب في التاريخ ))3وابن أبي عاصم في السنة .))4وغيرهم لكنه ضعيف لن مداره
على نعيم بن حماد قال فيه الحافظ ابن رجب بعد تخريجه " :قلت :تصحيح هذا الحديث بعيد جداً
من وجوه منها :
أنه حديث ينفرد به نعيم بن حماد المروزي ونعيم هذا وإن كان وثقه جماعة من الئمة وخرج له
البخاري فإن أئمة الحديث كانوا يحسنون به الظن لصلبته في السنيّية وتشدده في الرد على أهل
الهواء وكانوا ينسبونه إلى أنه يتهم ويشبه عليه في بعض الحاديث فلما كثر عثورهم على
مناكيره حكموا عليه بالضعف .إلى أن قال :وأما معنى الحديث من الوامر والنواهي وغيرها
فيحب ما أمر به ويكره ما نهى عنه وقد ورد القرآن بمثل هذا في غير موضع قال تعالى {:فل
وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ل يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت
ويسلموا تسليما } .
19
وقال تعالى { :وما كان لمؤمن ول مؤمنه إذا قضى ال ورسوله أمراً أن يكون له الخيرة من
أمرهم } .وذم سبحانه وتعالى من كره ما أحبه ال وأحب ما كرهه ال قال ال تعالى {:ذلك بأنهم
كرهوا ما أنزل ال فأحبط أعمالهم }.
وقال تعالى {:ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط ال وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم }.
فالواجب على كل مؤمن أن يحب ما أحبه ال محبة توجب له التيان بما وجب عليه منه فإن
زادت المحبة حتى أتى بما ندب إليه منه كان ذلك فضلً وأن يكره ما كره ال تعالى كراهة توجب
له الكف عما حرم ال عليه منه فإن زادت الكراهه حتى أوجبت الكف عما كرهه تنزهاً كان ذلك
فضلً وقد ثبت في الصحيحين عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ( :ل يؤمن أحدكم حتى أكون
أحب إليه من نفسه وولده وأهله والناس أجمعين ) فل يكون المؤمن مؤمنًا حتى يقدم محبة
الرسول على محبة جميع الخلق ،ومحبة الرسول تابعة لمحبة مرسله ،المحبة الصحيحة تقتضي
))5
المتابعة والموافقة في حب المحبوبات وبغض المكروهات " أهي
قلت :ويبدو لي والعلم عند ال أن المصنف رحمه ال أستشهد بالحديث لصحة معناه كما ذكر
الحافظ ابن رجب مدعماً بالدلة.
الشرط السابع
20
علّم ،و َمثَـل من لم يرفع بذلك رأسا ولم
دين ال ونفعه ما بعثني ال به ف َعلِمَ و َ
يقبل هدى ال الذي أرسلت به]]. ))3
قال المصنف في مسائله :المسألة الثامنة :))3مضرة أصحاب السوء على النسان .
المسألة التاسعة :مضرة تعظيم السلف والكابر.
فانظر هدانا ال وأياك كيف أثر أبو طالب دين آبائه وأجداده وأبا أن يشهد شهادة الحق { إن في
ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد } إياك أيها المسلم والتعصب الحمق
والتقليد العمى .
قــولــه (( :إنهم كانوا إذا قيل لهم ل إله إل ال ))....الية
21
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي { " :أنهم كانوا إذا قيل لهم ل إله إل ال } فدعوا إليها وأمروا
بترك إلهية ما سواه { يستكبرون } عنها وعلى من جاء بها { ويقولون } معارضة ً لها { أإنا
لتاركوا آلهتنا } التي لم نزل نعبدها نحن وآباؤنا { لقول شاعر مجنون } يعنون محمدًا صلى ال
عليه وسلم فلم يكفهم قبّحهم ال العراض عنه ول مجرد تكذيبه حتى حكموا عليه بأظلم الحكام
وجعلوه شاعراً مجنوناً وهم يعلمون أنه ل يعرف الشعر والشعراء ول وصفة وصفهم وأنه أعقل
خلق ال وأعظمهم رأيا ".))4أهي
قلت :وهذا الصنيع من المشركين العراض والترك كما أنه أقبح الساليب في الصد عن سبيل
ال ولهذا كذبهم الحق جل عله ونقض قولهم ودحض فريتهم في الية بعدها { بل جاء بالحق
وصدق المرسلين } .
قال الحافظ ابن كثير – رحمه ال " : -قال ال تعالى تكذيباً لهم ورداً عليهم { بل جاء بالحق }
يعني رسول ال صلى ال عليه وسلم جاء بالحق في جميع شرعة ال تعالى له من الخبار
والطلب { وصدق المرسلين } أي صدقهم فيما أخبروا عنه من الصفات الحميدة والمناهج السديدة
وأخبر عن ال تعالى في شرعه وأمره كما أخبروا { ما يقال لك إل ما قد قيل للرسل من قبلك }
الية" . ))5أهي
22
-1ضرب المثال .
-2ومنها فضل العلم والتعليم .
-3وشدة الحث عليها .
))2
-4وذم العراض عن العلم " .انتهى .وال أعلم .
23