Professional Documents
Culture Documents
وكيف يتحقق
من هو
الهدف من ولماذا وجد؟
اإلنسان؟
وجوده
طبيعة وماهية اإلنسان:
اإلنسان في العقيدة اإلسالمية مكلف مسؤول ،سيد في الكون ولكنه عبد هللا ،له مشيئة
محدودة ودور في الكون ،وقدرة على تغيير حاله بقدر ما يغير به نفسه .قال تعالى :إن هللا
ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
الثقافة اإلسالمية وسط بين نظرتها لإلنسان ،بين :من ألهوا اإلنسان
واعتبروه سيد نفسه وسيد مصيره (.الفكر الغربي)
الفطرة
الروح
العقل
النفس
الجسد
-1الفطرة
التعريف العام للفطرة :
يقول الطاهر بن عاشور في كتابه ( أصول النظام الجتماعي في اإلسالم) يقول ” فإن كل فعل يحب
العقالء أن يتلبس به الناس ،وأن يتعاملوا به فهو من الفطرة .وكل فعل يكرهون أن يقابلوا به
ويشمئزون من مشاهدته وانتشاره فهو انحراف عن الفطرة”.
ونجده أكثر وضوحا وحسما في جعل الفطرة األصل الجامع ،يقول” فإذا تعارض فعالن أو خاطران مما
تقتضيه الفطرة ،وجب اختيار أعرقهما في المعنى الفطري ،أو أدومهما ،أو أشيعهما في الناس ،أو
أليقهما بالشاعة في البشر” ،وهنا يتحدّث عن أحكام المعامالت .ويشير صراحة في هذا الجانب ،أن
الميل إلى الجمال فطرة ،والميل إلى العدل فطرة ،والميل إلى العتدال والتوسط فطرة ،والحرية فطرة.
وقوة اإلسالم في هذا ،فهو ” ل يسهل أن يضم السالم تحت جناحيه أمما مختلفة الحضارات واآلراء
واألخالق والعادات في عصور مختلفة ما لم يكن مبنى أصوله على أساس واحد يجمعها وهو أساس
الفطرة” .ولذلك نجده يقرر ويكرر أنه قد “كان حقا على المتفقهين في الدّين أن يلحظوا تطبيق هذا
األصل في مواقع الستنباط ،فإن شرائع اإلسالم آيلة إليه ،ومالحظته عون عظيم للفقيه عند التردّد أو
التوقّف أو تعارض األدلة”.
أسباب انحراف الفطرة اإلنسانية
• -1البيئة المنحرفة ،مثل العادات والتقاليد الفاسدة التي تصب في الجانب االجتماعي
والتي تكون منافية وغير مقبولة للشريعة اإلسالمية ،فقد قال هللا تعالى في سورة
علَىً آث َ ِار ِهم ُّم ْهتَد ًَ
ون“. الزخرف“ :بَ ًْل قَالوا إِنَّا َو َج ْدنَا آبَا َءنَا َ
علَىً أ َّمةً َوإًِنَّا َ
• -2وساوس الشيطان ،فقال هللا سبحانه وتعالى“ :فَ ِب ِع َّز ِت َك ََلُغ ِويَنَّ ُهم أَج َم ِعينَ (ِ )82إ َّال
صينَ (.”)83 ِعبَا َد َك ِمن ُه ُم ال ُمخلَ ِ
• في «صحيح مسلم» أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه" :وإني خلقت
عبادي ُحنفاء كلهم ــــ أي غير مشركين ــــ وأنهم أتتهم الشياطين فأجالتهم عن دينهم
وحرمت عليهم ما أحلَلتُ لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا" َّ
نصرا ِنه أو • -3الوالدان :حديث ابن حبان (كل مولود يو َل ُد على الفطر ِة فأبواه يُ ِ
هودا ِنه أو يُ ِ
مجسانِه) يُ ِ
-2الروح
الروح
تعريف الروح :قول محمد قطب (الروح؛ تلك الطاقة المجهولة التي ال نعرف كنهها وال طريقة عملها ،هي
وسيلتنا لالتصال باهلل) منهج التربية اإلسالمية لمحمد قطب ج 1ص .40
أعظم مخلوقات هللا وأكثرها أهمية.
نسبها هللا له لتعظيم شأنها
االنسان من جانب روحي سماوي وجانب مادي إنساني.
انفرد هللا بعلمها فال تزال ماهيتها ال يعلمها إال هللا قال تعالى :مما استأثر -سبحانه -به ،وال سبيل َلحد
ن العلم ِإ ًلَّن أَ ْم ًِر َر ِبّي َو َمآ أوتِيتم ِ ّم ًَ
َن الروح ق ًِل الروح ِم ًْ ك ع ًِ سأَلونَ ًَ
إلى معرفته ،كما قال -تعالى َ ( : -ويَ ْ
قَ ِليالً )
اجد ًَ
ِين ) . س ِ وحي فَقًَعوًاْ لَهً َ ( ِإ ًْذ قَا ًَل َربُّ ًَ
ك ِل ْل َمالَ ِئ َك ًِة ِإ ِنّي َخا ِلقً َبشَراً ِ ّمن ِطينً .فًَِإ َذا َ
س َّو ْيتهً َونَفَ ْختً ِفي ًِه ِمن ُّر ِ
حثت الشريعة على تغذيتها بالعبادة.
-3العق ل
العق ل لغة:
العقل يطلق على المنع والحبس .ووجه تسمية العقل بهذا االسم:
كونه يمنع صاحبه عن التورط في المهالك ،ويحبسه عن ذميم
القول والفعل .والفهم والبيان يسمى عقال أيضا؛ َلنه عن العقل
كان ،فيقول الرجل للرجل :أعقلت ما رأيت ،أو سمعت؟ فيقول:
نعم ،يعني :أني قد فهمت ،وتبينت.
العقل اصطالحا :قول أبو حامد الغزالي (ت 505هـ) عن هذا
المعنى ،إنه" :الوصف الذي يفارق اإلنسان به سائر البهائم ،وهو
الذي استعد به لقبول العلوم النظرية ،وتدبير الصناعات الخفية
الفكرية".
منزلة العق ل في اإلسالم:
علم
فقا َل" :وما ُ ابن تيمية عالقةَ الشرعِ بالعق ِل لخص ُ
ع البتة بل
الشر ُ بصريح العقل ال يُتصور أن يُعارضه
صريح" (درء المنقول الصحيح ال يعارضه معقول
التعارض)
لفهم الشرعِ واالستدال ِل من خالل ِه على ِ فالعق ُل وسيلة
ث اَلصل كم علي ِه من حي ُ
الخير والسعادة ،ال ال ُح َ
ِ ق
طري ِ
والفسا ِد. بالصح ِة
-3النفس
النفس هي قوة اإلرادة واالختيار والمشاعر واالنفعاالت،
ولهذا قيل بأنها تنهض باإلنسان و تحييه.
سه ُ ) يم ِإ َّال َمن َ
س ِفهَ نَف َ عن ِمل ِ َ َ
هِ ار بإ ة
ِ َّ َب َ قال تعالىَ (:و َمن يَرغ ُ
سبَت َر ِهينَة ) قال تعالى ُ ( :كل نَفس ِب َما َك َ
قال تعالى ( :بل اإلنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى
معاذيره )
النفس
المطمئنة
فهي نفس واحدة ،ولكن لها صفات متعددة،
فتسمى مطمئنة باعتبار طمأنينتها إلى ربها؛ بعبوديته
ومحبته واإلنابة إليه والتوكل عليه والرضا به ،والسكون
إليه {:الَّ ِذ َ
ين َءا َمنُوا َوتَط َمئِن قُلُوبُ ُهم ِب ِذك ِر هللا أ َ َال ِب ِذك ِر هللا
وب} .تَط َمئِن القُلُ ُ
النفس
اللوامة
وتسمى النفس اللوامة ،وهي التي أقسم بها سبحانه في قولهَ { :و َال
أُق ِس ُم ِبالنَّف ِس اللَّ َّوا َم ِة} هي التي ال تثبت على حال واحدة؛ أخذوا
اللفظة من التلوم ،وهو التردد ،فهي كثيرة التقلب والتلون
النفس االمارة
النفس اَلمارة :فهي المذمومة ،فإنها التي تأمر بكل سوء ،وهذا من
طبيعتها ،إال ما وفقها هللا وثبتها وأعانها
فما تخلص أحد من شر نفسه إال بتوفيق هللا له ،كما قال تعالى حاكيا
وء ِإ ًَّل َما
س ًِ سًَأل َ َّم َ
ارةً ِبال ًُّ ن الًنَّ ْف ًَ
سي ِإ ًَّعن امرأة العزيزَ { :و َما أبَ ِ ّرئً نَ ْف ِ
غفورً َّر ِحيمً} (،)5 ن َر ِبّي َ
َر ِح ًَم َر ِبّي ِإ ًَّ
النفس