You are on page 1of 2

‫ذ‪ :‬عبيدي عبد اللطيف‬ ‫التــوحـيـــد وأدلـتـــــــه‬ ‫مدخل التزكية‬

‫أهـــــداف الدرس‪:‬‬
‫التعرف على عقيدة التوحيد وأركانها‪.‬‬
‫التعرف على أدلة التوحيد النقلية والعقلية‪.‬‬
‫استخﻼص المتعلم قيمة التوحيد في تزكية النفس وتطهيرها‪.‬‬
‫وضعية اﻻنطﻼق‪:‬‬
‫ﻻ زالت عقول الناس تختلجها شكوك وأوهام في حق ﷲ تعالى‪ ،‬وﻻ زالت عقائد الناس مختلفة بين من يؤمن باﻷصنام‪ ،‬ومن يؤمن با‬
‫من أتباع الشرائع السماوية السابقة‪ ،‬مع الشرك به ونسبة الولد إليه‪ ،‬وبين منكر لوجود خالق ومنكر للدين كله‪.‬‬
‫كيف تناقشهم بالحجة والدليل وتبين فساد عقيدتهم؟‬ ‫‪-‬‬

‫النصوص المؤطرة للدرس‪:‬‬

‫تعالى‪» :‬شهد ﷲ أنه ﻻ إلــــــــــــــــــه إﻻ هو والمﻼئكة وأولوا العلم قائما بالقسط ﻻ إلــــــــــــــــــه إﻻ هو العزيز الحكيم«‬ ‫قال‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬اﻵ ة‪18:‬‬

‫‪«ꙮ‬‬ ‫قال تعا ‪» :‬أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ‪ ꙮ‬أم خلقوا السماوات واﻷرض بل ﻻ يوقنون‬
‫سورة الطور‪ ،‬اﻵيتان‪.34 – 33 :‬‬

‫‪» :‬بسم ﷲ الرحمان الرحيم قل هو ﷲ أحد① ﷲ الصمد② لم يلد ولم يولد ③ولم يكن له كفؤا أحد④«‬ ‫قال تعا‬
‫سورة اﻹخﻼص‪.‬‬

‫شرح المفردات والعبارات‪:‬‬


‫شهد‪ :‬علم‪.‬‬

‫أولوا العلم‪ :‬العلماء‪.‬‬

‫قائما بالقسط‪ :‬بالعدل والميزان‪.‬‬

‫ﷲ الصمد‪ :‬المفرد المستحق للعبادة‪.‬‬

‫لم يكن له كفؤا أحد‪ :‬ليس له نظير أو شبيه‪.‬‬

‫المضامين اﻷساسية للنصوص‪:‬‬


‫❶ ﷲ تعالى والمﻼئكة وأولوا العلم يعلمون أن ﷲ تعالى واحد أحد ﻻ إلــــــــــــــــــه إﻻ هو‪.‬‬

‫❷ تقديم ﷲ تعالى اﻷدلة العقلية على أنه هو الخالق‪.‬‬

‫❸ إثبات ﷲ تعالى لوحدانيته وأحقيته بالعبادة ومخالفته للشبيه والنظير‪.‬‬


‫تحليل محاور الدرس‬
‫‪ -I‬مفهوم التوحيد ومكانته في اﻹسﻼم ‪:‬‬

‫‪(1‬مفهوم التوحيد‪:‬‬
‫التوحيد لغة‪ :‬معناه جعل الشيء واحدا غير متعدد‪.‬‬

‫أما اصطﻼحا‪ :‬هو إفراد ﷲ تعالى بما يختص به من ربوبية وألوهية وأسماء وصفات‪ ،‬وهو أيضا اﻻعتقاد بوحدانيته تعالى في ذاته‬
‫وصفاته وأفعاله‪ ،‬ﻻ شريك له في ملكه‪ ،‬وﻻ شبيه له بين خلقه‪.‬‬

‫‪(2‬التوحيد في اﻹسﻼم‪:‬‬
‫والتوحيد هو محور العقيدة اﻹسﻼمية‪ ،‬بل محور الدين كله قال تعالى‪ ”:‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إﻻ يوحى إليه أنه ﻻ‬
‫إلــــــه إﻻ أنا فاعبدون ‟ سورة اﻷنبياء اﻵية‪ 25 :‬كما يعتبر اﻷساس الذي تبنـى عليه باقي المعتقدات اﻹسﻼمية‪.‬‬
‫والتوحيد في اﻹسﻼم يتضمن نفي وجود أي آلهة أخرى مع ﷲ‪ ،‬ونفي الشبه بين ﷲ وبين خلقه‪ ،‬فا تعالى واحد أحد فرد صمد‪ ،‬ﻻ شريك‬
‫وﻻ مثيل له‪ ،‬ﻻ يسأل عما يفعل‪ ،‬بل هو الفعال لما يريد‪ ،‬ليس كمثله شيء‪ ،‬ليس محدودا سبحانه بزمان وﻻ مكان‪ ،‬بل الزمان والمكان من‬
‫خلقه وتدبيره‪ .‬قال تعالى‪ ”:‬ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ‟ سورة الشورى‪ ،‬اﻵية‪9 :‬‬

‫‪(3‬أقسام التوحيد‪:‬‬
‫التوحيد ثﻼثة أقسام هي كاﻵتي‪:‬‬
‫أ( توحيد الربوبية‪ :‬ومعناه إفراد ﷲ تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير واﻹحياء واﻹماتة والبعث وغير ذلك‪ ،‬قال تعالى‪ ”:‬ولئن‬
‫سألتهم من خلق السماوات واﻷرض وسخر الشمس والقمر ليقولن ﷲ فأنى يوفكـــون ‟‬
‫ب( توحيد اﻷلوهية‪ :‬ومعناه إفراد ﷲ تعالى بجميع أنواع العبادة دون سواه كائنا من كان‪ ،‬قال تعالى‪ ”:‬وقضى ربك أﻻ تعبدوا إﻻ‬
‫إياه‟‬
‫ج( توحيد اﻷسماء والصفات‪ :‬ومعناه إفراد ﷲ تعالى بما له من اﻷسماء والصفات‪ ،‬فيعتقد العبد أن ﷲ ﻻ مماثل له في أسمائه وصفاته‪،‬‬
‫ويقوم هذا التوحيد على إثبات ما أثبته ﷲ لنفسه من صفات الكمال‪ ،‬وتنزيهه تعالى عما نفاه عن نفسه من صفات النقص والعجز‪.‬‬

‫‪ . ll‬أدلـــة التوحيد النقلية والعقلية ‪:‬‬


‫القول بوجود آلهة أخرى غير ﷲ قول باطل يجتمع على بطﻼنه أدلة نقلية وأخرى عقلية وتفصيل ذلك هو كاﻵتي‪:‬‬

‫أ‪ :‬اﻷدلة النقلية‪ :‬وهي ما أخبر ﷲ به في كتابه العزيز وسنة رسوله الكريم من إثبات لوحدانيته تعالى‪ ،‬ومن اﻵيات الدالة على ذلك قوله‬
‫تعالى‪ ”:‬إنني أنا ﷲ ﻻ إلـــــــــــه إﻻ أنا ‟‪ ،‬وقوله أيضا‪ ”:‬ذلكم ﷲ ربكم ﻻ إلــــــــــــــه إﻻ هو خالق كل شيء ‟‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى أيضا‪ ”:‬قل هو ﷲ أحد ‟‪ ،‬كل هذه اﻵيات وغيرها تدل على انفراده سبحانه وتعالى بوحدة ذاته وصفاته وأفعاله‪.‬‬

‫ب‪ :‬اﻷدلة العقلية‪ :‬خلق ﷲ لﻺنسان عقﻼ مميزا وأرشده للنظر والتفكر في ملكوته واﻻعتبار بمخلوقاته والتدبر في آياته‪ ،‬فالناظر إلى‬
‫مخلوقات ﷲ يرى أن الكون يخضع لتنظيم واحد دقيق ومحكم‪ ،‬مما يدل على أن المنظم واحد وهو ﷲ تعالى‪ ،‬ﻷن فرضية تعدد اﻵلهة يترتب‬
‫عنها فساد نظام الكون ﻻقتضاء التضارب بينهما‪ ،‬قال تعالى‪ ”:‬لو كان فيهما آلهة إﻻ ﷲ لفسدتا فسبحان ﷲ رب العرش عما‬
‫يصفون ‟‪ ،‬كما أن تعدد اﻵلهة يقتضي تعدد اﻹرادات‪ ،‬فإذا ما تحققت إرادة أحد اﻹلهين فهذا يعني عجز اﻻلــــــه اﻵخر‪ ،‬والعاجز ﻻ يكون‬
‫إلــــــها وﻻ ربا‪ ،‬قال تعالى‪ ”:‬ما اتخذ ﷲ من ولد وما كان معه من إلـــه إذا لذهب كل إلـــه بما خلق ولعﻼ بعضهم على بعض‬
‫سورة المؤمنون اﻵية ‪91‬‬ ‫سبحان ﷲ عما يصفون ‟‪.‬‬

You might also like