You are on page 1of 19

‫عبد احلميد أبو سليمان‬

‫كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‬

‫قسم ‪ :‬أصول الدين والدين املقارن‬


‫‪RKUD 2020A‬‬
‫مادة ‪ :‬األخالق اإلسالمية‬
‫شعبة ‪ :‬الثانية‬
‫موضوع ‪ :‬املصطلحات األخالقية يف القرأن الكري‬
‫جمموعة ‪ :‬األوىل‬
‫‪:‬أعضاء اجملموعة‬ ‫رقم الشخصي‬
‫صفية بنت حممد أحسان الدين‬ ‫‪2013686‬‬
‫نور فاطن جنوى بنت حممد نور‬ ‫‪2119814‬‬
‫فاطمة خولة بنت ابن شعيم‬ ‫‪2014908‬‬
‫نور الفاختة بنت حممد مزالن‬ ‫‪2010112‬‬
‫وان نور فالصاحلة بنت وان حممد كامل‬ ‫‪2112012‬‬
‫رنـا بنت يوسف مسبالن‬ ‫‪1911228‬‬

‫اسم حماضر‪ :‬األستاذ إمساعيل بن مامت‬

‫الفصل الدراسي الثاين ‪2023/2022‬‬


‫فهرس‬
‫مقدمة ‪2 .................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪3 .........................................................................‬‬
‫املبحث الثان ‪3 ..........................................................................‬‬
‫املبحث الثالث ‪7 ........................................................................‬‬
‫املبحث الرابع ‪9 .........................................................................‬‬
‫املبحث اخلامس‪12.......................................................................‬‬
‫املبحث السادس ‪15......................................................................‬‬
‫خالصة ‪17..............................................................................‬‬
‫املصادر واملراجع ‪18......................................................................‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫بِ ْس ِم ﷲ الَّر ْْحَ ِن الَّرِحي ِم‬

‫احلمد هلل الذي بفضله قد وهبنا العلم وجعله لنا نورا ونرباس فتدي به ‪ ،‬به‪ ،‬أما بعد نقدم هذا‬
‫البحث إىل مجيع من يهتم ابلعلم وإىل زمالئنا الطالبات وإىل كل من جيمعنا هبم رابط العلم وإىل مجيع‬
‫املدرسني والدارسني ‪ ،‬وهذا البحث هو البحث العلمي عن مادة األخالق اإلسالمية‪.‬‬

‫من ونتقدم هذا البحث إىل زميالتنا التلميذات وإىل كل من جيمعناهن رابط العلم من مستمعني‬
‫وقراء ومدرسني فهذا البحث حتت موضوع املصطلحات األخالقية يف القرآن الكري‪ .‬وقد أعددان‬
‫وقسمنا هذا البحث إىل ستة مباحث؛ املبحث األول تعريف األخالق يف لغة واصطالح‪ ،‬واملبحث‬
‫الثاين منهج القرآن يف تقوي السلوك‪ ،‬واملبحث الثالث العوامل املؤثرة يف تقدير األخالق اإلسالمية‪،‬‬
‫واملبحث الرابع األهداف العامة لتعليم علم األخالق‪ ،‬واملبحث اخلامس القيم األخالقية يف القرآن الكري‬
‫وأمثله يف القرآن الكري‪ ،‬واملبحث السادس أسس النظرية األخالقية من منظور القرآن الكري‪.‬‬

‫وقد اجتمعنا مرة مبرة على اخلط عند عملية يف تكميل هذا البحث بشأن فريوس كوروان املستجد‬
‫مث فرقنا األعمال بيننا ووجد كل واحد منا دور مهم يف تكميل هذا البحث‪ ،‬وهو جهد املقال‪ ،‬ويضاعة‬
‫الفقري إىل عفو ربه كما كان فيه من توفيق فمن ﷲ وحده‪ ،‬وما كان فيه من خطاء أو زلل أو نسيان‬
‫فمنا ومن الشيطان وﷲ ورسوله ﷲ لنا ليهدان عيوبنا‪ .‬وﷲ ويل التوفيق واهلداية‪ .‬منه براء‪ ،‬ورحم ﷲ لنا‬
‫ليهدان عيوبنا‪ .‬وﷲ ويل وﷲ ويل التوفيق واهلداية‪.‬‬

‫إن القرآن الكري يعد املصدر األصيل للرتبية األخالقية لدى املسلمني؛ حيث كان رسول ﷲ‬
‫ﷺ خلقه القرآن الكري‪ ،‬يتصف أبخالقه‪ ،‬ويريب أمته آبداب القرآن الكري‪ .‬وكتاب ﷲ العظيم قد‬
‫وملّح‪ ،‬وال سيما يف الظروف احلالية‬
‫تضمن منهاجاً وافياً وشافياً يف االعتدال‪ ،‬وإبراز معامله أمر ضروري ُ‬
‫الصعبة اليت طالت خطورهتا األمة اإلسالمية والعامل كله‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫املبحث األول‬

‫تعريف األخالق يف لغة واإلصطالح‬

‫أوالً ‪ ،‬تعريف األخالق من حيث اللغة عند جممع الوسائط هو مجع التكثري من "خلق" ‪،‬أتيت‬
‫مبعين حال للنفس راسخة تصدر عنها األفعال من خري أو شر من غري حاجة إيل فك ٍر ورويٍّة‪ .‬أخالق‬
‫الراغب يف كتابه املفردات ‪ ،‬أ ّن هاتني الكلمتني‬
‫وخلُق على وزن افُق ‪ ،‬وعلى حد تعبري ّ‬
‫مجع ُخلق‪ُ ،‬‬
‫الشكل الذي يراه اإلنسان بعينه ‪ ،‬واخلُلق مبعىن‬ ‫أصل و ٍ‬
‫احد ‪ ،‬وهو «خلق» مبعىن اهليئة و ّ‬ ‫ترجعان إىل ٍ‬
‫السجااي الذاتية لإلنسان‪ .‬ولذا ميكن القول أب ّن ‪« :‬األخالق هي جمموعة الكماالت املعنويّة‬
‫القوى و ّ‬
‫السجااي الباطنيّة‬
‫و ّ‬

‫واألخالق إصطالحا حبسب اإلمام الغزايل يف إحياء علوم الدين هو فإن "األخالق صفة‬
‫عرف ابن‬
‫متأصلة يف النفس تنشأ منها األفعال بسهولة دون احلاجة إىل اعتبار مسبق‪ .‬الح ًقا ‪ّ ،‬‬
‫مسكويه األخالق على أهنا "األخالق هي شيء أو موقف نفسي يشجع الشخص على القيام بشيء‬
‫بسهولة دون تفكري وختطيط دقيق"‪ .‬وف ًقا لتصريح ابن مسكويه أعاله يف املكتبة الثقفة الدينية‪ ،‬فإن‬
‫األخالق عمل عفوي‪ .‬الفعل متأصل فينا لدرجة أننا ال نضطر إىل التفكري مرتني قبل القيام به‪ .‬على‬
‫سبيل املثال ‪ ،‬إذا كنا معتادين على النميمة وقول شيء سيء ‪ ،‬فهذه هي شخصيتنا‪ .‬وابملثل ‪ ،‬يشارك‬
‫اإلمام الغزايل مفهوم ابن مسكاوية يف األخالق‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد أجرى بعض التغيريات‪ .‬اإلمام الغزايل‬
‫شخصا‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬على سبيل املثال ‪ ،‬يعتقد أن املعرفة ال عالقة هلا بشخصية اإلنسان‪ .‬هذا املثال ‪ ،‬جملرد أن‬
‫ما ذكيًا ال يعين أنه شخص أخالقي‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬يعتقد كل من ابن مسكويه واإلمام الغزايل أن‬
‫األخالق هي موقف متأصل يف الشخص‬

‫املبحث الثان‬
‫منهج القرآن يف تقومي السلوك‬
‫‪3‬‬
‫وُيّرك األفكار‬
‫أسلوب أيخذ مبجامع القلوب‪ُ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫إ ّن األسلوب القرآين يف احلديث عن املعصية‬
‫ويهز النفس البشرية‪ ،‬فقد راعى العامل التكويين للنفس البشرية حثاً وترغيباً ‪ ،‬وحتذيراً وترهيباً ‪،‬‬
‫حتريكاً‪ّ ،‬‬
‫كل‬
‫ولقد سلك القرآن الكري يف دعوته مع العصاة مسلكاً بديعاً يف التبصرة والتذكري‪ ،‬وسلك مع ّ‬
‫التأمل يف أسلوب القرآن الكري يف حديثه عن‬
‫صنف منهم مسلكاً رفيعاً يف التوجيه واإلرشاد‪ ،‬وعند ّ‬
‫املعصية يتبني يل مظاهر عدة هي‪:‬‬

‫اوال‪ ،‬مسلك الرتغيب يف اإلقالع عن املعصية‪ ،‬وفتح أبواب التوبة واستقامة احلال‪ .‬وهذا املسلك‬
‫دب اليأس والقنوط يف نفس أحدهم حىت‬
‫ملخاطبة املتسخني أبدران الذنوب املخالطني هلا الذين رمبا َّ‬
‫سول له الشيطان عدم قبول توبته عند ﷲ "تعاىل"‪ ،‬وهذه من مصائد ومكائد الشيطان اليت خيرب هبا‬
‫يُ ّ‬
‫التضرع والرجوع إىل ﷲ وأوىل آايت القرآن ابلذكر يف هذا املوضوع هي أرجى‬ ‫القلوب ليحول بينها وبني ّ‬
‫َسَرفُوا‬ ‫آايت القرآن كما حكاه غري واحد من أئمة السلف وهي قوله "تعاىل"‪( :‬قُل اي ِعب ِاد َّ ِ‬
‫ين أ ْ‬
‫ي الذ َ‬‫ْ َ َ َ‬
‫الرِح ُيم) [الزمر‪.]٥٣ :‬‬ ‫الذنُ َ ِ ِ‬ ‫اَّللَ يـَ ْغ ِفر ُّ‬ ‫َعلَ ٰى أَنْـ ُف ِس ِهم َال تَـ ْقنَطُوا ِم ْن ر ْْحَِة َِّ ِ‬
‫ور َّ‬
‫وب َمج ًيعا ۚ إنَّهُ ُه َو الْغَ ُف ُ‬ ‫اَّلل ۚ إ َّن َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫واليت قال عنها الصحايب اجلليل علي بن أيب طالب ‪« :‬ما يف القرآن آية أوسع من هذه اآلية» كما‬
‫فالكل عبيد هلل وال تستثين ذنباً وال معصية‬
‫ّ‬ ‫حكاه اإلمام القرطيب‪ ،‬وهذه اآلية ال تستثين أحداً من اخلليقة‬
‫فكل ما خرج ابلعبد عن جادة الطاعة واالمتثال فهو إسراف على النفس وحتميل هلا ملا ال تطيقه من‬
‫ّ‬
‫تودد ﷲ لعباده العاصني‬
‫األوزار‪ ,‬وإن كان خيتلف اجلُرم ابختالف اخلطيئة‪ ،‬والعجيب يف هذه اآلية ّ‬
‫وحتببهم إليه إبضافتهم إىل نفسه رغم إسرافهم على أنفسهم وحتميلهم هلا ما ال تطيقه من األوزار‪ ,‬وهذا‬
‫أبلغ ما يكون التودد والرتغيب يف التوبة واإلقالع عن زواجر ﷲ ومناهيه‪.‬‬

‫اثنياً‪ ،‬بيان أن حتصيل اهلداية ال يكون مصادفة ًًوال عفوايً بل له سنن‪.‬تتمثل يف حماربة شهوات‬
‫برب اخلالئق وإصالح الباطن الذي هو حمل نظره‬ ‫النفس ومصارعة نزواهتا واالستعانة يف ثنااي ذلك ّ‬
‫سهل له طرائق‬ ‫"سبحانه" حىت إذا اطّلع ﷲ على صدق الرغبة يف اهلدى وج ّد اإلنسان يف حتصيلها ُ‬
‫ني )‬ ‫ِِ‬ ‫َّه ْم ُسبُـلَنَا ۚ َوإِ َّن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلداية والرشاد قال "تعاىل"‪ِ َّ :‬‬
‫اَّللَ لَ َم َع الْ ُم ْحسن َ‬ ‫اه ُدوا فينَا لَنَـ ْهديـَنـ ُ‬
‫ين َج َ‬
‫(والذ َ‬‫َ‬

‫‪4‬‬
‫يظن به الصالح‬
‫[العنكبوت‪.] ٦٩:‬وشاهد ذلك من واقعنا قول بعض النّاس ملن يدعوه وينصحه أو ملن ّ‬
‫ويظن ّأهنا تتنزل عفواً بدون طلب منه وجماهدة‬
‫(اسأل ﷲ يل اهلداية) وال يبذل يف حتصيلها شيئاً ّ‬
‫القيام‬
‫لتحصيلها‪ ،‬فعلى تفسري من قال بنزول هذه اآلية قبل فرض القتال وأ ّن املراد هبا اجلهاد للنفس و َ‬
‫أبمر الطاعة يلزم من التوفيق للهداية أن يسعى هلا اإلنسان ويطلبها ويبذل جهده وسعته يف الوصول‬
‫لطرقها ليتحقق له وعد ﷲ الذي أكده يف هذه اآلية ابلالم ونون التوكيد الثقيلة إلرشاد اخللق وطمأنتهم‬
‫مع أنّه ال أحد أصدق من ﷲ قيالً وال أويف بعهده منه إال أ ّن من جاهد نفسه واطلع ﷲ منه على‬
‫صدق اجملاهدة لن خييب سعيه بل ال ب ّد له أن ينال من توفيق ﷲ ما طلبه‪.‬‬

‫اثلثًا‪ ،‬حكاية القرآن الكري عن أحوال املشركني وما احتجوا به من حجج ورد ﷲ عليهم‪.‬أورد‬
‫وردها عليهم تعليماً وتوجيهاً فال جيوز من العصاة االحتجاج مبا‬ ‫القرآن الكري حجج املشركني الواهية ّ‬
‫آاب ُؤ َان َوَال َحَّرْمنَا ِمن‬ ‫احتج به املشركون‪ ،‬قال "تعاىل"‪( :‬سيـ ُق ُ َّ ِ‬
‫اَّللُ َما أَ ْشَرْكنَا َوَال َ‬ ‫ين أَ ْشَرُكوا لَ ْو َشاءَ َّ‬ ‫ول الذ َ‬ ‫ََ‬
‫ين ِمن قَـْبلِ ِه ْم َح َّ ٰىت ذَاقُوا َأبْ َسنَا ۗ قُ ْل َه ْل ِعن َد ُكم ِّم ْن ِع ْل ٍم فَـتُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ۖ إِن تَـتَّبِعُو َن‬ ‫َشي ٍء ۚ َك َٰذلِك َك َّذ َّ ِ‬
‫ب الذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫صو َن) [األنعام‪.]١٤٨ :‬قال العالمة ابن عاشور ‪ « :‬أل ّن هذه حقيقة كاشفة‬ ‫إَِّال الظَّ َّن َوإِ ْن أَنتُ ْم إَِّال َختُْر ُ‬
‫عن الواقع ال تصلح عُذراً ملن طلب منهم أن ال يكونوا يف عداد الذين مل يشأ ﷲ أن يُرشدهم »وإشارة‬
‫مقيم عليه من املعصية‪،‬‬
‫تدل العاصي إىل أ ّن التشبث مبشيئة ﷲ ال تصلح له عذراً على ما هو ٌ‬
‫ذلك ّ‬
‫اختيار يف ذلك‬
‫ٌ‬ ‫ألي الطريقني شاء‪ ،‬وله‬
‫أل ّن ﷲ "تعاىل" جعل له مشيئةً اتبعةً ملشيئة ﷲ يهتدي هبا ّ‬
‫يل إِ َّما شاكرا َوإَِّما َك ُف ًورا ) [اإلنسان‪.]٣ :‬‬‫لسبِ‬
‫َّ‬ ‫ٱ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫كما قال ﷲ "تعاىل"‪ (:‬إِ َّان َه َد ۡيـ ٰ‬
‫ن‬
‫َ‬
‫َ‬
‫فموبقها أو ُمعتقها ) إىل غري ذلك من النصوص‬
‫فبائع نفسه ُ‬
‫كل النّاس يغدو ٌ‬
‫وكقول رسول ﷲ ‪ّ ( :‬‬
‫املشرية إىل أ ّن لضالل العبد وهدايته بعد قدر ﷲ تعلقاً مبشيئة العبد واختياره‪.‬‬

‫ّأما اإلميان ابلكتب فله ما لغريه من أثر يف هتذيب سلوك الفرد املسلم ويتجلى ذلك يف مثرات‬
‫لكل‬
‫هذا الركن واليت ذكرها الشيخ ابن عثيمني بقوله‪ « :‬العلم برْحة ﷲ تعاىل وعنايته خبلقه حيث أنزل ّ‬
‫لكل ّأمة ما يُناسبها‪،‬‬
‫قوم كتاابً يهديهم به‪ ،‬وكذا ظهور حكمة ﷲ تعاىل حيث شرع يف هذه الكتب ّ‬
‫كل عصر ومكان إىل‬ ‫وكان خامت هذه الكتب والواجب اإلتباع القرآن العظيم مناسباً جلميع اخللق يف ّ‬
‫‪5‬‬
‫يوم القيامة »‪ .‬قال ﷲ تعاىل‪[ :‬آل عمران‪.]٨٤ :‬واالحتكام إىل كتاب ﷲ جيعل املسلم دائماً على بيّ ٍنة‬
‫من أمره يف مجيع أحواله »‪ .‬وأثر اإلميان ابلقران الكري خامت الكتب املنزلة املصدق ملا قبله واملهيمن عليه‬
‫جلي يف تزكية النفس حني ترتبط بتعاليمه فتربأ من اجلهالة والضاللة واحلرية واالضطراب وهتتدي‬
‫اضح ٌ‬
‫و ٌ‬
‫تقوم طريقها إن اعوج وتصحح مسرية احلياة إن ختلفت‪.‬‬
‫لليت هي أقوم وتعرف به كيف ّ‬

‫‪6‬‬
‫املبحث الثالث‬
‫العوامل املؤثرة يف تقدير األخالق اإلسالمية‪.‬‬

‫اإلشعار أبن تعليم األخالق ال يعين جمرد توصيل املعلومات األخالقية إىل األذهان فقط‪ ،‬بل‬
‫يعين اإلشعار ابملسؤولية األخالقية وبتطهري النفوس وتزكيتها من الرذائل والشرور وحتليتها ابلفضائل‬
‫ومكارم األخالق‪ ،‬أمهية األخالق من حيث إن هدفها حتقيق السعادة يف احلياة الفردية واجلماعية‪ .‬ذلك‬
‫أن احلياة األخالقية هي احلياة اخلرية البعيدة عن الشرور جبميع أنواعها وصورها‪ ،‬فكلما انتشرت هذه‬
‫أيضا الثقة املتبادلة واأللفة واحملبة بني‬
‫احلياة انتشر اخلري واألمن واألمان الفردي واالجتماعي‪ ،‬وتنتشر ً‬
‫الناس‪ ،‬وكلما غابت هذه احلياة انتشرت الشرور وزادت العداوة والبغضاء‪ ،‬والنفور والتناحر والتكالب‬
‫أصال سبب التعاسة والشقاء يف حياة الفرد‬
‫من أجل املناصب‪ ،‬ومن أجل املادة والشهوات‪ ،‬والشرور ً‬
‫أتثريا يف دور النمو‪ ،‬حىت‬
‫واجلماعة‪ ,‬تقضي سنة ﷲ يف خلقه أن تكون العوامل يف تكوين اخللق أشد ً‬
‫إذا طال عليها األمد وتوالت السنون انقلب االقتداء ابلناس عادة ترسخ شيئًا فشيئًا حىت تصري طبيعة‬
‫تتمكن من املرء وتستويل عليه بقوهتا‪ ،‬فينزل على حكمها وخيضع لسلطاهنا غري شاعر‪ .‬فاألخالق منها‬
‫ما هو حممود وما هو مذموم ‪ ،‬وآاثرها تظهر على سلوك اإلنسان وتصرفه ‪ ،‬فإذا كان اخللق املستقر يف‬
‫النفس ْحيدا أمثر سلوكا ْحيدا ‪ ،‬وإذا كان اخللق على خالف ذلك جاءت نتائجه تبعا له ‪ ،‬كالكرم‬
‫والبخل ‪ ،‬والصفح واالنتقام ‪.‬‬

‫فالواجب على االنسان أن ُيافظ على األخالق احلسنة اليت جبل عليها‪ ،‬ويعمل أيضا على اكتساب‬
‫غريها من األخالق احلسنة ابلتدريب واملمارسة‪.‬‬

‫صلَّى َّ‬ ‫ول َِّ‬ ‫ومثال األخالق املكتسبة‪( :‬حديث مرفوع ) عن أَِيب هريـرةَ ‪ ،‬قَ َ ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬
‫ال ‪َ :‬مس ْع ُ‬ ‫َ ْ ُ َْ َ‬
‫ول ‪ " :‬إََِّّنَا الْعِْلم ِابلتـَّعلُِّم ‪ ،‬و ِْ‬
‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬يـَ ُق ُ‬
‫اخلَْ َري يـُ ْعطَهُ ‪َ ،‬وَم ْن يـَت َِّق الشََّّر‬ ‫احل ْل ُم ِابلت َ‬
‫َّحلُِّم ‪َ ،‬وَم ْن يـَتَ َحَّر ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫يـُ َوقَّهُ " ‪ .‬كتاب احللم البن أيب الدنيا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ني ُُِيبُّـ ُه َما‬ ‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ‬ ‫مثال األخالق الفطرية‪ِ :‬يف ح ِد ِ‬
‫صلَتَ ْ ِ‬ ‫ال ‪ " :‬إِ َّن ف َ‬
‫يك َخلَ ْ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َش ِّج أَنَّهُ َ‬
‫يث ْاأل َ‬ ‫َ‬
‫احلَ ْم ُد ََِّّللِ الَّ ِذي‬
‫ال ‪ْ :‬‬ ‫ال ‪ :‬قَ ِدميًا ‪ ،‬قَ َ‬ ‫يف أ َْو َح ِديثًا ؟ قَ َ‬ ‫اَّللِ قَ ِدميًا َكا َن ِ َّ‬
‫ول َّ‬ ‫ال ‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫احلِْل َم َو ْاأل ََانةَ ‪ ،‬قَ َ‬
‫اَّللُ ْ‬
‫َّ‬
‫ص َّح َحهُ ابْ ُن ِحبَّا َن‪.‬‬ ‫َْح ُد والن ِ‬
‫َّسائ ُّي َو َ‬
‫اَّللُ " َرَواهُ أ ْ َ َ َ‬ ‫ني ِِمَّا ُُِيبُّـ ُه َما َّ‬
‫َجبَـلَِين َعلَى ُخلَّتَ ْ ِ‬

‫األخالق اإلسالمية ال تغلّب جانبًا على جانب فكل األخالق اإلسالميـة مطلوبة‪ ،‬دون‬
‫تغليب على بعضها وإغفال البعض؛ فهي تدعو إىل العزة والتواضع كما تدعو إىل االنتصـار والعفو‪،‬‬
‫فيها الصراحة واالحرتام‪ ،‬وفيها الكرم واالقتصاد‪ ،‬وهي الشجاعة بغري هتور ولـني يف غري ضعف‪ ،‬إن‬
‫املنهج الرابين األخالقي الذي جاء به اإلسالم هو األصلح مطلقا ليكون أساسا لألخالق ومعيارا تقاس‬
‫به السلوكيات وحتتكم إليه‪ ،‬وذلك ملا له من اخلصائص العظيمة اليت أييت ذكرها‪ ،‬مع مراعاته للعقل‬
‫والعادات واألعراف اليت ال ختالف الشرع‪.‬‬

‫إن السلوكيات األخالقية وآداهبا هي اليت متيز سلوك اإلنسان عن سلوك البهائم ‪ ،‬سواء يف‬
‫حتقيق حاجته الطبيعية أو يف عالقته مع غريه من الكائنات األخرى‪ ,‬فاآلداب زينة اإلنسان من حيث‬
‫اجلنس واألكل والشرب والنظافة ‪ ،‬وتذوق السلوك اجلميل ومتييزه عن السلوك القبيح ‪ ،‬والبحث عن‬
‫أفضل العالقات وأحسنها يف املعاشرة واحملادثة والتعاون والتآلف ‪ ،‬وتبادل احملبة واإلكرام واإلحسان‬
‫والرتاحم وغريها من األمور ‪.‬‬

‫اه ْم َعلَ ٰى َكثِ ٍري‬ ‫قال تعاىل‪(( :‬ولََق ْد َكَّرمنَا ب ِين آدم و َْح ْلنَاهم ِيف الْ ِرب والْبح ِر ورزقْـنَاهم ِمن الطَّيِب ِ‬
‫ض ْلنَ ُ‬
‫ات َوفَ َّ‬‫ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َّ َ َ ْ َ َ َ ُ ّ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ض ًيال))‪{ .‬سورة اإلسراء آيه ‪}٧٠‬‬ ‫ِِّمَّن خلَ ْقنَا تَـ ْف ِ‬
‫ْ َ‬

‫‪8‬‬
‫املبحث الرابع‬
‫األهداف العامة لتعليم علم األخالق‬

‫إن تعليم األخالق له دوافع كثرية يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬أوال بيان حقائق القيم األخالقية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومبادئها وطرق تطبيقها‪ .‬واثنيا‪ ،‬التعرف على مشولية األخالق اإلسالمية؛ واليت تضم مجيع‬
‫سلوكيات األفراد االجتماعية واالقتصادية وغريها‪ .‬مث إبراز أمهية وقيمة القيم األخالقية اإلسالمية من‬
‫مجيع النواحي؛ العلمية واالجتماعية‪ ،‬واإلنسانية واحلضارية‪.‬‬

‫بيان حقائق القيم األخالقية اإلسالمية‬

‫نظام متكو ٌن من املبادئ واملعاين السامية‪ ،‬املستنبطة من الكتاب والسنّة‪،‬‬


‫القيم األخالقية هي ٌ‬
‫ُ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬واليت تضبط سلوكيات التعامل بني‬ ‫املوافقة للفطرة البشرية‪ ،‬املكتسبة من ال َفهم الدقيق ِّ‬
‫للدين‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫الناس‪ ،‬للوصول ابلفرد واجملتمع لسعادة الدُّنيا واآلخرة‪ .‬توجد كثرية أمهية القيم األخالقية يف حياة‬
‫تدل العديد من األمور على أمهيّة القيم األخالقيّة‪ ،‬يُذكر منها زايدة اإلتقان واإلبداع يف‬
‫اإلنسان‪ّ .‬‬
‫املبين على اخلُلق الذي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫العمل؛ إذ إ ّن صاحب اخلُلق يقوم ابلعمل املوافق لما يتّصف به من أخالق‪ ،‬و ّ‬
‫‪1‬‬
‫ش‪ ،‬وغري ذلك من األمور اليت حتول دون اإلتقان والتميّز‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يدعو إىل اإلتقان‪ ،‬وعدم التقصري‪ ،‬والغ ّ‬

‫وبعد ذلك‪ ،‬الزايدة من ّقوة اإلرادة واإلصرار‪ ،‬ووضوح اهلدف‪ .‬تنمية معاين اإلنسانيّة يف نفس‬
‫صاحب اخلُلق احلسن‪ .‬مث بعث الطمأنينة والسرور واإلجيابية يف القلوب‪ ،‬أبداء الواجبات‪ ،‬واجتناب‬
‫احملظورات‪ ،‬وحتقيق األهداف السامية العالية‪ ،‬فذلك ِمّا يعود على النًّفس ابلراحة والسكون‪ .‬إذا نعمل‬
‫شيء ابلنية هلل األفضال من النية لإلنسان آخر‪ .‬يف حديث رسول ﷲ ﷺ‪ ،‬إَّنا األعمال ابلنيات وإَّنا‬

‫‪1‬‬
‫سناء الدويكات‪ ،‬مفهوم القيم األخالقية‪ ،‬االسرتجاع ‪ ١٣‬يناير ‪٢٠٢١‬‬
‫‪9‬‬
‫لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إىل ﷲ ورسوله فهجرته إىل ﷲ ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته إىل‬
‫دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إىل ما هاجر إليه‪.‬‬

‫وابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تتع ّدد وظائف القيم األخالقيّة سواءً على مستوى الفرد أو اجملتمع‪ ،‬يُذكر‬
‫ات حم ّددةٍ‪ِ ،‬مّا يُساهم يف تشكيل شخصيّة الفرد‪،‬‬‫منها أوال حتديد سلوك األفراد‪ ،‬وحصره يف خيار ٍ‬
‫َ ْ‬
‫وحتديد أهدافه‪ .‬مث‪ ،‬متكني الفرد من أداء املطلوب منه‪ ،‬مع التكيّف والرضا عن األداء‪ .‬وأخريا‪ ،‬إشعار‬
‫ومواجهة ضعفها‬
‫الفرد ابألمان‪ِ ،‬مّا يُساعد يف تقوية النَّفس‪ُ ،‬‬

‫التعرف على مشولية األخالق اإلسالمية؛ واليت تضم مجيع سلوكيات األفراد االجتماعية وغريها‬

‫األخالق اإلسالمية مهمة يف حياة اإلنسان ال سيما األفراد واالجتماعية‪ .‬إن األخالق تقوي‬
‫العوجاج اإلنسان وسلوكه‪ ،‬فقد جاء اإلسالم وحث على مجلة من األخالق العظيمة‪ .‬بعث النيب ﷺ‬
‫ت ألمتم مكارم األخالق صدق رسول ﷲ ﷺ‪ .‬صفة األول‪ ،‬الصدق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ألمتم مبكارم األخالق‪ .‬إَّنا بُعثْ ُ‬
‫ِ‬
‫كباطنه‪ ،‬وهو االلتزام‬ ‫يتطلب فيه أن يكون اإلنسان صادقاً مع ﷲ ومع الناس حبيث يكون ظاهره‬
‫ابلعهد‪ .‬ومن أفضل األعمال عند ﷲ الصدق وهو خري ما اعتاد عليه اإلنسان وقد قال ﷲ تعاىل‪َ ﴿ :‬اي‬
‫اَّلل وُكونُوا مع َّ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ني﴾ (سورة التوبة ‪.2)119 :‬‬ ‫الصادق َ‬ ‫ين َآمنُوا اتـَّ ُقوا ََّ َ َ َ‬
‫أَيـُّ َها الذ َ‬

‫الثاين‪ ،‬األمانة‪ .‬خلق اثبت يف النفس جيعل اإلنسان يكتفي مبا عنده‪ .‬جيب أن نتصف بصفة‬
‫اان ِت إِىل أ َْهلِ َها﴾ (سورة النساء‬
‫األمانة يف عملنا اليومي‪ .‬قوله ‪-‬تعاىل‪﴿ :-‬إِ َّن ﷲَ َأيْ ُم ُرُك ْم أَ ْن تُـ َؤُّدواْ األ ََم َ‬
‫‪ .3)58 :‬مث الصرب‪ .‬هو خلق جيب على املسلم أن يتصف به حبيث ميتنع عن فعل ما ال ُيسن به‬
‫وبذلك يكون قد أصلح نفسه ومنحها قوة وثباات‪.‬وهو من اعظم مقامات اإلميان ألنه ُيمي العبد عن‬

‫‪2‬‬
‫سورة التوبة ‪119 :‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة النساء ‪58 :‬‬
‫‪10‬‬
‫ني﴾ (سورة‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اصِ ْرب فَِإ َّن َّ‬
‫َجَر الْ ُم ْحسن َ‬
‫يع أ ْ‬
‫اَّللَ َال يُض ُ‬ ‫﴿و ْ‬
‫السلوكيات اليت ال يرضاها ﷲ‪ .‬فقد قال ‪-‬تعاىل‪َ :-‬‬
‫‪5 4‬‬
‫هود ‪. )115 :‬‬

‫إبراز أمهية وقيمة القيم األخالقية اإلسالمية‬

‫أمهية األخالق ابعتبارها من أفضل العلوم وأشرفها‪ ،‬ذلك أن علم األخالق‪ -‬ابلتعريف‬
‫املختصر‪ -‬هو علم اخلري والشر والسلوك النافع والضار‪ ،‬والطيب واخلبيث‪ ،‬وهلذا عندما ُياول بعض‬
‫مجيعا‪ ،‬ومنهم‬
‫العلماء بيان قيمة علم األخالق ابلنسبة للعلوم األخرى فمنهم من يقول‪ :‬إنه إكليل العلوم ً‬
‫من يقول‪ :‬إنه اتج العلوم‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬إنه زبدة العلوم‪ ،‬ذلك أن العلوم األخرى أساسا تساعد‬
‫أيضا‬
‫على األخالق يف الكشف عن اخلري والشر‪ ،‬وعن النافع والضار‪ ،‬ومها موضوع األخالق‪ ،‬وهلذا ً‬
‫فإن علم األخالق يستخدم العلوم األخرى يف الكشف عن مهمته وحتقيق أهدافه‪ ،‬وتعترب تلك العلوم‬
‫‪6‬‬
‫وسائل معينة لتحقيق هذا العلم‪.‬‬

‫إن السلوكيات األخالقية وآداهبا هي اليت متيز سلوك اإلنسان عن سلوك البهائم سواء يف حتقيق‬
‫حاجاته الطبيعية أو يف عالقاته مع غريه من الكائنات األخرى‪ ،‬فاآلداب زينة اإلنسان من حيث اجلنس‬
‫واألكل والشرب والنظافة‪ ،‬وتذوق السلوك اجلميل ومتييزه عن السلوك القبيح‪ ،‬والبحث عن أفضل‬
‫العالقات وأحسنها يف املعاشرة واحملادثة والتعاون والتآلف وتبادل احملبة واإلكرام واإلحسان والرتاحم‬
‫والتعاطف وغريها‪ .‬وهلذا فاآلداب األخالقية زينة اإلنسان وحليته اجلميلة‪ ،‬وبقدر ما يتحلى هبا اإلنسان‬
‫يضفي على نفسه مجاال وهباء‪ ،‬وقيمة إنسانية‬

‫‪4‬‬
‫سورة هود ‪115 :‬‬
‫‪5‬‬
‫دعاء دار خليل‪ ،‬سندس أبو حممد‪ ،‬ما هي أخالق اإلسالم‪ ،‬االسرتجاع ‪ ١٤‬أغسطس ‪٢٠٢٢‬‬
‫‪6‬‬
‫مقداد ايجلن حممد علي‪ ،‬كتاب علم األخالق اإلسالمية‪ ،‬االسرتجاع الطبعة الثانية ‪١٤٢٤‬هـ‪٢٠٠٣-‬م من‬

‫‪11‬‬
‫املبحث اخلامس‬
‫القيم األخالقية وأمثلة يف القرآن الكرمي‬

‫ومن املعلوم لدينا أن‪ ،‬القيم أو قصدها على أهنا تفضيالت واسعة النطاق تتعلق ابلنُهج املناسبة‬
‫لإلجراءات أو النتائج‪ .‬لذلك ‪ ،‬تعكس هذه القيم مشاعر الشخص حول الصواب واخلطأ أو ما "جيب‬
‫فعله"‪ .‬الشيء الذي له "قيمة أخالقية" ميكن أن يسمى "خري أخالقي أو فلسفي" (معىن اسم)‪ .‬و‬
‫نستطيع أن نقول األخالق الكرمية هي انعكاس ورمز لشخصية اإلنسان‪ ،7‬فهذا األخالق ميكن أن‬
‫جتلب ذلك الشخص لكرامة عالية جدا عند ﷲ تعاىل‪ .‬إذا كان أحد لديه القوة القليل من الفهم للقيم‬
‫األخالقية الواردة يف القرآن ‪ ،‬أي تؤثر بشكل متزايد على حالة شخصية الفرد ‪ ،‬حىت يبدو أن هذه‬
‫احلياة تبدو أقل أمهية‪.‬‬

‫وابإلضافة‪ ،‬املراجع من القرآن عالية مثل املراجع اليت تغطي العامل كله‪.‬ال يوجد مرجعية أعلى‬
‫من القرآن‪ .‬أما األحكام القانونية املذكورة يف القرآن واحلديث ينطبق عامليا على مجيع األوقات واألماكن‬
‫و بدون تغيري ‪ ،‬ألن ال أحد يستطيع تغيريه‪ .‬كمسلمني ‪ ،‬حنتاج إىل جعل القرآن املرجع الرئيسي لتشكيل‬
‫األخالق جتاهه طريقة أفضل للحياة‪ .‬وقال مؤكدا أنه‪ ،‬األخالق مهمة جدا وأتثريها كبري جدا يف‬
‫تشكيل السلوك البشري‪ 8.‬من الواضح أن اإلسالم هو تعليم حقيقي وموثوق لتحسني الناس وتشكيل‬
‫أخالقهم من أجل التمتع حبياة كرمية‪ُ .‬يسن اإلسالم الناس من خالل حتسني أرواحهم وتنقية قلوهبم‬
‫وغرس صفات مشحونة يف نفوسهم‪ .‬إن اإلسالم ح ًقا قادر على جلب الناس لتحقيق السعادة والرحابة‬
‫والسالم‪.‬‬

‫‪ 7‬د‪.‬حممد بن عبد هلال دراز‪،‬دستور اأخلالق يف القرآن‪1418( ،‬هـ ‪1998 /‬م )الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪10:‬‬
‫‪ 8‬د‪.‬مقداد ايجلن حممد علي‪،‬علم اأخلالق اإلساملية‪1413(،‬هـ‪1992 -‬م )‪ ، .‬الناشر‪ :‬دار عامل الكتب للطباعة والنشر –‬
‫الرايض‪ ،‬ط‪1:‬‬

‫‪12‬‬
‫ومن املالحظ أن ‪،‬كل ما يولد من اإلنسان أو كل أفعال اإلنسان يتوافق مع طبيعة وطبيعة‬
‫روحه‪ .‬كما قال إمام الغزايل يف كتابه إحياء علوم الدين‪ : 9‬فكل الصفات املوجودة يف القلب تولد‬
‫أتثريها (عالمة) على جسم اإلنسان ‪ ،‬حبيث ال يكون هناك عمل إال كل شيء على ما هو يف قلب‬
‫اإلنسان‪ .‬ومن مثّ‪ ،‬سلوك اإلنسان أو أفعاله هلا عالقة وثيقة ابلطبيعة وما ُيمله قلبه‪ .‬ميكن تشبيهه‬
‫جيدا ‪ ،‬مثل الشجرة‬
‫جيدا إذا كان قلبه ً‬
‫بشجرة جبذورها‪ .‬هذا يعين أن سلوك الشخص أو أفعاله سيكون ً‬
‫‪ ،‬وإذا كانت جذوره جيدة ‪ ،‬فستكون الشجرة طازجة‪ .‬عندما تتلف اجلذور ‪ ،‬سوف تتلف الشجرة‬
‫وفروعها‪ .‬و ليس هناك أدىن شك‪ ،‬أن التحلي أبخالق القرآن دليل اكتمال اإلميان‪.‬‬

‫ومن وجهة نظر أخرى‪ ،‬األخالق هي ابلفعل درع للمسلمني‪ .‬املسلم يدخل اجلنة بسبب أخالقه‬
‫احلميدة ‪ ،‬ويذهب اإلنسان إىل النار لسوء أخالقه‪ .‬وبنفس الطريقة معنا ‪ ،‬جيب أن نعيش ونستكشف‬
‫اَّلل يف هذه‬
‫ح ًقا ألن هذه احلياة الطيبة هي اليت ستشكل األخالق احلميدة املوجودة فينا كعبد ّ‬
‫األرض‪.‬فمثال يف سورة األعلى ‪ ،‬سبح اسم ربك األعلى ﴿‪ ﴾١‬و سورة اإلسراء ‪،‬تسبح له السموات‬
‫السبع واألرض ومن فيهن وإن من شيء إال يسبح حبمده ولكن ال تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما‬
‫غفورا ﴿‪ ، ﴾٤٤‬وهذان سورة ّ‬
‫‪10‬‬
‫اَّلل أيمران أن جيب نتحلى ابألخالق حبمده وتقديسه وتذكره دائما‪.‬‬

‫‪ 9‬أبو حامد الغزايل‪1059 ( ،‬م )‪ ،‬إحياء علوم الدين ‪ -‬كتاب رايضة النفس وهتذيب األخالق ومعاجلة أمراض القلب ‪ ( ،‬دار‬
‫املعرفة ‪ :‬دار اهلجرة ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 3‬ص ‪48‬‬

‫اإلسراء‬
‫اآلية ‪ 44‬من سورة َ‬
‫‪10‬‬

‫‪13‬‬
‫وأيضا يوجد من القيم عن األخالق اآلخر يف القرآن الكري كان إمجايل الذي يرسخ يف نفس‬
‫املسلمون على مكارم األخالق‪ ،‬فاملسلمون الذين احلق مثال يف الصدق‪ ،‬واألمانة‪ ،‬والسخاء‪،‬‬
‫والشجاعة‪ ،‬والتواضع‪ ،‬والوفاء‪ ،‬واحلياء‪ ،‬والعفة‪ ،‬واحللم‪ ،‬والصرب‪ ،‬والعدل‪ ،‬واإلحسان‪ ،‬والرْحة‪ ،‬والغرية‬
‫على احلرمات‪ ،‬وبر الوالدين‪ ،‬وصلة األرحام‪ ،‬وإكرام اجلار‪ ،‬والتسامح مع املخالف‪ ،‬واإليثار‪ ،‬والتعاون‬
‫على الرب والتقوى وغريها‪ .11‬وفيما أييت بعض اآلايت من اليت تتحدث عن قيم األخالق يف القرآن‬
‫ۡ‬
‫الكري‪ ،‬سأشرح بعض القيم األخالقية يف بعض سور القرآن‪ .‬أوالً يف سورة املائدة ‪َ ،‬وتَـ َع َاونُواْ َعلَى ٱلِ ِّرب‬
‫اب ﴿‪ ،﴾٢‬من بينها أمر ﷲ‬ ‫يد ۡٱلعِ َق ِ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ش‬ ‫ٱَّلل‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ٱإل ِۡمث و ۡٱلع ۡدو ِۚن وٱتَّـقوا ۖ‬
‫ٱَّلل‬ ‫ِ‬
‫ۡ‬
‫ى‬ ‫ل‬‫ع‬
‫ۡ ۖ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َ ُ َ َ ُْ َ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫َوٱلتـَّق َو ٰ َ َ َ َ ُ ْ َ‬
‫ا‬‫و‬‫ن‬‫او‬ ‫ع‬ ‫ـ‬‫ت‬ ‫ال‬
‫و‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫أن يساعد الناس بعضهم البعض يف عمل اخلري والتقوى‪.‬‬

‫ت‬ ‫ض ِمن ص ۡوتِ ۚك إِ َّن أَن َكر ۡٱأل ۡ‬


‫َص ٰو ِ‬ ‫ص ۡد ِيف م ۡشيِك و ۡٱغض ۡ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ‬
‫ٱق‬ ‫وعلى سبيل مثال يف سورة لقمان‪َ ،‬و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫ۡ‬ ‫لَ ۡ‬
‫ت ٱحلَ ِم ِري ﴿‪ ﴾١٩‬وهذه اآلية ختربان عن احملافظة على املؤمنني لألخالق أثناء املشي والكالم‪.‬‬ ‫صو ُ‬ ‫َ‬
‫عال ‪ ،‬ليس من الضروري إذا كان بصوت‬ ‫عند املشي ال بطيء وال سريع‪ .‬عند عدم التحدث بصوت ٍ‬
‫عال‪ .‬هذا النوع من السلوك مطلوب بشدة ألن هذه هي وصية ﷲ اليت جيب أن نطيعها‪ .‬وابلنسبة‬ ‫ٍ‬
‫ٱَّللِ‬ ‫ِۚ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ض بـ ۡعد إِ ۡص ٰل ِحها و ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫إىل سورة األعراف‪ ،‬وَال تُـ ۡف ِ‬
‫ت‬ ‫ْح‬ ‫ر‬
‫َ َ َ ً َ َ َ َّ‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ا‬‫ٗ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫وه‬‫ع‬ ‫ٱد‬
‫َ َ ُُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َر‬ ‫ٱأل‬ ‫ِ‬
‫يف‬ ‫ا‬
‫ْ‬‫و‬‫د‬‫ُ‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ني ﴿‪﴾٥٦‬يتم التعبري عن هذا يف كالم ﷲ ‪،‬وﷲ تعاىل ينهى عن اإلضرار‬ ‫قَ ِريبٗ ِمن ۡٱلم ۡح ِسنِ‬
‫َ‬ ‫َّ ُ‬
‫ابألرض ‪ ،‬وما يضرها ويدعو الناس إىل العناية ابلبيئة بركلك جتاه البيئة‪ .‬أشياء أخرى غري البشر جتد‬
‫أيضا يف األخالق اإلسالمية‪ .‬بعد أن شرحت هذا املوضوع ‪ ،‬وجدت أنه من واجب‬ ‫مكاان هلا ً‬
‫ً‬
‫املسلمني اليوم العودة وِمارسة قيم الدين وأخالقه داخل أنفسهم‪.‬‬

‫‪ 11‬د‪.‬حممد بن عبد هلال دراز‪،‬دستور اأخلالق يف القرآن‪1418(٠،‬هـ ‪1998 /‬م) الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪10:‬‬
‫‪14‬‬
‫املبحث السادس‬
‫أسس النظرية األخالقية من منظور القرآن الكرمي‬

‫املرة األوىل‬
‫(خلُق) مبعىن األخالق مرتني اثنتني فقط يف القرآن الكري‪ ،‬يف ّ‬
‫لقد وردت كلمة ُ‬
‫متاما‬
‫املرة الثانية فقد جاء على النقيض من ذلك ً‬ ‫األولني من قوم عاد‪ ،‬أما يف ّ‬
‫ُوصف أبهنا خلق َّ‬
‫ووصف اخلُلُق أبنه عظيم وهو خلق النيب ُحم َّمد ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم كما يف القرءان الكري‪ ،‬قال ﷲ‬ ‫ُ‬
‫َّك لَ َعلَى ُخلُ ٍق َع ِظيم)‪ .12‬تبني هذه اآلية فضل ﷲ سبحانه وتعاىل على رسول ﷲ صلى‬
‫تعاىل ‪( :‬وإن َ‬
‫ﷲ عليه وسلم ألن أخالق حياته كلها اهتدى ابلقرآن‪.‬‬

‫مفهوم النظرية األخالقية ف القرآن واسع جدا ومن بينها‬

‫الفصل األول ‪ :‬مصدر القيم اإلنسانية‬

‫القيم هي أكثر فائدة لكيفية العالقة بني اجملتمع للحفاظ على العدل واالزدهار‪ .‬القيم اإلنسانية‬
‫أي كل اإلعمال الصاحلات مثلالعدل واحلقيقة واللطف والسالم‪ .‬كل األخالق البشرية الطيبة هي‬
‫طبيعة كل إنسان‪ .‬سواء كانوا مسلمني أو غري مسلمني ‪ ،‬فهم يعرفون ما جيب احلفاظ عليه من‬
‫األخالق‪ .‬هكذا يقارن اإلنسان بغريه من املخلوقات ‪ ،‬كما قال ﷲ تعاىل يف سورة اإلسراء اليت تصف‬
‫القيم اإلنسانية اليت جتعل اإلنسان أشرف املخلوقات‪ .‬قال هللا تعاىل ) َولََق ْد َكَّرْمنَا بَِٓ‬
‫ىن ءَ َاد َم َو َْحَْلنَـٰ ُه ْم‬
‫ض ْلنَـٰهم علَ ٰى َكثِ ٍٍۢري ِِّمَّن خلَ ْقنَا تَـ ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض اًيال (‪ .‬تنظم األخالق اإلسالمية‬ ‫ْ َ‬ ‫ِِف ٱلَِْربّ َوٱلْبَ ْح ِر َوَرَزقْـنَـٰ ُهم ّم َن ٱلطَّيِّبَـٰت َوفَ َّ ُ ْ َ‬
‫الطبيعة البشرية وتوجهها إىل مستوى األخالق النبيلة ‪ ،‬وتقوى أفعال اإلنسان يف ظل هدى ﷲ حنو‬
‫رضاه‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬اإللزام‬

‫يستند أي مذهب أخالقي جدير هبذا االسم يف هناية األمر على فكرة اإللزام‪ .‬ذلك أنه إذا مل‬
‫يعد هناك إلزام فلن تكون هناك مسئولية‪ ،‬وإذا عدمت املسئولية‪ ،‬فال ميكن أن تعود العدالة؛ وحينئذ‬
‫أيضا‪،‬‬
‫تتفشى الفوضى‪ ،‬ويفسد النظام‪ ،‬وتعم اهلمجية‪ ،‬ال يف جمال الواقع فحسب‪ ،‬بل يف جمال القانون ً‬
‫‪12‬‬
‫سورة القلم ‪٦٨ : ٤ :‬‬
‫‪15‬‬
‫وطب ًقا ملا يسمى ابملبدأ األخالقي‪ 13.‬مما ال شك وال ريب‪ ،‬أن أهم أخالق لإلنسان هي إخالص‬
‫۟‬
‫ك أََّال تَـ ْعبُ ُدٓوا إَِّالٓ إِ َّايهُ َوبِٱلْ َٰولِ َديْ ِن‬
‫ض ٰى َربُّ َ‬
‫العباد هلل تعاىل وطاعته لكل أوامره‪،‬كما قال هللا تعاىل ‪َ ( .‬وقَ َ‬
‫ٍۢ‬
‫ُف َوَال تَـْنـ َه ْرُمهَا َوقُل َّهلَُما قَـ ْ اوًال َك ِر اميًا)‪.‬‬ ‫َح ُد ُمهَآ أ َْو كِ َال ُمهَا فَ َال تَـ ُقل َّهلَُمآ أ ٍّ‬ ‫إِحسـٰنًا ۚ إِ َّما يـبـلُغَ َّن ِع َ ِ‬
‫ند َك ٱلْك ََرب أ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫هذه األية تدل على تبني واجب طاعة هللا مث يتبعها الوالدان‪ .‬اخلري ‪.‬األ خالقي فبعكس ذلك يتميز‬
‫بتلك السلطة اآلمرة جتاه اجلميع‪ ،‬بتلك الضرورة كل فرد‪ ،‬أن ينفذ نفس األمر‪ ،‬أية كانت احلال الراهنة‬
‫أمرا مقيتًا ومستهجنًا‪.‬‬
‫لشعوره‪ ،‬وهي ضرورة جتعل من العصيان ً‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬اجلهد‬

‫أيضا من وجهة نظر أخالقية يف القرآن‪ .‬فعندما يكون‬


‫جدا ويتضمن ً‬
‫اجلهاد الذي له فهم واسع ً‬
‫هناك جدية يقوم هبا املسلمون يف االقرتاب من ﷲ سبحانه وتعاىل ‪ ،‬فهذا يشمل ابلفعل فهم اجلهاد‪.‬‬
‫حمروما من مجيع املعارف العقلية واحلسية‪ ،‬فإنه قد زود مبلكات قادرة‬ ‫فمع أن اإلنسان من انحية قد ولد ً‬
‫ون أ َُّم َهاتِ ُك ْم ال تَـ ْعلَ ُمو َن َشْيـئًا َو َج َع َل‬
‫َخرج ُكم ِمن بطُ ِ‬
‫اَّللُ أ ْ َ َ ْ ْ ُ‬
‫{و َّ‬‫على أن تقدم له ما يتمىن من هذه املعارف‪َ :‬‬
‫ص َار َو ْاألَفْئِ َدةَ}‪ .14‬ومىت ما صاغ ﷲ نفس اإلنسان وسواها استودعها فكريت اخلري‬ ‫الس ْم َع َو ْاألَبْ َ‬
‫لَ ُك ُم َّ‬
‫س َوَما َس َّو َاها‪ ،‬فَأَ ْهلََم َها فُ ُج َورَها َوتَـ ْق َو َاها}‪ .‬من يوسف القرضاوي‪ ,‬فإن اجلهاد يعين أيضا‬ ‫{ونـَ ْف ٍ‬
‫والشر‪َ :‬‬
‫األخالق اليت تشمل اجلهاد ضد الشهوة واجلهاد ضد إغراءات الشيطان‪ .15‬كما يف سورة العنكبوت‬
‫ني }‪.‬‬ ‫أية ‪ ٦٩ :‬يقول ﷲ تعاىل {وٱلَّ ِذين جـٰه ُد ۟وا فِينَا لَنَـه ِديـنـَّهم سبـلَنَا ۚ وإِ َّن ٱ ََّّلل لَمع ٱلْمح ِسنِ‬
‫ْ َ ُ ْ ُُ َ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ ََ‬

‫‪13‬‬
‫حممد بن عبد ﷲ دراز (ت ‪ ١٣٧٧‬هـ‪ :‬الكتاب ‪ :‬دستور من القرءان‪ ,‬املؤلف‬
‫‪14‬‬
‫سورة النحل ‪٧٨ :‬‬
‫‪ 15‬يوسف القرضاوي ‪ ,‬فقه اجلهاد‪٧٤ ,......‬‬
‫‪16‬‬
‫خالصة‬

‫إن احلمد هلل‪ ،‬حنمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات‬

‫أعمالنا‪ ،‬من يهده فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال ﷲ وحده ال شريك‬

‫له‪ ،‬وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‪ .‬أما بعد‪:‬‬

‫أشكر ﷲ تعاىل ألننا نستطيع أن نكمل هذا البحث كامال‪ .‬وألف شكر إىل أستاذي الفاضل‬

‫األستاذ إمساعيل بن مامت على إرشاده ومساعدته‪ .‬ونسأل ﷲ تعاىل أن جيمعنا يف اجلنة مع النبيني‬

‫والصديقني والشهداء والصاحلني وحسن أولئك رفيقا‪ .‬و صلى ﷲ على حممد وآله وأصحابه ومن اهتدى‬

‫اَّلل‪،‬‬
‫هبديه ودعا بدعوته إىل يوم الدين‪ .‬ال شك وال ريب أن هذا البحث نذكركم نفسنا بتقوى إىل ّ‬
‫خالصا‬
‫ً‬ ‫كبريا هبذا البحث وهو عمل‬
‫جهدا ً‬
‫ألن ﷲ خلق الدقة يف هذه اللغة اجلميلة جدا وقد بذلك ً‬

‫َّّلل تعاىل‪.‬‬

‫وهبذا البحث نرتك الباب مفتوح للطالب يكملون على هذا البحث‪ ،‬ويقدموا ما لديهم من‬

‫أفكار جديدة ورائعة وِمتعة‪ .‬ونفهم كثري عن علم األدب العريب يف خمتلف العصور‪ .‬وندعو ﷲ أن يوفقنا‬

‫اَّلل وبركاته‪.‬‬
‫وإايكم ملا ُيبه ويرضاه‪ .‬والسالم عليكم ورْحة ّ‬

‫‪17‬‬
‫املصادر واملراجع‬

‫القرآن الكري‬

‫عالء الدين الغراغري‪ ،‬حبث عن األخالق يف القرآن الكرمي‪ ،‬االسرتجاع ‪ ١٩‬أكتوبر ‪٢٠٢٢‬م من‬
‫‪https://mawdoo3.com/#cite_note-e2422095_00f3_4e64_b0ce_a0b8cb44a855-1‬‬

‫سناء الدويكات‪ ،‬مفهوم القيم األخالقية‪ ،‬االسرتجاع ‪ ١٣‬يناير ‪ ٢٠٢١‬من‬


‫‪https://mawdoo3.com/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9‬‬

‫دعاء دار خليل‪ ،‬سندس أبو حممد‪ ،‬ما هي أخالق اإلسالم‪ ،‬االسرتجاع ‪ ١٤‬أغسطس ‪ ٢٠٢٢‬من‬
‫‪https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%8A_%D8%A3%D8%AE%D9%84%‬‬

‫مقداد ايجلن حممد علي‪ ،‬كتاب علم األخالق اإلسالمية‪ ،‬االسرتجاع الطبعة الثانية ‪١٤٢٤‬هـ‪-‬‬
‫‪٢٠٠٣‬م من‬
‫‪https://shamela.ws/book/11293/9#p1‬‬

‫أبو حامد الغزايل‪1059 ( ،‬م )‪ ،‬إحياء علوم الدين ‪ -‬كتاب رايضة النفس وهتذيب األخالق‬
‫ومعاجلة أمراض القلب ‪ ( ،‬دار املعرفة ‪ :‬دار اهلجرة ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 3‬ص‪48‬‬

‫د‪.‬حممد بن عبد هلال دراز‪،‬دستور األخالق يف القرآن‪1418( ،‬هـ ‪1998 /‬م )الناشر‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬ط‪10:‬‬

‫د‪.‬مقداد ايجلن حممد علي‪،‬علم األخالق اإلسالمية‪1413(،‬هـ‪1992 -‬م )‪ ، .‬الناشر‪ :‬دار عامل‬
‫الكتب للطباعة والنشر – الرايض‪ ،‬ط‪1:‬‬

‫اإلسراء‬
‫اآلية ‪ 44‬من سورة َ‬

‫د‪.‬حممد بن عبد ﷲ دراز‪،‬دستور األخالق يف القرآن‪1418(٠،‬هـ ‪1998 /‬م) الناشر‪ :‬مؤسسة‬


‫الرسالة‪ ،‬ط‪10:‬‬
‫‪18‬‬

You might also like