You are on page 1of 14

‫العاشر‬

‫‪1‬‬
‫ًئ‬
‫الس ؤال‪ :‬بعض من رج ال البادية يس تخدمون شي ا من الخرافات الش يطانية‪ ،‬ويعتق دون أنه ا‬
‫رقية شرعية‪ ،‬يرقى بها املصاب بالعين‪ ،‬وصيغة ألفاظها كاآلتي‪ :‬يجمع سبع حصيات مع قطعة‬
‫من الجلد‪ ،‬وشبة بيضاء املعروفة عند العطارين‪ ،‬ثم تجمع هذه األصناف‪ ،‬ويدار بها على رأس‬
‫املريض ب العين س بع م رات‪ ،‬ويق ال الكلم ات التالي ة‪ :‬واح د باهلل‪ ،‬اث نين باهلل‪ ،‬ثالث ة باهلل‪ ،‬وعلى‬
‫هذه الطريقة حتى يكمل سبع مرات‪ ،‬ثم بعد ذلك توضع الشبة بالنار‪ ،‬وإذا غلت تلك الشبة‬
‫يقول ون‪ :‬إنه ا تظه ر لهم ص ورة ال ذي أص اب ب العين في الش بة ال تي وض عت بالن ار‪ ،‬ف إذا كان‬
‫اًل‬
‫العائن رج تظهر صورة عينه بالشبة أو صورة فرجه‪ ،‬وإذا كانت امرأة تظهر صورة فرجها‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ‪ ،‬نأمل الرد على هؤالء ونصحهم‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬هذه األعمال كلها أعمال شيطانية‪ ،‬ومن جملة الخرافات التي يزينها الشيطان ألهلها‪،‬‬
‫وليست من األدوية الشرعية كما يزعمون‪ ،‬فيجب إنكار هذا العمل‪ ،‬ومنع من يعمله‪ ،‬والرفع‬
‫عن ه إلى والة األم ر؛ ملنعه وت أديب من يفعل ه‪ .‬وباهلل التوفي ق‪ ،‬وص لى هللا على نبين ا محمد وآله‬
‫(‪)1‬‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬

‫الس ؤال‪ :‬س معنا ممن ُي نس ب إلى العلم أن وض ع وقت مح دد ومكان مح دد للق راءة بدع ة ال‬
‫ًن‬
‫تج وز‪ ،‬فم ا صحة ه ذا الق ول؟ حيث إن كث يًر ا ممن يق وم برقي ة الن اس يض ع مكا ا غ ير بيت ه‪،‬‬
‫يق رأ في ه على الن اس في س اعة مح ددة؛ ح تى ال يت أذى في منزل ه من أولئك ال ذين ال يق درون‬
‫أوقات اآلخرين‪.‬‬
‫ًن‬ ‫ًن‬ ‫ًن‬ ‫ًت‬
‫الجواب‪ :‬ال حرج على ال راقي أن يجعل وق ا معي ا أو مكا ا معي ا يقرأ فيه على الناس‪ ،‬وهذا‬
‫فيه مصلحة ظاهرة له ولغيره‪ .‬وباهلل التوفيق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫السؤال‪ :‬نسأل فضيلتكم عن األحاديث التي صحت عن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬في تخريج‬
‫الجن‪ ،‬وعن حكم االستعانة بالجن في املباحات‪ ،‬وما مدى صحة ما ُي نقل عن ابن تيمية‪ -‬رحمه‬
‫هللا‪ -‬في هذا املوضوع‪ .‬جزاكم هللا خيرا؟‬
‫ًث‬
‫الج واب‪ :‬ال نعلم ح دي ا عن الن بي ‪ -‬ص لى هللا علي ه وس لم ‪ -‬خاًص ا لتخ ريج الجن من اإلنس ان‪،‬‬
‫ولكن املص اب ب الجن يع الج ب القرآن وبالرقي ة الش رعية‪ ،‬كم ا كان الس لف يفعل ون ذل ك‪ ،‬وال‬

‫‪ ))1‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء الفتوى رقم (‪.)19822‬‬


‫‪ ))2‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء الفتوى رقم (‪.)20515‬‬
‫‪2‬‬
‫يجوز االستعانة بالجن والغائبين؛ ألن ذلك من الشرك‪ ،‬وال نعلم كالًم ا صريًح ا لشيخ اإلسالم‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن تيمية بجواز ذلك‪.‬‬

‫َأ‬ ‫َت ُن‬


‫الس ؤال‪ :‬ق ال بعض أه ل العلم‪ :‬إن ه ال ُي ْس َع ا ب الجن ال مس لمهم وال كافرهم‪ ،‬وذك ر َّن الجن‬
‫ْق‬ ‫ْخ َن َأ‬
‫ُي ِب ُر و َّن ُه ْم مسلمون فهذا ال ُيَص َّد ؛ ألنه من علم الغيب‪ ،‬فنؤمن أنه من الجن من هو مسلم‬
‫وكافر‪ ،‬إلى آخره؟‬
‫فأجاب الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‪ -‬حفظه هللا‪ -‬بقوله‪:‬‬
‫االستعانة بالجن حرام‪ ،‬سواٌء كانت استعانة بالجني الكافر الشيطان أم بالجني املسلم‪ ،‬وذلك‬
‫لعدة أدلة‪:‬‬
‫الدليل األول‪ :‬أَّن استمتاع الجني باإلنسي واإلنسي بالجني محرٌم في نصوص الكتاب والسنة‪،‬‬
‫َتْث َن‬
‫وأن ه ال ُي ْس ى من ذل ك‪ ،‬لم ي رد ال دليل باالستثناء وال بالتخص يص‪ ،‬فبق اء األم ر على عموم ه‬
‫َت‬
‫بما يشمل الجميع هذا هو األصل‪ ،‬وهو امل َع ِّي ن‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬الجن في زمن النبوة كان منهم من َص َب النبي‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬وأْس َل َم‬
‫ِح‬
‫َت‬
‫على يديه‪ ،‬وعندهم من الُق َد ْر ما ليس عند غيرهم‪ ،‬وقد مضى زمن النبوة بأزمان‪ ،‬ولم َي ْس ْن‬
‫ِع‬
‫َت‬
‫الن بي‪ -‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ -‬ب الجن‪ ،‬ولم َي ْس ِع ْن الصحابة بهم‪ ،‬وق د واجهتهم أش ياء‪ .‬فه ذا‬
‫َّن‬ ‫َأ‬ ‫َت‬ ‫َل ْغ‬
‫الدليل‪ ،‬وهذا اإلجماع أعظم وأْب مما ُي ْس َد ْل به على َّن هذا األمر من الِب َد ْع ‪ ،‬أل ُه لم يكن في‬
‫زمن الس لف‪ .‬ه ذه املس ألة أظه ر وأبل غ؛ ألنهم لم يس تخدموا ذل ك‪ ،‬ولم يس تعينوا بهم‪ ،‬ال‬
‫َز َأ َّن‬
‫بمس لمهم وال بكافرهم؛ وه ذا ل ه سبب‪ ،‬وه و أَّن الج ني إذا َع َم ُه مس لم ف إَّن إثب ات إس المه‬
‫َّط‬ ‫ٌف‬
‫وإثبات صالحه متوِق على أمر باطن ال َي ِل ْع عليه اإلنسان‪ ،‬فأنت بالظاهر تحكم على الرجل‬
‫إذا قابل ك‪ ،‬والجن منهم رج ال‪ ،‬ومنهم نس اء‪َ{ :‬و َأ َّن ُه َك اَن َج اٌل َن ا ن َي ُع وُذ وَن َج ا َن‬
‫ِبِر ٍل ِّم‬ ‫ِّم ِإْل ِس‬ ‫ِر‬
‫َت ُك‬ ‫ْل‬
‫ا ِج ِّن } [الجن‪ْ ،]6:‬ح ْم عليه بالظ اهر من هيئته وشكله على أنه مسلم ونحو ذلك‪ ،‬والجن ال‬
‫ُملَغ‬
‫تعلم صدقهم‪ ،‬وال تعلم حقيقة ما اَّد َع وا‪ ،‬فبقي األمر على األْم ْر ا َّيْب ‪.‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬أَّن فتح باب االستعانة هذا هو فتٌح لباب الش رك باهلل ‪ -‬عز وج ل ‪ ،-‬فيجب‬
‫ْت‬
‫َس ُّد ُه ‪ ،‬وهو أولى من َس ِّد بعض أنواع ذرائع الشرك‪ ،‬فالشريعة َح َّر َم البناء على القبور؛ لئال‬
‫َل‬ ‫ُل َن‬
‫يك ون وس يلة لتعظيم أصحابها‪ ،‬واالس تعانة ب الجن ال ذين ُيْج َه و ‪ ،‬وال ُي ْع ْم حقيق ة الح ال‪،‬‬
‫َّت َق‬ ‫ُف‬ ‫َّن‬
‫االستعانة بهم ال شك أ ُه ذريعة ألن يأمر الجني اإلنسي ‪-‬إذا ِت َح الباب‪ -‬أن يأمره بال ُّر ْب ‪ ،‬أو‬
‫َل‬ ‫َل َغ‬
‫ببعض األشياء‪ .‬وقد َب ِن ي بيقين عن بعض من يتعاطى القراءة‪ ،‬وهو من الَج َه ة‪ ،‬ليس من أهل‬

‫‪ ))3‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)18255‬‬


‫‪3‬‬
‫َط‬ ‫َف َت‬
‫العلم‪ ،‬وال من طلب ة العلم‪ ،‬ممن َح ه ذا الب اب فَس ْي َر علي ه الجن وه و ال يعلم في ه ذا‪،‬‬
‫َف‬ ‫َأ َذ ُّل‬
‫وأصبحوا يأمرونه بأشياء‪ ،‬وينهونه عن أشياء‪ ،‬وربما وُه في بعض األمور‪َ ،‬س ُّد الذريعة في‬
‫هذا واجٌب ‪ ،‬وال يجوز التساهل به‪.‬‬
‫وقد استدل بعض من قال بجوازه ببعض العبارات عن شيخ اإلسالم ابن تيمية في آخر كتاب‬
‫َث‬
‫النبوات‪ ،‬وفي الفتاوى‪ ،‬لكن شيخ اإلسالم ال يريد بما قال إباحة االستعانة‪ ،‬وإنما َب َح في حال‬
‫ُل َن‬
‫املسلم مع الجني‪ ،‬فقال في أوله‪( :‬وأولياء هللا ال ُيَع اِم و الجن إال بأمرهم بالشرع‪ ،‬ونهيهم عن‬
‫ُث‬
‫ض ده‪ ،‬كم ا كانت ح ال النبي‪ -‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ -‬وأصحابه)‪َّ .‬م ذك ر الح ال الثالثة‪ :‬أنه قد‬
‫ْل‬ ‫َم‬ ‫ْح‬ ‫ُي‬ ‫ُه‬ ‫َأ ْم ُي ْي ُن‬
‫كالم ه على أن ه في حال ة ‪-‬ألن‬ ‫يع رض الج ني لإلنسي في ٍر ِع في ه‪ ،‬ه ذا ال ب أس ب ه‪ .‬ف‬
‫ًال‬ ‫َّن‬
‫بعض السلف فعلها‪ -‬في حالة أ ُه َي ْع ِر ْض له‪ .‬مث يأتيه ويقول‪ :‬أنا أوقظك لصالة الفجر‪ ،‬أو‬
‫يضيع من الطريق مثل ما حصل لإلمام أحمد‪ ،‬قد يكون من املالئكة‪ ،‬وقد يكون من الجن‪ ،‬هللا‬
‫ًا‬
‫أعلم؛ لكن يقول‪ :‬الطريق من هاهنا فيتبعه‪ .‬هذا ليس استعانة‪ ،‬ليس طلب للعون‪ ،‬وإنما هو‬
‫ُمل‬ ‫َت ْف‬
‫إرش اد‪ ،‬وه ذا اإلرش اد ُم َو ِّق على ص دق ا ْر ِش ْد وعلى كذب ه‪ .‬يع ني ليس ه و اس تعانة‪ ،‬طلب‬
‫للعون‪.‬‬
‫ًال‬
‫هو يقول له مث ‪ :‬هو كذا‪ ،‬أو الطريق من هنا‪ ،‬أو هذا الشيء الفالني من دون أن يطلب‪ .‬وهذا‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫خبر قد يكون صادق ‪ ،‬وقد يكون كاذب ‪ .‬واختبار الخبر ال مانع منه‪ ،‬يختبر هل هو صادٌق في‬
‫ذل ك أم ال‪ .‬املقص ود ه ذه املس ألة ال تتس اهلوا فيه ا‪ ،‬ال في ه ذا ال وقت‪ ،‬وال فيم ا بع ده؛ ألني‬
‫أخشى أن ينفتح علينا ذرائع الشرك ووسائل البدع من َج َّر اِء القراء الجهلة‪ ،‬الذين فتحوا باب‬
‫االس تعانة ب الجن في ه ذا الب اب‪ .‬وألج ل ط ول الج واب نكتفي به ذا الق در‪ ،‬وص لى هللا وس لم‬
‫وبارك على نبينا محمد(‪.) 1‬‬

‫وقال بعض أهل العلم‪:‬‬


‫إن هذا ال شك أنه يفضي إلى االستعانة بهم‪ ،‬بالصالحين وغيرهم‪ ،‬ثم يستدرج إلى أن يصل إلى‬
‫حد ال يعان إال إذا قدم‪ ،‬ثم ال يستطيع الرجوع بعد أن كسب الشهرة‪ ،‬ال يستطيع الرجوع عن‬
‫وض عه ال ذي ه و في ه إال بتق ديم شيء‪ ،‬ويق ع في الش رك وه و ال يش عر‪ ،‬وهم ع الم الغيب‪،‬‬
‫أك ثرهم فج ار‪ ،‬كف ار‪ ،‬وال يع رف عن أح والهم شيء‪ ،‬أق ل م ا يق ال فيهم‪ :‬إنهم مجاهي ل‪ ،‬وهللا‬
‫املستعان‪.‬‬

‫‪ ))1‬إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل (‪.)1/708‬‬


‫‪4‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم االسترسال في مخاطبة الجني إذا نطق على لسان إنسان ممسوس‪ ،‬وهل ثبت‬
‫عن رس ول هللا‪ -‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ -‬أو عن الصحابة أنهم ق اموا بمخاطب ة الج ني‪،‬‬
‫اًل‬
‫واالسترس ال مع ه في الح ديث‪ ،‬وس ؤاله مث عن اس مه‪ ،‬وعن دين ه‪ ،‬وبل ده‪ ،‬ومن أرس له‪ ،‬وم ا‬
‫الدليل على أن الذي ينطق على لسان املمسوس هو جني؟ نرجو اإلجابة مع الدليل الصحيح‪.‬؟‬
‫الجواب‪ :‬يقع كثيًر ا أن الجني املخالط لإلنسان يتكلم عندما ُي رقى املمسوس من كتاب هللا وسنة‬
‫رس وله‪ -‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ ،-‬وحينئذ ينبغي تخويف ه باهلل‪ ،‬وتح ذيره من أذي ة املس لم‪ .‬وق د‬
‫ًئ‬
‫ذك ر ش يخ اإلس الم ابن تيمي ة‪ -‬رحم ه هللا‪ -‬شي ا من ه ذا في رس الة (إيض اح الدالل ة على عم وم‬
‫الرسالة)‪ .‬فعليك بمراجعته فإنه مفيد في هذا املوضوع‪ ،‬وال ينبغي التوسع في مخاطبة الجني‬
‫إال بقدر الحاجة(‪.) 1‬‬

‫قال الشيخ محمد ناصر الدين األلباني‪ -‬رحمه هللا‪:-‬‬


‫التعامل مع الجن ضاللة عصرية‪ ،‬لم نكن نسمع بها من قبل‪ -‬قبل هذا الزمان‪ -‬نعم يمكن أن‬
‫يكون هناك نوع من التعامل بين اإلنس والجن‪ ،‬ولكن هذا نادر ج ًد ا ج ًد ا‪ ،‬وال يمكن ذلك مع‬
‫الن درة إال إذا ش اء الجن‪ ،‬وأم ا أن يش اء اإلنس أن يتعام ل م ع الجن رغم أن ف الجن ه ذا‬
‫مستحيل؛ ألن هذا كان معجزة لسليمان‪ -‬عليه الصالة والسالم‪ ،-‬وما يشاع في هذا الزمان من‬
‫تخاطب اإلنس م ع الجن‪ ،‬وأن يتفاهم معه‪ ،‬وأن يسأله عن داء هذا املصاب‪ ،‬أو هذا املريض‪،‬‬
‫وعن عالجه‪ ،‬هذا إلى حدود معينة يمكن‪ ،‬ولكن يمكن واقعًي ا‪ ،‬وال يمكن شرًع ا‪ ،‬ولذلك ننصح‬
‫الذين ابتلوا بإرقاء املصروعين من اإلنس بالجن أال يحيدوا أو ال يزيدوا على تالوة القرآن على‬
‫هذا املصروع أو ذاك‪ ،‬في سبيل تخليص هذا اإلنسي الصريع من ذاك الجني الصارع‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحدود فقط يجوز‪ ،‬وما سوى ذلك فيه تنبيه لنا في القرآن على أنه ال يجوز‪َ{ :‬و َأ َّن ُه َك اَن َج اٌل‬
‫ِر‬
‫ًق‬ ‫ْل َف‬ ‫ُذ َن‬ ‫ْن‬
‫(‪)2‬‬
‫ِم َن اِإْل ِس َي ُع و و ِبِر َج اٍل ِم َن ا ِج ِّن َز اُد وُه ْم َر َه ا}[الجن‪.]6:‬‬

‫‪ ))1‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)16653‬‬


‫اًل‬
‫‪ ))2‬محاضرة على شريط بعنوان‪( :‬حكم التعامل مع الجن)‪ ،‬نق من كتاب‪ :‬بدع املعالجين بالقرآن ص‪. 25‬‬

‫‪5‬‬
‫اًل‬
‫الس ؤال‪ :‬م ا حكم من يق وم بإرس ال ج ني نط ق على لس ان إنس ان ممس وس‪ ،‬كإرس اله مث إلى‬
‫بيت فالن من الن اس؛ لكي ي رى ه ل يوج د في بيت ه سحر أم ال؟ علًم ا ب أنني أع رف أح د اإلخ وة‬
‫ال ذين يقوم ون ب القراءة على املمس وس‪ ،‬وبع د أن ينط ق الج ني على لس انه يق وم بإرس اله إلى‬
‫منطقة معينة‪ ،‬لكي يقوم بإحضار جني آخر قد نطق على لسان شخص آخر‪ ،‬ويقوم بسؤاله‬
‫عن وال ده‪ ،‬ووالدت ه‪ ،‬ومن أرس له‪ ،‬وأين يوج د السحر‪ ،‬وفي بعض األحي ان إذا كان الج ني‬
‫نصرانًي ا أو يهودًي ا أو بوذًي ا يقوم‪ -‬األخ بدعوته إلى اإلسالم‪ ،‬ويطلب منه أيًض ا أن يقوم بدعوة‬
‫إخوانه من الجن‪.‬؟‬
‫الج واب‪ :‬ال يج وز اس تخدام الج ني ب أي ن وع من االس تخدام؛ ألن ذل ك من االس تعانة ب الجن‬
‫والش ياطين‪ ،‬وهي محرم ة‪ ،‬ووس يلة من وس ائل الش رك‪ ،‬وال يج وز تص ديقهم فيم ا يخ برون ب ه‬
‫من أمور السحر والسحرة؛ ملا في ذلك من املفاسد‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وباهلل التوفيق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫الس ؤال‪ :‬يوج د ام رأة مص روعة‪ ،‬وعليه ا ام رأة من الجن‪ ،‬وعن دما تض رب ام رأة الجن ال‬
‫تس تجيب للخ روج من املرأة املس لمة‪ ،‬فه ل يج وز في ه ذه الحال ة حرقه ا بالن ار ح تى تخ رج من‬
‫املرأة املسلمة؟‬
‫ًق‬
‫الجواب‪ :‬يحرم إحراقها بالنار مطل ا؛ ألن النار ال يعذب بها إال هللا‪ .‬وباهلل التوفيق‪ .‬وصلى هللا‬
‫(‪)2‬‬
‫على نبينا محمد‪ ،‬وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لعدة ساعات عند املريض‪ ،‬وانتزاع آيات‬
‫معينة تخص السحر‪ ،‬وأخرى للعين‪ ،‬وأخرى للجان‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬تشغيل جهاز التسجيل بالقراءة واألدعية ال يغني عن الرقية؛ ألن الرقية عمل يحتاج‬
‫إلى اعتق اد وني ة ح ال أدائه ا‪ ،‬ومباش رة للنفث على املريض‪ ،‬والجه از ال يت أتى من ه ذل ك‪ .‬وباهلل‬
‫(‪)3‬‬
‫التوفيق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪ ))1‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء(‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)16653‬‬


‫‪ ))2‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)7501‬‬
‫‪ ))3‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)20361‬‬

‫‪6‬‬
‫أمي مسحورة بسحر أرحام‪ ،‬وقال لها الراقي‪ :‬استخدمي حقنة من زيت الزيتون املرقي عليه في‬
‫الرحم‪ ،‬فهل يجوز ذلك؟ وهل باطن الفرج نجس؟‬
‫اًل‬
‫الجواب‪ :‬أو ‪ :‬باطن الرحم طاهر؛ ألنه ال يوجد ما يدل على نجاسته‪ ،‬ولهذا كان الراجح أن ما‬
‫يخرج منه من إفرازات تعتبر طاهرة؛ إال إذا دل دليل على نجاستها كدم الحيض‪.‬‬
‫ثانًي ا‪ :‬املاء والزيت إذا قرأ عليه الراقي القرآن‪ ،‬فإنه ال يثبت له حرمة القرآن؛ ألنه ليس فيه‬
‫شيء من القرآن‪ ،‬وإنما فقط آثار نفث القارئ‪.‬‬

‫ُس ئل الشيخ ابن عثيمين‪ -‬رحمه هللا تعالى‪" :-‬هل يجوز للحائض أن تستحم بماء الرقية؟‬
‫ًا‬
‫فأجاب‪ -‬رحمه هللا‪ :-‬نعم‪ ،‬ال أرى في هذا بأس ؛ ألن ماء الرقية ليست به كتابة القرآن‪ ،‬وليس به‬
‫ًا‬
‫((‪1‬‬
‫شيء يعتبر محترم من القرآن‪ ،‬إنما هو ريق القارئ يؤثر بإذن هللا عز جل "‪.‬‬

‫وقال الشيخ عبد هللا بن جبرين‪ -‬رحمه هللا تعالى‪:-‬‬


‫" يج وز للح ائض والجنب ش رب املاء ال ذي ق رأ في ه ال راقي ونفث في ه؛ ألن الرقي ة إنم ا يبقى‬
‫أثرها في املاء‪ ،‬فأما القرآن فهو عرض‪ ،‬ال يستقر في ذلك الريق املخلوق‪ ،‬فمتى احتاج الجنب‬
‫أو الحائض لشرب ذلك املاء للعالج فال بأس به‪.‬‬
‫اًل‬
‫ال م انع من دهن الع ورة قب كان أو دب ًر ا ب زيت أو دهن ق د ق رئ علي ه؛ ألن الق رآن ع رض‪،‬‬
‫‪).)2‬‬
‫والدهن مخلوق‪ ،‬وإنما فيه أثر للقراءة " انتهى‬
‫وعلى ذلك ‪:‬‬
‫ٌف‬
‫ف إذا كان ه ذا الشخص ال راقي ثق ة في دين ه‪ ،‬مع رو باالس تقامة والص الح‪ ،‬من أه ل الخ برة‬
‫العارفين بالرقية فال مانع مما قاله‪.‬‬
‫مع التأكيد على الوالدة أن تعتني بالرقى الشرعية املعروفة‪ ،‬من الذكر‪ ،‬والتحصن باملعوذتين‪،‬‬
‫)‪)3.‬‬
‫وسورة البقرة ونحوها‪ .‬وهللا أعلم‬

‫‪ ))1‬فتاوى نور على الدر‪.)354 - 353 / 3( .‬‬


‫‪ ))2‬املوقع الرسمي البن جبرين رحمه هللا‪.-‬‬
‫‪ ))3‬موقع اإلسالم سؤال وجواب (‪.)282867‬‬
‫‪7‬‬
‫السؤال‪ :‬ما مدى صحة تخيل املريض للعائن من جراء القراءة‪ ،‬أو طلب الراقي من القرين أن‬
‫يخيل للمريض من أصابه بالعين‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬تخيل املريض للعائن أثناء القراءة عليه‪ ،‬وأمر القارئ له بذلك هو عمل شيطاني ال‬
‫يجوز؛ ألنه استعانة بالشياطين‪ ،‬فهي التي تتخيل له في صورة اإلنسي الذي أصابه‪ ،‬وهذا عمل‬
‫مح رم؛ ألن ه اس تعانة بالش ياطين‪ ،‬وألن ه يسبب الع داوة بين الن اس‪ ،‬ويسبب نش ر الخ وف‬
‫والرعب بين الناس‪ ،‬فيدخل في قوله تعالى‪َ{ :‬و َأَّنُه َك اَن ِر َج اٌل ِم َن اِإْل ْنِس َيُع وُذوَن ِبِر َج اٍل ِم َن اْلِج ِّن‬
‫َر َه ًق ا}‪[.‬الجن‪]6:‬‬ ‫َفَز اُدوُه ْم‬
‫(‪)1‬‬

‫السؤال‪ :‬عند قراءة القرآن على املريض (وهو مغمض العينين‪ ،‬وفي كامل وعيه) فإنه يرى من‬
‫سحره‪ ،‬أو الس احر‪ ،‬أو مكان السحر‪ ،‬أو الع ائن‪ .‬فس ؤالنا‪ :‬ه ل يعت بر ه ذا األم ر اطالع على‬
‫الغيب أم ال؟‬
‫الجواب‪ :‬رؤي ة املريض ملن سحره‪ ،‬أو الس احر‪ ،‬أو مكان السحر‪ ،‬أو العائن عند قراءة القرآن‬
‫علي ه ال يعت بر من االطالع على الغيب‪ ،‬ومن اعتق د أن ه يعلم الغيب بسبب ذل ك فه و كافر؛ ألن‬
‫علم الغيب من اختصاص هللا‪ -‬سبحانه وتعالى‪ ،-‬فال يعلم به أحد من خلقه إال ما أوحى هللا به‬
‫إلى من شاء من مالئكته ورسله‪ ،‬قال هللا تعالى‪ُ{ :‬قْل اَل َيْع َلُم َمْن ِفي الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر ِض اْلَغْيَب ِإاَّل‬
‫الَّل ُه}[النم ل‪ ،] 65:‬وقول ه س بحانه وتع الى‪َ{ :‬و ِع ْن َد ُه َم َف اِتُح اْلَغْيِب اَل َيْع َلُم َه ا ِإاَّل ُه َو } [األنع ام‪،]59:‬‬
‫وما يحدث للمريض من هذا النوع هو من تأثير الشياطين وخداعهم لبني آدم‪ ،‬وإنما يحصل‬
‫ذل ك بسبب اس تعانة الق راء ب الجن‪ ،‬وإن كانوا يتظ اهرون بق راءة الق رآن والح ديث الش ريف‬
‫للتض ليل والتل بيس على الجهل ة والع وام والس ذج‪ ،‬وإيه امهم ب أن ق راءتهم نافع ة‪ ،‬فيس لبون‬
‫أم والهم‪ ،‬ويس تغلونهم ملص الحهم وش هواتهم‪ ،‬وهم في الحقيق ة من الكهن ة والع رافين‪ ،‬وإن‬
‫ًن‬
‫صدقوا في ذلك أحيا ا‪ ،‬وصار الواقع كما رآه املريض‪ ،‬فال ينبغي له أن يركن إليه‪ ،‬وينخدع به‪،‬‬
‫ويعتقد صحته‪ ،‬ويتهم الناس بمجرد ذلك‪ ،‬إذ أن ذلك ال حقيقة له‪ ،‬وال أصل له في الشرع‪ ،‬بل‬
‫هو من تأثير الجن كما سبق‪ ،‬وننصحك أن ال تلتفت ألوهام قد تؤثر عليك في عقيدتك‪ ،‬وتكون‬
‫سبًب ا في قطيعة رحمك‪ ،‬وإيذاء الناس‪ ،‬وأن تلجأ إلى هللا‪ -‬تعالى‪ ،-‬وتستغيث به وحده في كشف‬
‫ضرك‪ ،‬وال ترجو إال هللا‪ ،‬وال تتعلق إال به وحده‪ ،‬وأن تعالج نفسك بالرقى واألدعية الشرعية‬
‫ال واردة في كت اب هللا وس نة نبي ه‪ -‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ ،-‬وأن تتع اطى من األدوي ة املباح ة م ا‬

‫‪ ))1‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)20361‬‬


‫‪8‬‬
‫يك ون سبًب ا في ش فائك‪ -‬ب إذن هللا‪ .-‬وباهلل التوفي ق‪ ،‬وص لى هللا على نبين ا محم د وآل ه وصحبه‬
‫(‪)1‬‬
‫وسلم‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬يوجد اآلن في هذا العصر طرق في الرقية بالقرآن قد ال تكون معروفة عند السلف‪-‬‬
‫ًال‬
‫رضي هللا تعالى عنهم‪ ،-‬مما ألبس حكمها على كثير من طلبة العلم فض عن العوام‪ ،‬ولذا نود‬
‫لو كان هناك كتاب يتكلم عن حكم هذه املسائل‪.‬‬
‫أسأل عن طريقتين‪ ،‬الطريقة األولى‪ :‬يفعلها بعض الناس‪ ،‬أنه يضع عباءة سوداء على املعيون‪،‬‬
‫ثم يقرأ عليه القرآن‪ ،‬ثم يقول الذي أعانك هو فالن بن فالن‪ ،‬أو يقول‪ :‬صورته كذا وكذا من‬
‫أوصافه‪.‬‬
‫والطريقة الثانية‪ :‬أن بعضهم يمسك بيد املعيون ثم يقرأ القرآن‪ ،‬ثم يقول‪ :‬تخيل في مخيلتك‬
‫ًا‬
‫شخص ‪ ،‬ثم يتخيل‪ ،‬فيقول‪ :‬هذا هو الذي أصابك بالعين‪ ،‬فما الحكم في هذه الطريقة؟‬
‫أجاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪ -‬رحمه هللا‪ -‬بقوله‪:‬‬
‫ًال‬
‫كلتا الطريقتين ال أعرف لهما أص عن السلف الصالح‪ ،‬والشيء الذي ليس له أصل في هذه‬
‫ًا‬
‫األمور يوجب الشك‪ ،‬واألصل املنع حتى يقوم دليل على أن ذلك مفيد ‪ ،‬وما دمنا ال ندري فإننا‬
‫نقول‪ :‬الطريقة الثانية‪ :‬من تتهم؟ من تظن؟ ما الفائدة من هذا؟ ألنه ربما يقول هذا املصاب‪:‬‬
‫ًا‬
‫أنا أتهم فالن ؛ لسوء تفاهم معه‪ ،‬أو ألحقاد بينه وبينه‪ ،‬وهو ليس كذلك‪ ،‬ثم يبني هذا القارئ‬
‫(‪)2‬‬
‫على ما ظنه‪ ،‬فالذي أرى أن نتجنب مثل هؤالء‪ ،‬ال يذهب إليهم‪ ،‬وال يؤبه بقولهم‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬شم جلد الذئب من قبل املريض؛ بدعوى أن يفصح عن وجود جان أو عدمه‪ ،‬إذ أن‬
‫الجان‪ -‬بزعمهم‪ -‬يخاف من الذئب‪ ،‬وينفر منه‪ ،‬ويضطرب عند اإلحساس بوجوده‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬استعمال الراقي لجلد الذئب ليشمه املصاب حتى يعرف أنه مصاب بالجنون‪ -‬عمل ال‬
‫ًت‬
‫يجوز؛ ألنه نوع من الشعوذة‪ ،‬واالعتقاد الفاسد‪ ،‬فيجب منعه بتا ا‪ ،‬وقولهم‪ :‬إن الجني يخاف‬
‫(‪)3‬‬
‫من الذئب خرافة ال أصل لها‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬ما حكم قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت‪ ،‬أو عبر الهاتف مع بعد املسافة‪،‬‬
‫القراءة على جمع كبير في آن واحد؟‪.‬‬
‫‪ ))1‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)19885‬‬
‫‪ ))2‬لقاء الباب املفتوح للعثيمين (‪.)142/11‬‬
‫‪ ))3‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)20361‬‬
‫‪9‬‬
‫الج واب‪ :‬الرقي ة ال ب د أن تك ون على املريض مباش رة‪ ،‬وال تك ون بواس طة مك بر الص وت‪ ،‬وال‬
‫بواسطة الهاتف؛ ألن هذا يخالف ما فعله رسول هللا‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وأصحابه‪ -‬رضي‬
‫هللا عنهم‪ -‬وأتباعهم بإحسان في الرقية‪ ،‬وقد قال‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪« :-‬من أحدث في أمرنا‬
‫هذا ما ليس منه فهو رد» ‪.‬‬
‫(‪)2( )1‬‬

‫كتابة القرآن الكريم بالحروف املقطعة‬


‫السؤال‪ :‬هل يجوز كتابة القرآن الكريم بالحروف املقطعة‪ ،‬وحملها للمريض‪ ،‬وإذابتها في املاء‪،‬‬
‫وشرب املاء؟‬
‫الجواب‪ :‬ال بأس بكتابة القرآن كتابة واضحة على شيء طاهر‪ ،‬ثم يمحى بماء يسقى للمريض؛‬
‫ألن هذا فعله بعض السلف‪ ،‬وهو من االستشفاء بالقرآن‪ .‬أما كتابته بحروف مقطعة فإنها ال‬
‫تجوز؛ ألن هذا تالعب بكتاب هللا‪ -‬عز وجل‪ ،-‬واعتقاد فاسد‪ ،‬وهكذا جعل القرآن أو بعضه‬
‫تميمة أي حرًز ا يعلق على املريض‪ ،‬فإنه ال يجوز؛ ألن الرسول‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬منع من‬
‫ذل ك وق ال‪« :‬من تعل ق تميم ة فال أتم هللا ل ه»(‪ ،)3‬وفي رواي ة أخ رى‪« :‬من تعل ق تميم ة فق د‬
‫أش رك»(‪ .)4‬وال ف رق بين ك ون التميم ة من الق رآن أو من غ ير الق رآن في أصح ق ولي العلم اء؛‬
‫لعموم األحاديث‪ ،‬ولسد الذريعة؛ ألن تعليق التمائم من القرآن يفضي إلى تعليقها من غيره‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وباهلل التوفيق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫الس ؤال‪ :‬ه ل يج وز تخص يص بعض اآلي ات في الرقي ة الش رعية بع دد معين لكل حال ة من‬
‫اًل‬
‫الحاالت أم ال‪ ،‬كقولهم مث ‪ :‬تقرأ اآلية رقم كذا (‪ )2001‬مرة‪ ،‬وغير ذلك؟‬
‫الجواب‪ :‬الرقية الشرعية هي ما كانت بالقرآن واألدعية الش رعية‪ ،‬وتحديد عدد املرات التي‬
‫اًل‬
‫تق رأ فيه ا اآلي ة أو ال دعاء يحت اج إلى دلي ل‪ ،‬وال نعلم دلي في ذل ك إال أن الن بي‪ -‬ص لى هللا علي ه‬
‫وس لم‪ -‬كان إذا دع ا ب دعاء ك رره ثالث م رات في بعض األحي ان‪ ،‬فعن عائش ة‪ -‬رضي هللا عنه ا‪:-‬‬
‫«أن الن بي‪ -‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ -‬كان إذا أوى إلى فراش ه كل ليل ة جم ع كفي ه‪ ،‬ثم نفث فيهم ا‪،‬‬
‫فقرأ فيهما {ُق ْل ُه َو الَّل ُه َأَح ٌد }[اإلخالص‪ ]1:‬و {ُق ْل َأُع وُذ ِب َر ِّب اْلَف َل ِق }[الفلق‪ ]1:‬و {ُق ْل َأُع وُذ ِب َر ِّب‬

‫‪ ))1‬رواه البخاري عن عائشة‪ -‬رضي هللا عنها‪ -‬برقم ‪.2697‬‬


‫‪ ))2‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)20361‬‬
‫‪))3‬أخرجه أحمد برقم ‪ ،17422‬والحاكم برقم ‪.7513‬‬
‫‪))4‬سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪ ))5‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)17648‬‬
‫‪10‬‬
‫الَّناِس }[ الناس‪ ،]1:‬ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده‪ ،‬يبدأ بهما على رأسه ووجهه‪ ،‬وما أقبل‬
‫(‪) 1‬‬
‫من جسده‪ ،‬يفعل ذلك ثالث مرات»‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬بعض الناس يجعلون الورد (بسم هللا الرحمن الرحيم) ‪ 786‬مرة‪ ،‬ويقرؤون الواقعة‬
‫‪ 42‬مرة‪ ،‬وسورة الذاريات ‪ 60‬مرة‪ ،‬وسورة يس ‪ 41‬مرة‪ ،‬عند امليت وغيره‪ ،‬ويقرؤون في الورد‬
‫(يا لطيف) ‪ 16641‬مرة‪ ،‬فهل هذا جائز أم ال؟ أفيدونا أفادكم هللا‪.‬‬
‫أجاب الشيخ عبد العزيز بن باز ‪-‬رحمه هللا‪ -‬بقوله‪:‬‬
‫اًل‬
‫ال أعلم لهذا العمل أص بهذا العدد املعين في الشرع املطهر‪ ،‬بل التعبير بذلك‪ ،‬واعتقاد أنه‬
‫سنة فهو بدعة‪ ،‬وهكذا لو فعل ذلك على هذا الوجه عند امليت وقت املوت أو بعد املوت كل‬
‫اًل‬
‫ذلك ال أص ل ل ه على ه ذا الوج ه‪ ،‬ولكن يش رع للم ؤمن االكث ار من ق راءة القرآن لي ونه اًر ا‪،‬‬
‫وأن يسمي هللا‪ -‬سبحانه‪ -‬عند ابتداء القراءة‪ ،‬وعند األكل والشرب‪ ،‬وعند دخول املنزل‪ ،‬وعند‬
‫جماع أهله‪ ،‬وغير ذلك من الشؤون التي وردت بها السنة‪ ،‬وقد ُر وي عن النبي‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وس لم‪ -‬أن ه ق ال‪« :‬كل أم ر ذي ب ال ال يب دأ في ه ببس م هللا فه و أب تر»(‪ ،)2‬وهك ذا اس تعمال (ي ا‬
‫لطيف‪ ،‬أو يا هللا‪ ،‬أو نحو ذلك) بعدد معلوم يعتقد أنه سنة‪ ،‬ال أصل له‪ ،‬بل هو بدعة‪ ،‬ولكن‬
‫يشرع اإلكثار من الدعاء بال عدد معين‪ ،‬كقوله‪ :‬يا لطيف الطف بنا‪ ،‬أو اغفر لنا‪ ،‬أو ارحمنا‪،‬‬
‫أو اهدنا‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬وهكذا‪ :‬يا هللا‪ ،‬يا رحمن‪ ،‬يا رحيم‪ ،‬يا غفور‪ ،‬يا حكيم‪ ،‬يا عزيز‪ ،‬الطف‬
‫(‪)3‬‬
‫بنا‪ ،‬وانصرنا‪ ،‬وأصلح قلوبنا وأعمالنا‪ ،‬وما أشبه ذلك‪.‬‬

‫يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ -‬رحمه هللا‪:-‬‬


‫وليس ألح د أن يس ن للن اس نوًع ا من األذكار واألدعي ة غ ير املس نون‪ ،‬ويجعله ا عب ادة راتب ة‪،‬‬
‫يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس؛ بل هذا ابتداع دين لم يأذن هللا به؛‬
‫ًن‬
‫بخالف م ا ي دعو ب ه املرء أحيا ا من غ ير أن يجعله للن اس س نة‪ ،‬فه ذا إذا لم يعلم أنه يتضمن‬
‫معنى محرًم ا لم يجز الجزم بتحريمه؛ لكن قد يكون فيه ذلك‪ ،‬واإلنسان ال يشعر به‪ .‬وهذا‬
‫كما أن اإلنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت‪ ،‬فهذا وأمثاله قريب‪.‬‬

‫‪ ))1‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)18255‬‬


‫َّن‬
‫‪ ))2‬رواه أبو داود وابن ماجة وال سائي وابن ِح َّب ان في صحيحه مرفوًع ا‬
‫‪ ))3‬مجموع فتاوى ابن باز (‪ )13/98‬باختصار‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وأم ا اتخ اذ ورد غ ير ش رعي‪ ،‬واستنان ذك ر غ ير ش رعي فه ذا مم ا ُي نهى عن ه‪ ،‬وم ع ه ذا ففي‬
‫األدعي ة الش رعية واألذكار الش رعية غاي ة املط الب الصحيحة‪ ،‬ونهاي ة املقاص د العلي ة‪ ،‬وال‬
‫(‪)1‬‬
‫يعدل عنها إلى غيرها من األذكار املحدثة املبتدعة إال جاهل أو مفرط أو متعد‪.‬‬

‫الخلوة باملرأة األجنبية‪ ،‬أو مس شيء من جسمها وقت الرقية‪ ،‬ووجوب تسترها أثناء الرقية‬
‫قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪ -‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫‪ -‬يجوز للشاب أن يقرأ على املريضة‪ ،‬بشرط أن ال يخلو بها‪ ،‬وأن ال يحس بشهوة عند قراءته‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -‬والخلوة‪ :‬أن يكون معها في غرفة ونحوها‪ ،‬وليس معها محرم‪ ،‬لقول النبي‪َ -‬ص َّل ى الَّل ُه َع َل ْي‬
‫ِه‬
‫َّل‬
‫َو َس َم ‪« :-‬ال يخلون رجل بامرأة إال مع ذي محرم»(‪ )2‬وإن كان معهما أحد تؤمن الفتنة بوجوده‬
‫زالت الخلوة‪.‬‬
‫‪ -‬يج وز أن يق رأ على ثالث نس وة‪ ،‬إح داهن به ا مس من الجن‪ ،‬لكن ع زل املص ابة ب الجن عن‬
‫(‪) 3‬‬
‫السليمات أولى‪ ،‬ويكون معها وليها أي محرمها‪.‬‬

‫الس ؤال‪ :‬مس جس د املرأة ي دها‪ ،‬أو جبهته ا‪ ،‬أو رقبته ا‪ ،‬مباش رة من غ ير حائ ل‪ ،‬بحج ة الض غط‬
‫والتضييق على م ا فيه ا من الج ان‪ ،‬خاص ة أن مث ل ه ذا اللمس يحص ل من األطب اء في‬
‫املستشفيات‪ ،‬وما هي الضوابط في ذلك؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يجوز للراقي مس شيء من بدن املرأة التي يرقيها؛ ملا في ذلك من الفتنة‪ ،‬وإنما يقرأ‬
‫عليها بدون مس‪ ،‬وهناك فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب؛ ألن الطبيب قد ال يمكنه العالج‬
‫إال بمس املوض ع ال ذي يري د أن يعالج ه‪ ،‬بخالف ال راقي ف إن عمل ه ‪ -‬وه و الق راءة والنفث ‪ -‬ال‬
‫(‪)4‬‬
‫يتوقف على اللمس‪.‬‬

‫وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪ -‬رحمه هللا‪:-‬‬


‫(‪)5‬‬
‫ال يجوز وضع يد املعالج على رأس املرأة إال أن تكون من محارمه‪.‬‬

‫‪ ))1‬الفتاوى الكبرى (‪.)2/215‬‬


‫‪))2‬رواه البخاري في صحيحه عن عبد هللا بن عباس برقم ‪ ،3006‬ومسلم برقم ‪.1341‬‬
‫‪ ))3‬مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (‪.)17/33‬‬
‫‪ ))4‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪ ،)2‬الفتوى رقم (‪.)20361‬‬
‫‪ ))5‬مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (‪.)17/33‬‬
‫‪12‬‬
‫هل يجوز أن يرقي الراقي النساء‪ ،‬ويضع يده على ناصيتهن؟‬
‫أجاب الشيخ عبد املحسن العباد‪ -‬حفظه هللا‪ -‬بقوله‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ال يجوز له أن يمس أجسامهن‪ ،‬لكن يرقي من غير أن يمس‪.‬‬

‫قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪ -‬رحمه هللا‪:-‬‬


‫ًا ًال‬
‫ال يقرأ على امرأة من غير محارمها إال وهي متسترة تستر كام ‪ ،‬بالوجه‪ ،‬والكفين‪ ،‬وغيرها(‪.)2‬‬

‫االدعاء بأن الجن ال يدخل في الرجل الصالح‬


‫ُت‬
‫عن عثمان بن أبي العاص الثقفي‪ -‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬شكو إلى رسول هللا‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وس لم‪ -‬نس يان الق رآن‪ ،‬فض رب ص دري بي ده وق ال‪« :‬ي ا ش يطان اخ رج من ص در عثم ان»(‪،)3‬‬
‫ففعل ذلك ثالث مرات‪.‬‬
‫قال الشيخ محمد ناصر محمد الدين األلباني‪ -‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫ًن‬
‫وفي الحديث داللة صريحة أن الشيطان قد يتلبس اإلنسان ويدخل فيه ولو كان مؤم ا صالًح ا‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫استعمال الضرب املبرح والخنق‬


‫سئل الشيخ عبد العزيز بن باز ‪-‬رحمه هللا‪ -‬عن حكم استعمال الخنق والضرب ملن يعتقدون‬
‫فيه جنا؟‬
‫فأجاب‪ -‬رحمه هللا‪ -‬بقوله‪ :‬هذا يفعله بعض الناس‪ ،‬والذي ينبغي تركه؛ ألنه قد يتعدى عليه‪،‬‬
‫ويضره على غير بصيرة‪ ،‬ولقد ورد عن بعض األئمة فعل ذلك مثل الضرب‪ ،‬وهذا يحتاج إلى‬
‫نظر‪ ،‬فإن الضرب أو الخنق قد يترتب عليه هالك املريض‪ ،‬واملشروع واملعروف هو القراءة‬
‫فق ط باآلي ات وال دعوات الطيب ة‪ ،‬وه ذا ه و ال ذي ورد عن الن بي‪ -‬ص لى هللا علي ه وس لم‪-‬‬
‫والصحابة‪ -‬رض وان هللا عليهم‪ ،-‬وال نع رف عنهم أنهم كانوا يض ربون‪ ،‬أم ا فع ل بعض العلم اء‬
‫فليس بحج ة؛ ألن في ه نظ ر‪ ،‬فق د ي أتي إنس ان ي دعي الرقي ة والطب وي ؤذي الن اس بالض رب‬
‫والخنق‪ ،‬وربما قتله وهو يريد نفعه؛ فالواجب عدم فعل ذلك‪ ،‬وعدم التعرض لهذا الخطر‬
‫‪ ))1‬شرح سنن أبي داود (‪.)438/3‬‬
‫‪ ))2‬مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (‪.)17/33‬‬
‫‪ ))3‬رواه ابن ماجة عن عثمان بن أبي العاص الثقفي برقم ‪.2874‬‬
‫‪))4‬السلسلة الصحيحة ‪ /643/6‬القسم األول‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫العظيم‪ ،‬ولوكان خيًر ا لبينه النبي‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬وبينه الصحابة‪ -‬رضي هللا عنهم‪ ،-‬ثم‬
‫(‪)1‬‬
‫هذا في الغالب تخرصات قد تفضي إلى هالك املريض‪.‬‬

‫قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪ -‬رحمه هللا‪:-‬‬


‫ًا‬
‫كان بعض العلم اء يض رب املص روع ال ذي ص رعه الجن‪ ،‬وي رى الض رب واقع على املريض‬
‫ُأ‬
‫املصروع‪ ،‬وهو في الحقيقة على الجني الصارع‪ .‬وممن ثر عنه ذلك شيخ اإلسالم ابن تيمية‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫رحمه هللا‪ ،-‬ولكن هل نبيح ذلك لكل أحد؟‬
‫قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪ -‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫ال أرى جواز خنق املريض عند القراءة ملا في ذلك من الخطورة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫التمائم املعلقة‬
‫ُت‬ ‫ُت‬
‫عن عيسى بن حم زة ق ال‪ :‬دخل على عب د هللا بن حكيم وب ه حم رة‪ ،‬فقل ‪ :‬أال تعل ق تميم ة؟‬
‫(‪.).4‬‬
‫فقال‪ :‬نعوذ باهلل من ذلك‪ ،‬قال رسول هللا‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪« :-‬من علق شيئا وكل إليه»‬
‫(‪)5‬‬

‫َّل‬
‫عن عقب ة بن ع امر ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا‪ -‬ص لى هللا علي ه وآل ه وس لم‪« :-‬من ع ق تميم ة فق د‬
‫أشرك»(‪.)6‬‬

‫هل هناك أي دليل صحيح يفيد بأن ماء البحر يشفي من السحر؟‬
‫عالج السحر والشفاء منه بإذن هللا تعالى يكون بتالوة القرآن‪ ،‬وخاصة اآليات التي ذكر فيها‬
‫إبطال السحر‪ ،‬وباألدعية املأثورة‪ ،‬واملحافظة عليها وخاصة أذكار الصباح واملساء وغيرها‪ .‬ولم‬
‫(‪)7‬‬
‫نقف على دليل شرعي يثبت أو ينفي عالج السحر بماء البحر‪.‬‬

‫اًل‬
‫‪ ))1‬مجلة البحوث العدد (‪ ،)1543‬في‪13/1/1417‬هـ‪ ،‬نق عن توعية املرضى‪.‬‬
‫‪ ))2‬مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (‪.)17/33‬‬
‫‪ ))3‬مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (‪.)17/33‬‬
‫‪))4‬سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪ ))5‬املعجم الكبير للطبراني (‪ ،)960‬وحسنه األلباني في صحيح الترغيب والترهيب (‪.)3456‬‬
‫‪ ))6‬أخرجه اإلمام أحمد (‪ )156 / 4‬وصححه‪.‬‬
‫‪ ))7‬املكتبة الشاملة‪ ،‬كتاب فتاوى الشبكة‪،‬ج ‪ 1‬ص‪.886‬‬

‫‪14‬‬

You might also like