You are on page 1of 37

‫‪5511‬‬

‫ََ ّ‬
‫األخطاء العقدِية‬
‫َّ ُ َ َّ‬
‫يف كتاب الصابئة املندائية املسمى‬
‫ب "كنزا ربا"‬

‫إعداد‬
‫الدكتورة‪ /‬صيته حسني علي بصيص العجمي‬
‫موجهة فني لمادة القرآن الكريم في وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية‬
‫بدولة الكويت‪.‬‬

‫من ‪ 5511‬إلى ‪5519‬‬


5511
5511

Doctrinal Misconceptions In The Mandaean


Book Entitled Ginza Rba

Preparation of the researcher

Dr/ Siatuh Hussein Ali Basis Al Ajmi.

Technical Guide For The Noble Qur’an At The


Ministry Of Awqaf And Islamic Affairs
.In The State Of Kuwait
5511
‫‪5511‬‬
‫الم َس َّمى ب "كنزا ربا"‬ ‫األخطاء ِ‬
‫الع َقديّة في كتاب الصابئة المندائيَّة ُ‬
‫َ‬
‫صيته حسين علي بصيص العجمي‪.‬‬
‫موجهة فني لمادة القرآن الكريم في وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية بدولة الكويت ‪.‬‬
‫البريد اإللكتروني‪so7771@hotmail.com :‬‬
‫ملخص البحث‬
‫ٍ‬
‫مقدمة‬ ‫هذا البحث يتناول األخطاء العقدية في كتاب الصابئة المندائية "كن از ربا"‪ ،‬وجاء في‬
‫مشتمًل على التعريف بالمندائيين وبكتابهم‬
‫ا‬ ‫وتمهيد وستة مباحث‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وجاء التمهيد‬
‫الـمقَ َّـدس‪ ،‬وتناول المبحث األول وصف اهلل تعالى ِ‬
‫بالق َدم‪ ،‬وتناول المبحث الثاني خلق المًلئكة‬ ‫ُ‬
‫آلدم عليه السًلم‪ ،‬وتناول المبحث الثالث نفخ المًلئكة في آدم من روحها‪ ،‬وتناول المبحث‬
‫الرابع تحديد مًلئكة النار وتخصيصهم بالسجود آلدم عليه السًلم‪ ،‬وتناول المبحث الخامس‬
‫تشويه كن از ربا لصورة آدم عليه السًلم‪ ،‬وتناول المبحث السادس القول بالحلول‪ ،‬وقد اعتمدت‬
‫في هذا البحث على منهجين‪ :‬االستقرائي‪ ،‬والتحليلي النقد؛ وجاءت الخاتمة متممنةا ههم‬
‫النتائج التي كشفت عنها الدراسة‪ ،‬ومنها ما يأتي‪ :‬ال يجوز وصف اهلل تعالى ِ‬
‫بالق َدم‪ ،‬والقول‬
‫قد ٌح في‬
‫بأن المًلئكة هي التي خلقت آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬ونفخت فيه الروح باط ٌل‪ ،‬ألنه ْ‬ ‫َّ‬
‫جميعا‬
‫ا‬ ‫الربوبية التي تعني إفراد اهلل – سبحانه وتعالى‪ -‬بالخلق والملك والتدبير ‪ ،‬المًلئكة‬
‫سجدوا آلدم امتثاالا ألمر اهلل عزو جل ‪ ،‬إال إبليس استكبر ورفض السجود آلدم فكان عقابه‬
‫اللعن والطرد من رحمة اهلل عز وجل ‪ ،‬كما يحرم التنقص والسخرية من آدم عليه السًلم وال‬
‫وج َّـل يحل فاهلل سبحانه وتعالى ال يحل بذاته وال‬
‫جميعا‪ ،‬كما يحرم القول بأن اهلل َع َّـز َ‬
‫ا‬ ‫األنبياء‬
‫كائنا من كان‪.‬‬
‫بصفاته في هحد من مخلوقاته ا‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الصابئة‪ ،‬المندائية‪ ،‬كن از ربا‪ ،‬الحلول‬


5511
5511
Doctrinal Misconceptions In The Mandaean Book Entitled
Ginza Rba
Siatuh Hussein Ali Basis Al Ajmi.
Technical Guide For The Noble Qur’an At The Ministry Of Awqaf
.And Islamic Affairs In The State Of Kuwait
EMAIL: so7771@hotmail.com
Abstract:
This study addresses the doctrinal misconceptions in the
Mandaean book entitled Ginza Rba. The study consists of an
introduction, a preamble, six chapters and a conclusion. The
preamble introduces definitions of the Mandaeans and their holy
book. The first chapter addresses the description of God as ancient.
The second chapter addresses Prophet Adam’s creation by the
Angels. The third chapter tackles the incident of the Angels
breathing of their spirits into Adam. The fourth chapter identifies
the Angels of Hell and their prostration unto Adam. The fifth
chapter addresses Ginza Rba’s defamation of Adam. The sixth
chapter proposes relevant solutions. The methodological approach
adopted in the study is inductive, critical and analytical. The
conclusion presents the most important findings which were
reached by the study; namely it is unacceptable to describe God as
ancient and the conception that the Angels created Adam is invalid;
this is because this assumption doubts and questions the oneness of
God who is the Creator, the Sovereign Lord and the Disposer of
All, … forbidden that God he is dissolved God does not dissolve
himself or his attributes in one of his creatures being whoever he is.

Keywords: Sabianism, Mandaeism, Ginza Rba, Solution.


5511
‫‪5515‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نبي‬
‫بعده‪ ،‬محمد صلي اهلل عليه وسلم‬
‫وبعد‪،..‬‬
‫بدءا حتى رسولنا‬ ‫فعقيدة الرسل واألنبياء من لدن هبينا آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬ا‬
‫ختاما‪ -‬واحدةٌ‪ ،‬فاألنبياء كما قال ‪-‬صلى اهلل عليه‬ ‫محمد– صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ا‬
‫ِ »(‪)1‬‬
‫شتّ ًى َوِدي ُن ُه ْم َواح ٌد فعقيدتهم واحدة ال تغيير‬ ‫خوةٌ لِ َع اال ٍت أُ ام َهاتُهم َ‬ ‫وسلم‪« -‬إِ َ‬
‫قوما قد ال يناسب آخرين‪ ،‬وما‬ ‫فيها وال تبديل‪ ،‬ولكن شرائعهم مختلفة فما يناسب ا‬
‫يصلح لزمان قد ال يصلح لزمان آخر‪ ،‬هما العقيدة فتتميز بالثبات‪ ،‬وبها هنزل اهلل‬
‫الكتب‪ ،‬وابتعث من هجلها الرسل‪ ،‬يدعون إليها‪ ،‬ويحافظون على جنابها من‬
‫وحي إِلَ ْي ِه‬ ‫ول إِ َّال ُن ِ‬
‫شوائب الشرك‪ ،‬قال اهلل تعالى‪﴿ :‬وما هَرسْل َنا ِمن قَْبلِ َك ِمن َّرس ٍ‬
‫ُ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫ون﴾(‪ ،)2‬والقرآن الكريم محفوظ بحفظ اهلل له ‪ ،‬قال اهلل‬ ‫هََّنهُ َال إله إِ َّال ه ََنا فَ ْ‬
‫اعُب ُد ِ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫ون﴾(‪ ،)3‬بينما الكتب السماوية‬ ‫تعالى‪﴿ :‬إِنَّا َن ْح ُن َن َّزْل َنا الذ ْك َر َوِاَّنا لَهُ لَ َحافظُ َ‬
‫كاألنجيل والتوراة كلف اهلل األحبار والرهبان بحفظها‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ ﴿ :‬إِنَّا ه َ‬
‫َنزْل َنا‬
‫ادوا و َّ ِ‬ ‫َِِّ‬ ‫النبِي َِّ‬ ‫ِ‬
‫ُّون‬
‫الربَّاني َ‬ ‫ين َه ُ َ‬ ‫َسلَ ُموا للذ َ‬ ‫ين ه ْ‬‫ُّون الذ َ‬ ‫ور ۚ َي ْح ُك ُم بِهَا َّ َ‬ ‫التَّ ْوَراةَ فيهَا ُه ادى َوُن ٌ‬
‫اء﴾(‪ ، )4‬ولكنهم لم‬ ‫ِ‬ ‫َحبار بِما استُ ْح ِفظُوا ِمن ِكتَ ِ َّ ِ‬
‫اب الله َو َك ُانوا َعلَْيه ُشهَ َد َ‬ ‫َو ْاأل ْ َ ُ َ ْ‬
‫ون‬
‫ط َم ُع َ‬ ‫يحفظوا ما استحفظوا‪ ،‬بل حرفوها وبدلوها عمدا‪ ،‬قال اهلل تعالى ‪ ﴿ :‬هَفَتَ ْ‬
‫ونهُ ِمن َب ْعِد َما‬ ‫ون َك ًَل َم اللَّ ِه ثَُّم ُي َحِّرفُ َ‬ ‫هَن ُي ْؤ ِمُنوا لَ ُك ْم َوقَ ْد َك َ‬
‫ان فَ ِر ٌ‬
‫يق ِّم ْنهُ ْم َي ْس َم ُع َ‬
‫ون﴾(‪،)5‬ومن الكتب التي تعرمت للتحريف والتبديل ما ينسبه‬ ‫َع َقلُوهُ َو ُه ْم َي ْعلَ ُم َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب أحاديث األنبياء‪ ،‬باب قول اهلل {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}‬

‫[مريم‪ ،]11 :‬ح (‪ ،)3443‬من حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫(‪ )2‬األنبياء ‪.22:‬‬

‫(‪ )3‬الحجر ‪.9:‬‬

‫(‪ )4‬المائدة ‪.44:‬‬

‫(‪ )2‬البقرة ‪.52:‬‬


‫‪5511‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سمى ب "كن از‬
‫الصابئة المندائيُّون إلى آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬وولده شيث ‪ ،‬وهو ما ُي َّ‬
‫ربا" كتابهم ال ُـمقَ َّـدس‪ ،‬ذلك الكتاب الذ؛ اشتمل على مخالفات عقدية تتعارض‬
‫عقدت العزم على استقراء نصوص‬ ‫ُ‬ ‫مع األصول اإليمانية للعقيدة اإلسًلمية لذا‬
‫هذا الكتاب‪ ،‬وعرمها على القرآن والسنة للوقوف على ما يشتمل عليه هذا‬
‫الكتاب من هخطاء عقائدية‪ ،‬فجاء هذا البحث بعنوان‪:‬‬
‫س امى ب كن از ربا"‬‫الم َ‬
‫"األخطاء العقدية في كتاب الصابئة المندائية ُ‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تتمثل ههمية البحث في الوقوف على األخطاء العقدية عند الصابئة المندائيين‪،‬‬
‫تلك األخطاء التي تتعارض مع األصول اإليمانية للعقيدة اإلسًلمية‪ ،‬وذلك من‬
‫خًلل استقراء نصوصهم في كتابهم ال ُـمقَ َّـدس "كن از ربا" وبيان مخالفتها لما عليه‬
‫اعتقاد ههل السنة والجماعة‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫هن كتاب الصابئة المندائيين ال ُـمقَ َّـدس الذ؛‬ ‫تتمثل إشكالية البحث في إثبات َّ‬
‫يعتقدون هنه صحف آدم وشيث‪ -‬عليهما السًلم‪ -‬على فرض صحة نسبته‬
‫همور تتعارض مع العقيدة‬ ‫إليها‪ -‬قد امتدت إليه يد التحريف اآلثم‪ ،‬وممنته اا‬
‫عما يأتي‪:‬‬
‫الصحيحة‪ ،‬وذلك من خًلل اإلجابة َّ‬
‫من المندائيُّون؟ وما كتابهم ال ُـمقَ َّـدس؟‬
‫وما األخطاء العقدية التي اشتمل عليها كتابهم "كن از ربا"؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫رجى تحقيقها من وراء هذا البحث‪ ،‬تتمثل فيما يأتي‪:‬‬ ‫توجد عدة ههداف ُي َ‬
‫(‪ )1‬التعريف بالصابئة المندائيين وبكتابهم ال ُـمقَ َّـدس‪.‬‬

‫(‪ )1‬شيث بن آدم ‪-‬عليهما السالم‪ ،-‬ووصيه وهو اسم سرياني معناه هبة اهلل لمجيئه بعد مقتل هابيل‪ ،‬وكان أحب أوالده‬

‫إليه وأجملهم‪ ،‬وهو أول من تكلم بالعبرانية‪ ،‬وأول من رأى اللحية‪ ،‬وفي نبوته حديث رواه ابن حبان مرفوعا أنه‬

‫أنزل عليه خمسون صحيفة‪ ،‬ولما حضرت آدم الوفاة أوصى إليه‪ ،‬انظر‪ :‬سلم الوصول إلى طبقات الفحول‪ ،‬حاجي‬

‫خليفة‪.119/2 ،‬‬
‫‪5511‬‬
‫(‪ )2‬الوقوف على األخطاء العقدية التي يشتمل عليها كتابهم ال ُـمقَ َّـدس "كن از‬
‫ربا"‪.‬‬
‫هن كتابهم ال ُـمقَ َّـدس "كن از ربا" لم يسلم من التحريف والتبديل‪.‬‬
‫(‪ )3‬إثبات َّ‬
‫(‪ )4‬إظهار عظمة العقيدة اإلسًلمية وخلوها من شوائب الشرك‪ ،‬وهدران‬
‫اإللحاد‪ ،‬وذلك من باب "وبمدها تتميز األشياء"‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪ ،‬وما يضيفه البحث إليها‪:‬‬
‫توجد دراسات ُكتِبت حول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم‪ ،‬من ههمها ما يأتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬هصول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم الدينية "لعزيز سباهي"‪ ،‬طبع دار‬
‫المدى‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة األولى ‪1991‬م‪ .‬وقد تناول فيه التعريف بهم‪،‬‬
‫وعًلقتهم بالدين البابلي‪ ،‬وعًلقتهم بيحيى بن زكريا‪ -‬عليهما السًلم‪-‬‬
‫وكذا عًلقتهم بالغنوصية‪ ،‬وهماكن وجودهم بين الشرق والغرب‪.‬‬
‫(‪ )2‬الصابئة المندائية‪ ،‬وموقف اإلسًلم منها‪ .‬للدكتورة‪ /‬سارة بنت حامد‬
‫محمد العباد؛‪ ،‬بحث منشور بجامعة هم القرى لعلوم الشريعة والدراسات‬
‫اإلسًلمية العدد (‪ )52‬ربيع اآلخر ‪ 1432‬ه‪ ،‬وقد تناولت فيه التعريف‬
‫بالصابئة وهماكن وجودهم‪ ،‬وذكرهم من القرآن الكريم‪ ،‬وتقديسهم للكواكب‬
‫واألفًلك‪ ،‬واعتقادهم بخلود الروح‪ ،‬وصلته الوثقي بأرواح هسًلفه‪،‬‬
‫وكتبهم‪ ،‬وهعيادهم‪.‬‬
‫(‪ )3‬األديان والمذاهب بالعراق‪ .‬لرشيد الخيون‪ .‬منشورات الجمل‪ ،‬مكتبة الفجر‬
‫الجديد‪ ،‬العراق‪ ،‬الطبعة الثانية ‪2002‬م‪.‬‬
‫وقد خصص لهم الفصل األول‪ ،‬وتناول تعريفهم وعبادتهم للكواكب‪ ،‬وعروج‬
‫األرواح إلى العالم اآلخر‪ ،‬وصلتهم بالعراق‪ ،‬وكتبهم ال ُـمقَ َّـدسة‪ ،‬وعدد نقوسهم‪،‬‬
‫وعًلقتهم بالسياسة‪.‬‬
‫ما يضيفه البحث‪:‬‬
‫(‪ )1‬الوقوف على هخطائهم العقدية من خًلل استقراء نصوص كتابهم‬
‫ال ُـمقَ َّـدس "كن از ربا"‪ ،‬وبيان مدى تعارمها مع األصول اإليمانية للعقيدة‬
‫اإلسًلمية‪.‬‬
‫(‪ )2‬الرد عليهم من خًلل القرآن والسنة‪ ،‬وهقوال المفسرين والعلماء‪.‬‬
‫‪5511‬‬
‫(‪ )3‬تدارك ما فاته الباحثون الذين قاموا بدراسة "الصابئة المندائيين‬
‫ومعتقدهم" حيث لم يشيروا من قريب هو بعيد إلى تلك األخطاء العقدية‬
‫المشتمل عليه كتابهم ال ُـمقَ َّـدس "كن از ربا"‪.‬‬

‫حدود البحث‪ :‬يدور البحث حول هخطاء الصابئة المندائيين التي احتواها كتابهم‬
‫"كن از ربا"‪ ،‬وذلك من خًلل استقراء نصوصهم‪ ،‬وبيان مدى تعارمها مع األصول‬
‫اإليمانية للعقيدة اإلسًلمية‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫اعتمدت في بحثي هذا على منهجين‪:‬‬
‫(‪ )1‬المنهج االستقرائي‪ :‬حيث قمت باستقراء نصوص الكتاب ال ُـمقَ َّـدس "كن از‬
‫ربا"‪ ،‬وتحديد النصوص التي تشمل على هخطاء عقدية‪.‬‬
‫(‪ )2‬المنهج التحليلي النقد؛‪ :‬حيث قمت بتحليل هذه النصوص‪ ،‬وبيان‬
‫اشتمالها على هخطاء ومخالفات عقدية‪ ،‬ثم قمت بنقدها في موء الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬وهقوال سلف األمة‪.‬‬
‫خطة البحث‪ :‬جاء البحث في مقدمة وتمهيد وستة مباحث وخاتمة‪.‬‬
‫مشتمًل على التعريف بالمندائيين وبكتابهم ال ُـمقَ َّـدس "كن از ربا"‪.‬‬
‫ا‬ ‫هما التمهيد فجاء‬
‫* وجاء المبحث األول بعنوان‪ :‬وصف اهلل تعالى بالقدم‪.‬‬
‫آدم‪ -‬عليه السًلم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫* وجاء المبحث الثاني بعنوان‪ :‬خلق المًلئكة َ‬
‫* وجاء المبحث الثالث بعنوان‪ :‬نفخ المًلئكة في آدم من روحها‪.‬‬
‫* وجاء المبحث الرابع بعنوان‪ :‬تحديد مًلئكة النار وتخصيصهم باألمر‬
‫بالسجود آلدم وحواء‪ -‬عليهما السًلم‪.‬‬
‫* وجاء المبحث الخامس بعنوان‪ :‬تشويه كن از ربا صورةَ آدم – عليه السًلم‪.‬‬
‫* وجاء السادس بعنوان‪ :‬القول بالحلول‪.‬‬
‫* وجاءت الخاتمة متممنة ههم النتائج التي كشفت عنها الدراسة‪ ،‬ثم قائمة‬
‫المصادر والمراجع‪ ،‬ثم فهرس الدراسة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وما كان فيه من توفيق فمن اهلل وحده‪ ،‬وان كانت األخرى فًل هجد ما هعتذر‬
‫به همثل مما اعتذر به القامي الفامل عبد الرحيم البيساني للعماد األصفهاني‬
‫عن كًلم استدركه عليه فقال‪:‬‬
‫‪5511‬‬
‫كتابا في يومه إال قال في غده‪ :‬لو ُغيِّر هذا‬ ‫هحد ا‬
‫هيت هنه ال يكتب ٌ‬ ‫"‪ ...‬إني ر ُ‬
‫لكان هحسن‪ ،‬ولو زيد هذا لكان ُيستحسن‪ ،‬ولو قُ ِّدم هذا لكان هفمل‪ ،‬ولو تُِر َك هذا‬
‫لكان هجمل‪ ،‬وهذا من هعظم العبر‪ ،‬وهو دليل على استيًلء النقص على جملة‬
‫البشر"‬

‫كتبته‪/‬‬
‫د‪ /‬صيته حسين علي بصيص العجمي‬
‫‪5511‬‬
‫تمهيد‬
‫من المندائيون؟‬
‫المندائيون فرقة من فرق الصابئة‪ ،‬يقول إبراهيم القطان‪ :‬الصابئون‪ :‬الكلمة آرامية‬
‫األصل‪ ،‬تدل على التطهير والتعميد‪.‬‬
‫والصابئة فرقتان‪ :‬جماعة المندائيين هتباع يوحنا المعمدان‪ ،‬وصابئة َّحران الذين‬
‫زمنا في كنف اإلسًلم‪ ،‬ولهم عقائدهم وعلماؤهم‪ )1( " ..‬ويقول في مومع‬ ‫عاشوا ا‬
‫(‪)2‬‬
‫مما‬ ‫مرات بجانب اليهود والنصارى‬ ‫آخر‪ :‬وقد ورد ذكرهم في القرآن ثًلث َّ‬
‫(‪)3‬‬
‫يؤذن بأنهم ههل كتاب‪.‬‬
‫يقول سلين برنجي‪ :‬وكلمة مندائي هي من حيث اللغة كلمة آرامية‪ ،‬وهي اسم‬
‫صفة يتكون من مقطعين‪:‬‬
‫المقطع األول‪ :‬صفة مندا وتعني العلم هو المعرفة‪.‬‬
‫المقطع الثاني‪ :‬الياء (مندائي) وهي تعني النسبة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فيكون المعنى‪ :‬صاحب الدراية اإللهية والعلم والمعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬كن از ربا "الكتاب ال ُـمقَ َّـدس"‪:‬‬
‫ُيعد "كن از ربا" الكنز الكبير‪ ،‬ههم كتب المندائيين‪ ،‬وهو كما يزعمون صحف النبي‬
‫آدم‪ -‬عليه السًلم‪ ،-‬ويتألف من قسمين‪:‬‬

‫(‪ )1‬تيسير التفسير‪ ،‬إبراهيم القطان ‪.422 /1،‬‬

‫(‪ ) 2‬تكررت كلمة الصابئة في القرآن الكريم في ثالثة مواضع مختلفة‪ ،‬وردت أوال في البقرة في قوله تعالى‪﴿ :‬إِ ان الا ِذ َ‬
‫ين‬

‫َج ُرُه ْم ِع َ‬
‫ند َرِّب ِه ْم َوَال َخ ْو ٌ‬
‫ف‬ ‫صالِ ًحا فَلَ ُه ْم أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آم َن ِباللاه َوا ْل َي ْوِم ْاْلخ ِر َو َعم َل َ‬ ‫صا ِب ِئ َ‬
‫ين َم ْن َ‬ ‫ادوا َوال ان َ‬
‫ص َار ٰى َوال ا‬ ‫آمنُوا َوالا ِذ َ‬
‫ين َه ُ‬ ‫َ‬
‫َعلَ ْي ِه ْم َوَال ُه ْم َي ْحَزُن َ‬
‫ون﴾ [البقرة‪]12 :‬‬

‫آم َن ِباللا ِه َوا ْل َي ْوِم‬ ‫ون َوال ان َ‬


‫ص َار ٰى َم ْن َ‬ ‫صا ِب ُئ َ‬
‫ادوا َوال ا‬ ‫آمنُوا َوالا ِذ َ‬
‫ين َه ُ‬ ‫في المائدة في قوله تعالى‪﴿ :‬إِ ان الا ِذ َ‬
‫ين َ‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫ً‬
‫ون﴾ [المائدة‪.]19 :‬‬ ‫صالِ ًحا ف ََال َخ ْو ٌ‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم َوَال ُه ْم َي ْحَزنُ َ‬ ‫ِ‬
‫َو َعم َل َ‬ ‫ْاْل ِخ ِر‬

‫شَرُكوا إِ ان‬ ‫وس َوالاِذ َ‬


‫ين أَ ْ‬ ‫صا ِب ِئ َ‬
‫ين َوال ان َ‬
‫ص َار ٰى َوا ْل َم ُج َ‬ ‫ادوا َوال ا‬
‫ين َه ُ‬ ‫آم ُنوا َوالاِذ َ‬
‫ين َ‬‫ثالثًا‪ :‬في الحج‪ ،‬في قوله تعالى‪﴿ :‬إِ ان الاِذ َ‬
‫يد﴾ [الحج‪.]15 :‬‬ ‫ش ْي ٍء َ‬
‫ش ِه ٌ‬ ‫ام ِة ۚ إِ ان اللا َه َعلَ ٰى ُك ِّل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬
‫الل َه َي ْفص ُل َب ْي َن ُه ْم َي ْوَم ا ْلق َي َ‬
‫(‪ )3‬المرجع السابق‪ .‬ج ‪/ 2‬ص ‪.423‬‬

‫(‪ )4‬الصابئة المندائيون‪ ،‬سلين برنجي‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪5511‬‬
‫‪-‬كنز يمين‪ ،‬ويحتوى على التعاليم والوصايا والتحذيرات‪ ،‬وعلى قصص الخلق‬
‫والتكوي ن والنشوء‪ ،‬وعلى صحف آدم وشيتل "شيث"‪ ،‬ابن آدم‪ ،‬و"دنا توخت"‬
‫إدريس"‪ -‬عليه السًلم‪ -‬وعلى قصص بعض المًلئكة‪.‬‬
‫‪ -‬وكنز يسار ويمم مجموعة من التراتيل‪ ،‬عًلوة على مجموعة من القصص‬
‫الخاصة برجوع النفس وعروجها إلى موطنها األصلي‪.‬‬
‫كتاب هُنزل بواسطة هيبل زبوا (جبرائيل) على آدم ومشيث وادريس ونوح‪-‬‬‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫كما يقولون‪ -‬كمجموعة من الصحف نزلت على فترات مختلفة‪ ...‬وتُرجم إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫العربية في هيام هارون الرشيد‪.‬‬

‫(‪ )1‬األديان والمذاهب بالعراق‪ ،‬رشيد الخيون ‪ ،‬ص ‪.45‬‬


‫‪5511‬‬
‫المبحث األول‬
‫وصف اهلل‪ -‬تعالى‪ -‬بالقدم‬

‫من األخطاء العقدية التي اشتمل عليها كتاب المندائيين وصف اهلل‪ -‬سبحانه‬
‫الحي‬
‫ُّ‬ ‫وتعالى‪ -‬بالقدم حيث جاء في التسبيح األول "التوحيد" ما نصه‪ :‬هو‬
‫(‪)2‬‬
‫العظيم‪ ،‬البصير القدير العليم‪ ،‬العزيز الحكيم هو األزلي (‪ )1‬القديم‪".....‬‬
‫وجاء عن اإلمام هحمد‪ -‬رحمه اهلل‪ :-‬ال يوصف اهلل إال بما وصف به نفسه هو‬
‫وصفه به رسوله‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ال ُيتجاوز القرآن والحديث‪ )3(.‬وبالرجوع‬
‫الق َدم وردت وصفاا‬ ‫هن صفة ِ‬ ‫إلى الكتاب والسنة وهقوال سلف هذه األمة لم نجد َّ‬
‫وج َّـل‪ -‬إال عند األشاعرة‪ ،‬ولقد حكى ذلك عنهم هبو إسحاق الشيراز؛‬ ‫هلل‪َ -‬ع َّـز َ‬
‫هبدا‬
‫هبدا كان‪ ،‬و ا‬ ‫وج َّـل‪ -‬قديم هزلي ا‬
‫هن اهلل َع َّـز َ‬
‫قائًل‪ :‬ثم يعتقدون‪ -‬ه؛ األشاعرة‪َّ -‬‬ ‫ا‬
‫(‪)4‬‬
‫يكون‪ ، ...‬ولقد هثبتها الجويني‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬بقوله‪ :‬صانع العالم هزلي‬
‫مفتتح لوجوده‪ ،‬وال مبتدهَ لثبوته‪.)5( " ....‬‬
‫َ‬ ‫الوجود‪ ،‬قديم الذات‪ ،‬ال‬
‫ويعلق على هذا هستاذنا الدكتور‪ /‬محمد السيد الجليند‪ ،‬فيقول‪ :‬الذ؛ هجمع عليه‬
‫هن اهلل‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬هو األول واآلخر‪ ،‬هول بًل ابتداء‪ ،‬وآخر‬ ‫سلف األمة َّ‬
‫هن لفظ القديم يتممن معنى الزمن‪ ،‬واهلل –تعالى‪ -‬كان وال‬ ‫بًل انتهاء‪ ،‬ومعلوم َّ‬
‫زمان‪ ،‬والقرآن الكريم قد وصف اهلل‪ -‬تعالى‪ -‬باألول واآلخر‪ ...‬ولم يصفه ِ‬
‫بالق َدم‪،‬‬
‫هن وصف‬ ‫وهذا الوصف لم يكن معروفاا في جيل الصحابة والتابعين(‪ ، )1‬ثُم يبين َّ‬

‫(‪ )1‬األزلي هو الذي ال بد له‪ ،‬فلم ُيسبق بعدم‪ ،‬أي ليس مخلوقا ‪ ،‬قال مرتضى الزبيدي‪ :‬أزلي منسوب إلى األزل‪ ،‬وهو‬

‫ما ليس بمسبوق بالعدم‪ ،‬والموجود ثالثة أقسام ال رابع لها‪ :‬أزلي أبدي‪ ،‬وهو الحق سبحانه وتعالى‪ ،‬وال أزلي وال‬

‫أبدي وهو الدنيا‪ ،‬وأبدي غير أزلي وهو اْلخرة‪ ،‬وعكسه محال إذ ما ثبت قدمه استحال عدمه ‪ ،‬انظر‪ :‬تاج‬
‫العروس من جواهر القاموس‪ ،‬مرتضى‪ ،‬ا‬
‫الزبيدي ‪.442/25 ،‬‬

‫الـمقَـداس للصابئة المندائيين‪ ،‬كن از ربا الكنز العظيم‪ ،‬ص ‪.1‬‬


‫(‪ )2‬الكتاب ُ‬
‫(‪ )3‬نفس المصدر السابق‪.‬‬

‫(‪ )4‬اإلشارة إلى مذهب أهل الحق‪ ،‬أبو اسحاق الشيرازي‪ ،‬ص ‪.111 -112‬‬

‫(‪ )2‬لمع األدلة في قواعد عقائد أهل السنة‪ ،‬الجويني‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫(‪ )1‬اإلشارة إلى مذهب أهل الحق‪ ،‬أبو إسحاق الشيرازي‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪5511‬‬
‫وج َّـل‪-‬‬ ‫ِ‬
‫اهلل تعالى‪ -‬بالق َدم تترتب عليه التزامات عقلية تستحيل على اهلل‪َ -‬ع َّـز َ‬
‫الق َدِم قد ارتماها المتكلمون وصفاا هلل تعالى‪ ،‬وعنوا بها نفي‬ ‫فيقول‪ :‬وصفةُ ِ‬
‫صحيحا‪ ،‬لكن‬
‫ا‬ ‫األولية‪ ،‬واثبات األزلية هلل‪ -‬تعالى‪ .‬وقد يكون هذا المعنى‬
‫إن صفاته الذاتية‬ ‫استعمالهم لهذا الوصف قد ترتب عليه التزامات عقلية‪ ،‬فقالوا‪َّ :‬‬
‫مثًل‪ -‬وحين تتعلق بالمعلوم المحدث‪ ،‬والمراد المحدث هل‬ ‫قديمة‪ -‬كالعلم واإلرادة ا‬
‫هن الحوادث "المعلومات والمرادات" تحل في ذات اهلل‪ ،‬فيكون اهلل‬ ‫يلزم على ذلك َّ‬
‫محًل للحوادث‪ ،‬وهذا مستحيل على اهلل تعالى‪ -‬وهذا ما عليه المتكلمون‪ -‬هو‬ ‫ا‬
‫هن اهلل يعلم األشياء بعلم كلي وال‬ ‫نقول بقدم العالم‪ -‬معلومات اهلل ومراداته‪ -‬هم َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫يعلم الجزئيات‪ -‬كما يقول الفًلسفة‪ -‬وكًل األمرين محظور شراعا‬

‫(‪ )1‬نفس المصدر السابق‪.‬‬


‫‪5511‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫آدم‪ -‬عليه السالم‪-‬‬ ‫ِ‬
‫خلق المالئكة َ‬
‫هن المًلئكة هي التي‬ ‫من األخطاء العقدية التي اشتمل عليها كتاب المندائيين َّ‬
‫خلقت آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬حيث جاء في الكتاب الثالث‪ -‬التسبيح الثاني ما‬
‫نصه‪ :‬ليكن آدم َمل اكا للحياة الدنيا يكون‪ ،‬باسم الحي العظيم* سمعت المًلئكة‬
‫تعال اآلن يا بثاهيل(‪.)1‬‬ ‫احدا منا سيكون* َ‬ ‫وائتمرن‪ ،‬ثم اتفقت‪ ،‬قالت‪ :‬ليكن آدم‪ ،‬و ا‬
‫ومعا نخلق آدم‪ ..‬كبيرنا سيكون* الحزن يترقرق في ق اررة نفسي‪ ..‬هنا بثاهيل‪،‬‬ ‫ا‬
‫(‪)2‬‬
‫كانت همنيتي‪ ،‬هن هخلق آدم وحد؛‪.‬‬
‫والمتدبر في هذا النص يجد هنه قد اشتمل على مخالفتين‪:‬‬
‫هن آدم سيكون من المًلئكة‪ ،‬وسيكون كبيرهم‪.‬‬ ‫أولهما‪َّ :‬‬
‫فآدم عليه السًلم‪ -‬بشر‬ ‫وهذا معارض لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية‪ُ ،‬‬
‫فآدم‪ -‬عليه السًلم‪-‬‬ ‫ال َملَك‪ ،‬والطبيعية البشرية تخالف الطبيعة المًلئكية‪ُ ،‬‬
‫ُّك لِ ْل َم َال ِئ َك ِة‬ ‫مخلوق من طين‪ ،‬والمًلئكةُ مخلوقةٌ من نور‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬إِ ْذ قَ َ‬
‫ال َرب َ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫ين﴾ ‪.‬‬ ‫ش ًار ِّمن ِط ٍ‬ ‫ق َب َ‬ ‫إِ ِّني َخالِ ٌ‬
‫ال ِّم ْن َح َمٍإ‬ ‫صٍ‬ ‫ص ْل َ‬
‫ش ًار ِّمن َ‬ ‫ق َب َ‬‫ُّك لِ ْل َم َال ِئ َك ِة إِ ِّني َخالِ ٌ‬
‫ال َرب َ‬‫﴿وِا ْذ قَ َ‬
‫وفي آية هخرى‪َ :‬‬
‫ون﴾ (‪ ،)4‬وجاء في صحيح مسلم عن عروة عن عائشة‪ -‬رمي اهلل عنها‪-‬‬ ‫س ُن ٍ‬ ‫ام ْ‬
‫ق‬‫ور‪َ ،‬و ُخلِ َ‬ ‫قالت‪ :‬قال رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ُ « :‬خلِقَ ِت ا ْل َم َال ِئ َك ُة ِم ْن ُن ٍ‬
‫ف لَ ُك ْم» (‪.)5‬‬ ‫صَ‬‫آدم ِم اما و ِ‬ ‫ار‪َ ،‬و ُخلِ َ‬
‫ار ٍج ِم ْن َن ٍ‬
‫ان ِم ْن َم ِ‬
‫ُ‬ ‫ق َُ‬ ‫ا ْل َج ُّ‬
‫بشر‬
‫هن آدم عليه السًلم‪ٌ -‬‬ ‫نستخلص من هذه النصوص القرآنية والحديثية َّ‬
‫مخلوق من طين‪ ،‬وليس من المًلئكة‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫(‪ ) 1‬هو مالك أثرى يمثل الحياة الرابعة‪ ،‬شارك في عملية الخلق والتكوين كما يزعمون‪ .‬كن از ربا‪ ..‬معجم مصطلحات كنزا‬

‫ربا‪ -‬اليمين ص ‪.1‬‬

‫(‪ )2‬كن از ربا‪ ،‬اليمين‪ ،‬الكتاب الثالث‪ -‬التسبيح الثاني‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫(‪ )3‬ص ‪.51:‬‬

‫(‪ )4‬الحجر‪.22 :‬‬

‫(‪ )2‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الزهد والرقائق‪ ،‬ح (‪ ،)15/2991‬من حديث عائشة رضي اهلل عنها‪.‬‬
‫‪5515‬‬
‫هن بثاهيل كانت همنيته هن‬ ‫هن المًلئكة شاركت بثاهيل في خلق آدم‪ ،‬و َّ‬ ‫ثانيهما‪َّ :‬‬
‫يخلق آدم عليه السًلم‪ -‬وحده‪.‬‬
‫وهذا معارض لما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول اهلل‪ -‬صلى‬
‫إن اهلل سبحانه وتعالى‪ -‬هو الذ؛ خلق آدم بيده ال المًلئكة‪،‬‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ -‬إذ َّ‬
‫ت أ َْم‬ ‫َستَ ْك َب ْر َ‬
‫ي أْ‬ ‫ت ِب َي َد ا‬‫س ُج َد لِ َما َخلَ ْق ُ‬
‫يس َما َم َن َع َك أَن تَ ْ‬
‫ِ‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬قَا َل َيا إِ ْبل ُ‬
‫ش ِر‪َ ،‬خلَقَ َك‬ ‫نت ِم َن ا ْل َعالِ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫الب َ‬
‫ت أ َُبو َ‬ ‫آد ُم أَ ْن َ‬
‫ين﴾ وفي حديث الشفاعة‪َ ...« :‬يا َ‬ ‫ُك َ‬
‫(‪)2‬‬
‫س َج ُدوا لَ َك‪. »... ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اللا ُه ِبي ِد ِه‪ ،‬وَنفَ َخ ِف َ ِ‬
‫المالَ ئ َك َة فَ َ‬
‫َم َر َ‬‫يك م ْن ُروحه‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َ َ‬
‫وجاء عن عبد اهلل بن الحارث هنه قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪:-‬‬
‫ب التاْو َارةَ ِب َي ِد ِه‪،‬‬ ‫ق َ ِِ‬
‫آد َم ِب َيده‪َ ،‬و َكتَ َ‬ ‫اء ِب َي ِد ِه‪َ :‬خلَ َ‬
‫ش َي َ‬ ‫«إِ ان اللا َه َع اـز َ‬
‫وجـ ال َخلَ َ‬
‫ق ثََال ثَ َة أَ ْ‬
‫س ِب َي ِد ِه ‪ )3( »...‬وصح عن ابن عمر‪ -‬رمي اهلل عنهما‪ -‬هنه‬ ‫ِ‬
‫س ا ْلف ْرَد ْو َ‬‫َو َغ َر َ‬
‫قال‪ :‬خلق اهلل هربعة هشياء بيده‪ :‬العرش والقلم وآدم وجنة عدن‪ ،‬ثم قال لسائر‬
‫الخلق‪ :‬كن فكان (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬ص‪.52 :‬‬

‫(‪ ) 2‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب أحاديث األنبياء‪ ،‬باب قول اهلل تعالى‪{ :‬إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك‬

‫من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} [نوح‪ ،]1 :‬ح (‪ ،)3345‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب أدنى أهل الجنة‬

‫منزلة فيها‪ ،‬ح (‪ ،)325 /194‬من حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرجه الدار القطني في الصفات ح (‪ ،)22‬وأبو الشيخ األصبهاني في كتاب العظمة (‪ ،)1222/2‬وأبو نعيم‬

‫األصبهاني في كتاب صفة الجنة ح (‪ ،)23‬والبيهقي في األسماء والصفات ح (‪ ،)192‬كلهم من طرق عن عون‬

‫بن عبد اهلل بن الحارث عن عبد اهلل بن الحارث به‪ ،‬وهذا إسناد ضعيف إلرساله‪ ،‬فعبد اهلل بن الحارث قال عنه ابن‬

‫حجر في التهذيب (‪ ":)125/2‬عبد اهلل" بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أبو‬

‫محمد المدني ‪......‬روى عن النبي صلى اهلل عليه وسلم مرسال "‬

‫قال البيهقي‪ " :‬هذا مرسل "‪ ،‬وقال ابن القيم في " حادي األرواح " (ص ‪ " :)155‬المحفوظ أنه موقوف "‬

‫(‪ )4‬أخرجه اْلجري في الشريعة ح (‪ ،)521‬وأبو الشيخ األصبهاني في العظمة (‪ ،)1222/2 ،252/2‬وابن بطة في‬

‫اإلبانة الكبرى ح (‪ ،)229‬والحاكم في المستدرك ح (‪ ،)3244‬والاللكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة‬

‫والجماعة (‪ ،)529‬والبيهقي في األسماء والصفات ح (‪ )193‬كلهم من طرق عن سفيان الثوري عن عبيد‬

‫المكتب‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬وهذا اسناد صحيح موقوف‪.‬‬
‫‪5511‬‬
‫هن اهلل‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬هو من خلق‬ ‫فهذه النصوص وغيرها تؤكد هيما تأكيد َّ‬
‫هن نسبة خلق آدم إلى المًلئكة فيه قدح في توحيد الربوبية‬ ‫آدم ال المًلئكة‪ ،‬كما َّ‬
‫الذ؛ يعنى‪ -‬كما يقول ابن عثيمين‪ :-‬إفراد اهلل تعالى بالخلق والملك والتدبير‪،‬‬
‫ين﴾ (‪.)1‬‬ ‫ب ا ْل َعالَ ِم َ‬
‫ق َو ْاأل َْم ُر تََب َار َك اللا ُه َر ُّ‬ ‫ومن هدلته قوله تعالى‪﴿ :‬أََال لَ ُه ا ْل َخ ْل ُ‬
‫سماو ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫وقوله‪﴿ :‬لِّلاه ُم ْل ُك ال ا َ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ض﴾ ‪.‬‬
‫ال َذ ارٍة ِفي‬ ‫ون ِمثْقَ َ‬ ‫ون اللا ِه َال َي ْملِ ُك َ‬ ‫ين َز َع ْمتُم ِّمن ُد ِ‬ ‫وقوله‪﴿ :‬قُ ِل ْاد ُعوا الاِذ َ‬
‫هقر به المشركون الذين‬ ‫قائًل‪ :‬وهذا ما َّ‬ ‫ض﴾ ثم يميف ا‬
‫(‪.)3‬‬
‫ات َوَال ِفي ْاأل َْر ِ‬ ‫سماو ِ‬
‫ال ا َ َ‬
‫سأَْلتَ ُهم‬ ‫ِ‬ ‫ُب ِع َ‬
‫﴿ولَئن َ‬ ‫ث فيهم رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬كما قال اهلل تعالى‪َ :‬‬
‫ام ْن َخلَقَ ُه ْم لَ َيقُولُ ان اللاه﴾ (‪. )4‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫نفخ المالئكة في آدم – عليه السالم‪ -‬من روحها‪.‬‬
‫هن المًلئكة هي‬ ‫من األخطاء العقدية التي اشتمل عليها كتاب المندائيين ال ُـمقَ َّـدس َّ‬
‫وج َّـل‪.‬‬
‫التي نفخت في آدم ‪-‬عليه السًلم‪ -‬من روحها وليس اهلل‪َ -‬ع َّـز َ‬
‫حيث جاء في الكتاب الثالث‪ -‬التسبيح الثاني ما نصه‪:‬‬
‫"يا بثاهيل قالت المًلئكة‪ :‬ائذن لنا هن ننفخ فيه من روحنا‪ )5( " ....‬وهذا مخالف‬
‫ال ِّم ْن‬ ‫صٍ‬
‫ص ْل َ‬‫ش ًار ِّمن َ‬ ‫ق َب َ‬ ‫ُّك لِ ْل َم َال ِئ َك ِة إِ ِّني َخالِ ٌ‬
‫ال َرب َ‬ ‫﴿وِا ْذ قَ َ‬
‫وجـل‪َ :‬‬
‫لقول اهلل‪َ -‬ع َّـز َ َّ‬
‫ين﴾ (‪.)1‬‬ ‫اج ِد َ‬‫س ِ‬ ‫ِ‬
‫ت فيه من ُّروحي فَقَ ُعوا لَ ُه َ‬
‫ون (‪ )22‬فَِإ َذا س اوْيتُ ُه وَنفَ ْخ ُ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ُن ٍ‬ ‫َح َمٍإ ام ْ‬

‫قال الحاكم‪ " :‬هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه"‪ ،‬قال العالئي في جامع التحصيل (‪ " :)531‬قال البرديجي‬

‫الذي صح لمجاهد من الصحابة رضي اهلل عنهم بن عباس وابن عمر"‪ ،‬قال البيهقي‪ " :‬هذا موقوف "‪ ،‬قال الذهبي‬

‫في مختصر العلو للعلي العظيم(ص‪ :)152‬إسناده جيد‪.‬‬

‫(‪ )1‬األعراف‪.24 :‬‬

‫(‪ )2‬آل عمران‪.129 :‬‬

‫(‪ )3‬سبأ‪.22 :‬‬

‫(‪ )4‬الزخرف‪.25 :‬‬

‫(‪ )2‬كن از ربا‪ ،‬اليمين‪ ،‬الكتاب الثالث‪ -‬التسبيح الثاني‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫(‪ )1‬الحجر‪ ،‬اْليات ‪.29 ،22‬‬


‫‪5511‬‬
‫بشر نفخة إلهية وليست مًلئكية‪ .‬يقول ابن جرير‬ ‫فالنفخة التي صار بها آدم اا‬
‫يه ِمن ُّر ِ‬ ‫ت ِف ِ‬
‫وحي فَقَ ُعوا لَ ُه‬ ‫الطبر؛ في تفسير قوله تعالى‪﴿ :‬فَِإ َذا َ‬
‫س اوْيتُ ُه َوَنفَ ْخ ُ‬
‫بشر‬
‫وحي﴾ فصار اا‬ ‫يه ِمن ُّر ِ‬
‫ت ِف ِ‬ ‫﴿وَنفَ ْخ ُ‬ ‫اج ِد َ‬
‫س ِ‬
‫ين﴾‪ .‬فإذا صورته فعدلت صورته َ‬ ‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ين﴾ سجود تحية وتكرمة‪ ،‬ال سجود عبادة‪.‬‬ ‫اجد َ‬‫ِ‬ ‫س ِ‬
‫حياا ﴿فَقَ ُعوا لَ ُه َ‬
‫يه ِمن‬ ‫ت ِف ِ‬ ‫س اوْيتُ ُه﴾ ه؛‪ :‬سويت خلقه وصورته" ﴿ َوَنفَ ْخ ُ‬ ‫ويقول القرطبي‪﴿ :‬فَِإ َذا َ‬
‫وحي﴾‪ ،‬النفخ إجراء الريح في الشيء‪ ،‬والروح جسم لطيف هجرى اهلل العادة بأن‬ ‫ُّر ِ‬
‫يخلق الحياة في البدن مع ذلك الجسم‪ ،‬وحقيقته إمافة خلق إلى خالق‪ ،‬فالروح‬
‫يما‪ )2( "...‬نخلص من هذا إلى َّ‬
‫هن‬ ‫خلق من خلقه همافه إلى نفسه تشريفاا وتكر ا‬
‫بشر إلهية وليست مًلئكية‪.‬‬ ‫النفخة التي صار بها آدم اا‬

‫(‪ )1‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬ابن جرير الطبري‪.151/15 ،‬‬

‫(‪ )2‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬القرطبي‪.24 / 15 ،‬‬


‫‪5511‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫تحديد مالئكة النار وتخصيصهم باألمر بالسجود‬
‫ْلدم وحواء‪ -‬عليهما السالم‪-‬‬
‫من األخطاء العقدية التي اشتمل عليها كتاب المندائيين ال ُـمقَ َّـدس تحديد مًلئكة‬
‫النار وتخصيصهم باألمر بالسجود آلدم وحواء عليهما السًلم‪ -‬حيث قد جاء في‬
‫الكتاب األول‪ -‬يمين‪ -‬التسبيح الثاني‪ :‬ما نصه‪" :‬وليكن رج ٌل وامرهة اسماهما آدم‬
‫وحواء* ليسجد لهما مًلئكة النار‪ )1( " ....‬وهذا النص مشتمل على مخالفتين‬
‫عقائديتين‪:‬‬
‫هن سجود المًلئكة كان آلدم وحواء‪ -‬عليهما السًلم‪.-‬‬ ‫أولهما‪َّ :‬‬
‫هن المأمور بالسجود آلدم وحواء‪ -‬عليهما السًلم‪ -‬مًلئكة النار فقط‪.‬‬ ‫ثانيهما‪َّ :‬‬
‫وللرد على هذه المخالفات هقول‪:‬‬
‫وج َّـل ‪ -‬للمًلئكة كان آلدم‪ -‬عليه‬ ‫ِ‬
‫هن األمر بالسجود من قَبل اهلل‪َ -‬ع َّـز َ‬ ‫أوال‪َّ :‬‬
‫السًلم‪ -‬فقط وذلك لسببين‪:‬‬
‫﴿وِا ْذ ُق ْل َنا لِ ْل َم َال ِئ َك ِة‬
‫‪ .1‬داللة النصوص القرآنية على ذلك‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬
‫ان ِم َن ا ْل َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾(‪،)2‬‬ ‫اف ِر َ‬ ‫استَ ْك َب َر َو َك َ‬
‫يس أ ََب ٰى َو ْ‬‫س َج ُدوا إِاال إِ ْبل َ‬‫اس ُج ُدوا ْل َد َم فَ َ‬
‫ْ‬
‫يس‬ ‫وقال في آية هخرى‪﴿ :‬وِا ْذ ُق ْل َنا لِ ْلم َال ِئ َك ِة اسج ُدوا ِْل َدم فَسج ُدوا إِاال إِ ْبلِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿وِا ْذ ُق ْل َنا‬ ‫‪-‬‬ ‫قائل‪:‬‬ ‫من‬ ‫عز‬ ‫‪-‬‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ا﴾‬ ‫ن‬
‫ت ً‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫ط‬ ‫َس ُج ُد لِ َم ْن َخلَ ْق َ‬
‫َ‬ ‫ال أَأ ْ‬
‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يس أ ََب ٰى﴾(‪ )4‬إلى غير ذلك من‬ ‫س َج ُدوا إِاال إِ ْبل َ‬‫اس ُج ُدوا ْل َد َم فَ َ‬‫ل ْل َم َال ئ َكة ْ‬
‫هن األمر بالسجود كان آلدم‪ -‬عليه‬ ‫اآليات‪ ،‬ومن تدبَّر هذه اآليات يجد َّ‬
‫كر ال من قريب وال من بعيد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السًلم‪ -‬فقط‪ ،‬وليس لحواء ذ ٌ‬
‫وقتئذ لم تكن قد ُخلِقَت إذ كان األمر بالسجود بعد نفخ الروح‬ ‫ٍ‬ ‫هن حواء‬ ‫‪َّ .2‬‬
‫في آدم – عليه السًلم‪ -‬مباشرة‪ ،‬ه؛ قبل خلق حواء‪ -‬عليها السًلم‪-‬‬

‫(‪ )1‬كن از ربا‪ .‬اليمين‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬التسبيح الثاني ص ‪.9‬‬

‫(‪ )2‬البقرة‪.34 :‬‬

‫(‪ )3‬اإلسراء‪.11 :‬‬

‫(‪ )4‬طه‪.111 :‬‬


‫‪5511‬‬
‫يه ِمن ُّر ِ‬ ‫ت ِف ِ‬
‫وحي‬ ‫س اوْيتُ ُه َوَنفَ ْخ ُ‬ ‫والدليل على ذلك قوله تعالى‪﴿ :‬فَِإ َذا َ‬
‫ين﴾ (‪ )1‬فالفاء في اللغة العربية تقتمي التعقيب‪.‬‬ ‫اج ِد َ‬
‫س ِ‬‫فَقَ ُعوا لَ ُه َ‬
‫احدا منهم‬‫هن األمر بالسجود كان لجميع المًلئكة‪ ،‬ولم يخصص صنفاا و ا‬ ‫ثانيا‪َّ :‬‬
‫ً‬
‫ون﴾‬‫َج َم ُع َ‬ ‫ِ‬
‫س َج َد ا ْل َم َال ئ َك ُة ُكلُّ ُه ْم أ ْ‬
‫ويأمره بالسجود‪ ،‬والدليل على ذلك قوله تعالى‪﴿ :‬فَ َ‬
‫(‪ )2‬وفيها يقول الطبر؛‪ :‬سجد له المًلئكة كلُّهم هجمعون‪ ،‬يعني بذلك‪ :‬المًلئكة‬
‫هكد ابن كثير‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬هن ظاهر اآلية‬ ‫الذين هم في السماوات واألرض (‪ )3‬و َّ‬
‫العموم فقال‪ :‬وقد حكى الراز؛ وغيره قولين للعلماء‪ :‬هل المأمور بالسجود آلدم‬
‫خاص بمًلئكة األرض‪ ،‬هم عام في مًلئكة السماوات واألرض؟‪ ... ،‬وظاهر‬
‫ليس﴾ (‪.)4‬‬ ‫ون اإال ْإب َ‬ ‫س َج َد ا ْل َم َال ِئ َك ُة ُكلُّ ُه ْم أ ْ‬
‫َج َم ُع َ‬ ‫اآلية الكريمة العموم‪﴿ ..‬فَ َ‬
‫هن األمر اإللهي بالسجود آلدم شمل المًلئكة كلَّهم‪ ،‬ولم‬ ‫نخلص من هذا إلى َّ‬
‫هن األمر‬ ‫هن بعض العلماء قد ذهب إلى َّ‬ ‫هحدا‪ ،‬وال طائفة معينة‪ ،‬بيد َّ‬ ‫يستثن منهم ا‬ ‫ِ‬
‫اإللهي شمل مًلئكة األرض‪ ،‬ولم يشمل مًلئكة السماء‪ ،‬فلقد حكى الراز؛ عن‬
‫فأما عظماء مًلئكة السماء فًل‪.‬‬ ‫الغزالي قوله‪ :‬الذين سجدوا آلدم مًلئكة األرض‪َّ .‬‬
‫(‪)5‬‬

‫إذن األمر اإللهي شمل جميع المًلئكة‪ -‬مًلئكة األرض والسماء‪ -‬ولذلك فإن‬
‫تخصيص األمر بالسجود بطائفة معينة من المًلئكة كمًلئكة األرض‪ ،‬هو مًلئكة‬
‫ومردود بنص القرآن الكريم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫همر يفتقر إلى الدليل‪ ،‬وتعوزه الحجة‪،‬‬ ‫النار ٌ‬
‫* تعقيب‪:‬‬
‫هن المًلئكة لم تسجد كلها آلدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬بل‬ ‫ذهب بعض العلماء إلى َّ‬
‫مستدال على ذلك‬
‫ا‬ ‫هناك مًلئكة مستثناة من األمر اإللهي بالسجود‪ ،‬وهم العالون‬
‫نت ِم َن ا ْل َعالِ َ‬
‫ين﴾ (‪.)1‬‬ ‫ت أ َْم ُك َ‬
‫َستَ ْك َب ْر َ‬
‫بقوله تعالى‪﴿ :‬أ ْ‬

‫(‪ )1‬الحجر‪.21 :‬‬

‫ص‪.53 :‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬الطبري‪.232/ 21 ،‬‬

‫(‪ )4‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ابن كثير‪.233/1 ،‬‬

‫(‪ )2‬التفسير الكبير (مفاتيح الغيب)‪ ،‬الفخر الرازي‪.441 / 12 ،‬‬

‫(‪ )1‬ص‪.52 :‬‬


‫‪5511‬‬
‫إن العالين صنف من المًلئكة يقال لهم المهيمنون‬ ‫يقول األلوسي‪ :‬وقيل‪َّ :‬‬
‫هن اهلل‪ -‬تعالى‪-‬‬ ‫مستغرقون بمًلحظة جمال اهلل‪ -‬تعالى‪ -‬وجًلله ال يعلم هحدهم َّ‬
‫آلدم‪ -‬عليه السًلم‪ ،)1( -‬وعند التحقيق نجد‬ ‫خلق غيره لم يؤمروا بالسجود َ‬
‫هنَّ كًلمه‪ -‬ه؛ من ذهب إلى ذلك‪ -‬غير معتبر‪ ،‬وال ُيقام له وزن لما يأتي‪:‬‬
‫ين﴾ هن العالين صنف من‬ ‫نت ِم َن ا ْل َعالِ َ‬ ‫‪-1‬ليس المقصود بقوله تعالى ﴿أ َْم ُك َ‬
‫المًلئكة‪ ،‬بل المقصود به هم كنت من الذين لهم شرف ومكانة‪ ،‬وذهب إلى ذلك‬
‫جمهور المفسرين‪ ،‬يقول الطاهر بن عاشور‪ -‬رحمه اهلل‪ :-‬همن هجل هنك تتعاظم‬
‫بالعلو الشرف‪ ،‬ه؛ من العالين‬ ‫العلو‪ ،‬والمراد ُ‬ ‫بغير حق‪ ،‬هم ألنك من هصحاب ُ‬
‫شق الثاني‪ ،‬فتبين هنه ُّ‬
‫يعد‬ ‫على آدم فًل يستحق هن تعظمه‪ ،‬فأجاب إبليس مما ُي ُّ‬
‫مخلوق من الطين‪ ،‬والنار‬ ‫ٌ‬ ‫نفسه هفمل من آدم ألنه مخلوق من النار‪ ،‬وآدم‬
‫هفمل من الطين في رهيه‪.)2( ...‬‬
‫واإلمام الثعالبي يجمع سبب إباء إبليس في كونه االستكبار‪ ،‬لكن هذا االستكبار‬
‫للتو‪ ،‬هو هن االستكبار متجذٌر فيه من قبل هذا الموقف‪ ،‬وهنه‬ ‫إما هن يكون حادثاا ِّ‬
‫خارج دائرة همثال هذا التكليف‪ ،‬فًل يليق هن يشمله التكليف لهذا المخلوق الحادث‬
‫قديما ممن ال يليق هن‬ ‫كنت ا‬ ‫االستكبار اآلن هم َ‬ ‫ُ‬ ‫لك‬
‫ث َ‬ ‫هح َد َ‬
‫فيقول‪ -‬رحمه اهلل‪َ :-‬‬
‫لعلو مكانك؟ وهذا على جهة التوبيخ له (‪ ،)3‬وبمثل ما قال اإلمام‬ ‫َّ‬
‫تُ َكلف مثل هذا ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫الثعالبي قال ابن عطية (‪ ،)4‬وكذلك الطبر؛‬
‫َّن‬
‫وما ذهب اليه األلوسي انعدم الدليل عليه ‪ ،‬بل الدليل على خًلفه فلقد َبي َ‬
‫هن المًلئكة كلها بًل استثناء شملها األمر اإللهي بالسجود فسجدت إال‬ ‫سبحانه َّ‬
‫ِ‬ ‫س َج َد ا ْل َم َال ِئ َك ُة ُكلُّ ُه ْم أ ْ‬
‫ان‬
‫استَ ْك َب َر َو َك َ‬
‫يس ْ‬ ‫ون * إِاال إِ ْبل َ‬‫َج َم ُع َ‬ ‫إبليس‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬فَ َ‬
‫ِم َن ا ْل َك ِ‬
‫اف ِر َ‬
‫ين﴾ (‪.)1‬‬

‫(‪)1‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني‪ ،‬األلوسي‪.215/12 ،‬‬

‫(‪)2‬التحرير والتنوير‪ ،‬الطاهر بن عاشور‪.353 / 23 ،‬‬

‫(‪)3‬الجواهر الحسان في تفسير القرآن‪ ،‬الثعالبي‪.51/2 ،‬‬

‫(‪ )4‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ ،‬بن عطية‪.212 / 4 ،‬‬

‫(‪ )2‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬الطبري‪.229 / 21 ،‬‬

‫(‪ )1‬ص‪.54 ،53 :‬‬


‫‪5511‬‬
‫ومن جانبي هرى وجوب االقتصار على ما جاء في القرآن والسنة‪ ،‬وعدم إقحام‬
‫العقل فيما ال دخل له فيه‪ ،‬وال علم له به‪ ،‬والوقوف به عند حدوده‪ ،‬وعدم إطًلق‬
‫العنان له ليخوض فيما ليس له هن يخوض فيه‪ ،‬خاصة إذا كان المجال مجال‬
‫غيبيات ال علم لنا بها إال عن طريق الوحيين‪ -‬الكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪5511‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫تشويه كن از ربا صورةَ آدم‪ -‬عليه السالم‪-‬‬
‫من األخطاء العقدية التي اشتمل عليها كتاب المندائيين ال ُـمقَ َّـدس "كن از ربا" تشويه‬
‫صورة نبي اهلل – آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬واظهاره بمظهر المتسخط‪ -‬والعياذ باهلل‪-‬‬
‫من قماء اهلل وقدره‪ ،‬الجاهل بربه جاء ذلك في كتاب كن از ربا‪ -‬اليسار‪ ،‬الكتاب‬
‫األول‪ ،‬التسبيح األول‪ :‬انزل يا صورييل(‪ )1‬إلى عالم الشر والنقصان ِ‬
‫ناد آدم‪،‬‬
‫وعلِّمه الحكمة واإلحسان‪ ،‬قل له‪:‬‬
‫كنت هخرس فأنطقناك‪.‬‬
‫هصم فأسمعناك‪.‬‬ ‫و َّ‬
‫وجاهًل فعلَّمناك‬
‫ا‬
‫ومستوح اشا فآنسناك‪.‬‬
‫قل له‪:‬‬
‫عشت هلف عام‪.‬‬
‫وآن لك هن تترك بلد الشر واآلثام‪.‬‬ ‫َ‬
‫وتعود إلى بلد النور والسًلم‬
‫ال تفجر فتمام‪.‬‬
‫وال تهرم فتسام‪.‬‬
‫غمب آدم واربدت سيماه‪ ،‬ثم امتألت بالحزن حناياه‪ ،‬واغرورقت بالدمع مقلتاه‪..‬‬
‫وطوح بساعديه‪ ،‬ومرب همًلعه بيديه‪...‬‬ ‫وهعول وبكى‪ ،‬وعلى األرض ارتمى‪َّ ،‬‬
‫عاما‪ ..‬ما‬
‫قال آدم‪ :‬ولدى شيثل يرغب في ذلك المقام‪ ،‬وهو ما زال ابن ثمانين ا‬
‫بدال‬
‫عوما عني‪ ،‬وخذه ا‬ ‫ا‬ ‫عرف امرهة‪ ،‬وليس له بنت وال غًلم‪ .‬فاذهب إليه‬
‫مني(‪.)2‬‬
‫إيا؛ يناد؛‪ .‬هيتها الحكمة التي كشفت لي‬ ‫قال شيثل بن آدم‪ :‬هيها الصوت الذ؛ َّ‬
‫عاما‪ ..‬ما عرفت امرهة‪،‬‬
‫عن نفسها‪ ،‬لتطلق روحي من حبسها‪ .‬لم هزل ابن ثمانين ا‬

‫(‪ )1‬ملك نوراني‪ ،‬ويسمى صوربيل شارويا‪ ،‬مصطلحات كن از ربا‪ -‬اليسار ص ‪.131‬‬

‫(‪ )2‬كن از ربا‪ ،‬اليسار‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬التسبيح األول ص ‪.2-4‬‬


‫‪5511‬‬
‫ذهبت إلى هبي آدم‪ ،‬فله آلف عام في هذا العالم‪ ،‬هال‬ ‫َ‬ ‫غًلما‪ .‬هال‬
‫ا‬ ‫هنجبت‬
‫ُ‬ ‫وال‬
‫ذهبت إليه‪ ،‬وعرمت هذا األمر عليه؟‬
‫* قال ‪ :‬يا شيثل بن آدم‪ ..‬لقد نادينا هباك آدم قبل هن نناد؛ عليك‪ ،‬وآدم هرسلنا‬
‫إليك‪.‬‬
‫* قال شيثل ابن آدم‪ :‬فأعصي همر ربي الذ؛ َسواني‪ ،‬فًل هخرج من هذا الجسد‬
‫الفاني؟ ثم قام فنزع جذع اللحم والدماء‪ ،‬ولبس جذع النور والمياء‪ )1( ..‬فهذه‬
‫النصوص تصور آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬بأنه ساخطٌ على قماء ربه‪ -‬حاشاه من‬
‫وج َّـل إذ ال يريد الموت‪ ،‬ومن ثم لقاء اهلل‪ -‬سبحانه‬ ‫ذلك‪ -‬جاه ٌل باهلل‪َ -‬ع َّـز َ‬
‫وعوما عنه‪ ،‬وهذا باط ٌل‬ ‫ا‬ ‫بدال منه‪،‬‬ ‫وتعالى‪ -‬ويريد من الملَك هن يأخذ ابنه ا‬
‫لسببين‪:‬‬
‫بدال‬
‫تسخطه من قماء اهلل وقدره‪ ،‬وطلبه من الملَك هن يأخذ ابنه ا‬ ‫أولهما‪ :‬هن ُّ‬
‫وعوما عنه‪ ،‬يتنافى مع عصمة آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬ومعرفته بربه‪،‬‬ ‫ا‬ ‫منه‪،‬‬
‫فاألنبياء‪ -‬صلوات اهلل وسًلمه عليهم‪ -‬معصومون من كبائر الذنوب‪ ،‬وذلك‬
‫سالَتَ ُه﴾‬‫ث َي ْج َع ُل ِر َ‬ ‫يتنافى مع علم اهلل سبحانه وتعالى حيث يقول‪﴿:‬اللا ُه أ ْ‬
‫َعلَ ُم َح ْي ُ‬
‫هن األنبياء معصومون من‬ ‫(‪ )2‬ولقد نقل القرطبي‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬اإلجماع على َّ‬
‫(‪)3‬‬
‫وبناء على ذلك فآدم‪ -‬عليه السًلم‪-‬‬ ‫ا‬ ‫الكبائر‪ ،‬ومن كل رذيلة فيها شين ونقص‪.‬‬
‫معصوم من السخط على همر ربه‪ ،‬والجهل به – سبحانه‪ -‬فاألنبياء هعرف الناس‬
‫باهلل‪ ،‬وهطوعهم له‪ ،‬كما ال ُيعقل هن يكره آدم – عليه السًلم‪ -‬لقاء اهلل َع َّـز‬
‫وج َّـل‪ -‬الذ؛ لن يكون إال عن طريق الموت والعودة إلى اهلل‪ -‬سبحانه وتعالى‪-‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب اللا ُه لقَ َ‬
‫اءهُ َو َم ْن َك ِرهَ‬ ‫َح ا‬‫اء اللاه أ َ‬ ‫ب لقَ َ‬‫َح ا‬
‫قال‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪َ « - :‬م ْن أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اءهُ»(‪.)4‬‬‫اء اللاه َك ِرهَ اللا ُه لقَ َ‬
‫لقَ َ‬

‫(‪ )1‬كن از ربا‪ -‬اليسار‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬التسبيح األول ص ‪.1-2‬‬

‫(‪ )2‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬القرطبي‪.352 / 1 ،‬‬

‫(‪ )3‬نفس المصدر السابق‪.‬‬

‫(‪ )4‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب من أحب لقاء اهلل أحب اهلل لقاءه ح (‪ ،)1255‬من حديث عبادة بن‬

‫الصامت‪-‬رضي اهلل عنه‪.‬‬


‫‪5511‬‬
‫ثانيهما‪ :‬عدم ورود النص على هذا الذنب المزعوم ففي حديث الشفاعة َّ‬
‫هن‬
‫تسخط‬ ‫ذنبا له إال األكل من الشجرة‪ ،‬ولو كان قد َّ‬ ‫آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬لم يذكر ا‬
‫وعوما عنه لذكر ذلك‪،‬‬ ‫ا‬ ‫بدال منه‪،‬‬ ‫من قماء اهلل‪ ،‬وطلب من الملَك هن يأخذ ابنه ا‬
‫فلما لم يذكره علمنا هنه لم يقع منه‪ ،‬جاء في الحديث‪ ...« :‬أَالَ تََر ْو َن إِلَى َما أَ ْنتُ ْم‬
‫ض‬ ‫شفَعُ لَ ُك ْم إِلَى َرِّب ُك ْم‪ ،‬فَ َيقُو ُل َب ْع ُ‬ ‫ون إِلَى َم ْن َي ْ‬ ‫يه‪ ،‬إِلَى َما َبلَ َغ ُك ْم؟ أَالَ تَ ْنظُُر َ‬ ‫ِف ِ‬
‫ش ِر‪َ ،‬خلَقَ َك اللا ُه ِب َي ِد ِه‪،‬‬‫الب َ‬
‫ت أ َُبو َ‬ ‫آد ُم أَ ْن َ‬
‫ون‪َ :‬يا َ‬ ‫آد ُم فَ َيأْتُوَن ُه فَ َيقُولُ َ‬
‫اس‪ :‬أ َُبو ُك ْم َ‬ ‫ال ان ِ‬
‫شفَعُ لَ َنا‬ ‫الج ان َة‪ ،‬أَالَ تَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وَنفَ َخ ِف َ ِ‬
‫َس َك َن َك َ‬‫س َج ُدوا لَ َك‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫المالَ ئ َك َة فَ َ‬
‫َم َر َ‬ ‫يك م ْن ُروحه‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْب‬ ‫ض ًبا لَ ْم َي ْغ َ‬
‫ب َغ َ‬ ‫إِلَى َرِّب َك‪ ،‬أَالَ تََرى َما َن ْح ُن فيه َو َما َبلَ َغ َنا؟ فَ َيقُو ُل‪َ :‬رِّبي َغض َ‬
‫ص ْيتُ ُه‪َ ،‬ن ْف ِسي َن ْف ِسي‪،‬‬ ‫ب َب ْع َدهُ ِم ْثلَ ُه‪َ ،‬وَن َه ِاني َع ِن ال ا‬
‫ش َج َرِة فَ َع َ‬ ‫ضُ‬ ‫قَ ْبلَ ُه ِم ْثلَ ُه‪َ ،‬والَ َي ْغ َ‬
‫ْه ُبوا إِلَى َغ ْي ِري‪.)1( »...‬‬ ‫اذ َ‬

‫(‪ )1‬سبق تخريجه‪ ،‬حاشية ‪.44‬‬


‫‪5515‬‬

‫المبحث السادس‬
‫القول بالحلول‬
‫من األخطاء العقدية التي اشتمل عليها كتاب المندائيين ال ُـمقَ َّـدس "كن از ربا" القول‬
‫وج َّـل‪ -‬في بثاهيل حيث جاء في كن از ربا‪ -‬يمين‪ ،‬الكتاب‬ ‫بحلول رحمة اهلل‪َ -‬ع َّـز َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫السادس‪ -‬التسبيح الثالث ما نصه‪ :‬قال يهانا لبثاهيل ‪.‬‬
‫الحي حالَّةا فيك‪ ،‬وفي األثر؛ هبيك‪ ،‬الذ؛ هوصاك وهرسلك‪...‬‬ ‫ِّ‬ ‫لقد كانت رحمة‬
‫والى هنا هوصلك‪.‬‬
‫الحي حالَّةا فيك إشارة إلى نظرية الحلول التي تعني‪ -‬كما‬ ‫ِّ‬ ‫فقوله‪ :‬لقد كانت رحمة‬
‫ـج ْر َجاني‪ :-‬اتحاد الجسمين بحيث تكون اإلشارة إلى هحدهما إشارة إلى‬ ‫يقول ال ُ‬
‫محًل‬
‫حاال‪ ،‬والمسر؛ فيه ا‬ ‫في َس َّمى السار؛‪ :‬ا‬
‫اآلخر‪ ،‬كحلول ماء الورد في الورد‪ُ ،‬‬
‫(‪.)3‬‬
‫فالشيء المًلحظ والذ؛ يثير االنتباه هو وجود توافق غريب وتطابق بين‬
‫هصحاب الملل والمذاهب الباطلة‪ ،‬في كثير من المسائل العقدية الجوهرية‪ ،‬التي‬
‫تؤكد بدورها على صدق المقولة المعروفة في اإلسًلم هن الكفر ملة واحدة‪ ،‬وهن‬
‫مصدر الباطل واحد مهما تغيرت هسماء تلك الفرق وتبدلت هلقابها ‪ ،‬ومن العقائد‬
‫الباطلة الموجودة عند معظم المذاهب الفكرية الهدامة القديمة و المعاصرة‪ ،‬عقيدة‬
‫الحلول واالتحاد‪ ،‬فالنصارى يقولون بحلول الًلهوت(‪ )4‬في الناسوت(‪ ،)5‬ه؛‬
‫حلول الذات اإللهية في جسد المسيح عيسى بن مريم عليه السًلم‪ ،‬واليهود‬
‫يقولون بالحلول اإللهي في إسرائيل وفي شعبه المختار وهحيانا في األرض‬
‫المقدسة التي يدعون هن اهلل تعالى وعدهم بها‪ ،‬واألمر لم يقف على اليهود‬

‫(‪ )1‬يعنون به النبي يحيي‪ -‬عليه السالم‪ -‬فهرس مصطلحات كن از ربا‪ -‬يمين ص ‪.312‬‬

‫(‪ ) 2‬مالك أثري يمثل الحياة الرابعة‪ ،‬شارك في عملية الخلق والتكوين‪ .‬فهرس مصطلحات كن از ربا‪ -‬يمين ص ‪.315‬‬

‫(‪)3‬التعريفات‪ ،‬الجرجاني‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫(‪ ) 4‬كلمة سريانية بمعنى األلوهية‪ ،‬وقيل أصله اله بمعنى إله زيدت فيه الواو والتاء‪.‬‬

‫(‪ ) 2‬الناسوت‪ :‬كلمة سريانية األصل ومعناها‪ :‬طبيعة اإلنسان‪ .‬وقيل‪ :‬أصلها الناس زيد في آخرها واو وتاء مثل ملكوت‬

‫وجبروت‪.‬‬
‫‪5511‬‬
‫والنصارى فقط بل وصل إلى هن يقول الشيعة الرافمة بحلول اإلله في علي‬
‫رمي اهلل عنه كالسبئية‪ ،‬هو في األئمة االثني عشرية من بعده‪.‬‬
‫واألمر يستدعي منا بالمرورة التعرف على المصطلحات التالية‪ :‬الحلول –‬
‫االتحاد – وحدة الوجود‪.‬‬
‫الحلول‪:‬‬
‫حاصًل في الشيء ومختصاا‬ ‫ا‬ ‫عرفه هبو البقاء الحنفي بقوله‪ :‬هو هن يكون الشيء‬ ‫َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫تقديرا‪.‬‬
‫به بحيث تكون اإلشارة إلى هحدهما إشارة إلى اآلخر تحقيقاا هو ا‬
‫والحلول نوعان‪ :‬عام وخاص‪ ،‬فالعام‪ -‬كما يقول ابن تيمية‪ :-‬كالذين يقولون َّ‬
‫إن‬
‫حال في كل مكان‪ ..‬والخاص‪ :‬كالذين يقولون بالحلول‪ ..‬في بعض ههل‬ ‫اهلل بذاته ٌّ‬
‫البيت كعلي وغيره‪ ،‬مثل النصيرية وهمثالهم‪ ،‬هو بعض ممن ينتسب إلى ههل‬
‫البيت كالحاكم وغيره‪.)2( ...‬‬
‫االتحاد‪:‬‬
‫عرفه الكاشاني بأنه‪« :‬شهود الوجود الحق الواحد المطلق الذ؛ الكل به موجود‬
‫بالحق‪ ،‬فيتحد به الكل من حيث كون كل (شيء) موجودا به معدوما بنفسه‪ ،‬ال‬
‫من حيث هن له وجودا خاصا اتَّحد به‪ ،‬فإنه محال"(‪.)3‬‬
‫وقد قسم شيخ اإلسًلم االتحاد إلى قسمين‪ ،‬اتحاد عام ‪ ،‬واتحاد خاص وعرفا كًلا‬
‫(‪)4‬‬
‫منهم‬
‫وقد اختلفت هقوالهم في بيان الفرق بين االتحاد والحلول‪.‬‬
‫‪-‬فمنهم من جعل الحلول بمعنى االتحاد‪ ،‬فاالتحاد عندهم هو حلول اهلل بخلقه‪،‬‬
‫والحلول عندهم هو اتحاد اهلل بخلقه (‪.)5‬‬
‫بتنزل اهلل(تعالى)‪ ،‬فيحل في بعض‬ ‫‪ -‬ومنهم من رهى هن الحلوليين يقولون ُّ‬
‫المصطفين من عباده‪ ،‬على حين يقول االتحاديون إن هؤالء المصطفين يرتفعون‬

‫(‪ )1‬الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللُّغوية‪ ،‬أبو البقاء الحنفي‪ ،‬ص ‪.395‬‬

‫بدل دين المسيح‪ ،‬ابن تيمية‪.91 / 1 ،‬‬


‫(‪ )2‬الجواب الصحيح لمن ّ‬
‫(‪ )3‬معجم اصطالحات الصوفية‪ ،‬الكاشاني‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫(‪ )4‬مجموع الفتاوى‪ ،‬ابن تيمية‪.152/2، ،‬‬

‫(‪ ) 2‬عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية‪ ،‬أحمد بن عبد العزيز القصير‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪5511‬‬
‫بنفوسهم‪ ،‬ويسمون بأرواحهم إلى حمرة الذات العلية حتى تفنى فيه هو تتحد به‬
‫ممتزجة (‪.)1‬‬
‫‪-‬ومنهم من بين الفرق بينهما بمرب مثل لكل منهما‪ ،‬فمثَّل الحلول بحلول الماء‬
‫في اإلناء‪ ،‬ومثَّل االتحاد باختًلط الماء واللبن (‪.)2‬‬
‫ومن الممكن هن نستنبط الفرق من هذا المثال بأن الحلول هو دعوى هن يحل‬
‫الخالق(تعالى) بالمخلوق من غير امتزاج‪ ،‬بل يكون المخلوق ظرف ا للخالق‪ ،‬فتبقى‬
‫للخالق خاصيَّته وربوبيته‪ ،‬وتبقى في المخلوق خاصيَّته‪ ،‬تعالى اهلل عما يقول‬
‫الظالمون علوا كبي ار‪.‬‬
‫هما االتحاد فهو دعوى االمتزاج واالختًلط بين الخالق والمخلوق‪ ،‬فتمتزج الذاتان‪،‬‬
‫وتبطل خواصهما‪ ،‬فتصير ذاتاا واحدةا (‪ ،)3‬تعالى اهلل وتقدس عن قولهم‪.‬‬
‫تعقيب‬
‫والحلول واالتحاد بنوعيه ال يجوز على اهلل‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وَال‬
‫ون﴾‬ ‫سلِ ُم َ‬ ‫ْم ُرُكم ِبا ْل ُك ْف ِر َب ْع َد إِ ْذ أَنتُم ُّم ْ‬ ‫ْم َرُك ْم أَن تَتا ِخ ُذوا ا ْل َم َال ِئ َك َة َوال ان ِب ِّي َ‬
‫ين أ َْرَب ًابا أ ََيأ ُ‬ ‫َيأ ُ‬
‫(‪ ،)4‬يقول اإلمام القرطبي‪-‬رحمه اهلل تعالى – في تفسير هذه اآلية" هَن تَتَّ ِخ ُذوا "‬
‫ه؛ بأن تتخذوا والمًلئكة والنيين هربابا ‪ ،‬وهذا موجود في النصارى يعظمون‬
‫األنبياء والمًلئكة حتى يجعلوهم لهم هربابا‬
‫هيأمركم بالكفر بعد إذ هنتم مسلمون على طريق اإلنكار والتعجب ; فحرم اهلل‬
‫تعالى على األنبياء هن يتخذوا الناس عبادا يتألهون لهم ولكن هلزم الخلق حرمتهم‬
‫(‪ .)5‬وقد ثبت عن النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬هنه قال ‪ :‬ال يقولن هحدكم‬
‫عبد؛ وهمتي وليقل فتا؛ وفتاتي وال يقل هحدكم ربي وليقل سيد؛ ‪ .‬وفي‬
‫التنزيل اذكرني عند ربك ‪.)1( .‬‬

‫(‪ )1‬الصوفية معتقدا ومسلكا‪ ،‬صابر طعيمة‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫(‪ )2‬مجموع الفتاوى ابن تيمية‪ ،152/2 ،‬والجواب الصحيح‪ ،491/3 ،‬والكليات‪ ،‬أبو البقاء الحنفي‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫(‪ )3‬عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية‪ ،‬ص‪.42‬‬

‫(‪ )4‬آل عمران‪.25 :‬‬

‫(‪ )2‬الجامع ألحكام القرآن القرطبي ‪ ،‬المجلد الثاني ص‪135‬‬

‫(‪ ) 1‬رواه البخاري في كتاب العتق باب الكراهية والتطاول علىالرقيق حديث رقم ‪2222‬‬
‫‪5511‬‬
‫ألن الكًلم في‬ ‫يحل في مخلوقاته‪ ،‬فكذلك صفاته َّ‬ ‫وج َّـل‪ -‬ال ُّ‬ ‫واذا كان اهلل‪َ -‬ع َّـز َ‬
‫الصفات كالكًلم في الذات‪ ،‬وهذا من قواعد ههل السنة والجماعة‪ ،‬يقول‪ :‬علو؛‬
‫بن عبد القادر السقاف‪ :‬القاعدة الثالثة عشرة‪ :‬الكًلم في الصفات كالكًلم في‬
‫هن ذاته حقيقية ال تشبه الذوات‪ ،‬فهي متصفة بصفات حقيقية ال‬ ‫الذات‪ .‬فكما َّ‬
‫هن إثبات الذات إثبات وجود ال إثبات كيفية‪ ،‬كذلك إثبات‬ ‫تشبه الصفات‪ ،‬وكما َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الصفات‪.‬‬
‫وج َّـل‪ -‬هو صفاته في مخلوقاته‬ ‫هن القول بحلول اهلل‪َ -‬ع َّـز َ‬ ‫نلخص من هذا إلى َّ‬
‫باط ٌل‪ ،‬وهو قو ٌل على اهلل بًل علم‪ ،‬وهو نظير الشرك به‪ -‬سبحانه‪ -‬قال تعالى‪:‬‬
‫ق‬ ‫ش َما ظَ َه َر ِم ْن َها َو َما َبطَ َن َو ِْ‬
‫اإل ثْ َم َوا ْل َب ْغ َي ِب َغ ْي ِر ا ْل َح ِّ‬ ‫اح َ‬‫﴿ ُق ْل إِناما ح ارم رِّبي ا ْلفَو ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون﴾‬ ‫س ْلطَا ًنا َوأَن تَقُولُوا َعلَى الله َما َال تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ش ِرُكوا ِباللاه َما لَ ْم ُي َنز ْل به ُ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َوأَن تُ ْ‬
‫(‪.)2‬‬

‫وجـ ال الواردة في الكتاب والسنة‪ ،‬علوي بن عبد القادر السقاف‪ ،‬ص ‪.22-25‬‬
‫(‪ )1‬صفات اهلل َع اـز َ‬
‫(‪ )2‬األعراف‪.33 :‬‬
‫‪5511‬‬
‫نتائج الدراسة‬
‫كشفت الدراسة عن العديد من النتائج من ههمها ما يأتي‪:‬‬
‫هن المندائيين فرقة من فرق الصابئة‪ ،‬وهنهم من ههل الكتاب‪.‬‬ ‫‪َّ .1‬‬
‫بأن المًلئكة هي التي خلقت آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬باطل‪ ،‬ألنه‬ ‫هن القول َّ‬ ‫‪َّ .2‬‬
‫قدح في الربوبية‪ ،‬التي تعني إفراد اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬بالخلق والملك‬ ‫ٌ‬
‫والتدبير‪.‬‬
‫بأن المًلئكة هي التي نفخت في آدم من روحها يتعارض مع‬ ‫هن القول َّ‬ ‫‪َّ .3‬‬
‫الكتاب وصحيح السنة اللذين يثبتان َّ‬
‫هن النفخة إلهية ال مًلئكية‪.‬‬
‫بأن المأمورين بالسجود آلدم عليه السًلم‪ -‬هم مًلئكة النار‬ ‫هن القول َّ‬ ‫‪َّ .4‬‬
‫دون غيرهم باطل ينقصه الدليل ويفتقر إلى الحجة‪ ،‬ومعارض لنصوص‬
‫هن األمر اإللهي بالسجود آلدم‪-‬عليه السًلم‪-‬‬ ‫القرآن والسنة اللذين يثبتان َّ‬
‫شمل جميع المًلئكة‪.‬‬
‫هن السجود كان آلدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬دون حواء‪.‬‬ ‫‪َّ .5‬‬
‫هن إظهار آدم‪ -‬عليه السًلم‪ -‬بمظهر المتسخط من قماء اهلل وقدره‪،‬‬ ‫‪َّ .1‬‬
‫ومخالف لما كان عليه األنبياء جميعهم‪ -‬صلوات اهلل‬ ‫ٌ‬ ‫الجاهل بربه باط ٌل‬
‫عليهم هجمعين بما فيهم آدم‪ -‬من الطاعة وحسن االمتثال هلل‪َ -‬ع َّـز‬
‫وج َّـل‪ -‬والرما بقمائه‪ ،‬فهم صفوة الخلق هجمعين‪ ،‬والمؤهلين‪ -‬دون بقية‬ ‫َ‬
‫البشر‪ -‬لحمل رسالة رب العالمين‪.‬‬
‫وج َّـل‪ -‬تحل في المخلوقين باط ٌل (بمعنى‬ ‫بأن رحمة اهلل‪َ -‬ع َّـز َ‬‫هن القول َّ‬ ‫‪َّ .2‬‬
‫التجسد اإللهي) فاهلل‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬ال يحل بذاته وال بصفاته في‬
‫كائنا من كان‪.‬‬
‫هحد من مخلوقاته ا‬
5511
Study results
The study revealed many of the results, the most important of
which are the following:
- The Mandaean are a band of Sabians, and they are the
people of the Book
- It is not permissible to describe God as old or eternal
because this description is not mentioned in the Holy Quran
or in the sunnah, and God can only describe what he
described himself in his book, or in the words of his Prophet,
peace be upon him. The obligations that follow that
description are null and void.
- To say that it was the angels who created Adam is false,
because he is a mug in the riba, which means the singling out
of God by creation, king and management.
- To say that it is the angels who have blown in Adam from
her soul is contrary to the Book and the sunnah, which prove
that the murmur is divine, not angelic.
- To say that those who are commanded by the prostration of
Adam are the angels of fire are the only ones who are false
and lacking evidence, and are opposed to the texts of the
Qur'an and sunnah, which prove that the divine command of
prostration to Adam included all Angels.
- That prostration was for Adam without Eve.
- To show Adam as indignant of God's judgment and destiny,
ignorant of his God, is false and contrary to what all the
prophets were - the prayers of All Allah- Azzojal - on them,
including Adam - of obedience, good compliance with Allah
and satisfaction with his judgment, They are the whole and
qualified elite of creation , without the rest of humanity, to
carry the message of the Lord of the Worlds.
- To say that The Mercy of God - Azzojal - is solved in the
two creatures is false, for God does not solve by himself or
his attributes in one of his creatures, whoever he is .
‫‪5511‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -‬األديان والمذاهب بالع ارق‪ .‬رشيد الخيون‪ ،‬ط‪ ،2‬بغداد‪ :‬مكتبة الفكر الجديد‪،‬‬
‫منشورات الجمل‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬األسماء والصفات‪ .‬البيهقي‪ ،‬هبو بكر هحمد بن الحسين‪ ،‬تحقيق ‪:‬عبد اهلل بن‬
‫محمد الحاشد؛‪ ،‬ط‪ ،1‬جدة‪ :‬مكتبة السواد؛‪ 1413 ،‬هـ ‪ 1993 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬التحرير والتنوير‪ .‬بن عاشور‪ ،‬محمد الطاهر بن محمد‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬تونس‪ :‬الدار‬
‫التونسية للنشر‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬التعريفات‪ .‬الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد‪ ،‬مبطه وصححه جماعة من العلماء‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1403 ،‬ه‪1993-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الجامع ألحكام القرآن‪ .‬القرطبي‪ ،‬هبو عبد اهلل محمد بن هحمد‪ ،‬دار الفكر‬
‫بيروت ‪1415‬هـ ‪1995‬م‬
‫‪ -‬الجواب الصحيح لمن بدال دين المسيح‪ .‬ابن تيمية‪ ،‬هحمد بن عبد الحليم بن‬
‫عبد السًلم‪ ،‬تحقيق‪ :‬على بن حسن عبد العزيز بن إبراهيم وآخرون‪ ،‬ط‪:2‬‬
‫الرياض‪ :‬دار العاصمة‪1419 ،‬ھ‪1999-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الجواهر الحسان في تفسير القرآن‪ .‬الثعالبي‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫الشيخ محمد علي معوض وآخرون‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫‪ 1419‬هـ‪.‬‬
‫اآلجِّر؛ُّ‪ ،‬هبو بكر محمد بن الحسين‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور عبد اهلل بن‬
‫‪ -‬الشريعة‪ُ .‬‬
‫عمر بن سليمان الدميجي‪ ،‬ط‪ ،2‬الرياض ‪:‬دار الوطن‪ 1420 ،‬هـ ‪ 1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الصابئة المندائيون‪ .‬سلين برنجي‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار الكنوز األدبية‪،‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الصفات‪ .‬الدار قطني‪ ،‬هبو الحسن علي بن عمر‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد اهلل الغنيمان‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬المدينة المنورة‪ :‬مكتبة الدار‪ 1402 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -‬الصوفية معتقدا ومسلكا‪ .‬صابر طعيمة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الجيل‪1995 ،‬م‬
‫‪ -‬العظمة‪ .‬هبِي الشيخ األصبهاني‪ ،‬هبو محمد عبد اهلل بن محمد‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫رماء اهلل بن محمد إدريس المباركفور؛‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ :‬دار العاصمة‪،‬‬
‫‪1409‬ه‪.‬‬
‫‪5511‬‬
‫‪ -‬الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللُّغوية‪ .‬الكفو؛‪ ،‬هيوب بن موسى‬
‫الحسيني القريمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عدنان درويش‪ ،‬وآخرون‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ .‬بن عطية‪ ،‬هبو محمد عبد الحق بن‬
‫غالب‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السًلم عبد الشافي محمد‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1422‬ھ‪.‬‬
‫‪ -‬المستدرك على الصحيحين‪ .‬الحاكم‪ ،‬هبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1411 ،‬ه –‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشارة إلى مذهب أهل الحق‪ .‬هبو اسحاق الشيراز؛‪ ،‬إبراهيم بن علي بن‬
‫يوسف‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد السيد الجليند‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬القاهرة‪ :‬المجلس األعلى للشئون‬
‫اإلسًلمية‪1420 ،‬ھ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ .‬مرتمى الزبيد؛‪ ،‬هبو الفيض محمد بن‬
‫محمد‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الهداية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير القرآن العظيم‪ .‬ابن كثير‪ ،‬هبو الفداء إسماعيل بن عمر‪ ،‬تحقيق‪ :‬سامي‬
‫بن محمد سًلمة‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ :‬دار طيبة‪1420 ،‬هـ ‪ 1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تيسير التفسير‪ .‬إبراهيم القطان‪ ،‬قام على مراجعته ومبطه‪ :‬عمران هحمد هبو‬
‫حجلة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬األردن‪ :‬طُبع بمطابع الجمعية العلمية الملكية‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تهذيب التهذيب‪ .‬ابن حجر‪ ،‬ط‪ ،1‬الهند‪ :‬مطبعة دائرة المعارف النظامية‪،‬‬
‫‪1321‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ .‬الطبر؛‪ ،‬هبو جعفر محمد بن جرير‪ ،‬المحقق ‪:‬‬
‫هحمد محمد شاكر‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ 1420 ،‬هـ ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬جامع التحصيل في أحكام المراسيل‪ .‬العًلئي‪ ،‬صًلح الدين هبو سعيد خليل‬
‫بن كيكلد؛‪ ،‬المحقق‪ :‬حمد؛ عبد المجيد السلفي‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ :‬عالم الكتب‪،‬‬
‫‪1402‬ه – ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ -‬حادي األرواح إلى بالد األفراح‪ .‬ابن القيم‪ ،‬محمد بن هبي بكر بن هيوب‪ ،‬د‪.‬‬
‫ط‪ ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة المدني‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪5511‬‬
‫‪ -‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني‪ ،‬األلوسي‪ ،‬شهاب‬
‫الدين محمود بن عبد اهلل الحسيني‪ ،‬المحقق‪ :‬علي عبد البار؛ عطية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ 1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬سلم الوصول إلى طبقات الفحول‪ .‬حاجي خليفة‪ ،‬مصطفى بن عبد اهلل‬
‫القسطنطيني‪ ،‬المحقق‪ :‬محمود عبد القادر األرناؤوط‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬إسطنبول‪ :‬مكتبة‬
‫إرسيكا‪ 2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة‪ .‬الًللكائي‪ ،‬هبو القاسم هبة اهلل بن‬
‫الحسن‪ ،‬تحقيق‪ :‬هحمد بن سعد بن حمدان الغامد؛‪ ،‬ط‪ ،9‬الرياض‪ :‬دار طيبة‪،‬‬
‫‪1423‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح البخاري‪ .‬البخار؛‪ ،‬محمد بن إسماعيل‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار طوق‬
‫النجاة‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح مسلم‪ .‬مسلم بن الحجاج‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬د‪ .‬ط‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬صفة الجنة‪ .‬هبو نعيم األصبهاني‪ ،‬هحمد بن عبد اهلل بن هحمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي‬
‫رما عبد اهلل‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬دمشق‪ :‬الناشر ‪:‬دار المأمون للتراث‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية‪ .‬القصير‪ ،‬هحمد بن عبد العزيز‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫الرياض‪ :‬مكتبة الرشد‪1424 ،‬ه‪2003 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ .‬ابن حجر‪ ،‬هبو الفمل هحمد بن علي‪ ،‬د‪.‬‬
‫ط‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪1329 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬هبو الفمل محمد بن مكرم‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪ :‬دار‬
‫صادر‪ 1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مجموع الفتاوي‪ .‬ابن تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن قاسم‪ ،‬د‪ .‬ط‪،‬‬
‫المدينة النبوية‪ :‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪1411 ،‬ھ‪-‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معجم اصطالحات الصوفية‪ .‬الكاشاني‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬تحقيق وتقديم وتعليق‪ :‬د‪.‬‬
‫عبد العال شاهين‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬دار المنار‪1413 ،‬ه ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مفاتيح الغيب = التفسير الكبير‪ .‬فخر الدين الراز؛‪ ،‬هبو عبد اهلل محمد بن‬
‫عمر‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ 1420 ،‬هـ‪.‬‬

You might also like