You are on page 1of 28

‫الفصل األول‪ :‬العقيدة اإلسالمية‬

‫العقيدة االسالمية‪ :‬هي مجموعة حقائق مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي يؤمن بها‬
‫المسلم فتستقر في عقله وقلبه ومشاعره‪ ،‬فتوجه تفكيره وسلوكه‪.‬‬
‫أركان اإليمان‬
‫أركان اإليمان ستة وهي‪.1 :‬اإليمان باهلل تعالى ‪ .2‬اإليمان بالمالئكة عليهم السالم ‪ .3‬اإليمان‬
‫ب‪2‬الكتب الس‪2‬ماوية ‪ .4‬اإليم‪2‬ان باألنبي‪2‬اء والرس‪2‬ل عليهم الس‪2‬الم ‪ .5‬اإليم‪2‬ان ب‪2‬اليوم اآلخ‪2‬ر ‪.6‬‬
‫اإليمان بالقضاء والقدر‪.‬‬
‫وتتلخص أركان اإليمان) العقيدة اإلسالمية (في قول هللا تعالى‪ " :‬آَمَن الَّر ُسوُل بِما أُنِز َل ِإلْيهِ ِمن‬
‫َّر ِبِه َو اْلُمْؤ ِمنُو َن ُك ٌّل آَمَن ِباهِّلل َو َمآلئِكتِه َو ُك تُبِه َو ُرُسِلِه َال نُفرُق بَيَن أَح ٍد ِمن ُّر ُسِلِه ‪ ،"..‬وفي‬
‫على شكل‬ ‫الحديث الشريف الذي يرويه عمر بن الخطاب ‪ ،‬أن جبريل جاء إلى النبي‬
‫رجل ال يعرفه أحد من الصحابِة فجلس إليه‪ ...‬ثم قال‪ :‬يا محمد أخبرني ما اإليمان قال‪ :‬اإليمان‬
‫أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله وباليوم اآلخر وبالقدر خيره وشره‪.‬‬

‫خصائص العقيدة االسالمية‪:‬‬


‫ربانية المصدر والغاية‪ :‬أي هي مستمده من القرآن الكريم الذي هو كالم هللا )أي من عند‬ ‫‪.1‬‬
‫هللا(‪ ،‬قال تعالى‪َ" :‬و إِنَّه لَتَن ِز يُل َر ِب اْلعَالِميَن "‪ .‬والغاية‪ :‬أي المقصود بها هللا وحده ال شريك‬
‫له‪.‬‬
‫شاملة ومتكاملة‪:‬أي أنها لم تدع جانبًا من جوانب الحياة إال وتطرقت إليه بل وفصلته تفصيًال‬ ‫‪.2‬‬
‫ولم تدع شيئا غامًض ا‪ ،‬قال تعالى‪َّ" :‬ما فَّر ْط نَا ِفي الِكتَاِب ِمن َش ْي ٍء "‪.‬‬
‫موافقة للعقل والفطرة‪ :‬تخاطب العقل والفطرة معا‪ ،‬ألن هللا هو خالق االنسان فهو األعلم‬ ‫‪.3‬‬
‫بحاله‪ ،‬فشرع له ما يناسب فطرته ويلبي حاجاته الروحية والعقلية والجسمية‪ ،‬قال تعالى‪َ":‬فأِقْم‬
‫َو ْج َهَك ِلل ِديِن َح نِيفًا فِط َر َة هِّللا الَّت ِي َفَط َر النَّاَس َع لْي َه ا "‪.‬‬
‫سهلة وواضحة‪ :‬أي ال غموض في العقيدة اإلسالمية وال تعقيد ويقبلها العقل السليم والعلم‬ ‫‪.4‬‬
‫واإلنسان البسيط‪ ،‬ويدركها الصغير والكبير‪ ،‬قال تعالى‪" :‬قْل َهِذِه َس بِيِلي أْد ُعو ِإلَى ِّهللا َع لَى‬
‫بصيرة أنا ومن اتبعني ‪)..‬‬
‫اإليمان باهلل تعالى‬
‫اإليمان في اللغة‪ :‬هو التصديق واإلقرار‪ ،‬وضده الكفر‪ :‬وهو اإلنكار والجحود والتكذيب‪.‬‬
‫اإليمان شرعا (اصطالحا)‪ :‬هو التصديق بالجنان واإلقرار باللسان والعمل باألركان ‪.‬‬
‫واإليمان باهلل تعالى هو أول ركن من أركان اإليمان الستة‪ ،‬ويعني‪ :‬االعتقاد الجازم بوجود هللا‬
‫تعالى واإليمان بربوبيته (رب كل شيء) وألوهيته (المعبود حده ال شريك له) الموصوف بصفات‬
‫الكمال والجالل المنزه عن صفات النقص‪ ،‬وأنه ليس كمثله شيء‪.‬‬

‫يظهر أثر اإليمان باهلل تعالى على سلوك المسلم في األمور التالية‪:‬‬

‫إخالص العبودية هلل وحده فال يعب معه غيره‪ ،‬قال تعالى‪َ " :‬و َم ا أِمُروا إَّاِل ِليَع بُد وا َهللا‬ ‫‪.1‬‬
‫َم ْخ ِلِص يَن لَه الِديَن ُح َن فَاَء "‪.‬‬
‫محبة هللا تعالى أي تقديم طاعته على غيره‪ :‬قال تعالى‪َ" :‬و الِّذ يَن آَم نُو ا أَش ُد ُحبًّا ِهلل "‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إفراد هللا تعالى بالدعاء ‪ ،‬والتوكل والرجاء‪ :‬فال ندعو وال نرجو سواه وال نتوكل على‬ ‫‪.3‬‬
‫أحد سواه‪ :‬قال تعالى‪َ" :‬و اْد ُعوُه َخ ْو فًا َو َط َم ًعا” ‪.‬‬
‫معرفة هللا تعالى وصفاته تؤثر في زيادة اإليمان وتعديل السلوك ومراقبة األعمال‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫االيمان بالمالئكة‬
‫من هم المالئكة؟‬
‫والمالئكة عباد مكرمون ال يعصون هللا ما أمرهم‪ ،‬ويفعلون ما يؤمرون ‪،‬مخلوقة من نور‪ ،‬ليسوا‬
‫ذكورا وال إناثا ‪،‬ال يتزاوجون‪ ،‬ال يأكلون وال يشربون وال يتغوطون‪ ،‬موكلون بوظائف ومسكنهم‬
‫في المأل األعلى في السماء ينزلون منها بأمر هللا‪ .‬للمالئكة قدرة على التصور والتمثل بصور‬
‫بشرية بإذن هللا‪.‬‬
‫حكم اإليمان بالمالئكة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫اإليمان بالمالئكة واجب‪ ،‬وهو ركن من أركان اإليمان‪ ،‬وال ُيقبل إيمانه وال تصح عقيدتُه إال‬
‫باإليمان بهم‪ ،‬فيكفر كل من ينكر وجودهم‪.‬‬
‫قال تعالى‪َ(( :‬و َم ن َي ْك ُفْر ِباِهَّلل َو َم اَل ِئَك ِتِه َو ُكُتِبِه َو ُرُسِلِه َو اْلَي ْو ِم اآْل ِخ ِر َفَقْد َض َّل َض اَل اًل َب ِعيًد ا))‪.‬‬
‫صفات المالئكة‪:‬‬
‫إنهم مخلوقون من نور‪ :‬قال صّلى هللا عليه وسّلم‪ُ(( :‬خ لقت المالئكة من نور‪ ،‬وُخ لق الجان من‬
‫مارج من نار‪ ،‬وخلق آدم مما وصف لكم))‪.‬‬
‫ال ُيرْو ن على صورتهم المالئكَّية‪ :‬فإّن المالئكة قد يكونون معنا وال نراهم‪ ،‬فقد كان جبريل عليه‬
‫السالم ينزل بالوحي على النبي وال يراه جلساؤُه‪.‬‬
‫أّن لهم قدرة على التشكل‪ :‬أي قد يظهرون على شكل إنسان‪ ،‬كما حدث مع جبريل عليه السالم‬
‫عندما تمثل لمريم عليه السالم في صورة بشر‪ ،‬قال تعالى‪(( :‬فاتخذت من دونهم حجاًبا فأرسلنا‬
‫إليها روحنا فتمّث ل لها بشّر ا سوّيا))‪.‬‬
‫أّن لهم قدرات خارقة‪ :‬فمنهم على قلة عددهم يحملون عرش الرحمن‪ ،‬قال تعالى‪َ(( :‬و َي ْح ِمُل َع ْر َش‬
‫َر ِّب َك َفْو َقُهْم َي ْو َم ِئٍذ َث َم اِنَي ٌة ))‪ ،‬ومنهم من ينفخ نفخة يصعق لها من في السماوات واألرض‪.‬‬
‫تمثل المالئكة بصورة بشر ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫جاء جبريل عليه السالم الى السيدة مريم عليها السالم متمثال في صورة بشرية‬
‫‪ . 1‬دخلت جماعة من المالئكة على سيدنا ابراهيم عليه السالم في صورة آدميين يحملون إليه‬
‫البشرى وظنهم ضيوفا وقدم لهم الطعام‪.‬‬
‫‪ .2‬كان جبريل يجلس مع الرسول والصحابة يعلمهم امور دينهم‪ ،‬وعندما كان جبريل يذهب‬
‫ويبتعد عنهم كان الرسول يقول لهم‪:‬‬
‫(أتدرون من السائل ‪..‬انه جبريل أتاكم ليعلمكم أمور دينكم)‪.‬‬
‫وظائف وأعمال المالئكة الكرام‪:‬‬
‫النفخ في الصور‪ :‬إسرافيل‬ ‫‪.1‬‬
‫خازن الجنة‪ :‬رضوان‪ ،‬خازن النار‪ :‬مالك‬ ‫‪.2‬‬
‫منكر ونكير‪ :‬سؤال االنسان داخل القبر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ميكائيل‪ :‬الموكل بالرعد والمطر والرزق وانبات النبات‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫الكتب السماوية‬
‫‪3‬‬
‫الكتب السماوية‪ :‬هي كالم هللا تعالى الذي ُأنِز َل على أنبياءه ورسله لهداية الخلق إلى الحق‬
‫وإرشادهم إلى أسباب السعادة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫مضمون الكتب السماوية‪:‬‬


‫اشتملت الكتب الّسماوية على ما يلي‪:‬‬
‫عقيدة الّت وحيد‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تقديس هللا وتنزيهه عن كل ما ال يليق بكماله وجالله‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تشمل على شريعة هللا (األحكام التي فرضها هللا من تحريم المحرمات وفرض الواجبات‪).‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التي تحقق السعادة للناس في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫الكتب السماوية التي ذكرت في القرآن الكريم‬


‫صحف إبراهيم‪ :‬قال تعالى ‪َ(:‬ب ْل ُتْؤ ِثُروَن اْلَح ياَة الُّد ْن َي ا * َو اآْل ِخَر ُة َخ ْيٌر َو َأْب َقى * ِإَّن َه َذ ا َلِفي الُّصُحِف‬
‫اُأْلوَلى * ُصُحِف ِإْب َر اِهيَم َو ُموَس ى)‬
‫الّت وراة‪ :‬قال تعالى (ِإَّن ا َأْن َز ْلَن ا الَّت ْو َر اَة ِفيَه ا ُه ًد ى َو ُنوٌر )‬
‫الّز بور‪ :‬قال تعالى (َو آَت ْي َن ا َداُو وَد َز ُبورًا)‬
‫اإلنجيل‪ :‬قال تعالى (َو َء اَت ْي َٰن ُه ٱِإْلنِجيَل ِفيِه ُه ًد ى َو ُنوٌر )‬
‫القرآن الكريم‪ :‬قال تعالى (َو ُقْر َء اًن ا َفَر ْق َٰن ُه ِلَت ْق َر َأُهۥ َع َلى ٱلَّن اِس َع َلٰى ُم ْك ٍۢث َو َن َّز ْلَٰن ُه َت نِز ياًل )‬

‫اإليمان بالكتب السماوية‬


‫يعتقد المسلم أن هللا تعالى أنزل كتبًا على بعض رسله لتبليغ الرسالة إلى الناس واشتملت الكتب‬
‫السماوية على عقيدة التوحيد واإليمان باليوم اآلخر وكذلك على شريعة تحقق سعادة الناس في‬
‫الدنيا واآلخرة‬

‫الكتب السماوية‪:‬‬
‫اوًال صحف إبراهيم‪ :‬وكانت أمثال ومواعظ وِحكم لهداية الناس وحثهم على االستقامة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ثانيا التوراة‪ :‬التي أنزلت على سيدنا موسى ‪ ,‬فيها األحكام والشرائع لبني إسرائيل ‪.‬‬
‫ثالثا الّز بور‪ :‬أنزله هللا على داوود عليه السالم‪.‬‬
‫رابعًا اإلنجيل وانزل على سيدنا عيسى عليه السالم ‪ ,‬وجاء مكمًال ومعدًال ألحكام التوراة‬
‫خامسا القرآن الكريم أنزله هللا على نبيه محمد صلى هللا عليه وسلم ‪ ,‬وهو آخر الكتب حفظه هللا‬
‫من التبديل والتحريف ‪.‬‬

‫عالقة القرآن بالكتب السماوية السابقة‪:‬‬

‫تتلخص العالقة بين القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة في قول هللا تعالى‪َ( :‬و َأْن َز ْلَن ا ِإَلْي َك‬
‫اْلِك َت اَب ِباْل َح ِق ُم َص ِّد قًا ِّلَم ا َب ْي َن َي َدْي ِه ِمَن اْلِك َت اِب َو ُم َه ْيِمنًا َع َلْي ِه)‪ ،‬فالقرآن يصِّد ق ما في الكتب‬
‫السماوية‪ ،‬كما أضاف القرآن الكريم أو بّد ل بعض التشريعات واألحكام الموجودة في الكتب‬
‫السماوي السابقة لتتناسب مع أحوال وحاجات الناس كافة في كل زمان ومكان‪.‬‬
‫وهو آخر الكتب السماوية نزوًال‪ ،‬كما أَّن رسالة اإلسالم على النبّى محمد صلى هللا عليه وسلم هي‬
‫آخر الرساالت تكفل هللا بحفظه من التبديل والتحريف لقوله تعالى ( إَّن ا َن ْح ُن َن ّز لّن ا الّذ كَر وإّن ا لُه‬
‫َلَح افظون) سورة الِحجر‪ ،‬آية ‪.9‬‬

‫اإليمان باألنبياء والمرسلين‬

‫صفات الرسل عليهم السالم‬


‫الصدق‪ :‬يستحيل على الرسل أن يكذب‪ ،‬وقد أّيدُه هللا بالمعجزات التي تدُّل على صدقِه‪ ،‬وال‬ ‫‪.1‬‬
‫يؤّيد هللا كّذ اًبا وال ينصرُه‪.‬‬
‫العصمة واألمانة‪ :‬فيستحيل على الرسول الخيانة‪ ،‬وهو معصوم من ارتكاب المعصية‬ ‫‪.2‬‬
‫بالسّر والعلن‪ ،‬قبل الرسالة وبعدها‪ .‬فأفعالهم توافق أقوالهم‪.‬‬
‫التبليغ‪ :‬فالرسول يبّلغ ما أمرُه هللا تعالى بتبليغِه إلى الّن اس من الّش رائع واألحكام دون كل‬ ‫‪.3‬‬
‫شيء منها‪.‬‬
‫‪.4‬‬

‫وظائف الرسل عليهم السالم‬


‫‪5‬‬
‫التبليغ ‪ ,‬فالرسول يبلغ ما أمره هللا الى الناس من الشرائع واألحكام دون زيادة او نقص او‬ ‫•‬
‫كتمان ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا تعالى بالتبشير واإلنذار‬ ‫•‬
‫اصالح النفوس وتزكيتها وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ‪,‬بإرشادهم إلى ما ِفيه الّن فع‬ ‫•‬
‫في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫أولو العزم من الرسل عليهم السالم‪:‬‬
‫هم أصحاب الصبر والثبات من الرسل‪ ،‬سمو بهذا االسم ألنهم صبروا على أذى أقوامهم‪.‬‬

‫أولو العزم اصطالًح ا‪ :‬هم الرسل الذين صبروا في سبيل الدعوة التي بعثهم هللا بها أكثر من‬
‫غيرهم من األنبياء والرسل‪ ،‬وجُّد ا في سبيل ذلك إلعالء كلمة هللا وإلنجاح دعوتهم‪.‬‬
‫وقد تمّيز عدد من األنبياء‪ ،‬وكانوا أشّد معاناة مع أقوامهم وصبًر ا على أذاهم‪ ،‬لذلك سموا بأولي‬
‫العزم‪.‬‬
‫وهم خمسة فقط‪ :‬نوح‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬موسى‪ ،‬عيسى ومحمد عليهم الصالة والّسالم‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬القرآن الكريم وعلومه‬


‫تعريف القرآن الكريم‪:‬‬
‫لغة‪ :‬مصدر مرادف للقراءة‪ ،‬وهي التالوة‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ ):‬إَن علينا جمعه وقرآنه ‪,‬فإذا قرأناه‬
‫فاتبع قرآنه )سورة القيامة‪ .‬وهو مصدر بمعنى اسما لمفعول أي المقروء‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫باليقظة التامة‪ ،‬بواسطة الملك‬ ‫اصطالحا‪ :‬هو كالم هللا تعالى‪ ،‬المنزل على سيدنا محمد‬
‫جبريل‪ ،‬باللفظ العربي المعجز‪ ،1‬المتع بد بتالوته‪ ،2‬المنقول إلينا بالتواتر‪ ،3‬المبدوء بسورة‬
‫الفاتحة المختوم بسور الناس‪.‬‬

‫خصائص القرآن الكريم‪:‬‬


‫إلهُّي المصدر‪ :‬أي أَّن لفظه ومعناه من عند هللا‪ ،‬ال يجوز تبديل كالمه وال روايته بالمعنى‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قال تعالى‪َ" :‬و ِإنَّهُ لَتَن ِز يُل َر ِب اْلعَالِميَن "‪.‬‬
‫ذو لفظ عربي معجز‪ :‬أي أنَّه نزل بلسان عربي مبين‪ ،‬ال يستطيع أحد اإلتيان بمثله على‬ ‫‪.2‬‬
‫مر العصور‪ ،‬معجز في لفظه ومعناه‪ ،‬وعلومه‪ ،‬قال تعالى‪" :‬قْل لَّئ ِن اْج تَمَع ِت اِإْلنُس‬
‫َو اْل ِج ُّن َع لَى أَن يَأْت ُو ا بِم ْث ِل َه ذَا اْلقْر آِن َال يَأْت ُو َن بِم ْث ِلِه َو لْو َك اَن بَع ُضُهْم ِلبَع ٍض َظ ِه يرًا"‪.‬‬
‫منقول بالتواتر‪ :‬أي رواه جمٌع ثقة من الناس عن جمع مثلهم‪ ،‬بحيث يستحيل اتفاقهم على‬ ‫‪.3‬‬
‫الكذب‪ .‬أي أن القرآن ثابتا ثبوتا قطعيا ليس فيه تحريف وال تغيير‪.‬‬
‫متعبد بتالوته‪ :‬أي أن قراءة القرآن عبادة بحد ذاتها يثاب فاعلها‪ ،‬وكذلك ال تصح الصالة إ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪" :‬من قرأ حرفًا من كتاب هللا فله به حسنة‪ ،"..‬وقال أيًضا‪:‬‬ ‫ال بقراءة شيء منه‪ ،‬قال‬
‫"ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪7‬‬
‫س‪ .‬تحدى هللا العرب بالقران الكريم ‪ .‬بين مراحل هذا التحدي‪.‬‬
‫لقد تحداهم على ثالث مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬المرحلة االولى ‪ :‬لقد تحدى هللا العرب بأن يأتوا بمثل القرآن كامال ‪ ،‬فعجزوا عن ذلك ‪ ،‬وهم‬
‫فرسان البالغة والبيان ‪ .‬قال تعالى " ﴿ُقْل لئن اْج َتَم َع ت ااْل نس َو اْلجُّن َع لى َأْن َيْأتوا بمْثل َهَذ ا اْلُقْر َآن َل‬
‫َيْأتوَن بمْثله َو لْو َك اَن َبْعُض ُهْم ل َبْع ٍض َظهيرا) (﴾‬

‫‪.2‬المرحلة الثانية ‪ :‬تحداهم بأن يأتوا بعشر سور ‪ .‬قال تعالى " أْم يَقُو لُو َن اْف تَر اُه قُلْ فَأْت ُو ا‬
‫بِع ْش ر ِس َو ٍر ِم ْث ِلِه مْف تَر يَاتٍ َو اْد ُعوا َم ن ِاْس تَط ْع تْم ِمنْ ُد ون هِّللِا إِن ْكْن تْم َص اِدقِيَن "‬
‫‪ .3‬المرحلة الثالثة ‪ :‬تحداهم بأن يأتوا بسورة واحدة ‪ .‬قال تعالى ‪َ ﴿:‬و ِإْن ُكْن تْم فِي َر ْيٍب ِمَّما َن َّز ْلنَا‬
‫َع لَى َع ْبِدنَا فَأْت ُو ا بِس وَر ٍة ِم ْن ِم ْث ِلِه َو اْد ُعوا شَه َداَء ُك ْم ِم ْن ُد وِن هِّللا إِن ُكْن تْم َص اِدقِيَن (‪.‬وهكذا عجزت‬
‫قريش عجزا تاما في مراحل التحدي الثالث‪..‬‬

‫صور نزول الوحي على رسول هللا‪:‬‬


‫يأتي على صورته المالئكية‪ ،‬كما كان عند بدء نزول الوحي أول مرة‪ ،‬وفي ليلة األسراء‬ ‫•‬
‫والمعراج‪ ،‬قال تعالى‪َ" :‬و َلَقْد َر آُه َن ْز َلًة ُأْخ َر ى َع ْن َد ِس ْد َر ِة اْلُم ْن َت َه ى"‪.‬‬
‫على صورة إنسان يراه الحاضرين ويسمعون كالمه‪ ،‬كما في حديث اإليمان واإلسالم‬ ‫•‬
‫واإلحسان‪.‬‬
‫أن يأتي الوحي مستترًا ولكن يسمع النبي صوتًا كصلصلة الجرس‪ ،‬قال ‪ ":‬أحياًن ا يأتيني‬ ‫•‬
‫مثل صلصلة الجرس‪ ،‬وهو أشد علي‪ ،‬فيفصم عنى‪ ،‬وقد وعيت عنه ما قال"‪ .‬وكانت هذه الحالة‬
‫شديدة على الرسول‪ ،‬حيث كان يتغير وجهه‪ ،‬ويثقل جسده‪ ،‬وتبرك به ناقته‪ ،‬ويتصبب عرًقا‪.‬‬
‫نزول القرآن الكريم‬
‫للقرآن الكريم نزوالن‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫األول‪ :‬هو نزول القرآن الكريم جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ في السماء السابعة‬
‫إلى السماء الدنيا‪ ،‬قال تعالى‪ِ" :‬إنَّا أَنَز ْلنَاُه فِي لَْي لَِة اْلقَْد ِر "‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬هو نزول القرآن الكريم من السماء الدنيا إلى األرض في ليله القدر في غار حراء على‬
‫منجما (مفرقًا) في ثالثة وعشرين سنة‪ ،‬حسب األحداث والمناسبات وحاجات الناس‬ ‫الرسول‬
‫للتشريع‪ ،‬قال تعالى‪َ" :‬و قْر آنًا فَر ْق نَاُه ِلتَقَر أَه َع لَى النَّاِس َع لَى ُم ْك ٍث َو نَّز ْلنَاُه تَن ِز يًال "‪.‬‬
‫أما الكتب السماوية األخرى فقد أنزلت جملة واحدة والتي سقطت من يد الزمن أي ضاع أكثرها‪.‬‬
‫الحكمة من نزول القرآن الكريم منجًم ا‪:‬‬
‫بأن هللا يتعهده‬ ‫‪ :‬إن بتجديد الوحي وتكرار نزوله إعالم للنبي‬ ‫تثبيت قلب النبي‬ ‫‪.1‬‬
‫ويؤيده‪.‬‬
‫تيسير فهمه وحفظه واستيعاب معانيه‪ ،‬حيث نزل على أمة أمية تعتمد على الذاكرة والحفظ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التدرج في أحكام الدين‪ ،‬كالتدرج في تحريم الخمر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫نزول القرآن الكريم حسب الحوادث لمعالجتها‪ ،‬مثل توزيع الغنائم والمعاملة مع أسرى‬ ‫‪.4‬‬
‫الحرب‪.‬‬
‫الرد على أسئلة السائلين‪ :‬إذ ال يُعقل أن ينزل القرآن فيه أجوبة وردود ألسئلة لم تُسأل بعد‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫واألسئلة نوعان‪ :‬أسئلة استخبار ومعرفة من المسلمين وأسئلة امتحان واختبار من الكفار وأهل‬
‫الكتاب للتشكيك في اإلسالم‪.‬‬
‫جمع القرآن الكريم وتدوينه‪:‬‬
‫مَّر القرآن الكريم في تدوينه بثالث مراحل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬في عهد النبي‪:‬‬
‫كان حفظ القرآن الكريم في هذه المرحلة بطريقتين‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫الحفظ في الصدور‪ :‬حيث كان معظم الصحابة يحفظون القرآن عن ظهر غيب‪.‬‬
‫الحفظ في السطور‪ :‬حيث كان النبي يأُمُر بعض الّص حابة بكتابة القرآن وقت نزوله‪،‬‬
‫ويبّين لهم كيف ُيَر ِّت ُبون اآليات والُّسور‪ ،‬وهؤالء ُيَس َّمون ب "ُكَّت اب الوحي" ومنهم‪ :‬زيد بن ثابت‪،‬‬
‫ُأبّي بن كعب‪ ،‬علي بن أبي طالب‪ ،‬أنس بن مالك‪ ..‬وقد كانوا يكُت بون القرآن على العظام‪،‬‬
‫والجلود‪ ،‬والحجارة الرقيقة‪..‬‬
‫المرحلة الّث انية‪ :‬في عهد أبي بكر الصديق‪:‬‬
‫بعد وفاة النبي‪ ،‬تَو َّلى أبو بكر الّص ديق الخالفة‪ ،‬وفي هذه الفترة حدثت حروب الردة ومات الكثير‬
‫من حفظة القرآن وخصوًص ا في معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب التي استشهد فيها أكثر من‬
‫‪ 70‬من حفظة القرآن‪ ،‬فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر أن يجمع القرآن في ُمصحف (كتاب‬
‫(واحد خوًف ا عليه من الضياع‪.‬‬
‫عارض أبو بكر الصديق الفكرة أول األمر‪ ،‬ولكنه سرعان ما اقتنع بها‪ ،‬فكّلف زيد بن ثابت‬
‫بتتبع آيات القرآن الكريم وتدوينها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫لم تكن المهمة سهلة على زيد حيث قال‪" :‬وهللا لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل مّما‬
‫أمرت به من جمع القرآن"‪ ،‬ولكنه كان أهاًل لهذه المهمة‪ ،‬حيث كان من ُكّت اب الوحي‪ ،‬وحافًظ ا‬
‫للقرآن‪ ،‬راجح العقل) ذكي (‪ ،‬شديد الورع‪ ،‬إضافة إلى أنه شهد العرضة األخيرة للقرآن مع‬
‫الرسول‪.‬‬
‫وكان زيد يشترط لمن يأخذ اآليات عنه‪ ،‬أن يكون حافظًا لها‪ ،‬وأن يكون قد كتبها وأن يكون هناك‬
‫شاهدان يشهدان أّن ه كتبها عند الرسول‪ ،‬وهكذا حتى أتم تدوين جميع آيات القرآن‪.‬‬
‫وبقي المصحف الذي جمعه عند أبي بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم حفصة زوجة النبي‪.‬‬

‫المرحلة الّث الثة‪ :‬في عهد عثمان ِبن عَّفان‪:‬‬


‫اتسعت الدولة اإلسالمية في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي هللا عنه‪ ،‬وتفرق الصحابة في‬
‫البالد يعلمون الناس القرآن ويقرؤونه عليهم كل بحسب لهجته والصحف التي معه‪.‬‬
‫ولما اجتمع المسلمون من أهل العراق واهل الشام‪ ،‬لغزو ثغور أرمينيا واذربيجان‪ ،‬ظهر الخالف‬
‫بينهم في قراءة القرآن‪ ،‬وكادت أن تشتعل نار الفتنة بينهم‪ ،‬وشهد على ذلك حذيفة بن اليمان رضي‬
‫هللا عنه‪ ،‬فرجع إلى المدينة المنورة واجتمع بالخليفة عثمان بن عفان رضي هللا عنه وطلب منه أن‬
‫يلحق األمة قبل أن تختلف في كتاب هللا تعالى‪.‬‬
‫رأى عثمان رضي هللا عنه أن ال مفر من جمع ُن سخ القرآن وجمع الناس على قراءة واحدة ليسد‬
‫باب الفتنة‪ .‬وبعد أن استشار عثمان بن عفان رضي هللا عنه الصحابة في األمر ووجد عندهم‬
‫الرضى والقبول‪ ،‬أرسل إلى أم المؤمنين حفصة رضي هللا عنها‪ ،‬وكانت لديها الصحف التي ُجمع‬
‫فيها القرآن قائال‪ " :‬أرسلي إلينا الصحف لننسخها في المصاحف ثم نردها إليك " فأرسلت بها‬
‫حفصة رضي هللا عنها إلى عثمان رضي هللا عنه‪.‬‬
‫جمع عثمان رضي هللا عنه لجنة ضّمت ثالثة من القريشيين وهم‪:‬‬
‫عبد هللا بن الزبير‪ ،‬وسعيد بن العاص‪ ،‬وعبد الرحمن بن الحارث وكان معهم زيد بن ثابت وكان‬
‫أنصاريا‪ ،‬وقال لهم‪ ":‬إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش‪ ،‬فإنه‬
‫إنما أنزل بلسانهم" ففعلوا‪ ،‬حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف‪ ،‬رد عثمان الصحف إلى‬
‫حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا‪ ،‬فأرسل إلى مكة‪ ،‬والشام والبصرة والكوفة‬
‫واليمن وأبقى عنده في المدينة مصحفا واحدا‪ .‬وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو‬
‫مصحف أن يحرق‪ .‬وبهذا تم جمع القرآن وترتيبه وحفظه ونقله متواترا بألفاظه عن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم وقطع بذلك دابر الخالف بين المسلمين‪.‬‬
‫وما يقرأه المسلمون اليوم في المصحف منقول عن المصحف نفسه‪ ،‬الذي نسخه عثمان بن عفان‬
‫رضي هللا عنه‪ .‬لذلك درج المسلمون على تسمية المصحف المكتوب بأمر عثمان ب " مصحف‬
‫عثمان" أو المصحف االمام"‪.‬‬
‫الفرق بين جمع المصحف في عهد أبي بكر وجمعه في عهد عثمان‪:‬‬
‫الباعث لدى ابو بكر هو الخوف على القران من الضياع بموت الحفظة بينما الباعث عند عثمان‬
‫هو ظهور االختالف في وجوه القراءة‬
‫اما عثمان‬ ‫جمع ابو بكر نقال لما كان مفرقا في الرقاع والعسب واالكتاف في مصحف واحد‬
‫فكان نسخا لعدة مصاحف على حرف واحد حتى يجمع الناس على مصحف واحد ولهجة واحد‬
‫وهي لهجة قريش‬

‫سورة االنعام‪:‬‬
‫شرح اآليات‪:‬‬ ‫•‬
‫يأمر هللا تعالى عبده ونبيه محمدًا ان ينادي في الناس ليخبرهم جملة من األمور التي حرمها هللا‬
‫تعالى عليهم‪ ،‬فمحمد ليس هو الذي يحلل ويحرم بأمره‪ ،‬بل أمر ربه ألنه (ان هو اال وحي يوحى)‪.‬‬
‫وقد تضمنت هذه اآليات أهم اركان اإلسالم وبعض الفضائل التي يقوم عليها العمران‪ ،‬وتنظم بها‬
‫شؤون األمم واحوال الشعوب‪ ،‬حيث شملت ثالثة جوانب التوحيد واالسرة والمجتمع‪.‬‬

‫التوحيد‪ :‬االيمان باهلل وتوحيده وعدم الشرك باهلل عز وجل ألنه من أعظم الكبائر وهو الذنب‬ ‫‪-1‬‬
‫الذي ال يغفره هللا‪ ،‬الن فيه انحرافًا عن القصد من الخلق لقوله تعالى ‪ (:‬ان هللا ال يغفر ان‬
‫يشرك به ويغفر ما دون ذلك)‪.‬‬

‫‪ )2‬األسرة‪ :‬وتضمنت ما يلي‪:‬‬


‫أ‪ .‬االحسان الى الوالدين من كلمة طيبة وتأمين احتياجاتهما‪.‬‬
‫ب‪ .‬عدم قتل األوالد خصوصًا البنات بسبب عدم اليقين على رزقهن الن هللا تكفل برزق األبناء‬
‫كما تكفل برزق اإلباء‪.‬‬
‫ج‪ .‬اقتراف الفواحش‪ ،‬خصوصا الزنا او كل فاحشة ظاهرة او خفية‪ .‬وفعل الفواحش يهدد االسرة‬
‫ويصيب المجتمع اإلنساني بالتفكك‪ ،‬ويفسد اخالق االمة‪.‬‬
‫د‪ .‬عدم قتل النفس واالعتداء عليها ظلما‪.‬‬
‫(‪ 3‬المجتمع‪ :‬وتضمن ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬االحسان في مال اليتيم وعدم االقتراب من مال اليتيم بقصد العدوان اال بنية ادخار هذا المال له‪،‬‬
‫الى حين استطاعته على االنتفاع به دون اسراف او تضييع‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ب‪ .‬تحريم الغش في البيع والشراء فيجب معاملة الناس بالعدل والتسوية عند االخذ والعطاء‪،‬‬
‫فحرم اإلسالم الغش في الميزان ومن حصل منه تقصير ولم يعلمه فان هللا غفور رحيم‪.‬‬
‫ج‪ .‬الحكم بالعدل وأداء الشهادة على وجهها فيجب على المسلم العدل في القول وفي الحكم بين‬
‫الناس‪.‬‬
‫د‪ .‬الوفاء بعهد هللا فعلى المسلم ان يفي بما عهد هللا اليه من صالة وزكاة وصيام‪ ،‬ومن فضائل‬
‫كالصدق واألمانة والتحلي بالعفاف وان يفي بكل ما ابرمه من عهود ومواثيق حتى تظل الثقة‬
‫قائمة بين المجتمع‪.‬‬
‫ه‪ .‬اتباع الصراط المستقيم هذه االحكام وما اشبهها مما بينه هللا تعالى في كتابه هي صراط هللا‬
‫المستقيم‪.‬‬
‫من خالل اآليات الكريمة من سورة االنعام نفهم ان الشرك باهلل تعالى هو الذنب األعظم‪ ،‬وان‬
‫لألسرة في االيالم حرمة وهي مصونة من االنهيار‪ ،‬كما وحرص اإلسالم على صيانة النفوس‬
‫ورعاية اليتامى وحكاية الضعفاء وترك المعاصي في السر والعلن‪ ،‬وعلى المسلم لن يعدل ويفي‬
‫بعهوده واتباع الصراط المستقيم ليكون من المفلحين‪.‬‬

‫سورة الفرقان‪:‬‬
‫شرح اآليات‪:‬‬
‫عباد الرحمن هم خيرة الخلق عند هللا تعالى‪ ،‬واستحقوا جزاء صفاتهم الثواب العظيم والدرجة‬
‫العالية في الجنة وهذه الصفات هي‪:‬‬
‫‪1‬التواضع في المشي على األرض بسكينة ووقار من غير تكبر وافتخار‪.‬‬
‫‪2‬لحلم والصفح عمن يسيء إليهم وعدم رد اإلساءة باإلساءة‪.‬‬
‫‪3‬اإلكثار من الصالة في الليل‪ :‬قيام الليل والتهجد لنيل الثواب العظيم‪.‬‬
‫‪4‬الخوف من عذاب النار‪ :‬الدعاء للنجاة من النار‪.‬‬
‫‪5‬االعتدال في االنفاق‪ :‬يحرصون أن يكون إنفاقهم وفقه حاجتهم‪ ،‬وسطا في توازن واعتدال‪.‬‬
‫‪.6‬عدم الشرك وعدم قتل االنفس بغير حق‪ ،‬وعدم الزنا فمن يفعل تلك المعاصي يستحق مضاعفة‬
‫العذاب والخلود فيه مع اإلهانة واالحتقار‪ ،‬اال من تاب وعمل صالحا فان هللا يعفو ويقبل التوبة‬
‫ويبدل السيئات حسنات كرما منه وفضال‪.‬‬
‫‪ .7‬ترك شهادة الزور وترك اللغو الباطل‪.‬‬
‫‪ .8‬الخضوع وااللتزام عند سماع آيات الرحمن‪.‬‬
‫‪ .9‬الدعاء الى هللا تعالى بالذرية الصالحة والعائلة الكريمة‪.‬‬
‫‪ .10‬ثم تختم اآليات ببيان مصير عباد الرحمن‪ ،‬وان لهم جنات النعيم وانه لوال الدعاء والعبادة‬
‫لكان مصير الناس الجحيم‪.‬‬
‫جزاء عباد الرحمن‪:‬‬
‫ان أولئك الذين وصفهم هللا في هذه اآليات قد رضي عنهم وسيجزيهم هللا يوم القيامة المنزلة‬
‫الرفيعة والدرجة العالية في الجنة‪ ،‬ويلقون فيها التحية والسالم من المالئكة ومن بعضهم لبعض‪.‬‬
‫ان يقول للكفار ان هللا تعالى ال يهتم بكم اذا‬ ‫وفي ختام اآليات يأمر هللا تعالى رسوله محمدًا‬
‫لم تعبدوه ولكنكم لما كذبتم برسالته فال تستحقون شيئًا من عنايته سبحانه‪ ،‬لذلك سيكون العذاب‬
‫مالزمًا لكم‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الحديث النبوي وأنواعه‬

‫تعريف الحديث‪:‬‬
‫لغة‪ :‬الخبر‪ ،‬كما ويطلق على الجديد (ضد القديم)‪.‬‬
‫الحديث اصطالحا‪ :‬هو ما أُضيف (نِس َب ) إلى النبي صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير‬
‫أو صفة‪.‬‬
‫أنواع الحديث‪:‬‬
‫نستنتج من التعريف أَّن للحديث الشريف أربعة أقسام‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪.1‬القول‪ :‬هي األقوال التي قالها الرسول في مجال التشريع‪ ،‬مثال‪ " :‬ال تحقرن من المعروف‬
‫شيئًا‪."...‬‬
‫من أعمال في مجال التشريع‪ ،‬كوضوئه وصالته‪،‬‬ ‫‪.2‬الفعل‪ :‬هي كل ما بدر من الرسول‬
‫وحجه‪ ..‬وقد قال‪" :‬صل وا كما رأيتُموني أُصل ي"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪.3‬التقرير‪ :‬هو أقوال وأعمال الصحابة وافق عليها الرسول ‪ ،‬كإقراره لعب عائشة بالبنات‪ ،‬أو‬
‫ضحكه من صنيع عمرو بن العاص عندما صلى بالناس بالتيمم بدل الغسل في الليلة شديدة البرد‪.‬‬
‫‪.4‬الصفة‪ :‬وتشمل نوعين‪:‬‬
‫أ‪.‬الصفات الُخ لقية‪ :‬وهي ما جبل ُهللا عليه النبَّي ‪ ‬من األخالق الحميدة‪ ،‬مثال‪" :‬لم يكن النبي‬
‫َس بَّابًا‪ ،‬وال َفَّح اًش ا‪ ،‬وال لَع َّانًا‪"..‬‬
‫ب‪ .‬الصفات الَخ لقية‪ :‬وتعني الهيئة التي خلق هللا تعالى عليها نبيه ‪ ،‬مثال‪ :‬عن البراء بن عازب‬
‫قال‪ :‬كان النبي ‪ ‬مربوًعا ‪-‬متوسط القامة‪ -‬بعيد بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنه‪."..‬‬
‫الحكم من دراسة الِّص فات الُخ لِقَّي ة للرسول‪:‬‬

‫قدوة لنا بصفاته الُخ لقية ونعمل بها ونطبقها في حياتنا اليومية‪.‬‬ ‫أن يكون الرسول‬ ‫‪.1‬‬
‫من األخالق‪ ،‬قال تعالى‪َ" :‬و إَِّنَك لََع لى ُخ لٍق‬ ‫أن نعرف القدر الذي كان عليه الرسول‬ ‫‪.2‬‬
‫َع ِظ يٍم "‪.‬‬
‫رواية الحديث الشريف وتدوينه‪:‬‬
‫مر تدوين الحديث النبوي الشريف بثالث مراحل‪ ،‬وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫المرحلة ألولى‪ :‬في عهد الرسول ‪ ‬والصحابة رضي هللا عنهم‪:‬‬
‫في بداية النبوة عن كتابة الحديث النبوي قائاًل ‪" :‬ال تكتبوا عني‪ ،‬ومن كتب عني‬ ‫نهى الرسول‬
‫غير القرآن فليَم ُحه"‪ ،‬وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الخوف من حدوث اللبس واالختالط عند عامة المسلمين بين القرآن والحديث النبوي‪.‬‬
‫‪.2‬كثرة تشعبات السنة النبوية وصعوبة تدوينها‪.‬‬
‫‪.3‬التنويه على االهتمام بالقرآن وحفظه‪.‬‬

‫ولكنه أمر بتبليغ أحاديثه وروايتها للناس حيث قال‪َ" :‬نَّض َر اهلل امرءا سمع مَّنا شيئا فَّبلغَه كما سمعه‪َ ،‬فرَّب‬

‫مبلغ أْو َع ى من سامع "‪ ،‬كما وحذَّر من كتمان العلم قائاًل ‪َ " :‬م ن كتَم ِع ْلَم ا ألَج مه ُهللا يوَم القيامِة بِلجاٍم‬
‫ِمن ناٍر "‪.‬‬
‫سمح لبعض الصحابة بكتابة الحديث وتدوينه في الصحف بإذن خاص‬ ‫وفي آخر حياة النبي‬
‫منه‪ ،‬وكان من أشهر هذه الصحف‪:‬‬
‫‪.1‬الصحيفة الصادقة‪ :‬كتبها عبد هللا بن عمرو بن العاص رضي هللا عنهما‪ ،‬وسميت بهذا االسم‬
‫ألنها أصدق ما ُك تب عن النبي ‪ ‬وهي أقد وثية تاريخية تثبت أن بعض األحاديث كتبت في زمن‬
‫النبي ‪ ، ‬حيث كان عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما يسمع الحديث من فم الرسول ‪ ‬ويكتبه‬
‫مباشرة في الصحيفة‪ ،‬وقد اشتملت على ألف حديث وهي موجودة في مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪.‬‬
‫‪ .2‬صحيفة علي بن أبي طالب ‪ ،‬وألواح عبد هللا بن عباس‪ ،‬وغيرهما رضي هللا عنهما‪.‬‬
‫والتي تنظم العالقة بين المهاجرين واألنصار‪ ،‬والمعاهدات‬ ‫‪.3‬الوثيقة التي ُك تبت بأمر الرسول‬
‫التي ُك تبت بين اليهود والمسلمين في المدينة‪.‬‬

‫إلى الملوك واألمراء‪.‬‬ ‫‪.4‬رسائل الرسول‬


‫وفي هذه المرحلة لم يكن للحديث الشريف تدوينًا رسميًا‪ ،‬ولم تكن أحاديث الرسول ‪ ‬مجموعة‬
‫في كتاب واحد‪.‬‬
‫س‪ .‬كيف انتشرت أحاديث رسول هللا بين الصحابة ؟ وما أسباب ذلك؟‬
‫حذر رسول هللا من كتمان العلم ‪،‬بقوله ‪ ) :‬من كتم علمًا ألجمه هللا بلجام من نار يوم‬
‫القيامة( ‪.‬واستجابة لهذا الح ث في تبليغ أحاديث رسول هللا ‪ ، ‬والخوف من كتمان ما تعلموه من‬
‫رسول هللا ‪ ، ‬وقيامًا بواجب نشر هذا الدين ‪ ،‬حرص الصحابة رضوان هللا عليهم ‪ ،‬على حفظ‬
‫السنة والعمل بها ‪ ،‬وتبليغها لمن لم يسمعها من الناس‪.‬‬
‫س‪ .‬أذكر عقوبة من كذب على النبي ‪ ‬معتمدا وما الدليل على ذلك؟ إن‬
‫عقوبة من كذب على رسول هللا متعمدا هي نار جهنم‪.‬‬
‫والدليل على هذه العقوبة قوله ‪ ) : ‬ال تكتبوا عن ي ‪ ،‬ومن كتب عني غير القرآن فلميحه وحدثوا‬
‫عني وال حرج ومن كذب عل ي معتمدًا فليتبوأ مقعده من النار (‪ .‬صحيح مسلم ‪.‬‬
‫س‪.‬عدد الكتب الستة في الحديث النبوي‪.‬‬
‫‪.1‬صحيح البخاري ‪ .2‬صحيح مسلم ‪ .3.‬سنن الترمذي‬
‫‪ .4‬سنن ابو داوود ‪ .5‬سنن النسائي ‪ .6‬سنن ابن ماجة‬
‫حِّج ية‬

‫الحديث القُدسُّي‬
‫* ما هو الحديث القُد ِس ُّي ؟‬
‫لغة‪ :‬من القَداَس ِة‪ ،‬وهي‪ :‬الّط هارة والنّز اهة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬هو الحديث الذي معناه من عند هللا –ع ز وجل‪ ،-‬ولفظُه من عند النبي –صلى هللا عليه‬
‫ويضيفه إلى هللا تعالى‪.‬‬ ‫وسلم‪ .-‬أو هو ما يروى عن رسول هللا‬
‫فهو حديث كباقي األحاديث لكَن الذي يُميزه هو‪ :‬أَن النبي –صلى هللا عليه وسلم‪-‬ينسبُه إلى هللا‬
‫تعالى‪.‬‬
‫* ويأتي الحديث القدسي بِص يَغ عديدة منها‪:‬‬
‫قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬فيما يرويه عن ربه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬قال تعالى‪ ،‬أو يقول تعالى‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وُس ِمَي قدسياً؛ ألنَّه منسوٌب إلى القُّد وس‪ ،‬والقُّد وس هو هللا تعالى‪ .‬ألنه نفحة من عالم القدس ونور‬
‫من عالم الغيب‪.‬‬
‫مثال على الحديث القدسي‪:‬‬
‫عن أبي هريرة عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ :-‬قال‪ :‬قال هللا عز وجل‪ :‬أعددت لعبادي الصالحين‬
‫ما ال عين رأت‪ ،‬وال أذن سمعت‪ ،‬وال خطر على قلب بشر‪.‬‬
‫هل يعني وصف الحديث القدسي ضرورة ثبوته؟ وضح‬
‫ال يعني وصف الحديث القدسي ضرورة ثبوته فمعظمه من اخبار اآلحاد‪ .‬فهو ظني الثبوت‬
‫فحديث االحاد ما ليس بمتواتر والحديث المتواتر صحيح قطعًا أما اآلحاد فمنه الصحيح والحسن‬
‫والضعيف‪.‬‬

‫الفرق بين الحديث النبوي والحديث القدسي‪:‬‬

‫الحديث القدسي‬ ‫الحديث النبوي الشريف‬

‫منسوب إلى هللا تعالى‬ ‫منسوب إلى النبي‬

‫تقتصر على مواضيع اإليمانيات‬ ‫تتناول األحكام وغيرها‬


‫والخوف والرجاء ولم تتناول األحكام‬
‫الفقهية‬
‫كلها قولية‬ ‫لقولية وفعلية وتقريرية ووصفة‬
‫الفرق بين القرآن والحديث القدسي‬

‫الحديث القدسي‬ ‫القراَن الكريم‬

‫معناه من عند هللا ولفظه من عند رسول‬ ‫اللفظ والمعنى من عند هللا‬

‫تجوز روايته بالمعنى‬ ‫ال تجوز روايته بالمعنى‬

‫اغلبه ليس متواترا‬ ‫كله متواتر‬

‫غير معجز‬ ‫معجز (معجزة خالدة)‬

‫منه الصحيح ‪،‬الحسن ‪،‬الضعيف‬ ‫مقطوع بصحته‬

‫غير متعبد بتالوته‬ ‫متعبد بتالوته‬

‫شرح الحديث الثاني‪:‬‬


‫عن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫" بني اإلسالم على خمس شهادة ان ال إله اال هللا وان محمدًا رسول هللا واقام الصالة وايتاء الزكاة‬
‫وحج البيت وصوم رمضان "‪( .‬متفق عليه)‬
‫راوي الحديث‪:‬‬
‫عبد هللا بن عمر بن الخطاب رضي هللا عنهما‪ ،‬ولد في السنة الثانية من البعثة وأسلم مع ابيه وهو‬
‫صغير لم يبلغ الحلم‪ ،‬وهاجر مع ابيه وأمه وهو في الحادية عشرة من عمره‪ ،‬شارك في غزوة‬
‫الخندق والعديد من الغزوات وهو من المكثرين لرواية حديث الرسول صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫شرح الحديث‪:‬‬
‫شبه الرسول دين اإلسالم بالبناء العظيم الذي يقوم على اركان محددة‪ ،‬كل ركن منها يشكل عمودًا‬
‫ثابتًا من اعمدتها‪ ،‬وهذه األركان كلها مهمة‪ ،‬وال يقبل اسالم المسلم من دونها خصوصًا الصالة‬
‫والشهادتين‪ ،‬الن باقي اركان اإلسالم بحسب االستطاعة والقدرة‪ ،‬اما الصالة فال يقبل تركها مطلقا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وهذه األركان هي‪:‬‬
‫‪.1‬الشهادتان‪ :‬وهما األساس لبقية األركان وعماد توحيد هللا تعالى واثبات النبوة لرسوله‪ ،‬وال تصح‬
‫الشهادتان بمجرد النية‪ ،‬بل يشترط لمن اراد الدخول الى اإلسالم التلفظ بها ليصبح مسلمًا وعليه القيام‬
‫ببقية األركان‪.‬‬
‫‪ .2‬إقامة الصالة‪ :‬وهي اهم اركان اإلسالم الخمسة بعد الشهادتين‪ ،‬وقد وصفها الرسول بانها عمود‬
‫الدين‪ ،‬وهي اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة‪ .‬لذلك يجي على المسلم المحافظة عليه والقيام بها‬
‫في اوقاتها‪.‬‬

‫‪.3‬إيتاء الزكاة‪ :‬هي الركن الواجب على كل غني مالك لنصاب الزكاة بعد ان يحول الحول على هذا‬
‫النصاب ومقدارها ثابت في السنة بنسبة (‪ )%2.5‬من أموال الزكاة ومن تركها وهو قادر عليها‬
‫جحودا لها فقد كفر‪ .‬وهي طهارة لنفوسهم من البخل‪ ،‬ولصحائفهم من الخطايا‪ .‬كما أّن فيها إحسانا‬
‫الى الخلق‪ ،‬وتأليفا بين قلوبهم‪ ،‬وسّد ا لحاجاتهم‪ ،‬وإعفافا للناس عن ذّل السؤال‪ .‬وتعطى الزكاة في‬
‫مصارف محددة‪ ،‬قال تعالى)‪ِ :‬إَّن َم ا الَّصَد َقاُت ِلْلُفَقَر اِء َو اْلَمَس اِكيِن َو اْلَع اِمِليَن َع َلْي َه ا َو اْلُم َؤ َّلَفِة ُقُلوُبُهْم َو ِفي‬
‫الِّر َقاِب َو اْلَغ اِر ِميَن َو ِفي َس ِبيِل ِهَّللا َو ِاْب ِن الَّس ِبيِل َفِر يَض ًة ِمَن ِهَّللا َو ُهَّللا َع ِليٌم َح ِكيٌم) التوبة‪.‬‬
‫‪.4‬حج البيت‪ :‬الحج فريضة واجبة على المسلم مرة واحدة في العمر‪ ،‬وهي لمن استطاع اليه سبيال‪.‬‬
‫والقيام بما بينه رسول هللا من مناسك‪ ،‬وهو عبادة مالية بدنية وللحج موسم واوقات محددة‪.‬‬

‫‪.5‬صوم رمضان‪ :‬وهو اإلمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس مع النية‪.‬‬
‫وعبادة الصوم سر بين العبد وبين ربه‪ .‬وجاء في الحديث القدسي‪ ":‬اال الصوم فانه لي وانا أجزي به‬
‫"‪ .‬وتم تخصيص الصوم لما فيه من خفاء هذه العبادة وانه ل يطلع عليها اال هللا‪.‬‬
‫ما يرشد اليه الحديث‪:‬‬
‫‪.1‬بيان أهمية اركان االسالن لكون اإلسالم بني عليها‬
‫‪.2‬العبادات في اإلسالم متنوعة فمنها القولية والعملية والمالية‪.‬‬
‫‪.3‬تقديم الصالة على غيرها من االعمال ألنها صلة وثيقة بين العبد وربه ‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬الفقه اإلسالمي‬

‫* تعريف الفقه اإلسالمي‪.‬‬


‫لغة‪ :‬الفهم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اصطالحا‪ :‬العلم باألحكام الشرعية العَم ِلية‪ ،‬الُمكتَس بة من األدلَّة التفِص يِلية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫العلم‪ :‬أي معرفة‪.‬‬
‫األحكام الشرعية‪ :‬الواجب‪ ،‬والحرام ‪ ....‬وسنتكلم عنها‪.‬‬
‫العَم ِلّية‪ :‬أي التي تتعل ق بأعمال االنسان مثل‪ :‬ال صالة‪ ،‬احترام اآلخرين‪...‬‬
‫الُمكتَسَب ة‪ :‬أي المأخوذة‪.‬‬
‫من األدلَّة التّفصيليّة ‪ :‬أي من القرآن‪ ،‬والسنة‪ ،‬واالجماع‪ ،‬والقياس ‪ ....‬وسنتكلم عنها‪.‬‬

‫* مصادر الفقه اإلسالمي‪.‬‬


‫المقصود‪ :‬من أين نأُخ ذ الفقه اإلسالمي؟ ما هي المراجع التي نرجع إليها كي نعرف الفقه‬
‫اإلسالمي؟‬
‫‪ )1‬القرآن الكريم‪ :‬وهو المصدر األول الذي يجب الُّر جوع إليه‪ ،‬وال يجوز االنتقال إلى غيره إذا‬
‫وجدنا الحكم الشرعي فيه‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إذا أردنا أن نعرف ُح ْك م الت عامل بال ربا؛ فإن نا نجد ذلك في القرآن الكريم‪ ،‬قال تعالى‪":‬‬
‫وَح َّر َم الِر بَا"‪ ،‬فنعرف بذلك أن الربا حرام‪.‬‬
‫‪ )2‬الُّس نّة النّب وّي ة‪ :‬وهو المصدر الث اني الذي نرجع إليه إذا لم نجد الحكم الذي نُر يده في القرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫مثال‪ :‬حكم أكل لحوم الحمر األهلية‪ ،‬وحكم لبس الذهب والحرير للرجال‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلجماع‪ :‬وهو المصدر الثالث الذي نرجُع إليه؛ وذلك إذا لم نِج د في القرآن أو السنة الحكم الذي‬
‫نُريد‪.‬‬
‫ومعناه‪ :‬اتَّفَاُق علماء المسلمين الُمجتهدين على حكٍم من األحكام في عصر من العصور‪ ،‬بعد وفاة‬
‫النبي –صلى هللا عليه وسلم‪ .-‬فإذا أجمعوا فوجب العمل بهذا الحكم وال يجوز مخالفته‪.‬‬
‫مثال‪ :‬اجماع ال صحابة على قتال مانعي ال زكاة‪ ،‬اجماع الصحابة على جمع القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ )4‬الِقَي اس‪ :‬وهو المصدر الرابع الذي نرجع إليه إذا لم نجد الُح كم في القرآن‪ ،‬أو الُّسنة‪ ،‬أو‬
‫اإلجماع‪.‬‬
‫ومعناه‪ :‬أن نْع ِط َي مسألًة ليس لها ُح ْك م‪ ،‬نَفَس ُح ْك مِ مسألة أخرى لها ُح ْك ٌم منصوص عليه؛ وذلك إذا‬
‫كان للمسألتين ِع لٌة ُم ْش تَر َك ةٌ ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫أو إلحاق فرع بأصل في الحكم إذا اشتركا في علة الحكم‪.‬‬
‫مثال‪ :‬نحن نعرف ُحكم الخمَر وهو أن ه حراٌم ‪ ،‬فقد ح رمه هللا تعالى في القرآن الكريم‪ .‬لكننا ال َن ِج ُد‬
‫للُم َخ ِدَر اِت حكمًا في القرآن‪ ،‬أو الُّسنة‪ ،‬أو اإلجماع؛ لذلك نقيُسه على الخمر‪ .‬فنقول إن تَن َاُو َل‬
‫الُم َخ ِدراِت حراٌم‪ ،‬وذلك لوجود علة ُمشتركة بين الخمر والُم َخ ِدرات‪ .‬فعلة تحريم الخمر هو اإلسكار‪،‬‬
‫أي أنها تجعل اإلنسان يسكُر؛ واإلسكاُر أيضًا موجوٌد في الُم َخ ِدرات لذلك نقول أنه حراٌم مثل الخمر‪،‬‬
‫الشتراكهما بنفس العلة‪.‬‬

‫أركان القياس أربعة‪:‬‬


‫‪-1‬األصل‪ :‬منصوص على حكمة مثل الخمر‬
‫‪ -2‬الفَر ع‪ :‬ليس منصوص على حكمه مثل الُم َخ ِدرات‪.‬‬
‫‪-3‬الُح كم الشرعي المنصوص عليه (حراٌم ‪ ،‬واجب‪ ،‬مندوب‪ ،‬مكروه‪ ،‬مباح)‬
‫‪-4‬الِعلَّة ‪ :‬التي من أجلها كان الحكم مثل اإلسكار موجوٌد في الخمر‪ ،‬وموجوٌد في الُم َخ ِدرات‪.‬‬

‫الّط هارة‬
‫تعريف الّط هارة‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬لغة‪ :‬الّن ظافة والّت خُلص من األوساخ الِحِس َّية كالّن جاسة‪ ،‬أو المعنوّية كالَح َس د‪.‬‬
‫‪ .2‬اصطالحا‪َ :‬ر ْف ُع الَح َدٍث‪ ،‬أو إزالُة الَّن َج اسة‪.‬‬
‫* أنواع الّط هارة‪:‬‬
‫‪ )1‬الّط هارة ِمن الّن جاسة(الخبث)‪ :‬ويكون ذلك بإزالتها عن الجسد‪ ،‬أو مكان الّصالة‪ ،‬أو المالبس‬
‫بواسطة الماء‪.‬‬
‫‪ -‬والّن جاسة هي‪ُ :‬ك ُّل ُمستقَذ ٍر ‪َ ،‬ي ْمنُع من ِص َّح ِة الّصالة‪ .‬مثل‪ :‬البول‪ ،‬أو الغائط‪...‬‬
‫‪ )2‬الّط هارة ِمن الَح َد ث‪.‬‬
‫وهي نوعان‪:‬‬
‫أ‪-‬الّط هارة مَن الحدث اَألْص َغ ر‪.‬‬
‫‪ -‬الحدث األصغر‪ ،‬هو‪َ :‬أْمٌر اعتبارٌّي ‪ ،‬يُقوُم بأعضاء الُو ضوء؛ فيمنُع من صَّح ة الّصالة‪.‬‬
‫‪ -‬وتكون الّط هارة من الحدث األصغر بواسطة‪ :‬الُو ُضوء بالماء‪ ،‬أو الّت َي ُّمم بالُّت راب (إذا َفَقْد َن ا الماء‬
‫مثال)‪.‬‬
‫‪ -‬ما الذي ُيسِّبب ُو جود الحدث األصغر؟ خروج الّر يح‪ ،‬الَّت بول‪ ،‬أو ُخ روج الغاِئط) الَفَض الت‪)...‬‬
‫ب‪-‬الّط هارة مَن الحدث اَألْك َب ر‪.‬‬
‫‪ -‬الحدث األكبر‪ :‬هو َأْمٌر اعتبارٌّي ‪ ،‬يُقوُم بالِجْس ِم ُك ِّلِه؛ فيمنُع من صَّح ة الّصالة‪.‬‬
‫‪ -‬وتكون الّط هارة من الحدث األكبر بواسطة‪ :‬الُغ ْس ُل بالماء) أي تعميم الجسد بالماء) أو الّت َي ُّمم‬
‫بالُّت راب‪.‬‬
‫‪ -‬ما الذي ُيسِّبب ُو جود الحدث األكبر؟ الِجَم اع‪ُ ،‬خ روُج َد ِم الَح ْي ِض ِمَن المرأة‪ُ ،‬خ روُج َد ِم الِّن َفاِس ِمَن‬
‫المرأة بعد الِو اَل َد ة ‪...‬‬
‫*ما هو االستنجاء؟‬
‫االستنجاء‪ :‬هو إزالة الّن جاسة الخارجة من اإلنسان بالماء أو الحجارة أو ما ينوب عنهما كالمحارم‬
‫الورقية‪ ،‬وحكم االستنجاء واجب‪.‬‬

‫* أهمّي ة الّط هارة‪:‬‬


‫‪ )1‬أّن هللا ُيِحُّب الُمتطِّهرين؛ قال تعالى‪ (:‬إّن هللا ُيَح ُّب الُمتطِّهرين)‪.‬‬
‫‪ )2‬أّن ها مَن اإليمان؛ قال‪ ":‬الّط ُهور شطُر اإليمان"‪.‬‬
‫‪ )3‬هي َش ْر ٌط لكثيٍر مَن الِعبادات‪ ،‬مثل‪ :‬الّصالة‪ ،‬الّط واف حول الكعبة‪ ، ....‬فال َت ِص ُّح إاّل بها‪.‬‬
‫‪ُ )4‬ت حافظ على نظافة اإلنسان‪ ،‬وُتبِع ُد ُه عن األْمراض‪.‬‬

‫الُو ُض وء‪:‬‬
‫* تعريف الوضوء‪:‬‬
‫‪ -‬لغة‪ :‬الُحْس ن‪ ،‬والّن ظافة‪.‬‬
‫‪ -‬اصطالحا‪َ :‬ط َه ارٌة مائّي ٌة ‪ ،‬تتعّلق بأعضاٍء َم خُصوصة‪ ،‬بعُضها ُيغسل وبعُضها ُيمسح‪َ ،‬مَع الّن ّية‪.‬‬

‫* ُفُر وض (واجبات) الوضوء‪:‬‬


‫أي األمور األساسّية التي يجب علينا أن نعملها في الُو ضوء‪ ،‬فَم ن ترك واحدًا منها أو أكثر لم يِص َّح‬
‫ُو ُضوؤه‪ .‬وُتسّمى أيضًا أركان الُو ُضوء‪.‬‬
‫‪ )1‬الِّن ّية‪ :‬محُّلها (مكاُنها) القلب‪ ،‬وُيسُّن الّت لّفظ بها‪ - .‬وزمنها عند غسل الوجه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪َ )2‬غ ْس ُل جميع الوجه‪:‬‬
‫وحدوُد الوجه‪ :‬من َم َن ابت شعر الرأس إلى أسفِل الّذ ْق ِن ُط وًال‪ ،‬ومن اُألُذ ِن إلى اُألُذ ن َع ْر ضًا‪.‬‬
‫‪َ )3‬غ ْس ُل اليدين َمَع الِم ْر َفَقيِن ‪ :‬حّت ى تحت األظافر‪ ،‬وتحت الَخ اِتم الذي نلِبُسُه‪.‬‬
‫‪َ )4‬م ْس ُح بعِض الَّر أِس ‪ :‬عن الُمغيرة أّن الّن بي –صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬توّضأ وَمَسَح ِبَن اِص َي ِتِه‪ ،‬وعلى‬
‫ِع َم اَم ِتِه‪.‬‬
‫‪َ )5‬غ ْس ُل الِّر جلين َمَع الَك ْع َب ْي ِن ‪.‬‬
‫‪ )6‬الَّت رتيب بين األعضاء‪.‬‬
‫والّد ليل على ذلك‪ :‬قال تعالى‪َ (:‬ي ا َأُّي َه ا اَّلِذيَن آَم ُنوا ِإَذ ا ُقْم ُتْم إلى الَّص اَل ِة َفاْغ ِس ُلوا ُو ُجوَه ُك ْم ‪َ ،‬و َأْي ِدَي ُك ْم‬
‫إلى اْلَمَر اِفِق ‪َ ،‬و اْم َس ُحوا ِبُرُءوِس ُك ْم ‪َ ،‬و َأْر ُج َلُك ْم إلى اْلَك ْع َب ْي ِن )‪.‬‬
‫وكذلك تعّلمنا الوضوء من النبي بالّت رتيب الَم عروف‪.‬‬

‫ُس َن ُن الُو ضوء‪:‬‬


‫سنن الوضوء‪ :‬هي التي ُيثاُب فاعلها‪ ،‬وال يبُط ل الوضوء بتركها‪.‬‬
‫‪ )1‬التسمية في بداية الُو ُضوء‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬توضأوا بسم هللا "‪.‬‬
‫‪ )2‬غسل الكفين ثالثًا عند ابتداء الوضوء‪.‬‬
‫‪ )3‬المضمضة‪ ،‬واالستنشاق (ادخال الماء إلى األنف (واالستنثار (االستنثار‪ :‬إخراج الماء مَن‬
‫األنف)‪.‬‬
‫‪ )4‬تخليل الّلحية‪ ،‬روي أن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬كان إذا توضأ أخذ كفًا من الماء فأدخله تحت‬
‫َح َن ِكِه‪ ،‬فخّلَل به ِلْح َي َت ُه‪.‬‬
‫‪ )5‬تخليل ما بين أصابع اليدين والّر جلين بالماء‪.‬‬
‫‪ )6‬مسُح جميع الرأس‪.‬‬
‫‪ )7‬مسُح األذنين ظاهرهما وباطنهما بماء جديد غير الذي مسح به الّر أس‪.‬‬
‫‪ )8‬الَّت َي اُمُن ‪ :‬هو غسل اليد اليمنى قبل اليد اليسرى وكذلك القدمان‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إذا‬
‫توضأتم فبدأوا بَمَياِمِنُك م "‪.‬‬
‫‪ )9‬غسل األعضاء ثالث مَّر ات‪.‬‬
‫‪ )10‬الَّد ْلُك‪ :‬وهو إْم َر اُر الَيِد على الُعضِو عند َغ ْس ِلِه‪.‬‬
‫‪ )11‬الُم َو ااَل ُة‪ :‬وهي أال يفصل بين غسل أعضاء الُو ُضوء فصًال طويًالـ أي أن يغسل العضو ثم‬
‫يغسل الذي بعده مباشرة قبل أن َي ِجَّف الُعْض ُو الّسابق‪.‬‬
‫‪ )12‬إطالة الُغ َّر ِة والَّت ْح ِج يل‪ :‬والُغ َّر ة هي جزٌء من مقدمة الّر أس يغسله الُم َت َو ّضئ‪ ،‬وأما الّت حجيل فهو‬
‫َغ ْس ُل ما فوَق الِمرفقين في اليدين وما فوق الكعبين في الّر جلين‪.‬‬
‫‪ )13‬االعتَد ال في استعمال الماء دون إْس َر اٍف أو َت ْق ِتير‪.‬‬
‫‪ )14‬استقباُل القبلة عند الوضوء‪.‬‬
‫‪ )15‬عدُم الكالم أثناء الوضوء‪.‬‬
‫‪ )16‬الَّت َش ُّه ُد والُّد َع اُء بعد الفراغ من الوضوء‪":‬اللهم اجعلني من الّت وابين‪ ،‬واجعلني من الُم َت َط ِّه ِر ين‬
‫"‪.‬‬
‫‪ )17‬استعمال الِّس َو اك‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم‪ ":‬لوال أن َأُشَّق على ُأَّمِتي ألمرُتُهم بالِّسواك َمَع كِّل‬
‫ُو ضوء"‪.‬‬

‫* مكروهات الوضوء‪:‬‬
‫‪ )1‬تْر ُك ُس َن ٍة من ُس َن ِن الوضوء‪.‬‬
‫‪ )2‬ضرُب الوجه بالماء‪ ،‬ألَّن ذلك ينافي تكريمه‪.‬‬
‫‪ )3‬االستعانة بمن يغسُل له أعضاءه من غير عذر‪ ،‬ألن فيه نوعًا من الَّت َك ُّبر الُم َن اِفي للعبودية‪.‬‬
‫‪ )4‬المبالغة في المضمضة واالستنشاق للصائم خشية أْن يسبقه الماء إلى َح ْلِقه فُيْف ِس َد صوَم ُه‪ ،‬قال‬
‫صلى هللا عليه وسلم "‪ :‬وبالغ في االستنشاق أال أن تكون صائمًا "‪.‬‬
‫‪ )5‬الّت نشيف بِمنِديل إال لعذٍر ‪ ،‬كبرد شديد أو حٍّر يؤذي الُعْض َو ‪ ،‬روى البخاري ومسلم أنه صلى هللا‬
‫عليه وسلم ُأتي بمنديل فلم يمّسه‪.‬‬

‫* َن َو اِقُض الُو ُض وء‪:‬‬


‫هي األمور التي إذا فعلناها انتَق َض ُو ُضوُؤ نا‪ ،‬أي انتهى وأصبح باطل وجب اعادته‪.‬‬
‫‪ )1‬كُّل ما خرَج من أحد الّس بيلين من بول‪ ،‬أو غائط‪ ،‬أو دم‪ ،‬أو ريح‪.‬‬
‫‪ )2‬الَّن وُم غيُر الُم َت َم ِّك ن‪.‬‬
‫‪ -‬الَّت َم ُّك ن‪ :‬أن يناَم وهو جالٌس وهو ُم لَت ِص ٌق باألرض‪ ،‬ليس بينه وبينها فَر اغ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫فهذا ال ينَت ِقُض ُو ُضوؤه‪ ،‬عن أنس –رضي هللا عنه‪ ،-‬قال‪ُ :‬أقيمِت الّصالُة والّن بي –صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ُ-‬يناِج ي رُج ًال‪ ،‬فلْم َي َز ل ُيناِج يِه حّت ى ناَم أصحاُبه‪ ،‬ثّم جاء فصّلى بهم‪.‬‬
‫‪ -‬غيُر الَّت َم ُّك ن‪ :‬أن يناَم وهو جالٌس وهو غيُر ُم لَت ِص ٍق باألرض‪ ،‬وبينه وبينها فَر اغ‪.‬‬
‫فهذا ينَت ِقُد وضوؤه‪ ،‬قال –عليه الصالة والّسالم‪َ" :-‬م ْن ناَم فليتوّضأ"‪.‬‬
‫‪ )3‬زوال العقل بُسكر أو مرض أو جنون أو إغماء‪ :‬ألن اإلنسان عندها قد يخرُج منه شيٌء من‬
‫غيِر أن يشعر به‪.‬‬
‫‪َ )4‬لْمُس الرجل زوجته‪ ،‬أو المرأة األجنبَّية من غير حائٍل ‪ :‬قال تعالى‪َ ":‬أْو اَل مْس ُتُم الِّن َس اَء "‪.‬‬
‫وهذا عند الّش افعّية فقط‪.‬‬
‫‪ -‬األجنبَّية‪ :‬هي المرأة الغريبة التي يُجوز له الّز واج بها‪.‬‬
‫‪َ )5‬م ُّس الَفْر ِج ‪ :‬وذلك بباِط ِن الَك ِّف ‪ ،‬من غير حاِئل‪.‬‬
‫موجبات موجبات الغسل هي األسباب التي توجب الغسل‪ ،‬بحيث ال يجب على غير المكّلفين فعله‪،‬‬
‫إال إذا تحقق واحد منها‪ ،‬وقد أوجب هللا تعالى الغسل على المسلم في حاالت معينة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫الحيض‪ :‬وهو الدم الذي يخرج ِم ْن رحم المرأِة البالغة في دورتها الشهرية‪ ،‬وأقله يوم وليلة‪ ،‬وغالبه‬
‫ستة أيام أو سبعة أيام‪ُ ،‬ر ِو َي أّن رسول هللا قال لفاطمة بنت حبيش‪« :‬إذا َأْق َب َلِت الحْي َض ُة َفَد ِع ي‬
‫الَّصالَة َو ِإذا َأْد َبَر ْت‬

‫فاْغ َت ِس لي َو َص ّلي»‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬


‫‪We‬‬
‫النفاس‪ :‬وهو الدم الذي يخرُج ِم ْن َر ِح ِم المرأة بعد الوالدة ‪ ،‬وهذا الدم ال َح َّد ألقله‪ ،‬فيمكن أن ينقطع‬
‫بعد الوالدة مباشرة‪ ،‬وغالبه أربعون يوًما‪ ،‬وأكثره ستون يوًما‪ .‬وقد اتفق المسلمون على وجوب‬
‫الغسل منه‪.‬‬

‫الجنابة وتكون الجنابة بنزول المني سواًء باالحتالم أو بالمعاشرة الجنسية بين الرجل والمرأة‬
‫(الجماع)‪ ،‬أو االستمناء‪ ،‬ويجب الغسل ِمَن الجنابة لقوله تعالى‪َ﴿ :‬و ِإن ُك نُتْم ُج ُنًبا َفاَّط َّهُروا (‪.))6‬‬
‫سورة المائدة‪ .‬الموت‪ :‬وهو مفارقة الروح الجسد ‪ ،‬فإذا مات المسلم َو َج َب تغسيله‪ ،‬وغسله فرض‬
‫كفاية على كافة المسلمين‪.‬‬
‫* العبادات التي ُتشترط لها الّط هارة‪.‬‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ )1‬الّصالة‪ :‬قال –صلى هللا عليه وسلم‪ ":-‬ال َي ْق َب ُل هللا صالة أحدكم إذا أحدث حّت ى يتوّضأ"‪.‬‬
‫‪ )2‬الّط واف‪ :‬ألّن الّط واف مثل الّصالة‪ ،‬فتجب فيه الّط هارة‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬‬
‫الطواف حول الكعبة مثل الصالة‪ ،‬إال أنكم تتكَّلمون فيه"‪.‬‬
‫‪ )3‬مُّس الُمصحف وحمُله‪ :‬قال –صلى هللا عليه وسلم‪ ":-‬ال يَم ُّس القرآن إاّل طاهر"‪.‬‬
‫الُغ ْس ل‪ :‬ويكون للحدث األكبر كما ذكرنا‪...‬‬

‫الصالة ومنزلتها بين العبادات‬

‫الصالة عبادة بدنية وهي من أفضل العبادات‪ ،‬فرضت في السماء ليلة االسراء والمعراج‪،‬‬
‫وهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل طاهر‪ .‬وال يكمل إيمان العبد إال بأدائها في‬
‫وقتها‪ .‬وتعتبر الصالة صلة وثيقة بين العبد وربه‪.‬‬
‫تعريف الصالة‪:‬‬
‫لغًة ‪ :‬الدعاء‪.‬‬
‫شرعًا‪ :‬التعبد هلل عز وجل‪ ،‬بأقوال وافعال مخصوصة‪ ،‬تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم‪.‬‬
‫حكم تارك الصالة‪:‬‬
‫‪ .1‬من ترك الصالة كسال وهو يعتقد بوجوبها يكلف من قبل الحاكم بقضائها‪ ،‬والتوبة عن‬
‫معصية تركها‪ .‬فإن لم ينهض وقضى ما فاته منها‪ ،‬فانه يكون عاصيا لتركه ركنا من اركان‬
‫اإلسالم التي يقاتل عليها‪ ،‬ووجب قتله ولكنه يعتبر مسلما بعد قتله فيعامل معاملة المسلم في‬
‫تكفينه وغسله والصالة عليه ودفنه وميراثه‪.‬‬
‫‪ .2‬اما من تركها جاحدا لوجوبها‪ ،‬او مستهزئا بها‪ ،‬فستتاب فإن لم يتب‪ ،‬فإنه يكفر لحديث‬
‫الرسول " العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن ترها فقد كفر " ‪ ،‬ويرتد عن اإلسالم‬
‫ويقتل ردة وال يجوز غلسه وال تكفينه وال الصالة عليه وال يجوز دفنه في مقابر المسلمين‬
‫وال يرثه أحد من ورثته‪.‬‬
‫الصلوات المفروضة والسنن المؤكدة(سنن الرواتب)‪.‬‬
‫اوقاتها‬ ‫الصال عدد الركعات‬
‫ة‬

‫‪25‬‬
‫من طلوع الفجر الى‬ ‫ركعتان مسنونتان ‪+‬‬ ‫الفج‬
‫طلوع الشمس‬ ‫ركعتان مفروضتان‬ ‫ر‬

‫من زوال الشمس عن وسط‬ ‫أربع ركعات مسنونة ‪+‬‬ ‫الظه‬


‫السماء الى ان يصير ظل‬ ‫أربع ركعات مفروضة ‪+‬‬ ‫ر‬
‫الشيء مثله غير ظل‬ ‫ركعتان مسنونتان‬
‫الزوال‪.‬‬
‫عندما يصبح ظل الشيء‬ ‫أربع ركعات مفروضة‬ ‫العص‬
‫مثله غير ظل الزوال الى‬ ‫ر‬
‫غروب الشمس‬
‫من غروب الشمس الى‬ ‫ثالث ركعات مفروضة ‪+‬‬ ‫المغر‬
‫مغيب الشفق األحمر‬ ‫ركعتان مسنونتان‬ ‫ب‬

‫من مغيب الشفق األحمر‬ ‫أربع ركعات مفروضة ‪+‬‬ ‫العشاء‬


‫الى طلوع الفجر‬ ‫ركعتان مسنونتان ‪ +‬ركعة الوتر‬

‫االطمئنان في الصالة‪ :‬وهو ان يمكث المصلي في هيئته حتى تستقر أعضاؤه قدر‬
‫تسبحيه في الركوع والسجود والرفع منهما‪ ،‬واالطمئنان شرط لصحة هذه األركان‪.‬‬
‫اما الخشوع في الصالة هو حضور العبد مع هللا بقلبه وجوارحه‪ ،‬ويكون بالسكون‬
‫والتواضع وعدم التحرك دون سبب‪ ،‬وإظهار الذل للخالق عز وجل‪.‬‬

‫السنن والنوافل‪:‬‬
‫سنن الرسول صلى هللا عليه وسلم زيادة على الصلوات الخمس المفروضة‪ ،‬وهي قسمان‪:‬‬
‫الصلوات المسنونة المؤكدة‪ ،‬والصلوات المسنونة غبر المؤكدة ومن الصلوات المؤكدة‬
‫صالة التراويح وصالة الوتر‪..‬‬

‫صالة التراويح‪:‬‬
‫هي من الصلوات التي سنها الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬يؤديها المسلمون في كل ليلة‬
‫من شهر رمضان‪ ،‬بعد صالة العشاء ويمتد وقتها الى طلوع صالة الفجر‪ ،‬طلبا لألجر‬
‫والثواب‪ .‬وقد صلى الرسول بأصحابه في المسجد ثالث ليال‪ ،‬ثم تركها خشية من ان‬
‫تفرض‪.‬‬

‫كيفيتها‪ :‬ثماني ركعات عدا الوتر‪ ،‬حيث ثبت ان الرسول صلى هللا عليه وسلم صلى‬
‫التراويح ثماني ركعات وأوتر بعدها بثالث‪ .‬وتؤدى صالة التراويح ركعتين ركعتين يقرأ ما‬
‫تيسر من القران الكريم بعد قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة‪ .‬ويستريح اإلمام والمصلون‬
‫كل أربع ركعات‪.‬‬

‫فضل هذه الصالة‪ :‬قيام ليل رمضان بصالة التراويح ايمانا واحتسابا يغفر بها هللا عز‬
‫وجل ما تقدم من الذنوب‬
‫صالة الوتر‪:‬‬
‫على أدائها‪ ،‬وحث المسلمين على صالتها‬ ‫سنة مؤكدة‪ ،‬واظب الرسول‬
‫كيفيتها‪ :‬ركعة واحدة‪ ،‬او ثالث ركعات او أكثر‪ ،‬بعدد فردي يؤديها المسلم بعد العشاء‬
‫ويستمر وقتها الى قبيل دخول الفجر‪ ،‬وسميت بهذا االسم الن عدد ركعاتها فردي‪ .‬وقد‬
‫اعتاد المسلمون على صالتها بثالث ركعات بإحدى هذه الكيفيات‪:‬‬
‫صالة ركعتين ويسلم‪ ،‬ثم صالة الركعة الثالثة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫صالة ركعتين ثم يقرأ التشهد‪ ،‬ويقوم للركعة الثالثة ويسلم بعدها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫صالة ثالث ركعات دون الجلوس بعد الثانية أنما يجلس في نهاية الركهة الثالثة يقرأ التشهد‬ ‫‪.3‬‬
‫ويسلم‪.‬‬

‫صالة الضحى‪:‬‬
‫هي سنة مستحبة‪ ،‬حرص الرسول صلى هللا عليه وسلم عليها‪ ،‬اقلها ركعتان وأفضلها أربع‬
‫وأكثرها ثماني ركعات‪.‬‬
‫ويمتد وقتها بعد طلوع الشمس بربع ساعة تقريبا الى ما قبل دخول صالة الظهر بربع‬
‫ساعة أيضا وتصلى ركعتين ركعتين كالنوافل األخرى‪.‬‬

‫فائدة صالة الضحى‪ :‬تتمثل في الفوز باألجر المترتب على اإلتيان بها‪ ،‬مثل سائر السنن‬
‫والنوافل‪ ،‬ومما ورد في فضلها واألجر المترتب على اإلتيان بها ما روى مسلم في‬
‫صحيحه عن أبي ذر عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪ :‬يصبح على كل سالمى من‬
‫أحدكم صدقة‪ ،‬فكل تسبيحة صدقة‪ ،‬وكل تحميدة صدقة‪ ،‬وكل تهليلة صدقة‪ ،‬وكل تكبيرة‬
‫‪27‬‬
‫صدقة‪ ،‬وأمر بالمعروف صدقة‪ ،‬ونهي عن المنكر صدقة‪ ،‬ويجزئ من ذلك ركعتان‬
‫يركعهما من الضحى‪.‬‬

You might also like