You are on page 1of 18

‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب‬

‫في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬


)231 ‫دراسة في سورة البقرة (اآلية‬

‫بحث مشترك مستل من رسالة ماجستير‬


‫ عادل ناجي كاظم‬:‫الباحث األول‬
‫ أحمد محيي الدين صالح‬.‫ د‬:‫الباحث الثاني المشرف‬
Interpretation of the verses of the judgments
In tafser (Al-lobab fi olom Al- kitab)
ibn Adel al-Hambali
Study in souret elbakara
the verse (231)A joint research drawn from a
master’s thesisFirst researcher: Adel Naji Kazim
The second researcher supervisor:
dr. Ahmed Muhe - ldeen Saleh
]60 ‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد‬
‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬ 52

‫ملخص البحث‬

‫القرآن الكريم هو المصدر التشريعي األول عند المسلمين وقد وردت في سوره العظيمة آيات كريمة تناولت‬
‫ آيات‬:‫ وقــد أطلق على مجموع هــذه اآليات‬،‫جوانــب التشــريع المختلفــة في حياة المســلمين كأفراد ومجتمع‬
‫ ومن هؤالء المفسرين اإلمام ابن عادل‬،‫ وقد تناولها العديد من العلماء والمفســرين بالدراســة والتفســير‬،‫األحكام‬
‫الحنبلي من علماء القرن الثامن الهجري في تفسيره (اللباب في علوم الكتاب) وهو من التفاسير التي جمعت‬
.‫أقوال من سبقه من العلماء وتوسع في دراسة آيات األحكام‬
‫) وندرس تفســيره‬231( ‫وفي بحثنا هذا نتناول بعض المســائل من تفســير ابن عادل في ســورة البقرة في اآلية‬
.‫التشريعي والفقهي لها دراسة تحليلية تبين منهجه وطريقته في االستدال ل وتناقش األدلة في المسألة‬

Research Summary:
The Holy Qur’an is the first legislative source for Muslims. It has been mentioned in the Great
Surah verses dealing with different aspects of the legislation in the lives of Muslims as individu-
als and society, has been called the total of these verses: verses of judgments, has been addressed
by many scholars and interpreters study and interpretation, and these interpreters Imam Ibn Adel
Hanbali scientists from the eighth century AH in the interpretation (Al-lobab fi olom Al- kitab),
which is one of the interpretations collected statements from his predecessors of scientists and the
expansion of the study of verses judgments.
In this research we deal with some of the issues of the interpretation of Ibn Adel in Surat Al-Baqa-
rah in verse (231) and examine his legislative and jurisprudential interpretation have an analytical
study showing his method and method of reasoning and discuss the evidence in the matter.

* * *
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫‪53‬‬ ‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬

‫‪‬‬
‫ّ‬
‫المقدمة‬

‫ّإن الحمد هلل‪ ،‬نحمده ونشكره ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده‬
‫ّ‬
‫اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشــهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شــريك له‪ ،‬وأشــهد ّأن محمدا عبده‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫أما بعد؛‬
‫فمــن شــروط ســعادة بني البشــر فــي حياتهم علــى هــذه األرض‪ :‬أن يكون لهــم تشــريع وقانون ينظــم حياتهم‬
‫ومجتمعاتهم‪ ،‬ولذلك أنزل ربنا ســبحانه في رســالته الخاتمة إلى البشر (القرآن الكريم) آيات بينات ترسخ لهم‬
‫ُ‬
‫قواعد الشريعة التي تكون سببا في صالح حياتهم على هذه األرض وتكون سببا في سعادتهم في اآلخرة‪ ،‬ﵟ ث َّم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫َ َ ۡ َ ٰ َ َ َ ٰ َ َ ّ َ ۡ َ ۡ َ َّ ۡ َ َ َ َ َّ ۡ َ ۡ َ ٓ َ َّ َ َ َ ۡ َ ُ َ‬
‫ﵝاجلاث َِية اآلية ﵘﵑﵜ ‪.‬‬
‫ون ‪١٨‬ﵞ َ‬ ‫شيعةٖ مِن ٱلم ِر فٱتبِعها ول تتبِع أهواء ٱلِين ل يعلم‬ ‫جعلنك ع ِ‬
‫وقد تســابق العلماء في تفســير كالم اهلل وشــرحه وتبيينه للناس من خالل كتابة موســوعات تفســيرية كبيرة‬
‫ّ‬
‫تناولت كل الجوانب الواردة في كالم اهلل سبحانه‪ ،‬ومنها الجانب التشريعي والفقهي‪.‬‬
‫ومن هذه الموسوعات المهمة الكبيرة تفسير اإلمام ابن عادل الحنبلي المسمى (اللباب في شرح الكتاب)‪.‬‬
‫وهو من التفاسير التي كتبت في القرن الثامن الهجري وحاول مؤلفه جمع ما سبق من التفاسير وترتيبه‪ ،‬ولذلك‬
‫أحببنا دراسة أنموذج من هذا التفسير وكيفية تناوله للتفسير الفقهي آليات األحكام‪ ،‬كي نستفيد من منهجيته‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫فتفســير آيــات األحــكام يعــد قاعدة ومنطلقا للتشــريعات في مجتمعات المســلمين في كل زمان ومــكان‪ ،‬وهذا‬
‫ّ‬
‫بديهي ومنطلق من إيمان المسلمين بصالحية كتاب اهلل الخاتم وشريعته الخاتمة لكل زمان ومكان‪.‬‬
‫وقد قسمنا بحثنا هذا على مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف بابن عادل الحنبلي وتفسيره (اللباب في علوم الكتاب)‬
‫المطلب الثاني‪ :‬من أحـكام اآليـة (‪ )231‬من سورة البقـرة‪ :‬تفسير ابن عادل لكيـفــيـة رجعة المطلقـة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أقوال العلماء في المسألة ومناقشتها‬
‫ثم ختمنا البحث بأهم النتائج التي توصلنا إليها‬
‫هذا وما كان من توفيق فمن اهلل سبحانه‪ ،‬وما كان من نقص وتقصير فمن طبيعتنا البشرية‪ ،‬واهلل نسأل العفو‬
‫والقبول‪ .‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬ ‫‪54‬‬

‫ •المطلب األول‪ :‬تعريف بابن عادل الحنبلي وتفسيره (اللباب في علوم الكتاب)‬
‫هو سراج الـديـن ابو حـفــص عمر بن علـي بن عادل الـحـنبلـي الـدمشـقـي(‪.)1‬‬
‫لـم تـذكر الـمصادر الـتـي تـرجمت البن عادل‪ ،‬تـاريـخا لـمولـده‪ ،‬وال لـوفــاتـه‪ ،‬فــذهب بعض الـباحـثيـن إلـى انه‬
‫عاش بيـن ‪ 675‬هـ و ‪ 757‬هـ(‪ ، )2‬أو ّأنه عاش بيـن سنة ‪ 700‬و‪ 800‬هـ(‪.)3‬‬
‫عــاش فــي دمشــق وتتلمذ علــى عدد مــن شــيوخها ّ‬
‫ودرس فيها‪ ،‬وأشــهر مؤلفاته هو تفســير اللبــاب في علوم‬
‫بمقـدمة‪ ،‬وشـرع بتـفــسيـــر سورة الـفــاتـحـة والـسور الـقـرآنيـة‬
‫ِ‬ ‫الكتاب‪ ،‬وهو تـفــسيـــر كامل لـلـقـــرآن الـكريـم‪ ،‬ابتـدأه‬
‫تـفــسيـره بسورة ّ‬
‫الـناس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الـتـي تـلـيـها‪ ،‬ثم ختـم‬
‫ً‬
‫وهــو كتــاب ضخــم طبع فــي دار الكتــب العلمية فــي بيروت في عشــرين مجلــدا‪ ،‬وقد جمع فيــه ابن عادل‬
‫الحنبلــي الكثيــر ممــا احتوته التفاســير الســابقة له‪ ،‬وعلى وجــه الخصوص تفســيري اإلمامين الــرازي (مفاتيح‬
‫الغيب) والقرطبي (الجامع ألحكام القرآن)‪ ،‬وهذان التفســيران من الموسوعات الكبيرة والتي تميزت بالتوسع‬
‫في الجانب الفقهي لتفسير آيات األحكام‪ ،‬ولذلك تميز تفسير (اللباب) بالتوسع في هذا الجانب وهذا سبب‬
‫تناولنا له بالبحث‪.‬‬
‫ّأمــا مفهــوم آيــات األحــكام‪ :‬فهي اآليات التــي ُتعنى ببيــان األحكام الشــرعية والدال لــة عليها ‪ -‬ســواء كانت‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫األحــكام اعتقاديــة‪ ،‬أو عمليــة فرعية‪ ،‬أو ســلوكية وأخالقيــة ‪ -‬إال أن العلماء تعارفوا على إطالق أحــكام الق ْرآن؛‬
‫على أحكام القرآن العملية ‪ ،‬الفرعية ‪ ،‬المعروفة بالفقهية‪.‬‬
‫ً‬
‫والمــراد بآيــات األحــكام ‪ -‬عنــد اإلطــاق ‪»:-‬هــي اآليات التــي ُت ّبين األحــكام الفقهيــة وتدل عليهــا نصا‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫استنباطا»‪.‬‬

‫((( ينظر كشف الظنون عن اسامي الكتب والفـنون لحاجي خليفـة دار الفـكر ‪ 1402‬هـ ‪ ،1543 /2‬هدية العارفـين اسماء المؤلفـين‬
‫وثار المصنفـين من كشفـ الظنون السماعيل باشا البغدادي دار الفـكر ‪ 1402‬هـ ‪ ،794/1‬االعالم لخير الدين بن محمود بن محمد‬
‫بن علي بن فـــارس الزركلي المتوفـــى سنة (‪ 1310‬هـ ) دار العلم للماليين الطيعة الخامسة ‪ 1980‬م ‪ ،58/5‬معجم المؤلف ــين لعمر‬
‫رضــا كحالة مؤسســة الرســالة بيروت لبنــات الطبعة االولــى ‪ 1414‬هـ ‪ ،568/2‬الســحب الوابلة على ضرائــح الحنابلة لمحمد بن‬
‫عبد اهلل بن حميد النجدي تحقيق بكر بن عبد اهلل وعبد الرحمن بم ســليمان العثيمين مؤسســة الرســالة بيروت لبنان الطبعة‬
‫االولى ‪ 1416‬هـ ‪. 792 /2‬‬
‫((( ينظر مقالة الدكتور مرهف السقا ( ابن عادل مولـده ‪ -‬ونشـاتـه ‪ -‬ووفــاتـه ) على موقع اهل التفـسير ‪ www.Tafser.net‬ارشيف‬
‫المنتدى ‪.4039‬‬
‫((( ينظر‪ .‬اختـيـــارات ابن عادل الـنحـويـــة فــــي كتـــابه الـلـــباب فــي علـــوم الـكتـــاب اطروحة دكتوراه لعبد اهلل بن عمير بإشراف‬
‫الدكتور رياض بن حسن الخوام لسنة ‪ 1430‬هـ جامعة أم القرى ‪ -‬مكة لمكرمة (ص ‪)10‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫‪55‬‬ ‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫التف ِس ْير الذي ُيعنى ببيان األحكام الفقهية‪ ،‬والتنبيه عليها‪،‬‬ ‫التف ِس ْير الفقهي‪ « :‬هو‬ ‫وتفاسير آيات األحكام‪ ،‬أو‬
‫(‪)1‬‬
‫سواء باال قتصار عليها‪ ،‬أو العناية الخاصة بها»‬

‫ •المطلب الثاني‪ :‬من أحـكام اآليـة (‪ )231‬من سورة البقـرة‬


‫تفسير ابن عادل لكيـفــيـة رجعة المطلقـة‬
‫ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ َ ّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َّ ۡ ُ ّ َ ٓ َ َ َ ۡ َ َ ُ َ ۡ ُ ُ‬
‫وف َول ت ۡمسِكوه َّن‬ ‫سحوه َّن ب ِ َمع ُر ٖ ۚ‬ ‫وف أو ِ‬ ‫قال تعالى ﵟ ِإَوذا طلقت ُم ٱلنِسا َء فبلغ َن أجله َّن فأمسِكوه َّن ب ِ َمع ُر ٍ‬
‫َّ ُ ُ ٗ َ ۡ ُ ُ ْ ۡ َ َ َّ َ ُ‬ ‫َ ٗ ّ َ ۡ َ ُ ْ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ٰ َ َ َ ۡ َ َ َ َ ۡ َ ُ َ َ َ َّ ُ ْ َ‬
‫ت ٱللِ َعل ۡيك ۡم‬ ‫ت ٱللِ هزو ۚا وٱذكروا ن ِعم‬ ‫خذ ٓوا َءاي ٰ ِ‬ ‫ضارا ِلعتد ۚوا ومن يفعل ذل ِك فقد ظلم نفسه ۚۥ ول تت ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّ َ َ ۡ ُ ٓ َّ َّ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬
‫ش ٍء َعل ‪ٞ‬‬ ‫كل ۡ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ ۡ ُ ّ َ‬
‫ِيم ‪٢٣١‬ﵞ‬ ‫ــب وٱل ِكمةِ يعِظكم بِهِۚۦ وٱتقوا ٱلل وٱعلموا أن ٱلل ب ِ ِ‬ ‫وما أنزل عليكم مِن ٱلكِتٰ ِ‬
‫َ‬
‫ﵝابلَق َرة اآلية ﵑﵓﵒﵜ‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬أسباب النزول‪.‬‬
‫ّ‬
‫يسار‪ ،‬طلق امرأته‪،‬‬ ‫رجل من األنصار يدعى‪ :‬ثابت بن ٍ‬ ‫قال ابن عادل في سبب نزول اآلية‪ ( :‬هذه َ اآلية نزلت في ٍ‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مضارتها) (‪ ،)2‬وهو ما ذهب إليه جمهور المفسرين(‪.)3‬‬ ‫حتى إذا قارب انقضاء عدتها‪ ،‬راجعها‪َّ ،‬ثم طلقها؛ يقصد‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف ببعض المفردات‪.‬‬
‫يــدل علــى َّ‬ ‫ُّ‬ ‫صحيح ّ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫التخلية‬ ‫مطــرد واحد‪ ،‬وهو‬ ‫الطــاق‪ :‬لغــة‪ :‬قــال ابن فــارس‪ « :‬الطــاء والــام والقاف أصــل‬
‫واصطالحا‪ :‬رفع قيد النكاح بلفظ مخصوص‪ ،‬أو إزالة عصمة الزوجة بصريح لفظ الطالق أو كناية‬ ‫ً‬ ‫واإلرسال»(‪.)4‬‬
‫ظاهرة أو بلفظ مع النية‪ .‬أو هو حل عقدة النكاح بلفظ الطالق ونحوه‪ .‬أو هو إيقاع ما يتضمن إنشاء الزوج للفرقة‬
‫ّ‬
‫بعد تحقق الزوجية الدائمة(‪.)5‬‬

‫((( ينظر تفاسير آيات األحكام ومناهجها‪ ،‬للدكتور علي بن سليمان العبيد‪ ،‬ط ‪ -‬دار التدمرية‪ ،‬األولى ‪1410‬هــ (ص‪)39‬‬
‫((( للباب في علوم الكتاب‪ ،‬أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (ت‪880‬هـ)‪ ،‬المحقق‪:‬‬
‫الشــيخ عــادل أحمد عبد الموجود ‪ ،‬والشــيخ علي محمــد معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنــان‪ ،‬ط‪1419 ،1‬هـ‪1998/‬م‪:‬‬
‫‪.153/4‬‬
‫((( ينظر‪ :‬تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل في تفسير القرآن‪ ،‬أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي( ت ‪510‬هـ)‪ ،‬المحقق‪:‬‬
‫حققه وخرج أحاديثه محمد عبد اهلل النمر ‪ -‬عثمان جمعة ضميرية ‪ -‬ســليمان مســلم الحرش‪ ،‬دار طيبة للنشــر والتوزيع‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪1417‬هـ ‪1997 -‬م‪.274 /1 :‬‬
‫((( معجــم مقاييــس اللغــة‪ ،‬ألحمد بن فارس‪ (،‬ت ‪395‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الســام هارون‪ ،‬ط مكتبة البابي الحلبي‪ ،‬مصر ســنة‬
‫‪1400‬هـ‪.420/3 :‬‬
‫((( شــرح فتــح القديــر‪ ،‬للكمــال بــن الهمام الحنفــي‪( ،‬ت ‪681‬هـــ)‪ ،‬ط دار الفكر‪ ،‬بيــروت‪ ،‬ط الثانيــة‪ 463/3 :‬؛ الشــرح الكبير‬
‫للدردير على مختصر خليل مع حاشية الدسوقي ‪ ،‬ألحمد بن محمد الدردير‪ ،‬مطبوع مع حاشية الدسوقي‪ ،‬ط دار الفكر‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬ ‫‪56‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ ْ‬
‫يــم َوال َع ْي ُن أ ْصل ك ِب ٌير ُم ّط ِــر ٌد ُم ْنق ٌاس‪َ ،‬يدل َعلــى َر ٍّد َو َتك َر ٍار‪َ .‬تقــول‪َ :‬ر َج َع َي ْر ِج ُع‬ ‫الرجعــة‪ :‬لغة‪(:‬رجــع) الــراء وال ِج‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ــاد‪َ .‬و َر َاج َــع َّالر ُج ُل ْام َرأ َت ُــه‪َ ،‬و ِه َي َّالر ْج َع ُة َو ّ ْ َ ُ (‪َ َ َ ْ )1‬‬
‫وعــا‪ ،‬إ َذا َع َ‬
‫ُر ُج ً‬
‫ورجاعا َر َجعها‬ ‫ُ‬
‫الرجعــة ‪ .‬وارتجع المرأة وراجعهــا مراجعة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫والر ْجعة‬ ‫ِ‬ ‫عــة‬ ‫ج‬‫طالقــا يملــك فيــه َّالر ْ‬ ‫فالنــة‬ ‫فــان‬ ‫ــق‬ ‫طل‬ ‫والر ْجعــة يقــال‬ ‫الر ْجعــة‬ ‫ّ‬
‫نفســه بعــد الطــاق واالســم ِ‬ ‫ِإلــى‬
‫َ‬
‫والفتح أفصح(‪.)2‬‬
‫النكاح كما كانــت بال تجديد عقد فــي العدة ال‬ ‫وفــي االصطــاح‪ :‬عبــارة عــن ّرد الزوج الزوجــة و إعادتها إلــى ّ‬
‫ّ‬
‫بعدهــا‪ ،‬إذ هــي اســتدامة الملك وال ملك بعد انقضائهــا ‪ .‬والمراد عدة الطالق الذي يكــون بعد الوطء‪ ،‬حتى لو‬
‫فالس ّــني أن‬ ‫وأقــر ّأنــه لم يطأها ثم طلقهــا فال رجعة له عليها‪ .‬وهي على ضربين ّ‬
‫ســني وبدعي‪ّ .‬‬ ‫خــا بالمنكوحــة ّ‬
‫يراجعها بالقول ويشــهد على رجعتها شــاهدين‪ ،‬ويعلمها بذلك‪ .‬فإذا راجعها بالقول نحو أن يقول لها راجعتك‬
‫للس ّنة(‪.)3‬‬
‫أو راجعت امرأتي ولم يشهد على ذلك‪ ،‬أو أشهد ولم يعلمها بذلك فهو بدعي مخالف ّ‬
‫رأي ابن عادل في المسألة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بكالم‪ ،‬لم‬ ‫إال‬ ‫والطالق‬ ‫النكاح‬ ‫يكن‬ ‫لــم‬ ‫لما‬ ‫‪:‬‬ ‫الش ُّ‬
‫ــافعي‬ ‫قــال ابــن عادل‪ ( :‬واختلف العلماء في كيفيتها؛ فقال‬
‫ٍ‬ ‫ً َ‬
‫َ‬
‫تصح بالوطء‪ .‬حجة الشافعي‪ّ :‬أن ابن عمر‬ ‫أيضا ‪ّ -‬إال بكالم‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ ،‬والثوري‪ ،‬وأحمد‪ُّ :‬‬ ‫تكن الرجعة ‪-‬‬
‫َْ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫طلق زوجته‪ ،‬وهي حائض؛ فسأل عمر رسول اهلل  عن ذلك‪ ،‬فقال‪«ُ :‬م ْر ُه فل ُي َر ِاج ْع َها» فأمره  بالمراجعة‬
‫نخص الرجعــة في الوطء‪،‬‬ ‫فــي تلــك الحــال‪ .‬والوطء فــي زمن الحيض ال يجــوز‪ .‬وقد يجاب عــن هذا؛ َّبأننا لــم َّ‬

‫وفﵞ‬ ‫ُ‬
‫ر‬ ‫ع‬
‫ُ ُ‬
‫وه َّن ب َم ۡ‬ ‫ِــك‬
‫س‬ ‫وحجة أبي حنيفة‪ ،‬قوله تعالى‪ :‬ﵟفَأَ ۡ‬
‫م‬ ‫بالوطء‪ ،‬وفي صورة بالقول‪َّ .‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صورة‬
‫ٍ‬ ‫بــل قــد يكون في‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫أمر بمجرد اإلمســاك‪ ،‬والوطء إمســاك‪ ،‬فوجب أن يكون كافيــا‪ ،)4( )...‬والمالحظ هنا ّأن ابن‬ ‫ﵝابلَ َق َرة اآلية ﵑﵓﵒﵜ ٌ‬

‫‪347/2‬؛ مغنــي المحتــاج إلــى معرفة معانــي ألفاظ المنهاج‪ ،‬للشــربيني‪ ،‬ط دار الفكــر‪ ،‬بيروت‪455/4 :‬؛ المغني شــرح مختصر‬
‫الخرقــي‪ :‬لموفــق الديــن بن قدامة الحنبلي‪( ،‬ت ‪620‬هـــ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل التركي‪ ،‬د‪ .‬عبد الفتــاح الحلو‪ ،‬دار هجر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط الثانية ســنة ‪1413‬هـ‪234/8 :‬؛ ؛ والمحلى البن حزم الظاهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شــاكر‪ ،‬ط دار التراث بالقاهرة‪359-358/9 :‬؛‬
‫والســيل الجــرار المتدفــق على حدائــق األزهار‪ :‬لمحمد بن علي الشــوكاني‪( ،‬ت ‪1250‬هـــ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود زايــد‪ ،‬ط دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط األولى ‪1405‬هـ‪.339/2 :‬‬
‫((( مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس‪.490/2 :‬‬
‫((( لسان العرب‪ ،‬البن منظور‪.1592/3 :‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬شــرح كنــز الدقائــق في فروع الحنفية للشــيخ اإلمام أبــي البركات عبد اهلل بــن أحمد المعروف بحافظ الدين النســفي‬
‫(المتوفــى ‪710‬ه)‪ ،‬لمعيــن الديــن الهــروي المعــروف بمــا مســكين (ت‪ 970‬هـ)‪165 :‬؛ وكشــاف اصطالحــات الفنــون والعلوم‪،‬‬
‫للتهانوي‪.845/1 :‬‬
‫((( اللباب في علوم الكتاب‪.155/4 :‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫‪57‬‬ ‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬
‫ً‬
‫عادل اختصر هذه المسألة من التفسير الكبير لإلمام الرازي (‪ ،)1‬ولم يضف شيئا أو يعقب أو يرجح بين األ قوال‪،‬‬
‫بل لم يذكر أدلة مذهب الحنابلة الذي ينتمي إليه و إنمى اكتفى باختصار كالم اإلمام الرازي دون أن يبين رأيه‬
‫في المسألة‪.‬‬
‫ •دراسة المسألة‪:‬‬
‫اختلف المفسرون في كيفية رجعة المطلقة على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪َّ :‬إن الرجعة تحصل بالوطء بشرط ّ‬
‫النية‪ .‬وهو ما ذهب إليه ابن العربي في أحكام القرآن‪ ،‬والقرطبي‬
‫في تفسيره(‪ ،)2‬وهو مذهب المالكية ورواية عن االمام أحمد(‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ٰ‬ ‫َ ۡ َ ۡ ُۢ ۡ َ‬ ‫‪ -1‬لقول اهلل تعالى‪ :‬ﵟفَإ ۡم َس ُ‬
‫ــاكۢ ب َم ۡع ُ‬
‫ــنﵞ ﵝابلقرة اآلية ﵙﵒﵒﵜ ‪ .‬أن اهلل أمر باإلمســاك‬
‫سيح بِإِحس ٖ ۗ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫و‬‫أ‬ ‫وف‬
‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بنية الرجعة إمساك بمعروف فحصلت به الرجعة(‪.)4‬‬ ‫بالمعروف‪ ،‬والوطء ّ‬
‫لكل امــرئ ما نوى»(‪َّ .)5‬‬
‫فأن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫النية شــرط لصحة العمل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -2‬وقــول النبــي ‪« :‬إنمــا األعمــال بالنيات و إنما ِ‬
‫تميز األعمال(‪.)6‬‬‫بالنية التي ّ‬
‫ألن فعله اقترن ّ‬ ‫مراجعا لها؛ َّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فمن وطئ زوجته الرجعية ناويا بذلك المراجعة صار‬

‫((( ينظر‪ :‬تفســير الرازي المســمى مفاتيح الغيب أو التفســير الكبير ‪ :‬أبو عبد اهلل محمد بن عمر بن الحســن بن الحســين التيمي‬
‫الــرازي الملقــب بفخــر الدين الرازي خطيب الــري (ت‪606 :‬هـ)‪ ،‬دار إحياء التــراث العربي ‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثالثة ‪1420 -‬هـ‪:‬‬
‫‪.452/6‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬أحــكام القــرآن القاضــي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري االشــبيلي المالكــي (ت ‪543‬هـ)‪ ،‬راجع أصوله‬
‫َّ‬
‫وخــرج أحاديثــه وعلــق عليه‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتــب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثالثة‪1424 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م‪:‬‬
‫‪193/1‬؛ تفسير القرطبي الجامع ألحكام القرآن‪ :‬لإلمام محمد القرطبي‪( ،‬ت ‪671‬هـ)‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.155/3 :‬‬
‫((( ينظر بداية المجتهد ونهاية المقتصد (‪ )105 /3‬و اإلنصاف للمرداوي (‪)154 /9‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أحكام القرآن البن العربي‪.193/1 :‬‬
‫((( رواه البخاري في صحيحه‪ ،‬لمحمد بن إســماعيل البخاري‪( ،‬ت ‪256‬هـ)‪ ،‬ط دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬مطبوع مع شــرحه فتح‬
‫الباري ‪ ،‬من كتاب بدء الوحي‪ ،‬فتح الباري‪9/1 :‬؛ ومســلم في صحيحه‪ ،‬لمســلم بن الحجاج النيســابوري‪ ،‬ت ‪261‬هـ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ط دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرة‪.1515/3 :‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬المعونةعلــى مذهــب عالم المدينة‪ :‬للقاضي عبد الوهــاب المالكي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬حميش عبد الحق‪ ،‬الناشــر مكتبة‬
‫البــاز‪ ،‬مكــة والريــاض‪ ،‬ط األولى ســنة ‪1415‬ه‪ ،859/2 :‬اإلشــراف على نكت مســائل الخــاف‪ :‬للقاضي عبد الوهــاب المالكي‪،‬‬
‫ت ‪422‬ه ــ‪ ،‬تحقيــق‪ :‬الحبيــب بــن طاهــر‪ ،‬ط دار ابــن حزم‪ ،‬بيــروت‪ ،‬األولى ســنة ‪1420‬هـ‪ ،758/2 :‬شــرح الزركشــي على مختصر‬
‫الخرقي‪ :‬لمحمد بن عبد اهلل الزركشي الحنبلي‪ ،‬ت ‪772‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل بن عبد الرحمن الجبرين‪ ،‬ط مكتبة العبيكان‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط األولى سنة ‪1410‬هـ‪.449/5 :‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬ ‫‪58‬‬

‫بــأن األعمال فــي الحديــث محمولة علــى العبــادات‪ ،‬والرجعــة ليســت منها(‪ .)1‬و يجــاب َّ‬
‫بأن‬ ‫فــإن قيــل‪َّ :‬‬
‫لفــظ األعمــال عــام‪ ،‬وال دليل علــى تخصيصــه بالعبادات‪ .‬كمــا َّإن مراجعتها بالــوطء مع ّ‬
‫النية يتنــزل منزلة‬
‫َ‬
‫مراجعتهــا بالقــول المتفــق علــى حصول الرجعة بــه(‪ .)2‬وكما ّإن الفيئــة في اإليالء تحصل بالــوطء‪ ،‬فكذلك‬
‫الرجعــة تحصل به(‪.)3‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫القــول الثانــي‪ّ :‬إن الرجعــة تحصــل بالــوطء مطلقا‪ ،‬نــوى أو لم ينــو‪ .‬وهو ما ذهــب إليه الجصــاص في أحكام‬
‫القرآن‪ ،‬وهو مذهب الحنفية(‪ ،)4‬وقول بعض المالكية(‪ ،)5‬ورواية عند الحنابلة هي المذهب(‪.)6‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فاستدل من قال بأن الرجعة تحصل بالوطء مطلقا و إن لم ينو بما يأتي‪:‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َٰ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ُ َ ُ ُ َّ َ َ ُّ َ ّ‬
‫‪ -1‬قول اهلل ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ :-‬ﵟوبعولهن أحق بِر ِدهِن ِف ذل ِكﵞ ﵝابلقرة اآلية ﵘﵒﵒﵜ ‪.‬‬
‫ً‬
‫ســمى الرجعــة ّردا‪ ،‬والرد ال يختص بالقول بل يكون بــه وبالفعل‪ ،‬يدل لذلك‬ ‫ووجــه االســتدالل‪َّ :‬أن اهلل تعالى ّ‬
‫صحة رد المغصوب ورد الوديعة‪ ،‬سواء نوى الراد‪ ،‬أو لم ينو(‪.)7‬‬
‫ونوقــش‪ :‬هــذا االســتدال ل َّ‬
‫بــأن الرد يكون بالفعل إذا كان لشــيء محســوس كرد الوديعــة والمغصوب‪ ،‬ويكون‬
‫بالقول إذا كان لشيء معنوي حكمي كالرجعة هنا(‪.)8‬‬
‫َ‬
‫ويناقش‪ :‬من وجه آخر وهو ّأن قياس رد المرأة بالوطء بدون ّنية على رد الوديعة والمغصوب قياس مع الفارق؛‬
‫ّ‬ ‫ذلك َّأن المغصوب والوديعة شــيء حســي يطالب الشخص بإرجاعه ّ‬
‫ورده ولو بدون ّنية لتعلق حق الغير به‪َّ ،‬أما‬

‫((( ينظــر‪ :‬الحــاوي الكبيــر شــرح مختصر المزني‪ :‬لعلي المــاوردي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل عبد الموجود‪ ،‬وعلــي معوض‪ ،‬ط دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط األولى سنة ‪1414‬هـ‪.311/10 :‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬بدايــة المجتهــد ونهايــة المقتصد‪ :‬لمحمد بن رشــد‪( ،‬ت ‪595‬هـ)‪ ،‬ط دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط التاســعة ســنة ‪1409‬هـ‪:‬‬
‫‪.85/2‬‬
‫((( ينظر‪ :‬المغني‪.560/10 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أحكام القرآن أحمد بن علي الجصاص‪( ،‬ت ‪370‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم شاهين‪ ،‬ط دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫األولــى ســنة ‪1415‬هـــ‪471/1 :‬؛ وبدائــع الصنائع في ترتيب الشــرائع‪ :‬لعالء الدين الكاســاني‪ ،‬ت ‪587‬هـــ‪ ،‬ط دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط الثانية سنة ‪1406‬هـ‪ ،181/3 :‬فتح القدير‪.161/4 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الرسالة مع شرح زروق‪.56/2 :‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬المبــدع فــي شــرع المقنــع‪ :‬إلبراهيــم بن مفلــح الحنبلــي‪ ،‬ت ‪884‬هـــ‪ ،‬ط المكتــب اإلســامي‪ ،‬بيروت ســنة ‪1980‬م‪:‬‬
‫‪ ،393/7‬اإلنصــاف فــي معرفة الراجح من الخالف‪ :‬لعلي بن ســليمان المرداوي‪ ،‬ت ‪885‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حامد الفقي‪ ،‬ط‬
‫دار إحيــاء التــراث العربــي‪ ،‬بيروت‪ ،154/9 :‬اإل قناع‪ ،560/3 :‬شــرح منتهى اإلرادات المســمى دقائق أولي النهى لشــرح المنتهى‬
‫لمنصور بن يونس بن إدريس البهوتي ت ‪ 1051‬هـ عالم الكتب بيروت‪ 1996‬م‪.184/3 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص‪471/1 :‬؛ بدائع الصنائع‪ ،182/3 :‬شرح الزركشي‪.449/5 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الحاوي الكبير‪.311/10 :‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫‪59‬‬ ‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬

‫الرجعة فهي حق خاص للزوج يتصور فيه ّنيته من عدمها‪.‬‬


‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫‪ّ -2‬إن الزوج لو وكل على طالق زوجته‪ ،‬ث َّم وطأها بطل هذا التوكيل‪ ،‬فكذلك الرجعة تحصل بالوطء مطلقا‬
‫ً‬
‫قياسا على بطالن الوكالة به(‪.)1‬‬
‫ويناقــش‪ :‬بوجــود الفرق بين هاتين المســألتين‪ ،‬وهــو ّأن ُه في حالة التوكيل لم يحصل طــاق بعد من الوكيل‪،‬‬
‫تصرف من الغير ‪ -‬وهو الوكيل ‪َّ -‬أما المراجعة من‬ ‫فعال‪ُ ،‬ث َّم َّإن الوكالة فيها ّ‬
‫ً‬
‫بينما في حالة الرجعة حصل طالق‬
‫الزوج فهي تصرف من مالك‪ ،‬فكان البد فيها من أمر قوي‪ ،‬وهو الوطء مع ّ‬
‫النية‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ّ -3‬إن وطء الزوجة مطلقا دليل على الرغبة في الرجعة‪ ،‬ولهذا تحصل به(‪.)2‬‬
‫بأن الوطء قد يكون حصل لشهوة‪ ،‬وال يلزم أن يكون قصد الزوج المراجعة‪.‬‬ ‫ويناقش‪َّ :‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ّ -4‬إن األمــة المبيعــة بالخيــار إذا وطأهــا البائع في تلك المــدة كان وطؤه ّردا لها إلى ملكــه‪ ،‬فهو دليل على‬
‫ً‬
‫رغبته فيها واختيار رجوعها إليه‪ ،‬فكذلك وطء الزوج زوجته الرجعية مطلقا(‪.)3‬‬
‫ألن وطء األمة المباعة مبطل لعقد البيع‪،‬‬ ‫بأن قياس وطء األمة على وطء الزوجة قياس مع الفارق؛ َّ‬ ‫ويناقش‪َّ :‬‬
‫ّ‬
‫لنية الواطئ‪َّ ،‬أما وطء المطلقة الرجعية فليس كذلك‪.‬‬ ‫وال ينظر فيه ّ‬
‫َ‬
‫القــول الثالــث‪ :‬وذهــب إليه الكيا الهراســي في أحكام القــرآن(‪ ،)4‬والرازي في تفســيره(‪ّ :)5‬إن الرجعة ال تحصل‬
‫ً‬
‫بالوطء مطلقا‪ ،‬و ّإنما تحصل باللفظ كقوله‪ :‬راجعتك‪ ،‬وأرجعتك‪ ،‬ورددتك‪، ..‬وهو مذهب الظاهرية(‪.)6‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫استدل من قال بأن الرجعة ال تحصل إال باللفظ بما يأتي‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ ُۢ ۡ َ‬ ‫َ ۡ َ ُ ۡ‬
‫نﵞ ﵝابلَق َرة اآلية ﵙﵒﵒﵜ ‪.‬‬ ‫ٰ‬
‫سيح بِإِح ٖ ۗ‬
‫س‬ ‫وف أو ت ِ‬ ‫‪ -1‬قو اهلل تعالى‪ :‬ﵟفإِمساكۢ ب ِ َمع ُر ٍ‬
‫َ‬
‫ووجه االســتدالل‪ّ :‬إن في اآلية مقابلة اإلمســاك بمعروف بالتسريح بإحسان‪ ،‬والتسريح هو الطالق‪ ،‬والطالق ال‬

‫((( ينظر‪ :‬المبدع‪.393/7 :‬‬


‫((( ينظر‪ :‬شرح الزركشي‪.449/5 :‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬الجامــع إلحــكام القرآن‪ ،80/3 :‬فتح القدير‪ ،161/4 :‬كشــاف القناع عــن متن اإل قناع‪ :‬لمنصــور البهوتي‪ ،‬ت ‪1051‬هـ‪،‬‬
‫الناشر مكتبة النصر الحديثة‪ ،‬الرياض‪.343/5 :‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬أحــكام القــرآن للكيا الهراســي لعماد الديــن الطبري (المعروف بالكيا الهراســي)‪ ،‬ت ‪504‬هـــ‪ ،‬ط دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬األولى سنة ‪1403‬هـ‪.172/1 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬تفسير الرازي المسمى مفاتيح الغيب‪452/6 :‬؛ المهذب في فقه الشافعي‪ :‬ألبي إسحاق الشيرازي‪ ،‬ت ‪476‬هـ‪ ،‬ط دار‬
‫الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،103/2 :‬التهذيب في فقه الشافعي‪ :‬للحسين بن مسعود البغوي‪ ،‬ت ‪516‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل عبد الموجود‪ ،‬ط دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط األولى سنة ‪1418‬هـ‪ ،114/6 :‬الحاوي الكبير‪ ،310/10 :‬روضة الطالبين‪.192/6 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬المحلي‪.17/10 :‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬ ‫‪60‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يكون إال بالقول فكذلك اإلمساك ‪ -‬وهو الرجعة ‪ -‬ال يكون إال بالقول(‪.)1‬‬
‫بــأن المراد بالتســريح في اآلية هــو تركها حتى تنقضــي عدتها والتــرك فعل‪ ،‬فيكون‬ ‫ونوقــش‪ :‬هــذا االســتدال ل َّ‬
‫ً‬
‫اإلمساك بمعروف مقابال بفعل(‪.)2‬‬
‫ََۡ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َۡ َ ُ ُ‬
‫وه َّن ب َم ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫وه َّن ب َم ۡ‬ ‫رجعيا‪ :‬ﵟفَأَ ۡ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وف وأش ِهدوا‬
‫ٖ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫ار‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫وف‬
‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِــك‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫‪ -2‬قول اهلل  في حق المطلقات طالقا‬
‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﵝالطلق اآلية ﵒﵜ ‪.‬‬ ‫ذ َو ۡي َع ۡد ٖل ّمِنك ۡمﵞ‬
‫ألن وطء‬‫ووجه االستدالل‪َّ :‬أن اهلل تعالى أمر في هذه اآلية باإلشهاد على الرجعة وال يكون ذلك َّإال على القول؛ َّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الزوج المراجع ال يمكن اإلشهاد عليه‪ ،‬فدل هذا على ّأن الرجعة ال تحصل إال بالقول ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫بأن اآلية جاء فيها ذكر الرجعة وذكــر الفرقة ‪ -‬وهي الطالق ‪ -‬ولما كان الطالق يصح‬ ‫ونوقــش هــذا االســتدالل‪َّ :‬‬

‫بدون إشهاد فكذلك الرجعة ال يلزم فيها اإلشهاد‪ ،‬مما يدل على ّأن ُه ال يلزم أن تكون بالقول‪ ،‬بل به وبالفعل(‪.)4‬‬
‫ويمكن مناقشــته من وجه آخر‪ :‬وهو ّأن ُه يمكن اإلشــهاد على الرجعة ولو حصلت بالوطء‪ ،‬وذلك فيما إذا أخبر‬
‫الزوج الشاهد ّأن ُه قد راجع زوجته بوطئها‪.‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫‪ّ -3‬إن النــكاح ‪ -‬وهــو إنشــاء مــن كل وجــه ‪ -‬ال يتم وال ينعقــد إال بالقول‪ ،‬فكذلك الرجعة قياســا عليه؛ ّألنها‬
‫إنشاء للنكاح من وجه(‪.)5‬‬
‫ُّ‬ ‫ونوقش‪َّ :‬بأن ُه ال يسلم َّ‬
‫بأن الرجعة إنشاء للنكاح‪ ،‬و ّإنما هي استدامة له من كل وجه‪ ،‬فلم تختص بالقول(‪.)6‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ويمكــن مناقشــته‪ :‬مــن وجه آخر وهو ّأن قيــاس الرجعة على النــكاح قياس مع الفارق؛ ّألن ُــه ال يمكن حصول‬
‫النكاح ‪ -‬أي عقده ‪ -‬بغير القول‪ ،‬بينما الرجعة يمكن أن تحصل بالقول‪ ،‬وبالفعل الذي هو الوطء‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ّ -4‬إن غيــر القــول فعــل من قادر على القول فال تحصل به الرجعة كاإلشــارة من الناطــق ال يحصل به النكاح‬
‫وال الطالق(‪.)7‬‬
‫بــأن قيــاس الرجعة على النكاح والطالق في هذه المســألة قياس مع الفــارق؛ َّ‬
‫ألن النكاح ال يصح‬ ‫ويناقــش‪َّ :‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫إال بــإذن الولــي وبرضــا الزوجة إذا كانت ّثيبا‪ ،‬والرجعــة ال تتوقف صحتها على ذلك‪َّ ،‬أمــا الطالق فهو حل لعقد‬

‫((( ينظر‪ :‬أحكام القرآن للكيا الهراسي‪ ،172/1 :‬الحاوي الكبير‪.311/10 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص‪ ،88 ،87/2 :‬أحكام القرآن البن العربي‪.93/1 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أحكام القرآن للكيا الهراسي‪ ،172/1 :‬الحاوي الكبير‪ ،311/10 :‬شرح الزركشي‪.449/5 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص‪.471/1 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬المهذب‪ ،103/2 :‬شرح الزركشي‪ ،449/5 :‬فتح الباري‪.483/9 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬المبسوط لشمس الدين السرخسي‪ ،‬ت ‪482‬هـ‪ ،‬ط دار المعرفة‪ ،‬بيروت سنة ‪1406‬هـ‪.21/6 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬المهذب‪ ،104/2 :‬الحاوي الكبير‪ ،311/10 :‬نهاية المحتاج‪ ،59/7 :‬الشرح الكبير البن قدامة‪.89/23 :‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫‪61‬‬ ‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬

‫النكاح والرجعة استدامة له‪.‬‬


‫الترجيــح‪ :‬والراجــح ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬ما ذهب إليه ابن العربي والقرطبي‪ ،‬وهو مذهب المالكية كما تقدم‪ ،‬وقول‬
‫ورواية عند الحنابلة ورجحه ابن تيمية(‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫القول بأن الرجعة تحصل بالوطء إذا نوى الزوج به الرجعة لما يأتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬وجاهة أدلة هذا القول‪ ،‬في مقابل مناقشة أدلة القولين اآلخرين‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫(‪ّ )2‬إن القول بحصول الرجعة باللفظ فقط فيه تحديد ال دليل عليه‪ ،‬والقول بحصولها بالوطء مطلقا ولو لم‬
‫ً‬ ‫ينو الزوج فيه بعد؛ َّ‬
‫ألن الشخص إذا لم يرد شيئا فلماذا نلزمه به؟!‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ّ )3‬إن هذا القول ‪ -‬فيما يبدو ‪ -‬جامع بين أدلة القولين اآلخرين‪.‬‬
‫النية لها أثر كبير في كثير من األحكام‪ ،‬ولهذا تؤثر هنا في الرجعة بالوطء‪.‬‬ ‫(‪َّ )4‬إن ّ‬
‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََۡ ُ ُ‬
‫وفﵞ ﵝالطلق اآلية ﵒﵜ‬ ‫ •المسألة الثانية‪ :‬معنى قوله تعالى ﵟفأمسِكوهن بِمعر ٍ‬
‫ُّ‬
‫القرطبي(‪ :)2‬اإلمســاك بالمعروف‪ ،‬هو‬ ‫رأي ابن عادل في المســألة‪( :‬فصل في معنى اإلمســاك بالمعروف‪ ،‬قال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫حق على زوجها؛ وكذلك قال جماعة من العلماء‪ّ :‬إن من اإلمساك بالمعروف ّأن الزوج‬ ‫ّ‬
‫القيام بما يجب لها من ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فيطلــق عليه الحاكم من‬ ‫حد المعروف‪ِ ،‬‬‫إذا لــم يجــد مــا ينفق على الزوجــة‪ ،‬أن يطلقها‪ ،‬فإن لم يفعل خــرج عن ِ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫أجل الضرر الالحق بها؛ ألن في بقائها عند من ال يقدر على نفقتها‪ ،‬ضررا‪ ،‬والجوع ال يصبر أحد عليه) (‪.)3‬‬
‫اختلف المفسرون والعلماء في معنى اإلمساك‪ ،‬على قولين‪:‬‬
‫القول األول‪َّ :‬‬
‫يفرق بينهما‪ ،‬إذا لم يجد الزوج ما ينفق على الزوجة‪ ،‬أن يطلقها‪.‬‬
‫وبهــذا قال مالك‪ ،‬والشــافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬و إســحاق‪ ،‬وأبو عبيــدة‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وعبد الرحمن بــن مهدي‪ ،‬وهو قول‬
‫عمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬وأبي هريرة‪ ،‬وهو ما نص عليه الرازي في التفسير الكبير(‪ ،)4‬وهو ما ذهب إليه ابن العربي في أحكام‬
‫القرآن‪ ،‬والقرطبي في تفسيره(‪.)5‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫المسيب‪ّ :‬إن ذلك سنة‪ ،‬ورواه أبو هريرة‪ ،‬عن النبي ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وقال سعيد بن‬

‫((( ينظر الفتاو ى الكبرى لتقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد الســام ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشــقي‬
‫(المتوفى‪728 :‬هـ) ط‪ -‬دار الكتب العلمية‪ ،‬األولى ‪1408 -‬هـ‪)503/5( ،‬‬
‫((( تفسير القرطبي‪.102/3 :‬‬
‫((( اللباب في علوم الكتاب‪.154/4 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬تفسير الرازي المسمى مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير‪.452/6 :‬‬
‫ً‬
‫((( ينظــر‪ :‬أحــكام القــرآن البــن العربــي‪ ،193/1 :‬تفســير القرطبــي‪ ، 155/3 :‬وينظــر أيضــا‪ :‬المدونة الكبــرى‪ :‬لإلمام مالــك‪ :‬برواية‬
‫سحنون عن ابن القاسم‪ ،‬ط دار الفكر‪ ،‬بيروت سنة ‪1406‬هـ‪224/2 :‬؛ وبداية المجتهد‪.85/2 :‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬ ‫‪62‬‬

‫أدلة أصحاب القول األول ومناقشتها‪:‬‬


‫‪ّ -1‬‬
‫وحجتهم اآلية الكريمة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -2‬وقوله ‪( :‬تقول المرأة َّإما أ ْن ُت ْط ِعمني َو ِإ َّما أ ْن ُت َط ِلق ِني)(‪.)1‬‬
‫يفرق بينهما‪ ،‬ويلزمها الصبــر عليه‪ .‬وهو مذهب الحنفية(‪ ،)2‬وقول بعــض المالكية(‪ ،)3‬ورواية‬ ‫القــول الثانــي‪ :‬ال َّ‬

‫عند الحنابلة هي المذهب(‪.)4‬‬


‫أدلة أصحاب القول الثاني ومناقشتها‪:‬‬
‫َ‬ ‫ــرة ٖ َف َن ِظ َرةٌ إ َ ٰل َم ۡي َ َ‬
‫سةٖۚﵞ ﵝابلَق َرة‬ ‫بذمتــه‪ ،‬بحكــم الحاكم؛ لقوله تعالى‪ :‬ﵟِإَون َك َن ُذو ُع ۡ َ‬ ‫ّ‬
‫تتعلــق النفقــة َّ‬
‫ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫اآلية ﵐﵘﵒﵜ ‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال أبو منصور الماتريدي في تفسيره‪ ( :‬واإلمساك المعروف‪ :‬هو إمساكها على ما كان من الملك‪ .‬وذكر‬
‫في اآلية األخيرة (الرد)‪ ،‬والرد ال يكون إال بعد الخروج من الملك‪ .‬هذا هو الظاهر في اآلية) (‪.)5‬‬
‫َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ ُۢ ۡ َ‬ ‫َ ۡ َ ُ ۡ‬
‫نﵞ ﵝابلَق َرة اآلية‬ ‫‪ -3‬قــال الجصــاص في أحكام القرآن‪« :‬ق ْوله تعالى‪ :‬ﵟفإِمساكۢ ب ِ َمع ُر ٍ‬
‫ٰ‬ ‫َ‬
‫سيح بِإِح ٖ ۗ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫وف أو ت‬
‫ٰ‬ ‫َ ۡ َ ۡ ُۢ ۡ َ‬ ‫ﵟٱلط َل ٰ ُق َم َّرتَان فَإ ۡم َس ُ‬
‫ــاكۢ ب َم ۡع ُ‬ ‫ــال َأ ُبــو َب ْكر‪َ :‬ل َّما َك َان ْت ْال َف ُاء ل َّلت ْعقيب‪َ ،‬و َق َال‪َّ :‬‬ ‫َ َ‬
‫نﵞ‬ ‫ٖۗ‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫إ‬
‫ِ ِِ‬‫ب‬ ‫يح‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫وف‬‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ۖ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ﵙﵒﵒﵜ ق‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ ْ َ َّ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ﵝابلَق َرة اآلية ﵙﵒﵒﵜ اق َتضى ذ ِلك ك ْون ِال ْم َس ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫الطل ِق‪َ ،‬و َهذا ِال ْم َســاك ّإن َما ُه َــو َّالر ْج َعة; ِل ّن ُه ِضد‬ ‫ور بعد‬ ‫ــاك المذك ِ‬
‫النكاح ِب َها‬
‫ّ َ‬
‫ِ‬
‫ً َ‬ ‫َ‬
‫اهَّلل َّالر ْج َعة ْإم َســاكا ِل َبق ِاء‬ ‫الت ْفر َق ُة ِع ْن َد ْان ِق َض ِاء ْال ِع َّد ِة‪َ ،‬ف َس َّــمى ُ‬
‫الط َلق ُموج ُب ُه َّ‬ ‫وع َّ‬ ‫ان ُو ُق ُ‬ ‫الط َلق‪َ ،‬و َق ْد َك َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪َ ،‬و ُهوَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ْ ُ َ َ ّ َ ْ َ ْ َّ َ َّ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ً َ َ‬ ‫َب ْع َد ُم ِض ّي َث َل ِث ِح َ‬
‫ٍ‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ض‪ ،‬و رفع حكم البينون ِة المتع ِلق ِة ِبان ِقض ِاء ال ِعد ِة‪ .‬و ِإنما أباح له إمســاكا ع‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ََ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ ََُ َْ َ َ َ‬
‫وف‪ ،‬وهو وقوعه على وج ٍه يحسن و يجمل فل يق ِصد ِب ِه ِضرارها على ما ذكره ِفي قوله تعالى‪ :‬ﵟول‬
‫َ ُ َ ُ ُ ُ ُ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ َ َ ْ ُ ُ َ َ َْ ُ‬
‫ر‬‫ُ‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ب‬ ‫َأ ْن َي ُك َ‬
‫ون‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ٗارا ِلَ ۡع َت ُد ۚواﵞ ﵝابلَق َرة اآلية ﵑﵓﵒﵜ َو إ ّن َما أ َب َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫وه َّن ِ َ‬ ‫ت ۡمسِــك‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ــاح ل ُه َّالر ْج َعة َعلى َه ِذ ِه الش ِــر َيط ِة‪َ ،‬و َم َتــى َر َاج َع ِبغ ْي ِر‬ ‫ِ‬
‫ۡ ۡ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ َّ َ ّ‬ ‫ََ ُ‬
‫ض ٗارا ِلَ ۡع َت ُد ۚوا َو َمن َيف َعل ذٰل ِك‬ ‫ﵟول ت ۡمسِــكوهن ِ‬
‫َ‬ ‫َ ٌ ََ َ َ‬ ‫َ َ َ ً َ َّ ُ‬
‫يحة ِبدل ل ِة ق ْوله َت َعالى‪:‬‬ ‫الر ْج َعة َص ِح‬ ‫اصيا‪ ،‬ف‬ ‫وف كان ع ِ‬ ‫َم ْع ُر ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ َۡ‬
‫فق ۡد ظل َم نف َس ُه ۚۥﵞ ﵝابلَق َرة اآلية ﵑﵓﵒﵜ فل ْول ِصحة الرجع ِة لما ك‬
‫َ‬ ‫َّ ُ َّ ْ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫ََ َ‬
‫ان ِل َنف ِس ِه ظا ِل ًما بها»(‪.)6‬‬

‫((( أخرجه البخاري (‪ ،)410/9‬كتاب النفقات‪ ،‬باب وجوب النفقة‪ ،‬حديث رقم‪ )5355( :‬من حديث أبي هريرة ‪.‬‬
‫((( ينظــر‪ :‬أحــكام القــرآن للجصــاص‪471/1 :‬؛ وبدائع الصنائع‪ ،181/3 :‬الدر المختار شــرح تنوير األبصــار‪ :‬لمحمد الحصكفي‬
‫الحنفي‪ ،‬ط دار الفكر‪ ،‬بيروت سنة ‪1399‬هـ‪ ،‬مطبوع مع حاشية ابن عابدين‪ ،398/3 :‬فتح القدير‪.161/4 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الرسالة مع شرح زروق‪.56/2 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬المبدع‪ ،393/7 :‬اإلنصاف‪ ،154/9 :‬اإل قناع‪ ،560/3 :‬شرح المنتهى‪.184/3 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬تفسير الماتريدي تأويالت أهل السنة‪.170/2 :‬‬
‫((( أحكام القرآن للجصاص‪ ،471/1:‬و ينظر وبدائع الصنائع‪ ،181/3 :‬الدر المختار‪ ،398/3 :‬فتح القدير‪.161/4 :‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫‪63‬‬ ‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬

‫الترجيح‪:‬‬
‫والراجــح ‪ -‬واهلل أعلــم ‪ -‬مــا ذهــب إليــه أصحاب المذهــب األول‪ ،‬من جــواز طلب الزوجــة التفريق في حال‬
‫ََ‬
‫ﵟول‬ ‫إعســار الــزوج عــن النفقة بحيث يقع عليها ضرر بســبب عدم إنفاقــه‪ ،‬وذلك لعموم اللفظ فــي قوله تعالى‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ۡ ُ ُ َّ َ ّ‬
‫ض ٗارا ِلَ ۡع َت ُد ۚواﵞ ﵝابلَق َرة اآلية ﵑﵓﵒﵜ والعبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب‪.‬‬
‫تمسِكوهن ِ‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬ ‫‪64‬‬

‫خاتمة البحث ونتائجه‬

‫‪ّ -1‬‬
‫تبيــن مــن خــال بحثنا هذا مكانة تفســير ابن عادل (اللباب فــي علوم الكتاب) وأهميته بين التفاســير‬
‫لكتاب اهلل تعالى‪ ،‬فهو أحد الموسوعات الكبيرة التي جمعت ولخصت ما ورد في التفاسير المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -2‬أوضح البحث لنا منهجية ابن عادل وتوسعه في تفسير آيات األحكام وكون تفسيره الفقهي تفسير مقارن‬
‫بين المذاهب الفقهية وال يلتزم عرض مذهب واحد فقط‪.‬‬
‫‪ّ -3‬تبيــن لنــا منهجيــة ابــن عــادل فــي تفســيره وطريقته فــي االســتدال ل ومناقشــة األدلة وأنــه غالبا مــا ينقل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ترجيحات من سبقه وال يذكر رأيا أو ترجيحا خاصا به‪.‬‬
‫‪ -4‬من خالل البحث يظهر لنا اعتماد ابن عادل في تفسيره على عدد من التفاسير السابقة له ومنها التفسير‬
‫الكبير للفخر الرازي الشافعي وتفسير اإلمام القرطبي المالكي الجامع ألحكام القرآن‪.‬‬
‫‪ -5‬من خالل البحث نســتنتج أن تفســير (اللباب في علوم الكتاب) يعد موســوعة كبيرة ومهمة في تفســير‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫آيات األحكام جمع كثيرا مما سبقه من التفاسير‪ ،‬ومصدرا مهما وواسعا من مصادر تفسير آيات األحكام‬
‫‪ -6‬كما استنتجنا من خالل البحث ترجيح أحد األ قوال الفقهية في حكم رجعة المطلقة‪ ،‬وهو القـــول َّ‬
‫بأن‬
‫الرجعة تـحـصل باللفظ وكذلك بالوطء إذا نوى الزوج به الرجعة دون تلفظ‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫‪65‬‬ ‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬

‫المصادر والمراجع‬

‫ •المصدر األول‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب اهلل تعالى‪ :‬القرآن الكريم‬
‫وبعده؛‬
‫‪( -1‬ابــن عــادل مولـــده ‪ -‬ونشـاتـــه ‪ -‬ووفــاتـــه) مقال للدكتور مرهف الســقا علــى موقع اهل التفـــسير ‪www.‬‬
‫‪ Tafser . net‬ارشيف المنتدى ‪.4039‬‬
‫‪ -2‬أحــكام القــرآن‪ :‬ألحمــد بــن علي الجصــاص‪ ،‬ت ‪370‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الســام شــاهين‪ ،‬ط دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬األولى سنة ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬أحــكام القــرآن‪ :‬لعمــاد الديــن الطبــري (المعروفــ بالكيا الهراســي)‪ ،‬ت ‪504‬هـــ‪ ،‬ط دار الكتــب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬األولى سنة ‪1403‬هـ‬
‫‪ -4‬أحكام القرآن‪ :‬لمحمد بن العربي‪ ،‬ت ‪546‬هـ‪ ،‬ط دار الفــكر‪ ،‬بيروت الثالثة‬
‫‪ -5‬اختـيـارات ابن عادل الـنحـويـة فــي كتـابه الـلـباب فــي علـوم الـكتـاب اطروحة دكتوراه لعبد اهلل بن عمير‬
‫بإشراف الدكتور رياض بن حسن الخوام لسنة ‪ 1430‬هـ جامعة أم القرى ‪ -‬مكة لمكرمة‬
‫‪ -6‬اإلشــراف على نكت مســائل الخالف للقاضي عبد الوهاب المالكي‪ ،‬ت ‪422‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬الحبيب بن‬
‫طاهر‪ ،‬ط دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬األولى سنة ‪1420‬هـ‪.‬‬
‫‪ -7‬االعالم لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فـارس الزركلي المتوفـى سنة ( ‪ 1310‬هـ ) دار العلم‬
‫للماليين الطيعة الخامسة ‪ 1980‬م‬
‫‪ -8‬اإل قناع‪ :‬لموسى الحجاوي‪ ،‬ت ‪968‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل التركي‪ ،‬ط دار هجر‪ ،‬مصر سنة ‪1418‬هـ‬
‫‪ -9‬اإلنصافــ فــي معرفــة الراجح من الخالفــ‪ :‬لعلي بن سليمان المرداوي‪ ،‬ت ‪885‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حامد‬
‫الفــقي‪ ،‬ط دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‬
‫‪ -10‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ :‬لمحمد بن رشد‪ ،‬ت ‪595‬هـ‪ ،‬ط دار المعرفــة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط التاسعة سنة‬
‫‪1409‬هـ‬
‫‪ -11‬بدائع الصنائع فــي ترتيب الشرائع‪ :‬لعالء الدين الكاساني‪ ،‬ت ‪587‬هـ‪ ،‬ط دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط الثانية سنة ‪1406‬هـ‬
‫‪ -12‬تفاسير آيات األحكام ومناهجها‪ ،‬للدكتور علي بن سليمان العبيد‪ ،‬ط ‪ -‬دار التدمرية‪ ،‬األولى ‪1410‬هــ‪.‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬ ‫‪66‬‬

‫‪ -13‬تفــــسير البغــوي المســمى معالــم التنزيل فــــي تفــــسير القــرآن‪ ،‬أبو محمد الحســين بن مســعود البغوي‬
‫ت ‪510‬هـــ‪ ،‬المحقــق‪ :‬حققــه وخــرج أحاديثه محمــد عبد اهلل النمر ‪ -‬عثمان جمعة ضميرية ‪ -‬ســليمان مســلم‬
‫الحرش‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1417 ،4‬هـ ‪1997 -‬م‪.‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ألحمد بن فـارس‬
‫‪ -14‬تفـــسير الرازي المســمى مفـــاتيح الغيب أو التفـــسير الكبير ألبي عبد اهلل محمد بن عمر بن الحســن بن‬
‫الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي (المتوفى‪606 :‬هـ) ط ‪ -‬دار إحياء التراث العربي ‪ -‬بيروت‪:‬‬
‫الثالثة ‪ 1420 -‬هـ‬
‫‪ -15‬التهذيب فــــي فــــقه الشافــــعي‪ :‬للحسين بن مسعود البغوي‪ ،‬ت ‪516‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل عبد الموجود‪،‬‬
‫ط دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط األولى سنة ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -16‬الجامع ألحكام القرآن‪ :‬لإلمام محمد القرطبي‪ ،‬ت ‪671‬هـ‪ ،‬ط دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‬
‫‪ -17‬الحــاوي الكبير شــرح مختصر المزني‪ :‬لعلي الماوردي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عــادل عبد الموجود‪ ،‬وعلي معوض‪،‬‬
‫ط دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط األولى سنة ‪1414‬هـ‪.‬‬
‫‪ -18‬الدر المختار شرح تنوير األبصار‪ :‬لمحمد الحصكفــــي الحنفــــي‪ ،‬ط دار الفــــكر‪ ،‬بيروت سنة ‪1399‬هـ‪،‬‬
‫مطبوع مع حاشية ابن عابدين‬
‫‪ -19‬روضة الطالبين‪ :‬ليحيى بن شرف النووي‪ ،‬ت ‪624‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل عبد الموجود وعلي معوض‪ ،‬ط‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط األولى سنة ‪1412‬هـ‪.‬‬
‫‪ -20‬الســحب الوابلة على ضرائح الحنابلة لمحمد بن عبد اهلل بن حميد النجدي تحقيق بكر بن عبد اهلل‬
‫وعبد الرحمن بم سليمان العثيمين مؤسسة الرسالة بيروت لبنان الطبعة االولى ‪ 1416‬هـ‬
‫‪ -21‬الســيل الجرار المتدفــــق على حدائق األزهار‪ :‬لمحمد بن علي الشــوكاني‪ ،‬ت ‪1250‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود‬
‫زايد‪ ،‬ط دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط األولى ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ -22‬شــرح الزركشــي علــى مختصــر الخرقي‪ :‬لمحمــد بن عبد اهلل الزركشــي الحنبلــي‪ ،‬ت ‪772‬هـ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬عبد اهلل بن عبد الرحمن الجبرين‪ ،‬ط مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط األولى سنة ‪1410‬هـ‪.‬‬
‫‪ -23‬الشــرح الكبيــر علــى مختصر خليــل‪ :‬ألحمد بن محمــد الدردير‪ ،‬مطبوع مع حاشــية الدســوقي‪ ،‬ط دار‬
‫الفــكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -24‬شرح النيل وشفـــاء العليل ‪ :‬محمد بن يوسف بن عيسى (إطفـــيش) (ت ‪1332‬هـ) ‪ ،‬مكتبة اإلرشاد ‪-‬‬
‫جدة‬
‫‪ -25‬شــرح زروق علــى متــن الرســالة البــن أبي زيد القيرواني لشــهاب الديــن أبو العباس أحمد بــن أحمد بن‬
‫محمد بن عيسى البرنسي الفاسي‪ ،‬المعروف بـ زروق (المتوفى‪899 :‬هـ) تحقيق‪ :‬أحمد فريد المزيدي‪ ،‬ط‪ -‬دار‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫‪67‬‬ ‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬

‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬األولى‪ 1427 ،‬هـ ‪ 2006 -‬م‬


‫‪ -26‬شــرح فــــتح القديــر علــى الهداية‪ :‬للكمال بــن الهمام الحنفــــي‪ ،‬ت ‪681‬هـ‪ ،‬ط دار الفــــكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‬
‫الثانية‬
‫‪ -27‬شــرح كنز الدقائق فـــي فـــروع الحنفـــية للشــيخ اإلمام أبي البركات عبد اهلل بن أحمد المعروفـ بحافـــظ‬
‫الدين النسفـي (المتوفـى ‪710‬هـ)‪ ،‬لمعين الدين الهروي المعروفـ بمال مسكين (المتوفـى ‪ 970‬هـ)‬
‫‪ -28‬شرح منتهى اإلرادات‪ :‬لمنصور البهوتي الحنبلي‪ ،‬ت ‪1051‬هـ‪ ،‬ط دار الفــكر‪ ،‬بيروت‬
‫‪ -29‬صحيح مسلم‪ :‬لمسلم بن الحجاج النيسابوري‪ ،‬ت ‪261‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فــــؤاد عبد الباقي‪ ،‬ط دار‬
‫إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ -30‬الفتــاو ى الكبــرى لتقــي الديــن أبو العباس أحمــد بن عبد الحليم بن عبد الســام ابــن تيمية الحراني‬
‫الحنبلي الدمشقي (المتوفى‪728 :‬هـ) ط‪ -‬دار الكتب العلمية‪ ،‬األولى ‪1408 -‬هـ‬
‫‪ -31‬فــتح الباري شرح صحيح البخاري‪ :‬لإلمام ابن حجر العسقالني‪ ،‬ط دار المعرفــة‪ ،‬بيروت‬
‫‪ -32‬كشــاف اصطالحــات الفنون والعلوم لمحمد بن علي بن القاضي محمــد الفاروقي الحنفي التهانوي‬
‫(المتوفى‪ :‬بعد ‪1158‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬علي دحروج‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون ‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪ :‬األولى ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬كشف الظنون عن اسامي الكتب والفـنون لحاجي خليفـة دار الفـكر ‪ 1402‬هـ ‪ ،1543 /2‬هدية العارفـين‬
‫اسماء المؤلفـين وثار المصنفـين من كشفـ الظنون السماعيل باشا البغدادي دار الفـكر ‪ 1402‬هـ‬
‫‪ -34‬اللباب فــي علوم الكتاب‪ ،‬أبو حفــص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني‬
‫ت‪880‬هـــ‪ ،‬المحقق‪ :‬الشــيخ عــادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬والشــيخ علي محمد معــوض‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1419 ،1‬هـ‪1998/‬م‬
‫‪ -35‬لســان العرب لســان العرب لمحمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري‬
‫اإلفريقي (المتوفى‪711 :‬هـ)‪ ،‬دار صادر ‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬هـ‬
‫‪ -36‬المبــدع فــــي شــرع المقنع‪ :‬إلبراهيم بن مفــــلح الحنبلــي‪ ،‬ت ‪884‬هـ‪ ،‬ط المكتب اإلســامي‪ ،‬بيروت‬
‫سنة ‪1980‬م‬
‫‪ -37‬المبسوط‪ :‬لشمس الدين السرخسي‪ ،‬ت ‪482‬هـ‪ ،‬ط دار المعرفــة‪ ،‬بيروت سنة ‪1406‬هـ‬
‫‪ -38‬المحلى‪ :‬البن حزم الظاهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر‪ ،‬ط دار التراث بالقاهرة‪.‬‬
‫‪ -39‬المدونة الكبرى‪ :‬لإلمام مالك‪ :‬برواية سحنون عن ابن القاسم‪ ،‬ط دار الفــكر‪ ،‬بيروت سنة ‪1406‬هـ‬
‫‪ -40‬معجم المؤلفـين لعمر رضا كحالة مؤسسة الرسالة بيروت لبنات الطبعة االولى ‪ 1414‬هـ‬
‫‪ -41‬معجــم مقاييــس اللغــة‪ :‬ألحمد بن فــــارس‪ ،‬ت ‪395‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الســام هــارون‪ ،‬ط مكتبة البابي‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [العدد ‪]60‬‬
‫تفسير آيات األحكام في تفسير اللباب في علوم الكتاب البن عادل الحنبلي‬ ‫‪68‬‬

‫الحلبي‪ ،‬مصر سنة ‪1400‬هـ‬


‫‪ -42‬المعونــة علــى مذهب عالم المدينة‪ :‬للقاضــي عبد الوهاب المالكي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬حميش عبد الحق‪،‬‬
‫الناشر مكتبة الباز‪ ،‬مكة والرياض‪ ،‬ط األولى سنة ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ -43‬مغني المحتاج شرح المنهاج‪ :‬لمحمد الخطيب الشربيني الشافــعي‪ ،‬ط دار الفــكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -44‬المغنــي شــرح مختصــر الخرقــي‪ :‬لموفــــق الدين بــن قدامــة الحنبلي‪ ،‬ت ‪620‬هـــ‪ ،‬تحقيــق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل‬
‫التركي‪ ،‬د‪ .‬عبد الفــتاح الحلو‪ ،‬ط دار هجر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط الثانية سنة ‪1413‬هـ‬
‫‪ -45‬المهذب فــي فــقه الشافــعي‪ :‬ألبي إسحاق الشيرازي‪ ،‬ت ‪476‬هـ‪ ،‬ط دار الفــكر‪ ،‬بيروت‬
‫‪ -46‬نهاية المحتاج شــرح المنهاج‪ :‬لمحمد بن أحمد الرملي الشافــــعي‪ ،‬ت ‪1004‬هـ‪ ،‬ط دار الفــــكر‪ ،‬بيروت‬
‫سنة ‪1404‬هـ‬
‫‪ -47‬المدونة الكبرى‪ :‬لإلمام مالك‪ :‬برواية سحنون عن ابن القاسم‪ ،‬ط دار الفكر‪ ،‬بيروت سنة ‪1406‬هـ‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

You might also like