You are on page 1of 79

‫حقيقة السحر وحكمه‬

‫في‬
‫الكتاب والسنة‬
‫إعداد‬

‫الدكتور عواد بن عبد الله المعتق‬

‫المقدمة‬

‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪.‬‬

‫أما بعد ؛ فنظرا ً لكثرة المشعوذين في كل زمان وخصوصا في هذا الزمان‬


‫الذي كثرت فييه المشكلت النفسيية حتيى أصيبحت سيمة هذا العصير‪ .‬وأخيذ كثيير‬
‫مميين ابتلوا بمثييل هذه المشكلت ‪ -‬وخصييوصا ميين يغلب عليهييم الجهييل أو قلة‬
‫اليمان ‪ -‬أخذوا يلجأون إلى المشعوذين الذين يدعون الطب عن طريق الكهانة أو‬
‫السحر يبحثون عندهم عن حل لمشكلتهم النفسية ظنا ً أن لديهم حل ً لها أو علجاً‬
‫لثرها‪ .‬ومعلوم ما في هذا من الخطر على السلم والمسلمين لما فيه من التعلق‬
‫بغيير الله ومخالفية أمره وأمير رسيوله صيلى الله علييه وسيلم‪ .‬لميا ذكرت رأييت أن‬
‫أكتب لمحة موجزة عن السحر مبينا ً فيها حقيقته وحكم تعلمه وتعليمه والعمل به‬
‫‪ -‬وعقوبية السياحر وتوبتيه ‪ -‬ثيم علجيه‪ .‬وقيد جعلتهيا فيي مقدمية وأربعية مباحيث‬
‫وخاتمة‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬في أهمية الموضوع وبعض الدوافع التي دفعتني لعداده‪.‬‬

‫المبحث الول‪ :‬في تعريف السحر وأنواعه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬السحر له حقيقة أم ل ؟‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حكم السحر والسحرة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬في علج السحر‪.‬‬

‫الخاتمة‪ :‬في ذكر أهم النتائج التي توصلت إليها‪.‬‬

‫وأخيرا ً أسييأل الله أن يتقبييل صييوابه ويتجاوز عيين خطئه إنييه سييميع مجيييب‬
‫وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬في تعريف السحر وأنواعه‬

‫أول‪ :‬تعريف السحر‪:‬‬

‫السيحر لغية‪ :‬هيو الخذة‪ ،‬وكيل ميا لطيف مأخذه ودق فهيو سيحر‪ ،‬والجميع‬
‫حره‪ ،‬ورجيل سياحر مين قوم‬ ‫سحرا ً و َ‬
‫سي ّ‬ ‫سحرا ً و ِي‬ ‫أسيحار‪ ،‬وسيحور‪ .‬وسيحره يسيحره َي‬
‫حارين‪ ،‬ول يكسر‪".‬‬ ‫حار من قوم س ّ‬ ‫س ّ‬
‫حار‪ ،‬و َ‬
‫س ّ‬
‫سحرة و ُ‬
‫والسيحر أيضيا‪ :‬البيان فيي فطنية كميا جاء فيي الحدييث أنيه صيلىالله علييه‬
‫‪1‬‬
‫وسلم قال‪" :‬إن من البيان لسحرا"‬
‫قال ابيين الثييير‪ :‬يعنييي إن ميين البيان لسييحرا‪ :‬أي منييه مييا يصييرف قلوب‬
‫السيامعين وإن كان غيرحيق‪ .‬وقييل معناه إن مين البيان ميا يكسيب مين الثيم ميا‬
‫يكتسييبه السيياحر بسييحره فيكون فييي معرض الذم‪ .‬ويجوز أن يكون فييي معرض‬
‫المدح‪ ،‬لنه تستمال به القلوب ويرضى به الساخط ويستنيزل به الصعب‪.‬‬
‫سحر‪:‬صييرف الشييي عيين حقيقتييه إلى غيره فكأن‬ ‫قال الزهري‪ :‬وأصييل ال ّ يَ‬
‫الساحر لما أرى الباطل في صورة الحق وخي ّل الشيء على غير حقيقته قد سحر‬
‫الشيء عن وجهه أي صرفه‪.‬‬
‫قال الفراء‪ :‬في قوله تعالى‪َ َ { :‬‬
‫ن}‪ 2‬معناه فأنى تصرفون‪.3‬‬ ‫حُرو َ‬
‫س َ‬ ‫فأنَّى ت ُ ْ‬
‫كمييا يأتييي السييحر ويراد بييه الخديعيية‪ .‬يقال سييحره بالطعام والشراب‪ :‬أي‬
‫خدعه‪ ،‬والسحور المفسد من الطعام أو المكان‪.‬‬

‫‪1‬رواه البخاري في كتاب النكاح باب الخطبة‪ ،‬ومسلم في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلة والخطبة‪.‬‬
‫‪ 2‬آية ‪ 89‬المؤمنين‪.‬‬
‫‪ 3‬لسان العرب ج ‪ 2‬ص‪.106 .‬‬
‫يقال‪ :‬سحر المطر الطين والتراب‪ :‬أفسد فلم يصلح للعمل‪.4‬‬

‫السحر في الصطلح‪:‬‬

‫عرف السيحر اصيطلحا بتعارييف كثيرة مختلفية متباينية‪ ،‬ذلك لكثرة النواع‬
‫الداخلة تحته ول يتحقق قدر مشترك بينها يكون جامعا ً لها مانعًا لغيرها‪.5‬‬
‫ولختلف المذاهب فيه بين الحقيقة والتخييل‪ .‬فمثل البعض يعرفه بتعاريف‬
‫ل تصدق إل على ما ل حقيقة له من أنواع السحر‪ ،‬أو ما هو سحر في اللغة‪.‬‬
‫ومن هؤلء أبو بكر الرازي حيث قال‪" :‬هو كل أمر خفي سببه وتخيل على‬
‫غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخدع"‪.6‬‬
‫وعرفيه البعيض بماله حقيقية وأثير كابين قدامية حييث قال‪" :‬السيحرعزائم‬
‫ورقيى وعقيد يؤثير فيي القلوب والبدان فيمرض ويقتيل ويفرق بيين امرء وزوجيه‬
‫ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه"‪.7‬‬
‫وعرفيه أحيد العلماء المعاصيرين ‪ -‬تعريفا ً جميع فييه القسيمين‪ .‬فقال‪" :‬هيو‬
‫عبارة عيين أمور دقيقيية موغلة فييي الخفاء يمكيين اكتسييابها بالتعلم تشبييه الخارق‬
‫للعادة ولييس فيهيا تحيد‪ ،‬أو تجري مجرى التموييه والخداع تصيدر مين نفيس شريرة‬
‫تؤثر في عالم العناصر بغير مباشرة أو بمباشرة"‪.8‬‬
‫ونسيتخلص مين هذه التعارييف وغيرهيا تعريفا ً لعله يكون جامعا ً بلفيظ موجيز‬
‫إن شاء الله‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬السيحر‪ :‬هيو كيل ميا فييه مخادعية أوتأثيير فيي عالم العناصير نتيجية‬
‫السييتعانة بغييير الله ميين شيطان أو نحوه‪ ،‬يشبييه الخارق للعادة وليييس فيييه تحييد‬
‫يمكن اكتسابه بالتعلم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أنواع السحر‪:‬‬

‫السحرأنواع كثيرة منها‪ :‬ماله حقيقة‪ ،‬ومنها ما ليس له حقيقة‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫سيحر فيي اللغية "هيو السيحر المجازي"‪ ،‬ولذا اختلفيت تقسييمات العلماء للسيحر‬
‫فبعضهييم جمييع الجميييع كالرازي وبعضهييم اقتصيير على مييا هييو سييحر فييي عرف‬
‫الشرع‪9‬وبعضهم اقتصر على ماله حقيقة فقط‪ .‬وإليك شيئا ً من هذه النواع بشيء‬
‫من اليجاز‪.‬‬
‫القسيم الول‪ -:‬ميا هيو سيحر فيي الشرع ‪ -‬ومنيه ماله حقيقية‪ ،‬ومنيه ميا لييس‬
‫له حقيقة ‪ -‬ومن أنواعه ما يلي‪:‬‬
‫النوع الول‪:‬سحر أصحاب الوهام والنفوس القوية‪ .‬ذلك أن الوهم والنفس‬
‫لييهما تأثيير على النسيان‪ ،‬وبناءً على ذلك يقوم السياحر بأقوال وأفعال مخصيوصة‬
‫تقوي النفس حتى تؤثر في الخرين بقدرة الله تعالى‪.‬‬
‫وقد ذكر الرازي وجوها كثيرة تؤكد أن للوهم والنفس تأثيراً‪ ،‬منها‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن النسان يمكنه أن يمشي على الجذع الموضوع على وجه الرض‬
‫ول يمكنيه المشيي علييه إذا كان ممدودا ً على نهير أو نحوه ذلك أن توهيم السيقوط‬
‫متى قوي أوجبه‪.‬‬
‫الثانيي‪:‬قيد أجميع الطباء على نهيي المرعوف عين النظير إلى الشياء الحمير‬
‫خشية أن يؤثر هذا على نفسه فيستمر رعافه وعلى نهي المصروع عن النظر إلى‬
‫الشياء القوية اللمعان أو الدوران لن هذا يؤثر في نفسه فيتمادى به صرعه‪.‬‬
‫كيل ذلك دلييل على أن التصيورات النفسيية التيي تعرض للنفيس تؤثير فيي‬
‫صاحبها‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬التجربية والعيان شاهدان بأن هذه التصيورات مبادئ قريبية لحدوث‬
‫الكيفيات فيي البدان فإن الغضبان تشتيد سيخونة مزاجيه حتيى إنيه يفيده سيخونة‬
‫قوييية‪ .‬وذلك دليييل على أن النفوس لهيييا تأثييير فييي بدن صيياحبها وإذا جاز كون‬
‫التصيييورات مبادئ لحدوث الحوادث فيييي البدن فأي اسيييتبعاد مييين كونهيييا مبادئ‬
‫لحدوث الحوادث خارج البدن‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الرابع‪ :‬ومما يؤكد أن النفس قد تؤثر بالخرين الصابة بالعين‬

‫وقد اتفق النقل والعقل على ذلك‪.‬قال صلى الله عليه وسلم‪" :‬العين حق‬
‫‪11‬‬
‫ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين"‬

‫‪4‬انظر لسان العرب مادة سحر ج ‪ 2‬ص‪ ،107 -106.‬القاموس المحيط ج ‪ 2‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 5‬أضواء البيان ج ‪ 4‬ص‪.444 ،‬‬
‫‪ 6‬أحكام القرآن له ج ‪ 1‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 7‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪ 164‬وانظر تيسير العزيز الحميد ص ‪.333‬‬
‫‪ 8‬السحر بين الحقيقة والوهم ص ‪.38‬‬
‫‪ 9‬المراد في عرف الشرع‪ :‬بحيث يحكم على صاحبه شرعا ً بأنه ساحر‪.‬‬
‫‪ 10‬التفسير الكبير للرازي ج ‪ ،3‬ص ‪( 209-208‬بتصرف)‪.‬‬
‫ثيم قال‪" :12‬النفيس التيي تفعيل هذه الفاعييل قيد تكون قويية جدا ً تسيتغني‬
‫في هذه الفاعيل عن الستعانة باللت‪ ...‬وقد تكون ضعيفة فتحتاج إلى الستعانة‬
‫بهذه اللت‪.‬‬
‫وتحقيقيه أن النفيس إذا كانيت متعليية على البدن شديدة النجذاب إلى عالم‬
‫السيماوات صيارت كأنهيا روح مين الرواح السيماوية فكانيت قويية على التأثيير فيي‬
‫مواد هذا العالم‪ ،‬وإذا كانييت ضعيفيية شديدة التعلق بهذه اللذات البدنييية فحينئذ ل‬
‫يكون لهييا تأثييير البتيية إل فييي هذا البدن‪ ...‬ثييم أرشييد إلى أنييه ل بييد لمزاولة هذه‬
‫العمال مين انقطاع المألوفات والمشتهيات وتقلييل الغذاء والنقطاع عين مخالطية‬
‫الخلق‪ ،‬وكلما كانت هذه المور أكثر كان ذلك التأثير أقوى"‪.13‬‬
‫والحيق أن هذا السياحر لم يؤثير على الخريين بنفسيه فقيط بيل هناك معيين‪،‬‬
‫وهذا المعييين إنمييا هييو شيطان‪ ،‬ذلك أن السيياحر عندمييا خرج عيين حييد العتدال‬
‫المشروع فيي تلبيية رغبات الروح والجسيد وأشقيى نفسيه فيي معصيية الله‪ ،‬تعلت‬
‫روحه على بدنه وقويت حتى أصبح من السهل على الرواح التعامل معها‪ ،‬ومن ثم‬
‫تولتهيا الرواح الشيطانيية لكونهيا خبيثية ورغبتهيا فيي هذا السيلوك‪ ،‬وذلك بتحقييق‬
‫أمور ل تسيتطيعها فيي حال اعتدالهيا‪ ،‬لتسيتمر فيي هذا الطرييق الباطيل ميع عدم‬
‫شعورها بعون تلك الرواح‪ .‬ولذا يمكن أن يطلق عيلى ما تحققه من أمور أحيوال‬
‫شيطانية‪ 14‬أعاذنا الله منها‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬السحر الذي يستعان فيه بالكواكب ومنه‪:‬‬

‫‪ -1‬سيحر الكلدانييين وأهيل بابيل وغيرهيم‪ ،‬وهؤلء كانوا قوميا صيابئين يعبدون‬
‫الكواكيييب السيييبعة ويعتقدون أنهيييا المدبرة للعالم وأن حوادث العالم كلهيييا مييين‬
‫أفعالها‪ ،‬ومنها يصدر كل مظهر خير وشر‪ ،‬وقد بعث الله إليهم إبراهيم عليه السلم‬
‫مبطل ً لمقالتهيم ونظرا ً لعتقادهيم أنهيا مدبرة مين دون الله فهيم يزعمون أن لهيا‬
‫ادراكات روحانيييية فإذا قوبلت ببخور خاص ولباس خاص على الذي يباشييير البخور‬
‫ميع إقداميه على أفعال خاصية‪ ،‬وألفاظ يخاطيب بهيا الكواكيب كانيت روحانيية الفلك‬
‫مطيعة له متى ما أراد شيئا ً فعلته له على حد زعمهم‪ .‬والحق أن الروحانيات التي‬
‫قضت حوائجهم إنما هي الشياطين أعاذنا الله منها ليستمروا في باطلهم فيضلوا‬
‫‪15‬‬
‫ويضلوا‬
‫‪ -2‬ومنه نوع يسمى بالطلسم‪ :‬وهو عبارة عن نقش أسماء خاصة لها تعلق‬
‫بالفلك والكواكيب ‪ -‬على زعيم أهلهيا ‪ -‬فيي جسيم مين المعادن أو غيرهيا تحدث بيه‬
‫خاصية ربطت في مجاري العادات‪ ،‬ول بد مع ذلك من نفس صالحة لهذه العمال‬
‫‪16‬‬
‫فإن بعض النفوس ل تجري الخاصية المذكورة على يده‬
‫وهذا النوع مين السيحر يحصيل فيي الغالب إميا مين محتال ذكيي ميع مغفيل‬
‫فنتيجييية تصيييديقه يحصيييل الشعور النفسيييي بتأثيره‪ .‬وأميييا مييين صييياحب علقييية‬
‫بالشياطييين‪ ،‬وإنمييا يسييتعمل هذا الطلسييم لخفاء ضلله وكفره وكلهمييا محرم‪.‬‬
‫فالول كذب وغيش‪ ،‬والثاني شرك ظاهر من فاعله‪ .17‬وعلييه فلييس للكواكيب فييه‬
‫أي أثر‪.‬‬
‫‪ -3‬ومنيه‪ :‬النظير فيي حركات الفلك ودورانهيا وطلوعهيا وغروبهيا واقترابهيا‬
‫وافتراقهييا معتقدييين أن لكييل نجييم منهييا تأثييير حال انفراده كمييا أن له تأثيرا ً حال‬
‫اجتماعيه بغيره‪ ،‬على الحوادث الرضيية مين غلء السيعار ورخصيها ووقوع الحوادث‬
‫ً ‪18‬‬
‫وهبوب الرياح ونحو ذلك وقد ينسبون إليه ذلك مطلقا‬
‫‪ -4‬ومنيه النظير فيي منازل القمير الثمانيية والعشريين معتقديين التأثيير‪ ،‬فيي‬
‫اقتران القمير بكيل منهيا ومفارقتيه وان فيي تلك المقارنية أو المفارقية سيعودا ً أو‬
‫نحسا ً أوتأليفا أو تفريقا ً وغير ذلك‪.19‬‬
‫‪ -5‬ومنه ما يفعله من يستخدم الرقام لحروف أبجد هوز‪ ....‬المسمى بعلم‬
‫الحرف‪ .‬وهيو أن يكتيب حروف أبجيد هوز‪ ...‬الخ‪ .‬ويجعيل لكيل حرف منهيا قدرا ً مين‬
‫العدد معلوما ً ويجري على ذلك أسيماء الدمييين والزمنية والمكنية وغيرهيا ويجميع‬
‫جمعا ً معروفا ً عنده ويطرح طرحا ً خاصييا ً ويثبييت إثباتا ً خاصيياً‪ ،‬وينسييبه إلى البراج‬
‫الثنيي عشير المعروفية عنيد أهيل الحسياب‪ ،‬ثيم يحكيم على تلك القواعيد بالسيعود‬

‫‪ 11‬رواه مسلم والترمذي جامع الصول حديث ‪.5737‬‬


‫‪ 12‬الرازي‪.‬‬
‫‪ 13‬التفسير الكبير للرازي ج ‪ ،3‬ص ‪.209‬‬
‫‪ 14‬تفسير ابن كثير ج ‪ ،1‬ص ‪ ،145‬والسحر بين الحقيقة والخيال‪ .‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 15‬تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪ 206‬وأضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪ 453‬وتيسير العزيز الحميد ص ‪ 387‬وأحكام‬
‫القرآن ج ‪1‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 16‬أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪ 453‬الفصل ج ‪ 5‬ص ‪.4‬‬
‫‪ 17‬انظر السحر بين الحقيقة والخيال ص ‪.27‬‬
‫‪ 18‬انظر معارج القبول ج ‪ 2‬ص ‪ ،560‬والفتاوى ج ‪35‬ص ‪.192‬‬
‫‪ 19‬معارج القبول ج ‪2‬ص ‪.560‬‬
‫والنحوس وغيرهيا مميا يوحييه إلييه الشيطان وكثيير منهيم يفرق بيين المرء وزوجتيه‬
‫بذلك بدعوى أنهيم إن جمعهيم بييت ل يعييش أحدهيم‪ ،‬وقيد يتحكيم بذلك فيي الغييب‬
‫فيدعيي أن هذا يولد له وهذا ل‪ .‬وهذا يكون غنيا ً وهذا يكون فقيرا ونحيو ذلك‪ .‬كأنيه‬
‫هيو الكاتيب ذلك للجنيين فيي بطين أميه ل والله ل يدرييه الملك الذي يكتيب حتيى‬
‫يسييأل ربييه فكيييف بهذا الكاذب المفترى ول شييك فييي تحريييم هذا العمييل وكذب‬
‫مدعيه وأن أحكامه رجم بالغيب‪.20‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬السييتعانة بالرواح الرضييية‪ ،‬وهييم الجيين‪.‬وهييم على قسييمين‬
‫مؤمنين ‪ -‬وكفار‪ ،‬وهم الشياطين‪ .‬أما المؤمنون فمن المعلوم أنهم ل يعملون فعل‬
‫محرم أو يعينون عليه‪ .‬إذا فالستعانة إنما هي بالشياطين‪.‬‬
‫واتصال النفوس الناطقة بها سهل‪ ،‬لما بينهما من المشابهة والقرب‪ .‬وهذا‬
‫التصال يحصل بشي من الرقى والدخن والتجريد‪.21‬‬
‫قال الرازي‪" :‬إن أصحاب الصنعة وأرباب التجربة شاهدوا أن التصال بهذه‬
‫الرواح الرضيية يحصيل بأعمال سيهلة قليلة مين الرقيى والدخين والتجرييد‪ ،‬وهذا‬
‫النوع هو المسمى بالعزائم وعمل تسخير الجن"‪.22‬‬
‫وعندميا يتحقق التصال تحصل السيتعانة ثم العانة لكين ذلك ل يكون دون‬
‫الشرك بالله تعالى‪.‬‬
‫وأصيحاب هذا النوع قيد يخفون اسيتعانتهم بالشياطيين بميا يزعمونيه مين أن‬
‫لكل نوع من الملئكة أسماء أمروا بتعظيمها ومتى أقسم عليهم بها أطاعواوفعلوا‬
‫ما طلب منهم ول يخفى بطلن هذا الزعم‪ ،‬وأن ما يحصل من تعظيم وقسم إنما‬
‫هو متوجه إلى الشياطين‪.23‬‬
‫في‬ ‫ت ِِ‬ ‫َ‬
‫فاثَا ِِ‬ ‫ر الن َّ ّ‬ ‫ن َ‬
‫ش ِّ‬ ‫م ِْ‬
‫و ِ‬
‫النوع الرابيع‪ :‬العقيد والنفيث فييه قال تعالى‪َ { :‬‬
‫‪24‬‬
‫د}‬‫ق ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ع َ‬
‫‪25‬‬
‫والنفاثات فيي العقيد‪:‬هين السيواحر اللتيي يعقدن الخيوط وينفثن فيي كيل‬
‫عقدة حتى ينعقد ما يردن من السحر وذلك إذا كان المسحور غير مباشر‪ ،‬أما إذا‬
‫كان مباشرا ً فينفثين علييه مباشرة‪ .‬وذلك كله بعيد أن تكييف نفيس السياحر بالخبيث‬
‫والشر الذي يريده بالمسحور ويستعين عليه بالرواح الخبيثة فيقع فيه السحر بإذن‬
‫الله الكوني القدري‪ .‬ويطلق البعض على هذا النوع الرقى لشبهها بها في الصورة‬
‫ومين هذا النوع سيحر لبييد بين ألعصيم اليهودي للرسيول صيلى الله علييه وسيلم‬
‫والشرك في هذا النوع ظاهر ذلك أنه استعانة بالرواح الخبيثة وهم الشياطين‪.26‬‬
‫النوع الخاميس‪ :‬الهيمياء بكسير الهاء على وزن كيبرياء‪ ،‬وهيو ميا تركيب مين‬
‫خواص سيماوية تضاف لحوال الفلك يحصيل لمين عميل له شييء مين ذلك أمور‬
‫معلوميية عنييد السييحرة‪ ،‬وقييد يبقييى له إدراك وقييد يسييلبه بالكلييية فتصييير أحواله‬
‫كحالت النائم مين غيير فرق حتيى يتخييل مرور السينين الكثيرة فيي الزمين اليسيير‬
‫وحدوث الولد وإنقضاء العمار وغيير ذلك فيي سياعة ونحوهيا مين الزمين اليسيير‪،‬‬
‫ومين لم يعلم له ذلك ل يجيد شيئا مميا ذكير وكيل ميا يتصيوره المسيحور فيي هذه‬
‫الحالة من الوهام التي ل حقيقة لها‪.27‬‬
‫النوع السيادس‪ :‬السييمياء‪ :‬بكسير السيين وهو عبارة عميا تركيب مين خواص‬
‫أرضيية كدهين خاص أو كلمات خاصية توجيب إدارك الحواس الخمسية أو بعضهيا بميا‬
‫له وجود حقيقي‪ ،‬أو بما هو تخييل صرف‪.28‬‬
‫وهذا النوع تخييلي‪ .‬يأتي بأحد أمرين إما بتأثير عقاقير بخواصها‪ .‬وهذا ليس‬
‫سييحرا ً فييي الشرع‪ .‬وإمييا بكلمات خاصيية‪ ،‬وهذا ل يحصييل بمجرد الكلم وإنمييا هييو‬
‫بمعييين ميين الشياطييين يكون منييه التخييييل على الحواس بعييد ذلك الكلم الذي‬
‫يسييتدعي بييه السيياحر ذلك المعييين وهذا الكلم تذلل للشياطييين يعاوضون عنييه‬
‫الساحر بما يريد من الخداع‪ .‬ول شك في حرمته لكونه شركاً ‪.29‬‬
‫القسيم الثانيي‪ :‬ماسيحر فيي اللغية‪.‬وهيو"السيحر المجازي" ومداره على قوة‬
‫البيان وخفة الييد‪ ،‬والحيل والكتشافات التي سبق بهيا السياحر عصره وإنميا أدخل‬
‫هذا القسيم فيي فين السيحر للطافية مأخذه‪ ،‬ذلك أن السيحر فيي اللغية عبارة عميا‬
‫خفي ولطف سببه‪ .30‬وهو أنواع منها‪:‬‬

‫معارج القبول ج ‪ 2‬ص ‪ 562 ،560 - 559‬وتيسير العزيز الحميد ص ‪.364-363‬‬ ‫‪20‬‬

‫انظر تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪ ،210‬وتفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪.145‬‬ ‫‪21‬‬

‫تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪.211‬‬ ‫‪22‬‬

‫أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪.453‬‬ ‫‪23‬‬

‫آية ‪ 4‬سورة الفلق‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫النفث‪ :‬هو النفخ مع الريق وهو دون التفل‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫انظر بدائع الفوائد ج ‪ 2‬ص ‪ 221‬ومعارج القبول ج ‪ 2‬ص ‪ ،563‬وأضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪.452‬‬ ‫‪26‬‬

‫أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪ ،452‬وحاشية ابن عابدين ج ‪ 1‬ص ‪.45‬‬ ‫‪27‬‬

‫أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪ ،452‬وحاشية ابن عابدين ج ‪ 1‬ص ‪.45‬‬ ‫‪28‬‬

‫انظر السحر بين الحقيقة والخيال ص ‪.33‬‬ ‫‪29‬‬

‫انظر تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪.147‬‬ ‫‪30‬‬


‫الول‪ :‬الخذ بالبصار والشعبذة‪ ،‬وهذا النوع مبني على مقدمات‪ .‬أحدها‪ :‬أن‬
‫أغلط البصيير كثيرة وميين أمثلة ذلك أن راكييب السييفينة إذا نظيير إلى الشييط رأى‬
‫السييفينة واقفيية والشييط متحركا ً ومثلهييا السيييارة ونحوهييا‪ .‬وذلك دليييل على أن‬
‫الساكن يرى متحركا ً والمتحرك يرى ساكناً‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬أن القوة الباصرة إنما تقف على المحسوسات وقوفا ً تاما ً إذا أدركت‬
‫المحسيوسات فيي زمان له مقدار ميا‪ ،‬أميا إذا أدركيت المحسيوس فيي زمان قصيير‬
‫جدا ً ثم أدركت بعده محسوسا ً آخر وهكذا فانه يختلط البعض بالبعض‪.‬‬
‫وثالثهيا‪ :‬أن النفيس إذاكانيت مشغولة بشييء فربميا حضير عنيد الحيس شييء‬
‫آخر ول يشعر الحس به ألبتة‪ .‬مثاله‪:‬أن النسان عند دخوله على السلطان قديلقاه‬
‫إنسان آخر ويتكلم معه فل يعرفه ول يفهم كلمه‪ ،‬إذ إن قلبه مشغول بشيء آخر‪.‬‬
‫صل الرازي فيي تلك المقدمات قال‪ :‬إذا عرفيت هذه المقدمات سيهل‬ ‫ثيم بعيد أن ف ّي‬
‫عند ذلك تصور كيفية هذا النوع من السحر‪ ،‬وذلك أن المشعبذ الحاذق يظهر عمل‬
‫شييء يشغيل أذهان الناظريين بيه ويأخيذ عيونهيم إلييه حتيى إذا اسيتغرقهم الشغيل‬
‫بذلك الشييء والتحدييق نحوه عميل شيئا آخير بسيرعة شديدة فيبقيى ذلك العميل‬
‫خفيا ً لتفاوت الشيئين‪.‬‬
‫أحدهمييا‪:‬اشتغالهيم بالمير الول والثانيي‪:‬سييرعة التيان بهذا العمييل الثانييي‬
‫وحينئذ يظهر لهم شيء آخر غيرما انتظروه فيتعجبون منه جدا ً ولو أنه سكت ولم‬
‫يتكلم بمييا يصييرف الخواطيير إلى ضييد مييا يريييد أن يعمله‪ ،‬ولم تتحرك النفوس‬
‫والوهام إلى غير ما يريد إخراجه لفطن الناظرون لكل ما يفعله‪.31‬‬
‫وهذا النوع ‪ -‬كمييا نرى ‪ -‬تخييييل ل حقيقية له وهييو محرم‪ ،‬لمييا يتضمنييه ميين‬
‫الكذب والخداع وقد قال البعض‪ 32‬بأن سحر سحرة فرعون من هذا النوع والظهر‬
‫والله أعلم أنيه لييس مين هذا النوع ذلك أن سيحرة فرعون لم يكين منهيم حركات‬
‫سوى إلقاء الحبال والعصي ثم تراءى للناس أنها متحركة فكان سحرهم بفعل آخر‬
‫أثر على العين‪ ،‬وهو من نوع الستخدامات‪.33‬‬
‫الثانيي‪ :‬السيتعانة بخواص الدويية والطعمية والملبيس ونحوهيا‪ .‬وهيو ضرب‬
‫من الحتيال يقوم به بعض من يدعي السحر‪.‬‬
‫فمين ذلك أن يدعيي القدرة على فعيل أمور خارقية‪ ،‬فيسيتخدم خواص بعض‬
‫المواد التي خلقها الله مما عرف خاصيته ولم يعلمه بقية الناس‪.‬‬
‫وميين أمثلة ذلك دخول بعييض هؤلء النار بعييد أن يدهنوا جلودهييم بمواد لهييا‬
‫خاصية مقاومة النار‪ ،‬أو يلبس ثياب ل تحرقها النار‪ ،‬فيظن الرائي الجاهل أنه فعل‬
‫أمرا ً خارقاً‪ ،‬ولو علم بمييا فعييل لزال العجييب‪ ،‬كذلك ميين هذا النوع أن يجعييل فييي‬
‫طعام مين يرييد إيذاءه بعيض الدويية أو الطعمية المبلدة المزيلة للعقيل أو الدخين‬
‫المسيكرة‪،‬فإذا تناولهيا الضحيية تبلد عقله وقلت فطنتيه فيتصيرف تصيرفا ً غيرسيليم‬
‫فيقول الناس إنه مسحور‪ ،‬وقد يستعين بهذه الدوية ونحوها في مسك الحيات‪ ،‬ثم‬
‫يزعم أمام جهلة الناس أنها أحوال له‪.34‬‬
‫الثالث‪ :‬السيعي بالنمي مة وإغراء بعض الناس ببعيض مين وجوه لطيفة خفية‬
‫وهذا شائع بين الناس‪ 35‬وخصوصا ً ضعاف اليمان منهم‪.‬‬
‫قال أبييو الخطاب فييي عيون المسييائل‪" :‬وميين السييحر السييعي بالنميميية‬
‫‪36‬‬
‫والفساد بين الناس"‬
‫وإنما أطلق على النميمة للفساد سحراً‪ ،‬لنها تحول ما بين الصديقين من‬
‫محبة إلى عداوة بوسيلة خفية كاذبة‪.‬‬
‫وقال ابين كثيير‪" :‬النميمية على قسيمين تارة تكون على وجيه التحرييش بيين‬
‫الناس وتفرييق قلوب المؤمنيين فهذا حرام متفيق علييه‪ ،‬فأميا إذا كانيت على وجيه‬
‫الصيلح بيين الناس‪ ...‬أو على وجيه التخذييل والتفرييق بيين جموع الكفرة فهذا أمير‬
‫مطلوب كما فعل نعيم بن مسعود"‪.37‬‬
‫الرابع‪ :‬تعليق القلب‪:‬‬

‫وهيو أن يدعيي السياحر أنيه قيد عرف اسيم الله العظيم وأن الجين يطيعونيه‬
‫وينقادون له فيي أكثير المور فإذا اتفيق أن كان السيامع لذلك ضعييف العقيل قلييل‬
‫التمييييز اعتقييد أنييه حييق وتعلق قلبييه بذلك‪ ،‬وحصييل فييي نفسييه نوع ميين الرعييب‬
‫والمخافية‪ ،‬وإذا حصيل الخوف ضعفيت القوى الحسياسة فحينئذ يتمكين السياحر مين‬
‫أن يفعل ما يشاء‪.38‬‬

‫تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪.211‬‬ ‫‪31‬‬

‫تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪.146‬‬ ‫‪32‬‬

‫انظر‪ :‬السحر بين الحقيقة والخيال ص ‪.35‬‬ ‫‪33‬‬

‫انظر تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص‪ 212 .‬وتفسير ابن كثير ج ‪1‬ص ‪ 146‬وعالم السحر والشعوذة ص ‪.144‬‬ ‫‪34‬‬

‫انظر تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪.213‬‬ ‫‪35‬‬

‫فتح المجيد ص ‪.232‬‬ ‫‪36‬‬

‫تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪.147‬‬ ‫‪37‬‬


‫قال الرازي‪" :‬وإن من جرب المور وعرف أحوال أهل العلم علم أن لتعلق‬
‫القلب أثرا ً عظيما ً في تنفيذ العمال وإخفاء السرار"‪.39‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السحر له حقيقة أم ل ؟‬

‫ختلف فيي السيحر هيل له حقيقية أم ل حقيقية له بيل مجرد تخيييل؟ على‬
‫ا ُ‬
‫قولين وإليك رأي كل من الفريقين مع بيان الرأي الصائب إن شاء الله‪.‬‬
‫القول الول‪ :‬قول أهل السنة والجماعة‪:‬‬

‫وهيو أن للسيحر حقيقية وأثرا ً ثابتا ً بالكتاب والسينة‪.‬قال النووي‪" :‬والصيحيح‬


‫أن السيحر له حقيقية وبيه قطيع الجمهور وعلييه عامية العلماء‪ "40...‬وقال القرطيبي‬
‫رحميه الله "ذهيب أهيل السينة إلى أن السيحر ثابيت وله حقيقية‪ 41"...‬وقال أيضاً‪:‬‬
‫"وعندنييا أنيه حييق وله حقيقيية يخلق الله عندهييا مييا يشاء"‪ 42‬وقال المام المازري‪:‬‬
‫"مذهب أهل السنة وجمهور علماء المة على إثبات السحر وأن له حقيقة كحقيقة‬
‫غيره مين الشياء الثابتية خلفا ً لمين أنكير ذلك‪ "43 ...‬وقال المام ابين القييم‪" :‬وقيد‬
‫في ال ْ ُ‬
‫ع َ‬ ‫فاثَا ِ‬‫شر الن َّ َّ‬
‫ن َ ِّ‬
‫‪44‬‬
‫د}‬
‫ق ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ْ‬
‫و ِ‬
‫دل قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫‪45‬‬
‫وحديث عائشة رضى الله عنها على تأثير السحر وأن له حقيقة ‪.‬‬

‫أدلة أهل السنة‪:‬‬

‫لقد استدل أهل السنة على أن للسحر حقيقة وأثرا ً بأدلة كثيرة من الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬ومن الواقع وإليك شيئا منها‪:‬‬
‫أول‪ :‬الدلة من الكتاب منها ما يلي‪:‬‬

‫ن‬‫ما َ‬ ‫سلَي ْ َ‬ ‫ك ُِ‬ ‫مل ْ ِ ِ‬ ‫علَى ُ‬ ‫ن َ‬ ‫شيَاطِي ُ ِ‬ ‫ما تَت ْلُوا ال َّ‬ ‫عوا َ ِ‬ ‫واتَّب َ ُ‬ ‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫ما‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫مو‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫ي‬ ‫روا‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ولَك ِِ َّ‬
‫ن‬ ‫سلَي ْ َ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫ِِّ ْ َ َ َِ‬ ‫َِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ ِ ُ َِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ َِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ُ‬ ‫فَر ُِ‬ ‫و َِ‬ ‫َ‬
‫حت َِّى‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫رو‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫رو‬ ‫ها‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫اب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫مل‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫عل‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ز‬ ‫ُ‬
‫َِ َ َِ ُ َ ِ َ ِِ ِ ِْ َ ٍ َ‬ ‫َِ َ َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِْ ِ ِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أن ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ه بَي ِْ َ‬ ‫ن ب ِِ ِ‬ ‫قو َِ‬ ‫فر ُ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫ما َِ‬ ‫ه َِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َِ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫فيَت َ َ‬ ‫فْر َ‬ ‫فل تَك ْ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫فتْن َ ٌ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح ُِ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫قول إِن َِّ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن ب ه م ن أ َحد إل بإذِْن الل َِّه ِّ ويتعل َّ‬
‫ما‬ ‫َِ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ َِ ِِ‬ ‫ري‬ ‫ضا‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫ِْ ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ما‬‫َ َِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫َ ْ ِ‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫ال ْ َ ْ‬
‫ر‬ ‫م‬
‫ن‬‫ِْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ِ‬‫ِ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫ل‬ ‫ما‬‫َ ُ َِ‬ ‫ِ‬ ‫راه‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫موا‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ول‬ ‫م‬
‫ُ ِْ َ‬ ‫ه‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫ض ُّ ِْ َ‬‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ ِِ‬ ‫ُ‬
‫ه أَ‬
‫عل َ ُ‬ ‫و كَان ُوا ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪46‬‬
‫ن}‬ ‫مو َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫َ ْ ِ‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ب‬
‫ٍ َ ِ‬‫ول‬ ‫ق‬ ‫خل‬ ‫َ‬
‫وجيه السيتدلل‪ :‬اليية تدل على أن للسيحر حقيقية مين وجوه الول‪ :‬أن الله‬
‫سيبحانه وتعالى قيد أخيبر فيهيا عين السيحر وأنيه مميا يعلم ويتعلم وأن متعلميه يكفير‬
‫بذلك وهذه الصفات ل تكون إل لماله حقيقة‪ ،‬مما يدل على أن له حقيقة‪.47‬‬
‫الثانيي‪ :‬أن الله تعالى قيد أخيبر فيي هذه اليية بأن للسيحر آثارا ً محسيوسة‬
‫كالتفريق بين المرء وزوجه والثر دليل على وجود المؤثر وأن له حقيقة‪.48‬‬
‫الثالث‪:‬كمييا أخييبر الله تعالى فييي هذه الييية بأن للسييحرضررا ً ل يتحقييق إل‬
‫بإذنيه‪ ،‬والسيتثناء دلييل على حصيول الثار بسيببه والضرر أو الثير ل يكون إل مماله‬
‫حقيقة‪.49‬‬
‫َ‬
‫ر‬
‫ش ِّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِْ‬ ‫و ِ‬ ‫ق َ‬ ‫خل َِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ر َِ‬ ‫ش ِّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِْ‬ ‫ق ِ‬ ‫فل َِ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫عوذُ بَِر ّ ِِ‬ ‫لأ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ -2‬قوله تعالى‪ُ { :‬‬
‫د إِذَا‬ ‫س ٍ‬ ‫حا ِ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫فا‬ ‫شر الن َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫َ ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫م ِْ‬ ‫و ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ق َِ‬ ‫ق إِذَا َ‬ ‫س ٍ‬ ‫غا ِ ِ‬
‫‪50‬‬
‫سدَ}‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫وجييه السييتدلل‪ :‬أن الله تعالى أمرنييبيه صييلى الله عليييه وسييلم فييي هذه‬
‫السورة بالستعاذة من شر النفاثات في العقد وهن السواحر كما فسرها جمهور‬
‫المفسييرين‪ 51‬ممييا يدل على أن للسييحر حقيقيية وأثرا‪ 52‬إضافيية إلى ذلك أن هذه‬
‫السيورة وسيورة الناس باتفاق جمهور المفسيرين سيبب نزولهما‪ 53‬سيحر لبييد بين‬

‫‪ 38‬تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪.213‬‬


‫‪ 39‬تفسير الرازي ج ‪3‬ص ‪.213‬‬
‫‪ 40‬فتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪.222‬‬
‫‪ 41‬تفسير القرطبي ج ‪ 2‬ص ‪.44‬‬
‫‪42‬تفسير القرطبي ج ‪ 2‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 43‬شرح صحيح مسلم للنووي ج ‪ 14‬ص ‪.174‬‬
‫‪ 44‬آية ‪ 4‬سورة الفلق‪.‬‬
‫‪ 45‬التفسير القيم ص ‪.571‬‬
‫‪ 46‬آية ‪ 102‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ 47‬انظر شرح النووي على صحيح مسلم ج ‪ 14‬ص ‪.174‬‬
‫‪48‬انظر تفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪ ،46‬وشرح النووي على صحيح مسلم ج ‪ 14‬ص ‪ 174‬أضواء البيان ج ‪4‬‬
‫ص ‪437‬‬
‫‪ 49‬تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪.213‬‬
‫‪ 50‬سورة الفلق‪.‬‬
‫‪ 51‬انظر تفسير ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ 573‬ومختصر تفسير الطبري ص ‪ 707‬والتفسير القيم ص ‪.563‬‬
‫العصم اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ولو لم يكن له حقيقة وأثر لما أنزلت هاتان السورتان لبطال أثره‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الدلة من السنة وهي كثيرة منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أخرج البخاري بسينده إلى عيسيى بين يونيس عين هشام عين أبييه عين‬
‫عائشية رضيي الله عنهيا قالت‪ :‬سيحر رسيول الله صيلى الله علييه وسيلم رجيل مين‬
‫بنيي زرييق يقال له لبييد بين العصيم حتيى كان رسيول الله صيلى الله علييه وسيلم‬
‫يخييل إلييه أنيه فعيل الشييء وميا فعله حتيى إذا كان ذات يوم‪ ،‬أو ذات ليلة ‪ -‬وهيو‬
‫عندي لكنيه دعيا ودعيا‪ ،‬ثيم قال "ييا عائشية أشعرت أن الله أفتانيي فيميا اسيتفتيته‬
‫فيه‪ .‬أتاني رجلن فقعد أحدهما عند رأسي والخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه‬
‫‪54‬‬
‫ما وجع الرجل؟ قال‪ :‬مطبوب‬
‫قال‪:‬ومين طبيه؟ قال لبييد بين العصيم‪.‬قال فيي أي شييئ؟ قال فيي مشيط‬
‫ومشاطة‪ 55‬وجييف طلع‪ 56‬نخلة ذكيير‪.‬قال‪ :‬وأييين هييو؟ قال فييي بئر ذروان‪.57‬فأتاهييا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه‪ ،‬فجاء فقال‪ :‬يا عائشة كأن‬
‫مائها نقاعة الحنا‪ 58‬وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين‪ 59‬قلت يا رسول الله أفل‬
‫اسيتخرجته؟ قال قيد عافانيي الله فكرهيت أن أثيير على الناس فييه شرا ً فأمير بهيا‬
‫‪60‬‬
‫فدفنت‬
‫‪61‬‬
‫وفي رواية لمسلم "فقلت يا رسول الله أفل أحرقته"‬

‫ويقول المام النووي عين الروايتيين‪" :‬كلهماصيحيح‪ :‬فطلبيت أن يخرجيه ثيم‬


‫يحرقه والمراد إخراج السحر"‪.62‬‬
‫وفي رواية عمرة عن عائشة "فنزل رجل فاستخرجه" وفيه من الزيادة أنه‬
‫"وجد في الطلعة تمثال ً من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيه‬
‫إبر مغروزة‪ ،‬وإذابه وتر فيه إحدى عشرة عقدة فنزل جبريل بالمعوذتين فكلما قرأ‬
‫‪63‬‬
‫آية انحلت عقدة وكلما نزع إبرة وجد لها ألما ثم يجد بعدها راحة"‬
‫وجه الستدلل‪ :‬الحديث كما نرى يروي واقعة سحره عليه الصلة والسلم‬
‫ابتداءً من تغيرعادته صلى الله عليه وسلم حتى إنه يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم‬
‫يفعله وانتهاءً بقراءة المعوذتييين وحييل العقييد ونزع البر ومييا بييين ذلك ميين دعائه‬
‫صيلىالله علييه وسيلم ثيم نزول الملكيين ونقاشهميا فيميا حصيل له صيلى الله علييه‬
‫وسيلم ثيم ذهابيه إلى البئر فيي جماعية مين أصيحابه وإخبار عائشية فيميا حصيل‪.‬‬
‫وطلبهيا رضيي الله عنهيا اسيتخراجه‪ ،‬قوله صيلى الله علييه وسيلم "إن الله شفانيي"‬
‫كل هذا ل يكون إل فيما له حقيقة وأثر بيّن‪.64‬‬
‫‪ -2‬ميا رواه البخاري بسينده إلى أبيي الغييث عين أبيي هريرة رضيي الله عنيه‬
‫أن النيبي صيلى الله علييه وسيلم قال‪":‬اجتنبوا السيبع الموبقات قالوا ييا رسيول الله‬
‫وما هن؟ قال‪:‬الشرك بالله‪ ،‬والسحر‪ ،‬وقتل النفس التي حرم الله إل بالحق‪ ،‬وأكل‬
‫الربيييا‪ ،‬وأكيييل مال اليتييييم‪ ،‬والتولي يوم الزحيييف وقذف المحصييينات الغافلت‬

‫‪ 52‬انظر أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪ ،437‬ونيل الوطار ص ‪ 363‬والمغني ج ‪8‬ص ‪ 151‬وشرح المهذب ج‬
‫‪19‬ص ‪ 240‬وفتح المجيد ص ‪222‬‬
‫‪ 53‬أسباب النوزل للنيسابوري ص ‪ 347‬وأسباب النزول للسيوطي ص ‪ 550‬والتفسير القيم ص ‪567‬‬
‫وتفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪ 546‬وقد يقول قائل كيف أن سورة الفلق مكية ويكون سبب نزولها ماوقع‬
‫من سحر للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ؟ ويجاب على ذلك بأن سورة الفلق ليست مكية‬
‫وإنما هي من السور المختلف فيها والرجح أنها مدنية كما في الصحاح‪ ،‬قال اللوسي بعد أن حكى‬
‫الخلف ورجح أنها مدنية قال‪:‬فل يلتفت لمن قال بمكيتها وحتى لوسلمنا بأنها مكية فإنه ل يلزم منه أنها‬
‫ل تكون علجا ً للسحر‪ .‬انظر الناسخ والمنسوخ ص ‪ 144‬وروح المعاني ج ‪30‬ص ‪278‬والسحر بين‬
‫الحقيقة والوهم ص ‪.69‬‬
‫‪ 54‬المطبوب‪ :‬المسحور‪.‬‬
‫‪ 55‬المشط‪:‬ما يسرح به الشعر‪ ،‬المشاطة هي الشعر الذي يسقط من الرأس واللحية عند تسريحه‪.‬‬
‫‪56‬وعاء طلع النخل‪:‬هو الغشاء الذي يكون عليه ويطلق على الذكر والنثى‪ ،‬ولذا قيده في الحديث بالذكر‪.‬‬
‫‪ 57‬وهي بئر في المدينة في بستان بني رزيق‪.‬‬
‫‪ 58‬الماء الذي ينقع فيه الحنا أي أحمر‬
‫‪ 59‬أي كأن نخلها الذي يشرب من مائها ‪ -‬وقد التوى سعفه ‪ -‬رؤس الشياطين أي في قبحه‬
‫‪ 60‬رواه البخاري في كتاب الطب باب السحر ‪ 5763‬ومسلم في كتاب السلم باب السحر‪ .‬انظر مسلم‬
‫المطبوع مع شرح النووي ج ‪ 14‬ص ‪178 - 174‬‬
‫‪ 61‬رواه مسلم في كتاب السلم باب السحر‪.‬صحيح مسلم بشرح النووي ج ‪ 14‬ص ‪( 177‬المتن)‬
‫‪ 62‬صحيح مسلم بشرح النووي ج ‪ 14‬ص ‪(177‬الشرح)‬
‫‪ 63‬فتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪230‬‬
‫‪ 64‬انظر‪ :‬التفسير القيم ص ‪ 571‬والتفسير الكبير للرازي ج ‪3‬ص ‪ ،213‬وشرح النووي على صحيح مسلم‬
‫ج ‪ 14‬ص ‪ 174‬وتفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪.213‬‬
‫‪65‬‬
‫المؤمنات"‬
‫وجيه السيتدلل‪ :‬أن الرسيول صيلى الله علييه وسيلم أمرنيا باجتناب السيبع‬
‫الموبقات وعد منها السحر بل جعله في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله‪ .‬مما يدل‬
‫على أن له حقيقة‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫صبح بسيبع تمرات عجوة‬ ‫‪ -3‬قول الرسيول صيلى الله علييه وسيلم‪" :‬مين ت ّي‬
‫‪67‬‬
‫لم يضره ذلك اليوم سم ول سحر"‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى ما فيه وقاية‬
‫من السحر وليتوقى إلشيء له حقيقة وأثر بين‪،‬كما أنه قارنه بالسم والسم متفق‬
‫بأن له حقيقة وأثرا ً فكذلك إذا ً السحر‪.68‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الدليل من الواقع‪ :‬كذلك من أدلة أهل السنة على أن للسحر حقيقة‪:‬‬
‫الواقع المشاهد وما اشتهر بين الناس من عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فل‬
‫يقدرعلى إتيانهيا‪.‬وحل عقده فيقدر عليهيا بعد عجز عنها حتى صار متواترا ً ل يمكن‬
‫جحده‪.‬‬
‫وروى من أخبار السحرة ما ل يكاد يمكن التواطؤ على الكذب فيه‪.69‬‬

‫كل هذا دليل ظاهر على أن للسحر حقيقة والله أعلم‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬وهو قول عامة المعتزلة‪.‬‬

‫وجماعيية ميين العلماء كأبييي منصييور الماتريدي وابيين حزم وأبييي جعفيير‬
‫الستراباذي من الشافعية وأبي بكر الجصاص‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫ويتلخص رأيهم في أن السحر ل حقيقة له وإنما هو تمويه وتخييل فل تأثير‬
‫له ل فيي مرض ول حيل ول عقييد ولغييير ذلك‪ ،‬وعلى ذلك فهيم ينكرون مين أنواع‬
‫السحر ما كان له حقيقة ويجعلونه ضربا ً واحدا ً وهو سحر التخييل‪.‬‬
‫يقول القاضيي عبيد الجبار ‪":‬إن السيحر فيي الحقيقية ل يوجيب المضرة لنيه‬
‫‪70‬‬
‫ضرب من التمويه والحيلة…"‬
‫ويقول أبييو منصييور الماتريدي‪" :‬والصييل أن الكهانيية محمول أكثرهييا على‬
‫‪71‬‬
‫الكذب والمخادعة والسحر على التشبيه والتخييل"‬
‫ويقول ابيين حزم‪…" :‬وقييد نييص الله عييز وجييل على مييا قلنييا فقال تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫عى}‪ 72‬فأخيبر‬ ‫س َ‬
‫ها ت َِ ْ‬‫م أن َِّ َ‬
‫ه ْ‬‫ر ِ‬
‫ح ِ‬
‫س ْ‬‫ن ِِ‬‫م ِْ‬ ‫ل إِلَي ِْ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫خي َّ ُ‬
‫م يُ َ‬ ‫صي ُّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ع ِِ‬
‫و ِ‬
‫م َ‬ ‫حبَال ُ ُ‬
‫ه ِْ‬ ‫{ َ‬
‫فإِذَا ِ‬
‫‪73‬‬
‫الله تعالى أن عمل أولئك السحرة إنما كان تخيل ً ل حقيقة‪"...‬‬
‫وقال ابن حجر‪" :‬واختلف في السحر‪ :‬فقيل هو تخييل فقط ول حقيقة له‬
‫وهذا اختيار أبيي جعفير السيتراباذي مين الشافعيية وأبيي بكير الرازي مين الحنفيية‬
‫‪74‬‬
‫وابن حزم الظاهري وطائفة"‬
‫وقد أيدوا قولهم هذا بشبهات نقلية وعقلية‪.‬‬

‫وإليك شيئا ً منها مع المناقشة‪:‬‬

‫أول‪ :‬الشبهات النقلية منها‪ ،‬ما يلي‬

‫س‬ ‫َ‬
‫ن الن ّا ِِِ‬ ‫حُروا أ َ ْ‬
‫عي ُِِ َ‬ ‫وا‬ ‫ما أَل ْ َ‬
‫س َ‬
‫ق ْ‬‫َِِ‬ ‫فل َِِ َّ‬
‫الشبهييية الولى‪ :‬قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫‪75‬‬
‫عظِيمٍ}‬ ‫ر َ‬‫ح ٍ‬ ‫جاءُوا ب ِ ِ‬
‫س ْ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫هبُو ُ‬
‫ستَْر َ‬
‫وا ْ‬
‫َ‬
‫وجييه السييتدلل‪ :‬قالوا الييية تدل على أن السييحرة حاولوا إرهاب الناس‬
‫وتخويفهيم بأن خيلوا لعيين الناظريين أمرا ً ل حقيقية له مميا يدل على أن السيحر ل‬
‫حقيقة له‪.76‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫مى ظُلْما ً إِن َّ َ‬
‫ما‬ ‫ل الْيَت َا َ‬
‫وا َ‬
‫م َ‬
‫نأ ْ‬‫ن يَأكُلُو َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫‪65‬رواه البخاري في كتاب الوصايا‪ .‬باب قوله تعالى {إ ِ ّ‬
‫عيراً} برقم ‪ 2615‬ورواه مختصرا بلفظ"اجتنبوا الموبقات‬ ‫ْ‬
‫س ِ‬
‫ن َ‬ ‫صل َ ْ‬
‫و َ‬ ‫سي َ ْ‬ ‫م ن َارا ً َ‬
‫و َ‬ ‫في بُطُون ِ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫يَأكُلُو َ‬
‫ن ِ‬
‫الشرك بالله والسحر"في كتاب الطب باب الشرك والسحر من الموبقات برقم ‪5431‬‬
‫‪ 66‬ضرب من أجود تمر المدينة والينه‪ .‬انظر فتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪.238‬‬
‫‪67‬رواه البخاري في كتاب الطب باب الدواء بالعجوة للسحر برقم ‪ ،5769‬ومسلم في كتب الشربة باب‬
‫فضل تمر المدينة‪ .‬انظر‪:‬صحيح مسلم المطبوع مع شرح النووي ج ‪14‬ص ‪.2‬‬
‫‪ 68‬انظر‪ :‬السحر بين الحقيقة والخيال ص ‪.66‬‬
‫‪ 69‬انظر‪ :‬المغني لبن قدامه ج ‪8‬ص ‪.151‬‬
‫‪ 70‬انظر‪ :‬متشابه القرآن ج ‪1‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 71‬التوحيد له‪209 ،‬‬
‫‪ 72‬آية ‪ 66‬سورة طه‪.‬‬
‫‪ 73‬الفصل له ج ‪ 5‬ص ‪ 506‬وانظر المحلى له ج ‪1‬ص ‪.36‬‬
‫‪ 74‬فتح الباري ج ‪10‬ص ‪ ،222‬وانظر أحكام القرآن للجصاص ج ‪ 1‬ص ‪59 ،52‬‬
‫‪ 75‬آية ‪ 116‬سورة العراف‬
‫‪ 76‬انظر‪ :‬أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪ 437‬والفصل ج ‪5‬ص ‪6‬‬
‫ن‬
‫م ِْ‬‫ه ِ‬ ‫ل إِلَي ِْ ِ‬ ‫خي َّ ُ‬
‫م يُ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صي ُّ ُ‬‫ع ِِ‬ ‫و ِ‬‫م َ‬‫ه ِْ‬‫حبَال ُ ُ‬ ‫فإِذَا ِ‬ ‫الشبهية الثانيية قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫َ‬
‫م أن َّ َ‬
‫‪77‬‬
‫عى}‬ ‫س َ‬‫ها ت َ ْ‬ ‫ه ْ‬
‫ر ِ‬
‫ح ِ‬‫س ْ‬ ‫ِ‬
‫حُر‬
‫سا ِ‬‫َ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫ْ‬
‫ول ي ُفل ِ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح ٍ‬ ‫سا ِ‬‫عوا كيْدُ َ‬ ‫صن َ ُ‬‫ما َ‬ ‫الشبهة الثالثة‪ :‬قوله تعالى‪{:‬إِن ّ َ‬
‫‪78‬‬
‫ث أَت َى}‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫وجه الستدلل‪ :‬يقول ابن حزم ‪":‬وقد نص الله عز وجل على ما قلنا فقال‬
‫َ‬
‫م أن َّ َ‬ ‫ل إِلَي ْ ِ‬
‫خي َّ ُ‬ ‫صي ُّ ُ‬ ‫حبَال ُ ُ‬ ‫تعالى { َ‬
‫‪79‬‬
‫عى}‬ ‫س َ‬ ‫ها ت َ ْ‬ ‫ه ْ‬‫ر ِ‬‫ح ِ‬‫س ْ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫م يُ َ‬
‫ه ْ‬ ‫ع ِ‬‫و ِ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫فإِذَا ِ‬
‫فأخبر تعالى أن عمل أولئك السحرة إنما كان تخييل ل حقيقة له‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫ث أَت َى}‬
‫حي ْ ُ‬
‫حُر َ‬ ‫ح ال َّ‬
‫سا ِ‬ ‫ول ي ُ ْ‬
‫فل ِ ُ‬ ‫ر َ‬
‫ح ٍ‬ ‫عوا كَيْدُ َ‬
‫سا ِ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫وقال تعالى {إِن َّ َ‬
‫ما َ‬
‫‪81‬‬
‫فأخبر تعالى أنه كيد ل حقيقة له"‬

‫الجواب يقال لهم‪:‬‬


‫أولًً‪ :‬اليات دلييل على أن للسيحر حقيقية إذ إنهيا دلت على أن للسيحر أثراً‬
‫فييي نظيير المسييحور حتييى تخيييل الشيييء علىخلف مييا هييو عليييه وهييو تأثييير فييي‬
‫إحسياسهم‪ ،‬وإذا جاز‪ ،‬فميا الذي يحييل تأثيره فيي تغييير بعيض أعراضهيم وقواهيم‬
‫وطباعهم؟ وما الفرق بين التغيير الواقع في الرؤية والتغيير الواقع في صفة أخرى‬
‫من صفات النفس والبدن؟ وعليه فاليات حجة عليكم ل لكم‪.‬‬
‫ثانياً‪:‬على التسيييليم بدللة اليات على التخييييل فقييط فإن هذا ل يمنيييع أن‬
‫يكون غيير التخيييل مين جملة السيحر؛ لنهيا لم تحصير السيحر فيي التخيييل‪ ،‬وإنميا‬
‫دلت على أن سيحر سييحرة فرعون ونحوهيم كان ميين هذا النوع ونحيين لننكيير أن‬
‫يكون التخيييل مين أنواع السيحر وعلى ذلك فل حجية فيي اليات على نفيي حقيقية‬
‫السحر وتأثيره‪82‬والله أعلم‪.‬‬
‫ثانياُ‪ :‬الشبهات العقلية‪ :‬منها ما يلي‪:‬‬

‫الشبهية الولى‪ :‬قالوا إن فيي القول بأن للسيحر أثرا ً خارقا ً للعادة يلزم منيه‬
‫أن يكون هناك موجودا ً مثل ً لله تعالى‪.‬كميا أنيه ل يمكين العلم معيه بالفرق بيين ميا‬
‫يختص الله بالقدرة عليه وبين مقدور العباد‪.83‬‬
‫الجواب‪ :‬يقال لهيم هذه الشبهية باطلة ول يلزم مين القول بأن للسيحر أثراً‬
‫ما زعمتم‪ ،‬ذلك أن أهل السنة لما قالوا بأن للسحر أثرا ً لم يطلقوا القول بحصول‬
‫كيل أثير أو بحصيول أثير يصيل إلى مرتبية الخلق واليجاد‪ ،‬ذلك أن الموجيد الحيق هيو‬
‫الله وحده ل شريك له‪.‬‬
‫ق ك ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫خل َ َ‬
‫و َ‬
‫يٍء‪....‬الية} وقال تعالى { َ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ك ُ ِّ‬ ‫قال تعالى‪{ :‬الل ّ ُ‬
‫‪84‬‬
‫ْ‬ ‫ش‬ ‫ه َ‬
‫خالِ ُ‬
‫خل ُِِِ ُ‬
‫ق‬ ‫ن ل يَ ْ‬‫م ِِِْ‬ ‫خل ُِِِ ُ‬
‫ق كَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ِِِْ‬ ‫ديراً}‪ 85‬وقال تعالى {أ َ َ‬
‫ف َ‬ ‫قدََّرهُِِِ ت َ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫ف َ‬
‫يٍء َ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬
‫‪000‬اليية} والقول بأن أثير السيحر يصيل إلى درجية الخلق شرك فيي الربوبيية‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫أعاذنا الله منه‪.‬‬


‫وإنما قالوا له أثر على النفس والبدن يؤدي إلى المرض‪.‬‬

‫فهو سبب قد ربط الله به بعض المسببات في حدود قدرة الخلق من الجن‬
‫والنيس وبميا أن قدرة الشياطيين تختلف عين قدرة النيس لذا قيد يظين الجاهيل أن‬
‫حصيول الثير المناقيض للعادة فوق قدرة الخلق والواقيع أنيه فيي حدود قدرة الخلق‬
‫من الجن والنس ولذا يمكن معارضته بمثله وأقوى منه‪.87‬‬
‫وإذا كان كذلك فلن يلزم من القول بان للسحر أثرا ً ما زعمتم‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫الشبهية الثانيية‪ :‬يروي الرازي عين القاضيي أنيه قال‪" :‬أنيا لو جوزنيا ذلك‪"88‬‬
‫لتعذر السيييتدلل بالمعجزات على النبوات لنييييا لو جوزنييييا اسييييتحداث الخوارق‬
‫بواسطة تمزيج القوى السماوية بالقوى الرضية لم يمكنا القطع بأن هذه الخوارق‬

‫آية ‪ 66‬سورة طه‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫آية ‪ 69‬سورة طه‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫آية ‪ 66‬سورة طه‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫آية ‪ 69‬سورة طه‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫الفصل ج ‪ 5‬ص ‪.6 - 5‬‬ ‫‪81‬‬

‫انظر التفسير القيم ص ‪ ،572– 571‬وتفسير القرطبي ج ‪ 2‬ص ‪.46‬‬ ‫‪82‬‬

‫انظر تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪ 207-206‬ومتشابه القرآن ج ‪1‬ص ‪.102‬‬ ‫‪83‬‬

‫آية ‪ 62‬سورة الزمر‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫آية ‪ 2‬سورة الفرقان‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫آية ‪ 17‬سورة النحل‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫النبوات ص ‪.278،281 -277 ،258‬‬ ‫‪87‬‬

‫أن يكون للسحر أثر خارق للعادة‪.‬‬ ‫‪88‬‬


‫التي ظهرت على أيدي النبياء عليهم السلم صدرت عن الله تعالى بل يجوز فيها‬
‫أنهم أتوا بها عن طريق السحر وحينئذ يبطل القول بالنبوات من كل الوجوه‪.89‬‬
‫الجواب‪ :‬يقال لهم العادة تنخرق على يد النبي والولي والساحر‪.‬‬

‫ولكين النيبي يتحدى بهيا الخلق ويسيتعجزهم عين مثلهيا ويخيبر عين الله تعالى‬
‫بخرق العادة بهيا لتصيديقه فلو كان كاذبا ً لم تنخرق العادة على يدييه‪ .‬ولذا ل يمكين‬
‫معارضته بمثله أو أقوى منه؛ إذ إنّه ليس في مقدور الجن والنس‪.‬‬
‫ن يَأْت ُوا ب ِ ِ‬
‫َِ‬
‫مث ْ ِ‬
‫ل‬ ‫علَى أ ْ‬ ‫ج ُِّ‬
‫ن َ‬ ‫وال ْ ِ‬‫س َ‬‫ت الِن ِْ ُ‬
‫ع ِِ‬ ‫م َ‬
‫جت َ َ‬ ‫ل لَئ ِِ ِ‬
‫نا ْ‬ ‫ق ْ‬‫قال تعالى‪ُ { :‬‬
‫ً ‪90‬‬
‫هيرا}‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ض‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫هذَا ال ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ ْ ِ َ ْ ٍ‬ ‫ن ل يَأت ُو َ ِ ِ ِ ِ َ ْ‬
‫ول‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫َ‬
‫أمييا الولي والسيياحر‪ :‬فل يتحديان الخلق ول يسييتدلن على نبوة ولو ادعيييا‬
‫شيئا ً من ذلك لم تنخرق العادة لهما‪.‬‬
‫وأما الفرق بين الولي والساحر فمن وجوه منها‪:‬‬

‫الول‪ :‬وهييو المشهور‪،‬إجماع المسييلمين على أن السييحر ل يظهيير إل على‬


‫فاسق أو كافر‪ ،‬والكرامة ل تظهر إل على ولي‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن السحر يكون بمعاناة أقوال وأفعال حتى يتم لساحر ما يريد‪.‬‬

‫والكرامية ل تفتقير إلى شييئ مين ذلك‪ .‬وفيي كثيير مين الوقات تقيع الكرامية‬
‫اتفاقا من غير أن يستدعيها أو يشعر بها‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن ميا يأتيي بيه السيحرة‪ ،‬يمكين معارضتيه بمثله وأقوى منيه كميا هيو‬
‫الواقع بخلف الكرامات فهي كالمعجزات ل يمكن لحد أن يعارضها بمثلها أو أقوى‬
‫منها‪.‬‬
‫الرابييع‪ :‬إن مايأتييي بييه السييحرة ل يخرج عيين كونييه مقدورا ً للنييس والجيين‬
‫بخلف الكرامات فهي كالمعجزات ل يقدر عليها إل الله‪.91‬‬
‫الشبهية الثالثية‪ :‬يروي الرازي عين القاضيي أنيه قال‪...":‬لو جوزنيا أن يكون‬
‫فييي الناس ميين يقدر علىخلق الجسييم والحياة واللوان لقدر ذلك النسييان على‬
‫تحصييل الموال العظيمية مين غيير تعيب‪ .‬لكنيا نرى مين يدعيي السيحر متوصيل إلى‬
‫‪92‬‬
‫اكتساب الحقير من المال بجهد جهيد فعلمنا كذبه‪".‬‬
‫الجواب‪ :‬يقال لهيييم هذه الشبهييية باطلة ول تلزمنيييا لنيييا لم نطلق الحكييم‬
‫بحصييول كييل تأثييير مهمييا كان بييل قلنييا فييي نطاق معييين ل يتجاوز التصييرف فييي‬
‫العراض ميييين باب التأثييييير على القلوب بالحييييب والبغييييض وعلى البدان باللم‬
‫والسيقم‪ .‬أميا أن يقلب الجماد حيوانا ً أو عكسيه أو الحدييد ذهبا ً أو نحوه فلييس فيي‬
‫مقدور الساحر‪.93‬‬
‫وبذلك يزول اللبس وتبطل هذه الشبهة‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫والظهير فيي هذه المسيألة ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬أن السيحر المذموم صياحبه لييس‬
‫كله حقيقة وليس كله تخييلً‪ .‬بل منه ما هو حقيقة كما دلت عليه أدلة أهل السنة‪،‬‬
‫ومنه ما هو تخييل كما دلت عليه اليات التي استدل بها المخالفون‪ .‬وبذلك يتضح‬
‫عدم التعارض بين الدلة النقلية‪ .‬وعلى هذا جماهير العلماء من المسلمين‪ .94‬والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫تابع لحقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة‬

‫فهيرس المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -‬الحسان بترتيب صحيح ابن‬
‫حبان ‪:‬‬
‫بترتيب المير علء الدين علي‬
‫بن بلبان‪.‬‬
‫‪ 89‬تفسير الرازي ج ‪3‬ص ‪ 306،314‬وانظر الفصل ج ‪ 5‬ص ‪ 7‬ومتشابه القرآن ج ‪ 1‬ص ‪.102‬‬
‫‪ 90‬آية ‪ 88‬سورة السراء‪.‬‬
‫‪ 91‬شرح النووي على صحيح مسلم ج ‪ 14‬ص ‪ ،176-175‬النبوات لبن تيمية ص ‪ ،282-281‬فتح الباري‬
‫ج ‪ 10‬ص ‪.223‬‬
‫‪ 92‬تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪.206‬‬
‫‪ 93‬انظر فتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪.223‬‬
‫‪ 94‬أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪ ،438-437‬ص ‪455‬وتيسيير العزيز الحميد ‪.334‬‬
‫‪ -‬أحكام القرآن ‪:‬‬
‫تأليف محمد بن عبدالله؛‬
‫المعروف بابن العربي‪ ،‬المتوفى‬
‫سنة ‪543‬هِ‪ ،‬تحقيق علي بن محمد‬
‫البجاوي‪ ،‬الناشر دار المعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬أحكام القرآن ‪:‬‬
‫تأليف عماد الدين بن محمد‬
‫الطبري؛ المعروف بألكيا‬
‫الهراسي‪ ،‬المتوفى ‪504‬هِ‪ ،‬الناشر‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬أحكام القرآن ‪:‬‬
‫تأليف أبي بكر بن أحمد بن‬
‫علي الرازي الجصاص‪ ،‬المتوفى‬
‫‪370‬هِ‪ ،‬الناشر دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬الختيار لتعليل المختار ‪:‬‬
‫تأليف عبدالله بن محمود بن‬
‫مودود الموصلي الحنفي‪،‬‬
‫المتوفى ‪683‬هِ‪ ،‬الناشر مكتبة محمد‬
‫علي صبيح وأولده‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬إرواء الغليل في تخريج‬
‫أحاديث منار السبيل ‪:‬‬
‫تأليف محمد بن ناصر الدين‬
‫اللباني‪ ،‬إشراف زهير الشاويش‪،‬‬
‫الناشر المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى عام ‪1399‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬الستذكار ‪:‬‬
‫لبي عمر يوسف بن عبدالله‬
‫بن عبدالبر‪ ،‬المتوفى ‪463‬هِ‪ ،‬تحقيق‬
‫علي ناصف‪ ،‬الناشر لجنة إحياء‬
‫التراث السلمي‪ ،‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ -‬الشباه والنظائر في قواعد‬
‫وفروع فقه الشافعية ‪:‬‬
‫لجلل الدين عبدالرحمن‬
‫السيوطي‪ ،‬المتوفى ‪911‬هِ‪ ،‬الناشر‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪1399‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬الشراف على مسائل الخلف‬
‫‪:‬‬
‫للقاضي عبدالوهاب بن علي‬
‫البغدادي‪ ،‬المتوفى ‪422‬هِ‪ ،‬الناشر‬
‫مطبعة الدارة‪ ،‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ -‬الصل ‪:‬‬
‫لمحمد بن الحسن الشيباني‪،‬‬
‫المتوفى ‪189‬هِ‪ ،‬تعليق أبي الوفاء‬
‫الفغاني‪ ،‬طبع حيدر آباد الدكن‪،‬‬
‫الهند ‪1391‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬العتبار في الناسخ‬
‫والمنسوخ من الثار ‪:‬‬
‫لمحمد بن موسى بن عثمان‬
‫الحازمي‪ ،‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ -‬إعلء السنن ‪:‬‬
‫تأليف ظفر أحمد العثماني‪،‬‬
‫الناشر إدارة القرآن والعلوم‬
‫السلمية‪ ،‬كراتشي باكستان‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ -‬الفصاح عن معاني الصحاح ‪:‬‬
‫تأليف يحيى بن محمد بن‬
‫هبيرة‪ ،‬المتوفى ‪560‬هِ‪ ،‬الناشر‬
‫المؤسسة السعيدية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬الم ‪:‬‬
‫للمام محمد بن إدريس‬
‫الشافعي‪ ،‬المتوفى ‪204‬هِ‪ ،‬مطبعة‬
‫الشعب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬النتصار في المسائل الكبار‬
‫على مذهب المام أحمد بن حنبل‬
‫‪:‬‬
‫لبي الخطاب محفوظ بن أحمد‬
‫بن الحسن الكلوذاني‪ ،‬المتوفى‬
‫‪510‬هِ‪ ،‬تحقيق د‪.‬سليمان العمير‪،‬‬
‫د‪.‬عوض رجاء العوفي‪ ،‬د‪.‬عبدالعزيز‬
‫البعيمي الطبعة الولى ‪1413‬هِ‪،‬‬
‫الناشر مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬النصاف في معرفة الراجح‬
‫من الخلف على مذهب المام‬
‫أحمد‪:‬‬
‫لعِلء الدين أبي الحسن علي‬
‫بن سليمان المِرداوي‪ ،‬المتوفى‬
‫سنة ‪855‬هِ‪ ،‬تحقيِق محمِد حامد‬
‫الفِقِي‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪1376‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬الوسط ‪:‬‬
‫لبي بكر محمد بن المنذر‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪318‬هِ‪ ،‬تحقيق‬
‫الدكتور أبو حماد صغير‪ ،‬الناشر‬
‫دار طيبة‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ -‬بدائع الصنائع في ترتيب‬
‫الشرائع ‪:‬‬
‫تأليف علء الدين مسعود‬
‫الكاساني الحنفي‪ ،‬الناشر زكريا‬
‫علي يوسف‪ ،‬طبع بمطبعة المام‬
‫بمصر‪.‬‬
‫‪ -‬بداية المجتهد ونهاية‬
‫المقتصد ‪:‬‬
‫لبي الوليد محمد بن أحمد بن‬
‫رشد القرطبي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪595‬هِ‪ ،‬الناشر دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬بلغة السالك لقرب المسالك‬
‫إلى مذهب مالك ‪:‬‬
‫لحمد بن محمد الصاوي‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪1241‬هِ الناشر دار‬
‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬البيان والتحصيل ‪:‬‬
‫لبي الوليد محمد بن أحمد بن‬
‫رشد القرطبي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪520‬هِ‪ ،‬الناشر دار الغرب السلمي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان ‪1404‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬تاج العروس من جواهر‬
‫القاموس ‪:‬‬
‫تأليف محمد بن مرتضى‬
‫الزبيدي‪ ،‬الناشر دار مكتب الحياة‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬تحفة الحوذي بشرح جامع‬
‫الترمذي ‪:‬‬
‫لبي يعلي محمد بن‬
‫عبدالرحمن المباركفوري‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪1353‬هِ‪ ،‬تصحيح‬
‫عبدالرحمن محمد عثمان‪ ،‬طبع‬
‫التحاد العربي ‪1384‬هِ‪ ،‬الناشر‬
‫المكتبة السلفية‪.‬‬
‫‪ -‬تحفة الفقهاء ‪:‬‬
‫لعلء الدين محمد بن أحمد‬
‫السمرقندي‪ ،‬المتوفى سنة ‪540‬هِ‬
‫تحقيق محمد المنتصر‪ ،‬ووهبة‬
‫الزحيلي‪ ،‬الناشر دار الفكر‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬التعريفات ‪:‬‬
‫للشريف علي بن محمد‬
‫الجرجاني‪ ،‬الناشر دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت ‪1403‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬التفريع ‪:‬‬
‫لبي القاسم عبيد الله بن‬
‫الحسين بن الجلب‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪378‬هِ‪ ،‬دراسة وتحقيق د‪.‬حسين بن‬
‫سالم الدهماني‪ ،‬الناشر دار الغرب‬
‫السلمي الطبعة الولى ‪1408‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير القرآن العظيم ‪:‬‬
‫لسماعيل بن عمر بن كثيِر‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪774‬هِ‪ ،‬تحقيق‬
‫عبدالعزيز غنيم‪ ،‬ومحمد أحمِد‬
‫عاشِور‪ ،‬ومحمد إبراهيم البنا‪،‬‬
‫كتاب الشعب‪.‬‬
‫‪ -‬تقريب التهذيب ‪:‬‬
‫للحافظ أحمد بن علي بن حجر‬
‫العسقلني‪ ،‬المتوفى سنة ‪852‬هِ‪،‬‬
‫الناشر دار الرشد‪ ،‬سوريا‪ ،‬حلب‪.‬‬
‫‪ -‬التلخيص الحبير في تخريج‬
‫أحاديث الرافعي الكبير ‪:‬‬
‫للحافِظ أحمد بن علي بن حجر‬
‫العسقلني‪ ،‬المتوفى سنة ‪852‬هِ‪،‬‬
‫تصحيِح السيِد هاشم عبدالله‬
‫اليمانِي‪ ،‬الناشر‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬تلخيص المستدرك ‪:‬‬
‫لشمس الدين أبي عبدالله بن‬
‫أحمد الذهبي‪ ،‬المتوفى سنة ‪848‬هِ‪،‬‬
‫مطبوع بذيل المستدرك‪ ،‬الناشر‬
‫دار الباز للنشر والتوزيع‪ ،‬مكة‪.‬‬
‫‪ -‬التمهيد لما في الموطأ من‬
‫المعاني والسانيد ‪:‬‬
‫لبي عمر يوسف بن عبدالله‬
‫بن عبدالبر‪ ،‬المتوفى سنة ‪463‬هِ‪،‬‬
‫الناشر مطبعة فضالة‪ ،‬وزارة‬
‫الوقاف والشئون السلمية‪،‬‬
‫المغرب‪.‬‬
‫‪ -‬جامع البيان في تفسير‬
‫القرآن ‪:‬‬
‫لبي جعفر محمد بن جرير‬
‫الطبري‪ ،‬المتوفى سنة ‪310‬هِ‬
‫تحقيق محمود محمد شاكر‪،‬‬
‫الناشر دار المعارف بمصر‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬الجامع لحكام القرآن ‪:‬‬
‫تأليف محمد بن أحمد النصاري‬
‫القرطبي‪ ،‬المتوفى سنة ‪671‬هِ‪،‬‬
‫الناشر دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‪1362 ،‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬الجرح والتعديل ‪:‬‬
‫لبي محمد عبدالرحمن بن أبي‬
‫حاتِم الِرازي‪ ،‬المتوفِى سنة‬
‫‪327‬هِ‪ ،‬الناشر دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ ،‬بيِروت‪ ،‬الطبعِة الولى‬
‫‪1362‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬جواهر الكليل شرح مختصر‬
‫خليل ‪:‬‬
‫لصالح عبدالسميع البي‬
‫الزهري‪ ،‬الناشر دار إحياء الكتب‬
‫العربية‪ ،‬عيسى البابي الحلبي‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -‬الجوهر النقي ‪:‬‬
‫لعلء الدين بن علي بن عثمان‬
‫الشهير بابن التركماني‪ ،‬المتوفى‬
‫‪745‬هِ‪ ،‬مطبوع بذيل السنن الكبرى‬
‫للبيهقي‪.‬‬
‫‪ -‬حاشية علي سنن الترمذي ‪:‬‬
‫لحمد شاكر‪ ،‬مطبوعة بذيل‬
‫سنن الترمذي‪ ،‬الناشر مصطفى‬
‫البابي الحلبي وشركاه‪.‬‬
‫‪ -‬حاشية رد المحتار على الدر‬
‫المختار المعروف بحاشية ابن‬
‫عابدين ‪:‬‬
‫لمحمد أمين الشهير بابن‬
‫عابدين‪ ،‬المتوفى سنة ‪1252‬هِ‪ ،‬مع‬
‫التكملة لنجل المؤلف‪ ،‬الناشر‬
‫مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1386‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬الحاوي الكبير في فقه مذهب‬
‫المام الشافعي ‪:‬‬
‫لبي الحسن علي بن محمد‬
‫الماوردي‪ ،‬المتوفى سنة ‪405‬هِ‬
‫تحقيق علي محمد معوض‪ ،‬عادل‬
‫عبدالموجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1414‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬حلية العلماء ‪:‬‬
‫لمحمد بن أحمد الشاشي‬
‫القفال‪ ،‬المتوفى سنة ‪507‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق د‪.‬ياسين أحمد دراكه‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالِة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1400‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬الذخيرة ‪:‬‬
‫لشهاب الدين أحمد بن إدريس‬
‫القرافي‪ ،‬المتوفى سنة ‪684‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق د‪.‬محمد حجي‪ ،‬مطبعة دار‬
‫الغرب السلمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬روضة الطالبين ‪:‬‬
‫لبي زكريا محي الدين بن‬
‫شرف النووي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪676‬هِ‪ ،‬الناشر المكتب السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬سنن الترمذي ( الجامع‬
‫الصحيح ) ‪:‬‬
‫للحافظ أبي عيسى محمد بن‬
‫عيِسى الترمِذي‪ ،‬المتوفِى سنة‬
‫‪279‬هِ‪ ،‬تحقيق أحمد شاكِر ورفقاه‪،‬‬
‫الناشِر مصطفى البابي الحلبي‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬سنن الدارقطني ‪:‬‬
‫للحافظ علي بن عمر‬
‫الدارقطني‪ ،‬المتوفى سنة ‪385‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق عبدالله هاشم المدني‪،‬‬
‫الناشر دار المحاسن للطباعة‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬سنن أبي داود ‪:‬‬
‫للحافظ أبي داود سليمان‬
‫الشعِث السجستاني‪ ،‬المتوفى‬
‫سنة ‪275‬هِ‪ ،‬تحقيق عزت عبيد‬
‫الدعاس‪ ،‬طبع محمد علي السيد‪،‬‬
‫حمص‪.‬‬
‫‪ -‬السنن الكبرى ‪:‬‬
‫لبي بكِر أحمد بن الحسين‬
‫البيهقِي‪ ،‬المتوفى سنة ‪458‬هِ‪،‬‬
‫الناشر دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -‬سنن ابن ماجه ‪:‬‬
‫لبي عبدالله محمد بن يزيد‬
‫القزويني‪ ،‬المتوفى سنة ‪275‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي‪،‬‬
‫الناشر عيسى البابي‪.‬‬
‫‪ -‬سنن النسائي ‪:‬‬
‫لبي عبدالرحمن أحمد بن‬
‫شعيب النسائي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪303‬هِ‪ ،‬الناشر دار إحياء التراث‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬شرح الزرقاني على موطأ‬
‫المام مالك ‪:‬‬
‫لمحمد بن عبدالباقي بن‬
‫يوسف الزرقاني‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪1122‬هِ‪ ،‬الناشر دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬شرح الزركشي على مختصر‬
‫الخرقي ‪:‬‬
‫لشمس الدين الزركشي‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪772‬هِ‪ ،‬تحقيق‬
‫وتخريج د‪.‬عبدالله الجبرين‪ ،‬طبع‬
‫بمطابع العبيكان‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬شرح السنة ‪:‬‬
‫لبي محمد الحسين بن مسعود‬
‫الفراء البغوي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪516‬هِ‪ ،‬تحقيق شعيب الرناؤوط‪،‬‬
‫وزهير الشاويش‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1390‬هِ‪ ،‬الناشر المكتب السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬الشرح الصغير على أقرب‬
‫المسالك إلى مذهب المام مالك ‪:‬‬
‫مد بن أحمد‪،‬‬ ‫لحمد بن مح ّ‬
‫فى سنة‪:‬‬ ‫المعروف بالدّردير المتو ّ‬
‫‪1206‬هِ الناشر دار المعارف بمصر‪.‬‬
‫‪ -‬شرح فتح القدير على الهداية‬
‫‪:‬‬
‫لكمال الدين محمد بن‬
‫عبدالواحد‪ ،‬المعروف بابن الهمام‬
‫الحنفي‪ ،‬المتوفى سنة ‪681‬هِ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية عام ‪1397‬هِ‪ ،‬الناشر‬
‫دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -‬شرح ابن القيم على سنن‬
‫أبي داود ‪:‬‬
‫للمام محمد بن أبي بكر؛‬
‫المعروف بابن القيم‪ ،‬المتوفى‬
‫سنة ‪571‬هِ‪ ،‬مطبوع مع مختصر‬
‫المنذري‪.‬‬
‫‪ -‬شرح معاني الثار ‪:‬‬
‫لبي جعفر أحمد بن محمد‬
‫الطحاوي الحنفي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪321‬هِ‪ ،‬الناشر دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪-‬الشرح الممتع على زاد‬
‫المستقنع ‪:‬‬
‫للشيخ محمد بن صالح‬
‫العثيمين‪ ،‬الطبعة الولى ‪1415‬هِ‬
‫مؤسسة آسام للنشر‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬شرح منظومة المرشد المعين‬
‫‪:‬‬
‫للشيخ محمد بن أحمد الفاس‪.‬‬
‫‪ -‬شرح النووي على صحيح‬
‫المام مسلم ‪:‬‬
‫لبي زكريا محي الدين بن‬
‫شرف النووي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪676‬هِ‪ ،‬الناشر دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح الدب المفرد للمام‬
‫البخاري ‪:‬‬
‫لمحمد بن ناصر الدين اللباني‪،‬‬
‫الناشر مكتبة ابن تيميه‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح البخاري ‪:‬‬
‫للمام محمد بن إسماعيل‬
‫البخاري‪ ،‬المتوفى سنة ‪256‬هِ‪،‬‬
‫بتصحيح محمد ذهني‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح ابن خزيمة ‪:‬‬
‫لبي بكر محمد بن إسحاق بن‬
‫خزيمة السلمي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪311‬هِ‪ ،‬تحقيق د‪.‬محمد مصطفى‬
‫العظمي‪ ،‬الناشر شركة الطباعة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الرياض ‪1401‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح سنن أبي داود‪ ،‬صحيح‬
‫سنن ابن ماجه‪ ،‬صحيح سنن‬
‫الترمذي‪ ،‬صحيح سنن النسائي ‪:‬‬
‫لمحمد ناصر الدين اللباني‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪ ،‬المكتب السلمي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الناشر مكتب التربية‬
‫العربي لدول الخليج‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح مسلم ‪:‬‬
‫للمام مسلم بن حجاج‬
‫القشيري‪ ،‬المتوفى سنة ‪261‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي‪،‬‬
‫الناشر عيسى البابي الحلبي‪،‬‬
‫‪1374‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬عقد الجواهر الثمينة في‬
‫مذهب عالم المدينة ‪:‬‬
‫لجلل الدين ابن شاس‪،‬‬
‫المتوفى ‪616‬هِ‪ ،‬تحقيق د‪.‬محمد أبو‬
‫الجفان‪ ،‬عبدالله منصور‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1415‬هِ‪ ،‬دار الغرب‬
‫السلمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬عمدة القاري شرح صحيح‬
‫البخاري ‪:‬‬
‫لبدر الدين أبي محمد محمود‬
‫بن أحمد العيني‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪855‬هِ‪ ،‬الناشر مطبعة البابي‬
‫الحلبي‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1392‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬الغاية القصوى في دراية‬
‫الفتوى ‪:‬‬
‫لقاضي القضاة عبدالله بن عمر‬
‫البيضاوي‪ ،‬المتوفى سنة ‪685‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق علي محي الدين القرة‬
‫داغي‪ ،‬الناشر دار الصلح‪ ،‬الدمام‪،‬‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬غاية المرام شرح مغني ذوي‬
‫الفهام ‪:‬‬
‫لعبدالمحسِن بن ناصِر آل‬
‫عبيكِان‪ ،‬الناشر مكتبة العبيكان‪،‬‬
‫الريِاض‪.‬‬
‫‪ -‬فتاوى وتنبيهات ونصائح ‪:‬‬
‫لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن‬
‫عبدالله بن باز‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1419‬هِ‪ ،‬دار الندلس‪ ،‬حائل‪.‬‬
‫‪ -‬فتح العزيز شرح الوجيز وهو‬
‫الشرح الكبير ‪:‬‬
‫لبي القاسم عبدالكريم محمد‬
‫الرافعي‪ ،‬المتوفى سنة ‪623‬هِ‪،‬‬
‫مطبوع مع المجموع‪ ،‬ومع‬
‫التلخيص الحبير لبن حجر‪ ،‬الناشر‬
‫دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬الفروع ‪:‬‬
‫لشمس الدين أبي عبدالله بن‬
‫مفلح المقدسي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪763‬هِ‪ ،‬الطبعة الثانية‪1388 ،‬هِ‪،‬‬
‫الناشر عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ -‬القوانين الفقهية ‪:‬‬
‫لبي القاسم محمد بن جزي‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪741‬هِ‪ ،‬الناشر دار‬
‫العلم‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬الكافي في فقه المام أحمد‬
‫بن حنبل ‪:‬‬
‫لموفق الدين عبدالله بن أحمد‬
‫بن قدامه‪ ،‬المتوفى سنة ‪620‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق زهير الشاويش‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة عام ‪1402‬هِ‪ ،‬الناشر المكتب‬
‫السلمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬الكافي في فقه أهل المدينة‬
‫‪:‬‬
‫لبي عمر يوسف بن عبدالله‬
‫بن عبدالبر‪ ،‬تحقيق محمد بن‬
‫محمد ولد ماديك الموريتاني‪،‬‬
‫الناشر المحقق عام ‪1399‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬الكليات معجم في‬
‫المصطلحات والفروق اللغوية ‪:‬‬
‫لبي البقاء أيوب بن موسى‬
‫الحسيني الكفوي‪ ،‬منشورات‬
‫وزارة الثقافة الرشاد القومي‪،‬‬
‫دمشق‪.‬‬
‫‪ -‬اللباب في الجمع بين السنة‬
‫والكتاب ‪:‬‬
‫لبي محمد علي بن زكريا‬
‫المنبجي‪ ،‬المتوفى سنة ‪686‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق محمد فضل مراد‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى عام ‪1403‬هِ‪ ،‬الناشر‬
‫دارالشروق‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫‪ -‬لسان العرب ‪:‬‬
‫لبي الفضل جمال الدين محمد‬
‫بن مكرم بن منظور الفريقي‬
‫المصري‪ ،‬الناشر دار صادر بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬المباشرة وأثرها في نقض‬
‫العبادة ‪:‬‬
‫تأليف د‪.‬عبدالعزيز مبروك‬
‫الحمدي‪ ،‬الناشر دار البخاري‬
‫للنشر والتوزيع‪1416 ،‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬المبدع في شرح المقنع ‪:‬‬
‫لبي إسحاق برهان الدين‬
‫إبراهيم بن محمد عبدالله بن‬
‫مفلح‪،‬المتوفى سنة ‪884‬هِ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة بالوفست ‪1318‬هِ‪ ،‬الناشر‬
‫دار المعرفة بيِروت‪.‬‬
‫‪ -‬المبسوط ‪:‬‬
‫لبي بكِر محمد بن أحمد‬
‫السرخسِي‪ ،‬المتوفى سنة ‪483‬هِ‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة بالوفسِت عام‬
‫‪1398‬هِ‪ ،‬الناشِر دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬مجمع النهر في شرح ملتقى‬
‫البحر ‪:‬‬
‫تأليف عبدالله بن الشيخ محمد‬
‫بن سليمان؛ المعروف بِ (داما‬
‫أفندي) المتوفى سنة ‪1078‬هِ‬
‫الناشر دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫‪ -‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ‪:‬‬
‫لنورالدين علي بن أبي بكر‬
‫الهيثمي‪ ،‬المتوفى سنة ‪807‬هِ‬
‫الناشر مكتبة القدس‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1352‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬المجموع شرح المهذب ‪:‬‬
‫لبي زكريا محي الدين بن‬
‫شرف النووي‪ ،‬المتوفى سنة ‪676‬هِ‬
‫مع تكملته لبن السبكي‬
‫والمطيعي‪ ،‬الناشر دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -‬مجموع فتاوى شيخ السلم‬
‫ابن تيمية ‪ :‬المتوفى سنة ‪728‬هِ‬
‫جمع وترتيب عبدالرحمن بن‬
‫قاسم وابنه محمد‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1381‬هِ‪ ،‬الناشر دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬المحرر في الفقه ‪:‬‬
‫لمجد الدين أبي البركات‬
‫عبدالسلم بن عبدالله الحراني‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪652‬هِ‪ ،‬الناشر دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬المحلى ‪:‬‬
‫لبي محمد علي بن أحمد بن‬
‫سعيد بن حزم‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪456‬هِ‪ ،‬قوبلِت هِذه النسخة على‬
‫النسخِة التي حققها أحمد شاكر‪،‬‬
‫الناشر دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -‬مختصر الطحاوي ‪:‬‬
‫لبي جعفر أحمد بن محمد‬
‫الطحاوي‪ ،‬المتوفى سنة ‪321‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق أبي الوفاء الفغاني‪،‬‬
‫الناشر مطبعة دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬عام ‪1370‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬مختصر القدوري في الفقه‬
‫على مذهب المام أبي حنيفة ‪:‬‬
‫لبي الحسن أحمد بن محمد‬
‫القدوري‪ ،‬المتوفى سنة ‪428‬هِ‪،‬‬
‫الناشر مصطفى البابي الحلبي‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1377‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬المدونة الكبرى ‪:‬‬
‫رواية سحنون بن سعيد عن‬
‫أبي القاسم عن المام مالك بن‬
‫أنس‪ ،‬الناشر دار الفكر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1398‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬مراتب الجماع ‪:‬‬
‫لبي محمد علي بن أحمد بن‬
‫سعيد بن حزم‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪456‬هِ‪ ،‬الناشر دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬مسائل المام أحمد برواية‬
‫أبي داود ‪:‬‬
‫لبي داود سليمان بن الشعث‬
‫بن إسحاق السجستاني‪ ،‬المتوفى‬
‫سنة ‪275‬هِ‪ ،‬الناشر دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬مسائل المام أحمد برواية‬
‫ابنه عبدالله ‪:‬‬
‫لعبدالله بن أحمد بن حنبل‪،‬‬
‫تحقيق د‪.‬علي بن سليمان المهنا‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪ ،‬الناشر مكتبة الدار‬
‫بالمدينة المنورة‪.‬‬
‫‪ -‬المستدرك على الصحيحين ‪:‬‬
‫لبي عبدالله بن عبدالله‬
‫المعروف بالحاكم‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪848‬هِ‪ ،‬الناشر دار الباز للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬مكة‪.‬‬
‫‪ -‬المستوعب ‪:‬‬
‫لنصير الدين السامري‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪616‬هِ‪ ،‬تحقيق‬
‫د‪.‬مساعد الفالح‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1413‬هِ‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬مسند المام أحمد بن حنبل ‪:‬‬
‫وضعه المام أحمد بن حنبل‬
‫الشيباني‪ ،‬المتوفى سنة ‪241‬هِ‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة سنة ‪1403‬هِ‪ ،‬الناشر‬
‫المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬مسند المام الشافعي ‪:‬‬
‫وضعه المام أبي عبدالله محمد‬
‫بن إدريس الشافعي‪ ،‬المتوفى‬
‫سنة ‪204‬هِ‪ ،‬الناشر دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫سوار‪ ،‬الطبعة الولى ‪1406‬هِ‪،‬‬
‫الناشر دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬معجم الطبراني الكبير ‪:‬‬
‫للحافظ أبي القاسم سليمان‬
‫بن أحمد الطبراني‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪388‬هِ‪ ،‬تحقيق حمدي السلفي‪،‬‬
‫الناشر مطبعة المة‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ -‬معجم لغة الفقهاء ‪:‬‬
‫تأليف د‪.‬محمد رواس‪ ،‬د‪.‬حامد‬
‫صادق‪ ،‬الناشر دار النفائس‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1405‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬معجم مقاييس اللغة ‪:‬‬
‫لبي الحسين أحمد بن فارس‬
‫بن زكريا‪ ،‬المتوفى سنة ‪395‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق عبد السلم هارون‪،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1392‬هِ‪،‬الناشر مصطفى‬
‫الحلبي‪،‬مصر‬
‫‪ -‬المعجم الوسيط ‪:‬‬
‫تأليف د‪.‬إبراهيم أنيس‪،‬‬
‫د‪.‬عبدالحليم منتصر‪ ،‬د‪.‬عطية‬
‫الصوالحي‪ ،‬أشرف على الطبع‬
‫حسن عطية‪ ،‬محمد شوقي أمين‪،‬‬
‫مطابع دار المعارف‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة السنن والثار ‪:‬‬
‫لبي بكر أحمد بن الحسين‬
‫البيهقي‪ ،‬المتوفى سنة ‪458‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق د‪.‬عبدالمعطي أمين‪،‬‬
‫الناشر دار الوعي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬المعونة على مذهب عالم‬
‫المدينة المام مالك بن أنس ‪:‬‬
‫للقاضي أبي محمد عبدالوهاب‬
‫بن علي بن نصر البغدادي‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪422‬هِ‪ ،‬تحقيق‬
‫د‪.‬حميش عبدالحق‪ ،‬الناشر المكتبة‬
‫التجارية‪ ،‬مكة المكرمة‪.‬‬
‫‪ -‬المغني ‪:‬‬
‫لبي محمد عبدالله بن أحمد بن‬
‫قدامه المقدسي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪620‬هِ‪ ،‬تحقيق د‪.‬عبدالله بن‬
‫عبدالمحسن التركي‪ ،‬ود‪.‬عبدالفتاح‬
‫الحلو‪ ،‬الناشر هجر للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬مغني المحتاج إلى معرفة‬
‫معاني ألفاظ المناهج ‪:‬‬
‫للشيخ محمد الشربيني‬
‫الخطيب‪ ،‬المتوفى سنة ‪977‬هِ‪،‬‬
‫الناشر مطبعة مصطفى البابي‬
‫الحلبي‪ ،‬عام ‪1377‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬مفردات ألفاظ القرآن ‪:‬‬
‫للعلمة الراغب الصفهاني‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪ ،425‬الطبعة الخيرة‬
‫عام ‪1412‬هِ‪ ،‬الناشر دار القلم‪،‬‬
‫دمشق‪.‬‬
‫‪ -‬المقدمات الممهدات ‪:‬‬
‫لبي الوليد محمد بن أحمد بن‬
‫رشد‪ ،‬المتوفى سنة ‪520‬هِ‪ ،‬تحقيق‬
‫د‪.‬حمد صبحي‪ ،‬الناشر دار الغرب‬
‫السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬المهذب في فقه المام‬
‫الشافعي ‪:‬‬
‫لبي إسحاق إبراهيم بن علي‬
‫الشيرازي‪ ،‬المتوفى سنة ‪476‬هِ‪،‬‬
‫الناشر شركة ومطبعة الحلبي‬
‫وأولده‪ ،‬عام ‪1396‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتقى شرح موطأ المام‬
‫مالك ‪:‬‬
‫لبي الوليد سليمان بن خلف‬
‫الباجي‪ ،‬المتوفى سنة ‪494‬هِ‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة الوفست ‪1403‬هِ‪،‬‬
‫الناشر دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬منهاج الطالبين ‪:‬‬
‫لبي زكريا محي الدين بن‬
‫شرف النووي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪676‬هِ‪ ،‬المتن المطبوع مع مغني‬
‫المحتاج‪ ،‬الناشر مصطفى البابي‬
‫الحلبي‪،‬مصر ‪1367‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬مواهب الجليل لشرح مختصر‬
‫خليل ‪:‬‬
‫لبي عبدالله محمد بن‬
‫عبدالرحمن؛ المعروف بالحطاب‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪954‬هِ‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1398‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬موطأ المام مالك ‪:‬‬
‫وضعه إمام دار الهجرة مالك‬
‫بن أنس‪ ،‬المتوفى سنة ‪179‬هِ‪،‬‬
‫تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي‪،‬‬
‫الناشر عيسى البابي الحلبي‪،‬‬
‫‪1370‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬نصب الراية لحاديث الهداية ‪:‬‬
‫لجمال الدين عبدالله بن يوسف‬
‫الزيلعي‪ ،‬المتوفى سنة ‪762‬هِ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية الوفست من‬
‫الطبعة الولى عام ‪1357‬هِ‪ ،‬دار‬
‫المأمون‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬النهاية في غريب الحديث‬
‫والثر ‪:‬‬
‫لمجد الدين أبي السعادات‬
‫المبارك بن الثير الجزري‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪606‬هِ تحقيق محمود‬
‫محمد الطناحي‪ ،‬الناشر المكتبة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬نهاية المحتاج إلى شرح‬
‫المنهاج ‪:‬‬
‫لشمس الدين محمد بن أبي‬
‫العباس أحمد بن حمزة الرملي‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪400‬هِ‪ ،‬الناشر شركة‬
‫ومطبعة مصطفى البابي الحلبي‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة الخيرة ‪1386‬هِ‪.‬‬
‫‪ -‬نيل الوطار شرح منتقى‬
‫الخبار من أحاديث سيد الخيار ‪:‬‬
‫لمحمد بن علي بن محمد‬
‫الشوكاني‪ ،‬المتوفى سنة ‪1255‬هِ‪،‬‬
‫الناشر مكتبة الدعوة السلمية‪،‬‬
‫شباب الزهر‪.‬‬
‫‪ -‬الوسيط في المذهب ‪:‬‬
‫لحجة السلم محمد بن محمد‬
‫بن محمد الغزالي‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫‪505‬هِ تحقيق علي محي الدين علي‬
‫القرة داغي‪ ،‬الناشر دار النصر‬
‫للطباعة السلمية بمصر‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1404‬هِ‪.‬‬
‫تابع لحقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حكم السحر والسحرة‪.‬‬
‫سنتناول في هذا المبحث إن شاء الله ما يلي‪:‬‬

‫أولً‪ :‬حكم تعلم السحر وتعليمه‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬حكم العمل به‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقوبة الساحر‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬توبة الساحر‪.‬‬
‫أول‪ :‬حكم تعلم السحر وتعليمه‪:‬‬
‫اختلف العلماء في حكم تعلم السحر وتعليمه على أقوال‪.‬‬
‫الول‪ :‬قول الجمهور مين علماء أهيل السينة‪ ،‬قالوا إن تعلم السيحر وتعليميه‬
‫حرام‪ .‬قال ابين قدامية رحميه الله "‪...‬فإن تعلم السيحر وتعليميه حرام ل نعلم فييه‬
‫‪95‬‬
‫خلفا ً بين أهل العلم"‬
‫لكن ما هي درجة هذا التحريم ؟‬
‫إن قصيد مين تعلميه العميل بيه وكان فييه قول أو فعيل يقتضيي الكفير‪ ،‬أو‬
‫تعلمه معتقدا ً إباحته فهو كفر‪ ،‬وإل فهو فسق‪.‬‬
‫قال المام الشافعييي‪" :‬إذا تعلم السييحر قيييل له صييف لنييا سييحرك؟ فإن‬
‫وصف ما يستوجب الكفر مثل سحر أهل بابل من التقرب للكواكب وأنها تفعل ما‬
‫يطلب منهيا فهيو كافير وإن كان ل يوجيب الكفير فإن اعتقيد إباحتيه فهيو كافير وإل‬
‫‪96‬‬
‫فل‬
‫وقال النووي رحميه الله وهيو يتكلم عين السيحر‪ ..." :‬وأميا تعلميه وتعليميه‬
‫فحرام فإن تضمن ما يقضي الكفر كفر وإل فل"‪.97‬‬
‫وقال أبيو حيان‪" :‬وأميا حكيم السيحر فميا كان منيه يعظيم بيه غيير الله مين‬
‫الكواكب والشياطين وإضافة ما يحدثه الله إليها فهوكفر إجماعا ً ل يحل تعليمه ول‬
‫العميل بيه وكذا ميا قصيد بتعلميه سيفك الدماء والتفرييق بيين الزوجيين والصيدقاء‪،‬‬
‫وأمييا إذا كان ل يعلم منييه شيئا ميين ذلك بييل يحتمييل فالظاهيير أنييه ل يحييل تعلمييه‬
‫والعمل به‪"98...‬‬
‫وقال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب‪" :‬وقد نص أحمد على أنه يكفر بتعلمه‬
‫وتعليمه‪.99‬‬
‫الدلة‪ :‬وقد أيدوا قولهم بأدلة كثيرة منها ما يلي‪:‬‬
‫ما تَت ْلُوا ال َّ‬ ‫واتَّب َ ُ‬
‫ن‬
‫ما َ‬ ‫سلَي ْ َ‬ ‫ك ُِ‬ ‫مل ِْ ِ‬‫علَى ُ‬ ‫ن َ‬ ‫شيَاطِي ُِ‬ ‫عوا َِ‬ ‫الول‪:‬قوله تعالى { َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ولَك ِِِِِ ّ‬
‫س‬
‫ن الن ّا َِِِِ‬ ‫مو َِِِِ‬ ‫عل ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن كفُروا ي ُ َ‬ ‫شيَاطِي َِِِِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫سلَي ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫فَر ُِِِِ‬‫ما ك َ َ‬‫و َِِِِ‬ ‫َ‬
‫‪100‬‬
‫حَر‪...‬الية}‬ ‫س ْ‬‫ال ِّ‬
‫قال ابين حجير‪":‬فإن ظاهرهيا أنهيم كفروا بذلك‪ ،‬ول يكفير بتعلييم الشييء إل‬
‫‪101‬‬
‫وذلك الشيء كفر"‬
‫فل‬ ‫ة َ‬ ‫ف ْت َن ٌ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ما‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫قول‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ت‬‫ح‬ ‫د‬ ‫ح‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ما‬‫عل‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫‪{:‬‬‫تعالى‬ ‫الثانيي‪ :‬قوله‬
‫ْ ُِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ِْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َِ ُ َ َ ِِ‬
‫‪102‬‬
‫فْر‪...‬الية }‬ ‫َت ْ‬
‫ك ُ‬

‫‪ 95‬المغني لبن قدامة ج ‪ 8‬ص ‪.151‬‬


‫‪ 96‬أضواء البيان ج ‪4‬ص ‪.455‬‬
‫‪97‬شرح صحيح مسلم للنووي ج ‪ 14‬ص ‪.176‬‬
‫‪ 98‬روائع البيان ج ‪1‬ص ‪.84‬‬
‫‪ 99‬تيسير العزيز الحميد ص ‪.335‬‬
‫‪ 100‬آية ‪ 102‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫‪ 101‬فتح الباري ج ‪10‬ص ‪.225‬‬
‫‪103‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬الية فيها إشارة إلى أن تعلم السحركفر"‬
‫ول َ َ‬ ‫الثالث‪ :‬قوله تعالى {‪...‬ويت َ‬
‫د‬
‫ق ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِِْ‬‫ع ُ‬ ‫ف ُ‬‫ول يَن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ضُّر ُ‬
‫ه ِِْ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ن َِِ‬ ‫مو َِِ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫َ َ َ َ‬
‫‪104‬‬
‫ق‪...‬الية}‬ ‫خل ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫في اْل ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫نا ْ‬
‫شتََراهُ َ‬ ‫م ِ‬‫موا ل َ َ‬
‫عل ِ ُ‬
‫َ‬
‫قال الشوكانيي‪" :‬اليية فيهيا تصيريح بأن السيحر ل يعود على صياحبه بفائدة‬
‫‪105‬‬
‫ول يجلب إليه منفعة بل هو ضرر محض وخسران بحت"‬
‫وإذا كان كذلك فتعلمييه ل يجوز‪ .‬لنييه وسييييلة إلى هذا الضرر والخسييران‬
‫‪106‬‬
‫ن}‬‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م لَ ْ‬
‫و كَان ُوا ي َ ْ‬ ‫ه ْ‬‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ه أَن ْ ُ‬
‫وا ب ِ ِ‬ ‫شَر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬‫ولَبِئ ْ َ‬
‫الرابع‪ :‬قوله تعالى {‪َ ...‬‬
‫قال أبييو جعفيير‪ ....":‬قييد دللنييا فيمييا مضييى على أن معنييى "شروا" باعوا‬
‫فمعنيييى الكلم إذا ولبئس ماباعيييه نفسيييه مييين تعّلم السيييحر لو كان يعلم سيييوء‬
‫‪107‬‬
‫عاقبته"‬
‫الخاميس‪:‬ميا روى عبيد الّرّزاق عين صيفوان بين سيليم قال‪ :‬قال رسيول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬من تعلم شيئا ً من السحرقليل ً كان أو كثيرا ً كان آخر عهده‬
‫‪108‬‬
‫من الله"‬
‫القول الثاني‪ :‬جواز تعلم السحر عند الضرورة‪:‬‬
‫قال ابين ح جر‪" :‬وقيد أجاز بعض العلماء تعلم السيحر لمريين‪ ،‬إميا لتميييز ميا‬
‫‪109‬‬
‫فيه كفر من غيره‪ ،‬وإما لزالته عمن وقع فيه"‬
‫ثيم قال ابين حجير‪ :‬فأميا الول‪ :‬فل محذور فييه إل مين جهية العتقاد فإذا‬
‫سيلم العتقاد فمعرفية الشييء بمجرده ل يسيتلزم منعا ً كمين يعرف كيفيية عبادة‬
‫أهييل الوثان للوثان‪ ،‬لن كيفييية مييا يعمله السيياحر إنمييا هييي حكاييية قول أو فعييل‬
‫بخلف تعاطيه والعمل به‪.‬‬
‫وأميا الثانيي‪ :‬فإن كان ل يتيم كميا زعيم بعضهيم إل بنوع مين أنواع الكفير أو‬
‫‪110‬‬
‫الفسق فل يحل أصل وإل جاز للمعنى المذكور"‬
‫القول الثالث جواز تعلم السحر مطلقاً‪ :‬والى هذا ذهب الرازي في تفسيره‬
‫حيييث قال‪" :‬العلم بالسييحر غيرقبيييح ول محظور اتفييق المحققون على ذلك لن‬
‫َ‬
‫ن‬‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫وي ال ّ ِ‬ ‫ست َ ِ‬‫ل يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫العلم لذاتيه شرييف وأيضيا لعموم قوله تعالى {‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫عل َ ُ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫‪111‬‬
‫ن‪...‬الية}‬ ‫مو َ‬ ‫ن ل يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫ولن السيحر لو لم يكين يعلم لميا أمكين الفرق بينيه وبيين المعجزة‪ ،‬والعلم‬
‫بكون المعجيز معجزا ً واجيب وميا يتوقيف الواجيب علييه فهيو واجيب‪.‬فهذا يقتضيي أن‬
‫يكون تحصييييييل العلم بالسيييييحر واجبا ً وميييييا يكون واجبا ً كييييييف يكون حراماً‬
‫وقيبيحاً ‪112‬وهذا قول باطيل ولذا رد علييه بعيض الئمية كابين كثيير فيي تفسييره حييث‬
‫قال – بعيد أن عرض رأييه‪ "-‬وفيي كلم الرازي نظير مين وجوه أحدهيا‪ :‬قوله‪ :‬العلم‬
‫بالسحر ليس بقبيح ول محظور اتفق المحققون على ذلك‪.‬‬
‫أ‪ -‬أميا قوله"لييس بقبييح‪:‬إن عنىبيه لييس بقبييح عقل ً فمخالفوه مين المعتزلة‬
‫يمنعون هذا وإن عنيي أنه لييس بقبييح شرعا ً ففيي الكتاب والسينة ميا يب طل زعميه‪،‬‬
‫ما تَتْلُوا ال َّ‬ ‫وا َّت َب ُ‬
‫ما‬ ‫و َ‬
‫ن َ‬ ‫ما َ‬ ‫سلَ ْي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫مل ْ ِ‬
‫علَى ُ‬ ‫ن َ‬ ‫طي ُ‬ ‫شيَا ِ‬ ‫عوا َ‬ ‫فمن الكتاب قوله تعالى { َ‬
‫علَى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ولَ ِ‬
‫ل َ‬ ‫ز َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫و‬
‫ّ َ َ َ‬ ‫ر‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫مو‬
‫ُ‬ ‫عل‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫روا‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫شيَا‬ ‫ك َّ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سلَ ْي َ‬‫فَر ُ‬ ‫كَ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫حت ّى َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ح ُ‬ ‫ما َن ْ‬ ‫قول إِنّ َ‬ ‫د َ‬ ‫ح ٍ‬‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫عل‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫رو‬ ‫َ ُ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫رو‬ ‫ُ‬ ‫ها‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫اب‬‫ب‬
‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬‫ب‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫مل‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫‪113‬‬
‫فْر‪...‬الية}‬ ‫فل تَكْ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫فتْ َن ٌ‬ ‫ِ‬
‫ففيي هذه اليية تبشييع لتعلم السيحر‪ .‬ومين السينة ميا فيي الصيحيح‪ "114‬مين‬
‫‪115‬‬
‫أتى عرافا ً أو كاهنا ً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"‬
‫‪116‬‬
‫وفيي السينن‪":‬مين عقيد عقدة ونفيث فيهيا فقيد سيحر‪ ...‬الحدييث" تبشييع‬
‫لتعلم السحر أيضا‪.‬‬
‫ب_ وأما قوله "ل محظور" فيقال‪:‬كيف ل يكون محظورا ً مع ما ذكرناه من‬
‫الية والحديث وما ورد فيهما من التبشيع له‪.‬‬

‫‪ 102‬آية ‪ 102‬سورة البقرة ‪.‬‬


‫‪ 103‬فتح الباري ج ‪10‬ص ‪.225‬‬
‫‪ 104‬آية ‪ 102‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫‪ 105‬تفسير الشوكاني ج ‪1‬ص ‪.121‬‬
‫‪ 106‬آية ‪ 102‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫‪ 107‬تفسير الطبري ج ‪1‬ص ‪.371‬‬
‫‪ 108‬مصنف عبد الرزاق ج ‪ 10‬ص ‪ 184‬حديث ‪ 18753‬وانظر كنز العمال ج ‪6‬ح ‪.17653‬‬
‫‪ 109‬فتح الباري ج ‪10‬ص ‪.224‬‬
‫‪ 110‬فتح الباري ج ‪10‬ص ‪.225 - 224‬‬
‫‪ 111‬آية ‪ 9‬سورة الزمر ‪.‬‬
‫‪ 112‬تفسير الرازي ج ‪ 3‬ص ‪.214‬‬
‫‪ 113‬آية ‪ 102‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫‪ 114‬إن كان يعني أنه صحيح فل مانع وإن كان يعني أنه ورد في الصحيحين أو أحدهما فليس كذلك ‪.‬‬
‫ج_ وأميا قوله "اتفيق المحققون على ذلك" فيقال‪:‬اتفاق المحققيين يقتضيي‬
‫أن يكون قيد نيص على هذه المسيألة أئمية العلماء أو أكثرهيم وأيين نصيوصهم على‬
‫ذلك؟‬
‫وي‬‫ست َ ِ‬ ‫ه ْ‬
‫ل ي َِِِ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ثانياً‪ :‬أ‪ -‬أن إدخال السييييحر فييييي عموم قوله تعالى { ُ‬
‫ق ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عل َ ُ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪117‬‬
‫ن‪ ...‬الية }‬ ‫مو َ‬ ‫ن ل يَ ْ‬
‫ذي َ‬ ‫ن َ‬‫مو َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ذي َ‬
‫فيه نظر‪ ،‬لن هذه الية إنما دلت على مدح العالمين العلم الشرعي والعلم‬
‫بالسحر ليس من العلم الشرعي فلم قلت أنه منه؟‬
‫ب_ ثم ترقيته إلى وجوب تعلمه بأنه ل يحصل العلم بالمعجز إل به‪:‬ضعيف‬
‫بل فاسد لما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن أعظيم معجزات رسيولنا علييه الصيلة والسيلم هيي القرآن العظييم‬
‫الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد‪ ،‬والعلم بأنه‬
‫معجز ل يتوقف على علم السحر أصلً‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ميين المعلوم بالضرورة أن الصييحابة والتابعييين وأئميية المسييلمين‬
‫وعامتهيييم كانوا يعلمون المعجيييز ويفرقون بينيييه وبيييين غيره ولم يكونوا يعلمون‬
‫السحر ول تعلموه ول علموه‪118‬وبذلك يتبين بطلن قوله‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫كما تعقبه اللوسي في تفسيره‪.‬‬
‫وبذلك يتضح أن القول الول هو الصحيح للدلة الدالة من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وأميا القول الثانيي‪ :‬فيمكين إرجاعيه إلى القول الول‪ ،‬كميا تعقبيه ابين حجير‬
‫بأنه يشترط سلمة العتقاد في الول وأن ل يكون بنوع فيه كفر في الثاني‪.‬‬
‫وأما القول الثالث‪:‬فل صحة له كما رد عليه ابن كثير واللوسي‪.‬‬
‫ثانياً‪:‬حكم العمل بالسحر‪:‬‬
‫محرم بالكتاب والسيينة بلخلف بييين أهييل العلم ولكيين مييا هييي درجيية هذا‬
‫التحريم؟‬
‫إن كان فييه اعتقاد أوقول أوفعيل يقتضيي الكفير مثيل‪:‬اعتقاد أن الكواكيب‬
‫السبعة أو غيرها مدبرة مع الله‪.‬‬
‫أو أن السيياحر قادر على خلق الجسييام أو اعتقييد أن فعله مباح أو تضميين‬
‫تقربا ً إلى الشياطين بشيء من الوراد الكفرية‪ ،‬أو الذبح لها ونحو ذلك فهو كفر‪.‬‬
‫أميا إذا لم يكين فييه شييء مين ذلك وهيو ميا يسيمى بالسيحر المجازي مثيل‪:‬‬
‫السييحر بالدوييية والتدخييين ‪ ،‬وسيقيا شيييء يضيير‪ ،‬أو بالحركات الخفييية ونحييو ذلك‬
‫فليس‬
‫بكفر وإنما هو فسق‪.120‬‬
‫يقول النووي‪" :‬علم السحر حرام وهو من الكبائر بالجماع‪ ،‬وقد عده النبي‬
‫صيلى الله علييه وسيلم مين السيبع الموبقات‪ ،‬ومنيه ميا يكون كفرا ً ومنيه ميا ل يكون‬
‫كفراً‪ ،‬بيل معصيية كيبيرة‪ ،‬فإن كان فييه قول أو فعيل يقتضيي الكفير فهيو كافير‪ ،‬وإل‬
‫‪121‬‬
‫فل"‬
‫ويقول ابين قدامية‪" :‬والسياحر الذي يركيب المكنسية وتسييربه فيي الهواء‬
‫‪122‬‬
‫ونحوه يكفر ويقتل‪ ،‬فأما السحر بالدوية والتدخين وسقيا شيء يضر فل يكفر"‬
‫الدلة‪ :‬وهي كثيرة منها ما يلي‪:‬‬
‫‪"-1‬ميا سيبق ذكره آنفيا فيي أدلة الجمهور الدالة على تحرييم تعلم السيحر‬
‫تعليمه‪ ،‬ذلك أن كل دليل يدل على تحريم تعلم السحر فدللته على تحريم العمل‬
‫به أولى‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫ث أَت َى}‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ّ ِ ُ َ‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫سا‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ح‬‫ُ ِ ُ‬‫ل‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫َ‬ ‫{‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫أيضا‬ ‫الدلة‬ ‫‪"-‬ومن‬ ‫‪2‬‬
‫وجهيية الدللة‪ :‬أن الله سييبحانه وتعالى نفييى الفلح عيين السيياحر نفيا ً عاماً‬
‫حيث توجه وسلك وذلك دليل كفره‪ ،‬لن الفلح ل ينفى بالكلية نفيا ً عاما ً إل عمن ل‬
‫خير فيه وهو الكافر‪ ،‬ذلك أنه قد عرف با ستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظه‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫علَى الل ِّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫فتَُرو َِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ل إ ِِ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫"ل يفلح" يراد بهييا الكافيير‪ .‬كقوله تعالى { ُ‬
‫ب‬ ‫عذَا َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫ذي ُ‬ ‫م نُ ِ‬ ‫م ث ُ َّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫مْر ِ‬ ‫م إِلَيْن َا َ‬ ‫في الدُّنْي َا ث ُ َّ‬ ‫ع ِ‬ ‫مت َا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫ب ل يُ ْ‬ ‫ذ َ‬‫الْك َ ِ‬
‫ن افتََرى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال َّ‬
‫م ِِ‬ ‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫ن أظل ُ‬ ‫م ِْ‬ ‫وقييوله تعالى {ف َ‬
‫‪124‬‬
‫ن}‬ ‫ما كان ُوا يَكفُرو َِ‬ ‫ديدَ َب ِِ َ‬ ‫ش ِ‬
‫ن} ‪125‬إلى غير ذلك من‬ ‫مو‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫آيا‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ذبا‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫عل َ‬
‫َ‬
‫ُ ْ ِ ُ َ‬ ‫ُ ِ ُ‬ ‫ِ ِ ِّ ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.126‬‬
‫اليات‬
‫َ‬ ‫وات َّ َ‬ ‫‪ -3‬قوله تعالى {ول َ َ‬
‫و‬‫خيٌْر ل َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّ ِ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫مثُوب َ ٌ‬ ‫وا ل َ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫من ُوا َ‬ ‫مآ َ‬ ‫ه ْ‬‫و أن َّ ُ‬‫َ ْ‬
‫عل َ ُ‬ ‫كَان ُوا ي َ ْ‬
‫‪127‬‬
‫ن}‬ ‫مو َ‬
‫وجييه الدللة‪:‬أن الييية تدل على نفييي اليمان عيين السييحرة‪ ،‬إذ إن لو حرف‬
‫‪128‬‬
‫امتناع‪ ،‬فيثبت نقيضه وهو الكفر‬
‫ً ‪129‬‬
‫قال ابن عباس‪" :‬كل شيء في القرآن لو فإنه ل يكون أبدا"‬
‫وقال الشوكانيييي‪" :‬ولو أنهيييم آمنوا واتقوا ميييا وقعوا فييييه مييين السيييحر‬
‫‪130‬‬
‫والكفر"‬
‫وا} من ذهب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وات ّق ْ‬‫من ُوا َ‬
‫مآ َ‬
‫ه ْ‬
‫و أن ّ ُ‬
‫ول ْ‬‫وقال ابن كثير‪":‬وقد استدل بقوله { َ‬
‫‪131‬‬
‫إلى تكفير الساحر كما هو رواية المام أحمد وطائفة من السلف"‬
‫‪ -4‬قوله صيلى الله علييه وسيلم‪" :‬مين أتيى عرافا ً أوسياحرا ً أو كاهنا ً فسيأله‬
‫فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"‪132‬في الحديث ‪ -‬كما نرى ‪ -‬تحذير‬
‫من إتيان العرافين أو السحرة أو الكهنة وتصديقهم ‪ -‬مشيرا ً إلى أن تصديقهم كفر‬
‫بميا أنزل على محميد صيلى الله علييه وسيلم وإذا كان هذا حال التيي فكييف حال‬
‫المأتي‪.‬‬
‫والكفر هنا ظاهره الكفر الحقيقي وهو الكفر الكبر‪ ،‬وقيل الكفر المجازي‬
‫وهييو الكفيير الصييغر‪ ،‬وقيييل ميين اعتقييد أن العراف أو السيياحر أو الكاهيين يعرفان‬
‫الغيييب ويطلعان على السييرار اللهييية كان كافرا ً كفرا ً أكييبر كميين اعتقييد تأثييير‬
‫‪133‬‬
‫الكواكب‪ ،‬وإل فل‪.‬‬
‫‪ -5‬قوله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو‬
‫‪134‬‬
‫تكهن له أو سحر أو سحر له‪ ....‬الحديث"‬
‫في الحديث إشارة إلى براءة المصطفى صلى الله عليه وسلم ممن يفعل‬
‫شيئا من هذه الفاعيل التي منها السحر ول يتبرأ صلى الله عليه وسلم من فاعل‬
‫فعل مباح‪.‬‬
‫‪ -6‬قوله صيلى الله علييه وسيلم‪" :‬اجتنبوا السيبع الموبقات‪ ،‬قالوا ييا رسيول‬
‫الله ميا هين؟ قال‪ :‬الشرك بالله‪ ،‬والسيحر‪ ،‬وقتيل النفيس التيي حرم الله إل بالحيق‪،‬‬
‫وأكيل مال اليتييم‪ ،‬وأكيل الربيا‪ ،‬والتولي يوم الزحيف‪ ،‬وقذف المحصينات الغافلت‬
‫المؤمنيات"‪135‬فيي هذا الحديث ‪ -‬قد عد المصطفى صلى الله عليه وسلم السحر‬
‫مين السيبع الموبقات وأمير باجتنابهيا لميا يترتيب على فعلهيا مين ضرر فيي الدنييا‬
‫وعذاب في الخرة‪.‬‬
‫قوله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن‬
‫‪136‬‬
‫سحر فقد أشرك ومن تعلق بشيء وكل إليه"‬
‫وجه الدللة‪ :‬أن في الحديث تصريحا ً بأن فاعل السحر قد أشرك‪.‬‬
‫هذا شيئ من الدلة من الكتاب والسنة‪ .‬كلها صريحة بتحريم السحر وعده‬
‫إما كفرا ً أو معصية كبيرة ‪ -‬مما يدل على أن السحر قد يكون كفراً‪ ،‬وذلك إذا كان‬
‫فييه ميا يقتضيي الكفير‪ ،‬ويكون فسيقا ً إذا لم يكين فييه شييء مين ذلك‪ .‬وهيو السيحر‬
‫المجازي والله أعلم‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عقوبة الساحر‪:‬‬
‫نظرا ً لتعدد أنواع السحر لذا اختلف العلماء في عقوبة الساحر على قولين‪:‬‬

‫القول الول‪ :‬وهيو ميا ذهيب إلييه جمهور أهيل السينة مين الصيحابة والتابعيين‬
‫وفقهاء المصار ورواية عن المام الشافعي أنه متى ما ثبتت جريمة السحر بحق‬
‫إنسيان بإقرار أو بي ّينه وجيب قتله مطلقا ً مين غيير اسيتتابة إل أن يأتيي تائبا ً قبيل أن‬
‫يقدر عليه‪.‬‬
‫يقول المام أبيو حنيفية‪" :‬يقتيل السياحر إذا علم أنيه سياحر ول يسيتتاب ول‬
‫يقبيل قوله إنييي أترك السيحر وأتوب منيه‪".‬فإذا أقّر أنيه سياحر فقيد حيل دميه‪ ،‬وإن‬
‫شهد عليه شاهدان أنه ساحر فوصفوا ذلك بصفة يعلم أنه ساحر قتل ول يستتاب‪،‬‬
‫وإن أقّر فقال‪ :‬كنيت أسيحر وتركيت هذا منيذ زمان قبيل منيه ولم يقتيل‪ .‬وكذا لو‬
‫شهييد علييه أنيه كان مرة سيياحر وأنيه ترك منييذ زمان لم يقتيل إل أن يشهدوا أنيه‬
‫‪137‬‬
‫الساعة ساحر وأقّر بذلك فيقتل‪.‬‬
‫وحكيى محمد بن شجاع عن علي الرازي‪ .‬قال‪ :‬سيألت أبيا يو سف عن قول‬
‫م لم يكين ذلك بمنزلة المرتيد؟ فقال‬ ‫أبيي حنيفية فيي السياحر‪ :‬يقتيل ول يسيتتاب‪ .‬ل َي‬
‫السياحر جميع ميع كفره السيعي فيي الرض بالفسياد والسياعي بالفسياد إذا قتيل‬
‫‪138‬‬
‫قتل‪.‬‬
‫وقال المام مالك‪" :‬السياحر كافير يقتيل بالسيحر ول يسيتتاب ول تقبيل توبتيه‬
‫‪139‬‬
‫بل يتحتم قتله كالزنديق"‬
‫وقال أيضاً‪" :‬فإذا جاء السيياحر أو الزنديييق تائبا ً قبييل أن يشهدوا عليهمييا‬
‫‪140‬‬
‫قبلت توبتهما"‬
‫وقال ابين قدامية‪...":‬وحيد السياحر القتيل روي ذلك عين عمير وعثمان ابين‬
‫عفان وابين عمير وحفصية وجندب بين عبيد الله وجندب بين كعيب وقييس ابين سيعد‬
‫وعمير بين عبيد العزييز وهيو قول أبيي حنيفية ومالك‪...‬إلى أن قال‪ :‬وهيل يسيتتاب‬
‫الساحر؟ فيه روايتان‪ :‬أحدهما‪ :‬ل يستتاب‪ ،‬وهو ظاهر ما نقل عن الصحابة فإنه لم‬
‫ً ‪141‬‬
‫ينقل عن أحد منهم أنه استتاب ساحرا‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫وقال عياض‪" :‬وبقول مالك قال أحمد وجماعة من التابعين"‬
‫وقال القرطبي‪" :‬اختلف الفقهاء في حكم الساحر الم سلم‪ ...‬فذهب مالك‬
‫إلى أن المسلم إذا سحر بنفسه بكلم يكون كفرا ً يقتل ول يستتاب ول تقبل توبته؛‬
‫لنييه أميير يسييتسر بييه كالزنديييق والزانييي‪ ...‬وهييو قول أحمييد بيين حنبييل وأبييي ثور‬
‫‪143‬‬
‫وإسحاق والشافعي وأبي حنيفة‪.‬‬
‫وقد أيدوا قولهيم بأدلة كثيرة مين الكتاب والسنة وأفعال ال صحابة والتابعيين‬
‫منها ما يلي‪:‬‬
‫ما‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫سل‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫مل‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫عل‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ْل‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫عوا‬ ‫ب‬‫َ‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫وا‬‫{‬ ‫تعالى‬ ‫الول‪:‬قال‬
‫ُ ِ ُ ْ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ُ‬ ‫ن ال َّ‬
‫علَى‬ ‫ل َ‬ ‫ز َ‬‫ما أ ْن ِ‬ ‫و َ‬
‫حَر َ‬ ‫س ْ‬‫س ال ِّ‬ ‫ن ال َّنا َ‬ ‫مو َ‬ ‫فُروا ُي َ ِّ‬
‫عل ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫طي َ‬ ‫شيَا ِ‬ ‫ك َّ‬‫ولَ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سلَ ْي َ‬‫فَر ُ‬ ‫كَ َ‬
‫ن‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫قول‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫حت‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫ّ‬
‫عل‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫رو‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫رو‬ ‫ها‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫اب‬‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫مل‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫نّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ال َ‬
‫‪144‬‬
‫فْر‪...‬الية}‬ ‫فل تَكْ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫فتْ َن ٌ‬ ‫ِ‬
‫وجيه الدللة‪ :‬أن اليية تدل على أن السيحر كفير مين وجوه ‪ -‬أحدهيا‪ :‬نفيي‬
‫الكفير عين سيليمان علييه السيلم فيي معرض اتهاميه بالسيحر وإثباتيه للشياطيين‬
‫لتعليمهم الناس السحر دليل على أن السحر كفر‪.‬‬
‫ثانيهيا‪ :‬تحذيير الملكيين مين تعلم السيحر بأنيه كفر‪ .145‬وعلييه فإن السياحر‬
‫يقتل لنه كافر‪.‬‬
‫الثانيي‪:‬قوله صيلى الله علييه وسيلم فيميا رواه الترمذي عين الحسين عين‬
‫‪146‬‬
‫جندب أنه صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬حد الساحر ضربة السيف"‬
‫ولجندب راوي الحديث قصة توضح معنى الحديث وتؤكده وهي‪ :‬أن ساحراً‬
‫كان عنيد الولييد بين عقبية يلعيب فذبيح إنسيانا ً وأبان رأسيه فعجبنيا فأعاد رأسيه فجاء‬
‫جندب الزدي فقتله‪.147‬فثبت بهذا أن عقوبة الساحر هي القتل‪.‬‬
‫الثالث‪:‬ميا روي عين بجالة بين عبدة قال‪:‬كنيت كاتبا ً لجزي بين معاويية عيم‬
‫الحنييف بيين قيييس فأتييى كتاب عميير قبييل موتييه بسيينة "أن اقتلوا كييل سيياحر‬
‫وساحرة‪148"...‬فقتلنا ثلث سواحر في يوم‪.‬‬
‫الرابيع‪ :‬ماروي عين محميد بين عبيد الرحمين بين سيعد بين زرارة أنيه بلغيه أن‬
‫حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها وكانت قد دبّرتها‬
‫فأمرت بها فقتلت رواه مالك في الموطأ‪.149‬‬
‫ً‬
‫الخاميس‪:‬ميا ذكره ابين حزم عين يحيي بين أبيي كثيير قال‪:‬إن غلما لعمير بين‬
‫عبدالعزيز أخذ ساحرة فألقاها في الماء فطفت فكتب إليه عمر بن عبد العزيز إن‬
‫الله لم يأمرك أن تلقيها في الماء فإن اعترفت فاقتلها‪.150‬‬
‫كما روي قتل السحرة عن غير هؤلء من الصحابة والتابعين من الصحابة‪:‬‬
‫عثمان وابن عمر وأبي موسى وقيس بن سعد‪ ،‬ومن التابعين سبعة منهم عمر بن‬
‫‪151‬‬
‫عبد العزيز‪.‬‬
‫وكما نرى قتل الساحر مذهب عدد من كبار الصحابة ولم يعلم لهم مخالف‬
‫من الصحابة‪.152‬‬
‫وعند علماء الصول أن الصحابي إذا قال قول ً أو فعله واشتهر ولم يعلم له‬
‫مخالف فإنيه يعيد إجماعا ً سيكوتياً ‪153‬ويؤكد هذا أنيه مذهيب جماعية مين التابعيين قال‬
‫ابين قدامية ‪ -‬بعيد أن ذكير مين قال بوجوب قتيل السياحرمن الصيحابة وهذا اشتهير‬
‫فلم ينكر فكان إجماعا‪.154‬‬
‫وبذلك ثبييت فييي الكتاب والسيينة والجماع ميين الصييحابة والتابعييين قتييل‬
‫الساحر مطلقا ً عند الجمهور‪.‬‬
‫قال المام الشنقيطييي‪" :‬فهذه الثار التييي لم يعلم أن أحدا ً ميين الصييحابة‬
‫أنكرهيا على مين عميل بهيا ميع اعتضادهيا بالحدييث المرفوع المذكور هيي حجية مين‬
‫قال بقتله مطلقاً‪ ،‬والثار المذكورة والحديييث فيهمييا الدللة على أنييه يقتييل ولو لم‬
‫يبلغ به سحره الكفر لن الساحر الذي قتله جندب كان سحره من نوع الشعوذة‪...‬‬
‫وقول عمر‪" :‬اقتلوا كل ساحر" يدل على ذلك بصيغة العموم‪.155‬‬
‫القول الثانيي‪ :‬وهيو مذهيب المام الشافعيي وابين المنذر ورايية عين المام‬
‫أحمد‪156‬أن السياحر إذا عميل بسيحره ميا يبلغ الكفير وجيب قتله كفرا ً بعيد السيتتابة‬
‫أما إذا لم يبلغ الكفر وقتل نفسا ً قتل قصاصاً‪ .‬وما سوى ذلك يعزر‪ .‬يقول السبكي‬
‫"وأميا مذهيب الشافعيي فحاصيله أن السياحر له ثلثية أحوال حال يقتيل كفراً‪ ،‬وحال‬
‫يقتيل قصياصاً‪ ،‬وحال ل يقتيل أصيل ً بيل يعزر‪ .‬أميا الحالة التيي يقتيل فيهيا كفرا ً فقال‬
‫الشافعيي رحميه الله أن يعميل بسيحره ميا يبلغ الكفير‪ .‬وشرح أصيحابه ذلك بثلثية‬
‫أمثلة ‪ -‬أحدهيا‪ :‬أن يتكلم بكلم هيو كفير‪ ،‬ولشيك أن ذلك موجيب للقتيل ومتيى تاب‬
‫منه قبلت توبته وسقط عنه القتل وهو يثبت بالقرار وبالبينة‪.‬‬
‫المثال الثاني‪ :‬أن يعتقد ما يوجب الكفر مثل التقرب إلى الكواكب السبعة‪،‬‬
‫وأنها تفعل بأنفسها‪ ،‬فيجب عليه أيضا ً القتل‪ ...‬وتقبل توبته‪ .‬ول يثبت هذا القسم إل‬
‫بالقرار‪.‬‬
‫المثال الثالث‪ :‬أن يعتقيد أنيه حيق يقدر بيه على قلب العيان فيجيب علييه‬
‫القتيل‪ ...‬ول يثبيت ذلك أيضا ً إل بالقرار‪ ،‬وإذا تاب قبلت توبتيه وسيقط عنيه القتيل‪.‬‬
‫وأما الحالة التي يقتل فيها قصاصا ً فإذا اعترف أنه قتل بسحره إنسانا‪...‬وأنه مات‬
‫بيه وأن سيحره يقتيل غالبا ً فهيا هنيا يقتيل قصياصا ً ول يثبيت هذه الحالة إل القرار ول‬
‫يسيقط القصياص بالتوبية‪ .‬وأميا الحالة التيي ل يقتيل فيهيا أصيل ً ولكين يعزر فهيي ميا‬
‫عدا ذلك‪.157‬‬
‫وقال القرطيبي‪" :‬نقيل عين ابين المنذر أنيه قال‪" :‬إذا أقير الرجيل أنيه سيحر‬
‫بكلم يكون كفرا ً وجب قتله إن لم يتبت وكذلك لو ثبتت عليه بينة‪ ،‬ووصفت البينة‬
‫كلما ً يكون كفرا ً وإن كان الكلم الذي ذكير أنيه سيحر بيه لييس بكفير لم يجيز قتله‪،‬‬
‫فإن كان أحدث في المسحور جناية توجب القصاص اقتص منه إن عمد ذلك"‪.158‬‬
‫أدلتهيم‪ :‬وقيد اسيتدل الشافعيي ومين وافقيه على هذا القول بأدلة منهيا ميا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ميا رواه الشافعيي فيي مسينده مين حدييث عثمان بين عفان رضيي الله‬
‫عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل يحل دم امرئ مسلم إل بإحدى‬
‫ثلث‪ :‬رجل كفر بعد إيمان أو زنا بعد إحصان أو قتل نفس بغير نفس"‪.159‬‬
‫يقول السيبكي‪:‬بعيد إيراد الحدييث ‪" -‬القتيل" فيي الحالة الولى بقوله "كفير‬
‫بعيد إيمان‪ ،‬وفيي الحالة الثالثية بقوله "أو قتيل نفيس بغيير نفيس" وامتنيع فيي الثانيية‬
‫لنها ليست بإحدى الثلث‪ ،‬فل يحل دمه عمل ً بصدر الحديث‪.160‬‬
‫‪161‬‬
‫‪ -2‬ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها باعت مدبرة لها سحرتها ‪.‬‬
‫وجه الدللة‪ :‬أنه لو وجب قتلها تأجل بيعها قاله ابن المنذر وغيره‪.162‬‬
‫‪ -3‬ما ورد في الصحيحين وغيرهما‪ :‬أن لبيد بن العصم اليهودي سحر النبي‬
‫صييلى الله عليييه وسييلم فلم يقتله‪163‬فوجييب أن يكون المؤميين كذلك لقوله عليييه‬
‫الصلة والسلم‪" :‬لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين"‪.164‬‬
‫‪ -4‬ما وراه ابن حزم عن ربيعة بن عطاء أن "رجل ً عبدا ً سحر جارية عربية‬
‫فكانت تتبعه فرفع إلى عروة بن محمد وكان عامل عمر بن عبد العزيز فكتب إليه‬
‫‪165‬‬
‫عمير بين عبدالعزييز أن ييبيعه بغيير أرضهيا وأرضيه ثيم أمره أن يدفيع ثمنيه إلييه"‬
‫فعمير كميا نرى أمير بتعزيير فقيط دلييل على أنيه ل يقتيل‪ .‬وقيد اسيتدل بيه الشافعيية‬
‫على الحالة الثالثية‪ .‬مميا ذكرنيا يظهير ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬أنيه ل خلف فيي قتيل السياحر‬
‫الذي بلغ بسيحره الكفير أو قتيل بسيحره نفسيا ً اللهيم ‪ -‬إل أن الجمهور قالوا يقتيل‬
‫حدا ً والشافعي ومن معه قالوا‪ :‬يقتل كفرا ً أو قصاصاً‪.‬‬
‫وإنمييا الخلف فييي السيياحر الذي لم يبلغ بسييحره الكفيير ولم يقتييل نفسييا‪ً.‬‬
‫فالجمهور ‪ -‬كميا نرى‪ -‬قالوا بقلتيه مطلقاً‪ .‬والشافعيي ومين معيه قالوا ل يقتيل‪ ،‬إنميا‬
‫يعزر‪ .‬وقيد رجيح البعض‪166‬ورأي الجمهور – لتفاق الكتاب والسينة وفعيل الصيحابة‬
‫له من غير نكير‪ .‬ولذا أجابوا عن أدلة الشافعي ومن معه بما يلي‪:‬‬
‫أمييا الدليييل الول‪ :‬فأجيييب عنييه‪ :‬بأن السيياحر عنييد الجمهور كافيير‪ ،‬ذلك أن‬
‫السيحر فيي الشرع ل يتحقيق إل بالتقرب إلى الشياطيين وعبادة الكواكيب ونحوه‪،‬‬
‫وذلك عييين الكفيير‪ ،‬وعليييه فهييو حلل الدم وعلى فرض أنييه ليييس بكافيير فإن هذا‬
‫الدليل عام‪.‬‬
‫وأدلة قتل الساحر خاصة‪ .‬والخاص يقضي على العام‪.167‬‬
‫أما الدليل الثاني‪ :‬فقيل لعل المة التي سحرت عائشة كان سحرها ليس‬
‫فييه كفير كالدويية ونحوهيا‪ .‬أو أن السيحر لم تعلميه وإنميا عميل لهيا أو أنهيا تابيت‬
‫فسقط عنها القتل والكفر بتوبتها‪.168‬‬
‫أما الدليل الثالث‪ :‬فأجيب عنه بما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك قتل لبيد لنه ليس بواجب وإنما‬
‫ترك قتله خشية أن تثار فتنة بين الناس‪ ،‬وهي أعظم من قتل واحد‪ .‬وهو ما أشار‬
‫إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‪" :‬قد عافاني الله فكرهت أن أثير على‬
‫الناس شراً"‪.169‬‬
‫أو يكون في قتله تنفير عن الدخول في السلم‪.‬‬
‫قال القرطيبي‪" :‬ل حجية على مالك مين هذه القصية؛ لن ترك قتيل لبييد بين‬
‫العصيم كان لخشيية أن يثيير بسيبب قتله فتنية‪ ،‬أو لئل ينفير الناس عين الدخول فيي‬
‫السيلم وهيو مين جنيس ميا راعاه صيلى الله علييه وسيلم مين منيع قتيل المنافقيين‬
‫حيث قال‪ " :‬ل يتحدث الناس أن محمدا ً يقتل أصحابه"‪.170‬‬
‫‪ -2‬على فرض أنه صلى الله عليه وسلم ترك قتله لنه ليس بواجب فوجب‬
‫أن يكون المؤمن كذلك‪ ،‬لقوله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لهم ما للمسلمين وعليهم‬
‫مييا عليهييم" يقال اسييتدلل غييير مسييلم؛ لن المراد بالحديييث‪:‬المنقادون للدييين‬
‫السيلمي فأصيبحوا مسيلمين لهيم ميا للمسيلمين وعليهيم ميا على المسيلمين ويدل‬
‫على ذلك أول الحدييث قال صيلى الله علييه وسيلم‪" :‬أمرت أن أقاتيل الناس حتيى‬
‫يقولوا ل إله إل الله وأن محمدا ً رسييييييييول الله‪ ،‬فإذا شهدوا أن ل إله إل الله وأن‬
‫محمدا ً رسيول الله‪...‬حرميت علينيا دماؤهيم وأموالهيم إل بحقهيا‪ ،‬لهيم ميا للمسيلمين‬
‫وعليهم ماعلى المسلمين"‪171‬وعلى هذا فليس المراد أهل الكتاب‪.172‬‬
‫وأما الدليل الرابع‪ :‬فأجيب عنه بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن هذا الخيبر غيير صيحيح؛لنيه يتنافيى ميع رأي عمير إذ إنيه مين أصيحاب‬
‫القول الول‪.‬‬
‫‪ -2‬على فرض صييحة هذا الخييبر فإنييه مؤول بالسييحر المجازي الذي يقوم‬
‫على حسين البيان ونعومية اللفاظ التيي تسيتمال بهيا القلوب‪ .‬وهيو ميا أشار إلييه‬
‫النيبي صيلى الله علييه وسيلم فيي قوله‪" :‬إن مين البيان لسيحرا"‪ .173‬ويؤكيد ذلك‬
‫اسييتدلل الشافعييية بييه على الحالة الثالثيية‪ ،‬وهييي التعزييير‪ .‬ورجييح البعييض رأي‬
‫‪174‬‬
‫الشافعيي ومين معيه‪،‬بأن دماء المسيلمين حرام إل بيقيين ول يقيين ميع الختلف‬
‫وأقول‪ :‬الذي يظهيير‪ -‬والله أعلم‪ -‬أن الخلف بييين الجمهور والشافعييي وميين معييه‬
‫فيميا يتأتيى بيه السيحر الحقيقيي‪ .‬فالجمهور‪ :‬يرون أن السيحر الحقيقيي ليتأتيى إل‬
‫بالتقرب إلى الشياطييين وعبادة الكواكييب ونحييو ذلك‪ ،‬وذلك عييين الكفيير‪.‬ولذا كان‬
‫صلوا‬‫حقه القتل مطلقا ً والشافعي ومن معه يظنون أنه يتأتى بدون الشرك ولذا ف ّ‬
‫فييه‪ .‬والحيق أن السيحر أنواع ‪ ،‬الول‪ :‬ماله حقيقية والثانيي سيحر التخيييل وهذان‬
‫يطلق عليهميييا السيييحر الحقيقيييي‪ ،‬ول يتأتيان إل بقول أو فعيييل أواعتقاد مكفييير‬
‫كالتقرب إلى الشياطين وعبادة الكواكب ونحو ذلك ولذا فهو كفر يقتل صاحبه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬السيحر المجازي‪ :‬وهذا يتأتيى بالدويية وبالكلم وخفية الحركية ونحيو‬
‫ً ‪175‬‬
‫ذلك ولذا فهيو لييس بكفير بيل معصيية حيق صياحبها التعزيير إذا لم يقتيل نفسيا‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫حكييم المرأة السيياحرة‪ :‬اختلف فييي حكمهييا‪ .‬فذهييب الئميية الثلثيية أحمييد‬
‫والشافعي ومالك إلى أن حكم المرأة الساحرة حكم الرجل‪.‬‬
‫وذهييب المام أبييو حنيفية إلى أن حكمهييا الحبييس حتييى ترجييع إلى السيلم‬
‫بالتوبة‪ ،‬لنها مرتدة أو تموت‪.176‬‬
‫والظهر ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬الول‪ :‬بدليل قول عمر‪" :‬اقتلوا كل ساحر‬
‫وساحرة" حيث لم يفرق بينهما‪ ،‬ولن لفظ من في قوله‪ :‬صلى الله عليه وسلم‪" :‬‬
‫من بدل دينه فاقتلوه"‪177‬تشمل النثى على أظهر القولين وأصحهما إن شاء الله‬
‫تعالى‪.178‬‬
‫حكم ساحر أهل الكتاب‪:‬‬
‫ذهب المام أبوحنيفة إلىأنه يقتل لعموم ما تقدم من الخبار التي دلت على‬
‫قتيل السياحر المسيلم و لنيه جنايية أوجبيت قتيل المسيلم فأوجبيت قتيل الذميي‬
‫كالقتل‪.179‬‬
‫وذهب الئمة الثلثة‪ :‬مالك والشافعي وأحمد‪ ،‬وابن شهاب الزهري إلىأنه ل‬
‫يُقتل إل أن يقتل بسحره‪ ،‬وهو مما يقتل غالبا ً لما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن لبيد بن العصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقتله‬
‫‪ -2‬أن الكتابي مشرك‪ ،‬والشرك أعظم من السحر ول يقتل به‪ 180‬وقد رجح‬
‫البعض‪ 181‬رأي الجمهور‪ ،‬ولذا أجابوا عن أدله أبي حنيفة بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أميا الخبار التيي وردت فيي قتيل السياحر المسيلم‪ ،‬فلن المسيلم يكفير‬
‫بسحره‪ .‬والكتابي كافر أصلى‪.‬‬
‫‪ -2‬أميا قوله "بأن السيحر جنايية أوجبيت قتيل المسيلم فأوجبيت قتيل الذميي‪،‬‬
‫كالقتيل‪.‬فيقال‪ :‬هذا القياس ينتقيض باعتقاد الكفير والتكلم بيه‪ .‬وينتقيض بالزنيى مين‬
‫المحصن فإنه ل يقتل به الذمي ويقتل به المسلم‪.182‬‬
‫‪ -3‬ورجيح البعض‪ 183‬رأي أبيي حنيفية وأجابوا عين اسيتدلل الجمهور بقصية‬
‫لبيد أنه صلى الله عليه وسلم لم يقتله‪ ،‬لنه ل ينتقم لنفسه‪ ،‬ولنه خشي أن تثور‬
‫بسيبب قتله فتنيه‪ ،‬ولئل يكون فيي قتله تنفيير عين السيلم‪.184‬ولعيل قول الجمهور‬
‫أولى‪ ،‬لنه غير مسلم فل يؤاخذ بمخالفة تعاليم السلم‪ .‬ما لم يكن في ذلك نقض‬
‫للعهد‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬توبة الساحر‪:‬‬
‫ذكرنيا آنفيا عنيد الكلم على عقوبية السياحر أن مذهيب المام أبيي حنيفية‪،‬‬
‫ومالك وأبيي ثور وروايية عين أحميد‪ ،‬وعدد مين كبار الصيحابة‪ ،‬وجماعية مين التابعيين‬
‫أن السيياحر يقتيل بدون اسييتتابة وذكرنييا جملة مين أقوالهييم التييي تؤكيد ذلك وقييد‬
‫استدلوا على ذلك بأدلة منها‪:‬‬
‫ِْ‬ ‫َ‬ ‫م ل َِ َّ‬
‫سن َا‪...‬‬‫وا بَأ َ‬ ‫ما َرأ ْ‬ ‫ه ِْ‬‫مان ُ ُ‬‫م إِي َ‬ ‫ه ِْ‬ ‫ع ُ‬
‫ف ُ‬ ‫ك يَن ْ َ‬ ‫م ي َِ ُ‬ ‫فل َِ ْ‬ ‫الول‪ :‬قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫‪185‬‬
‫الية }‬
‫وجيييه الدللة‪ :‬أن اليييية دلت على أن الكفار لينفعهيييم اليمان بعيييد رؤيييية‬
‫العذاب‪ .‬فكذلك السيياحر بعييد الشهادة عليييه قييد رأى البأس فل ينفعييه اليمان ول‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬‫ن الل ّ َ‬
‫ربُو َ‬ ‫حا َ ِ‬‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫جَزاء ُ ال ّ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫تقبل توبته ‪ ،‬الثاني‪ :‬قوله تعالى‪{:‬إِن َّ َ‬
‫‪186‬‬

‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫ساداً‪ ...‬إلى قوله تعالى‪ -‬إِل ال ّ ِ‬ ‫َ‬


‫في الْر ضِِ َ‬
‫قب ْ ِ‬ ‫م ِْ‬ ‫ن ت َابُوا ِ‬
‫ذي َِ‬
‫َ‬
‫ف َِ‬ ‫ن ِِ‬‫و َ‬ ‫ع ْ‬ ‫س َ‬‫وي َِ ْ‬
‫َ‬
‫‪187‬‬
‫م}‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫موا أ َ َّ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م َ‬
‫فا ْ‬ ‫ه ْ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫عل‬
‫َ‬ ‫روا‬ ‫ُ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ن تَ‬
‫أ ْ‬
‫َ‬
‫وجيه الدللة‪ :‬أن الله أطلق فيي هذه اليية الحكيم على المحاربيين والذيين‬
‫يسيعون فيي الرض فسيادا ً إل مين تاب قبيل أن يقدر علييه‪ .‬ومثيل ذلك السياحر‪ ،‬إذ‬
‫هو من الذين يسعون في الرض بالفساد ‪ -‬إذا تاب قبل أن يقدر عليه قبلت توبته‬
‫وإل فل‪.188‬‬
‫الثالث‪ :‬فعل الصحابة في السحرة حيث قتلوهم من غير استتابة‪.189‬‬
‫الرابع‪ :‬أن السحر أمر باطن ل يظهره صاحبه فل تعرف توبته كالزنديق‪.190‬‬
‫الخامس‪ :‬أن السحر معنى في القلب‪ ،‬وعلم ل يزول بالتوبة‪ ،‬فيشبه من لم‬
‫يتب‪.191‬‬
‫إلى أن الساحر يستتاب‬ ‫‪192‬‬
‫وذهب المام الشافعي‪ ،‬ورواية عن المام أحمد‬
‫ويمهل ثلثة أيام فإن تاب قبلت منه‪.‬‬
‫وقد استدلوا بأدلة منها‪:‬‬
‫َ‬
‫قدْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فْر ل َ ُ‬‫غ َ‬ ‫هوا ي ُ ْ‬ ‫ن يَنْت َ ُ‬ ‫فُروا إ ِ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫الول‪ :‬قيوله تعالى { ُ‬
‫ن} ‪.193‬‬ ‫ِي‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫ضت سن َّت ال َ‬ ‫م‬ ‫ف َ‬‫عودُوا َ‬ ‫سل َ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫وإ ِ ْ‬‫ف َ‬ ‫َ‬
‫وجه الدللة‪ :‬أن الله تعالى علق الغفران على النتهاء عن الكفر والنتهاء ل‬
‫يكون إل بالتوبية‪ .‬وعلييه فالسيحر كغيره مين أنواع الكفير النتهاء عنيه بالتوبية سيبب‬
‫للمغفرة‪.194‬‬
‫م‬ ‫َ‬
‫وما ك َ‬ ‫ً‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ِِّ‬ ‫َ‬
‫ه ِِْ‬ ‫مان ِ ِ‬ ‫عدَ إِي َ‬ ‫فُروا ب َ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫دي الل ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫الثانييي‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬كي ِِْ َ‬
‫دي ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫هدُوا أ َِِ َّ‬
‫م‬ ‫و َِِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه ل يَ ْ‬ ‫والل ِِّ ُ‬ ‫ت ََ‬ ‫م الْبَيِّن َا ُِِ‬ ‫ه ُِِ‬ ‫جاءَ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ٌِِّ‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن الَّر ُِِ‬ ‫شَ ِ‬‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س‬
‫والن ّا ِِِ‬ ‫ة َ‬ ‫َ‬
‫ملئِك ِ‬ ‫وال َ‬ ‫ه َ‬ ‫ة الل ِ‬ ‫عن َ َ‬ ‫مل ْ‬ ‫ه ِِْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ه ِِْ‬ ‫ُ‬
‫جَزاؤ ُ‬ ‫َ‬
‫ن أولئ ِِِك َ‬ ‫مي َِِ‬ ‫الظّال ِ ِ‬
‫خ َّ‬ ‫َ‬
‫ن إِل‬ ‫م يُن ْظَُرو َِ‬ ‫ه ِْ‬‫ول ُ‬ ‫ب َ‬ ‫عذَا ُِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُِ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ُِ‬ ‫ها ل ي ُ َ‬ ‫في َِ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َِ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عي َِ‬ ‫م ِ‬‫ج َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غ ُ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ِ َّ‬ ‫حوا َ‬ ‫صل َ ُ‬ ‫د ذَل ِ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪195‬‬
‫م}‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن ت َابُوا ِ‬ ‫ذي َ‬
‫وجيه الدللة‪ :‬اليات تدل على الوعييد باللعنية والخلود بالنار للمرتيد‪ ،‬إل مين‬
‫تاب وذلك دليييل على قبول توبيية المرتيييد‪ .‬وإذا كان كذلك فالسييياحر كغيره ميين‬
‫المرتدين يستتاب وتقبل توبته‪.‬‬
‫يقول القرطييبي‪ ":‬ويدخييل فييي الييية بالمعنييى كييل ميين راجييع السييلم‬
‫وأخلص"‪..196‬‬
‫الثالث‪ :‬أن الله تعالى قيد أخيبر أن سيحرة فرعون قيد آمنوا وقبيل توبتهيم‪،‬‬
‫عل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫هت َنَا َ‬ ‫ما أ َك َْر ْ‬ ‫و َ‬ ‫خط َاي َان َا َ‬ ‫ف َر ل َن َا َ‬ ‫غ ِ‬ ‫من َّا ب َِرب ِّن َا ل ِي َ ْ‬ ‫قال تعالى عنهم‪{ :‬إ ِن َّا آ َ‬
‫وعليه فإن المعرفة بالسحر ل تمنع قبول التوبة‪.‬‬ ‫‪197‬‬
‫ر‪ }...‬الية‬ ‫ح ِ‬ ‫س ْ‬‫ن ال ِّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫الرابع‪ :‬أن ذنب الساحر ليس بأعظم من الشرك‪ ،‬والمشرك يستتاب‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن الساحر لو كان كافرا ً فأسلم صح إسلمه وتوبته‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أن الكفر والقتل إنما هو بعمله السحر ل بعلمه بدليل الساحر إذا‬
‫أسيلم‪ .‬والعميل بيه يمكين التوبية منيه‪،‬وكذلك اعتقاد ميا يكفير باعتقاده يمكين التوبية‬
‫منه كالشرك‪.198‬‬
‫ولعييل القول الول هييو الولى لظاهيير عمييل الصييحابة‪ ،‬وأمييا قياسييه على‬
‫المشرك فل يصيح لنيه أكثير فسيادا ً وكذلك ل يصيح قياسيه على سياحر أهيل الكتاب‬
‫أو الكافر لن السلم يجب ما قبله‪.199‬‬
‫وهذا الخلف ‪ -‬إنميا هيو فيي ثبوت حكيم التوبية فيي الدنييا مين سيقوط القتيل‬
‫ونحوه‪ .‬أميا فيميا بينيه وبيين الله تعالى وسيقوط عقوبية الدار الخرة عنيه فل خلف‬
‫فيي صيحة توبتيه إن كان صيادقا ً فإن الله تعالى لم يسيد باب التوبية عين أحيد مين‬
‫خلقه‪ ،‬ومن تاب إلى الله قبل توبته ل خلف في ذلك‪.200‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬علج السحر "النشرة "‪:‬‬
‫تقدييم‪ :‬السيحر ‪ -‬كميا هيو معلوم ‪ -‬داء يؤثير يقتيل ويمرض ويفرق بيين المرء‬
‫وزوجيه‪ .‬ولميا كان كذلك اقتضيى أن يسيعى فيي علجيه مين باب الخيذ بالسيباب‬
‫المؤدييية إلى الشفاء لن الله تعالى مييا أنزل دا ًء إل أنزل له دواء قال‪ :‬صييلى الله‬
‫عليييه وسييلم‪" :‬مييا أنزل الله ميين داء إل أنزل له دواء"‪ 201‬وقال‪ :‬صييلى الله عليييه‬
‫وسيلم – فيميا روي عين أسيامة بين شرييك قال‪ :‬قالت العراب ييا رسيول الله أل‬
‫نتداوى؟ قال‪ :‬نعيم‪ ،‬يييا عباد الله تداووا فإن الله لم يضييع داء إل وضييع له شفاء‪ ،‬أو‬
‫قال‪ :‬دواء‪ ...‬الحديث"‪.202‬‬
‫وعلى هذا فالسيحر داء كغيره يبحيث له عين دواء‪ .‬ويطلق على ذلك الدواء‬
‫إذا وجد "النشرة"‪.‬‬
‫ميا هيي النشرة؟ لغية‪ :‬مصيدر نشير ينشير نشراً‪ ،‬وهيو فيي لغية العرب يرد‬
‫لمعان منها‪ :‬الريح الطيبة‪.‬‬
‫قال مرقش‪:‬‬
‫دنانييي‬ ‫النشير مسيك والوجيوه‬
‫ر وأطييراف‬
‫الكيف عَنم‬
‫ومنهيا‪ :‬الحياء‪ .‬يقال‪ :‬نشير الله المييت ينشره نشرا ً ونشوراً‪ :‬أحياه كميا قال‬
‫شوُر} ‪ 203‬ومنهيييا البسيييط‪ .‬تقول نشرت الثوب‪ :‬أي بسيييطته‬ ‫ه الن ُّ ُ‬
‫وإِلَي ِِْ ِ‬
‫تعالى { َ‬
‫ً‬
‫ومنها‪ :‬الذاعة‪ .‬يقال نشرت الخبر أنشره نشرا أي أذعته‪.‬‬
‫ومنهييا‪ :‬النحييت أو القطييع‪ ،‬نقول‪ :‬نشرت الخشبيية بالمنشار أي نحتهييا أو‬
‫قطعتها‪ .204‬والمراد هنييا بالنشرة‪ :‬هييي حييل السييحرعن المسييحور برقييية أو علج‬
‫وسميت بذلك؛ لنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء‪ ،‬أي يكشف ويزال‪.205‬‬
‫حكمهيا‪ :‬حيل السيحر عين المسيحور إميا أن يكون بسيحر مثله‪ ،‬وهذا ل يجوز‬
‫لما فيه من التقرب إلى الشياطين‪.‬‬
‫وإما أن يكون بالرقية الشرعية والدوية المباحة‪ ،‬وهذا جائز‪.‬‬
‫قال المام ابين القييم رحميه الله‪" :‬النشرة حيل السيحرعن المسيحور وهيي‪:‬‬
‫نوعان‪ ،‬حييل بسييحر مثله‪ ،‬وهييو الذي ميين عمييل الشيطان‪ ،‬وعليييه يحمييل قول‬
‫الحسين‪ 206‬فيتقرب الناشير والمنتشير إلى الشيطان بميا يحيب فيبطيل عمله عين‬
‫المسحور‪.‬‬
‫والثانيييي‪ :‬النشرة بالرقيييية والتعويذات والدويييية والدعوات المباحييية‪ ،‬فهذا‬
‫جائز‪.207‬‬
‫وقال الشييخ حافيظ حكميي‪" :‬يحرم حيل السيحر عين المسيحور بسيحر مثله‪،‬‬
‫فإنييه معاونيية للسيياحر وإقرار له على عمله وتقرب إلى الشياطييين بأنواع القرب‬
‫ليبطل عمله عن المسحور‪.208"...‬‬
‫وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله‪" :‬وقال بعض الحنابلة يجوز الحل‬
‫بسحر ضرورة‪ .‬والقول الخر‪ :‬أنه ل يحل‪ ،‬وهذا الثاني هو الصحيح"‪.209‬‬
‫صفتها‪ :‬للنشرة الجائزة صفات كثيرة منها ما يلي‪:‬‬
‫الولى‪ :‬الرقى والوراد المشروعة‪.‬‬
‫يقول الشييخ ابين باز‪" :‬ومين الدعيية الثابتية عنيه صيلى الله علييه وسيلم فيي‬
‫علج المراض مين السيحر وغيره وكان صييلىالله علييه وسيلم يرقيى بهييا أصيحابه‬
‫"اللهييم رب الناس اذهييب البأس اشييف أنييت الشافييي ل شفاء إل شفاؤك شفاءً ل‬
‫يغادر سقما"‪ 210‬ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبريل عليه السلم – النبي صلى‬
‫الله علييه وسيلم وهيي قوله "بسيم الله أرقييك مين كيل داء يؤذييك ومين شير كيل‬
‫نفس أو عين حاسد الله يشفيك‪ ،‬بسم الله أرقيك"‪211‬وليكرر ذلك ثلثاً"‪.212‬‬
‫وروى ابين أبيى حاتيم وأبيو الشييخ عين لييث بين أبيي سيليم قال‪":‬بلغنيي أن‬
‫هؤلء اليات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس‬
‫المسحور‪.‬‬
‫ن‬ ‫حُر إ ِِ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬ ‫َ‬
‫س ْ‬ ‫ه ال ّ ِِ‬ ‫م ب ِِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُِ‬ ‫ت‬ ‫ئ‬ ‫ج‬‫َِ ِ‬ ‫ما‬ ‫سى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مو‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫وا‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫فل‬ ‫‪{:‬‬ ‫تعالييى‬ ‫قولييه‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫َ‬
‫ح ّ َِ‬
‫ق‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ق الل ّ ِ ُ‬ ‫ح ّ ُِ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫دي‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ح‬‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِِ‬ ‫إ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ط‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫س‬
‫ه َِ‬ ‫الل ّ ِ َ‬
‫‪.‬‬ ‫‪213‬‬
‫ن}‬ ‫مو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫رهَ ال ُ‬ ‫و كَ ِ‬ ‫ول ْ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫مات ِ ِ‬ ‫بِكَل ِ َ‬
‫ك‬‫هن َال ِ َ‬ ‫غلِبُوا ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ملُو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما كَان ُوا ي َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫وبَط َ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫و َ‬ ‫ف َ‬ ‫‪-2‬وقوله تعالى{ َ‬
‫ن‬‫مي َِ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫من َِّا بَِر ّ ِِ‬ ‫قالُوا آ َ‬ ‫ن َ‬ ‫دي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫حَرةُ َِ‬ ‫س َ‬ ‫ي ال َِّ‬ ‫ق َِ‬ ‫وأُل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫غ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫قلَبُوا َِ‬ ‫وان ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُِ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬ ‫ه قب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن قا َ‬ ‫َ‬
‫هذَا‬ ‫ن َ‬ ‫م إ ِِ ّ‬ ‫ن لك ْ‬ ‫ن آذَِ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م ب ِِ ِ‬ ‫منْت ُِ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫و ُِ‬ ‫ع ْ‬ ‫فْر َ‬ ‫ل ِ‬ ‫هاُرو َِ‬ ‫و َ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َِ‬ ‫ب ُ‬ ‫َر ّ ِِ‬
‫ن‬ ‫مو َِِ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ف تَ ْ‬ ‫و َ‬ ‫س ْ‬ ‫ف َِِ‬ ‫ها َ‬ ‫هل َِِ َ‬ ‫ها أ َ ْ‬ ‫من ِِْ َ‬ ‫جوا ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ة لِت ُ ْ‬ ‫دين َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫موهُِِ ِِِ‬ ‫مكَْرت ُ ُ‬ ‫مكٌْر َ‬ ‫لَ َ‬
‫قالُوا إِن َِّا‬ ‫ن َ‬ ‫عي‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫صل‬ ‫ُِ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ُِ‬ ‫ث‬ ‫ف‬ ‫خل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُِ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫جل‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫وأ‬ ‫م‬ ‫ُِ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ّ‬ ‫قط‬ ‫َ‬ ‫لُ‬
‫َ ِ َ ّ ْ ْ َ ِ َِ‬ ‫ّ‬ ‫ٍِ‬ ‫ْ ِ ِْ ِ‬ ‫ِ َ ِّ ْ ِ َ ْ َ ْ ُ‬
‫ن} ‪.214‬‬ ‫و‬
‫ِ ُ َ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ْق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ب‬
‫َ ِّ‬‫ر‬ ‫ى‬ ‫إِل َ‬
‫عوا‬ ‫صن َُ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫عوا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫ما‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬ ‫َل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مين‬ ‫ي‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫‪ -3‬وقوله تعالى {وأ َ‬
‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬
‫ث أَت َى} ‪.216 215‬‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫حُر َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح ال َّ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫ول ي ُ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫ح ٍ‬ ‫سا ِ‬ ‫كَيْدُ َ‬
‫وقال ابين القييم‪" :‬ومين أنفيع الدويية وأقوى ميا يوجيد مين النشرة مقاومية‬
‫السييحر الذي هوميين تأثيرات الرواح الخبيثيية بالدوييية اللهييية ميين الذكيير والدعاء‬
‫والقراءة‪ ،‬فالقلب إذاكان ممتلئا مين الله معمورا ً بذكره وله وردمين الذكير والدعاء‬
‫والتوجه ل يخل به كان ذلك من أعظم السباب المانعة من إصابة السحر له‪ .‬ومنه‬
‫أعظم العلجات له بعد ما يصيبه"‪.217‬‬
‫الثانية‪ :‬استخراج السحر وإبطاله‪:‬‬
‫والمقصيود بذلك البحيث عين موضيع السيحر ثيم اسيتخراجه و إتلفيه‪ ،‬وبذلك‬
‫يبطل السحر ‪ -‬إن شاء الله‪.‬‬
‫يقول المام ابين القييم ‪ -‬رحميه الله ‪ -‬روي عين رسيول الله صيلى الله علييه‬
‫وسلم في علج السحر نوعان‪:‬‬
‫أحدهيا‪ :‬وهيو أبلغهيا اسيتخراجه وإبطاله كميا صيح عنيه صيلى الله علييه وسيلم‬
‫أنيه سيأل ربيه سيبحانه وتعالى فيي ذلك فدل علييه فاسيتخرجه مين بئر‪ ،‬فكان فيي‬
‫مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر‪ .‬فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من‬
‫عقال‪ .‬فهذا مييين أبلغ ميييا يعالج بيييه المطبوب‪ ،‬وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثييية‬
‫وقلعها من الجسد بالستفراغ‪.218‬‬
‫وروى البيهقيي فيي الدلئل عين عمرة عين عائشية قصية سيحر لبييد للنيبي‬
‫عوذُ‬‫ل أَ ُ‬ ‫صيلى الله علييه وسيلم وفييه‪:‬فأتاه جبرييل بالمعوذتيين فقال‪:‬ييا محميد { ُ‬
‫ق ْ‬
‫ق} ‪220‬وحيل عقدة حتيى فرغ‬ ‫خل َِ َ‬
‫ما َ‬
‫ر َِ‬ ‫ن َ‬
‫ش ِّ‬ ‫م ِْ‬ ‫ق} ‪ 219‬وحيل عقدة { ِ‬ ‫فل َِ ِ‬
‫ب ال ْ َ‬
‫بَِر ّ ِِ‬
‫س} ‪ 221‬وحيل عقدة حتيى فرغ منهيا وحيل‬ ‫ا‬‫ب الن َّ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫عو‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫{‬ ‫قال‬ ‫منهيا ثيم‬
‫ِِ‬ ‫ِ َ ّ ِِ‬
‫العقد كلها‪.222‬‬
‫الثالثية‪ :‬العلج باسيتعمال أدويية مباحية نيص عليهيا رسيول الهدى صيلى الله‬
‫عليه وسلم منها‪ :‬التصبح كل يوم بسبع تمرات من عجوة المدينة‪.‬‬
‫عن عامر بن سيعد عن أبييه قال‪:‬قال صلى الله عليه و سلم‪" :‬من اصطبح‬
‫كيل يوم بتمرات عجوة لم يضره سيم ول سيحر ذلك اليوم إلى اللييل‪ ،‬وفيي روايية‬
‫بسبع تمرات"‪.223‬‬
‫والعجوة‪ :‬ضرب من أجود تمر المدينة وألينه‪.‬‬
‫والصطباح‪ :‬تناول الشيء صباحاً ‪.224‬‬
‫وقال ابن حجر‪ :‬ثم هل هو خاص بزمان نطقه صلى الله عليه وسلم أو في‬
‫كييل زمان؟ هذا محتمييل ويرفييع هذا الحتمال التجربيية المتكررة فميين جرب ذلك‬
‫فصح معه عرف أنه مستمر وإل فهو مخصوص بذلك الزمان‪.225‬‬
‫الرابعية‪ :‬العلج بالسيتفراغ فيي المحيل الذي يصيل إلييه أذى السيحر وهيي‬
‫الحجامة‪ .‬قال ابن القيم‪ ...." :‬النوع الثاني‪ :‬الستفراغ في المحل الذي يصل إليه‬
‫أذى السحر فإن للسحر تأثيرا ً في الطبيعة وهيجان أخلطها وتشويش مزاجها‪ ،‬فإذا‬
‫ظهر أثره في عضو وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جداً‪ .‬وقد‬
‫ذكير أبيو عيبيد‪ :226‬فيي كتاب غرييب الحدييث له بإسيناده عين عبيد الرحمين بين أبيي‬
‫ليلى‪":‬أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على رأسه بقرن حين طب"‪ 227‬قال‬
‫أبو عبيد‪ :‬معنى طب سحر"‪.228‬‬
‫الخامس‪ :‬استعمال ورق السدر مع الرقية‪.‬‬
‫وبيانه‪ :‬أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه‬
‫بالماء ويقرأ علييه آييه الكرسيي والمعوذتيين وآيات السيحر الواردة فيي العراف‪،‬‬
‫ويونيس‪ ،‬وطيه ثيم يحسيو منيه ثلث حسيوات ويغتسيل بالباقيي‪ .‬وهوعلج لشير أنوع‬
‫السحر وهو السحر الذي يربط الرجل عن زوجته‪.‬‬
‫يقول القرطبي‪ " :‬وروي عن ابن بطال قال‪" :‬وفي كتاب وهب بن منبه أن‬
‫يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ عليه‬
‫آية الكرسي ثم يحسو منه ثلث حسوات‪ ،‬ويغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما به ‪-‬‬
‫إن شاء الله تعالى ‪ -‬وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله"‪.229‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز‪" :‬ومن علج السحر ‪ -‬بعد وقوعه ‪ -‬أيضا ً وهو علج نافع‬
‫للرجيل إذا حبيس عين جماع أهله‪ ،‬أن يأخيذ سيبع ورقات مين السيدر الخضير فيدقهيا‬
‫بحجير ونحوه ويجعلهيا فيي إناء ويصيب عليهيا مين الماء ميا يكفييه للغسيل ويقرأ فيهيا‬
‫آية الكرسي‪ ،‬وقل يا أيها الكافرون‪ ،‬وقل هو الله احد‪ ،‬وقل أعوذ برب الفلق‪،‬وقل‬
‫أعوذ برب الناس‪،‬وآيات السيييحر التيييي فيييي سيييورة العراف وهيييي قوله تعالى‬
‫ع‬ ‫ق َ‬ ‫و َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫فكُو َ‬ ‫ما يَأ ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ي ت َل ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فإِذَا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫صا َ‬ ‫ع َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن أل ْ ِ‬
‫َ‬
‫سى أ ْ‬
‫َ‬
‫مو َ‬ ‫حيْن َا إِلَى ُ‬ ‫و َ‬ ‫وأ ْ‬
‫{ َ‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ق َِ‬ ‫وأل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫صا ِ‬ ‫وان ْقلبُوا َِ‬ ‫َ‬ ‫هن َال ِِك َ‬‫َ‬ ‫غلِبُوا ُ‬ ‫نف ُ‬ ‫َ‬ ‫ملو َِ‬ ‫ع َ‬ ‫ما كان ُوا ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫وبَطل َِ‬ ‫َ‬ ‫ح قِّ َ‬‫ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن} ‪.230‬‬ ‫هاُرو َ‬ ‫و َ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ن َر ِّ‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫منَّا بَِر ِّ‬ ‫قالُوا آ َ‬ ‫ن َ‬ ‫دي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫حَرةُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ال َّ‬
‫ن‬ ‫ِ ْ ْ ُِِ‬ ‫و‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫{‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫وهييي‬ ‫يونييس‪:‬‬ ‫سييورة‬ ‫فييي‬ ‫التييي‬ ‫واليات‬
‫ما‬ ‫قوا ََِ‬ ‫سى أَل ْ ُ‬ ‫مو َِ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ِْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫حَرةُ َ‬ ‫س َ‬ ‫جاءَ ال َِّ‬ ‫ما َ‬ ‫فل َِ َّ‬ ‫ِيمِ َ‬ ‫ع َل ٍ‬ ‫ر َ‬ ‫ح ٍ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل َِ‬ ‫ائْت ُون ِِي بِك ُ ِّ‬
‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الل‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ئ‬ ‫ج‬ ‫ما‬ ‫سى‬ ‫مو‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫فل‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫قو‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ِِ َ ّ ِ ُ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َِ ِ‬ ‫َِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫أنْت ُ ِ ْ‬
‫ه‬
‫مات ِِ ِ‬ ‫قِّ بِكَل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫قِّ الل ِّ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫دي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫ح َ‬ ‫صل ِ ُ‬ ‫ه ل ي ُِ ْ‬ ‫ن الل ِّ َ‬ ‫ه إ ِِ َّ‬ ‫سيُبْطِل ُ ُ‬ ‫َِ‬
‫ن} ‪231‬واليات التييي فييي سييورة طييه‪ :‬وهييي قوله تعالى‬ ‫مو َِِ‬ ‫ر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫رهِ‬ ‫ِ‬ ‫و كَ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫قى َ‬ ‫ن أَل ِْ َ‬ ‫م ِْ‬ ‫ل َ‬ ‫و َ‬ ‫ن أ َ َّ‬ ‫ن نَكُو َِ‬
‫ق ي وإ َ َِ‬
‫ما أ ْ‬ ‫ن ت ُل ْ ِ َِ َ ِِ ّ‬ ‫ما أ ْ‬
‫قالُوا ي ا مو سى إ َ َِ‬
‫ِِ ّ‬ ‫َِ‬ ‫َِ ُ‬ ‫{ َ‬
‫َ‬ ‫أَل ْ ُ‬
‫عى‬ ‫س َ‬ ‫ها ت َِِ ْ‬ ‫م أن َِِّ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫حَ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ِِِ‬ ‫م ِِْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل إِلَي ِِْ ِ‬ ‫خي َّ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صي ُّ ُ‬ ‫ع ِِِ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِِْ‬ ‫حبَال ُ ُ‬ ‫فإِذَا ِ‬ ‫قوا َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سى ُ‬ ‫خي َ‬ ‫في ن َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫وأل ِ‬ ‫على * َ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫ف إِن ّك أن ْ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫قلن َا ل ت َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ة ُ‬ ‫ف ً‬ ‫ه ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫فأ ْ‬
‫حُر‬ ‫سا ِ‬ ‫َ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫ول ي ُ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مين ِك ت َل َ‬ ‫َ‬
‫ح ٍ‬ ‫سا ِ‬ ‫عوا كيْدُ َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫عوا إِن ّ َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ف َ‬ ‫ق ْ‬ ‫في ي َ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬
‫ث أَت َى} ‪.232‬‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫وبعيد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقيي وبذلك‬
‫يزول الداء إن شاء الله‪..233‬‬
‫الخيياتمة‬
‫بسم الله بدأنا وبحمده والشكر له ختمنا ونصلي ونسلم على سيدنا محمد‬
‫وعلى آله وصيحبه وسيلم أميا بعيد‪ :‬فإنيه مين خلل كتابتيي لهذا البحيث المتواضيع ‪-‬‬
‫توصلت إلى نتائج هامة منها ما يلي‪:‬‬
‫•الولى‪ :‬أن السيحر فيي اللغية ‪ -‬يرد لمعان منهيا‪ :‬الخذة‪ ،‬وكيل ميا‬
‫لطييف مأخذه ودق فهييو سييحر‪ .‬ومنهييا البيان فييي فطنيية‪ ،‬ومنهييا‬
‫الخديعة‪.‬‬
‫•الثانييية‪ :‬أن السييحر فييي الصييطلح عرف بتعاريييف كثيرة مختلفيية‬
‫ومتباينية بسيبب كثرة النواع الداخلة تحتيه ولختلف المذاهيب فييه‬
‫بين الحقيقة والتخيل منها ما يصدق على ما ل حقيقة له أو ما هو‬
‫سيحر فيي اللغية‪ ،‬ومنهيا ‪ -‬ميا يصيدق على ميا له حقيقية وأثير ومنهيا‪-‬‬
‫ما يصدق على المرين وهو الولى‪.‬‬
‫•الثالثية‪ :‬أن السيحر أنواعيه كثيرة منهيا ميا له حقيقية‪.‬ومنهيا ميا لييس‬
‫له حقيقة ومنها ما هو سحر في اللغة وهو السحر المجازي‪.‬‬
‫•الرابعة‪ :‬أن القول الصحيح في السحر أن له حقيقة وأثرا ً ثابتة في‬
‫الكتاب والسنة وهو قول أهل السنة والجماعة‪.‬‬
‫•الخامسية‪ :‬أن تعلم السيحر وتعليميه حرام وهيو قول الجمهور مين‬
‫علماء أهل السنة‪.‬‬
‫•السيادسة‪ :‬أن العلم بالسيحر محرم بالكتاب والسينة بل خلف بيين‬
‫أهيييل العلم لكنيييه يكون كفرا ً إذا تضمييين قول ً أو فعل ً أو اعتقاداً‬
‫يقتضيي الكفير – وهيو السيحر الحقيقيي ‪ -‬ويكون فسيقا ً إذا لم يكين‬
‫فيه شيء من ذلك وهو السحر المجازي‪.‬‬
‫•السييابعة‪ :‬أن مذهييب جمهور أهيل السيينة ميين الصييحابة والتابعييين‬
‫وفقهاء المصار ورواية عن المام الشافعي أنه متى ثبتت جريمة‬
‫السحر بحق إنسان وجب قتله مطلقاً‪.‬‬
‫•الثامنية‪ :‬أن الظهير فيي حكيم المرأة المسيلمة السياحرة هيو حكيم‬
‫الرجل‪.‬‬
‫•التاسيعة‪ :‬أن سياحر أهيل الكتاب ل يقتيل إل أن يقتيل بسيحره وهيو‬
‫مما يقتل غالبا ً وهو قول الجمهور‪.‬‬
‫•العاشرة‪ :‬أن الساحر يقتل بدون استتابة وهو قول الجمهور‪.‬‬
‫•الحاديية عشرة‪ :‬أن السيحر كغيره يبحيث له عين علج ويطلق على‬
‫دوائه إذا وجيييد النشرة والمراد بالنشرة‪ :‬هييو حييل السيييحر عييين‬
‫المسحور‪.‬‬
‫•الثانيية عشرة‪ :‬أن حيل السيحر عين المسيحور إميا أن يكون بسيحر‬
‫مثله وهذا ل يجور لمييا فيييه ميين التقرب إلى الشياطييين‪ .‬وإمييا أن‬
‫يكون بالرقية الشرعية والدوية المباحة وهذا جائز‪.‬‬
‫•الثالثة عشرة‪ :‬أن للنشرة الجائزة صفات كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الرقى بالوراد المشروعة‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام السحر وإبطاله‪.‬‬
‫العلج باستعمال أدوية مباحة نص عليها المصطفى صلى الله عليه سلم‬
‫مثل التصبح بسبع تمرات‪.‬‬
‫‪ -3‬العلج بالسيتفراغ فيي المحيل الذي يصيل أذى السيحر وهيي‬
‫الحجامة‪.‬‬
‫‪ -4‬استعمال ورق السدر مع الرقية‪.‬‬
‫هذه أهم النتائج التي توصلت إليها‪.‬‬
‫وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫‪ -1‬أحكام القرآن‪ ،‬لبيي بكير أحمدبين علي الرازي الجصياص‪ .‬ط الولي‬
‫‪1415‬هي دار الكتب العلمية بيروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -2‬أسيباب النزول للسييوطي ‪" -‬بهاميش قرآن تفسيير وبيان"دار الرشييد‬
‫دمشق بيروت‪.‬‬
‫‪ -3‬أسييباب النزول للنيسييابوري‪،‬لبييي الحسيين علي بيين أحمييد الواحدي‬
‫النيسابوري علم الكتب بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -4‬أصول الفقه السلمي بدران أبو العينين بدران‪ .‬الناشر مؤسسة شباب‬
‫الجامعة السكندرية‪.‬‬
‫‪ -5‬أضواء البيان‪ ،‬الشييخ محميد الميين بين محميد المختار الشنقيطيي ط‪.‬‬
‫‪1403‬هي المطابع الهلية للوفست الرياض‪.‬‬
‫‪ -6‬النسيان بيين السيحر والعيين والجان‪ ،‬زهيرالحموي ‪-‬ط الولي ‪1410‬هيي‬
‫مكتبة دار التراث الكويت‪.‬‬
‫‪ -7‬بدائع الفوائد‪ ،‬للمام ابن قيم الجوزية ‪ -‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -8‬تفسيير الطيبري "جاميع البيان فيي تفسيير القرآن" أبيو جعفير محميد بين‬
‫جرير الطبري‪ .‬ط ‪1406‬هي دار المعرفة‪ .‬بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -9‬التفسيير القييم‪ ،‬للمام ابين القييم ‪ -‬ط ‪1398 -‬هيي دار الكتيب العلميية‬
‫بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -10‬التفسيير الكيبير‪ ،‬فخرالديين الرازي – ط ‪ -‬الثالثية دار إحياء التراث‬
‫العربي بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -11‬تفسير ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي‪ ،‬ط‬
‫‪1388‬هي دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -12‬التنقييح المشبيع‪ ،‬علء الديين أبيي الحسين علي بين سيليمان المرداوي‪،‬‬
‫الناشر المؤسسة السعيدية بالرياض‪.‬‬
‫‪ -13‬التوحيد‪ ،‬لبي منصور الماتريدي تحقيق د‪.‬فتح الله خليف‪ .‬الناشر دار‬
‫الجامعات المصرية السكندرية‪.‬‬
‫‪ -14‬تهذيب الثار‪ ،‬محمد بن جرير الطبري‪.‬مطابع دار الصفاء ‪1402‬هي‪.‬‬
‫‪ -15‬تيسيير العزييز الحمييد‪،‬سيليمان بين عبيد الله بين محمدبين عبدالوهاب‬
‫مكتبة الرياض الحديثة بالرياض‪.‬‬
‫‪ -16‬الجامع لحكام القرآن‪ ،‬محمد بن أحمد النصاري القرطبي ط الولي‬
‫مكتبة السلم العالمية القاهره ‪ -‬دار الثقافة القاهرة‪.‬‬
‫‪ -17‬جامع الصول‪ ،‬مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد "ابن الثير‬
‫الجزري" ط‪1390.‬هي مكتبة الحلواني مطبعة الملح مكتبة دار البيان‪.‬‬
‫‪ -18‬جواهر الكليل‪ ،‬صالح عبد السميع التي الزهري دار المعرفة بيروت‬
‫لبنان‪.‬‬
‫‪ -19‬حاشية رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬محمد أمين بن عابدين‪.‬ط الثانية‬
‫‪1386‬هي مصطفى البابي‪.‬‬
‫‪ -20‬الدر المنثور‪ ،‬جلل الدييين السيييوطي ‪ -‬دار المعرفيية للطباعيية‬
‫والنشر‪.‬بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -21‬دلئل النبوة‪ ،‬لبي بكر بن الحسين البيهقي ‪ -‬ط الولى ‪1405‬هي دار‬
‫الكتب العلمية بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -22‬رسييالة فييي حكييم السييحر والكهانيية‪،‬للشيييخ عبييد العزيييز بيين باز‪ .‬ط‬
‫‪1415‬هي‪ .‬مطابع القصيم‪.‬‬
‫‪ -23‬روائع البيان تفسيير آيات الحكام مين القرآن‪ ،‬محميد علي الصيابوني‪.‬‬
‫الناشر دار التراث العربي مطبعة نهضة مصر‪.‬‬
‫‪ -24‬روح المعاني‪ ،‬لبي الفضل شهاب الدين محمود اللوسي البغدادي دار‬
‫الطباعة المنيرية ‪،‬دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -25‬الروضية النديية شرح الدرر البهيية‪ ،‬لبيي الطييب صيديق بين حسين بين‬
‫علي بن حسن القنوجي البخاري‪ .‬المكتبة العصرية بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -26‬زاد المعاد فيي هدي خيير العباد‪ ،‬للمام ابين قييم الجوزيية ط‪.‬الثانيية‬
‫‪1392‬هي دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -27‬السييحر بييين الحقيقيية والخيال‪ ،‬أحمييد بيين ناصيير الحمييد‪.‬ط‪ .‬الولى‬
‫‪1408‬هي مكتبة التراث بمكة‪.‬‬
‫‪ -28‬السيحر بين الحقيقية والوهيم‪ ،‬عبيد السيلم عبيد الرحييم السيكري‪.‬ط‬
‫‪1407‬هي مطبعة دار الكتب الجامعية الحديثة ‪ -‬طنطا‪.‬‬
‫‪ -29‬سينن الترمذي‪ ،‬محميد بين عيسيى بين سيورة الترمذي ط‪1382 .‬هيي‬
‫شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولده بمصر‪.‬‬
‫‪ -30‬سينن أبيي داود‪ ،‬سيليمان بين الشعيث السيجستاني الزدي تحقييق ‪-‬‬
‫محمد محي الدين عبد الحميد المكتبة العصرية صيدا‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -31‬سينن النسيائي‪ ،‬أبوعبيد الرحمين أحميد بين شعييب بين علي بين بحير‬
‫النسائي‪ .‬الناشر دار الكتب العلمية بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -32‬شرح صييحيح مسييلم‪ ،‬للمام النووي‪ ،‬نشيير وتوزيييع رئاسيية إدارات‬
‫البحوث العلمية والفتاء بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -33‬شرح المهذب ‪،‬لبي زكريا محي الدين بن شرف النووي‪،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -34‬صيحيح البخاري ‪ ،‬محمدبين إسيماعيل البخاري‪.‬ط الولى ‪1401‬هيي دار‬
‫القلم دمشق بيروت‪.‬‬
‫‪ -35‬صحيح مسلم‪ ،‬لبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ‪،‬‬
‫دار المعرفة للطباعة والنشر‪ .‬بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -36‬الطييب النبوي‪ ،‬لبيين قيييم الجوزييية‪.‬ط التاسييعة ‪1406‬هي ي مؤسييسة‬
‫الرسالة عالم الكتب الرياض‪.‬‬
‫‪ -37‬عالم السيحر والشعوذة‪ ،‬د‪ .‬عمير سيليمان الشقير‪.‬ط الولى ‪1410‬هيي‬
‫مكتبة الفلح للنشروالتوزيع ‪ ،‬الكويت ‪،‬دار النفائس الكويت‪.‬‬
‫‪ -38‬غرييب الحدييث‪ ،‬لبيي عبييد القاسيم بين سيلم " الهروي" ط‪ .‬الولى‬
‫‪1384‬هي مطبعة مجلس دائرة المعارف ‪ -‬بحيدر آباد الدكن‪.‬‬
‫‪ -39‬الفتاوى لشيخ السلم‪ ،‬أحمدبن تيمية تصوير الطبعة الولى ‪1398‬هي‪.‬‬
‫‪ -40‬فتاوى السبكي‪ ،‬لبي الحسن تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي‪.‬‬
‫ط الولى ‪1412‬هي دار الجيل بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -41‬فتاوى ورسيائل الشييخ محميد بين إبراهييم‪،‬جميع وترتييب ابين قاسيم‪،‬‬
‫مطبعة الحكومة بمكة المكرمة‪.‬ط الولى ‪1399‬هي‪.‬‬
‫‪ -42‬فتيح الباري‪ ،‬لحميد بين علي بين حجير العسيقلني‪ .‬نشير وتوزييع رئاسية‬
‫إدارات البحوث العلمية والفتاء بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -43‬فتيح المجييد‪ ،‬لعبيد الرحمين بين حسين آل الشييخ‪.‬ط ‪1403‬هيي نشير‬
‫الرئاسة العامة لدارات البحوث العلمية بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -44‬الفصيل‪ ،‬لبيي محميد علي بين أحميد بين حزم الظاهري – ط الولى‬
‫مطبعة التمدن ‪1321‬هي دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -45‬القاموس المحيييط‪ ،‬لمجييد الدييين محمدبيين يعقوب الفيروز آبادي‬
‫الشيرازي‪ .‬دار الفكر بيروت ‪1398‬هي‪.‬‬
‫‪ -46‬الكافي في فقه المام أحمد بن حنبل ‪ ،‬لعبد الله بن أحمد بن محمد‬
‫بن قدامة‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1405‬هي المكتب السلمي‪.‬‬
‫‪ -47‬كشف الستار عن زوائد البزار‪ ،‬لعلي بن أبي بكر الهيثمي ط‪.‬الولى‬
‫‪1404‬هي مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪ -48‬كنز العمال ‪ ،‬لعلء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي البرهان‬
‫فوري ط‪ .‬الخامسة ‪1405‬هي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -49‬لسان العرب ‪،‬لبن منظور ‪ ،‬دار لسان العرب بيروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -50‬متشابه القرآن ‪ ،‬لعبد الجباربن أحمد الهمذاني ‪ -‬دار الثقافة بالقاهرة‪،‬‬
‫دار النصر للطباعة بالقاهرة‪.‬‬
‫‪ -51‬مجميع الزائد ‪،‬علي بين أبيي بكير الهيثميي ‪ -‬مؤسيسة الرسيالة بيروت‬
‫لبنان ‪1406‬هي‪.‬‬
‫‪ -52‬المحلى‪ ،‬لعلي بين أحميد بين سيعيد بين حزم منشورات دار الفاق‬
‫الجديدة بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -53‬مختصر تفسير الطبري‪ ،‬لبن صمادح الندلسي دار الشروق القاهرة‪.‬‬
‫‪ -54‬المسيتدرك على الصيحيحين ‪ ،‬لبيي عبيد الله الحاكيم النيسيابوري ‪،‬دار‬
‫الكتب العلمية بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -55‬المسيند ‪،‬لحميد بين حنبيل‪ .‬ط الخامسية ‪1405‬هيي المكتيب السيلمي‪.‬‬
‫بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -56‬مسييند الشافعييي‪ ،‬محمييد بين إدريييس الشافعييي ‪،‬دار الكتييب العلمييية‬
‫بيروت لبنان الطبعة الولى ‪1400‬هي‪.‬‬
‫‪ -57‬المصنف‪ ،‬لعبد الرزاق بن همام الصنعاني‪.‬ط الولى ‪1392‬هي المكتب‬
‫السلمي بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -58‬معارج القبول‪ ،‬حافظ بين أحمد الحكميي ط‪ .‬الولى ‪1410‬هي دار ابين‬
‫القيم المملكة العربية السعودية ‪ ،‬الدمام‪.‬‬
‫‪ -59‬المغنيي‪،‬عبيد الله بين احميد بين قدامية المقدسيي ‪،‬ط‪ .‬مكتبية الرياض‬
‫الحديثة بالرياض‪.‬‬
‫‪ -60‬المقنع ‪ ،‬عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي ط‪1402 .‬هي ‪ ،‬مكتبة‬
‫الرياض الحديثة بالرياض‪.‬‬
‫‪ -61‬الموطأ‪ ،‬للمام مالك رواية يحي الليثي‪ .‬إعداد أحمد راتب عمر موسى‬
‫ط‪ .‬السابعة ‪1404‬هي دار النفائس بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -62‬الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم‪ ،‬لبي القاسم هبة الله بن سلمة‬
‫ط‪ .‬الولى ‪1414‬هي دار الحكمة للطباعة والنشر‪ .‬دمشق سورية‪.‬‬
‫‪ -63‬النبوات‪ ،‬للمام شيخ السلم أحمد بن تيمية‪ .‬مكتبة الرياض الحديثة‪.‬‬
‫‪ -64‬النهايية فيي غرييب الحدييث والثير‪ ،‬مجيد الديين أبيي السيعادات المبارك‬
‫ابن محمد الجزري " ابن الثير " المكتبة العلمية بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ -65‬نييل الوطار شرح منتقيى الخبار‪ ،‬محميد بين علي الشوكانيي ‪ ،‬نشير‬
‫وتوزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والفتاء بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ 115‬رواه أحمد في المسندج ‪ 2‬ص ‪ 429‬والحاكم في المستدرك ج ‪1‬ص ‪ 8‬عن أبي هريرة انظر‪ :‬كنز‬
‫العمال‪ ،‬حديث ‪.17678‬‬
‫‪ 116‬رواه النسائي في التحريم باب الحكم في السحرة ج ‪7‬ص ‪ 112‬وفي سنده عباد بن ميسره وهو لين‬
‫الحديث‪ ،‬انظر جامع الصول حديث ‪.3071‬‬
‫‪ 117‬آية ‪ 9‬سورة الزمر ‪.‬‬
‫‪ 118‬تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪ 0 145 -144‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 119‬روح المعاني ج ‪ 1‬ص ‪. 340 – 339‬‬
‫‪ 120‬انظر‪ :‬تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪ ، 147‬وتفسير الرازي ج ‪3‬ص ‪ 215-214‬وشرح النووي على صحيح‬
‫مسلم ج ‪14‬ص ‪ ، 176‬والمقنع لبن قدامة ج ‪3‬ص ‪ 524 – 523‬والتنقيح المشبع ص ‪. 383‬‬
‫‪ 121‬شرح النووي لصحيح مسلم ج ‪ 14‬ص ‪.176‬‬
‫‪ 122‬المقنع ج ‪3‬ص ‪. 524-523‬‬
‫‪ 123‬آية ‪ 69‬طه ‪.‬‬
‫‪ 124‬آية ‪ 70 -69‬يونس ‪.‬‬
‫‪ 125‬آية ‪ 17‬يونس ‪.‬‬
‫‪ 126‬انظر أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪.443-442‬‬
‫‪ 127‬آية ‪ 103‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫‪ 128‬انظر تفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪ 49-47‬وأحكام القرآن ج ‪1‬ص ‪.64-63‬‬
‫‪ 129‬الدر المنثور ج ‪1‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 130‬فتح القدير ج ‪1‬ص ‪.121‬‬
‫‪ 131‬تفسير ابن كثير ج ‪1‬ص ‪.144‬‬
‫‪ 132‬ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد‪ .‬وقال‪:‬رواه البزار ورجاله ورجال الصحيح خل هبيرة بن مريم‪ ،‬وهو‬
‫ثقة‪ .‬انظر‪ :‬مجمع الزوائد ج ‪ 5‬ص ‪.121‬‬
‫‪ 133‬نيل الوطار ج ‪ 7‬ص ‪.368‬‬
‫‪ 134‬ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد‪ .‬قال‪ :‬رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خل إسحاق بن الربيع‪ .‬وهو‬
‫ثقة انظر‪ :‬مجمع الزوائد ج ‪ 5‬ص ‪ 120‬وكشف الستار ج ‪ 3‬ص ‪ 400‬المتن والحاشية ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ 135‬رواه البخاري الوصايا باب قوله تعالى‪{ :‬إ َ َ‬
‫مى ظُلْماً} ومسلم في‬ ‫ل الْيَت َا َ‬
‫وا َ‬
‫م َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ن يَأكُلُو َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ِ ّ‬
‫اليمان باب بيان الكبائر وأكبرها وأبو داؤد ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬انظر‪ :‬جامع الصول حديث ‪. 8229‬‬
‫‪ 136‬أخرجه النسائي في التحريم باب الحكم في السحرة وفي سنده عباد بن ميسرة المنقري وهو لين‬
‫الحديث ‪ ،‬جامع الصول حديث ‪. 3071‬‬
‫‪ 137‬أحكام القرآن ج ‪1‬ص ‪ 60‬وانظر‪ :‬تفسير الرازي ج ‪3‬ص ‪.215‬‬
‫‪ 138‬أحكام القرآن ج ‪1‬ص ‪.61‬‬
‫‪ 139‬فتح الباري ج ‪10‬ص ‪ ، 224‬ونيل الوطار ج ‪7‬ص ‪.363‬‬
‫‪ 140‬تفسير القرطبي ج ‪ 2‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 141‬المغني لبن قدامة ج ‪8‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 142‬فتح الباري ج ‪10‬ص ‪.224‬‬
‫‪ 143‬تفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪.48-47‬‬
‫‪ 144‬آية ‪ 102‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫‪ 145‬المغني ج ‪8‬ص ‪ 152‬وتفسير القرطبي ج ‪ 2‬ص ‪ 49 ،47‬وأحكام القرآن للجصاص ج ‪1‬ص ‪.63‬‬
‫‪ 146‬واه الترمذي في كتاب الحدودباب ماجاء في حد الساحر ج ‪ 4‬ص ‪ 60‬وضعف إسناده حيث قال‪ :‬ل‬
‫ضعف في الحديث من قبل حفظه‪...‬والصحيح‬ ‫نعرفه مرفوعاً‪ :‬إل من هذا الوجه وإسماعيل بن مسلم ي ّ‬
‫عن جندب موقوف انظر نيل الوطار ج ‪7‬ص ‪ 363-362‬وعلى هذا فهو عند الترمذي المرفوع ضعيف‬
‫والصحيح أنه موقوف‪ .‬ورواه أيضا ً الحاكم في المستدرك في كتاب الحدود باب حد الساحر ضربة‬
‫بالسيف ج ‪4‬ص ‪ 360‬وقال‪:‬هذا حديث صحيح السناد ويرحج ما قاله الحاكم العمل بمدلوله عند كثير من‬
‫الصحابة والتابعين ‪ -‬كعمر وعثمان وابن عمر وحفصة وأبي موسى وقيس بن سعد وعمر بن عبد العزيز‬
‫وغيرهم ‪ -‬انظر الجامع لحكام القرآن للقرطبي ج ‪ 2‬ص ‪ 48‬وأحكام القرآن ج ‪1‬ص ‪.60‬‬
‫‪ 147‬رواه البخاري في تاريخه عن أبي عثمان النهدي‪ ،‬انظر تيسير العزيز الحميد ص ‪.343‬‬
‫‪ 148‬رواه أبو داؤد في كتاب المارة باب في أخذ الجزية من المجوس ج ‪3‬ص ‪ 168‬وأحمد في مسنده ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 191 -190‬وانظر‪ :‬نيل الوطار ج ‪ 7‬ص ‪ 362‬والمغني ج ‪ 8‬ص ‪. 153‬‬
‫‪ 149‬الموطأ‪ :‬كتاب العقول باب ما جاء في الغيلة والسحرة ج ‪2‬ص ‪. 628‬‬
‫‪ 150‬المحلى لبن حزم ج ‪ 11‬ص ‪.395‬‬
‫‪ 151‬انظر تفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪ ، 48‬وأضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪.461‬‬
‫‪ 152‬انظر‪ :‬أضواء البيان ج ‪4‬ص ‪. 460‬‬
‫‪ 153‬أصول الفقه السلمي ص ‪.239‬‬
‫‪ 154‬المغني لبن قدامة ج ‪ 8‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 155‬أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪.461‬‬
‫‪ 156‬انظر‪ :‬المغني لبن قدامة ج ‪ 8‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 157‬فتاوى السبكي ج ‪ 2‬ص ‪.324‬‬
‫‪ 158‬تفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 159‬مسند الشافعي ص ‪164‬ورواه الترمذي في الفتن باب ماجاء ليحل دم امرىء إل بإحدى ثلث‪،‬‬
‫والنسائي في تحريم الدم باب ما يحل به دم المسلم بنحوه"انظر‪:‬جامع الصول حديث ‪ 7731‬عن أبي‬
‫أمامه عن عثمان أنه صلى الله عليه وسلم " قال‪.‬‬
‫‪ 160‬فتاوى السبكي ج ‪ 2‬ص ‪.324‬‬
‫‪ 161‬المغني ج ‪ 8‬ص ‪ ،153‬وأضواء البيان ج ‪4‬ص ‪. 461‬‬
‫‪ 162‬اتظر‪ :‬أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪.461‬‬
‫‪ 163‬سبق تخريجه‪ ،‬وانظر فتح الباري ج ‪10‬ص ‪. 231‬‬
‫‪ 164‬رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي وابن حبان والدار قطني عن أنس كنز العمال حديث ‪374‬‬
‫ورواه النسائي في كتاب اليمان وشرائعه باب على من يقياتل الناس ج ‪ 8‬ص ‪ 109‬وانظر‪ :‬جامع‬
‫الصول حديث ‪.38‬‬
‫‪ 165‬المحلى لبن حزم ج ‪ 1‬ص ‪.395‬‬
‫‪ 166‬انظر‪ :‬تيسير العزيز الحميد ‪ 342‬وأضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪. 462‬‬
‫‪ 167‬انظر تيسير العزيز الحميد ص ‪ 335‬وأضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪.462‬‬
‫‪ 168‬انظر المغني ج ‪ 8‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 169‬جزء من حديث سبق تخريجه ‪.‬‬
‫‪ 170‬فتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪. 231‬‬
‫‪ 171‬سبق تخريجه ‪.‬‬
‫‪ 172‬انظر السحر بين الحقيقة والخيال ص ‪.169‬‬
‫‪ 173‬رواه الترمذي في الدب باب ماجاء إن من الشعر لحكمة‪ ،‬وأبو داود في الداب باب ماجاء في الشعر‬
‫وانظر‪ :‬جامع الصول حديث ‪.3219‬‬
‫‪ 174‬تفسير القرطبي ج ‪ 2‬ص ‪ ، 48‬وأضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪.462‬‬
‫‪ 175‬انظر‪ :‬تيسير العزيز الحميد ص ‪ 335‬وعالم السحر والشعوذة ص ‪ 24-240‬وأحكام القرآن ج ‪1‬ص‬
‫‪.63‬‬
‫‪ 176‬انظر‪ :‬تفسير ابن كثير ج ‪1‬ص ‪ 147‬والروضة الندية ج ‪2‬ص ‪.419‬‬
‫‪ 177‬أخرجه البخاري في استتابة المرتد باب حكم المرتد‪ ،‬والترمذي في الحدود ما جاء في المرتد وانظر‪:‬‬
‫جامع الصول حديث ‪.1801‬‬
‫‪ 178‬انظر اضواء البيان ج ‪4‬ص ‪.459‬‬
‫‪ 179‬المغني لبن قدامةج ‪8‬ص ‪،155‬وتفسير ابن كثير ج ‪1‬ص ‪ ،147‬وفتح الباري ج ‪10‬ص ‪.236‬‬
‫‪ 180‬المغني لبن قدامةج ‪8‬ص ‪ ،155‬وتفسير ابن كثير ج ‪1‬ص ‪ ،147‬وفتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪.236‬‬
‫‪ 181‬مثل ابن قدامة‪ :‬المغني ج ‪ 8‬ص ‪.155‬‬
‫‪ 182‬المغني ج ‪ 8‬ص ‪.155‬‬
‫‪ 183‬مثل المام الشنقيطي‪ .‬أضواء البيان ج ‪ 4‬ص ‪.471‬‬
‫‪ 184‬انظر فتح الباري ج ‪10‬ص ‪ 236‬وأضواء البيان ج ‪4‬ص ‪.471‬‬
‫‪ 185‬آية ‪ 85‬سورة غافر ‪.‬‬
‫‪ 186‬انظر تفسير القرطبي ج ‪ 2‬ص ‪ 49‬ج ‪ 15‬ص ‪.336‬‬
‫‪ 187‬آية ‪ 34-33‬المائدة‪.‬‬
‫‪ 4188‬انظر‪ :‬فتح القدير ج ‪2‬ص ‪ 36‬تفسير الرازي ج ‪3‬ص ‪ 215‬النسان بين السحر والعين والجان ص‬
‫‪.107‬‬
‫‪ 189‬تفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪ 49‬المغني ج ‪ 8‬ص ‪ 153‬تيسير العزيز الحميد ‪.342‬‬
‫‪ 190‬تفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪ 49‬المغني ج ‪ 8‬ص ‪ 153‬تيسير العزيز الحميد ‪.342‬‬
‫‪ 191‬تفسير القرطبي ج ‪2‬ص ‪ 49‬المغني ج ‪ 8‬ص ‪ 153‬تيسير العزيز الحميد ‪.342‬‬
‫‪ 192‬تفسير بن كثير ج ‪ 1‬ص ‪ 147‬وأضواء البيان ج ‪4‬ص ‪.456‬‬
‫‪ 193‬آية ‪ 38‬النفال ‪.‬‬
‫‪ 194‬انظر‪ :‬تفسير القرطبي ج ‪7‬ص ‪ 403-401‬وجواهر الكليل ج ‪2‬ص ‪.281‬‬
‫‪ 195‬آية ‪ 89 -86‬آل عمران ‪.‬‬
‫‪ 196‬تفسير القرطبي ج ‪ 4‬ص ‪.130– 129‬‬
‫‪ 197‬آية ‪ 78‬طه ‪.‬‬
‫‪ 198‬انظر المغني ج ‪ 8‬ص ‪ 154 -153‬وتيسير العزيز الحميد ص ‪.343‬‬
‫‪ 199‬انظر‪ :‬تيسير العزيز الحميد ص ‪.343‬‬
‫‪ 200‬المغني ج ‪ 8‬ص ‪.154‬‬
‫‪ 201‬رواه البخاري عن أبي هريرة في كتاب الطب باب ما أنزل الله داء إل أنزل له شفاء برقم ‪5678‬‬
‫وأحمد ج ‪1‬ص ‪.377‬‬
‫‪ 202‬رواه الترمذي في كتاب الطب باب ما جاء في الدواء والبحث عنه ج ‪ 4‬ص ‪ 383‬وقال حديث حسن‬
‫صحيح‪ ،‬وأبي داود برقم ‪ 3855‬في الطب باب ما جاء في الرجل يتداوى ‪ -‬وانظر‪ :‬جامع الصول حديث‬
‫‪.5628‬‬
‫‪ 203‬آية ‪ 15‬سورة الملك ‪.‬‬
‫‪ 204‬انظر لسان العرب ‪ ،‬مادة نشر‪.‬‬
‫‪ 205‬انظر تيسير العزيز الحميد ص ‪ 367‬والنهاية في غريب الحديث والثر ج ‪ 5‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 206‬هو الحسن البصري روي عنه أنه قالل يحل السحر إل ساحر انظر‪:‬فتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪ 233‬وتيسير‬
‫العزيز الحميد ص ‪.367‬‬
‫‪ 207‬تيسير العزيز الحميد ص ‪.367‬‬
‫‪ 208‬معارج القبول ج ‪ 1‬ص ‪.530‬‬
‫‪ 209‬فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم ج ‪1‬ص ‪.165‬‬
‫‪ 210‬رواه البخاري في الطب باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم برقم ‪.5410‬‬
‫‪ 211‬رواه مسلم في السلم باب الطب والمرض والترمذي في الجنائز باب ماجاء في التعوذ للمريض ‪.‬‬
‫‪ 212‬انظر رسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ عبد العزيز بن باز ص ‪ 15-14‬وانظر جامع الصول‬
‫حديث ‪.5715‬‬
‫‪ 213‬آية ‪ 82 – 81‬يونس ‪.‬‬
‫‪ 214‬آية ‪ 125-118‬العراف‪.‬‬
‫‪ 215‬آية ‪ 69‬طه‪.‬‬
‫‪ 216‬انظر تيسير العزيز الحميد ص ‪.368‬‬
‫‪ 217‬فتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪ 235‬وانظر‪ :‬الطب النبوي ص ‪.127-126‬‬
‫‪ 218‬الطب النبوي ص ‪ 125-124‬فتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪.200‬‬
‫‪ 219‬آية ‪1‬سورة الفلق ‪.‬‬
‫‪ 220‬آية ‪ 2‬سورة الفلق ‪.‬‬
‫‪ 221‬آية ‪ 1‬سورة الناس ‪.‬‬
‫‪ 222‬دلئل النبوة ج ‪7‬ص ‪.94‬‬
‫‪ 223‬رواه البخاري في كتاب الطب باب الدواء بالعجوة للسحر برقم ‪.5436-5435‬‬
‫‪ 224‬انظر‪ :‬فتح الباري ج ‪10‬ص ‪.238‬‬
‫‪ 225‬انظر‪ :‬فتح الباري ج ‪ 10‬ص ‪. 240‬‬
‫‪ 226‬هو القاسم بن سلم‪.‬‬
‫‪ 227‬انظر غريب الحديث له ج ‪ 2‬ص ‪ 43‬وتهذيب الثار للطبري ج ‪ 2‬ص ‪.124‬‬
‫زاد المعاد ج ‪3‬ص ‪.104‬‬ ‫‪228‬‬

‫الجامع لحكام القرآن ج ‪ 2‬ص ‪ 50-49‬وانظر‪ :‬تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪.148‬‬ ‫‪229‬‬

‫آية ‪ 122-117‬سورة العراف‪.‬‬ ‫‪230‬‬

‫آية ‪ 82-79‬يونس‪.‬‬ ‫‪231‬‬

‫آية ‪ 69-65‬سورة طه‪.‬‬ ‫‪232‬‬

‫رسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ عبد العزيز بن باز ص ‪.17-15‬‬ ‫‪233‬‬

You might also like