Professional Documents
Culture Documents
1
مقدمة
بِ ْس ِم ﷲ الَّر ْْحَ ِن الَّرِحي ِم
احلمد هلل الذي بفضله قد وهبنا العلم وجعله لنا نورا ونرباس فتدي به ،به ،أما بعد نقدم هذا
البحث إىل مجيع من يهتم ابلعلم وإىل زمالئنا الطالبات وإىل كل من جيمعنا هبم رابط العلم وإىل مجيع
املدرسني والدارسني ،وهذا البحث هو البحث العلمي عن مادة األخالق اإلسالمية.
من ونتقدم هذا البحث إىل زميالتنا التلميذات وإىل كل من جيمعناهن رابط العلم من مستمعني
وقراء ومدرسني فهذا البحث حتت موضوع املصطلحات األخالقية يف القرآن الكري .وقد أعددان
وقسمنا هذا البحث إىل ستة مباحث؛ املبحث األول تعريف األخالق يف لغة واصطالح ،واملبحث
الثاين منهج القرآن يف تقوي السلوك ،واملبحث الثالث العوامل املؤثرة يف تقدير األخالق اإلسالمية،
واملبحث الرابع األهداف العامة لتعليم علم األخالق ،واملبحث اخلامس القيم األخالقية يف القرآن الكري
وأمثله يف القرآن الكري ،واملبحث السادس أسس النظرية األخالقية من منظور القرآن الكري.
وقد اجتمعنا مرة مبرة على اخلط عند عملية يف تكميل هذا البحث بشأن فريوس كوروان املستجد
مث فرقنا األعمال بيننا ووجد كل واحد منا دور مهم يف تكميل هذا البحث ،وهو جهد املقال ،ويضاعة
الفقري إىل عفو ربه كما كان فيه من توفيق فمن ﷲ وحده ،وما كان فيه من خطاء أو زلل أو نسيان
فمنا ومن الشيطان وﷲ ورسوله ﷲ لنا ليهدان عيوبنا .وﷲ ويل التوفيق واهلداية .منه براء ،ورحم ﷲ لنا
ليهدان عيوبنا .وﷲ ويل وﷲ ويل التوفيق واهلداية.
إن القرآن الكري يعد املصدر األصيل للرتبية األخالقية لدى املسلمني؛ حيث كان رسول ﷲ
ﷺ خلقه القرآن الكري ،يتصف أبخالقه ،ويريب أمته آبداب القرآن الكري .وكتاب ﷲ العظيم قد
وملّح ،وال سيما يف الظروف احلالية
تضمن منهاجاً وافياً وشافياً يف االعتدال ،وإبراز معامله أمر ضروري ُ
الصعبة اليت طالت خطورهتا األمة اإلسالمية والعامل كله.
2
املبحث األول
أوالً ،تعريف األخالق من حيث اللغة عند جممع الوسائط هو مجع التكثري من "خلق" ،أتيت
مبعين حال للنفس راسخة تصدر عنها األفعال من خري أو شر من غري حاجة إيل فك ٍر ورويٍّة .أخالق
الراغب يف كتابه املفردات ،أ ّن هاتني الكلمتني
وخلُق على وزن افُق ،وعلى حد تعبري ّ
مجع ُخلقُ ،
الشكل الذي يراه اإلنسان بعينه ،واخلُلق مبعىن أصل و ٍ
احد ،وهو «خلق» مبعىن اهليئة و ّ ترجعان إىل ٍ
السجااي الذاتية لإلنسان .ولذا ميكن القول أب ّن « :األخالق هي جمموعة الكماالت املعنويّة
القوى و ّ
السجااي الباطنيّة
و ّ
واألخالق إصطالحا حبسب اإلمام الغزايل يف إحياء علوم الدين هو فإن "األخالق صفة
عرف ابن
متأصلة يف النفس تنشأ منها األفعال بسهولة دون احلاجة إىل اعتبار مسبق .الح ًقا ّ ،
مسكويه األخالق على أهنا "األخالق هي شيء أو موقف نفسي يشجع الشخص على القيام بشيء
بسهولة دون تفكري وختطيط دقيق" .وف ًقا لتصريح ابن مسكويه أعاله يف املكتبة الثقفة الدينية ،فإن
األخالق عمل عفوي .الفعل متأصل فينا لدرجة أننا ال نضطر إىل التفكري مرتني قبل القيام به .على
سبيل املثال ،إذا كنا معتادين على النميمة وقول شيء سيء ،فهذه هي شخصيتنا .وابملثل ،يشارك
اإلمام الغزايل مفهوم ابن مسكاوية يف األخالق .ومع ذلك ،فقد أجرى بعض التغيريات .اإلمام الغزايل
شخصا
ً ،على سبيل املثال ،يعتقد أن املعرفة ال عالقة هلا بشخصية اإلنسان .هذا املثال ،جملرد أن
ما ذكيًا ال يعين أنه شخص أخالقي .بشكل عام ،يعتقد كل من ابن مسكويه واإلمام الغزايل أن
األخالق هي موقف متأصل يف الشخص
املبحث الثان
منهج القرآن يف تقومي السلوك
3
وُيّرك األفكار
أسلوب أيخذ مبجامع القلوبُ ،
ٌ إ ّن األسلوب القرآين يف احلديث عن املعصية
ويهز النفس البشرية ،فقد راعى العامل التكويين للنفس البشرية حثاً وترغيباً ،وحتذيراً وترهيباً ،
حتريكاًّ ،
كل
ولقد سلك القرآن الكري يف دعوته مع العصاة مسلكاً بديعاً يف التبصرة والتذكري ،وسلك مع ّ
التأمل يف أسلوب القرآن الكري يف حديثه عن
صنف منهم مسلكاً رفيعاً يف التوجيه واإلرشاد ،وعند ّ
املعصية يتبني يل مظاهر عدة هي:
اوال ،مسلك الرتغيب يف اإلقالع عن املعصية ،وفتح أبواب التوبة واستقامة احلال .وهذا املسلك
دب اليأس والقنوط يف نفس أحدهم حىت
ملخاطبة املتسخني أبدران الذنوب املخالطني هلا الذين رمبا َّ
سول له الشيطان عدم قبول توبته عند ﷲ "تعاىل" ،وهذه من مصائد ومكائد الشيطان اليت خيرب هبا
يُ ّ
التضرع والرجوع إىل ﷲ وأوىل آايت القرآن ابلذكر يف هذا املوضوع هي أرجى القلوب ليحول بينها وبني ّ
َسَرفُوا آايت القرآن كما حكاه غري واحد من أئمة السلف وهي قوله "تعاىل"( :قُل اي ِعب ِاد َّ ِ
ين أ ْ
ي الذ َْ َ َ َ
الرِح ُيم) [الزمر.]٥٣ : الذنُ َ ِ ِ اَّللَ يـَ ْغ ِفر ُّ َعلَ ٰى أَنْـ ُف ِس ِهم َال تَـ ْقنَطُوا ِم ْن ر ْْحَِة َِّ ِ
ور َّ
وب َمج ًيعا ۚ إنَّهُ ُه َو الْغَ ُف ُ اَّلل ۚ إ َّن َّ ُ َ ْ
واليت قال عنها الصحايب اجلليل علي بن أيب طالب « :ما يف القرآن آية أوسع من هذه اآلية» كما
فالكل عبيد هلل وال تستثين ذنباً وال معصية
ّ حكاه اإلمام القرطيب ،وهذه اآلية ال تستثين أحداً من اخلليقة
فكل ما خرج ابلعبد عن جادة الطاعة واالمتثال فهو إسراف على النفس وحتميل هلا ملا ال تطيقه من
ّ
تودد ﷲ لعباده العاصني
األوزار ,وإن كان خيتلف اجلُرم ابختالف اخلطيئة ،والعجيب يف هذه اآلية ّ
وحتببهم إليه إبضافتهم إىل نفسه رغم إسرافهم على أنفسهم وحتميلهم هلا ما ال تطيقه من األوزار ,وهذا
أبلغ ما يكون التودد والرتغيب يف التوبة واإلقالع عن زواجر ﷲ ومناهيه.
اثنياً ،بيان أن حتصيل اهلداية ال يكون مصادفة ًًوال عفوايً بل له سنن.تتمثل يف حماربة شهوات
برب اخلالئق وإصالح الباطن الذي هو حمل نظره النفس ومصارعة نزواهتا واالستعانة يف ثنااي ذلك ّ
سهل له طرائق "سبحانه" حىت إذا اطّلع ﷲ على صدق الرغبة يف اهلدى وج ّد اإلنسان يف حتصيلها ُ
ني ) ِِ َّه ْم ُسبُـلَنَا ۚ َوإِ َّن َّ ِ ِ اهلداية والرشاد قال "تعاىل"ِ َّ :
اَّللَ لَ َم َع الْ ُم ْحسن َ اه ُدوا فينَا لَنَـ ْهديـَنـ ُ
ين َج َ
(والذ ََ
4
يظن به الصالح
[العنكبوت.] ٦٩:وشاهد ذلك من واقعنا قول بعض النّاس ملن يدعوه وينصحه أو ملن ّ
ويظن ّأهنا تتنزل عفواً بدون طلب منه وجماهدة
(اسأل ﷲ يل اهلداية) وال يبذل يف حتصيلها شيئاً ّ
القيام
لتحصيلها ،فعلى تفسري من قال بنزول هذه اآلية قبل فرض القتال وأ ّن املراد هبا اجلهاد للنفس و َ
أبمر الطاعة يلزم من التوفيق للهداية أن يسعى هلا اإلنسان ويطلبها ويبذل جهده وسعته يف الوصول
لطرقها ليتحقق له وعد ﷲ الذي أكده يف هذه اآلية ابلالم ونون التوكيد الثقيلة إلرشاد اخللق وطمأنتهم
مع أنّه ال أحد أصدق من ﷲ قيالً وال أويف بعهده منه إال أ ّن من جاهد نفسه واطلع ﷲ منه على
صدق اجملاهدة لن خييب سعيه بل ال ب ّد له أن ينال من توفيق ﷲ ما طلبه.
اثلثًا ،حكاية القرآن الكري عن أحوال املشركني وما احتجوا به من حجج ورد ﷲ عليهم.أورد
وردها عليهم تعليماً وتوجيهاً فال جيوز من العصاة االحتجاج مبا القرآن الكري حجج املشركني الواهية ّ
آاب ُؤ َان َوَال َحَّرْمنَا ِمن احتج به املشركون ،قال "تعاىل"( :سيـ ُق ُ َّ ِ
اَّللُ َما أَ ْشَرْكنَا َوَال َ ين أَ ْشَرُكوا لَ ْو َشاءَ َّ ول الذ َ ََ
ين ِمن قَـْبلِ ِه ْم َح َّ ٰىت ذَاقُوا َأبْ َسنَا ۗ قُ ْل َه ْل ِعن َد ُكم ِّم ْن ِع ْل ٍم فَـتُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ۖ إِن تَـتَّبِعُو َن َشي ٍء ۚ َك َٰذلِك َك َّذ َّ ِ
ب الذ َ َ َ ْ
صو َن) [األنعام.]١٤٨ :قال العالمة ابن عاشور « :أل ّن هذه حقيقة كاشفة إَِّال الظَّ َّن َوإِ ْن أَنتُ ْم إَِّال َختُْر ُ
عن الواقع ال تصلح عُذراً ملن طلب منهم أن ال يكونوا يف عداد الذين مل يشأ ﷲ أن يُرشدهم »وإشارة
مقيم عليه من املعصية،
تدل العاصي إىل أ ّن التشبث مبشيئة ﷲ ال تصلح له عذراً على ما هو ٌ
ذلك ّ
اختيار يف ذلك
ٌ ألي الطريقني شاء ،وله
أل ّن ﷲ "تعاىل" جعل له مشيئةً اتبعةً ملشيئة ﷲ يهتدي هبا ّ
يل إِ َّما شاكرا َوإَِّما َك ُف ًورا ) [اإلنسان.]٣ :لسبِ
َّ ٱ ه
ُ كما قال ﷲ "تعاىل" (:إِ َّان َه َد ۡيـ ٰ
ن
َ
َ
فموبقها أو ُمعتقها ) إىل غري ذلك من النصوص
فبائع نفسه ُ
كل النّاس يغدو ٌ
وكقول رسول ﷲ ّ ( :
املشرية إىل أ ّن لضالل العبد وهدايته بعد قدر ﷲ تعلقاً مبشيئة العبد واختياره.
ّأما اإلميان ابلكتب فله ما لغريه من أثر يف هتذيب سلوك الفرد املسلم ويتجلى ذلك يف مثرات
لكل
هذا الركن واليت ذكرها الشيخ ابن عثيمني بقوله « :العلم برْحة ﷲ تعاىل وعنايته خبلقه حيث أنزل ّ
لكل ّأمة ما يُناسبها،
قوم كتاابً يهديهم به ،وكذا ظهور حكمة ﷲ تعاىل حيث شرع يف هذه الكتب ّ
كل عصر ومكان إىل وكان خامت هذه الكتب والواجب اإلتباع القرآن العظيم مناسباً جلميع اخللق يف ّ
5
يوم القيامة » .قال ﷲ تعاىل[ :آل عمران.]٨٤ :واالحتكام إىل كتاب ﷲ جيعل املسلم دائماً على بيّ ٍنة
من أمره يف مجيع أحواله » .وأثر اإلميان ابلقران الكري خامت الكتب املنزلة املصدق ملا قبله واملهيمن عليه
جلي يف تزكية النفس حني ترتبط بتعاليمه فتربأ من اجلهالة والضاللة واحلرية واالضطراب وهتتدي
اضح ٌ
و ٌ
تقوم طريقها إن اعوج وتصحح مسرية احلياة إن ختلفت.
لليت هي أقوم وتعرف به كيف ّ
6
املبحث الثالث
العوامل املؤثرة يف تقدير األخالق اإلسالمية.
اإلشعار أبن تعليم األخالق ال يعين جمرد توصيل املعلومات األخالقية إىل األذهان فقط ،بل
يعين اإلشعار ابملسؤولية األخالقية وبتطهري النفوس وتزكيتها من الرذائل والشرور وحتليتها ابلفضائل
ومكارم األخالق ،أمهية األخالق من حيث إن هدفها حتقيق السعادة يف احلياة الفردية واجلماعية .ذلك
أن احلياة األخالقية هي احلياة اخلرية البعيدة عن الشرور جبميع أنواعها وصورها ،فكلما انتشرت هذه
أيضا الثقة املتبادلة واأللفة واحملبة بني
احلياة انتشر اخلري واألمن واألمان الفردي واالجتماعي ،وتنتشر ً
الناس ،وكلما غابت هذه احلياة انتشرت الشرور وزادت العداوة والبغضاء ،والنفور والتناحر والتكالب
أصال سبب التعاسة والشقاء يف حياة الفرد
من أجل املناصب ،ومن أجل املادة والشهوات ،والشرور ً
أتثريا يف دور النمو ،حىت
واجلماعة ,تقضي سنة ﷲ يف خلقه أن تكون العوامل يف تكوين اخللق أشد ً
إذا طال عليها األمد وتوالت السنون انقلب االقتداء ابلناس عادة ترسخ شيئًا فشيئًا حىت تصري طبيعة
تتمكن من املرء وتستويل عليه بقوهتا ،فينزل على حكمها وخيضع لسلطاهنا غري شاعر .فاألخالق منها
ما هو حممود وما هو مذموم ،وآاثرها تظهر على سلوك اإلنسان وتصرفه ،فإذا كان اخللق املستقر يف
النفس ْحيدا أمثر سلوكا ْحيدا ،وإذا كان اخللق على خالف ذلك جاءت نتائجه تبعا له ،كالكرم
والبخل ،والصفح واالنتقام .
فالواجب على االنسان أن ُيافظ على األخالق احلسنة اليت جبل عليها ،ويعمل أيضا على اكتساب
غريها من األخالق احلسنة ابلتدريب واملمارسة.
صلَّى َّ ول َِّ ومثال األخالق املكتسبة( :حديث مرفوع ) عن أَِيب هريـرةَ ،قَ َ ِ
اَّللُ اَّلل َ ت َر ُس َ
ال َ :مس ْع ُ َ ْ ُ َْ َ
ول " :إََِّّنَا الْعِْلم ِابلتـَّعلُِّم ،و ِْ
َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ،يـَ ُق ُ
اخلَْ َري يـُ ْعطَهُ َ ،وَم ْن يـَت َِّق الشََّّر احل ْل ُم ِابلت َ
َّحلُِّم َ ،وَم ْن يـَتَ َحَّر ْ ُ َ َ
يـُ َوقَّهُ " .كتاب احللم البن أيب الدنيا.
7
ني ُُِيبُّـ ُه َما ِ اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ مثال األخالق الفطريةِ :يف ح ِد ِ
صلَتَ ْ ِ ال " :إِ َّن ف َ
يك َخلَ ْ صلَّى َّ َش ِّج أَنَّهُ َ
يث ْاأل َ َ
احلَ ْم ُد ََِّّللِ الَّ ِذي
ال ْ : ال :قَ ِدميًا ،قَ َ يف أ َْو َح ِديثًا ؟ قَ َ اَّللِ قَ ِدميًا َكا َن ِ َّ
ول َّ ال َ :اي َر ُس َ احلِْل َم َو ْاأل ََانةَ ،قَ َ
اَّللُ ْ
َّ
ص َّح َحهُ ابْ ُن ِحبَّا َن. َْح ُد والن ِ
َّسائ ُّي َو َ
اَّللُ " َرَواهُ أ ْ َ َ َ ني ِِمَّا ُُِيبُّـ ُه َما َّ
َجبَـلَِين َعلَى ُخلَّتَ ْ ِ
األخالق اإلسالمية ال تغلّب جانبًا على جانب فكل األخالق اإلسالميـة مطلوبة ،دون
تغليب على بعضها وإغفال البعض؛ فهي تدعو إىل العزة والتواضع كما تدعو إىل االنتصـار والعفو،
فيها الصراحة واالحرتام ،وفيها الكرم واالقتصاد ،وهي الشجاعة بغري هتور ولـني يف غري ضعف ،إن
املنهج الرابين األخالقي الذي جاء به اإلسالم هو األصلح مطلقا ليكون أساسا لألخالق ومعيارا تقاس
به السلوكيات وحتتكم إليه ،وذلك ملا له من اخلصائص العظيمة اليت أييت ذكرها ،مع مراعاته للعقل
والعادات واألعراف اليت ال ختالف الشرع.
إن السلوكيات األخالقية وآداهبا هي اليت متيز سلوك اإلنسان عن سلوك البهائم ،سواء يف
حتقيق حاجته الطبيعية أو يف عالقته مع غريه من الكائنات األخرى ,فاآلداب زينة اإلنسان من حيث
اجلنس واألكل والشرب والنظافة ،وتذوق السلوك اجلميل ومتييزه عن السلوك القبيح ،والبحث عن
أفضل العالقات وأحسنها يف املعاشرة واحملادثة والتعاون والتآلف ،وتبادل احملبة واإلكرام واإلحسان
والرتاحم وغريها من األمور .
اه ْم َعلَ ٰى َكثِ ٍري قال تعاىل(( :ولََق ْد َكَّرمنَا ب ِين آدم و َْح ْلنَاهم ِيف الْ ِرب والْبح ِر ورزقْـنَاهم ِمن الطَّيِب ِ
ض ْلنَ ُ
ات َوفَ َّْ َ َ َ َ َ ُ ْ َّ َ َ ْ َ َ َ ُ ّ َ َّ َ
ض ًيال)){ .سورة اإلسراء آيه }٧٠ ِِّمَّن خلَ ْقنَا تَـ ْف ِ
ْ َ
8
املبحث الرابع
األهداف العامة لتعليم علم األخالق
إن تعليم األخالق له دوافع كثرية يف الشريعة اإلسالمية ،أوال بيان حقائق القيم األخالقية
اإلسالمية ،ومبادئها وطرق تطبيقها .واثنيا ،التعرف على مشولية األخالق اإلسالمية؛ واليت تضم مجيع
سلوكيات األفراد االجتماعية واالقتصادية وغريها .مث إبراز أمهية وقيمة القيم األخالقية اإلسالمية من
مجيع النواحي؛ العلمية واالجتماعية ،واإلنسانية واحلضارية.
وبعد ذلك ،الزايدة من ّقوة اإلرادة واإلصرار ،ووضوح اهلدف .تنمية معاين اإلنسانيّة يف نفس
صاحب اخلُلق احلسن .مث بعث الطمأنينة والسرور واإلجيابية يف القلوب ،أبداء الواجبات ،واجتناب
احملظورات ،وحتقيق األهداف السامية العالية ،فذلك ِمّا يعود على النًّفس ابلراحة والسكون .إذا نعمل
شيء ابلنية هلل األفضال من النية لإلنسان آخر .يف حديث رسول ﷲ ﷺ ،إَّنا األعمال ابلنيات وإَّنا
1
سناء الدويكات ،مفهوم القيم األخالقية ،االسرتجاع ١٣يناير ٢٠٢١
9
لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إىل ﷲ ورسوله فهجرته إىل ﷲ ورسوله ،ومن كانت هجرته إىل
دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إىل ما هاجر إليه.
وابإلضافة إىل ذلك ،تتع ّدد وظائف القيم األخالقيّة سواءً على مستوى الفرد أو اجملتمع ،يُذكر
ات حم ّددةٍِ ،مّا يُساهم يف تشكيل شخصيّة الفرد،منها أوال حتديد سلوك األفراد ،وحصره يف خيار ٍ
َ ْ
وحتديد أهدافه .مث ،متكني الفرد من أداء املطلوب منه ،مع التكيّف والرضا عن األداء .وأخريا ،إشعار
ومواجهة ضعفها
الفرد ابألمانِ ،مّا يُساعد يف تقوية النَّفسُ ،
التعرف على مشولية األخالق اإلسالمية؛ واليت تضم مجيع سلوكيات األفراد االجتماعية وغريها
األخالق اإلسالمية مهمة يف حياة اإلنسان ال سيما األفراد واالجتماعية .إن األخالق تقوي
العوجاج اإلنسان وسلوكه ،فقد جاء اإلسالم وحث على مجلة من األخالق العظيمة .بعث النيب ﷺ
ت ألمتم مكارم األخالق صدق رسول ﷲ ﷺ .صفة األول ،الصدق. ِ
ألمتم مبكارم األخالق .إَّنا بُعثْ ُ
ِ
كباطنه ،وهو االلتزام يتطلب فيه أن يكون اإلنسان صادقاً مع ﷲ ومع الناس حبيث يكون ظاهره
ابلعهد .ومن أفضل األعمال عند ﷲ الصدق وهو خري ما اعتاد عليه اإلنسان وقد قال ﷲ تعاىلَ ﴿ :اي
اَّلل وُكونُوا مع َّ ِ ِ َّ ِ
ني﴾ (سورة التوبة .2)119 : الصادق َ ين َآمنُوا اتـَّ ُقوا ََّ َ َ َ
أَيـُّ َها الذ َ
الثاين ،األمانة .خلق اثبت يف النفس جيعل اإلنسان يكتفي مبا عنده .جيب أن نتصف بصفة
اان ِت إِىل أ َْهلِ َها﴾ (سورة النساء
األمانة يف عملنا اليومي .قوله -تعاىل﴿ :-إِ َّن ﷲَ َأيْ ُم ُرُك ْم أَ ْن تُـ َؤُّدواْ األ ََم َ
.3)58 :مث الصرب .هو خلق جيب على املسلم أن يتصف به حبيث ميتنع عن فعل ما ال ُيسن به
وبذلك يكون قد أصلح نفسه ومنحها قوة وثباات.وهو من اعظم مقامات اإلميان ألنه ُيمي العبد عن
2
سورة التوبة 119 :
3
سورة النساء 58 :
10
ني﴾ (سورةِِ ِ اصِ ْرب فَِإ َّن َّ
َجَر الْ ُم ْحسن َ
يع أ ْ
اَّللَ َال يُض ُ ﴿و ْ
السلوكيات اليت ال يرضاها ﷲ .فقد قال -تعاىلَ :-
5 4
هود . )115 :
أمهية األخالق ابعتبارها من أفضل العلوم وأشرفها ،ذلك أن علم األخالق -ابلتعريف
املختصر -هو علم اخلري والشر والسلوك النافع والضار ،والطيب واخلبيث ،وهلذا عندما ُياول بعض
مجيعا ،ومنهم
العلماء بيان قيمة علم األخالق ابلنسبة للعلوم األخرى فمنهم من يقول :إنه إكليل العلوم ً
من يقول :إنه اتج العلوم ،ومنهم من يقول :إنه زبدة العلوم ،ذلك أن العلوم األخرى أساسا تساعد
أيضا
على األخالق يف الكشف عن اخلري والشر ،وعن النافع والضار ،ومها موضوع األخالق ،وهلذا ً
فإن علم األخالق يستخدم العلوم األخرى يف الكشف عن مهمته وحتقيق أهدافه ،وتعترب تلك العلوم
6
وسائل معينة لتحقيق هذا العلم.
إن السلوكيات األخالقية وآداهبا هي اليت متيز سلوك اإلنسان عن سلوك البهائم سواء يف حتقيق
حاجاته الطبيعية أو يف عالقاته مع غريه من الكائنات األخرى ،فاآلداب زينة اإلنسان من حيث اجلنس
واألكل والشرب والنظافة ،وتذوق السلوك اجلميل ومتييزه عن السلوك القبيح ،والبحث عن أفضل
العالقات وأحسنها يف املعاشرة واحملادثة والتعاون والتآلف وتبادل احملبة واإلكرام واإلحسان والرتاحم
والتعاطف وغريها .وهلذا فاآلداب األخالقية زينة اإلنسان وحليته اجلميلة ،وبقدر ما يتحلى هبا اإلنسان
يضفي على نفسه مجاال وهباء ،وقيمة إنسانية
4
سورة هود 115 :
5
دعاء دار خليل ،سندس أبو حممد ،ما هي أخالق اإلسالم ،االسرتجاع ١٤أغسطس ٢٠٢٢
6
مقداد ايجلن حممد علي ،كتاب علم األخالق اإلسالمية ،االسرتجاع الطبعة الثانية ١٤٢٤هـ٢٠٠٣-م من
11
املبحث اخلامس
القيم األخالقية وأمثلة يف القرآن الكرمي
ومن املعلوم لدينا أن ،القيم أو قصدها على أهنا تفضيالت واسعة النطاق تتعلق ابلنُهج املناسبة
لإلجراءات أو النتائج .لذلك ،تعكس هذه القيم مشاعر الشخص حول الصواب واخلطأ أو ما "جيب
فعله" .الشيء الذي له "قيمة أخالقية" ميكن أن يسمى "خري أخالقي أو فلسفي" (معىن اسم) .و
نستطيع أن نقول األخالق الكرمية هي انعكاس ورمز لشخصية اإلنسان ،7فهذا األخالق ميكن أن
جتلب ذلك الشخص لكرامة عالية جدا عند ﷲ تعاىل .إذا كان أحد لديه القوة القليل من الفهم للقيم
األخالقية الواردة يف القرآن ،أي تؤثر بشكل متزايد على حالة شخصية الفرد ،حىت يبدو أن هذه
احلياة تبدو أقل أمهية.
وابإلضافة ،املراجع من القرآن عالية مثل املراجع اليت تغطي العامل كله.ال يوجد مرجعية أعلى
من القرآن .أما األحكام القانونية املذكورة يف القرآن واحلديث ينطبق عامليا على مجيع األوقات واألماكن
و بدون تغيري ،ألن ال أحد يستطيع تغيريه .كمسلمني ،حنتاج إىل جعل القرآن املرجع الرئيسي لتشكيل
األخالق جتاهه طريقة أفضل للحياة .وقال مؤكدا أنه ،األخالق مهمة جدا وأتثريها كبري جدا يف
تشكيل السلوك البشري 8.من الواضح أن اإلسالم هو تعليم حقيقي وموثوق لتحسني الناس وتشكيل
أخالقهم من أجل التمتع حبياة كرميةُ .يسن اإلسالم الناس من خالل حتسني أرواحهم وتنقية قلوهبم
وغرس صفات مشحونة يف نفوسهم .إن اإلسالم ح ًقا قادر على جلب الناس لتحقيق السعادة والرحابة
والسالم.
7د.حممد بن عبد هلال دراز،دستور اأخلالق يف القرآن1418( ،هـ 1998 /م )الناشر :مؤسسة الرسالة ،ط10:
8د.مقداد ايجلن حممد علي،علم اأخلالق اإلساملية1413(،هـ1992 -م ) ، .الناشر :دار عامل الكتب للطباعة والنشر –
الرايض ،ط1:
12
ومن املالحظ أن ،كل ما يولد من اإلنسان أو كل أفعال اإلنسان يتوافق مع طبيعة وطبيعة
روحه .كما قال إمام الغزايل يف كتابه إحياء علوم الدين : 9فكل الصفات املوجودة يف القلب تولد
أتثريها (عالمة) على جسم اإلنسان ،حبيث ال يكون هناك عمل إال كل شيء على ما هو يف قلب
اإلنسان .ومن مثّ ،سلوك اإلنسان أو أفعاله هلا عالقة وثيقة ابلطبيعة وما ُيمله قلبه .ميكن تشبيهه
جيدا ،مثل الشجرة
جيدا إذا كان قلبه ً
بشجرة جبذورها .هذا يعين أن سلوك الشخص أو أفعاله سيكون ً
،وإذا كانت جذوره جيدة ،فستكون الشجرة طازجة .عندما تتلف اجلذور ،سوف تتلف الشجرة
وفروعها .و ليس هناك أدىن شك ،أن التحلي أبخالق القرآن دليل اكتمال اإلميان.
ومن وجهة نظر أخرى ،األخالق هي ابلفعل درع للمسلمني .املسلم يدخل اجلنة بسبب أخالقه
احلميدة ،ويذهب اإلنسان إىل النار لسوء أخالقه .وبنفس الطريقة معنا ،جيب أن نعيش ونستكشف
اَّلل يف هذه
ح ًقا ألن هذه احلياة الطيبة هي اليت ستشكل األخالق احلميدة املوجودة فينا كعبد ّ
األرض.فمثال يف سورة األعلى ،سبح اسم ربك األعلى ﴿ ﴾١و سورة اإلسراء ،تسبح له السموات
السبع واألرض ومن فيهن وإن من شيء إال يسبح حبمده ولكن ال تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما
غفورا ﴿ ، ﴾٤٤وهذان سورة ّ
10
اَّلل أيمران أن جيب نتحلى ابألخالق حبمده وتقديسه وتذكره دائما.
9أبو حامد الغزايل1059 ( ،م ) ،إحياء علوم الدين -كتاب رايضة النفس وهتذيب األخالق ومعاجلة أمراض القلب ( ،دار
املعرفة :دار اهلجرة ،اجمللد ، 3ص 48
اإلسراء
اآلية 44من سورة َ
10
13
وأيضا يوجد من القيم عن األخالق اآلخر يف القرآن الكري كان إمجايل الذي يرسخ يف نفس
املسلمون على مكارم األخالق ،فاملسلمون الذين احلق مثال يف الصدق ،واألمانة ،والسخاء،
والشجاعة ،والتواضع ،والوفاء ،واحلياء ،والعفة ،واحللم ،والصرب ،والعدل ،واإلحسان ،والرْحة ،والغرية
على احلرمات ،وبر الوالدين ،وصلة األرحام ،وإكرام اجلار ،والتسامح مع املخالف ،واإليثار ،والتعاون
على الرب والتقوى وغريها .11وفيما أييت بعض اآلايت من اليت تتحدث عن قيم األخالق يف القرآن
ۡ
الكري ،سأشرح بعض القيم األخالقية يف بعض سور القرآن .أوالً يف سورة املائدة َ ،وتَـ َع َاونُواْ َعلَى ٱلِ ِّرب
اب ﴿ ،﴾٢من بينها أمر ﷲ يد ۡٱلعِ َق ِ ِ
د ش ٱَّلل َّ
ن ِ
إ ٱإل ِۡمث و ۡٱلع ۡدو ِۚن وٱتَّـقوا ۖ
ٱَّلل ِ
ۡ
ى لع
ۡ ۖ
َ َ ُ َّ َّ
َ ُ َ َ ُْ َ ٰ َ َوٱلتـَّق َو ٰ َ َ َ َ ُ ْ َ
اوناو ع ـت ال
و
َ ى
أن يساعد الناس بعضهم البعض يف عمل اخلري والتقوى.
11د.حممد بن عبد هلال دراز،دستور اأخلالق يف القرآن1418(٠،هـ 1998 /م) الناشر :مؤسسة الرسالة ،ط10:
14
املبحث السادس
أسس النظرية األخالقية من منظور القرآن الكرمي
املرة األوىل
(خلُق) مبعىن األخالق مرتني اثنتني فقط يف القرآن الكري ،يف ّ
لقد وردت كلمة ُ
متاما
املرة الثانية فقد جاء على النقيض من ذلك ً األولني من قوم عاد ،أما يف ّ
ُوصف أبهنا خلق َّ
ووصف اخلُلُق أبنه عظيم وهو خلق النيب ُحم َّمد -صلى ﷲ عليه وسلم كما يف القرءان الكري ،قال ﷲ ُ
َّك لَ َعلَى ُخلُ ٍق َع ِظيم) .12تبني هذه اآلية فضل ﷲ سبحانه وتعاىل على رسول ﷲ صلى
تعاىل ( :وإن َ
ﷲ عليه وسلم ألن أخالق حياته كلها اهتدى ابلقرآن.
القيم هي أكثر فائدة لكيفية العالقة بني اجملتمع للحفاظ على العدل واالزدهار .القيم اإلنسانية
أي كل اإلعمال الصاحلات مثلالعدل واحلقيقة واللطف والسالم .كل األخالق البشرية الطيبة هي
طبيعة كل إنسان .سواء كانوا مسلمني أو غري مسلمني ،فهم يعرفون ما جيب احلفاظ عليه من
األخالق .هكذا يقارن اإلنسان بغريه من املخلوقات ،كما قال ﷲ تعاىل يف سورة اإلسراء اليت تصف
القيم اإلنسانية اليت جتعل اإلنسان أشرف املخلوقات .قال هللا تعاىل ) َولََق ْد َكَّرْمنَا بَِٓ
ىن ءَ َاد َم َو َْحَْلنَـٰ ُه ْم
ض ْلنَـٰهم علَ ٰى َكثِ ٍٍۢري ِِّمَّن خلَ ْقنَا تَـ ْف ِ ِ ِ
ض اًيال ( .تنظم األخالق اإلسالمية ْ َ ِِف ٱلَِْربّ َوٱلْبَ ْح ِر َوَرَزقْـنَـٰ ُهم ّم َن ٱلطَّيِّبَـٰت َوفَ َّ ُ ْ َ
الطبيعة البشرية وتوجهها إىل مستوى األخالق النبيلة ،وتقوى أفعال اإلنسان يف ظل هدى ﷲ حنو
رضاه.
يستند أي مذهب أخالقي جدير هبذا االسم يف هناية األمر على فكرة اإللزام .ذلك أنه إذا مل
يعد هناك إلزام فلن تكون هناك مسئولية ،وإذا عدمت املسئولية ،فال ميكن أن تعود العدالة؛ وحينئذ
أيضا،
تتفشى الفوضى ،ويفسد النظام ،وتعم اهلمجية ،ال يف جمال الواقع فحسب ،بل يف جمال القانون ً
12
سورة القلم ٦٨ : ٤ :
15
وطب ًقا ملا يسمى ابملبدأ األخالقي 13.مما ال شك وال ريب ،أن أهم أخالق لإلنسان هي إخالص
۟
ك أََّال تَـ ْعبُ ُدٓوا إَِّالٓ إِ َّايهُ َوبِٱلْ َٰولِ َديْ ِن
ض ٰى َربُّ َ
العباد هلل تعاىل وطاعته لكل أوامره،كما قال هللا تعاىل َ ( .وقَ َ
ٍۢ
ُف َوَال تَـْنـ َه ْرُمهَا َوقُل َّهلَُما قَـ ْ اوًال َك ِر اميًا). َح ُد ُمهَآ أ َْو كِ َال ُمهَا فَ َال تَـ ُقل َّهلَُمآ أ ٍّ إِحسـٰنًا ۚ إِ َّما يـبـلُغَ َّن ِع َ ِ
ند َك ٱلْك ََرب أ َ َْ َْ
هذه األية تدل على تبني واجب طاعة هللا مث يتبعها الوالدان .اخلري .األ خالقي فبعكس ذلك يتميز
بتلك السلطة اآلمرة جتاه اجلميع ،بتلك الضرورة كل فرد ،أن ينفذ نفس األمر ،أية كانت احلال الراهنة
أمرا مقيتًا ومستهجنًا.
لشعوره ،وهي ضرورة جتعل من العصيان ً
13
حممد بن عبد ﷲ دراز (ت ١٣٧٧هـ :الكتاب :دستور من القرءان ,املؤلف
14
سورة النحل ٧٨ :
15يوسف القرضاوي ,فقه اجلهاد٧٤ ,......
16
خالصة
إن احلمد هلل ،حنمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا ،ومن سيئات
أعمالنا ،من يهده فال مضل له ،ومن يضلل فال هادي له ،وأشهد أن ال إله إال ﷲ وحده ال شريك
أشكر ﷲ تعاىل ألننا نستطيع أن نكمل هذا البحث كامال .وألف شكر إىل أستاذي الفاضل
األستاذ إمساعيل بن مامت على إرشاده ومساعدته .ونسأل ﷲ تعاىل أن جيمعنا يف اجلنة مع النبيني
والصديقني والشهداء والصاحلني وحسن أولئك رفيقا .و صلى ﷲ على حممد وآله وأصحابه ومن اهتدى
اَّلل،
هبديه ودعا بدعوته إىل يوم الدين .ال شك وال ريب أن هذا البحث نذكركم نفسنا بتقوى إىل ّ
خالصا
ً كبريا هبذا البحث وهو عمل
جهدا ً
ألن ﷲ خلق الدقة يف هذه اللغة اجلميلة جدا وقد بذلك ً
َّّلل تعاىل.
وهبذا البحث نرتك الباب مفتوح للطالب يكملون على هذا البحث ،ويقدموا ما لديهم من
أفكار جديدة ورائعة وِمتعة .ونفهم كثري عن علم األدب العريب يف خمتلف العصور .وندعو ﷲ أن يوفقنا
اَّلل وبركاته.
وإايكم ملا ُيبه ويرضاه .والسالم عليكم ورْحة ّ
17
املصادر واملراجع
القرآن الكري
عالء الدين الغراغري ،حبث عن األخالق يف القرآن الكرمي ،االسرتجاع ١٩أكتوبر ٢٠٢٢م من
https://mawdoo3.com/#cite_note-e2422095_00f3_4e64_b0ce_a0b8cb44a855-1
دعاء دار خليل ،سندس أبو حممد ،ما هي أخالق اإلسالم ،االسرتجاع ١٤أغسطس ٢٠٢٢من
https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%8A_%D8%A3%D8%AE%D9%84%
مقداد ايجلن حممد علي ،كتاب علم األخالق اإلسالمية ،االسرتجاع الطبعة الثانية ١٤٢٤هـ-
٢٠٠٣م من
https://shamela.ws/book/11293/9#p1
أبو حامد الغزايل1059 ( ،م ) ،إحياء علوم الدين -كتاب رايضة النفس وهتذيب األخالق
ومعاجلة أمراض القلب ( ،دار املعرفة :دار اهلجرة ،اجمللد ، 3ص48
د.حممد بن عبد هلال دراز،دستور األخالق يف القرآن1418( ،هـ 1998 /م )الناشر :مؤسسة
الرسالة ،ط10:
د.مقداد ايجلن حممد علي،علم األخالق اإلسالمية1413(،هـ1992 -م ) ، .الناشر :دار عامل
الكتب للطباعة والنشر – الرايض ،ط1:
اإلسراء
اآلية 44من سورة َ