You are on page 1of 24

‫تحقيق د‪ /‬حسن موسى الشاعر‬

‫تأليف ابن هشـام النصـاري‬


‫أستاذ مشارك بكلية اللغة العربية‬

‫مقدمة‬
‫لقد صنف علماؤنا القدامى كثيا من الرسائل ف بيان معن ل إله إل اللّه وف إعرابا‪.‬‬
‫وقد اطلعت ف مكتبة عارف حكمت بالدينة النورة على عدد من الرسائل الخطوطة‬
‫ف ذلك‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬رسالة ف إعراب ل إله إل اللّه‪ .‬لبن هشام النصاري‪ .‬التوف سنة ‪ 761‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة ف إعراب ل إله إل اللّه‪ .‬للزركشي التوف سنة ‪794‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة ف إعراب ل إله إل ال‪ .‬وتسمى التجريد ف إعراب كلمة التوحيد لصنفها‬
‫علي بن سلطان القاري‪ .‬التوف سنة ‪1014‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬إنباه النباه على تقيق إعراب ل إله إل اللّه‪ ،‬لصنفها إبراهيم بن حسن الكوران‪،‬‬
‫التوف سنة ‪1101‬هـ‪.‬‬
‫ول يطبع من هذه الرسائل‪ -‬فيما أعلم‪ -‬سوى رسالة واحدة بعنوان "معن ل إله إل‬
‫ال"للمام الزركشي‪.‬‬
‫وهذه رسالة أخرى أقـوم بتحقيقها ف إعراب ل إله إل ال‪ ،‬منسوبة إل ابن هشام‬
‫النصاري‪ ،‬اطلعت عليها ف قسم الخطوطات بكتبة عارف حكمت‪ ،‬فرأيتها تشتمل‬
‫على فوائد قيّمة وتوجيهات عديدة ل أجدها ف غيها من الصنفات‪ .‬وهذا ما دعان إل‬
‫الهتمام با وتقيقها‪ ،‬على الرغم من أنا نسخة فريدة‪.‬‬
‫وقد عانيت كثيا ف إقامة النص‪ ،‬وتقوي العبارات الضطربة‪ ،‬وشرح الوجوه الختلفة‪،‬‬
‫ونسبة الراء إل أصحابا‪ .‬ول أدّعي الكمال ف ذلك‪ ،‬وحسب أنن بذلت جهدي‪.‬‬
‫واللّه أسأل أن يوفقنا ويسدد خطانا‪ ،‬ويهدينا سواء السبيل‪ ،‬والمد للّه رب العالي‪.‬‬
‫هو أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن عبد ال بن هشام النصاري جمال‬
‫الدين المشهور بابن هشام [‪. ]1‬‬
‫ولد في القاهرة خامس ذي القعدة سنة ‪ 708‬هـ‪ ،‬وتلقّى على عدد من علماء‬
‫عصره‪ ،‬حتى فاق أقرانه‪ ،‬وتخرج به جماعة من أهل مصر وغيرهم‪.‬‬
‫قالت ابن خلدون‪" :‬ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية‬
‫يقال له ابن هشام أنحى من سيبويه"‪.‬‬
‫وقد ترك ابن هشام عددا من المصنفات ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود‪ ،‬ومن‬
‫أشهر مصنفاته‪ :‬مغني اللبيب عن كتب العاريب‪ ،‬أوضح المسالك إلى ألفية ابن‬
‫مالك‪ ،‬شرح شذور الذهب‪ ،‬شرح قطر الندى‪ ،‬شرح اللمحة البدرية‪ ،‬التذكرة‪.‬‬
‫وقد توفي ابن هشام ليلة الجمعة خامس ذي القعدة سنة ‪ 7 6 1‬هـ‪ .‬رحمه اللّه‪.‬‬
‫نسبة هذه الرسالة إلى ابن هشام‪:‬‬
‫اطلعت على هذه الرسالة‪ ،‬منسوبة إلى ابن هشام‪ ،‬في مخطوطة فريدة‪ ،‬بمكتبة‬
‫عارف حكمت‪ ،‬برقم (‪ )88‬مجاميع‪ .‬وقد ورد في هذه المخطوطة نسبتها إلى ابن‬
‫هشام مرتين‪ ،‬مرة في العنوان‪ ،‬ومرة في مقدمة الرسالة‪.‬‬
‫ولم أجد أحدا ممن ترجم لبن هشام ذكر له هذه الرسالة‪ ،‬ولم أعثر على نسخة‬
‫أخرى تؤكد نسبتها إليه‪.‬‬
‫ولكّن الدكتور علي فودة نيل يؤكد نسبتها إلى ابن هشام للسباب التالية‪:‬‬
‫(ملخصة)‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ما جاء في مقدمتها من قول المؤلف "أما بعد حمد اللّه‪"...‬هو المألوف في‬
‫تقديم معظم مصنفاته‪.‬‬
‫‪ -2‬أن منهج التأليف في هذه الرسالة من العرض الشامل للراء المختلفة‬
‫ومناقشتها لبيان الراجح والمرجوح شبيه بمنهج ابن هشام‪.‬‬
‫‪ -3‬أن بعض ما ذكر في هذه الرسالة من آراء مذكور في كتاب المغني‪.‬‬
‫‪ -4‬أن العتـداد في هذه الرسالة بآراء بعض العلماء السابقين‪ ،‬كابن عمرون‪،‬‬
‫ملحوظ في بعض رسائل أُخر لبن هشام [‪. ]2‬‬
‫ومما يقوي نسبتها إلى ابن هشام أنها ضمن مجموعة من الرسائل مكتوبة بخط‬
‫عالم مشهور‪ ،‬هو العلمة محمد بن أحمد بن علي البهوتي الشهير بالخلوتي‪،‬‬
‫وهو فقيه حنبلي مصري توفي سنة ‪ 1088‬هـ [‪. ]3‬‬
‫وعلى الرغم من قوة السباب التي تنسب هذه الرسالة إلى ابن هشام‪ ،‬فإنّي لست‬
‫على ثقة من نسبتها إليه‪ ،‬ومما رابني في ذلك أمور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن هذه الرسالة لم ترد في مصنفات ابن هشام‪ ،‬ولم يذكرها أحد ممّن ترجم‬
‫له‪.‬‬
‫‪ -2‬أن هذه الرسالة تشير إلى علقة طيبة بين مصنفها وأبي حيان النحوي‬
‫الندلسي المشهور‪ .‬فقد قال فيها المصنف‪" :‬وكنت عرضت هذا النظر على شيخنا‬
‫أبي حيان‪ ،‬فقال‪."...‬‬
‫ومن المعروف أن ابن هشام لم يكن على وفاق مع أبي حيان‪ ،‬بل كان كثير‬
‫المخالفة له‪ ،‬شديد النحراف عنه [‪. ]4‬‬
‫ومهما يكن من أمر فستبقى هذه الرسالة تذكر لبن هشام حتى يثبت خلف ذلك‬
‫بأدّلة قاطعة‪ .‬واللّه أعلم‪.‬‬

‫موضوع الرسالـة‬
‫هذه رسالة قيّمة تكتسب قيمتها من أهمية الموضوع الذي تعالجه‪ ،‬وهو إعراب‬
‫السم الواقع بعد إل من كلمة التوحيد‪ ،‬في قولنا‪" :‬ل إله إل اللّه"‪.‬‬
‫وقد ذكر المصنّف في هذه الرسالة جواز الرفع والنصب في السم الواقع بعد‬
‫"إل"من كلمة التوحيد‪ ،‬فقال‪ :‬يجوز الرفع فيما بعد إل والنصب‪ .‬والول أكثر‪ ،‬نص‬
‫على ذلك جماعة منهم العلمة ابن عمرون في شرحه على المفصّل‪ .‬وظاهر كلم‬
‫ابن عصفور والبذيَ يقتضي أن النصب على الستثناء أفصح‪ ،‬أو مساو للرفع‬
‫على بعض الوجوه‪...‬‬
‫وقـد فصّـل المصنّف كثيرا في بيان أوجه الرفع والنصب‪ ،‬مع المناقشة‬
‫والستدلل والترجيح‪ ،‬فذكر للرفع ستة أوجه وللنصب وجهين‪ .‬وهذا موجز‬
‫للوجه المختلفة‪:‬‬
‫فأما الرفع فمن ستة أوجه‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن خبر "ل"محذوف‪ ،‬و"إل ال"بدل من موضع لمع اسمها‪ ،‬أو من موضع‬
‫اسمها قبل دخولها‪ .‬وهذا هو العراب المشهور لدى المتقدمين وأكثر المتأخرين‪.‬‬
‫‪ -2‬أن خبر ل محذوف‪ ،‬كـما سبق‪ ،‬والبدال من الضمـير المستكن فيه‪.‬‬
‫وهـذا العراب اختاره بعض‪.‬‬
‫‪ -3‬أن الخبر محذوف أيضا‪ ،‬و"إل اللّه "صفة لـ "إله"على الموضع‪ ،‬أي موضع‬
‫ل مع اسمها‪ ،‬أو موضع اسمها قبل دخول "ل"‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون الستثناء مفزعا‪ ،‬و"إله"اسم "ل"بني معها‪ ،‬و"إل اللّه"الخبر‪ .‬وهذا‬
‫العراب منقول عن الشلوبين‪ ،‬ونقله ابن عمرون عن الزمخشري‪.‬‬
‫‪ -5‬أن "ل إله"في موضع الخبر‪ ،‬و"إل اللّه"في موضع المبتدأ‪ .‬وهذا العراب‬
‫منسوب للزمخشري‪.‬‬
‫‪ -6‬أن تكـون "ل"مبنية مع اسمهـا‪ ،‬و"إل ال"مرفوع بـ "إلـه"ارتفاع السم‬
‫بالصفة‪ ،‬واستغني بالمرفوع عن الخبر‪ ،‬كـما في مسألة‪ :‬ما مضروبٌ الزّيدان‪،‬‬
‫وما قا ِئمٌ ال َعمْران‪.‬‬
‫وأما نصب ما بعد "إل"فمن وجهـين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون على الستثناء‪ ،‬إذا قدر الخبر محذوفا‪ ،‬أي ل إله في الوجود إل اللّه‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الخبر محذوفا‪ ،‬كـما سبق‪ ،‬و"إل اللّه" صفة لسم "ل"على اللفظ‪ ،‬أو‬
‫على الموضع بعد دخول "ل"لن موضعه النصب‪.‬‬
‫ثم ختم المصنف الرسالة بقوله‪ :‬وقد تلخّـص في "ل إله إل اللّه"عشرة أوجه‪،‬‬
‫غير أن في البدل من الموضع إما من موضع اسم ل قبل الدخول‪ ،‬وإما من ل مع‬
‫اسمها‪ ،‬فيتقدر سبعة‪ .‬والنصب من وجهين إل أن في وجه الصفة إما أنه صفة‬
‫للفظ اسم ل إجراء لحركة البناء مجرى حركة الِعراب‪ ،‬وإما أن يكون صفة‬
‫لموضعه بعد دخول ل‪ ،‬فيتقدر ثلثة مع السبعة‪ ،‬فتلك عشرة كاملة‪ .‬والذي في‬
‫كلم ابن عصفور من ذلك أربعة أوجه‪ ،‬وهو أكثر من وسع في إل من الوجه‪...‬‬

‫دراسة للسم الواقع بعد إلّ في الشواهد اللغوية‬

‫بعد الفراغ من تحقيق هذه الرسالة‪ ،‬قمت بدراسة وصفية‪ ،‬تتبعت فيها ما أمكن‬
‫من الشواهد اللغوية لحالت السم الواقع بعد إل‪ ،‬في نصوص القرآن الكَريم‬
‫والحديث النبوي والشعـر العربي التي جاءت على نمط "ل إله إل ال"‪ ،‬للمقارنة‬
‫بين الواقع اللغوي لهذه النصوص‪ ،‬وما ورد في هذه الرسالة من جواز الرفع‬
‫والنصب‪ ،‬فكانت النتيجة أن رفع السم الواقع بعد إل هو الفصيح الغالب في‬
‫اللغة‪ ،‬بل لم يرد في القرآن الكَريم والحديث النبوي غيره‪ ،‬وأما النصب فقد ورد‬
‫في بعض البيات الشعرية على قلّة‪.‬‬
‫وقد جاءت الدراسة على النحو التالي‪:‬‬
‫(‪ )1‬في القرآن الكريم ‪ :‬تتبعت اليات القرآنية التي وردت فيها "ل إله إل ال"أو‬
‫ما كان على وفق هذا السلوب‪ ،‬فوجدتها كلها جاءت برفع السم الواقـع بعد‬
‫"إل"‪ ،‬ولم تأت قراءة واحدة‪ ،‬ولو شاذة؟ بالنصب‪.‬‬
‫وهذه هي اليات مع السور التي وردت فيها في القرآن الكريم‪:‬‬
‫أ‪{ -‬ل ِإَلهَ إِلّ اللّه} ‪ :‬الصافات (‪ ،)35‬محمد (‪.)19‬‬
‫ب‪{ -‬ل إِ َلهَ إِلّ ُهوَ} ‪ :‬البقرة (‪ ،)255 ، 163‬آل عمران (‪ ،)1 8 ،6 ،2‬النسا ء (‬
‫‪ )87‬والنعـام (‪ ،)106 ، 102‬العراف (‪ ،)158‬التوبـة (‪ ،)129 ،31‬هود (‬
‫‪ ،)14‬الرعد (‪ ،)30‬طه (‪ ،)98 ،8‬المـؤمنـون (‪ ،)116‬الـنـمـل (‪،)26‬‬
‫القصص (‪ ،)88 ،7 0‬فاطر (‪ ،)3‬الزمر (‪ ،)6‬غافر (‪ ،)65 ،62 ،3‬الدخان (‪ ،)8‬ا‬
‫لحشر (‪ ،)23 ،22‬التغابن (‪ ،)13‬المزمل (‪.)9‬‬
‫جـ_ {ل إِ َلهَ إِلّ َأنَا} ‪ :‬النحل (‪ ،)2‬طه (‪ ،)14‬النبياء (‪.)25‬‬
‫د‪{ -‬ل ِإَلهَ إِلّ َأنْتَ} ‪ :‬النبياء (‪.)87‬‬
‫شفَ َلهُ إِلّ ُهوَ} ‪ :‬النعام (‪ ،)17‬يونس (‪.)107‬‬
‫هـ _ {فَل كَا ِ‬
‫ق قال أبو جعفر النحاس في قوله تعالى‪{ :‬الّلهُ ل ِإَلهَ إِلّ ُهوَ} [‪ : ]5‬ويجوز في‬
‫غير القرآن‪ :‬ل إله إل إياه‪ ،‬نصب على الستثناء [‪. ]6‬‬
‫وكرر هذه العبارة بعينها القرطبي عند حديثه عن هذه الية [‪. ]7‬‬
‫وقال الزجاج [‪ : ]8‬ولو قيل‪ :‬ل رجل عندك إل زيدا جاز‪ .‬ول إله إل الّلهَ جاز‪.‬‬
‫ولكن الجود ما في القرآن‪ ،‬وهو أجود أيضا في الكلم‪ .‬قال اللّه عز وجل‪ِ{ :‬إ ّنهُمْ‬
‫ستَ ْكبِرُونَ} [‪ . ]9‬فإذا نصبت بعد إل فإنما‬
‫كَانُوا إِذَا قِيلَ َلهُمْ ل ِإَلهَ إِلّ الّلهُ َي ْ‬
‫نصبت على الستثناء‪.‬‬
‫(‪ )2‬في الحديث النبـوي‪:‬‬
‫وردت كلمة الشهادة (ل إله إل اللّه) في مواضع كثيرة من الحديث‪ ،‬وجاءت كلها‬
‫بالرفع‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬في صحيح البخاري‪ ،‬ومعه فتح الباري (‪.)129( ،)1/103‬‬
‫ب‪ -‬في صحيح مسلم بشرح النووي (‪.)206( ،)197( ،)188( ،)183 /1‬‬
‫جـ‪ -‬ومن ذلك قوله صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل صلة بعد الِقامة إل المكتوبة"‪.‬‬
‫قال أبو البقاء العكـبري [‪ : ]10‬الوجه هو الرفع على البدل من موضع ل‪،‬‬
‫والنصب ضعيف‪ ،‬وقد بين ذلك في مسائل النحو‪ ،‬ومثل ذلك‪ :‬ل إله إل اللّه‪.‬‬
‫د‪ -‬وقوله صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل شفاءَ إل شفاؤك"‪.‬‬
‫قال العكبري [‪" : ]11‬شفاؤك"مرفوع بدل من موضع "ل شفاء"ومثله ل إله إل‬
‫اللّه‪.‬‬

‫(‪ )3‬في الشـعر‪:‬‬


‫أ‪ -‬قال الشنفري في ل ميّته‪:‬‬
‫حمِـيّ المُـرَعْـبَـلُ‬
‫نصـبـت له وجـهـي ول كِنّ دُونَـهُ ول سترَ إل التْ َ‬
‫[‪]12‬‬
‫قال الزمخشري [‪" : ]13‬كّن"مبنية مع ل لتضمنها معنى من المقدرة بعد ل‪.‬‬
‫ن استقر دونـه‪ ،‬وهو خبر ل‪ ...‬والتحمي‪:‬‬
‫ودونه‪ :‬في موضـع رفـع‪ ،‬أي ل ك ّ‬
‫بدل من موضع ل واسمها‪ ،‬لن موضعهما رفع على أنه مبتدأ‪ .‬وهو مثل قولنا‬
‫(ل إله إل اللّه)‪ ،‬كأنه قال‪ :‬اللّه الله‪.‬‬
‫وقال أبو البقاء [‪ : ]14‬التحمي‪ :‬بدل من موضع ل واسمها‪ .‬لن موضعها رفع‪،‬‬
‫ومثله قولنا (ل إله إل اللّه)‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقال الشاعرِ‪:‬‬
‫إلّ الضّـوابِـحَ والصْـداءَ والبُـومـا [‪ ]15‬مَهـامِـهـا وخروقـاَ ل‬
‫أَنـيسَ بها‬
‫جـ‪ -‬وقال آخـر‪:‬‬
‫أمـرتـكـمُ أمـري بمُنـعَـرجِ الـلّوي ول َأمْـرَ ِل ْلمَـعصيّ إ ّل ُمضَـيّعـاَ [‬
‫‪]16‬‬
‫هذان البيتان استشهِـد بهما الرضي [‪ ]17‬على أن النصب بعد إل فيهما قليل‪،‬‬
‫كـما في قولك‪ :‬ل أحد فيها إل زيداَ‪.‬‬
‫واستشهد سيبـويه بالبيت الثاني منهـما على أن "مضيعـا"نصب على الحال‪.‬‬
‫ضيّعاَ‪ .‬كـما جاء‪ :‬فيها رجلٌ قائما‪.‬‬
‫قال سيبويه [‪ ]18‬كأنه قال‪ :‬للمعصي أم ٌر ُم َ‬
‫وهذا قول الخليل رحمه اللّه‪ .‬وقد يكون أيضا على قوله‪ :‬ل أحد فيها إل زيدا‪.‬‬
‫قال ابن السيرافي [‪ : ]19‬يريد أن "مضـيّعا"قد ينتصب أيضا على غير وجه‬
‫الحال‪ ،‬على أن يكون مستثنى من "أمر"في قوله "ول أمر"‪ ،‬كـما استثني زيد من‬
‫رجل‪ ،‬في قوله‪ :‬ل رجل فيها إل زيدا‪ .‬وكأنه قال‪ :‬ول أثر للمعصي إل أمرا‬
‫مُضيعا‪ ،‬فحذف المنعوت وقام النعت مقامه‪.‬‬
‫و وقوال العلم [‪ :)1( ]20‬ونصف "مضيعا"على وجهين‪ :‬أجودهما الحال‪،‬‬
‫وحرف الستثناء قد يدخـل بسم الحـال وصاحبها‪ ...‬والوجه الخر أنه نصب‬
‫على الستثناء بعد النفي‪ ،‬والوجه البدل من موضع ل‪ ،‬كـما أن الرفع على البدل‬
‫من موضع ل في (ل إله إل الّلهُ) أقوى من النصب بالستثناء‪.‬‬

‫نسخـة الرسالـة الخطيـة‬

‫لهذه الرسالة نسخة خطية فريدة تقع في اثنتي عشرة صفحة‪ ،‬ضمن مجموع‬
‫يضم ‪ 15‬رسالة بمكتبة عارف حكـمت برقم ‪ 88‬مجاميع‪ .‬وهي الرسالة التاسعة‬
‫في المجموع‪ ،‬وتقع من ورقة ‪ .34 -29‬وقد كـتبت بخط نسخي عادي‪ ،‬بخط‬
‫العلمة محمد بن أحمد بن علي البهوتي الحنبلي الشهير بالخلوتي‪ .‬وفي الصفحة‬
‫نحو ‪ 27‬سطرا وفي السطر ‪ 10‬كـلمات تقريبا‪.‬‬
‫وقد ورد في آخر الرسالة الولى ورقة ‪ :3‬وعلقه لنفسه أفقر العباد‪ ،‬وأحوجهم‬
‫إلى عفو ربه العلي محمد بن أحمد البهوتي الحنبلي‪ ،‬في يوم الجمعة المبارك‬
‫ثاني عشر ذي القعدة من شهور سنة ‪ 1038‬من الهجرة النبوية‪.‬‬
‫والنسخـة كاملة واضحة‪ ،‬ولكنها ل تخلو من التحريف والضطراب والغموض‬
‫في بعض المواضيع‪.‬‬
‫وقـد عملت على خدمـة النصر وضبطه وتوثيق محا شيه‪ ،‬والتعليق عليه‪ ،‬ما‬
‫أمكن‪ ،‬لتوضيح الجوانب الدقيقة لكل مسألة‪.‬‬
‫وباللّه التوفيق‪ ،‬والحمد للّه أول وآخرا‪.‬‬

‫بسم اللّه الرحمن الرحيم‬


‫وبه ثقـتي‬
‫قال الشيخ العلمة جمال الدين [ عبد ال بن] [‪ ]21‬يوسف بن هشام النصاري‪،‬‬
‫رحمه اللّه تعالى‪ ،‬ونفعنا بتحقيقاته‪:‬‬
‫أما بعد حمد اللّه‪ ،‬والصلة على رسوله محـمّد‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فهذه‬
‫رسالة كـتبتها في إعراب ل إله إل ال [‪ ]22‬سألني في وضعها بعض‬
‫الصحاب‪ ،‬فأجبته مستمدا من الكريم الوهاب‪.‬‬
‫[جواز الرفع والنصب في السم الواقع بعد إلّ]‪:‬‬
‫يجوز الرفع فيما بعد إل‪ ،‬والنصب‪ .‬والوّل أكثر [‪. ]23‬‬
‫نص على ذلك جماعة منهم العلّمة محمد بن [محمد]بن عمرون [‪ ]24‬في‬
‫شرحه على المفصّل‪ .‬وظاهر كلم ابن عصفـور [‪ ]25‬والبـذي [‪ ]26‬يقتضي‬
‫أن النصب على الستثناء أفصح [‪ ، ]27‬أو مساو للرفع على بعض الوجوه‪،‬‬
‫كـما سيأتي تقريره‪.‬‬
‫[أوجـه الرفـع]‪:‬‬
‫فأما الرفع فمن ستة أوجه‪:‬‬
‫أولهـا‪ :‬أن خبر "ل"محذوف‪ ،‬و"إلّ اللّه"بدل من موضع ل مع اسمها‪ ،‬أو من‬
‫حمْلن‪.‬‬
‫موضع اسمها قبل دخولها‪ .‬وقع للنحويين ال َ‬
‫وهـذا الِعراب مشهـور في كلم جماعة من أكابر هذه الصناعة‪ ،‬قيل أطبق‬
‫عليه المعربون من المتقدمين وأكثر المتأخرين [‪. ]28‬‬
‫قلت‪ :‬وقد استشكل من قاعدة أن البدل ل بد أن يصحّ إحلله في محل المبدل منه‪،‬‬
‫وهو على نيّة تكرار العامل‪ .‬ول يصحّ تكرار "ل"لو قلت‪ :‬إل عبد ال في قولك‪ :‬ل‬
‫أحد فيها إل عبد ال‪ .‬لم يجزْ‪.‬‬
‫وأجاب الشلوبين [‪ ]29‬بأن هذا في معنى‪ ،‬ما فيها من أحدٍ إلّ عبدُ اللّه‪،‬‬
‫ويمكنك في هذا الحلل [‪. ]30‬‬
‫قال ابن عصفور‪ ،‬رحمه اللّه تعالى‪ :‬وهذا الشكال ل يتقرر‪ ،‬لنه ل يلزم أن يحلّ‬
‫"أحد"الواقع بعد إلّ‪ ،‬إنـما يلزم تقدير العامل في المبدل منه‪ ،‬والعامل في المبدل‬
‫منه البتداء‪ ،‬فإذا أبدلت منه كان‬
‫مبتدأ‪ ،‬وخبره محذوف‪ .‬والتقدير في "ل أحد فيها إلّ عبد ال‪ :‬ل فيها [ أحدٌ] إل‬
‫عبدُ ال [‪. ]31‬‬
‫وهذا فيه تأمل يظهر بما ذكره النحويون‪ ،‬في مسألة (ما زي ٌد بشيءٍ إل شيءٌ ل‬
‫يعبأ به) من أن "إلّ شيء"بالرفع ل غير على اللغتين [‪. ]32‬‬
‫أما عند بني تميم فلنّ (بشيء) في محل رفع‪ ،‬وتعذّر حمله على اللفظ [‪ ]33‬لن‬
‫الباء ل تزاد في اليجاب‪.‬‬
‫وأمـا عنـد أهل الحجاز فلنهم وإن أعملوا ما‪ ،‬و"بشيء"في محل نصب عندهم‪،‬‬
‫فإعمالها مشروط بعدم انتقاض النفي‪ .‬فـما بعد "إل"ل يمكن تقدير عملها فيه‪،‬‬
‫والبدل على نية التكرار‪ ،‬ولذلك قال سيبويه [‪ : ]34‬وتستوي اللغتان [‪. ]35‬‬
‫وقد زعم ابن خروف [‪ ]36‬أن مراده بالستواء فيما قبل إلّ وفيما بعدها من‬
‫المستثنى والمستثنى منه‪.‬‬
‫قال ابن الضائع [‪" : ]37‬وغلط الستاذ أبو علي [‪ ]38‬في النقل عنه‪ ،‬فنقل‬
‫الستواء فيما بعد إلّ‪ ،‬ل فيما بعد المجرور‪ ،‬حتى يرد عليه بأنه ل يجوز بدل‬
‫مرفوع من منصوب"‪.‬‬
‫قال ابن الضائع‪ :‬وعِندي أن القياس أن يبقوا على لغتهم في المجرور‪ ،‬وإل كان‬
‫يلزم الرفع في قولنا‪ :‬ما زيدٌ قائـم َا بل قاعدٌ ‪ ،‬وكذا في لكنْ‪ .‬ولم ينقل عن‬
‫الحجازيين رجوعهم إلى اللغة التميمية في ذلك‪ .‬وإنـما نقل عنهم الرفع فيما بعد‬
‫بل ولكن على جهة البتداء‪ ]39[ .‬فهاهنا ينبغي أن يرجع فيما بعد "إل"على‬
‫النصب على الستثناء‪ .‬فقول سيبويه‪ :‬استوت اللغتان في الرفع‪ ،‬ينبغي أن يحمل‬
‫على ما بعد إلّ‪ .‬ول حجة لهم في قول سيبويه‪ :‬وصارت "ما"على أقيس اللغتين‬
‫[‪ ، ]40‬فإنه يمكن حمله على ما بعد إلّ‪ ،‬كما قالوا في‪ :‬ما زيد إل منطلق‪ ،‬رجعوا‬
‫إلى اللغة التميمية‪.‬‬
‫ويقوّى أنه يريد ما بعد إلّ‪ ،‬تقديره وقوله‪ :‬كأنك قلت‪ :‬ما زيد إل شيء ل يعبأ به‬
‫[‪. ]41‬‬
‫وقـول الستـاذ "ل يبـدل مرفوع من منصوب"‪ ،‬جوابه أن البدل هنا بالحمل‬
‫على المعنى [‪ . ]42‬فإن الشرط في البـدل تقدير تكرار العامل‪ ،‬فإن العامل‬
‫يتكرر على أن البدل مرفوع‪ .‬ويظهر البدل هنا في أنه ل يعمل فيه اللفظ المتقدم‬
‫العامل في المبدل منه‪ ،‬بل البتداء قولهم "ل إله إل اللّه"‪ ،‬أل ترى أنه بدل على‬
‫تقدير مالنا أو ما في الوجود‪ .‬ول يجوز تقدير ل في الوجود إل اللّه‪ ،‬لن "ل"ل‬
‫تلغى إل مكررة [‪ . ]43‬وكذا البدل هنا على تقدير‪ :‬ما زيد إل شيء‪ .‬وكأن‬
‫"ما"لها عملن‪ ،‬عمل فيما بعد إل وهو الرفع‪ ،‬وعمل فيما قبلها وهو النصب‪،‬‬
‫فترك الول على أحد العملين‪ ،‬وحمل الثاني‪ ،‬وهو ما بعد إل‪ ،‬على العمل الخر‪.‬‬
‫انتهى [‪. ]44‬‬
‫وفي كلمه نظران‪:‬‬
‫الول‪ :‬قوله "ول يجوز تقدير ل في الوجود إل اللّه "ليس معنا في اللفظ إلّ "ل"‬
‫واحدة وهي عاملة‪ .‬نعم إذا أعربناه على ما سبق بدل نوينا تكرار ل‪ ،‬وانتفى‬
‫عمل تلك المقدرة بالدخول على المعرفة‪ .‬ومن أين لزوم التكرار لتلك المقدّرة‪.‬‬
‫ولو قيل إنها تكررت في الجملة كان كافيا في جوابه‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬جعله باب "ل إله إل اللّه "وباب "ما زي ٌد بشيءٍ إل شيء"سواء‪ .‬ولقائل‬
‫أن يقول بينهما فرق‪ ،‬بأن "اللّه "مرفوع بدل من منصوب‪.‬‬
‫وقد يعتذر له عن الثاني بأن "إل اللّه "بدل من موضع اسم ل‪ ،‬ل من "ل"مع‬
‫اسمهـا [‪ . ]45‬بل ل يفتقر إلى ذلك جميعه‪ ،‬فإن العامل المقدر مع البدل هو‬
‫البتداء‪ ،‬وهو صالح للعمل في البدل والمبدل منه‪ ،‬كـما تقدم في كلم ابن‬
‫عصفور‪.‬‬
‫وقد رأيت في المجد المؤثل مما كتبته على المفصّل [‪ ]46‬أن الرفع في "ما زيد‬
‫بشيء إل شيء"يحتمل [‪ ]47‬ثلثة أوجه‪ :‬إما البدل من جهة المعنى كـما سبق‪،‬‬
‫وإما على موضع "بشيء" قبل دخول "ما"‪ ،‬و إما على أن الرفع في الثاني هو‬
‫الرفع في الول‪ ،‬لو اتصف الول بصفته من الِثبات‪ .‬وشبهت ذلك بمسألة التنزيل‬
‫في توريث ذوي الرحام في الفرائض [‪ ، ]48‬أي إعطاء الذكر ما للنثى التي‬
‫أدلى بها [‪ ، ]49‬وبالعكس‪ ،‬مع مراعاة العدد منه نفسه‪ ،‬فليتأمل‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬أن خبر "ل"محذوف‪ ،‬كـما سبق‪ ،‬والبدال من الضمير المستكن فيه‪.‬‬
‫وهذا ل كلفة فيه‪ ،‬واختاره بعض المتأخرين [‪. ]50‬‬
‫ثالثها‪ :‬أن الخبر محذوف كـما سبق‪ ،‬و"إل اللّه "صفة لله على الموضع [‬
‫‪ ، ]51‬أي موضع ل مع اسمها‪ ،‬أو موضع اسمها قبل دخول "ل"‪.‬‬
‫ول يستنكرون وقوع "إل" صفة [‪ ، ]52‬فقد جاء { َلوْ كَانَ فِي ِهمَا آ ِل َهةٌ إِلّ الّلهُ‬
‫لَ َفسَ َدتَا} [‪ . ]53‬ويصير المعنى‪ :‬ل إلهَ غير اللّه في الوجود‪ .‬وقد جاء {مَا لَ ُكمْ‬
‫غ ْيرُهُ} [‪ ]54‬بالوصف‪ ،‬لكنّ الخبر المحذوف قدّره بعضهم "في الوجود"‪،‬‬
‫مِنْ ِإَلهٍ َ‬
‫وقدّره بعضهم "كائن"‪ ،‬وبعضهم "لنا"‪.‬‬
‫قيل والتقديران الولن أولى من حيث كونه أدل على التوحيد المطلق من غير‬
‫تقييد‪ .‬ولذلك جاء {وَإِ َلهُ ُكمْ ِإَلهٌ وَاحِدٌ} وأعقب بقوله {ل ِإَلهَ إِلّ ُهوَ} [‪. ]55‬‬
‫وقد يقال إذا قدّر "لنا"فالمراد لنا أيها العالَم الذي هو كل موجود سوى اللّه عز‬
‫وجل‪ ،‬فاتحدت التقادير [‪. ]56‬‬
‫وقـد ردّ المـام فخر الدين [‪ ]57‬على من قدر الخبر "في الوجود"لن هذا‬
‫النفي عام‬
‫مستغرق‪ ،‬فتقييده بالوجود مخصص‪ ،‬فل يبقى النفي على عمومه المراد منه‪ ،‬فل‬
‫يكون هذا إقرارا بالوحدانية على الطلق [‪. ]58‬‬
‫قال النـدلسي [‪" : ]59‬ل إلـه حقيقة إل من له الخلق والمر‪ ،‬لبد أن يكون‬
‫موجودا فينعكس بعكس النقيض فـما ليس موجودا ليس بإله‪ .‬والمراد بقوله‬
‫"في الوجود"مسمى الوجود الصادق على العيني والذهني‪ ،‬فنفي الله عن الوجود‬
‫نفي لحقيقته"‪.‬‬
‫وفي ريّ الظمآن [‪" : ]60‬ل يتصور نفي الماهية عندنا إل مع الوجود‪ .‬هذا‬
‫مذهب أهل السنة‪ ،‬خلفا للمعتزلة فإنهم يثبتون الماهية عارية عن الوجود‪،‬‬
‫والدليل يأبى ذلك"‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬أن يكون الستثناء مفرغا [‪ ، ]61‬و"إله "اسم "ل"بني معها‪ ،‬و"إلّ اللّه‬
‫"الخبر [‪. ]62‬‬
‫و هذا منقول عن الشلوبيـن فيما علّقه على المفصل‪ ،‬ونقله عن الزمخشري [‬
‫‪ ]63‬في حواشيه ابن عمرون‪ ،‬وإن كـان في المفصل قال غيره‪ ،‬وذهب إلى أن‬
‫الخبر محذوف [‪. ]64‬‬
‫ومقتضى كلم ابن خروف‪ ،‬على ما نقله عنه ابن الضائع قول الشاعر‪:‬‬
‫أل تجشّـؤُكم ح َولْ الـتـنّـانـير [‪]65‬‬ ‫أل طعـان أل فُرسـانَ عاديةً‬
‫من أنه أعرب ( إلّ تجشؤكم) خبر ل‪ ،‬لكن ردّه عليه بوجهين‪ ،‬أحدهما‪ :‬أن "ل"ل‬
‫تعمل في الموجب‪ .‬الثاني‪ :‬أنها ل تعمل في الموجب مع المعرفة‪ ،‬وهما لزمان‬
‫لعراب "إلّ اللّه "خبرا‪.‬‬
‫وفي الوجهين نظر‪ ،‬لنّ "ل "عند سيبويه وجمهور البصريين [‪ ]66‬ل عمل لها‬
‫جلَ حاضرٌ‪ ،‬بمثابة‪ :‬هل مِنْ رجلٍ‬
‫في الخبر إذا بني السم معها‪.‬وقولك ل رَ ُ‬
‫حاضر؟ الجواب كالسؤال‪.‬‬
‫واستدل لذلك ابن عصفور في شرحه لليضاح بجواز حمل جميع التوابع لسمها‬
‫على الموضع قبل الخبر‪.‬‬
‫والقائل إن "ل"ترفع الخبر الخفش [‪ ]67‬وتابعوه‪.‬‬
‫وبنى ابن عصفـور على الختلف جواز‪ :‬ل رجـلَ ول امرأة قائـمان‪ .‬على‬
‫القول‬
‫الول‪ ،‬وامتناعه علىَ الثاني [‪ . ]68‬مع أن كلم أبي البقاء [‪ ]69‬في اللباب‪،‬‬
‫وابن يعيش [‪ ]70‬في شرح المفصل ما يوهم أن خلف سيبويه والخفش في‬
‫"ل"مطلقا المبني معها السم والمعرب‪ ،‬حيث علل مذهب سيبويه بضعف عمل ل‪.‬‬
‫ولكن ابن مالك [‪ ]71‬في التسهيل [‪ ]72‬نقل التفاق على عمل "ل"في الخبر إذا‬
‫كان اسمها معربا‪ ،‬واختار قوله الخفش فيما إذا بني السم معها‪.‬‬
‫ورتب أبو البقاء على الخلف أن قوله الشاعر‪:‬‬
‫ومـا فاهـوا به أبدا مُقـيم [‬ ‫فيهـا‬ ‫تأثـيم‬ ‫فل َلغْـوٌ ول‬
‫‪]73‬‬
‫ل يحتاج إلى تقدير "فيها"عند سيبويه‪ ،‬بل الثابت "فيها"خـبر الثنين‪ ،‬ويحتاج‬
‫لتقدير "فيها"أخرى عند سيبويه في أحد قوليه‪ ،‬وعند الخفش‪.‬‬
‫وكنت عرضت هذا النظر على شيخنا أبي حيان [‪ ]74‬فقال‪ :‬كلم ابن الضائع‬
‫محمول على مذهب من يرى أنها عاملة في الخبر مطلقا‪ .‬ثم اعترض عليه من‬
‫وجه آخر‪ ،‬وهو أنه يلزم أن تعمل "ل" [‪ ]75‬في المعرفة‪ .‬وهذا إن تم به‬
‫العتراض على الخفش فسيبويه سالم منه‪ ،‬حيث يقول إن "ل"ل عمل لها في‬
‫الخبر‪.‬‬
‫على أن ابن عمرون حين نقل هذا الِعراب عن الزمخشري في الحواشي‪ ،‬ردّه‬
‫بأن المعرفة ل تكون خبرا عن النكرة‪ .‬فيقال له هذا ل يضر سيبويه إذا كان مع‬
‫النكرة ما يسوغ الخبار عنها‪ ،‬وهي متقدمة على المعرفة حفظا للصول‪ ،‬وقد‬
‫أعرب‪ :‬كم جربيا أرضك؟ [‪ ]76‬مبتدأ مقدما وخبرا مؤخرا‪.‬‬
‫على أن ما ذكره ابن الضائع من أن "ل"ل تعمل في الموجب‪ ،‬قد يقال فيه إن تلك‬
‫"ل"العاملة عمل ليس‪ ،‬من حيث إنها إنـما عملت للشبه بليس من جهة النفي‪،‬‬
‫فإذا زال النفي زال الشبه فزال العمل‪ .‬أما ل النافية للجنس فعملها إنـما هو‬
‫بالحمل على إن‪ ،‬وهي للثبات‪.‬‬
‫وقد قال العطار [‪ ]77‬في شرح الكراسة‪ :‬إذا قلت "ل فيها رجل"رفعت على‬
‫البتداء ل غير‪ ،‬لنه ل يتقدم خبر "ما"الحجازية‪ ،‬يعني "ل"العاملة عمل ليس‪ .‬وإل‬
‫فالعاملة عمل إنّ امتناع التقديم فيها لجل تركبها مع ل‪ .‬وإن حملت كلمه على‬
‫الِطلق‪ ،‬فالكلم معه كالكلم مع ابن الضائع‪.‬‬
‫وقد ردّ ابن الحاجب [‪ ]78‬على من جعل "إل اللّه "خبرا‪ .‬وسبق [‪ ]79‬إلى ذلك‬
‫الندلسي‪ ،‬قال‪ :‬لنه مستثنى من السم‪ ،‬ول يجوز أن يكون المستثنى خبرا عن‬
‫المستثنى منه‪ ،‬لنه مبين له [‪ . ]80‬ويمكن أن يقال ل نسلّم أن الستثناء إخراج‬
‫من المحكوم عليه بل من الحكـم‪ .‬سلّمنا أنه إخراج من المحكوم عليه‪ ،‬لكن‬
‫المستثنى منه المحكوم عليه ليس اسم "ل"الذي أخبر عنه بـ "إل اللّه"‪ ،‬إل أنه‬
‫حذف لقصد التفريغ وأقيم المستثنى مقامه‪ ،‬وأعرب بإعرابه‪.‬‬
‫وهـذا فرق ما بين القـوال السـابقة‪ .‬وهذا حيث جعلنا الستثناء فيها تاما‪،‬‬
‫وهنا مفـرغا‪ ،‬مع أن الخبر وهو "موجود"فيهما محذوف‪ .‬إل أن ذلك حذف‬
‫لمحذوف محكوم له بحكم الثابت‪ ،‬وهذا فيه حذف لمحذوف معرض عنه في‬
‫العراب‪.‬‬
‫وقد ردّ أبو البقاء العكـبري هذا العراب أيضا في شرح الخطب النباتية‪ ،‬بأنه‬
‫يلزم منه الخبار بالخاص عن العام‪ ،‬وهذا مع الخبار بالمعرفة عن النكرة‪.‬‬
‫ويمكن أن يقال إنما يمنع ذلك في الثبات‪ ،‬كقولنا‪ :‬الحيوان إنسان‪ .‬أما في النفي‬
‫فل‪ .‬وقد ردّ ابن عمرون قول من جعل "إل اللّه"خبرا بجواز نصب "إل اللّه"على‬
‫الستثناء‪ ،‬ومحال نصب خبر ل المشبهة بأن‪ ،‬وإن كان الرفع المشهور‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ولقائل أن يقول إذا نصبنا لم نعتقد الخبر إل محذوفا‪ .‬ول يحسن الرد بهذا على‬
‫من جعل "إل"خـبرا‪ ،‬مع تجويزه الوجوه السابقة‪ .‬واللّه أعلم‪.‬‬
‫خامسها‪ :‬أن "ل إلـه"في موضـع الخبر‪ ،‬و"إل اللّه"في موضع المبتدأ‪ .‬ذكر ذلك‬
‫الزمخشري [‪ ]81‬في كلم تلقفه عنه بعض تلمذته‪ ،‬وكتب ما ملخصه‪ :‬اعلم أن‬
‫متقدمي الشيوخ ذهبوا إلى أن قولنا‪ :‬ل إله إل اللّه‪ ،‬كلم غير مستقل بنفسه‪ ،‬بل‬
‫بتقدير خبر‪ ،‬أي في الـوجود‪ ،‬أو موجود‪ ،‬أو لنا‪ .‬تقدير قولنا‪ :‬ل رجلَ في الدار‬
‫إل زيدٌ ‪ .‬فجعلوا الكلم جملتين‪ .‬وليس كذلك‪ ،‬ول يحتاج إلى تقدير‪ ،‬لن الكلم ل‬
‫يخلو من وجهين‪ :‬أحدهما أصل الكلم‪ .‬الثاني‪ :‬تفريع يزيد الكلم تحقيقا‪ ،‬وفائدة‬
‫زائدة‪.‬‬
‫نحـو‪ :‬ما جاءني رجل‪ .‬يفيد نفي واحد غير معين‪ ،‬فيجوّز السامع مجيء اثنين‪.‬‬
‫[ فلذلك يصحّ أن يقول‪ :‬ما جاءني رجل بل رجلن] [‪ . ]82‬فإذا قيل‪ :‬ما جاءني‬
‫من رجل‪ [ ،‬فيعلم السامع أنه لم يجئه أحد من جنس الرجال]‪ ،‬فلم يصحّ‪ :‬ما‬
‫جاءني من رجل بل رجلن [‪. ]83‬‬
‫ضهِ ْم مِيثَا َقهُمْ لَ َعنّا ُهمْ} [‬
‫حمَ ٍة مِنَ الّلهِ ِلنْتَ َلهُمْ} [‪ ]84‬و { َفبِمَا نَقْ ِ‬
‫وكذا { َف ِبمَا رَ ْ‬
‫‪ ، ]85‬لو لم يأت بـ "ما"جوّزنا أن اللين واللعن كانا للسببين المذكورين‬
‫ولغيرهما‪ ،‬وحين دخلت "ما"قطعنا بأن اللين لم يكن إل للرحمة‪ ،‬وأن اللعن لم يكن‬
‫إلّ لجل نقض الميثاق‪.‬‬
‫والستثناء من تفريعات الكلم يزيده تأكيدا‪ ،‬فأصل الكلم‪ :‬جاءني زيد‪.‬‬
‫وهذا ل يقتضي قطع السامع بأن غير زيد لم يجيء‪ ،‬فإذا أريد جمع المعنيين‪،‬‬
‫مجيء زيد ونفي مجيء‪ ،‬غيره قيل‪ :‬ما جاءني إل زيد‪.‬‬
‫وكذا في مسألتنا‪ :‬اللّه إله‪ ،‬يوازن‪ :‬زيد منطلق‪ .‬فلما فرّع عليه وقيل "ل إله إل‬
‫اللّه"أفاد الفائدتين‪ :‬إثبات اللهية للّه تعالى‪ ،‬ونفيها عمّا سواه‪.‬‬
‫فإذن "ل إلـه"في موضع الخبر‪ ،‬و"إل ال"في موضع المبتدأ‪ .‬يوضح هذا أن‬
‫"ل"تطلب النكرة أبدا [‪ ، ]86‬ل تقول‪ :‬ل زيد منطلق‪ .‬والمبتدأ يجب أن يكون‬
‫معرفة والخبر نكرة‪.‬‬
‫ثم تكلم بكلم آخر‪ [ .‬انتهى ملخص كلم الزمخشري ]‪.‬‬
‫وهذا العراب ارتضاه جماعة منهم ابن الحاجب وبعـض مشايخنا‪ ،‬وذكره في‬
‫ابتداء تدريسه قاضي القضاة جلل الدين القزويني [‪ ، ]87‬رحمه ال‪ ،‬بالقاهرة‪،‬‬
‫وأنكره بعـض العلماء‪ ،‬ولم يبين لفساده معنى‪ ،‬وقد رُدّ بمخالفته الجماع من‬
‫وجهين‪ :‬أحدهما أن "ل"إنـما يبنى معها المبتدأ ل الخبر‪ .‬الثاني‪ :‬جوار النصب‬
‫بعد إلّ [‪. ]88‬‬
‫وفي بقية الكلم المنسوب للزمخشري‪ ،‬رحمة اللّه عليه‪ ،‬تعقّب‪.‬‬
‫سادسها‪ :‬أن تكون "ل"مبنية مع اسمها‪ ،‬و"إل اللّه"مرفوع بإله‪ ،‬ارتفاع السم‬
‫بالصفة‪ ،‬واستغني بالمرفوع عن الخبر‪ ،‬كـما في مسألة‪ :‬ما مضروب الزيدان‪،‬‬
‫وما قائم العمران‪.‬‬
‫وشجعني على ذلك قول الزمخشري رحمه اللّه تعالى‪ :‬إله بمعنى مألوه [‪، ]89‬‬
‫عبِد‪ .‬ولو قلت‪ :‬ل معبود إل اللّه‪ ،‬لم يمتنع فيه ما ذكرت‪.‬‬
‫من ُألِـه إذا ُ‬
‫وعـلى ذلـك اعتراضان‪ :‬الول أن هذا الوصف الرافع لمكتفى به ينظر في‬
‫دخول النواسخ عليه‪ ،‬فقد منع سيبويه‪ :‬إنّ قائـما أخواك [‪. ]90‬‬
‫الثاني‪ :‬أنـه على تقـدير عمـل "إله"يكون ذلك مطوّل [‪ ]91‬فيقتضي ذلك‬
‫تنوينه‪ .‬والتطويل كـما يكون بالعمل نصبا‪ ،‬كذلك يكون بالعمل رفعا‪.‬‬
‫ففي مسـائـل ابن جني [‪ ]92‬رحمـه اللّه تعالى‪ ،‬لشيخه ت إذا قلت‪ :‬يا منطلق‬
‫وزيد‪ ،‬وعطفت على المرفوع في منطلق‪ ،‬وقلت إنّ العامل في المعطوف هو‬
‫العامل في المعطوف عليه [‪ ، ]93‬أتنصب "منطلق"أم ترفعه؟ فاستقر أمرهما بعد‬
‫محاورة طويلة على أن ينصب‪ ،‬وأنه مطوّل [‪. ]94‬‬
‫والجواب عن الول‪ :‬أن الخفش قد أجاز‪ :‬إنّ قائـما أخواك‪ .‬ومنع سيبويه لها‬
‫إنـما هو لعدم مسوغ البتداء بالنكرة‪.‬‬
‫قال بعض الفضلء من أهل العصر‪ ،‬وقد عرضت ذلك عليه وارتضاه‪ :‬قد خطر لي‬
‫أن نحو "ليس قائم أخواك"يتفق المامان على إجازته‪.‬‬
‫وعن الثاني‪ :‬أن ابن كيسان [‪ ]95‬اختار حذف التنوين من نحو ذلك‪ ،‬وجعل منه‬
‫{ل غَالِبَ َلكُمُ ا ْل َيوْ َم مِنَ النّاسِ} [‪ ]96‬و {ل َت ْثرِيبَ عَ َليْكُمُ} [‪ . ]97‬وإن كان‬
‫جمهور البصريين يؤولون ذلك‪.‬‬
‫قال بعض مشايخنا‪ :‬وأرى أن مذهب ابن كيسان أولى لعدم التكلف‪.‬‬
‫[ وجهـا النصب] ‪:‬‬
‫وأما النصب في "إل اللّه"فمن وجهين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬أن يكون على الستثناء إذا قدر الخبر محذوفا‪ ،‬أي ل إله في الوجود إل‬
‫اللّه عز وجل‪ .‬ول يرجح عليه الرفع على البدل‪ ،‬كـما هو مقدر في الستثناء‬
‫التام غير الموجب‪ ،‬من جهة أن الترجيح هناك لحصول المشاكلة في التباعِ دون‬
‫الستثناء‪ .‬حتى لو حصلت المشاكلة فيهما استويا‪ ،‬نحو‪ :‬ما ضربت أحدا إل زيدا‪.‬‬
‫نص على ذلـك جماعـة منهم الُبذي رحمه اللّه تعالى‪ .‬بل إذا حصلت المشاكلة‬
‫في النصب على الستثناء وفاتت في التباع ترجح النصب على الستثناء‪ .‬وهذا‬
‫كذلك يترجح النصب في القياس‪ ،‬لكن السماع والكثر الرفع‪ .‬ول يستنكر مثل‬
‫ذلك‪ ،‬فقد يكون الشيء شاذا في القياس وهو واجب الستعمال‪ .‬وليس هذا‬
‫موضع بسط ذلك [‪. ]98‬‬
‫وقاك أبو الحسن البذي في شرح الكراسة‪ :‬إنك إذا قلت‪ :‬ل رجل في الدار إل‬
‫عمرو‪ ،‬كان نصب "إل عمرو" على الستثناء أحسن من رفعه على البدل‪ ،‬لما في‬
‫ذلك من المشاكلة‪.‬‬
‫على أن أبا القاسم الكرماني [‪ ]99‬رحمه اللّه تعالى‪ ،‬قال في كتاب الغرائب‪ ،‬في‬
‫قوله تعالى‪{ :‬ل إِ َلهَ إِلّ ُهوَ} [‪ : ]100‬ول يجوز النصب هنا‪ ،‬لن الرفع يدل على‬
‫أن العتماد على الثاني‪ ،‬والنصب يدل على أن العتماد على الول‪ .‬يعني إنك إذا‬
‫أبدلت فما بعد إل مسند إليه كالذي قبلها‪ ،‬إل أن العتماد في الحكـم على البدل‬
‫[‪ ، ]101‬وإذا نصبت فـما بعد إل ليست مسندا إليه‪ ،‬إنـما هو مخرج‪.‬‬
‫وقد اعترض عليه بأنه ل فرق في المعنى بين قولنا‪ :‬ما قام القوم إل زيدٌ وإل‬
‫زيدا‪ ،‬إل من حيث ان الرفع أولى من جهة المشاكلة‪.‬‬
‫وكلم الكرماني ل يقتضي منع النصب مطلقا‪ ،‬بل في الية من جهة الرجحية‬
‫التي يجب حمل أفصح الكلم عليها‪.‬‬
‫وقي كلم بعضهم أرجحية الرفع لن فيه إعراضا عن غير اللّه تعالى وإقبال عليه‬
‫بالكلية‪ .‬وأما الستثناء فيقتضي الشتغال بنفي السابق وإثبات اللحق‪ ،‬ففيه‬
‫اشتغال بهما جميعا‪ .‬وهذا قد يرجح به النصب‪]102[ ....‬‬
‫ثانيهما‪ :‬أن يكون الخبر محذوفا كـما سبق‪ ،‬و"إل اللّه "صفة لسم "ل"على اللفظ‬
‫[‪ . ]103‬وفي عبارة بعضهم أو على الموضع بعد دخـول "ل"‪ ،‬وهما متقاربان‬
‫كـما سبق مثلهما في اللفظ‪.‬‬
‫قال البذيَ‪ :‬ول يجوز البدل من اسم "ل"عام اللفظ‪ ،‬يعني في‪ :‬ل رجلَ في الدار‬
‫إل‪ ،‬زيدا‪ ،‬لن البدل في نية تكرار العامل‪ ،‬ولو قدر فسد المعنى‪ ،‬وعملت "ل"في‬
‫المعرفة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال ابن الحاجب‪ ،‬رحمه اللّه تعالى‪ :‬لن "ل"إنما عملت للنفي [‪ . ]104‬وفيه ما‬
‫سبق‪.‬‬
‫وقال النيلي [‪" : ]105‬وإن شئت قلت إنّ "مِنْ "مقدرة في النفي إذا كان مفردا‪،‬‬
‫وجاء بعد إل موجب ل يصح تقدير "من "فيه‪ .‬وقيل لن تقدير "ل" يقتضي النفي‪،‬‬
‫ووقوعه بعد إل يقتضي الثبات‪ ،‬فيفضي إلى التناقض"‪.‬‬
‫وقد تلخص في "ل إله إل اللّه"عشرة أوجه‪ :‬الرفع من ستة أوجه‪ ،‬غير أن البدل‬
‫من الموضع إما من موضع اسم ل قبل الدخول‪ ،‬وإما من ل مع اسمها‪ ،‬فيتقدر‬
‫سبعة‪.‬‬
‫والنصب من وجهين إل أن في وجه الصفة‪ ،‬إما أنه صفة للفظ اسم ل إجراء‬
‫لحركة البناء مجرى حركة العراب‪ ،‬وإما أن يكون صفة لموضعه بعد دخول ل‪،‬‬
‫فيتقدر ثلثة مع السبعة‪ ،‬فتلك عشرة كاملة‪.‬‬
‫والذي في كلم ابن عصفور من ذلك أربعة أوجه‪ ،‬وهو أكثر من وسّع في "إلّ"من‬
‫الوجه‪.‬‬
‫انتهى ما خطر لي في هذه المسألة من الوجه الواضحة‪ ،‬واللّه يرزقنا منه‬
‫المسامحة‪.‬‬
‫والحمد للّه رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين‬
‫وصحابته أجمعين‪.‬‬
‫تمت بحمد اللّه وعونه وحسن توفيقه‬

‫فهرس المصادر‬
‫‪ _1‬ابن هشام النصاري‪ /‬آثاره ومذهبه النحوي‪ /‬د‪ .‬علي فودة نيل‪ .‬منشورات‬
‫جامعة الملك سعود‪ -‬الرياض ‪ 1406‬هـ‪.1985 /‬‬
‫‪ _2‬أحكام الميراث في الشريعة الِسلمية‪ :‬د‪.‬جمعة برّاج‪ .‬دار الفكر للنشر‬
‫والتوزيع‪ .‬عمان‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1401‬هـ‪1981 /‬م‪.‬‬
‫‪ _3‬أخبار النحويين البصريين‪ :‬السيرافي‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محمد البنا‪ ،‬دار العتصام‬
‫الطبعة الولى ‪ 1405‬هـ‪1985/‬م‪.‬‬
‫‪ _4‬ارتشاف الضرب‪ :‬أبو حيان الندلسي‪ ،‬تحقيق د‪ .‬مصطفى النماس‪.‬‬
‫‪ _5‬الستغناء في أحكام الستثناء‪ :‬شهاب الدين القرافي‪ ،‬تحقيق د‪ .‬طه محسن‪.‬‬
‫‪ _6‬أسرار العربية‪ :‬النباري‪ ،‬تحقيق محمد بهجة البيطار‪ ،‬دمشق ‪1377‬هـ‪/‬‬
‫‪1957‬م‪.‬‬
‫‪ _7‬إشارة التعين‪ :‬عبد الباقي اليماني‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد المجيد دياب‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪ 1406‬هـ‪.‬‬
‫‪ _8‬اشتقاق أسماء اللّه‪ :‬الزجاجي‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد الحسـين المبارك‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫‪ _9‬الشباه والنظائر‪ :‬السيوطي‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد العال سالم مكرم‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫‪ _10‬الصول في النحو‪ :‬ابن السرّاج‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد الحسين الفتلي‪.‬‬
‫‪ _11‬أعجب العجب في شرح لمية العرب‪ :‬الزمخشري‪ ،‬الطبعة الولى بالجوائب‬
‫‪ 1300‬هـ‪.‬‬
‫‪ _12‬إعراب الحديث النبوي‪ :‬العكبري‪ ،‬تحقيق د‪.‬حسن موسى الشاعر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪ 1408‬هـ‪ 1987/‬م‪.‬‬
‫‪ _13‬إعراب القرآن الكريم‪ :‬النحاس‪ ،‬تحقيق د‪ .‬زهير غازي زاهد‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪ 1405‬هـ‪1 985 /‬م‪.‬‬
‫‪ _14‬إعـراب لمية الشنفري‪ :‬العكبري‪ ،‬تحقيق محمد أديب جمران‪ ،‬المكتب‬
‫الِسلمي‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1404‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫‪ _15‬العلم ‪ :‬الزركلي‪ ،‬دار العلم للمليين‪.‬‬
‫‪ _16‬إنباه الرواة‪ :‬القفطي‪ ،‬تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ _17‬النصاف في مسائل الخلف‪ :‬النباري‪ ،‬تحقيقَ المرحوم الشيخ محي الدين‬
‫عبد الحميد‪.‬‬
‫‪ _18‬أوضح المسالك‪ :‬ابن هشام النصاري‪ ،‬تحقيق المرحوم الشيخ محي الدين‬
‫عبد الحميد‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫‪ _19‬إيضاح المكنون‪ :‬إسماعيل باشا البغدادي‪.‬‬
‫‪ _20‬اليضاح في شرح المفصّل‪ :‬ابن الحاجب‪ ،‬تحقيق د‪ .‬موسى بناي العليلي‪،‬‬
‫مطبعة العاني‪ -‬بغداد ‪ 1982‬م‪.‬‬
‫‪ _21‬البحر المحيط‪ :‬أبو حيان الندلسي‪.‬‬
‫‪ _22‬البدر الطالع‪ :‬الشوكاني‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1348‬هـ‪.‬‬
‫‪ _23‬البلغة في تاريخ أئمة اللغة‪ :‬الفيروز أبادي‪ ،‬تحقيق محمد المصري‪ ،‬دمشق‬
‫‪1392‬هـ‪ 1972/‬م‪.‬‬
‫‪ _24‬بغية الوعاة‪ :‬السيوطي‪ ،‬تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬مطبعة الحلب‬

‫ي‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1384‬هـ‪ 1964/‬م‪.‬‬


‫‪ _25‬تاريخ الدب العربي‪ :‬بروكلمان‪ ،‬جـ ‪ 5‬نقله إلى العربية د‪ .‬رمضان عبد‬
‫التواب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار المعارف بمصر‪.‬‬
‫‪ _26‬تاريخ العلماء النحويين‪ :‬التنوخي‪ ،‬تحقيق د‪.‬عبد الفتاح الحلو‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪ 1401‬هـ‪ 1981/‬م‪.‬‬
‫‪ _27‬التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية‪ :‬الشيخ صالح الفوزان‪ ،‬مكتبة‬
‫المعارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ 1407‬هـ‪ 1986 /‬م‪.‬‬
‫‪ _28‬تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد‪ :‬ابن هشام النصاري‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عباس‬
‫الصالحي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1406‬هـ‪ 1986 /‬م‪.‬‬
‫‪ _29‬تسهيل الفوائد‪ :‬ابن مالك‪ ،‬تحقيق محمد كامل بركات‪ ،‬القاهرة ‪1968‬ام‪.‬‬
‫‪ _30‬التصريح على التوضيح‪ :‬الشيخ خالد الزهري‪.‬‬
‫‪ _31‬التفسير الكبير‪ :‬فخر الدين الرازي‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1354‬هـ‪.1935 /‬‬
‫‪ _32‬الجامع لحكام القرآن‪ :‬القرطبي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي عن طبعة دار‬
‫الكتب المصرية‪.‬‬
‫‪ _33‬الجني الداني في حروف المعاني‪ :‬المرادي‪ ،‬تحقيق طه محسن ‪ 1396‬هـ‪/‬‬
‫‪ 1976‬م‪.‬‬
‫‪ _34‬حاشية الصبان على شرح الشموني‪ :‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ _35‬حاشية يس العليمي على التصريح‪ :‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ _36‬خزانة الدب‪ :‬البغدادي‪ ،‬تحقيق عبد السلم هارون‪ ،‬دار الكتاب العربي‪.‬‬
‫‪ _37‬الخصائص‪ :‬ابن جني‪ ،‬تحقيق محمد علي النجار‪ ،‬مطبعة دار الكتب‬
‫المصرية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1371‬هـ‪1952/‬م‪.‬‬
‫‪ _38‬الدرر الكامنة‪ :‬ابن حجر‪ ،‬تحقيق محمد سيد جاد الحق‪.‬‬
‫‪ _39‬الدرّ المصون‪ :‬السمين الحلبي‪ ،‬تحقيق د‪ .‬أحمد الخراط‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ _40‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ ،‬تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد‪.‬‬
‫‪ _41‬شرح أبيات سيبويه‪ :‬ابن السيرافي‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محمد علي سلطاني‪ ،‬دار‬
‫المأمون للتراث‪ ،‬دمشق ‪ 1979‬م‪.‬‬
‫‪ _42‬شرح الشموني مع الصبان‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ _43‬شرح جمل الزجاجي‪ :‬ابن عصفور‪ ،‬تحقيق د‪ .‬صاحب أبو جناح‪1400 ،‬‬
‫‪ _44‬شرح ا لكافية‪ :‬ا لرضي‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫هـ‪ 1980 /‬م‪.‬‬
‫‪ _45‬شرح الكافية الشافية‪ :‬ابن مالك‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد المنعم هريدي‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1402‬هـ‪1982/‬م‪.‬‬
‫‪ _46‬شرح اللمحة البدرية‪ :‬ابن هشام‪ .‬تحقيق د‪ .‬هادي نهر‪.‬‬
‫‪ _47‬شرح المفصل‪ :‬ابن يعيش‪ ،‬إدارة الطباعة المنيرية‪.‬‬
‫‪ _48‬فتح القدير‪ :‬الشوكاني‪ ،‬دار الفكر‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫‪ _49‬الكتاب‪ :‬سيبويه‪ ،‬تحقيق عبد السلم هارون‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫‪ _50‬الكشاف‪ :‬الزمخشري‪ ،‬مطبعة الحلبي‪.‬‬
‫‪ _51‬كشف الظنون‪ :‬حاجي خليفة‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫‪ _52‬مجلة البحوث السلمية‪ ،‬تصدرها الرئاسة العامة لدارات البحوث‪ ،‬في‬
‫الرياض العدد ‪ 25‬لسنة ‪ 1409‬هـ‪.‬‬
‫‪ _53‬مسألة في كلمة الشهادة‪ :‬الزمخشري‪ ،‬مخطوطة برلين‪.‬‬
‫‪ _54‬المسـائل المنثورة‪ :‬أبو علي الفارسيّ‪ ،‬تحقيق مصطفى الحدري‪،‬‬
‫مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق‪.‬‬
‫‪ _55‬المساعد على تسهيل الفوائد‪ :‬ابن عقيل‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محمد كامل بركات‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪ ،‬منشورات جامعة أم القرى‪.‬‬
‫‪ _56‬معاني القرآن وإعرابه‪ :‬الزجاج‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد الجليل شلبي‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 14 08‬هـ‪1988/‬م‪.‬‬
‫‪ _57‬معجم المؤلفين‪ :‬عمر رضا كحالة‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫‪ _58‬معنى ل إله إل اللّه‪ :‬الزركشي‪ ،‬تحقيق علي محي الدين القرة داغي‪ ،‬دار‬
‫الصلح‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ _59‬مغني اللبيب‪ :‬ابن هشام‪ .‬تحقيق د‪ .‬مازن المبارك وزميله‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪ 1384‬هـ‪1964/‬م‪.‬‬
‫‪ _60‬المقتصد في شرح اليضاح‪ :‬عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬تحقيق د‪ .‬كاظم بحر‬
‫المرجان‪ 1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -61‬النكت في تفسير كتاب سيبويه‪ :‬العلم الشنتمري‪ ،‬تحقيق زهير سلطان‪،‬‬
‫الكويت ‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪ -62‬همع الهوامع‪ :‬السيوطي‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد العال سالم مكرم‪ ،‬دار البحوث‬
‫العلمية‪ -‬الكويت‪.‬‬

You might also like