Professional Documents
Culture Documents
في
الكتاب والسنة
إعداد
المقدمة
وأخيرا ً أسييأل الله أن يتقبييل صييوابه ويتجاوز عيين خطئه إنييه سييميع مجيييب
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المبحث الول :في تعريف السحر وأنواعه
السيحر لغية :هيو الخذة ،وكيل ميا لطيف مأخذه ودق فهيو سيحر ،والجميع
حره ،ورجيل سياحر مين قوم سحرا ً و َ
سي ّ سحرا ً و ِي أسيحار ،وسيحور .وسيحره يسيحره َي
حارين ،ول يكسر". حار من قوم س ّ س ّ
حار ،و َ
س ّ
سحرة و ُ
والسيحر أيضيا :البيان فيي فطنية كميا جاء فيي الحدييث أنيه صيلىالله علييه
1
وسلم قال" :إن من البيان لسحرا"
قال ابيين الثييير :يعنييي إن ميين البيان لسييحرا :أي منييه مييا يصييرف قلوب
السيامعين وإن كان غيرحيق .وقييل معناه إن مين البيان ميا يكسيب مين الثيم ميا
يكتسييبه السيياحر بسييحره فيكون فييي معرض الذم .ويجوز أن يكون فييي معرض
المدح ،لنه تستمال به القلوب ويرضى به الساخط ويستنيزل به الصعب.
سحر:صييرف الشييي عيين حقيقتييه إلى غيره فكأن قال الزهري :وأصييل ال ّ يَ
الساحر لما أرى الباطل في صورة الحق وخي ّل الشيء على غير حقيقته قد سحر
الشيء عن وجهه أي صرفه.
قال الفراء :في قوله تعالىَ َ { :
ن} 2معناه فأنى تصرفون.3 حُرو َ
س َ فأنَّى ت ُ ْ
كمييا يأتييي السييحر ويراد بييه الخديعيية .يقال سييحره بالطعام والشراب :أي
خدعه ،والسحور المفسد من الطعام أو المكان.
1رواه البخاري في كتاب النكاح باب الخطبة ،ومسلم في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلة والخطبة.
2آية 89المؤمنين.
3لسان العرب ج 2ص.106 .
يقال :سحر المطر الطين والتراب :أفسد فلم يصلح للعمل.4
السحر في الصطلح:
عرف السيحر اصيطلحا بتعارييف كثيرة مختلفية متباينية ،ذلك لكثرة النواع
الداخلة تحته ول يتحقق قدر مشترك بينها يكون جامعا ً لها مانعًا لغيرها.5
ولختلف المذاهب فيه بين الحقيقة والتخييل .فمثل البعض يعرفه بتعاريف
ل تصدق إل على ما ل حقيقة له من أنواع السحر ،أو ما هو سحر في اللغة.
ومن هؤلء أبو بكر الرازي حيث قال" :هو كل أمر خفي سببه وتخيل على
غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخدع".6
وعرفيه البعيض بماله حقيقية وأثير كابين قدامية حييث قال" :السيحرعزائم
ورقيى وعقيد يؤثير فيي القلوب والبدان فيمرض ويقتيل ويفرق بيين امرء وزوجيه
ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه".7
وعرفيه أحيد العلماء المعاصيرين -تعريفا ً جميع فييه القسيمين .فقال" :هيو
عبارة عيين أمور دقيقيية موغلة فييي الخفاء يمكيين اكتسييابها بالتعلم تشبييه الخارق
للعادة ولييس فيهيا تحيد ،أو تجري مجرى التموييه والخداع تصيدر مين نفيس شريرة
تؤثر في عالم العناصر بغير مباشرة أو بمباشرة".8
ونسيتخلص مين هذه التعارييف وغيرهيا تعريفا ً لعله يكون جامعا ً بلفيظ موجيز
إن شاء الله.
فنقول :السيحر :هيو كيل ميا فييه مخادعية أوتأثيير فيي عالم العناصير نتيجية
السييتعانة بغييير الله ميين شيطان أو نحوه ،يشبييه الخارق للعادة وليييس فيييه تحييد
يمكن اكتسابه بالتعلم.
ثانياً :أنواع السحر:
السحرأنواع كثيرة منها :ماله حقيقة ،ومنها ما ليس له حقيقة ،ومنها ما هو
سيحر فيي اللغية "هيو السيحر المجازي" ،ولذا اختلفيت تقسييمات العلماء للسيحر
فبعضهييم جمييع الجميييع كالرازي وبعضهييم اقتصيير على مييا هييو سييحر فييي عرف
الشرع9وبعضهم اقتصر على ماله حقيقة فقط .وإليك شيئا ً من هذه النواع بشيء
من اليجاز.
القسيم الول -:ميا هيو سيحر فيي الشرع -ومنيه ماله حقيقية ،ومنيه ميا لييس
له حقيقة -ومن أنواعه ما يلي:
النوع الول:سحر أصحاب الوهام والنفوس القوية .ذلك أن الوهم والنفس
لييهما تأثيير على النسيان ،وبناءً على ذلك يقوم السياحر بأقوال وأفعال مخصيوصة
تقوي النفس حتى تؤثر في الخرين بقدرة الله تعالى.
وقد ذكر الرازي وجوها كثيرة تؤكد أن للوهم والنفس تأثيراً ،منها:
الول :أن النسان يمكنه أن يمشي على الجذع الموضوع على وجه الرض
ول يمكنيه المشيي علييه إذا كان ممدودا ً على نهير أو نحوه ذلك أن توهيم السيقوط
متى قوي أوجبه.
الثانيي:قيد أجميع الطباء على نهيي المرعوف عين النظير إلى الشياء الحمير
خشية أن يؤثر هذا على نفسه فيستمر رعافه وعلى نهي المصروع عن النظر إلى
الشياء القوية اللمعان أو الدوران لن هذا يؤثر في نفسه فيتمادى به صرعه.
كيل ذلك دلييل على أن التصيورات النفسيية التيي تعرض للنفيس تؤثير فيي
صاحبها.
الثالث :التجربية والعيان شاهدان بأن هذه التصيورات مبادئ قريبية لحدوث
الكيفيات فيي البدان فإن الغضبان تشتيد سيخونة مزاجيه حتيى إنيه يفيده سيخونة
قوييية .وذلك دليييل على أن النفوس لهيييا تأثييير فييي بدن صيياحبها وإذا جاز كون
التصيييورات مبادئ لحدوث الحوادث فيييي البدن فأي اسيييتبعاد مييين كونهيييا مبادئ
لحدوث الحوادث خارج البدن.
10
الرابع :ومما يؤكد أن النفس قد تؤثر بالخرين الصابة بالعين
وقد اتفق النقل والعقل على ذلك.قال صلى الله عليه وسلم" :العين حق
11
ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين"
4انظر لسان العرب مادة سحر ج 2ص ،107 -106.القاموس المحيط ج 2ص .45
5أضواء البيان ج 4ص.444 ،
6أحكام القرآن له ج 1ص .50
7الكافي ج 4ص 164وانظر تيسير العزيز الحميد ص .333
8السحر بين الحقيقة والوهم ص .38
9المراد في عرف الشرع :بحيث يحكم على صاحبه شرعا ً بأنه ساحر.
10التفسير الكبير للرازي ج ،3ص ( 209-208بتصرف).
ثيم قال" :12النفيس التيي تفعيل هذه الفاعييل قيد تكون قويية جدا ً تسيتغني
في هذه الفاعيل عن الستعانة باللت ...وقد تكون ضعيفة فتحتاج إلى الستعانة
بهذه اللت.
وتحقيقيه أن النفيس إذا كانيت متعليية على البدن شديدة النجذاب إلى عالم
السيماوات صيارت كأنهيا روح مين الرواح السيماوية فكانيت قويية على التأثيير فيي
مواد هذا العالم ،وإذا كانييت ضعيفيية شديدة التعلق بهذه اللذات البدنييية فحينئذ ل
يكون لهييا تأثييير البتيية إل فييي هذا البدن ...ثييم أرشييد إلى أنييه ل بييد لمزاولة هذه
العمال مين انقطاع المألوفات والمشتهيات وتقلييل الغذاء والنقطاع عين مخالطية
الخلق ،وكلما كانت هذه المور أكثر كان ذلك التأثير أقوى".13
والحيق أن هذا السياحر لم يؤثير على الخريين بنفسيه فقيط بيل هناك معيين،
وهذا المعييين إنمييا هييو شيطان ،ذلك أن السيياحر عندمييا خرج عيين حييد العتدال
المشروع فيي تلبيية رغبات الروح والجسيد وأشقيى نفسيه فيي معصيية الله ،تعلت
روحه على بدنه وقويت حتى أصبح من السهل على الرواح التعامل معها ،ومن ثم
تولتهيا الرواح الشيطانيية لكونهيا خبيثية ورغبتهيا فيي هذا السيلوك ،وذلك بتحقييق
أمور ل تسيتطيعها فيي حال اعتدالهيا ،لتسيتمر فيي هذا الطرييق الباطيل ميع عدم
شعورها بعون تلك الرواح .ولذا يمكن أن يطلق عيلى ما تحققه من أمور أحيوال
شيطانية 14أعاذنا الله منها.
النوع الثاني :السحر الذي يستعان فيه بالكواكب ومنه:
-1سيحر الكلدانييين وأهيل بابيل وغيرهيم ،وهؤلء كانوا قوميا صيابئين يعبدون
الكواكيييب السيييبعة ويعتقدون أنهيييا المدبرة للعالم وأن حوادث العالم كلهيييا مييين
أفعالها ،ومنها يصدر كل مظهر خير وشر ،وقد بعث الله إليهم إبراهيم عليه السلم
مبطل ً لمقالتهيم ونظرا ً لعتقادهيم أنهيا مدبرة مين دون الله فهيم يزعمون أن لهيا
ادراكات روحانيييية فإذا قوبلت ببخور خاص ولباس خاص على الذي يباشييير البخور
ميع إقداميه على أفعال خاصية ،وألفاظ يخاطيب بهيا الكواكيب كانيت روحانيية الفلك
مطيعة له متى ما أراد شيئا ً فعلته له على حد زعمهم .والحق أن الروحانيات التي
قضت حوائجهم إنما هي الشياطين أعاذنا الله منها ليستمروا في باطلهم فيضلوا
15
ويضلوا
-2ومنه نوع يسمى بالطلسم :وهو عبارة عن نقش أسماء خاصة لها تعلق
بالفلك والكواكيب -على زعيم أهلهيا -فيي جسيم مين المعادن أو غيرهيا تحدث بيه
خاصية ربطت في مجاري العادات ،ول بد مع ذلك من نفس صالحة لهذه العمال
16
فإن بعض النفوس ل تجري الخاصية المذكورة على يده
وهذا النوع مين السيحر يحصيل فيي الغالب إميا مين محتال ذكيي ميع مغفيل
فنتيجييية تصيييديقه يحصيييل الشعور النفسيييي بتأثيره .وأميييا مييين صييياحب علقييية
بالشياطييين ،وإنمييا يسييتعمل هذا الطلسييم لخفاء ضلله وكفره وكلهمييا محرم.
فالول كذب وغيش ،والثاني شرك ظاهر من فاعله .17وعلييه فلييس للكواكيب فييه
أي أثر.
-3ومنيه :النظير فيي حركات الفلك ودورانهيا وطلوعهيا وغروبهيا واقترابهيا
وافتراقهييا معتقدييين أن لكييل نجييم منهييا تأثييير حال انفراده كمييا أن له تأثيرا ً حال
اجتماعيه بغيره ،على الحوادث الرضيية مين غلء السيعار ورخصيها ووقوع الحوادث
ً 18
وهبوب الرياح ونحو ذلك وقد ينسبون إليه ذلك مطلقا
-4ومنيه النظير فيي منازل القمير الثمانيية والعشريين معتقديين التأثيير ،فيي
اقتران القمير بكيل منهيا ومفارقتيه وان فيي تلك المقارنية أو المفارقية سيعودا ً أو
نحسا ً أوتأليفا أو تفريقا ً وغير ذلك.19
-5ومنه ما يفعله من يستخدم الرقام لحروف أبجد هوز ....المسمى بعلم
الحرف .وهيو أن يكتيب حروف أبجيد هوز ...الخ .ويجعيل لكيل حرف منهيا قدرا ً مين
العدد معلوما ً ويجري على ذلك أسيماء الدمييين والزمنية والمكنية وغيرهيا ويجميع
جمعا ً معروفا ً عنده ويطرح طرحا ً خاصييا ً ويثبييت إثباتا ً خاصيياً ،وينسييبه إلى البراج
الثنيي عشير المعروفية عنيد أهيل الحسياب ،ثيم يحكيم على تلك القواعيد بالسيعود
معارج القبول ج 2ص 562 ،560 - 559وتيسير العزيز الحميد ص .364-363 20
انظر تفسير الرازي ج 3ص ،210وتفسير ابن كثير ج 1ص .145 21
انظر بدائع الفوائد ج 2ص 221ومعارج القبول ج 2ص ،563وأضواء البيان ج 4ص .452 26
وهيو أن يدعيي السياحر أنيه قيد عرف اسيم الله العظيم وأن الجين يطيعونيه
وينقادون له فيي أكثير المور فإذا اتفيق أن كان السيامع لذلك ضعييف العقيل قلييل
التمييييز اعتقييد أنييه حييق وتعلق قلبييه بذلك ،وحصييل فييي نفسييه نوع ميين الرعييب
والمخافية ،وإذا حصيل الخوف ضعفيت القوى الحسياسة فحينئذ يتمكين السياحر مين
أن يفعل ما يشاء.38
انظر تفسير الرازي ج 3ص 212 .وتفسير ابن كثير ج 1ص 146وعالم السحر والشعوذة ص .144 34
ختلف فيي السيحر هيل له حقيقية أم ل حقيقية له بيل مجرد تخيييل؟ على
ا ُ
قولين وإليك رأي كل من الفريقين مع بيان الرأي الصائب إن شاء الله.
القول الول :قول أهل السنة والجماعة:
لقد استدل أهل السنة على أن للسحر حقيقة وأثرا ً بأدلة كثيرة من الكتاب
والسنة ،ومن الواقع وإليك شيئا منها:
أول :الدلة من الكتاب منها ما يلي:
نما َ سلَي ْ َ ك ُِ مل ْ ِ ِ علَى ُ ن َ شيَاطِي ُ ِ ما تَت ْلُوا ال َّ عوا َ ِ واتَّب َ ُ -1قوله تعالىَ { :
ما و ر ح س ال س ا َ ن ال ن مو ّ عل ي روا َ
ف َ ك ن ي ط ا ي ش َ ّ ال ولَك ِِ َّ
ن سلَي ْ َ ما ك َ َ
ِِّ ْ َ َ َِ َِ ّ ُ َ ِ ُ َِ ُ َ ِ َِ ن َ ما ُ فَر ُِ و َِ َ
حت َِّى د ح َ أ ن م ن ما ّ عل ي ما و ت رو ما و ت رو ها َ
ل اب ب ب ن يَ ك َ مل ْ ال ى َ عل لَ ز ُ
َِ َ َِ ُ َ ِ َ ِِ ِ ِْ َ ٍ َ َِ َ َ َ ُ َ ُ ِْ ِ ِ َ ِ َ َ أن ْ ِ
ن ه بَي ِْ َ ن ب ِِ ِ قو َِ فر ُ ما ي ُ َ ما َِ ه َِ من ْ ُ ن ِ مو َِ عل ّ ُ فيَت َ َ فْر َ فل تَك ْ ُ ة َ فتْن َ ٌ ن ِ ح ُِ ما ن َ ْ قول إِن َِّ َ يَ ُ
ن ب ه م ن أ َحد إل بإذِْن الل َِّه ِّ ويتعل َّ
ما َِ ن
ِ َ مو ُ َ َ َ َ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ َ ِْ ِ ِ ِّ َِ ِِ ري ضا َ ب
ِْ ِ م ه
ُ ماَ َِ و ِ ه
ِ ج و
َ ْ ِ ز
َ و ء
ِ ال ْ َ ْ
ر م
نِْ م
ِ ةِ ر خ
ِ ال في ِِ ه
ُ َِ ل ماَ ُ َِ ِ راه َ ت ش ْ ا ن م َ ل موا ِ ل ع
َ ْ د ق َ َ ول م
ُ ِْ َ ه ع
ُ فَ ْ ن َ ي ول ض ُّ ِْ َم ه
ُ ر يَ ُ
َ َ ِِ ُ
ه أَ
عل َ ُ و كَان ُوا ي َ ْ َ ُ َ ْ َ
46
ن} مو َ ْ ل م ْ ه
ُ س َ ف ْ ن ِ ب
َ ْ ِ وا ر ش ما َ س
َ ئ ب
ٍ َ ِول ق خل َ
وجيه السيتدلل :اليية تدل على أن للسيحر حقيقية مين وجوه الول :أن الله
سيبحانه وتعالى قيد أخيبر فيهيا عين السيحر وأنيه مميا يعلم ويتعلم وأن متعلميه يكفير
بذلك وهذه الصفات ل تكون إل لماله حقيقة ،مما يدل على أن له حقيقة.47
الثانيي :أن الله تعالى قيد أخيبر فيي هذه اليية بأن للسيحر آثارا ً محسيوسة
كالتفريق بين المرء وزوجه والثر دليل على وجود المؤثر وأن له حقيقة.48
الثالث:كمييا أخييبر الله تعالى فييي هذه الييية بأن للسييحرضررا ً ل يتحقييق إل
بإذنيه ،والسيتثناء دلييل على حصيول الثار بسيببه والضرر أو الثير ل يكون إل مماله
حقيقة.49
َ
ر
ش ِّ ن َ م ِْ و ِ ق َ خل َِ َ ما َ ر َِ ش ِّ ن َ م ِْ ق ِ فل َِ ِ ب ال ْ َ عوذُ بَِر ّ ِِ لأ ُ ق ْ -2قوله تعالىُ { :
د إِذَا س ٍ حا ِ ِ ر َ ش َ ن م و د قَ ع ْ ال في ت ا َ ث فا شر الن َّ َّ َ ن و َ َ
ِّ َ ِْ ِ ِ ُ ِ ِ ِ ِ ِّ م ِْ و ِ ب َ ق َِ ق إِذَا َ س ٍ غا ِ ِ
50
سدَ} ح َ َ
وجييه السييتدلل :أن الله تعالى أمرنييبيه صييلى الله عليييه وسييلم فييي هذه
السورة بالستعاذة من شر النفاثات في العقد وهن السواحر كما فسرها جمهور
المفسييرين 51ممييا يدل على أن للسييحر حقيقيية وأثرا 52إضافيية إلى ذلك أن هذه
السيورة وسيورة الناس باتفاق جمهور المفسيرين سيبب نزولهما 53سيحر لبييد بين
-1أخرج البخاري بسينده إلى عيسيى بين يونيس عين هشام عين أبييه عين
عائشية رضيي الله عنهيا قالت :سيحر رسيول الله صيلى الله علييه وسيلم رجيل مين
بنيي زرييق يقال له لبييد بين العصيم حتيى كان رسيول الله صيلى الله علييه وسيلم
يخييل إلييه أنيه فعيل الشييء وميا فعله حتيى إذا كان ذات يوم ،أو ذات ليلة -وهيو
عندي لكنيه دعيا ودعيا ،ثيم قال "ييا عائشية أشعرت أن الله أفتانيي فيميا اسيتفتيته
فيه .أتاني رجلن فقعد أحدهما عند رأسي والخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه
54
ما وجع الرجل؟ قال :مطبوب
قال:ومين طبيه؟ قال لبييد بين العصيم.قال فيي أي شييئ؟ قال فيي مشيط
ومشاطة 55وجييف طلع 56نخلة ذكيير.قال :وأييين هييو؟ قال فييي بئر ذروان.57فأتاهييا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه ،فجاء فقال :يا عائشة كأن
مائها نقاعة الحنا 58وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين 59قلت يا رسول الله أفل
اسيتخرجته؟ قال قيد عافانيي الله فكرهيت أن أثيير على الناس فييه شرا ً فأمير بهيا
60
فدفنت
61
وفي رواية لمسلم "فقلت يا رسول الله أفل أحرقته"
52انظر أضواء البيان ج 4ص ،437ونيل الوطار ص 363والمغني ج 8ص 151وشرح المهذب ج
19ص 240وفتح المجيد ص 222
53أسباب النوزل للنيسابوري ص 347وأسباب النزول للسيوطي ص 550والتفسير القيم ص 567
وتفسير القرطبي ج 2ص 546وقد يقول قائل كيف أن سورة الفلق مكية ويكون سبب نزولها ماوقع
من سحر للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ؟ ويجاب على ذلك بأن سورة الفلق ليست مكية
وإنما هي من السور المختلف فيها والرجح أنها مدنية كما في الصحاح ،قال اللوسي بعد أن حكى
الخلف ورجح أنها مدنية قال:فل يلتفت لمن قال بمكيتها وحتى لوسلمنا بأنها مكية فإنه ل يلزم منه أنها
ل تكون علجا ً للسحر .انظر الناسخ والمنسوخ ص 144وروح المعاني ج 30ص 278والسحر بين
الحقيقة والوهم ص .69
54المطبوب :المسحور.
55المشط:ما يسرح به الشعر ،المشاطة هي الشعر الذي يسقط من الرأس واللحية عند تسريحه.
56وعاء طلع النخل:هو الغشاء الذي يكون عليه ويطلق على الذكر والنثى ،ولذا قيده في الحديث بالذكر.
57وهي بئر في المدينة في بستان بني رزيق.
58الماء الذي ينقع فيه الحنا أي أحمر
59أي كأن نخلها الذي يشرب من مائها -وقد التوى سعفه -رؤس الشياطين أي في قبحه
60رواه البخاري في كتاب الطب باب السحر 5763ومسلم في كتاب السلم باب السحر .انظر مسلم
المطبوع مع شرح النووي ج 14ص 178 - 174
61رواه مسلم في كتاب السلم باب السحر.صحيح مسلم بشرح النووي ج 14ص ( 177المتن)
62صحيح مسلم بشرح النووي ج 14ص (177الشرح)
63فتح الباري ج 10ص 230
64انظر :التفسير القيم ص 571والتفسير الكبير للرازي ج 3ص ،213وشرح النووي على صحيح مسلم
ج 14ص 174وتفسير القرطبي ج 2ص .213
65
المؤمنات"
وجيه السيتدلل :أن الرسيول صيلى الله علييه وسيلم أمرنيا باجتناب السيبع
الموبقات وعد منها السحر بل جعله في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله .مما يدل
على أن له حقيقة.
66
صبح بسيبع تمرات عجوة -3قول الرسيول صيلى الله علييه وسيلم" :مين ت ّي
67
لم يضره ذلك اليوم سم ول سحر"
وجه الستدلل :أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى ما فيه وقاية
من السحر وليتوقى إلشيء له حقيقة وأثر بين،كما أنه قارنه بالسم والسم متفق
بأن له حقيقة وأثرا ً فكذلك إذا ً السحر.68
ثالثاً :الدليل من الواقع :كذلك من أدلة أهل السنة على أن للسحر حقيقة:
الواقع المشاهد وما اشتهر بين الناس من عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فل
يقدرعلى إتيانهيا.وحل عقده فيقدر عليهيا بعد عجز عنها حتى صار متواترا ً ل يمكن
جحده.
وروى من أخبار السحرة ما ل يكاد يمكن التواطؤ على الكذب فيه.69
وجماعيية ميين العلماء كأبييي منصييور الماتريدي وابيين حزم وأبييي جعفيير
الستراباذي من الشافعية وأبي بكر الجصاص ،وغيرهم.
ويتلخص رأيهم في أن السحر ل حقيقة له وإنما هو تمويه وتخييل فل تأثير
له ل فيي مرض ول حيل ول عقييد ولغييير ذلك ،وعلى ذلك فهيم ينكرون مين أنواع
السحر ما كان له حقيقة ويجعلونه ضربا ً واحدا ً وهو سحر التخييل.
يقول القاضيي عبيد الجبار ":إن السيحر فيي الحقيقية ل يوجيب المضرة لنيه
70
ضرب من التمويه والحيلة…"
ويقول أبييو منصييور الماتريدي" :والصييل أن الكهانيية محمول أكثرهييا على
71
الكذب والمخادعة والسحر على التشبيه والتخييل"
ويقول ابيين حزم…" :وقييد نييص الله عييز وجييل على مييا قلنييا فقال تعالى:
َ
عى} 72فأخيبر س َ
ها ت َِ ْم أن َِّ َ
ه ْر ِ
ح ِ
س ْن ِِم ِْ ل إِلَي ِْ ِ
ه ِ خي َّ ُ
م يُ َ صي ُّ ُ
ه ْ ع ِِ
و ِ
م َ حبَال ُ ُ
ه ِْ { َ
فإِذَا ِ
73
الله تعالى أن عمل أولئك السحرة إنما كان تخيل ً ل حقيقة"...
وقال ابن حجر" :واختلف في السحر :فقيل هو تخييل فقط ول حقيقة له
وهذا اختيار أبيي جعفير السيتراباذي مين الشافعيية وأبيي بكير الرازي مين الحنفيية
74
وابن حزم الظاهري وطائفة"
وقد أيدوا قولهم هذا بشبهات نقلية وعقلية.
س َ
ن الن ّا ِِِ حُروا أ َ ْ
عي ُِِ َ وا ما أَل ْ َ
س َ
ق َِِْ فل َِِ َّ
الشبهييية الولى :قوله تعالىَ { :
75
عظِيمٍ} ر َح ٍ جاءُوا ب ِ ِ
س ْ و َ
م َ
ه ْ
هبُو ُ
ستَْر َ
وا ْ
َ
وجييه السييتدلل :قالوا الييية تدل على أن السييحرة حاولوا إرهاب الناس
وتخويفهيم بأن خيلوا لعيين الناظريين أمرا ً ل حقيقية له مميا يدل على أن السيحر ل
حقيقة له.76
َ ْ َ َ
مى ظُلْما ً إِن َّ َ
ما ل الْيَت َا َ
وا َ
م َ
نأ ْن يَأكُلُو َ ن ال ّ ِ
ذي َ 65رواه البخاري في كتاب الوصايا .باب قوله تعالى {إ ِ ّ
عيراً} برقم 2615ورواه مختصرا بلفظ"اجتنبوا الموبقات ْ
س ِ
ن َ صل َ ْ
و َ سي َ ْ م ن َارا ً َ
و َ في بُطُون ِ ِ
ه ْ يَأكُلُو َ
ن ِ
الشرك بالله والسحر"في كتاب الطب باب الشرك والسحر من الموبقات برقم 5431
66ضرب من أجود تمر المدينة والينه .انظر فتح الباري ج 10ص .238
67رواه البخاري في كتاب الطب باب الدواء بالعجوة للسحر برقم ،5769ومسلم في كتب الشربة باب
فضل تمر المدينة .انظر:صحيح مسلم المطبوع مع شرح النووي ج 14ص .2
68انظر :السحر بين الحقيقة والخيال ص .66
69انظر :المغني لبن قدامه ج 8ص .151
70انظر :متشابه القرآن ج 1ص .101
71التوحيد له209 ،
72آية 66سورة طه.
73الفصل له ج 5ص 506وانظر المحلى له ج 1ص .36
74فتح الباري ج 10ص ،222وانظر أحكام القرآن للجصاص ج 1ص 59 ،52
75آية 116سورة العراف
76انظر :أضواء البيان ج 4ص 437والفصل ج 5ص 6
ن
م ِْه ِ ل إِلَي ِْ ِ خي َّ ُ
م يُ َ ه ْ صي ُّ ُع ِِ و ِم َه ِْحبَال ُ ُ فإِذَا ِ الشبهية الثانيية قوله تعالىَ { :
َ
م أن َّ َ
77
عى} س َها ت َ ْ ه ْ
ر ِ
ح ِس ْ ِ
حُر
سا َِ ح ال ّ ْ
ول ي ُفل ِ ُ ر َ َ َ
ح ٍ سا ِعوا كيْدُ َ صن َ ُما َ الشبهة الثالثة :قوله تعالى{:إِن ّ َ
78
ث أَت َى} حي ْ ُ َ
وجه الستدلل :يقول ابن حزم ":وقد نص الله عز وجل على ما قلنا فقال
َ
م أن َّ َ ل إِلَي ْ ِ
خي َّ ُ صي ُّ ُ حبَال ُ ُ تعالى { َ
79
عى} س َ ها ت َ ْ ه ْر ِح ِس ْن ِ م ْه ِ م يُ َ
ه ْ ع ِو ِ
م َ
ه ْ فإِذَا ِ
فأخبر تعالى أن عمل أولئك السحرة إنما كان تخييل ل حقيقة له.
80
ث أَت َى}
حي ْ ُ
حُر َ ح ال َّ
سا ِ ول ي ُ ْ
فل ِ ُ ر َ
ح ٍ عوا كَيْدُ َ
سا ِ صن َ ُ وقال تعالى {إِن َّ َ
ما َ
81
فأخبر تعالى أنه كيد ل حقيقة له"
الشبهية الولى :قالوا إن فيي القول بأن للسيحر أثرا ً خارقا ً للعادة يلزم منيه
أن يكون هناك موجودا ً مثل ً لله تعالى.كميا أنيه ل يمكين العلم معيه بالفرق بيين ميا
يختص الله بالقدرة عليه وبين مقدور العباد.83
الجواب :يقال لهيم هذه الشبهية باطلة ول يلزم مين القول بأن للسيحر أثراً
ما زعمتم ،ذلك أن أهل السنة لما قالوا بأن للسحر أثرا ً لم يطلقوا القول بحصول
كيل أثير أو بحصيول أثير يصيل إلى مرتبية الخلق واليجاد ،ذلك أن الموجيد الحيق هيو
الله وحده ل شريك له.
ق ك ُ َّ َ
ل خل َ َ
و َ
يٍء....الية} وقال تعالى { َ ل َ ق ك ُ ِّ قال تعالى{ :الل ّ ُ
84
ْ ش ه َ
خالِ ُ
خل ُِِِ ُ
ق ن ل يَ ْم ِِِْ خل ُِِِ ُ
ق كَ َ ن يَ ْ
م ِِِْ ديراً} 85وقال تعالى {أ َ َ
ف َ قدََّرهُِِِ ت َ ْ
ق ِ ف َ
يٍء َ َ
ش ْ
000اليية} والقول بأن أثير السيحر يصيل إلى درجية الخلق شرك فيي الربوبيية. 86
فهو سبب قد ربط الله به بعض المسببات في حدود قدرة الخلق من الجن
والنيس وبميا أن قدرة الشياطيين تختلف عين قدرة النيس لذا قيد يظين الجاهيل أن
حصيول الثير المناقيض للعادة فوق قدرة الخلق والواقيع أنيه فيي حدود قدرة الخلق
من الجن والنس ولذا يمكن معارضته بمثله وأقوى منه.87
وإذا كان كذلك فلن يلزم من القول بان للسحر أثرا ً ما زعمتم .والله أعلم.
الشبهية الثانيية :يروي الرازي عين القاضيي أنيه قال" :أنيا لو جوزنيا ذلك"88
لتعذر السيييتدلل بالمعجزات على النبوات لنييييا لو جوزنييييا اسييييتحداث الخوارق
بواسطة تمزيج القوى السماوية بالقوى الرضية لم يمكنا القطع بأن هذه الخوارق
ولكين النيبي يتحدى بهيا الخلق ويسيتعجزهم عين مثلهيا ويخيبر عين الله تعالى
بخرق العادة بهيا لتصيديقه فلو كان كاذبا ً لم تنخرق العادة على يدييه .ولذا ل يمكين
معارضته بمثله أو أقوى منه؛ إذ إنّه ليس في مقدور الجن والنس.
ن يَأْت ُوا ب ِ ِ
َِ
مث ْ ِ
ل علَى أ ْ ج ُِّ
ن َ وال ْ ِس َت الِن ِْ ُ
ع ِِ م َ
جت َ َ ل لَئ ِِ ِ
نا ْ ق ْقال تعالىُ { :
ً 90
هيرا} َ ظ ض ع ب ل م ه ض عب ن اَ ك و َ ْ ْ هذَا ال ْ ُ
ِ َ َ ْ ُ ُ ْ ِ َ ْ ٍ ن ل يَأت ُو َ ِ ِ ِ ِ َ ْ
ول ه ل ث م ب ن قْرآ ِ َ
أمييا الولي والسيياحر :فل يتحديان الخلق ول يسييتدلن على نبوة ولو ادعيييا
شيئا ً من ذلك لم تنخرق العادة لهما.
وأما الفرق بين الولي والساحر فمن وجوه منها:
والكرامية ل تفتقير إلى شييئ مين ذلك .وفيي كثيير مين الوقات تقيع الكرامية
اتفاقا من غير أن يستدعيها أو يشعر بها.
الثالث :أن ميا يأتيي بيه السيحرة ،يمكين معارضتيه بمثله وأقوى منيه كميا هيو
الواقع بخلف الكرامات فهي كالمعجزات ل يمكن لحد أن يعارضها بمثلها أو أقوى
منها.
الرابييع :إن مايأتييي بييه السييحرة ل يخرج عيين كونييه مقدورا ً للنييس والجيين
بخلف الكرامات فهي كالمعجزات ل يقدر عليها إل الله.91
الشبهية الثالثية :يروي الرازي عين القاضيي أنيه قال...":لو جوزنيا أن يكون
فييي الناس ميين يقدر علىخلق الجسييم والحياة واللوان لقدر ذلك النسييان على
تحصييل الموال العظيمية مين غيير تعيب .لكنيا نرى مين يدعيي السيحر متوصيل إلى
92
اكتساب الحقير من المال بجهد جهيد فعلمنا كذبه".
الجواب :يقال لهيييم هذه الشبهييية باطلة ول تلزمنيييا لنيييا لم نطلق الحكييم
بحصييول كييل تأثييير مهمييا كان بييل قلنييا فييي نطاق معييين ل يتجاوز التصييرف فييي
العراض ميييين باب التأثييييير على القلوب بالحييييب والبغييييض وعلى البدان باللم
والسيقم .أميا أن يقلب الجماد حيوانا ً أو عكسيه أو الحدييد ذهبا ً أو نحوه فلييس فيي
مقدور الساحر.93
وبذلك يزول اللبس وتبطل هذه الشبهة .والله أعلم.
والظهير فيي هذه المسيألة -والله أعلم -أن السيحر المذموم صياحبه لييس
كله حقيقة وليس كله تخييلً .بل منه ما هو حقيقة كما دلت عليه أدلة أهل السنة،
ومنه ما هو تخييل كما دلت عليه اليات التي استدل بها المخالفون .وبذلك يتضح
عدم التعارض بين الدلة النقلية .وعلى هذا جماهير العلماء من المسلمين .94والله
أعلم.
تابع لحقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة
-القرآن الكريم.
-الحسان بترتيب صحيح ابن
حبان :
بترتيب المير علء الدين علي
بن بلبان.
89تفسير الرازي ج 3ص 306،314وانظر الفصل ج 5ص 7ومتشابه القرآن ج 1ص .102
90آية 88سورة السراء.
91شرح النووي على صحيح مسلم ج 14ص ،176-175النبوات لبن تيمية ص ،282-281فتح الباري
ج 10ص .223
92تفسير الرازي ج 3ص .206
93انظر فتح الباري ج 10ص .223
94أضواء البيان ج 4ص ،438-437ص 455وتيسيير العزيز الحميد .334
-أحكام القرآن :
تأليف محمد بن عبدالله؛
المعروف بابن العربي ،المتوفى
سنة 543هِ ،تحقيق علي بن محمد
البجاوي ،الناشر دار المعرفة.
-أحكام القرآن :
تأليف عماد الدين بن محمد
الطبري؛ المعروف بألكيا
الهراسي ،المتوفى 504هِ ،الناشر
دار الكتب العلمية ،بيروت.
-أحكام القرآن :
تأليف أبي بكر بن أحمد بن
علي الرازي الجصاص ،المتوفى
370هِ ،الناشر دار الكتاب العربي،
بيروت.
-الختيار لتعليل المختار :
تأليف عبدالله بن محمود بن
مودود الموصلي الحنفي،
المتوفى 683هِ ،الناشر مكتبة محمد
علي صبيح وأولده ،القاهرة.
-إرواء الغليل في تخريج
أحاديث منار السبيل :
تأليف محمد بن ناصر الدين
اللباني ،إشراف زهير الشاويش،
الناشر المكتب السلمي ،الطبعة
الولى عام 1399هِ.
-الستذكار :
لبي عمر يوسف بن عبدالله
بن عبدالبر ،المتوفى 463هِ ،تحقيق
علي ناصف ،الناشر لجنة إحياء
التراث السلمي ،الطبعة الولى.
-الشباه والنظائر في قواعد
وفروع فقه الشافعية :
لجلل الدين عبدالرحمن
السيوطي ،المتوفى 911هِ ،الناشر
دار الكتب العلمية ،بيروت 1399هِ.
-الشراف على مسائل الخلف
:
للقاضي عبدالوهاب بن علي
البغدادي ،المتوفى 422هِ ،الناشر
مطبعة الدارة ،الطبعة الولى.
-الصل :
لمحمد بن الحسن الشيباني،
المتوفى 189هِ ،تعليق أبي الوفاء
الفغاني ،طبع حيدر آباد الدكن،
الهند 1391هِ.
-العتبار في الناسخ
والمنسوخ من الثار :
لمحمد بن موسى بن عثمان
الحازمي ،الطبعة الولى.
-إعلء السنن :
تأليف ظفر أحمد العثماني،
الناشر إدارة القرآن والعلوم
السلمية ،كراتشي باكستان،
الطبعة الولى.
-الفصاح عن معاني الصحاح :
تأليف يحيى بن محمد بن
هبيرة ،المتوفى 560هِ ،الناشر
المؤسسة السعيدية ،الرياض.
-الم :
للمام محمد بن إدريس
الشافعي ،المتوفى 204هِ ،مطبعة
الشعب ،القاهرة.
-النتصار في المسائل الكبار
على مذهب المام أحمد بن حنبل
:
لبي الخطاب محفوظ بن أحمد
بن الحسن الكلوذاني ،المتوفى
510هِ ،تحقيق د.سليمان العمير،
د.عوض رجاء العوفي ،د.عبدالعزيز
البعيمي الطبعة الولى 1413هِ،
الناشر مكتبة العبيكان ،الرياض.
-النصاف في معرفة الراجح
من الخلف على مذهب المام
أحمد:
لعِلء الدين أبي الحسن علي
بن سليمان المِرداوي ،المتوفى
سنة 855هِ ،تحقيِق محمِد حامد
الفِقِي ،الطبعة الولى سنة
1376هِ.
-الوسط :
لبي بكر محمد بن المنذر،
المتوفى سنة 318هِ ،تحقيق
الدكتور أبو حماد صغير ،الناشر
دار طيبة ،الرياض ،الطبعة الولى.
-بدائع الصنائع في ترتيب
الشرائع :
تأليف علء الدين مسعود
الكاساني الحنفي ،الناشر زكريا
علي يوسف ،طبع بمطبعة المام
بمصر.
-بداية المجتهد ونهاية
المقتصد :
لبي الوليد محمد بن أحمد بن
رشد القرطبي ،المتوفى سنة
595هِ ،الناشر دار المعرفة ،بيروت.
-بلغة السالك لقرب المسالك
إلى مذهب مالك :
لحمد بن محمد الصاوي،
المتوفى سنة 1241هِ الناشر دار
المعرفة ،بيروت.
-البيان والتحصيل :
لبي الوليد محمد بن أحمد بن
رشد القرطبي ،المتوفى سنة
520هِ ،الناشر دار الغرب السلمي،
بيروت ،لبنان 1404هِ.
-تاج العروس من جواهر
القاموس :
تأليف محمد بن مرتضى
الزبيدي ،الناشر دار مكتب الحياة،
بيروت.
-تحفة الحوذي بشرح جامع
الترمذي :
لبي يعلي محمد بن
عبدالرحمن المباركفوري،
المتوفى سنة 1353هِ ،تصحيح
عبدالرحمن محمد عثمان ،طبع
التحاد العربي 1384هِ ،الناشر
المكتبة السلفية.
-تحفة الفقهاء :
لعلء الدين محمد بن أحمد
السمرقندي ،المتوفى سنة 540هِ
تحقيق محمد المنتصر ،ووهبة
الزحيلي ،الناشر دار الفكر،
بيروت.
-التعريفات :
للشريف علي بن محمد
الجرجاني ،الناشر دار الكتب
العلمية ،بيروت 1403هِ.
-التفريع :
لبي القاسم عبيد الله بن
الحسين بن الجلب ،المتوفى سنة
378هِ ،دراسة وتحقيق د.حسين بن
سالم الدهماني ،الناشر دار الغرب
السلمي الطبعة الولى 1408هِ.
-تفسير القرآن العظيم :
لسماعيل بن عمر بن كثيِر،
المتوفى سنة 774هِ ،تحقيق
عبدالعزيز غنيم ،ومحمد أحمِد
عاشِور ،ومحمد إبراهيم البنا،
كتاب الشعب.
-تقريب التهذيب :
للحافظ أحمد بن علي بن حجر
العسقلني ،المتوفى سنة 852هِ،
الناشر دار الرشد ،سوريا ،حلب.
-التلخيص الحبير في تخريج
أحاديث الرافعي الكبير :
للحافِظ أحمد بن علي بن حجر
العسقلني ،المتوفى سنة 852هِ،
تصحيِح السيِد هاشم عبدالله
اليمانِي ،الناشر ،دار المعرفة،
بيروت.
-تلخيص المستدرك :
لشمس الدين أبي عبدالله بن
أحمد الذهبي ،المتوفى سنة 848هِ،
مطبوع بذيل المستدرك ،الناشر
دار الباز للنشر والتوزيع ،مكة.
-التمهيد لما في الموطأ من
المعاني والسانيد :
لبي عمر يوسف بن عبدالله
بن عبدالبر ،المتوفى سنة 463هِ،
الناشر مطبعة فضالة ،وزارة
الوقاف والشئون السلمية،
المغرب.
-جامع البيان في تفسير
القرآن :
لبي جعفر محمد بن جرير
الطبري ،المتوفى سنة 310هِ
تحقيق محمود محمد شاكر،
الناشر دار المعارف بمصر،
الطبعة الثانية.
-الجامع لحكام القرآن :
تأليف محمد بن أحمد النصاري
القرطبي ،المتوفى سنة 671هِ،
الناشر دار إحياء التراث العربي،
بيروت ،الطبعة الولى1362 ،هِ.
-الجرح والتعديل :
لبي محمد عبدالرحمن بن أبي
حاتِم الِرازي ،المتوفِى سنة
327هِ ،الناشر دار إحياء التراث
العربي ،بيِروت ،الطبعِة الولى
1362هِ.
-جواهر الكليل شرح مختصر
خليل :
لصالح عبدالسميع البي
الزهري ،الناشر دار إحياء الكتب
العربية ،عيسى البابي الحلبي،
مصر.
-الجوهر النقي :
لعلء الدين بن علي بن عثمان
الشهير بابن التركماني ،المتوفى
745هِ ،مطبوع بذيل السنن الكبرى
للبيهقي.
-حاشية علي سنن الترمذي :
لحمد شاكر ،مطبوعة بذيل
سنن الترمذي ،الناشر مصطفى
البابي الحلبي وشركاه.
-حاشية رد المحتار على الدر
المختار المعروف بحاشية ابن
عابدين :
لمحمد أمين الشهير بابن
عابدين ،المتوفى سنة 1252هِ ،مع
التكملة لنجل المؤلف ،الناشر
مصطفى البابي الحلبي ،مصر،
الطبعة الثانية 1386هِ.
-الحاوي الكبير في فقه مذهب
المام الشافعي :
لبي الحسن علي بن محمد
الماوردي ،المتوفى سنة 405هِ
تحقيق علي محمد معوض ،عادل
عبدالموجود ،دار الكتب العلمية،
بيروت ،الطبعة الولى 1414هِ.
-حلية العلماء :
لمحمد بن أحمد الشاشي
القفال ،المتوفى سنة 507هِ،
تحقيق د.ياسين أحمد دراكه،
مؤسسة الرسالِة ،بيروت ،الطبعة
الولى 1400هِ.
-الذخيرة :
لشهاب الدين أحمد بن إدريس
القرافي ،المتوفى سنة 684هِ،
تحقيق د.محمد حجي ،مطبعة دار
الغرب السلمي ،بيروت.
-روضة الطالبين :
لبي زكريا محي الدين بن
شرف النووي ،المتوفى سنة
676هِ ،الناشر المكتب السلمي.
-سنن الترمذي ( الجامع
الصحيح ) :
للحافظ أبي عيسى محمد بن
عيِسى الترمِذي ،المتوفِى سنة
279هِ ،تحقيق أحمد شاكِر ورفقاه،
الناشِر مصطفى البابي الحلبي،
القاهرة.
-سنن الدارقطني :
للحافظ علي بن عمر
الدارقطني ،المتوفى سنة 385هِ،
تحقيق عبدالله هاشم المدني،
الناشر دار المحاسن للطباعة،
القاهرة.
-سنن أبي داود :
للحافظ أبي داود سليمان
الشعِث السجستاني ،المتوفى
سنة 275هِ ،تحقيق عزت عبيد
الدعاس ،طبع محمد علي السيد،
حمص.
-السنن الكبرى :
لبي بكِر أحمد بن الحسين
البيهقِي ،المتوفى سنة 458هِ،
الناشر دار الفكر.
-سنن ابن ماجه :
لبي عبدالله محمد بن يزيد
القزويني ،المتوفى سنة 275هِ،
تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي،
الناشر عيسى البابي.
-سنن النسائي :
لبي عبدالرحمن أحمد بن
شعيب النسائي ،المتوفى سنة
303هِ ،الناشر دار إحياء التراث،
بيروت.
-شرح الزرقاني على موطأ
المام مالك :
لمحمد بن عبدالباقي بن
يوسف الزرقاني ،المتوفى سنة
1122هِ ،الناشر دار المعرفة،
بيروت.
-شرح الزركشي على مختصر
الخرقي :
لشمس الدين الزركشي،
المتوفى سنة 772هِ ،تحقيق
وتخريج د.عبدالله الجبرين ،طبع
بمطابع العبيكان ،الرياض.
-شرح السنة :
لبي محمد الحسين بن مسعود
الفراء البغوي ،المتوفى سنة
516هِ ،تحقيق شعيب الرناؤوط،
وزهير الشاويش ،الطبعة الولى
1390هِ ،الناشر المكتب السلمي.
-الشرح الصغير على أقرب
المسالك إلى مذهب المام مالك :
مد بن أحمد، لحمد بن مح ّ
فى سنة: المعروف بالدّردير المتو ّ
1206هِ الناشر دار المعارف بمصر.
-شرح فتح القدير على الهداية
:
لكمال الدين محمد بن
عبدالواحد ،المعروف بابن الهمام
الحنفي ،المتوفى سنة 681هِ،
الطبعة الثانية عام 1397هِ ،الناشر
دار الفكر.
-شرح ابن القيم على سنن
أبي داود :
للمام محمد بن أبي بكر؛
المعروف بابن القيم ،المتوفى
سنة 571هِ ،مطبوع مع مختصر
المنذري.
-شرح معاني الثار :
لبي جعفر أحمد بن محمد
الطحاوي الحنفي ،المتوفى سنة
321هِ ،الناشر دار الكتب العلمية،
بيروت.
-الشرح الممتع على زاد
المستقنع :
للشيخ محمد بن صالح
العثيمين ،الطبعة الولى 1415هِ
مؤسسة آسام للنشر ،الرياض.
-شرح منظومة المرشد المعين
:
للشيخ محمد بن أحمد الفاس.
-شرح النووي على صحيح
المام مسلم :
لبي زكريا محي الدين بن
شرف النووي ،المتوفى سنة
676هِ ،الناشر دار الفكر ،بيروت.
-صحيح الدب المفرد للمام
البخاري :
لمحمد بن ناصر الدين اللباني،
الناشر مكتبة ابن تيميه ،القاهرة.
-صحيح البخاري :
للمام محمد بن إسماعيل
البخاري ،المتوفى سنة 256هِ،
بتصحيح محمد ذهني.
-صحيح ابن خزيمة :
لبي بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة السلمي ،المتوفى سنة
311هِ ،تحقيق د.محمد مصطفى
العظمي ،الناشر شركة الطباعة
العربية السعودية ،الرياض 1401هِ.
-صحيح سنن أبي داود ،صحيح
سنن ابن ماجه ،صحيح سنن
الترمذي ،صحيح سنن النسائي :
لمحمد ناصر الدين اللباني،
الطبعة الولى ،المكتب السلمي،
بيروت ،الناشر مكتب التربية
العربي لدول الخليج ،الرياض.
-صحيح مسلم :
للمام مسلم بن حجاج
القشيري ،المتوفى سنة 261هِ،
تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي،
الناشر عيسى البابي الحلبي،
1374هِ.
-عقد الجواهر الثمينة في
مذهب عالم المدينة :
لجلل الدين ابن شاس،
المتوفى 616هِ ،تحقيق د.محمد أبو
الجفان ،عبدالله منصور ،الطبعة
الولى 1415هِ ،دار الغرب
السلمي ،بيروت.
-عمدة القاري شرح صحيح
البخاري :
لبدر الدين أبي محمد محمود
بن أحمد العيني ،المتوفى سنة
855هِ ،الناشر مطبعة البابي
الحلبي ،مصر ،الطبعة الولى
1392هِ.
-الغاية القصوى في دراية
الفتوى :
لقاضي القضاة عبدالله بن عمر
البيضاوي ،المتوفى سنة 685هِ،
تحقيق علي محي الدين القرة
داغي ،الناشر دار الصلح ،الدمام،
السعودية.
-غاية المرام شرح مغني ذوي
الفهام :
لعبدالمحسِن بن ناصِر آل
عبيكِان ،الناشر مكتبة العبيكان،
الريِاض.
-فتاوى وتنبيهات ونصائح :
لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن
عبدالله بن باز ،الطبعة الولى
1419هِ ،دار الندلس ،حائل.
-فتح العزيز شرح الوجيز وهو
الشرح الكبير :
لبي القاسم عبدالكريم محمد
الرافعي ،المتوفى سنة 623هِ،
مطبوع مع المجموع ،ومع
التلخيص الحبير لبن حجر ،الناشر
دار الفكر ،بيروت.
-الفروع :
لشمس الدين أبي عبدالله بن
مفلح المقدسي ،المتوفى سنة
763هِ ،الطبعة الثانية1388 ،هِ،
الناشر عالم الكتب.
-القوانين الفقهية :
لبي القاسم محمد بن جزي،
المتوفى سنة 741هِ ،الناشر دار
العلم ،بيروت.
-الكافي في فقه المام أحمد
بن حنبل :
لموفق الدين عبدالله بن أحمد
بن قدامه ،المتوفى سنة 620هِ،
تحقيق زهير الشاويش ،الطبعة
الثالثة عام 1402هِ ،الناشر المكتب
السلمي ،بيروت.
-الكافي في فقه أهل المدينة
:
لبي عمر يوسف بن عبدالله
بن عبدالبر ،تحقيق محمد بن
محمد ولد ماديك الموريتاني،
الناشر المحقق عام 1399هِ.
-الكليات معجم في
المصطلحات والفروق اللغوية :
لبي البقاء أيوب بن موسى
الحسيني الكفوي ،منشورات
وزارة الثقافة الرشاد القومي،
دمشق.
-اللباب في الجمع بين السنة
والكتاب :
لبي محمد علي بن زكريا
المنبجي ،المتوفى سنة 686هِ،
تحقيق محمد فضل مراد ،الطبعة
الولى عام 1403هِ ،الناشر
دارالشروق ،جدة.
-لسان العرب :
لبي الفضل جمال الدين محمد
بن مكرم بن منظور الفريقي
المصري ،الناشر دار صادر بيروت.
-المباشرة وأثرها في نقض
العبادة :
تأليف د.عبدالعزيز مبروك
الحمدي ،الناشر دار البخاري
للنشر والتوزيع1416 ،هِ.
-المبدع في شرح المقنع :
لبي إسحاق برهان الدين
إبراهيم بن محمد عبدالله بن
مفلح،المتوفى سنة 884هِ ،الطبعة
الثالثة بالوفست 1318هِ ،الناشر
دار المعرفة بيِروت.
-المبسوط :
لبي بكِر محمد بن أحمد
السرخسِي ،المتوفى سنة 483هِ،
الطبعة الثالثة بالوفسِت عام
1398هِ ،الناشِر دار المعرفة،
بيروت.
-مجمع النهر في شرح ملتقى
البحر :
تأليف عبدالله بن الشيخ محمد
بن سليمان؛ المعروف بِ (داما
أفندي) المتوفى سنة 1078هِ
الناشر دار إحياء التراث العربي.
-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد :
لنورالدين علي بن أبي بكر
الهيثمي ،المتوفى سنة 807هِ
الناشر مكتبة القدس ،القاهرة،
1352هِ.
-المجموع شرح المهذب :
لبي زكريا محي الدين بن
شرف النووي ،المتوفى سنة 676هِ
مع تكملته لبن السبكي
والمطيعي ،الناشر دار الفكر.
-مجموع فتاوى شيخ السلم
ابن تيمية :المتوفى سنة 728هِ
جمع وترتيب عبدالرحمن بن
قاسم وابنه محمد ،الطبعة الولى
1381هِ ،الناشر دار الكتاب العربي،
بيروت.
-المحرر في الفقه :
لمجد الدين أبي البركات
عبدالسلم بن عبدالله الحراني،
المتوفى سنة 652هِ ،الناشر دار
الكتاب العربي ،بيروت.
-المحلى :
لبي محمد علي بن أحمد بن
سعيد بن حزم ،المتوفى سنة
456هِ ،قوبلِت هِذه النسخة على
النسخِة التي حققها أحمد شاكر،
الناشر دار الفكر.
-مختصر الطحاوي :
لبي جعفر أحمد بن محمد
الطحاوي ،المتوفى سنة 321هِ،
تحقيق أبي الوفاء الفغاني،
الناشر مطبعة دار الكتاب العربي،
القاهرة ،عام 1370هِ.
-مختصر القدوري في الفقه
على مذهب المام أبي حنيفة :
لبي الحسن أحمد بن محمد
القدوري ،المتوفى سنة 428هِ،
الناشر مصطفى البابي الحلبي،
مصر ،الطبعة الثانية 1377هِ.
-المدونة الكبرى :
رواية سحنون بن سعيد عن
أبي القاسم عن المام مالك بن
أنس ،الناشر دار الفكر ،بيروت،
1398هِ.
-مراتب الجماع :
لبي محمد علي بن أحمد بن
سعيد بن حزم ،المتوفى سنة
456هِ ،الناشر دار الكتب العلمية،
بيروت.
-مسائل المام أحمد برواية
أبي داود :
لبي داود سليمان بن الشعث
بن إسحاق السجستاني ،المتوفى
سنة 275هِ ،الناشر دار المعرفة،
بيروت.
-مسائل المام أحمد برواية
ابنه عبدالله :
لعبدالله بن أحمد بن حنبل،
تحقيق د.علي بن سليمان المهنا،
الطبعة الولى ،الناشر مكتبة الدار
بالمدينة المنورة.
-المستدرك على الصحيحين :
لبي عبدالله بن عبدالله
المعروف بالحاكم ،المتوفى سنة
848هِ ،الناشر دار الباز للنشر
والتوزيع ،مكة.
-المستوعب :
لنصير الدين السامري،
المتوفى سنة 616هِ ،تحقيق
د.مساعد الفالح ،الطبعة الولى
1413هِ ،مكتبة المعارف ،الرياض.
-مسند المام أحمد بن حنبل :
وضعه المام أحمد بن حنبل
الشيباني ،المتوفى سنة 241هِ،
الطبعة الرابعة سنة 1403هِ ،الناشر
المكتب السلمي ،بيروت.
-مسند المام الشافعي :
وضعه المام أبي عبدالله محمد
بن إدريس الشافعي ،المتوفى
سنة 204هِ ،الناشر دار الكتب
العلمية ،بيروت ،الطبعة الولى
سوار ،الطبعة الولى 1406هِ،
الناشر دار المعرفة ،بيروت.
-معجم الطبراني الكبير :
للحافظ أبي القاسم سليمان
بن أحمد الطبراني ،المتوفى سنة
388هِ ،تحقيق حمدي السلفي،
الناشر مطبعة المة ،بغداد.
-معجم لغة الفقهاء :
تأليف د.محمد رواس ،د.حامد
صادق ،الناشر دار النفائس،
بيروت ،الطبعة الولى 1405هِ.
-معجم مقاييس اللغة :
لبي الحسين أحمد بن فارس
بن زكريا ،المتوفى سنة 395هِ،
تحقيق عبد السلم هارون،الطبعة
الثانية 1392هِ،الناشر مصطفى
الحلبي،مصر
-المعجم الوسيط :
تأليف د.إبراهيم أنيس،
د.عبدالحليم منتصر ،د.عطية
الصوالحي ،أشرف على الطبع
حسن عطية ،محمد شوقي أمين،
مطابع دار المعارف.
-معرفة السنن والثار :
لبي بكر أحمد بن الحسين
البيهقي ،المتوفى سنة 458هِ،
تحقيق د.عبدالمعطي أمين،
الناشر دار الوعي ،القاهرة.
-المعونة على مذهب عالم
المدينة المام مالك بن أنس :
للقاضي أبي محمد عبدالوهاب
بن علي بن نصر البغدادي،
المتوفى سنة 422هِ ،تحقيق
د.حميش عبدالحق ،الناشر المكتبة
التجارية ،مكة المكرمة.
-المغني :
لبي محمد عبدالله بن أحمد بن
قدامه المقدسي ،المتوفى سنة
620هِ ،تحقيق د.عبدالله بن
عبدالمحسن التركي ،ود.عبدالفتاح
الحلو ،الناشر هجر للطباعة
والنشر ،القاهرة.
-مغني المحتاج إلى معرفة
معاني ألفاظ المناهج :
للشيخ محمد الشربيني
الخطيب ،المتوفى سنة 977هِ،
الناشر مطبعة مصطفى البابي
الحلبي ،عام 1377هِ.
-مفردات ألفاظ القرآن :
للعلمة الراغب الصفهاني،
المتوفى سنة ،425الطبعة الخيرة
عام 1412هِ ،الناشر دار القلم،
دمشق.
-المقدمات الممهدات :
لبي الوليد محمد بن أحمد بن
رشد ،المتوفى سنة 520هِ ،تحقيق
د.حمد صبحي ،الناشر دار الغرب
السلمي.
-المهذب في فقه المام
الشافعي :
لبي إسحاق إبراهيم بن علي
الشيرازي ،المتوفى سنة 476هِ،
الناشر شركة ومطبعة الحلبي
وأولده ،عام 1396هِ.
-المنتقى شرح موطأ المام
مالك :
لبي الوليد سليمان بن خلف
الباجي ،المتوفى سنة 494هِ،
الطبعة الثالثة الوفست 1403هِ،
الناشر دار الكتاب العربي ،بيروت.
-منهاج الطالبين :
لبي زكريا محي الدين بن
شرف النووي ،المتوفى سنة
676هِ ،المتن المطبوع مع مغني
المحتاج ،الناشر مصطفى البابي
الحلبي،مصر 1367هِ.
-مواهب الجليل لشرح مختصر
خليل :
لبي عبدالله محمد بن
عبدالرحمن؛ المعروف بالحطاب،
المتوفى سنة 954هِ ،الطبعة الثانية
1398هِ.
-موطأ المام مالك :
وضعه إمام دار الهجرة مالك
بن أنس ،المتوفى سنة 179هِ،
تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي،
الناشر عيسى البابي الحلبي،
1370هِ.
-نصب الراية لحاديث الهداية :
لجمال الدين عبدالله بن يوسف
الزيلعي ،المتوفى سنة 762هِ،
الطبعة الثانية الوفست من
الطبعة الولى عام 1357هِ ،دار
المأمون ،القاهرة.
-النهاية في غريب الحديث
والثر :
لمجد الدين أبي السعادات
المبارك بن الثير الجزري،
المتوفى سنة 606هِ تحقيق محمود
محمد الطناحي ،الناشر المكتبة
السلمية.
-نهاية المحتاج إلى شرح
المنهاج :
لشمس الدين محمد بن أبي
العباس أحمد بن حمزة الرملي،
المتوفى سنة 400هِ ،الناشر شركة
ومطبعة مصطفى البابي الحلبي،
مصر ،الطبعة الخيرة 1386هِ.
-نيل الوطار شرح منتقى
الخبار من أحاديث سيد الخيار :
لمحمد بن علي بن محمد
الشوكاني ،المتوفى سنة 1255هِ،
الناشر مكتبة الدعوة السلمية،
شباب الزهر.
-الوسيط في المذهب :
لحجة السلم محمد بن محمد
بن محمد الغزالي ،المتوفى سنة
505هِ تحقيق علي محي الدين علي
القرة داغي ،الناشر دار النصر
للطباعة السلمية بمصر ،الطبعة
الولى 1404هِ.
تابع لحقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة
المبحث الثالث :حكم السحر والسحرة.
سنتناول في هذا المبحث إن شاء الله ما يلي:
القول الول :وهيو ميا ذهيب إلييه جمهور أهيل السينة مين الصيحابة والتابعيين
وفقهاء المصار ورواية عن المام الشافعي أنه متى ما ثبتت جريمة السحر بحق
إنسيان بإقرار أو بي ّينه وجيب قتله مطلقا ً مين غيير اسيتتابة إل أن يأتيي تائبا ً قبيل أن
يقدر عليه.
يقول المام أبيو حنيفية" :يقتيل السياحر إذا علم أنيه سياحر ول يسيتتاب ول
يقبيل قوله إنييي أترك السيحر وأتوب منيه".فإذا أقّر أنيه سياحر فقيد حيل دميه ،وإن
شهد عليه شاهدان أنه ساحر فوصفوا ذلك بصفة يعلم أنه ساحر قتل ول يستتاب،
وإن أقّر فقال :كنيت أسيحر وتركيت هذا منيذ زمان قبيل منيه ولم يقتيل .وكذا لو
شهييد علييه أنيه كان مرة سيياحر وأنيه ترك منييذ زمان لم يقتيل إل أن يشهدوا أنيه
137
الساعة ساحر وأقّر بذلك فيقتل.
وحكيى محمد بن شجاع عن علي الرازي .قال :سيألت أبيا يو سف عن قول
م لم يكين ذلك بمنزلة المرتيد؟ فقال أبيي حنيفية فيي السياحر :يقتيل ول يسيتتاب .ل َي
السياحر جميع ميع كفره السيعي فيي الرض بالفسياد والسياعي بالفسياد إذا قتيل
138
قتل.
وقال المام مالك" :السياحر كافير يقتيل بالسيحر ول يسيتتاب ول تقبيل توبتيه
139
بل يتحتم قتله كالزنديق"
وقال أيضاً" :فإذا جاء السيياحر أو الزنديييق تائبا ً قبييل أن يشهدوا عليهمييا
140
قبلت توبتهما"
وقال ابين قدامية...":وحيد السياحر القتيل روي ذلك عين عمير وعثمان ابين
عفان وابين عمير وحفصية وجندب بين عبيد الله وجندب بين كعيب وقييس ابين سيعد
وعمير بين عبيد العزييز وهيو قول أبيي حنيفية ومالك...إلى أن قال :وهيل يسيتتاب
الساحر؟ فيه روايتان :أحدهما :ل يستتاب ،وهو ظاهر ما نقل عن الصحابة فإنه لم
ً 141
ينقل عن أحد منهم أنه استتاب ساحرا.
142
وقال عياض" :وبقول مالك قال أحمد وجماعة من التابعين"
وقال القرطبي" :اختلف الفقهاء في حكم الساحر الم سلم ...فذهب مالك
إلى أن المسلم إذا سحر بنفسه بكلم يكون كفرا ً يقتل ول يستتاب ول تقبل توبته؛
لنييه أميير يسييتسر بييه كالزنديييق والزانييي ...وهييو قول أحمييد بيين حنبييل وأبييي ثور
143
وإسحاق والشافعي وأبي حنيفة.
وقد أيدوا قولهيم بأدلة كثيرة مين الكتاب والسنة وأفعال ال صحابة والتابعيين
منها ما يلي:
ما و ن ما ي َ سل ك ْ مل ى َ عل
َ ن ي ط
ِ ا ي َ
ش ّ ال وا ُ ْل تَ ت ما عوا بَ
ت ّ وا{ تعالى الول:قال
ُ ِ ُ ْ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ
ُ ن ال َّ
علَى ل َ ز َما أ ْن ِ و َ
حَر َ س ْس ال ِّ ن ال َّنا َ مو َ فُروا ُي َ ِّ
عل ُ ن كَ َ طي َ شيَا ِ ك َّولَ ِ
ن َ ما ُ سلَ ْي َفَر ُ كَ َ
ن ح ن ما َ إ قول ُ ي ى َ حت د ح َ أ ن م ن ما ّ
عل ي ما و ت رو ما و ت رو ها َ
ل ابب ب ن يَ ك َ مل ْ
ُ ْ َ ِ َ نّ َ ّ َ ٍ َ ْ ِ َ ِ ِ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ
ِ ِ ِ ْ ال َ
144
فْر...الية} فل تَكْ ُ ة َ فتْ َن ٌ ِ
وجيه الدللة :أن اليية تدل على أن السيحر كفير مين وجوه -أحدهيا :نفيي
الكفير عين سيليمان علييه السيلم فيي معرض اتهاميه بالسيحر وإثباتيه للشياطيين
لتعليمهم الناس السحر دليل على أن السحر كفر.
ثانيهيا :تحذيير الملكيين مين تعلم السيحر بأنيه كفر .145وعلييه فإن السياحر
يقتل لنه كافر.
الثانيي:قوله صيلى الله علييه وسيلم فيميا رواه الترمذي عين الحسين عين
146
جندب أنه صلى الله عليه وسلم قال" :حد الساحر ضربة السيف"
ولجندب راوي الحديث قصة توضح معنى الحديث وتؤكده وهي :أن ساحراً
كان عنيد الولييد بين عقبية يلعيب فذبيح إنسيانا ً وأبان رأسيه فعجبنيا فأعاد رأسيه فجاء
جندب الزدي فقتله.147فثبت بهذا أن عقوبة الساحر هي القتل.
الثالث:ميا روي عين بجالة بين عبدة قال:كنيت كاتبا ً لجزي بين معاويية عيم
الحنييف بيين قيييس فأتييى كتاب عميير قبييل موتييه بسيينة "أن اقتلوا كييل سيياحر
وساحرة148"...فقتلنا ثلث سواحر في يوم.
الرابيع :ماروي عين محميد بين عبيد الرحمين بين سيعد بين زرارة أنيه بلغيه أن
حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها وكانت قد دبّرتها
فأمرت بها فقتلت رواه مالك في الموطأ.149
ً
الخاميس:ميا ذكره ابين حزم عين يحيي بين أبيي كثيير قال:إن غلما لعمير بين
عبدالعزيز أخذ ساحرة فألقاها في الماء فطفت فكتب إليه عمر بن عبد العزيز إن
الله لم يأمرك أن تلقيها في الماء فإن اعترفت فاقتلها.150
كما روي قتل السحرة عن غير هؤلء من الصحابة والتابعين من الصحابة:
عثمان وابن عمر وأبي موسى وقيس بن سعد ،ومن التابعين سبعة منهم عمر بن
151
عبد العزيز.
وكما نرى قتل الساحر مذهب عدد من كبار الصحابة ولم يعلم لهم مخالف
من الصحابة.152
وعند علماء الصول أن الصحابي إذا قال قول ً أو فعله واشتهر ولم يعلم له
مخالف فإنيه يعيد إجماعا ً سيكوتياً 153ويؤكد هذا أنيه مذهيب جماعية مين التابعيين قال
ابين قدامية -بعيد أن ذكير مين قال بوجوب قتيل السياحرمن الصيحابة وهذا اشتهير
فلم ينكر فكان إجماعا.154
وبذلك ثبييت فييي الكتاب والسيينة والجماع ميين الصييحابة والتابعييين قتييل
الساحر مطلقا ً عند الجمهور.
قال المام الشنقيطييي" :فهذه الثار التييي لم يعلم أن أحدا ً ميين الصييحابة
أنكرهيا على مين عميل بهيا ميع اعتضادهيا بالحدييث المرفوع المذكور هيي حجية مين
قال بقتله مطلقاً ،والثار المذكورة والحديييث فيهمييا الدللة على أنييه يقتييل ولو لم
يبلغ به سحره الكفر لن الساحر الذي قتله جندب كان سحره من نوع الشعوذة...
وقول عمر" :اقتلوا كل ساحر" يدل على ذلك بصيغة العموم.155
القول الثانيي :وهيو مذهيب المام الشافعيي وابين المنذر ورايية عين المام
أحمد156أن السياحر إذا عميل بسيحره ميا يبلغ الكفير وجيب قتله كفرا ً بعيد السيتتابة
أما إذا لم يبلغ الكفر وقتل نفسا ً قتل قصاصاً .وما سوى ذلك يعزر .يقول السبكي
"وأميا مذهيب الشافعيي فحاصيله أن السياحر له ثلثية أحوال حال يقتيل كفراً ،وحال
يقتيل قصياصاً ،وحال ل يقتيل أصيل ً بيل يعزر .أميا الحالة التيي يقتيل فيهيا كفرا ً فقال
الشافعيي رحميه الله أن يعميل بسيحره ميا يبلغ الكفير .وشرح أصيحابه ذلك بثلثية
أمثلة -أحدهيا :أن يتكلم بكلم هيو كفير ،ولشيك أن ذلك موجيب للقتيل ومتيى تاب
منه قبلت توبته وسقط عنه القتل وهو يثبت بالقرار وبالبينة.
المثال الثاني :أن يعتقد ما يوجب الكفر مثل التقرب إلى الكواكب السبعة،
وأنها تفعل بأنفسها ،فيجب عليه أيضا ً القتل ...وتقبل توبته .ول يثبت هذا القسم إل
بالقرار.
المثال الثالث :أن يعتقيد أنيه حيق يقدر بيه على قلب العيان فيجيب علييه
القتيل ...ول يثبيت ذلك أيضا ً إل بالقرار ،وإذا تاب قبلت توبتيه وسيقط عنيه القتيل.
وأما الحالة التي يقتل فيها قصاصا ً فإذا اعترف أنه قتل بسحره إنسانا...وأنه مات
بيه وأن سيحره يقتيل غالبا ً فهيا هنيا يقتيل قصياصا ً ول يثبيت هذه الحالة إل القرار ول
يسيقط القصياص بالتوبية .وأميا الحالة التيي ل يقتيل فيهيا أصيل ً ولكين يعزر فهيي ميا
عدا ذلك.157
وقال القرطيبي" :نقيل عين ابين المنذر أنيه قال" :إذا أقير الرجيل أنيه سيحر
بكلم يكون كفرا ً وجب قتله إن لم يتبت وكذلك لو ثبتت عليه بينة ،ووصفت البينة
كلما ً يكون كفرا ً وإن كان الكلم الذي ذكير أنيه سيحر بيه لييس بكفير لم يجيز قتله،
فإن كان أحدث في المسحور جناية توجب القصاص اقتص منه إن عمد ذلك".158
أدلتهيم :وقيد اسيتدل الشافعيي ومين وافقيه على هذا القول بأدلة منهيا ميا
يلي:
-1ميا رواه الشافعيي فيي مسينده مين حدييث عثمان بين عفان رضيي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" :ل يحل دم امرئ مسلم إل بإحدى
ثلث :رجل كفر بعد إيمان أو زنا بعد إحصان أو قتل نفس بغير نفس".159
يقول السيبكي:بعيد إيراد الحدييث " -القتيل" فيي الحالة الولى بقوله "كفير
بعيد إيمان ،وفيي الحالة الثالثية بقوله "أو قتيل نفيس بغيير نفيس" وامتنيع فيي الثانيية
لنها ليست بإحدى الثلث ،فل يحل دمه عمل ً بصدر الحديث.160
161
-2ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها باعت مدبرة لها سحرتها .
وجه الدللة :أنه لو وجب قتلها تأجل بيعها قاله ابن المنذر وغيره.162
-3ما ورد في الصحيحين وغيرهما :أن لبيد بن العصم اليهودي سحر النبي
صييلى الله عليييه وسييلم فلم يقتله163فوجييب أن يكون المؤميين كذلك لقوله عليييه
الصلة والسلم" :لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين".164
-4ما وراه ابن حزم عن ربيعة بن عطاء أن "رجل ً عبدا ً سحر جارية عربية
فكانت تتبعه فرفع إلى عروة بن محمد وكان عامل عمر بن عبد العزيز فكتب إليه
165
عمير بين عبدالعزييز أن ييبيعه بغيير أرضهيا وأرضيه ثيم أمره أن يدفيع ثمنيه إلييه"
فعمير كميا نرى أمير بتعزيير فقيط دلييل على أنيه ل يقتيل .وقيد اسيتدل بيه الشافعيية
على الحالة الثالثية .مميا ذكرنيا يظهير -والله أعلم -أنيه ل خلف فيي قتيل السياحر
الذي بلغ بسيحره الكفير أو قتيل بسيحره نفسيا ً اللهيم -إل أن الجمهور قالوا يقتيل
حدا ً والشافعي ومن معه قالوا :يقتل كفرا ً أو قصاصاً.
وإنمييا الخلف فييي السيياحر الذي لم يبلغ بسييحره الكفيير ولم يقتييل نفسيياً.
فالجمهور -كميا نرى -قالوا بقلتيه مطلقاً .والشافعيي ومين معيه قالوا ل يقتيل ،إنميا
يعزر .وقيد رجيح البعض166ورأي الجمهور – لتفاق الكتاب والسينة وفعيل الصيحابة
له من غير نكير .ولذا أجابوا عن أدلة الشافعي ومن معه بما يلي:
أمييا الدليييل الول :فأجيييب عنييه :بأن السيياحر عنييد الجمهور كافيير ،ذلك أن
السيحر فيي الشرع ل يتحقيق إل بالتقرب إلى الشياطيين وعبادة الكواكيب ونحوه،
وذلك عييين الكفيير ،وعليييه فهييو حلل الدم وعلى فرض أنييه ليييس بكافيير فإن هذا
الدليل عام.
وأدلة قتل الساحر خاصة .والخاص يقضي على العام.167
أما الدليل الثاني :فقيل لعل المة التي سحرت عائشة كان سحرها ليس
فييه كفير كالدويية ونحوهيا .أو أن السيحر لم تعلميه وإنميا عميل لهيا أو أنهيا تابيت
فسقط عنها القتل والكفر بتوبتها.168
أما الدليل الثالث :فأجيب عنه بما يلي:
-1الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك قتل لبيد لنه ليس بواجب وإنما
ترك قتله خشية أن تثار فتنة بين الناس ،وهي أعظم من قتل واحد .وهو ما أشار
إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله" :قد عافاني الله فكرهت أن أثير على
الناس شراً".169
أو يكون في قتله تنفير عن الدخول في السلم.
قال القرطيبي" :ل حجية على مالك مين هذه القصية؛ لن ترك قتيل لبييد بين
العصيم كان لخشيية أن يثيير بسيبب قتله فتنية ،أو لئل ينفير الناس عين الدخول فيي
السيلم وهيو مين جنيس ميا راعاه صيلى الله علييه وسيلم مين منيع قتيل المنافقيين
حيث قال " :ل يتحدث الناس أن محمدا ً يقتل أصحابه".170
-2على فرض أنه صلى الله عليه وسلم ترك قتله لنه ليس بواجب فوجب
أن يكون المؤمن كذلك ،لقوله صلى الله عليه وسلم" :لهم ما للمسلمين وعليهم
مييا عليهييم" يقال اسييتدلل غييير مسييلم؛ لن المراد بالحديييث:المنقادون للدييين
السيلمي فأصيبحوا مسيلمين لهيم ميا للمسيلمين وعليهيم ميا على المسيلمين ويدل
على ذلك أول الحدييث قال صيلى الله علييه وسيلم" :أمرت أن أقاتيل الناس حتيى
يقولوا ل إله إل الله وأن محمدا ً رسييييييييول الله ،فإذا شهدوا أن ل إله إل الله وأن
محمدا ً رسيول الله...حرميت علينيا دماؤهيم وأموالهيم إل بحقهيا ،لهيم ميا للمسيلمين
وعليهم ماعلى المسلمين"171وعلى هذا فليس المراد أهل الكتاب.172
وأما الدليل الرابع :فأجيب عنه بما يلي:
-1أن هذا الخيبر غيير صيحيح؛لنيه يتنافيى ميع رأي عمير إذ إنيه مين أصيحاب
القول الول.
-2على فرض صييحة هذا الخييبر فإنييه مؤول بالسييحر المجازي الذي يقوم
على حسين البيان ونعومية اللفاظ التيي تسيتمال بهيا القلوب .وهيو ميا أشار إلييه
النيبي صيلى الله علييه وسيلم فيي قوله" :إن مين البيان لسيحرا" .173ويؤكيد ذلك
اسييتدلل الشافعييية بييه على الحالة الثالثيية ،وهييي التعزييير .ورجييح البعييض رأي
174
الشافعيي ومين معيه،بأن دماء المسيلمين حرام إل بيقيين ول يقيين ميع الختلف
وأقول :الذي يظهيير -والله أعلم -أن الخلف بييين الجمهور والشافعييي وميين معييه
فيميا يتأتيى بيه السيحر الحقيقيي .فالجمهور :يرون أن السيحر الحقيقيي ليتأتيى إل
بالتقرب إلى الشياطييين وعبادة الكواكييب ونحييو ذلك ،وذلك عييين الكفيير.ولذا كان
صلواحقه القتل مطلقا ً والشافعي ومن معه يظنون أنه يتأتى بدون الشرك ولذا ف ّ
فييه .والحيق أن السيحر أنواع ،الول :ماله حقيقية والثانيي سيحر التخيييل وهذان
يطلق عليهميييا السيييحر الحقيقيييي ،ول يتأتيان إل بقول أو فعيييل أواعتقاد مكفييير
كالتقرب إلى الشياطين وعبادة الكواكب ونحو ذلك ولذا فهو كفر يقتل صاحبه.
الثالث :السيحر المجازي :وهذا يتأتيى بالدويية وبالكلم وخفية الحركية ونحيو
ً 175
ذلك ولذا فهيو لييس بكفير بيل معصيية حيق صياحبها التعزيير إذا لم يقتيل نفسيا
والله أعلم.
حكييم المرأة السيياحرة :اختلف فييي حكمهييا .فذهييب الئميية الثلثيية أحمييد
والشافعي ومالك إلى أن حكم المرأة الساحرة حكم الرجل.
وذهييب المام أبييو حنيفية إلى أن حكمهييا الحبييس حتييى ترجييع إلى السيلم
بالتوبة ،لنها مرتدة أو تموت.176
والظهر -والله أعلم -الول :بدليل قول عمر" :اقتلوا كل ساحر
وساحرة" حيث لم يفرق بينهما ،ولن لفظ من في قوله :صلى الله عليه وسلم" :
من بدل دينه فاقتلوه"177تشمل النثى على أظهر القولين وأصحهما إن شاء الله
تعالى.178
حكم ساحر أهل الكتاب:
ذهب المام أبوحنيفة إلىأنه يقتل لعموم ما تقدم من الخبار التي دلت على
قتيل السياحر المسيلم و لنيه جنايية أوجبيت قتيل المسيلم فأوجبيت قتيل الذميي
كالقتل.179
وذهب الئمة الثلثة :مالك والشافعي وأحمد ،وابن شهاب الزهري إلىأنه ل
يُقتل إل أن يقتل بسحره ،وهو مما يقتل غالبا ً لما يلي:
-1أن لبيد بن العصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقتله
-2أن الكتابي مشرك ،والشرك أعظم من السحر ول يقتل به 180وقد رجح
البعض 181رأي الجمهور ،ولذا أجابوا عن أدله أبي حنيفة بما يلي:
-1أميا الخبار التيي وردت فيي قتيل السياحر المسيلم ،فلن المسيلم يكفير
بسحره .والكتابي كافر أصلى.
-2أميا قوله "بأن السيحر جنايية أوجبيت قتيل المسيلم فأوجبيت قتيل الذميي،
كالقتيل.فيقال :هذا القياس ينتقيض باعتقاد الكفير والتكلم بيه .وينتقيض بالزنيى مين
المحصن فإنه ل يقتل به الذمي ويقتل به المسلم.182
-3ورجيح البعض 183رأي أبيي حنيفية وأجابوا عين اسيتدلل الجمهور بقصية
لبيد أنه صلى الله عليه وسلم لم يقتله ،لنه ل ينتقم لنفسه ،ولنه خشي أن تثور
بسيبب قتله فتنيه ،ولئل يكون فيي قتله تنفيير عين السيلم.184ولعيل قول الجمهور
أولى ،لنه غير مسلم فل يؤاخذ بمخالفة تعاليم السلم .ما لم يكن في ذلك نقض
للعهد.
رابعاً :توبة الساحر:
ذكرنيا آنفيا عنيد الكلم على عقوبية السياحر أن مذهيب المام أبيي حنيفية،
ومالك وأبيي ثور وروايية عين أحميد ،وعدد مين كبار الصيحابة ،وجماعية مين التابعيين
أن السيياحر يقتيل بدون اسييتتابة وذكرنييا جملة مين أقوالهييم التييي تؤكيد ذلك وقييد
استدلوا على ذلك بأدلة منها:
ِْ َ م ل َِ َّ
سن َا...وا بَأ َ ما َرأ ْ ه ِْمان ُ ُم إِي َ ه ِْ ع ُ
ف ُ ك يَن ْ َ م ي َِ ُ فل َِ ْ الول :قوله تعالىَ { :
185
الية }
وجيييه الدللة :أن اليييية دلت على أن الكفار لينفعهيييم اليمان بعيييد رؤيييية
العذاب .فكذلك السيياحر بعييد الشهادة عليييه قييد رأى البأس فل ينفعييه اليمان ول
َ َ
سول َ ُ
ه وَر ُ ه َن الل ّ َ
ربُو َ حا َ ِن يُ َ ذي َ جَزاء ُ ال ّ ِ ما َ تقبل توبته ،الثاني :قوله تعالى{:إِن َّ َ
186
الجامع لحكام القرآن ج 2ص 50-49وانظر :تفسير ابن كثير ج 1ص .148 229
رسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ عبد العزيز بن باز ص .17-15 233