You are on page 1of 170

‫تقرير جمموعة من احباث الليالي الفاطمية‬

‫مساحة الشيخ زمان احلسناوي(حفظه اهلل)‬


‫ب ِْس ِم َ ِ‬
‫اّلل َالر ْ ْح َٰم ِن َالر ِح ِي‬

‫ُك أَ ْم ٍر ْح ِك ٍي ﴾‬
‫﴿ ِفهيْا يُ ْف ْر ُق ُ ُّ‬

‫ادلخان)‪(4‬‬
‫الفهرس‬
‫الفصل االول ‪ :‬من فضائل الزهراء (عليها السالم) في القرآن الكريم‪..............‬‬
‫‪ -‬من سر عظمة الزهراء (عليها السالم) العلم المؤتى لها من هللا‪.‬‬
‫‪ -‬فقرة في زيارتها" وارخيت دونها حجاب النبوة "‬
‫‪ -‬مصحفها(عليها السالم) ومسألة نزول المالئكة والروح عليها‪.‬‬
‫‪ -‬دورها (عليها السالم) االلهي في حفظ الشريعة الخاتمة‪.‬‬
‫‪ -‬الزهراء (عليها السالم) هي مريم الكبرى‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬توضيح بعض الحقائق في خطبتها (عليها السالم) الكونية‬


‫الشريفة ‪..............................................................................‬‬
‫‪ -‬معرفة الزهراء (عليها السالم) طريق لتكامل‬
‫‪ -‬الزهراء (عليها السالم) من مصاديق الذكر الكثير‪.‬‬
‫‪ -‬ثقافة الهداية وكون النبي(ص) هو الهادي ‪.‬‬
‫‪ -‬السنيات االنحراف بعد النبي(ص)‪.‬‬
‫‪ -‬ازالت الحرم التي ادت الى التعدي على حرمة الزهراء (عليها السالم) وتلك المراحل‪.‬‬
‫الفصل االول‪........‬‬
‫‪‬البحث االول‬
‫سر التفاضل بين الناس في القران الكريم هو العلم‬
‫وسر تفضيل الزهراء(ع) العلم المؤتى لها من هللا تعالى‬
‫مقدمة‬

‫🔍 هناك سؤال مهم‪ :‬ما هو سر التفاضل بين الناس وما هو سر تفضيل اهل البيت(ع) على‬
‫غيرهم؟‬

‫ضْلنا ب ْعضهُ ْم على ب ْعض ِّم ْنهُم َّمن كلَّم اللَّهُ ورفع ب ْعضهُ ْم درجات‬ ‫قال تعالى‪ ﴿:‬تِْلك ُّ‬
‫الر ُس ُل ف َّ‬
‫﴾البقرة‪. 253:‬‬

‫لو لم يكن لألمر ثمرة عقائدية لما فضل البعض على االخر‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ولق ْد ف َّ‬
‫ضْلنا ب ْعض‬
‫النبِيِّين على ب ْعض‪﴾ ...‬االسراء‪.55:‬‬
‫َّ‬

‫ان هلل سنة في تكامل االنسان واول درجة هي العبودية ثم النبوية ثم الرسالة‪-‬كل رسول نبي‬
‫وليس بضرورة كل نبي رسول‪-‬وفي نفس النبوة والعبودية توجد درجات الن على اساس هذه‬
‫الدرجات يكون التفضيل والتميز‪.‬‬

‫فالقران يبين لنا ميزان االلهي بين البشر وليس الميزان البشري الذي نحن البشر ُنقيم بعضنا‬
‫البعض من خالله‪.‬‬

‫🔍 والبحث بثالثة محاور‪:‬‬

‫نكشف التفاضل بين الناس بالميزان البشري‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫من هم الذين فضلهم اهلل ونضعهم بالميزان االلهي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫صاحب المقام االفضل يحكم من دونه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬


‫‪ ‬المعيار البشرية في التفضل‬
‫االمة بعد وفاة الرسول (ص)وضعت موازين جديدة وهناك فرق بين الطرح المنهجي وبين‬
‫الوهمي (الميزان الخاطئ)‪ ,‬ومن هذه المعاير التي سنت من قبل البشر‪:‬‬

‫‪ .1‬معيار السن‬

‫لماذا قدم على امير المؤمنين(ع) غيره‪ ,‬الن حجتهم ان االمام (ع) أصغرهم سننا وباعتقادهم‬
‫ان كلما كان الخليفة أكبر سننا كانت خبرته أكبر ولكن هل هذا هو الميزان القرآني‪.‬‬

‫وح اْلقُ ُد ِ َّ‬


‫س أف ُكلما جاء ُك ْم ر ُسول بِما ال ت ْهوى أنفُ ُس ُك ُم ْ‬
‫است ْكب ْرتُ ْم فف ِر ً‬
‫يقا‬ ‫َّدناهُ بِ ُر ِ‬
‫يقول تعالى‪ ....﴿ :‬وأي ْ‬
‫يقا ت ْقتُلُون﴾ البقرة (‪ ,)87‬اهلل يخبرنا ان عيسى ابن مريم(ع)اتاه اهلل الكتاب وهو في‬ ‫ك َّذ ْبتُ ْم وف ِر ً‬
‫المهد‪ ,‬بينما كان هناك من هم أكبر منه سننا فلما لم يختاروا حسب هذا المصداق ؟؟؟‬

‫يه ِمن ب ْع ِد ما جاءك ِمن اْل ِعْلِم فقُ ْل تعال ْوا ن ْدعُ أ ْبناءنا وأ ْبناء ُك ْم‬
‫اجك ِف ِ‬
‫قال تعالى‪ ﴿ :‬فم ْن ح َّ‬
‫ونِساءنا ونِساء ُك ْم وأنفُسنا وأنفُس ُك ْم ثَُّم ن ْبت ِه ْل فن ْجعل لَّ ْعنت اللَّ ِه على اْلك ِاذبِين﴾ آل عمران(‪.)61‬‬

‫حادثة المباهلة الكل يعترف بحصولها والرسول (ص) يحتج بأطفال (الحسن والحسين (ع)‬
‫وبمرآة كالزهراء (ع) وبعلي الذي وصفه (ص) بنفسه بأحقية االسالم وصدق دعوته‪ ,‬بينما كان‬
‫هناك االالف من الصحابة من كبار السن لماذا لم يستعن بهم ليحتج بهم على اليهود ؟؟‬

‫االمام الجواد(ع) الكل يعترف بإمامته من المعتدلين من المسلمين مع ان عمره الشريف كان‬
‫ثمانية سنين قاد امة االسالم‪ .‬فالقران ال يأخذ السن كمعيار‪....‬‬

‫‪ .2‬معيار الصحبة‬

‫هذا المعيار معيار بشري نابع من المصلحة الشخصية‪ ,‬في الظاهر كتسمية هو جميل لكن‬
‫نالحظ انه استخدم واستفادت منه فئة من الصحابة دون اخرى‪ ,‬عمار ابن ياسر كان صحابي‬
‫لماذا لم يطلب بدمه؟ ابو ذر لماذا اخرج من داره الى الرميثية؟ عبد اهلل ابن مسعود من كسر‬
‫اضالعه وغيرهم من الصحابة او ليسوا صحابه ؟؟‬
‫ض ُم ْف ِس ِدين﴾ الشعراء (‪ ,)183‬لذا‬
‫الناس أ ْشياء ُه ْم وال ت ْعثوا ِفي ْاْل ْر ِ‬
‫ْ‬ ‫قال تعالى‪ ﴿ :‬وال ت ْبخ ُسوا َّ‬
‫يجب ان يعطى كل صاحب حق حقه وليعرف كل انسان درجته ومقامه ويعامل على اساسه‪.‬‬

‫ضوا إِل ْيها وترُكوك قائِ ًما ُق ْل ما ِعند اللَّ ِه خ ْير ِّمن‬
‫قال تعالى ‪ ﴿:‬وِاذا أر ْوا تِجارًة أ ْو ل ْه ًوا انف ُّ‬
‫الرِازِقين﴾ الجمعة(‪ ,)11‬فهذه اآلية واضحة في ذم من كانوا‬ ‫ارة واللَّ ُه خ ْي ُر َّ‬
‫اللَّ ْه ِو و ِمن التِّج ِ‬

‫يصلون خلف النبي (ص) واهلل يقول تركوه "قائما" اي لم يتموا الصالة وتركوه فاْلمر اسوء‪ ,‬او‬
‫ليسوا كانوا صحابه؟ واهلل يقول لهم ان ما عنده ‪-‬عز وجل ‪-‬خير مما انصرفت قلوبكم اليه‪ .‬ولكن‬
‫في اية اخرى ينبه اهلل عن الجانب االخر ممن هم فعال يستحقون مقام الرفعة‪.‬‬

‫اه ْم ُرَّك ًعا ُس َّج ًدا‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ َّ ِ‬


‫تر ُ‬ ‫اء على اْل ُك َّف ِار ُرحم ُ‬
‫اء ب ْينهُ ْم‬ ‫وقوله تعالى‪ُّ ﴿:‬مح َّمد َّر ُسو ُل الله والذين معهُ أش َّد ُ‬
‫ِفي التَّ ْورِاة ومثلُهُ ْم‬ ‫ود ذلِك مثلُهُ ْم‬ ‫ُّج ِ‬ ‫يبت ُغون فض ًال ِّمن اللَّ ِه وِرضو ًانا ِسيم ِ‬
‫اه ْم في ُو ُجو ِه ِهم ِّم ْن أث ِر الس ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِلي ِغيظ بِ ِه ُم اْل ُك َّفار‬ ‫الزَّراع‬‫ب ُّ‬ ‫ِ‬
‫استوى على ُسوِقه ُي ْع ِج ُ‬ ‫است ْغلظ ف ْ‬
‫طأهُ فآزرهُ ف ْ‬
‫يل كزْرع أ ْخرج ش ْ‬ ‫نج ِ‬ ‫ِفي ِْ‬
‫اْل ِ‬

‫يما﴾الفتح (‪,)29‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعد اللَّه الَّ ِذين آم ُنوا وع ِملُوا َّ ِ ِ ِ‬
‫الصالحات م ْنهُم َّم ْغفرةً وأ ْج ًار عظ ً‬ ‫ُ‬

‫الزكاة و ُهم ر ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬


‫اك ُعون﴾‬ ‫ْ‬ ‫الصالة وُي ْؤتُون َّ‬ ‫وقوله‪ ﴿:‬إَِّنما ولُِّي ُك ُم اللهُ ور ُسولُهُ والذين آم ُنوا الذين ُيق ُ‬
‫يمون َّ‬
‫المائدة (‪ ,)55‬والكل يعلم من هم المقصودين بهذه اآليات‪ ,‬وهذا هو الفارق بين ال بيت النبي‬
‫(ع) وعموم المسلمين‪ .‬فاهلل لم يرفع بيت علي (ع) دون اخر عبثًا –تعالى علوا كبير‪-‬فلهذه‬
‫الرفعة سبب وأثر‪.‬‬

‫ِّح ل ُه ِفيها بِاْل ُغ ُد ِّو و ْاآلص ِ‬


‫ال﴾‬ ‫اس ُمهُ ُيسب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫وقوله تعالى‪ ﴿:‬في ُب ُيوت أذن الل ُه أن تُْرفع وُي ْذكر فيها ْ‬
‫النور (‪.)36‬‬

‫📚 روى العالمة االلوسي في تفسيره عن ابن مرد ويه‪ ,‬عن أنس بن مالك‪ ,‬وعن بريدة قاال‪:‬‬
‫ق أر رسول اهلل (ص) هذه اآلية‪" :‬في بيوت اذن اهلل" الى قوله‪ " :‬و ْاآلص ِ‬
‫ال " فقال إليه رجل فقال‪:‬‬
‫يا رسول اهلل أي البيوت هذه؟ قال‪ :‬بيوت االنبياء‪.‬‬
‫فقام أليه أبو بكر فقال‪ :‬يا رسول اهلل هذا البيت منها‪-‬بيت علي وفاطمة ‪-‬؟‬
‫(‪)1‬‬
‫قال (ص)‪ :‬نعم من أفاضلها‪.‬‬

‫ــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫روح المعاني ج ‪ 18‬ص ‪.157‬‬
‫‪.3‬امهات المؤمنين‬

‫القران يقر ان نساء االنبياء ليسن معيار فأعطانا مثال نساء لنبيان هما لوط ونوح (ع)‪.‬قال‬
‫ام أرت لُوط كانتا ت ْحت ع ْبد ْي ِن ِم ْن ِعب ِادنا‬ ‫ام أرت ُنوح و ْ‬
‫َِّّ ِ‬ ‫َّ‬
‫تعالى‪﴿:‬ضرب اللهُ مث ًال للذين كف ُروا ْ‬
‫اخلِين﴾ التحريم(‪.)10‬‬ ‫الد ِ‬ ‫اهما فل ْم ُي ْغ ِنيا ع ْنهُما ِمن اللَّ ِه ش ْيًئا وِقيل ْاد ُخال َّ‬
‫النار مع َّ‬ ‫ِ‬
‫صالح ْي ِن فخانت ُ‬

‫وبالمقابل ضرب اهلل مثل المرأة الصالحة امرأة فرعون‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وضرب اللَّهُ مث ًال لِّلَّ ِذين‬
‫ب ْاب ِن لِي ِعندك ب ْيتًا ِفي اْلجَّن ِة ون ِّجنِي ِمن ِف ْرع ْون وعملِ ِه ون ِّجنِي‬ ‫ام أرت ِف ْرع ْون إِ ْذ قال ْ‬
‫ت ر ِّ‬ ‫آم ُنوا ْ‬
‫ِمن اْلق ْوِم الظَّالِ ِمين﴾ التحريم(‪.)11‬‬

‫ضوا إِل ْيها وترُكوك قائِ ًما ُق ْل ما ِعند اللَّ ِه خ ْير ِّمن اللَّ ْه ِو‬
‫وقوله‪﴿ :‬وِاذا أر ْوا تِجارًة أ ْو ل ْه ًوا انف ُّ‬
‫الر ِازِقين﴾ الجمعة (‪.)11‬‬ ‫و ِمن التِّجارِة واللَّهُ خ ْي ُر َّ‬

‫وب ُكما وِان تظاه ار عل ْي ِه فِإ َّن اللَّه ُهو م ْوالهُ و ِج ْب ِري ُل‬ ‫قال تعالى‪﴿:‬إِن تتُوبا إِلى اللَّ ِه فق ْد صغ ْ‬
‫ت قُلُ ُ‬
‫وصالِ ُح اْل ُم ْؤ ِم ِنين واْلمالئِكةُ ب ْعد ذلِك ظ ِهير ﴾التحريم (‪.)4‬‬

‫‪ .4‬ميزان الغلبة‬

‫الحكمة لمن غلب (اخذوا الخالفة بالقوة) فهل من بعد الرسول (ص) هم أطاعوا امره الذي‬
‫الر ُسول فِإن تولَّ ْوا فِإَّنما عل ْي ِه ما ُح ِّمل وعل ْي ُكم‬‫يعوا َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫يعوا الله وأط ُ‬
‫ِ‬
‫هو امر اهلل‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿:‬ق ْل أط ُ‬
‫ول إِ َّال اْلبال ُ‬
‫الر ُس ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾ لنور(‪ ,)54‬أم تركوا امره فباءوا‬ ‫غ اْل ُمبِ ُ‬ ‫يعوهُ ت ْهت ُدوا وما على َّ‬
‫َّما ُح ِّمْلتُ ْم وِان تُط ُ‬
‫ون اللَّ ِه‬ ‫بالخسران االعظم‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وال ت ْرك ُنوا إِلى الَّ ِذين ظل ُموا فتم َّس ُك ُم َّ‬
‫الن ُار وما ل ُكم ِّمن ُد ِ‬
‫ِم ْن أ ْولِياء ثَُّم ال تُنص ُرون ﴾هود(‪.)113‬‬

‫‪ .5‬ميزان االكثرية واألقلية‬

‫يقولون ان الحق مع الجماعة مع اننا نالحظ ان اغلب االنبياء لم يكن معهم إال قليل ودائما‬

‫ول اْل ُمخَّلفُون إِذا انطل ْقتُ ْم إِلى مغانِم ِلتأ ُ‬


‫ْخ ُذوها ذ ُرونا نتَّبِ ْع ُك ْم‬ ‫اتباعهم االقلية‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬سيقُ ُ‬
‫اللهُ ِمن قْب ُل فسيقُولُون ب ْل ت ْح ُس ُدوننا ب ْل ك ُانوا‬‫يدون أن يب ِّدلُوا كالم اللَّ ِه ُقل لَّن تتَّبِعونا كذلِ ُكم قال َّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُي ِر ُ‬
‫ير والَّ ِذين آم ُنوا وع ِملُوا‬ ‫ِ‬
‫يال﴾ الفتح(‪ ,)15‬وقوله‪ ﴿:‬وما ي ْست ِوي ْاْل ْعمى واْلبص ُ‬ ‫ال ي ْفقهُون إِ َّال قلِ ً‬
‫يال َّما تتذ َّك ُرون ﴾ غافر (‪.)58‬‬ ‫يء قلِ ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصَّالحات وال اْل ُمس ُ‬
‫ـيال َّمـا ت ْشـ ُك ُرون﴾‬ ‫َّـمع و ْاْل ْبصـار و ْاْل ْفئِـدة قلِ ً‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫وقوله‪﴿ :‬ثَُّم س َّواهُ ونفخ فيه من ُّروحه وجعـل ل ُك ُـم الس ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫السجدة (‪ ,)9‬وقوله‪﴿:‬قال أ أرْيتك هذا الذي ك َّرْمت عل َّي لـئ ْن أ َّخ ْـرت ِن إِلـى ي ْـوِم اْلقيامـة ْل ْحتـنك َّن ُذ ِّريَّتـهُ‬
‫ـيال﴾ اْلسـراء(‪ ,)62‬فــأن كــانوا يؤمنــون بــان الحــق مــع االغلبيــة‪ ,‬فهــذا يعنــي‪ :‬انهــم ال يؤمنــون‬ ‫ِإ َّال قلِـ ً‬
‫بأحقية االنبياء (ع)فلما يدعون اتباع االنبياء؟!‬

‫‪ ‬المعيار االلهي في التفاضل‬


‫المعيار االلهي للتفاضل هو العلم المؤتى من قبل اهلل ‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم العلم الموتى من قبل اهلل‪:‬‬

‫‪‬علم حصولي‪.‬‬

‫‪ ‬علم حضوري‪.‬‬

‫فالعلم الحصو لي إذا وافق العلم الحضوري فهو مؤتى من قبل اهلل وهو ميزان للرفعة والتفاضل‬
‫وأال العلم الحضوري مقدم على العلم الحصو لي‪.‬‬

‫🔍العلم البشري الوضعي منه ما‪:‬‬

‫‪ -‬ما ينفع الناس ومصدره العلم االلهي الوحياني‪.‬‬

‫‪ -‬وما ال ينفع الناس ال يطابق العلم االلهي ال يعد ميزان لتفاضل بين الناس‪.‬‬

‫فالعلم االلهي يجب ان يكون هو الحاكم وكل ما يوافقه من العلم البشري فهو ُيعد نافع الن‬
‫مصدره العلم االلهي‪ ,‬الن االنسان مقدراته العلمية والعقلية محددة لذا يجب ان يأخذه من مصدره‬
‫االساسي وهو العلم االلهي‬

‫لذا نستطيع القول‪ :‬ما ينفع الناس مصدره العلم االلهي‪ ,‬وما ال ينفع الناس مصدره البشر‪.‬‬
‫🔍 وهناك شواهد للعلم عامة منها وخاصة‪:‬‬

‫المعيار اإللهي العام‬ ‫‪‬‬

‫هذا المعيار يتمثل بالتجارب البشرية التي مرت ويحذرنا منها القران لكيال نقع بها‪:‬‬

‫‪‬االعتماد على الحس‪:‬‬

‫جعلوا العلوم البشرية هي الحاكمة على العلم االلهية‪ .‬وصفوا قواعد علمية ْلنفسهم وما وافقها‬
‫من العلوم االلهية قبلوها‪ ,‬وما ال يقبل ما وضعوه لم يقبلوه‬

‫‪ ‬كمصداق هو قارون كان من قوم موسى (عليه السالم) والمقربين لكنه لم يستفد من علمه‬
‫كان له علم االقتصاد لكنه عندما نسب العلم لنفسه أنبه اهلل وذكره باْلمم السابقة وهو تنبيه لنا‬
‫ي ْعل ْم أ َّن اللَّه ق ْد أ ْهلك ِمن قْبلِ ِه ِمن اْلقُ ُر ِ‬
‫ون‬ ‫ايضا‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬قال إَِّنما أُوتِيتُ ُه على ِعْلم ِع ِندي أول ْم‬
‫اْل ُم ْج ِرُمون﴾ القصص(‪ ,)78‬وقوله‪﴿:‬فل َّما‬ ‫م ْن ُهو أش ُّد ِم ْن ُه قُ َّوةً وأ ْكث ُر ج ْم ًعا وال ُي ْسأ ُل عن ُذ ُنوِب ِه ُم‬
‫ات ف ِر ُحوا بِما ِعند ُهم ِّمن اْل ِعْلِم وحاق بِ ِهم َّما ك ُانوا بِ ِه ي ْست ْه ِزُئون﴾ غافر(‪,)83‬‬ ‫جاءتْهم رسلُهم بِاْلبيِّن ِ‬
‫ُْ ُ ُ ُ‬
‫بالبيانات‪ :‬العلوم االلهية الوحدانية‪ ,‬لكنهم اعتمدوا على العلم االني (عندهم)‪.‬‬

‫فالذين يتفاعلون مع اآليات التي تطابق ذوقهم الحسي وال يتفاعل مع اآليات الوحدانية‬
‫والغيبية فهو وقع بالفخ الذي وقع به االقوام السابقة‪ْ ,‬لنهم فرحوا بما أدركوه من العلم ووافق ما‬
‫هو منزل من العلوم االلهية وتركوا الباقي‪.‬‬

‫قال تعالى‪﴿:‬كما أ ْرسْلنا ِفي ُك ْم ر ُسوًال ِّمن ُك ْم ي ْتلُو عل ْي ُك ْم آياتِنا وُيزِّكي ُك ْم وُيعلِّ ُم ُك ُم اْل ِكتاب واْل ِح ْكمة‬
‫ونوا ت ْعل ُمون﴾ البقرة(‪ ,)151‬وقوله‪ ﴿:‬وما بِ ُكم ِّمن ِّن ْعمة ف ِمن اللَّ ِه ‪...‬‬ ‫وُيعلِّ ُم ُكم َّما ل ْم ت ُك ُ‬
‫﴾النحل(‪.)53‬‬

‫‪‬كمصداق أخر‪ :‬ذكر اهلل ان الغيب داخل بمعارك النبي (ص)‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬


‫الصالة‬
‫يمون َّ‬ ‫اب ال رْيب فيه ُه ًدى لْل ُمتَّقين (‪)2‬الذين ُي ْؤ ِم ُنون بِاْلغ ْيب وُيق ُ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬ذلك اْلكت ُ‬
‫اه ْم ُي ِنفقُون﴾ البقرة (‪ ,)3‬وقوله‪ .....:‬فأنزل اللَّ ُه س ِكينتهُ عل ْي ِه وأيَّدهُ بِ ُج ُنود لَّ ْم ترْوها‬ ‫و ِم َّما رزْقن ُ‬
‫اللهُ ع ِزيز ح ِكيم﴾ التوبة(‪.)40‬‬ ‫الس ْفلى وكلِمةُ اللَّ ِه ِهي اْلعْليا و َّ‬
‫ُ‬ ‫وجعل كلِمة الَّ ِذين كف ُروا ُّ‬
‫اء لِّ ُيطهِّرُكم بِ ِه وُي ْذ ِهب عن ُك ْم ِر ْجز‬ ‫ِ‬ ‫وقوله‪﴿:‬إِ ْذ ُيغ ِّشي ُك ُم ُّ‬
‫النعاس أمنةً ِّم ْنهُ وُين ِّز ُل عل ْي ُكم ِّمن السَّماء م ً‬
‫ان ولِي ْربِط على ُقلُوبِ ُك ْم وُيثبِّت بِ ِه ْاْل ْقدام﴾ اْلنفال (‪.)11‬‬ ‫َّ‬
‫الش ْيط ِ‬

‫‪ ‬كمصداق أخر‪ :‬نسبوا العزة لهم واهلل يقول بل هي هلل‪.‬‬

‫صيَّهُ ْم وقالُوا بِ ِع َّزِة ِف ْرع ْون إَِّنا لن ْح ُن اْلغالِ ُبون﴾ الشعراء (‪,)44‬‬ ‫قال تعالى‪ ﴿:‬فأْلقوا ِحبالهم و ِع ِ‬
‫ُْ‬ ‫ْ‬
‫وقوله‪ :‬يقُولُون لئِن َّرج ْعنا ِإلى اْلم ِدين ِة ل ُي ْخ ِرج َّن ْاْلع ُّز ِم ْنها ْاْلذ َّل ولِلَّ ِه اْل ِع َّزةُ وِلر ُسوِل ِه وِلْل ُم ْؤ ِم ِنين‬
‫ول ِك َّن اْل ُمن ِاف ِقين ال ي ْعل ُمون﴾ المنافقون (‪.)8‬‬
‫‪‬المعيار االلهي الخاص‬

‫‪‬كمصداق‪ :‬ميزان السماوي والمعصوم‪.‬‬

‫📚 قال رسول اهلل(ص)‪":‬يا علي ال يعرف اهلل إال انا وانت وال يعرفني إال اهلل وانت وال يعرفك‬
‫الى اهلل وانا "(‪.)1‬‬

‫ففاقد الشيء ال يعطيه ومن ال يعرف اهلل‪ ,‬كيف له ان ُيعرف غيره بما ال يعرفه ؟! لذا يجب‬
‫ان نذهب للمصدر الصحيح للمعرفة ُليعرفنا باهلل وهم النبي (ص) واله(ع)‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫كما قال عنها رسول الرحمة (ص) لذا هي اولى بلقب االم للكل‪,‬‬ ‫والزهراء(ع)‪ :‬هي ام ابيها‬
‫فقد ذكر ان مالءة الزهراء التي اعطتها لعائلة يهودية لم يبقى بيت من بيوت اليهود اال ودخله‬
‫نور هذه المالءة‪.‬‬

‫📚 وجاء في علل الشرائع‪ ,‬بسنده عن أبي عبد اهلل (عليه السالم)‪ ,‬قال‪ :‬خرج الحسين ابن‬
‫جل ذكره ما خلق العباد إالّ ليعرفوه‪,‬‬
‫إن اهلل ّ‬
‫علي (عليهما السالم) على أصحابه فقال‪ّ :‬أيها الناس ّ‬
‫ّ‬
‫فإذا عرفوه عبدوه‪ ,‬فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه‪ ,‬فقال له رجل‪ :‬يا بن رسول‬
‫كل زمان إمامهم الذي يجب‬
‫اهلل‪ ,‬بأبي أنت واُ ّمي‪ ,‬فما معرفة اهلل؟ قال (عليه السالم)‪ :‬معرفة أهل ّ‬
‫(‪) 3‬‬
‫عليهم طاعته‪.‬‬

‫الجن واْلنس‬
‫📚 قال االمام الباقر(ع)‪(:‬ولقد كانت مفروضة الطاعة على جميع خلق اهلل من ّ‬
‫(‪) 4‬‬
‫والطير والوحوش واْلنبياء والمالئكة)‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫مدينة المعاجز ج‪ 2‬ص‪ 69‬اورده السيد هاشم البحراني‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫االستيعاب البن عبدالبرج‪ 2‬ص‪.752‬‬

‫(‪)3‬‬
‫علل الشرائع‪. 9 :‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الدر المنثور‪ :‬للسيوطي ‪ ,697 :7‬دالئل اْلمامة للطبري‪ :‬ص ‪ 28‬النجف اْلشرف‬
‫ّ‬
‫‪ ‬آيات العامة‪:‬‬

‫ض ِمثْلهُ َّن يتن َّز ُل ْاْل ْم ُر‬


‫‪ ‬الخلق ثم العلم‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬اللَّهُ الَّ ِذي خلق س ْبع سماوات و ِمن ْاْل ْر ِ‬

‫ب ْينهُ َّن ِلت ْعل ُموا أ َّن اللَّه على ُك ِّل ش ْيء ق ِدير وأ َّن اللَّه ق ْد أحاط بِ ُك ِّل ش ْيء ِعْل ًما﴾ الطالق(‪ ,)12‬فاهلل‬
‫خلق كل شيء لنعلم "لتعلموا"‪ ,‬فالعلم هو الميزان‪.‬‬

‫لذا اهلل قدم النبي واله على كل مخلوق من دون استثناء فالرفعة على اساس العلم الن لهم‬
‫العلم االكمل كما سنبين خالل البحث انشاء اهلل‪.‬‬

‫ورها ول ِك َّن اْل ِب َّر م ِن اتَّقى وأْتُوا اْل ُب ُيوت ِم ْن أ ْبوابِها‬


‫وقوله‪﴿:‬ول ْيس اْلبِ ُّر ِبأن تأْتُوا اْل ُب ُيوت ِمن ظُهُ ِ‬
‫واتَّقُوا اللَّه لعلَّ ُك ْم تُْفلِ ُحون﴾ البقرة (‪.)189‬‬

‫📚 وعن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول اهلل (ص)‪( :‬أنا مدينة العلم وعلي بابها‪ ,‬فمن أراد العلم‬
‫فليأت الباب) النبي (ص) (‪ , )1‬واهلل يقول في كتابه }واتوا البيوت من ابوابها {فعلينا ان نأتي هلل‬
‫من باب نبيه علي(ع)‪.‬‬

‫📚 اعرابي دخل على النبي(ص) فسلم على علي (ع) ثم على النبي(ص)‪ ,‬فقالوا له‪:‬‬
‫اخطأت‪ .‬فقال لهم االعرابي‪ :‬بل النبي يقول انا المدينة وعلى بابها وانا اتيت المدينة من بابها‪,‬‬
‫فقال(ص)‪ :‬انه عبد نور اهلل قلبه بإيمان العلم‪.‬‬

‫🔍 البعض قد يتساءل أ وليست التقوى معيار ألهى ايضا حسب قوله تعالى‪ ﴿:‬إِ َّن أ ْكرم ُك ْم‬
‫ِعند اللَّ ِه أتْقا ُك ْم إِ َّن اللَّه علِيم خبِير﴾ الحجرات(‪ ,)13‬التي يخبرنا اهلل ان سر التفاضل هو التقوى؟‬

‫الجواب‪ :‬ان التقوى باب للعلم كما قال تعالى‪ ...﴿:‬واتَّقُوا اللَّه وُيعلِّ ُم ُك ُم اللَّهُ واللَّهُ بِ ُك ِّل ش ْيء علِيم‬
‫البقرة (‪ ,)282‬والتقوى ال تكتسب اال بإتباع الوسيلة‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا اتَّقُوا اللَّه‬
‫اْلو ِسيلة ‪...‬لعلَّ ُك ْم تُْفلِ ُحون﴾ المائدة (‪ ,)35‬وهي اتباع اهل العلم والصادقين وهم النبي‬ ‫و ْابتغُوا إِل ْي ِه‬
‫َّاد ِقين﴾ التوبة(‪,)119‬‬
‫ونوا مع الص ِ‬ ‫في قوله تعالى‪﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا اتَّقُوا َّ‬
‫الله و ُك ُ‬ ‫واله‪ ,‬كما‬
‫وقوله‪ :‬وأْتُوا اْل ُب ُيوت ِم ْن أ ْبوابِها واتَّقُوا اللَّه لعلَّ ُك ْم تُْفلِ ُحون﴾ البقرة (‪.)189‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫مستدرك سفينة البحار‪ :‬ج‪ 9‬ص‪.351‬‬
‫📚 فعن أبو عمرو عن ابن عقدة عن عبد اهلل بن أحمد عن نصر بن مزاحم عن عمرو ابن‬
‫شمر عن جابر عن تميم وعن أبي الطفيل عن بشر بن غالب وعن سالم بن عبد اهلل كلهم ذكر‬
‫عن ابن عباس أن رسول اهلل صلى اهلل عليه واله قال‪ :‬يا بني عبد المطلب إني سألت اهلل عز‬
‫وجل ثالثا‪ :‬أن يثبت قائلكم‪ ,‬وأن يهدي ضالكم‪ ,‬وأن يعلم جاهلكم‪ ,‬وسألت اهلل تعالى أن يجعلكم‬
‫جوداء نجباء رحماء‪ ,‬فلو أن المرء صف بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي اهلل عز وجل‬
‫(‪)1‬‬
‫وهو ْلهل بيت محمد صلى اهلل عليه واله مبغض دخل النار‪.‬‬

‫📚 قال اْلمام الرضا عليه السالم‪ :‬ما تكاملت النبوة لنبي حتى أقر‪-‬أي بفاطمة الزهراء‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بفضلها ومحبتها‪.‬‬

‫‪ ‬نبي اهلل ادم (ع)لم ترفع رتبته ويسجدوا له المالئكة اال بعد ان تعلم الكلمات (وهم اسماء‬
‫محمد (ص)واله(ع))‪ ,‬ثم امره اهلل ان يعلمها للمالئكة‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وعلَّم آدم ْاْل ْسماء ُكلَّها ثَُّم‬
‫اء ه ُؤال ِء إِن ُكنتُ ْم ص ِاد ِقين﴾ البقرة (‪ ,)31‬وقوله‪﴿:‬قال‬ ‫عرضهم على اْلمالئِك ِة فقال أنبِ ُئونِي بِأسم ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬
‫ض‬ ‫ات و ْاْل ْر ِ‬‫يا آدم أنبِ ْئهم بِأسمائِ ِهم فل َّما أنبأ ُهم بِأسمائِ ِهم قال ألم أ ُقل لَّ ُكم ِإِّني أ ْعلم غ ْيب السَّماو ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫اس ُج ُدوا ِآلدم فسج ُدوا إِ َّال‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وأ ْعل ُم ما تُْب ُدون وما ُكنتُ ْم ت ْكتُ ُمون﴾ البقرة (‪ ,)33‬وقوله‪﴿:‬وِا ْذ قُْلنا لْلمالئكة ْ‬
‫است ْكبر وكان ِمن اْلك ِاف ِرين﴾ البقرة(‪.)34‬‬ ‫ِ‬
‫إِْبليس أبى و ْ‬

‫📚 روى العالمة الحافظ ابن المغاز لي(الشافعي) في مناقبه ‪-‬بإسناد المذكور‪-‬عن سعيد بن‬
‫جبير‪ ,‬عن عبد اهلل بن عباس سأل النبي(ص) عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟‬
‫(‪) 2‬‬
‫قال (ص) سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إال ما تبت على "فتاب عليه"‪.‬‬

‫‪ ‬نبي اهلل إبراهيم(ع) لم يكن ليحصل على اْلمامة إال بعد ان اختبره اهلل بالكلمات وهي‬
‫اعلُك لِ َّلن ِ‬
‫اس إِم ً‬
‫اما قال‬ ‫اهيم ربُّه بِكلِمات فأت َّمه َّن قال ِإِّني ج ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(النبي واله)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وِا ِذ ْابتلى إِ ْبر ِ‬

‫الظالِ ِمين ﴾البقرة (‪.)124‬‬ ‫و ِمن ُذ ِّريَّتِي قال ال ينا ُل عه ِدي َّ‬
‫ْ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫اْلسرار الفاطمية ‪-‬الشيخ محمد فاضل المسعودي ص ‪ ,12‬البحار ‪-‬العالمة المجلسي ج‪ 42‬ص ‪,105‬‬
‫مجمع النورين ‪-‬الشيخ أبو الحسن المرندي ص‪.39‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مناقب علي بن ابي طالب ص‪.63‬‬
‫📚 روى الحافظ القند وزي(الحنفي)بإسناده عن المفضل‪ ,‬قال‪ :‬سألت الصادق(رض) عن‬
‫قوله عز وجل‪﴿ :‬واذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات‪ ,‬قال‪ :‬هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب‬
‫عليه﴾‪ .‬وهو أنه قال ‪(:‬يا رب أسألك بحق محمد‪ ,‬وعلي‪ ,‬وفاطمة‪ ,‬والحسن‪ ,‬والحسين أال تبت‬
‫علي)‪".‬فتاب عليه اهلل إنه هو التواب الرحيم "‪ .‬فقلت له‪ :‬يا بن رسول اهلل فما يعني بقوله "فأتمهن‬
‫(‪)1‬‬
‫"؟ قال‪ :‬يعني‪ :‬اتمهن إلى القائم المهدي اثني عشر إمام تسعة من الحسين‪.‬‬

‫ان فاطمة الزهراء (ص) كانت أحد هذه الكلمات التي عناها القران الحكيم في هذه اآلية‬
‫المباركة‪ ,‬واوجبت اختبار اهلل تعالى بهن نبيه العظيم إبراهيم الخليل (ع)‪.‬‬

‫📚 عن االمام الصادق (ع)‪ :‬بل ان ابراهيم (ع) نال االمامة بعد التوسل باسمها (ع) واسم‬
‫(‪.)2‬‬
‫آلها (ع)‪.‬‬

‫سمعت موالنا اْلمام أبا عبد اهلل (عليه السالم)‬


‫ُ‬ ‫📚 فيه بإسناده عن أبي الصامت أيضًا قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬فمن يحتمله؟‬
‫نبي ُم ْرسل وال عبد مؤمن‪ُ ,‬‬
‫مقرب وال ٌّ‬
‫"إن من حديثنا ما ال يحتمله ملك َّ‬
‫يقول‪ّ :‬‬
‫(‪)3‬‬
‫قال (عليه السالم)‪ :‬نحن نحتمله‪.‬‬

‫📚 حدثنا إبراهيم بن اسحاق عن عبد اهلل بن حماد عن سيف التمار قال‪ :‬كنا عند ابي عبد‬
‫اهلل (ع) ونحن جماعة في الحجر فقال‪ :‬ورب هذه البنية ورب الكعبة‪-‬ثالثة مرات‪-‬لو كنت بين‬
‫(‪)4‬‬
‫موسى والخضر ْلخبرتهما أني اعلم منهما ولنبأتهما بما ليس في أيديهما‪.‬‬

‫نبي اهلل موسى (ع)لم يتحمل علم عبد صالح لم تثبت نبوته وال امامته في القران وهو سيكون‬
‫تحت قيادة إمامنا المنتظر (عج) إال تثبت هذه الحقيقة على االقل ان اهل البيت امامتهم ثابتة‬
‫يل ما ل ْم ت ْست ِطع عَّل ْي ِه‬
‫اق ب ْي ِني وب ْينِك سأُنبِّئُك بِتأ ِْو ِ‬
‫عندنا‪ ,‬وهم اهل العلم ‪ .‬قال تعالى‪ ﴿:‬قال هذا ِفر ُ‬
‫ص ْب ًار ﴾ الكهف(‪ ,)78‬فالزهراء (ع) اعلى مقام من ذريتها لذا فهي بتأكيد ذات علم اعلى منهم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬‬
‫ينابيع المودة ص‪.25‬‬
‫(‪ )2‬كمال الدين‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪ 358‬ب ‪ 33‬ح ‪. 57‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بصائر الدرجات‪43:‬ح‪.13‬‬
‫(‪ )4‬الكافي ج ص‪ 267‬ح‪.3‬‬
‫‪ ‬نبي اهلل سليمان(ع) كان لديه من الصالحين الذين لهم شيء من العلم‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬قال الَّ ِذي‬
‫اب أنا آتِيك ِب ِه قْبل أن ي ْرت َّد إِل ْيك ط ْرفُك ‪﴾ ...‬النمل (‪.)40‬‬
‫ِعندهُ ِعْلم ِّمن اْل ِكت ِ‬

‫اسِم ربِّك الَّ ِذي خلق﴾ العلق(‪ ,)1‬كما‬


‫‪‬النبي (ص)له اعلى مراتب العلم‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬ا ْق ْأر بِ ْ‬
‫ارسلنا فيكم رسوال منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ير﴾ اْلسراء(‪ ,)1‬وقوله‪﴿:‬‬ ‫ُهو السَّميعُ اْلبص ُ‬ ‫تعلمون﴾البقرة‪ , )151:‬وقوله‪ :‬ل ُن ِريهُ م ْن آياتنا إَِّنهُ‬
‫ات رب ِ‬
‫ِّه اْل ُك ْبرى﴾ النجم(‪,)18‬‬ ‫أرى ِمن آي ِ‬ ‫ِل ُن ِريك ِم ْن آي ِاتنا اْل ُك ْبرى﴾ طه(‪ ,)23‬وقوله‪﴿:‬لق ْد‬
‫ْ‬
‫اد ما أرى﴾ النجم (‪.)11‬‬
‫وقوله‪﴿:‬ما زاغ اْلبص ُر وما طغى ﴾النجم (‪ ,)17‬وقوله ‪:‬ما كذب اْلفُؤ ُ‬

‫‪ ‬آيات خاصة‪:‬‬

‫اج ًدا وقائِما ي ْحذر ْاآل ِخرة ويرجو ر ْحمة رب ِ‬


‫ِّه ُق ْل ه ْل‬ ‫قال تعالى‪ ﴿:‬أ َّم ْن ُهو ق ِانت آناء َّ‬
‫اللْي ِل س ِ‬
‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫اب﴾ الزمر(‪)9‬‬ ‫ي ْست ِوي الَّ ِذين ي ْعلمون والَّ ِذين ال ي ْعلمون إَِّنما يتذ َّكر أُولُو ْاْلْلب ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫فالنبي ُيعرف االمام علي (ع) بتعريف العلم بقواله(ص) ‪(:‬انا مدينة العلم وعلي بابها)‪.‬‬
‫واالمام علي(ع) يقول‪ :‬سلوني قبل ان تفقدوني‪ ,...‬واهلل امر نبيه ان يغلق كل االبواب المطلة‬
‫على المسجد النبوي وترك باب واحد وهو باب بيت علي (ع)‪ .‬أوليس االمر طبيعي ْلنه باب‬
‫علم النبي فكيف يغلقه؟!!‬

‫(‪)2‬‬
‫📚 وايضًا قال (ص)‪ :‬من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية‪.‬‬

‫فالذي يترك العلم وبابه ‪-‬الذي هو االمام علي(ع)‪-‬فقد اختار الذهاب لمدينة الجهل وأصبح‬
‫الجهال‪ .‬الرسول يقول‪ :‬أنى تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ‪ ,...‬فبعد‬
‫من ُ‬
‫الحق الباطل ‪ ...‬وبعد الهداية يأتي الظالم ‪...‬‬

‫📚 واالمام علي (ع) يقول‪ :‬علمني رسول اهلل ألف باب من العلم ينفتح من كل باب ألف باب‪.‬‬
‫وايضاً يقول‪ :‬علمني رسول اهلل ألف كلمة من العلم‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬

‫(‪)1‬‬
‫مستدرك سفينة البحار‪ :‬ج‪ 9‬ص‪. 351‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شرح المقاصد ‪5 / 239‬‬
‫📚 ينقل ان حرة بنت او حفيدة بنت السعدية دخلت على الحجاج فقال لها سمعت أنك‬
‫تفضلين علي على سائر الصحابة‪ ,‬فقالت له‪ :‬لم تنقل لك الحقيقة‪ ,‬فأنا افضله على سائر االنبياء‬
‫فقد قال تعالى عن النبي أدم‪ ﴿ :‬وعصى آد ُم ربَّهُ فغوى﴾ طه(‪ ,)121‬وقال تعالى عن علي(ع)‪:‬‬
‫ور﴾ االنسان(‪.)22‬‬ ‫﴿ إِ َّن هذا كان ل ُك ْم جز ً‬
‫اء وكان س ْع ُي ُكم َّم ْش ُك ًا‬

‫ام أرت‬ ‫َِّّ ِ‬ ‫َّ‬


‫وقال تعالى في وصف ازواج نبين من انبيائه بالخيانة‪﴿ :‬ضرب اللهُ مث ًال للذين كف ُروا ْ‬
‫الل ِه ش ْيًئا‬
‫ُنوح وام أرت لُوط كانتا تحت عبدي ِن ِمن ِعب ِادنا صالِحي ِن فخانتاهما فلم ي ْغنِيا ع ْنهما ِمن َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اخلِين﴾ التحريم (‪ ,)10‬واهلل زوج علي (ع) من فاطمة (ع) التي يرضا‬ ‫الد ِ‬ ‫وِقيل ْاد ُخال َّ‬
‫النار مع َّ‬
‫اهلل لرضاها ويغضب لغضبها ‪.‬‬

‫وقال تعالى عن نبي اهلل موسى‪ ﴿ :‬فأ ْوجس ِفي ن ْف ِس ِه ِخيفةً ُّموسى طه(‪ ,)67‬وقال تعالى عن‬
‫الل ِه واللَّهُ رُءوف بِاْل ِعب ِاد﴾ البقرة (‪.)207‬‬
‫ات َّ‬
‫اس من ي ْش ِري ن ْفسه ْابتِغاء مرض ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫علي (ع)‪ :‬و ِمن َّ‬
‫الن ِ‬

‫ب أ ِرنِي ك ْيف تُ ْحيِي اْلم ْوتى قال أول ْم تُ ْؤ ِمن قال‬


‫يم ر ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫وقال عن النبي ابراهيم‪ ﴿ :‬وِا ْذ قال إ ْبراه ُ‬
‫طمئِ َّن قْل ِبي ‪﴾ ...‬البقرة (‪ ,)260‬وبالمقابل على (ع) يقول‪ :‬لو كشف لي الغطاء ما‬ ‫بلى ول ِكن لِّي ْ‬
‫زدت يقينا‪.‬‬

‫ب ِلي ُمْل ًكا َّال ينب ِغي ِْلحد ِّمن‬‫اغ ِف ْر لِي وه ْ‬


‫ب ْ‬‫ونبي اهلل سليمان يقول عنه تعالى‪ ﴿:‬قال ر ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طلقتك ثالثا ال رجعة فيها‪.‬‬ ‫اب﴾ ص(‪ ,)35‬وعلي (ع) يقول‪ :‬يا دنيا‬ ‫ب ْعدي إَِّنك أنت اْلو َّه ُ‬
‫‪ ‬على اساس درجات العلم تكون الرفعة‬
‫اس ُم ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬ورف ْعنا لك ذ ْكرك الشرح(‪ ,)4‬وقوله‪ :‬في ُب ُيوت أذن اللهُ أن تُْرفع وُي ْذكر فيها ْ‬
‫ال﴾ النور(‪.)36‬‬‫ِّح لهُ ِفيها بِاْل ُغ ُد ِّو و ْاآلص ِ‬
‫ُيسب ُ‬

‫🔍 هناك درجات وهناك دركات ‪:‬‬

‫‪ ‬الدرجات‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬هم درجات ِعند اللَّ ِه واللَّه ب ِ‬


‫صير بِما ي ْعملُون﴾ آل عمران (‪,)163‬‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫بما ان الدرجات باآلخرة تكون على اساس الدرجات بالدنيا‪ ,‬واهلل يقول ان الدرجات باآلخرة أعظم‬
‫مما هي عليه بالدنيا‪ ,‬وقوله‪ ....﴿:‬وْل ْج ُر ْاآل ِخرِة أ ْكب ُر ل ْو ك ُانوا ي ْعل ُمون﴾ النحل(‪.)41‬‬

‫ير ﴾‬ ‫الن ِار ولن ت ِجد لهم ن ِ‬


‫ص ًا‬ ‫الد ْر ِك ْاْل ْسف ِل ِمن َّ‬
‫‪ ‬الدركات‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬إِ َّن اْل ُمن ِاف ِقين ِفي َّ‬
‫ُْ‬
‫النساء (‪ )145‬وهناك منازل أدني مثل اهلل بها لبني البشر من مقام البشرية الى البهيمية‪:‬‬

‫‪ ‬مثل كالحمار‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬مث ُل الَّ ِذين ُح ِّملُوا التَّ ْوراة ثَُّم ل ْم ي ْح ِملُوها كمث ِل اْل ِحم ِار ي ْح ِم ُل أ ْسف ًا‬
‫ار‬
‫ات اللَّ ِه واللَّ ُه ال ي ْه ِدي اْلق ْوم الظَّ ِال ِمين ﴾الجمعة (‪.)5‬‬ ‫بِ ْئس مث ُل اْلقوِم الَّ ِذين ك َّذبوا بِآي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬

‫ض واتَّبع هواهُ فمثلُ ُه‬ ‫‪ ‬مثل كالكلب‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ول ْو ِش ْئنا لرف ْعناهُ بِها ول ِكَّنهُ أ ْخلد إِلى ْاْل ْر ِ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫كمث ِل اْلكْل ِب إِن ت ْح ِم ْل عل ْي ِه يْله ْ‬
‫ص‬‫ص ِ‬ ‫ث أ ْو ت ْت ُرْكهُ يْلهث ذلك مث ُل اْلق ْوِم الذين كذ ُبوا بِآياتنا فا ْق ُ‬
‫اْلقصص لعلَّهُ ْم يتف َّك ُرون﴾ اْلعراف(‪.)176‬‬

‫‪ ‬البعض يصفهم اهلل بأنهم اقل درجة من االنعام‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬لهُ ْم ُقلُوب َّال ي ْفقهُون بِها ولهُ ْم‬
‫ص ُرون بِها ولهُ ْم آذان َّال ي ْسم ُعون بِها أُولئِك ك ْاْل ْنع ِام ب ْل ُه ْم أض ُّل أُولئِك ُه ُم اْلغ ِافلُون﴾‬
‫أ ْعين َّال ي ْب ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اْلعراف(‪.)179‬‬

‫وب ُكم ِّمن ب ْع ِد‬


‫ت قُلُ ُ‬‫‪ ‬مثل الحجارة او أدني من الحجارة فبعضها فيها نفع‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬ثَُّم قس ْ‬
‫ق‬‫َّر ِم ْنهُ ْاْل ْنه ُار وِا َّن ِم ْنها لما ي َّش َّق ُ‬ ‫ارة أو أش ُّد ق ْسوةً وِا َّن ِمن اْل ِحج ِ‬
‫ارة لما يتفج ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ذلك فهي كاْلحج ْ‬
‫ِ ِ‬

‫اء وِا َّن ِم ْنها لما ي ْهبِطُ ِم ْن خ ْشي ِة اللَّ ِه وما اللَّهُ ِبغ ِافل ع َّما ت ْعملُون ﴾ البقرة(‪.)74‬‬ ‫ِ‬
‫في ْخ ُرُج م ْنهُ اْلم ُ‬
‫📚 عن االمام علي(ع) في نهج البالغة‪ :‬الناس ثالثة‪ :‬فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة‬
‫وهمج رعاع يتبعون كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم‪,....‬‬

‫🔍 فللجهل مصادر‪:‬‬

‫الص ُّم اْل ُب ْك ُم الَّ ِذين ال ي ْع ِقلُون﴾ اْلنفال‬


‫اب ِعند اللَّ ِه ُّ‬ ‫🔍 االنحطاط الفكري‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬إِ َّن ش َّر َّ‬
‫الدو ِّ‬
‫(‪.)22‬‬

‫صنام لَّهُ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫🔍 الكفر‪ ,‬قال تعالى ‪ ﴿:‬وجاوْزنا بِبني إِ ْسرائيل اْلب ْحر فأت ْوا على ق ْوم ي ْع ُكفُون على أ ْ‬
‫اجعل َّلنا إِلهًا كما لهُ ْم آلِهة قال إَِّن ُك ْم ق ْوم ت ْجهلُون﴾ اْلعراف(‪.)138‬‬
‫قالُوا يا ُموسى ْ‬

‫ات أ ْكث ُرُه ْم ال ي ْع ِقلُون﴾ الحجرات(‪.)4‬‬


‫اء اْلحجر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫🔍 الفساد‪ ,‬قال تعالى ‪﴿:‬إِ َّن الَّ ِذين ُين ُ‬
‫ادونك من ور ُ ُ‬

‫🔍 نكران مقامات النبي (ص) واله وجعلهم بشر عاديين فاهلل يبين ان من يعرف مقامات النبي‬
‫هم ممن امتحن اهلل قلبهم وان البعض يعتقد ان واجبه تجاه النبي واله هو الطاعة فقط لكن اهلل‬
‫يبين ان غض الصوت عندهم يعد ام ار اساسيا ْلنه يعكس امتثالهم هلل ومعرفتهم للنبي واهلل صرح‬
‫ول اللَّ ِه‬‫صواتهم ِعند رس ِ‬
‫ُ‬ ‫ضون أ ْ ُ ْ‬‫ان من ال يغض صوته تحبط اعماله‪ ,‬قال تعالى ‪﴿:‬إِ َّن الَّ ِذين ي ُغ ُّ‬
‫اجوك‬ ‫امتحن اللَّ ُه ُقلُوبهُ ْم ِللتَّ ْقوى لهُم َّم ْغ ِفرة وأ ْجر ع ِظيم﴾ الحجرات(‪ ,)3‬وقوله‪﴿:‬فِإ ْن ح ُّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫أُولئك الذين ْ‬
‫ت أ ْعمالُهُ ْم ِفي ُّ‬
‫الد ْنيا‬ ‫ت و ْج ِهي لِلَّ ِه ‪ ﴾ ...‬آل عمران(‪ ,)20‬وقوله‪﴿:‬أُولئِك الَّ ِذين حبِط ْ‬
‫ف ُق ْل أ ْسل ْم ُ‬
‫و ْاآل ِخرِة وما لهم ِّمن َّن ِ‬
‫اص ِرين﴾ ال عمران(‪.)22‬‬ ‫ُ‬

‫فإن النبي (ص) واله (ع) يجب ان يكون التعامل معهم بشكل خاص الن اهلل خصه بفضله‬
‫وبأعلى درجات القرب منه عز وجل لذا يجب ان يكون التعامل مع مقامهم وفق ذلك‪ .‬وقد اشير‬
‫اال هذا المعنى في مواضع عديده في ادب التعامل معهم صلوات اهلل عليهم‪...‬‬

‫📚 ومنها ما رويه عن ا لحسين بن محمد‪ ,‬عن معلى بن محمد‪ ,‬عن أحمد بن محمد بن عبد‬
‫اهلل‪ ,‬عن أيوب ابن نوح قال‪ :‬عطس يوما وأنا عنده‪ ,‬فقلت‪ :‬جعلت فداك ما يقال لألمام إذا‬
‫(‪) 1‬‬
‫عطس؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬صلى اهلل عليك‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫الكافي ج‪ 1‬ص‪.411‬‬
‫‪ ‬من يملك بعض العلم وكل العلم‬
‫درجة علم االنبياء واْلوصياء والعباد الصالحين وهو العلم المؤتى من قبل اهلل التي على‬
‫اساسها ُنقيم مقامهم‪.‬‬

‫كمالحظة التسلسل بدرجات هي من العبودية ثم الرسالة ثم النبوة ثم اولي العزم ثم اْلمامة‪,‬‬


‫ضْلنا ب ْعضهُ ْم على ب ْعض ِّم ْنهُم َّمن كلَّم اللَّهُ ورفع ب ْعضهُ ْم درجات ‪...‬‬ ‫قال تعالى‪ ﴿:‬تِْلك ُّ‬
‫الر ُس ُل ف َّ‬
‫﴾البقرة(‪ ,)253‬قال تعالى‪﴿:‬ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داود زبو ار﴾‬
‫االسراء(‪.)55‬‬

‫‪ ‬موسى (ع) رسول ونبي ومن اولي العزم لكن علمه بعض وليس كل فقد عبر القران عن‬
‫اح ِمن ُك ِّل ش ْيء‬
‫علمه" من كل شيء" ولم يقل كل شيء‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬وكت ْبنا لهُ ِفي ْاْلْلو ِ‬
‫َّم ْو ِعظةً ‪﴾ ...‬اْلعراف(‪.)145‬‬

‫‪ ‬عيسى(ع) رسول ونبي ومن اولي العزم ايضا علمه بعض وليس كل‪ ,‬قال تعالى ‪﴿:‬ول َّما جاء‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عيسى ِباْلبيِّنات قال ق ْد ِج ْئتُ ُكم ِباْلح ْكمة وِْلُبيِّن ل ُكم ب ْعض الذي ت ْختلفُون فيه فاتَّقُوا الله وأط ُ‬
‫يع ِ‬
‫ون﴾‬
‫الزخرف(‪.)63‬‬

‫‪ ‬سليمان (ع) رسول ونبي لكن من الواضح انه يملك علم اقل ْلنه ليس من اولي العزم مقارنة‬
‫اس‬ ‫ان د ُاوود وقال يا أيُّها َّ‬
‫الن ُ‬ ‫بالنبيين السابقين ومع هذا هو علمه بعض‪ ,‬قال تعالى ‪﴿:‬ووِرث ُسل ْيم ُ‬
‫َّ‬
‫نطق الط ْي ِر وأُوتِينا ِمن ُك ِّل ش ْيء إِ َّن هذا لهُو اْلف ْ‬
‫علِّمنا م ِ‬
‫ين﴾ النمل(‪.)16‬‬ ‫ض ُل اْل ُمبِ ُ‬ ‫ُ ْ‬

‫‪ ‬ابراهيم(ع) رسول ونبي وحصل على االمامة في نهاية عمره والدليل انه عندما كان نبي لم‬
‫يكن يملك الذرية وفي الكبر عندما حصل على االمامة طلبها لذريته‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬اْلح ْم ُد لِلَّ ِه‬
‫اء﴾ إبراهيم(‪ ,)39‬قال‬ ‫الدع ِ‬
‫الَّ ِذي وهب لِي على اْل ِكب ِر إِ ْسما ِعيل وِا ْسحاق إِ َّن ربِّي لس ِميعُ ُّ‬
‫اما قال و ِمن ُذ ِّري َِّتي قال ال‬ ‫اعلُك لِ َّلن ِ‬
‫اس إِم ً‬
‫اهيم ربُّه بِكلِمات فأت َّمه َّن قال إِِّني ج ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تعالى‪﴿:‬وِا ِذ ْابتلى إِ ْبر ِ‬

‫ال ع ْه ِدي الظَّالِ ِمين﴾ البقرة (‪ ,)124‬ولهذا درجة االمامة اعلى من النبوة الن طبيعة الحال هو‬
‫ين ُ‬
‫ان االنبياء في حالة تكامل وليس العكس ‪.‬‬
‫📚 عن االمام الصادق(ع) في تفسير البرهان لهذه اآلية‪ :‬ان اهلل اتخذ ابراهيم عبدا قبل ان‬
‫يتخذه نبيا‪ ,‬وان اهلل اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسوال‪ ,‬وان اهلل اتخذه رسوال قبل ان يتخذه خليال‪ ,‬وان‬
‫اهلل اتخذه خليال قبل ان يتخذه اماما‪ ,‬فلما جمع له االشياء قال‪" :‬أنى جاعلك للناس إماما"‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ال ع ْه ِدي الظَّالِ ِمين ‪ ,‬قال‪ :‬ال‬
‫فمن عظمها في عين إبراهيم(ع)‪ ﴿ :‬قال و ِمن ُذ ِّريَّتِي قال ال ين ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫يكون السفيه إمام التقي‪.‬‬

‫‪ ‬وصي النبي سليمان لديه بعض علم الكتاب‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬قال الَّ ِذي ِعندهُ ِعْلم ِّمن اْل ِكت ِ‬
‫اب أنا‬
‫آتِيك بِ ِه قْبل أن ي ْرت َّد ِإل ْيك ط ْرفُك ‪﴾ ...‬النمل(‪.)40‬‬

‫‪ ‬طالوت ليس نبي لكن امام واهلل عبر عنه بالبسطة بالعلم أي (بعضه) واهلل هنا قدم البسطة‬
‫بالعلم على الجسم وهذا دليل اهمية العلم على الجسم‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وقال لهُ ْم نبِيُّهُ ْم إِ َّن اللَّه ق ْد‬
‫اصطفاهُ عل ْي ُك ْم وزادهُ ب ْسطةً ِفي اْل ِعْلِم واْل ِج ْسِم واللَّهُ ُي ْؤتِي‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫بعث ل ُك ْم طالُوت مل ًكا ‪ ِ..‬قال إِ َّن الله ْ‬
‫اسع عِليم﴾ البقرة (‪.)247‬‬ ‫مْلكه من يشاء واللَّه و ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ‬

‫‪ ‬العصمة والجاه الكبير ال يتوقف عند حدود النبوة واالمامة بل تتعدى الى ناس خصهم اهلل‬
‫بهذا المقام وهم ليسوا انبياء وال اوصياء فاهلل يختص بالحجية وااليحاء من يشاء‪.‬‬

‫ت إِلى اْلحو ِاريِّين أ ْن ِ‬


‫آم ُنوا بِي وِبر ُسولِي قالُوا آمَّنا وا ْشه ْد‬ ‫‪ ‬كالحواريين‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وِا ْذ أ ْوح ْي ُ‬
‫بِأَّننا ُم ْسلِ ُمون ﴾المائدة(‪.)111‬‬

‫‪ ‬كام موسى‪ ,‬قال تعالى ‪﴿:‬إِ ْذ أ ْوح ْينا إِلى أ ِّ‬


‫ُمك ما ُيوحى﴾ طه(‪.)38‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫يح‬ ‫‪ ‬كمريم العذراء‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬إِ ْذ قالت اْلمالئك ُة يا م ْري ُم إِ َّن الله ُيب ِّش ُرك بِكلمة ِّم ْن ُه ْ‬
‫اس ُمهُ اْلمس ُ‬
‫الد ْنيا و ْاآل ِخ ِرة و ِمن اْل ُمق َّرِبين﴾ آل عمران(‪.)45‬‬ ‫ِعيسى ْاب ُن م ْريم و ِجيهًا ِفي ُّ‬

‫‪ ‬كالعبد الصالح‪ ,‬فالحجية غير مقتصرة على االنبياء‪ ,‬فالعلم الذي كان لدى العبد الصالح‬
‫حجة على نبي اهلل ومن اولي العزم وهذا العبد لم تثبت نبوته وال امامته‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬فوجدا‬
‫ع ْب ًدا ِّم ْن ِعب ِادنا آت ْيناهُ ر ْحم ًة ِّم ْن ِع ِندنا وعلَّ ْمناهُ ِمن لَّ ُدَّنا ِعْل ًما﴾ الكهف (‪.)65‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫(‪)1‬‬
‫تفسير البرهان‪ ,‬ج‪ ,1‬ص‪ ,325‬ح‪.10‬‬
‫‪ ‬كاْلئمة‬

‫الزك ِاة‬
‫الصال ِة وِايتاء َّ‬ ‫قال تعالى‪ ﴿:‬وجعْلناهم أئِ َّمةً يه ُدون بِأم ِرنا وأوحينا إِلي ِهم ِفعل اْلخير ِ‬
‫ات وِاقام َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ْ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬
‫وك ُانوا لنا عا ِب ِدين﴾ اْلنبياء(‪.)73‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫📚 وعن االمام العسكري(ع)‪ :‬كلنا حجج اهلل على الخلق وأمنا الزهراء حجة علينا‪.‬‬

‫‪‬النبي االكرم (ص) هو ال يوحى اليه فقط بل هو وحي‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬إِ ْن ُهو إِ َّال و ْحي ُيوحى‬
‫﴾ النجم(‪.)4‬‬

‫🔍 لذا فبما اننا أثبتنا ان علم النبي واله هو كل لذا هناك طريقان بين ذلك بهما هذا االمر‪:‬‬
‫مباشر وغير مباشر‪.‬‬

‫‪ ‬طريق غير المباشر‪:‬‬

‫نحن نؤمن ونعلم ان القران مهيمن على الكتب السماوية كلها الن علم القران علم الكل‪ ,‬وهذا‬
‫العلم (القران) منزل على رسول الرحمة وال بيته لذا هم اهل العلم كله من باء البسملة الى سين‬
‫الناس‪.‬‬

‫وهذا مثبت في القران نفسه‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة‬
‫اب ِمن ش ْيء‪﴾ ...‬اْلنعام (‪ ,)38‬قال‬ ‫طنا ِفي اْل ِكت ِ‬
‫وبشرى للمسلمين{ النحل(‪ ,)89‬وقوله‪َّ ﴿:‬ما ف َّر ْ‬
‫طب وال يابِس إِ َّال ِفي ِكتاب ُّم ِبين﴾ اْلنعام(‪ ,)59‬وقوله‪ ﴿:‬ويقُولُون يا وْيلتنا م ِ‬
‫ال‬ ‫تعالى‪ ...﴿:‬وال ر ْ‬
‫اب ال ُيغ ِاد ُر ص ِغيرةً وال كبِيرةً إِ َّال أ ْحصاها ‪﴾ ...‬الكهف(‪ ,)49‬وقوله‪﴿:‬وما ِم ْن غائِبة ِفي‬‫هذا اْل ِكت ِ‬

‫ض إِ َّال ِفي ِكتاب ُّم ِبين﴾ النمل(‪.)75‬‬ ‫السَّم ِ‬


‫اء و ْاْل ْر ِ‬

‫📚 ويروى في البصائر عن‪ :‬محمد بن يحيى‪( ,‬بإسناده المذكور) عن ابراهيم‪ ,‬عن ابيه عن‬
‫ابي الحسن االول (ع) قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك أخبرني عن النبي (ص) ورث النبيين كلهم؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ,‬قلت‪ :‬من لدن أدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال‪ :‬ما بعث اهلل نبيًا إال ومحمد(ص) اعلم‬
‫منه‪ ,‬قال ‪:‬قلت‪ :‬إن عيسى ابن مريم وكان يحي الموتى بإذن اهلل ‪,‬قال ‪:‬صدقت‪ ,‬وسليمان بن‬
‫داود كان يفهم منطق الطير‪ ,‬وكان رسول اهلل (ص) يقدر على هذه المنازل‪,‬‬
‫قال ‪:‬فقال ‪:‬إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في امره‪﴿:‬وتفقَّد الطَّ ْير فقال ما لِي‬
‫ال أرى اْلهُ ْد ُهد أ ْم كان ِمن اْلغائِ ِبين﴾ النمل(‪ ,)20‬حين فقده ‪,‬فغضب عليه فقال ‪ْ﴿:‬لُع ِّذبَّنهُ عذ ًابا‬
‫يدا أ ْو ْل ْذبحَّنهُ أ ْو ليأْتِيِّني بِ ُسْلطان ُّمبِين﴾ النمل(‪.)21‬‬
‫ش ِد ً‬

‫وانما غضب ْلنه كان يدله على الماء‪ ,‬فهذا ‪ -‬وهو طائر‪ -‬قد أعطي ما لم يعط سليمان ‪,‬‬
‫وقد كانت الريح والنمل واالنس والجن والشياطين والمردة له طائعين ‪,‬ولم يكن يعرف الماء تحت‬
‫ت بِ ِه اْل ِجبا ُل أ ْو قُطِّع ْ‬
‫ت‬ ‫الهواء ‪ ,‬وكان الطير يعرفه وان اهلل يقول في كتابه ‪ ﴿:‬ول ْو أ َّن قُ ْرًآنا ُسيِّر ْ‬
‫ض أ ْو ُكلِّم بِ ِه اْلم ْوتى ‪﴾ ...‬الرعد(‪.) 31‬وقد ورثنا نحن هذا القران الذي فيه ما تسير به‬ ‫ِ‬
‫بِه ْاْل ْر ُ‬
‫الجبال وتقطع به البلدان ‪,‬وتحي ابه الموتى ‪ ,‬ونحن نعرف الماء تحت الهواء ‪ ,‬وان في كتاب‬
‫اهلل آليات ما يراد بها أمر إال أن يأذن اهلل به مع ما قد يأذن اهلل مما كتبه الماضون ‪,‬وجعله اهلل‬
‫ض إِ َّال ِفي ِكتاب ُّمبِين﴾ النمل‬ ‫لنا في أم الكتاب ‪ْ,‬لن اهلل يقول ‪﴿:‬وما ِمن غ ِائبة ِفي السَّم ِ‬
‫اء و ْاْل ْر ِ‬ ‫ْ‬
‫اصطف ْينا ِم ْن ِعب ِادنا ‪﴾...‬فاطر(‪ .)32‬فنحن الذين‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ ,)75‬ثم قال‪﴿:‬ثَُّم أ ْورثْنا اْلكتاب الذين ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫اصطفانا اهلل عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫بصائر الدرجات ج‪ ,3‬ص‪ ,148- 147‬ح‪.3‬‬
‫‪‬طريق المباشر‪)*(:‬‬

‫وهناك من اآلية التي ذكر بصورة خصت أهل البيت ‪-‬وفاطمة الزهراء اولهم سالم اهلل‬
‫عليها‪-‬باحتوائهم للعلم ككل وذلك وفق تفسيرهم لآليات بانها نازله فيهم صلوات اهلل عليهم‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ول الَّ ِذين كفروا لست مرس ًال ُق ْل كفى ِباللَّ ِه ش ِه ً ِ‬
‫يدا ب ْيني وب ْين ُك ْم وم ْن عندهُ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬ويقُ ُ‬
‫اب﴾ الرعد (‪. )43‬‬ ‫اْل ِكت ِ‬ ‫ِعْل ُم‬

‫📚 حدثنا أبو القاسم قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى العطار قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن‬
‫الصفار (بإسناده المذكور) عن ابي عبد اهلل (ع) قال‪ :‬كنت عنده فذكروا سليمان وما اعطي من‬
‫العلم وما اوتي من الملك فقال لي‪ :‬وما اعطي سليمان بن داود؟ انما كان حرف واحد من االسم‬
‫يدا ب ْينِي‬
‫ول الَّ ِذين كف ُروا ل ْست ُم ْرس ًال قُ ْل كفى ِباللَّ ِه ش ِه ً‬
‫االعظم وصاحبكم الذي قال تعالى‪﴿:‬ويقُ ُ‬
‫اب﴾ الرعد (‪ ,)43‬وكان واهلل عند علي(ع)علم الكتاب‪ .‬فقلت‪ :‬صدقت‬ ‫وب ْين ُكم وم ْن ِعندهُ ِعْلم اْل ِكت ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫واهلل جعلت فداك‪.‬‬

‫‪‬‬

‫قال تعالى‪﴿:‬ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد‬
‫ومنهم سابق بالخيرات بأذن اهلل ذلك هو الفضل الكبير﴾ فاطر(‪.)32‬‬

‫📚 الحسن بن محمد‪( ,‬بإسناده المذكور)‪ ,‬عن أحمد بن عمر قال‪ :‬سألت أبا الحسن‬
‫اصطف ْينا ِم ْن ِعب ِادنا ف ِم ْنهُ ْم ظالِم‬ ‫َّ ِ‬
‫اْلكتاب الذين ْ‬
‫ِ‬ ‫الرضا(ع) عن قول اهلل عز وجل ‪ ﴿:‬ثَُّم أ ْورثْنا‬

‫اللَّ ِه ذِلك ُهو اْلف ْ‬


‫صد و ِم ْنهم سابِق ِباْلخ ْير ِ‬
‫لِّن ْف ِس ِه و ِم ْنهم ُّم ْقت ِ‬
‫ير﴾ فاطر(‪ .)32‬قال‪:‬‬ ‫ض ُل اْلك ِب ُ‬ ‫ات بِِإ ْذ ِن‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬
‫فقال‪ :‬ولد فاطمة(ع) والسابق بالخيرات‪ :‬االمام‪ ,‬والمقتصد‪ :‬العارف باْلمام‪ ,‬والظالم لنفسه‪ :‬الذي‬
‫(‪) 2‬‬
‫ال يعرف االمام‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫بصائر الدرجات ج‪ ,5‬ص‪249‬ح‪.1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الكافي ج‪,1‬ص‪,155‬ح‪.1‬‬
‫ور الَّ ِذين أُوتُوا اْل ِعْلم وما ي ْجح ُد ِبآياتِنا إِ َّال الظَّالِ ُمون﴾‬
‫ص ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫قال تعالى‪﴿:‬ب ْل ُهو آيات بيِّنات في ُ‬
‫العنكبوت (‪)49‬‬

‫📚 محمد بن يحيى‪( ,‬بإسناده المذكور) عن ابي عبد اهلل(ع) قال‪ :‬سمعته يقول‪ ﴿:‬ب ْل ُهو‬
‫ور الَّ ِذين أُوتُوا اْل ِعْلم وما يجحد بِآي ِاتنا ِإ َّال َّ‬
‫الظالِ ُمون ﴾العنكبوت(‪ ,)49‬قال‪:‬‬ ‫ص ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫آيات بيِّنات في ُ‬
‫(‪) 3‬‬
‫هم االئمة(ع) خاصة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫قال تعالى‪ُ ﴿:‬ق ْل ه ْل ي ْست ِوي الَّ ِذين ي ْعلمون والَّ ِذين ال ي ْعلمون إَِّنما يتذ َّكر أُولُو ْاْلْلب ِ‬
‫اب﴾ الزمر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)9‬‬

‫📚 عدة من أصحابنا‪ ,‬عن احمد بن محمد‪( ,‬بإسناده المذكور) عن جابر‪ ,‬عن ابي‬
‫جعفر(ع)في قوله تعالى‪} :‬قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون انما يتذكر اولو‬
‫(‪)4‬‬
‫االلباب{ الزمر‪ ,9‬قال‪ :‬نحن الذين يعلمون‪ .‬وعدونا الذين ال يعلمون‪ .‬وشيعتنا اولو االلباب‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اس ُخون ِفي اْل ِعْلِم يقُولُون آمَّنا بِ ِه ُك ٌّل ِّم ْن ِع ِند ربِّنا وما‬
‫الر ِ‬
‫قال تعالى‪ ﴿:‬وما ي ْعل ُم تأ ِْويل ُه إِ َّال اللَّ ُه و َّ‬
‫اب﴾ آل عمران(‪.)7‬‬ ‫ي َّذ َّكر إِ َّال أُولُو ْاْلْلب ِ‬
‫ُ‬

‫📚 الحسن ين محمد‪( ,‬بإسناده المذكور) عن عبد الرحمن بن كثير‪ ,‬عن ابي عبد اهلل(ع)قال‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الراسخون في العلم أمير المؤمنين واالئمة من بعده(ع)‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫الشيخ الجواهري في جواهر الكالم‪ :‬ج‪ ,7‬ص‪. 378‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الكافي ج‪ ,1‬ص‪ ,153‬ح ‪2‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الكافي ج‪ ,1‬ص‪ ,154‬ح‪.1‬‬

‫(*)علماً هذا الجزء من سلسلة البحث(طريق المباشر) وهي المحاض رة الخامسة غير منشورة لوجود خلل في‬
‫الصوة حسب ما اخبرت من قبل قناة الدعاء وما كتبته اعتماد على تلخيصه في الليلة الالحقة‪...‬‬
‫هذا البحث في مقام البناء عقائدي الهرمي‪ :‬بما ان اهل بيت النبي (ص) عندهم علم‬
‫الكتاب لذا هم يؤخذ منهم كل ما يتعلق باْلمور العقائدية والتشريعية واالخالقية وكل شيء‪.‬‬

‫اصطف ْينا ِم ْن ِعب ِادنا ‪﴾ ...‬فاطر(‪ ,)32‬يعني علم الكتاب‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫قال تعالى‪﴿:‬ثَُّم أ ْورثْنا اْلكتاب الذين ْ‬
‫اعطاه لبعض عباده‪.‬‬

‫البعض يلقي عجزه على القران فعندما ال يتمكن من استنباط بعض االمور من كتاب اهلل‬
‫يقول ان كتاب اهلل ليس فيه كل شيء واهلل يفسر القران بالقران ويقول –عز وجل ‪-‬انه تبيان لكل‬
‫شيء‪ْ ,‬لنهم يعتقدون انه كتاب هدا ية وليس كتاب حياة كما انزله اهلل‪.‬‬

‫لكن بالمقابل هناك ممن اورثهم اهلل علم هذا الكتاب ممن اصطفاهم وهم الرسول الكرم(ص)‬
‫ومن بعده اهل بيته (ع) بينوا ان كل شيء مذكور فيه ما من كبيرة وال صغيرة إال ذكرها‪ .‬فنحن‬
‫ال نعلم إال ظاهر هذا الكتاب وهم (ع) يعلمون ظاهره وباطنه‪.‬‬

‫فرقة كاملة من المسلمين لم يأخذوا مصادر تشريعهم من المصدر الذي امرهم به اهلل فأخذوا‬
‫من مصادر هم وضعوها كمصدر القياس واول من عمل بالقياس ابليس عندما قاس بين خلقته‬
‫وهي انه من نار وادم من تراب فلم يعمل بأمر اهلل بالمقايسة تلك‪.‬‬

‫قال تعالى‪ ﴿:‬قال أنا خ ْير ِّم ْنهُ خل ْقتنِي ِمن َّنار وخل ْقت ُه ِمن ِطين ﴾ ص(‪.)76‬‬

‫وكذلك االستحسان وفتح الذرائع وغيرها‪ ,‬واْلخطر هو مصدر اجماع اهل المدينة فأن اجمعوا‬
‫على امر اتخذوا منه حكم شرعي لتعمل به االمة فإذا اجمعوا على امر انه حالل أصدروا حكم‬
‫الحالل بدون الرجوع لمصادر االلهية وهي كتاب اهلل وعترة نبيه كما امرهم رسول اهلل (ص)‪.‬‬

‫وهذا االنحراف ناتج لعدم فهمهم للقران ولجهلهم المعرفي الذي ركبوه على ان القران لم‬
‫يوضح كل االحكام واهلل يقول فيه بيان كل شيء‪ ,‬حتى الغائبة بين السماء واالرض وحتى الرطب‬
‫واليابس يا ترى هل هذه االمور وتبيانها وايضاحها بالقران تدل على انه كتاب هداية فقط كما‬
‫يدعون ام ال‪ ,‬كتاب لكل شيء؟!‬

‫البعض يقول ما هو دليلكم على ان أهل البيت لديهم علم كل الكتاب؟‬


‫🔍 وهنا سنذكر بعض الروايات عن اهل البيت في مواقف مختلفة من استنباط االحكام من‬
‫الكتاب الكريم‪:‬‬

‫📚 عن علي بن إبراهيم‪ ,‬عن محمد بن عيسى‪ ,‬عن يونس‪ ,‬عن حماد‪ ,‬عن عبداهلل بن‬
‫سنان‪ ,‬عن أبي الجارود قال‪ :‬قال أبو جعفر (عليه السالم)‪ :‬إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من‬
‫كتاب اهلل‪ ,‬ثم قال في بعض حديثه‪ :‬إن رسول اهلل (صلى اهلل عليه واله وسلم) نهى عن القيل‬
‫والقال وفساد المال وكثرة السؤال‪ ,‬فقيل له‪ :‬يا بن رسول اهلل أين هذا من كتاب اهلل؟ قال‪ :‬إن اهلل‬
‫(عز وجل) يقول‪ ﴿:‬ال خير في كثير من نجواهم إال من أمر بصدقة أو معروف أو إصالح بين‬
‫اما ‪ ﴾ ...‬النساء(‪,)5‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫النساء(‪ ,)114‬وقال‪ ﴿:‬وال تُ ْؤتُوا السُّفهاء أ ْموال ُك ُم التي جعل الل ُه ل ُك ْم قي ً‬
‫(‪)1‬‬
‫وقال‪﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا ال ت ْسألُوا ع ْن أ ْشياء إِن تُْبد ل ُك ْم ت ُس ْؤ ُك ْم ‪﴾ ...‬المائدة (‪.)101‬‬

‫‪‬‬

‫📚 [معاني اْلخبار] ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن اْلشعري عن علي بن السندي عن‬
‫محمد بن عمرو عن جميل عن ابن تغلب عن أبي جعفر (ع) أنه قال في الرجل يوصي بجزء‬
‫اجع ْل على ُك ِّل جبل ِم ْنهُ َّن‬
‫من ماله إن الجزء واحد من عشرة ْلن اهلل عز وجل يقول‪﴿ :‬ثَُّم ْ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُج ْزءاً﴾ وكانت الجبال عشرة والطير أربعة فجعل على كل منهن جزءا‪.‬‬

‫‪‬‬

‫علي بن ابراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن داود النهدي‪ ,‬عن بعض‬ ‫ّ‬ ‫📚 محمد بن يعقوب‪ ,‬عن‬
‫أصحابنا‪ ,‬قال‪ :‬دخل ابن أبي سعيد المكاري على أبي الحسن الرضا (عليه السالم)‪ ,‬إلى ان قال‪:‬‬
‫إن اهلل يقول في‬
‫فقال له‪ :‬رجل قال عند موته‪ :‬كل مملوك لي قديم فهو حر لوجه اهلل‪ ,‬قال‪ :‬نعم‪ّ ,‬‬
‫ون اْلق ِد ِيم﴾ يس (‪ )39‬فما كان من مماليكه اتى له‬
‫كتابه‪﴿:‬واْلقمر ق َّد ْرناهُ من ِازل حتَّى عاد كاْل ُع ْر ُج ِ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ستة أشهر فهو قديم حر‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫الكافي ج‪ ,1‬ص‪ ,47‬ح ‪.5‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بحار االنوار‪ ,‬ج‪ ,100‬ص‪ ,211‬ح‪.10‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الكافي ج ‪ ,6‬ص‪ ,195‬ح‪ .6‬عيون أخبار الرضا عليه السالم ج ‪ 1‬ص ‪.308‬‬
‫📚 بسند صحيح أن اْلبرش الكلبي سأل اْلمام الباقر(ع) عن قوله تعالى‪ ﴿ :‬ي ْوم تُب َّد ُل‬
‫ات﴾‪ ,‬قال‪ :‬تُب َّد ُل ُخ ْبزًة ن ِقَّي ًة‪ ,‬يأكل الناس منها حتى ُيفرغ من‬ ‫ض غ ْير اْل ْر ِ‬
‫ض والسَّماو ُ‬ ‫اْل ْر ُ‬
‫الحساب‪ .‬قال اْلبرش فقلت‪ :‬إن الناس يومئذ لفي شغل عن اْلكل‪ .‬فقال أبو جعفر(ع)‪ :‬هم في‬
‫النار ال يشتغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب‪ ,‬فكيف يشتغلون عنه في‬
‫(‪) 2‬‬
‫الحساب‪.‬‬

‫اء أ ْو ِم َّما رزق ُك ُم‬


‫الن ِار أصحاب اْلجَّن ِة أن أ ِفيضوا علينا ِمن اْلم ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اب َّ‬
‫صح ُ‬
‫قال تعالى‪ :‬ونادى أ ْ‬
‫اللَّهُ قالُوا إِ َّن اللَّه ح َّرمهُما على اْلك ِاف ِرين﴾ اْلعراف(‪ ,)50‬وقوله‪ ﴿:‬آل ِكلُون ِمن شجر ِّمن زقُّوم‬
‫(‪ )52‬فمالِ ُئون ِم ْنها اْل ُبطُون(‪)53‬فش ِارُبون عل ْي ِه ِمن اْلح ِم ِيم﴾ الواقعة(‪.)54‬‬

‫‪‬‬

‫📚 ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعامًا مع ِ‬


‫االمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السالم)‪ ,‬فلما‬
‫رب العالمين‪ ,‬اللهم هذا منك‪ ,‬ومن‬
‫رفع الصادق (عليه السالم) يده من أكله قال‪ :‬الحمد هلل ّ‬
‫رسولك (ص) فقال أبو حنيفة‪ :‬يا أبا عبد اهلل‪ ,‬أجعلت مع اهلل شريكًا؟‬

‫ـاه ُم اللَّــهُ ور ُســولُهُ ِمــن‬


‫ـإن اهلل تعــالى يقــول فــي كتابــه ‪﴿:‬ومــا نق ُم ـوا إِ َّال أ ْن أ ْغنـ ُ‬ ‫فقــال لــه‪ :‬ويلــك‪ ,‬فـ ّ‬
‫ـرة ومــا لهُـ ْـم ِفــي‬
‫يمــا ِفــي الـ ُّـد ْنيا و ْاآل ِخـ ِ‬‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ك خ ْيـ ا َّ‬
‫ـر لهُـ ْـم وِان يتولـ ْـوا ُيعــذ ْبهُ ُم اللــهُ عــذ ًابا أل ً‬‫وب ـوا يـ ُ ً‬
‫ف ْ ِِ‬
‫ضــله فـِإن يتُ ُ‬
‫ضــلِ ِه‬
‫صــير ﴾ التوبــة(‪ )74‬ويقــول فــي موضــع آخر‪...﴿:‬سـ ُـي ْؤتِينا اللَّــهُ ِمــن ف ْ‬ ‫ض ِمــن ولِــي وال ن ِ‬‫ْاْل ْر ِ‬
‫ورسـولُه إَِّنــا إِلــى اللَّ ِـه ر ِ‬
‫اغ ُبــون﴾ التوبــة(‪ )59‬فقـال أبــو حنيفــة‪ :‬واهلل‪ ,‬لكـأني مــا قرأتهمــا قـط مــن كتــاب‬ ‫ُ ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫اهلل وال سمعتهما إالّ في هذا الوقت‪....‬‬

‫وهذه نماذج عن مناظرات اهل البيت (ع) التي ما وصل منها اقل من القليل‪..‬‬

‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)2‬‬
‫الكافي ج‪,1‬ص‪. 286‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بحار االنوار‪ :‬ج ‪ 10‬ص ‪ 216‬ح ‪ 17‬و ج ‪ 47‬ص ‪ 240‬ح ‪.25‬‬
‫‪ ‬مفهوم الحاكمية‬
‫كما بينا من خالل علو درجة العلم تكون علو درجة الرفعة‪ ,‬وعلى اساس الرفعة تكون‬
‫الحاكمية‪.‬‬

‫ُمــة بِشـ ِهيد و ِج ْئنــا بِـك علــى ه ُـؤال ِء شـ ِه ً‬


‫يدا﴾ النســاء(‪,)41‬‬ ‫قـال تعــالى‪﴿:‬فك ْيف إِذا ِج ْئنـا ِمــن ُك ِّـل أ َّ‬
‫فــاذا كــان الرســول (ص)شــاهد علــى الشــهود مــن بــاب اولــى ان تكــون حاكميتــه اعلــى وأكبــر وعلــى‬
‫الكل‪.‬‬

‫وهناك اية خطيرة ولو لم تكن إال هي لكفى توضيح مقام النبي(ص) ولنعلق عليها حتى‬
‫تفهم مغزاها مباشرة عند قراه نص اآلية الكريمة‪ :‬ان االنسان مر بعدة عوالم قال تعالى‪" :‬انك‬
‫كادح الى ربك كدحا فمالقيه "فمن عالم الذر الى عالم الميثاق وثم الى عالم االصالب و االرحام‬
‫ثم الدنيا وثم البرزخ والقيام (جنة ونار) وهذه اآلية تشير الى عالم الميثاق حيث اختار اهلل ممن‬
‫اصطفاهم للنبوة ولكن بشرط ‪,‬قال تعالى لهم انه يعطونه امرين وبالمقابل اعطيكم امرين‪ :‬اعطيكم‬
‫النبوة والحكمة وبالمقابل تؤمنون بالنبي الخاتم وتنصرانه‪.‬‬

‫النبِيِّين لما آت ْيتُ ُكم ِّمن ِكتاب و ِح ْكمة ثَُّم جاء ُك ْم ر ُسول ُّمص ِّدق‬‫قال تعالى‪﴿:‬وِا ْذ أخذ اللَّ ُه ِميثاق َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫نص ُرَّن ُه قال أأ ْقرْرتُ ْم وأخ ْذتُ ْم على ذل ُك ْم إِ ْ‬
‫ص ِري قالُوا أ ْقرْرنا قال فا ْشه ُدوا وأنا‬ ‫لما مع ُك ْم لتُ ْؤ ِم ُن َّن بِه ولت ُ‬
‫اه ِدين﴾ آل عمران(‪ ,)81‬هنا التفاتتين‪:‬‬
‫الش ِ‬
‫مع ُكم ِّمن َّ‬

‫االولى‪:‬‬

‫انهم من الممكن ان يؤمنوا به لكن يا ترى كيف ي نصرونه وهم ليسوا في زمانه؟‬
‫والجواب‪ :‬انهم ينصرونه بولده االمام المهدي (عج) فنحن نعلم من خالل الروايات ان المسيح‬
‫(ع) هو حي ولم يقتلوه كما في قوله تعالى‪ ﴿:‬ورف ْعناهُ مك ًانا علِيًّا ﴾مريم(‪ , )57‬والخضر واليأس‬
‫وادريس ينزلون لينصر ونه ويكونون وزرائه عند قيامه‪ .‬وهذا يدل ان الشرط كان لإلقرار بحاكمية‬
‫النبي(ع) واله(ع) على سائر االنبياء‪.‬‬

‫فالعلم يأتي بالقرب واهلل يقول عن نبيه الخاتم‪﴿ :‬ثم دنا فتدلى(‪ )8‬فكان قاب قوسين او أدني﴾‬
‫النجم(‪ ,)9‬ومن وصل لهذا القرب غيره (صل اهلل عليه واله) ‪-‬القرب المعنوي‪ -‬؟؟‬
‫والثاني‪:‬‬

‫ان اهلل لم يكتفي بإقرار االنبياء بنبوة النبي الخاتم بل اشهدهم على اقرارهم وكذلك التهديد‬
‫لمن سيعدل عن اق ارره الى مرحلة الفسق‪ ,‬قال تعالى ‪} :‬فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون{‬
‫ال عمران‪-‬اية‪. 82‬وكان هو عز وجل شهيد وهذا ان دل فأنه يدل على عظمة االمر والموقف‪,‬‬
‫ومن جه اخرى يتبين لنا ان االنبياء لم يحصلوا على درجة النبوة ولم يحصلوا على العلم والحكمة‬
‫من دون هذا االقرار وهذا االيمان‪ ,‬ومن دون النصرة لذريت النبي معا غير مفترقان‪ .‬وهذا يدل‬
‫على ان النبي واله هم اهل العلم الكامل وبتالي لهم الحاكمية على الخلق المؤتاة لهم من قبل اهلل‬
‫فإذا كانت النبوة ال تعطى إال بالواسطة فكيف بغيرها من اْلمور‪.‬‬

‫فنحن نقول في زيارة الجامعة الكبرى "بكم ينزل اهلل الغيث وبكم يمسك السماء ان تقع على‬
‫االرض وبكم ينفس عن الهم‪"...‬ولما ال يكونون سبب نزول الغيث وهم سبب اعطاء االنبياء النبوة‬
‫والحكمة‪...‬‬

‫فآيات الخالفة الملحمية واضحة وكرامة االنبياء في تعلم اسماء اهل البيت وبعض‬
‫علومهم‪:‬‬

‫فالنبي ادم (ع)لم تسجد له المالئكة اال بعد ان تعلم االسماء وعندما نعود لتفسير االسماء‬
‫نجدها (قال تعالى }عرضهم{ ولم يقل عرضها‪ ,‬وقال اسماء }هؤالء{ وهذه تدل على اسماء‬
‫ْلشخاص وليس ْلشياء‪.‬‬

‫ونبي اهلل ابراهيم (ع) اتم الكلمات بعدها تكامل وحصل على درجة اْلمامة‪.‬‬
‫ف ي الزيارة الجامعة الكبرى "خلقكم انوا ار محدقين بعرشه " اي عرض ذواتهم النورانية‪.‬‬

‫ومن هنا نفهم كالم االمام الباقر(ع)‪ :‬ان اهلل فرض والية جدتي فاطمة على كل نبي وملك‬
‫ووحش وطير وجن وانس "‬

‫فموالتنا فاطمة (ع)مفروضة الطاعة ْلنها حجة فهي ممن شمل بأية التطهير وفي التفسير‬
‫الباطني ْلية‪} :‬ال يمسه إال المطهرون{ اي ان علم القران ال يملكه وال يبلغه أحد إال الراسخون‬
‫في العلم اي اصحاب العلم الكامل وفاطمة الزهراء واحدة منهم سالم اهلل عليها‪.‬‬
‫‪‬ف القران يعبر عن مقام الصالح والصالحين ويذكر ان بعض اْلنبياء هم من الصالحين‬
‫والبعض يطلب من اهلل ان يلحقه بالصالحين وعندما يأتي لنبي واله يعبر عنهم بصالح المؤمنين‪,‬‬
‫ب لِي‬ ‫بهْ‬ ‫الص ِال ِحين﴾ اْلنعام(‪ ,)85‬وقوله‪ :‬ر ِّ‬‫قال تعالى‪﴿:‬وزك ِريَّا وي ْحيى و ِعيسى وِاْلياس ُك ٌّل ِّمن َّ‬
‫ور ِمن بع ِد ِّ‬
‫الذ ْك ِر أ َّن‬ ‫الصالِ ِحين﴾ الشعراء(‪ ,)83‬وقوله‪﴿:‬ولق ْد كت ْبنا ِفي َّ‬
‫الزُب ِ‬ ‫ُح ْك ًما وأْل ِح ْقنِي ِب َّ‬
‫ْ‬
‫الص ِال ُحون﴾ اْلنبياء(‪.)105‬‬ ‫ْاْل ْرض ي ِرثُها ِعب ِادي َّ‬

‫وب ُكما وِان تظاه ار عل ْي ِه فِإ َّن اللَّه ُهو م ْوالهُ و ِج ْب ِر ُ‬


‫يل‬ ‫وقوله‪ ﴿:‬إِن تتُوبا إِلى اللَّ ِه فق ْد صغ ْ‬
‫ت ُقلُ ُ‬
‫وصالِ ُح اْل ُم ْؤ ِم ِنين واْلمالئِكةُ ب ْعد ذلِك ظ ِهير﴾ التحريم(‪.)4‬‬

‫📚 عن السدي‪ ,‬عن ابن مالك‪ ,‬عن ابن عباس‪ .‬وابي بكر الحضرمي‪ ,‬عن ابي جعفر (ع)‪,‬‬
‫والثعلبي باْلسناد عن موسى ابن جعفر(ع)‪ ,‬عن اسماء بنت ُعميس‪ ,‬عن النبي(ص)‪,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قالوا‪(:‬وصالح المؤمنين‪ :‬علي بن أبي جعفر طالب (ع)‪.‬‬

‫‪‬وعندما يأتي االمر ْلعطاء الملك فكل من ذكروا لهم ملك اال ذرية إبراهيم (ع) لهم ملك‬
‫عظيم‪ ,‬قال تعالى ‪﴿:‬وقال لهُ ْم نبِيُّهُ ْم إِ َّن اللَّه ق ْد بعث ل ُك ْم طالُوت ملِ ًكا ‪ ﴾...‬البقرة(‪ ,)247‬وقوله‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اغ ِفر ِلي وه ْ ِ‬
‫اب﴾ ص(‪ ,)35‬وقوله‪:‬‬ ‫ب لي ُمْل ًكا َّال ينبغي ِْلحد ِّمن ب ْعدي ِإَّنك أنت اْلو َّه ُ‬ ‫ب ْ ْ‬ ‫﴿قال ر ِّ‬
‫ض أنت ولِيِّي ِفي‬ ‫اطر السَّماو ِ‬
‫ات و ْاْل ْر ِ‬ ‫يث ف ِ‬
‫يل ْاْلح ِاد ِ‬
‫ب ق ْد آت ْيتنِي ِمن اْلمْل ِك وعلَّمتنِي ِمن تأ ِْو ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫﴿ر ِّ‬
‫َّال ِحين﴾ يوسف(‪.)101‬‬ ‫الد ْنيا و ْاآل ِخ ِرة توفَّنِي مسلِما وأْل ِح ْقنِي بِالص ِ‬
‫ُْ ً‬ ‫ُّ‬

‫ـــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫الكافي ج‪ 8‬ص‪ 274‬ح‪.314‬‬
‫اهيم اْل ِكتاب واْل ِح ْكمة‬
‫الناس على ما آتاهم اللَّه ِمن فضلِ ِه فق ْد آتينا آل ِإبر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ ُ‬ ‫وقوله‪﴿:‬أ ْم ي ْح ُس ُدون َّ‬
‫يما﴾ النساء(‪.)54‬‬ ‫ِ‬
‫اهم ُّمْل ًكا عظ ً‬‫وآت ْين ُ‬

‫📚 عن محمد بن عباس بن حسين ويعقوب بن يويد‪( ,‬باْلسانيد المذكورة)‪ ,‬عن ابي‬


‫جعفر(ع)‪ ,‬في قوله تبارك وتعالى‪ :‬فقد ءاتينا ءال ابراهيم ‪ :...‬فجعلها منهم الرسل واالنبياء‬
‫واالئمة‪ ,‬فكيف يقرون في آل ابراهيم (ع) وينكرونه في آل محمد(ع) قلت‪ :‬فما معنى قوله‪:‬‬
‫وءاتيناه ملكا عظيما؟ قال‪ :‬الملك العظيم ان جعل فيهم أئمة‪ ,‬من أطاعهم أطاع اهلل‪ ,‬ومن‬
‫(‪) 1‬‬
‫عصاهم عصى اهلل‪ ,‬فهو الملك العظيم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫قال تعالى‪َّ ﴿:‬ال ِذين آم ُنوا ول ْم يْل ِب ُسوا ِإيمانهُم بِظُْلم أُول ِئك لهُ ُم ْاْل ْم ُن و ُهم ُّم ْهت ُدون (‪ )82‬وتِْلك‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء إِ َّن ربَّك حكيم عليم (‪ )83‬ووه ْبنا لهُ‬ ‫ُح َّجتُنا آت ْيناها إِ ْبراهيم على ق ْو ِمه ن ْرف ُع درجات َّمن َّنش ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وسف‬ ‫وحا هد ْينا من قْب ُل و ِمن ُذ ِّريَّته د ُاوود و ُسل ْيمان وأيُّوب وُي ُ‬ ‫إِ ْسحاق وي ْعقُوب ُك ًّال هد ْينا وُن ً‬
‫الص ِال ِحين‬
‫و ُموسى وه ُارون وكذلِك ن ْج ِزي اْل ُم ْح ِسنِين (‪ )84‬وزك ِريَّا وي ْحيى و ِعيسى وِاْلياس ُك ٌّل ِّمن َّ‬
‫ضْلنا على اْلعال ِمين(‪ )86‬و ِم ْن آبائِ ِه ْم و ُذ ِّريَّاتِ ِه ْم‬ ‫طا و ُك ًّال ف َّ‬‫ونس ولُو ً‬
‫اعيل واْليسع وُي ُ‬ ‫(‪)85‬وِاسم ِ‬
‫ْ‬
‫اه ُم ا ْقت ِد ْه قُل َّال‬ ‫صراط ُّم ْست ِقيم (‪ )87‬أُولئِك الَّ ِذين هدى اللَّ ُه فبِهُد ُ‬‫اهم إِلى ِ‬
‫اه ْم وهد ْين ُ ْ‬ ‫وِا ْخوانِ ِه ْم و ْ‬
‫اجتب ْين ُ‬
‫أ ْسألُ ُك ْم عل ْي ِه أ ْج ًار إِ ْن ُهو إِ َّال ِذ ْكرى ِلْلعال ِمين﴾ اْلنعام (‪.)90‬‬

‫📚 عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي‪ ,‬عن ابي عبد اهلل (ع)‪ ,‬في قوله‪ :‬الذين ءامنوا ولم‬
‫يلبسوا إيمانهم بظلم‪ ,‬قال‪ :‬آمنوا بما جاء به محمد(ص) من الوالية‪ ,‬ولم يخلطوها بوالية فالن‬
‫وفالن‪ ,‬فهو اللبس بظلم‪ .‬وقال‪ ":‬أما االيمان فليس يتبعض كله‪ ,‬ولكن يتبعض قليالً قليالً بين‬
‫الضالل والكفر"‪ .‬قلت‪ :‬بين الضالل والكفر منزلة؟ قال‪" :‬ما أكثر عرى االيمان" (‪.)2‬‬

‫ذكر أحوال اْلنبياء ثم احوالهم ثم عاد لذكر هدى اْلنبياء لذا فاْليمان بدرجات هناك ايمان‬
‫ناقص او بعض وهناك ايمان كامل والمؤمنون اْلكمل هم النبي واله برز االيمان كله عن‬
‫علي(ع)‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تفسير العياش‪ :‬ج‪,1‬ص‪ ,396‬ح‪.49‬‬ ‫بصائر الدرجات‪ :‬ص‪ ,50‬ح‪ ,6‬باب ‪.17‬‬
‫اه ُم ا ْقت ِد ْه ﴾‬
‫📚 وقد احتج العلماء – كما يقول الخازن – بقوله تعالى في اْلنعام‪ ﴿:‬فبِهُد ُ‬
‫اْلنعام(‪ ,)90‬لكون النبي (ص) أفضل اْلنبياء ْلن ما تفرق في اْلنبياء من خصال الفضل‬
‫(‪)1‬‬
‫اجتمعت فيه صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫📚 وعقد النووي في شرح صحيح اْلمام مسلم بابًا قال‪( :‬باب تفضيل نبينا محمد صلى اهلل‬
‫عليه وسلم على جميع الخالئق وأنه كان يقول‪} :‬إن بعض النبيين أفضل من بعض ومحمد صلى‬
‫(‪)2‬‬
‫اهلل عليه وسلم أفضلهم{‬

‫📚 وفي حديث التشبيه او االشباه في فضائل امير المؤمنين وهو ثابت في الفريقين أيضا ما‬
‫تفرق باْلنبياء تجمع في امير المؤمنين (ع) عن الرسول االكرم (ص)‪:‬من اراد ان ينظر إلى‬
‫ادم(ع) في علمه فلينضر الى علي(ع)‪ ,‬والى ابراهيم(ع) في حلمه فلينضر الى علي(ع) والى‬
‫داود في زهده فلينضر الى علي(ع)‪ ,‬والى ايوب في صبره فلينضر الى علي(ع) وألى سليمان في‬
‫قضاءه فلينضر الى علي(ع)وألى موسى في مناجاته فلينضر الى علي(ع) وألى عيسى في‬
‫عبادته فلينظر الى علي ابن ابي طالب" (‪.)3‬‬

‫📚 وفي أحوال الزهراء(ع) الدالة على نفس المعنى الدال على عظيم شأنها قوله(ص)‪ :‬رائحة‬
‫االنبياء عليهم السالم رائحة السفرجل‪ ,‬ورائحة الحور العين رائحة اآلس‪ ,‬ورائحة المالئكة رائحة‬
‫الورد‪ ,‬ورائحة ابنتي فاطمة الزهراء عليها السالم رائحة السفرجل واآلس والورد‪ ,‬وال بعث اهلل نبيًا‬
‫وال وصيًا إالّ ُوجد منه رائحة السفرجل فكلوها وأطعموا حباالكم ُيحسِّن اوالدكم)‪.)4‬‬

‫ولهذا الزهراء ع هي أيضا قد جمعت ما تفرق باْلنبياء والمالئكة والحور العين فهي أفضل‬
‫من اْلنبياء جميعا بالخصوصية وعصارة كماالتهم في الكماالت اْلنسانية‪ .‬وهنا الرائحة ليس‬
‫االمر المادي ( العطر) بل هو امر ال يستشعر ويشمه اال أصحاب العلم الكامل فعلي (ع) في‬
‫حديث الكساء كان يقول(ع) والحسنيين عندما دخال في حديث الكساء‪ :‬شموا رائحة النبوة فقالوا‪:‬‬
‫كأنها راحت النبي(ص)‪.‬‬

‫ـــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫مدينة المعاجز‪ :‬ج‪ 1‬ص‪. 394‬‬ ‫تفسير الخازن ‪.157/ 2‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫جامع اْلحاديث للقمي ص ‪ ,82‬وبحار االنوار ج ‪ 66‬ص ‪.177‬‬ ‫شرح صحيح مسلم للنووي ‪.37/15‬‬
‫🔍 ومن دقائق القران ‪ :‬ان اهلل عندما يتحدث عن االستخالف فهناك مراتب ‪:‬‬

‫فهناك خالفة عامة فكل منا مسؤول ومستخلف حسب موقعه ودوره الذي يؤديه كما في قوله‬
‫ض خِليفةً ‪﴾ ...‬البقرة (‪.)30‬‬
‫اعل ِفي ْاْل ْر ِ‬
‫تعالى‪ ﴿:‬وِا ْذ قال ربُّك لِْلمالئِك ِة إِِّني ج ِ‬

‫وهناك خالفة خاصة ْلنبياء اهلل لكنها محدده بانتهاء نبوة النبي(ع) إن صح التعبير كما في‬
‫الن ِ‬
‫اس ‪ ﴾...‬ص(‪.)26‬‬ ‫اح ُكم ب ْين َّ‬ ‫ود ِإَّنا جعْلناك خلِيف ًة ِفي ْاْل ْر ِ‬
‫ضف ْ‬ ‫قول اهلل تعالى‪ :‬يا د ُاو ُ‬

‫وعند الوصول ْلهل البيت(ع) وحاكميتهم في اْلرض يعبر بالخالفة الكاملة (خلفاء االرض)‬
‫ض أإِله َّمع اللَّ ِه‬ ‫ضط َّر إِذا دعاهُ وي ْك ِش ُ‬
‫ف السُّوء وي ْجعلُ ُك ْم ُخلفاء ْاْل ْر ِ‬ ‫بقوله تعالى ‪﴿:‬أ َّمن ُي ِج ُ‬
‫يب اْل ُم ْ‬
‫يال َّما تذ َّك ُرون ﴾النمل (‪.)62‬‬‫قلِ ً‬

‫📚 فعن الشيخ المفيد في أماليه‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابو بكر محمد بن عمر الجعابي‪( ,‬باْلسناد‬
‫المذكور)‪ ,‬عن عمران بن الحصين‪ ,‬قال‪ :‬كنت انا وعمر بن الخطاب جالسين‪ ,‬عند النبي(ص)‪,‬‬

‫ضط َّر إِذا دعاهُ وي ْك ِش ُ‬


‫ف‬ ‫وعلي(ع) جالس إلى جنبه‪ ,‬إذ ق أر رسول اهلل (ص)‪﴿:‬أ َّمن ُي ِج ُ‬
‫يب اْل ُم ْ‬
‫يال َّما تذ َّك ُرون﴾ النمل(‪ ,)62‬قال‪ :‬فأنتفض علي(ع)‬ ‫ض أإِله َّمع اللَّ ِه قلِ ً‬
‫السُّوء وي ْجعلُ ُك ْم ُخلفاء ْاْل ْر ِ‬

‫انتفاض العصفور‪ ,‬فقال له النبي(ص)‪ ":‬ما شأنك تجزع؟" فقال‪" :‬ما لي ال اجزع‪ ,‬واهلل يقول إنه‬
‫يجعلنا خلفاء االرض؟"‪ .‬فقال له النبي(ص)‪":‬ال تجزع‪ ,‬فو اهلل ال يحبك إال مؤمن‪ ,‬وال يبغضك إال‬
‫(‪) 1‬‬
‫منافق"‪.‬‬

‫ــــ ـــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫االمالي‪ :‬ص‪ ,307‬ح‪.5‬‬
‫‪‬البحث الثاني‬
‫تسليط الضوء على فقرة وردة في احدى زياراتها(ع)‪ (:‬واَرخيتَ‬
‫دونها ِحجاب النُّبوة ) في تبيان مقام الزهراء(ع) ‪..‬‬
‫📚 وردت (في بحار اْلنوار للعالمة المجلسي ‪ -‬المجلد ‪ | 97‬كتاب الجهاد والمزار) فقرات زيارة للسيدة‬
‫ِ‬
‫الفردوس‬ ‫الزهراء (ع) الواردة عن المعصوم ينقلها المجلسي عن ابن طاووس جاء فيها‪ ( :‬تفاحة‬
‫شرفت بمولدها نساء الجنة ‪ ....‬وارخيت دونها ِحجاب ُّ‬
‫النبوة )‪ ,‬التي هي محل بحثنا‪.‬‬ ‫الخلد التي ّ‬
‫و ُ‬

‫فالمقصود‪-‬بصورة مختصرة‪ -‬من هذه الفقرة‪ :‬انه الحجاب الذي ستر اهلل به اْلنبياء(ع) يضخ‬
‫لهم اْلسرار ويعطيهم ما كان ويكون وكائن إلى يوم القيامة هذا ال تراه كل الناس وانما محصور‬
‫يال﴾‪ ,‬ومعنى ذلك في ( وارخيت دونها ِحجاب ُّ‬
‫النبوة ) أن‬ ‫بالنبي فقط﴿ ِإَّنا سُنْل ِقي عل ْيك ق ْوًال ث ِق ً‬
‫فاطمة ع ‪ ,‬فهذا المانع الذي يحجب الناس عن ما يراه ويسمعه‬ ‫كل ما يراه النبي ص تراه ِ‬
‫فاطمة و تسمعه ف ِ‬
‫اطمة ‪.‬‬ ‫المصطفى من أسرار تراه ِ‬
‫ُ‬

‫نستطيع معرفة ثقافة الحجاب من خالل ( القرآن الكريم ‪ -‬الحديث ‪ -‬بعض اْلدعية الواردة‬
‫عن المعصومين ) ‪.‬‬
‫💠 ثقافة الحجاب في القرآن الكريم ‪:‬‬

‫‪ ‬ملف سورة األعراف‬

‫صحاب اْلجَّن ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫قال تعالى‪﴿:‬وب ْينهُما حجاب وعلى ْاْل ْعراف ِرجال ي ْع ِرُفون ُك ًّال بِسيم ُ‬
‫اه ْم وناد ْوا أ ْ‬
‫طم ُعون﴾ [اْلعراف‪ ,]46 :‬معنى حجاب هنا ‪ :‬حاجز‪ ,‬يمنع‬
‫أن سالم عل ْي ُك ْم ل ْم ي ْد ُخلُوها و ُه ْم ي ْ‬
‫رؤية من في هذا الطرف لمن هو في ذاك الطرف وهذا الحجاب هو(اْلعراف) يعني اْلمر‬
‫المرتفع‪ ,‬وعلى هذا اْلعراف رجال يسيطرون على الناس من جهة اليمين الجنة ومن الجهة‬
‫اْلخرى النار ويكلمون أهل الجنة ويكلمون أهل النار‪ ,‬وهم النبي وآل النبي (ع )‪.‬‬

‫نفسهم هؤالء الرجال في سورة النور﴿ ِرجال َّال تُْل ِهي ِه ْم تِجارة وال ب ْيع عن ِذ ْك ِر اللَّ ِه وِاق ِام‬
‫وب و ْاْل ْبص ُار﴾‪ ,‬وايضًا في اآلية ﴿ ِّمن اْل ُم ْؤ ِم ِنين‬ ‫الزك ِاة يخافُون يوما تتقلَّ ِ ِ‬
‫ب فيه اْل ُقلُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ًْ‬
‫الصال ِة وِايت ِ‬
‫اء َّ‬ ‫َّ‬
‫يال ﴾‪.‬‬ ‫ِرجال صدقُوا ما عاه ُدوا اللَّه عل ْي ِه ف ِم ْنهُم َّمن قضى ن ْحبهُ و ِم ْنهُم َّمن ينت ِظ ُر وما ب َّدلُوا ت ْب ِد ً‬

‫وهذا الحاجز يمنع الرؤية وال يمنع الصوت‪ ,‬فهناك حجاب يمنع الصورة وال يمنع الصوت‬
‫يضوا عل ْينا ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صحاب اْلجَّنة أ ْن أف ُ‬ ‫اب َّ‬
‫الن ِار أ ْ‬ ‫صح ُ‬
‫الصوت‪ ﴿ :‬ونادى أ ْ‬ ‫وهناك حجاب يمنع حتى‬
‫قالُوا إِ َّن اللَّه ح َّرمهُما على اْلك ِاف ِرين ﴾ فحين قالوا إن اهلل حرمها على‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْلماء أ ْو م َّما رزق ُك ُم اللهُ‬
‫الكافرين يعني سمعوا بالنتيجة الحجاب هنا يمنع الرؤية فقط ‪.‬‬

‫صحاب اْلجَّن ِة‬ ‫اف ِرجال ي ْع ِرفُون ُك ًّال بِ ِسيم ُ‬


‫اه ْم وناد ْوا أ ْ‬
‫قال تعالى‪﴿:‬وب ْينهما ِحجاب وعلى ا ْْل ْعر ِ‬
‫ُ‬
‫طم ُعون﴾ [اْلعراف‪.]46 :‬‬ ‫أن سالم عل ْي ُك ْم ل ْم ي ْد ُخلُوها و ُه ْم ي ْ‬

‫( وعلى ْاْل ْعر ِ‬


‫اف ) في الروايات يقول المعصوم " نحن اْلعراف الذين ال ُيعرف اهلل إال بسبيل‬
‫معرفتنا " ‪ ,‬فإذا كانوا أهل البيت هم اْلعراف فهم الحاجز بين أصحاب الجنة والنار ‪ ,‬بالنتيجة‬
‫نرجع للواقعة نرى‬
‫تكون يوم القيامة ثالث شرائح وهو المفترض شريحتين إما جنة أو نار ‪ ,‬حين ا‬
‫اب اْلم ْشأم ِة‪,‬‬
‫صح ُ‬
‫ِ‬
‫اب اْلم ْشأمة ما أ ْ‬
‫صح ُ‬
‫ِ‬
‫اب اْلم ْيمنة‪ ,‬وأ ْ‬
‫صح ُ‬
‫ِ‬
‫اب اْلم ْيمنة ما أ ْ‬
‫صح ُ‬ ‫ثالث شرائح ‪﴿:‬فأ ْ‬
‫والسَّابِقُون السَّابِقُون‪ ,‬أُولئِك اْل ُمق َّرُبون﴾‪ ,‬والسابقون أعلى من أصحاب الميمنة ‪,‬‬
‫وفي سورة المطففين ‪﴿ :‬ك َّال إِ َّن ِكتاب ْاْل ْبرِار ل ِفي ِعلِّيِّين(‪ )18‬وما أ ْدراك ما ِعلِّيُّون(‪ِ )19‬كتاب‬
‫َّم ْرقُوم (‪ )20‬ي ْشه ُدهُ اْل ُمق َّرُبون(‪ ,﴾)21‬اْلبرار يمين والقرآن يقول المقربون يشهدون على كتاب‬
‫اْلبرار ‪ ,‬وهم محمد وآل محمد ‪.‬‬

‫‪ ‬ملف الحجاب في سورة الحديد ‪:‬‬

‫ورُك ْم ِقيل ْار ِج ُعوا‬


‫انظُ ُرونا ن ْقتبِ ْس ِمن ُّن ِ‬ ‫ات لِلَّ ِذين آم ُنوا‬
‫قال تعالى‪ ﴿:‬ي ْوم يقُو ُل اْل ُمن ِافقُون واْل ُمن ِافق ُ‬
‫اب﴾‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِف ِ‬ ‫ور فض ِرب بينهم بِسور لَّه باب ب ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْحمةُ وظاه ُرهُ من قبله اْلعذ ُ‬ ‫يه َّ‬ ‫اط ُن ُه‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫وراء ُك ْم فاْلتم ُسوا ُن ًا ُ‬
‫[الحديد‪ ,]13 :‬فالنبي (ص)حين أراد توضيح النفاق وضحه ببغض علي (ع )" ال يحبك إال‬
‫مؤمن وال يبغضك إال منافق " ‪ ,‬فالمنافقين في اآلية هم الذين يبغضون علي و الذين آمنوا‬
‫وضحه الرسول ص في علي فقال " برز اْليمان كله " ‪ ,‬المقصود بالسور هو الحجاب الذي‬
‫عبر عنه في سورة اْلعراف بـ(اْلعراف) ‪.‬‬
‫ّ‬

‫📚 في كتاب(النبي اْلعظم و وجوده النوري) للشيخ مسلم الداوري ينقل رواية عن أمير‬
‫المؤمنين انه قال " إن اهلل خلق نور محمد قبل المخلوقات بأربعة عشر ألف سنة وخلق معه إثني‬
‫بالح ُجب االئمة " ‪.‬‬
‫عشر حجابا ‪ ,‬والمراد ُ‬

‫‪ ‬ملف سورة اإلسراء ‪:‬‬

‫قال تعالى‪ ﴿ :‬وِاذا ق أرْت اْلقُ ْرآن جعْلنا ب ْينك وب ْين الَّ ِذين ال ُي ْؤ ِم ُنون بِ ْاآل ِخرِة ِحج ًابا َّم ْستُ ًا‬
‫ور﴾‬
‫[اْلسراء‪ ,]45 :‬ف حين يكون بين النبي وبين الذين ال يؤمنون باآلخرة حجاب مستور فال يسمعون‬
‫الصوت بالتالي ال يرون الصورة‪ ,‬بعض المفسرين قالوا معنى مستو ار بأنه ساترا‪ ,‬فالقرآن يريد ان‬
‫ُيبين قوة هذا الحجاب وتأثيره‪ ,‬يعني الحجاب الذي يمنع من سماع حقائق القرآن الكريم هو نفسه‬
‫مستور (حجاب ُمركب) فإذا كان الحجاب مستور ما خلفه كيف يكون !‬

‫📚 في برهان سيد هاشم البحراني رحمة اهلل عليه | في المجلد الرابع ‪ :‬في هذه اآلية من سورة‬
‫اْلسراء﴿وِاذا ق أرْت اْلقُ ْرآن جعْلنا ب ْينك وب ْين الَّ ِذين ال ُي ْؤ ِم ُنون ِب ْاآل ِخ ِرة ِحج ًابا َّم ْستُ ًا‬
‫ور ﴾ يقول عن‬
‫اْلمام موسى بن جعفر(ع) قال‪ ":‬قال يهودي ْلمير المؤمنين إن ابراهيم ُحجب عن نمرود‬
‫بحجب ثالث فقال علي(ع)‪ :‬لقد كان كذلك ‪,‬‬
‫ُ‬
‫ال‬
‫بحجب خمس‪ ,‬فثالثة بثالثة (بما ُحجب ابراهيم ) واثنان فض ً‬ ‫ومحمد ُحجب عمن أراد قتله ُ‬
‫قال اهلل وهو يصف أمر محمد ‪ ﴿:‬وجعْلنا ِمن ب ْي ِن أ ْي ِدي ِه ْم س ًّدا (فهذا الحجاب اْلول) و ِم ْن خْل ِف ِه ْم‬
‫ص ُرون (فهذا الحجاب الثالث) ﴾‪ ,‬ثم قال ‪﴿ :‬‬ ‫س ًّدا (فهذا الحجاب الثاني) فأ ْغشيناهم فهم ال يب ِ‬
‫ْ ُ ْ ُ ْ ُْ‬
‫ور (فهذا الحجاب الرابع )‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫وِاذا ق أرْت اْلقُ ْرآن جعْلنا ب ْينك وب ْين الذين ال ُي ْؤم ُنون ب ْاآلخرة حج ًابا َّم ْستُ ً‬
‫ان فهُم ُّم ْقم ُحون (فهذا الحجاب‬ ‫﴾ ثم قال ‪ِ ﴿:‬إَّنا جعْلنا ِفي أ ْعن ِاق ِه ْم أ ْغال ًال ف ِهي ِإلى ْاْل ْذق ِ‬
‫الخامس) ﴾‪ ,‬فهذه الحجب التي حفظت رسول اهلل ص ‪.‬‬

‫📚 في اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية لسيد هاشم البحراني ينقل انهم‬
‫اه ُم اْل ِكتاب ِمن قْبلِ ِه ُهم‬ ‫َّ ِ‬
‫يقولون لإلمام ع " لقد آتى اهلل أهل الكتاب خي ًار كثي ار فقال ‪ ﴿:‬الذين آت ْين ُ‬
‫بِ ِه ُي ْؤ ِم ُنون ‪ ....‬إلى أن تقول اآليات‪﴿:‬أُولئِك ُي ْؤت ْون أ ْجرُهم َّم َّرت ْي ِن بِما صب ُروا وي ْدرُءون بِاْلحسن ِة‬
‫اه ْم ُي ِنفقُون ﴾! فقال له اْلمام ‪ :‬قد آتاك م اهلل كما آتاهم ‪ ,‬فاهلل يقول في آية‬ ‫السَّيِّئة و ِم َّما رزْقن ُ‬
‫آم ُنوا بِر ُسولِ ِه ُي ْؤتِ ُك ْم ِك ْفل ْي ِن ِمن َّر ْحمتِ ِه وي ْجعل لَّ ُك ْم ُن ًا‬
‫ور‬ ‫أخرى ‪﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا اتَّقُوا اللَّه و ِ‬

‫ت ْم ُشون بِ ِه ( قال يعني إمامًا تأتمون به) وي ْغ ِف ْر ل ُك ْم واللَّهُ غفُور َّر ِحيم ﴾‪.‬‬

‫‪ ‬ملف سورة مريم ‪:‬‬

‫ت ِمن ُدونِ ِه ْم ِحج ًابا فأ ْرسْلنا ِإل ْيها ُروحنا فتمثَّل لها بش ًار س ِويًّا﴾ [مريم‪:‬‬
‫قال تعالى‪﴿:‬فاتَّخذ ْ‬
‫‪ ,]17‬مصداق الحجاب هو المحراب كما في تفسير القمي ‪.‬‬

‫‪ ‬ملف سورة فصلت ‪:‬‬

‫وبنا ِفي أ ِكَّنة (غطاء) ِّم َّما ت ْد ُعونا إِل ْي ِه وِفي آذانِنا وْقر و ِمن ب ْينِنا وب ْي ِنك‬
‫قال تعالى‪ ﴿:‬وقالُوا قُلُ ُ‬
‫املُون﴾ [فصلت‪ ,]5 :‬فاْلنسان حين تريد ان توصل له معلومة فإن المنافذ‬ ‫اعم ْل إَِّننا ع ِ‬
‫ِحجاب ف ْ‬
‫التي من خاللها توصل المعلومة هي (السمع‪-‬البصر‪-‬الفؤاد)‪ ,‬فهؤالء قلوبهم مغطاة و ال‬
‫يسمعون وال يرون و بينهم وبين رسول اهلل ص حاجب ( حاجب ظلماني ) يأتي من الذنوب‬
‫واآلثام ‪,‬‬
‫📚 في تفسير اْلمام الرضا |المجلد الثاني ‪ :‬عن اْلمام الرضا ع ‪ " :‬قال له رجل لِما احتجب ؟‬
‫( يقصد اهلل تعالى ) فقال له ابو الحسن ‪ :‬إن الحجا ب على الخالئق لكثرة ذنوبها فأما هو فال‬
‫تخفى عليه خافيه في آناء الليل والنهار " ‪.‬‬

‫ف حين يكون على القلب غطاء وال سمع وال بصر يمشي اْلنسان في طريق أعوج‪ ,‬فهؤالء‬
‫منافقين والمنافقين هم أعداء علي ع (ال يبغضك إال منافق) يقول الحق تعالى ‪ ﴿ :‬مثلُهُ ْم كمث ِل‬
‫ورِهم وتركهم ِفي ظُلُمات َّال يب ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ص ُرون﴾ ‪.‬‬ ‫ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫ت ما ح ْولهُ ذهب الل ُه ب ُن ِ ْ‬
‫ار فل َّما أضاء ْ‬
‫است ْوقد ن ًا‬
‫الذي ْ‬

‫ص ٌّم (ال يسمعون) ُب ْكم (ال‬


‫(است ْوقد ن ًارا) كناية للذي يريد أن يحصل شيء‪ُ ,‬‬ ‫فالمثل االول‪ْ :‬‬
‫يتكلمون) ُع ْمي (ال يرون) فهُ ْم ال ي ْر ِج ُعون‪ ,‬وهو ناظر لفقدانهم للقوة العلمية باعتبار النار تولد‬
‫نور ويرون الحقائق من خاللها واهلل قد اطفأ النار وذهب النور (فقدان القوة العلمية) ْلن القوة‬
‫العلمية تأتي من النور يجعلك ترى الحقائق‪.‬‬

‫يه ظُلُمات ور ْعد وب ْرق ي ْجعلُون أصابِعهُ ْم ِفي آذانِ ِهم‬


‫اء ِف ِ‬
‫والمثل الثاني ‪﴿:‬أو كصيِّب ِّمن السَّم ِ‬
‫ْ‬
‫ق حذر اْلم ْو ِت واللَّهُ ُم ِحيط بِاْلك ِاف ِرين﴾‪ ,‬وهذا المثل ناظر لفقدان القوة العملية فالمشي‬ ‫الصو ِ‬
‫اع ِ‬ ‫ِّمن َّ‬
‫كناية عن القوة العملية والنور كناية عن القوة العلمية فهم ال ِعلم وال عمل !‬

‫فأعداء علي(ع)الذين ذكرهم اهلل في المثلين ال ِعلم وال عمل‪ ,‬ال دنيا وال آخرة ‪.‬‬

‫🔍 إلتفاته ‪ :‬حين أروا المنافقين بأن اهلل قد اطفأ نارهم بنفخه صغيره اعتقدوا بأن نور اهلل مثلهم‬
‫اه ِه ْم ويأْبى اللَّ ُه ِإ َّال أن ُيتِ َّم ُنورهُ ول ْو ك ِره اْلك ِاف ُرون ﴾لذلك (‬
‫ط ِف ُئوا ُنور اللَّ ِه ِبأ ْفو ِ‬ ‫ايضًا ﴿ ُي ِر ُ‬
‫يدون أن ُي ْ‬
‫ِ‬
‫يفرقون بين نارهم‬‫بِأ ْفواه ِه ْم ) ْلنهم يتصورون بأن نور اهلل ينطفأ بنفخه ‪ ,‬فلو عندهم قوة علمية ّ‬
‫البائسة وبين اهلل نور السماوات واْلرض ‪.‬‬

‫وبنا ِفي أ ِكَّنة ﴾‪ :‬بلغني‬


‫📚 في برهان سيد هاشم البحراني رحمه اهلل في تفسير اآلية ‪ ﴿:‬وقالُوا ُقلُ ُ‬
‫عن ابي عبداهلل الصادق ع انه قال لداؤود الرقي " أيكم فينا ينال السماء ؟ فقال فو هلل إن ارواحنا‬
‫وارواح النبيين لتنال العرش كل ليلة جمعة ‪ ...‬ثم قال‪ :‬نزل جبرئيل على رسول اهلل بأن اْلمامة‬
‫وبنا ِفي أ ِكَّنة ِّم َّما ت ْد ُعونا إِل ْي ِه وِفي آذ ِاننا وْقر و ِمن ب ْينِنا وب ْينِك‬
‫من بعده لعلي ثم ق أر﴿ وقالُوا ُقلُ ُ‬
‫املُون ﴾‪ ,‬فاْلمام (ع) أراد أن يقول ان موضوع هذه اآلية هو علي (ع) ‪.‬‬ ‫اعم ْل إَِّننا ع ِ‬
‫ِحجاب ف ْ‬
‫‪ ‬ملف سورة الشورى ‪:‬‬

‫اء ِحجاب أو يرِسل رسوًال في ِ‬


‫وحي‬ ‫قال تعالى‪﴿:‬وما كان لِبشر أن يكلِّمه اللَّه إِ َّال وحيا أو ِمن ور ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ًْ ْ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫اء حجاب مثل نبي اهلل موسى حين كلمه‬ ‫بِِإ ْذنِ ِه ما يشاء إَِّنه علِ ٌّي ح ِكيم ﴾ [الشورى‪ ,]51 :‬من ور ِ‬
‫ُ ُ‬
‫اهلل من خالل الجبل‪ ,‬أو الوحي لألنبياء من خالل الرؤيا ‪.‬‬

‫📚 سأل المأمون اْلمام علي ابن موسى الرضا ع عن قول اهلل تعالى ‪﴿ :‬الَّ ِذين كان ْ‬
‫ت أ ْع ُي ُنهُ ْم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يعون س ْم ًعا﴾‪ ,‬فقال الرضا(ع) ‪ " :‬إن غطاء العين ال يمنع‬ ‫في غطاء عن ذ ْك ِري وك ُانوا ال ي ْستط ُ‬
‫من الذكر والذكر ال ُيرى بالعين ولكن اهلل شبه الكافرين بوالية علي ابن ابي طالب بالعميان ْلنهم‬
‫فرج اهلل عنك‬
‫كانوا يستثقلون قول النبي فيه وال يستطيعون له سمعا ‪ ,‬فقال المأمون ‪ :‬فرجت عني ّ‬
‫يا بن رسول اهلل "‬

‫ُّج ِ‬
‫ود‬ ‫ف عن ساق وُي ْدع ْون إِلى الس ُ‬
‫📚 عن ابي الحسن الرضا(ع) في تفسير اآلية ‪ ﴿:‬ي ْوم ُي ْكش ُ‬
‫يعون ﴾ " حجاب من نور فيقع المؤمنون سجدًا وتدمج أصالب المنافقين فال يستطيعون‬ ‫ِ‬
‫فال ي ْستط ُ‬
‫السجود " ‪ ,‬فهذا الحجاب السور في سورة الحديد ونفسه اْلعراف ‪.‬‬

‫💠 الحجاب في ثقافة الحديث ‪:‬‬

‫📚 الملف األول ‪:‬‬

‫الحجب السبعة ‪.‬‬


‫‪ -‬ما ورد عن أهل البيت (ع) ان السجود على تراب الحسين ع يخترق ُ‬

‫‪ -1‬الشيخ الوحيد الخراساني حفظه اهلل في كتاب ( الحق المبين في معرفة المعصومين ) ينقل‬
‫رواية عن المعصوم ع ذكرها الصدوق في " من ال يحضره الفقيه " وهي رواية صحيحة السند ‪":‬‬
‫نور إلى اْلرض السابعة " ‪ ,‬وينقل رواية ثانية " إن السجود على‬
‫الحسين ُي ّ‬
‫السجود على طين قبر ُ‬
‫الحجب السبعة " ‪.‬‬
‫تربة أبي عبداهلل يخرق ُ‬

‫ال (اْلرض السابعة ) ‪.‬‬


‫(الحجب السبعة) ونزو ً‬
‫فحين تصلي على هذه التربة تخترق صعودًا ُ‬
‫🔍 ماهي ُ‬
‫الحجب السبعة ؟‬

‫الرأي األول ‪ :‬السيد محمد حسين كاشف الغطاء في كتابه ( التربة ُ‬


‫الحسينية ) يقول " لعل‬

‫المراد بالحجب السبعة من الرذائل التي تحجب النفس عن اْلستضاءة بأنوار الحق مثل(الحقد ‪-‬‬
‫الحسد ‪ -‬الحرص ‪ -‬الحدة ‪ -‬الحماقة ‪ -‬الحيلة ‪ -‬الحقارة ) فالسجود عليها ُيبدلها بالحاءات‬
‫الحب) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السبع من الفضائل(الحكمة‪ -‬الحزم‪ -‬الحلم‪ -‬الحنان‪ -‬الحصان‪ -‬الحياة‪ُ -‬‬

‫☀ لدينا من المستحبات تحنيك الطفل حديث الوالدة بتربة الحسين (كبداية)‪ ,‬وفي روايات‬
‫أهل البيت(ع)امرونا بالصالة على تربة الحسين(ما بين البداية والنهاية )‪ ,‬أما نهاية الحياة في‬
‫روايات أهل البيت ترك تربة الحسين ع في القبر(النهاية) فأهل البيت أرادوا استمرار العالقة بيننا‬
‫وبين الحسين (ع) من البداية إلى النهاية ‪.‬‬

‫📚 في تاريخ اْلمام الحسين (ع) المجلد ‪ ,24‬فصل تربة الحسين في تحنيك اْلوالد ‪ " :‬حنكوا‬
‫أوالدكم بماء الفرات وبتربة قبر الحسين " ‪.‬‬

‫📚 وعن أبا عبداهلل (ع)انه قال " حنكوا أوالدكم بتربة قبر الحسين فإنه أمان "‪,‬‬

‫☀ فضل تربة الحسين في حنوط الميت وفي قبره ‪.‬‬

‫📚 ورد ان‪ :‬ما على أحدكم إذا دفن الميت ووسد التراب ان يضع مقابل وجهه تربة الحسين "‪.‬‬

‫☀أهل البيت (ع) لم يربطوا حياتنا بالتربة فقط بل حتى الماء مع شربه ذكر للحسين ع ‪ ,‬وايضًا‬
‫زيارات الحسين اهل البيت ربطوها بكل مناسبة (اْلعياد ‪ -‬مناسبات أهل البيت ووو ‪) ...‬‬

‫📚 في كامل الزيارات ْلبن قولويه عن أبي بكار قال " أخذت من التربة التي عند رأس قبر‬
‫الحسين ابن علي فإنها طينة حمراء ‪ ,‬فدخلت على الرضا فعرضتها عليه فأخذها بكفه ثم شمها‬
‫ثم بكى حتى جرت دموعه ثم قال هذه تربة جدي الحسين " ‪.‬‬

‫الرأي الثاني ‪ :‬الشيخ الوحيد الخراساني حفظه اهلل حين يتكلم عن أن السجود على تراب قبر‬

‫الحجب السبعة هكذا يقول ‪:‬‬


‫الحسين يخترق ُ‬
‫فماهي هذه الملحمة وماهي تلك اْلسرار التي جعلت أشعتها تصل إلى اْلرض السابعة ‪,‬‬
‫الحجب السبعة‪ ,‬يقول معاوية ابن عمار‬
‫وفوق هذا والسر المحير للعقول أن السجود عليها يخرق ُ‬
‫رضي اهلل عنه " كان ْلبي عبداهلل خريطة ديباج صفراء فيها تربة الحسين فكان إذا حضرته‬
‫الصالة صبه على سجادته وسجد عليه "‪ ,‬كان ْلبي عبداهلل وكان هنا تفيد اْلستمرار‪ ,‬خريطة‬
‫ديباج صفراء من أغلى القماش الذي كانت تُحفظ فيه الجواهر والآللئ وكان يفتح هذا الكنز‬
‫المقدس ويخرج ذلك التراب المبارك ليسجد عليه‪,‬‬

‫ويقول‪ :‬أنا عاجز عن شرح هذه الكلمة وروايتها صحيحة فهي عن معاوية ابن عمار رضي‬
‫اهلل عنه وسند الشيخ إليه صحيح‪ ,‬فاعجب إن أردت العجب أن يكون السجود على تربة الحسين‬
‫الحجب السبعة ‪,‬‬
‫يصل شعاعه المنير إلى اْلرض السابعة ويصعد من ناحية أخرى حتى يخرق ُ‬
‫انه أمر يحتاج إلى فقيه نبيه ليفهمه‪ ,‬أق أروا روايات تكبير االفتتاح لتروا ما هو سر استحباب سبع‬
‫تكبيرات !!‬

‫📚 عن اْلمام الصادق ع " ان رسول اللَّه (ص) كان في الصالة و الي جانبه الحسين عليه‬
‫السالم‪ ,‬فكبر رسول اللَّه فلم يحر الحسين التكبير‪ ,‬ثم كبر رسول اللَّه فلم يحر الحسين عليه‬
‫السالم التكبير‪ ,‬و لم يزل رسول اللَّه يكبر و يعالج الحسين التكبير و لم يحر حتي اكمل رسول‬
‫اللَّه (ص)سبع تكبيرات‪ ,‬فأحار الحسين التكبير في السابعة‪ .‬فقال ابو عبداللَّه عليه السالم‪:‬‬
‫فصارت سنة " ‪.‬‬

‫الحجب‬
‫وصارت سنة يعني نزل جبرئيل فأخبر النبي أن تكبيرات اْلفتتاح سبع تكبيرات بعدد ُ‬
‫الحجب‬
‫السبعة التي تخترقها تربة الحسين‪ ,‬وان تكبيرات هذا الطفل المبارك صحيحة وقد خرقت ُ‬
‫السبعة وقد تركه اهلل ‪ ...‬فهل جاء من هنا تأثير قبر الحسين ‪.‬‬
‫الرأي الثالث ‪:‬‬

‫قال تعالى‪ ﴿ :‬إِ َّن الَّ ِذين ك َّذبوا ِبآياتِنا واست ْكبروا ع ْنها ال تُفتَّح لهم أبواب السَّم ِ‬
‫اء وال ي ْد ُخلُون اْلجَّنة‬ ‫ُ ُْ ْ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫اط وكذلِك ن ْج ِزي اْل ُم ْج ِرِمين﴾ [اْلعراف‪ ,]40 :‬إذًا السماء لها أبواب‬ ‫حتَّى يلِج اْلجم ُل ِفي س ِّم اْل ِخي ِ‬

‫و تفتح وتُغلق‪ ,‬المفاتيح التي تفتح أبواب السماوات السبع هي السجود على تربة الحسين‪,‬‬
‫خصوصًا ان هذه اآلية مرتبطة بآل البيت ع‪ ,‬فإن كل شيء خلقه اهلل آية‪ ,‬فهناك‪:‬‬

‫‪ -‬آيات تدوينية( توراة‪ -‬إنجيل‪ -‬صحف إبراهيم وموسى‪ -‬القرآن )‪,‬‬

‫‪ -‬وهناك آيات تكوينية ( سماء ‪ -‬أرض ‪ ) ...‬وهي على قسمين‪:‬‬

‫‪ -‬صامته (سماء‪ -‬أرض‪ -‬جبال‪ -‬شجر‪...‬الخ )‪.‬‬

‫ُمهُ آي ًة ﴾‪.‬‬
‫‪ -‬ناطقة ﴿ وجعْلنا ْابن م ْريم وأ َّ‬

‫و رب العالمين حين يتكلم عن اآليات التي تكذبها الناس وتتكبر عليها هي اآليات الناطقة واذا‬
‫نفسه(علي) وروحه (فاطمة)آيات كبرى‪,‬‬
‫كان عيسى آية فرسول اهلل آية أكبر وأعظم وايضا ُ‬
‫الحجب‬
‫والذين يؤمنون بهم ويصدقونهم تفتح لهم أبواب السماء فالسجود على تربة الحسين يخترق ُ‬
‫ِّب واْلعم ُل الصَّالِ ُح ي ْرف ُع ُه﴾ فالكلم الطيب (اْليمان) يرتفع بالعمل‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السبعة ﴿إِل ْيه ي ْ‬
‫صع ُد اْلكل ُم الطي ُ‬
‫الصالح‪ ,‬فأرفع العمل الصالح الصحيحة السند كما يقول علماء الشيعة السجود على تراب‬
‫الحسين ‪,‬‬

‫الحسين‪ ,‬فإذا كان تُراب التصق‬


‫وأعظم عمل صالح هو السجود على تراب قبر أبا عبداهلل ُ‬ ‫‫‬

‫بجسم سيد الشهداء وتشرف بوجود سيد الشهداء حصل على هذه الخاصية نفس سيد الشهداء‬
‫!‫‬‫‬ ‫ماذا يكون‬
‫📚 الملف الثاني ‪:‬‬

‫📚 في كتاب النبي اْلعظم و وجوده النوري للشيخ مسلم الداوري ينقل هذه الرواية عن البحار‬
‫مجلد ‪: 25‬عن اْلمام علي ع " إن اهلل خلق نور محمد قبل المخلوقات بأربعة عشر ألف سنة‬
‫بالحجب اْلئمة " ‪.‬‬
‫وخلق معه اثني عشر حجاباً والمراد ُ‬

‫فهنا الحجاب ذوات ( اْلئمة) ‪.‬‬

‫📚 في كتاب النبي اْلعظم و وجوده النوري تأليف مسلم الداوري يقول في صحيحة عاصم ابن‬
‫ذاكرت ابا عبداهلل في ما يروونه من الرؤيا فقال الصادق‬
‫ُ‬ ‫حميد عن ابي عبداهلل الصادق (ع)قال‪:‬‬
‫‪ " :‬الشمس جزء من سبعين جزءًا من نور الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزءًا من نور‬
‫العرش والعرش جزء من سبعين جزءًا من نور الحجاب فإن كانوا صادقين فليملئوا أعينهم من نور‬
‫الشمس ليس دونها سحاب " ‪.‬‬

‫يعني نور الحجاب أكبر من نور العرش ونور العرش أكبر من نور الكرسي ونور الكرسي‬
‫أكبر من نور الشمس ‪ ,‬فحجاب النبوة نوره أكبر من نور العرش ‪.‬‬

‫🔍هنا السؤال هو‪ :‬هل ان كل واحدة تأخذ نورها من اْلعلى منها (الشمس تأخذ نورها من‬
‫الكرسي والكرسي يأخذ نوره من العرش ووو ) أم ان كل واحدة لها نور بمقدارها مختلف عن‬
‫اْلعلى منها ؟‬

‫📚 في شرح توحيد الصدوق للسيد نعمة اهلل الجزائري يقول‪ :‬يمكن أن يكون المقايسة في‬
‫المذكورات إشارة إل ى اكتساب كل سافل النور مما هو أعلى منه كما يكتسب القمر نوره من‬
‫الشمس ومحاذاتها ويجوز أن يكون مقصو ًار على المقايسة فقط وان اهلل جل جالله أفاض على‬
‫كل واحد منها نو ًار يليق بحاله ويكون ما ذكره من الجزئية إشارة إلى الكمية في الخاصة " ‪.‬‬

‫والسيد ال يذكر أيهما أصح فقط يشير إلى النظريتين ‪.‬‬

‫لذلك نق أر من اْلمام الصادق ع ‪ ":‬أمرنا صعب مستصعب ال يتحمله إال ملك مقرب أو مؤمن‬
‫امتحن اهلل قلبه باْليمان "‪ْ ,‬لن الحجاب أعلى وأعظم من العرش وو‬
‫كررت اياك نعبد واياك نستعين حتى سمعتها من قائلها "‪ ,‬اهلل تعالى كلم موسى من‬ ‫ُ‬ ‫يقول ع "‬
‫استق َّر مكان ُه فس ْوف ترِاني فل َّما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خالل الشجرة ﴿ول َّما قال لن تراني ولك ِن انظُ ْر إِلى اْلجب ِل فِإ ِن ْ‬
‫تجلَّى ربُّهُ لِْلجب ِل جعلهُ د ًّكا وخ َّر ُموسى ص ِع ًقا ﴾‪,‬فالصادق ع سمعها مباشرة من اهلل وتحمل اما‬
‫خر صعقا فأي مقام يحمله الصادق ع !‬ ‫موسى ّ‬

‫📚 العالمة المجلسي رحمة اهلل عليه حين يأتي لهذه الزيارة ( وارخيت دونها حجاب النبوة )‬
‫ِ‬
‫الستر اسداله وهي كناية عن نزول الوحي في بيتها وكونها مطلعة‬ ‫يكتب بيان فيقول " وارخاء‬
‫على أسرار النبوة " ‪.‬‬

‫اح ِب اْلح ِ‬
‫وت ﴾بل نبوة ‪ :‬ثَُّم دنا‬ ‫فهذه ليست نبوة﴿ ولم ن ِج ْد له ع ْزما ﴾ وال نبوة ﴿ وال ت ُكن كص ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ً‬ ‫ْ‬
‫فتدلَّى * فكان قاب ق ْوس ْي ِن أ ْو أ ْدنى﴾ ‪,‬‬

‫طمئِ َّن قْلبِي)‪ ,‬بل‬


‫ب أ ِرنِي ك ْيف تُ ْحيِي اْلم ْوتى قال أول ْم تُ ْؤ ِمن قال بلى ول ِكن لِّي ْ‬
‫وليست نبوة ﴿ ر ِّ‬
‫ِّه اْل ُك ْبرى﴾‪ ,‬وقوله‪ ﴿:‬فأ ْوحى ِإلى ع ْب ِد ِه ما أ ْوحى﴾‪ ,‬وقوله‪﴿:‬ما زاغ‬ ‫ات رب ِ‬‫نبوة ‪﴿:‬لق ْد أرى ِم ْن آي ِ‬

‫اْلبص ُر وما طغى﴾‪ ,‬هي نبوة سيد الكل بالكل محمد ص‪ ,‬فإذا كانت مطلعة على أسرار نبي اهلل‬
‫المصطفى فهي مطلعة على بقية اْلنبياء إلى آدم ‪.‬‬

‫الصغ ِر بِكال ِك ِل‬ ‫ت ِفي ِّ‬ ‫📚 في نهج البالغة في الخطبة القاصعة يقول علي ع ‪ " :‬أنا وض ْع ُ‬
‫اش ِه وُي ِمسُّنِي جسدهُ وُي ِش ُّمنِي ع ْرف ُه‬ ‫اْلعر ِب ‪ ...‬إلى أن يقول ‪ :‬يض ُّمنِي إِلى ص ْد ِرِه وي ْك ُنفُنِي ِفي ِفر ِ‬
‫ُ‬
‫طل ًة ِفي ِف ْعل ولق ْد قرن اللَّ ُه بِ ِه‬ ‫يه وما وجد لِي ك ْذب ًة ِفي ق ْول وال خ ْ‬ ‫الشيء ثَُّم يْل ِقمنِ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫وكان يمض ُغ َّ‬
‫ْ‬
‫صلى اهلل عليه وآله ِم ْن ل ُد ْن أ ْن كان ف ِطيمًا أ ْعظم ملك ِم ْن مالئِكتِ ِه ي ْسلُ ُك بِ ِه ط ِريق اْلمك ِارِم‬
‫ُم ِه ي ْرف ُع ِلي ِفي ُك ِّل ي ْوم ِم ْن‬ ‫صِ‬
‫يل أثر أ ِّ‬ ‫ت أتَِّبعه اتِّباع اْلف ِ‬
‫ق اْلعالِم لْيلهُ ونهارهُ ولق ْد ُك ْن ُ ُ ُ‬
‫ومح ِ‬
‫اسن أ ْخال ِ‬

‫اء بِ ِه ولق ْد كان ُيج ِاوُر ِفي ُك ِّل سنة بِ ِحراء فأراهُ وال يراهُ غ ْي ِري ول ْم‬ ‫أ ْخال ِق ِه علماً ويأْمرنِي ِب ِاال ْقتِد ِ‬
‫ُُ‬
‫ول اللَّ ِه (ص) وخ ِديجة وأنا ثالِثُهُما أرى ُنور اْلو ْح ِي‬ ‫احد يومئِذ ِفي ِْ‬
‫اْل ْسالِم غ ْير ر ُس ِ‬
‫ْ‬
‫ي ْجمع ب ْيت و ِ‬
‫ْ‬
‫ت يا ر ُسول‬ ‫ي عل ْي ِه (ص) ف ُقْل ُ‬ ‫النب َّوِة ولق ْد س ِمع ُ َّ َّ ِ ِ‬
‫ت رنة الش ْيطان حين نزل اْلو ْح ُ‬ ‫ْ‬
‫و ِّ ِ‬
‫الرسالة وأ ُش ُّم ِريح ُّ ُ‬
‫ان ق ْد أيِس ِم ْن ِعبادتِ ِه ِإَّنك ت ْسم ُع ما أ ْسمعُ وترى ما أرى " ‪.‬‬ ‫اللَّ ِه ما ه ِذ ِه َّ‬
‫الرَّنةُ فقال هذا َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫فعلي أُرخي دونه حجاب النبوة وهو مطّلع على أسرار النبوة وهو نفس رسول اهلل ِ‬
‫وفاطمة روحه‬

‫تسمع ما يسمع وترى ما يرى ﴿إَِّنا سُنْل ِقي عل ْيك ق ْوًال ث ِق ً‬


‫يال﴾ هذا كله سمعته فاطمة وتحملته كما‬
‫تحمله رسول اهلل ص ‪.‬‬

‫📚 في كتاب الخصال للشيخ الصدوق حديث الحجب اثنا عشر ‪ ,‬عن علي ابن أبي طالب ‪":‬‬
‫إن اهلل تبارك وتعالى خلق نور محمد قبل أن خلق السماوات واْلرض والعرش والكرسي واللوح‬
‫والقلم والجنة والنار وقبل أن خلق آدم ونوح وابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب وموسى وعيسى‬
‫وداوود وسليمان وكل من قال اهلل ‪ ...‬وقبل أن خلق اْلنبياء بأربع وعشرين ألف سنة وخلق اهلل‬
‫عز وجل معه اثني عشر حجاباً ‪ ,‬حجاب القدرة وحجاب العظمة وحجاب المنة وحجاب الرحمة‬
‫وحجاب السعادة وحجاب الكرامة وحجاب المنزلة وحجاب الهداية وحجاب النبوة وحجاب الرفعة‬
‫وحجاب الهيبة وحجاب الشفاعة ‪,‬‬

‫ثم حبس نور محمد في حجاب القدرة اثني عشر الف سنة وهو يقول ُسبحان ربي اْلعلى ثم‬
‫حبس نوره في حجاب العظمة احدى عشر الف سنة وهو يقول سبحان عالم السر ثم حبس نوره‬
‫في حجاب المنة عشرة آالف سنة وهو يقول ُسبحان من هو قائم ال يلهو‪,‬‬

‫وفي حجاب الرحمة تسعة آالف سنة وهو يقول ُسبحان الرفيع اْلعلى‪,‬‬

‫وفي حجاب السعادة ثمانية آالف سنة وهو يقول ُسبحان من هو قائم ال يسهو وفي حجاب‬
‫الكرامة سبعة آالف سنة وهو يقول ُسبحان من هو غني ال يفتقر‪,‬‬

‫وفي حجاب المنزلة ستة آالف سنة وهو يقول ُسبحان ربي العلي الكريم وفي حجاب الهداية‬
‫خمسة آالف سنة وهو يقول ُسبحان رب العرش العظيم‪,‬‬

‫وفي حجاب النبوة أربعة آالف سنة وهو يقول ُسبحان رب العزة عما يصفون وفي حجاب‬
‫الرفعة ثالثة آالف سنة وهو يقول ُسبحان ذي الملك والملكوت‪,‬‬

‫وفي حجاب الهيبة ألفي سنة وهو يقول ُسبحان اهلل وبحمده‪ ,‬وفي حجاب الشفاعة ألف سنة‬
‫وهو يقول ُسبحان ربي العظيم وبحمده ثم أظهر عز وجل اسمه على اللوح‪ ,‬وكان على اللوح‬
‫منو اًر أربعة آالف سمة ثم أظهره على العرش‪." .....‬‬
‫📚 (في حجاب العظمة )‪:‬في مناقب آل أبي طالب ْلبن شهراشوب المازندراني المجلد الثالث‬
‫يروي هذه الرواية ‪:‬ان النبي انتبه من نومة في بيت أم هانئ ِ‬
‫فزعًا فسألته عن ذلك فقال‪ :‬يا أم‬
‫هانئ إن اهلل عرض علي في منامي أهوال القيامة والجنة والنار فاطّلعت في النار فإذا انا‬
‫بمعاوية وعمر ابن العاص قائمين في حر جهنم ترضخ رؤسهما الزبانية بحجارة من جمر جهنم‬
‫يقوالن لهما هل آمنتما بوالية علي ابن ابي طالب‪ ,‬قال ابن عباس فخرج علي من حجاب العظمة‬
‫اك ِمين )‬
‫ضاحكاً مستبش اًر وينادي حكم لي ورب الكعبة فذلك قول اهلل ( أليس اللَّه بِأحكِم اْلح ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فيبعث الخبيث إلى النار ويقوم علي في الموقف يشفع في أصحابه وأهل بيته وشيعته " ‪.‬‬
‫ُ‬

‫فهذا هو محمد ص وغير اتباع آل البيت يقولون هل كان محمد مؤمن قبل البعث ام كان‬
‫ِ‬
‫يعبد صنم !رسول اهلل مخلوق قبل الكون كله ﴿لتُ ْؤ ِم ُن َّن بِه ولت ُ‬
‫نص ُرَّن ُه ﴾وان الخلق كله على دينه ‪.‬‬

‫ام ِه ْم﴾‪ ,‬وقوله‪ِ ﴿ :‬إَّنما أنت ُم ِنذر‬


‫واْلرض ال تخلوا من حجة إلهي ﴿ يوم ن ْدعو ُك َّل أُناس بِِإم ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ولِ ُك ِّل ق ْوم هاد ﴾‪ ,‬من زمن نبي اهلل عيسى إلى رسول اهلل محمد ص هل كان هناك ُحجة ؟‬

‫الحجة ال تقتصر على نبي بل حتى إمام(وصي) ‪ ..‬فأجداد النبي(ص) جميعهم حجج واوصياء‬
‫َّاج ِدين﴾‪ ,‬إن كانوا يقولون بأن اجداد ال نبي كفار فهم يخالفون مئات اآليات التي‬
‫﴿ وتقُّلبك ِفي الس ِ‬

‫تقول ان اْلرض ال تخلوا من حجة ‪ ,‬آمنة ايضًا ُحجة و فاطمة بنت أسد ُحجة فقد نزل عليها‬
‫ِ‬
‫وفاطمة الزهراء ع ُحجة أكبر فهي سيدة نساء‬ ‫الوحي في والدة علي (سميه عليًا) فسمته علي‪,‬‬
‫العالمين من اْلولين واآلخرين ‪.‬‬
‫‪‬البحث الثالث‬
‫مصحف الزهراء(عليها السالم) ونزول المالئكة والروح عليها‬
‫مقدمة‬

‫ان الروايــات اثبتــت ان جبرائيــل ك ــان ينــزل علــى موالتنــا فاطم ــة (ع) كــل يــوم حتــى ش ــهادتها‬
‫يســليها ويملــي عليهــا واالمــام علــي (ع) يملــي مــا كانــت تســمع وهــذا ســمي فيمــا بعــد ب ــ" مصــحف‬
‫فاطمة"‪.‬‬
‫📚 كمــا ورد ف ــي بعض ــها – اي الروايــات‪ -‬ان ملكـ ـاً أو جبرئي ــل ك ــان يحــدثّها ث ــم ه ــي تمل ــي‬
‫طه (‪.)1‬‬
‫على أمير المؤمنين (عليه السالم) ليخ ّ‬
‫وهو من مصادر اهل البيت التي يستقون منـه علـومهم ‪ ..‬وطرحنـا لهـذا البحـث لضـهور بعـض‬
‫الشبه واالشكاالت ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬الــبعض اشــكل علــى اصــل نــزول جبرائيــل(ع) علــى الســيدة بــدعوى ان المالئكــة ال تنــزل اال‬
‫على نبي‪ ,‬فأننا بذلك نعتقد بنبوة السيدة ؟‬
‫والجواب على هذا االشكال سيكون من خـالل اثبـات ان الـوحي الـذي ينـزل بـه المالئكـة اقسـام‪,‬‬
‫فما نـؤمن بـه هـو نـزول المالئكـة عليهـا بـوحي غيـر الـوحي الـذي ينـزل علـى النبـي‪ ,‬هـذا باْلضـافة‬
‫الى اننا نعتقد باْلصل بان ملف النبوة ختم بالحبيب المصطفى(ص)‪.‬‬
‫بـل ونحـن علينــا ان نشـكل علـيهم بــان يـأتوا لنــا بـدليل علـى صــدق ادعـائهم بـان كــل وحـي ينــزل‬
‫هــو وحــي نبــوة؟! فكتــاب اهلل ذكــر ان ـواع للــوحي وكــان نزولــه علــى النبــي والــولي واالمــام والحجــة‬
‫االلهي‪-...‬كما سنبين ان شاء اهلل‪-‬‬
‫وفــي هــذا البحــث نجيــب مــن خــالل طــرح ملــف المالئكــة‪ ,‬خصائصــهم‪ ,‬اصــنافهم‪ ,‬ومهــامهم‪,‬‬
‫لنجيب بشكل علمي ونثبت حقيقة نزول اصناف المالئكة وليس ملك واحـد علـى الزهـراء(ع) وبـاي‬
‫معنى ؟ ولما تنزل‪.‬‬
‫‪ -‬كــذلك لــيس فقــط نــزول المالئكــة بــل الــروح ايضــا‪ ,‬وســنتطرق الــى ثقافــة الــروح فــي كتــاب اهلل‬
‫وعالقتها بالزهراء(ع)؟‬

‫‪-‬البعض يشكل على اصل هوية المصحف ؟‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫الكافي ج‪ ,1‬ص‪ ,240‬بصائر الدرجات ص ‪.157‬‬
‫📌 هوية مصحف فاطمة (ع)‬

‫ان الروايات التي تثبت هوية المصحف على اقسام‪:‬‬

‫القسم االول ‪ :‬المشهورة التي تقول ان زمان وجوده هو في زمن رسول اهلل(ص)‪.‬‬

‫📚 عــن حمــاد بــن عثمــان قــال‪ :‬ســمعت أبــا عبــد الّلــه عليــه الســالم يقــول‪ :‬إن الّلــه تعــالى لمــا‬
‫قبض نبيـه (ص)‪ ,‬دخـل علـى فاطمـة مـن وفاتـه مـن الحـزن مـا ال يعلمـه إال اللّـه عـز وجـل‪ ,‬فأرسـل‬
‫الّلــه إليه ــا ملكــا يس ــلي غمه ــا ويحــدثها‪ ,‬فش ــكت ذل ــك إلــى أمي ــر الم ــؤمنين عليــه الس ــالم‪ ,‬فق ــال‪ :‬إذا‬
‫أحسســت بــذلك وســمعت الصــوت قــولي لــي‪ ,‬فأعلمتــه بــذلك‪ ,‬فجعــل أميــر المــؤمنين عليــه الســالم‪,‬‬
‫يكتـب كلمــا سـمع حتــى أثبـت مــن ذلـك مصــحفا‪ .‬قـال‪ :‬ثــم قـال‪ :‬أمــا أنـه لــيس فيـه شــيء مـن الحــالل‬
‫‪1‬‬
‫والحرام ‪,‬ولكن فيه علم ما يكون‪.‬‬

‫📚 عــن أبــي حم ـزة أن أبــا عبــد اللّــه (ع) قــال‪ :‬مصــحف فاطمــة مــا فيــه شــيء مــن كتــاب اللّــه‬
‫وانما هو شيء ألقي إليها بعد موت أبيها صلوات الّله عليهما ‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬الغير مشهورة التي تقول ان وجوده بعد زمن رسول اهلل‬

‫📚 عن علي بن أبـي حمـزة عـن أبـي عبـد اللّـه عليـه السـالم‪ :‬وعنـدنا مصـحف فاطمـة سـالم اهلل‬
‫‪3‬‬
‫عليها أما والّله ما فيه حرف من القرآن‪ ,‬ولكنه إمالء رسول الّله وخط علي‪.‬‬

‫‪ ,‬وما يدريهم ما‬ ‫📚 وفي حديث طويل عن أبي عبد اهلل ‪ " :‬وان عندنا لمصحف فاطمة‬
‫مصحف فاطمة ؟ قال ‪ :‬مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثالث مرات ‪ ,‬واهلل ما فيه من قرآنكم حرف‬
‫واحد ‪ ,‬إنما هو شيء أمالها اهلل وأوحى إليها ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬هذا واهلل العالم ‪. " . . .‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫بحار اْلنوار ج ‪26‬ص ‪ ,44‬الكافي ‪.240 :1‬‬
‫‪2‬‬
‫الصفار‪ ,‬بصائر الدرجات‪ :‬بحار اْلنوار ج‪26‬ص ‪.48‬‬
‫‪3‬‬
‫بحار اْلنوار ج‪26‬ص ‪. 49/48‬‬
‫🔍 االشكال االول‪ :‬ان هناك تعارض في الروايات فهل هو في زمن الرسول(ص) ام بعد‬
‫رحيله؟؟‬

‫الجواب ‪ :‬قد اورد العلماء حالن لهذا االشكال ‪:‬‬

‫الحللل االول‪ :‬تعــدد المصــاحف‪ ,‬أي ان هنــاك مصــحف فــي زمــن الرســول(ص)‪ ,‬وهنــاك اخــر بعــد‬
‫رحيله‪.‬‬

‫الحللل الثللاني‪ :‬يقــول العلمــاء نعتمــد علــى الروايــات المشــهورة‪ ,‬ونتوقــف عنــد الروايــة الغيــر مشــهورة‬
‫ولكن ال نردها(فبعض ما ورد اذا لم نتحمل ما اتى بهـا نردهـا الـيهم صـلوات اهلل علـيهم لعلهـا تكـون‬
‫واردة عنهم فال يصح عدم قبولها)‪.‬‬

‫🔍 اشكالية ثانية‪ :‬الروايات تقول ان فيـه مـا كـان ومـا يكـون‪ ,‬فهـم يقولـون انكـم تـدعون ان السـيدة‬
‫لها علم الغيب وهذا شرك‪ ,‬الن علم الغيب ال يعلمه اال اهلل‪.‬‬

‫والجواب ‪:‬‬

‫‪ -1‬نعم علم الغيب ال يعلمه اال اهلل‪ ,‬لكن في ثقافة كتاب اهلل هناك من حصلوا عليه بالكسب‬
‫واالذن من قبل اهلل تعالى ‪ , ,‬أي يعلمون علم الغيب بتعليم من اهلل ( فعلمهم بطول علم اهلل ال‬
‫ظ ِه ُر على غ ْيبِ ِه‬
‫بعرضه كما في التعبير التخصصي) كما في قوله تعالى‪﴿ :‬عالِ ُم اْلغ ْي ِب فال ُي ْ‬
‫أح ًدا (‪)26‬إِ َّال م ِن ْارتضى ِمن َّر ُسول فِإَّنهُ ي ْسلُ ُك ِمن ب ْي ِن يد ْي ِه و ِم ْن خْل ِف ِه رص ًدا ﴾الجن(‪)27‬‬

‫يه ِفي اْلي ِّم وال تخ ِافي‬


‫يه فِإذا ِخ ْف ِت عل ْي ِه فأْل ِق ِ‬
‫ض ِع ِ‬
‫‪ -2‬في قوله تعالى‪ ﴿:‬وأوح ْينا إِلى أ ُِّم موسى أ ْن أر ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اعلُوهُ ِمن اْل ُم ْرسِلين﴾ القصص(‪ ,)7‬تبين ان اهلل تعالى اوحى الى ام‬ ‫ادوه إِل ْي ِك وج ِ‬
‫وال ت ْحزنِي إَِّنا ر ُّ ُ‬
‫موسى(ع) وعلمها بما سيكون في الوقت القريب بوعد اهلل تعالى لها بإرجاع وليدها لها ْلرضاعه‪,‬‬
‫واعلمها بما سيكون في المستقبل من خالل كونه سيكون من المرسلين‪ ,‬فعدم قبول هذه الحقيقة‬
‫لهذا النموذج القرآني بعلمها بالغيب رد لكالم اهلل‪ ,‬فكيف بسيدتها موالتنا فاطمة(ع) لما ال يكون‬
‫لها هذا العلم بأذن اهلل وتعليمه‪.‬‬
‫🔍 اشكال ثالث‪ :‬البعض يثيرهم باْلصل االسم (المصـحف) فهـم يعتقـدون ان كـل مـا يطلـق عليـه‬
‫مصحف فهو قران‪ ,‬ويتهموننا بان لنا اكثر من قران‪.‬‬

‫والجواب‪:‬‬

‫ان مصطلح المصحف واطالقه على كتاب اهلل هو بالحقيقة متأخر‪ ,‬ففي القديم مـن الـزمن كـل‬
‫صحفي) ‪.‬‬
‫ويجمع بأوراق ُيسمى مصحف‪ ,‬حتى من يعمل على تجليد الكتب يسمى بـ( ُ‬
‫ما ًيكتب ً‬

‫📌 اثبات نزول مختلف المالئكة وليس ملك واحد في الروايات‪:‬‬

‫ورد ف ــي الزي ــارة الجامع ــة الكبيـ ـرة الـ ـواردة ع ــن االم ــام اله ــادي(ع) ان اه ــل البي ــت ين ــزل عل ــيهم "‬
‫مختلللف المالئكللة"‪ ,‬فالمالئكــة بأصــنافها ودرجاتهــا نازلــة وصــاعدة علــيهم بــل وفــي م ارســيم معينــة‬
‫واوقـات مباركــة كمــا ورد فــي روايــة فــي دالئــل االمامـة للمحــدث الشــيخ ابــي جعفــر محمــد بــن حريــر‬
‫ابن رستم الطبرسي وهو مـن اعـالم القـرن الخـامس المـيالدي فـي بـاب خبـر مصـحفها وعبـر علمـاء‬
‫الرجال بان الرواية مصححة‪.‬‬

‫📚 وعن أبي بصير قال ‪ :‬سألت أبا جعفر محمد بن علي عن مصحف فاطمة ‪ ,‬فقال ‪" :‬‬
‫أنزل عليها بعد موت أبيها ‪ .‬قلت ‪ :‬ففيه شئ من القرآن ؟ فقال ‪ :‬ما فيه شئ من القرآن ‪ .‬قلت‬
‫فصفه لي ‪ ,‬قال ‪ :‬له دفتان من زبرجدتين على طول الورق ‪ ,‬وعرضه حمراوين ‪ .‬قلت ‪ :‬جعلت‬
‫فداك فصف لي ورقه ‪ ,‬قال ‪ :‬ورقه من در أبيض ‪ ,‬قيل له ‪ :‬كن فكان ‪ .‬قلت ‪ :‬جعلت فداك فما‬
‫فيه ؟ قال ‪ :‬فيه خبر ما كان وخبر ما يكون إلى يوم القيامة ‪ ,‬وفيه خبر سماء سماء ‪ ,‬وعدد ما‬
‫في السماوات من المالئكة ‪ ,‬وغير ذلك ‪ ,‬وعدد كل من خلق اهلل مرسال وغير مرسل وأسماؤهم ‪,‬‬
‫وأسماء من أرسل إليهم ‪ ,‬وأسماء من كذب ومن أجاب ‪ ,‬وأسماء جميع من خلق اهلل من المؤمنين‬
‫والكافرين من اْلولين واآلخرين ‪ ,‬وأسماء البلدان ‪ ,‬وصفة كل بلد في شرق اْلرض وغربها ‪,‬‬
‫وعدد ما فيها من المؤمنين ‪ ,‬وعدد ما فيها من الكافرين ‪ ,‬وصفة كل من كذب ‪ ,‬وصفة القرون‬
‫اْلولى وقصصهم ‪ ,‬ومن ولي من الطواغيت ومدة ملكهم وعددهم ‪ ,‬وأسماء اْلئمة وصفتهم ‪ ,‬وما‬
‫يملك كل واحد واحد ‪ ,‬وصفة كبرائهم ‪ ,‬وجميع من تردد في اْلدوار ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬جعلت فداك وكم اْلدوار ؟ قال ‪ :‬خمسون ألف عام ‪ ,‬وهي سبعة أدوار ‪ ,‬فيه أسماء‬
‫جميع ما خلق اهلل وآجالهم ‪ ,‬وصفة أهل الجنة ‪ ,‬وعدد من يدخلها ‪ ,‬وعدد من يدخل النار ‪,‬‬
‫وأسماء هؤالء وهؤالء ‪ ,‬وفيه علم القرآن كما أنزل ‪ ,‬وعلم التوراة كما أنزلت ‪ ,‬وعلم اْلنجيل كما‬
‫أنزل ‪ ,‬وعلم الزبور ‪ ,‬وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البالد " ‪.‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ " :‬ولما أراد اهلل تعالى أن ينزل عليها جبرئيل وميكائيل واسرافيل أن يحملوه‬
‫فينزلون به عليها ‪ ,‬وذلك في ليلة الجمعة من الثلث الثاني من الليل ‪ ,‬فهبطوا به وهي قائمة‬
‫تصلي ‪ ,‬فما زالوا قياما حتى قعدت ‪ ,‬ولما فرغت من صالتها سلموا عليها وقالوا ‪ :‬السالم يقرئك‬
‫السالم ‪ ,‬ووضعوا المصحف في حجرها ‪ ,‬فقالت ‪ :‬هلل السالم ومنه السالم واليه السالم وعليكم يا‬
‫رسل اهلل السالم ‪ ,‬ثم عرجوا إلى السماء ‪ .‬فما زالت من بعد صالة الفجر إلى زوال الشمس تقرأه‬
‫حتى أتت على آخره ‪ .‬ولقد كانت عليها السالم مفروضة الطاعة على جميع من خلق اهلل من‬
‫الجن واْلنس ‪ ,‬والطير والوحش ‪ ,‬واْلنبياء والمالئكة " ‪ .‬قلت ‪ :‬جعلت فداك فلمن صار ذلك‬
‫‪ ,‬فلما مضى صار إلى الحسن ثم‬ ‫المصحف بعد مضيها ؟ قال ‪ " :‬دفعته إلى أمير المؤمنين‬
‫إلى الحسين عليهما السالم ‪ ,‬ثم عند أهله حتى يدفعوه إلى صاحب هذا اْلمر ‪ .‬فقلت ‪ :‬إن هذا‬
‫العلم كثير ! قال ‪ :‬يا أبا محمد ‪ ,‬إن هذا الذي وصفته لك لفي ورقتين من أوله ‪ ,‬وما وصفت لك‬
‫‪1‬‬
‫بعد ما في الورقة الثانية وال تكلمت بحرف منه "‪.‬‬

‫📚 في مصادر الغير في اثبات نزول المالئكة على اهل البيت(ع) ‪2‬وهو حديث صحيح‪,‬‬
‫عن جابر بن عبد اهلل قال‪ :‬لما توفي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عزتهم المالئكة يسمعون‬
‫الحس وال يرون الشخص‪.‬‬
‫فقال‪ :‬السالم عليكم أهل البيت ورحمة اهلل وبركاته‪ ,‬إن في اهلل عزاء من كل مصيبة‪ ,‬وخلفا من‬
‫كل فائت‪ ,‬ودركا من كل هالك‪ ,‬فباهلل فثقوا‪ ,‬واياه فارجوا‪ ,‬فإنما المحروم من حرم الثواب‪ ,‬والسالم‬
‫عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫فاطمة بهجة قلب المصطفى للشيخ الهمداني ‪ ,‬نقل عن بحار االنوار‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اْلئمة الهداة في شرح الزيارة الجامعة الكبيرة للسيد الميالني اورد رواية اخرجها الحاكم في مسنده (صاحب‬
‫مع ّ‬
‫كتاب المستدرك على الصحيحين ص‪,57‬مجلد ‪.3‬‬
‫فـ ــاذا كانـ ــت االرض محـ ــور هـ ــذا الكـ ــون ومحـ ــور االرض االنسـ ــان ومحـ ــور االنسـ ــان وقطبـ ــه‬
‫االنسـان الكامـل( نبـي‪ ,‬امـام‪ ,‬حجـة الهـي) واصــله‪ ,‬فمـا المشـكلة مـن نـزول المالئكـة عليـه والزهـراء‬
‫عليها السالم من حجج اهلل على خلقه‪.‬‬

‫فكــل الحقــائق هــي مثبتــة عنــد الجميــع لكــن فرقنــا نحــن اتبــاع اهــل البيــت نرتــب اث ـر علــى تلــك‬
‫الحقائق بعد ان نعرفها‪ ,‬اما غيرنا فال يفعلون‪.‬‬

‫📚 فقـد ورد فـي كتـاب السـنة النبويـة فـي مصـادر المـذاهب االسـالمية مجلـد ‪ ,6‬ص‪ 62‬بـاب‬
‫فاطمة الزهراء(ع) في االحاديث المشتركة بين المذاهب االسالمية‪ ,‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬وجود نورها قبل خلقت ادم بالفي عام‬
‫‪ -‬ما ورد في خصوصية انعقاد نطفتها‪ ,‬وان نطفتها من ثمار الجنة‬
‫‪ -‬كونهـا محدثـة ( مـن قبـل المالئكة)وم ِ‬
‫حدثـة( عنــدما كانـت فـي بطـن امهـا ) نظـائر العقبــة ج‪,2‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ص‪ ,29‬وفي مصارنا ينابيع المودة‪.‬‬
‫‪ -‬معونة نساء اهل الجنة لسيدة خديجة لما اعتزلنها نساء المدينة عند والدة الصديقة‪.‬‬
‫‪ -‬وغيرها‪...‬‬
‫📌 كون المالئكة من عالم الغيب واهمية االيمان به‬

‫قبــل الــدخول فــي م ـوارد ثقافــة المالئكــة فــي الق ـران الك ـريم علينــا ان نقــدم مقدمــة حــول مفهــوم‬
‫عــالم الغيــب واهميــة االيمــان بــه الرتباطــه فــي حياتنــا بشــكل مباشــر‪ ,‬ولكــون المالئكــة والــروح هــي‬
‫من االمور الغيبية ولها ارتباط بواقعنا الحياتي ‪.‬‬

‫فالغيب هو كل امر يغيب عن الحواس الظاهرية‪ ,‬فهناك‪:‬‬

‫الســماو ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ات و ْاْل ْر ِ‬
‫ض‬ ‫‪ -‬غيــب مطلــق ال يعرفــه الجميــع وال يمكــن ان يطلــع عليــه احد‪﴿:‬ولِلــه غ ْيـ ُ‬
‫ـب َّ‬
‫‪(﴾...‬هود‪,)123:‬‬

‫ظ ِه ُـر علـى غ ْيبِ ِـه‬ ‫‪-‬وهناك غيب نسبي ُيعرفـه اهلل لخـواص عبـاده كمـا فـي قولـه‪﴿:‬عالِم اْلغ ْي ِ‬
‫ـب فـال ُي ْ‬ ‫ُ‬
‫ك ِمن ب ْي ِن يد ْي ِه و ِم ْن خْل ِف ِه رص ًدا﴾(الجن ‪.)27:‬‬
‫أح ًدا(‪ )26‬إِ َّال م ِن ْارتضى ِمن َّر ُسول فِإَّنهُ ي ْسلُ ُ‬

‫📌 استعماالت لفظة الغيب بعدة موارد في كتاب اهلل عز وجل‪:‬‬

‫ال﴾ (الرعد ‪.)9:‬‬ ‫الشهاد ِة اْلك ِبير اْلمتع ِ‬


‫‪ -‬ما اضافه اهلل عز وجل لنفسه ‪﴿ :‬عالِم اْلغ ْي ِب و َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ـب ِبمـا ح ِفـظ اللَّـهُ ‪( ﴾ ...‬النسـاء‬
‫ات قانِتـات ح ِافظـات لِّْلغ ْي ِ‬ ‫‪ -‬ما ينبغي حفظه وستره ﴿الصَّالِح ُ‬
‫‪.)34:‬‬
‫ـص‬ ‫‪ -‬ما مضى من اخبار الماضـين تمكيننـا مـن االطـالع عليـه يمثـل امـر غيبـي‪ :‬ن﴿ ْح ُـن نقُ ُّ‬
‫ـافلِين﴾)يوسـف‬ ‫ص بِما أوح ْينا إِل ْيك هذا اْلقُرآن وِان ُكنـت ِمـن قْبلِ ِـه ل ِمـن اْلغ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫عل ْيك أ ْحسن اْلقص ِ‬
‫وحي ـ ِـه إِل ْي ــك وم ــا ُكن ــت ل ــد ْي ِه ْم إِ ْذ أ ْجم ُعـ ـوا أ ْم ــرُه ْم و ُه ـ ْـم‬
‫ـب ُن ِ‬ ‫‪ ,)3:‬وقول ــه‪﴿:‬ذلِك ِم ـ ْـن أنب ـ ِ‬
‫ـاء اْلغ ْي ـ ِ‬

‫ي ْم ُك ُرون﴾(يوسف‪ ,)102:‬فالمالئكـة والـروح والجـن والمعـاد كلهـا مـوارد تمثـل الجنبـة الغيبيـة‬
‫التي نؤمن بها الرتباطها وعالقتها الوثيقة بها﴿الَّ ِذين ُي ْؤ ِم ُنون باْلغ ْي ِب ﴾(البقرة‪.)3 :‬‬
‫📌 اثر االيمان بهذا العالم‪.‬‬

‫ففي الثقافة الدينية الحياة غير منحصرة في ان نكون في هذا العالم‪ ,‬وان العلم غير‬
‫منحصر بما يصل له العقل البشري من خالل التجارب واالستدالل والذي يرتبط بهذه الحياة‬
‫اه ًار ِّمن اْلحي ِاة ُّ‬
‫الد ْنيا و ُه ْم‬ ‫والذي يعبر عنه " بالعلم الظاهري" كما في قوله تعالى‪﴿ :‬يعلمون ظ ِ‬
‫ُْ‬
‫ع ِن ْاآل ِخ ِرة ُه ْم غ ِافلُون﴾ الروم (‪ ,)7‬بل يشير لوجود ما يقابله وهو وجود علم باطن "حقيقي"‬
‫يصل له اتباع الدين‪ ,‬والدين يحثهم للوصول له وهو علم اوسع واعظم‪ ,‬بل والنص الديني‬
‫المتمثل بالقران الكريم يذم من يقتصر في علمه فقط على عالم الدني‪﴿ :‬ولم يرد اال الحياة‬
‫الدنيا(‪)29‬ذلك مبلغهم من العلم‪﴾...‬النجم‪30:‬‬
‫فالدنيا سجن المؤمن كما تعبر الرواية‪ ,‬فالذي يعيش في سجن ال يمكن ان يحيط بما حوله‪,‬‬
‫ويعلم ما فيه ‪ ,‬اال اذا تحرر‪ ,‬وااليمان بوجود علم اكبر واوسع وغير محدود وراء هذا العالم‬
‫عبر المنافذ التي تعرفنا بهذا العالم وهو الوحي يمكننا من ان نطلع عليه‪,‬‬
‫فمتى ما حصل اال يمان بوجود حياة اخرى بها يتم تحديد مصيرنا االبدي‪ ,‬سيجتهد االنسان في‬
‫التزود والعمل لذلك العالم ‪ ,‬اما الذي تقتصر نظرته على وجوده بهذا العالم لن يتزود ولن ينجو‪.‬‬
‫لذا ورد الدنيا مزرعة االخرة‪.‬‬
‫صرون(اي ما في هذا العالم) (‪)38‬وما ال تُْب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُرون(اي‬ ‫ففي قوله تعالى‪﴿ :‬فال أُ ْقس ُم بِما تُْب ُ‬
‫ذلك العالم)﴾الحاقة (‪ ,)39‬لذا ورد موتوا قبل ان تموتوا‪.‬‬
‫وكمثال بين نظرية المادية ونظرتها المنحصرة في هذا العالم ونظرة الدينية في اهمية‬
‫العالقات االجتماعية ‪.‬‬
‫فالنظرية المادية في العالقات االجتماعية( البرجماتية‪ /‬البراغماتية) تنص على ان العالقات‬
‫االجتماعية تبنى على اساس المصالح والمنافع فقط‪ ,‬فمتى ما انتفت المصلحة تنقطع العالقة‪.‬‬
‫اما النظرية الدينية فهي تقوم على عكس ذلك تمامًا حيث تقوم على عالقة البذل وااليثار‬
‫والخدمة وتقديم الغير على النفس‪ ,‬فهناك حقوق وواجبات متبادلة بين االفراد‪ ,‬بل ان الدين يحث‬
‫الفرد المسلم على ان ال يقطع صلته بالغير حتى بعد الرحيل عن هذا العالم هناك ‪.‬‬
‫📌 ثقافة المالئكة في القران الكريم‬

‫اآلراء مختلفة حول ما هية المالئكة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬ال لرأي االول (الصــحابة والتــابعين فــي الصــدر االول لإلســالم)‪ :‬قــالوا انهــا عبــارة عــن مفــاهيم‬
‫غيبيــة كــاللوح والعــرش ال يمكــن ان نعــرف حقيقتهــا ْلنهــا غيبيــة ويمكــن ان نعرفهــا اذا انتقلنــا الــى‬
‫ذلك العالم‪.‬‬
‫واالشكال االول في هذا الرأي هو ربطهم المالئكة بـالعرش واللـوح‪ ,‬وهـم باْلصـل مختلفـين فـي‬
‫معرفتها ‪.‬‬
‫🔍 التفاته‪ :‬من اآلراء حول العرش واللوح‪:‬‬
‫‪ -‬ال ـراي االول‪ :‬انه ــا ل ــيس لهــا مفه ــوم يمك ــن ان ازلــه عل ــى ارض الواق ــع وانمــا ه ــي رم ــوز وكناي ــات‬
‫ذكــرت فــي الق ـران فقــط‪ -‬كمــا يــدعون‪ -‬ويشــبهونها بإنســان اصــبح ملــك فهــو وان لــم يجلــس علــى‬
‫كرسي الحكم لكن كرسـي الحكـم كنايـة علـى ملكـه واسـتحواذه علـى السـلطة‪ .‬وهـذا فـي الحقيقـة فهـم‬
‫سطحي‪.‬‬
‫‪ -‬هناك راي اخر يقولون بان المقصود هو هذا الكرسي الذي نفهمه بماديته نحن البشر‪.‬‬
‫‪ -‬الـ ـراي الثال ــث يق ــول ه ــذه المف ــاهيم عب ــارة ع ــن حق ــائق وجودي ــة ولك ــن ل ــيس بإمكانن ــا ان نع ــرف‬
‫حقيقتهــا أال مــن خــالل مــن عــرفهم اهلل ايهــا لقصــورنا نحــن القوابــل الع ـوام عــن اســتيعابها‪ .‬أي مــن‬
‫خالل المعصوم‪ ,‬حيث فسر الكرسي بعلم اهلل ‪ ,‬والعرش بقدرته سبحانه‪.‬‬

‫‪ ‬الرأي الثاني( الفالسفة)‪ :‬قالوا هي قوة مجردة ك( النفوس والعقول)‬


‫‪ ‬الراي الثالـث( هـو مـا يقولـه اكثـر علمائنـا كالعالمـة المجلسـي) يقـول‪ :‬ان المالئكـة عبـارة عـن‬
‫اجسام نورية شفافة لها القدرة على التشكل ‪:‬‬
‫ف إِ ْبر ِ‬
‫اهيم اْل ُم ْكرِمين(‪ )24‬إِ ْذ دخلُوا‬ ‫يث ض ْي ِ‬ ‫‪ -‬كهيئة بشر‪ ,‬كما في قوله تعالى‪﴿:‬ه ْل أتاك ح ِد ُ‬
‫‪4‬‬

‫ف وب َّش ُروهُ‬‫عل ْي ِه فقالُوا سال ًما قال سالم ق ْوم ُّمنك ُرون)‪ )25‬فأ ْوجس ِم ْنهُ ْم ِخيفةً قالُوا ال تخ ْ‬
‫الر ْحم ِن ِمنك إِن ُكنت ت ِقيًّامريم (‪)18‬فل َّما‬ ‫بِ ُغالم علِيم﴾ الذاريات‪ ,28:‬وقوله‪ :‬قال ْ‬
‫ت إِِّني أ ُعو ُذ بِ َّ‬
‫جاء آل لُوط اْلمرسلُون(‪ )61‬قال إَِّن ُكم قوم ُّمنكرون(‪)62‬قالُوا ب ْل ِج ْئناك بِما ك ُانوا ِف ِ‬
‫يه‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُْ‬
‫ي ْمت ُرون﴾ الحجر(‪.)63‬‬
‫‪ -‬على هيئة الطيور‪ 📚 ,‬عن أبي حمزة الثمالي قال‪ :‬دخلت على علي بن الحسين عليهما‬
‫السالم فاحتبست في الدار ساعة‪ ,‬ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء‬
‫الستر فناوله من كان في البيت‪ ,‬فقلت‪ :‬جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أي شئ هو؟‬
‫فقال‪ :‬فضلة من زغب المالئكة نجمعه إذا خلونا‪ ,‬نجعله سيحا الوالدنا‪ ,‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‬
‫‪1‬‬
‫وانهم ليأتونكم؟ فقال‪ :‬يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا‪.‬‬

‫‪‬ارتباط اهل البيت(ع) بالمالئكة ووجوب االيمان بها‬


‫الر ُســو ُل بِمــا أُن ِـزل إِل ْيـ ِـه ِمــن َّرِّبـ ِـه واْل ُم ْؤ ِمنُــون ُك ٌّـل آمــن بِاللَّـ ِـه ومالئِكتِـ ِـه و ُكتُبِـ ِـه‬
‫قـال تعــالى‪ ﴿ :‬آمــن َّ‬
‫ق ب ْين أحد ِّمن ُّر ُسلِ ِه ‪﴾ ...‬البقرة(‪.)285‬‬ ‫وُر ُسلِ ِه ال ُنف ِّر ُ‬

‫🔍 التفاته هنا االية تقول ال نفرق بين الرسل وفي اية اخرى يقول تعالى‪ ﴿ :‬تِْلك ُّ‬
‫الر ُس ُل ف َّ‬
‫ضْلنا‬
‫ب ْعضهُ ْم على ب ْعض﴾ البقرة (‪ ,)253‬فهل هذا يوجب تعارض في كتاب اهلل؟‬
‫الجواب ‪ :‬ال ‪ ,‬وانما هم متساوون في اصل االرسال االلهي ‪ ,‬اما في المقامات والدرجات‬
‫فهم مختلفون‪.‬‬
‫وهنا نبين وجود هذه الحقيقة في المالئكة ايضا فهم درجات‪ ,‬فهم في اصل الخلقة متساوون‬
‫لكن في الدرجات والمقامات مختلفون‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬من كان ع ُد ًّوا لِّلَّ ِه ومالئِكتِ ِه وُر ُسلِ ِه و ِج ْب ِريل‬
‫و ِميكال فِإ َّن اللَّه ع ُد ٌّو لِّْلك ِاف ِرين ﴾البقرة (‪ ,)98‬فاآلية تبين افراد (جبريل وميكائيل عن بقية‬
‫المالئكة)‪ ,‬وقوله‪﴿:‬وِان تظاه ار عل ْي ِه فِإ َّن اللَّه ُهو م ْوالهُ و ِج ْب ِري ُل وصالِ ُح اْل ُم ْؤ ِم ِنين واْلمالئِك ُة ب ْعد‬
‫ذلِك ظ ِهير﴾ التحريم(‪.)4‬‬
‫حتى في الروايات االمام يخص الملك المقرب دون غيرها من المالئكة في استيعاب امرهم ‪.‬‬

‫____________‬
‫‪1‬‬
‫اصول الكافي ج‪ ,1‬ص ‪.394‬‬
‫‪ ‬من خصائص المالئكة‪:‬‬

‫الر ْحم ـ ـ ُـن ولـ ــداً ُس ْبح ـ ــنهُ بـ ـ ْـل ِعبـ ــاد ُّم ْكرُم ـ ــون﴾‬
‫‪ -‬بلغ ـ ـوا مقـ ــام الك ارمـ ــة‪ ,‬قـ ــال تعالى‪﴿:‬وقـ ــالُوا اتَّخ ـ ــذ َّ‬
‫(طه‪ ,)26:‬اي القرب من اهلل عز وجل‪.‬‬
‫‪ -‬حازوا على العصمة‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬ال ي ْسبِقُونهُ بِاْلق ْو ِل و ُهم بِأ ْم ِرِه ي ْعملُون﴾(طه‪.)27:‬‬
‫‪ -‬هـ ــم مقـ ــدار مـ ــن العلـ ــم الـ ــذي اوجـ ــب لهـ ــم الخشـ ــية‪ ,‬قـ ــال تعـ ــالى‪﴿:‬و ُهم ِّمـ ـ ْـن خ ْشـ ــيتِ ِه ُم ْشـ ـ ِـفقُون﴾‬
‫(طه‪.)28:‬‬
‫ِّحون لـهُ بِاللَّْي ِـل و َّ‬
‫النه ِ‬
‫ـار‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫‪ -‬هم في حالة عبادة دائمة( ال يتعبون)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬فالـذين عنـد رِّبـك ُيسـب ُ‬
‫و ُه ْم ال ي ْسأ ُمون ﴾(فصلت‪ ,)38:‬وحازوا علـى مقـام العبودية‪﴿:‬اْلمالئِكـة الَّ ِـذين ُه ْـم ِعب ُ‬
‫ـاد ال َّـر ْحم ِن ‪...‬‬
‫﴾(الزخرف‪.)19:‬‬
‫ـاس إِ َّن اهلل س ِـميع ب ِ‬
‫صـير﴾(‬ ‫صط ِفى ِمن اْلملـئِك ِة ُر ُسال و ِمـن َّ‬
‫الن ِ‬ ‫‪ -‬مقام االصطفاء‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬اهللُ ي ْ‬
‫طه‪.) 75:‬‬
‫اعـ ِـل اْلمالئِكـ ِـة ُر ُسـ ًـال أُولِــي أ ْجنِحــة َّمثْنــى‬
‫‪ -‬فــي الخلقــة هــم مختلفــون ‪ ,‬قــال تعالى‪﴿:‬اْلحمـ ُـد لِلَّـ ِـه ‪ ...‬ج ِ‬
‫ْ‬
‫اء إِ َّن اللَّه على ُك ِّل ش ْيء ق ِدير﴾(فاطر‪.)1:‬‬ ‫ق ما يش ُ‬ ‫يد ِفي اْلخْل ِ‬
‫وثُالث وُرباع ي ِز ُ‬
‫‪ -‬له ــم مق ــام الش ــفاعة االذني ــة (اي ب ــأذن اهلل ولم ــن ارتض ــى)‪ ,‬ق ــال تع ــالى‪ ﴿ :‬وال يش ــفعون اال لم ــن‬
‫ارتضى﴾(االنبياء‪ ,) 28:‬في االخرة‬
‫ِّحون بِح ْم ِد رِّب ِه ْم وي ْست ْغ ِف ُرون لِمن ِفي‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬هم مقام االستغفار للمؤمنين‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬واْلمالئكةُ ُيسب ُ‬
‫يم﴾ (الشورى‪.)5:‬‬ ‫ض أال إِ َّن اللَّه ُهو اْلغفُور َّ ِ‬
‫ْاْل ْر ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ‬
‫🔍 التفاته‪ :‬في هذه اآلية تبين ان من يستغفر لهم هم ك ل من على االرض‪ ,‬وفي اية اخرى‬
‫يبين ان هناك مالئكة لهم مقام عالي يخصون المؤمنين باالستغفار كما في قوله‪ :‬الَّ ِذين ي ْح ِملُون‬
‫ِّحون بِح ْم ِد رِّب ِه ْم وُي ْؤ ِم ُنون بِ ِه وي ْست ْغ ِف ُرون لِلَّ ِذين آم ُنوا ربَّنا و ِس ْعت ُك َّل ش ْيء‬
‫ح ْولهُ ُيسب ُ‬ ‫اْلع ْرش وم ْن‬
‫اغ ِف ْر لِلَّ ِذين ت ُابوا واتَّب ُعوا س ِبيلك وِق ِه ْم عذاب اْلج ِحيم غافر (‪ ,)7‬وكأن‪ -‬واهلل العالم‪-‬‬ ‫ف ْ‬ ‫َّر ْحمةً و ِعْل ًما‬
‫اهلل تعالى يريد تبيان مقام المؤمن عنده ‪ ,‬اي انه على اثر ايمانه استحق هذه العناية والرؤية من‬
‫قبل حملة عرشه‪,‬‬
‫وف ي اية اخرى يوضع الكافر مقابل الحي‪ ,‬يعني الذي هو في الحقيقة حي وتراه المالئكة‬
‫وتستغفر له هو المؤمن‪ ,‬فالحياة البشرية لها مراتب‪ :‬فهناك حياة النمو النباتية‪ ,‬وهناك حياة القوة‬
‫وهي الحياة الحيوانية‪ ,‬وهناك حياة الفكر والعقل هي الحياة االنسانية التي يتميز بها المؤمن‪.‬‬
‫فقوله تعالى ان مجيء الرسول ْلجل احياء الناس هنا يتبين لنا انهم وان كانوا يأكلون يتحركون‬
‫اال انهم اموات في مرتبة الحياة الثالثة التي ذكرناها ومن مهام الرسول هو احياءهم بهذا المعنى‪.‬‬
‫‪ -‬لهم مهمة الصلوات على المؤمنين‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿:‬هو َّال ِذي ُيصلِّي عل ْي ُك ْم ومالئِكتُهُ لِ ُي ْخ ِرج ُكم ِّمن‬
‫يما﴾(اْلحزاب‪ ,)43:‬فغاية صالتهم هي اعطاء المؤمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫الظُّلُم ِ‬
‫ات إِلى ُّ‬
‫الن ِ‬
‫ور وكان باْل ُم ْؤمنين رح ً‬
‫نور‪,‬‬
‫‪ -‬مقام الشهادة‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬لَّ ِك ِن اللَّهُ ي ْشه ُد بِما أنزل إِل ْيك أنزلـهُ بِ ِعْل ِم ِـه واْلمالئِكـةُ ي ْشـه ُدون وكفـى‬
‫يدا ﴾(النساء‪.)166:‬‬‫بِاللَّ ِه ش ِه ً‬

‫‪ ‬اثبات حقيقة ان المالئكلة هلم اصلناف‪ ,‬وان نلزولهم عللى اهلل البيلت(ع) وعللى الزهلراء(ع)‬
‫بشكل خاص هي حقيقة قرآنية مثبته‪.‬‬

‫‪ ‬درجات المالئكة وفق خصائصهم‪:‬‬


‫فان لكل ملك مقام ودرجة في القرب من اهلل عز وجل محـددة‪ ,‬كمـا فـي قولـه تعـالى‪﴿ :‬ومـا ِمَّنـا‬
‫إِ َّال ل ــهُ مق ــام َّم ْعلُوم﴾(الص ــافات‪ ,)164:‬فف ــي ه ــذه اآلي ــة‪﴿ :‬م ــن ك ــان ع ـ ُـد ًّوا لِّلَّ ـ ِـه ومالئِكتِ ـ ِـه وُر ُس ــلِ ِه‬
‫ـاف ِرين ﴾(البقـرة ‪ ,)98:‬فقـد خـص بعـض المالئكـة بالـذكر بعـد ان‬ ‫و ِج ْب ِريل و ِميكال فِإ َّن اللَّه ع ُد ٌّو لِّْلك ِ‬

‫ذكر المالئكة بصورة عامة ‪.‬‬


‫‪ -‬عامة المالئكة‪﴿ :‬وما ي ْعل ُم ُج ُنود ربِّك ِإ َّال ُهو ‪(﴾...‬المدثر‪,)31:‬‬
‫‪ -‬خ ـ ـواص المالئكـ ــة المقربـ ــون‪ :‬لـ ــذا فمـ ــن خصائصـ ــهم انهـ ــم﴿ اْلمالئِك ـ ـةُ اْل ُمق َّرُبـ ــون ‪(﴾...‬النسـ ــاء‬
‫‪.)172:‬‬
‫اصناف المالئكة وفق المهام الموكلة لهم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ِّحون بِح ْمـ ِـد رِّب ِهـ ْـم وُي ْؤ ِم ُنــون‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫‪-1‬حملللة العللر ‪ ,‬قــال تعالى‪﴿:‬الــذين ي ْحملُــون اْلعـ ْـرش ومـ ْـن ح ْولــهُ ُيســب ُ‬
‫بِ ِه﴾ (غافر ‪,)7:‬‬
‫ـر ﴾‬ ‫‪ -2‬يللللللدبرون شللللللؤن الكللللللون اي االمـ ـ ــور الموكلــ ــة الــ ــيهم‪ ,‬قـ ـ ــال تعــ ــالى‪﴿ :‬فاْلمـ ـ ــدبِّر ِ‬
‫ات أ ْمـ ـ ـ ًا‬ ‫ُ‬
‫(النازعات‪.)5:‬‬
‫ـودا لَّ ْـم ترْوهـا وع َّـذب الَّ ِـذين كف ُـروا وذلِـك‬
‫‪-3‬يسلطون العذاب على العصاة‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬وأنزل ُج ُن ً‬
‫اء اْلك ِاف ِرين ﴾ (التوبة ‪.)26:‬‬
‫جز ُ‬
‫‪ -4‬موكلون بشؤون االنسان‪ ,‬فلكل شأن من شؤون االنسان ملك خاص موكل به‪.‬‬

‫وهم اصناف ايضا‪:‬‬

‫‪ -‬شان العناية وحفظ االنسان ورعايته‪ ,‬قال تعـالى‪ ﴿ :‬لـهُ ُمعقِّبـات ِّمـن ب ْـي ِن يد ْي ِـه و ِم ْـن خْل ِف ِـه‬
‫ي ْحفظُونهُ ِم ْن أ ْم ِر اللَّ ِه‬
‫امـا كـاتِبِين﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫‪ -‬شـان الرقابـة وتـدوين افعـال االنسـان واعمالـه ﴿وِا َّن عل ْـي ُك ْم لحـافظين(‪)10‬كر ً‬
‫اْلنفطار ‪.11:‬‬
‫‪ -‬شأن الموت ‪.‬‬
‫وهم اصناف ايضا‪:‬‬
‫ـاه ُم اْلمالئِكـةُ طِّيبِـين يقُولُـون سـالم‬
‫‪ -‬ملـك موكـل بقـبض روح المـؤمن‪ ,‬قـال تعالى‪﴿:‬الَّ ِـذين تتوفَّ ُ‬
‫طا﴾‬ ‫اشـ ـ ــط ِ‬
‫ات ن ْش ـ ـ ـ ً‬ ‫الن ِ‬
‫علـ ـ ـ ْـي ُك ُم ْاد ُخلُ ـ ـ ـوا اْلجَّنـ ـ ــة بِمـ ـ ــا ُكنـ ـ ــتُ ْم ت ْعملُون﴾(النحـ ـ ــل‪ ,)32:‬قـ ـ ــال تعـ ـ ــالى‪﴿ :‬و َّ‬
‫(النازعات‪,)2:‬‬
‫ض ِـرُبون ُو ُجـوههُ ْم‬ ‫‪ -‬ملك موكل بقبض روح الكافر‪ ,‬قـال تعـالى‪ ﴿ :‬فك ْيـف إِذا تـوفَّتْهُ ُم اْلمالئِكـةُ ي ْ‬
‫ات غ ْرًقا﴾ (النازعات‪.)1:‬‬ ‫الن ِازع ِ‬
‫وأ ْدبارُه ْم﴾ (محمد‪,)27:‬وقوله‪﴿ :‬و َّ‬
‫‪ -‬نصرت المؤمنين(االمداد الغيبي )‪ ,‬قـال تعـالى‪ِ ﴿ :‬إ ْذ تقُـو ُل لِْل ُم ْـؤ ِمنِين ألـن ي ْك ِفـي ُك ْم أن ُي ِم َّـد ُك ْم‬
‫صـبِ ُروا وتتَّقُـوا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رُّب ُكم بِثالثة آالف ِّمن اْلمالئكة ُمنزلِين ﴾(ال عمـران‪ ,)124:‬قـال تعـالى‪﴿ :‬بلـى إِن ت ْ‬
‫ويأْتُو ُكم ِّمن ف ْوِرِه ْم هذا ُي ْم ِد ْد ُك ْم رُّب ُكم بِخ ْمس ِة آالف ِّمن اْلمالئِك ِة ُمس ِّو ِمين﴾(ال عمـران‪ ,)125:‬قـال‬
‫استجاب ل ُك ْم أِّني ُم ِم ُّد ُكم ِبأْلف ِّمن اْلمالئِك ِة ُم ْرِد ِفين﴾(اْلنفال ‪.)9:‬‬ ‫ِ‬
‫تعالى‪ِ﴿:‬إ ْذ ت ْستغيثُون رَّب ُك ْم ف ْ‬
‫‪ -‬يلعن ــون الكف ــار‪ ,‬ق ــال تع ــالى‪﴿ :‬إِ َّن الَّ ـ ِـذين كف ـ ُـروا وم ــاتُوا و ُه ـ ْـم ُكفَّ ــار أُولئِ ــك عل ـ ْـي ِه ْم ل ْعنـ ـةُ اللَّ ـ ِـه‬
‫اس أ ْجم ِعين﴾(البقرة ‪.)161:‬‬ ‫واْلمالئِك ِة و َّ‬
‫الن ِ‬

‫‪ -‬شان االخرة‬
‫وهم اصناف‪:‬‬
‫ـاه ُم اْلمالئِك ـةُ هــذا يـ ْـو ُم ُك ُم‬
‫‪ -‬ملــك يــدخل للجنــة ‪ ,‬قــال تعــالى‪﴿:‬ال ي ْحـ ُـزُنهُ ُم اْلفــزعُ ْاْل ْكبـ ُـر وتتلقَّـ ُ‬
‫الَّ ِذي ُكنتُ ْم تُوع ُدون﴾(اْلنبياء ‪,)103:‬‬
‫‪ -‬ملــك يــدخل للنــار‪ ,‬قــال تعــالى‪ ﴿ :‬يـ ْـوم يــرْون اْلمالئِكــة ال ُب ْشــرى ي ْومئِــذ لِّْل ُم ْجـ ِـرِمين ويقُولُــون‬
‫ِح ْج ًار َّم ْح ُج ًا‬
‫ور ﴾ (الفرقان‪.)22:‬‬
‫‪ -‬شأن الوحياني‪.‬‬
‫اقسام الوحي الذي تنزل به المالئكة على عباد اهلل‪:‬‬
‫‪ -‬وحــي النبــوة لخ ـواص العبــاد وهــم االنبيــاء‪ ,‬قــال تعــالى‪ ﴿ :‬ومــا أ ْرس ـْلنا ِمــن قْبِلــك ِمــن َّر ُســول إِ َّال‬
‫ون ﴾ (اْلنبياء ‪,)25:‬‬ ‫وحي إِل ْي ِه أَّنهُ ال إِله ِإ َّال أنا ف ْ‬
‫اع ُب ُد ِ‬ ‫ُن ِ‬

‫‪ -‬وح ــي آله ــامي للحج ــج االلهي ــين ك ــام موسـ ــى ومـ ـريم‪ ,‬ق ــال تعالى‪﴿:‬وأ ْوح ْين ــا ِإل ــى أ ُِّم ُموسـ ــى أ ْن‬
‫ـاعلُوهُ ِمـن اْل ُم ْرسـلِين‬
‫ادوه إِل ْي ِـك وج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫أ ْرضعيه فِإذا خ ْفت عل ْيه فأْلقيه في اْلي ِّم وال تخافي وال ت ْحزنِي إَِّنا ر ُّ ُ‬
‫ـت اْلمالئِك ـةُ يــا مـ ْـري ُم ‪)42(...‬يــا مـ ْـري ُم ا ْق ُنتِــي لِرِّبـ ِـك ‪﴾...‬آل‬
‫﴾(القصــص‪ ,)7:‬قــال تعــالى‪﴿ :‬وِا ْذ قالـ ِ‬

‫عمران ‪ ,)43:‬قال تعالى‪﴿ :‬إِ ْذ قال ِت اْلمالئِكةُ يـا م ْـري ُم إِ َّن اللَّـه ُيب ِّش ُـر ِك بِكلِمـة ِّم ْنـهُ ‪(﴾...‬آل عمـران‬
‫‪.)45:‬‬
‫الن ْح ِـل ‪(﴾...‬النحــل ‪,)68:‬‬ ‫‪ -‬وحـي تكـويني كمــا حصـل مــع النحـل‪ ,‬قـال تعــالى‪﴿:‬وأ ْوحى رُّبـك إِلــى َّ‬

‫اموا تتن َّـز ُل عل ْـي ِه ُم اْلمالئِكـةُ أ َّال‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬


‫‪ -‬وحي للذي يستقيم ‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬إِ َّن الذين قـالُوا ربُّنـا اللـهُ ثُ َّـم ْ‬
‫اسـتق ُ‬
‫تخــافُوا وال ت ْحزُنـ ـوا وأ ْب ِشـ ُـروا ِباْلجَّن ـ ِـة َّال ِت ــي ُكنــتُ ْم تُوع ُدون﴾(فص ــلت ‪ ,)30:‬هن ــا يمكــن ان نس ــال م ــن‬
‫يقــول ان كــل وحــي ينــزل هــو وحــي نبــوة‪ ,‬هنــا اآليــة عامــة فــيمن يســتقيم بــان المالئكــة تنــزل عليــه‬
‫وتوحي له ( ان ال يخاف او يحزن)‪.‬‬
‫🔍 االن نثبت من خالل الروايات ان اصحاب االستقامة هم اهل البيت (ع)‪:‬‬

‫ففي قوله تعالى‪ِّ :‬من اْل ُم ْؤ ِم ِنين ِرجال صدقُوا ما عاه ُدوا اللَّه عل ْي ِه ف ِم ْنهُم َّمن قضى ن ْحب ُه‬
‫يال اْلحزاب(‪ ,)23‬فوصف الرجال المؤمنون بانهم لم يبدلوا تبديال‬ ‫و ِم ْنهُم َّمن ينت ِظ ُر وما ب َّدلُوا ت ْب ِد ً‬
‫يعني انهم استقاموا‪ ,‬وقادة المستقيمين هم النبي(ص) وعترته(ع)‬

‫📚 كما ورد في الروايات انه دخل حمران بن أعين على أبي جعفر (عليه السالم)‪ ,‬فقال له‪:‬‬
‫جعلت فداك‪ ,‬يبلغنا أن المالئكة تنزل عليكم؟ قال‪« :‬إي واهلل‪ ,‬لتنزل علينا‪ ,‬فتطأ بسطنا ‪ ,‬أما تق أر‬
‫قاموا تتن َّز ُل عل ْي ِه ُم اْلمالئِكةُ أ َّال تخافُوا وال‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫كتاب اهلل تبارك وتعالى‪ :‬إِ َّن الذين قالُوا ربُّنا اللهُ ثَُّم ْ‬
‫است ُ‬
‫‪1‬‬
‫ت ْحزنُوا وأ ْب ِش ُروا بِاْلجَّن ِة الَّ ِتي ُك ْنتُ ْم تُوع ُدون »‪.‬‬

‫📚 وعن أبي بصير‪ ,‬عن أبي عبد اهلل (عليه السالم) ‪ ,‬في قول اهلل عز وجل‪ :‬إِ َّن الَّ ِذين‬
‫قاموا تتن َّز ُل عل ْي ِه ُم اْلمالئِكةُ أ َّال تخافُوا وال ت ْحزُنوا‪ ,‬قال‪« :‬هم اْلئمة (عليهم‬
‫است ُ‬
‫َّ‬
‫قالُوا ربُّنا اللهُ ثَُّم ْ‬
‫السالم) وتجري فيمن استقام من شيعتنا‪ ,‬وسلم ْلمرنا‪ ,‬وكتم حديثنا عن عدونا‪ ,‬تستقبله المالئكة‬
‫بالبشرى من اهلل بالجنة‪ ,‬وقد واهلل مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الذين استقاموا‪,‬‬
‫وسلموا ْلمرنا‪ ,‬وكتموا حديثنا‪ ,‬ولم يذيعوه عند عدونا‪ ,‬ولم يشكوا فيه كما شككتم‪ ,‬واستقبلتهم‬
‫المالئكة بالبشرى من اهلل بالجنة»‪.‬‬

‫🔍 واهل البيت(ع) بينوا كيف ان هذه اآلية تشمل كل مؤمن اذا استقام تتنزل عليه المالئكة‬
‫لكن في االخرة توحي لهم ان ال يحزنوا وال يخافوا‪ ,‬اما الذين توحي لهم في الدنيا فهم (ع)‪.‬‬

‫اللهُ يقول‪« :‬استكملوا طاعة‬ ‫📚 عن أبي جعفر (ع) ‪ ,‬في قوله عز وجل‪ :‬إِ َّن الَّ ِذين قالُوا ربُّنا َّ‬
‫قاموا [عليها] تتن َّز ُل عل ْي ِه ُم اْلمالئِكةُ يوم القيامة‬ ‫است ُ‬ ‫اهلل وطاعة رسوله ووالية آل محمد (ع)‪ :‬ثَُّم ْ‬
‫أ َّال تخافُوا وال ت ْحزُنوا وأ ْب ِش ُروا بِاْلجَّن ِة الَّ ِتي ُك ْنتُ ْم تُوع ُدون فأولئك الذين إذا فزعوا يوم القيامة حين‬
‫يبعثون تتلقاهم المالئكة ويقولون لهم‪ :‬ال تخافوا وال تحزنوا نحن كنا معكم في الحياة الدنيا‪ ,‬ال‬
‫نفارقكم حتى تدخلوا الجنة‪ ,‬وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون»‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن ج‪ 4‬ص‪.787‬‬
‫🔍 اثبات انهم الذين تقول لهم المالئكة بان ال يحزنوا وال يخافوا‪:‬‬
‫📚 عن أبي جعفر (ع) قال‪ :‬لما قبض رسول اهلل (ص) بات آل محمد (ع) بأطول ليلة حتى‬
‫ظنوا أن ال سماء تظلهم وال أرض تقلهم ْلن رسول اهلل (ص) وتر اْلقربين واْلبعدين في اهلل‪,‬‬
‫فبينا هم كذلك إذ أتاهم آت ال يرونه ويسمعون كالمه‪ ,‬فقال‪ :‬السالم عليكم أهل البيت ورحمة‬
‫اهلل وبركاته‪ ,‬إن في اهلل عزاء من كل مصيبة ونجاة من كل هلكة ودركا لما فات (كل نفس ذائقة‬
‫الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة‬
‫الدنيا إال متاع الغرور‪ ,‬إن اهلل اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم‬
‫علمه وأورثكم كتابه‪1 ..‬‬
‫فإنما يكون الحزن على قدر المعرفة واهل البيت هم اعرف الناس بالرسول االكرم لذا حزنهم‬
‫كان بمقدار معرفتهم بمن فقدوا‪ ,‬اما خوفهم فهو ليس على انفسهم وانما على المشروع االلهي‬
‫وما سيجرب لدين اهلل بعد رحيل رسول اهلل(ص)‬

‫📚 فقد ورد في كتاب احقاق الحق للشهيد نور اهلل التوستري اخبارها كلها من كتب العامة‬
‫مجلد ‪ ,15‬ص ‪ 308,‬باب فاطمة اعظم نساء المسلمين رزية عن عائشة ان النبي قال لفاطمة‬
‫إن جبرئيل أخبرني ّأنه ليس امرأة من نساء المسلمين‬
‫عليها السالم وهو في مرض الموت ‪ّ « :‬‬
‫أعظم رزية منك » ‪ 2‬فهنا علينا ان نتساءل ماذا حصل لزهراء (ع) واي مصائب انزلت بها واي‬
‫اذى أوذيت؟!‬

‫📚 وفي مجلد ‪ 25‬ملحق احقاق الحق السيد يثبت هذه الرواية عن مصادر اخرى حديث‬
‫عائشة السيوطي في كتابه مسند فاطمة في الرواية‪ :‬إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية‬
‫منك‪ ,‬فال تكوني أدنى من امرأة صب ًار‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫تبيان الكافي في مرأة العقول والوافي‬

‫‪2‬‬
‫فتح الباري | ابن حجر ‪ . 111 : 8‬ومجمع الزوائد | الهيثمي ‪. 23 : 9‬‬
‫🔍 لماذا تتنزل عليهم مختلف المالئكة؟؟‬

‫الجواب االول كما ورد في📚 المعارف الرافعة في شرح الزيارة الجامعة عندما يصل صاحب هذا‬
‫الكتاب لفقرة مختلف المالئكة يبين عدة وجوه لتبيان حكمة نزول مختلف المالكة منها‪:‬‬

‫‪ -1‬ان االنسان الكامل افضل من المالئكة فكما ان ادم منه تعلمت المالئكة ْلنه افضل‬
‫منها‪ ,‬فكيف بالرسول االكرم واهل بيته(ع) فهم اولى باْلفضلية على المالئكة‪.‬‬
‫‪ -2‬لخدمتهم‪,‬‬

‫📚 عن بن شهرآشوب قال‪ :‬أبو علي الصولي في أخبار فاطمة‪ ,‬وأبو السعادات في فضائل‬
‫علياً‪ ,‬فأتيت بيته فناديته فلم يجبني‪,‬‬
‫النبي(ص) أدعو ّ‬
‫ّ‬ ‫العشرة‪ :‬عن أبي ذر الغفاري قال‪ :‬بعثني‬
‫ودخلت عليه فرأيت الرحى تطحن‬
‫ُ‬ ‫فإنه في البيت»‪ ,‬فأتيت‬
‫النبي(ص)‪ .‬فقال‪ُ « :‬عد إليه ّ‬
‫ّ‬ ‫فأخبرت‬
‫النبي(ص)‪,‬‬
‫ّ‬ ‫النبي(ص) يدعوك‪ ,‬فخرج متو ّشحًا حتّى أتى‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫وال أحد عندها! فقلت لعلي(ع)‪ّ :‬‬
‫سياحون في اْلرض مو ّكلون‬
‫فإن هلل مالئكة ّ‬
‫ذر ال تعجب‪ّ ,‬‬
‫النبي بما رأيت‪ .‬فقال‪« :‬يا أبا ّ‬
‫فأخبرت ّ‬
‫بمعونة آل محمد» ‪.1‬‬

‫‪ -3‬لعرضهم المقدرات االلهية للناس على االمام المعصوم‪.‬‬


‫‪ -4‬ليتعلمو منهم فتعالى في كتابه يصف المالئكة ان لهم قدر معلوم اما نبيه فيقول ربي‬
‫زدني علما ‪ ,‬فصاحب المقام الغير محدود والعلم المتزايد احق بان يكون معلم لمن علمه‬
‫محدود ‪ ,‬لذا فهم ينزلون ليتعلمو من اهل البيت(ع) وكذلك اذا كان ادم معلم للمالئكة‬
‫فسيد ادم وخاتم االنبياء احق بتعليمهم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫المناقب‪.385/3 :‬‬
‫الجواب الثاني كما ورد في📚 االنوار الساطعة في شرح الزيارة الجامعة للشيخ ابن عباس‬
‫الكربالئي عندما يصل لهذه الفقرة وهي مختلف المالئكة يقول اوجه اخرى من حكمة النزول‪:‬‬

‫‪ -1‬في الروايات ان الكون مخلوق من نور محمد وال محمد ‪ ,‬والمالئكة مخلوقه من نور‬
‫علي(ع) ونور علي مخلوق من نور اهلل ‪ ,‬فعلي ع بالنسبة لهم اصل وهم فرع ومن‬
‫الطبيعي ان الفرع يرجع لألصل " ان المالئكة خلقت من اشعة نور وجودهم ‪ ,‬فوجود‬
‫الكلي فرع لوجود االصل‪ ,‬وال شك ان الفرع يتخذ وظائفه من االصل‪.‬‬

‫ثم فتق نور أخي علي فخلق منه المالئكة‪ ,‬فالمالئكة من نور علي‬
‫📚 عن النبي (ص)‪ّ :‬‬
‫ونور علي من نور اهلل فعلي عليه السالم أفضل من المالئكة‪ ,‬يعرضون عليهم االعمال‪.‬‬

‫‪ -2‬تنزل عليهم ليلة القدر‬


‫‪ -3‬ليتعلمو منهم‬

‫📚 وعن أبي ربعي حنظلة بن الربيع اْلسدي الكاتب أحد كتاب رسول اهلل (ص) قال لقيني‬
‫أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة قلت نافق حنظلة قال سبحان اهلل ما تقول قلت نكون عند‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول اهلل‬
‫(ص) عافسنا اْلزواج واْلوالد والضيعات نسينا كثي ار‪ ...‬فقال رسول اهلل (ص) والذي نفسي بيده‬
‫لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم المالئكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن‬
‫‪2‬‬
‫يا حنظلة ساعة وساعة ثالث مرات‪.‬‬

‫📚 وروى العالمة الصفار بسند حسن كالصحيح فقال‪( :‬باْلسناد المذكور)‪ ,‬عن حمران‬
‫محدثًا»‪ ,‬فخرجت إلى أصحابي فقلت لهم جئتكم‬
‫عليًا (ع) كان ّ‬
‫إن ّ‬‫قال‪( :‬قال لي أبو جعفر(ع)‪ّ « :‬‬
‫محدثًا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بعجيبة‪ ,‬قالوا‪ :‬ما هي؟ قلت‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السالم يقول كان علي‬
‫يحدثه‪ ,‬فرجعت إليه فقلت له إني حدثت أصحابي بما‬
‫قالوا‪ :‬ما صنعت شيئًا‪ ,‬أال سألته من ّ‬
‫‪3‬‬
‫يحدثه ملك»‪.‬‬
‫يحدثه؟ فقال لي‪ّ « :‬‬
‫حدثتني‪ ,‬قالوا ما صنعت شيئًا أال سألته من ّ‬
‫ّ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬بحار اْلنوار‪ .‬ج‪ .57‬ص‪ 192‬ـ تأويل اآليات‪ .‬ص‪.144‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫بصائر الدرجات ص ‪.336‬‬ ‫شرح رياض الصالحين ج‪ ,1‬ص‪.169‬‬
‫📌 ثقافة الروح في القران الكريم‬

‫اء ِم ْن ِعب ِاد ِه أ ْن أ ِنذ ُروا أَّنهُ ال إِله‬ ‫الر ِ ِ‬


‫وح م ْن أ ْم ِرِه على من يش ُ‬ ‫في قوله تعالى‪ُ ﴿:‬ين ِّز ُل اْلمالئِكة بِ ُّ‬
‫ون﴾ النحل (‪.)2‬‬ ‫إِ َّال أنا فاتَّقُ ِ‬

‫هناك حقيقة اخرى غير نزول المالئكة بل هناك الروح ايضا تنزل عليهم‪ ,‬لذا سنتطرق لهذه‬
‫الحقيقة ايضا ونتتبع معناها في كتاب اهلل‪ ,‬فذكرها بشكل منفصل دليل على ان الروح شيء‬
‫مغاير ومستقل غير المالئكة‪.‬‬

‫‪‬عناوين الروح‬

‫وح ِه﴾السجدة(‪ ,.)9‬فالروح في ابداننا هي التي‬


‫يه ِمن ُّر ِ‬
‫‪ -1‬روح االنسان‪ ,‬في قوله‪﴿ :‬ونفخ ِف ِ‬

‫تمدنا بالحياة وبدونها نموت‬

‫فأهل المادة قالوا ال يوجد شيء وراء هذا البدن اسمه روح( قالوا ان االنسان عبارة عن شيء‬
‫تطور في المادة وهذا التطور ظهر له هذا االثر ويتالشى بتالشي المادة)‬

‫اما النظرية الدينية تق ول ‪ :‬ان وراء هذا البدن وجود مخلوق حقيقي مجرد غير ملموس وغير‬
‫مرئي وراء هذا البدن وهو الروح وهو اعظم من البدن فاْلنسان باْلصل يتكون من‪:‬‬

‫‪ -‬جسم محسوس ملموس وهو ادنى العوالم‬

‫‪-‬الخيال والعقل والفكر والذهن وهي اعلى واوسع من االولى‬

‫‪-‬الروح ‪ ,‬النفس ‪ ,‬وهنا الروح لها اصناف متعددة بخالف النفس فهي متعددة بالمراتب وأال هي‬
‫واحدة يعني اما ان تكون لوامة او امارة او مطمئنة‪ ,‬بخالف الروح فهي تكون متعدد في االنسان‬
‫الواحد كما سنبين ان شاء اهلل‪.‬‬

‫فالماديون يقولون ان البدن والروح واحد‪ ,‬أال ان حتى الوجدان يثبت خالف ذلك‪ ,‬فاْلنسان في‬
‫حالة النوم هو في عالم الرؤيا تفتح له عوالم اخرى ‪ ,‬فاهلل تعالى يفتح لنا نافذة لتحليق في عوالم‬
‫اخرى غير عالم الدنيا فنرى شيء غير هذا العالم ‪ .‬وهذا دليل على وجود جنبة اخرى في وجودنا‬
‫غير الجانب المادي هذا‬
‫هناك اشكال اخر يقول‪ :‬هل الروح اوجدت قبل البدن؟ ام العكس يعني اوجد الجسد ثم الصقت‬
‫فيه الروح وعندما يتلف البدن تخرج الروح الى موطنها االصلي ؟‬

‫والروايات تقول ان الروح اوجدت قبل البدن بألفي عام ‪ ,‬وان االرواح تعارفت في ذلك العالم‪.‬‬

‫وهذا يحل لنا شبهة اننا نعبد القبور عند زيارتنا لمراقد ْلولياء؟ فمن يعتقد ببقاء روح الميت‬
‫يفهم اننا نذهب لزيارة تلك االرواح الباقي ال لألجساد ‪.‬‬

‫ين ﴾ الشعراء(‪,)193‬‬ ‫ِ‬ ‫‪-2‬عبارة عن خلق اعظم من المالئكة‪ ,‬في قوله‪﴿ :‬نزل ِب ِه ُّ‬
‫الرو ُح ْاْلم ُ‬
‫س ِمن َّربِّك ِباْلح ِّق ﴾النحل(‪ ,)102‬وفي روايات اهل البيت قالوا‪:‬‬‫وح اْلقُ ُد ِ‬
‫وقوله‪ُ ﴿ :‬ق ْل ن َّزلهُ ُر ُ‬
‫الروح خلق اعظم من جبرائيل واقرب واكبر‪.‬‬

‫الرو ِح ِم ْن‬
‫‪-3‬الروح النازلة على االنبياء والحجج االلهين(من عباده)‪ ,‬في قوله‪ُ ﴿:‬ين ِّز ُل اْلمالئِكة ِب ُّ‬
‫اء ِم ْن ِعب ِاد ِه ﴾ النحل(‪.)2‬‬
‫أ ْم ِرِه على من يش ُ‬

‫وهناك من علمائنا من يقول ان هذه الروح هي روح النبي الكلية(روحه الملكوتية) في قوله‪:‬‬
‫ِ‬
‫﴿وكذلك أ ْوح ْينا إِل ْيك ُر ً‬
‫وحا ِّم ْن أ ْم ِرنا ﴾الشورى(‪ ,)52‬التي هي واسطة الفيض االلهي لعباده‪ ,‬هي‬
‫الروح التي ال يتحملها اال كشخصه(ص)‪.‬‬

‫اء ِم ْن ِعب ِاد ِه ﴾ غافر (‪.)15‬‬ ‫‪-4‬الوحي هو روح ‪ ,‬في قوله‪﴿ :‬يْل ِقي ُّ ِ‬
‫الروح م ْن أ ْم ِرِه على من يش ُ‬ ‫ُ‬

‫‪-5‬الروح النازلة على االئمة‪ ,‬في قوله‪﴿ :‬تنزل المالئكة والروح فيها بأذن ربهم من كل‬
‫امر﴾القدر(‪.)4‬‬

‫ت ِمن ُدونِ ِه ْم ِحج ًابا فأ ْرسْلنا إِل ْيها ُروحنا فتمثَّل‬


‫‪-6‬الروح النازلة على مريم(ع)‪ ,‬قال تعالى‪[ :‬فاتَّخذ ْ‬
‫لها بش ًار س ِويًّا‪ ﴾ ...‬مريم(‪.)17‬‬

‫وهذا التنوع في الروح يأتي على اثر التناسب والمالئمة فلكل وجود روح تناسبه‪.‬‬

‫ت أ ْوِدية بِقد ِرها﴾الرعد‬


‫اء فسال ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واهلل عز وجل يمثل لنا بأية هذا االمر‪﴿:‬أنزل من السَّماء م ً‬
‫(‪ ,)17‬فالفيض اللهي نازل ولكن كل منا يأخذ بمقدار وعائه(روحه)‪.‬‬
‫📚 كتاب ابن قيم الجوزية مجلد ‪ ,1‬ص‪ 312-311‬يقول فلقد تواتر( يعني فوق كون هذا‬
‫الكالم صحيح) الرؤيا من اصناف بني ادم على فعل االرواح بعد موتها ما ال تقدر على مثله‬
‫حال اتصالها بالبدن في الحاق الهزيمة بعساكر الكفر والظلم( يعني على ارضا الواقع)‪ ,‬وكم رؤي‬
‫روح النبي وابي بكر وعمر قد هزمت ارواحهم عساكر الكفر‪ ,‬وأذ بجيوشهم مغلوبة‪.‬‬

‫(وهذا الشخص من كبار شيوخ السلفية الوهابية يقول هذا الكالم )‪ ,‬فلما يعيبون علينا ان نستمد‬
‫من روح رياحنة رسول اهلل(ص) وسبطه او من نفسه علي(ع) ومن روحه فاطمة(ع) العون ؟!!‬

‫📚 تبيان الكافي في مراة العقول والوافي ورد (باالسناد المذكور) وهو حديث صحيح‪ ,‬عن‬
‫جابر الجعفي قال‪ :‬قال أبوعبداهلل عليه السالم‪ :‬يا جابر إن اهلل تبارك وتعالى خلق الخلق ثالثة‬
‫أصناف وهو قول اهلل عز وجل‪ " :‬وكنتم أزواجا ثالثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة‬
‫وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون اولئك المقربون(‪ " )3‬فالسابقون هم‬
‫رسل اهلل عليهم السالم وخاصة اهلل من خلقه‪ ,‬جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه‬
‫عرفوا االشياء‪ ,‬وأيدهم بروح االيمان فبه خافوا اهلل عز وجل وأيدهم بروح القوة فبه قدروا على‬
‫طاعة اهلل‪ ,‬وأيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة اهلل عز وجل وكرهوا معصيته‪ ,‬وجعل فيهم روح‬
‫المدرج الذي به يذهب الناس ويجيؤون‪ ,‬وجعل في المؤمنين وأصحاب الميمنة روح االيمان فبه‬
‫خافوا اهلل‪ ,‬وجعل فيهم روح القوة فبه قدروا على طاعة اهلل‪ ,‬وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا‬
‫طاعة اهلل‪ ,‬وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيؤون‪.‬‬

‫االرواح الخمسة الخاصة باْلنبياء واالئمة التي اشار لها الحديث‪:‬‬

‫‪ -1‬روح القدس التي بها عرفوا‬


‫‪ -2‬روح االيمان وبها خافوا من اهلل‬

‫وفي هذا الحديث التفاتة مهمة في تدرج االرواح فروح القدس تكسب من يحملها المعرفة ثم‬
‫روح االيمان تكسب الخوف‪ ,‬وهذا التسلسل اتى عن قصد كما في قوله تعالى﴿ إَِّنما ي ْخشى اللَّه‬
‫اء إِ َّن اللَّه ع ِزيز غفُور﴾ فاطر (‪ ,)28‬فأصحاب العلم والمعرف تحصل لهم خشية‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫م ْن عباده اْل ُعلم ُ‬
‫وخوف ‪.‬‬
‫ففي كتاب اهلل هناك ثقافة اسمها ثقافة الغد‪:‬‬

‫‪-‬االعتقاد بالغيب ﴿ ُي ْؤ ِم ُنون بِاللَّ ِه واْلي ْوِم ْاآل ِخ ِر﴾ آل عمران (‪, )114‬‬

‫‪-‬معرفة الغد الموجبة للعمل قال تعالى‪﴿ :‬الَّ ِذين يظُُّنون( يعني موقنين بيوم الغد) أَّنهُم ُّمالقُو رِّب ِه ْم‬
‫اج ُعون﴾ البقرة (‪ ,)46‬قال تعالى‪ِ ﴿ :‬رجال َّال تُْل ِهي ِه ْم تِجارة وال ب ْيع عن ِذ ْك ِر اللَّ ِه وِاق ِام‬ ‫وأَّنهم إِل ْي ِه ر ِ‬
‫ُْ‬
‫وب و ْاْل ْبصار﴾ النور(‪,)37‬‬ ‫الزك ِاة يخافُون(بروح االيمان) يوما تتقَّل ِ ِ‬ ‫اء َّ‬ ‫الصال ِة وِايت ِ‬
‫ب فيه اْل ُقلُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ًْ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫ط ِع ُم ُك ْم لِو ْج ِه اللَّ ِه ال ُن ِر ُ‬
‫يد‬ ‫يما وأ ِس ًا‬
‫ير (‪ِ)8‬إَّنما ُن ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫طع ُمون الطعام على ُحبِّه م ْسك ًينا ويت ً‬
‫وقوله‪﴿ :‬وي ْ ِ‬
‫ُ‬
‫ور ﴾اْلنسان (‪)9‬‬
‫اء وال ُش ُك ًا‬ ‫ِ‬
‫من ُك ْم جز ً‬

‫اب﴾ البقرة‬ ‫ون يا أُولِي ْاْلْلب ِ‬ ‫الزِاد التَّ ْقوى واتَّقُ ِ‬


‫‪-‬االستعداد للغد‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬وتزَّو ُدوا فِإ َّن خ ْير َّ‬

‫ت لِغد واتَّقُوا اللَّه إِ َّن اللَّه خبِير‬


‫(‪ ,)197‬وقوله‪ ﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آمنُوا اتَّقُوا اللَّه وْلتنظُ ْر ن ْفس َّما ق َّدم ْ‬
‫ِبما ت ْعملُون﴾ الحشر (‪.)18‬‬

‫‪ -3‬روح القوة ‪ ,‬وبها قووا على طاعة اهلل فقد وصف االمام الهادي في الزيارة الجامعة‬
‫الكبيرة‪ :‬حق طاعته‪,‬‬
‫‪ -4‬روح الشهوة التي بها اشتهوا طاعة اهلل سبحانه‪.‬‬

‫لذا فهم الوسيلة ليعرفونا الدستور االلهي الذي فيه كل ما نحتاجه لنصل هلل‪.‬‬

‫التفاته ‪ :‬ورد ان دعبل نطق على لسانك روح لقدس‪ ,‬فكيف يتناسب هذا القول ودعبل ليس‬
‫بنبي وال امام وروح القدس ال تنزل أال عل نبي او وصي نبي‬

‫والجواب‪ :‬المقصود هو انه نطق بتسديد منهم صلوات اهلل عليهم‪ ,‬اي من خالل روح القدس‬
‫التي لديهم‪ ,‬فجرى الحق على لسانه‪.‬‬
‫اء ِم ْن‬ ‫‪‬ارتباط الروح بعالم االمر كما في قوله تعالى‪ ﴿ :‬يْل ِقي ُّ ِ‬
‫الروح م ْن أ ْم ِرِه على من يش ُ‬ ‫ُ‬
‫ِعب ِاد ِه لِ ُي ِنذر ي ْوم التَّال ِق ﴾غافر(‪.)15‬‬

‫عالم االمر في القران هلل معاني ثالثة‪:‬‬

‫الرو ُح ِم ْن أ ْم ِر ربِّي وما أُوتِيتُم ِّمن‬


‫وح ُق ِل ُّ‬ ‫‪ -1‬االمر الشاني‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬وي ْسألُونك ع ِن ُّ‬
‫الر ِ‬

‫اْل ِعْلِم إِ َّال قِل ً‬


‫يال ﴾ اْلسراء (‪.)85‬‬
‫ِ‬
‫‪ -2‬االمر القضاء التكويني ‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬إَِّنما ق ْولُنا لش ْيء إِذا أرْدناهُ أن َّن ُقول لهُ ُكن في ُك ُ‬
‫ون﴾‬
‫النحل(‪.)40‬‬
‫‪ -3‬امر تكليفي تشريعي‪ ,‬ولكن تعالى اعطانا مساحة في االمتثال من عدمه ولهذا االنسان‬
‫اء ِذي اْل ُق ْربى‬
‫ان وِايت ِ‬ ‫مخير وليس مسير‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬إِ َّن اللَّه يأْمر ِباْلع ْد ِل و ِْ‬
‫اْل ْحس ِ‬ ‫ُُ‬
‫اء واْل ُمنك ِر واْلب ْغ ِي ي ِعظُ ُك ْم لعلَّ ُك ْم تذ َّك ُرون﴾ النحل (‪.)90‬‬
‫وي ْنهى ع ِن اْلف ْحش ِ‬

‫وهذه االوامر متعددة االشكال‪:‬‬


‫ق‬ ‫ف ن ْفسا ِإ َّال وسعها ولد ْينا ِكتاب ي ِ‬
‫نط ُ‬ ‫ِّ‬
‫ُْ‬ ‫‪-‬امر بصيغة تقريرية خبرية‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬وال ُنكل ُ ً‬
‫ظل ُمون﴾المؤمنون (‪.)62‬‬ ‫بِاْلح ِّ‬
‫ق و ُه ْم ال ُي ْ‬
‫‪-‬امر صريح ومباشر‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿ :‬ق ْل أمر ربِّي ِباْل ِق ْس ِط ﴾اْلعراف (‪.)29‬‬
‫‪-‬امر بصيغة وصفية لالتعاظ بقصص االقوام السابقة واخذ العبرة مما فعلوا ويكون‬
‫بأشكال‪:‬‬
‫يه ُه ًدى لِّْل ُمتَِّقين ﴾‬
‫‪-‬امر بشكل وصف ايحائي‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ذلِك اْل ِكتاب ال رْيب ِف ِ‬
‫ُ‬
‫البقرة (‪,)2‬‬
‫‪-‬امر بشكل وصف ايحائي حقيقي‬
‫ُسوة حسنة‬ ‫‪-‬امر حقيقي صالح لنقتدي به‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬لَّق ْد كان ل ُكم ِفي رس ِ َّ ِ‬
‫ول الله أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ير﴾اْلحزاب(‪ ,)21‬وقوله تعالى‪ِ﴿ :‬إ َّن‬ ‫لِّمن كان ي ْر ُجو اللَّه واْلي ْوم ْاآل ِخر وذكر اللَّه كثِ ًا‬
‫ك ِمن اْل ُم ْش ِرِكين﴾ النحل(‪.)120‬‬‫ُمةً قانِتًا لِّلَّ ِه ح ِنيفًا ول ْم ي ُ‬ ‫إِ ْبر ِ‬
‫اهيم كان أ َّ‬
‫ض وِاَّن ُه ل ِمن اْل ُم ْس ِرِفين﴾‬
‫‪ -‬امر حقيقي طالح لنتجنبه‪ ,‬كقوله‪ ﴿:‬وِا َّن ِف ْرع ْون لعال ِفي ْاْل ْر ِ‬

‫ونوا ِم ْن‬
‫الش ْيطان ل ُك ْم ع ُد ٌّو فاتَّ ِخ ُذوهُ ع ُد ًّوا إَِّنما ي ْد ُعو ِح ْزبهُ لِي ُك ُ‬
‫يونس(‪ ,)83‬وقوله‪﴿ :‬إِ َّن َّ‬

‫ير﴾ فاطر (‪.)6‬‬ ‫اب الس ِ‬


‫َّع ِ‬ ‫صح ِ‬
‫أ ْ‬
‫وفي الزيارة الجامعة الكبيرة‪" :‬المظهرين ْلمر اهلل ونهيه"‪ ,‬فالقران الكريم هو دستورنا االلهي فيه‬
‫الكليات اي كل القوانين االلهية التي يحتاجها االنسان ومن هذه الدساتير‪:‬‬

‫‪ -‬قواعد دستورية فطرية ‪ ,‬وقلنا انها فطرية ْلنها ترجع االنسان لفطرته ليسير وفقها ويلتزم‬
‫بها‪,‬‬
‫‪ -‬قواعد دستورية تشريعية‪( ,‬من الطهارة الى الديات) وسبب تقديم الكليات الفطرية على‬
‫التشريعية الن الشريعة هي متوافقة وتابعة للفطرية فكل ما في الشريعة هو موافق ويناسب‬
‫كل ما في الفطرة‪.‬‬

‫ض ثَُّم انظُ ُروا ك ْيف كان ع ِاقبةُ‬ ‫يروا ِفي ْاْل ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬قواعد دستورية تاريخية ‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿ :‬ق ْل س ُ‬
‫اْل ُمك ِّذبِين﴾ اْلنعام (‪.)11‬‬

‫‪ -‬قواعد دستورية علمية‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬أل ْم تر أ َّن اللَّه ُي ْز ِجي سح ًابا ثَُّم ُيؤِّل ُ‬
‫ف ب ْينهُ ثَُّم ي ْجعلُ ُه‬
‫يب ِب ِه من‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫اما فترى اْلو ْدق ي ْخ ُرُج م ْن خالله وُين ِّز ُل من السَّماء من ِجبال فيها من برد ف ُيص ُ‬
‫ُرك ً‬
‫ب بِ ْاْل ْبص ِار﴾ النور(‪.)43‬‬ ‫ِ‬
‫اد سنا ب ْرِقه ي ْذه ُ‬ ‫ص ِرفُهُ عن َّمن يش ُ‬
‫اء يك ُ‬ ‫اء وي ْ‬
‫يش ُ‬
‫‪ -‬قواعد دستورية عقدية‪( ,‬من التوحيد للمعاد)‪ ,‬كالعدل االلهي في قوله تعالى‪ ﴿ :‬ذلِك بِما‬
‫ت أ ْي ِدي ُك ْم وأ َّن اللَّه ل ْيس بِظ َّالم لِّْلع ِب ِيد ﴾ آل عمران (‪.)182‬‬‫ق َّدم ْ‬
‫اظ ِمين اْلغ ْيظ واْلع ِافين‬
‫اء واْلك ِ‬
‫َّر ِ‬ ‫َّر ِ‬
‫اء والض َّ‬‫‪ -‬قواعد اخالقية‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬الَّ ِذين ُي ِنفقُون ِفي الس َّ‬
‫ب اْل ُم ْح ِس ِنين﴾ آل عمران(‪.)134‬‬ ‫اس واللَّهُ ُي ِح ُّ‬
‫الن ِ‬ ‫ع ِن َّ‬
‫الش ْيطان ِلرب ِ‬ ‫الشي ِ‬
‫‪ -‬قواعد اقتصادية‪ ,‬قال تعالى‪ِ﴿ :‬إ َّن اْلمب ِّذ ِرين ك ُانوا ِإ ْخوان َّ‬
‫ِّه‬ ‫ين وكان َّ ُ‬ ‫اط ِ‬ ‫ُ‬
‫ضلِ ِه إَِّن ُه‬
‫ور﴾ اْلسراء (‪ ,)27‬وقوله‪َّ ﴿ :‬رُّب ُك ُم الَّ ِذي ُي ْز ِجي ل ُك ُم اْل ُفْلك ِفي اْلب ْح ِر لِت ْبت ُغوا ِمن ف ْ‬ ‫كفُ ًا‬
‫الن ِ‬
‫اس‬ ‫ت أ ْي ِدي َّ‬ ‫اد ِفي اْلب ِّر واْلب ْح ِر بِما كسب ْ‬ ‫يما ﴾اْلسراء(‪ ,)66‬وقوله‪﴿:‬ظهر اْلفس ُ‬ ‫ِ‬
‫كان بِ ُك ْم رح ً‬
‫لِ ُي ِذيقهُم ب ْعض الَّ ِذي ع ِملُوا لعلَّهُ ْم ي ْر ِج ُعون﴾ الروم(‪.)41‬‬
‫وبا وقبائِل‬ ‫اس إَِّنا خل ْقنا ُكم ِّمن ذكر وأُنثى وجعْلنا ُك ْم ُش ُع ً‬ ‫الن ُ‬‫‪ -‬اجتماعية ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬يا أيُّها َّ‬
‫لِتعارفُوا إِ َّن أ ْكرم ُك ْم ِعند اللَّ ِه أ ْتقا ُك ْم إِ َّن اللَّه علِيم خبِير﴾ الحجرات (‪.)13‬‬
‫‪‬البحث الرابع‬
‫الدور االلهي لزهراء(عليها السالم) كامرأة الهية في حفظ الشريعة‬
‫الخاتمة للرساالت‪,‬‬
‫واالجابة على شبهة سكوت االمام علي(ع) عما جرى عليها‬
‫‪‬خصائص المرأة الربانية في القران التي تؤهلها لتؤدي دورها االلهي الرسائلي‬

‫‪1‬من كانت لها حالة من التذلل واالنابة هلل‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬قاال ربَّنا ظل ْمنا أنفُسنا وِان لَّ ْم ت ْغ ِف ْر‬
‫اس ِرين﴾ اْلعراف(‪.)23‬‬ ‫لنا وترحمنا لن ُكون َّن ِمن اْلخ ِ‬
‫ْ ْ‬

‫‪ 2‬من كانت تقدم حب اهلل وطلب القرب اْللهي فزوجة فرعون قدمت عندك على الجنة فكانت‬
‫ت ر ِّ‬
‫ب‬ ‫ام أرت ِف ْرع ْون إِ ْذ قال ْ‬ ‫َِّّ ِ‬ ‫َّ‬
‫عبادتها عبادة االحرار‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وضرب الل ُه مث ًال للذين آم ُنوا ْ‬
‫ْاب ِن لِي ِعندك ب ْيتًا ِفي اْلجَّن ِة ون ِّجنِي ِمن ِف ْرع ْون وعملِ ِه ون ِّجنِي ِمن اْلق ْوِم الظَّالِ ِمين ﴾‬
‫التحريم(‪.)11‬‬

‫ت رسلُنا إِ ْبر ِ‬
‫اهيم ِباْل ُب ْشرى قالُوا سال ًما قال سالم فما لبِث‬ ‫‪3‬حالة الكرم‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬ولق ْد جاء ْ ُ ُ‬
‫ام أرتُهُ ق ِائمة‪ ﴾...‬هود(‪.)71‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن جاء بِع ْجل حنيذ(‪ )70‬و ْ‬

‫‪ 4‬لها منطق وتفكير وروح المشاورة في المواقف القيادية والنظر لخواتم اْلمور‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬
‫نت ق ِ‬
‫اطع ًة أ ْم ًار حتَّى ت ْشه ُد ِ‬
‫ون(‪)32‬قالُوا ن ْح ُن أُولُو قُ َّوة‬ ‫ت يا أيُّها اْلمألُ أ ْفتُونِي ِفي أ ْم ِري ما ُك ُ‬ ‫﴿قال ْ‬
‫ْم ِرين﴾ النمل(‪.)33‬‬ ‫وأُولُو بأْس ش ِديد و ْاْل ْم ُر إِل ْي ِك فان ُ‬
‫ظ ِري ماذا تأ ُ‬
‫اهما‬ ‫‪ 5‬هي وقورة ويكسيها الحياء(عصمتها غير ملوثه بالذنوب)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬فجاءتْ ُه إِ ْحد ُ‬
‫ص عل ْي ِه‬ ‫ت إِ َّن أبِي ي ْد ُعوك ِلي ْج ِزيك أ ْجر ما سق ْيت لنا فل َّما جاءهُ وق َّ‬
‫استِ ْحياء قال ْ‬ ‫ِ‬
‫ت ْمشي على ْ‬
‫ف نج ْوت ِمن اْلق ْوِم الظَّالِ ِمين﴾ القصص(‪.)25‬‬ ‫اْلقصص قال ال تخ ْ‬
‫‪ 6‬خصوصية االحسان وبذل كل ما تملك سواء مادي او معنوي ببذل من طاقتها المعنوية‬
‫والجسدية‪ ﴿ ,‬ووجدك عائِ ًال فأ ْغنى﴾ الضحى(‪.)3‬‬
‫يه فِإذا ِخ ْف ِت عل ْي ِه فأْل ِق ِ‬
‫يه‬ ‫ض ِع ِ‬
‫‪ 7‬التحمل والصبر‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وأوح ْينا إِلى أ ُِّم موسى أ ْن أر ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي اْلي ِّم وال تخ ِافي وال ت ْحزنِي إَِّنا ر ُّ‬
‫اد أ ُِّم‬
‫صبح فُؤ ُ‬ ‫ادوهُ إِل ْيك وجاعلُوهُ من اْل ُم ْرسلين(‪ ,)7‬وقوله‪ ﴿:‬وأ ْ‬
‫طنا على قْلبِها لِت ُكون ِمن اْل ُم ْؤ ِمنِين ﴾‬ ‫ت لتُْب ِدي بِ ِه ل ْوال أن َّرب ْ‬ ‫ُموسى ف ِارًغا إِن كاد ْ‬
‫القصص(‪.)10‬‬
‫ت ِع ْمران‬ ‫ِ‬
‫‪ 8‬عبادة اهلل وربط كل عمل تعمله هلل وفي خدمة دينه‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬إِ ْذ قالت ْ‬
‫ام أر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طنِي مح َّر ار فتقب ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب إِِّني نذ ْر ُ‬
‫يم﴾ آل عمران(‪.)35‬‬ ‫َّل مِّني إَّنك أنت السَّميعُ اْلعل ُ‬ ‫ت لك ما في ب ْ ُ ً‬ ‫ر ِّ‬
‫‪ 9‬اْلصرار والمثابرة والجد واالجتهاد حتى الوصول للهدف المنشود وخاصة إذا كان مرتبط‬
‫ط ُب ُك َّن إِ ْذ راودتُّ َّن‬
‫باهلل فان هذا الشخص ال يوجد مستحيل في حياته‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬قال ما خ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫صح ص‬ ‫ت اْلع ِز ِ‬
‫يز ْاآلن ح ْ‬ ‫وسف عن َّن ْفسه ُقْلن حاش لله ما عل ْمنا عل ْيه من ُسوء قالت ْ‬
‫ام أر ُ‬ ‫ُي ُ‬
‫الص ِاد ِقين﴾ يوسف(‪.)51‬‬
‫ق أنا راودتُّهُ عن َّن ْف ِس ِه وِاَّن ُه ل ِمن َّ‬
‫اْلح ُّ‬

‫ف من تكن بها هذه الخصائص جميعها تكن امرأة مفكرة وعالمة وعارفة ولهذا تكن مؤهلة لتقوم‬
‫بأدوار الهية خاصة وتستحق ان تكون شريكه لرجال االلهيين لتكون المكملة لما يقوم به من‬
‫دور في تبليغ أوامر اهلل وتذكير العباد وتنبيهم ‪.‬‬
‫اي ان لها في الميدان العملي من االستعدادات والقابليات ما للرجل ما عدى درجة النبوة‪.‬‬
‫وهذا ما يؤكده القران الكريم من المصادق التي ذكرها حول الدور المهم للمرأة في مواقف‬
‫مصيرية تصل الى حد كبير من االهمية يتوقف عندها استمرار نشر الرساالت السماوية‪ ,‬في‬
‫الوقت الذي قد يصعب للرجل ادائها‪.‬‬

‫ولهذا سيكون هناك جانبان مهمان لما سنورده هنا وهو دور الزهراء(ع) كنموذج اْلعلى‬
‫لحفظ الرسل السماوية الخاتمة ونجيب على تساءل كثي ًار ما ُيثار حيث البعض يستشكل على‬
‫ان االمام علي(ع) بعظمته وقوته! كيف سمح ان ُيهتك ستر بيته وزوجته؟ او كيف تؤذى‬
‫بوجوده؟‬

‫🔍 ويمكن ان نصيغ السؤال بشكل علمي حول هذه الشبهة لنجيب عنها بشكل علمي‪ :‬في‬
‫ثقافة القران هل للمرأة ان تتقدم على الرجل؟ اي يمكن في مواقف صعبة ومهمة يكون دور‬
‫الرجل ثانوي والمرأة لها الدور الرئيسي؟‬
‫وال بئس بأن نطرح مسألة مهمة قبل ان نجيب وهي‪:‬‬

‫ان في موروثاتنا االجتماعية هذا الشيء غير مقبول اي ان المرأة هي التي تقود زمام االمور‬
‫دون الرجل او الرجل يتبعها‪ .‬وهذه الموروثات التي يتبعها الناس لها جذور منذ القدم كما يذكر‬

‫ير ِّم َّما ت ُقو ُل وِاَّنا لنراك ِفينا ض ِع ً‬


‫يفا ول ْوال رْهطُك لرج ْمناك‬ ‫ب ما ن ْفقهُ ك ِث ًا‬
‫كتاب اهلل‪ ﴿:‬قالُوا يا ُشع ْي ُ‬
‫وما أنت عل ْينا ِبع ِزيز﴾هود (‪.)91‬‬

‫يعني انهم قدموا العشيرة على رسالة اهلل وأوامره فستدعى هذا االمر تعجبه عليه السالم من‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫سوء حالهم ومقالتهم كما في اآلية التالية ‪ ﴿:‬قال يا ق ْوِم أرْهطي أع ُّز عل ْي ُكم ِّمن الله واتَّخ ْذتُ ُم ُ‬
‫وه‬
‫وراء ُك ْم ِظ ْه ِريًّا إِ َّن ربِّي بِما ت ْعملُون ُم ِحيط ﴾ هود(‪ ,)92‬فحالهم حال بني إسرائيل بقوله تعالى‪:‬‬
‫اسقُون ﴾‬ ‫يه ومن لَّم ي ْح ُكم بِما أنزل اللَّه فأُولئِك ُهم اْلف ِ‬
‫يل بِما أنزل اللَّه ِف ِ‬
‫نج ِ‬
‫اْل ِ‬
‫﴿ وْلي ْح ُك ْم أ ْه ُل ِْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫المائدة (‪( ,)47‬رهطك‪ :‬تعني عشيرتك)‪.‬‬

‫صلى س ِع ًا‬
‫ير‬ ‫وفي قوله تعالى‪ :‬وأ َّما م ْن أُوتِي ِكتاب ُه وراء ظ ْه ِرِه(‪)10‬فس ْوف ي ْد ُعو ثُُب ًا‬
‫ور(‪)11‬وي ْ‬
‫﴾االنشقاق(‪ ,)12‬هنا تحذير واضح من القران ان الذي يجعل حكم اهلل خلفه ويقدم االحكام التي‬
‫نشأت من إثر االعراف والتقاليد االجتماعية الغير صحيحه فانه سيكون من المنافقين وسيأخذ‬
‫كتابه من خلف‪ .‬فكما تدين تدان ‪....‬‬

‫لذا فالنتيجة ان احكام القران مقدمة على االعراف التي نحن أسسناها‪ ,‬وقضية الدور‬
‫النسائي هو مشروع ألهى ومثبت قرآنيا ال تشوبه شائبة وذلك لوجود منعطفات تاريخية خطيرة‬
‫استوجب تقديم المرأة على الرجل الن الدائرة التي تحكمها المرأة اوسع من الرجل وخاصة عندما‬
‫يكون االمر يتطلب مواجهة رجل ْلن سلطاته تقل عندما يكون المتقدم هو امرأة فال يستطيع ان‬
‫يؤذيها بشيء على االقل لكيال ينقلب الوضع العام ضده وبذلك يسهل لها اداء دورها‪.‬‬

‫فللمرأة قدسية ومكانة بالمجتمع وحرمة‪ ,‬واستشهاد الزهراء(ع) ان دل على شيء فإنما يدل‬
‫على خطورة االمر الذي ادى ان تضحي الزهراء(ع) بحياتها‪ ,‬ويدل على همجية الطرف االخر‬
‫وتعصبه وخطورته لدرجة انه لم ينتهك حرمة امرأة عادية وانما هي بنت رسول اهلل وحبيبه(ص)‬
‫باْلضافة الى ميز ومكانة الزهراء (ع)عند اهلل ‪.‬‬
‫نماذج للنساء االلهيات وادوارهن االلهية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1‬دور ام موسى(ع)‬

‫والسؤال هنا‪:‬‬

‫‪ -‬لماذا اهلل طلب منها ان تؤدي هذا الدور‪ ,‬كان باْلمكان ان يطلب من زوجها اي ان‬
‫تقوم بإرضاع ابنها ويذهب هو ليلقي به في اليم؟‬
‫فمن الواضح هنا من الواضح ان االمر صعب ان يقوم به كرجل‪ ,‬والمرأة قادرة على النجاح‬
‫في مهام معينه ال ينجح بها الرجال وأن كانت صعبة في ظاهرها على المرأة ‪.‬‬

‫وهنا ايضًا سؤال لماذا يستشكل البعض عندما نقول ان فاطمة يوحى لها بعد وفاة أبيها‬
‫(ص)‪ ,‬وام موسى كان يوحى لها واعلمت بأمور غيبية ستحصل بعد زمن طويل كجعله رسوال‬
‫من قبل اهلل وفاطمة(ع) اعلى شأن عند اهلل فلما يستشكل البعض علينا؟ !!‬

‫حيث ان اهلل اوحى لها‪ :‬بأمران (ال تخافين‪ ,‬ال تحزني)‪ ,‬ووعدان (انه يرد اليها بتهيئة‬
‫االسباب‪ ,‬ووعد وجعله رسول من الرسل المكرمين عند اهلل)‪.‬‬

‫يه ِفي اْلي ِّم وال تخ ِاف ي‬


‫يه فِإذا ِخ ْف ِت عل ْي ِه فأْل ِق ِ‬
‫ض ِع ِ‬
‫في قوله تعالى‪﴿:‬وأوح ْينا إِلى أ ُِّم موسى أ ْن أر ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اد أ ُِّم ُموسى ف ِارًغا إِن كاد ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫صبح فُؤ ُ‬ ‫ادوهُ إِل ْيك وجاعلُوهُ من اْل ُم ْرسلين(‪....)7‬وأ ْ‬ ‫وال ت ْحزنِي إَِّنا ر ُّ‬

‫طنا على قْلبِها لِت ُكون ِمن اْل ُم ْؤ ِمنِين﴾القصص(‪ ,)10‬فلو قارناها بفاطمة‬ ‫لتُْب ِدي بِ ِه ل ْوال أن َّرب ْ‬
‫الزهراء التي هي بنت نبي (ع) وام موسى كانت امرأة عادية‪ .‬والقران يعبر عن ام موسى في‬
‫طنا على قْلبِها لِت ُكون ِمن اْل ُم ْؤ ِمنِين﴾‬
‫ت لتُْب ِدي بِ ِه ل ْوال أن َّرب ْ‬
‫درجة تحملها بقوله تعالى‪ :‬إِن كاد ْ‬

‫ويكفينا بيان فضل الزهراء(ع) والى أي مدى استعدادها في تحمل وامر اهلل ما ورد عن‬
‫السالم في زيارتها صلوات اهلل عليها‪ " :‬يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل‬
‫اْلمام الباقر عليه ّ‬
‫ان يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة‪.‬‬

‫إذا فلنعرف مقام الزهراء(ع) فهي أفضلهن واعالهن مقام واكملهن ولنلتفت الى هذا المقطع‬
‫من الزيارة في موقف النساء االلهيات الوارد ذكرهن في كتاب اهلل كما سنبين‪.‬‬
‫‪ 2‬دور السيدة اسيا زوجت فرعون‬

‫هنا يمكن ان نسأل‪:‬‬

‫‪ -‬ما الذي اتى بهذه المرأة المؤمنة في مستنقع الكفر وهو قصر فرعون؟!‬
‫‪ -‬وكيف انها رضيت بزواج من هكذا شخص؟‬
‫فال بد من حكمة إلهية ولدور مهم كان ملقى عليها‪ ,‬والذي هو ان تحافظ على بقاء نبي اهلل‬
‫موسى(ع) على قيد الحياة بعد ان امر فرعون بقتل االوالد لكي ال يسمح لنبي اهلل المرسل من‬
‫البقاء الن بقائه سيبطل حكمه والعبودية التي كان يدعيها (أي بأنه االله االعظم)‪ ,‬لكن مشيئة‬
‫اهلل فوق كل شيء فجعل نقطة ضعف هذا المتجبر في حب اسيا فلم يكن يرفض لها طلب‬
‫فجعل عدوه الذي كان يبحث عنه ليقتله ابن له وهو الذي رعاه ورباه‪.‬‬

‫ت ع ْين ِّلي ولك ال ت ْقتُلُوهُ عسى أن ينفعنا أ ْو نتَّ ِخذهُ ول ًدا‬


‫ت ِف ْرع ْون قَُّر ُ‬
‫ام أر ُ‬ ‫ِ‬
‫قال تعالى‪﴿:‬وقالت ْ‬
‫و ُه ْم ال ي ْش ُع ُرون﴾القصص(‪.)9‬‬

‫‪ 3‬دور اخت موسى (ع)‬

‫والسؤال هنا‪:‬‬

‫‪ -‬كيف لفتاة عفيفة وصغيرة تذهب لقصر مثل قصر فرعون وكيف سمح لها اباها بالذهاب؟‬
‫‪ -‬وفي هكذا مكان مليء بالفسق والفساد الم ُيخشى عليها؟ ام كان هناك دور ألهى قد خولت‬
‫للقيام به؟‬
‫ولو كان لموسى اخ شاب هل كان باْلمكان او توجد عنده مساحة التحرك التي امتلكتها‬ ‫‪-‬‬
‫اخت موسى لتتحرك بين نساء القصر وتقترح عليهم هذا االمر بعد ان حرم اهلل على‬
‫اخيها كل المراضع لدرجة لم يشك بها أحد وأحذو برأيها؟‬
‫أليس هناك يد غيبية وراء هذا االمر وتخطيط ال يقوى لتنفيذه أحد لولى ارادته عز وجل؟‬ ‫‪-‬‬
‫ونتيجة هذا الدور وليوفي اهلل بوعده الم موسى ليسكن قلبها فهي ام على كل االحوال‪ .‬كما‬
‫ول ه ْل أ ُدلُّ ُك ْم على من ي ْكفُلُهُ فرج ْعناك إِلى أ ِّ‬
‫ُمك ك ْي تق َّر ع ْي ُنها‬ ‫قال تعالى‪﴿:‬إِ ْذ ت ْم ِشي أ ْ‬
‫ُختُك فتقُ ُ‬
‫وال ت ْحزن﴾ طه(‪.)40‬‬
‫ت ه ْل أ ُدلُّ ُك ْم على أ ْه ِل ب ْيت ي ْكفُلُون ُه‬ ‫اضع ِمن قْب ُل فقال ْ‬
‫وفي قوله تعالى‪﴿ :‬وح َّرمنا علي ِه اْلمر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ُم ِه ك ْي تق َّر ع ْي ُنها وال ت ْحزن‬ ‫اص ُحون القصص(‪.)12‬وقوله تعالى‪ :‬فرد ْدناهُ إِلى أ ِّ‬ ‫ل ُكم وهم له ن ِ‬
‫ْ ُْ ُ‬
‫ق ول ِك َّن أ ْكثرُه ْم ال ي ْعل ُمون ﴾القصص(‪.)13‬‬‫ولِت ْعلم أ َّن و ْعد اللَّ ِه ح ٌّ‬

‫‪ 4‬دور السيدة خديجة(ع)‬

‫اهلل تعالى ينسب فعل اغناء الرسول (ص) بأموال خديجة (ع) وهذا يدل على الهية هذه‬
‫السيدة الجليلة‪ .‬فكانت مرآة تجلي صفات اهلل‪ ,‬ففي قوله تعالى‪ :‬ووجدك عائال فأغنى‬
‫‪1‬‬
‫الضحى(‪ .)8‬وكما في الحديث‪ :‬ما قام وال استقام الدين إال بسيف علي ومال خديجة‪.‬‬

‫ومن الجدير بااللتفات ان المال هنا ليس مرتبط بالجانب المادي فقط بل هي بذلت كل‬
‫وجودها لخدمة رسول اهلل (ص) فعوضها اهلل بان وهبها فاطمة (ع) فهي عليها السالم التي‬
‫كانت وعاء للنبوة‪.‬‬

‫فكما انها اعطت وبذلت عليها السالم الخير الكثير لقيام وتشيد الدين أعطاها اهلل الكوثر‪:‬‬
‫أي الخير كله‪ ,‬وهذا شيء من عظمة السيدة الجليلة لتكون وعاء يلد مولود كموالتنا فاطمة‬
‫عليها السالم التي كانت وعاء لإلمامة‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫البخاري باب‪ :‬المغازي‪ ,‬ح ‪. 4154‬‬
‫‪  4‬دور السيدة مريم العذراء (ع)‬

‫ال بأس بطرح بعض التفاصيل التي تبين اوجه التشابه بين هدف ودور كل من السيدة‬
‫مريم العذراء(ع) والسيدة الزهراء(ع) أال ان هناك فوارق بال شك ‪.‬‬

‫حيث بعد وفاة نبي اهلل موسى(ع)‪ ,‬زوجة النبي موسى (ع)جيشت الجيوش ضد الوصي‬
‫الشرعي الذي خلفه نبي اهلل موسى (عليه وعلى رسولنا واله السالم) (‪.) 2‬‬

‫وبعدها حصل انعطاف خطير وعم الظالل واختل التوازن وحرفت الشريعة حتى ان نبي‬
‫اهلل زكريا لم يعد كالمه مؤثر حتى تالميذه اتبعوا تلك الجهة‪ -‬هذا ال يعني ان النبي زكريا‬
‫ضعيف حاش هلل لكن الناس انحرفوا الى درجة لم يستطيعوا التميز‪ ,‬فاهلل خاطب نبيه الخاتم‪:‬‬
‫﴿فذ ِّك ْر إَِّنما أنت ُمذ ِّكر(‪)21‬لَّ ْست عل ْي ِهم بِ ُمص ْي ِطر﴾الغاشية (‪ -)22‬وهذا شأن كل االنبياء وهو‬
‫التبليغ‪ ,‬لكن كما ذكرنا عندما وصل االنحراف واالنفالت الى حد خطر تطلب الموقف احداث‬
‫امر مماثل بالمواجه‪ ,‬فأتى دور السيدة مريم(ع)‪....‬‬

‫واذا بالنبي زكريا يبني لها حجرة بين بني اسرائيل المنحرفين في المعبد‪ ,‬واصبحت تخدم‬
‫هناك وتدعوا وتناقشهم وتلقي عليهم الحجج التي كانوا يقفون عاجزين عن الرد عليها‪ .‬فهل‬
‫زكريا النبي والكافل لمريم كان ‪-‬والعياذ باهلل ‪-‬ليس له غيرة كما هو المنظور العرفي بان يترك‬
‫فتاة جميلة صغيرة غير محصنة بزوج بين قوم ظالمين فسقه وكفار؟‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪2‬‬
‫إن يوشع بن نون قام باْلمر بعد‬
‫الصادق عليه السالم ‪ّ :‬‬
‫بحار اْلنوار‪ ,‬ج ‪,13‬ص‪. 366‬قال ّ‬
‫الضراء والجهد والبالء ‪ ,‬حتّى مضى منهم ثالث‬
‫موسى صاب ًار من الطّواغيت على اْللواء و ّ‬
‫طواغيت ‪ ,‬فقوى بعدهم أمره ‪ ,‬فخرج عليه رجالن من منافقي قوم موسى بصفراء امرأة موسى‬
‫في مائة ألف رجل فقاتلوا يوشع‪ ,‬فغلبهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وهرب الباقون بإذن اهلل واسر‬
‫نبي اهلل موسى فأشكو إليه ما لقيت منك ‪,‬‬
‫صفراء‪ ,‬وقال‪ :‬قد عفوت عنك في الدنيا إلى أن ألقي ّ‬
‫الجنة الستحييت أن أرى رسول اهلل وقد هتكت‬
‫فقالت صفراء ‪ :‬واو ياله واهلل لو أبيحت لي ّ‬
‫وصيه بعده )‬
‫ّ‬ ‫حجابه على‬
‫ام كانت هناك ارادة الهية اراد اهلل ان يعيد بها النهوض بالمبادئ السامية االخالقية‬
‫والدينية‪ .‬ولقد عانت معانات شديدة ْلنها تعرضت لالتهامات بأهم شيء عند المرأة ‪ ,‬ولكنها‬
‫بنفس اللحظات اهلل تعالى اسكت اللسن من خالل تكلم نبي اهلل عيسى(ع) وهو في المهد‬
‫فأكملت المهمة الملقاة على عاتقها بعد ان هيئة اْلرضية لوليدها النبي وعاشت كريمة بين‬
‫قومها وأصبحت امًا لنبي اهلل عيسى(ع) الذي كان ثمرة تلك التضحيات التي قدمتها من اجل‬
‫اصالح االمة في زمنها‪.‬‬

‫يح ِعيسى ْاب ُن‬ ‫ِ‬


‫اْلمس ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال تعالى‪﴿:‬إ ْذ قالت اْلمالئكةُ يا م ْري ُم إِ َّن الله ُيب ِّش ُرك بِكلمة ِّم ْنهُ ْ‬
‫اس ُمهُ‬
‫ون لِي ُغالم‬‫أَّنى ي ُك ُ‬ ‫ت‬‫الد ْنيا و ْاآل ِخرِة و ِمن اْل ُمق َّربِين﴾ آل عمران(‪ ,)45‬وقوله‪﴿:‬قال ْ‬ ‫يها ِفي ُّ‬ ‫ِ‬
‫م ْريم وج ً‬
‫ول ْم ي ْمس ْسنِي بشر ول ْم أ ُك ب ِغيًّا﴾ مريم(‪.)20‬‬

‫ت يا ل ْيت ِني‬
‫الن ْخل ِة قال ْ‬
‫اض إِلى ِج ْذ ِع َّ‬
‫فالقران يقول على لسان السيدة مريم ‪ ﴿ :‬فأجاءها اْلمخ ُ‬
‫نت نسيا َّم ِ‬
‫نسيًّا﴾ مريم(‪.)23‬‬ ‫ِم ُّ‬
‫ت قْبل هذا و ُك ُ ْ ً‬

‫فهل يستطيع أحد ان يقارن بينها وبين الزهراء(ع) التي كانت مهمتها الحفاظ على الوصي‬
‫الشرعي بعد رسول اهلل الذي مهمته صون الشريعة االسالمية الخاتمة لرساالت االنبياء؟‬

‫فالزهراء عندما ادت دورها كانت متزوجة وكانت في بيتها لم تخرج ْلي مكان ولم تخاطب‬
‫القوم بل هم من طرقوا بابها وهجموا على دارها وكسروا ظلعها واسقطوا جنينها والذت بابي‬
‫وأمي وراء الباب واتخذت منه حجابًا احتجبت خلفه لكي ال يروها‪.‬‬

‫إال عندما أخذ االمام علي(ع)لدار الخالفة ْلنهم كانوا يريدونه (ع) ان يتكلم بكلمة واحدة‬
‫ال ْلنه الوصي الشرعي‬
‫ليأخذوها حجة عليه ليقتلوه‪ ,‬هنا جاء دور الزهراء(ع) لتحمي امامها او ً‬
‫الذي امر الرسول(ص) بغدير خم ان يمتثلوا ْلوامره والكل بايع وكانوا شهداء لكن هذا االنحراف‬
‫الخطير واالنقالب الذي جرى تطلب ان تتدخل الزهراء(ع) لتحافظ على حياة االمام علي (ع)‬
‫ولتذكرهم بوصية الرسول(ص) هذا باْلضافة ان سكوت االمام علي(ع) كان بوصية من‬
‫الرسول(ص)وخطورة االمر ادى ان تفقد الزهراء (ع)حياتها‪.‬‬

‫فمن يتعذر بان شجاعة علي(ع)ال تسمح لحصول هكذا امر‪ .‬سنجيبه بدليل قراني وروائي‪:‬‬
‫فلقد كان صبر أمير المؤمنين (ع) كصبر نبي اهلل هارون(ع) الذي قال عنه رسول‬
‫اهلل(ص) كما في الحديث المعروف‪ :‬عن مسدد‪ :‬حدثنا يحيى‪ ,‬عن شعبة عن الحكم‪ ,‬عن‬
‫مصعب ابن اسد عن ابيه‪ :‬ان رسول اهلل (ص)خرج الى تبوك واستخلف عليا‪ ,‬فقال‪ :‬ا تخلفني‬
‫في الصبيان والنساء؟ قال‪ :‬اال ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ اال انه ال نبي‬
‫(‪)1‬‬
‫بعدي‪.‬‬

‫ففي القصة القرآنية المعروفة عندما عاد نبي اهلل موسى(ع) ووجد بني إسرائيل قد عبدوا‬
‫العجل فهذه الكلمة في قوله تعالى‪﴿ :‬اال تتبعن أفعصيت امري﴾ طه‪ 93:‬وكلمة (ولم ترقب‬
‫قولي) في قوله تعالى‪﴿ :‬قال يا ابن ام ال تأخذ بلحيتي وال براسي إني خشيت ان تقول فرقت‬
‫بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي﴾طه‪ .94:‬تدالن على انه كان موصى من قبل نبي اهلل‬
‫موسى(ع) لذا لم يجاهدهم وقد أشركوا وعبدوا العجل‪ .‬فقد كان صبر امامنا علي(ع) نابع من‬
‫وصية كان قد اوصاهُ بها رسول اهلل(ص)‪.‬‬

‫فقد ورد حديث عن حمزة بن محمد العلوي قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد‪ ,‬قال‬
‫(بإسناده المذكور)‪- ,‬في حديث –قال امير المؤمنين (ع) "ولي بأخي هارون اسوة إذ قال‬
‫ْلخيه‪" :‬ابن االم ان القوم استضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم‪ ,‬وان قلتم استضعفوه‬
‫(‪)1‬‬
‫واشرفوا على قتله‪ ,‬فلذلك سكت عنهم‪ ,‬فالوصي اعذر"‬

‫فهنا إشارة ْلهمية الوصية حيث ان نبي اهلل هارون (ع) قد كان موصى من قبل نبي اهلل‬
‫موسى(ع)‪ ,‬ولم يحرك ساكنًا ولم يحمل سيف بالرغم من أن بنو إسرائيل عبدوا العجل‪ ,‬فأيهما‬
‫أعظم الصبر على أن انقالب االمة‪ ,‬فتشرك وتكفر باهلل‪ ,‬أم ان يصبر االمام علي(ع) على‬
‫ظلم الزهراء(ع) حتى ال ينعدم اْلسالم وترجع الناس كفار‪...‬؟؟‬

‫فثمرت ما قامت به الزهراء (ع) أدى الى استقامة اْلسالم وفضح انحراف المسلمين‪,‬‬
‫الخلص المؤمنين‪ ,‬فلو قام امير المؤمنين(ع) بالقتال لقُتل كل‬
‫والمحافظة على الثلة القليلة من ُ‬
‫من تبقى من المخلصين ولم يبقى لدين بقية‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫علل الشرائع ج‪ ,1‬ص‪179‬باب‪122‬ج‪.7‬‬
‫لكن اهلل أكرمها بمنزلة لم تعطى ْلحد من النساء فهي سيدة نساء العالمين من االولين‬
‫واالخرين‪ ,‬فمريم سيدة نساء عصرها‪ ,‬وهي (اي الزهراء) طاهرة مطهرة الى ما يشاء اهلل‪.‬‬

‫اك على نِس ِ‬


‫اء‬ ‫اك وطهَّر ِك واصطف ِ‬ ‫قال تعالى‪﴿:‬وِا ْذ قال ِت اْلمالئِكةُ يا مريم إِ َّن اللَّه اصطف ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫يد اللَّ ُه لِ ُي ْذ ِهب عن ُك ُم ِّ‬
‫الر ْجس أ ْهل‬ ‫اْلعال ِمين﴾ آل عمران (‪ ,)42‬والزهراء(ع) بنص القران‪ِ﴿:‬إَّنما ُي ِر ُ‬
‫ير ﴾اْلحزاب (‪.)33‬‬ ‫ط ِه ًا‬‫اْلب ْي ِت وُيط ِّهرُك ْم ت ْ‬

‫فشريعة اهلل لم تتم بزمن نبي اهلل زكريا(ع) اال بتحدي مريم العذراء(ع)‪...‬‬

‫وشريعة محمد (ص)لم تستمر إال بتضحية الزهراء فاطمة(ع)‪...‬‬

‫وهناك كلمة جميلة تقول‪ :‬من لم يعرف فاطمة لم يعرف الرسول (ص) وبتالي لم يعرف اهلل‬
‫فهو في تيه وضالل ْلنه بنتيجة لن يعرف نفسه‪.‬‬

‫لذا فالزهراء هي المحور ففي حديث الكساء اهلل يبتدأ بذكرها‪ :‬قال‪ :‬هم اهل بيت النبوة‬
‫ومعدن الرسالة‪ ,‬هم فـاطمـة وأبوها وبعلها وبنوها‪.‬‬

‫النبي (صلى اهلل عليه واله) قال وهو في مرضه الّذي توّفي فيه‪ " :‬يا فاطمة‬
‫عن عائشة أن ّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫وسيدة نساء المؤمنين "‬
‫وسيدة نساء هذه االُ ّمة‪ّ ,‬‬
‫سيدة نساء العالمين‪ّ ,‬‬
‫أال ترضين أن تكوني ّ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري وكنز العمال للمتقي الهندي الحنفي‪.‬‬
‫‪‬البحث الخامس‬
‫الزهراء(عليها السالم) مريم الكبرى‬
‫(مقتبس من كلمات الشيخ من محاظرات متفرقة)‬
‫لقد أقسم النبي م ار ار أيمانا مغلظة‪ ,‬وقال في فاطمة الزهراء سالم اهلل عليها «واهلل هي مريم‬
‫الكبرى» (‪.)1‬‬

‫في الحديث المروي في كتب العامة انه قال النبي(ص‪( :-‬سيدة نساء أ ِ‬
‫هل الجنة فاطمة)(‪.)2‬‬
‫و مما ال شك فيه ان السيدة مريم (ع) من نساء أهل الجنة‪ ,‬إذا الزهراء(ع) سيدتها ‪ ..‬ولها ما‬
‫لمريم(ع) من خصائص ومقامات‪ ,‬و زيادة ْلنها سيدتها ‪.‬‬

‫ُمهُ آيةً﴾‬
‫فإن كانت مريم(ع) اية من آيات اهلل كما في قوله تعالى‪ ﴿ :‬وجعْلنا ْابن م ْريم وأ َّ‬ ‫‪o‬‬
‫المؤمنون (‪ , )50‬فالزهراء(ع) اية اهلل الكبرى‪.‬‬

‫يح ْاب ُن م ْريم إِ َّال ر ُسول ق ْد خل ْ‬


‫ت‬ ‫ِ‬
‫وان كانت مريم(ع) صديقة كما في قوله تعالى‪َّ ﴿:‬ما اْلمس ُ‬ ‫‪o‬‬
‫ص ِّديقة كانا ي ْأ ُكال ِن الطَّعام انظُر كيف نُبيِّن لهم ْاآلي ِ‬
‫ات ثَُّم انظُ ْر أَّنى‬ ‫ُمه ِ‬ ‫ِمن قْبلِ ِه ُّ‬
‫ُ ُُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫الر ُس ُل وأ ُّ ُ‬
‫ُي ْؤف ُكون﴾ المائدة (‪ , )75‬فالزهراء(ع) صديقة كبرى‪.‬‬

‫وان كانت مريم (ع) مصداق من مصادق الذكر كما في قوله تعالى‪ ﴿:‬وا ْذ ُكر ِفي اْل ِكت ِ‬
‫اب‬ ‫‪o‬‬
‫ْ‬
‫م ْريم ‪ ﴾ ...‬مريم (‪ ,)16‬فالزهراء(ع) من مصداق الذكر الكثير‪.‬‬

‫اذا كانت السيدة مريم(ع) يتنزل عليها الوحي بواسطة المالئكة كما في قوله تعالى‪﴿ :‬إِ ْذ‬ ‫‪o‬‬
‫يح ِعيسى ْاب ُن م ْريم و ِجيهًا ِفي ُّ‬
‫الد ْنيا‬ ‫ِ‬
‫اس ُمهُ اْلمس ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قالت اْلمالئكةُ يا م ْري ُم إِ َّن الله ُيب ِّش ُرك بِكلمة ِّم ْن ُه ْ‬
‫ت‬ ‫و ْاآل ِخ ِرة و ِمن اْل ُمق َّربِين آل عمران (‪ ,)45‬وبالوحي (بالطريقة المباشرة) كما في قوله تعالى‪﴿ :‬قال ْ‬
‫اء إِذا قضى أ ْم ًار فِإَّنما يقُ ُ‬
‫ول‬ ‫ون لِي ولد ول ْم ي ْمس ْس ِني بشر قال كذلِ ِك اللَّهُ ي ْخلُ ُ‬
‫ق ما يش ُ‬ ‫ب أَّنى ي ُك ُ‬ ‫ر ِّ‬
‫ون﴾ آل عمران (‪ ,)47‬فلماذا يستغرب البعض بان سيدتها كان يوحى إليها؟!‬
‫لهُ ُكن في ُك ُ‬

‫اذا كانت مريم(ع) خلقتها خاصه كما في قوله تعالى‪ ﴿ :‬فتقبَّلها ربُّها ِبق ُبول حسن وأنبتها‬ ‫‪o‬‬
‫نباتًا حسًنا﴾ ال عمران‪ ,37:‬فالزهراء (ع) كانت خلقتها اخص وهي مصداق لقوله تعالى‪:‬‬
‫واصطنعتك لنفسي‪ ..‬فنحن عندما نقول‪" :‬حوراء انسية" فنحن نقدم جنبتها الملكوتيه على جنبتها‬
‫الملكية اي هيه اصطناع الهي خاص ولم تمر بمسيرة الخلقة البشرية عبر التأثر بالصفات‬
‫المتوارثة عبر االجيال فهي ثمرة اسراء الرسول(ص)‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫الخصائص الفاطمية ‪ /‬الشيخ محمد باقر الكجوري ج ‪,1‬ص ‪ ,249‬البحار ‪ 484 /22‬ح ‪ 31‬باب ‪. 1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫صحيح البخاري‪ ,‬كتاب الفضائل‪ ,‬باب مناقب فاطمة‪ /‬البداية والنهاية ج ‪ 2‬ص‪.61‬‬
‫اذا كانت مريم(ع) عندما حان وقت تحمل الرجوع بمولود ليس له اب تمنت الموت كما‬ ‫‪o‬‬
‫نت ن ْسًيا‬ ‫ت يا ل ْيتنِي ِم ُّ‬
‫ت قْبل هذا و ُك ُ‬ ‫الن ْخل ِة قال ْ‬
‫اض إِلى ِج ْذ ِع َّ‬
‫في قوله تعالى‪﴿:‬فأجاءها اْلمخ ُ‬
‫نسيًّا﴾ مريم (‪ , )23‬وبالمقابل الزهراء(ع) عليها السالم هي امتحنت قبل ان تخلق فوجدت صابرة‬ ‫َّم ِ‬

‫كما في نص زيارتها‪ :‬يا ممتحنه امتحنك اهلل قبل ان يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة‪...‬‬
‫والجدير بالذكر اننا عندما نتكلم ان صبر ووفاء االنبياء في دعاء الندبة نقول‪ :‬فعلم منهم الوفاء‬
‫‪ ...‬وهذا مقام بحد ذاته ويثمر عن عظمة مقام الزهراء(ع) عند اهلل‪ .‬فالزهراء(وجدها صابرة)‬
‫واالنبياء (علم منهم)‪....‬‬

‫ان اهلل‪ -‬عز وجل‪ -‬قرن ظالمة السيدة مريم(ع) مع نقض المواثيق والكفر بآياته وقتل‬ ‫‪o‬‬
‫ات اللَّ ِه وق ْتِل ِه ُم ْاْلنبِياء بِغ ْي ِر حق‬
‫ض ِهم ِّميثاقهم و ُك ْف ِرِهم ِبآي ِ‬
‫ُْ‬
‫االنبياء كما في قوله تعالى‪ ﴿ :‬فبِما ن ْق ِ‬

‫يال} (‪)155‬وِب ُك ْف ِرِه ْم وق ْوِل ِه ْم على‬ ‫وبنا ُغْلف ب ْل طبع اللَّهُ عل ْيها بِ ُك ْف ِرِه ْم فال ُي ْؤ ِم ُنون إِ َّال قلِ ً‬
‫وق ْولِ ِه ْم ُقلُ ُ‬
‫يما﴾ النساء (‪ ,)156‬مع ان ظالمتها ال تقاس بشيء من ظالمات الزهراء(ع)‬ ‫ِ‬
‫م ْريم ُب ْهت ًانا عظ ً‬
‫فهي لم تعصر ولم يكسر ظلعها ولم يسقط جنينها ولم يسلب ارثها؟! وكتاب اهلل كتاب حياة‬
‫وعمل‪ ,‬ال تتوقف تالوته لزمن محدد او مناسبة معينه ؟!فكيف بالزهراء(ع) وهي سيدتها(ع)‬
‫فلماذا اذا يعاب علينا احياء ظالمتها وتجديد ذكرها؟!!ونحن لم نعمل إال بالقران‪.‬‬

‫اذا كانت مشيئة اهلل ان يجعل بعض االدوار في حماية شريعته عندما تصل لمرحلة من‬ ‫‪o‬‬
‫الخطورة كبيرة جدا على يد مرأة الهية لكون المرأة لها دائرة تحرك اوسع في مواجهة الظالم في‬
‫بعض تلك المراحل‪ ,‬فهذا دليل على عظمة مقام المرأة من جه‪ ,‬وتبيان لقابليتها المفتوحة من جهة‬

‫أُنثى واللَّ ُه أ ْعل ُم بِما وضع ْ‬


‫ت‬ ‫ب ِإِّني وض ْعتُها‬ ‫ت ر ِّ‬‫اخرى كما في قوله تعالى‪ ﴿:‬فل َّما وضعتْها قال ْ‬
‫الر ِج ِيم﴾ آل عمران‬
‫ان َّ‬ ‫َّ‬
‫الش ْيط ِ‬ ‫ُعي ُذها بِك و ُذ ِّريَّتها ِمن‬
‫الذكر ك ْاْلُنثى وِاِّني س َّم ْيتُها مريم وِاِّني أ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ول ْيس َّ‬

‫(‪.)36‬‬

‫ومن هنا يمكن ان نقيس مقام الزهراء(ع) القيادي فهي التي حمت الدين االلهي الخاتم من‬
‫االنتهاء بدفاعها عن امام زمانها الذي اذا ما خلت االرض منه لساخت ‪ ,‬وفي المقابل ايضا‬
‫نعرف عظم االذى ومقدار التضحية التي قدمتها (ع) حيث خسرت عمرها الشريف من اجل بقاء‬
‫الدين‪..‬‬
‫ونرد على من يعيب على امير المؤمنين (ع) ويستغرب سكوته على ما جرى على الزهراء(ع)‬
‫بان عليه ان يفهم ان الزهراء(ع) كانت تؤدي دورها االلهي وفق ما نص عليه كتاب اهلل‪.‬‬

‫اذا كانت السيدة مريم(ع) هي الممهد لشريعة المسيح(ع) كما في قوله تعالى‪ :‬انما‬ ‫‪o‬‬
‫المسيح عيسى ابن مريم رسول اهلل وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا باهلل ورسله وال تقولوا‬
‫ثالثة انتهوا خي ار لكم انما اهلل الـه واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في‬
‫االرض وكفى باهلل وكيال‪ ,‬فالزهراء(ع) كانت الممهدة والمحافظة على شريعة خاتم الرسل(ص)‬

‫واذا كانت مريم(ع) حجة لشريعة المسيح كما في قوله تعالى‪ ﴿ :‬وِا ْذ قال ِت اْلمالئِكةُ يا‬ ‫‪o‬‬
‫اء اْلعال ِمين﴾ آل عمران (‪ ,)42‬فان موالتنا‬
‫اك على نِس ِ‬
‫اك وطهَّر ِك واصطف ِ‬
‫ْ‬
‫مريم إِ َّن اللَّه اصطف ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫فاطمة(ع) كانت حجة على الدين االسالمي والوالية الحيدرية ‪ .‬ومريم كانت حجة على زمانها‬
‫الن االصفاء والتطهير اي العصمة اتت بالماضي‪ ,‬فهي(ع) كانت حجة على حجج اهلل كما في‬
‫الحديث‪ .‬وتطهيرها الى ما شاء اهلل‪..‬‬
‫الفصل الثاني ‪....‬‬
‫‪‬البحث االول‬
‫معرفة الزهراء(عليها السالم) طريق للكمال‬
‫نستوحيه من فقرة من خطبتها " إعلَموا أَني ِ‬
‫فاطمة "‬
‫مقدمة‬
‫من فقرات خطبة السيدة الزهراء عليها السالم ْلعدائها ‪ (...‬أعلموا أني ِ‬
‫فاطمة )‪ ,‬بمعنى أن‬
‫الزهراء(ع) تدعوهم لمعرفتها وترتيب اْلثر على معرفتها من إطاعة أمرها وترك أعدائها وحرمة‬
‫عصيانها وأخذ اوامرها وغير ذلك‪ ,‬الزهراء كانت تريد ما تثمره المعرفة منهم‪ ,‬بالنتيجة هذه‬
‫المعرفة على مستويات ( من زار عليًا عارفاً بحقّه ) لها درجات‬

‫🔍 درجات المعرفة ‪:‬‬

‫‪ -‬المعرفة الصورية (البسيطة)‪ :‬التي ال ترتب أثر على صاحبها كمعرفة أسم ِ‬
‫فاطمة ونسبها ‪.‬‬

‫ال "‬ ‫‪ -‬المعرفة التحقيقية ‪ :‬البحث عن هذه الذات (ذات ِ‬


‫فاطمة ) ومعرفة أقوال النبي ص فيها مث ً‬
‫ِ‬
‫فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها "‪ " ,‬يرضا اهلل لرضاها يغضب لغضبها "‪ ,‬هذه اْلقوال‬
‫تدل على العصمة والعصمة تدل على الحجية واتباع الحجة ودخول الجنة والعكس دخول النار‪,‬‬
‫فهذه المعرفة رتّبت أثر وهي أعلى من المعرفة اْلولى‪ ,‬هذه المعرفة عند أغلب اتباع آل البيت‬
‫وهي ال تعصم صاحبها ‪ ..‬و العصمة على درجات أعالها ال نستطيع الوصول إليها ولكن يكفي‬
‫إتيان الواجبات وترك المحرمات هذه عصمة ‪ ..‬عصمة اْلنبياء ايضاً على درجات فعصمة آدم‬
‫ليست كعصمة الرسول اْلعظم ص فهي أعلى وأعلى ‪.‬‬

‫‪ -‬المعرفة التحققية‪ :‬يعني اْلنسان يستبطن ويتلبس بهذه المعرفة‪ ,‬يعني تنتقل المعرفة من تحقيق‬
‫ال‪:‬‬
‫ذهنه إلى مشاربة روحه‪ ,‬مث ً‬

‫بالجانب السلبي القرآن الكريم يقول في بني اسرائيل ‪ :‬وأُ ْش ِرُبوا ِفي ُقلُوبِ ِه ُم اْل ِع ْجل بِ ُك ْف ِرِه ْم ‪,‬‬
‫يعني أن القضية ليست فكرية فقط بل أن حب العجل أصبح حب داخلي وهذا يستحكم بالنفس‬
‫اْلنسانية فيأخذ صاحبه إلى الردى‪.‬‬

‫أما الجانب اْليجابي فهناك من أ ِ‬


‫ُشربوا حب اهلل تعالى فعالقته باهلل ليست عالقة ذهنية وانما‬
‫عالقة قلبية فؤاديه (داخلية)‪ ,‬وهذه المعرفة تعصم صاحبها من الوقوع في الخطأ ‪.‬‬

‫‪‬أصحاب الحسين (ع) وصلوا لهذه المعرفة (المعرفة التحققية ) ليلة العاشر ولهذا فعلوا ما‬
‫طروا تلك المالحم ‪.‬‬ ‫فعلوا ليلة العاشر‪ ,‬لو لم ِ‬
‫يصلوا لهذه الدرجة من المعرفة لم ُيس ّ‬
‫🔍 بعض العلماء يقول في ( إعلموا أني ِ‬
‫فاطمة ) بأن اْلمور التي تواجه اْلنسان على أربعة‬
‫أقسام ‪:‬‬

‫‪ -‬ما يقبله العقل ويرفضه الجانب الشهوي باْلنسان مثل اْلمراض ‪ ,‬فالمرض يقبله العقل‬
‫ويعالجه أما الجانب التلذذي الشهوي يرفضه ‪.‬‬

‫‪ -‬ما يرفضه العقل ويقبله الجانب الشهوي ‪ ,‬مثل المعاصي ‪.‬‬

‫‪ -‬ما يقبله العقل والجانب الشهوي ‪ ,‬مثل ِ‬


‫العلم ‪.‬‬

‫‪ -‬ما يرفضه العقل والجانب الشهوي ‪ ,‬مثل الجهل ‪.‬‬

‫بمعنى أن اهلل جعل ِ‬


‫العلم بمنزلة الجنة وجعل الجهل بمنزلة النار‪ ,‬بإعتبار الجنة مقبولة في‬
‫الجانبين العقلي والشهوي‪ ,‬و النار مرفوضة بالجانبين العقلي والشهوي ‪ ,‬فالذي رضي بالجهل‬
‫في الدنيا يعيش بالنار الحاضرة ‪ ,‬والذي يتحصل ِ‬
‫العلم خصوصًا المرتبط باهلل يعيش جنة حاضره‬
‫‪ ,‬من هنا نفهم حين جاء رجل إلى الصادق (ع) وقال له " يا بن رسول اهلل ادعوا لي بالجنة ‪,‬‬
‫قال أنت على واليتنا ؟ قال نعم ‪ ,‬قال أنت اآلن في الجنة " بإعتبار أن واليتهم ( أنا مدينة ِ‬
‫العلم‬
‫وعلي بابها ) فالذي يمشي مع أمير المؤمنين يعيش العلم الذي انزل منزلة الجنة ‪ ,‬فحين نعلم بـ‬
‫( إعلموا أني ِ‬
‫فاطمة ) ندخل الجنة ‪.‬‬
‫🔍علمائنا يقسمون اْليمان إلى ثالث مراتب ‪:‬‬

‫‪ -‬مرتبة العوام الغيبية ‪ :‬اْليمان باهلل ورسله وكتبه علماً بدليل أو من دون دليل ‪ ,‬وعمالً بإتيان‬
‫الواجبات وترك المحرمات ‪.‬‬

‫‪ -‬مرتبة الخواص العينية ‪ :‬اْليمان باهلل ورسله وكتبه علماً ولكن بدليل وبرهان وحجة ‪ ,‬وعمالً إذا‬
‫تجلى اهلل بصفة من صفاته لعبد من عباده انقادت جميع شؤون ذلك العبد للحق تعالى ‪ ,‬مثل‬
‫ُّه لِْلجب ِل جعل ُه د ًّكا‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫خر موسى صعقا﴿ فل َّما تجلى رب ُ‬ ‫موسى حين تجلى اهلل له بصفة من صفاته ّ‬
‫ت ِإل ْيك وأنا أ َّو ُل اْل ُم ْؤ ِمنِين﴾‪.‬‬
‫وخ َّر ُموسى ص ِع ًقا فل َّما أفاق قال ُس ْبحانك تُْب ُ‬

‫‪ -‬مرتبة اْلخص العيانية ‪ :‬وهي مرتبة المصطفى محمد (ص)‪ ,‬هذه اْلنسان ال يرى لنفسه شيئًا‬
‫أمام اهلل تعالى‪ ,‬ال يرى إال اهلل (فناء كامل) ‪ ..‬يقول رسول اهلل ص في سجدته " سجد لك سوادي‬
‫( يقصد به جسده ) و خيالي وآمن بك فؤادي "‪ ,‬وعلى هذا اْلساس قالت الزهراء ع ( إعلموا أني‬
‫ِ‬
‫فاطمة )‪.‬‬

‫وكما نعلم ان غاية خلقنا هو الكمال والكمال يكون من خالل المعرفة واْليمان‪ ,‬الزهراء (ع)‬
‫تقول‪ ":‬إعلموا أني ِ‬
‫فاطمة " فعلمنا ومعرفتنا بها يوصلنا للكمال خصوصاً إذا كانت المعرفة‬
‫(تحققية) كما بينا في مراتب المعرفة‪.‬‬

‫فالعلم بجانبه اْلخص(يساوي في ثقافة الدين المعرفة)‪ ,‬وهذا هو الذي يرتب أثر على صاحبه‪,‬‬

‫قال تعالى‪﴿:‬وجح ُدوا ِبها و ْ‬


‫است ْيقنتْها أنفُ ُسهُ ْم ظُْل ًما﴾ ‪ ,‬استيقان انفسهم علم ولكنه لم يرتب أثر‪,‬‬
‫وقوله‪﴿ :‬وأضلَّ ُه اللَّهُ على ِعْلم﴾ ‪ ,‬ايضًا لم يرتب اثر‪.‬‬

‫ض‬ ‫اهيم مل ُكوت السَّماو ِ‬


‫ات و ْاْل ْر ِ‬ ‫بينما هناك ِعلم يرتب أثر على صاحبه‪﴿:‬وكذلِك ُن ِري ِإ ْبر ِ‬

‫ولِي ُكون ِمن اْل ُموِقنِين﴾ [اْلنعام‪ ,]75 :‬فإراءة ملكوت السماوات واْلرض ِعلم وقد أنتج يقين وهذا‬
‫كمال ْلنه علم ينتج أثر والقرآن الكريم دائماً يمدحه ويهتم به ويعطيه درجات عليا ‪.‬‬
‫📌 ِ‬
‫العلم المؤثر على صاحبه في القرآن ‪:‬‬

‫💠 المحطة األولى ‪:‬التثليث ِ‬


‫بالعلم‪.‬‬

‫اآلية االولى‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬ش ِهد اللَّهُ أَّن ُه ال إِله ِإ َّال ُهو واْلمالئِكةُ وأُولُو اْل ِعْلِم قائِ ًما بِاْل ِق ْس ِط ال إِله‬
‫العلم مع اهلل ومالئكته يشهدون على وحدانية اهلل‬ ‫يز اْلح ِكيم﴾ [آل عمران‪ ,]18 :‬فأولو ِ‬ ‫إِ َّال ُهو اْلع ِز ُ‬
‫ُ‬
‫وهذا يدل على عظمة العلم ‪.‬‬

‫🔍إلتفاته ‪:‬أهل البيت دائمًا في القرآن ُيثلث بهم وهم أولو العلم اْلكمل وال ُك ّمل كما في قوله‬
‫الر ُسول وأُولِي ْاْل ْم ِر ِمن ُك ْم﴾ [النساء‪ ,]59 :‬وقوله‪:‬‬‫يعوا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫يعوا الله وأط ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫تعالى‪﴿:‬يا أيُّها الذين آم ُنوا أط ُ‬
‫اعملُوا فسيرى اللَّهُ عمل ُك ْم ور ُسولُهُ واْل ُم ْؤ ِم ُنون﴾[التوبة‪ ,]105 :‬وقوله‪ِ ﴿:‬إَّنما وِلُّي ُك ُم اللَّ ُه‬ ‫﴿وُق ِل ْ‬
‫اك ُعون﴾[المائدة‪ ,]55 :‬وقوله‪﴿:‬‬ ‫الزكاة و ُهم ر ِ‬
‫الصالة وُي ْؤتُون َّ‬ ‫يمون َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫ور ُسولُهُ والذين آم ُنوا الذين ُيق ُ‬
‫ولِلَّ ِه اْل ِع َّزةُ وِلر ُسولِ ِه وِلْل ُم ْؤ ِمنِين﴾[المنافقون‪. ]8 :‬‬

‫فإن حقيقة التثليث بآل البيت توحيد هلل تعالى‪ ,‬اي بمعنى أن التثليث بهم ينتهي بنا إلى التوحيد‪,‬‬
‫يعوا اللَّه‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫في سورة النساء تبدأ اآلية بالتثليث ثم تثني ثم تنتهي بالتوحيد‪﴿:‬يا أيُّها الذين آم ُنوا أط ُ‬
‫الرس ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول( تثنية‬ ‫الر ُسول وأُولِي ْاْل ْم ِر من ُك ْم (تثليث)فِإن تناز ْعتُ ْم في ش ْيء ف ُرُّدوهُ ِإلى الله و َّ ُ‬ ‫يعوا َّ‬ ‫وأط ُ‬
‫يال﴾[النساء‪.]59 :‬‬ ‫)إِن ُكنتُ ْم تُ ْؤ ِم ُنون بِاللَّ ِه واْلي ْوِم ْاآل ِخ ِر(توحيد)ذلِك خ ْير وأ ْحس ُن تأ ِْو ً‬

‫فاالعتقاد بأهل البيت (ع) هو توحيد هلل‪ ,‬كما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة‪(:‬من أراد اهلل بدأ‬
‫بكم ) وهذا من عجائب وأسرار القرآن الكريم‪ ,‬فحقيقة والئنا ْلهل البيت هو والء هلل تعالى ‪.‬‬

‫فالنبي ص حين يقول " أنا مدينة العلم وعلي بابها " فهو ُيشير لهذه الحقائق ‪.‬‬
‫💠 المحطة الثانية ‪ :‬القرآن الكريم ُيسمي العلم بعدة تسميات ‪:‬‬

‫‪ ‬الحكمة ‪ ﴿:‬ومن ُي ْؤت اْل ِح ْكمة فق ْد أُوِتي خ ْي ًار ك ِث ًا‬


‫ير﴾[البقرة‪.]269 :‬‬

‫اآلن ما توصل له العلم الحقيقي والحقائقي الدنيوي كثير ولكن اهلل يقول ( وما أُوتِيتُم ِّمن اْل ِعْلِم‬
‫يال ) فإذا كان العلم الكثير في القرآن قليل كيف تكون الحكمة التي هي خي اًر كثي ار ؟ فقد‬ ‫إِ َّال قلِ ً‬
‫جعلها اهلل إسم من أسماء العلم الحقيقي ‪.‬‬

‫📍 في سورة لقمان لقمان حكيم (أوتي خي اًر كثيرا)‪ ,‬فحكمة لقمان ابتدأت‪:‬‬

‫الش ْرك لظُْلم ع ِظيم﴾‪ ,‬هنا‬


‫و ُهو ي ِعظُ ُه يا ُبن َّي ال تُ ْش ِر ْك بِاللَّ ِه إِ َّن ِّ‬
‫ان ِال ْبنِ ِه‬
‫‪ -‬بالعقيدة‪﴿:‬وِا ْذ قال لُ ْقم ُ‬
‫ِباللَّ ِه) إذاً الحكمة الكثيرة بالقرآن أولها التوحيد‪ ,‬ثم بقوله‪﴿:‬واتَّبِ ْع‬
‫بدت الحكمة (ي ِعظُهُ) بـ( ا تُ ْش ِر ْك‬
‫س ِبيل م ْن أناب ِإل َّي﴾ أي إتباع سبيل الوصول هلل عن طريق نبي أو إمام ‪ ,‬فالحكمة بعد التوحيد‬
‫النبوة واْلمامة‪ ,‬ثم بقوله‪﴿:‬ثَُّم إِل َّي م ْر ِج ُع ُك ْم فأُنب ُِّئ ُكم بِما ُكنتُ ْم ت ْعملُون﴾‪ ,‬وهذه القيامة ‪.‬‬

‫الصالة وأْمر بِاْلمعر ِ‬


‫وف و ْانه ع ِن اْل ُمنك ِر﴾‬ ‫‪ -‬ثم بالشريعة بقوله ‪ ﴿:‬يا ُبن َّي أ ِقِم َّ‬
‫ُْ‬ ‫ُْ‬

‫ض مر ًحا إِ َّن اللَّه ال ُي ِح ُّ‬


‫ب ُك َّل‬ ‫ش ِفي ْاْل ْر ِ‬ ‫‪ -‬ثم اخالق بقوله ‪﴿:‬وال تُصع ِّْر خ َّدك لِ َّلن ِ‬
‫اس وال ت ْم ِ‬
‫ُم ْختال ف ُخور﴾‬

‫فهذا التسلسل الهرمي يبدأ بالعقيدة ويثني بالشريعة ويثلث باْلخالق ‪ ,‬ايضاً في نفس العقيدة‬
‫يبدأ بالتوحيد ويثني بالنبوة واْلمامة ويثلث بالمعاد وهذا يدل على ان هذا التسلسل المتّبع في ديننا‬
‫صحيح كما في حكمة لقمان ‪.‬‬

‫📍 نستنتج من ذلك أن معرفة الزهراء(ع) حكمة والحكمة خير كثير‪ ,‬في برهان سيد هاشم‬
‫البحراني في تفسير﴿ ومن ُي ْؤت اْل ِح ْكمة فق ْد أُوتِي خ ْي ًار ك ِث ًا‬
‫ير ﴾اْلمام الصادق (ع) يقول " الحكمة‬
‫معرفة اْلمام " ‪.‬‬
‫اس كمن َّمثلُهُ‬ ‫ور ي ْم ِشي بِ ِه ِفي َّ‬
‫الن ِ‬ ‫‪ ‬حياة ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬أومن كان م ْيتًا فأ ْحي ْيناهُ وجعْلنا لهُ ُن ًا‬
‫ات ل ْيس بِخ ِارج ِّم ْنها كذلِك ُزيِّن لِْلك ِاف ِرين ما ك ُانوا ي ْعملُون﴾ [اْلنعام‪ ,]122 :‬بعض‬ ‫ِفي الظُّلُم ِ‬

‫المفسرين يقولون (كان ميتًا بالجهل فأحييناه بالعلم ) فالقرآن ُيسمي العلم حياة﴿ يا أيُّها الَّ ِذين‬
‫أحياء ‪ ,‬فقول‬‫ُ‬ ‫‪,‬الناس موتى وأهل العلم‬ ‫ُ‬ ‫ول إِذا دعا ُك ْم لِما ُي ْحيِي ُك ْم )‬
‫است ِج ُيبوا لِلَّ ِه ولِ َّلر ُس ِ‬
‫آم ُنوا ْ‬
‫فاطمة " هي دعوة للحياة ‪.‬‬ ‫الزهراء ع " إعلموا أني ِ‬

‫ِ‬
‫‪ ‬روح ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وكذلك أ ْوح ْينا إِل ْيك ُر ً‬
‫وحا ِّم ْن أ ْم ِرنا﴾ [الشورى‪ ,]52 :‬فكوجه من الوجوه‬
‫الروح هو القرآن يعني علم أما الوجه اْلعظم الروح خلق أعظم من المالئكة كما ورد عن أئمتنا‬
‫عليهم السالم ‪.‬‬

‫ور ُّمبِ ًينا﴾ [النساء‪,]174 :‬‬


‫‪ ‬نور‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬ق ْد جاء ُكم ُب ْرهان ِّمن َّرِّب ُك ْم وأنزْلنا إِل ْي ُك ْم ُن ًا‬
‫العلم نور يقذفه اهلل بقلب من يشاء " ‪.‬‬ ‫فالنور هو القرآن والقرآن علم ‪ ,‬في الروايات " ِ‬

‫اجعْلنِي على خزائِ ِن ْاْل ْر ِ‬


‫ض‬ ‫🔍إلتفاته ‪ :‬يوسف بتأويل اْلحالم أصبح حاكماً على مصر‪ ﴿:‬قال ْ‬
‫إِِّني ح ِفيظ علِيم ﴾‪ ,‬فإذا كان يوسف بتأويل رؤيا حكم مصر كيف بمن يعلم بتأويل القرآن الكريم‪:‬‬

‫اس ُخون ِفي اْل ِعْلِم ﴾ وهم محمد وآل محمد ع ‪.‬‬
‫الر ِ‬
‫اآلية االولى‪﴿:‬وما ي ْعل ُم تأ ِْويلهُ إِ َّال اللَّهُ و َّ‬

‫يل وصالِ ُح اْل ُم ْؤ ِمنِين‬‫اآلية الثانية‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وِان تظاه ار عل ْي ِه فِإ َّن اللَّه ُهو م ْوالهُ و ِج ْب ِر ُ‬
‫واْلمالئِكةُ ب ْعد ذلِك ظ ِهير﴾ [التحريم‪ ,]4 :‬وصالح المؤمنين هم محمد وآل محمد ع ‪.‬‬

‫النبِ ِّي يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا صلُّوا عل ْي ِه‬


‫اآلية الثالثة‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬إِ َّن اللَّه ومالئِكتهُ ُيصلُّون على َّ‬
‫يما﴾ [اْلحزاب‪.]56 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫وسل ُموا ت ْسل ً‬

‫🔍إلتفاته ‪:‬‬

‫ِ‬
‫اْلثر على المؤثر‪ ,‬بمعنى اْلنتقال من‬ ‫‪1‬في معرفة اهلل تعالى بعض اْلحيان ننتقل من‬
‫ق وِفي أنفُ ِس ِه ْم حتَّى يتبيَّن لهُ ْم أَّنهُ اْلح ُّ‬
‫ق‬ ‫المخلوق إلى الخالق‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬س ُن ِري ِه ْم آي ِاتنا ِفي ْاآلفا ِ‬
‫[فصلت‪ ,]53 :‬ف حينما يرون آيات اهلل في اآلفاق وفي انفسهم يرونها ْلجل ان تريهم الحق تعالى‬
‫‪,‬‬
‫الغربيين يدرسون اآليات ْلجل اآليات فهم يدسون السماء واْلرض لمعرفة السماء واْلرض‬
‫ونحن اذا دعانا اهلل لمعرفة السماء واْلرض وما بينهما فهي لمعرفة خالقها جل وعال ْلنها تدل‬
‫على معرفة وعلم خالقها ‪.‬‬

‫📍 ما اْلقرب لإلنسان اآلفاق ام نفسه ؟‬


‫الجواب‪ :‬النفس أقرب لإلنسان‪.‬‬
‫📍 فلماذا لم يقل اهلل ( في انفسهم واآلفاق ) ؟‬
‫الجواب‪ :‬بحكم البدا باْلقرب ثم اْلبعد ‪.‬‬

‫ف القرآن بدأ باْلسهل وعموم الناس تبحث عن اْلسهل ‪ ,‬ومعرفة النفس أصعب من معرفة‬
‫اآلفاق فالقرآن بدأ باْلسهل لعموم الناس‪ ,‬ولذلك الغربيين ذهبوا لمعرفة اْلسهل(اآلفاق) مع انهم‬
‫عرف نفسه فقد ِ‬
‫عرف ربه‬ ‫يجهلون معرفة نفسهم التي بين جنبيهم‪ ,‬فالدين يبدأ بمعرفة النفس( من ِ‬
‫) فإذا عرفت نفسك عرفت الكون كله ‪.‬‬

‫‪ 2‬معرفة اهلل تعالى بالمباشر (ليس من خالل اآليات اآلفاقية واآليات اْلنفسية ) وانما معرفة‬
‫دل على ِ‬
‫ذاته بذاته " " بك عرفتك وانت دللتني عليك " ‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬ ‫اهلل من خالل اهلل " يامن ّ‬
‫﴿أولم ي ْك ِ‬
‫ف ِبربِّك أَّنهُ على ُك ِّل ش ْيء ش ِهيد﴾ [فصلت‪ ,]53 :‬الحسين ع في دعاء عرفة يقول "‬ ‫ْ‬
‫متى ِغبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك " ‪.‬‬

‫‪ 3‬اهلل يعرفنا نفسه ‪﴿:‬ش ِهد اللَّهُ أَّن ُه ال إِله إِ َّال ُهو واْلمالئِكةُ وأُولُو اْل ِعْلِم قائِ ًما بِاْل ِق ْس ِط ال ِإله إِ َّال‬
‫يم﴾ [آل عمران‪. ]18 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ُهو اْلع ِز ُ‬
‫يز اْلحك ُ‬

‫ف كل شيء خلقه اهلل تعالى هو عبارة عن مرآة تعكس عظمة وقدرة اهلل ‪ ,‬فبعض الناس ينظرون‬
‫للمرآة ومن خالل المرآة يعرفون اهلل ويرون عظمته‪ ,‬وبعض الناس يعرفون اهلل تعالى ويضيفون‬
‫لمعرفتهم هلل تعالى بالمباشر معرفة المرآة كما عبرنا‪ ,‬بمعنى انه يعرف اهلل باهلل ويستفيد ايضاً من‬
‫معرفة المرآة التي تعكس عظمة اهلل وجماله ‪ ,‬وهناك ايضاً بعض الناس ال يرون المرآة اصالً ال‬
‫يرون إال اهلل تعالى‪.‬‬
‫ور ﴾ اي الشراب يطهّرهم عما سوى اهلل " وهذه‬
‫اه ْم ربُّهُ ْم شرًابا طهُ ًا‬
‫في الروايات الشريفة ﴿وسق ُ‬
‫أيت شيئًا إال و رأيت اهلل قبله وبعده‬
‫المخلصين (فناء تام)‪ ,‬يقول أمير المؤمنين ع " ما ر ُ‬
‫درجة ُ‬
‫ومعه " ‪.‬‬

‫💠 المحطة الثالثة | ِ‬
‫العلم ِرفعة ‪:‬‬

‫قال تعالى‪ ﴿:‬ي ْرف ِع اللَّ ُه الَّ ِذين آم ُنوا ِمن ُك ْم والَّ ِذين أُوتُوا اْل ِعْلم درجات واللَّ ُه بِما ت ْعملُون خبِير ﴾‬
‫[المجادلة‪.]11 :‬‬

‫📍 ثقافة الدرجات الصعودية في القرآن على أربع شرائح ‪:‬‬

‫وبهُ ْم ‪....‬‬ ‫‪ -1‬أهل اْليمان من أهل بدر‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬إَِّنما اْل ُم ْؤ ِم ُنون الَّ ِذين إِذا ُذ ِكر اللَّ ُه و ِجل ْ‬
‫ت ُقلُ ُ‬
‫أُولئِك ُه ُم اْل ُم ْؤ ِم ُنون حقًّا لَّهُ ْم درجات ِعند رِّب ِه ْم وم ْغ ِفرة وِرْزق ك ِريم ﴾[اْلنفال‪ ,]4 :‬هذه اآليات في‬
‫أهل اْليمان من أهل بدر وقد ذكر القرآن انهم على درجات حسب علمهم ومعرفتهم تكون درجة‬
‫علمهم ‪.‬‬

‫اع ِدين درج ًة ﴾‬


‫اه ِدين بِأموالِ ِهم وأنفُ ِس ِهم على اْلق ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ضل اللَّه اْلمج ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫‪ -2‬المجاهدين‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬ف َّ‬
‫[النساء‪.]95 :‬‬

‫ات فأُول ِئك لهُ ُم‬


‫الصالِح ِ‬
‫‪ -3‬الذين يعملون الصالحات‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ومن يأْتِ ِه ُم ْؤ ِمًنا ق ْد ع ِمل َّ‬
‫ات اْل ُعلى﴾ [طه‪.]75 :‬‬ ‫َّ‬
‫الدرج ُ‬

‫‪ -4‬إرتباط تصاعدي بين اآليات السابقة فأول درجات المقام بدت بأهل بدر ثم اختار من أهل‬
‫بدر المجاهدين ثم اختار من المجاهدين أهل اْليمان وعمل الصالحات فأعطاهم درجة ثالثه ثم‬
‫فضل من الدرجة الثالثة أهل العلم منهم فأعطاهم درجة رابعة ‪.‬‬

‫ال رجل كبير عاقل أمامه نار ال‬ ‫🔍إلتفاته ‪ِ :‬‬


‫العلم يولد عمل بل العمل يتكأ على العلم ‪ ,‬مث ً‬
‫يجعل يده على النار ْلن بعقله وعلمه يعرف بأن النار ُمحرقه ‪ ,‬فالذي جعله ال يتقرب من هذا‬
‫َّ‬
‫الفعل هو العلم بينما الطفل إذا جعلته أمام النار يمد يده إلى النار لجهله بحرقة النار﴿ واللهُ‬
‫ُمهاتِ ُك ْم ال ت ْعل ُمون ش ْيًئا﴾فالفعل مرتبط بالعلم ‪.‬‬ ‫أ ْخرج ُكم ِّمن ُبطُ ِ‬
‫ون أ َّ‬
‫ُمهاتِ ُك ْم ال ت ْعل ُمون ش ْيًئا ﴾‪ ,‬تناقض حقيقة‬ ‫📍 هنا سؤال ‪ ,‬في قوله‪﴿:‬واللَّهُ أ ْخرج ُكم ِّمن ُبطُ ِ‬
‫ون أ َّ‬
‫أخرى وهي أن اْلنسان عندما يخرج من بطن أمه يعتقد بفطرته أنه يوجد خالق و هذا علم فكيف‬
‫تقول اآلية ( ال ت ْعل ُمون ش ْيًئا ) و هو يعلم أنه لديه خالق ؟‬

‫نقول‪ :‬أن اآلية ناظرة هنا إلى ال تعلمون ِ‬


‫بالعلم التفصيلي الذي يأتي من خالل اْلستدالل و‬
‫البرهان و التفاصيل و الوحي ‪...‬الخ‪ ,‬أما اْلعتقاد بوجود الخالق هي مرتكزات فطرية اآلية غير‬
‫ناظرة لها ‪ ,‬فاآلية ناظرة الى العلوم التفصيلية (المطوالت العلمية ) وليس المرتكزات الفطرية ‪.‬‬

‫‪ ‬المعقوالت تنقسم إلى ‪ (:‬نام ‪ -‬جماد ) والنام أشرف من الجماد ‪,‬‬

‫‪ ‬والنام ينقسم إلى قسمين ‪ (:‬حساس ‪ -‬غير حساس ) والحساس أشرف غير الحساس ‪,‬‬

‫‪ ‬والحساس ينقسم إلى قسمين ‪ ( :‬عاقل ‪ -‬غير عاقل ) والعاقل أشرف من غير العاقل ‪,‬‬

‫‪ ‬والعاقل ينقسم إلى قسمين ‪ ( :‬عالم ‪ -‬جاهل ) والعالم أشرف من الجاهل ‪ ,‬فأصبح العالم‬
‫أشرف المعقوالت ‪.‬‬

‫💠 المحطة الرابعة | الخشية ‪:‬‬

‫اء إِ َّن اللَّه ع ِزيز غفُور﴾ [فاطر‪ ,]28 :‬بمعنى أن‬ ‫َّ ِ ِ ِ ِ‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬إَِّنما ي ْخشى الله م ْن عباده اْل ُعلم ُ‬
‫العلماء هم الذين يخشون اهلل ‪ ,‬هذه الخشية من اهلل إذا أُعطيت للعلماء يعني مقام مالئكي فاهلل‬
‫هكذا يقول عن المالئكة‪ ﴿ :‬ال ي ْس ِبقُونهُ بِاْلق ْو ِل و ُهم ِبأ ْم ِرِه ي ْعملُون ‪ ...‬و ُهم ِّم ْن خ ْشيتِ ِه ُم ْش ِفقُون ﴾‬
‫[اْلنبياء‪. ]27 :‬‬

‫اؤ ُه ْم ِعند رِّب ِه ْم جَّن ُ‬


‫ات ع ْدن‬ ‫فالقرآن حين يقول أن الخشية للعلماء يعني أن الجنة لهم﴿ جز ُ‬
‫ضوا ع ْن ُه ذلِك لِم ْن خ ِشي ربَّهُ ﴾ ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ْج ِري من ت ْحتها ْاْل ْنه ُار خالدين فيها أب ًدا َّرضي اللهُ ع ْنهُ ْم ور ُ‬

‫فأهل الخشية هم أهل العلم الحقيقي الذي يوصل إلى اهلل لهم لذة ِ‬
‫حسية ولذة معنوية ‪:‬‬

‫ات ع ْدن ت ْج ِري ِمن ت ْحتِها ْاْل ْنه ُار خالِ ِدين ِفيها أب ًدا﴾ ‪.‬‬ ‫‪ -‬اللذة ِ‬
‫الحسية ﴿ جَّن ُ‬
‫ضوا ع ْن ُه﴾‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬اللذة المعنوية ﴿ َّرضي اللهُ ع ْنهُ ْم ور ُ‬
‫وهذا العالم يتل ّذذ برضوان اهلل أكثر من تل ّذذه بالحور العين واْلكل والشرب ‪ ,‬ولهذا القرآن يذكر‬
‫ضوان ِّمن اللَّ ِه أ ْكب ُر ) ‪.‬‬
‫لذائذ الجنة ثم يقول ( وِر ْ‬

‫فالسيدة فاطمة ع من اسمائها " الراضية المرضية " ِ‬


‫ففاطمة عالمة وقد قالت " إعلموا أني‬
‫ِ‬
‫فاطمة " فهذا كمال ‪.‬‬

‫💠المحطة الخامسة | أهل اْليمان أهل علم ‪:‬‬

‫ض ِرب مث ًال َّما ب ُعوضةً فما ف ْوقها فأ َّما الَّ ِذين آم ُنوا في ْعل ُمون‬ ‫َّ‬
‫تعالى‪﴿:‬إِ َّن الله ال ي ْست ْح ِيي أن ي ْ‬ ‫قال‬
‫اْلح ُّق ِمن َّرِّب ِه ْم﴾[البقرة‪ ,]26 :‬المعرفة تولد إيمان واْليمان ُيعطي معرفة‪ ,‬فاآلية تقول(‬ ‫أَّنهُ‬
‫)قدمت التزكية على العلم وفي آية أخرى﴿ وُيعِّل ُمهُ ُم اْل ِكتاب واْل ِح ْكمة وُيزِّكي ِه ْم ﴾‪,‬‬
‫وُيزِّكي ِه ْم وُيعلِّ ُمهُ ُم ّ‬
‫يقدم العلم على الزكية او يأخره بعد الزكية فهو لحكمة‪.‬‬ ‫قُدم التعليم على التزكية‪ ,‬فالقرآن حين ّ‬

‫عبر عنه أهل البيت بـ أول الدين‬


‫يقول أحد العلماء ‪ " :‬اْلنسان بحاجة إلى تعليم أولي (الذين ّ‬
‫معرفته ) وعلى أساس التعليم اْلولي يذهب للتزكية ‪ ,‬ولما يصل للتزكية من بعد المعرفة اْلولية‬
‫التزكية تفتح له باب على معرفة الباقي " ‪ ,‬كما في قوله‪ ﴿:‬واتَّقُوا اللَّه وُيعلِّ ُم ُك ُم اللَّ ُه ﴾‪ ,‬وقوله‪﴿:‬إِن‬
‫تتَّقُوا اللَّه ي ْجعل لَّ ُك ْم فُ ْرق ًانا﴾ ‪.‬‬

‫فاآلية ﴿وُيعِّل ُمهُ ُم اْل ِكتاب واْل ِح ْكمة وُيزِّكي ِه ْم﴾ ناظرة إلى التعليم اْلولي‪ ,‬أما اآلية الثانية ناظرة‬
‫إلى التعليم التفصيلي الذي يأتي بعد التزكية ويفتح آفاق لإلنسان ‪.‬‬

‫في الحديث " من اخلص هلل أربعين يوماً ظهرت ينابيع الحكمة على لسانه " يقول أحد العلماء‬
‫‪ :‬مثل الدنيا ف ي الشتاء حين يجمد كل شيء حتى عيون الماء والسواقي ويأتي الصيف الثلج يبدأ‬
‫بالذوبان ولكنه ال يجري جريانه الطبيعي بسبب اْلوساخ العالقة به ولكن حين تنظف هذه‬
‫االوساخ يجري ماء عذب خالي من كل اْلوساخ هكذا اْلنسان حين ينوي التوبة يحتاج ان‬
‫ينظف قلبه ونفسه من الذنوب والمعاصي واذا نظف نفسه بالتوبة والرجوع إلى اهلل ( ظهرت‬
‫ينابيع الحكمة على لسانه ) ‪.‬‬
‫وفي قوله‪﴿:‬فأ َّما الَّ ِذين آم ُنوا في ْعل ُمون أَّنهُ اْلح ُّ‬
‫ق ﴾‪ ,‬يظهر الذين آمنوا " أصحاب اْليمان‬
‫الحقيقي بالقرآن " أهل علم ‪ ,‬فلما يقول الذين آمنوا يعني أهل علم ولهذا رأسًا يعلمون انه الحق‬
‫عرف اْليمان قال " معرفة بالقلب " ‪ ,‬فرسول اهلل ص حين قال عن‬
‫ولهذا أمير المؤمنين ع لما ّ‬
‫علي " برز اْليمان كله " يعني العلم كله ‪.‬‬

‫ُنزل إِل ْيك ِمن َّربِّك‬


‫أي بإيمانهم عرفوا الحق بدليل في آية أخرى ‪﴿:‬ويرى الَّ ِذين أُوتُوا اْل ِعْلم الَّ ِذي أ ِ‬
‫يز اْلح ِم ِيد﴾ [سبأ‪ ,]6 :‬فأهل اْليمان هم الذين أُوتوا العلم ‪.‬‬ ‫صر ِ‬
‫اط اْلع ِز ِ‬ ‫ق ويه ِدي إِلى ِ‬
‫ُهو اْلح َّ ْ‬

‫🔍إلتفاته ‪ :‬اْلنسان مخلوق من جنبتين ‪:‬‬

‫الرو ُح ِم ْن أ ْم ِر‬
‫الرو ِح ُق ِل ُّ‬
‫الروح قال تعالى‪ ﴿:‬وي ْسألُونك ع ِن ُّ‬
‫‪ -‬جنبة مرتبطة بعالم اْلمر ‪ّ :‬‬
‫ربِّي﴾يعني مرتبطة بعالم الملكوت العالم العلوي ‪.‬‬

‫‪ -‬جنبة مرتبطة الخلق ‪ :‬النفس قال تعالى‪( :‬اثَّاقْلتُ ْم ِإلى ْاْل ْر ِ‬


‫ض) ‪.‬‬

‫تحن إلى عالمها لهذا يبدأ الصراع بين الروح والنفس واهلل قد ساعد اْلنسان لحل هذا‬
‫وكل جنبه ّ‬
‫الحجج ُليقوون الروح التي تحن ْلعلى عليين فأما انه يتساعد مع‬
‫الصراع فأرسل اْلنبياء و ُ‬
‫اْلنبياء ويصل ْلعلى عليين أو يذهب للنفس ليصل ْلسفل سافلين ‪.‬‬

‫📍 لإلخراج من الظلمات إلى النور هناك ثالث درجات ‪:‬‬

‫‪ -1‬إخراج من الضالل إلى الهدى ‪.‬‬

‫‪ -2‬إخراج من ظلمات الصفات الظلمانية التي تبعد اْلنسان عن اهلل إلى الصفات الروحية‬
‫طمئِ ُّن قُلُوبهم بِ ِذ ْك ِر الّل ِه أال بِ ِذ ْك ِر الّل ِه ت ْ ِ‬
‫النورانية قال تعالى‪﴿:‬الَّ ِذين آم ُنوْا وت ْ‬
‫طمئ ُّن اْلقُلُ ُ‬
‫وب﴾ ‪.‬‬ ‫ُُ‬

‫‪ -3‬إخراج من ظلمات الحدوث إلى نور البقاء باسم اهلل القديم قال تعالى‪ُ ﴿:‬ك ُّل ش ْيء هالِك إِ َّال‬
‫و ْجههُ﴾ وأهل البيت قالوا نحن وجه اهلل ‪.‬‬
‫📍 الذهاب إلى الجنة على درجات ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال تعالى‪ ﴿:‬و ِسيق الَّ ِذين اتَّق ْوا ربَّهُ ْم إِلى اْلجَّن ِة ُزم ًار﴾[الزمر‪ ,]73 :‬فهم يذهبون للجنة مشيًا‬
‫بعد الحساب والشفاعة ‪.‬‬

‫‪ -2‬قال تعالى‪ ﴿:‬ي ْوم ن ْح ُش ُر اْل ُمتَِّقين إِلى َّ‬


‫الر ْحم ِن وْف ًدا﴾ [مريم‪ ,.]85 :‬وهذه درجة أعلى فهم‬
‫يمشون وفدًا بعناية إلهية خاصة ‪.‬‬

‫‪ -3‬قال تعالى‪﴿:‬وأ ُْزِلف ِت اْلجَّنةُ لِْل ُمتَِّقين﴾ [الشعراء‪ ,]90 :‬فبعض المتقين الجنة تتحضر لهم‬
‫وتشتاق لهم ‪ ,‬يقول اْلمام علي (ع) " إلهي ما عبدتُك خوفًا من نارك ‪ ,‬وال طمعًا في جنتك ‪,‬‬
‫ال للعبادة فعبدتك " ‪.‬‬
‫ولكني وجدتُك أه ً‬

‫💠 المحطة السادسة | أهمية العلم ‪:‬‬

‫ب ِزْد ِني ِعْل ًما﴾ [طه‪ ,]114 :‬موسى ع رغم مقامه لم يكتفي بما عنده بل‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬وُقل َّر ِّ‬
‫ركب البحر ليطلب من الخضر وقال له﴿ه ْل أتَِّب ُعك على أن تُعلِّم ِن ِم َّما ُعلِّ ْمت ُر ْش ًدا ﴾ ‪.‬‬

‫📍 اآلثار المترتبة على إتباع موسى للخضر(عليهما السالم) ‪:‬‬

‫‪ -‬علم الخضر أوجد له صحبة موسى(ع) ‪.‬‬

‫‪ -‬واتباع موسى للخضر(عليهما السالك) أوجد الرشد الذي يطلبه موسى ‪.‬‬

‫موسى(ع) اتبع العلم الذي عند الخضر(ع) الذي هو اقل من علم المصطفى (ص) بما ال‬
‫عين رأت وال أذن سمعت واوجد عنده الرشد‪ ,‬الذي يتبع علم المصطفى (ص) ماذا يحصل ؟‬

‫اللهُ وي ْغ ِف ْر ل ُك ْم ُذ ُنوب ُك ْم﴾ [آل عمران‪.]31 :‬‬


‫قال تعالى‪ُ ﴿:‬ق ْل إِن ُكنتُم تُ ِحبُّون اللَّه فاتَّبِعونِي ي ْح ِب ْب ُكم َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫المحطة السابعة | التفرقة على أساس ِ‬
‫العلم والجهل ‪:‬‬ ‫💠‬
‫رب العالمين في القرآن يفرق بين الناس على أساس العلم وغير العلم‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿ :‬ق ْل ه ْل‬
‫ي ْست ِوي الَّ ِذين ي ْعلمون والَّ ِذين ال ي ْعلمون إَِّنما يتذ َّكر أُولُو ْاْلْلب ِ‬
‫اب﴾ [الزمر‪.]9 :‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫📍موارد التفرقة بين الناس في القرآن ‪:‬‬

‫ولو دقّقنا وتأملنا هذه اآليات لوجدناها تُشير لمورد التفرقة بين العلم والجهل ‪:‬‬

‫يث والطَّيِّب ولو أعجبك كثْرةُ اْلخ ِب ِ‬


‫يث﴾ [المائدة‪.]100 :‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ُ ﴿:‬قل َّال ي ْست ِوي اْلخبِ ُ‬
‫ُ ْ ْ‬

‫ِ‬
‫‪ -2‬قال تعالى‪ ﴿ :‬وما ي ْست ِوي ْاْل ْعمى واْلبص ُ‬
‫ير﴾ [فاطر‪ ,]19 :‬وهنا المقصود أعمى القلب‬
‫بسبب الجهل وان ترك العلم يضر ‪.‬‬

‫النور﴾[الرعد‪ ,]16 :‬و ِ‬ ‫ُّ‬


‫العلم كما بينا من تسمياته (نور)‪,‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪﴿:‬أ ْم ه ْل ت ْست ِوي الظلُم ُ‬
‫ات و ُّ ُ‬
‫فهل يستوي الجهل والعلم ْلن الظلمات جهل والنور ِعلم ‪.‬‬

‫اب اْلجَّن ِة ُه ُم اْلفائِ ُزون﴾ [الحشر‪:‬‬


‫صح ُ‬
‫ِ‬
‫اب اْلجَّنة أ ْ‬
‫صح ُ‬ ‫اب َّ‬
‫الن ِار وأ ْ‬ ‫‪-4‬قال تعالى‪﴿:‬ال ي ْست ِوي أ ْ‬
‫صح ُ‬
‫‪ ,]20‬اْلنسان إذا لم يكن لديه هذا العلم اْلساسي لم يترك أثر عليه بالتالي يذهب للنار أما‬
‫صاحب العلم الحقيقي المؤثر عليه فهو من أصحاب الجنة ‪.‬‬

‫ات﴾ [فاطر‪ ,]22 :‬ومن تسميات العلم المهمة‬ ‫‪ -5‬قال تعالى‪ ﴿:‬وما ي ْست ِوي ْاْل ْحي ُ‬
‫اء وال ْاْل ْمو ُ‬
‫خزان‬
‫(حياة)‪ ,‬فأهل الجهل أموات وأهل العلم أحياء‪ ,‬يقول اْلمام علي (ع) ‪ ":‬يا كميل‪ ,‬هلك ّ‬
‫اْلموال وهم أحياء‪ ,‬والعلماء باقون ما بقي الدهر‪ ,‬أعيانهم مفقودة‪ ,‬وأمثالهم في القلوب موجودة "‪.‬‬

‫‪ -6‬قال تعالى‪﴿ :‬وال ت ْست ِوي اْلحسنةُ وال السَّيِّئةُ﴾ [فصلت‪ ,]34 :‬فالعلم حسنة والجهل سيئة ‪.‬‬
‫المحطة الثامنة | مناقشة أهل العلم بعلمهم في اآلخرة ‪:‬‬ ‫💠‬

‫أهل العلم حين يتعلمون العلم وزكاة العلم هو انفاق العلم بمعنى انه حين تتعلم العلم زكاته‬
‫ايصاله للناس ‪ ,‬ومن طرق ايصاله للناس ان يدخل مع الناس في مناظرات علمية فكرية يحكمها‬
‫الجدال بالتي هي احسن حتى يقنع المقابل للحق‪ ,‬وأهل السماء كانوا يحتجون ويناقشون‬
‫ويجادلون بالتي هي احسن حتى يوصلون علمهم للناس ‪.‬‬

‫📍 هناك آيات تتكلم عن أهل العلم وفضل الذين حصلوا على العلم انهم يدافعون عن الحق‬

‫وم السَّاعةُ‬
‫والحقيقة من خالل النقاش ليس فقط بالدنيا بل حتى في اآلخرة‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وي ْوم تقُ ُ‬
‫ُي ْق ِس ُم اْل ُم ْج ِرُمون ما لبِثُوا غ ْير ساعة كذلِك ك ُانوا ُي ْؤف ُكون ﴾[الروم‪.]55 :‬‬

‫🔍 الناس في عالم الدنيا ال أحد يهرب من اآلخر ْلن الناس في الدنيا محكومون بإسم اهلل‬
‫الساتر‪ ,‬و إسم اهلل الساتر ستر دواخل وبواطن الناس في الدنيا فال نرى إال ظاهرهم‪ ,‬لكن يوم‬
‫القيامة( ي ْوم تُْبلى السَّرائِ ُر )يذهب منا حكم اهلل الساتر وتظهر البواطن فنرى اْلنسان بحقيقته ولهذا‬
‫ت ﴾يقول‬ ‫وش ُح ِشر ْ‬ ‫﴿ يوم ي ِف ُّر اْلمرء ِم ْن أ ِخ ِ‬
‫يه ﴾فتصبح الناس ترى بعضها وحوش ﴿وِاذا اْل ُو ُح ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬
‫احد العلماء المقصود بالوحوش هم البشر المجرمين‪ ,‬يقول اْلمام زين العابدين ع في مناجاته ‪" :‬‬
‫نجني برحمتك من عذاب النار وفضيحة العار إذا امتاز اْلخيار عن اْلشرار " ‪.‬‬
‫ّ‬

‫📍 درجات التوكل على اهلل ‪:‬‬

‫‪ -1‬التوكل على اهلل بالثقة باهلل ‪.‬‬

‫‪ -2‬التوكل على اهلل بوضع النفس بين يدي اهلل كما يتوكل وضع الطفل نفسه بين يدي أمه وهذه‬
‫درجة أعلى ‪.‬‬

‫‪ -4‬التوكل على اهلل بوضع النفس بين يدي اهلل توكل الميت بيدي غساله ‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬‬
‫اب اللَّ ِه إِلى ي ْوِم اْلب ْع ِث فهذا ي ْوُم اْلب ْع ِث‬
‫اْليمان لق ْد لبِثْتُم ِفي ِكت ِ‬
‫ْ‬
‫وقال الَّ ِذين أُوتُوا اْل ِعْلم و ِْ‬

‫ول ِكَّن ُك ْم ُكنتُ ْم ال ت ْعل ُمون﴾ [الروم‪ ,]56 :‬وهذا في يوم الساعة قد ناقش اهل العلم‬
‫المجرمون بأن لبثوا عم ًار كامالً ‪ ..‬فخير العلماء ليس محصو اًر في الدنيا فقط بل حتى‬
‫اآلخرة ‪,‬‬
‫فحين يقول الرسول( ص) عن علي (ع) " أنا مدينة ِ‬
‫العلم وعلي بابها " و " برز اْليمان كله‬
‫" ماذا يترتب على ذلك في ثقافة القرآن الكريم !‬

‫📍 العلم الذي تعلموه العلماء في الدنيا وجعلهم يصلون لدرجة المناقشة بعلمهم حتى في‬
‫اآلخرة ‪:‬‬

‫في القرآن الكريم دائمًا نق أر شبكة قرآنية رب العالمين يركز على ثالثية مهمة على اْلنسان أن‬
‫يتعلمها إذا تعلمها يكون (متعلم على سبيل نجاة) هذه الثالثية هو ِ‬
‫العلم بـ " من أين ‪ -‬إلى أين ‪-‬‬
‫في أين " كما يقول علي ع ‪ ,‬بتعبير آخر معرفة المبدأ والمنتهى والطريق الذي يوصلك إلى‬
‫المنتهى‬

‫ين (منتهى) إِيَّاك ن ْع ُب ُد وِايَّاك‬ ‫ب اْلعال ِمين (المبدأ) م ِال ِك ي ْوِم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫‪ 1‬قال تعالى‪ ﴿:‬اْلح ْم ُد لِلَّ ِه ر ِّ‬
‫ين (الطريق) ﴾‪ ,‬هذه الثالثية اذا استطعنا معرفتها بمقدار طاقتنا نكون متعلمين ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ن ْستع ُ‬

‫ِّه (مبدأ) واْل ُم ْؤ ِم ُنون ُك ّل آمن بِاللَّ ِه ومالئِكتِ ِه‬


‫ُنزل إِل ْي ِه ِمن َّرب ِ‬
‫الر ُسو ُل بِما أ ِ‬
‫‪  2‬قال تعالى‪ ﴿:‬آمن َّ‬
‫ق ب ْين أحد ِّمن ُّر ُسلِ ِه وقالُوا س ِم ْعنا وأط ْعنا (الطريق) ُغ ْفرانك ربَّنا وِال ْيك‬ ‫و ُكتُبِ ِه وُر ُسلِ ِه ال ُنف ِّر ُ‬
‫ير (المنتهى) ﴾ [البقرة‪.]285 :‬‬ ‫ِ‬
‫اْلمص ُ‬

‫🔍 إلتفاته ‪ :‬المبدأ كذات ممتنع المعرفة ال نبي وال إمام وال ملك وال جن ‪ ,‬أما كأسماء وصفات‬
‫الحجج درجة ‪.‬‬
‫ممكن معرفته وكل شخص يعرفه بمقدار درجته فمعرفتنا درجة واْلنبياء و ُ‬

‫اع ُب ْدهُ وتو َّك ْل عل ْي ِه‬


‫ض وِال ْي ِه ُي ْرجعُ ْاْل ْم ُر ُكلُّ ُه(مبدأ) ف ْ‬
‫‪ 3‬قال تعالى‪ ﴿:‬ولِلَّ ِه غ ْيب السَّماو ِ‬
‫ات و ْاْل ْر ِ‬ ‫ُ‬
‫(الطريق) وما ربُّك بِغ ِافل ع َّما ت ْعملُون (المنتهى) ﴾ [هود‪.]123 :‬‬

‫صفُون (مبدأ) وسالم على اْل ُم ْرسلِين (طريق)‬


‫ب اْل ِع َّزِة ع َّما ي ِ‬
‫‪ 4‬قال تعالى‪ُ ﴿:‬س ْبحان ربِّك ر ِّ‬
‫ب اْلعال ِمين (منتهى) ﴾ [الصافات‪.]182 :‬‬ ‫واْلح ْم ُد لِلَّ ِه ر ِّ‬

‫اه ْم ِفيها ُس ْبحانك اللَّهُ َّم وت ِحيَّتُهُ ْم ِفيها سالم‬


‫على آية المنتهى في قوله تعالى‪﴿:‬د ْعو ُ‬ ‫هناك قرينة‬
‫ب اْلعال ِمين ﴾ [يونس‪. ]10 :‬‬
‫أ ِن اْلح ْم ُد لِلَّ ِه ر ِّ‬ ‫اه ْم‬ ‫وِ‬
‫آخ ُر د ْعو ُ‬
‫ص ِل كان ِميقاتًا ﴾ بمعنى انه يوم‬
‫ي ْوم اْلف ْ‬ ‫🔍 إلتفاته ‪ :‬قلنا بأن يوم القيامة هو يوم الفصل﴿ إِ َّن‬
‫لِي ْوِم اْلج ْم ِع ﴾فكيف يوم يوم تفرقه ويوم‬ ‫تفرقة ‪ ,‬بينما في آية أخرى يقول القرآن﴿ ي ْوم ي ْجم ُع ُك ْم‬
‫جمع ؟‬

‫الجواب‪ :‬الذي يجعل الناس بالدنيا ال يجتمعون بمكان وزمان واحد هو الزمان والمكان‪ ,‬فالمكان‬
‫يفرقهم على كثرتهم في أماكن كثيرة والزمان من خالل تعاقبه ال يجمع بين اْلولين واآلخرين على‬
‫صعيد واحد‪ ,‬الزمان يولد تعاقب والمكان يسبب تفرق‪,‬‬

‫فإذا ارتفع الزمان والمكان سوف يجتمعون ولهذا دائمًا نقول عالم اآلخرة ال تحكمه قوانين عالم‬
‫وم السَّاعةُ ي ْومئِذ يتف َّرقُون ﴾هنا يوم التفرقة !‬
‫الدنيا‪ ,‬أما في آية ﴿وي ْوم تقُ ُ‬

‫المقصود باجتماعهم من بداية الخليقة إلى نهاية الخليقة كلهم يحشرون بشكل واحد ولكن هذا‬
‫ال يمنع أن كل مجموعة تك ون مع مجموعتها ‪ ,‬فعلى اجتماعهم بزمان واحد ومكان واحد ولكن‬
‫كل صنف مع صنفه ‪ ,‬في الدنيا اختلط الخير بالشر أما باآلخرة يميز اهلل الخبيث من الطيب فهم‬
‫ص ِل جم ْعنا ُك ْم و ْاْل َّولِين﴾ [المرسالت‪.]38 :‬‬
‫يتفرقون بهذا المعنى ‪ ..‬قال تعالى‪﴿:‬هذا ي ْوُم اْلف ْ‬

‫النبي إبراهيم(ع) حين اراد تعليم قومه هذه الثالثية علمًا انه هو الطريق ‪ ﴿:‬فل َّما ج َّن عل ْي ِه اللَّْي ُل‬
‫ب ْاآل ِفلِين ( مبدأ ) (‪ )67‬فل َّما أرى اْلقمر ب ِازًغا قال‬ ‫أرى كوكبا قال هذا ربِّي فل َّما أفل قال ال أ ِ‬
‫ُح ُّ‬ ‫ْ ً‬
‫َّالين (‪ )68‬فل َّما أرى َّ‬
‫الش ْمس ب ِازغ ًة‬ ‫هذا ربِّي فل َّما أفل قال ل ِئن َّلم يه ِدنِي ربِّي ْل ُكون َّن ِمن اْلقوِم الض ِّ‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ت و ْج ِهي‬‫ت قال يا ق ْوِم إِِّني ب ِريء ِّم َّما تُ ْش ِرُكون (‪ )69‬إِِّني و َّج ْه ُ‬ ‫قال هذا ربِّي هذا أ ْكبر فل َّما أفل ْ‬
‫يفا وما أنا ِمن اْل ُم ْش ِرِكين ( مبدأ ) ﴾ ]االنعام‪.[70:‬‬ ‫ات و ْاْل ْرض ح ِن ً‬ ‫لِلَّ ِذي فطر السَّماو ِ‬

‫قد بدأ معهم باْلصغر (الكوكب ) يعني انه تدرج معهم باْلسهل " أمرنا أن نكلم الناس على‬
‫ب أ ِرنِي‬ ‫يم ر ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫صرح باهلل ثم قال ‪﴿:‬وِا ْذ قال إ ْبراه ُ‬ ‫قدر عقولهم " فبدأ بالكوكب ثم القمر ثم الشمس ثم ّ‬
‫طمئِ َّن قْل ِبي قال ف ُخ ْذ أ ْربع ًة ِّمن‬‫ك ْيف تُ ْحيِي اْلم ْوتى (المنتهى) قال أول ْم تُ ْؤ ِمن قال بلى ول ِكن لِّي ْ‬
‫اعل ْم أ َّن اللَّه‬ ‫َّ‬
‫اجع ْل على ُك ِّل جبل ِّم ْنهُ َّن ُج ْزًءا ثَُّم ْاد ُعهُ َّن يأْتِينك س ْعًيا و ْ‬
‫ص ْرُه َّن إِل ْيك ثَُّم ْ‬
‫الط ْي ِر ف ُ‬
‫ع ِزيز ح ِكيم ﴾[البقرة‪ ,]260 :‬إبراهيم طلب الرؤية (عين اليقين) ثم انتقل إلى (حق اليقين) ‪..‬‬
‫📍الفرق بين كالم العالم وكالم الجاهل ‪:‬‬

‫طمئِ َّن قْلبِي﴾‪.‬‬


‫‪ -‬العالم‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬قال أول ْم تُ ْؤ ِمن قال بلى ول ِكن لِّي ْ‬
‫‪ -‬الجاهل‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وضرب لنا مث ًال ون ِسي خْلقهُ قال من ُي ْح ِيي اْل ِعظام و ِهي رِميم﴾ ‪.‬‬
‫🔍 إلتفاته |اْلنسان أول ما كان بذاك العالم اهلل قال له انزل لهذا العالم‪ ,‬وذاك العالم هو عالم‬
‫مقدس لم يكن اْلنسان يريد الخروج منه بدليل اهلل مرتين كرر(اهبِطوا) لعدم رغبة اْلنسان بالنزول‬
‫لعالم الدنيا ‪:‬‬

‫ض ُك ْم ِلب ْعض ع ُد ٌّو‬


‫اهبِطُوا ب ْع ُ‬
‫الشيطان ع ْنها فأ ْخرجهما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫يه وقُْلنا ْ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫‪ -1‬قال تعالى‪﴿ :‬فأزلهُما َّ ْ ُ‬
‫ض ُم ْستقٌّر ومتاع إِلى ِحين﴾ [البقرة‪.]36 :‬‬ ‫ول ُك ْم ِفي ْاْل ْر ِ‬

‫يعا فِإ َّما يأْتِيَّن ُكم ِّمِّني ُه ًدى فمن تبِع ُهداي فال خ ْوف عل ْي ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهبِطُوا م ْنها جم ً‬
‫‪ -2‬قال تعالى‪﴿ :‬قُْلنا ْ‬
‫وال ُه ْم ي ْحزُنون ﴾[البقرة‪ ,]38 :‬الغريب انه حين هبط لهذا العالم السافل الداني ومشت عليه‬
‫السنون وتعود على هذا العالم ونسى ذاك العالم ‪.‬‬

‫📍 من آثار ِ‬
‫العلم اإللهي في ثقافة القرآن الكريم ‪:‬‬

‫يدا ب ْي ِني‬ ‫ول الَّ ِذين كف ُروا ل ْست ُم ْرس ًال ُق ْل كفى بِاللَّ ِه ش ِه ً‬
‫‪ -1‬لهم مقام الشهود‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬ويقُ ُ‬
‫اْليمان لق ْد لبِثْتُ ْم‬ ‫اب﴾ [الرعد‪ ,]43 :‬وقوله‪ ﴿:‬وقال الَّ ِذين أُوتُوا اْل ِعْلم و ِْ‬ ‫وب ْين ُكم وم ْن ِعندهُ ِعْلم اْل ِكت ِ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫اب اللَّ ِه إِلى ي ْوِم اْلب ْع ِث فهذا ي ْوُم اْلب ْع ِث ول ِكَّن ُك ْم ُكنتُ ْم ال ت ْعل ُمون﴾ [الروم‪.]56 :‬‬
‫ِفي ِكت ِ‬

‫اب أنا ِآتيك بِ ِه‬ ‫‪ -2‬لهم مقام التصرف والتأثير والقوة‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬قال الَّ ِذي ِعندهُ ِعْلم ِّمن اْل ِكت ِ‬

‫ض ِل ربِّي لِيْبلُوِني أأ ْش ُك ُر أ ْم أ ْك ُف ُر ومن‬


‫قْبل أن ي ْرت َّد إِل ْيك ط ْرفُك فل َّما رآهُ ُم ْست ِق ًّار ِعندهُ قال هذا ِمن ف ْ‬
‫شكر فِإَّنما ي ْش ُك ُر ِلن ْف ِس ِه ومن كفر فِإ َّن ربِّي غنِ ٌّي ك ِريم ﴾[النمل‪.]40 :‬‬

‫ُنزل إِل ْيك ِمن َّربِّك ُهو اْلح َّق‬


‫‪ -3‬يرون حقائق اْلمور‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬ويرى الَّ ِذين أُوتُوا اْل ِعْلم الَّ ِذي أ ِ‬
‫يز اْلح ِم ِيد ﴾[سبأ‪.]6 :‬‬ ‫صر ِ‬
‫اط اْلع ِز ِ‬ ‫ويه ِدي إِلى ِ‬
‫ْ‬

‫آم ُنوا بِ ِه أ ْو ال تُ ْؤ ِم ُنوا إِ َّن الَّ ِذين أُوتُوا‬


‫‪ -4‬يعرفون اهلل ويدركون معنى العبودية‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿:‬ق ْل ِ‬

‫ان ُس َّج ًدا﴾[اْلسراء‪.]107 :‬‬ ‫اْل ِعْلم ِمن قْبلِ ِه إِذا ُي ْتلى عل ْي ِه ْم ي ِخ ُّرون لِ ْأل ْذق ِ‬
‫اب و ْاْل ْنع ِام ُم ْختلِف أْلو ُانهُ كذلِك إَِّنما‬ ‫اس و َّ‬
‫الدو ِّ‬ ‫‪ -5‬يولد الخشية من اهلل‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬و ِمن َّ‬
‫الن ِ‬
‫اء إِ َّن اللَّه ع ِزيز غفُور﴾[فاطر‪.]28 :‬‬ ‫َّ ِ ِ ِ ِ‬
‫ي ْخشى الله م ْن عباده اْل ُعلم ُ‬

‫‪ -6‬يرون حقائق المعصية فيجتنبونها أي يولد العلم اْللهي لصاحبه (العصمة)‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫﴿ولق ْد ه َّم ْ ِ‬
‫ت بِه وه َّم بِها ل ْوال أن َّأرى ُب ْرهان ربِّه (العلم) كذلك لن ْ‬
‫ص ِرف ع ْنهُ السُّوء واْلف ْحشاء‬
‫صين ﴾ [يوسف‪.]24 :‬‬ ‫(العصمة) إَِّنه ِمن ِعب ِادنا اْلم ْخل ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ‬

‫‪ -6‬يكون صاحب ِ‬
‫العلم صراط يوصل هلل الن أصل علمه إلهي فهو بنتيجة يوصل هلل لذا يوجب‬
‫اتباعه‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬يا أب ِت إِِّني ق ْد جاءنِي ِمن اْل ِعْلِم ما لم يأْتِك فاتَّبِعنِي أ ْه ِدك ِ‬
‫ص ارطًا س ِويًّا﴾‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫[مريم‪.]43 :‬‬

‫‪ -7‬إن صاحب العلم اْللهي يطلب المزيد من العلم اْللهي متى ما وجد من هو أعلم منه‬
‫ويكسبه بالنتيجة الرشد‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬قال ل ُه ُموسى ه ْل أتَّبِ ُعك على أن تُعلِّم ِن ِم َّما ُعلِّ ْمت ُر ْش ًدا﴾‬
‫[الكهف‪.]66 :‬‬

‫‪ -8‬يقف بوجه الطاغوت والظالم ويقول كلمة الحق‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬فخرج على ق ْو ِم ِه ِفي ِزينتِ ِه قال‬
‫ون إَِّنهُ ل ُذو حظ ع ِظيم * وقال الَّ ِذين أُوتُوا‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيا يا ل ْيت لنا مثْل ما أُوتِي ق ُار ُ‬ ‫الَّ ِذين ُي ِر ُ‬
‫يدون اْلحياة ُّ‬
‫اب اللَّ ِه خ ْير ِّلم ْن آمن وع ِمل ص ِال ًحا وال ُيلقَّاها إِ َّال الصَّابِ ُرون ﴾ [القصص‪,]80 :‬‬ ‫ِ‬
‫اْلعْلم وْيل ُك ْم ثو ُ‬
‫وفي هذه اآلية وضع أهل العلم مقابل أهل الدنيا ‪ ,‬فالمحصلة تنتج أن أهل العلم اْللهي هم أهل‬
‫اآلخرة ‪.‬‬
‫‪‬البحث الثاني‬
‫فقرة " إعلَموا أَني ِ‬
‫فاطمة "‬

‫الزهراء(عليها السالم) من مصادق الذكر الكثير‬


‫قول الزهراء عليها السالم‪ :‬اعلموا أنى فاطمة وابي محمد(ص)‪.‬‬

‫العلم دائرته أوسع من المعرفة‪ ,‬فاهلل من اسمائه العالم والعليم‪ .‬ويقال المعرفة هي التذكر لشيء‬
‫المنسي‪ .‬فاهلل عرض علينا في عالم الذر االلوهية والنبوة واالمامة فعندما نزلنا من ذلك العالم لهذا‬
‫العالم نحتاج الى تذكر وتذكير بما أقررنا عليه بقوله تعالى‪( :‬واذ اخذ اهلل ميثاق النبيين لما اتيتكم‬
‫من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ا أفررتم واخذتم‬
‫على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين )ال عمران‪81:‬‬

‫فالزهراء (ع) لم تكن تقصد تعريف نفسها ونسبها من رسول اهلل (ص)فهذا االمر ال يحتاج‬
‫ومن ال يعرفها؟! بل كان مقصدها تذكيرهم بمقامها ومنزلتها وكأنها تريد تذكيرهم بهذا الحديث‬
‫النبي (ص) وهو آخذ بيد فاطمة فقال‪ :‬من عرف‬
‫ّ‬ ‫الوارد عن رسول اهلل(ص)‪ ,‬عن مجاهد‪ :‬خرج‬
‫مني‪ ,‬وهي قلبي‪ ,‬وهي روحي‬
‫محمد‪ ,‬وهي بضعة ّ‬
‫هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫جنبي‪ ,‬من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اهلل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التي بين‬

‫هناك كلمة جميلة الحد العلماء تقول ‪" :‬من لم يعرف فاطمة لم يعرف الرسول (ص) وبتالي‬
‫لم يعرف اهلل فهو في تيه وضالل ْلنه بنتيجة لن يعرف نفسه "‪ ,‬لذا فالزهراء هي المحور ففي‬
‫حديث الكساء اهلل يبتدأ بذكرها‪ :‬قال‪ :‬هم اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة‪ ,‬هم فـاطمـة وأبوها وبعلها‬
‫وبنوها‪.‬‬

‫__________‬

‫(‪ )1‬نور اْلبصار ; للشبلنجي‪.52 :‬‬


‫🔸معنى الذكر ‪:‬‬

‫يقال ان الذكر يقع في قبال الغفلة والنسيان في القلب واللسان ‪ ,‬وهو عالمة الصادق ‪.‬‬

‫🔸 أقسام الذكر ‪:‬‬

‫‪ ‬ذكر لساني (اللفظي)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬إِ َّال أن يشاء اللَّ ُه وا ْذ ُكر َّربَّك إِذا ن ِسيت وُق ْل عسى أن‬
‫ي ْه ِدي ِن ربِّي ِْل ْقرب ِم ْن هذا رش ًدا﴾ [الكهف‪ ,]24 :‬وقوله‪﴿:‬وجعْلنا على ُقلُوِب ِه ْم أ ِكَّن ًة أن ي ْفقهُوهُ وِفي‬
‫ور﴾ [اْلسراء‪.]46 :‬‬ ‫آن و ْحدهُ ولَّ ْوا على أ ْدب ِارِه ْم ُنفُ ًا‬
‫آذانِ ِه ْم وْق ًار وِاذا ذك ْرت ربَّك ِفي اْلقُ ْر ِ‬

‫اص ِب ْر ن ْفسك مع الَّ ِذين ي ْد ُعون ربَّهُم بِاْلغد ِاة واْلع ِش ِّي‬‫‪ ‬الذكر القلبي ( الباطني)‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬و ْ‬
‫الد ْنيا وال تُ ِط ْع م ْن أ ْغفْلنا قْلب ُه عن ِذ ْك ِرنا واتَّبع‬
‫يد ِزينة اْلحي ِاة ُّ‬
‫يدون و ْجه ُه وال ت ْع ُد ع ْيناك ع ْنهُ ْم تُِر ُ‬
‫ُي ِر ُ‬
‫طا﴾ [الكهف‪.]28 :‬‬
‫هواهُ وكان أ ْم ُرهُ فُ ُر ً‬

‫فالذكر اللفظي فرع من الذكر المعنوي والذكر القلبي هو اْلصل والقلب هو مركز الذكر وهو‬
‫ال من الذي ال يذكر اهلل نهائيًا ‪ْ ,‬لن اللسان إذا‬
‫اْلهم ‪ ,‬ومع هذا فالذي يذكر باللسان أفضل حا ً‬
‫لم ينشغل بذكر اهلل سينشغل بمعصية اهلل والعياذ باهلل ‪.‬‬

‫🔸 درجات الذاكرين هلل عز وجل ؟‬

‫ب أنت وأ ُخوك بِآياتِي وال ت ِنيا ِفي ِذ ْك ِري ﴾‬


‫‪ ‬هناك ذاكر هلل في كل اْلحوال‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬ا ْذه ْ‬
‫[طه‪.]42 :‬‬

‫صيبة قالُوا إَِّنا لِلَّ ِه وِاَّنا‬


‫‪ ‬وهناك في وقت المصيبة ليصبر‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬الَّ ِذين إِذا أصابتْهم ُّم ِ‬
‫ُ‬
‫إِل ْي ِه ر ِ‬
‫اج ُعون﴾ [البقرة‪.]156 :‬‬

‫اء ِإلى اللَّ ِه‬


‫اس أنتُ ُم اْلفُقر ُ‬ ‫‪ ‬وهناك في وقت الراحة والرفاهية ليتواضع‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬يا أيُّها َّ‬
‫الن ُ‬
‫يد﴾ [فاطر‪ْ ,] 15 :‬لن االنسان بطبيعته إذا استغنى يشعر باالستغناء ويغفل‬ ‫واللَّهُ ُهو اْلغنِ ُّي اْلح ِم ُ‬
‫عن انه عبد فقير ال يملك لنفسه شيء ‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك ذاكر في الطاعة حتى يتقوى على العبادة‪ ,‬قال تعالى‪ِ ﴿:‬إَّنما اْل ُم ْؤ ِم ُنون الَّ ِذين إِذا ُذ ِكر‬

‫وبهُ ْم وِاذا تُِلي ْ‬


‫ت عل ْي ِه ْم آياتُ ُه زادتْهُ ْم إِيم ًانا وعلى رِّب ِه ْم يتو َّكلُون ﴾[اْلنفال‪. ]2 :‬‬ ‫اللَّهُ و ِجل ْ‬
‫ت ُقلُ ُ‬

‫‪ ‬وهناك ذاكر في المعصية ليتجنبها‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬والَّ ِذين إِذا فعلُوا ف ِ‬


‫احش ًة أ ْو ظل ُموا أنفُسهُ ْم‬
‫الذ ُنوب إِ َّال اللَّه ولم ي ِ‬
‫ص ُّروا على ما فعلُوا و ُه ْم ي ْعل ُمون﴾‬ ‫ذكروا اللَّه فاست ْغفروا لِ ُذ ُنوبِ ِهم ومن ي ْغ ِفر ُّ‬
‫ُ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫[آل عمران‪. ]135 :‬‬

‫ضط َّر إِذا‬ ‫‪ ‬وهناك ذاكر في الشدائد وعند البأساء والضراء لينجو‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬أ َّمن ُي ِج ُ‬
‫يب اْل ُم ْ‬
‫يال َّما تذ َّك ُرون﴾[النمل‪,]62:‬‬ ‫ض أ إِله َّمع اللَّ ِه قلِ ً‬ ‫دعاهُ وي ْك ِش ُ‬
‫ف السُّوء وي ْجعلُ ُك ْم ُخلفاء ْاْل ْر ِ‬
‫فالشعور باالضطرار عادة يصاحبه التذكر ومع هذا اهلل يقول قليل من يتذكر‪.‬‬

‫الض ُّر ِفي اْلب ْح ِر ض َّل من ت ْد ُعون إِ َّال إِيَّاهُ فل َّما نجَّا ُك ْم ِإلى اْلب ِّر‬
‫قوله‪﴿:‬وِاذا م َّس ُك ُم ُّ‬ ‫وفي‬
‫ور﴾[اْلسراء‪ ,] 67 :‬من الملفت في هذه اآلية هو كيف ان أمر‬ ‫ان كفُ ًا‬ ‫وكان ِْ‬
‫اْلنس ُ‬ ‫ضتُ ْم‬
‫أ ْعر ْ‬
‫االنسان عجيب في تفكيره فهو يضن انه بمجرد ان نجى من الغرق بالبحر هو بمأمن من ان‬
‫يصيبه اهلل بالضر في البر ! فهل اهلل قادر على إنزال الضرر به في البحر دون البر ؟! كما في‬
‫يح ف ُي ْغ ِرق ُكم بِما كف ْرتُ ْم‬
‫الر ِ‬ ‫ُخرى فيرِسل عل ْي ُكم ق ِ‬
‫اص ًفا ِّمن ِّ‬ ‫قوله تعالى ‪﴿:‬أم أ ِمنتُم أن ي ِعيد ُكم ِف ِ‬
‫يه تارةً أ ْ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫يعا﴾ [اْلسراء‪.[69 :‬‬ ‫ثَُّم ال ت ِج ُدوا ل ُك ْم عل ْينا بِه تبِ ً‬

‫🔸 بماذا نذكر اهلل ؟‬

‫إن الذكر في ثقافة القران ال ينحصر على ذكر اهلل بالتنفل والتسبيح بل ان هلل في كل شيء آية‬
‫ومن خالل التفكر بها وذكرها نكون ممن يذكر اهلل ‪ ...‬فاْلنسان قيمته بذكر اهلل ‪ ,‬ومن دون ذلك فهو‬
‫ال قيمة له‬
‫فالقران يبين ان المؤمن يذكر اهلل أكثر من المنافق ‪ ﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا إِذا ل ِقيتُ ْم ِفئ ًة فاثُْبتُوا‬
‫ات وذك ُروا‬ ‫ير لَّعلَّ ُكم تُْفلِحون﴾ [اْلنفال‪ ,[45 :‬وقوله‪ ﴿:‬إِ َّال الَّ ِذين آم ُنوا وع ِملُوا الصَّالِح ِ‬ ‫وا ْذ ُك ُروا اللَّه كثِ ًا‬
‫ْ ُ‬
‫ي ُمنقلب ينقلِ ُبون﴾ [الشعراء‪.[227 :‬‬ ‫ير وانتص ُروا ِمن ب ْع ِد ما ظُلِ ُموا وسي ْعل ُم الَّ ِذين ظل ُموا أ َّ‬ ‫اللَّه كثِ ًا‬
‫الصال ِة‬
‫اموا إِلى َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وبالمقابل يصف ذكر المنافق ﴿‪:‬إ َّن اْل ُمنافقين ُيخاد ُعون الله و ُهو خاد ُعهُ ْم وِاذا ق ُ‬
‫يال﴾ [النساء‪.[ 142:‬‬ ‫الناس وال ي ْذ ُك ُرون اللَّه إِ َّال قِل ً‬
‫اءون َّ‬
‫اموا ُكسالى ُير ُ‬
‫قُ‬

‫🔸 مصادق الذكر‬

‫‪ ‬آيات آفاقيه ) صامته )‪:‬‬


‫‪ ‬كل مخلوق بالكون هو آية وهي كلمات اهلل وهي مصداق لذكر اهلل ‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿:‬قل َّل ْو كان‬
‫ات ربِّي ول ْو ِج ْئنا بِ ِمثْلِ ِه مد ًدا﴾ [الكهف‪,[109 :‬‬ ‫ات ربِّي لن ِفد اْلب ْح ُر قْبل أن تنفد كلِم ُ‬ ‫ادا لِّكلِم ِ‬ ‫اْلب ْح ُر ِمد ً‬
‫ق أولم ي ْك ِ‬
‫ف ِبربِّك أَّنهُ على ُك ِّل‬ ‫ق وِفي أنفُ ِس ِه ْم حتَّى يتبيَّن لهُ ْم أَّنهُ اْلح ُّ‬
‫وقوله‪﴿:‬س ُن ِري ِه ْم آياتِنا ِفي ْاآلفا ِ‬
‫ْ‬
‫الش ْمس إِذا طلعت تَّزاوُر عن ك ْه ِف ِه ْم ذات اْلي ِم ِ‬
‫ين وِاذا‬ ‫شيء ش ِهيد﴾[فصلت‪ ,[53 :‬وقوله‪﴿:‬وترى َّ‬
‫ْ‬
‫ات اللَّ ِه من ي ْه ِد اللَّهُ فهُو اْل ُم ْهت ِد ومن‬
‫ال و ُهم ِفي ف ْجوة ِّم ْنه ذلِك ِم ْن آي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الشم ِ‬
‫ضهم ذات ِّ‬
‫غربت تَّ ْق ِر ُ ُ ْ‬
‫ضلِ ْل فلن ت ِجد لهُ ولِيًّا ُّم ْرِش ًدا﴾[الكهف‪.[17 :‬‬ ‫ُي ْ‬

‫اس لعلَّهُ ْم يتَّقُون﴾‬


‫ِّن اللَّ ُه آياتِ ِه لِ َّلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬حدود اهلل‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬تِْلك ح ُد ُ َّ ِ‬
‫ود الله فال ت ْقرُبوها كذلك ُيبي ُ‬ ‫ُ‬
‫[البقرة‪ ,[187 :‬و أهل البيت عليهم السالم هم مصداق ْلقامة حدود اهلل والمحافظين عليها ‪.‬‬
‫‪ ‬الرفعة ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬أت ْب ُنون بِ ُك ِّل ِريع آيةً ت ْعبثُون﴾ [الشعراء‪ ,[128 :‬وهذه الرفعة بجانبها‬
‫السلبي ولكن اهلل عبر عنها بآية وفي المقابل وضح اهلل ما هو الجانب اْليجابي آليات الرفعة ‪ ,‬قال‬
‫ِّح لهُ ِفيها بِاْل ُغ ُد ِّو و ْاآلص ِ‬
‫ال﴾ [النور‪.[36 :‬‬ ‫اس ُم ُه ُيسب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫تعالى‪﴿ :‬في ُب ُيوت أذن اللهُ أن تُْرفع وُي ْذكر فيها ْ‬
‫‪ ‬القران الكريم ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وِاَّنهُ ل ِذ ْكر لَّك وِلق ْو ِمك وس ْوف تُ ْسألُون ﴾[الزخرف‪ ,[44 :‬فإن كان‬
‫القران هو ذكر فأهل البيت عليهم السالم هم عدل القران وهم آياته الناطقة ‪.‬‬
‫َّفين ِة وجعْلناها آيةً لِّْلعال ِمين﴾ [العنكبوت‪,[15 :‬‬
‫‪ ‬سفينة نوح ‪ ,‬قال تعالى ‪ ﴿:‬فأنج ْيناه وأصحاب الس ِ‬
‫ُ ْ‬
‫وبركوبها تكون النجاة ‪ ,‬والنبي ص قال في حديث السفينة ‪ :‬مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من‬
‫ركبها نجى‪.‬‬
‫ومن اللطيف ان نذكر ان سفينة نوح نجاتها كانت بالخمسة أصحاب الكساء فسفينة اهل البيت‬
‫أعظم ‪ ,‬وبها كل النجاة‬
‫📚 عن أنس بن مالك‪ ,‬عن النبي (ص) أنه قال‪ :‬لما أراد اهلل عز وجل أن ُيهلك قوم نوح (ع)‬
‫أوحى اهلل إليه ان شق ألواح الساج فلما شقها لم يدر ما يصنع فهبط جبرئيل (ع) فأراه هيئة السفينة‬
‫ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار فسمر بالمسامير كلها السفينة إلى أن‬
‫بقيت خمسة مسامير فضرب بيده مسمار منها فأشرق في يده وأضاء كما يضيء الكوكب الدري أفق‬
‫السماء فتحير من ذلك نوح فأنطق اهلل ذلك المسمار بلسان طلق ذلق فقال‪ :‬على اسم خير اْلنبياء‬
‫محمد بن عبد اهلل‪ ,‬فهبط عليه جبرئيل فقال له يا جبرئيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟‬

‫قال هذا باسم خير اْلولين واآلخرين محمد بن عبد اهلل أسمره أولها على جانب السفينة اليمين ثم‬
‫ضرب بيده مسمار ثان فأشرق وأنار‪ ,‬فقال نوح‪ :‬وما هذا المسمار قال‪ :‬مسمار أخيه وابن عمه علي‬
‫بن أبي طالب فأسمره جانب السفينة اليسار في أولها‪ ,‬ثم ضرب بيده الى مسمار ثالث فزهر وأشرق‬
‫وأنار فقال‪ :‬هذا مسمار فاطمة فأسمره الى جانب مسمار أبيها‪ ,‬ثم ضرب بيده مسمار رابع فزهر‬
‫وأنار فقال هذا مسمار الحسن فأسمره الى جانب مسمار أبيه‪ ,‬ثم ضرب بيده الى مسمار خامس‬
‫فأشرق وأنار وبكى‪ ,‬فقال‪ :‬يا جبرئيل ما هذه النداوة؟!‬

‫فقال هذا مسمار الحسين بن علي سيد الشهداء فأسمره الى جانب مسمار أخيه ثم قال (ص)‪:‬‬
‫{وحملناه على ذات ألواح ودسر} قال النبي (ص) اْللواح خشب السفينة ونحن الدسر لوالنا ما سارت‬
‫‪1‬‬
‫السفينة بأهلها‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫البحار ج‪ 26‬ص‪ ,332‬العوالم ص‪ ,105‬غاية المرام ج‪ 3‬ص‪ ,19‬خالصة عبقات اْلنوار ج‪ 4‬ص‪.288‬‬
‫‪ ‬آيات ناطقة (كلمات اهلل وحججه)‪:‬‬
‫‪ ‬ومن معاتيه اْلنبياء (ع) فهم مصادق الذكر هم أولياء اهلل فهناك رجال الهيين ونساء‬
‫ُمهُ آي ًة ﴾]المؤمنون‪ ,[50:‬وقوله‪:‬‬ ‫الهيات هم آيات ومصادق ذكر قال تعالى‪ ﴿:‬وجعْلنا ْابن م ْريم وأ َّ‬
‫اب م ْريم ﴾]مريم‪. [16:‬فاهلل عبر عن نبي اهلل زكريا (ع) بانه ذكر في قوله‬ ‫وا ْذ ُكر ِفي اْل ِكت ِ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪ِ ﴿:‬ذ ْكر رحم ِت ربِّك عبده زك ِريَّا﴾]مريم‪ .[2:‬وفي قوله تعالى‪ ﴿:‬وا ْذ ُكر ِعبادنا ِإبر ِ‬
‫اهيم وِا ْسحاق‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ ْ‬
‫وي ْعقُوب أُوِلي ْاْل ْي ِدي و ْاْل ْبصار ِ﴾]ص‪.[45:‬‬

‫📚 كما وضح االمام في خطبته " ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته ويحتجوا‬
‫(‪)1‬‬
‫عليهم بالتبليغ‪".‬‬

‫‪ ‬والرسول االكرم (ع) هو من أعظم مصادق الذكر في قوله تعالى‪ ﴿:‬ق ْد أنزل اللَّهُ إِل ْي ُك ْم‬
‫ات اللَّ ِه ُمبيِّنات﴾]الطالق‪.[11:‬‬
‫ِذ ْك ار (‪َّ )10‬رسوًال يتْلُو عل ْي ُكم آي ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬

‫اسألُوا‬
‫‪ ‬وأهل بيته(ع) هم بالنتيجة (أهل الذكر) المذكورين في كتاب اهلل‪ .‬في قوله تعالى‪﴿:‬ف ْ‬
‫أ ْهل ِّ‬
‫الذ ْك ِر إِن ُكنتُ ْم ال ت ْعل ُمون﴾ ]اْلنبياء‪.[7:‬‬

‫📚 اخرج محمد بن جرير الطبري (في تفسيره) بسنده المذكور عن جابر‪ ,‬عن أبي جعفر‬
‫(‪)2‬‬ ‫(في قوله تعالى‪ ﴿:‬فاسألُوا أ ْهل ِّ‬
‫الذ ْكر ِ﴾‪ ,‬قال‪ :‬نحن أهل الذكر‪.‬‬ ‫ْ‬

‫وان قيل اهل الذكر هم اْلنبياء فأهل البيت(ع) هم اهل بيت النبوة فهم اهل الذكر‪.‬‬

‫اْلجل‪ ,‬فهبط‬
‫ُ‬ ‫📚 عن جابر بن عبد اهلل اْلنصاري‪ ,‬وعبد اهلل بن عباس‪ :‬لما جاء رسول اهلل‬
‫النبوة‪ ,‬ومعدن الرسالة‪,‬‬
‫السالم عليكم يا أهل بيت ّ‬
‫ُ‬ ‫ثم قال‪:‬‬
‫ملك الموت‪ ,‬فوقف شبه أعرابي ّ‬
‫ومختلف المالئكة‪ ,‬أدخ ُل؟ فقالت عائشة لفاطمة عليها السالم‪ :‬أجيبي الرجل(‪.)3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫نهج البالغة‪ ,‬خطبة ‪.1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شواهد التنزيل ج‪ ,1‬ص‪. 343‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مناقب الخوارزمي ص‪.2‬‬
‫فالقران عبر عنهم بأنهم من مصادق الذكر وذكرهم هو ذكر اهلل‪ .‬ونحن نقول في الزيارة‬
‫الجامعة الكبرى "ذكركم في الذاكرين"‬

‫فاذا كانت السيدة مريم اية (ع)وذكرها ذكر هلل‪ ,‬فذكر الزهراء(ع) يجب ان يكون ذك ًار كثير‬
‫الن شأنها عند اهلل أعظم وهي سيدتها وهي من آيات اهلل الكبرى ‪...‬‬

‫ولهذا الذي يعيب على الزهراء (ع) بكائها وذكرها المتواصل ْلبيها رسول اهلل(ص) فسيكون‬
‫جوابنا هذا‪ :‬وهو ان رسول اهلل(ص) من أعظم مصادق الذكر والزهراء(ع) أحق بان تكون ذاكرت‬
‫هلل بذكرها ْلبيها الذكر الكثير‪.‬‬

‫والذي يعيب علينا ذكر اهل البيت بصورة مستمرة فجوابنا هو اننا بذكرهم نتقرب هلل ومن‬
‫يقول أنتم تذكرون ائمتكم وليس اهلل نقول لهم فما جوابكم على ذكر يعقوب وهو نبي البنه اوليس‬
‫كان ذاكر هلل بذكره البنه فما تقولونه في نبي اهلل نحن نقوله في ذكرنا الئمتنا فنبي اهلل يعقوب(ع)‬
‫َّ ِ‬
‫وسف حتَّى ت ُكون حر ً‬
‫ضا‬ ‫كان بكائه على ابنه يوسف(ع) من هذا الباب‪ ﴿ :‬قالُوا تالله ت ْفتأُ ت ْذ ُك ُر ُي ُ‬
‫أ ْو ت ُكون ِمن اْله ِال ِكين ﴾ ]يوسف‪.[85:‬‬

‫وفي تفسير قوله تعالى‪﴿:‬وما ِهي إِ َّال ِذ ْكرى ِلْلبش ِر(‪ )31‬ك َّال واْلقم ِر(‪ )32‬و َّ‬
‫اللْي ِل إِ ْذ أ ْدبر(‪)33‬‬
‫ير ِّلْلبش ِر﴾ ]المدثر‪.[36:‬‬‫الص ْب ِح إِذا أ ْسفر(‪ِ)34‬إَّنها ِْل ْحدى اْل ُكب ِر(‪ )35‬ن ِذ ًا‬
‫و ُّ‬

‫📚 عن علي بن ابراهيم‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا الحسين بن محمد‪( ,‬باْلسناد المذكور)‪ ,‬عن ابي‬
‫حمزة‪ ,‬عن ابي جعفر(ع)‪ ,‬في قوله تعالى‪﴿:‬إَِّنها ِْل ْحدى اْل ُكب ِر(‪ )35‬ن ِذ ًا‬
‫ير لِّْلبش ِر﴾‪ ,‬قال‪ :‬يعني‬
‫(‪)1‬‬
‫فاطمة(ع)‪.‬‬

‫قال أبو عبد اهلل(ع)‪﴿:‬وما ِهي إِ َّال ِذ ْكرى لِْلبش ِر(‪ )31‬لِمن شاء ِمن ُك ْم أن يتق َّدم أ ْو يتأ َّخر ﴾‪,‬‬
‫قال‪ :‬يعني اليوم قبل خروج القائم‪ ,‬من شاء قبِل الحق وتقدم أليه‪ ,‬ومن شاء تأخر عنه"‪ .‬وقوله‬
‫(‪)2‬‬
‫تعالى‪} :‬فما لهم عن التذكرة معرضين{‪ ,‬قال‪ :‬يعني بالتذكرة هي والية امير المؤمنين (ع)‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫تفسير القمي ج‪ 2‬ص ‪.386‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تأويل اآليات ج‪ 2‬ص‪ 734‬ح‪.6‬‬
‫ل ْي ًال ِّمن اْلم ْس ِج ِد اْلحرِام إِلى‬ ‫وفي اسراء النبي(ص) بقوله تعالى‪ُ ﴿ :‬س ْبحان الَّ ِذي أ ْسرى بِع ْب ِد ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ير﴾ ]االسراء‪ .[1:‬في‬ ‫اْلبص ُ‬ ‫اْلم ْسجد ْاْل ْقصى الذي بارْكنا ح ْول ُه ل ُن ِري ُه م ْن آياتنا إَّن ُه ُهو السَّميعُ‬
‫عالم الملك الرسول (ص) رأى من آيات اهلل‪.‬‬

‫ات رب ِ‬
‫ِّه اْل ُك ْبرى ]النجم ‪ .[18:‬في عالم‬ ‫وفي معراج النبي (ص) في قوله تعالى‪ :‬لق ْد أرى ِمن آي ِ‬
‫ْ‬
‫الملكوت رأى شجرة طوبى التي غرسها اهلل بقدرته من دون ان يستخدم المالئكة في غرسها واكل‬
‫منها رسول اهلل (ص) التي ولدت من ثمرها الصديقة الطاهرة(ع)‬

‫‪ ‬مودة القربى (اهل بيت النبي(ص) والزهراء(ع) على راسهم) هي من أعظم مصادق الذكر‬
‫اْللهي‬

‫ان التقوى وااليمان يستحصل باتباع وسائل اهلل قال تعالى‪ :‬يا أيُّها الَّ ِذين آمنُوا اتَّقُوا اللَّه و ْابتغُوا‬
‫ِإل ْي ِه اْلو ِسيلة]المائدة‪ .[35:‬وهي الكون مع الصادقين قال تعالى ‪:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا اتَّقُوا اللَّه‬
‫َّاد ِقين] التوبة‪ .[119:‬وبمودتهم قال تعالى‪ :‬قُل َّال أ ْسألُ ُك ْم عل ْي ِه أ ْج ًار إِ َّال اْلموَّدة ِفي‬
‫ونوا مع الص ِ‬
‫و ُك ُ‬
‫اْلقُ ْربى]الشورى‪ .[23:‬والقران يعبر عن المواالة والمودة ْلهل بيت اهلل هو ذكر اللهي للعالمين قال‬
‫تعالى‪ُ :‬قل َّال أ ْسألُ ُك ْم عل ْي ِه أ ْج ًار إِ ْن ُهو ِإ َّال ِذ ْكرى لِْلعال ِمين ]االنعام‪.[90:‬‬
‫‪‬البحث الثالث‬
‫مفهوم الهداية التي اشارت لها السيدة الزهراء(ع) في فقرات من‬
‫خطبتها‪ ":‬فرأى األُمم ِفرقاً في أديانها‪ُ ,‬عكفاً على نيرانها‪ ,‬عابدةً ألوثانها‪,‬‬
‫وكشف عن القلوب ُبهمها‪ ,‬وجال عن األبصار‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫بمحمد ظلمها‪,‬‬ ‫فأنار اهلل‬
‫وبصرهم من‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الناس بالهداية‪ ,‬فأنقذهم من الغواية‪,‬‬ ‫غممها‪ ,‬وقام في‬
‫العماية‪ ,‬وهداهم إلى الدين القويم ودعاهم إلى الصراط المستقيم "‬
‫مقدمة‬

‫ان ُحجج السماء استخدموا عدة طرق ْليصال ما يريدون للناس‪ ,‬فعندهم حركة تصحيحية‬
‫وحركة تغييرية‪ ,‬وهاتين الطريقتين على قسمين ‪:‬‬

‫‪ -1‬فاعلي‪ :‬له أثر و أثره يكون استراتيجي بعيد المدى ‪.‬‬

‫‪ -2‬انفعالي‪ :‬ليس له تأثير‪.‬‬

‫فمثالً التوابين بعد شهادة الحسين (ع) قاموا بتصحيح الخطأ الذي وقعوا فيه ولكن هذا‬
‫التصحيح كان انفعالي فهم شعروا بالذنب وأرادوا التكفير عن هذا الذنب بكل وسيلة سواء كانت‬
‫هذه الوسيلة مؤثرة أو غير مؤثرة ‪.‬‬

‫أما اْلمام زين العابدين (ع) حين أراد تغيير اْلجواء بعد استشهاد الحسين (ع) لصالح آل‬
‫البيت(ع) فقد كان تركيزه على شعائر الحسين(ع) وهذا التغيير فاعلي له تأثير بعيد المدى ‪,‬‬
‫وشعائر الحسين لليوم مستمرة وتأثر بنا‪...‬‬

‫وهذا الفرق بين تأثير المتصلون بالسماء وتأثير غيرهم‪ ,‬فالمتصلون بالسماء والوحي تأثيره‬
‫يكون أعظم ‪.‬‬

‫لذا فأهل السماء الذين ارسلهم اهلل تعالى ْلنقاذ الناس عندهم عدة طرق استخدموها للوصول‬
‫للهدف الذي بعثوا من أجله سواء كانوا انبياء أو أئمة أو ُحجج‪ ,‬وهي ايصال الناس الى اهلل‪ ,‬اي‬
‫الي كمالهم المطلوب‪.‬‬
‫🔍 من الطرق التي استخدموها أولياء اهلل إليصال الناس إلى الحق ‪:‬‬

‫‪ -1‬طريق الحكم الظاهري ‪:‬‬

‫كنبي اهلل سليمان(ع) ارسله اهلل لمهمة وهي ايصال الناس إلى بر اْلمان على مستوى الدنيا‬
‫واآلخرة‪ ,‬فاستفادة(ع) من الحكم الظاهري بما يمكنه من ايصال الناس لألمان‪ ,‬فأهل السماء‬
‫ت اْل ِج َّن‬
‫جاءوا للحكم ليس ْلجل الحكم وانما للهدف الذي خلق اهلل الناس ْلجله ﴿ وما خل ْق ُ‬
‫وا ِْْلنس إِ َّال لِي ْع ُب ُد ِ‬
‫ون ﴾‪.‬‬

‫كذلك حكومة النبي يوسف(ع) كان يتصف بانها الهية اوصل الناس من خالل حكمه لتوحيد‬
‫ض إِِّني ح ِفيظ علِيم﴾ [يوسف‪.]55 :‬‬
‫اجعْلنِي على خزائِ ِن ْاْل ْر ِ‬
‫اهلل‪ ,‬قال تعالى ‪ ﴿ :‬قال ْ‬

‫وكنموذج لحكم آل البيت الظاهري هو حكومة اْلمام علي (ع) مع انه حكم أربع سنين فقط ‪,‬‬
‫إال ان حكومة العدل االلهي تجسدت فيه‪ ,‬ينقالنه(ع) لما دخل الكوفة قال " جئتكم من المدينة‬
‫بثوبي هذا إن خرجت بغيره فقد خنتكم " واستُشهد عليه السالم بنفس الثوب الذي اتى به من‬
‫المدينة‪.‬‬

‫‪ -2‬طريق القتال‪:‬‬

‫اء ول ْوال د ْفعُ اللَّ ِه‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬


‫ود جالُوت وآتاهُ اللهُ اْل ُمْلك واْلح ْكمة وعلمهُ م َّما يش ُ‬ ‫قال تعالى‪ ﴿:‬وقتل د ُاو ُ‬
‫ضل على اْلعال ِمين﴾[البقرة‪ ,]251 :‬فإذا‬ ‫ض ول ِك َّن اللَّه ُذو ف ْ‬
‫َّ ِ‬
‫الناس ب ْعضهُم ِبب ْعض لفسدت ْاْل ْر ُ‬
‫َّ‬
‫كان القتال من أجل إزالة الموانع التي تمنع الناس من الوفود إلى اهلل وجب على القائد االلهي ان‬
‫يسلك بهذا الطريق‪ ,‬لهذا نجد الكثير قاتلوا; فطالوت قاتل وهو إمام‪ ,‬وداوود(ع)‬

‫وكنموذج ْلهل البيت معارك النبي(ص) واْلمام علي(ع) واالمامين الحسن والحسين(ع)‪.‬‬

‫‪ -3‬طريق استغالل العمل تحت سلطه حاكمة ظاهرية ‪:‬‬

‫ال نبي اهلل يوسف(ع) استغل حكمه مع الحاكم اْلكبر ْليصال الناس للمعرفة والكمال ‪.‬‬
‫مث ً‬

‫وكنموذج من اهل البيت(ع) هو اْلمام الرضا(ع) رغم انه أُجبر على والية العهد لكنه وظفها‬
‫لخدمة الناس وايصالهم لبر اْلمان كما استفاد يوسف(ع) من ذلك ‪.‬‬
‫‪ -4‬طريق السر واالستخبارات والغيبة ‪:‬‬

‫فقد استفادة من كل ذلك ْليصال الناس إلى اهلل جل وعال‪ ,‬مثل الخضر الذي كان يعمل بالسر‬
‫﴿فوجدا ع ْب ًدا ِّم ْن ِعب ِادنا آت ْيناهُ ر ْحم ًة ِّم ْن ِع ِندنا وعلَّ ْمناهُ ِمن َّل ُدَّنا ِعْل ًما﴾وقد كشفه اهلل لموسى فقط‬
‫‪ ,‬واآلن يقوم بهذه المهمة إمامنا المهدي (عج) الذي يعمل بالسر والخفاء‪.‬‬

‫وهو ما يسمى في وقتنا الحالي( االستخبارات السرية) التي تستخدمها اكبر الدول‪ ,‬فهي طريقة‬
‫تدل على قوة مستخدمها الن نطاق حرية تحركه تكون اقوى واكثر فعالية‪ ,‬وليست دليل على‬
‫الضعف كما يصفون‪!!.‬‬

‫‪ -5‬طريق الظالمة واالستشهاد ‪:‬‬

‫كنموذج قرآني يحيى(ع) كان اصالحه من خالل شهادته ‪.‬‬

‫وكنموذج من اهل البيت(ع) االمام الحسين(ع)‪ ,‬ولهذا االمام السجاد(ع) يقول من خروجنا من‬
‫المدينة ما نزلنا لمكان و ما خرجنا من آخر إال وذكر الحسين(ع) يحيى(ع)‪ ,‬وكان يقول ع " من‬
‫هوان اهلل على الدنيا أن ُيهدى رأس يحيى لبغي من بغايا اْلرض ومن هوان اهلل على الدنيا أن‬
‫ُيهدى رأسي لبغي من بغايا بني أمية " ‪.‬‬

‫والسيد الشهيد محمد باقر الصدر كانت نظريته حول قيام الحسين (ع)‪" :‬انه قام لكي ُيستشهد‬
‫ْلن اْلمة ماتت واذا ماتت تحتاج لهزة قوية فصعقها بدمه الشريف وتحركت اْلمة ولليوم تتحرك‬
‫ببركة دم الحسين" ‪.‬‬

‫📍 إلتفاته ‪ :‬نبي اهلل يحيى شهيد والشهداء أحياء لذلك اسمه " يحيى " من الحياة والذي سماه اهلل‬
‫تعالى ‪.‬‬

‫الخطب والمناظرات ‪:‬‬


‫‪ -6‬طريق االحتجاج و ُ‬
‫وكنموذج قراني مناظرات النبي إبراهيم(ع) الثالثة‪:‬‬

‫ِّه أ ْن آتاهُ اللَّ ُه اْل ُمْلك إِ ْذ قال‬


‫اهيم ِفي رب ِ‬
‫اج إِبر ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫‪ ‬للحاكم نمرود‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬أل ْم تر ِإلى الذي ح َّ ْ‬
‫س ِمن‬‫اهيم فِإ َّن اللَّه يأْتِي بِال َّش ْم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يت قال إ ْبر ُ‬ ‫ُم ُ‬ ‫يت قال أنا أُحيِي وأ ِ‬
‫ْ‬ ‫يم ربِّي الَّ ِذي ُي ْحيِي وُي ِم ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫إ ْبراه ُ‬
‫الظالِ ِمين﴾[البقرة‪.]258 :‬‬ ‫ْت بِها ِمن اْلم ْغ ِر ِب فب ِهت الَّ ِذي كفر واللَّه ال يه ِدي اْلقوم َّ‬‫ق فأ ِ‬
‫اْلم ْش ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪ ‬مع عامة الناس(المته من عبدة اْلجرام السماوية)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬فل َّما ج َّن عل ْي ِه اللَّْي ُل أرى‬
‫ب ْاآل ِفلِين﴾[اْلنعام‪.]76 :‬‬ ‫كوكبا قال هذا ربِّي فل َّما أفل قال ال أ ِ‬
‫ُح ُّ‬ ‫ْ ً‬

‫يه وق ْو ِم ِه ما‬
‫قال ِْلبِ ِ‬‫اهيم(‪ )68‬إِ ْذ‬ ‫‪ ‬مع خواصه (ْلبيه)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬و ْات ُل علي ِهم نبأ إِبر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ب اْلعال ِمين(‪)77‬‬ ‫اك ِفين)‪ .... (70‬فِإَّنهُ ْم ع ُد ٌّو ِّلي‬
‫إِ َّال ر َّ‬ ‫تعب ُدون(‪ )69‬قالُوا نعب ُد أصناما فنظ ُّل لها ع ِ‬
‫ُْ ْ ً‬ ‫ُْ‬
‫ت فهُو ي ْش ِف ِ‬
‫ين‬ ‫ضُ‬‫ين (‪ )79‬وِاذا م ِر ْ‬ ‫ط ِع ُم ِني وي ْس ِق ِ‬
‫ين (‪ )78‬والَّ ِذي ُهو ُي ْ‬ ‫الَّ ِذي خلق ِني فهُو ي ْه ِد ِ‬
‫ين﴾ ]الشعراء‪. [82:‬‬ ‫طمعُ أن ي ْغ ِفر لِي خ ِطيئ ِتي ي ْوم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫ين(‪ )81‬والَّ ِذي أ ْ‬
‫(‪)80‬والَّ ِذي ُي ِميتُنِي ثَُّم ُي ْح ِي ِ‬

‫فقد ذكر ابراهيم(ع) أصول النعم اْللهية وتسلسله الدقيق فقد بدأ بالهداية وهي بصيغة‬
‫دين )‪ ,‬وانتهى بيوم القيامة‪ ,‬فالهداية مستمرة وغير منقطعة﴿إَِّنما أنت ُم ِنذر ولِ ُك ِّل‬
‫المضارع ( ي ْه ِ‬
‫الحجة هاد‪.‬‬
‫الحجة باعتبار ُ‬
‫ق ْوم هاد﴾‪ ,‬وهذا ما نعتقد به ان اْلرض ال تخلوا من وجود ُ‬

‫🔍 مصادق كيف ان فاطمة الزهراء (ع) استفادت من هذا الطريق في تعريف الحق للناس ‪:‬‬

‫‪ -1‬دعت اْلنصار للجهاد‪ :‬فقد تلت (ع)عليهم اآلية ﴿فقاتِلُوا أئِ َّمة اْل ُك ْف ِر﴾لكن اْلمة خذلتها ولم‬
‫تستجيب ‪.‬‬

‫‪ -2‬المظلومية ‪ :‬مصداقه البكاء ليالً ونها ًار على أبيها حتى اُستشهدت سالم اهلل عليها ‪.‬‬

‫عرت خصومها ‪ :‬من خالل تصريحات عديدة منها عدم رضاها عنهم ‪.‬‬
‫‪َّ -3‬‬

‫‪ -4‬عملت على الجانب النسوي ‪ :‬من خالل خطبتها الصغرى على نساء اْلنصار ‪.‬‬

‫الخطب والمناظرات ‪..‬‬


‫‪ -5‬طريق االحتجاج و ُ‬
‫وأهمها خطبتها الكبرى سالم اهلل عليها ‪ ..‬عناوينها ‪:‬‬

‫العنوان األول ‪ :‬أنها ابنة رسول اهلل ‪ ,‬بقولها(ع)‪ ":‬أيها الناس اعلموا أَني ِ‬
‫فاطمة وأبي محمد " ‪,‬‬
‫هم يعلمون انها فاطمة ابنة رسول اهلل(ص)‪ ,‬وقد قالت لهم ذلك لتذكرهم بالشرعية التي لديها فلما‬
‫تقف مع طرف يعني جنة ولما تقف ضد طرف يعني نار‪.‬‬

‫العنوان الثاني‪ :‬انها رّكزت على التكاليف الشرعية وربطها بواليتهم‪ ,‬فقد ذكرت كل تكليف وما‬
‫يثمره ثم ذكرت واليتهم " وجعل واليتنا طاعتنا نظاماً للملة وأماناً من الفرقة " ومن هذا الكالم‬
‫استوحى اْلمام الصادق ع كالمه " بني اْلسالم على خمس ‪ ,‬الصالة والزكاة والصيام والحج‬
‫والوالية " ‪.‬‬

‫العنوان الثالث ‪ :‬أشارت إلى جهاد مولى الموحدين أمير المؤمنين وما قام به في زمن النبي‬
‫وبعده وحفظه للدين " قذف اخاه في لهواتها ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ويخمد لهبها‬
‫بسيفه مكدودا في ذات اهلل مجتهدا في أمر اهلل قريبا من رسول اهلل سيدا في أولياء اهلل مشمرا‬
‫ناصحا مجدا كادحا ال تأخذه في اهلل لومة الئم "‬

‫العنوان الرابع‪ :‬أشارت إلى التآمر الذي حصل بعد شهادة النبي (ص) بقولها‪ :‬وأنتم في رفاهية‬
‫وادعون فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون األخبار وتنكصون عند‬ ‫من العي‬
‫النزال وتفرون من القتال فلما اختار اهلل لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة‬
‫النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل األقلين وهدر فنيق المبطلين فخطر‬
‫في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين "‬

‫العنوان الخامس‪ :‬قولها " لما يقبر ابتداراً زعمتم خوف الفتنة أال في الفتنة سقطوا وان جهنم‬
‫لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وكيف بكم وأنى تؤفكون وكتاب اهلل بين أظهركم أموره ظاهرة‬
‫وأحكامه زاهر ‪. "...‬‬

‫العنوان السادس ‪:‬أعلنت(ع) عن جاهليتهم الثانية‪ ,‬ورسول اهلل(ص) قال الثانية أعظم من اْلولى‬
‫ْلن الجاهلية اْلولى جاهلية تنزيل والجاهلية الثانية جاهلية تأويل ‪.‬‬
‫العنوان السابع‪ :‬أشارت لهداية رسول اهلل للناس " وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب‬
‫ونهزة الطامع وقبسة ال عجالن وموطئ األقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاسئين‬
‫تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم اهلل تبارك وتعالى بمحمد ص بعد اللتيا والتي "‬

‫ٍ‬
‫بمحمد ظلمها ‪,‬‬ ‫" فرأى األُمم ِفرقاً في أديانها ‪ُ ,‬عكفاً على نيرانها ‪ ,‬عابدةً ألوثانها ‪ ,‬فأنار اهلل‬
‫ِ‬
‫الناس بالهداية ‪ ,‬فأنقذهم من‬ ‫وكشف عن القلوب ُبهمها ‪ ,‬وجال عن األبصار غممها‪ ,‬وقام في‬
‫َ‬
‫وبصرهم من العماية ‪ ,‬وهداهم إلى الدين القويم ودعاهم إلى الصراط المستقيم "‪,‬‬
‫ّ‬ ‫الغواية ‪,‬‬
‫ونحن انشاء اهلل سنسلط الضوء على هذا العنوان‪.‬‬

‫🔍 عنوان الهداية الذي أشارت له الزهراء(ع) في خطبتها ‪ ":‬فرأى األُمم ِفرقاً في أديانها ‪,‬‬
‫وكشف عن القلوب ُبهمها ‪,‬‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫بمحمد ظلمها ‪,‬‬ ‫ُعكفاً على نيرانها ‪ ,‬عابد ًة ألوثانها ‪ ,‬فأنار اهلل‬
‫وبصرهم من‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الناس بالهداية ‪ ,‬فأنقذهم من الغواية ‪,‬‬ ‫وجال عن األبصار غممها ‪ ,‬وقام في‬
‫العماية ‪ ,‬وهداهم إلى الدين القويم ودعاهم إلى الصراط المستقيم " ‪.‬‬

‫السيدة الزهراء(ع) استخدمت اسلوب اللّف والنشر المرتب ‪-‬كما يعبرون‪ , -‬فحين قالت ( ِفرقًا‬
‫) يعني انهم جماعات وكل مجموعة تعتقد بشيء‪.‬‬

‫عابدة ْلوثانها )‬
‫ً‬ ‫ثم قالت ( ُعكفًا ) فقد أشارت للفرقة اْلولى وهم عبدة النار ثم ذكرت الثانية (‬
‫يدعي انه ال يوجد خالق ولكن بفطرته يعود للخالق ‪.‬‬
‫نعبر عنهم بالمالحدة الذي ّ‬
‫ثم الفرقة الثالثة ّ‬
‫فقوله( فأنار اهلل بمحمد ظلمها ) تقصد به انه من اسباب ارساله(ص) لهداية هذه الفئة (عبدة‬
‫النار) وهذا هو اللف والنشر المرتب‪ ,‬وأرادت الزهراء (ع) بهذا القول بيان ان النار وان كانت في‬
‫ظاهرها تشعل النور إال ان باطنها وحقيقتها ظلمات‪.‬‬

‫يفرق في هذا اْلمر بالنسبة للظلمات‪ ,‬كما في قوله تعالى‪﴿:‬مثلُهُ ْم كمث ِل الَّ ِذي‬ ‫📍 إلتفاته‪ :‬القرآن ّ‬
‫ورِهم وتركهم ِفي ظُلُمات َّال ي ْب ِ‬ ‫َّ‬
‫ص ُرون﴾[البقرة‪,]17 :‬‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ت ما ح ْولهُ ذهب اللهُ ِب ُن ِ ْ‬
‫ار فل َّما أضاء ْ‬
‫است ْوقد ن ًا‬
‫ْ‬
‫ور‬ ‫َّ‬
‫فهم يشعلون النار حتى يرون وهذه حقيقتها ظلمات; أما بالنسبة للنور كما في قوله‪﴿:‬اللهُ ُن ُ‬
‫ض ‪[﴾ ...‬النور‪.]35 :‬‬‫ات و ْاْل ْر ِ‬‫السَّماو ِ‬
‫ثم في قولها(ع)‪(:‬وكشف عن القلوب ُبهمها) وهي مرتبطة بعبدة اْلوثان ‪ُ ,‬بهمها يعني‬
‫مشكالتها و خفائها‪ ,‬فالذي يعبد صنم لديه مشكلة معرفية وفكرية وقد كشفها اهلل عز وجل‬
‫بمحمد(ص); ثم في قولها(ع)‪(:‬وجال عن اْلبصار غممها ) فاْلنسان الملحد يكون على بصره‬
‫وبصيرته غطاء يجعله ال يرى الحق ‪.‬‬

‫📚 في كتاب اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء لمحمد علي التبريزي اْلنصاري حين يصل‬
‫المرتب فإنارة‬
‫لهذه الفقرات يقول ‪ ":‬وهذه الفقرات الثالث ناظرة إلى الفقرات الثالث باللف والنشر ُ‬
‫الظلم ناظرة إلى العكوف على النيران وفيه إشارة إلى أن ذلك وان كان في الظاهر عكوفاً على‬
‫البهم عن القلوب‬
‫النيران المنيرة إال انه كان عكوفاً على الظلمات فأنار النبي تلك الظُلم ‪ ,‬وكشف ُ‬
‫ناظر إلى عبادة اْلوثان فإن تلك العبادة ال تكون إال بالشبهات واْلعتقادات الباطلة ‪ ,‬وجالء‬
‫الغمم عن اْلبصار ناظر إلى إنكارهم هلل ‪ ...‬إلى آخر كالمه " ‪.‬‬

‫السيدة زينب(ع) شبيهة امها الزهراء(ع) قد أشارت لموضوع الهداية في مجلس يزيد ‪ ..‬عن‬
‫كتاب اْلرشاد للشيخ المفيد عن فاطمة بنت الحسين (ع)‪ ":‬لما جلسنا بين يدي يزيد قام إليه رجل‬
‫من أهل الشام أحمر فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية يعنيني وظننت أن ذلك جائز‬
‫لهم فأخذت بثياب عمتي زينب وكانت تعلم أن ذلك ال يكون‪.‬‬

‫فقالت عمتي للشامي‪ :‬كذبت واهلل ولئمت واهلل ما كان ذلك لك وال لغيرك‪ .‬فغضب يزيد وقال‪:‬‬
‫إن ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت‪ .‬فقالت‪ :‬كال‪ .‬واهلل ما جعل اهلل لك ذلك إال أن تخرج من‬
‫ملتنا وتدين بغيرها‪.‬‬

‫أبوك و ِ‬
‫أخوك ‪ ,‬فقالت زينب‪:‬‬ ‫فاستطار يزيد غضبًا وقال‪ :‬إياي تقولين هذا ؟ إنما خرج من الدين ِ‬

‫بدين اهلل ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدك و ابوك ان كنت مسلما "‪.‬‬

‫فموضوع الهداية قد استشهدت به الصديقة الزهراء(ع) وايضاً وابنتها السيدة زينب(ع) وهذا من‬
‫اوجه الشبه بينهما ‪.‬‬
‫💡 تعريف الهداية ‪:‬‬

‫في اللغة ‪:‬هي عبارة عن داللة سواء كانت إلى الحق أو إلى الباطل ‪ ,‬ولكن استخدامها في‬
‫القرآن يميل إلى الحق أكثر من الباطل ‪.‬‬

‫اما في االصطالح‪ :‬هي داللة إلى الحق فقط ‪ ,‬إما بإراءة الطريق أو إيصالك إلى المطلوب ‪.‬‬

‫💡 الهداية في القرآن تُستخدم بعدة امور ‪:‬‬

‫ار و ُس ُب ًال لَّعلَّ ُك ْم‬


‫اسي أن ت ِميد بِ ُك ْم وأ ْنه ًا‬
‫ض رو ِ‬
‫‪‬الهداية المادية‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وأْلقى ِفي ْاْل ْر ِ‬
‫الن ْجِم ُه ْم ي ْهت ُدون﴾[النحل‪.]16 :‬‬
‫ت ْهت ُدون﴾[النحل‪ ,]15 :‬وقوله‪﴿:‬وعالمات وبِ َّ‬

‫📍 إلتفاته ‪:‬هذه اآلية كتنزيل هداية مادية أما كتأويل هداية معنوية ْلن االئمة قالوا ان العالمات‬
‫نحن والنجم جدنا فالنبي وآله هم الهداية إلى اهلل ‪.‬‬

‫اه ْم أئِ َّمةً ي ْه ُدون بِأ ْم ِرنا﴾[اْلنبياء‪ ,]73 :‬فالقرب‬


‫‪‬الهداية المعنوية بـ(الخير)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وجعْلن ُ‬
‫من اهلل هو قرب معنوي ‪,‬‬

‫‪‬الهداية معنوية ظاهرية وقوله‪ُ ﴿:‬ق ْل إِ َّن ُهدى اللَّ ِه ُهو اْلهُدى﴾[البقرة‪.]120 :‬‬

‫اط اْلج ِح ِيم﴾ [الصافات‪.]23 :‬‬


‫صر ِ‬
‫وهم إِلى ِ‬ ‫ون اللَّ ِه ف ْ‬
‫اه ُد ُ ْ‬ ‫‪ ‬الهداية بالشر‪ ,‬قال تعالى‪ِ ﴿:‬من ُد ِ‬
‫الهداة في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫💡 ُ‬

‫صراط ُّم ْست ِقيم ﴾[البقرة‪ ,]213 :‬فأصل كل‬


‫‪ -1‬اهلل تعالى‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬واللَّه يه ِدي من يشاء إِلى ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ‬
‫هداية اهلل تعالى حتى هداية النبي وآله في طول هداية اهلل يعني إمتداد لهداية اهلل ‪.‬‬

‫‪ -2‬القرآن الكريم ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬إِ َّن هذا اْلقُ ْرآن ي ْه ِدي لِلَّ ِتي ِهي أ ْقوُم﴾ [اْلسراء‪.]9 :‬‬

‫صراط ُّم ْست ِقيم﴾ [الشورى‪.]52 :‬‬


‫‪ -3‬رسول اهلل محمد (ص)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وِاَّنك لته ِدي إِلى ِ‬
‫ْ‬

‫اه ْم أئِ َّم ًة ي ْه ُدون بِأ ْم ِرنا﴾ [اْلنبياء‪.]7 :‬‬


‫‪ -4‬اْلئمة(ع)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وجعْلن ُ‬

‫ق وِب ِه ي ْع ِدلُون﴾ [اْلعراف‪:‬‬


‫ُمة ي ْه ُدون ِباْلح ِّ‬
‫‪ -5‬العلماء الربانيون‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬و ِمن ق ْوِم ُموسى أ َّ‬
‫‪.]159‬‬

‫📚 في تبيين الكافي عن الكافي في الروضة سمعت علي ابن الحسين يقول ‪ " :‬إن رجالً جاء‬
‫إلى أمير المؤمنين فقال اخبرني ان ُكنت عالماً عن الناس وعن اشباه الناس وعن النسناس ‪,‬‬
‫فقال علي يا حسين أجب الرجل فقال الحسين ‪ :‬أما قولك أخبرني عن الناس فنحن الناس ولهذا‬
‫اس ) ‪ ,‬واما قولك أشباه الناس فهم‬
‫الن ُ‬ ‫يضوا ِم ْن ح ْي ُ‬
‫ث أفاض َّ‬ ‫ِ‬
‫قال اهلل تعالى ذكره في كتابه ( ثَُّم أف ُ‬
‫منا ‪ ,‬وأما قولك النسناس فهم السواد اْلعظم وأشار بيده إلى جماعة‬ ‫شيعتنا وهم موالينا وهم ّ‬
‫الناس ثم قال﴿إِ ْن ُه ْم إِ َّال ك ْاْل ْنع ِام ب ْل ُه ْم أض ُّل س ِب ً‬
‫يال﴾ ‪.‬‬

‫📍 إلتفاته‪ :‬قوله(ع) نحن الناس هل هو مقبول في القرآن ؟‬

‫والجواب‪ :‬نعم فالقرآن الكريم يقول هدى للمتقين والناس واهل البيت سادة المتقين (الذين اتقوا اهلل‬
‫حق تقاته‪ ,‬وائمة المتقين)‪ ,‬وقوله أشباه الناس في الروايات له أصل في قولهم ( شيعتنا ُخلقوا من‬
‫َّ‬
‫فاضل طينتنا ) هؤالء من أصحاب ﴿ فاتَّقُوا الله ما ْ‬
‫استط ْعتُ ْم ﴾‪.‬‬
‫📍الربط بين والية آل البيت والتقوى ‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا اتَّقُوا اللَّه و ُك ُ‬
‫ونوا مع‬
‫َّاد ِقين﴾ [التوبة‪.]119 :‬‬
‫الص ِ‬

‫آن ُه ًدى لِّ َّلن ِ‬


‫اس وبيِّنات ِّمن اْلهُدى واْل ُف ْرق ِ‬
‫ان﴾‬ ‫وفي اآلية ‪﴿:‬شهر رمضان الَّ ِذي أ ِ ِ ِ‬
‫ُنزل فيه اْلقُ ْر ُ‬ ‫ُْ‬
‫يعرفون‬
‫[البقرة‪ ,]185:‬ف ـ( ُه ًدى ) عائدة للقرآن‪ ( ,‬وبيِّنات ِّمن الهُدى ) المقصود بها هم الذين ّ‬
‫ور الَّ ِذين أُوتُوا اْل ِعْلم ﴾‪ ,‬والذين اوتوا العلم هم الذين أنزل‬
‫ص ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫القرآن ﴿ب ْل ُهو آيات بيِّنات في ُ‬
‫عليهم القرآن وهم محمد وال محمد ع ‪ ,‬فمن دقائق هذه اآلية ان القرآن يشير إلى هدى الفرقان‬
‫وهدى العترة وهي من آيات حديث الثقلين ‪.‬‬

‫💡 أقسام ال ِهداية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الهداية التكوينية العامة لكل مخلوق‪:‬‬


‫‪ ‬قال تعالى‪ ﴿:‬قال ربُّنا الَّ ِذي أ ْعطى ُك َّل ش ْيء خْلقهُ ثَُّم هدى﴾[طه‪ .]50 :‬فهذا دليل ان اهلل‬
‫هدى كل شيء خلقه في الكون ‪.‬‬

‫كل شيء خلقه اهلل تعالى لهدف وليصل إلى كماله وللغاية التي خلق من اجلها وقد هداه اهلل‬
‫ال النبتة اهلل‬
‫للوصول لذلك ‪ ,‬وقد سماها الشيخ البهائي هداية جلب المصالح ودفع المضار ‪ ,‬فمث ً‬
‫جعل هدايتها ان الشيء الذي ينفعها تمتصه والشيء الذي يضرها ترفضه ‪.‬‬

‫‪ ‬قال تعالى‪﴿:‬الَّ ِذي خلق فس َّوى (‪ )4‬والَّ ِذي ق َّدر فهدى﴾[اْلعلى‪ ,]3 :‬يعني هذه المخلوقات‬
‫خلقها للذي قدرها إليه ‪ ,‬فاهلل خلقها لغاية نبيلة ‪ ,‬واهلل هادي كل شيء خلقه بهداية توصل هذا‬
‫المخلوق الى الغاية النبيلة التي خلقها من اجله ‪.‬‬

‫الشج ِر و ِم َّما ي ْع ِر ُشون﴾‬ ‫الن ْح ِل أ ِن اتَّ ِخ ِذي ِمن اْل ِجب ِ‬


‫ال ُب ُيوتًا و ِمن َّ‬ ‫‪ ‬قال تعالى‪﴿:‬وأ ْوحى ربُّك إِلى َّ‬
‫[النحل‪ ,]68 :‬يعني هذا الذي تقوم به النحل لو لم تكن به برمجة دقيقة تكوينية موجودة في هذا‬
‫النحل هل يستطيع اخراج العسل ؟‬

‫فالذي برمجها هو اهلل تعالى وقد هداها اهلل لكل مخلوقاته ليسير نحو كماله ‪.‬‬
‫‪ -2‬الهداية التكوينية الخاصة‪:‬‬

‫هي هداية الفطرة وهداية ابتدائية مخصوصة لنوع اْلنسان تتبعها هدايات متالحقة حتى من‬
‫خاللها يوصل اْلنسان إلى بر اْلمان ‪.‬‬

‫‪ ‬قال تعالى‪﴿:‬الَّ ِذي خلقنِي فهُو ي ْه ِد ِ‬


‫ين﴾ [الشعراء‪ ,]78 :‬فاهلل لم يخلقه ويتركه بل اعطاه فطرة‬
‫من خاللها يكمل نواقصه ويمشي نحو كماله ‪ ,‬رسول اهلل ص يقول " كل مولود يولد على الفطرة‬
‫" يعني الهداية ‪.‬‬

‫اسِم ربِّك الَّ ِذي خلق ‪ .....‬أ أرْيت إِن كان على اْلهُدى ﴾[العلق‪,]11 :‬‬
‫‪ ‬قال تعالى‪﴿:‬ا ْق ْأر بِ ْ‬
‫يعني خلق فهُدى ‪ ,‬فدائمًا القرآن يربط الهداية بالخلق حتى يبين ان الغاية من خلق المخلوقات‬
‫واْلنسان خصوصًا هو من اجل الهدف ‪.‬‬

‫‪ -3‬الهداية العقلية‪:‬‬

‫هي هداية ماال يقع عليه الحس من خالل ترتيب مقدمات بشكل منظم عقلي دقيق يوصل‬
‫اْلنسان إلى درجة صحيحة ‪ ,‬اهلل زودنا بعقل يكبر ويتطور سنة بعد سنة ‪.‬‬

‫📚 قول اْلمام الكاظم (ع)‪" :‬يا هشام إن هلل على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة ‪ ,‬أما‬
‫الظاهرة فاْلنبياء والرسل واْلئمة وأما الحجة الباطنة فالعقول " ‪.‬‬

‫‪ ‬قال تعالى‪﴿:‬أل ْم ن ْجعل لَّهُ ع ْين ْي ِن (‪ )8‬ولِس ًانا وشفت ْي ِن(‪ )9‬وهد ْيناهُ َّ‬
‫الن ْجد ْي ِن﴾[البلد‪,]10 :‬‬
‫والنجدين هم نجد الخير ونجد الشر ومن خالل العقل يستطيع االنسان ان يميز بين النجدين ‪.‬‬
‫💡 القرآن الكريم كل ]هادي[ ‪:‬‬

‫الصالِح ِ‬
‫ات‬ ‫‪ ‬قال تعالى‪﴿ :‬إِ َّن هذا اْلقُ ْرآن ي ْه ِدي لَِّلتِي ِهي أ ْقوُم وُيب ِّش ُر اْل ُم ْؤ ِمنِين الَّ ِذين ي ْعملُون َّ‬
‫ير﴾ [اْلسراء‪]9 :‬‬ ‫أ َّن لهُ ْم أ ْج ًار كبِ ًا‬

‫📍 لمن يهدي القرآن ؟‬

‫يه ُه ًدى لِّْل ُمتَِّقين﴾[البقرة‪.]2 :‬‬


‫‪ ‬المتقين‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ذلِك اْل ِكتاب ال ريب ِف ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬

‫‪ ‬المؤمنين‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿:‬ه ًدى وُب ْشرى لِْل ُم ْؤ ِم ِنين﴾[النمل‪.]2 :‬‬

‫‪ ‬المحسنين‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿:‬ه ًدى ور ْحم ًة لِّْل ُم ْح ِسنِين﴾[لقمان‪.]3 :‬‬

‫وهذا التسلسل القرآني اْلعجازي لحكمة‪ ,‬فهو تسلسل اآليات القرآنية ْلعطاء معلومة مكتملة‬
‫وهذا اْلعجاز ال نظير له‪- ,‬فيما يبدوا‪ -‬ان اآلية اْلولى ناظرة للهداية االبتدائية وفي الثانية‬
‫ناظرة لهداية التي تأتي بعد االبتدائية وفي الثالثة ناظرة لهداية تأتي بعد الثالثة ‪ ,‬يعني هناك‬
‫عبر (‬
‫عبر ( ُمتقين ) والثانية ّ‬
‫تعاقب وتسلسل بين اْلولى والوسطى واْلخيرة ولهذا اْلولى ّ‬
‫مؤمنين ) والثالثة ( ُمحسنين ) والقرآن هداية للثالثة‪.‬‬

‫‪-‬وبتعبير اخر‪ -‬اْلنسان أول ما ُيقبل على اهلل بأيمان وبترك المعاصي وذلك من خالل‬
‫المتقي‪ ,‬واذا تحقق هذه‬
‫استشعار رقابة اهلل ونظره اي بالتقوى(يتّقيه) فيكون القرآن هداية لهذا ُ‬
‫المرحلة سيكون مؤمن فيتكامل لهداية اعلى وهي العمل بما يعلم ويؤمن‪ ,‬اي اذا أتقى وآمن‬
‫سيعمل ويكون ُمحسن وفق تعاليم اهلل وحدوده‪ ,‬فالقرآن يشير لمراحل يحصل عليها اْلنسان وكل‬
‫مرحلة لها هداية خاصة في القرآن ‪.‬‬

‫📍 المستويات ثالثة للهداية القرانية ‪:‬‬

‫‪ ‬مستوى ترك المعصية ‪.‬‬

‫‪ ‬مستوى اْليمان ‪.‬‬

‫‪ ‬مستوى العمل ‪.‬‬


‫آن ُه ًدى‬ ‫‪ ‬الناس الحقيقين(االنسان الكامل)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬شهر رمضان الَّ ِذي أ ِ ِ ِ‬
‫ُنزل فيه اْلقُ ْر ُ‬ ‫ُْ‬
‫ان﴾[البقرة‪ ,]185 :‬في تلك اآليات هداية القرآن للمتقين والمؤمنين‬ ‫لِّ َّلن ِ‬
‫اس وبيِّنات ِّمن اْلهُدى واْلفُ ْرق ِ‬
‫والمحسنين وهنا لكل الناس فكيف ؟ هناك حلّين ‪:‬‬

‫‪ ‬حل ظاهري ‪ :‬انه القرآن هداية لكل الناس ولكن الذي يستفيد من هذه الهداية أهل التقوى‬
‫واْليمان واال هو هداية للكل ‪.‬‬

‫‪ ‬حل أعمق ‪ :‬انه هدى للناس اي للذين حققوا المراتب الثالثة السابقة( تقوى كاملة‪ ,‬ايمان‬
‫كامل‪ ,‬احسان تام) فهم الناس الحقيقيين في القرآن وغيرهم هم لم يصلوا لمرتبة االنسان بدليل‬

‫قوله تعالى‪﴿:‬إِ ْن ُه ْم إِ َّال ك ْاْل ْنع ِام ب ْل ُه ْم أض ُّل سبِ ً‬


‫يال﴾[الفرقان‪ ,]44 :‬فالضال هو لم يبلغ المرتبة‬
‫االنسانية‪ ,‬وانما ال زال يعيش بمرتبة الحيوانية وان كان في الظاهر هو من بني البشر‪.‬‬

‫وهذا يأخذنا لحقيقة أخرى وهي ان التقوى في القرآن على قسمين ‪..‬‬

‫َّ‬
‫‪ -1‬تقوى بدرجة عامة( تقوى خاملة)‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬فاتَّقُوا الله ما ْ‬
‫استط ْعتُ ْم ﴾‪.‬‬

‫ق تُقاتِ ِه﴾ ‪.‬‬


‫‪ -2‬تقوى بدرجة كاملة( تقوى فعالة)‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬اتَّقُوا اللَّه ح َّ‬

‫حق تقاته) اعظم من (ما استطعتم) ‪ ,‬والمتقين الحقيقيين في القرآن هم محمد وأله‪ ,‬فالناس‬
‫فـ( ّ‬
‫الحقيقيون في القرآن هم النبي وآله ‪.‬‬

‫ال جاء‬
‫📚 في تبيين الكافي عن الكافي في الروضة سمعت علي ابن الحسين يقول ‪ " :‬إن رج ً‬
‫إلى أمير المؤمنين فقال اخبرني ان ُكنت عالمًا عن الناس وعن اشباه الناس وعن النسناس ‪,‬‬
‫فقال علي يا حسين أجب الرجل فقال الحسين‪ :‬أما قولك أخبرني عن الناس فنحن الناس ‪.‬‬
‫‪-4‬الهداية التشريعية‪:‬‬

‫هذه الهداية تخص اصحاب العقول أي الى االنسان بشكل خاص‪ ,‬فاذا عمل االنسان واستجاب‬
‫للهدايات السابقة سيشمل بهذه الهدية‪ ,‬وهي الهداية التي ترينا الطريق أي ترينا الحق لنتبعه‬
‫والباطل لنجتنبه وذلك عبر الرسل واالنبياء ‪.‬‬

‫📍 فإن المشرع االلهي (النبي) له دورين لهدايتك‪:‬‬

‫‪‬االول‪ُ :‬ي عرفك الغاية والمقصد والمنتهى الذي يريده اهلل منك‪ ,‬والذي به تصل لكمالك‪ ,‬كما في‬
‫الر ْجعى﴾]العلق‪ ,[8:‬وقوله‪﴿:‬وأ َّن إِلى ربِّك اْل ُمنتهى﴾ ]النجم‪ ,[42:‬وقوله‪:‬‬
‫قوله‪﴿:‬إِ َّن إِلى ربِّك ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫﴿إَِّنك كادح إِلى ربِّك (هذه الغاية) ك ْد ًحا ف ُمالقيه﴾ ]االنشقاق ‪ ,[6:‬وقوله‪﴿:‬إِل ْيه م ْر ِج ُع ُك ْم جم ً‬
‫يعا‪...‬‬
‫﴾]يونس‪ ,[4:‬اي الى ربه‪.‬‬

‫اه ِدنا الصِّراط‬


‫‪‬الثاني ‪ :‬يدلنا على ما هية الطريق الذي علينا ان نسلكه لنصل للهدف‪ ,‬كقوله‪ْ ﴿:‬‬
‫اْل ُم ْست ِقيم﴾ ]الفاتحة ‪ ,[6:‬أي الطريق للمقصد وهو تعالى‪.‬‬

‫ب‬
‫لذا نرى هذين الدورين قد بينتهما آيات دعوة النبي موسى (ع) لفرعون‪ ,‬بقوله تعالى‪﴿:‬ا ْذه ْ‬
‫إِلى ِف ْرع ْون إَِّن ُه طغى (‪ )17‬ف ُق ْل هل لَّك إِلى أن تزَّكى (‪ )18‬وأ ْه ِديك إِلى ربِّك فت ْخشى﴾‬
‫]النازعات ‪ ,[19:‬لكنه على اثر عدم انتفا عه من الهدايات السابقة (التكوينية العامة‪ ,‬الفطرية‪,‬‬
‫العقلية) لم ينتفع من الهداية التشريعية فكانت ردة فعله‪﴿:‬فك َّذب وعصى (‪ )21‬ثَُّم أ ْدبر‬
‫ي ْسعى﴾]النازعات ‪.[22:‬‬

‫استحُّبوا‬
‫اه ْم ف ْ‬
‫ود فهد ْين ُ‬
‫وكذلك يذكر كتاب اهلل نماذج اخرى ممن لم ينتفع من عقله‪ ﴿:‬وأ َّما ث ُم ُ‬
‫اْلعمى على اْلهُدى ‪]﴾ ...‬فصلت ‪ ,[17:‬فهم فضلوا العمى على الهدى !!‬

‫وهذا ما اشارت اليه الزهراء (ع) ان دور الرسول(ص) كان هو هداية تشريعية‪.‬‬
‫‪-5‬الهداية التكوينية الخاصة (هداية االمام من بعد النبي)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال تعالى‪ ﴿:‬ل ُكل جعْلنا من ُك ْم ش ْرعةً( هداية النبي) و ِم ْنه ً‬
‫اجا (أي هداية االمام والولي من بعد‬
‫النبي)‪]﴾ ...‬المائدة‪ , [48:‬وعبرنا عنها بالتكوينية الن تأثيرها تكويني‪ ,‬ونعني بالتأثير التكويني‪:‬‬
‫ويسير االنسان من موقف ادنى الى موقف اعلى حتى يوصله الى كماله المطلوب‪,‬‬
‫انه يأخذ ُ‬
‫وهي هداية االيصال الى المطلوب‪.‬‬

‫فهي ال تريه فقط الطريق بل تأخذ بيده وتوصله الى الجنة‪.‬‬

‫لذا لزم وجود امام هادي في كل زمان‪ ,‬كما في قوله‪﴿:‬إَِّنما أنت ُم ِنذر(هداية تشريعية) ولِ ُك ِّل‬
‫اه ْم أئِ َّم ًة ي ْه ُدون‬
‫ق ْوم هاد (هداية تكوينية خاصة عبر االئمة) ﴾]الرعد‪ ,[7:‬وقوله تعالى‪ ﴿:‬وجعْلن ُ‬
‫بِأ ْم ِرنا ‪]﴾...‬اْلنبياء‪.[73:‬‬

‫وهذه اآليات متفق عليها بان االشارة لإلمامة المجعولة لمن اصطفاهم اهلل كما في كناب‬
‫"مصادر السنة النبوية في مصادر المذاهب االسالمية‪ 1‬فعن طريق اهل السنه عن ابي جعفر‬
‫(ع) قال‪ :‬نزلت في ولد فاطمة‪ 2.‬وعن طريق االمامية‪ :‬عن ابي جعفر(ع) قال‪ :‬نزلت في ولد‬
‫‪3‬‬
‫فاطمة خاصة ‪.‬‬

‫وكذلك في موسوعة االمامة في نصوص اهل السنة هناك عشرات المصادر من اهل السنة‬
‫تثبت هذه الحقيقة ان المنذر الرسول (ص) والهادي علي (ع)"‪.‬‬

‫وفي "الهداية القرآنية الى الوالية االمامية لسيد هاشم البحراني‪ /‬مجلد ‪: 1‬سؤل الصادق(ع)عن‬
‫اه ْم أئِ َّم ًة ي ْه ُدون بِأ ْم ِرنا ‪]﴾ ...‬اْلنبياء‪,[73:‬فقال‪ :‬كل امام هادي للقرن الذي‬
‫هذه اآلية‪ ﴿:‬وجعْلن ُ‬
‫هو فيه‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪1‬‬
‫كما في مجلد‪/ 2‬باب ‪:‬القران الكريم‪ :‬ص‪.457-454‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المصدر‪ ,‬نقالً عن ‪:‬شواهد التنزيل مجلد ‪1‬ص‪ 583‬ح‪.624‬‬
‫‪3‬‬
‫نفس المصدر ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫موسوعة االمامة في نصوص اهل السنة لسيد شهاب الدين المرعشي مجلد ‪ 1‬كما في ص‪.346‬‬
‫📍 بعض اآليات التي تشير الى كيفية االهتداء بالهداية الخامسة‬

‫‪ ‬كقوله تعالى‪ ﴿:‬والَّ ِذين جاه ُدوا ِفينا لن ْه ِديَّنهُ ْم ُسُبلنا ‪]﴾ ...‬العنكبوت‪ ,[69:‬فالجهاد بالسيف هو‬
‫هداية تشريعية أي ان المجاهد استجاب لهداية النبي(ص) ع اثر استجابته للهدايات السابق‬
‫وعلى اثر ذلك استحق الهداية الخامسة وهي هداية السبل (لن ْه ِديَّنهُ ْم ُسُبلنا)‪.‬‬

‫السبل االلهية ما هي ؟‬
‫📍 اما ُ‬

‫هم محمد(ص) و آله(ع) فهم كنور فهم واحد وسبيل واحد‪ ,‬لكن كتعدد قوابل هم ُسبل أي‬
‫كجعل الهي لوجود االمامة فيهم هي واحدة‪ ,‬وكذوات هم اثنى عشر امام واربعة عشر معصوم‬
‫والدليل آيات االجر‪﴿:‬قل َّال أ ْسألُ ُك ْم عل ْي ِه أ ْج ًار إِ َّال اْلموَّدة ِفي اْلقُ ْربى ‪]﴾ ...‬الشورى ‪ ,[23:‬فاْلجر‬
‫الذي طلبه رسول اهلل(ص) هي مودة ذي لقربى أي مودة العترة واتباعهم وفي اية يبن كتاب اهلل‬
‫ان نفع هذا االجر عائد إلينا ْلنه يأخذ بأيدينا هلل عز وجل‪ ,‬وليس للرسول(ص) كما في قوله‪﴿:‬‬
‫قُ ْل ما سأْلتُ ُكم ِّم ْن أ ْجر فهُو ل ُك ْم‪] ﴾ ...‬سبأ‪.[47:‬‬

‫وفي اية اخرى جعل االجر باتباع السبيل كما في قوله‪ُ ﴿:‬ق ْل ما أ ْسألُ ُك ْم عل ْي ِه ِم ْن أ ْجر إِ َّال‬
‫يال﴾]الفرقان‪ ,[57:‬والذي هو القربي في اآلية السابقة كما بينا‪ ,‬اذا‬ ‫من شاء أن يتَّ ِخذ إِلى رب ِ‬
‫ِّه سبِ ً‬
‫السبيل هم القربى ‪.‬‬

‫ويمكن توضيح الفكرة بآية اخرى‪ ,‬كما في قوله تعالى‪ ﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا إِن تتَّقُوا اللَّه (‬
‫هذه التقوى تأتي من الهدايات االربعة السابقة) ي ْجعل َّل ُك ْم فُ ْرق ًانا (أي ملكة تفرقون فيه بين الحق‬
‫والباطل)‪]﴾ ...‬اْلنفال‪ , [29:‬أي ان االنسان اذا عمل بمقتضى الهدايات االربعة السابقة سوف‬
‫تُوجد بداخله نور‪ ,‬وهذا النور سيأخذه الى المطلوب وهذا النور هو الهداية الخامسة‪.‬‬

‫لذا النبي (ص)واهل البيت(ع) كانوا لكونهم ائمة للناس يتأثرون لعدم اهتداء الناس للحق الن‬
‫امر هدايتهم بيدهم ومن خاللهم‪ ,‬فان عالقة االنسان بإمام زمانه عالقة حقيقية ووثيقة كعالقة‬
‫القلب بالجوارح‪ ,‬ال عالقة افتراضية او سطحية كما يصف اهلل رسول(ص) في قوله‪﴿:‬فلعلَّك‬
‫اخع َّن ْفسك على آث ِارِهم إِن لَّم يؤ ِم ُنوا بِهذا اْلح ِد ِ‬
‫يث أسفًا﴾]الكهف‪.[6:‬‬ ‫ب ِ‬
‫ْ ُْ‬ ‫ْ‬
‫‪-6‬الهداية الجزائية( التعويض)‪:‬‬

‫وهي هداية في جانبها االيجابي هي ايصال المؤمن الى ثوابه وجزائه المطلوب‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬
‫صلِ ُح بالهُ ْم﴾] محمد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿والَّ ِذين قُتِلُوا ِفي سبِ ِ َّ ِ‬
‫يل الله فلن ُيض َّل أ ْعمالهُ ْم(‪ )4‬ي ْهدي ِه ْم(لجزاء اعمالهم) وُي ْ‬
‫‪. [5:‬‬

‫اح ُش ُروا الَّ ِذين ظل ُموا وأ ْزواجهُ ْم وما ك ُانوا‬


‫اما في الجانب السلبي هي ووردة هنا‪ ,‬كما في قوله‪ْ ﴿:‬‬
‫اط اْلج ِح ِيم﴾]الصافات‪ ,[23:‬فاستخدامها بمعنى‬ ‫صر ِ‬‫اه ُدوهم إِلى ِ‬ ‫)من ُد ِ َّ ِ‬
‫ون الله ف ْ ُ ْ‬
‫يعب ُدون(‪ِ 22‬‬
‫ُْ‬
‫االيصال هنا لجزاء الشر(الجحيم) وليس الخير‪.‬‬

‫📍 عناوين ترتبط بها الهداية أي من فعلها استحق الهداية االلهية‪:‬‬

‫يه ُه ًدى لِّْل ُمتَِّقين﴾ ]البقرة ‪.[2:‬‬


‫‪-1‬التقوى‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ذلِك اْل ِكتاب ال رْيب ِف ِ‬
‫ُ‬

‫ِ‬
‫ول ِإ َّال اْلبالغُ اْل ُم ِب ُ‬
‫ين﴾ ]النور‪.[54:‬‬ ‫الرس ِ‬
‫يعوهُ ت ْهت ُدوا وما على َّ ُ‬
‫‪-2‬الطاعة‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وِان تُط ُ‬

‫اه ْم ُه ًدى ]الكهف‪ ,[13:‬يعني طووا المراحل‬ ‫‪-3‬االيمان‪ ,‬قال تعالى‪ِ﴿:‬إَّنهُ ْم ِفتْية آم ُنوا ِبرِّب ِه ْم وِزْدن ُ‬
‫اه ْم﴾ ]محمد ‪ ,[17:‬لذا زدناهم‬
‫اه ْم ت ْقو ُ‬ ‫االربعة للهداية كما في قوله‪ ﴿:‬والَّ ِذين ْ‬
‫اهتد ْوا زاد ُه ْم ُه ًدى وآت ُ‬
‫أي اوصلناهم للهداية الخامسة ‪.‬‬

‫‪-4‬االنابه أي الرجوع الى اهلل دائما‪ ,‬قال تعالى‪...﴿:‬وي ْه ِدي إِل ْي ِه م ْن أناب﴾]الرعد‪ ,[27:‬أي لمن‬
‫اناب على اثر رجوعه هلل يوصله اهلل للهداية الخامسة‪.‬‬

‫اعتص ُموا بِ ِه فس ُي ْد ِخلُهُ ْم ِفي‬


‫‪ -5‬االيمان باهلل واالعتصام باهلل‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬فأ َّما الَّ ِذين آم ُنوا بِاللَّ ِه و ْ‬
‫يما﴾]النساء‪ ,[175:‬واآلية تقول ان ثمرت االيمان‬ ‫ِ‬ ‫ضل ويه ِدي ِهم إِل ْي ِه ِ‬
‫طا ُّم ْستق ً‬
‫ص ار ً‬ ‫ْ ْ‬ ‫ر ْحمة ِّم ْنهُ وف ْ‬
‫واالعتصام باهلل عز وجل هو بلوغ الهداية من قبل الصراط المستقيم الذي هو محمد(ص)‬
‫واله(ع) الذين يهدون المؤمنين كما عبرة اآلية (إِل ْي ِه) اي الى اهلل عز وجل‪ ,‬اي يوصلوهم لغاية‬
‫هدفهم‪.‬‬
‫‪-5‬االتباع‪ ,‬قال تعالى‪ ...﴿:‬ق ْد جاء ُكم ِّمن اللَّ ِه ُنور و ِكتاب ُّمبِين(‪)15‬ي ْه ِدي بِ ِه اللَّ ُه م ِن اتَّبع‬
‫صراط ُّم ْست ِقيم﴾]المائدة‪ ,[16:‬فالنور هو النبي (ص)‬ ‫ِرضوانه سبل السَّالِم ‪ ...‬ويه ِدي ِهم إِلى ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ ُ ُُ‬
‫وعترته ‪,‬فالكتاب هو الثقل االول والنور هو الثقل الثاني الذي اشار لهما حديث الثقلين‪ .‬فعن‬
‫النبي(ص) اول ما خلق اهلل نور نبيك يا جابر ‪...‬‬

‫السبل بانها ُسبل السالم‪ ,‬وفي سورة القدر ُيعبر على نزول المالئكة‬
‫وكتاب اهلل يصف هذه ُ‬
‫السبل وهم السالم وبهم يحل السالم‪ .‬لذا‬ ‫على ولي اهلل في ليلة القدر بانها ليلة السالم لذا فهم ُ‬
‫وجب الدخول بطاعتهم كما في قوله‪﴿ :‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا ْاد ُخلُوا ِفي ِّ‬
‫السْلِم ك َّ‬
‫اف ًة ‪]﴾ ...‬البقرة‬
‫‪[208:‬‬

‫📍 وهنا سؤال البد ان نطرحه وهو ‪ :‬نتبع من ؟‬

‫والجواب‪ :‬هناك عدة خصائص وجب وجودها فيمن نتبعه وفق ثقافة كتاب اهلل‪:‬‬

‫‪ ‬اصحاب الهداية الدنية ( هداية مباشرة من اهلل)‪:‬‬

‫قال تعالى‪﴿ :‬وجاء ِم ْن أ ْقصى اْلم ِدين ِة ر ُجل ي ْسعى قال يا ق ْوِم اتَّبِ ُعوا اْل ُم ْرسِلين (‪ )20‬اتَّبِ ُعوا من‬
‫َّال ي ْسألُ ُك ْم أ ْج ًار و ُهم ُّم ْهت ُدون﴾]يس ‪ ...[21:‬فالهداية من ضوابط وشروط االتباع لكن نوع هذه‬
‫الهداية ينقسم الى نوعين‪ ,‬مهدي من قبل اهلل‪ ,‬ومهدي من قبل المهدي من قبل اهلل‪.‬‬

‫وفي ثقافة القران هناك مفاضلة بينهما‪ ,‬واالفضل واالتم هي الهداية الدنية وهي النوع االول والتي‬
‫حظي بها الرسول(ص) وعترته(ع) كما في قوله تعالى‪﴿:‬قُ ْل إَِّننِي هد ِاني ربِّي ‪]﴾ ....‬اْلنعام‬
‫‪,[161:‬‬

‫فان مقياس االتباع في ثقافة القران الكريم مبين في قوله تعالى‪﴿:‬أفمن ي ْه ِدي إِلى اْلح ِّ‬
‫ق أح ُّق‬
‫أن ُيتَّبع أ َّمن َّال ي ِه ِّدي ِإ َّال أن ُي ْهدى فما ل ُك ْم ك ْيف ت ْح ُك ُمون﴾] يونس‪ ,[35:‬فهناك من تلقى الهداية‬
‫المباشرة من اهلل تعالى ليهدي الخلق من خالله ‪ ,‬وهناك من اكتسب الهداية من المهتدي من قبل‬
‫اهلل ثم اصبح هادي للناس‪ ..‬فاآلية تبين ان المقياس واضح لمن نتبع فالذي كانت هدايته من قبل‬
‫اهلل احق باالتباع من غيره‪ .‬وما جرى في المسلمين بعد الرسول(ص) هو انهم لم يتبعوا المهتدي‬
‫من قبل اهلل‪ ,‬وال من اهتدى على يد المهتدي ‪.‬‬
‫‪ ‬علم لدني‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬قال ل ُه ُموسى ه ْل أتَّبِ ُعك على أن تُعلِّم ِن ِم َّما ُعلِّ ْمت ُر ْش ًدا(‪,)66‬‬
‫فالنبي موسى(ع) اتبع الخضر(ع) على اثر وجود علم الهي لدني لم يكن لديه كان عند السيد‬
‫الخضر(ع)‪,‬كما تصفه اآلية‪﴿:‬ع ْب ًدا ِّم ْن ِعب ِادنا آت ْيناهُ ر ْحم ًة ِّم ْن ِع ِندنا وعلَّ ْمناهُ ِمن لَّ ُدَّنا ِعْل ًما﴾‬
‫]الكهف‪ ,[65:‬وكذلك النبي ابراهيم(ع) اشارت اآليات لهذه الحقيقة وهي وجوب اتباع ابيه له لما‬
‫لديه من علم الهي‪ ,‬كما في قوله‪ ﴿:‬يا أب ِت إِِّني ق ْد جاءنِي ِمن اْل ِعْلِم ما ل ْم يأْتِك فاتَّبِ ْعنِي أ ْه ِدك‬
‫ِ‬
‫ص ارطًا س ِويًّا﴾ ]مريم‪. [43:‬‬

‫فاالتباع للهادي الذي له هداية من قبل اهلل اولى باالتباع ولهذا نحن اتبعنا اهل البيت (ع)‬
‫دون غيرهم‪ ,‬فعن امير المؤمنين(ع) انه قال‪ :‬إن الناس آلوا بعد رسول اهلل(ص) إلى ثالثة‪ :‬آلوا‬
‫الى عالم على هدى من اهلل قد اغناه اهلل بما علم عن علم غيره‪ ,‬وجاهل مدع للعلم ال علم له‬
‫معجب بما عنده( اي بجهله) قد فتنته الدنيا وفتن غيره‪ ,‬ومتعلم من عالم على سبيل هدى من اهلل‬
‫‪1‬‬
‫ونجاة‪ .‬ثم هلك من ادعى وخاب من افترى‪.‬‬

‫‪ ‬االطالع على الغيب بأذن اهلل‪ ,‬ف من خصائص االمام الذي يجب اتباعه ان له علم باْلمور‬
‫الغيبية باْلضافة لعلمه الدني كما في وصف النبي ابراهيم الذي كان اماما ايضا‪﴿:‬وكذلِك ُن ِري‬
‫اهيم مل ُكوت السَّماو ِ‬
‫ات و ْاْل ْر ِ‬
‫ض‪]﴾ ....‬اْلنعام‪ ,[75:‬وفي الزيارة الجامعة الكبرى نقرأ‪" :‬فبحق‬ ‫إِ ْبر ِ‬

‫اهلل الذي اتمنكم على سره واسترعاكم امر خلقه‪ ," ..‬نالحظ ان جنبة العلم باْلمور الغيبية تقدمت‬
‫على امر كونهم هداة للخلق‪.‬‬

‫‪ ‬العصمة‪ :‬نحن في صلواتنا الواجبة نطلب من اهلل ان يهدينا الى صراطه ومن خصائص هذا‬
‫اه ِدنا الصِّراط‬
‫الصراط انه معصوم بالعصمة الكاملة( العلمية والعملية)‪ ,‬قال تعالى‪ْ :‬‬
‫وب عل ْي ِه ْم وال الضَّالِّين ]الفاتحة ‪ ,[7:‬واهلل‬
‫ض ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْل ُم ْستقيم(‪)6‬صراط الذين أ ْنع ْمت عل ْي ِه ْم غ ْي ِر اْلم ْغ ُ‬
‫الصالِ ِحين وح ُسن‬ ‫الشهد ِ‬
‫اء و َّ‬ ‫الص ِّد ِيقين و ُّ‬ ‫تعالى يصفهم في قوله‪﴿:‬الَّ ِذين أ ْنعم اللَّ ُه عل ْي ِهم ِّمن َّ‬
‫النبِيِّين و ِّ‬
‫أُولئِك رِفيقًا﴾]النساء ‪ .[69:‬لذا تعالى يعرف هؤالء الهداة بانهم صراطه‪ ,‬قال تعالى‪ :‬وي ْه ِدي ِه ْم إِل ْي ِه‬
‫يما﴾]النساء‪.[175:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طا ُّم ْستق ً‬
‫ص ار ً‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪1‬‬
‫الكافي ج‪ ,1‬ص‪ ;33‬وسائل الشيعة ‪.7 :18‬‬
‫💡 تقسيم اخر للهداية‪:‬‬

‫‪ -‬هداية عامة‪ :‬جلب منفعة ونبذ وطرد ودفع المفاسد‪.‬‬

‫‪ -‬هداية خاصة‪ :‬هداية معرفة المؤمنين لدرجاتهم بالحنة‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬إِ َّن الَّ ِذين آم ُنوا وع ِملُوا‬
‫الن ِع ِيم﴾] يونس‪.[9:‬‬ ‫ات يه ِدي ِهم ربُّهم بِِإيمانِ ِهم تج ِري ِمن تحتِ ِهم ْاْل ْنهار ِفي جَّن ِ‬
‫ات َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ ْ ُ‬
‫الصَّالِح ِ‬

‫‪ -‬هداية اخص‪ ,‬وهي على ثالثة اقسام‪:‬‬

‫‪ -1‬هداية من اهلل‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬إِ َّن ُهدى اللَّ ِه ُهو اْلهُدى ‪]﴾ ...‬البقرة ‪[120:‬‬

‫‪ -2‬هداية الى اهلل‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬إَِّنك ك ِادح إِلى ربِّك ك ْد ًحا ف ُمال ِقيه ِ﴾]االنشقاق ‪.[6:‬‬

‫‪ -3‬هداية باهلل ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ووجدك ض ًّ‬


‫اال فهدى﴾ ]الضحى ‪ ,[7:‬وهذه هي الهداية اللدنية‬
‫لنبي وعترته‪.‬‬

‫💡 لماذا البعض ُيضله اهلل ؟‬

‫اء ولتُ ْسألُ َّن ع َّما ُكنتُ ْم ت ْعملُون﴾]النحل‪ ,[93:‬وهنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫اء وي ْهدي من يش ُ‬
‫قال تعالى‪﴿:‬لكن ُيضل من يش ُ‬
‫يجب ان نعرف ان اهلل ال يهدي بعض الخلق بمعيار وبحكمة‪ ,‬وعلى اثر فعل االنسان نفسه ‪,‬‬
‫اس ِقين﴾]الصف‪,[5:‬‬
‫اغوا أزاغ اللَّه قُلُوبهم واللَّه ال يه ِدي اْلقوم اْلف ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫كما في قوله تعالى‪ ﴿:‬ل َّما ز ُ‬
‫وقوله‪﴿:‬ثَُّم انصرفُوا صرف اللَّهُ ُقلُوبهُم بِأَّنهُ ْم ق ْوم َّال ي ْفقهُون﴾]التوبة‪.[127:‬‬
‫📍 من الذين ال يهتدون؟‬

‫اس ِقين﴾]التوبة‪ ,[80:‬أي ال يهدي القوم ال‬


‫‪ -‬الفاسق‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬واللَّه ال يه ِدي اْلقوم اْلف ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫المستمرين بارتكاب الذنوب المصر ع الذنب والذي يستبدل حب الدنيا بحب اهلل‪.‬‬

‫‪ -‬الظالم ‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬واللَّهُ ال ي ْه ِدي اْلق ْوم الظَّالِ ِمين﴾]آل عمران‪ ,[86:‬ومن مصاديقه‪:‬‬

‫‪ ‬ظلم النفس بالمعصية واتباع الهوى‪ ,‬كما في قوله تعالى‪﴿:‬ب ِل اتَّبع الَّ ِذين ظل ُموا أ ْهواء ُهم‬
‫بِغ ْي ِر ِعْلم فمن ي ْه ِدي م ْن أض َّل اللَّهُ ‪]﴾ ...‬الروم ‪ ,[29:‬فهو يبدأ من النفس ينتهي الى الغير‪.‬‬

‫‪ ‬االفتراء على اهلل بالكذب من مصادق الظلم التي توجب عدم االهتداء للحق‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬
‫اْل ْسالِم واللَّهُ ال ي ْه ِدي اْلق ْوم الظَّالِ ِمين﴾‬
‫ظلم ِم َّم ِن ا ْفترى على اللَّ ِه اْلك ِذب و ُهو ُي ْدعى إِلى ِْ‬
‫﴿وم ْن أ ْ ُ‬
‫]الصف ‪.[7:‬‬

‫ات اللَّ ِه واللَّهُ ال ي ْه ِدي اْلق ْوم‬


‫‪ ‬التكذيب بآيات اهلل ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬مث ُل اْلقوِم الَّ ِذين ك َّذبوا بِآي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫است ْكب ْرتُ ْم إِ َّن اللَّه ال‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الظالمين﴾ ]الجمعة ‪ .[5:‬وفي اية اخرى التكذيب واالستكبار‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬و ْ‬
‫ي ْه ِدي اْلق ْوم الظَّالِ ِمين﴾ ]اْلحقاف‪.[10:‬‬

‫‪ ‬تولي من ينصبون العداء للدين من اليهود واالنصار هو نوع من الظلم ايضا‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬
‫َّ‬ ‫﴿يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا ال تتَّ ِخ ُذوا اْليهُود و َّ‬
‫اء ب ْعض ومن يتولهُم ِّمن ُك ْم فِإَّنهُ‬
‫ضهُ ْم أ ْولِي ُ‬
‫النصارى أ ْوِلياء ب ْع ُ‬
‫ِم ْنهُ ْم ِإ َّن اللَّه ال ي ْه ِدي اْلق ْوم الظَّالِ ِمين﴾]المائدة ‪.[51:‬‬

‫الد ْنيا على ْاآل ِخ ِرة وأ َّن اللَّه ال ي ْه ِدي اْلق ْوم‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬الكافر‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ذلك بِأَّنهُ ُم ْ‬
‫استحُّبوا اْلحياة ُّ‬
‫اْلك ِاف ِرين﴾ ]النحل‪ ,[107:‬واآلية تبين علة كفرهم هي استحباب الحياة الدنيا والخلود إليها‪.‬‬

‫ض ُّل اللَّهُ م ْن ُهو ُم ْس ِرف ُّم ْرتاب﴾]غافر‪ ,[34:‬وقوله‪﴿:‬إِ َّن اللَّه‬


‫‪ -‬المسرف ‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬كذلِك ي ِ‬
‫ُ‬
‫ال ي ْه ِدي م ْن ُهو ُم ْس ِرف ك َّذاب﴾]غافر‪ ,[28:‬اضل أي سحب هدايته عنه‪.‬‬

‫‪ -‬الخائن‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬وأ َّن اللَّه ال ي ْه ِدي ك ْيد اْلخائِ ِنين﴾]يوسف‪.[52:‬‬

‫ض ُّل وما لهم ِّمن َّن ِ‬


‫اص ِرين﴾]النحل ‪,[37:‬‬ ‫‪ -‬الضال والمضل‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬فِإ َّن اللَّه ال يه ِدي من ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فمن يضل فلن يهده اهلل ْلنه لم يستفد من الهدايات السابقة‪.‬‬
‫📍 ما هي اعذارهم؟‬

‫فمن ال يهتدي له اعذار ولكنها غير مقبولة منها قولهم‪:‬‬

‫‪ ‬ان الهادي ليس برجل عظيم ومقياسهم للعظمة هو ان يملك ثروة ومال‪ ,‬فهم يعتقدون انه ال‬
‫يجب ان يكون مصدر الهداية انسان فقير او يتيم ال يملك شيء‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وقالُوا ل ْوال ُن ِّزل‬
‫آن على ر ُجل ِّمن اْلق ْريت ْي ِن ع ِظيم﴾]الزخرف‪[31:‬‬
‫هذا اْلقُ ْر ُ‬

‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وفي قوله تعالى‪﴿:‬وقال لهُ ْم ن ِبيُّهُ ْم إِ َّن الله ق ْد بعث ل ُك ْم طالُوت مل ًكا قالُوا أَّنى ي ُك ُ‬
‫ون ل ُه اْل ُمْل ُك‬
‫ال( وكتاب اهلل يبين ان هذا ليس بمقياس حقيقي فأجابهم في كتابه‬ ‫عل ْينا ‪...‬ولم ُي ْؤت سع ًة ِّمن اْلم ِ‬
‫ْ‬
‫اصطفاهُ عل ْي ُك ْم وزادهُ ب ْسطةً ِفي اْل ِعْلِم واْل ِج ْسِم واللَّهُ ُي ْؤِتي ُمْلكهُ من‬ ‫َّ‬
‫على لسان الهداة) قال إِ َّن الله ْ‬
‫اسع عِليم﴾]البقرة ‪. [247:‬‬ ‫الله و ِ‬
‫َّ‬
‫اء و ُ‬
‫يش ُ‬

‫الناس أن ُي ْؤ ِم ُنوا إِ ْذ جاء ُه ُم‬


‫‪ ‬الن الهادي بشر هم ال يقبلون االهتداء‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬وما منع َّ‬
‫اْلهُدى إِ َّال أن قالُوا أبعث اللَّهُ بش ًار َّر ُسوًال﴾ ]اْلسراء‪.[94:‬‬

‫واهلل تعالى يبين انه حتى لو انزل عليهم ملك لتعذروا ولم يتقبلوه ْلنه ليس من جنسهُم وعندها‬
‫سيكون جزائهم العقاب المباشر كما في قوله ‪﴿:‬ولو أنزْلنا مل ًكا لَّ ُق ِ‬
‫ضي ْاْل ْم ُر ثَُّم ال ُينظ ُرون﴾‬ ‫ْ‬
‫ان أ ْكثر ش ْيء‬
‫اْلنس ُ‬ ‫]اْلنعام ‪ ,[8:‬فمن طبيعة االنسان انه كثير الجدل‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وكان ِْ‬

‫جد ًال﴾]الكهف ‪.[54:‬‬

‫‪ ‬تعذروا بانهم ال يتقبلون أي تغير يط أر على ما تعارفوا عليه وورثوه من تقاليد واعراف من‬
‫اجدادهم وابائهم‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬وِاذا ِقيل لهُ ْم تعال ْوا إِلى ما أنزل اللَّهُ وِالى َّ‬
‫الر ُس ِ‬
‫ول قالُوا ح ْس ُبنا ما‬
‫اؤ ُه ْم ال ي ْعل ُمون ش ْيًئا وال ي ْهت ُدون﴾ ]المائدة‪.[104:‬‬ ‫ِ‬
‫وج ْدنا عل ْيه آباءنا أول ْو كان آب ُ‬

‫‪ ‬انكارهم لوجود عودة بعد الموت أي انهم يعتقدون انهم الى فناء بعد الموت‪ ,‬لذا ال يتقبلون‬
‫ض أإَِّنا ل ِفي خْلق ج ِديد ب ْل ُهم بِِلق ِ‬
‫اء رِّب ِه ْم‬ ‫الهداية‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وقالُوا أإِذا ضلْلنا ِفي ْاْل ْر ِ‬
‫ك ِاف ُرون﴾]السجدة ‪.[10:‬‬

‫لكن الحقيقة هي ان الطينة االولية التي خلق منها كل انسان تبقى موجودة وال تفنى لذا‬
‫فعندما يبعث االنسان من جديد تكون بعثة موجود‪ ,‬ال بعثة معدوم او فاني ‪..‬‬
‫‪ ‬انهم يقولون اننا ال نهتدي اال ان نؤتى ما اوتي االنبياء‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وِاذا جاءتْهُ ْم آية قالُوا‬
‫يب َّال ِذين أ ْجرُموا‬ ‫ِ‬ ‫لن ُّن ْؤ ِمن حتَّى ُن ْؤتى ِم ْثل ما أُوتِي ُر ُس ُل اللَّ ِه اللَّ ُه أ ْعل ُم ح ْي ُ‬
‫ث ي ْجع ُل ِرسالت ُه س ُيص ُ‬
‫صغار ِعند اللَّ ِه وعذاب ش ِديد ِبما ك ُانوا ي ْم ُك ُرون﴾]اْلنعام‪ ,[124:‬مع ان ما أُعطي لألنبياء من‬
‫خصائص ومقامات على اثر قابلية موجودة فيهم‪ ,‬وْلهليتهم ولم يتم االمر بصورة عبثية والعياذ‬
‫باهلل‪ ,‬وهم يطلبون ما ال قابليته لحمله واستيعابه لديهم كذوات‪.‬‬

‫‪ ‬تعذروا ان النبي لم يؤتى معاجز االنبياء السابقين و طلبوا منه ان يأتي بنفس المعجزات‬
‫ق ِم ْن ِع ِندنا قالُوا ل ْوال أُوتِي ِم ْثل ما أُوتِي ُموسى أول ْم‬‫اْلح ُّ‬ ‫حتى يؤمنوا‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬فل َّما جاء ُه ُم‬
‫ان تظاه ار وقالُوا إَِّنا بِ ُكل ك ِاف ُرون﴾]القصص‪,[48:‬‬ ‫ِس ْحر ِ‬ ‫ي ْكفُ ُروا بِما أُوتِي ُموسى ِمن قْب ُل قالُوا‬
‫وكتاب اهلل يبين حقيقة انهم باْلصل كفروا من قبل بالمعجزات! فكيف يطلبون ما كانوا قد كفروا‬
‫به ليؤمنوا به االن ؟!‪ ,‬فهم يتعذرون لكي ال يؤمنوا ال غير‪!!...‬‬
‫‪‬البحث الرابع‬
‫ألسنيات قرآنية لالنحراف بعد شهادة النبي(ص)‬
‫مقدمة‬

‫عدة فقرات في خطبة الصديقة الكبرى عليها السالم تُشير إلى حقيقة واحدة ومضمون واحد ‪..‬‬
‫القرآن ُيسميه ( إنقالب ‪ -‬إرتداد ‪ -‬إختالف ‪ -‬إفتراق ‪ -‬ضالل ) كما في فقرات‪ " :‬فلما اختار‬
‫اهلل لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه‪ ,‬ظهر فيكم حسيكة النفاق‪ ,‬وسمل ‬‫جلباب الدين‪ ,‬ونطق‬
‫كاظم الغاوين‪ ,‬ونبغ خامل األقلين‪ ,‬وهدر فنيق المبطلين‪ ,‬فخطر في ‬‫عرصاتكم‪ ,‬وأطلع الشيطان‬
‫رأسه من مغرزه‪ ,‬هاتفاً بكم‪ ,‬فألفاكم لدعوته مستجيبين‪ ,‬وللغرة فيه مالحظين‪ .‬ثم استنهضكم‬
‫فوجدكم خفافاً وأحمشكم فألفاكم غضابا‪ ‎,‬أفال تعلمون؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني‬
‫ابنته‪.‬‬
‫‫‬

‫أيها المسلمون أأُغلب عللللى إرثيه يا ابن أبلللي قحافة أفي كلللتاب اهلل أن ترث أبلللللاك‪ ,‬وال‬
‫ش ْي ًئا فَ ِرًّياً‪‎‬أ فعلى ٍ‬
‫عمد تركتم كتاب اهلل‪ ,‬ونبذتموه وراء ظهوركم‪ ,‬إذ ‬‫يقول‪‬:‬‬ ‫أرث أبي؟ ‫لَقَ ْد ِج ْئ ِ‪‬‎‬‬
‫ت ‫‬ َ‬
‫ود ‫‪.‬‬
‫ان َد ُاو َ‬ ‫َو َو ِر َث ُ‬
‫س َل ْي َم ُ‬

‫
 فالتفتت فاطمة عليها السالم إلى الناس و قالت ‪ :‬معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل‬
‫المغضية على الفعل القبيح الخاسر أفال تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها كال بل ران على‬
‫قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم ولبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم وشر‬
‫ما منه اغتصبتم لتجدن واهلل محمله ثقيال وغبه وبيال إذا كشف لكم الغطاء وبان بإروائه‬
‫الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون و خسر هنا لك المبطلون‬

‫فقد بينت لهم الزهراء (ع) ارتدادهم و سبب ارتدادهم وهو اعمالهم السيئة ‪ ,‬بالمقابل في خطبة‬
‫الحسين ووضع بين يديه‬
‫زينب عليها السالم ‪:‬روى شيخًا صدوق ‪ ...‬إلى أن يقول وجيء برأس ُ‬
‫في طشت ( بين يدي يزيد ) فجعل يضرب ثنايا الحسين أمام زينب وهو يقول لعبت ‪ ...‬فلما‬
‫رأت ذلك زينب(ع) نادت بصوت حزين ُيقرح القلوب ‪ :‬يا حسيناه يا حبيت رسول اهلل يا بن مكة‬
‫ان ع ِ‬
‫اق َب َة‬ ‫ومنى يا بن فاطمة الزهراء ‪ ...‬إلى أن قالت ‪ :‬يا يزيد صدق اهلل حيث يقول ثَُّم َك َ َ‬
‫َى أَن َك َّذبوا ِبآي ِ‬
‫ات َّ ِ‬ ‫الَّ ِذ َ‬
‫ون ‪.‬‬ ‫الله َو َكا ُنوا ِب َها َي ْ‬
‫ستَ ْه ِزُئ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫السوأ ٰ‬
‫اءوا ُّ‬
‫َس ُ‬
‫ين أ َ‬
‫فأرادت السيدة زينب (ع) أن تقول ليزيد ان الذي جعلك تقتل وتذبح الحسين انك أسالت السوء‬
‫يعني ارتكاب الذنوب على الذنوب على الذنوب جعلتك تتج أر على قتل الحسين وهذا ما قالته‬
‫الزهراء ع في خطبتها وهذا من أوجه الشبه بين خطبة الزهراء وزينب عليهم السالم ‪.‬‬

‫ال يقول ما حدث بعد النبي يش ّكل أقلية أو أكثرية لإلنحراف واْلرتداد ؟‬ ‫🔍 ّ‬
‫لعل قائ ً‬

‫والجواب‪ :‬اْلسالم بعد وفاة النبي كان يواجه خطرين‪:‬‬

‫‪ -‬خطر خارجي وهما اثنان‪ :‬االمبراطورية الفارسية‪ ,‬والروم‪.‬‬

‫‪ -‬خطر داخلي وهما ستة اصناف‪:‬‬

‫‪ -1‬المنافقين‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬و ِم ْن أ ْه ِل اْلم ِدين ِة مرُدوا على ِّ‬


‫النفا ِ‬
‫ق ال ت ْعل ُمهُ ْم ﴾ [التوبة‪.]101:‬‬

‫‪ -2‬الطلقاء‪ ,‬الذين اسلموا بعد فتح مكة وهم قرابة ألفي رجل ‪.‬‬

‫‪ -3‬الذين عبر عنهم القرآن باْلعراب الذي دخلوا اْلسالم ظاه ًار ولم يدخل اْلسالم قلوبهم ‪ ,‬قال‬
‫ان ِفي ُقلُوبِ ُك ْم ﴾‬ ‫اب آمَّنا ُقل لَّ ْم تُ ْؤ ِم ُنوا ول ِكن قُولُوا أ ْسل ْمنا ول َّما ي ْد ُخ ِل ِْ‬
‫اْليم ُ‬
‫ِ‬
‫تعالى‪ ﴿:‬قالت ْاْل ْعر ُ‬
‫[الحجرات‪.]14 :‬‬

‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬


‫‪ -4‬الذين في قلوبهم مرض‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ولِيقُول الذين في ُقلُوبِ ِهم َّمرض واْلكاف ُرون ماذا أراد اللهُ‬
‫بِهذا مث ًال ﴾[المدثر‪.]31 :‬‬

‫المرجفون وهؤالء كانوا خاليا نائمة لضرب اْلسالم ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬لئِن لَّ ْم ينت ِه اْل ُمن ِافقُون‬ ‫‪ُ -5‬‬
‫والَّ ِذين ِفي ُقلُوبِ ِهم َّمرض واْل ُم ْر ِجفُون ِفي اْلم ِدين ِة ل ُن ْغ ِريَّنك بِ ِه ْم ثَُّم ال ُيج ِاوُرونك ِفيها ِإ َّال قِل ً‬
‫يال﴾‬
‫[اْلحزاب‪.]60 :‬‬

‫‪ -6‬اهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين دخلوا لإلسالم ليحافظوا النصرانية واليهودية فقد‬
‫كانوا يريدون التحكم بسلطة الدولة االسالمية بعد رحيل رسول(ص)‪.‬‬
‫🔍 إشكاالت ‪:‬البعض قد ُيشكل ويتساءل فيقول‪ :‬انتم تقولون أن اْلكثرية هذا حالها‪ ,‬واْلقلية‬
‫كانت على الهدى فأنتم معاشر الشيعة تتهمون رسول اهلل(ص)بأنه لم يستطيع ان يربي أمة بحيث‬
‫تدت ؟‬
‫اْلمة خالفت وار ّ‬

‫يؤدوا دورهم‬
‫نقول‪ :‬بأن إذا كانت هذه النظرية على رسول اهلل (ص) فيعني أن اْلنبياء كلهم لم ّ‬
‫بالشكل الصحيح ‪ْ ,‬لن في تاريخ اْلنبياء كل نبي كان يبلغ اْلقلية تكون معه واْلكثرية ترتد !‬

‫نبي اهلل نوح(ع) لم يستطيع أن يهدي امرأته للطريق فهل هذا يعني انه لم يؤدي دوره ؟‬

‫أدى دوره‪ ,‬ولكن امرأته ال تريد طريق الهداية‪ ,‬فإذا كان قبول القابل ال يريد‬ ‫والجواب‪ :‬ال‪ .‬بل ّ‬
‫التغيير هل يجبره‪ ,‬حتى كتاب اهلل صرح بهذه الحقيقة‪ ,‬قال تعالى‪ :‬لَّ ْست عل ْي ِهم بِ ُمص ْي ِطر‬
‫[الغاشية‪ ,]22 :‬فما على الرسول إال البالغ المبين ‪.‬‬

‫فهذه اْللسنيان استخدمها القرآن مع أتباع اْلنبياء سواء في حياة انبيائهم بعضهم انحرفوا أو‬
‫بعد رحيل انبيائهم ‪ ,‬والزهراء (ع) اشارت لهذه العناوين في خطبتها ‪..‬‬

‫🔍 ما ا لدليل على أن أتباع اْلنبياء من بعد اْلنبياء كانوا يختلفون على الحق وينقلبون ؟‬

‫ضْلنا ب ْعضهُ ْم على ب ْعض ِّم ْنهُم َّمن كلَّم اللَّهُ ورفع ب ْعضهُ ْم درجات‬ ‫قال تعالى‪﴿:‬تِْلك ُّ‬
‫الر ُس ُل ف َّ‬
‫س ول ْو شاء اللَّ ُه ما ا ْقتتل الَّ ِذين ِمن ب ْع ِد ِهم ِّمن ب ْع ِد‬ ‫َّدناهُ بِ ُر ِ‬
‫وح اْلقُ ُد ِ‬ ‫وآت ْينا ِعيسى ْابن مريم اْلبيِّن ِ‬
‫ات وأي ْ‬ ‫ْ‬
‫الله‬‫اختلفُوا ف ِم ْنهم َّم ْن آمن و ِم ْنهم َّمن كفر ولو شاء ا َّلله ما ا ْقتتلُوا ول ِك َّن َّ‬ ‫ات ول ِك ِن ْ‬ ‫ما جاءتْهُ ُم اْلبيِّن ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يد﴾ [البقرة‪.]253 :‬‬ ‫ي ْفع ُل ما ُي ِر ُ‬

‫فقوله( ِمن ب ْع ِد ِهم ) من بعد اْلنبياء ‪ ,‬فكل اْلنبياء اقتتلوا قومهم من بعدهم ورسول اهلل دواعي‬
‫اْلقتتال أكثر ْلن شريعته باقيه ليوم القيامة ‪ ,‬فأتباع اْلنبياء حين يقتتلون ينقسمون إلى قسمين‬
‫مؤمن وكافر وبعد وفاة النبي (ص)اختلفوا وانقسموا لقسمين ِ‬
‫وفاطمة (ع) من الذين آمنوا و الذي‬
‫اختلفت معه من الذين كفروا ‪.‬‬
‫📚 في كتاب السيرة النبوية ْلبن هشام وهو ليس من مصادر الشيعة و من المصادر الموثوقه‬
‫عندهم والقديمة ‪ ,‬في هذه السيرة نق أر الخبر ‪ :‬قال ‪ :‬قال ابن اسحاق حدثنا الزهري انه أتى بني‬
‫عامر ابن صعصعة فدعاهم إلى اهلل وعرض عليهم نفسه فقال له رجل منهم ‪ :‬أرأيت ان نحن‬
‫بايعناك على أمرك ثم أظهرك اهلل على من خالفك أيكون لنا اْلمر من بعدك ! قال ‪ :‬اْلمر إلى‬
‫اهلل يضعه حيث يشاء "‬

‫فموضوع خالفة النبي كان شاغل الناس فإذا كان هذا الحديث بداية الخالفة ( اْلسالم في‬
‫ضعف ) فكيف في نهاية الخالفة ( في قوة اْلسالم ) ‪.‬‬

‫‪ ‬بعض ملفات القصص الموجودة بالقرآن الكريم التي يستفاد منها بالحاضر والمستقبل ‪:‬‬

‫‪ 1‬قصة عزير أماته اهلل ثم أحياه هل ذكر هذه القصة هي عبث ام لتكون لنا عبرة ؟‬

‫عندنا في عقيدتنا الشيعة ثابتة تسمى(الرجعة) يعني أناس يموتون ثم بعد الموت يرجعون ‪,‬‬
‫البعض ُيشكل بأن هذا مستحيل الرد عليهم يكون بقصة الملك عزير فاهلل ذكره ليكون عبرة‬
‫للحاضر والمستقبل ‪.‬‬

‫‪ 2‬اْلمام المهدي ع إذا ظهر يحكم اْلرض ومن عليها ‪ ..‬قد يأتي إشكال ويقال كيف يعقل‬
‫ان يحكم اْلرض كلها ودول العالم قد قسموها لواليات وكل والية عليها من يديرها فكيف شخص‬
‫واحد يحكم اْلرض كلها ؟‬

‫‪ 4‬ملك طالوت | كان هناك نبي اسمه صاموئيل (اسماعيل) قومه ارادوا منه إماما فقال لهم‬
‫هذا طالوت اهلل اختاره لكم (الخالفة) وهذا الملف نستفيد منه ايضًا للحاضر والمستقبل ‪ ,..‬قال‬
‫ث لنا ملِ ًكا ُّنق ِات ْل‬
‫إل ِمن بنِي إِ ْسرائِيل ِمن ب ْع ِد ُموسى إِ ْذ قالُوا لِنبِي لَّهُ ُم ْابع ْ‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬أل ْم تر إِلى اْلم ِ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِفي سبِ ِ َّ ِ‬
‫يل الله ‪...‬وقال لهُ ْم نبِيُّهُ ْم إِ َّن الله ق ْد بعث ل ُك ْم طالُوت مل ًكا قالُوا أَّنى ي ُك ُ‬
‫ون لهُ اْل ُمْل ُك عل ْينا‬
‫اصطفاهُ عل ْي ُك ْم وزادهُ ب ْسط ًة ِفي اْل ِعْلِم‬ ‫َّ‬ ‫ق بِاْلمْل ِك ِم ْن ُه ولم ُي ْؤت سع ًة ِّمن اْلم ِ‬
‫ال قال إِ َّن الله ْ‬ ‫ْ‬ ‫ون ْح ُن أح ُّ ُ‬
‫اسع علِيم ﴾[البقرة‪.]247 :‬‬ ‫واْل ِجسِم واللَّه يؤتِي مْلكه من يشاء واللَّه و ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ ُْ ُ ُ‬ ‫ْ‬

‫فهذا الذي نقوله بعد شهادة النبي (ص) حقيقة قرآنية عملية ‪ ..‬ولهذا النبي يقول لعلي " يا‬
‫علي أنت طالوت هذه اْلمة " ‪.‬‬
‫📚 في الجواهر في تفسير القرآن ‪ -‬المجلد ‪ | 5‬ابن محبوب‪ ,‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ,‬عن‬
‫أبيه قال‪ :‬قلت ْلبي جعفر (عليه السالم)‪ :‬إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع‬
‫الناس كانت رضا هلل جل ذكره وما كان اهلل ليفتن أمة محمد (صلى اهلل عليه وآله) من بعده؟‬
‫فقال أبو جعفر (عليه السالم)‪ :‬أو ما يقرؤون كتاب اهلل أ و ليس اهلل يقول‪ " :‬وما محمد إال رسول‬
‫قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر‬
‫اهلل شيئا وسيجزي اهلل الشاكرين"‬

‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬إنهم يفسرون على وجه آخر‪ ,‬فقال‪ :‬أوليس قد أخبر اهلل عز وجل عن الذين‬
‫من قبلهم من اْلمم أنهم قد اختلفوا من بعدما جاءتهم البينات حيث قال‪ " :‬وآتينا عيسى ابن مريم‬
‫البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء اهلل ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات‬
‫ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اهلل ما اقتتلوا ولكن اهلل يفعل ما يريد "‬
‫وفي هذا ما يستدل له على أن أصحاب محمد (ص ) قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم‬
‫من كفر ‪.‬‬

‫اْلمام علي(ع) حين يق أر آيات طالوت يقول " أيها الناس إن لكم في هذه اآليات ِعبرة لتعلموا‬
‫أن اهلل جعل الخالفة واْلمر من بعد اْلنبياء في أعقابهم وانه فضل طالوت وقدمه على الجماعة‬
‫باصطفائه إياه وزيادة في بسطة في العلم والجسم فهل يجدون اهلل اصطفى بني أمية على بني‬
‫هاشم !‪ ,‬فهل ُيقارن معاوية و أمير المؤمنين !؟ علي ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ‪.‬‬

‫ات ول ِك ِن‬
‫‪ ‬قال تعالى‪﴿:‬ول ْو شاء اللَّ ُه ما ا ْقتتل الَّ ِذين ِمن ب ْع ِد ِهم ِّمن ب ْع ِد ما جاءتْهُ ُم اْلبيِّن ُ‬
‫يد ﴾ [البقرة‪:‬‬ ‫اختلفُوا ف ِم ْنهُم َّم ْن آمن و ِم ْنهُم َّمن كفر ول ْو شاء اللَّهُ ما ا ْقتتلُوا ول ِك َّن اللَّه ي ْفع ُل ما ُي ِر ُ‬
‫ْ‬
‫‪ ,]253‬والسؤال هنا‪ :‬عندما هؤالء يتقاتلون ما الذي يحدث بعد اْلختالف ؟‬

‫السنة النبوية في مصادر المذاهب اْلسالمية ‪ -‬المجلد اْلول | من طرق أهل السنة‬
‫📚 في ُ‬
‫‪:‬عن ابن عمر قال ‪ :‬قال رسول اهلل ص " ما اختلفت أمة بعد نبيها إال ظهر أهل باطلها على‬
‫أهل حقها " ‪ ,‬ومن طرق اْلمامية ‪ :‬عن اْلمام علي ع " و ّأيم اهلل ما اختلفت أمة قط بعد نبيها‬
‫إال ظهر أهل باطلها على أهل حقها " ‪.‬‬

‫بالنتيجة حدث اختالف بعد وفاة النبي (ص) والغلبة الظاهرية كانت ْلهل الباطل ‪.‬‬
‫💠 األلسنيان القرآنية لالنحراف ‪:‬‬

‫الر ُس ُل أفِإن َّمات أ ْو قُِتل‬


‫ت ِمن قْبلِ ِه ُّ‬ ‫‪ 💠1‬االنقالب‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وما ُمح َّمد إِ َّال ر ُسول ق ْد خل ْ‬
‫الش ِ‬
‫ض َّر اللَّه ش ْيًئا وسي ْج ِزي اللَّ ُه َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اك ِرين﴾[آل‬ ‫ب على عقب ْيه فلن ي ُ‬ ‫انقل ْبتُ ْم على أ ْعقابِ ُك ْم ومن ينقل ْ‬
‫عمران‪.]144 :‬‬

‫🔍 من هم الذين ينقلبون في القرآن الكريم ؟‬

‫طمأ َّن بِ ِه وِا ْن أصابتْهُ ِفتْنة‬


‫اس من ي ْع ُب ُد اللَّه على ح ْرف فِإ ْن أصابهُ خ ْير ا ْ‬ ‫قال تعالى‪﴿:‬و ِمن َّ‬
‫الن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫انقلب على و ْج ِه ِه خ ِسر ُّ‬
‫ين﴾ [الحج‪.]11 :‬‬ ‫ان اْل ُم ِب ُ‬
‫الد ْنيا و ْاآلخرة ذلك ُهو اْل ُخ ْسر ُ‬

‫والفتنة تكون فتنة مال أو نساء أو أوالد أو ‪ ,‬فالذي يعبد اهلل على حرف معرفته باهلل ليست‬
‫معرفة كاملة وهم معروفين في زمن النبي (ص) و أهل العلم واْليمان ايضًا معروفين‪ ,‬الذي قال‬
‫اس ُخون ِفي اْل ِعْلِم ‪.‬‬
‫الر ِ‬
‫عنهم القرآن ‪ :‬وما ي ْعل ُم تأ ِْويلهُ إِ َّال اللَّهُ و َّ‬

‫ت و ُهو ك ِافر فأُولئِك حبِط ْ‬


‫ت أ ْعمالُهُ ْم‬ ‫‪ 💠2‬اإلرتداد‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿ :‬ومن ي ْرت ِد ْد ِمن ُك ْم عن ِدينِ ِه في ُم ْ‬
‫الن ِار ُه ْم ِفيها خالِ ُدون﴾ [البقرة‪.]217 :‬‬ ‫اب َّ‬ ‫صح ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي ُّ‬
‫الد ْنيا و ْاآلخرِة وأُولئك أ ْ‬

‫فاْلرتداد في اللغة‪ :‬هو الرجوع عن الشيء‪ ,‬وفي االصطالح‪ :‬هو الكفر بعد اْلسالم‪.‬‬

‫واالرتداد على قسمين ‪:‬‬

‫‪ -‬ارتداد بعد اْلسالم ‪.‬‬

‫‪ -‬ارتداد بعد اْليمان ‪.‬‬

‫فبعد وفاة النبي (ص) هناك من ارتد عن اْلسالم بشكل كامل وعاد ليعبد اْلصنام وهناك من‬
‫ارتد عن اْليمان وهم الذين خالفوا اهل البيت ‪ ,‬فحين ُسأل اْلمام علي ع عن السبب الذي جعله‬
‫لم يقاتل المرتدين عن اْليمان فكان يقول انه لو قاتل لكانوا تكاتفوا مع المرتدين عن اْلسالم‬
‫وسينتهي اْلسالم ‪.‬‬
‫📚 في الكافي للكليني ‪ -‬المجلد ‪ | 15‬عن أبي جعفر الباقر ع " إن الناس لما صنعوا ما‬
‫صنعوا بايعوا فالن لم يمنع أمير المؤمنين من أن يدعوا إلى نفسه إال نظ ًار للناس وتخوفًا عليهم‬
‫من أن يرتدوا عن اْلسالم فيعبدوا اْلوثان وان ال يشهدوا ان ال إله إال اهلل وان محمد رسول اهلل‬
‫وكان اْلحب إليه ان يقرهم على ما صنعوا من ان يرتدوا جميع اْلسالم " ‪.‬‬

‫قال تعالى‪﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا من ي ْرت َّد ِمن ُك ْم عن ِدينِ ِه فس ْوف يأ ِْتي اللَّهُ ِبق ْوم ُي ِحبُّهُ ْم وُي ِحبُّون ُه‬
‫ض ُل‬ ‫ِ ِ‬ ‫اه ُدون ِفي س ِب ِ َّ ِ‬ ‫أ ِذلَّة على اْلمؤ ِمنِين أ ِع َّزة على اْلك ِاف ِرين يج ِ‬
‫يل الله وال يخافُون ل ْومة الئم ذلك ف ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫اسع علِيم ﴾[المائدة‪.]54 :‬‬ ‫يه من يشاء واللَّه و ِ‬
‫ُ ُ‬
‫اللَّ ِه يؤتِ ِ‬
‫ُْ‬

‫🔍 من هم الذين يحبون اهلل ويحبونه ؟‬

‫📚 في صحيح البخاري في مناقب الصحابة في باب فضائل أمير المؤمنين " يقول ْلعطين‬
‫ال يحبه اهلل ورسوله ويحب اهلل ورسوله "‪ ,‬فهؤالء هم علي وأوالده ع وقد هدد بهم‬
‫الراية رج ً‬
‫المرتدين ‪.‬‬

‫🔍 سبب ارتدائهم في القرآن ‪:‬‬

‫‪ -1‬تراكم اْلعمال السيئة‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬ك َّال ب ْل ران على قُلُوبِ ِهم َّما ك ُانوا ي ْك ِس ُبون﴾ [المطففين‪:‬‬
‫‪ ,]14‬فتراكم اْلعمال السيئة تنتج انحرافًا و ِرّدة ‪.‬‬

‫احد وِان لَّ ْم‬


‫ث ثالثة وما ِم ْن إِله إِ َّال ِإله و ِ‬
‫‪ -2‬الجهل‪ ,‬قال تعالى‪َّ﴿:‬لق ْد كفر الَّ ِذين قالُوا إِ َّن اللَّه ثالِ ُ‬
‫َّن الَّ ِذين كف ُروا ِم ْنهُ ْم عذاب ألِيم﴾ [المائدة‪.]73 :‬‬ ‫ينتهُوا ع َّما يقُولُون ليمس َّ‬

‫‪ -3‬أصحاب التقليد الخاطئ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وِاذا ِقيل لهُ ْم تعال ْوا إِلى ما أنزل اللَّهُ وِالى َّ‬
‫الر ُس ِ‬
‫ول قالُوا‬
‫اؤ ُه ْم ال ي ْعل ُمون ش ْيًئا وال ي ْهت ُدون﴾ [المائدة‪.]104 :‬‬ ‫ِ‬
‫ح ْس ُبنا ما وج ْدنا عل ْيه آباءنا أول ْو كان آب ُ‬

‫ون اللَّ ِه آلِه ًة لَّعلَّهُ ْم ُينص ُرون ﴾‬


‫‪ -4‬طلب العزة والنصرة من اآللهة‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬واتَّخ ُذوا ِمن ُد ِ‬
‫[يس ‪.]74 :‬‬

‫ون اللَّ ِه أ ْوث ًانا َّموَّدة ب ْينِ ُك ْم ِفي اْلحي ِاة‬


‫‪ -5‬العالقات اْلجتماعية‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬وقال ِإَّنما اتَّخ ْذتُم ِّمن ُد ِ‬
‫ُّ‬
‫الد ْنيا﴾[العنكبوت‪.]25 :‬‬
‫اختلفُوا ف ِم ْنهُم َّم ْن آمن و ِم ْنهُم َّمن كفر ول ْو شاء اللَّ ُه ما ا ْقتتلُوا‬
‫‪ 💠3‬اإلختالف‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬ول ِك ِن ْ‬
‫يد﴾[البقرة‪.]253 :‬‬‫ول ِك َّن اللَّه ي ْفع ُل ما ُي ِر ُ‬

‫🔍 في القرآن هناك اختالف ممدوح واختالف مذموم ‪:‬‬

‫فاالختالف قبل ِ‬
‫العلم وقبل مجيء البينات ليس فيه مشكلة‪ ,‬واختالف علماء في وجهك نظر‬
‫ليصلوا إلى الحقيقة ايضًا ليست مشكلة‪ ,‬لكن المشكلة اذا اختلفوا بعد العلم والجماعة اختلفوا بعد‬
‫اختلف الَّ ِذين أُوتُوا اْل ِكتاب إِ َّال ِمن ب ْع ِد ما جاء ُه ُم اْل ِعْل ُم‬
‫العلم فاختالفهم مذموم ‪ ,‬قال تعالى‪ ﴿:‬وما ْ‬
‫اب﴾[آل عمران‪ ,]19 :‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫ات اللَّ ِه فِإ َّن اللَّه س ِريع اْل ِحس ِ‬
‫ب ْغيا بينهم ومن ي ْك ُفر بِآي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً ْ ُْ‬
‫ول وأط ْعنا ثَُّم يتولَّى ف ِريق ِّم ْنهُم ِّمن ب ْع ِد ذلِك وما أُولئِك ِباْل ُم ْؤ ِمنِين﴾‬ ‫﴿ويقُولُون آمَّنا ِباللَّ ِه وبِ َّ‬
‫الر ُس ِ‬

‫فردتهم ردة عن اْليمان ‪.‬‬


‫[النور‪ّ ,]47 :‬‬
‫‪‬البحث الخامس‬
‫فقرات توضح بها السيدة حقيقة ازالة الحرم‪...‬‬
‫ومراحل هتك الحرمة‪...‬‬
‫وهذه الفقرة ‪(( :‬أتقولون مات محمد‪ ,‬فخطب جليل‪ ,‬ستوسع‬
‫وهنه‪ ,‬وستنهر فتقه‪ ,‬وأضيع الحريم وازيلت الحرمة عند مماته‪,‬‬
‫فتلك وهللا النازلة الكبرى والمصيبة العظمى ال مثلها نازلة وال‬
‫بائقة عاجلة))‪.‬‬
‫ان من الحقائق المهمة التي بينتها السيدة هي "إزالة الحرمة " فال حرمة للمسلمين بعد هتكهم‬
‫لحرمة الزهراء(ع)‪.‬‬

‫💠 الحرمة في ثقافة القران الكريم‬

‫☀ ان الحرمة لها عدة مصطلحات‪ :‬الحرمة‪ ,‬والحرام‪ ,‬والحرمات‪.‬‬

‫الحرام(‪ : )1‬هو المنع والتشديد وهو ضد الحالل‪ ,‬ومعناه المنع‪ .‬وهنك اقسام للحرام وضع اهلل لها‬
‫احكام خاصة ْلهمية هذه االمور ولحفظ مكانتها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الحرام‪ :‬بمعنى الممنوع عن او منه‪.‬‬ ‫ويقال‬

‫☀ اقسام التحريم‪:‬‬

‫خير موضح‪ ﴿:‬وح َّرْمنا عل ْي ِه‬ ‫☀ المنع االلهي‪ :‬اي انه بتسخير اهلل تم تحريمه وهذه اآلية‬
‫اص ُحون﴾ القصص(‪,)12‬‬ ‫له ن ِ‬ ‫ت ه ْل أ ُدلُّ ُك ْم على أ ْه ِل ب ْيت ي ْك ُفلُون ُه ل ُك ْم و ُه ْم‬
‫اضع ِمن قْب ُل فقال ْ‬
‫اْلمر ِ‬
‫ُ‬
‫اي ان الرضاعة بحد ذاتها من االم وغير االم جائز بحد ذاته لكن النبي موسى امتنع الرضاعة‬
‫من غير والدته بتدخل اهلل ْلنه تارة يجب ان يرضع من مرآة مختارة طاهر ومصطفاة ونساء‬
‫القصر غير مؤهالت ويعتقدن بالهية فرعون(‪ ,)3‬ولمن يتساءل لما لم ترضعه مرآة فرعون لكونها‬
‫ام رأة صالحة وموحدة فالجواب ْلنها لم تكن مرضعة‪ ,‬ولكي تجري حكمة اهلل بان يرجع الى امه‬
‫كما وعدت من قبل تارة اخرى‪.‬‬

‫ـ ـــ ـــ ـــ ـــ ــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــــ‬

‫(‪)1‬‬
‫التحقيق في كلمات القران المصطفوي ‪236‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عن مفردات الراغب‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ين قل لنا التاريخ خبران حليمة السعدية كانت موحدة وتؤمن بنبوة النبي ابراهيم(ع) ولوال ذلك لما جرت‬
‫‪.‬‬
‫الحكمة االلهية من ان يرتضع منها الرسول االكرم(ص)‬
‫الطَّع ِام كان ِح ًّال لِّبنِي إِ ْسرائِيل إِ َّال ما ح َّرم‬ ‫☀ التحريم منع من البشر‪ ,‬قال تعالى‪ُ ﴿:‬ك ُّل‬
‫ِبالتَّ ْورِاة ف ْاتلُوها إِن ُكنتُ ْم ص ِاد ِقين ﴾آل عمران‬ ‫يل على ن ْف ِس ِه ِمن قْب ِل أن تُن َّزل التَّ ْوراةُ ُق ْل فأْتُوا‬
‫إِ ْسرائِ ُ‬
‫(‪ .)93‬حسب الروايات ان بني اسرائيل كانوا يعتقدون ان لحم اْلبل يسبب لهم وجع الخاصرة‬
‫فحرموه على أنفسهم‪.‬‬

‫☀ التحريم منع قهري بقدرة القادر‪-‬عز وجل ‪:-‬‬


‫النار وما لِ َّ‬
‫لظالِ ِمين ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫قال تعالى‪﴿:‬إَّنهُ من ُي ْش ِر ْك بالله فق ْد ح َّرم اللهُ عل ْيه اْلجَّنة ومأْواهُ َّ ُ‬
‫أنصار﴾ المائدة (‪.)72‬‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الدم ول ْحم اْل ِخ ِ‬
‫ير وما أُه َّل بِه لغ ْي ِر الله فم ِن ْ‬
‫اضطَُّر‬ ‫نز ِ‬ ‫قال تعالى‪ِ﴿:‬إَّنما ح َّرم عل ْي ُكم اْلم ْيتة و َّ‬
‫ُ‬
‫غ ْير باغ وال عاد فال ِإثْم عل ْي ِه إِ َّن اللَّه غفُور َّر ِحيم ﴾البقرة (‪.)173‬‬
‫ادوا ح َّرْمنا ُك َّل ِذي ظُ ُفر و ِمن اْلبق ِر واْلغنِم ح َّرْمنا عل ْي ِه ْم ُش ُحومهُما‬
‫قال تعالى‪ ﴿:‬وعلى الَّ ِذين ه ُ‬
‫اهم بِب ْغيِ ِه ْم وِاَّنا لص ِادقُون اْلنعام‬
‫ظم ذِلك جزْين ُ‬ ‫اختلط بِع ْ‬‫ورُهما أ ِو اْلحوايا أ ْو ما ْ‬ ‫إِ َّال ما حمل ْ‬
‫ت ظُهُ ُ‬
‫(‪.)146‬‬
‫قال تعالى‪ُ ﴿:‬ق ْل تعال ْوا أ ْت ُل ما ح َّرم رُّب ُك ْم عل ْي ُك ْم أ َّال تُ ْش ِرُكوا بِ ِه ش ْيًئا وبِاْلوالِد ْي ِن إِ ْحس ًانا وال‬
‫احش ما ظهر ِم ْنها وما بطن وال ت ْقتُلُوا‬ ‫َّاهم وال ت ْقربوا اْلفو ِ‬
‫ُ‬ ‫ت ْقتُلُوا أ ْوالد ُكم ِّم ْن إِ ْمالق َّن ْح ُن ن ْرُزقُ ُك ْم وِاي ُ ْ‬
‫ق ذلِ ُك ْم وصَّا ُكم بِ ِه لعلَّ ُك ْم ت ْع ِقلُون﴾اْلنعام(‪ ,)151‬وغيرها من اآليات‬ ‫الن ْفس َّالتِي ح َّرم اللَّهُ إِ َّال ِباْلح ِّ‬
‫َّ‬
‫التي تبين ان معنى الحرمة هي المنع‪....‬‬
‫☀ الحرمات‪ :‬هي حرمة خاصة بمنزلتها وفضلها ولهذا سميت الحرمات‪ ,‬وحرمتها تشريعية لشدة‬
‫اهميتها‪.‬‬
‫يه ُق ْل ِقتال ِف ِ‬
‫الشه ِر اْلحرِام ِقتال ِف ِ‬
‫َّ‬
‫يه َك ِبير﴾ البقرة‪.217/‬‬ ‫قال تعالى‪ ﴿:‬ي ْسألُونك ع ِن ْ‬

‫اب اللَّ ِه يوم خلق السَّماو ِ‬


‫ات‬ ‫ور ِعند اللَّ ِه اثْنا عشر شه ار ِفي ِكت ِ‬ ‫قال تعالى‪﴿:‬إِ َّن ِع َّدة ُّ‬
‫الشهُ ِ‬
‫ْ‬ ‫ًْ‬
‫ظلِ ُموا ِفي ِه َّن أنفُس ُك ْم وقاتِلُوا اْل ُم ْش ِرِكين كافَّ ًة كما‬
‫ِّم فال ت ْ‬
‫ين اْلقي ُ‬ ‫و ْاْل ْرض ِم ْنها أ ْربعة ُح ُرم ذلِك ِّ‬
‫الد ُ‬
‫اعل ُموا أ َّن اللَّه مع اْل ُمتَِّقين﴾ التوبة(‪ ,)36‬فشهر رمضان شهر عظيم لكنه ليس‬ ‫ُيقاتِلُون ُك ْم كافَّةً و ْ‬
‫محرم (اي خصوصية التحريم) وهي شهر رجب وذو الحجة وذو القعدة ومحرم‪.‬‬

‫دم الرضيع ليس أفضل من دم هامة حيدر الكرار(ع) كما نق أر بالروايات لم تنزل قطرة‬
‫لألرض ولو نزلت لكن بالء عظيم لكن لدم الرضيع خصوصية‪.‬‬
‫الدعاء مجاب تحت قبة الحسين(ع) والشفاء بتربته ال يعني ان الدعاء غير مجاب بغير‬
‫مكان لكن لقبر الحسين خصوصية‪ ,‬وهكذا‪.‬‬

‫اما لِّ َّلن ِ‬


‫اس﴾ المائدة (‪ ,)97‬لهذا بين اهلل ان هناك‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫قال تعالى‪ ﴿:‬جعل الل ُه اْلك ْعبة اْلب ْيت اْلحرام قي ً‬
‫خصوصية في المكان والزمان من خالل التشريعات التي وضعها‬

‫ينقل ان العالم الطبطبائي (قدس) يعرف الحرمة بانها ماال يجوز انتهاكه ووجبت رعايته‪,‬‬
‫وقد الزم اهلل علينا امر تعظيم حرمات اهلل‪...‬ونهى عن تجاوز حدود هذه الحرمات ْلهميتها‬
‫وخصوصيتها عند اهلل‪...‬‬

‫طر اْلم ْس ِج ِد اْلحرِام وِاَّن ُه لْلح ُّق ِمن َّربِّك وما اللَّ ُه بِغ ِافل ع َّما‬
‫قال تعالى‪﴿:‬فو ِّل و ْجهك ش ْ‬
‫ت ْعملُون﴾ البقرة (‪)149‬‬

‫ضتُم ِّم ْن عرفات فا ْذ ُك ُروا اللَّه ِعند اْلم ْشع ِر اْلحرِام وا ْذ ُك ُروهُ كما هدا ُك ْم وِان‬
‫قال تعالى‪﴿:‬فِإذا أف ْ‬
‫َّالين﴾ البقرة (‪.)198‬‬ ‫ُكنتُم ِّمن قْبلِ ِه ل ِمن الض ِّ‬

‫يه واْلب ِاد ومن ي ِرْد ِف ِ‬


‫يه بِِإْلحاد‬ ‫ف ِف ِ‬ ‫اس سواء اْلع ِ‬
‫اك ُ‬ ‫قال تعالى‪﴿:‬واْلم ْس ِج ِد اْلحرِام الَّ ِذي جعْلناهُ لِ َّلن ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫بِظُْلم ُّن ِذ ْقهُ ِم ْن عذاب ألِيم﴾ الحج (‪.)25‬‬

‫لذا حرمة المشعر أعظم من حرمة المسجد الن المسجد إذا ضايق الطريق العام يمكن هده‬
‫وبتالي ال يمكن بنائه بغير مكان‪ .‬لكن المشعر ال يمكن هده وبنائه بمكان أخر‪ .‬لذا هذا يدل على‬
‫اس ُم ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫عظم اهم حرمتها ومكانتها عند اهلل‪ ,‬قال تعالى‪﴿:‬في ُب ُيوت أذن الل ُه أن تُْرفع وُي ْذكر فيها ْ‬
‫ال﴾ النور(‪.)36‬‬ ‫ِّح لهُ ِفيها بِاْل ُغ ُد ِّو و ْاآلص ِ‬
‫ُيسب ُ‬

‫يعبر أحد علمائنا وهو الشيخ كاشف الغطاء‪ :‬بأن مراقد أهل البيت(ع) تعد مشاعر ألهيه‪.‬‬

‫حقيقة إذا كانت حرمت المؤمن أعظم من حرمة الكعبة وللصالة حرمة وللمصلي له حرمة‪,‬‬
‫فكيف بحرمة الرسول(ص) وأهل بيته(ع)؟‬
‫فلذا يجب ان بعرف االنسان إذا اراد التكامل فأن الثقافة القرآنية تشكل قيمة عظمى‬
‫ليتكامل من خالله‪ .‬الن فيه شفاء لصدور من كل شك وشبه بكل شيء وباْلخص بأمور العقيدة‬
‫التي يبني االنسان اخرته على اساسها‪ .‬لذا يجب ان نعرف اهمية الحرمات وكيفية تعظيمها‪.‬‬

‫قال تعالى‪﴿:‬ذلِك ومن يعظِّم حرم ِ‬


‫ات اللَّ ِه فهو خير لَّه ِعند رب ِ‬
‫ِّه﴾ الحج(‪ ,)30‬اهلل أمر‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ ُُ‬
‫المالئكة بسجود تعظيم ْلدم فسجدوا إال ابليس هتك هذه الحرمة ولم يعظم ما أمره اهلل بتعظيمه!‬
‫بل لم يمتثل هلل ويعبده كما أمره‪.‬‬

‫است ْكبر وكان ِمن‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬


‫اس ُج ُدوا آلدم فسج ُدوا إِال إِْبليس أبى و ْ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫قال تعالى‪ ﴿:‬وِا ْذ قُْلنا لْلمالئكة ْ‬
‫اْلك ِاف ِرين﴾ البقرة(‪.)34‬‬

‫اس ُج ُدوا ِآلدم فسج ُدوا ِإ َّال إِْبِليس كان ِمن اْل ِج ِّن ففسق ع ْن أ ْم ِر‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬وِا ْذ ُقْلنا لْلمالئكة ْ‬
‫ِّه أفتتَّ ِخ ُذون ُه و ُذ ِّريَّتهُ أ ْولِياء ِمن ُدونِي و ُه ْم ل ُك ْم ع ُد ٌّو بِ ْئس لِلظَّالِ ِمين بد ًال ﴾الكهف(‪.)50‬‬
‫رب ِ‬

‫والبعض يعيب علينا ويعتبره شرك إذا قمنا بالتوسل بالنبي واله(ص)والتقرب هلل من خاللهم‬
‫فيا ترى من منا هتك حرم ًة امرنا اهلل بتعظيمها والعبادة من خاللها؟ ومن تبع ابليس وأفعاله؟ بل‬
‫حالهم حال ابليس ما هتكوا الحرمة إال تكب اًر واستعالء على اولياء اهلل وأصفيائه‪.‬‬

‫اه ُدوا ِفي سبِيلِ ِه لعلَّ ُك ْم‬


‫قال تعالى‪ ﴿:‬يا أيُّها الَّ ِذين آم ُنوا اتَّقُوا اللَّه و ْابت ُغوا إِل ْي ِه اْلو ِسيلة وج ِ‬

‫تُْفلِ ُحون﴾ المائدة(‪ ,)35‬نبي اهلل يعقوب(ع) وهو نبي عظم ابنه يوسف(ع) من خالل السجود‬
‫وكان المقصد هلل‪ ,‬وهذا ما نقصده بتوسل بالرسول (ص)وأهل البيت(ع) وتعظيمهم‪.‬‬

‫يل ُرْؤياي ِمن قْب ُل‬


‫ش وخ ُّروا ل ُه ُس َّج ًدا وقال يا أب ِت هذا تأ ِْو ُ‬
‫قال تعالى‪ ﴿:‬ورفع أبوْي ِه على اْلع ْر ِ‬
‫ق ْد جعلها ربِّي ح ًّقا ‪ ﴾...‬يوسف(‪.)100‬‬
‫📚 عن عبد اهلل بن جعفر الحميري‪ ,‬قال‪ :‬حدثني محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثني يونس بن عبد الرحمن‪ ,‬عن عبد اهلل ابن سنان عن الصادق جعفر بن محمد(ع)انه قال‪:‬‬
‫إن هلل عز وجل حرمات ثالث ليس مثلهن شيء‪ ,‬قال‪ :‬كتاب اهلل وهو حكمته ونوره‪ ,‬وبيته الذي‬
‫جعله قبلته للناس التي ال يقبل توجه أحد لغيرها‪ ,‬وعترت نبييكم(ص) (‪.)1‬‬

‫📚 أخبرنا سلمان بن أحمد اللخمي قال‪ :‬حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح(باْلسناد المذكور)‬
‫عن ابي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول اهلل(ص) إن هلل حرمات ثالث من حفظهن حفظ اهلل له‬
‫امر دينه و دنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ اهلل له شيئا‪ :‬حرمة االسالم وحرمتي ‪ ,‬وحرمة‬
‫عترتي(‪.)2‬‬

‫حقيقة ان الصديقة(ع) قالت بخطبتها‪" :‬ازيلت الحرمات" فالعبارة واضحة وصريحة أي انها‬
‫اقتلعت ولم تعد موجودة وانتهت‪ ,‬ال توجد حرمة محفوظة بعد االن‪ .‬الن انتهاك الحرم بدأت عند‬
‫وفات الرسول (ص)أي بحياته ‪-‬من سبعين يوم قبل وفاته (ص)‪-‬كما عبرت الزهراء بكالمها‬
‫((وأزيلت ال حرمة عند وفاته)) (‪ )3‬وهذه مصيبة حلت بالمسلمين ْلنهم انحرفوا عن الطريق‪.‬‬

‫نعم هتكت حرمة الرسول (ص) وحرمت عترته وحرمت الكعبة والقران وحرمت الصالة‪,‬‬
‫وهذا ما سنوضحه بتفصيل وبالشواهد المذكورة عبر التاريخ لنبين أي حقيقة صرحت بها‬
‫الصديقة(ع) واي خطر ارادة ان تنبه المسلمين من الوقوع به إذا اتبعوا من بدأ بإشعاله ولم‬
‫ينصروها (ع) وأمام زمانها ووصي ابيها علي(ع)‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬‬
‫كتاب معاني االخبار‪ ,‬باب‪ :‬معنى الحرمات الثالث‪ ,‬ص‪.117‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الخصال ص‪,146‬ح‪.173‬‬

‫(‪)3‬‬
‫الموسوعة الكبرى عن فاطمة‪ ,‬مجلد ‪.13‬‬
‫‪‬اول حادثة بينت ازالة الحرمة‪:‬‬

‫في ‪ 9‬ذو الحجة (يوم عرفة) في أخر حجة أتمها (ص)عندما خطب بهم الرسول‬
‫(ص)ليبين لهم من هم بعده فعندما وصل ليبلغ من هم اوصيائه اشتد اللغط والكالم حتى ال‬
‫يسمع أحد وصيت الرسول (ص)‪...‬بقية االسالم على خير ما أن توليتم أثني عشر وليا‪ ,‬خليف ًة‪,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يقولون لم نسمع ما قال!!يضنون انه قال (ص) كلهم من قريش‪.‬‬

‫وغيرهم اعترفوا أكثر‪...‬كتاب االحكام عن جابر بن سمرة يقول سمعت رسول اهلل (ص)‪:‬‬
‫أثني عشر امي اًر‪ ,‬فقال كلمة لم اسمعها‪ ,‬فقال ابي قال (ص)كلهم من قريش‪.‬‬

‫والسؤال لما سمعوا اول الحديث ولم يسمعوا تتمته‪ ,‬ما الذي منعهم من السماع؟ وهذا وكانوا‬
‫محرمين وفي محضر اهلل وهكذا يتعاملون مع رسول (ص)وبهذه الطريقة التي ادت لعدم السماح‬
‫له بإتمام كالمه الذي هو كالم اهلل‪ ,‬فال تعالى‪﴿:‬والَّ ِذين ُي ْؤ ُذون ر ُسول اللَّ ِه لهُ ْم عذاب أِليم﴾‬
‫التوبة (‪.)61‬‬

‫(‪)2‬‬
‫قال رسول اهلل(ص)‪ :‬ان هذا االمر ال ينقضي حتى يأتي منهم‬ ‫وهناك عدة روايات اخرى‬
‫أثني عشر خليفة وكلهم من قريش‪ .‬وقال (ص)‪ :‬ال يزال االسالم عزي اًز منيعاً‪ ,‬الى اثني عشر‬
‫خليفة(‪ .)3‬فقال‪" :‬كلمة صمني إياها الناس "‪-‬أي لم يسمها‪ -‬فقلت ْلبي‪ ,‬ما قال (أي النبي)؟‬
‫فقال ابي‪ :‬قال(ص)كلهم من قريش‪.‬‬

‫صوات ُك ْم ف ْوق ص ْو ِت َّ‬


‫النبِ ِّي وال‬ ‫َّ ِ‬
‫فأين المسلمين من هذه اآلية‪﴿:‬يا أيُّها الذين آم ُنوا ال ت ْرف ُعوا أ ْ‬
‫ض ُك ْم لِب ْعض أن ت ْحبط أ ْعمالُ ُك ْم وأنتُ ْم ال ت ْش ُع ُرون﴾ الحجرات(‪ ,)2‬لكن‬ ‫ت ْجهروا له بِاْلقو ِل كجه ِر بع ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ُ ُ ْ‬
‫ول بِّل ْغ‬
‫الر ُس ُ‬
‫الرسول (ص) كان امام مهمة الهية مأمور بتبليغها ولهذا نزلت هذه اآلية‪﴿:‬يا أيُّها َّ‬
‫الله ال ي ْه ِد ي‬
‫اس ِإ َّن َّ‬ ‫ص ُمك ِمن َّ‬
‫الن ِ‬ ‫الله يع ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ُنزل إِل ْيك من َّربِّك وِان ل ْم ت ْفع ْل فما بل ْغت ِرسالتهُ و ُ ْ‬
‫ما أ ِ‬
‫اْلق ْوم اْلك ِاف ِرين﴾ المائدة (‪. )67‬‬

‫ـــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫وهذا موجود في اهم مصادر العامة في دار المعرفة ‪/‬البخاري‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مسلم كتاب االمارة ص ‪ ,860‬ح ‪.1820‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نفس المصدر‪ ,‬ص ‪ ,860‬ح ‪.4630‬‬
‫وهكذا أمر النبي بالتبليغ وأن دلت هذه اآلية فأنها تدل على خطورة االمر وأهميته ْلكمال‬
‫نشر الرسالة والحفاظ على الدين ‪-‬واهلل طمئنه بأنه سيعصمه ويحفظه ليتم تبليغه وهذا واضح‬
‫في حجة الوداع عندما انقلبت االوضاع والذين لم يسمحوا لرسول(ص) بتبليغ اول مرة اتوا الى‬
‫الخيمة وبايعوا على (ع) بعد ا ن بين الرسول(ص)انه خليفته والوصي بعده‪ ,‬فقالوا له‪ :‬بخ‪ ,‬بخ‬
‫لك يا علي اصبحت ولي المؤمنين وهذا ان دل فيدل على ان اهلل تدخل هذه المرة ليتم الحجة‬

‫ت ل ُك ْم ِدين ُك ْم وأتْم ْم ُ‬
‫ت‬ ‫على عباده ويتم اكمال الدين بوالية علي(ع)‪ ,‬فنزلت هذه اآلية‪﴿ :‬اْلي ْوم أ ْكمْل ُ‬
‫اضطُ َّر ِفي م ْخمصة غ ْير ُمتجانِف ِِّْلثْم فِإ َّن اللَّ ه‬ ‫ِ‬ ‫يت ل ُكم ِْ‬
‫اْل ْسالم د ًينا فم ِن ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عل ْي ُك ْم ن ْعمتي ورض ُ ُ‬
‫غفُور َّر ِحيم﴾ المائدة(‪. )3‬‬

‫مرحلة جديدة من ازالت الحرمة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫بعد رجوع الرسول (ص)للمدينة قريب وفاة الرسول(ص) اراد ان يفرغ المدينة من‬
‫(‪)1‬‬
‫ينقل‪ :‬ان رسول اهلل (ص)قال جهزوا جيش أسامة لعن اهلل من تخلف‬ ‫مبغضي االمام علي(ع)‬
‫عن جيش اسامة لكن لضعف الرسول إثر مرضه تخلفوا وتحججوا بمرضه‪.‬‬

‫ثم ما جرى في اللحظات االخيرة من حياته(ص)‪ ,‬فقد تنازعوا عند الرسول (ص)ولم‬
‫يمتثلوا ْلوامره‪ ,‬وقالوا حسبنا كتاب اهلل عندما أمرهم بأن يكتب لهم كتاب ال يضلوا بعده لكنهم‬
‫اختاروا الضالل والتيه‪ .‬حقيقة كما قال ابن العباس‪ :‬الرزية كل الرزية والمصيبة كل المصيبة‬
‫مما قالوه عنه‪.‬‬

‫والبخاري يتالعب باال لفاض فتارة يذكر اسماء من لم يمتثلوا للرسول(ص) ويعبر بألفاظ‬
‫اقل قسوة وايالم يصفون بها حالة الرسول(ص)‪ :‬انه غلب عليه الوجع‪ .‬وتارة ال‪ ,‬يقول كلمات‬
‫تسيء لشخص الرسول دون ذكر اسماء فيقول‪ :‬انه يهجر‪ .‬وهل لرسول اهلل(ص) الذي ال ينطق‬
‫إال عن وحي منزل ان يعيش عوالم الناس العادين في لحظات االحتضار‪ ,‬حقيقة الى أي‬
‫مستوى من االنحراف والجهل وصلوا؟ ام هل ان المناصب الدنيوية جعلت غشاوة على ابصارهم‬
‫وقسوة بقلوبهم لدرجة نسو مع من وبحضرة من يتكلمون؟ والعياذ باهلل من سوء العاقبة‪....‬‬

‫(‪)1‬‬
‫تراث العلماء للحكيم‪ ,‬الملل والنحل‪.‬‬
‫📚 حدثنا ابراهيم ابن موسى‪ :‬حدثني هشام‪ ,‬عن معمر‪ .‬حدثنا عبد الرزاق‪ :‬أخبرنا معمر‪ ,‬عن‬
‫الزهيري‪ ,‬عن عبيد اهلل بن عبد اهلل‪ ,‬عن ابن عباس رضى اهلل عنهما قال‪ :‬لما ح ِ‬
‫ضر رسول اهلل‬ ‫ُ‬
‫صلى اهلل علية وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب‪ ,‬قال النبي (ص)‪( :‬هلُم أكتب لكم‬
‫كتابا ال تضلوا بعده)‪ .‬فقال عمر‪ :‬إن النبي(ص) قد غلب عليه الوجع‪ ,‬وعندكم القران‪ ,‬حسبنا‬
‫كتاب اهلل‪ .‬فاختلف أهل البيت فاختصموا‪ ,‬ومنهم من يقول‪ :‬قربوا يكتب لكم النبي(ص)كتابا لن‬
‫تضلوا بعده‪ ,‬ومنهم من يقول ما قال عمر‪ ,‬فلما أكثروا اللغو واالختالف عند النبي(ص)‪ ,‬قال‬
‫رسول اهلل (ص)‪ :‬قوموا‪ .‬قال عبيد اهلل‪ :‬فكان ابن عباس يقول‪ :‬إن الرزية كل الرزية ما حال بين‬
‫( ‪)1‬‬
‫رسول اهلل وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب‪ ,‬من اختالفهم ولغطهم‪.‬‬

‫📚 حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن سليمان االحول‪ ,‬عن سعد بن جبير قال‪ :‬قال ابن‬
‫عباس‪ :‬يوم الخميس‪ ,‬وما يوم الخميس؟!اشتد برسول اهلل صلى اهلل علية وسلم وجعه‪ ,‬فقال‬
‫‪(:‬ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا)‪ .‬فتنازعوا‪ ,‬وال ينبغي عند نبي التنازع‪ ,‬فقالوا‪ :‬ما‬
‫شأنه‪ ,‬أهجر‪ ,‬استفهموا؟ فذهبوا يردون عليه‪ ,‬فقال دعوني‪ ,‬فالذي انا فيه خير مما تدعونني اليه)‪.‬‬
‫وأوصاهم بثالث‪ ,‬وقال‪( :‬أخرجوا المشركين من الجزيرة العرب‪ ,‬واجيزوا الوفد بنحوا ما كنت‬
‫(‪) 2‬‬
‫اجيزهم) وسكت عن الثالثة‪ ,‬او قال‪ :‬فنسيتها‪.‬‬

‫📚 حدثنا يحيى ابن سلمان قال‪ :‬حدثني ابن وهب قال‪ :‬أخبرني يونس‪ ,‬عن لبن شهاب‪ ,‬عن‬
‫عبيد اهلل بن عبد اهلل‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬لما اشتد بالنبي صلى اهلل علية وسلم وجعه قال‬
‫‪(:‬ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا ال تضلوا من بعده)‪ .‬قال عمر‪ :‬إن النبي(ص) غلبه الوجع‪,‬‬
‫وعندنا كتاب اهلل حسبنا‪ .‬فاختلفوا وكثر اللغط‪ ,‬قال (قوموا عني وال ينبغي عندي التنازع)‪ .‬فخرج‬
‫(‪) 3‬‬
‫ابن عباس يقول‪ :‬إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اهلل‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬

‫(‪)1‬‬
‫صحيح البخاري‪ ,‬باب‪ :‬كتاب العلم‪ ,‬ح ‪.414‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫نفس المصدر‪ ,‬باب‪ :‬قول المريض قوموا عني‪ ,‬ح ‪5345‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نفس المصدر‪ ,‬كتاب‪ :‬باب المغازي‪ ,‬ح ‪4168‬‬
‫الرسول يأمرهم بأن يأتوا له بكتاب ليكتب لهم كتاب ‪,‬وهم يقولون حسبنا كتاب اهلل‪ ,‬وهذا‬
‫يعني ان هناك قول الرسول (ص)وقول غير الرسول(ص)يعني لم يكن هناك امتثال ْلمر اهلل‬
‫من خالل االمتثال لما يقوله(ص)‪,‬وعند وفاته(ص) عندما طالبت الصديقة بإرثها قالوا ‪:‬سمعنا‬
‫رسول اهلل قال نحن معاشر االنبياء ال نورث‪ ,‬فاحتجت عليهم الصديقة بقولهم بأنهم حسبهم‬
‫كتاب اهلل حيث اكتفوا بما جاء به عندما اراد الرسول ان يوصي ولم يقبلوا‪ ,‬بهذه اآلية‪﴿ :‬ووِرث‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اس ُعلِّ ْمنا منطق الط ْي ِر وأُوتِينا من ُك ِّل ش ْيء إِ َّن هذا لهُو اْلف ْ‬
‫ض ُل‬ ‫ان داوود وقال يا أيُّها َّ‬
‫الن ُ‬ ‫ُسل ْيم ُ ُ‬
‫ين ﴾ النمل(‪.)16‬‬‫اْل ُمبِ ُ‬

‫ال وليس لالمتثال‬


‫لكن ان دلت مواقفهم هذه عن شيء فأنها تدل ان مصالحهم الشخصية او ً‬
‫ْلوامر اهلل أي معنى في افعالهم‪ ,‬فمتى ما كان القران يلبي مصالحهم احتجوا به‪ ,‬ومتى ما كان‬
‫اقوال الرسول تنفعهم احتجوا بها‪ ,‬فصرح اهلل حال هؤالء بكتابه الكريم‪ ﴿ :‬وما ُمح َّمد إِ َّال ر ُسول ق ْد‬
‫ض َّر‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ُس ُل أفِإن َّمات أ ْو قُتِل انقل ْبتُ ْم على أ ْعقابِ ُك ْم ومن ينقلِ ْ‬
‫ت ِمن قْبلِ ِه ُّ‬
‫ب على عقب ْيه فلن ي ُ‬ ‫خل ْ‬
‫اك ِرين﴾ آل عمران (‪.)144‬‬ ‫الش ِ‬
‫اللَّه ش ْيًئا وسي ْج ِزي اللَّ ُه َّ‬
‫والحرمة االشد ايالماً بعد ذلك حرمة الزهراء(ع)‬ ‫‪‬‬
‫حقيقة من يهتك حرمة رسول اهلل (ص)ويفعل كل هذه االفعال ال يتوقع منه اال أبشع‬
‫االفعال‪ ,‬فحرمة الصديقة من حرمة الرسول(ص)‪ ,‬لكنها صدقت الوصف حينما قالت انها ازيلت‬
‫الحرمة ولن تعود حرمة محفوظة وهكذا بدأ زوالها عندما اساءوا التعامل مع الرسول(ص) ثم‬
‫دخلوا بيت الصديقة‪ ,‬وفعلوا ما فعلوا! وقالوا ما قالوا!‬

‫قال تعالى‪﴿:‬يا أيُّها َّال ِذين آم ُنوا ال ت ْد ُخلُوا ُب ُيوتًا غ ْير ُب ُيوتِ ُك ْم حتَّى ت ْستأْنِ ُسوا وتُسلِّ ُموا على أ ْهلِها‬
‫ذلِ ُك ْم خ ْير لَّ ُك ْم لعلَّ ُك ْم تذ َّك ُرون﴾ النور(‪.)27‬‬

‫إذا كان اهلل يأمرنا ان نستأذن عند الدخول لبيت عادي فكيف ببيت الصديقة(ع) وهو بيت‬
‫النبوة ومهبط الوحي وموضع الرسالة‪.‬‬

‫📚 مقطع من رواية(‪ )1‬نقل ﺍلعالمة ﺍلمجلسي ﺭحمه ﺍلله تعالى‪ ,‬عن موسى بن جعفر عن‬
‫ﺃبيه‪ ,‬قال‪ :‬لما حضرﺕ ﺭسول ﺍلله (ص( ﺍلوفاﺓ ﺩعا ﺍْلنصاﺭ‪ ,‬ﻭقال‪ :‬يا معشر ﺍْلنصاﺭ‪ ,‬قد‬
‫حاﻥ ﺍلفرﺍﻕ‪ ...‬ﺇلى ﺃﻥ قال‪ ":‬ﺃال ﺇﻥ فاﻃمة بابها بابي‪ ,‬ﻭبيتها بيتي‪ ,‬فمن هتﻜه‪ ,‬فقد هتك حجاﺏ‬
‫ﺍلله ‪ ".‬فبﻜى ﺃبو ﺍلحسن (عليه السالم) ﻃويال‪ ,‬ﻭقﻄع بقية كالمه‪ ,‬ﻭقال ‪:‬هتك ‪-‬ﻭﺍلله ‪-‬حجاﺏ‬
‫ﺍلله‪ ,‬هتك ‪-‬ﻭﺍلله ‪-‬حجاﺏ ﺍلله‪ ,‬هتك ‪-‬ﻭﺍلله ‪-‬حجاﺏ ﺍلله‪ ,‬يا ﺃمه صلوﺍﺕ ﺍلله عليها‪.‬‬

‫ـــــــ ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫بحار االنوار‪ :‬مجلد ‪ ,22‬ص ‪.467‬‬
‫بعدها مرحلة ازيلت حرمة الصالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وفي كتب الغير من العامة ان الصالة التي كان يصليها المسلمون بعد وفاة الرسو(ص)‬
‫غير صالة الرسول(ص)‪.‬‬

‫📚 في الحديث الشريف‪ :‬ان الصالة ان قبلت قبل ما سوآها‪.‬‬

‫📚 حدثنا إسحاق الوسطي قال‪ :‬حدثنا خالد‪ ,‬عن أبي العالء عن مطرف‪ ,‬عن عمران بن‬
‫حصين قال‪ :‬صلى مع علي رضي اهلل عنه في البصرة(‪ ,)1‬فقال‪ :‬ذكرنا هذا الرجل صالة‪ ,‬كنا‬
‫(‪)2‬‬
‫نصليها مع رسول اهلل (ص)‪.‬‬

‫📚 حدثنا أبو نعمان قال‪ :‬حدثنا حماد‪ ,‬عن غيالن بن جرير‪ ,‬عن مطرف بن عبد اهلل قال‪:‬‬
‫صليت خلف علي ابن ابي طالب رضي اهلل عنه‪ ,‬أنا وعمران بن حصين‪ ,‬فلما قضى الصالة‪,‬‬
‫أخذ بيدي عمران بن حصين فقال‪ :‬قد ذكرني هذا صالة محمد (ص)‪ ,‬قال لقد صلى بنا صالة‬
‫(‪) 3‬‬
‫محمد (ص)‪.‬‬

‫فمن ال يصلي صالة توافق صالته صالة رسول اهلل(ص)أي صالة يصلي؟؟‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬‬
‫(يعني في حرب الجمل بزمن خالفته(ع)يعني قريب العقدين بعد وفاة الرسول(ص)‪ ,‬يعني أي صالة كان‬
‫يصليها المسلمون خالل كل تلك الفترة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫البخاري باب‪ :‬كتاب صفة الصالة‪ ,‬ح ‪ ,751‬ص ‪. 262‬‬
‫(‪)3‬‬
‫البخاري باب‪ :‬كتاب صفة الصالة‪ ,‬ح ‪ ,753‬ص ‪.252‬‬
‫مرحلة ازيلت حرمة القران‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عندما رفعت المصاحف على الرماح‪ ,‬وقال يومها امير المؤمنين علي‪ :‬كلمة حق يراد بها‬
‫باطل‪ ,‬فانتهكوا بها حرمة الكتاب‪.‬‬

‫اْلول من صفر ‪37‬هـ‪ ,‬وصفّين منطقة بين‬


‫خدعة رفع المصاحف بدأت معركة ص ّفين في ّ‬
‫الشام والعراق‪.‬‬
‫لما رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش اْلمام علي(ع) على جيشه‪ ,‬وقد قرب منه‬
‫ّ‬
‫القائد مالك اْلشتر مع مجموعته‪ ,‬دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه‬
‫االنتصارات‪.‬‬

‫أسنة‬
‫فقام عمرو بن العاص بخدعة‪ ,‬حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على ّ‬
‫أن القرآن حكمًا بيننا‪ ,‬أراد من ذلك أن يخدع أصحاب اْلمام علي (ع)‪,‬‬
‫الرماح‪ ,‬ومعنى ذلك ّ‬
‫ليقفون عن القتال ويدعون اْلمام علي (ع) إلى حكم القرآن‪.‬‬

‫ال جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش اْلمام (ع) حاملين سيوفهم على عواتقهم‪ ,‬وقد‬
‫وفع ً‬
‫لقراء الذين صاروا خوارج فيما بعد‪ ,‬فنادوه‬
‫يتقدمهم عصابة من ا ّ‬
‫اسودت جباههم من السجود‪ّ ,‬‬
‫ّ‬
‫ال قتلناك كما قتلنا ابن‬
‫باسمه ال بإمرة المؤمنين‪ :‬يا علي‪ ,‬اجب القوم إلى كتاب اهلل إذا ُدعيت‪ ,‬وا ّ‬
‫لنفعلنها إن لم تجبهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ع ّفان‪ ,‬فو اهلل‬

‫أحق من أجاب إلى كتاب اهلل‪ ,‬ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن‬
‫فقال(ع)‪( :‬عباد اهلل‪ّ ,‬إني ّ‬
‫ال وصحبتهم‬
‫أبي معيط ليسوا بأصحاب دين وال قرآن‪ ,‬واّني اعرف بهم منكم‪ ,‬صحبتهم أطفا ً‬
‫حق ُيراد بها باطل‪ّ ,‬إنهم واهلل ما رفعوها‪ّ ,‬إنهم‬
‫وشر الرجال‪ّ ,‬إنها كلمة ّ‬
‫شر اْلطفال ّ‬
‫رجاالً‪ ,‬فكانوا ّ‬
‫ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة‪ ,‬أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة‬
‫يعرفونها وال يعملون بها‪ّ ,‬‬
‫ال أن يقطع دابر الذين ظلموا( ‪.‬‬
‫الحق مقطعه‪ ,‬ولم يبق إ ّ‬
‫ّ‬ ‫واحدة‪ ,‬فقد بلغ‬
‫ثم قال(ع) لهم‪( :‬ويحكم أنا ّأول من دعا إلى كتاب اهلل‪ ,‬و ّأول من أجاب إليه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫مرحلة ازيلت حرمة الكعبة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حقيقة من هو الذي أمر بهدم الكعبة او ليس من يدعي بأنه خليفة المسلمين‬

‫وقد هدم الكعبة عبد اهلل بن الزبير في جمادي اآلخرة سنة ‪64‬هـ‪ ,‬حتى ألصقها باْلرض‪,‬‬
‫فلما بلغ ابن الزبير بالهدم إلى القواعد أدخل الحجر في البناء حتى رفعها‪ ,‬وجعل لها بابين بابًا‬
‫وصير على كل باب مصراعين‪ .‬وجعل رفعها إلى ثماني عشرة ذراعًا‪ .‬وقبل‬
‫ّ‬ ‫شرقيًا وبابًا غربيبًا‬
‫هذا كان الحصين بن نمير قد أقبل على رأس جيش يزيد عام ‪62‬هـ وأراد ابن الزبير الذي كان‬
‫متحصنًا داخل البيت الحرام‪ ,‬ورمى الكعبة بالمنجنيق فاضَّر بها‪ ,‬ثم تلت ذلك حملة عبد الملك‬
‫بن مروان التي نفذها الحجاج الثقفي عام ‪73‬هـ لقمع ابن الزبير وقام الحجاج بهدم الكعبة ورفعها‬
‫إلى سبعة وعشرين ذراعًا‪.‬‬

You might also like