You are on page 1of 193

‫سلسلة مؤلفات العلماء اإلندونيسيين (‪)2‬‬

‫نزهة األفهام‬
‫فيما يعتري الدخان من األحكام‬
‫تأليف ‪:‬‬
‫فضيةل الش يخ الفليك الفقيه العالمة الصويل‬
‫أمحد دحالن بن عبد هللا الفاجيتاين اجلاوي‬
‫(ت ‪ 1329 :‬هـ)‬
‫رمحه هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬ونفعنا بعلومه يف ادلارين‬

‫"اي ظاراا ف ام دمدت عمجعه ‪ #‬فاعذر فان أخا البصرية يعذر"‬

‫قدم له وحققه وعلق عليه ‪:‬‬


‫أحقا الناس يف سواكبويم‬
‫أبو سابق سوفااينتو القديس‬
‫(غفا هللا هل ولوادليه ولجداده وملشاخيه )‬

‫حقوق الطبع حمفورة للمحقق‬


‫‪0‬‬
‫”وقد أمجع أهل العرص قاطبة عىل أن مسائل الاجهتاد ال جياي‬
‫فهيا التأثمي‪ ،‬وامنا جياي التأثمي يف أن خيالف الاجل موجب‬
‫اجهتاده"‪.‬‬

‫( التلخيص يف أصول الفقه المام احلامني ‪) 371 / 3 :‬‬

‫‪1‬‬
‫[ مقدمة المحقق ]‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والعاقبة للمتقني‪ ،‬وال عدوان إال على‬


‫الظاملني‪ ،‬وصلى اهلل على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫فأقدم للقراء األعزاء كتابا ثانيا للشيخ الفلكي الفقيه األصويل أمحد‬
‫دحالن الفاجيتاين (ت ‪ 1111 :‬م) رمحه اهلل تعاىل مبوضوع ‪ (( :‬نزهة‬
‫األفهام فيما يعرتي الدخان من األحكام ))‪.‬‬
‫هذا الكتاب القيم بني فيه املؤلف ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬حكم الدخان‬
‫الذي اختلف فيه العلماء من أول ظهوره إىل وقتنا احلاضر اختالفا ملموسا‪،‬‬
‫وذكر فيه أيضا ما يتعلق بشأن الدخان من أحكام أخرى مهمة جيب أن‬
‫يعرفها أصغر طلبة العلم الشرعي‪.‬‬
‫قد قسمت هذا الكتاب بعد ذكر منهجي للتحقيق والتعريف‬
‫باملخطوطة اليت اعتمدت عليها إىل ثالثة أقسام رئيسية أوهلا قسم متهيدي‬
‫فيه بيان اختالف العلماء يف الدخان وذكر أدلتهم مع املناقشة ومسيت هذا‬
‫القسم ‪ (( :‬تنبيه اإلخوان على تفهم أدلة حكم الدخان ))‪ .‬وثانيها ‪ :‬فيه‬
‫ذكر ترمجة وجيزة ملؤلف هذا الكتاب رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬وثالثها ‪ :‬فيه نص‬
‫حتقيقي هلذا الكتاب‪.‬‬
‫هذا وأسأل اهلل تعاىل أن جيعل هذا اجلهد املتواضع يف ميزاين‬
‫حسنايت يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم‪ .‬إنه على‬
‫ذلك قدير‪ ،‬وباإلجابة جدير‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫منهجي في تحقيق هذا الكتاب‬

‫إن منهجي يف حتقيق هذا الكتاب يتلخص فيما يلي ‪:‬‬


‫‪ ‬نسخ كتاب (( نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان من األحكام ))‬
‫من النسخة اليت ال تزال على صورة املخطوطة مبراعاة املوافقة هلا‪.‬‬
‫ضبط بعض الكلمات الغامضة أو العبارات الساقطة مبا يقتضيه‬ ‫‪‬‬
‫سياقها‪ ،‬علما بأن املؤلف ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬كثريا ما صحح بعض‬
‫العبارات اليت رجع عنها ووضع العبارات املصححة جبانبها مع‬
‫اإلشارة إليها‪ .‬وقد علق املؤلف ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬على كتابه هذا‬
‫بتعاليق مفيدة وضعها يف اجلانب مبثابة اهلوامش‪ ،‬وحينئذ أشار‬
‫املؤلف بأن يكتب عقب هذه التعاليق كلمة (( كاتبه )) أو حنوها‪.‬‬
‫وإذا علقت على تعليق الشيخ ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬كتبت بعد تعليقه‬
‫كلمة (( قلت ))‪.‬‬
‫وضع عالمات الرتقيم املناسبة اليت تستعمل يف وقتنا احلاضر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع العناوين املناسبة لكل فقرة للتسهيل بني املعقوفتني [ ]‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عزو اآليات القرآنية إىل سورها باإلشارة إىل رقم اآلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عزو األحاديث النبوية واآلثار إىل مصادرها باإلشارة إىل مظاهنا يف‬ ‫‪‬‬
‫كتب السنة املعتربة‪.‬‬
‫ختريج النصوص وأقوال العلماء اليت أوردها املؤلف وعزوها إىل‬ ‫‪‬‬
‫مصادرها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫شرح بعض العبارات الغامضة وزيادة الفوائد املهمة املتعلقة مبنت‬ ‫‪‬‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫القيام بتحرير الرتمجة لألعالم الواردة أمساؤهم يف هذا الكتاب مع‬ ‫‪‬‬
‫اإلطالة يف ذكر مؤلفاهتم بغية انتفاع الطلبة املبتدئني هبا‪ ،‬ال جمرد‬
‫تعظيم بطن التحقيق‪.‬‬
‫توثيق املصارد اليت مت الرجوع إليها يف عزو أقوال العلماء بذكر ما هلا‬ ‫‪‬‬
‫يف اهلوامش من اسم الكتاب ورقم اجلزء والصفحة‪ ،‬وعدم ذكر ما‬
‫يتعلق مبؤلف هذه املصادر وبيانات الناشر وسنة الطبع بغية اإلجياز‬
‫والتسهيل على القراءة‪.‬‬
‫تقسيم هذا الكتاب إىل ثالثة أقسام أوهلا قسم متهيدي فيه حتقيق‬ ‫‪‬‬
‫ومناقشة ألدلة أحكام الدخان‪ ،‬وثانيها ‪ :‬قسم فيه ترمجة وجيزة‬
‫ملؤلف هذا الكتاب‪ ،‬وثالثها ‪ :‬فيه نص حتقيقي للكتاب‪.‬‬
‫ذكر فهرس املراجع اليت مت الرجوع إليها ووضعها يف آخر الكتاب‬ ‫‪‬‬
‫الذي يليه فهرس املوضوعات واحملتويات له‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التعريف بالمخطوطة‬

‫مصدر النسخة الخطية وانفرادها‪:‬‬

‫اعتمدت يف حتقيق هذا الكتاب على نسخة واحدة فريدة مصورة‬


‫وهي نسخة خطية مبكتبة جامعة امللك سعود يف اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫مصنفة يف فقه املذاهب اإلسالمية‪ ،‬حتت رقم التصنيف ‪ 712‬ن ف‪،‬‬
‫وبالرقم العام ‪ ،1531 :‬وهي نسخة جيدة‪.‬‬

‫االسم المثبت على غالفها‪:‬‬

‫مكتوب على الغالف ‪ (( :‬نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان من‬


‫األحكام للعبد املرجتي من ربه فتوحه ورضاه أمحد دحالن بن عبد اهلل ))‬

‫ومكتوب على أول الصفحة األوىل ‪ (( :‬بسم اهلل الرمحن الرحيم‪،‬‬


‫احلمد هلل محدا يوايف نعمه ويكافئ مزيده‪ .‬والصالة والسالم على سيدنا‬
‫حممد‪ ،‬وعلى آله‪ ،‬وصحبه‪ ،‬والسالكني هنجهم بعده‪ ،‬وبعد ‪ :‬فيقول العبد‬
‫املرجتي فتوح وعفو ربه الغين‪ ،‬أمحد دحالن بن عبد اهلل الرتمسي الفاجيتاين‬
‫‪ :‬هذه نبذة شهرية‪ ،‬ونزهة نضرية‪ ،‬يف التنباك الذي من أمسائه الدخان ‪...‬‬
‫إخل ))‬

‫‪5‬‬
‫تاريخ النسخ‪:‬‬

‫يبدو يل أن كاتب نسخة املخطوطة اليت اعتمدت عليها هو مؤلف‬


‫هذا الكتاب نفسه الشيخ أمحد دحالن الفاجيتاين الرتمسي الشافعي رمحه‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬إال أنه مل يدون تاريخ النسخ عليه‪ ،‬لكنين وجدت يف بيانات من‬
‫قبل جامعة امللك سعود قبل الغالف ما نصه ‪(( :‬تاريخ النسخ ‪،))1517‬‬
‫كما أين وجدت يف آخر النسخة أن املؤلف كتب خبط أمحر ((الفراغ‬
‫‪ .))1517‬وقد تويف الشيخ رمحه اهلل تعاىل سنة ‪ 1571‬هـ‪ ،‬وكان الفراغ‬
‫من تأليفه إذن قبل وفاته بسبع عشرة سنة‪.‬‬

‫مؤلف النسخة‪:‬‬

‫ثبت أن مؤلف هذه النسخة هو الشيخ أمحد دحالن الفاجيتاين‬


‫الرتمسي نفسه‪ ،‬ألنين وجدت أيضا يف بيانات من قبل جامعة امللك سعود‬
‫قبل الغالف ما نصه ‪ (( :‬نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان من األحكام‬
‫تأليف الفاجيتاين أمحد دحالن بن عبد اهلل‪ ،‬كان حيا ‪ 1517‬هـ خبط‬
‫املؤلف ))‬

‫عدد األوراق‪:‬‬

‫تقع هذه النسخة يف عشرة أوراق هلا ‪ 72‬صفحة‪ ،‬مبقياس‬


‫‪ 12x 7353‬سم‪ .‬وكان النسخة كاملة حيث كتب املؤلف نفسه يف‬
‫آخرها لفظ (( الفراغ ‪))1517‬‬

‫‪6‬‬
‫عدد األسطر والكلمات في كل سطر‪:‬‬

‫عدد األسطر يف كل صفحة مخسة وعشرون سطرا‪ ،‬بينما يرتاوح‬


‫عدد الكلمات يف كل سطر من ثالث عشرة كلمة إىل مخس عشرة كلمة‪.‬‬

‫نوع الخط ووصفه‪:‬‬

‫خط هذه النسخة معتاد‪ ،‬ورؤوس فقرها كتبت باحلمرة‪ .‬وقد يهمل‬
‫املؤلف النقط أحيانا‪ ،‬وتكثر فيها بعض العبارات الساقطة والكلمات‬
‫الغامضة‪ .‬وكان املؤلف قد يصحح بعض العبارات بتظليلها بسواد مث يضع‬
‫العبارات الصحيحة جانب العبارات املصححة مع وضع رموز خاصة إليها‬
‫بأن يكتب (( كاتبه )) أو حنوه‪ ،‬كما أن املؤلف تعرض إلمتام الفائدة‬
‫بزيادات عديدة تقع يف اهلوامش‪.‬‬

‫صحة نسبة الكتاب إلى الشيخ أحمد دحالن ‪:‬‬

‫إذا نظرنا إىل مواد هذا الكتاب على وجه العموم وإىل مقدمته على‬
‫وجه اخلصوص اتضح لنا أن هذا الكتاب أي (( نزهة األفهام )) يف احلقيقة‬
‫هو كتاب هتذيب مع بعض زيادة فوائد أخرى لكتاب املؤلف اآلخر رمحه‬
‫اهلل تعاىل الذي مساه (( تذكرة اإلخوان يف بيان القهوة والدخان ))‪.‬‬

‫فقال املؤلف رمحه اهلل تعاىل يف مقدمته لـ (( نزهة األفهام )) ‪:‬‬


‫((هذه نبذة شهرية‪ ،‬ونزهة نضرية‪ ،‬يف التنباك الذي من أمسائه الدخان‪،‬‬
‫هذبتها مما ذكرته يف رساليت املسماة بـ (( تذكرة اإلخوان))‪ ،‬وضممت‬

‫‪7‬‬
‫إليه فوائد عثر عليها فكري الفاتر‪ ،‬واستنتجها نظري القاصر‪ ،‬مع زيادة‬
‫بعض ما قد كنت تركته يف تلك الرسالة‪ ،‬عما قد نقلته عما لبعض األئمة‬
‫اجلهابذة‪ ،‬على وجه لطيف‪ ،‬وأسلوب منيف‪ ،‬ومسيتها ‪ (( :‬نزهة األفهام‬
‫‪1‬‬
‫فيما يعرتى الدخان من األحكام ))‪.‬‬

‫وكان كتاب (( تذكرة اإلخوان )) للشيخ أمحد دحالن هو املرجع‬


‫الرئيسي الذي اعتمد عليه الشيخ إحسان بن حممد دحالن اجلمبيسي (ت‬
‫‪ 1511 :‬هـ) يف تأليفه لكتابه (( إرشاد اإلخوان لبيان القهوة والدخان ))‪.‬‬
‫فقال الشيخ إحسان على شكل النظم ‪:‬‬

‫(( وبعد فاعلم أنين قرأت ‪ ............‬رسالة ألطف ما رأيت‬

‫وامسها تذكرة اإلخوان ‪ ..............‬يف بيان القهوة والدخان‬

‫ألفها ولد عبد اهلل ‪ .....................‬ورمحة ورضوان عليه‬

‫هو العامل العالمة دحالن ‪ .............‬ذو فطنة بلده مساران‬

‫فاخرتت أن أنظمها لتسهال ‪ .....‬حفظا على مريدها وأدخال‬

‫يف ضمنها مسائل مفيدة ‪ .........‬أخذهتا من كتب معتمدة‬

‫جعلته يف رجز مفيد ‪ .............‬جمانب احلشو بقدر اجلهد‬

‫‪ 1‬انظر مقدمة املؤلف رمحه اهلل تعاىل يف نزهة األفهام اليت ستأيت الحقة إن شاء اهلل‬
‫تعاىل‬
‫‪8‬‬
‫ووزنه مستفعلن ستا كما ‪ ..............‬يف دائرة املشتبه علما‬
‫‪7‬‬
‫مسيته بإرشاد اإلخوان ‪ ................‬لبيان القهوة والدخان ))‬

‫وعلى هذا فكان نسبة كتاب نزهة األفهام إىل الشيخ أمحد دحالن‬
‫الفاجيتاين رمحه اهلل تعاىل مما ال شك فيه‪ ،‬ويضاف إىل ذلك تصريح من‬
‫قبل مكتبة جامعة امللك سعود اإلسالمية باململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ 7‬انظر ‪ :‬إرشاد اإلخوان لبيان القهوة والدخان (‪)5 – 7‬‬


‫‪9‬‬
‫صورة الغالف ملخطوطة كتاب (( نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان من األحكام ))‬

‫‪10‬‬
‫صورة صفحيت األوىل والثانية ملخطوطة كتاب (( نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان‬
‫من األحكام ))‬

‫‪11‬‬
‫صورة الصفحتني األخريتني ملخطوطة كتاب (( نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان من‬
‫األحكام ))‬

‫‪12‬‬
‫القسم األول ‪ :‬قسم تمهيدي‬
‫فيه بيان الختالف العلماء في حكم الدخان‬
‫وذكر ألدلتهم مع المناقشة‬
‫وسميته ‪:‬‬

‫(( تنبيه اإلخوان على تفهم أدلة حكم الدخان ))‬

‫‪13‬‬
‫[ تنبيه اإلخوان على تفهم أدلة حكم الدخان ]‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا‬
‫ومن سيئات أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‬
‫وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‬
‫وبعد ‪:‬‬

‫فإين قبل الشروع يف حتقيق كتاب (( نزهة األفهام فيما يعرتي‬


‫الدخان من األحكام )) للشيخ اجلليل أمحد دحالن الفاجيتاين رمحه اهلل‬
‫تعاىل أرى من املناسب أن أتطرق قليال إىل ذكر اختالف العلماء يف حكم‬
‫الدخان وذكر أدلتهم ومناقشتها مناقشة علمية‪ .‬وهذا التمهيد القصري أمسيه‬
‫‪:‬‬

‫(( تنبيه اإلخوان على تفهم أدلة حكم الدخان ))‬

‫وباهلل التوفيق والرضا والعناية‪ ،‬وبه تعاىل االستعاذة واالستغاثة‬


‫واالستعانة فأقول ‪:‬‬

‫فمما ال ينكر عليه أن التدخني أصبح اآلن عادة شائعة بني الناس‬
‫حبيث ال خيلو منها بلد متحضر أو بدائي‪ ،‬ومعلوم أنه مل يرد ذكره يف‬
‫القرآن وال يف السنة‪ ،‬ومل يكن مشهورا يف عهد الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وال يف عهد الصحابة والتابعني وتابعيهم رمحهم اهلل تعاىل‪ ،‬وإمنا ظهر‬

‫‪14‬‬
‫الدخان يف أواخر القرن العاشر اهلجري‪ ،‬أو أوائل القرن احلادي عشر‪ ،‬على‬
‫حسب اختالف املؤرخني فيه‪ .‬و قد قيل إنه من أصل أمريكي‪ ،‬وأول من‬
‫جلبه ألرض الروم (أي األتراك العثمانيني) اإلنكليز‪ ،‬وألرض املغرب يهودي‬
‫زعم أنه حكيم‪ ،‬مث جلب إىل مصر‪ ،‬واحلجاز‪ ،‬واهلند‪ ،‬وغالب بالد‬
‫‪5‬‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫فلذلك جند العلماء من أتباع املذاهب األربعة خمتلفني يف حكمه‬


‫اختالفا واضحا‪ .‬فمنهم من حرمه مطلقا‪ ،‬ومنهم من أباحه مطلقا‪ ،‬ومنهم‬
‫من كرهه‪ ،‬ومنهم من أجرى حكمه على األحكام اخلمسة‪ ،‬ومنهم من‬
‫توقف فيه‪ .‬فكل له أدلته وآراه‪ .‬فلم تكن املسألة مما أمجع عليه العلماء‬
‫أصال‪ ،‬فلذلك نقول إن خالفهم فيه معترب‪ ،‬فال جيوز تبادل اإلنكار فيه‪،‬‬
‫وليس للمفيت وال للقاضي أن يعرتض على من خالفه إذا مل خيالف نص‬
‫القرآن أو السنة أو اإلمجاع‪ 1.‬فلقد تقرر يف األصول أنه ال يثبت حكم‬
‫التفسيق يف املسألة املختلف يف حترهمها بني العلماء‪.‬‬

‫وقد ألفوا لبيان حكمه تآليف خاصة كثرية‪ .‬ها أنا أذكر ما وقفت‬
‫عليه من أمساء الرسائل املؤلفة يف بيان حكم الدخان إلمتام الفائدة‪ ،‬بعضها‬
‫مطبوعة وغالبها خمطوطة ‪ ،‬وهي كما يلي‪: 3‬‬

‫‪ 5‬انظر ‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪)121 / 12‬‬


‫‪ 1‬انظر ‪ :‬هتذيب الفروق (‪)771 / 1‬‬
‫‪ 3‬معظمها نقلتها مما ذكر يف تعليق على كتاب حتقيق الربهان يف شأن الدخان‬
‫الذي يشربه الناس اآلن ( ‪ ) 121 – 15‬مع زيادة عثرت عليها‬
‫‪15‬‬
‫‪ (( -1‬رسالة التنباك )) للشيخ حمي الدين اجلزري‬
‫‪ (( -7‬رسالة يف حترمي الدخان )) للشيخ عمر مفيت عنيتاب‬
‫‪ (( -5‬حكم الدخان والطابة والتجارة فيهما والصالة وراء‬
‫متعاطيهما )) للشيخ العالمة األصويل عبد احلي بن حممد بن‬
‫الصديق‬
‫‪ (( -1‬إرشاد السائل إىل دالئل املسائل )) لإلمام الشوكاين‬
‫‪ (( -3‬حجر اإلنسان من شرب الدخان )) للشيخ عبد القادر بن‬
‫علي بن عمر بن علي الديويركي‬
‫‪ (( -1‬رسالة يف حكم شرب الدخان )) للشيخ حممد املرعشي‬
‫املدعو بـ ساجلقي زاده‬
‫‪ (( -2‬سؤال وجوابه يف شرب الدخان )) للشيخ نوح أفندي بن‬
‫مصطفى الرومي احلنفي‬
‫‪ (( -1‬الصلح بني اإلخوان يف حكم إباحة الدخان )) للشيخ عبد‬
‫الغين بن إمساعيل النابلسي احلنفي‬
‫‪ (( -1‬تنبيه الغفالن يف منع شرب الدخان )) للشيخ حممد بن‬
‫علي اجلمايل املغريب املالكي‬
‫‪ (( -12‬رسالة يف حترمي الدخان )) للشيخ عبد امللك بن مجال‬
‫العصامي املالكي ( ت ‪ 1252 :‬هـ)‬
‫‪ (( -11‬غاية البيان حلل شرب ما ال يغيب العقل من الدخان ))‬
‫للشيخ نور الدين علي بن حممد األجهوري املالكي (ت ‪:‬‬
‫‪ 1211‬هـ)‬

‫‪16‬‬
‫(( غاية الكشف والبيان يف حترمي شرب الدخان )) للشيخ‬ ‫‪-17‬‬
‫سليمان بن حممد بن حممد بن حممد بن ابراهيم الفالين املالكي‬
‫(( نصيحة اإلخوان باجتناب شرب الدخان )) للشيخ برهان‬ ‫‪-15‬‬
‫الدين إبراهيم بن إبراهيم بن حسن بن علي بن عبد القدوس‬
‫اللقاين املالكي املصري ( ت ‪ 1211 :‬ه)‬
‫(( قمع الشهوة عن تناول التنباك والكفتة والنيفات والقهوة ))‬ ‫‪-11‬‬
‫للشيخ السيد علوي بن أمحد بن عبد الرمحن السقاف الشافعي‬
‫(( تذكرة اإلخوان يف الرد على من قال حبلية الدخان )) للشيخ‬ ‫‪-13‬‬
‫أمحد بن عبد العزيز الشريف السفاقسي املالكي‬
‫(( اإلعالم بعدم حترمي الدخان )) للشيخ سالمة بن حسن‬ ‫‪-11‬‬
‫الراضي الشاذيل املالكي‬
‫(( تأييد اإلعالن بعدم حترمي الدخان )) للشيخ حممود بن‬ ‫‪-12‬‬
‫سالمة بن حسن الراضي الشاذيل املالكي‬
‫(( األدلة احلسان يف بيان حترمي شرب الدخان )) للشيخ حممد‬ ‫‪-11‬‬
‫بن سلمان املالكي‬
‫(( مسألة يف حكم بيع الدخان واستعماله )) للشيخ حممد بن‬ ‫‪-11‬‬
‫محزة الكوز حلصاري احلنفي‬
‫(( ترويح اجلنان بتشريح حكم شارب الدخان )) للشيخ أيب‬ ‫‪-72‬‬
‫احلسنات حممد عبد احلي اللكنوي احلنفي (ت ‪ 1521 :‬هـ)‬
‫‪ (( -71‬زجر أرباب الريان عن شرب الدخان )) للشيخ أيب‬
‫احلسنات حممد عبد احلي اللكنوي احلنفي (ت ‪ 1521 :‬هـ)‬

‫‪17‬‬
‫(( كف اللسان وشل البنان عن ذم وأذية شارب الدخان ))‬ ‫‪-77‬‬
‫للشيخ حممد الصادق‬
‫(( منظومة على صورة سؤال وجواب يف حكم شرب الدخان‬ ‫‪-75‬‬
‫)) للشيخ مرعي احلنبلي‬
‫(( رسالة يف خطر الدخان )) للشيخ حممد اخلادمي ( ت ‪:‬‬ ‫‪-71‬‬
‫‪ 1115‬هـ)‬
‫(( تبصرة اإلخوان يف بيان أضرار التبغ املشهور بالدخان ))‬ ‫‪-73‬‬
‫للشيخ حممد بن عبد اهلل الطرابيشي احلنفي الشهري باملسويت‬
‫(ت ‪ 1551 :‬هـ)‬
‫(( منظومة عقود احلواهر احلسان يف بيان حرمة التبغ املشهور‬ ‫‪-71‬‬
‫بالدخان )) للشيخ حممد بن عبد اهلل الطرابيشي احلنفي الشهري‬
‫باملسويت ( ت ‪ 1551 :‬هـ)‬
‫(( اإليضاح والتبيني يف حرمة التدخني )) للشيخ حممد بن عبد‬ ‫‪-72‬‬
‫اهلل الطرابيشي احلنفي الشهري باملسويت ( ت ‪ 1551 :‬هـ)‬
‫(( رسالة يف حترمي الدخان )) للشيخ إبراهيم الواعظ‬ ‫‪-71‬‬
‫(( رسالة يف التنت والقهوة )) للشيخ عبد الغين النابلسي احلنفي‬ ‫‪-71‬‬
‫(ت ‪ 1115 :‬هـ)‬
‫(( رسالة الرهوين حول التبغ )) للشيخ حممد بن أمحد بن حممد‬ ‫‪-52‬‬
‫الرهوين ( ت ‪ 1771 :‬هـ)‬
‫‪ (( -51‬رسالة حول التبغ )) للشيخ حممد التهامي بن املدين بن‬
‫علي كنون ( ت ‪ 1527 :‬هـ)‬

‫‪18‬‬
‫(( رسالة يف حترمي التنباك بالظن ظنا وكراهته بالقطع قطعا))‬ ‫‪-57‬‬
‫للشيخ أيب سهل حممد بن مال علي الواعظ احلنفي‬
‫(( هدية اإلخوان يف شجرة الدخان )) لإلمام حممد مرتضى‬ ‫‪-55‬‬
‫الزبيدي الشافعي‬
‫(( املنباك يف دخان التنباك )) للشيخ السيد حممد عبد الرسول‬ ‫‪-51‬‬
‫الربزجني‬
‫(( حتفة النساك يف شرب التنباك )) للشيخ السيد عبد الرمحن‬ ‫‪-53‬‬
‫بن سليمان بن حيىي بن عمر بن مقبول األهدل اليمين (ت ‪:‬‬
‫‪ 1732‬هـ)‬
‫(( حتفة ذوي اإلدراك يف املنع من التنباك )) للشيخ حممد بن‬ ‫‪-51‬‬
‫علي بن عالن الصديقي املكي الشافعي (ت ‪ 1131 :‬هـ)‬
‫(( تنبيه ذوي اإلدراك حبرمة تناول التنباك )) للشيخ حممد بن‬ ‫‪-52‬‬
‫علي بن عالن الصديقي املكي الشافعي (ت ‪ 1232 :‬هـ)‬
‫(( رسالة يف التنباك )) لشعبان بن إسحاق االسرائيلي الشهري‬ ‫‪-51‬‬
‫بابن حايف املتطبب (كان حيا سنة ‪ 1222‬هـ)‬
‫(( التبيان يف أحكام الدخان )) ألحد علماء اهلند‬ ‫‪-51‬‬
‫(( رسالة يف الدخان )) كتبت سنة (‪ 1557‬هـ) ملؤلف جمهول‬ ‫‪-12‬‬
‫(( رسالة يف حكم الدخان )) حلسني بن إسكندر ( ت ‪:‬‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ 1211‬هـ)‬
‫‪ (( -17‬مفتاح الفالح وكيمياء السعادة والصالح املتعلق بالدخان‬
‫)) حلسني بن إسكندر ( ت ‪ 1211 :‬هـ)‬

‫‪19‬‬
‫(( حكم استعمال الدخان )) للشيخ أيب الوفا بن عمر بن‬ ‫‪-15‬‬
‫عبد الوهاب العرضي (ت ‪ 1221 :‬هـ)‬
‫(( رسالة يف شرب الدخان )) للشيخ حممود بن عبد الرمحن‬ ‫‪-11‬‬
‫العالئيوي‬
‫(( رسالة يف مص الدخان )) للشيخ حممد أمني بن إبراهيم‬ ‫‪-13‬‬
‫الكركوكي‬
‫(( اإلدراك لضعف أدلة حترمي التنباك )) لإلمام حممد بن‬ ‫‪-11‬‬
‫إمساعيل األمري الصنعاين ( ت ‪ 1117 :‬هـ)‬
‫(( الرسالة الدخانية )) للشيخ أمحد بن حممد األقحصاري‬ ‫‪-12‬‬
‫الشهري بالرومي ( ت ‪ 1215 :‬هـ)‬
‫(( رفع االشتباك عن ناول التنباك )) للشيخ عبد القادر بن‬ ‫‪-11‬‬
‫حممد بن حيي احلسيين الطربي املكي الشافعي ( ت ‪1255 :‬‬
‫هـ)‬
‫(( رسالة يف حترمي الدخان )) للشيخ أيب احلسن املصري‬ ‫‪-11‬‬
‫(( رسالة يف إباحة الدخان )) ملؤلف جمهول‬ ‫‪-32‬‬
‫(( رسالة يف حق الدخان )) ملؤلف جمهول‬ ‫‪-31‬‬
‫(( رسالة يف حكم شرب الدخان )) ملؤلف جمهول‬ ‫‪-37‬‬
‫(( رسالة يف القهوة والدخان )) ملؤلف جمهول‬ ‫‪-35‬‬
‫(( أرجوزة يف حرمة التدخني )) للشيخ عيسى الشهاوي‬ ‫‪-31‬‬
‫‪ (( -33‬عشبة الدخان )) للشيخ أمحد بن علي الساملي‬

‫‪20‬‬
‫(( أجوبة اجتناب الدخان )) للشيخ أمحد بن حممد املقري‬ ‫‪-31‬‬
‫صاحب نفح الطيب‬
‫(( رسالة يف شرب الدخان )) للشيخ سعيد بن منصور الساملي‬ ‫‪-32‬‬
‫املالكي‬
‫(( رسالة يف شرب الدخان )) للشيخ سليمان اليوراري‬ ‫‪-31‬‬
‫(( حمدد السنان يف حنور إخوان الدخان )) للشيخ عبد الكرمي‬ ‫‪-31‬‬
‫بن حممد بن عبد الكرمي بن قاسم بن حيي الفكون القسطنطيين‬
‫(ت ‪ 1225 :‬هـ)‬
‫(( القهوة والدخان )) للشيخ التافاليت حممد بن حممد املغريب‬ ‫‪-12‬‬
‫(ت ‪ 1111 :‬هـ)‬
‫(( رسالة يف حترمي الدخان )) للشيخ عبد القادر الراشدي ( ت‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ 1117 :‬هـ)‬
‫(( رسالة يف حترمي الدخان )) للشيخ خالد املكي مفيت مكة‬ ‫‪-17‬‬
‫(( رسالة يف التبغ والتنفري منه )) للشيخ عبد الكبري بن حممد‬ ‫‪-15‬‬
‫عبد الواحد الكتاين ( ت ‪ 1555 :‬هـ)‬
‫(( در بيان رسم دخان )) ملؤلف جمهول‬ ‫‪-11‬‬
‫(( اللمغ يف اإلشارة إىل حكم التبغ )) للشيخ أمحد بابا‬ ‫‪-13‬‬
‫السوداين ((ت ‪ 1251 :‬هـ)‬
‫(( عني اإلصابة يف مسألة طابة )) للشيخ أمحد بابا السوداين‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ (( -12‬سهم اإلصابة يف حكم طابة )) للشيخ حممد العريب الفاسي‬

‫‪21‬‬
‫(( احلكاية األدبية والرسالة الطلبية مع اإلشارة الشجرية ))‬ ‫‪-11‬‬
‫البن أيب حملي أمحد اخلارجي‬
‫(( كشف الغسق عن قلب دفق يف التنبيه على حترمي دخان‬ ‫‪-11‬‬
‫الورق )) للشيخ حممد السوسي املغريب ( ت ‪ 1275 :‬هـ)‬
‫(( صرف الريح الننت عن مستعمل التنت )) للشيخ داود‬ ‫‪-22‬‬
‫سليمان البغدادي النقشبندي اخلالدي احلنفي ( ت ‪1711 :‬‬
‫هـ)‬
‫(( رسالة يف الرد على من حرم الدخان )) للشيخ أمحد كوكب‬ ‫‪-21‬‬
‫زاده ( ت ‪ :‬حوايل ‪ 1112‬هـ)‬
‫(( رسالة يف حترمي شرب الدخان )) ملؤلف جمهول‬ ‫‪-27‬‬
‫(( قطع اللسان عن حترمي الدخان )) للشيخ حممد بن حممد‬ ‫‪-25‬‬
‫املالكي التافالين‬
‫(( السيف املاضي يف رقبة فالن القاضي )) للشيخ عبد السالم‬ ‫‪-21‬‬
‫النابلسي‬
‫(( قيود يف وصول التبغ والقهوة إىل أراضي الدولة العثمانية ))‬ ‫‪-23‬‬
‫(( كف اللسان عن حكم الدخان )) للشيخ إمساعيل بن أمحد‬ ‫‪-21‬‬
‫األنقوري ( ت ‪ 1217 :‬هـ)‬
‫(( أبيات يف ذم التنت )) للشيخ األمري املنصور باهلل القاسم بن‬ ‫‪-22‬‬
‫حممد بن علي الرشيد الزيدي ( ت ‪ 1271 :‬هـ)‬
‫‪ (( -21‬املواعظ احلسنة احلسينية يف مستعمل شرب التنن وشجرته‬
‫اخلبيثة وآلته القبيحة )) للشيخ السيد عماد الدين حيىي بن‬

‫‪22‬‬
‫أمحد بن حمسن الصنعاين ( ت ‪ 123 :‬هـ) ويف نسبة الكتاب‬
‫إليه وقفة ظاهرة وشك واضح‬
‫(( أرجوزة يف التحرمي )) ‪ (( /‬حتفة اإلخوان يف نشر منع‬ ‫‪-21‬‬
‫الشرب للدخان )) للشيخ أيب عبد اهلل حممد بن الطيب بن‬
‫عبد السالم القادري احلسين املغريب الفاسي (ت ‪ 1112 :‬هـ)‬
‫(( الدليل والربهان على حترمي شجرة الدخان )) للشيخ ايب زيد‬ ‫‪-12‬‬
‫عبد الرمحن بن أمحد الكتامي الشاوي املالكي‬
‫(( رسالة يف التحرمي )) للشيخ أيب حامد العريب بن سيدي‬ ‫‪-11‬‬
‫اهلامشي الزرهوين العزوزي الفاسي ( ت ‪ 1212 :‬هـ)‬
‫(( قصيدة يف التحرمي )) للشيخ السيد حيىي بن أمحد بن حممد‬ ‫‪-17‬‬
‫الشريف اليمين‬
‫(( نسيم البستان يف حترمي القهوة والدخان )) للشيخ علي‬ ‫‪-15‬‬
‫امليلي‬
‫(( رسالة للشيخ حممد فقهي العيين احلنفي يف حترمي الدخان ))‬ ‫‪-11‬‬
‫(( رسالة الشيخ أمحد العبجي احلليب احلنفي يف الدخان ))‬ ‫‪-13‬‬
‫(( كتاب مرآة الرباهني يف مضار النشوق والتدخني ))‬ ‫‪-11‬‬
‫(( إعالن احلجة وإقامة الربهان على منع ما عم وفشا من‬ ‫‪-12‬‬
‫استعمال عشبة الدخان )) للشيخ السيد حممد بن جعفر‬
‫االدريسي احلنسي الشهري بـ الكتاين ( ت ‪ 1513 :‬هـ)‬
‫‪ (( -11‬رسالة يف حترمي الدخان شهرية باسم "األفعى " )) للشيخ‬
‫عبد اهلل بن غضيب (ت ‪ 1111 :‬هـ)‬

‫‪23‬‬
‫(( الربهان يف حترمي الدخان )) للشيخ عبد اهلل بن حسني‬ ‫‪-11‬‬
‫املخضوب ( ت ‪ 1512 :‬هـ)‬
‫(( رسالة يف دخان التبغ املعروف بالتنت )) للشيخ عثمان بن‬ ‫‪-12‬‬
‫حسني األشهري‬
‫(( نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان من األحكام )) للشيخ‬ ‫‪-11‬‬
‫أمحد دحالن الرتمسي الفاجيتان‬
‫(( تذكرة اإلخوان يف بيان القهوة والدخان )) للشيخ أمحد‬ ‫‪-17‬‬
‫دحالن الرتمسي الفاجيتاين‬
‫(( إرشاد اإلخوان يف بيان شرب القهوة والدخان )) للشيخ‬ ‫‪-15‬‬
‫إحسان بن حممد دحالن اجلامبسي (ت ‪ 1521 :‬ه)‬

‫يف هذا العرض ملؤلفات حول الدخان داللة واضحة على أن‬
‫العلماء قد اختلفوا يف حكمه اختالفا قويا‪ ،‬فلذا أرى من احلسن أن أضع‬
‫هنا بيانا قصريا مهما حوله‪ ،‬حىت يتصور للقراء حكمه جبالء‪.‬‬

‫[اختالف العلماء في حكم الدخان وأدلتهم مع المناقشة ]‬

‫وقد اختلف العلماء يف حكم شرب الدخان على ثالثة أقوال‬


‫مشهورة‪ 1‬هي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫هنا قوالن آخران مل أذكرمها يف هذا التقدمي أوهلما التوقف يف احلكم وثانيهما‬
‫إجراء األحكام اخلمسة عليه‪ ،‬واألخري هذا هو الذي اعتمد عليه مؤلف كتاب‬
‫((نزهة األفهام فيما يعرتى الدخان من األفهام )) الذي أقوم بتحقيقه اآلن‪ .‬وقد‬
‫‪24‬‬
‫القول األول ‪ :‬أن الدخان مباح‪.‬‬

‫وهو قول مجاعة من العلماء يف املذهب احلنفي واملالكي والشافعي‬


‫واحلنبلي‪ ،‬كنحو اإلمام عبد الغين النابلسي احلنفي‪ ،‬واإلمام نور الدين‬
‫األجهوري املالكي‪ ،‬واإلمام األمري الصنعاين صاحب سبل السالم‪ ،‬واإلمام‬
‫الشوكاين صاحب فتح القدير‪ ،‬واإلمام الدسوقي املالكي‪ ،‬واإلمام الصاوي‬
‫املالكي‪ ،‬واإلمام األمري املالكي‪ ،‬واإلمام احلفين الشافعي‪ ،‬واإلمام احلليب‬
‫الشافعي‪ ،‬واإلمام الرشيدي الشافعي‪ ،‬واإلمام الشرباملسي الشافعي‪ ،‬واإلمام‬
‫البابلي‪ ،‬و الشيخ عبد القادر بن حممد بن حيىي احلسيين الطربي املكي‬
‫املالكي‪ ،‬واإلمام مرعي احلنبلي‪ ،‬وغريهم‪.2‬‬

‫بل قد نقل اإلمام األجهوري املالكي أن األئمة من املذاهب األربعة‬


‫قد أفتوا جبواز شرب الدخان إذا مل يغيب العقل‪ ،‬فقال رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬

‫استغنيت عن عرض القول األول هنا بأنه داخل يف عداد القول بالكراهة ألن القول‬
‫بالتوقف غايته التورع يف احلكم والعمل‪ .‬وأما الثاين فهو أيضا داخل يف القول‬
‫بالكراهة ألن أصحاب هذا القول أعين الذين أجروا حكم الدخان على األحكام‬
‫اخلمسة قالوا بأن األصل يف شرب الدخان مكروه‪ .‬فال حاجة يب إىل عرضهما وهو‬
‫واضح فتأمل‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪ ،)123 / 12‬اإلدراك لضعف أدلة التنباك‬
‫(‪ ، )71‬إرشاد السائل إىل دالئل املسائل يف ضمن جمموعة الرسائل السلفية (‪،)11‬‬
‫غاية البيان حلل شرب ما ال يغيب العقل من الدخان (‪ ،)17‬الصلح بني اإلخوان‬
‫يف حكم إباحة الدخان ( ‪ ،)3‬مطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى (‪/ 1‬‬
‫‪)712‬‬
‫‪25‬‬
‫((فقد اتضح أن شرب ما ال يغيّب العقل من الدخان املذكور غري حمرم‬
‫‪1‬‬
‫لذاته باتفاق املذاهب األربع ‪ ،‬واهلل سبحانه وتعاىل أعلم ))‪ .‬اهـ‬

‫وهمكن أن نلخص األدلة اليت استدل هبا أصحاب هذا القول على‬
‫النحو التايل‪:‬‬

‫الدليل األول ‪ :‬أن األصل الذي شهد له القرآن الكرمي أن كل ما يف‬


‫األرض حالل‪ ،‬حيث قال اهلل تعاىل ‪ (( :‬هو الذي خلق لكم ما يف‬
‫‪1‬‬
‫األرض مجيعا))‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن مجيع ما يف األرض سواء كان حيوانا أو نباتا أو غريه مما مل يرد‬
‫فيه نص باحلظر خلق النتفاعنا به‪ ،‬ألن (ما) من صيغ العموم ‪ ،‬وقد أكد‬
‫عمومها باحلال الذي هو (مجيعا)‪ ،‬كما أن الالم هنا للنفع فتدل اآلية على‬
‫أن االنتفاع باملنتفع به مأذون به شرعا‪ 12،‬فيندرج الدخان حتت عموم هذه‬
‫اآلية‪ ،‬ألن الدخان مصنوع من التبغ الذي هو نبات األرض الذي خلق‬
‫النتفاعنا به‪ ،‬ومحل العام على عمومه واجب‪ .‬فال حيرم شيئ من ذلك إال‬
‫بدليل خاص‪ ،‬كاملسكر والسم القاتل‪ ،‬وذلك لعدم دليل خاص حيرمه‪ ،‬فهو‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬غاية البيان حلل شرب ما ال يغيب العقل من الدخان (‪)17‬‬


‫‪ 1‬سورة البقرة من األية (‪)71‬‬
‫‪ 12‬انظر ‪ :‬هتذيب الفروق (‪)772/ 1‬‬
‫‪26‬‬
‫حالل استصحابا بالرباءة األصلية‪ 11،‬وقد علم عند اجلمهور أن األصل‬
‫‪17‬‬
‫يف األشياء اإلباحة حىت يرد فيها التحرمي‪.‬‬

‫وكذلك قوله تعاىل ‪ (( :‬قل ال أجد فيما أوحي إيل حمرما على‬
‫طاعم يطعمه إال أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو حلم خنزير فإنه رجس‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫أو فسقا أهل لغري اهلل به ))‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن ما مل حترمه هذه اآلية الكرهمة هو مباح‪ ،‬حىت يرد نص بالتحرمي؛‬


‫ألن (حمرما) نكرة يف سياق النفي يفيد العموم‪ ،‬وهو مؤكد بصيغة احلصر‬
‫الدالة على ثبوت احلرمة لألربعة املذكورة ونفيها عما عداها‪ ،‬وعموم املفهوم‬
‫الذي دل عليه احلصر بالنفي واإلثبات كعموم املنطوق يف الداللة على‬

‫‪ 11‬انظر ‪ :‬إرشاد السائل إىل أدلة املسائل (‪)15‬‬


‫‪ 17‬انظر ‪ :‬قواطع األدلة يف األصول (‪ ،)15 / 7‬شرح خمتصر الروضة ( ‪/ 1‬‬
‫‪ ،)122‬هناية السول شرح منهاج الوصول ( ‪ ،)512‬شرح التلويح على التوضيح (‪7‬‬
‫‪ ،)52 /‬البحر احمليط يف أصول الفقه ( ‪ ،)717 / 1‬املنثور يف القواعد الفقهية ( ‪7‬‬
‫‪ ،)21 /‬فتح القدير (‪ ،)5/ 2‬األجنم الزاهرات على حل ألفاظ الورقات يف أصول‬
‫الفقه (‪ ،)752‬األشباه والنظائر للسيوطي (‪ ،)12‬غاية الوصول يف شرح لب‬
‫األصول (‪ ،)111‬تيسري التحرير ( ‪ ،)127/ 7‬غمز عيون البصائر يف شرح األشباه‬
‫والنظائر ( ‪ ،)775/ 1‬شرح القواعد الفقهية (‪ ،)111‬علم أصول الفقه (‪)11‬‬
‫‪ 15‬سورة األنعام من اآلية (‪)113‬‬
‫‪27‬‬
‫عموم احلكم ومشوله جلميع األفراد؛ ألنه من أقوى املفاهيم‪ ،‬حىت مجاعة من‬
‫‪11‬‬
‫األصوليني اعتربوه من قبيل املنطوق‪.‬‬

‫المناقشة ‪:‬‬

‫يناقش هذا االستدالل بأن األصل يف األشياء احلظر حىت يأيت‬


‫دليل على حلها‪ .‬وألن املراد بقاعدة أن األصل يف األشياء اإلباحة أي‬
‫‪13‬‬
‫األشياء النافعة غري الضارة‪ ،‬وأما األشياء الضارة فاألصل فيها احلظر‪.‬‬

‫الجواب عنها ‪:‬‬

‫جياب عنها بأن الصحيح ما تقدم من أن األصل يف األشياء‬


‫اإلباحة‪ ،‬وهو موافق لقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم حني سئل عن‬
‫السمن واجلنب والفراء فقال ‪ (( :‬احلالل ما أحل اهلل يف كتابه واحلرام ما‬
‫‪11‬‬
‫حرم اهلل يف كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا عنه ))‪.‬‬

‫وقاعدة األصل يف املضار التحرمي ليست على عمومها بل هي‬


‫مقيدة بالضرر احملقق الراجح الغالب‪ ،‬وما ليس ضرره حمققا أو غالبا فال‬

‫‪ 11‬انظر ‪ :‬حكم الدخان والطابة والتجارة فيهما والصالة خلف متعاطيهما (‪)71‬‬
‫‪ 13‬انظر ‪ :‬هناية السول شرح منهاج الوصول (‪)512‬‬
‫‪ 11‬رواه الرتمذي يف سننه (‪ ،)1271‬وابن ماجه يف سننه (‪ )5512‬وغريمها بألفاظ‬
‫متقاربة يف نفس املعىن‬
‫‪28‬‬
‫حيرم إال على من يضره‪ ،‬ومثل هذا الضرر غري خاص بالدخان بل هو عام‬
‫‪12‬‬
‫جلميع املباحات اليت منها الشاي والقهوة‪.‬‬

‫وأن الدخان املستعمل اآلن غري ضار‪ ،‬حيث مل يعلم فيه ضرر‬
‫العقول وال األبدان بطريق قطعي‪ ،‬مع مرور األعصار وكثرة من يستعملها‬
‫من العوام والعلماء من مجيع األقطار اإلسالمية‪ ،‬مع العلم بأن عقوهلم ال‬
‫تزال زكية وأبداهنم سليمة غري سقيمة‪ ،‬إال ما صدر من أفراد منهم‪ 11 .‬كما‬
‫يعارض بأن هذا الضرر احلاصل ليس بسبب جمرد تعاطي الدخان‪ ،‬وإمنا هو‬
‫بعوارض أخرى‪ ،‬كاإلكثار منه وعدم موافقة الطبائع اخلاصة له‪ ،‬وغريمها‪.‬‬

‫الدليل الثاني ‪ :‬أن الدخان ليس مسكرا وال خمدرا‪ ،‬وقد علم أن الرسول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم هنى عن كل مسكر ومفرت‪ 11.‬فال يدخل الدخان مما‬
‫هنى عنه قطعا‪ .‬ألن املفرت كما قاله اإلمام ابن رجب احلنبلي هو املخدر‬
‫للجسد وإن مل ينته إىل حد اإلسكار‪ 72.‬وقال اإلمام اللغوي ابن األثري ‪:‬‬
‫((املفرت‪ :‬الذي إذا شرب أمحى اجلسد وصار فيه فتور‪ ،‬وهو ضعف‬

‫‪ 12‬انظر ‪ :‬حكم الدخان والطابة والتجارة فيهما والصالة خلف متعاطيهما (‪)71‬‬
‫‪ 11‬انظر ‪ :‬اإلدراك لضعف أدلة التنباك (‪)11‬‬
‫‪ 11‬رواه أمحد يف مسنده (‪ ،)71121‬وأبو داود يف سننه (‪ ،)5111‬والطرباين يف‬
‫الكبري (‪ ،)211‬والبيهقي يف الكربى (‪ ،)12112‬وابن أيب شبة يف مصنفه‬
‫(‪)75211‬‬
‫‪ 72‬انظر ‪ :‬جامع العلوم واحلكم (‪)1755 / 5‬‬
‫‪29‬‬
‫وانكسار )) ‪ 71،‬وقيل أن اإلسكار غيبوبة العقل مع حركة األعضاء‪،‬‬
‫والتخدير غيبوبة العقل مع فتور األعضاء‪ 77.‬ومها غري موجودين يف‬
‫الدخان‪.‬‬

‫المناقشة‪:‬‬

‫يناقش هذ االستدالل بأن الدخان مسكر وخمدر‪ ،‬وذلك مشاهد‬


‫يف من شربه ألول مرة وقد أخرب به كثري من األطباء‪. 75‬‬

‫الجواب عنها ‪:‬‬

‫جياب عنها بأنه قد تقدم أن دعوى كون الدخان مسكرا وخمدرا‬


‫غري مسلمة‪ ،‬وقد جرى مليارات من الناس على استعماله‪ ،‬فلم حيدث هلم‬
‫شيء من اإلسكار والتخدير‪ .‬وكون من شربه ألول مرة حيصل له اإلسكار‬
‫غري مسلم أيضا؛ ألن حقيقة اإلسكار هو تغيب العقل مع حركة األعضاء‬
‫بدون الشعور‪ ،‬وهو معدوم‪ .‬مث على فرض وقوعه فهو من حوادث األفراد‬
‫اليت ليست بأمر أغليب‪ ،‬فال يصلح أن يكون أساسا يعتمد عليه‪ ،‬ألن النادر‬
‫يلغى‪ .‬وفرض أضراره على البعض ال يلزم منه حترهمه على كل أحد‪ ،‬فإن‬

‫‪ 71‬انظر ‪ :‬النهاية يف غريب احلديث (‪)121 / 5‬‬


‫‪ 77‬انظر ‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪)123 / 12‬‬
‫‪ 75‬انظر ‪ :‬فتاوى ورسائل مساحة الشيخ حممد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ‬
‫(‪)12 / 17‬‬
‫‪30‬‬
‫العسل يضر بأصحاب الصفراء الغالبة ورمبا أمرضهم مع أنه شفاء بالنص‬
‫القطعي‪ 71،‬وال يلزم من ذلك حترمي العسل أصالة‪.‬‬

‫الدليل الثالث ‪ :‬أن الضرر نوعان‪ ،‬ضرر ذايت وضرر عارض‪ ،‬واحملرم مطلقا‬
‫هو ما كان ضرره ذاتيا‪ ،‬أما ما كان ضرره عارضا فإمنا حيرم يف حق من يضره‬
‫دون غريه‪ 73،‬والدخان إن فرض ضرره لبعض الناس فهو أمر عارض ال‬
‫لذاته‪ ،‬وحيرم على من يضره دون غريه‪ ،‬وال يلزم حترهمه على كل أحد؛ فإن‬
‫العسل يضر بعض الناس‪ ،‬ورمبا أمرضهم‪ ،‬مع أنه شفاء بالنص القطعي‪،‬‬
‫وكذالك السكر وامللح والقهوة وغريها من املباحات اليت تضر بعض الناس‬
‫فتحرم يف حقه دون غريه ممن ال تضره‪ .‬وال يتصور عاقل أن ما ذكر حمرم‬
‫‪71‬‬
‫مطلقا‪.‬‬

‫المناقشة ‪:‬‬

‫يناقش هذا االستدالل بأن الدخان ضرره لذاته وال لعارض كما‬
‫تقدم‪ ،‬إذ هو نفسه مشتمل على مواد مضرة للجسم كما قال به كثري من‬
‫األطباء‪.‬‬

‫‪ 71‬انظر ‪ :‬رد احملتار على الدر املختار (‪)131 / 1‬‬


‫فقه الذي ال يَ َس ُع ال َف ِق ِيه‬
‫ول الِ ِ‬
‫أص ُ‬
‫انظر ‪ :‬الفتاوى الفقهية الكربى (‪ُ ،)771 / 1‬‬
‫‪73‬‬

‫َجهلَهُ (‪)11‬‬
‫‪ 71‬انظر ‪ :‬أرشاد السائل إىل أدلة املسائل ( ‪ ،)13‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪12‬‬
‫‪ ،)121 /‬حكم الدخان والطابة والتجارة فيهما والصالة خلف متعاطيهما (‪)77‬‬
‫‪31‬‬
‫الجواب عنها ‪:‬‬

‫جياب عنها بأنا ال نسلم أن الدخان ضرره لذاته ألن كثريا من‬
‫الناس الذين يشربونه مل جيدوا ضررا أصال‪ ،‬فاحلادثة الواقعة لبعض الناس ال‬
‫جيوز تعميم حكمها جلميعهم‪ .‬فالقضية ختتلف باختالف الطباع وليس هذا‬
‫‪72‬‬
‫أمرا قطعيا‪.‬‬

‫القول الثاني ‪ :‬أن الدخان حرام‪.‬‬

‫وهو قول العلماء اآلخرين من املذاهب األربعة‪ ،‬كنحو اإلمام‬


‫الشرنباليل احلنفي‪ ،‬واإلمام املسريي احلنفي‪ ،‬واإلمام سامل السنهوري‬
‫املالكي‪ ،‬واإلمام إبراهيم اللقاين املالكي‪ ،‬واإلمام حممد بن عبد الكرمي‬
‫الفكون املالكي‪ ،‬واإلمام خالد بن أمحد املالكي‪ ،‬واإلمام ابن محدون‬
‫املالكي‪ ،‬واإلمام جنم الدين الغزي الشافعي‪ ،‬واإلمام القليويب الشافعي‪،‬‬
‫واإلمام ابن عالن الشافعي‪ ،‬والشيخ علي بن عمر الديويركي‪ ،‬ومن‬
‫املعاصرين الشيخ جاد احلق علي جاد احلق‪ ،‬والشيخ حممد بن ابراهيم‪،‬‬
‫‪71‬‬
‫والشيخ حممد الغزايل‪ ،‬والشيخ يوسف القرضاوي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫‪ 72‬انظر ‪ :‬الفتاوى الفقهية الكربى (‪)773 / 1‬‬


‫‪ 71‬انظر ‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية ( ‪ ،)127 / 12‬فتاوى ورسائل مساحة الشيخ‬
‫حممد بن إبراهيم (‪ ،)21/17‬احلكم الشرعي يف الندخني (‪ ،)5‬حجر اإلنسان من‬
‫شرب الدخان (‪)7‬‬
‫‪32‬‬
‫وهمكن أن نلخص األدلة اليت استدل هبا أصحاب هذا القول على‬
‫النحو التايل‪:‬‬

‫الدليل األول ‪ :‬قول اهلل تعاىل ‪ (( :‬وحيل هلم الطيبات وحيرم عليهم‬
‫‪71‬‬
‫اخلبائث))‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن املأكوالت واملشروبات يف نظر اإلسالم إما طيبة وأما خبيثة‪،‬‬


‫فالطيبات حالل واخلبائث حرام‪ ،‬فالدخان مندرج حتت اخلبائث‪ ،‬فيكون‬
‫‪52‬‬
‫حمرما‪.‬‬

‫المناقشة ‪ :‬هذا االستدالل ساقط من وجوه ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬إن أرادوا باخلبيثة هنا أن الدخان خبيث الذات‪ ،‬فهذا باطل؛ ألنه‬
‫مصنوع من شجرة التنباك وهي نبات طاهر‪ ،‬ألن كل نبات أصله طاهر‪،‬‬
‫إال ما دل نص على خبثه‪ .‬وإن أرادوا أنه خبيث الرائحة فهذا ال يلزم‬
‫حترهمه؛ ألنه وصف غري منضبط ال يبىن احلكم عليه‪ .‬وكم من شخص يرى‬
‫‪51‬‬
‫أن القهوة ال تناسبه ويستخبثها‪ ،‬وال يعين هذا أن القهوة حرام‪.‬‬

‫‪ 71‬سورة األعراف من اآلية (‪)132‬‬


‫‪ 52‬انظر ‪ :‬حتقيق حتقيق الربهان (‪ ،)21‬اهلدي الصحي (‪ ،)73‬إرشاد السائل إىل‬
‫أدلة املسائل (‪)13‬‬
‫‪ 51‬انظر ‪ :‬حكم الدخان والطابة (‪)32 – 11‬‬
‫‪33‬‬
‫الثاني ‪ :‬إذا كان الدخان خبيث الذات مع كونه من نبات طاهر‪ ،‬لزم أن‬
‫يكون سائر النباتات خبيث الذات‪ ،‬لتساويهما يف احلقيقة‪ ،‬فالالزم باطل‬
‫‪57‬‬
‫قطعا وامللزوم مثله‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬أن الدخان مندرج حتت عموم قوله تعاىل ‪ (( :‬هو الذي خلق‬
‫لكم ما يف األرض مجيعا ))‪ 55‬فال خيرجه عنه إال نص قطعي صريح‪ ،‬وهو‬
‫‪51‬‬
‫هنا معدوم‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬أن بناء احلكم على االستخباث غري صحيح‪ ،‬ألنه غري منضبط‬
‫كما تقدم‪ .‬ويظهر ذلك من وجوه ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬أن املراد باخلبائث هنا ليست ما استخبثه الناس أو طائفة منهم‪،‬‬
‫‪53‬‬
‫كما روي ذلك‬ ‫وإمنا هي احملرمات احملققة وإن عدهتا النفوس طيبة عرفا‪،‬‬
‫‪51‬‬
‫عن بعض السلف كابن عباس رضي اهلل عنهما وغريه‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬لو كان املراد باالستخباث هنا ما يستخبثه الناس أو العرب كما‬
‫روي ذلك عن بعض السلف‪ 52‬للزم أن يكون مناط التحرمي والتحليل‬
‫بشهوات الناس؛ ألهنا خمتلفة باختالف الطبائع‪ .‬وهذا باطل قطعا‪.‬‬

‫‪ 57‬انظر ‪ :‬حكم الدخان والطابة (‪)32‬‬


‫‪ 55‬سورة البقرة من اآلية (‪)71‬‬
‫‪ 51‬انظر ‪ :‬حكم الدخان والطابة (‪)32‬‬
‫‪ 53‬انظر ‪ :‬اإلدراك لضعف أدلة التنباك (‪)11‬‬
‫‪ 51‬انظر ‪ :‬جامع البيان يف تأويل آي القرآن (‪)111 / 15‬‬
‫‪34‬‬
‫ثالثا ‪ :‬وقد روي أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم استخبث أكل الضب‪،‬‬
‫ومع ذلك فال يكون أكله حمرما‪ ،‬بل صرح العلماء بأنه حالل‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬فقد قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬من أكل من هذه‬
‫الشجرة اخلبيثة (الثوم) شيئا‪ ،‬فال يقربنا يف املسجد فقال الناس ‪ :‬حرمت‪،‬‬
‫حرمت‪ ،‬فبلغ ذاك النيب صلى اهلل عليه وسلم فقال ‪ (( :‬أيها الناس إنه ليس‬
‫‪51‬‬
‫يب حترمي ما أحل اهلل يل‪ ،‬ولكنها شجرة أكره رحيها ))‪.‬‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم مسى الثوم خبيثا‪ ،‬وأنكر على‬
‫من فهم من ذلك حترهمه؛ فقال إنه ليس يب حترمي ما أحل اهلل يل‪ .‬وإذا كان‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم ليس له ذلك مع استخباثه إياه‪ ،‬فهل يتصور‬
‫‪51‬‬
‫يف عقل عاقل أن حيرم ما يستخبثه غريه؟!‬

‫خامسا ‪ :‬وإن أرادو أن الدخان خبيث الرائحة فال يلزم من ذلك التحرمي‬
‫أيضا‪ ،‬فقد تقدم تقريره؛ أال نرى أن البصل والثوم والكراث من األشياء اليت‬
‫هلا رائحة كريهة وال يلزم من ذلك حترهمها‪.‬‬

‫‪ 52‬انظر ‪ :‬تفسري اإلمام الشافعي ( ‪)131 / 7‬‬


‫‪ 51‬رواه مسلم يف صحيحه (‪)1115‬‬
‫‪ 51‬انظر ‪ :‬حكم الدخان وطابة (‪)33 - 31‬‬
‫‪35‬‬
‫‪12‬‬
‫الدليل الثاني ‪ :‬قول اهلل تعاىل ‪ (( :‬وال تلقوا بأيديكم إىل التهلكة ))‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬


‫‪11‬‬
‫أن اهلل تعاىل حرم علينا أن هنلك أنفسنا أو نلقيها يف التهلكة‪،‬‬
‫حيث يف األية هني وهو يف األصل على التحرمي‪ .‬وشرب الدخان فيه معىن‬
‫إلقاء النفس إىل اهلالك فهو حمرم‪.‬‬

‫المناقشة ‪:‬‬

‫أن املراد باألية الكرهمة عدم اإلمساك عن اإلنفاق يف اجلهاد يف‬


‫سبيل اهلل‪ 17.‬ألنه سبب اهلالك‪ 15.‬مث اعتبار شرب الدخان من إلقاء‬
‫النفس يف اهلالك غري مسلم‪ ،‬ألن هذا منوط بكونه مضرا‪ ،‬وهو نفسه غري‬
‫مسلم ألنه دليل حيتاج إىل دليل‪ .‬وحوادث البعض القليل غري قياسي‪.‬‬
‫والكالم فيه كالكالم يف متناول السكر والقهوة وغريمها‪.‬‬

‫‪ 12‬سورة البقرة ‪ :‬من اآلية ‪113‬‬


‫‪ 11‬انظر ‪ :‬تأويالت أهل السنة ( ‪)711/ 1‬‬
‫‪ 17‬انظر ‪ :‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن (‪ ،)512 / 5‬تفسري القرآن العظيم‬
‫البن أيب حامت (‪ ،)552 / 1‬تفسري السمعاين ( ‪ ،)111 / 1‬الوجيز يف تفسري‬
‫الكتاب العزيز (‪ ،)133‬تفسري القشريي (‪ ،)117‬حبر العلوم (‪)131/1‬‬
‫‪ 15‬انظر ‪ :‬تفسري ابن عرفة (‪)755/ 1‬‬
‫‪36‬‬
‫الدليل الثالث ‪ :‬قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬ال ضرر وال‬
‫‪11‬‬
‫ضرار))‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫وقد هنى الرسول صلى اهلل عليه وسلم عن أن يضر اإلنسان نفسه‬
‫وغريه مبطلق الضرر‪ ،‬لكونه نكرة يف سياق النفي‪ 13.‬والدخان داخل فيه‪،‬‬
‫ألنه يفسد القلب‪ ،‬ويضعف القوى‪ ،‬ويغري اللون بالصفرة‪ ،‬ويتولد من‬
‫تكاثف دخانه يف اجلوف األمراض والعلل‪ ،‬كالسعال املؤدي ملرض السل‪،‬‬
‫وتكراره يسود ما يتعلق به‪ ،‬وتتولد منه احلرارة‪ ،‬فتكون داء مزمنا مهلكا‪ ،‬و‬
‫يسد جماري العروق‪ ،‬فيتعطل وصول الغذاء منها إىل أعماق البدن‪ .‬وهو مع‬
‫ذلك يتعدى ضرره إىل غريه من زوجته وأوالده وأقربائه وجلسائه‪ ،‬فيكون‬
‫‪11‬‬
‫حمرما‪.‬‬

‫‪ 11‬رواه أمحد يف مسنده (‪ ،)7112‬وابن ماجه يف سننه (‪ ،)7511‬والطرباين يف‬


‫األوسط (‪ ،)1255‬ويف الكبري (‪ ،)1512‬والدارقطين يف سننه (‪ ،)711‬والبيهقي‬
‫يف الكربى (‪ ،)72111‬واحلاكم يف املستدرك (‪)7513‬‬
‫‪ 13‬انظر ‪ :‬اإلحكام يف أصول األحكام لآلمدي (‪)771 / 1‬‬
‫‪ 11‬انظر ‪ :‬املسوعة الفقهية الكويتية (‪)125/ 12‬‬
‫‪37‬‬
‫المناقشة ‪:‬‬

‫يناقش هذا االستدالل مبا سبق ذكره من أن الضرر نوعان‪ ،‬ضرر‬


‫ذايت وضرر عارض‪ ،‬واحملرم مطلقا هو ما كان ضرره ذاتيا‪ ،‬أما ما كان ضرره‬
‫عارضا فإمنا حيرم يف حق من يضره دون غريه‪ ،‬وما ذكر هنا يعد ضررا ليس‬
‫‪12‬‬
‫ذاتيا‪.‬‬

‫والدخان إن فرض ضرره لبعض الناس فهو أمر عارض ال لذاته‪،‬‬


‫وحيرم على من يضره دون غريه‪ ،‬وال يلزم حترهمه على كل أحد‪ ،‬فإن العسل‬
‫يضر بعض الناس‪ ،‬ورمبا أمرضهم‪ ،‬مع أنه شفاء بالنص القطعي‪ ،‬وكذالك‬
‫السكر وامللح والقهوة وغريها من املباحات اليت تضر بعض الناس فتحرم يف‬
‫‪11‬‬
‫حقه دون غريه ممن ال تضره‪ .‬وال يتصور عاقل أن ما ذكر حمرم مطلقا‪.‬‬

‫الدليل الرابع ‪ :‬أن صرف املال يف الدخان يعترب إسرافا وتبذيرا وإضاعة‬
‫املال؛ إذ ليس فيه نفع مباح خال عن الضرر‪ ،‬بل فيه الضرر احملقق بأخبار‬
‫‪32‬‬
‫أهل اخلربة‪ 11.‬وقد قال اهلل تعاىل ‪(( :‬وال تسرفوا إنه ال حيب املسرفني ))‬

‫‪ 12‬انظر ‪ :‬الفتاوى الفقهية الكربى (‪ ،)771 / 1‬أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه‬
‫جهله (‪)11‬‬
‫‪ 11‬انظر ‪ :‬إرشاد السائل إىل أدلة املسائل ( ‪ ،)13‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪12‬‬
‫‪ ، )121 /‬حكم الدخان والطابة واجلارة فيهما والصالة خلف متعاطيهما (‪)77‬‬
‫‪ 11‬انظر ‪ :‬فتاوى ورسائل مساحة الشيخ حممد بن إبراهيم (‪ ،)12/17‬املوسوعة‬
‫الفقهية الكويتية (‪)125 / 12‬‬
‫‪ 32‬سورة األنعام من اآلية ‪111 :‬‬
‫‪38‬‬
‫وقال تعاىل ‪ (( :‬وال تبذر تبذيرا إن املبذرين كانوا إخوان الشياطني وكان‬
‫الشيطان لربه كفورا ))‪ 31.‬وقد قال الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪(( :‬إن‬
‫‪37‬‬
‫اهلل كره لكم ثالثا قيل وقال وإضاعة املال وكثرة السؤال ))‬

‫المناقشة‪:‬‬

‫هذا االستدالل يف غاية الضعف من وجوه ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬ال نسلم عدم نفع الدخان مطلقا‪ ،‬ولو سلم عدم نفعه فصرف‬
‫املال فيه ليس تبذيرا‪ ،‬ألنه ليس مبحقق التحرمي‪ ،‬أشبه ما لو صرفه الناس يف‬
‫زخرفة املساجد‪ ،‬مع أنه منهي عنه ملا فيه من شغل قلوب املصلني‪ ،‬ألنه‬
‫صرفه يف مباح‪ ،‬وما صرف يف املباح ال يعد تبذيرا‪ 35.‬وال نسلم أن صرف‬
‫املال يف الدخان إسراف‪ ،‬ألن حقيقة اإلسراف هو إنفاق املال الكثري يف‬
‫الغرض اخلسيس‪ ،‬أو جتاوز يف الكمية وجهل مبقادير احلقوق‪ 31.‬فال يدخل‬
‫صرف املال يف الدخان حتت هذه احلقيقة حبال‪ ،‬وذلك ألن شارب الدخان‬
‫‪33‬‬
‫ينفق يسريا من ماله يف نفع يعود عليه ولذة يريدها‪.‬‬

‫‪ 31‬سورة األسراء من اآلية (‪)72 – 71‬‬


‫‪ 37‬رواه البخاري يف صحيحه (‪)1122‬‬
‫‪ 35‬انظر ‪ :‬حتقيق الربهان (‪)111‬‬
‫‪ 31‬انظر ‪ :‬التعريفات (‪ ،)75‬الكليات (‪)115‬‬
‫‪ 33‬انظر ‪ :‬اإلدراك لضعف أدلة التنباك (‪)11‬‬
‫‪39‬‬
‫فقد قال اإلمام القرطيب ‪ (( :‬من أنفق ما له يف الشهوات زائدا على‬
‫قدر احلاجات وعرضه بذلك للنفاد فهو مبذر‪ ،‬ومن أنفق ربح ماله يف‬
‫شهواته وحفظ األصل أو الرقبة فليس مببذر‪ ،‬ومن أنفق درمها يف حرام فهو‬
‫مبذر‪ ،‬وحيجر عليه يف نفقته الدرهم يف احلرام‪ ،‬وال حيجر عليه إن بذله يف‬
‫‪31‬‬
‫الشهوات إال إذا خيف عليه النفاد ))‬

‫الثاني ‪ :‬أنه إن أريد به أنه ال فائدة يف الدخان عن شاربه فهو غري مسلم‪،‬‬
‫بل شارب الدخان يتلذذ ويرتاح بشربه وحتصل له النشوة باستعماله‪ ،‬كما‬
‫يتفق لشارب القهوة وحنوها‪ ،‬وهذه فائدة دنيوية‪ ،‬إذ صارت عنده من‬
‫‪32‬‬
‫املستلذات‪ ،‬وإذا فاته ذلك فقد نشاطه يف أفعاله وأقواله‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬إن أريد به أنه ال فائدة فيه لكل أحد فال خيفى بطالنه‪ ،‬ألنه ال‬
‫يعترب فائدة كل أحد فيما يفعله اإلنسان ضرورة عقلية وعرفية واتفاقية‪ ،‬بل‬
‫‪31‬‬
‫العربة يف مستعمله‪ ،‬فإنه ال يعد حقه يف إنفاقه والدراهم يف لذته إضاعة‪.‬‬

‫الدليل الخامس ‪ :‬أن الدخان تنبعث منه رائحة خبيثة تكون يف فم‬
‫املدخن وبدنه وثيابه‪ ،‬فهي تؤذي اجلليس واألنيس وخصوصا عند دخول‬
‫املسجد‪ 31،‬فقد قال النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬من أكل البصل‬

‫‪ 31‬انظر ‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن (‪)711 / 12‬‬


‫‪ 32‬انظر ‪ :‬اإلدراك لضعف أدلة التنباك (‪)13‬‬
‫‪ 31‬انظر ‪ :‬اإلدراك لضعف أدلة التنباك (‪)13‬‬
‫‪ 31‬انظر ‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية ( ‪)121 / 12‬‬
‫‪40‬‬
‫والثوم والكراث فال يقربن مسجدنا‪ ،‬فإن املالئكة تتأذى مما يتأذى منه بنو‬
‫‪12‬‬
‫آدم ))‬

‫المناقشة ‪:‬‬

‫هذا االستدالل املبين على املغالطة املفضوحة باطل من وجهني‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أن احلديث الذي احتجوا به أخص من الدعوى‪ ،‬وقد علم أن‬
‫الدليل إذا كان أخص من الدعوى ال ينتج املطلوب؛ ألن شرط إنتاجه أن‬
‫يكون أعم منها‪ ،‬أو مساويا هلا؛ ألن دعواهم حترمي الدخان مطلقا‪ .‬فهذا‬
‫احلديث فيه هني عن أكل تلك األشياء ملن أراد الذهاب إىل املسجد فقط‪،‬‬
‫فال داللة فيه أصال على حترهمها أو كراهيتها مطلقا‪ ،‬حيت يصح قياس حترمي‬
‫‪11‬‬
‫الدخان عليها مطلقا‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن من شروط إحلاق الفرع باألصل أن يكون حكم األصل ثابتا؛‬
‫ألن ثبوت احلكم يف الفرع فرع عن ثبوته يف األصل‪ ،‬والتحرمي غري ثابت يف‬
‫األصل الذي هو الثوم والبصل والكراث بالنص على إباحتها يف احلديث‬
‫وهو قوله صلى اهلل عليه وسلم املتقدم ذكره‪ .‬وإذا كان النص داال على‬
‫إباحة الثوم والبصل والكراث فكيف ساغ هلم القول حبرمة الدخان قياسا‬

‫‪ 12‬رواه مسلم يف صحيحه (‪)1111‬‬


‫‪ 11‬انظر ‪ :‬حكم الدخان والطابة (‪)33‬‬
‫‪41‬‬
‫على هذه األشياء جبامع خبث الرائحة يف كل منهما مع أن التحرمي غري‬
‫‪17‬‬
‫ثابت يف األصل بالنص‪.‬‬

‫الدليل السادس ‪ :‬أن شرب الدخان يعترب عبثا ألنه فعل لغري غرض‬
‫‪11‬‬
‫صحيح‪ 15،‬وهو حمرم لقول اهلل تعاىل ‪(( :‬أفحسبتم أمنا خلقناكم عبثا))‬

‫المناقشة ‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫هذه الدعوى غري مسلمة ألن العبث هو ما خيلو عن الفائدة‪،‬‬
‫وقيل هو ارتكاب أمر غري معلوم الفائدة‪ ،‬وقيل‪ :‬ما ليس فيه غرض صحيح‬
‫لفاعله‪ 11.‬وال خيفى أن شارب الدخان له فيه غرض صحيح كما قررناه‬
‫سابقا‪ .‬فمن ليس له غرض يف استعماله يكون حينئذ عبثا يف حقه فقط‬
‫دون غريه ممن له فائدة دنيوية فيه‪ .‬فيكون التحرمي ليس يف ذات الدخان‬
‫‪12‬‬
‫وإمنا هو ألمر عارض كما مر‪.‬‬

‫‪ 17‬انظر ‪ :‬حكم الدخان والطابة (‪)32- 31‬‬


‫‪ 15‬انظر ‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية ( ‪)121 / 12‬‬
‫‪ 11‬سورة املؤمنني من اآلية (‪)113‬‬
‫‪ 13‬انظر ‪ :‬الكليات (‪)115‬‬
‫‪ 11‬انظر ‪ :‬التعريفات (‪ ،)111‬التوقيف على مهمات التعاريف (‪ ،)753‬تاج‬
‫العروس من جواهر القاموس (‪)112 /51‬‬
‫‪ 12‬انظر ‪ :‬اإلدراك لضعف أدلة التنباك (‪)11‬‬
‫‪42‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أن الدخان مكروه‪.‬‬

‫وهو قول مجاعة من العلماء من املذاهب األربعة كنحو اإلمام ابن‬


‫عابدين احلنفي واإلمام أيب السعود احلنفي واإلمام اللكنوي احلنفي واإلمام‬
‫يوسف الصفيت املالكي واإلمام العدوي املالكي واإلمام الشرواين الشافعي‬
‫واإلمام الشرقاوي الشافعي واإلمام البهويت احلنبلي واإلمام مرعي احلنبلي‬
‫‪11‬‬
‫واإلمام الرحيباين احلنبلي وغريهم‪.‬‬

‫وهمكن أن نلخص األدلة اليت استدل هبا أصحاب هذا القول على‬
‫النحو التايل‪:‬‬

‫الدليل األول ‪ :‬أن عدم ثبوت أدلة حترمي الدخان يورث الشك‪ ،‬وال حيرم‬
‫شيء مبجرد الشك‪ ،‬فيقتصر على الكراهة ملا أورده القائلون باحلرمة اعتبارا‬
‫‪11‬‬
‫باجلمع بني أدلة القائلني باحلرمة واإلباحة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫انظر ‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪ ،)122 / 12‬حاشية الشرقاوي على‬
‫التحرير (‪ ،)325 / 7‬ضوء الشموع بشرح اجملموع حباشية العدوي (‪،)17 / 1‬‬
‫حتقيق الربهان (‪ ،)111‬رد احملتار على الدر املختار (‪ ،)131 / 1‬مطالب أويل‬
‫النهى يف شرح غاية املنتهى ( ‪ ،)712 /1‬هتذيل الفروق (‪ ،)711 / 1‬حاشية‬
‫الشرواين على حتفة احملتاج (‪)752 / 1‬‬
‫‪ 11‬انظر ‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪)122/ 12‬‬
‫‪43‬‬
‫الدليل الثاني ‪ :‬أن الدخان ال خيلو من الضرر‪ ،‬وال سيما اإلكثار منه‪،‬‬
‫‪22‬‬
‫وقد قال النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬ال‬ ‫والقليل جير إىل الكثري‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ضرر وال ضرار ))‬

‫المناقشة ‪:‬‬

‫قد تقدم أن الضرر نوعان ذايت وعارض‪ ،‬واحملرم ما كان ضرره ذاتيا‪،‬‬
‫وما ذكر هنا أنه أنه ضرر عارض بسبب اإلكثار‪ .‬فاالحتياط ال ينايف‬
‫اجلواز‪.‬‬

‫الجواب عنها ‪:‬‬

‫جياب عنها بأن جواز شرب الدخان هنا ليس مطلقا‪ ،‬بل هو‬
‫يستصحبه الكراهة أيضا ألمور سبق ذكرها‪.‬‬

‫الدليل الثالث ‪ :‬أن صرف املال يف الدخان نقص يف املال‪ ،‬فإذا مل يكن‬
‫تبذيرا وال إسرافا وال إضاعة فهو نقص يف املال كان همكن إنفاقه فيما هو‬
‫‪27‬‬
‫خري منه وأنفع لصاحبه والناس‪.‬‬

‫‪ 22‬انظر ‪ :‬اهلدي الصحي (‪)55‬‬


‫‪ 21‬رواه أمحد يف مسنده (‪ ،)7112‬وابن ماجه يف سننه (‪ ،)7511‬والطرباين يف‬
‫األوسط (‪ ،)1255‬ويف الكبري (‪ ،)1512‬والدارقطين يف سننه (‪ ،)711‬والبيهقي‬
‫يف الكربى (‪ ،)72111‬واحلاكم يف املستدرك (‪)7513‬‬
‫‪ 27‬انظر ‪ :‬اهلدي الصحي (‪)55‬‬
‫‪44‬‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫هذا االستدالل غري ناهض؛ ألن القول بأن صرف املال يف الدخان‬
‫نقص فيه غري منضبط‪ ،‬حيث إن صرف املال يف املباحات اليت يستلذ هبا‬
‫صاحبه كل ذلك يرجع إليه هو‪ ،‬وهذا وصف عارض للدخان‪ ،‬فمن كان‬
‫يرى أن إنفاقه يف الدخان ينقص ماله وله حاجة أخرى أنفع منه فهذا‬
‫مسلم‪ ،‬أما من يرى أن إنفاقه يف الدخان ال يعتربه نقصا فيه ألنه يعترب من‬
‫حاجاته وكان مع ذلك يوفر حاجته األخرى فال شك أن هذا ال يسمى‬
‫نقصا يف املال‪.‬‬

‫الجواب عنها ‪:‬‬

‫جياب عنها بأن املشاهد أن كثريا من املدخنني هلم حاجات أخرى‬


‫أنفع من جمرد شراءهم للدخان وشرهبم له‪ ،‬فيكون ذلك سببا يف كراهيته‪.‬‬

‫الدليل الرابع ‪ :‬أن الدخان ذو رائحة كريهة مثل رائحة البصل النيئ والثوم‬
‫والكراث وحنوها بل رائحته أشد‪ .‬فقد روي عن أيب أيوب األنصاري‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫(( كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إذا أيت بطعام أكل منه‪ ،‬وبعث‬
‫بفضله إيل‪ ،‬وإنه بعث إيل يوما بفضلة مل يأكل منها‪ ،‬ألن فيها ثوما ‪،‬‬
‫فسألته ‪ :‬أحرام هو ؟ قال ‪ :‬ال‪ ،‬ولكين أكرهه من أجل رحيه ‪ ،‬قال ‪ :‬فإين‬
‫‪25‬‬
‫أكره ما كرهت ))‪.‬‬

‫‪ 25‬رواه مسلم يف صحيحه (‪)3121‬‬


‫‪45‬‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫فلما كان تناول البصل النيئ والثوم والكراث وغريها مكروها فتناول‬
‫‪21‬‬
‫الدخان مكروها قياسا عليه جبامع كراهية الرائحة‪.‬‬

‫الدليل الخامس ‪ :‬أن شرب الدخان خيل باملروءة بالنسبة ألهل الفضائل‬
‫‪23‬‬
‫والكماالت‪.‬‬

‫المناقشة ‪:‬‬

‫ال يسلم أن شرب الدخان خيل باملروءة‪ ،‬ألنه أصبح اآلن من‬
‫العادات الشائعة يف مجيع مستويات الناس‪ ،‬وشأنه مثل شأن القهوة متاما‪.‬‬
‫على أن بعض العلماء على أن تعاطي خمل املروءة جائز‪ ،‬إال يف معرض‬
‫الشهادة‪.‬‬

‫الدليل السادس ‪ :‬أن شرب الدخان يشغل صاحبه عن أداء العبادة على‬
‫‪21‬‬
‫الوجه األكمل‪.‬‬

‫‪ 21‬انظر ‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪ ،)122/ 12‬حتقيق الربهان (‪)113‬‬


‫‪ 23‬انظر ‪ :‬اهلدي الصحي (‪)55‬‬
‫‪ 21‬انظر ‪ :‬اهلدي الصحي (‪)51‬‬
‫‪46‬‬
‫المناقشة ‪:‬‬

‫هذا االستدالل غري ناهض حيث إنه تعليل غري منضبط؛ ألن‬
‫املشاهد الواقعي ينبأ أن كثريا من املدخنني ال يزالون يراعون أداء شعائر‬
‫عباداهتم‪ ،‬بل أكثرهم هم الذين يتقلدون وظيفة املشيخة الدينية‪ .‬وهذه‬
‫القضية خارجة عما حنن فيه ألهنا تعد وصفا عارضا‪ ،‬وكالمنا يف شرب‬
‫الدخان ذاته يف حق من ال يرتتب فيه شيء يشينه يف دينه أو دنياه‪ ،‬بقطع‬
‫‪22‬‬
‫النظر عما يعرض لغريه مما يوجب التحرمي كالنهي عن ذكر اهلل تعاىل‪.‬‬

‫الجواب عنها ‪:‬‬

‫جياب عنها بأن كون شرب الدخان يفضي إىل هذه املآالت‬
‫املخيفة هو الذي يسبب كراهية شربه‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وأقل‬ ‫الدليل السابع ‪ :‬أن شرب الدخان يعترب تشبها بفعل أهل النار‪،‬‬
‫أحواله أنه مكروه‪ .‬فقد قال اهلل تعاىل ‪ (( :‬فارتقب يوم تأيت السماء بدخان‬
‫‪21‬‬
‫مبني ))‪.‬‬

‫‪ 22‬انظر ‪ :‬حتقيق الربهان (‪)111‬‬


‫‪ 21‬انظر ‪ :‬حتقيق الربهان (‪)171‬‬
‫‪ 21‬سورة الدخان من اآلية (‪)12‬‬
‫‪47‬‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫فقد قال بعض السلف أن املراد بالدخان هنا دخان قبل قيام‬
‫الساعة‪ ،‬وهو آية من آيات اهلل مرسلة على عباده‪ ،‬فيدخل يف أمساع أهل‬
‫‪12‬‬
‫الكفر به‪ ،‬ويعرتي أهل اإلهمان به كهيئة الزكام‪.‬‬

‫المناقشة ‪:‬‬

‫ال نسلم أن شرب الدخان تشبه بفعل أهل النار‪ ،‬وال نسلم أن‬
‫املراد به هو هو‪ ،‬حيث إنه مل يأت نص صريح فيه‪ .‬وعلى فرض كونه‬
‫تشبها هبم فإن من أصول الشريعة القطعية اعتبار قصد املكلف يف ترتب‬
‫االمث والعقوبة األخروية على فعل معني‪ ،‬فالتشبه املنهي عنه ال يتحقق معناه‬
‫إال إذا قصده املتشبه وتعمده‪ ،‬ألن األحكام الشرعية ال تتعلق بذات اللفظ‬
‫وإمنا تناط باملعىن الذي يدل عليه اللفظ لغة إذا مل يكن له معىن شرعي‪،‬‬
‫فالقصد والتعمد مها اللذان يدالن على ميل التشبه هبم اليهم وحمبته لفعلهم‬
‫وذلك هو املقصود من النهي عن التشبه هبم‪ ،‬ال جمرد احلاصل بدون قصد‬
‫‪11‬‬
‫وتعمد‪.‬‬

‫‪ 12‬انظر ‪ :‬تفسري الطربي (‪)11 / 71‬‬


‫‪ 11‬انظر ‪ :‬حكم الدخان والطابة (‪)13 -11‬‬
‫‪48‬‬
‫الجواب عنها ‪:‬‬

‫جياب عنها بأن شرب الدخان متعرض للتشبه هبم فيكون مكروها‬
‫هبذا االعتبار‪.‬‬

‫القول الراجح في حكم الدخان ‪:‬‬

‫من خالل عرض أدلة القائلني بتحرمي الدخان وإباحته وكراهيته‪،‬‬


‫يبدو أن القول الراجح يف حكم الدخان ‪ -‬واهلل تعاىل أعلم ‪ -‬هو القول‬
‫الثالث القائل بأن شرب الدخان يف األصل مكروه‪ ،‬على أن الكراهة ال‬
‫تنايف اجلواز‪ ،‬وهو الذي اعتمد عليه مؤلف الكتاب الذي أقوم بتحقيقه‬
‫اآلن رمحه اهلل تعاىل‪ .‬إال إذا تعني ضرره على شاربه بطريقة قطعية فهو‬
‫حينئذ حرام عليه دون غريه كما ورد تفصيله فيما سبق ألن حترهمه هنا‬
‫لسبب عارض‪ ،‬كنحو اإلكثار املفرط منه‪ ،‬أو كون املتعاطي طفال صغريا‪،‬‬
‫أو كونه يشربه يف مكان همنع فيه التدخني أو حنو ذلك‪ .‬فلذلك أجرى‬
‫الشيخ أمحد دحالن وغريه من الشافعية األحكام اخلمسة على شرب‬
‫الدخان كما سيأيت تقريره يف ثنايا كتابه‪ .‬وكون القول الثالث مرجحا هنا‬
‫ألمور ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬عدم خلو أدلة القائلني باحلرمة واإلباحة من املناقشات الشديدة‬


‫واالعرتاضات القوية‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬االعتبار جبمع األدلة بني القائلني باحلرمة واإلباحة‪ ،‬وقوة أدلة‬
‫القول الثالث مع وجود االعرتاضات الضعيفة‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫الثالث ‪ :‬ترجيح قاعدة "األصل يف األشياء اإلباحة"؛ فقد علم أن املدار‬
‫يف التحرمي ليس إال ما ورد النص بتحرهمه‪ ،‬فما ورد الدليل بتحرهمه فهو‬
‫حرام بال نزاع‪ ،‬وما ورد حبله فهو حالل بال نزاع‪ ،‬وما مل يرد فيه دليل فريجع‬
‫إىل أصله وهو اجلواز‪ .‬وأمر الدخان مل يرد فيه دليل على اخلصوص بتحرهمه‪،‬‬
‫وما قيل إن له أدلة على حترهمه فهي غري ناهضة حبيث ال ختلو من‬
‫املناقشات واالعرتاضات القوية‪ ،‬فلذلك يبقى حكمه على أصله الذي هو‬
‫‪17‬‬
‫اإلباحة مع الكراهة‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬أن كل طعام ال مضرة فيه حالل‪ .‬والدخان طاهر ال مضرة فيه مع‬
‫اعتدال املزاج باتفاق أهل التجارب فيكون أصله حالال مكروها‪ ،‬واالعتبار‬
‫مبن حصل له ضرر منه ما يضره‪ ،‬ألنه إما لعدم اعتدال مزاجه أو إلكثاره‬
‫منه جماوزا للحد‪ ،‬وهذا تعليل عارضي‪ ،‬وحنن ال مننع القول بالتحرمي يف حق‬
‫من تعاطاه على وجه يضره‪ ،‬والشخص لو أكثر من أكل الطعام ألدى إىل‬
‫ختتمه وضرره‪ ،‬وال يلزم من ذلك أن نقول بتحرمي الطعام‪ .‬وكونه مكروها ملا‬
‫‪15‬‬
‫تقدم من مراعاة قوة اخلالف الواقع بني القائلني بالتحرمي واإلباحة‪.‬‬

‫‪ 17‬انظر ‪ :‬حتقيق الربهان (‪)152‬‬


‫‪ 15‬انظر ‪ :‬حتقيق الربهان (‪)153 – 151‬‬
‫‪50‬‬
‫إرشاد اإلخوان إلى تجنب شرب الدخان‪:‬‬

‫ويف هذا الصدد نريد أن نقول بأن الدخان وإن كان شربه على‬
‫التحقيق مكروها؛ ألن رائحته تستكرهها الطباع‪ 11،‬ولألسباب السابقة‪ ،‬إال‬
‫أن األوىل لكل ذي مروءة ودين اجتنابه‪ ،‬والتورع يؤكد ذلك‪ ،‬سيما إن‬
‫دخلت العوارض واملفاسد املرتتبة عليه من االشتغال عن حتصيل‬
‫‪13‬‬
‫الكماالت‪ ،‬وتشويش اخلاطر والغري‪.‬‬

‫ويف اخلتام أسأل اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬بنبيه الكرمي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬
‫أن يرزقنا اإلنصاف يف احلكم‪ ،‬والعمل مبا يوافق الشريعة على وجه اجلزم‪.‬‬
‫ويبعدنا عن الغلو والتشدد‪ ،‬وعن اجلفاء والتمرد‪ .‬وصلى اهلل على نبينا‬
‫حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫وحرره يوم الثالثاء ‪ 7211 / 1 / 1/‬م‬

‫أحقر الناس يف سوكابومي‬

‫أبو سابق سوفريانتو القدسي‬

‫غفر اهلل تعاىل له ولوالديه وألجداده وملشاخيه وجلميع املسلمني‪.‬‬

‫‪ 11‬انظر ‪ :‬رد احملتار على الدر املختار (‪)131/ 1‬‬


‫‪ 13‬انظر ‪ :‬حتقيق الربهان (‪)131‬‬
‫‪51‬‬
‫القسم الثاني ‪:‬‬
‫ترجمة وجيزة لمؤلف‬
‫(( نزهة األفهام فيما يعتري الدخان من األحكام ))‬

‫‪52‬‬
‫ترجمة الشيخ العالمة الفلكي أحمد دحالن بن عبداهلل الفاجيتاني‬
‫الترمسي الجاوي الشافعي – رحمه اهلل تعالى ‪-‬‬

‫هو الشيخ العالمة الفلكي الفقيه األصويل أمحد دحالن بن العالمة‬


‫الفقيه عبد اهلل بن العالمة احلاج عبد املنان ديبفومنكاال الفاجيتاين‬
‫السماراين الشافعي‪ .‬واسم أمه سييت أمينة‪.‬‬

‫ولد الشيخ يف منطقة "ترمس" بباجيتان جاوى الشرقية سنة ‪1111‬‬


‫م ‪ 1721/‬ه‪ .‬وكان أبوه العالمة عبد اهلل ابن الشيخ عبد املنان املؤسس‬
‫ملعهد"ترمس" املشهور يف باجيتان جاوى الشرقية‪.‬‬

‫والشيخ أمحد دحالن له إخوة أذكياء أصبحوا علماء بارزين يف‬


‫إندونيسيا خاصة‪ ،‬ويف أحناء البالد العربية عامة‪ .‬ومنهم‪:‬‬

‫الشيخ العالمة احملدث املسند الفقيه األصويل حممد حمفوظ بن‬ ‫‪-1‬‬
‫عبد اهلل الرتمسي الذي صار مدرسا باملسجد احلرام (ولد سنة‬
‫‪ 1713‬هـ‪ ،‬وتويف سنة ‪ 1551‬هـ)‪ .‬وقد تفقه على العالمة‬
‫السيد أيب بكر بن حممد شطا املكي صاحب كتاب إعانة‬
‫الطالبني‪ ،‬وأخذ القراءات األربعة عشر من العالمة عمدة‬
‫املقرئني مبكة حينذاك الشيخ الشربيين الدمياطي نزيل مكة‪ .‬وقد‬
‫خترج عليه علماء أجالء أشهرهم الشيخ العالمة الفقيه املريب‬
‫احلاج حممد هاشم أشعري اجلومباين "مؤسس مجعية هنضة‬
‫العلماء"‪ .‬وله مؤلفات عديدة باللغة العربية الفصحى منها ‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫((السقاية املرضية يف أسامى كتب أصحابنا الشافعية)) و‬
‫((املنحة اخلريية يف أربعني حديثا من أحاديث خري الربية)) و‬
‫(( اخللعة الفكرية بشرح املنحة اخلريية )) و (( موهبة ذوي‬
‫الفضل حاشية شرح خمتصر بافضل )) و (( كفاية املستفيد‬
‫فيما عال من األسانيد )) و (( الفوائد الرتمسية يف أسانيد‬
‫القراءات العشرية )) و(( البدر املنري يف قراءة اإلمام ابن كثري ))‬
‫و(( تنوير الصدر يف قراءة اإلمام أيب عمرو )) و (( انشراح‬
‫الفؤاد يف قراءة اإلمام محزة )) و (( تعميم املنافع يف قراءة‬
‫اإلمام نافع )) و (( إسعاف املطالع بشرح البدر الالمع نظم‬
‫مجع اجلوامع )) و (( غنية الطلبة بشرح نظم الطيبة يف القراءات‬
‫العشرية )) و (( حاشية تكملة املنهج القومي إىل الفرائض )) و‬
‫(( منهج ذوي النظر بشرح منظومة علم األثر )) و (( نيل‬
‫املأمول حباشية غاية الوصول يف علم األصول )) و (( عناية‬
‫املفتقر فيما يتعلق بسيدنا اخلضر )) و (( بغية األذكياء يف‬
‫البحث عن كرامات األولياء )) و (( فتح اخلبري بشرح مفتاح‬
‫السري )) و (( هتيئة الفكر بشرح ألفية السري )) و (( ثالثيات‬
‫البخاري ))‬
‫الشيخ الكياهي حممد دمياطي الرتمسي اجلاوي (املتوىف ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ 1531‬هـ) الذي أدار معهد "ترمس"‪ ،‬وله دور كبري يف‬
‫تطويره‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الشيخ القارئ حممد بكري بن عبد اهلل الرتمسي اجلاوي‪ ،‬وقد‬ ‫‪-5‬‬
‫اشتهر برباعته يف القراءات‪.‬‬
‫الشيخ الكياهي عبد الرزاق بن عبد اهلل الرتمسي اجلاوي الذي‬ ‫‪-1‬‬
‫اشتهر برباعته يف علم الطريقة‪ ،‬فصار مرشدا كبريا‪.‬‬

‫رحلته العلمية‪:‬‬

‫تلقى الشيخ أمحد دحالن مبادئ علوم شرعية يف حداثة سنه يف‬
‫معهد "ترمس" بفاجيتان جاوى الشرقية‪ ،‬وانتقل إىل مساران جاوى الوسطى‬
‫والزم هبا الشيخ العالمة صاحل بن عمر السماراين الشهري بـ "صاحل دارات"‪.‬‬
‫وقرأ عليه مجلة كبرية من الكتب‪ .‬مث رحل منها مهاجرا إىل مكة املكرمة‬
‫واملدينة املنورة‪ .‬فتفقه على علماء احلجاز‪ ،‬كما أنه تلقى عن أخيه الشقيق‬
‫الشيخ احملدث املسند األصويل الفقيه املقرئ العالمة حممد حمفوظ الرتمسي‬
‫اجلاوي املدرس باملسجد احلرام‪ .‬مث رحل ثالثا إىل القاهرة مبصر‪ ،‬وفيها تلقى‬
‫علم الفلك عن الشيخ العالمة الفلكي مجيل جامبيك والشيخ أمحد طاهر‬
‫جالل الدين األزهري‪ .‬مث رجع إىل جاوى وزوجه شيخه صاحل بن عمر‬
‫السماراين بابنته اليت امسها "سييت زهرة"‪ .‬ورزق منها ولد امسه "رادين‬
‫رمحات" وتويف يف صغر سنه‪ .‬وتزوج الشيخ أيضا بامرأة امسها "أم كلثوم"‪،‬‬
‫ورزق منها ولد امسه "أمحد اهلادي‪".‬‬

‫‪55‬‬
‫تالمذته‪:‬‬

‫كان الشيخ له تالمذة كثريون أشهرهم الشيخ أمحد دحالن‬


‫اجلوكجاوي مؤسس مجعية "حممدية"‪ ،‬وهو الذي كان زميال للشيخ العالمة‬
‫الفقيه حممد هاشم أشعري اجلومباين مؤسس مجعية "هنضة العلماء" وقت‬
‫دراسته يف أرض احلجاز‪.‬‬

‫مؤلفاته العلمية‪:‬‬

‫إن املتتبع لسرية الشيخ العالمة أمحد دحالن الفاجيتاين ملعرتف بأن‬
‫الشيخ عامل مشارك متفنن يف عدة فنون‪ ،‬فهو فقيه أصويل حمدث فلكي‪.‬‬
‫والدليل على ذلك أنه له مؤلفات عديدة يف هذه الفنون أشهرها ‪:‬‬

‫(( نتيجات امليقات )) وهو كتاب نفيس يف علم الفلك‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫(( تذكرة اإلخوان )) وهو كتاب نفيس يف علم احلساب‪ .‬وقد‬ ‫‪-7‬‬
‫جاء الشيخ الفلكي العالمة األملعي عبد اجلليل القدسي (أحد‬
‫العلماء الكبار يف قدس جاوى الوسطى) فطور مواده وكمل‬
‫طريقته يف كتابه اجلليل (( فتح الرؤوف املنان ))‪ .‬كما أن‬
‫الشيخ حممد واردان وهو من الفلكني األولني يف مجعية‬
‫"حممدية" جعل كتاب (( تذكرة اإلخوان )) مرجعا له يف‬
‫مؤلفاته الفلكية‪ .‬ألجل هذا نستطيع أن نقول بأنه من املمكن‬
‫أن يكون هذا الكتاب أي (( تذكرة اإلخوان )) أول كتاب يف‬
‫إندونيسيا ألف يف علم احلساب‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫(( بلوغ الوطر )) الذي فرغ من تأليفه بتاريخ ‪ 72‬ذو القعدة‬ ‫‪-5‬‬
‫سنة ‪ 1572‬هـ بسماران جاوى الوسطى‪.‬‬
‫(( فتح اجمليد يف بيان التقليد )) وقد قمت بتحقيقه وطبعه‬ ‫‪-1‬‬
‫وفرغت منه مساء يوم األربعاء ‪ 7211/1/13/‬م‬
‫((نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان من األحكام )) وهو الذي‬ ‫‪-3‬‬
‫بني أيدينا اآلن وأقوم بإعداده وحتقيقه والتعليق عليه‪ .‬وهو‬
‫كتاب نادر جدا‪ ،‬ومل أر يف إندونيسيا على سبيل اخلصوص أنه‬
‫مطبوع‪ ،‬حيث إين رأيته ال يزال على شكل املخطوطة احملفوظة‬
‫يف جامعة امللك سعود باململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬

‫بعد وفاة الشيخ صاحل بن عمر السماراين‪ ،‬واصل الشيخ أمحد‬


‫دحالن إدارة معهد "دارات" يف حنو مثان سنوات‪ .‬مث تويف يف يوم األحد‬
‫املوافق تاريخ ‪ 2‬شوال سنة ‪ 1571‬هـ ‪ 1111/‬م‪ ،‬وهو يف مخسني من‬
‫عمره‪ .‬ودفن يف مساران جاوى الوسطى جبوار قرب شيخه اجلليل الذكي صاحل‬
‫‪11‬‬
‫بن عمر السماراين‪.‬‬

‫‪ 11‬انظر ‪ :‬فتح اجمليد يف بيان التقليد (‪)17‬‬


‫‪57‬‬
‫القسم الثالث ‪:‬‬
‫نص تحقيقي لكتاب‬
‫(( نزهة األفهام فيما يعتري الدخان من األحكام ))‬

‫‪58‬‬
‫[ مقدمة المؤلف ]‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل محدا يوايف نعمه ويكافئ مزيده‪ .‬والصالة والسالم على‬
‫سيدنا حممد‪ ،‬وعلى آله‪ ،‬وصحبه‪ ،‬والسالكني هنجهم‪ 12‬بعده‪ ،‬وبعد ‪:‬‬

‫فيقول العبد املرجتي فتوح وعفو ربه الغين‪ ،‬أمحد دحالن بن عبد اهلل‬
‫الرتمسي الفاجيتاين ‪ :‬هذه نبذة شهرية‪ ،‬ونزهة نضرية‪ ،‬يف التنباك الذي من‬
‫أمسائه الدخان‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫هذبتها مما‪ 11‬ذكرته يف رساليت املسماة بـ (( تذكرة اإلخوان))‪،‬‬
‫وضممت إليه‪ 12‬فوائد عثر عليها فكري الفاتر‪ ،‬واستنتجها نظري القاصر‪،‬‬

‫‪ 12‬قوله ‪ (( :‬هنجهم )) طريقتهم‪ ،‬واملراد به الدين احلق‪ .‬ا هـ كاتبه‬


‫‪ 11‬قوله ‪ (( :‬مما )) بيان ملا يف قوله ‪ (( :‬عما قد نقلته ))‪ ،‬وما عبارة عن الكتاب‬
‫الذي لبعض األئمة إخل‪( .‬كاتبه)‬
‫‪ 11‬امسها الكامل (( تذكرة اإلخوان يف بيان القهوة والدخان ))‪ ،‬وهي رسالة نفيسة‬
‫للمؤلف ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬تبحث عن حكم القهوة والدخان‪ ،‬وقد نظمها الشيخ‬
‫إحسان بن حممد دحالن اجلمبيسي (ت ‪ 1521 :‬هـ) يف رسالة له مساها ((إرشاد‬
‫اإلخوان يف بيان شرب القهوة والدخان))‪.‬‬
‫‪ 12‬قوله (( إليه )) أي إىل ما هذبتها ‪ .‬ا هـ (كاتبه)‬
‫‪59‬‬
‫مع زيادة‪ 11‬بعض ما قد كنت تركته يف تلك الرسالة‪ ،‬عما قد نقلته عما‬
‫لبعض األئمة اجلهابذة‪ 17،‬على وجه لطيف‪ ،‬وأسلوب منيف‪ ،‬ومسيتها ‪:‬‬

‫(( نزهة األفهام فيما يعتري الدخان من األحكام ))‪.‬‬

‫واهلل أسأل أن يبني لنا احلق‪ ،‬ويرشدنا إليه‪ ،‬وأن يرزقنا فهمه‪ ،‬ويثبتنا‬
‫عليه‪ .‬وأن حيفظ علينا‪ ،‬وعلى إخواننا اإلهمان‪ ،‬وأن جيعلنا وإياهم ممن مجع‬
‫بني العلم واهلدى‪ ،‬إنه حنان منان‪ .‬وها أنا أشرع‪ ،‬وباهلل أتضرع‪.‬‬

‫‪ 11‬سقطت التاء املربوطة من األصل‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬


‫‪ 17‬قوله "اجلهابذة" يف القاموس ‪ :‬بالكسر‪ ،‬النقاد اخلبري‪ .‬اهـ (مؤلف)‬
‫‪60‬‬
‫[ فتوى الشيخ الكردي حول التنباك ]‬

‫اعلم وفقين اهلل وإياك ملا يرضاه‪ ،‬إين قد رأيت يف (( فتاوى العالمة‬
‫الشيخ حممد بن سليمان الكردي ))‪ 15‬ما نصه ‪:‬‬

‫سئل رمحه اهلل تعاىل يف التنباك‪ ،‬هل حيرم أو يكره أو هو مباح؟‬


‫وهل ورد [ فيه ]‪ 11‬حديث أو أثر؟ أفتونا‪.‬‬

‫اجلواب ‪ (( :‬التنباك مل يرد فيه حديث عن النيب صلى اهلل عليه‬


‫وسلم‪ ،‬وال أثر عن أحد من السلف‪ ،‬وكل ما يروى فيه من ذلك ال أصل‬
‫له‪ ،‬بل هو مكذوب‪ ،‬حلدوثه بعد األلف‪.‬‬

‫‪ 15‬هو الشيح العالمة الفقيه حممد بن سليمان الكردي (‪ 1111 - 1172‬هـ ) ‪:‬‬
‫فقيه الشافعية بالديار احلجازية يف عصره‪ .‬ولد بدمشق‪ ،‬ونشأ يف املدينة‪ ،‬وتوىل إفتاء‬
‫الشافعية فيها إىل أن تويف‪ .‬من كتبه (الفتاوى) و (جالية اهلم والتوان عن الساعي‬
‫لقضاء حوائج اإلنسان) و (فتح القدير باختصار متعلقات نسك األجري) و‬
‫(احلواشي املدنية على شرح ابن حجر للمقدمة احلضرمية) و (شرح فرائض التحفة) و‬
‫(عقود الدرر يف مصطلحات حتفة ابن حجر) و (حاشية على شرح الغاية للخطيب)‬
‫و (الفوائد املدنية فيمن يفىت بقوله من أئمة الشافعية) و (فتح الفتاح) و (كاشف‬
‫اللثام عن حكم التجرد قبل امليقات بال إحرام) و (الثغر البسام عن معاين الصور اليت‬
‫يزوج فيها احلكام) و (زهر الرىب يف بيان أحكام الربا)‪ .‬انظر (األعالم ‪)131/1 :‬‬
‫‪ 11‬يف األصل "يف"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا كما ذكر يف أصل فتاوى الشيخ‬
‫الكردي‪ .‬انظر ص (‪)737‬‬
‫‪61‬‬
‫واختلف العلماء (يف حله وحرمته)‪ ،13‬وألفت فيه التآليف‪ ،‬وأطال‬
‫كل يف االستدالل ملدعاه‪ ،‬واخلالف فيه وقع بني متأخري أئمة املذاهب‬
‫األربعة‪ ،‬وتوقف بعضهم عن القول فيه مطلقا‪ ،‬حال وحرمة‪.‬‬

‫والذي يظهر أنه إن عرض له ما حيرمه بالنسبة ملن يضريه‪ 11‬يف عقله‬
‫أو بدنه فهو حرام‪ .‬فقد صرح‪ 12‬الغزايل حبرمة العسل الذي فيه شفاء بنص‬
‫القرآن‪ 11‬على احملرور‪ 11‬وأقروه عليه‪ ،‬وصرحوا حبرمة تناول الطني‪ 122‬على‬
‫‪121‬‬
‫من يضره‪.‬‬

‫‪ 13‬يف أصل فتاوى الشيخ الكردي "فيه حال وحرمة"‪.‬‬


‫‪ 11‬هكذا يف أصل املخطوطة‪ ،‬ولعل الصحيح "يضره" كما هو مسطور يف أصل‬
‫فتاوي الشيخ الكردي‪.‬‬
‫‪ 12‬وقد نص اإلمام الغزايل رمحه اهلل تعاىل على ذلك يف إحياءه (‪ )715 / 7‬فقال ‪:‬‬
‫(( إذا سئلنا عن العسل أهو حالل أم ال قلنا إنه حالل على اإلطالق مع أنه حرام‬
‫على احملرور الذي يستضر به ))‪ .‬اهـ‬
‫بل عد رمحه اهلل تعاىل يف موضع آخر معاجلة احملرور بالعسل طلبا للشفاء‬
‫من دأب اجلهال واألغبياء‪.‬‬
‫‪ 11‬وهو قول اهلل تعاىل يف سورة النحل (‪ (( : )11‬مث كلي من كل الثمرات‬
‫فاسلكي سبل ربك ذلال خيرج من بطوهنا شراب خمتلف ألوانه فيه شفاء للناس إن يف‬
‫ذلك آلية لقوم يتفكرون ))‪.‬‬
‫‪ 11‬قوله ‪ (( :‬على احملرور )) أي على من طبائعه حارة كما قاله املدابغي‪( .‬مؤلف)‬
‫‪62‬‬
‫‪ 122‬من األطيات اليت همكن أكلها الطني األرمين‪ ،‬نسبة إىل أرمينية بكسر اهلمزة‬
‫وختفيف الياء قرية بالروم‪ .‬فإنه مأكول للتداوي‪ .‬انظر (فتح العزيز بشرح الوجيز ‪7 :‬‬
‫‪)512 /‬‬
‫قال اإلمام الروياين ‪ (( :‬اختلف أصحابنا‪ ،‬منهم من قال ‪ :‬حيرم الطني قليله‬
‫وكثريه‪ ،‬وهو اختيار مشايخ طربستان‪ ،‬اإلمام أيب عبد اهلل احلناطي‪ ،‬وأيب علي‬
‫الزجاجي‪ ،‬واإلمامني جدي ووالدي‪ ،‬رمحهم اهلل واختاره القفال املروزي‪ ،‬ومنهم من‬
‫قال ‪ :‬ال حيرم ولكن يكره‪ ،‬وهو اختيار مشايخ خراسان‪ ،‬وهذا إذا مل يضر لقلته‪ ،‬فإن‬
‫كان كثريا يضر فهو حرام‪ ،‬وبه أفيت‪ ،‬ومسعت الشيخ احلافظ البيهقي بنيسابور يقول ‪:‬‬
‫مل يصح نص عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف حترمي قليله‪ ،‬وهذا هو الصحيح‬
‫عندي ))‪( .‬اجملموع شرح املهذب ‪)751 /11 :‬‬
‫وذهب اإلمام السبكي إىل أن الطني غري حمرم‪ .‬انظر (أسىن املطالب ‪/ 1 :‬‬
‫‪ )311‬خبالف الطني اخلراساين فإنه ال يعد مأكوال ويسفه آكله‪ .‬انظر (فتح العزيز ‪:‬‬
‫‪)115 / 1‬‬
‫وأما األخبار الواردة يف النهي عن أكل الطني فلم يثبت شيء منها‪ ،‬وقد‬
‫جاء يف اجملموع شرح املهذب (‪ (( : )52 / 1‬قال إبراهيم املروذي وردت أخبار يف‬
‫النهي عن أكل الطني ومل يثبت شئ منها ))‪ .‬اهـ‬
‫قلت (أبو سابق) ‪ :‬ومن األحاديث اليت مل تثبت يف هذه املسألة ما روي‬
‫عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال ‪ (( :‬أكل الطني حرام على أميت ))‬
‫وروي أيضا أنه قال ‪ (( :‬إذا أبغض اهلل عبدا أهلمه أكل الطني ونتف اللحية ))‬
‫‪ 121‬هذا مما ال خالف بني الشافعية فيه‪ ،‬ومفهوم هذه العبارة أن الطني إذا مل يضر‬
‫آكله فهو حالل‪ ،‬وعليه بعض الشافعية مثل اإلمام السبكي رمحه اهلل تعاىل‪،‬‬
‫وبعضهم اآلخر ذهب إىل حترهمه مطلقا‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫وقد يعرض له ما يبيحه‪ ،‬بل يصريه مسنونا‪ ،‬كما إذا استعمل‬
‫للتداوى‪ 127،‬حيث أخرب طبيبان بأنه دواء لعلته اليت شرب ألجلها‪ ،‬أو علم‬
‫ذلك بالتجربة‪.‬‬

‫فقد صرحوا حبل التداوي بسائر النجاسات املتفق على حرمة‬


‫‪121‬‬
‫تناوهلا‪ 125،‬ما عدا صرف اخلمر‪.‬‬

‫‪ 127‬ألن حكم استعماله تابع حلكم التداوي‪ ،‬فقد استحب األئمة الشافعية التداوي‬
‫لوجود األحاديث املشهورة فيه مثل حديث روي عن أىب الدرداء قال ‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ « -‬إن اهلل أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا‬
‫وال تداووا حبرام »‪ .‬انظر (سنن أيب داود ‪ )5121 :‬وهو حسن أو صحيح كما ذكر‬
‫يف اجملموع شرح املهذب (‪.)121 / 3‬‬
‫قال شيخ اإلسالم زكريا األنصاري ‪ (( :‬يستحب له التداوي لألخبار‬
‫الصحيحة‪ ،‬كخرب البخاري لكل داء دواء فإن اهلل مل ينزل داء إال أنزل له شفاء‪،‬‬
‫وخرب أيب داود وغريه أن األعراب قالوا يا رسول اهلل أنتداوى؟ فقال ‪ :‬تداووا فإن اهلل‬
‫مل يضع داء إال وضع له دواء غري اهلرم‪ ،‬قال يف اجملموع فإن ترك التداوي توكال‬
‫ففضيلة ))‪( .‬أسىن املطالب يف شرح روض الطالب ‪)713 / 1 :‬‬
‫‪ 125‬هذا مذهب مجهور الشافعية‪ ،‬وذهب بعضهم إىل أنه ال جيوز‪ ،‬وبعضهم على‬
‫التفصيل‪ ،‬ويف اجملموع شرح املهذب (‪(" : )32 / 1‬وأما) التداوي بالنجاسات غري‬
‫اخلمر فهو جائز سواء فيه مجيع النجاسات غري املسكر هذا هو املذهب واملنصوص‬
‫وبه قطع اجلمهور‪ ،‬وفيه وجه أنه ال جيوز حلديث أم سلمة املذكور يف الكتاب‪،‬‬
‫(ووجه ثالث) أنه جيوز بأبوال اإلبل خاصة لورود النص فيها وال جيوز بغريها حكامها‬
‫الرافعي ومها شاذان والصواب اجلواز مطلقا"‪ .‬اهـ‬
‫‪64‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬
‫بالشرط‬ ‫حبل استماع آلة اللهو للتداوي‬ ‫وصرح ابن حجر‬
‫‪122‬‬
‫السابق‪.‬‬

‫‪ 121‬أما التداوي باخلمر فالشافعية فيه هلم أربعة أوجه‪ ،‬والصحيح عند مجهورهم أنه‬
‫ال جيوز‪ ،‬وصححه اإلمام الرافعي كما ذكر يف اجملموع شرح املهذب (‪ )31 / 1‬خلرب‬
‫طارق بن سويد اجلعفي أنه سأل النيب صلى اهلل عليه وسلم عن اخلمر فنهاه أو كره‬
‫أن يصنعها فقال إمنا أصنعها للدواء‪ ،‬فقال ‪ (( :‬إنه ليس بدواء ولكنه داء ))‪( .‬رواه‬
‫مسلم ‪)3113 :‬‬
‫‪ 123‬هو اإلمام أمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي السعدي األنصاري‪،‬‬
‫شهاب الدين شيخ اإلسالم‪ ،‬أبو العباس (‪ 121 - 121‬هـ = ‪1312 - 1321‬‬
‫م)‪ :‬الفقيه الباحث املصري‪ ،‬مولده يف حملة أيب اهليتم (من إقليم الغربية مبصر) وإليها‬
‫نسبته‪ .‬والسعدي نسبة إىل بين سعد من عرب الشرقية (مبصر) تلقى العلم يف‬
‫األزهر‪ ،‬ومات مبكة‪ .‬له تصانيف كثرية‪ ،‬منها (مبلغ األرب يف فضائل العرب) و‬
‫(اجلوهر املنظم) و (الصواعق احملرقة على أهل البدع والضالل والزندقة) و (حتفة‬
‫احملتاج لشرح املنهاج) و (اخلريات احلسان يف مناقب أيب حنيفة النعمان) و (الفتاوي‬
‫اهليتمية) و (شرح مشكاة املصابيح للتربيزي) و (اإليعاب يف شرح العباب) و‬
‫(اإلمداد يف شرح اإلرشاد للمقري) و (شرح األربعني النووية) و (نصيحة امللوك) و‬
‫(حترير املقال يف آداب وأحكام حيتاج إليها مؤدبو األطفال) و (أشرف الوسائل إىل‬
‫فهم الشمائل) و (خالصة األئمة األربعة) و (املنح املكية) و (املنهج القومي يف‬
‫مسائل التعليم) و (الدرر الزاهرة يف كشف بيان اآلخرة) و (كف الرعاع عن استماع‬
‫آالت السماع) و (الزواجر عن اقرتاف الكبائر) و (حتذير الثقات من أكل الكفتة‬
‫والقات) و (املنح املكية)‪ .‬انظر (األعالم ‪)751/1 :‬‬
‫‪ 121‬قد نص على ذلك اإلمام ابن حجر اهليتمي يف التحفة (‪ )711 / 12‬فقال ‪:‬‬
‫(( على أنه إن أريد حله ملن به ذلك املرض ومل ينفعه غريه بقول طبيبني عدلني فليس‬
‫‪65‬‬
‫وحيث خال عن تلك العوارض فهو مكروه‪ ،‬ملا صرح به ابن حجر‬
‫يف مواضع من (( حتفته ))‪( 121،‬أي وغريها)‪ 121‬أن اخلالف القوي يف‬
‫احلرمة‪ 112‬يفيد الكراهة‪ 111،‬وينزل منزلة النهي اخلاص غري اجلازم‪ ،‬وصرح‬

‫وجها بل هو املذهب كالتداوي بنجس غري اخلمر‪ ،‬وعلى هذا حيمل قول احلليمي ‪:‬‬
‫يباح استماع آلة اللهو إذا نفعت من مرض أي‪ :‬ملن به ذلك املرض‪ ،‬وتعني الشفاء‬
‫يف مساعه ))‪ .‬اهـ‬
‫ووافقه اإلمام الرملي عليه‪ ،‬فقال النهاية (‪ (( : )712 / 1‬نعم لو أخرب‬
‫طبيبان عدالن بأن املريض ال ينفعه ملرضه إال العود عمل خبربمها‪ ،‬وحل له استماعه‬
‫كالتداوي بنجس فيه اخلمر‪ ،‬وعلى هذا حيمل قول احلليمي ‪ :‬يباح استماع آلة اللهو‬
‫إذا نفعت من مرض‪ :‬أي ملن به ذلك املرض وتعني الشفاء يف مساعه ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 122‬أي إذا أخرب الطبيبان بأن ذلك دواء جمرب له‪ .‬قال املؤلف رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬
‫قوله (( بالشرط السابق )) وهو املذكور بقوله ((حيث خال ))‬
‫‪ 121‬أي (( حتفة احملتاج يف شرح املنهاج )) البن حجر اهليتمي الشافعي رمحه اهلل‬
‫تعاىل‬
‫‪ 121‬ما بني القوسني زيادة من املؤلف رمحه اهلل تعاىل كما سيأيت تصرحيه به قريبا‪،‬‬
‫فالثابت يف فتاوى الشيخ الكردي بغري هذه الزيادة‪ .‬فتأمل‬
‫‪ 112‬قال حبرمة الدخان مجاعة من العلماء الشافعية منهم الشيخ البجريمي الشافعي‪،‬‬
‫فقال يف حتفة احلبيب (‪ (( : )572 / 1‬قوله‪( :‬وحيرم ما يضر البدن أو العقل) ومنه‬
‫يعلم حرمة الدخان املشهور‪ ،‬ملا نقل عن الثقات أنه يورث العمى والرتهل والتنافيس‬
‫واتساع اجملاري ))‪ .‬اهـ‬
‫وقال يف موضع آخر من نفس الكتاب (‪ (( : )521 / 7‬وأما الدخان‬
‫احلادث اآلن املسمى بالننت ‪ -‬لعن اهلل من أحدثه ‪ -‬فإنه من البدع القبيحة‪ ،‬فقد‬
‫‪66‬‬
‫أفىت شيخنا الزيادي أوال بأنه ال يفطر ألنه إذ ذاك مل يكن يعرف حقيقته‪ ،‬فلما رأى‬
‫أثره بالبوصة اليت يشرب هبا رجع وأفىت بأنه يفطر ))‪ .‬اهـ‬
‫ومنهم اإلمام القليويب‪ ،‬ونصه يف حاشيته (‪ (( : )21 / 1‬قوله‪( :‬عن البنج)‬
‫وحنوه من كل ما فيه ختدير وتغطية للعقل فهو طاهر وإن حرم تناوله‪ ،‬ولذلك قال‬
‫بعض مشاخينا‪ :‬ومنه الدخان املشهور‪ ،‬وهو كذلك ألنه يفتح جماري البدن ويهيئها‬
‫لقبول األمراض املضرة‪ ،‬ولذلك ينشأ عنه الرتهل والتنافيس وحنوها‪ ،‬ورمبا أدى إىل‬
‫العمى كما هو حمسوس مشاهد‪ ،‬وقد أخرب من يوثق به أنه حيصل منه دوران الرأس‬
‫أيضا‪ ،‬وال خيفى أن هذا أعم ضررا من املكمور الذي حرم الزركشي أكله لضرره ))‪.‬‬
‫اهـ‬
‫‪ 111‬وهو الذي رجحه كثري من الشافعية ومنهم الشيخ أمحد دحالن مؤلف هذا‬
‫الكتاب نفسه‪ ،‬قال اإلمام الشرواين يف حاشيته على حتفة احملتاج (‪: )752 / 1‬‬
‫((واملعتمد أنه مكروه ))‪ .‬اهـ‬
‫ورجحه العالمة ابن عابدين احلنفي حيث قال يف حاشيته على الدر املختار‬
‫(‪ (( : )131 / 1‬فالذي ينبغي لإلنسان إذا سئل عنه سواء كان ممن يتعاطاه أو ال‬
‫كهذا العبد الضعيف ومجيع من يف بيته أن يقول هو مباح‪ ،‬لكن رائحته تستكرهها‬
‫الطباع؛ فهو مكروه طبعا ال شرعا ))‪ .‬اهـ‬
‫وممن نص على كراهيته الشيخ مرعي احلنبلي (ت ‪ 55 12 :‬هـ)‪ ،‬فإنه قال‬
‫‪ (( :‬فاعلم أن األقرب فيه والصواب كما تقتضيه قواعد املذهب املقررة سيما‬
‫املذاهب األربعة أن يقال فيه إن شرب الدخان على وجه ال يشني بقطع النظر عن‬
‫عوارضه الالحقة له من ترتب املفاسد وحنوها يقرب من الكراهة التنزيهية ))‪ .‬انظر‬
‫(حتقيق الربهان يف شأن الدخان الذي يشربه الناس اآلن ‪)115 – 117 :‬‬
‫‪67‬‬
‫بإطالق كراهة حنو الثوم النيئ‪ 115،‬فهذا (آكد)‪ 111‬واهلل‬ ‫‪117‬‬
‫اجلمال الرملي‬
‫‪113‬‬
‫أعلم‪.‬‬

‫انتهى ما رأيته يف فتاوى الكردي برمته‪ ،‬وزيادة ميزهتا بـ (( أي ))‬


‫اليت للفصل بني كالمني‪ ،‬كأكثر ما يأيت‪.‬‬

‫وال مزيد على حسنه‪ ،‬فإنه جار على املعتمد الذي نص عليه‬
‫املتأخرون كالشرقاوي‪ 111‬والباجوري‪ 112‬وشيخنا الشيخ حممد بن موسى‬
‫‪111‬‬
‫املنشاوي املقرئ‪.‬‬

‫‪ 117‬هو اإلمام حممد بن أمحد بن محزة‪ ،‬مشس الدين الرملي (‪ 1221 - 111‬هـ =‬
‫‪ 1311 - 1315‬م) ‪ :‬فقيه الديار املصرية يف عصره‪ ،‬ومرجعها يف الفتوى‪ .‬يقال‬
‫له‪ :‬الشافعي الصغري‪ .‬نسبته إىل الرملة (من قرى املنوفية مبصر) ومولده ووفاته‬
‫بالقاهرة‪ .‬ويل إفتاء الشافعية‪ .‬ومجع فتاوى أبيه‪ .‬وصنف شروحا وحواشي كثرية‪ ،‬منها‬
‫(عمدة الرابح) و (غاية البيان يف شرح زبد ابن رسالن) و (غاية املرام) و (هناية‬
‫احملتاج إىل شرح املنهاج) و(الفتاوى)‪ .‬انظر (األعالم ‪)2/1 :‬‬
‫‪ 115‬وعبارة الشيخ الرملي يف هنايته (‪ (( : )111 / 7‬أفىت الوالد رمحه اهلل تعاىل‬
‫بكراهته نيئا كما جزم به يف األنوار بل جعله أصال مقيسا عليه حيث قال‪ :‬وكره له‬
‫يعين النيب صلى اهلل عليه وسلم أكل الثوم والبصل والكراث‪ ،‬وإن كان مطبوخا كما‬
‫كره لنا نيئا‪ .‬انتهى ))‪.‬‬
‫‪ 111‬كذا يف األصل املخطوط‪ ،‬والثابت يف فتاوى الشيخ الكردي "كذا"‪ ،‬لعل‬
‫الصحيح ما يف أصل املخطوطة‪.‬‬
‫‪ 113‬انظر (فتاوى الشيخ الكردي ‪)735 – 737 :‬‬
‫‪68‬‬
‫‪111‬‬
‫هو الشيخ عبد اهلل بن حجازي بن إبراهيم الشرقاوي األزهري (‪- 1132‬‬
‫‪ 1772‬هـ) ‪ :‬الفقيه‪ ،‬من علماء مصر‪ .‬ولد يف الطويلة (من قرى الشرقية مبصر)‬
‫وتعلم يف األزهر‪ ،‬وويل مشيخته سنة ‪ 1721‬هـ وصنف كتبا‪ ،‬منها "التحفة البهية يف‬
‫طبقات الشافعية" و "حتفة الناظرين يف من ويل مصر من السالطني" و "منت العقائد‬
‫املشرقية" و "فتح املبدي بشرح خمتصر الزبيدي" و "حاشية على شرح التحرير" وغري‬
‫ذلك‪ .‬انظر ( األعالم ‪)21 / 1 :‬‬
‫‪ 112‬هو العالمة إبراهيم بن حممد بن أمحد الباجوري (‪ 1722 - 1111‬هـ =‬
‫‪ 1112 - 1211‬م) ‪ :‬شيخ اجلامع األزهر‪ .‬من فقهاء الشافعية‪ .‬نسبته إىل الباجور‬
‫(من قرى املنوفية‪ ،‬مبصر) ولد ونشأ فيها‪ ،‬وتعلم يف األزهر‪ ،‬وكتب حواشي كثرية منها‬
‫(حاشية على خمتصر السنوسي) و (التحفة اخلريية) و (حتفة املريد على جوهرة‬
‫التوحيد) و (حتقيق املقام) و (حاشية على أم الرباهني والعقائد للسنوسي) و‬
‫(املواهب اللدنية) و (فتح اخليرب اللطيف) و (الدرر احلسان) و (حتفة البشر على‬
‫مولد ابن حجر) وغري ذلك‪ .‬تقلد مشيخة األزهر سنة ‪ 1715‬هـ واستمر إىل أن‬
‫تويف بالقاهرة‪ .‬انظر (األعالم ‪)21 / 1 :‬‬
‫‪ 111‬هو الشيخ العالمة احملدث املسند حممد بن موسى املنشاوي‪ ،‬وهو شيخ‬
‫للكياهي باقر بن نور اجلوكجاوي‪ ،‬وروى يف القراءة عن الشيخ يوسف بن عثمان‬
‫اخلربويت‪ .‬انظر (العجالة يف االحاديث املسلسلة ‪)11 :‬‬
‫‪69‬‬
‫[ فتوى الشيخ محمد سيعد بابصيل حول التنباك ]‬

‫ولقد أفتاين مفيت األنام‪ ،‬ببلد اهلل احلرام‪ ،‬الشيخ حممد سعيد بن‬
‫حممد بابصيل‪ 111‬مبا يف تلك‪ 172‬الفتاوى مقتصرا على قوله ‪ (( :‬والذي‬
‫يظهر )) إىل آخره ملخصا اختصارا على املقصود‪.‬‬

‫إال أين رأيت خبطه ما نصه ‪ (( :‬وإن عرض له ما يبيحه‪ ،‬بل يصريه‬
‫واجبا‪ ،‬حيث أخرب طبيبان بأنه دواء لعلته‪ ،‬أو علم ذلك بالتجربة كان‬
‫حكمه كذلك ))‪.‬‬

‫وهذا صريح يف الوجوب كما رأيت‪ ،‬خبالف ما أسلفته‪ ،‬وهو ينايف‬


‫ما ذكره يف اجلنائز من سن التداوي‪ ،‬إال أن حيمل الوجوب مبا إذا قطع‬
‫بإفادته‪ ،‬كما قالوه يف حنو أكل امليتة للمضطر‪ ،‬وربط حمل الفصد‪ ،‬وإساغة‬
‫اللقمة باخلمر‪ ،‬بل أوىل‪.‬‬

‫وقد يقال إنه فرض الكالم‪ ،‬فلعل فيما قدمته حتريفا من النساخ‪،‬‬
‫كما يدل له ما رأيته خبط املفيت‪ ،‬وبفرض تسليم أنه مل يقع فيه التحريف‪،‬‬

‫‪111‬‬
‫هو الشيخ حممد سعيد بن حممد بن سامل بابصيل املكي الشافعي (‪-1711‬‬
‫‪ 1552‬هـ) الفاضل العالمة‪ ،‬شيخ الشافعية‪ ،‬مبكة املكرمة‪ ،‬وهو الذي تعلم عليه‬
‫الشيخ حممد حمفوظ الرتمسي شقيق مؤلف هذا الكتاب‪ ،‬ومن آثاره‪ :‬أسعاف الرفيق‬
‫بشرح سلم التوفيق‪ .‬انظر (األعالم ‪ ،153 / 1 :‬فهرس الفهارس ‪،11 / 1 :‬‬
‫معجم املؤلفني ‪)51 / 12 :‬‬
‫‪ 172‬يف األصل "ذلك"‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪70‬‬
‫وأن فرض الكالم يف السنة‪ ،‬كما هو ظاهره ‪ -‬وإن كان بعيدا ‪ -‬ينبغي أن‬
‫يقال إن التداوي به مباح ال مسنون‪ ،‬لتعارض مدرك الكراهة والسنية‪ ،‬إال‬
‫إن وجد نص خبالفه‪ ،‬وقوهلم (ما كان أصله السنة ال تعرتيه اإلباحة) أغليب‪.‬‬
‫فتأمل برأي سديد‪ ،‬وال تكن أسري التقليد‪.‬‬

‫[أكثر الصوفية على تحريم التنباك ]‬

‫فأما قول مجع حبرمته‪ 171،‬بل وذهب إليه أكثر الصوفية‪ ،‬وقال به‬
‫القليويب‪ 177،‬ألنه يورث العمى‪ ،‬والرتهل‪ ،‬والتنافيس‪ ،‬واتساع اجملاري‪ ،‬كما‬

‫‪ 171‬وقد سبق قول البجريمي يف ذلك‪ .‬ويف املوسوعة الفقهية الكويتية (‪/ 12‬‬
‫‪ (( : )127-121‬ذهب إىل القول بتحرمي شرب الدخان من احلنفية‪ :‬الشيخ‬
‫الشرنباليل‪ ،‬واملسريي‪ ،‬وصاحب الدر املنتقى‪ ،‬واستظهر ابن عابدين أنه مكروه حترهما‬
‫عند الشيخ عبد الرمحن العمادي‪ .‬وقال بتحرهمه من املالكية‪ :‬سامل السنهوري‪،‬‬
‫وإبراهيم اللقاين‪ ،‬وحممد بن عبد الكرمي الفكون‪ ،‬وخالد بن أمحد‪ ،‬وابن محدون‬
‫وغريهم‪ .‬ومن الشافعية‪ :‬جنم الدين الغزي‪ ،‬والقليويب‪ ،‬وابن عالن‪ ،‬وغريهم‪ .‬ومن‬
‫احلنابلة الشيخ أمحد البهويت‪ ،‬وبعض العلماء النجديني‪ .‬ومن هؤالء مجيعا من ألف يف‬
‫حترهمه كاللقاين والقليويب وحممد بن عبد الكرمي الفكون‪ ،‬وابن عالن ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 177‬هو العالمة الشيخ أمحد بن أمحد بن سالمة‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين‬
‫القليويب الشافعي (ت ‪ 1211 :‬هـ) ‪ :‬الفقيه املتأدب‪ ،‬من أهل قليوب (يف مصر) له‬
‫حواش وشروح ورسائل‪ ،‬وكتاب يف تراجم مجاعة من أهل البيت مساه (حتفة الراغب)‬
‫و (تذكرة القليويب) و (فضائل مكة واملدينة وبيت املقدس وشئ من تارخيها) و‬
‫‪71‬‬
‫نقل عن الثقات‪ 175،‬وفاقا للعالمة اللقاين املالكي‪ 171،‬قيل ‪ :‬إن له رسالة‬
‫مساها ((نصيحة اإلخوان باجتناب شرب الدخان))‪ 173‬وقد عارضها‬
‫األجهوري املالكي‪ - 171‬معاصره ‪ -‬برسالة أوىل‪ 172،‬وثانية‪ 171‬أثبت فيها‬

‫(النبذة اللطيفة يف بيان مقاصد احلجاز ومعامله الشريفة) و (أوراق لطيفة) و (اهلداية‬
‫من الضاللة يف معرفة الوقت والقبلة من غري آلة)‪ .‬انظر (األعالم ‪)17/1 :‬‬
‫‪ 175‬انظر (حاشية القليويب ‪ ،21 / 1 :‬حتفة احلبيب على شرح اخلطيب ‪/ 1 :‬‬
‫‪)572‬‬
‫‪ 171‬هو اإلمام إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاين‪ ،‬أبو اإلمداد‪ ،‬برهان الدين (ت‬
‫‪ 1211 :‬هـ) ‪ :‬الفاضل املتصوف املصري املالكي‪ .‬نسبته إىل (لقانة) من البحرية‬
‫مبصر‪ .‬تويف بقرب العقبة عائدا من احلج‪ .‬له كتب منها (جوهرة التوحيد) و (هبجة‬
‫احملافل) و (حاشية على خمتصر خليل) و (نشر املآثر فيمن أدركتهم من علماء القرن‬
‫العاشر) و (قضاة الوطر)‪ .‬انظر األعالم ‪)71 / 1 :‬‬
‫‪ 173‬ذكره العالمة حاجي خليفة يف كشف الظنون (‪)1132 / 7‬‬
‫‪ 171‬هو اإلمام علي بن حممد بن عبد الرمحن بن علي‪ ،‬أبو اإلرشاد‪ ،‬نور الدين‬
‫األجهوري (‪ 1211 - 112‬هـ ) ‪ :‬الفقيه املالكي‪ ،‬من العلماء باحلديث‪ .‬مولده‬
‫ووفاته مبصر‪ .‬من كتبه "شرح الدرر السنية يف نظم السرية النبوية" و "النور الوهاج يف‬
‫الكالم على اإلسراء واملعراج" و "األجوبة احملررة ألسئلة الربرة" و "املغارسة‬
‫وأحكامها" و "شرح رسالة أيب زيد" و "مواهب اجلليل" و "غاية البيان" و "شرح‬
‫منظومة العقائد" و "الزهرات الوردية" و "فضائل رمضان" و "شرح خمتصر ابن أيب‬
‫مجرة" و"مقدمة يف يوم عاشوراء"‪ ،‬وغري ذلك‪ .‬انظر (األعالم ‪)11-15 / 3 :‬‬
‫‪ 172‬مساها ‪(( :‬غاي ة البيان حلل شرب ما ال يغيب العقل من الدخان))‪ ،‬وهي‬
‫خمطوطة‬
‫‪72‬‬
‫[حبل]‪ 171‬شرب ما ال يضر‪ 152،‬وكان إحدامها ما وقفت عليه من رسالته‬
‫‪151‬‬
‫اآليت ذكرها يف اخلامتة‪.‬‬

‫[ القول بتحريم الدخان ضعيف ]‬

‫فسيأيت أنه‪ 157‬ضعيف لقول آخرين بإباحته‪ ،‬وإن مشى عليه‬


‫الرشيدي‪ 155‬يف ((حاشية النهاية))‪ 151،‬قال ‪ (( :‬لعدم قيام دليل على‬
‫‪153‬‬
‫حرمته‪ ،‬فتعاطيه انتفاع به على وجه مباح ))‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫مل أدر موضوع هذه الرسالة الثانية‪ ،‬إال أنين وجدت نصا آخر لفتواه يف كتاب‬
‫قرة العني بفتاوى علماء احلرمني (‪ )512‬نقال عن اإلمام الزرقاين املالكي‬
‫‪ 171‬هكذا يف األصل‪ ،‬لعل الصحيح بدون الباء‪ ،‬لكون فعل "أثبتت" متعديا بدون‬
‫الواسطة على األصل‬
‫‪ 152‬فقال الشيخ األجهوري املالكي يف مقدمة كتابه غاية البيان (‪ (( : )1‬قد تكرر‬
‫السؤال إيل عن شرب الدخان احلادث يف قريب الزمان وقد كان تقرر مين اجلواب‬
‫عنه منذ سنني بألفاظ خمتلفة حمصوهلا أن شرب ما ال يغيب العقل منه حالل لذاته‪،‬‬
‫وإ ن احلرمة إمنا تعرض له كما تعرض لبعض املباحات‪ ،‬وبذلك أفىت من يعتمد عليه‬
‫من أئمة احلنفية والشافعية واحلنابلة ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 151‬وهي املسماة بـ ((غاية البيان حلل شرب ما ال يغيب العقل من الدخان))‬
‫‪ 157‬أي القول بتحرمي الدخان‬
‫‪ 155‬هو اإلمام أمحد بن عبد الرزاق بن حممد بن أمحد املغريب الرشيدي (ت ‪:‬‬
‫‪ 1211‬هـ) ‪ :‬الفقيه الشافعي‪ ،‬مغريب األصل‪ .‬مولده ووفاته يف رشيد (مبصر) تعلم‬
‫‪73‬‬
‫كما قال بعضهم شعرا ‪:‬‬

‫(( قالوا تعاطي الدخان قبح ‪ ...‬فقلت ال ما به قباحة‬

‫يصري املرأ يف نشاط ‪ .....‬وفيه عون على الفصاحة‬

‫ومل يرد باحلرام نص ‪ ......‬واألصل يف شأنه اإلباحة ))‬

‫هبا وجاور باألزهر‪ ،‬مث عاد إىل رشيد فعكف على التدريس وصار هبا شيخ الشافعية‪.‬‬
‫وألف كتبا وصفها احمليب بأهنا عجيبة‪ ،‬منها (اإلملام مبسائل اإلعالم بقواطع اإلسالم‬
‫البن حجر اهليتمي) و (حاشية على شرح املنهاج للرملي) و (تيجان العنوان) و‬
‫(حسن الصفا واالبتهاج‪ ،‬بذكر من ويل إمارة احلاج)‪ .‬انظر (األعالم ‪-113 / 1 :‬‬
‫‪)111‬‬
‫‪ 151‬وعبارة الشيخ الرشيدي رمحه اهلل تعاىل يف حاشيته على هناية احملتاج (‪/ 5‬‬
‫‪ (( : )513‬وبه يعلم ما يف تعليل شيخنا يف احلاشية صحة بيع الدخان املعروف‬
‫باالنتفاع به بنحو تسخني ماء إذ ما يشرتى بنحو نصف أو نصفني ال همكن‬
‫التسخني به لقلته كما ال خيفى‪ ،‬فيلزم أن يكون بيعه فاسدا‪ ،‬واحلق يف التعليل أنه‬
‫منتفع به يف الوجه الذي يشرتى له وهو شربه‪ ،‬إذ هو من املباحات لعدم قيام دليل‬
‫على حرمته‪ ،‬فتعاطيه انتفاع به يف وجه مباح‪ ،‬ولعل ما يف حاشية الشيخ مبين على‬
‫حرمته‪ ،‬وعليه فيفرق بني القليل والكثري ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 153‬انظر ‪ :‬حاشية الرشيدي على هناية احملتاج (‪)513 /5‬‬
‫‪74‬‬
‫[ رد الشيخ الشرقاوي على القائل بتحريم الدخان ]‬

‫فقد رد الشرقاوي يف باب حكم األشربة‪ 151‬من (( حواشيه على‬


‫التحرير ))‪ 152‬ما قاله القليويب‪ ،‬بقوله ‪ (( :‬وفيه نظر‪ ،‬بل هو مكروه كما‬
‫مر ))‪ ،‬أي يف قوله ‪(( :‬وأما الدخان فاملعتمد أن شربه مكروه))‪ ،‬نعم من‬
‫غلب على ظنه حصول الضرر املذكور حرم عليه‪ 151،‬ولكن ال خيتص ذلك‬
‫‪112‬‬
‫به‪ ،‬بل عسل [النحل]‪ 151‬الذي أخرب اهلل بأن فيه شفاء كذلك ))‪.‬‬

‫‪ 151‬انظر ‪ :‬حاشية الشيخ الشرقاوي على التحرير (‪)321 / 7‬‬


‫‪ 152‬قال الشيخ الشرقاوي يف حاشيته على التحرير (‪ (( : )325 / 7‬وأما الدخان‬
‫فاملعتمد يف شربه أنه مكروه ))‪.‬‬
‫‪ 151‬وهذا مما أمجع عليه األئمة الشافعية وغريهم استدالال بقاعدة ‪" :‬ال ضرر وال‬
‫ضرار"‬
‫‪ 151‬ما بني املعقوفتني أسقطه املؤلف رمحه اهلل تعاىل من أصل حاشية الشرقاوي‪،‬‬
‫انظر اجلزء ‪ 7‬ص ‪ 325‬منها‬
‫‪ 112‬أي قد يكون العسل الذي هو حالل وفيه شفاء حمرما على من يتضرر به كما‬
‫سبق تقريره‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫[ رد الشيخ الشرواني على القائل بإباحة الدخان ]‬
‫‪117‬‬
‫وكتب الشيخ عبد احلميد الداغستاين‪ 111‬يف ((حاشية التحفة))‬
‫على قول الرشيدي السابق‪ 115‬ما نصه ‪ (( :‬يف تقريبه نظر‪ ،‬ويكفي يف منع‬
‫‪111‬‬
‫إباحته جمرد اخلالف يف حرمته ))‪.‬‬

‫أي وهو قوي كما أفاده كالم الكردي‪ 113،‬وإال فال همنع‬
‫االباحة‪ 111،‬كما سيأيت عن ابن حجر وغريه يف القهوة‪ ،‬مع أن فيها قوال‬

‫‪111‬‬
‫هو الشيخ عبد احلميد بن احلسني الداغستاين الشرواين املكي الشافعي‪ ،‬أحد‬
‫العلماء بالبلد احلرام‪ .‬وكان من تالمذته الشيخ العامل الفقيه نور أمحد بن شهاب‬
‫الدين بن عمر خبش احلنفي البسروي السيالكوثي مث األمرتسري‪ .‬له مؤلفات منها‬
‫حاشيته على حتفة احملتاج البن حجر اهليتمي الشافعي‪ ،‬تويف رمحه اهلل تعاىل سنة‬
‫‪ 1521‬هـ‪ .‬انظر ‪( :‬نزهة اخلواطر وهبجة املسامع والنواظر ‪)1511/1 :‬‬
‫‪ 117‬أي حاشية الشيخ عبد احلميد الداغستاين على حتفة احملتاج البن حجر اهليتمي‬
‫(‪)752 / 1‬‬
‫‪ 115‬هو لعدم قيام دليل على حرمته إخل‪ .‬كاتبه‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬حاشية عبد احلميد الشرواين على حتفة احملتاج (‪)752 / 1‬‬
‫‪ 113‬قد سبق قول الشيخ الكردي يف ضمن فتاويه وهو ‪ (( :‬أن اخلالف القوي يف‬
‫احلرمة يفيد الكراهة ))‪.‬‬
‫‪ 111‬ألن اإلباحة هى التخيري بني الفعل والكف عنه على اإلطالق‪ .‬انظر (قواطع‬
‫األدلة يف األصول ‪ )512 / 7 :‬فكيف متنع؟‬
‫‪76‬‬
‫‪112‬‬
‫وأشار إليه يف (( شرح العباب‬ ‫باحلرمة‪ ،‬كما نقلته يف ((التذكرة))‬
‫‪111‬‬
‫))‪.‬‬

‫عبارة شيخنا أي الباجوري‪ ،‬قيل ‪ (( :‬مما ال يصح بيعه الدخان‬


‫املعروف‪ ،‬ألنه ال منفعة فيه‪ ،‬بل حيرم استعماله‪ ،‬ألن فيه ضررا كبريا‪ ،‬وهذا‬
‫ضعيف‪ ،‬وكذا القول بأنه مباح‪ ،‬واملعتمد أنه مكروه‪ ،‬بل قد يعرتيه الوجوب‪،‬‬
‫كما إذا يعلم الضرر برتكه‪ ،‬وحينئذ‪ 111‬فبيعه صحيح‪ ،‬وقد تعرتيه احلرمة‪،‬‬
‫‪132‬‬
‫كما إذا كان يشرتيه مبا حيتاجه لنفقة عياله‪ ،‬أو تيقن ضرره ))‪ .‬اهـ‬

‫وال خيفى عليك ما يف إيراده عبارة شيخه إن كنت ذا تنبه‪ ،‬وما قد‬
‫زدته‪ ،‬فتأمل‪.‬‬

‫‪ 112‬وقد سبق بيان هذا الكتاب وهو للمؤلف نفسه‬


‫‪ 111‬الشهري بـ (( اإليعاب شرح العباب ))‪ ،‬وهو للشيخ ابن حجر اهليتمي‬
‫الشافعي‪ ،‬وكتاب العباب امسه الكامل (( العباب احمليط مبعظم نصوص الشافعي‬
‫واألصحاب )) ‪ ،‬كتبه العالمة أمحد بن عمر بن حممد بن عبد الرمحن بن يوسف بن‬
‫حممد بن علي بن حممد بن حسان املذحجي السيفي‪ ،‬املرادي‪ ،‬الزبيدي‪ ،‬الشهري‬
‫باملزجد (‪ 152 - 112‬هـ)‪ .‬انظر (معجم املؤلفني ‪)51/7 :‬‬
‫‪ 111‬وقوله ‪ (( :‬حينئذ )) أي حني إذ كان املعتمد أنه مكروه‪( .‬مؤلف)‬
‫‪ 132‬انظر ‪ :‬حاشية الشيخ الشرواين على حتفة احملتاج (‪)752 / 1‬‬
‫‪77‬‬
‫[ الشيخ أحمد زيني دحالن أفتى بإباحة الدخان ]‬

‫نعم‪ ،‬نقل يل بعض األفاضل عن شيخ شيوخنا العالمة املرحوم بكرم‬


‫اهلل املنان‪ ،‬السيد أمحد بن زيين دحالن‪ 131،‬أنه أفىت بالقول بأنه مباح‪ ،‬وهو‬
‫األرفق والالئق مبحاسن الشريعة‪ ،‬ملا ال يلزم على غري هذا القول من‬
‫ارتكاب احملرم أو املكروه‪.‬‬

‫قلت‪ : 137‬وملا يؤخذ مما سأقرره‪ ،‬ونقل أن الشرباملسي‪ 135‬قال به‬


‫يف موضع‪ 131.‬وكالم الرشيدي املار بعضه قال ‪ :‬ويرتدد القول بندب‬

‫‪ 131‬هو الشيخ أمحد بن زيين دحالن (‪ 1521 - 1757‬هـ) ‪ :‬الفقيه املكي املؤرخ‪.‬‬
‫ولد مبكة وتوىل فيها اإلفتاء والتدريس‪ .‬ويف أيامه أنشئت أول مطبعة مبكة فطبع فيها‬
‫بعض كتبه‪ .‬ومات يف املدينة‪ .‬من تصانيفه (الفتوحات اإلسالمية) و (اجلداول‬
‫املرضية يف تاريخ الدول اإلسالمية) و (خالصة الكالم يف أمراء البلد احلرام) و (الفتح‬
‫املبني يف فضائل اخللفاء الراشدين وأهل البيت الطاهرين) و (السرية النبوية) و (رسالة‬
‫يف الرد على الوهابية)‪ .‬انظر (األ‘الم ‪)152 / 1 :‬‬
‫‪ 137‬القائل هو املؤلف نفسه رمحه اهلل تعاىل‬
‫‪ 135‬هو العالمة علي بن علي الشرباملسي‪ ،‬أبو الضياء‪ ،‬نور الدين (‪- 112‬‬
‫‪ 1212‬هـ) ‪ :‬الفقيه الشافعي املصري‪ .‬كف بصره يف طفولته وهومن أهل شرباملس‬
‫بالغربية‪ ،‬مبصر تعلم وعلم باألزهر‪ .‬وصنف كتبا‪ ،‬منها "حاشية على املواهب اللدنية‬
‫للقسطالين" و "حاشية على الشمائل" و "حاشية على هناية احملتاج"‪ .‬انظر (األعالم‬
‫‪)511 / 1 :‬‬
‫‪78‬‬
‫استعماله إذا كان يعني على الطاعة واهلل أعلم‪ .‬انتهى ما نقله عنه بتصرف‬
‫يف بعض عبارته وزيادة‪.‬‬

‫[ تقرير الشيخ محفوظ الترمسي في إباحة شرب الدخان ]‬

‫كما أشرت إليه مبا قرره شيخنا األخ الفاضل‪ - 133‬حفظه اهلل ‪-‬‬
‫‪131‬‬
‫يف دروسه‪ ،‬ونقله عن بعضهم‪ ،‬كما وجدته خبطه من العطف التلقيين‪.‬‬

‫‪ 131‬قال الشيخ الشرباملسي يف حاشيته على هناية احملتاج (‪(( : )515 / 5‬‬
‫[فائدة] وقع السؤال يف الدرس عن الدخان املعروف يف زماننا هل يصح بيعه أم ال؟‬
‫واجلواب عنه الصحة؛ ألنه طاهر منتفع به لتسخني املاء وحنوه كالتظليل به ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 133‬هو شقيق املؤلف الفاضل الشيخ العالمة احملدث املسند الفقيه األصويل حممد‬
‫حمفوظ بن عبد اهلل الرتمسي الذي صار مدرسا باملسجد احلرام (ولد سنة ‪ 1713‬هـ‪،‬‬
‫وتويف سنة ‪ 1551‬هـ)‪ .‬له مؤلفات عديدة باللغة العربية الفصحى منها ‪ (( :‬السقاية‬
‫املرضية يف أسامى كتب أصحابنا الشافعية )) و (( املنحة اخلريية يف أربعني حديثا‬
‫من أحاديث خري الربية)) و (( اخللعة الفكرية بشرح املنحة اخلريية )) و (( موهبة‬
‫ذوي الفضل حاشية شرح خمتصر بافضل ))‪ .‬انظر مقدمة فتح اجمليد يف بيان التقليد‬
‫(‪)13‬‬
‫‪ 131‬مسى بالعطف التلقيين ألن معناه أن املخاطب لقن املتكلم ذلك املعطوف‪،‬‬
‫كأنه قال له ‪ :‬قل كذا عاطفا له على كالمك األول‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫[ ضابط العطف التلقيني ]‬

‫وضابطه أن يفصل من املعطوف واملعطوف عليه بـ (قال) وحنوه‪ .‬مث‬


‫رأيت املصرح‪ 132‬ذكره بال سرد هذا‪ ،‬ومثل له بقوله تعاىل ‪ (( :‬من آمن‬
‫‪131‬‬
‫باهلل واليوم اآلخر قال ومن كفر )) (البقرة ‪.)171 :‬‬
‫‪131‬‬
‫فاستفده فإنه نفيس‪ ،‬وقد حد يف ترمجة بعضهم أنه من فوائده‪.‬‬

‫‪ 132‬وهو الشيخ خالد فإنه شرح (( التوضيح ))‪( .‬مؤلف)‬


‫قلت (أبو سابق) ‪ :‬أراد املؤلف بالشيخ خالد هنا اإلمام خالد بن عبد اهلل‬
‫بن أيب بكر بن حممد اجلرجاوي األزهري‪ ،‬زين الدين املصري‪ ،‬وكان يعرف بـ "الوقاد"‬
‫(املتوىف‪123 :‬هـ) فإنه صاحب كتاب (( شرح التصريح على التوضيح )) أو‬
‫((التصريح مبضمون التوضيح يف النحو))‬
‫‪ 131‬انظر ‪ :‬شرح التصريح على التوضيح ( ‪)112 / 7‬‬
‫‪ 131‬ومن أمثلة العطف التلقيين ما روي يف صحيح البخاري ‪ :‬عن عبد اهلل بن عمر‬
‫رضي اهلل عنهما‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪« :‬اللهم ارحم احمللقني»‬
‫قالوا‪ :‬واملقصرين يا رسول اهلل‪ ،‬قال‪« :‬اللهم ارحم احمللقني» قالوا‪ :‬واملقصرين يا رسول‬
‫اهلل‪ ،‬قال‪« :‬واملقصرين»‪ ،‬وقال الليث‪ :‬حدثين نافع‪« :‬رحم اهلل احمللقني» مرة أو‬
‫مرتني‪ ،‬قال‪ ،‬وقال عبيد اهلل‪ :‬حدثين نافع‪ ،‬وقال يف الرابعة‪« :‬واملقصرين»‪ .‬فقال‬
‫احلافظ ابن حجر العسقالين ‪ (( :‬قوله قالوا واملقصرين يا رسول اهلل مل أقف يف شيء‬
‫من الطرق على الذي توىل السؤال يف ذلك بعد البحث الشديد والواو يف قوله‬
‫واملقصرين معطوفة على شيء حمذوف تقديره قل واملقصرين أو قل وارحم املقصرين‬
‫وهو يسمى العطف التلقيين ))‪ .‬انظر (فتح الباري ‪)317 / 5 :‬‬
‫‪80‬‬
‫[ الشيخ الدمنهوري أيد القول بإباحة الدخان ]‬

‫ونقل‪ 112‬يل عن العالمة الدمنهوري‪ 111‬يف رسالته أيضا ومل‬


‫يتيسر‪ 117‬يل الوقوف عليها‪ ،‬مبا هو صريح يف أنه جري على هذا القول‪،‬‬
‫وأن فرض الكراهة عند توهم الضرر‪ ،‬حيث قال بعد أن ذكر هذا أو غريه ‪:‬‬
‫(( وإمنا ذكرت التوهم يف جانب الكراهة دفعا لتساويها باإلباحة‪ ،‬إذ‬
‫اإلباحة مفروضة فيما إذا مل تكن هناك مقتضيات أصال ))‪ .‬اهـ‬

‫‪112‬‬
‫قوله ‪ (( :‬ونقل إخل )) عطف على نقل من قوله ‪( :‬نعم نقل) عطف مجلة‬
‫على مجلة‪( .‬مؤلف)‬
‫‪ 111‬هو العالمة أمحد بن عبد املنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري (‪- 1121‬‬
‫‪ 1117‬هـ) ‪ :‬شيخ اجلامع األزهر‪ ،‬وأحد علماء مصر املكثرين من التصنيف يف الفقه‬
‫وغريه‪ .‬كان يعرف باملذاهيب لعلمه باملذاهب األربعة‪ .‬ولد يف دمنهور‪ ،‬وتعلم باألزهر‪،‬‬
‫وويل مشيخته‪ .‬وكان قواال للحق هابته األمراء وقصدته امللوك‪ .‬وتويف بالقاهرة‪ .‬من‬
‫كتبه (هناية التعريف بأقسام احلديث الضعيف) و (الفيض العميم يف معىن القرآن‬
‫العظيم) و (إيضاح املبهم من معاين السلم) و (حلية اللب املصون بشرح اجلوهر‬
‫املكنون) و (منتهى اإلرادات يف حتقيق االستعارات) و (سبيل الرشاد إىل نفع العباد)‬
‫و (الفتح الرباين مبفردات ابن حنبل الشيباين) و (عني احلياة يف استنباط املياه) و‬
‫(القول الصريح يف علم التشريح) و (منهج السلوك يف نصيحة امللوك)‪ .‬انظر األعالم‬
‫‪111 / 1 :‬‬
‫‪ 117‬يف األصل "يتسر"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫[ بعض متأخري المالكية قال بإباحة شرب الدخان ]‬
‫‪115‬‬
‫وهبذا القول (أي القول باإلباحة) أفىت بعض متأخري املالكية‪،‬‬
‫فقال ‪ (( :‬مذهبنا‪ 111‬أن الدخان ومثله القهوة جتري فيه األحكام اخلمسة‪،‬‬
‫باختالف من يشربه‪ ،‬فمن يشربه ليستعني به على العبادة يكون يف حقه‬
‫مندوبا‪ ،‬ومن يضره حرم‪ ،‬ومن يتضرر بعدمه وجب‪ ،‬ومن يشغله عن فعل‬
‫طاعة كره‪ ،‬ومن ال وال كان مباحا‪ ،‬واهلل أعلم ))‪ .‬اهـ‬

‫وكأنه يتبع حمققهم العالمة األمري‪ 113،‬فإنه ملا نقل يف‬


‫((جمموعه))‪ 111‬عن احلطاب‪ 112‬أن القهوة يف ذاهتا مباحة‪ ،‬ويعرض هلا‬
‫‪111‬‬
‫حكم ما يرتتب عليها‪.‬‬

‫‪ 115‬وقد سبق أن الشيخ األجهوري املالكي ممن نص على جواز شرب ما ال يغيب‬
‫العقل ومنه الدخان‪ ،‬ومن املالكية املتأخرين القائلني جبواز شرب الدخان أيضا اإلمام‬
‫الدسوقي املالكي‪ ،‬والعالمة الصاوي وصاحب هتذيب الفروق‪ .‬واألمري املالكي كما‬
‫سيأيت تقريره من املؤلف رمحه اهلل تعاىل‪ .‬انظر (املوسوعة الفقهية الكويتية ‪/ 12 :‬‬
‫‪)123‬‬
‫‪ 111‬أي معاشر املالكية‪( .‬مؤلف)‬
‫‪ 113‬هو العالمة حممد بن حممد بن أمحد بن عبد القادر بن عبد العزيز السنباوي‬
‫األزهري‪ ،‬املعروف باألمري(‪ 1757 - 1131‬هـ) ‪ :‬العامل بالعربية‪ ،‬من فقهاء‬
‫املالكية‪ .‬ولد يف ناحية سنبو (مبصر) وتعلم يف األزهر وتويف بالقاهرة‪ .‬اشتهر بـ األمري‬
‫ألن جده أمحد كانت له إمرة يف الصعيد‪ ،‬وأصله من املغرب‪ .‬له كتب كثرية منها‬
‫‪(:‬حاشية على مغين اللبيب البن هشام) و (اإلكليل شرح خمتصر خليل) و (حاشية‬
‫‪82‬‬
‫[ إباحة شرب القهوة عند الشيخ ابن حجر الهيتمي ]‬
‫‪111‬‬
‫كغريه‪ .‬وعبارته يف ((شرح‬ ‫وهو موافق ملا جزم به ابن حجر‬
‫العباب))‪ 122‬بعد كالم طويل ‪:‬‬

‫على شرح الزرقاين على العزية) و (حاشية على شرح ابن تركي على العشماوية) و‬
‫(اجملموع) و (ضوء الشموع على شرح اجملموع) و (حاشية على شرح الشيخ خالد‬
‫على األزهرية) و (حاشية على شرح الشذور) و (تفسري املعوذتني) و (تفسري سورة‬
‫القدر) و (انشراح الصدر يف بيان ليلة القدر) و (حاشية على شرح عبد السالم‬
‫جلوهرة التوحيد) وله ثبت يف أمساء شيوخه ونبذ من ترامجهم وتراجم من أخذوا‬
‫عنهم‪ .‬انظر (األعالم ‪)21- 22 / 2 :‬‬
‫‪ 111‬هذا الكتاب لألمري املالكي نفسه‪ ،‬وله حاشية عليه مساها (( ضوء الشموع‬
‫على شرح اجملموع ))‪ ،‬وهي مطبوعة‬
‫‪ 112‬هو الشيخ حممد بن حممد بن عبد الرمحن الرعيين‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬املعروف‬
‫باحلطاب (‪ 131 - 127‬هـ) ‪ :‬الفقيه املالكي‪ ،‬من علماء املتصوفني‪ .‬أصله من‬
‫املغرب‪ .‬ولد واشتهر مبكة‪ ،‬ومات يف طرابلس الغرب‪ .‬من كتبه (قرة العني بشرح‬
‫ورقات إمام احلرمني) و (حترير الكالم يف مسائل االلتزام) و (هداية السالك احملتاج)‬
‫و (تفريح القلوب باخلصال املكفرة ملا تقدم وما تأخر من الذنوب) و (مواهب‬
‫اجلليل يف شرح خمتصر خليل) و (شرح نظم نظائر رسالة القريواين‪ ،‬البن غازي) و‬
‫(استخراج أوقات الصالة باألعمال الفلكية بال آلة) و (حترير الكالم)‪ .‬انظر‬
‫(األعالم ‪)31 / 2 :‬‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬ضوء الشموع بشرح اجملموع حباشية العدوي املالكي ( ‪)15 / 1‬‬
‫‪ 111‬هو الشيخ العالمة أمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي السعدي‬
‫األنصاري‪ ،‬شهاب الدين شيخ اإلسالم‪ ،‬أبو العباس (‪ 121 - 121‬هـ)‪ :‬الفقيه‬
‫‪83‬‬
‫(( واحلاصل أن ذاهتا مباحة ما مل يقرتن هبا عارض يقتضي التحرمي‪،‬‬
‫كإدارهتا على هيئة اخلمر املخصوصة‪ ،‬خبالف جمرد اإلدارة فإنه ال حرمة‬

‫الباحث املصري‪ ،‬مولده يف حملة أيب اهليتم (من إقليم الغربية مبصر) وإليها نسبته‪.‬‬
‫والسعدي نسبة إىل بين سعد من عرب الشرقية (مبصر) تلقى العلم يف األزهر‪ ،‬ومات‬
‫مبكة‪ .‬له تصانيف كثرية‪ ،‬منها (مبلغ األرب يف فضائل العرب) و (اجلوهر املنظم) و‬
‫(الصواعق احملرقة على أهل البدع والضالل والزندقة) و (حتفة احملتاج لشرح املنهاج) و‬
‫(اخلريات احلسان يف مناقب أيب حنيفة النعمان) و (الفتاوي اهليتمية) و (شرح‬
‫مشكاة املصابيح للتربيزي) و (اإليعاب يف شرح العباب) و (اإلمداد يف شرح اإلرشاد‬
‫للمقري) و (شرح األربعني النووية) و (نصيحة امللوك) و (حترير املقال يف آداب‬
‫وأحكام حيتاج إليها مؤدبو األطفال) و (أشرف الوسائل إىل فهم الشمائل) و‬
‫(خالصة األئمة األربعة) و (املنح املكية) و (املنهج القومي يف مسائل التعليم) و‬
‫(الدرر الزاهرة يف كشف بيان اآلخرة) و (كف الرعاع عن استماع آالت السماع) و‬
‫(الزواجر عن اقرتاف الكبائر) و (حتذير الثقات من أكل الكفتة والقات) و (املنح‬
‫املكية)‪ .‬انظر (األعالم ‪)751/1 :‬‬
‫‪ 122‬هذا الكتاب مشهور بـ (( اإليعاب شرح العباب ))‪ ،‬وكتاب العباب امسه‬
‫الكامل (( العباب احمليط مبعظم نصوص الشافعي واألصحاب ))‪ ،‬كتبه العالمة أمحد‬
‫بن عمر بن حممد بن عبد الرمحن بن يوسف بن حممد بن علي بن حممد بن حسان‬
‫املذحجي السيفي‪ ،‬املرادي‪ ،‬الزبيدي‪ ،‬الشهري باملزجد (‪ 152 - 112‬هـ)‪ .‬انظر‬
‫(معجم املؤلفني ‪)51/7 :‬‬
‫‪84‬‬
‫فيها‪ ،‬فقد أدار رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم اللنب على أصحابه‪،‬‬
‫وكاستعمال‪ 121‬خمدر معها استعماهلا ملن ال توافق طبعه‪.‬‬

‫وجيمع ذلك ما نقل عن املصنف‪ 127‬من استفىت عنها فقال ‪(( :‬قد‬
‫تكون وسيلة للخري تارة‪ ،‬ولشر أخرى‪ ،‬وللوسائل حكم املقاصد‪ ،‬أي فإن‬
‫قصدت لإلعانة على قربة كانت قربة‪ ،‬أو مباح كانت مباحة‪ ،‬أو مكره‬
‫كانت مكروهة‪ ،‬أو حرام كانت حراما ))‪.‬‬

‫ونقل بعض العلماء الثقات عن العامل الرباين زروق املغريب‬


‫املالكي‪ 125‬أنه قال ‪ (( :‬ال إسكار فيها‪ ،‬وإمنا فيها ضرر ببدن‪ ،‬أو عقل‪،‬‬
‫ذو السوداء أو الصفراء )) انتهى ما أردت نقله منه‪.‬‬

‫‪ 121‬قوله ‪ (( :‬وكاستعمال إخل ‪ )) ..‬مل يتحرر يل تركيبه فراجع شرح العباب نفسه‬
‫فإين نقلت عنه بواسطته‪ ،‬قاله املؤلف‪.‬‬
‫‪ 127‬قوله ‪ (( :‬عن املصنف )) هو الشيخ أمحد بن عمر الزبيدي رمحه اهلل فإنه‬
‫مصنف العباب‪ .‬اهـ كاتبه‬
‫‪ 125‬هو اإلمام أمحد بن أمحد بن حممد بن عيسى الربنسي الفاسي‪ ،‬أبو العباس‪،‬‬
‫زروق (‪ 111 - 111‬هـ)‪ :‬الفقيه احملدث الصويف‪ .‬من أهل فاس (باملغرب) تفقه يف‬
‫بلده وقرأ مبصر واملدينة‪ ،‬وغلب عليه التصوف فتجرد وساح‪ ،‬وتويف يف تكرين (من‬
‫قرى مسراتة‪ ،‬من أعمال طرابلس الغرب) له تصانيف كثرية منها ‪(:‬شرح خمتصر‬
‫خليل) و (النصيحة الكافية ملن خصه اهلل بالعافية) و (القواعد) و (إعانة املتوجه‬
‫املسكني‪ ،‬على طريق الفتح والتمكني)‪ .‬انظر (األعالم ‪)17-11 / 1 :‬‬
‫قلت (أبو سابق) ‪ :‬يف إيراد املؤلف لقول اإلمام زروق املالكي هنا إشكال‪،‬‬
‫حيث إنه نفسه ذكر أن الدخان حدث يف مطلع القرن العاشر اهلجري‪ ،‬واإلمام‬
‫‪85‬‬
‫[ العالمة األمير المالكي أيد القول بإباحة شرب الدخان ]‬

‫قال‪ 121‬أعين العالمة األمري ‪ (( :‬ومثلها الدخان على‬


‫األظهر))‪ 123،‬ولكن قال تلميذه الصفيت‪ 121‬يف أثناء تعليقه ‪ (( :‬أنه مكروه‬

‫زروق هنا تويف يف القرن التاسع‪ ،‬ومقتضى وفاته أنه مل يدرك بزوغ الدخان بعد‪ .‬إال‬
‫أن يقال هنا أن شهرة الدخان يف مطلع القرن العاشر اهلجري كانت يف البالد‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وأما ظهور استعماله احلقيقي فقد قيل أنه قد ظهر قبل القرن العاشر‬
‫وشاع يف غري البالد اإلسالمية‪ ،‬وعليه فال يتعارض هذا الواقع مبا نقل عن اإلمام ابن‬
‫زروق هنا فتأمل‪.‬‬
‫‪ 121‬قوله ‪ (( :‬قال إخل )) جواب ملا (مر) من قوله فإنه ملا نقل إخل اهـ‪ .‬كاتبه‬
‫‪ 123‬انظر ‪ :‬شرح األمري املالكي على اجملموعة يف املذهب املالكي (‪)71 / 1‬‬
‫‪ 121‬هو العالمة يوسف بن سعيد بن إمساعيل الصفيت املالكي األزهري (ت ‪ :‬بعد‬
‫‪ 1115‬هـ)‪ :‬الفقيه املصري األديب‪ ،‬وهو تلميذ األمري املالكي‪ ،‬له كتب‪ ،‬منها "نزهة‬
‫الطالب" و "حاشية على شرح ابن تركي يف حل ألفاظ العشماوية" و "شرح‬
‫القناعة" و "فوائد لطيفة" و "نزهة األرواح" فرغ من تأليفها سنة ‪ 1115‬هـ‪ .‬انظر‬
‫(األعالم ‪ ،755 -757 / 1 :‬هدية العارفني ‪)311 / 7 :‬‬
‫‪86‬‬
‫على األظهر ))‪ 122،‬والعدوي‪ (( : 121‬املعتمد كراهته ملن ال يتضرر برتكه‪،‬‬
‫‪121‬‬
‫وإال وجب ))‪.‬‬

‫[ القول المعتمد في الدخان أنه مكروه ]‬

‫وباجلملة‪ ،‬فقد اختلفت املالكية كأئمتنا وغريهم‪ ،‬وإن مل يعلم بعينه‬


‫مما ذكرته فيه‪ 112‬حرمة‪ ،‬وكراهة‪ ،‬ومباحة‪ .‬وقد علمت‪ 111‬أن املعتمد هو‬
‫‪117‬‬
‫القول بالكراهة كما تقرر‪" ،‬وخري األمور أوساطها"‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫ما ذكره الشيخ الصفيت ال ينايف ما ذكره شيخه؛ حيث إن الكراهة ال تنايف‬
‫اجلواز‬
‫‪ 121‬هو العالمة حجازى بن عبد املطلب العدوى املالكى من تالمذة األمري‬
‫املالكي‪ ،‬توىف سنة ‪ 1757‬هـ‪ ،‬له حاشية على جمموعة األمري يف الفروع‪ .‬انظر (هدية‬
‫العارفني ‪)715 / 1 :‬‬
‫‪ 121‬انظر ‪ :‬ضوء الشموع بشرح اجملموع حباشية العالمة العدوي املالكي (‪)17/ 1‬‬
‫‪ 112‬قوله ‪ (( :‬فيه )) متعلق بقوله اختلفت اهـ كاتبه‬
‫‪ 111‬يف األصل بياض غري ظاهر‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 117‬هذا قول مطرف رواه البيهقي يف شعب اإلهمان (‪ ، ،)1121‬وأصبح قاعدة‬
‫مشهورة عند العلماء وتلقوها بالقبول‪ ،‬قال اإلمام السخاوي يف املقاصد احلسنة‬
‫(‪ (( : )557‬حديث‪ :‬خري األمور أوساطها‪ ،‬ابن السمعاين يف ذيل تاريخ بغداد‬
‫بسند جمهول عن علي مرفوعا به‪ ،‬وهو عند ابن جرير يف التفسري من قول مطرف بن‬
‫عبد اهلل ويزيد بن مرة اجلعفي‪ ،‬وكذا أخرجه البيهقي عن مطرف‪ ،‬وللديلمي بال سند‬
‫‪87‬‬
‫وعليه فهل يعرتيه األحكام اخلمسة كلها‪ ،‬كما تقدم آنفا‬
‫اجلاري‪ 115‬على القول باإلباحة مبا تقدم يف الندب من الرتدد‪ ،‬والذي قال‬
‫‪111‬‬
‫به شيخ شيوخنا؟‬

‫على أن الذي يظهر كالم البعض الصريح يف عدم الرتدد‪ ،‬وكونه يف‬
‫العبادة ال ينايف ما يف ذلك‪ ،‬كما هو واضح‪ ،‬وإن كان بينهما فرقا‪ 113،‬فإن‬
‫للوسائل حكم املقاصد‪ 111‬كما مر عن ((شرح العباب))‪.‬‬

‫عن ابن عباس مرفوعا‪ :‬خري األعمال أوسطها‪ ،‬يف حديث أوله‪ :‬داوموا على أداء‬
‫الفرائض‪ ،‬وللعسكري من طريق معاوية بن صاحل عن األوزاعي قال‪ :‬ما من أمر أمر‬
‫اهلل به إال عارض الشيطان فيه خبصلتني ال يبايل أيهما أصاب الغلو والتقصري‪ ،‬وأليب‬
‫يعلى بسند رجاله ثقات عن وهب بن منبه قال‪ :‬إن لكل شيء طرفني ووسطا‪ ،‬فإذا‬
‫أمسك بأحد الطرفني مال اآلخر‪ ،‬وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان‪ ،‬فعليكم‬
‫باألوسط من األشياء‪ ،‬ويشهد هلذا كله قوله تعاىل‪{ :‬وال جتعل يدك مغلولة إىل‬
‫عنقك وال تبسطها كل البسط} وقوله‪{ :‬مل يسرفوا ومل يقرتوا وكان بني ذلك قواما}‬
‫وقوله {وال جتهر بصالتك وال ختافت هبا وابتغ بني ذلك سبيال} وقوله‪{ :‬إهنا بقرة‬
‫ال فارض وال بكر} وهي الشابة {عوان بني ذلك} وكذا حديث االقتصاد ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 115‬نعت ملا من قوله كما تقدم‪ .‬اهـ كاتبه‬
‫‪ 111‬املالحظ من عبارات املؤلف املستعملة يف هذا الكتاب أننا نرى أنه كلما ذكر‬
‫لفظ "شيخ شيوخنا" فاملراد به الشيخ أمحد زيين دحالن الشافعي مفيت الشافعية مبكة‬
‫سابقا‪ ،‬وقد سبقت ترمجته‪ .‬فتأمل‬
‫‪ 113‬قوله ‪(( :‬وإن كان بينهما )) أي بني العبادة وما يف ذلك وهو الطاعة‪ .‬اهـ كاتبه‬
‫‪ 111‬قوله ‪ (( :‬فإن للوسائل إخل ) تعليل لكونه الذي يظهر‪ .‬اهـ كاتبه‬
‫‪88‬‬
‫وإنه لو قيل إن التداوي سنة مل يبعد‪ ،‬النتفاء ما يعارضه عليه‪،‬‬
‫وكأن وجه الرتدد كون حمل إعطاء الوسائل حكم املقاصد إمنا هو يف وسائل‬
‫متحضت لذلك‪ ،‬بأن مل تكن وسائل لشيء آخر‪ ،‬وخلت عن أن يقوم هبا‬
‫وصف يقتضي تأكد جتنبها‪ ،‬كما نبه عليه ابن حجر يف رسالته املسماة بـ‬
‫((حتذير الثقات عن الكفتة والقات))‪.112‬‬

‫وقد يدعي أن الدخان ليس كذلك ملا مر‪ ،‬وسيأيت إنه مما له ريح‬
‫كريه‪ ،‬وال شك أنه وصف يقتضي التجنب‪.‬‬

‫وقول ابن حجر فيها‪ (( : 111‬ومل تنحصر اإلعانة على الطاعة يف‬
‫هذه الشجرة‪ ،‬بل هلا طرق أيسرها وأوالها ما أمجعت األمة على مدحه و‬
‫[املبالغة يف ]‪ 111‬الثناء عليه‪ ،‬وهو تقليل الغذاء حبسب اإلمكان‪ ،‬كما يف‬
‫‪112‬‬
‫خرب ‪ (( :‬حسب ابن آدم لقيمات يقمن يف صلبه ))‪.‬‬

‫‪ 112‬هكذا يف األصل‪ ،‬واملوضوع الذي أثبته الشيخ ابن حجر اهليتمي ليس كما‬
‫ذكره املؤلف هنا وإمنا هو (( حتذير الثقات من أكل الكفتة والقات ))‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫الفتاوى الفقهية الكربى (‪)773 / 1‬‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬حتذير الثقات من أكل الكفتة والقات يف ضمن الفتاوى الفقهية‬
‫الكربى (‪)771 / 1‬‬
‫‪ 111‬ما بني املعقوفتني زيادة أسقطها املؤلف من أصل رسالة حتذير الثقات املوجودة‬
‫لدي‬
‫‪ 112‬رواه ابن ماجة يف سننه (‪ ،)5511‬وابن حبان يف صحيحه (‪،)3751‬‬
‫والبيهقي يف اآلداب (‪ ،)115‬واهليثمي يف موارد الظمآن (‪)1511‬‬
‫‪89‬‬
‫يقال هنا ‪ :‬أو كون القول حبرمته قويا‪ ،‬كما مر حصل الرتدد يف‬
‫‪111‬‬
‫ندبه‪ ،‬إذا كان يعين على الطاعة فإن الظاهر أن القائلني بإباحته مل يروا‬
‫أن هذا‪ 117،‬بل وما ذكرته بقويل ‪(( :‬وقد يدعي أن الدخان ليس كذلك‬
‫اخل)) صحيحا‪ ،‬وإن كان منهم من اعرتف بأن اإلعانة مبا ذكر أوىل من‬
‫اإلعانة به‪ ،‬لكون ذلك طريق السلف أم ال؟ مل أر من تعرض له‪.‬‬

‫[ احتمال كون الدخان تعتريه األحكام األربعة فقط ]‬

‫نعم‪ ،‬قد يؤخذ مما قررته ما يفيد الثاين‪ ،‬من أنه ال يعرتيه األحكام‬
‫اخلمسة كلها‪ ،‬بل ما عدا السنة من األحكام األربعة‪ ،‬الكراهة وهي األصل‪،‬‬
‫واحلرمة‪ ،‬والوجوب‪ ،‬واإلباحة‪ ،‬وال يكون مسنونا كما قيل يف حنو‬
‫‪115‬‬
‫املشمس‪.‬‬

‫‪ 111‬يف األصل "ير"‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‬


‫‪ 117‬هكذا يف األصل‪ ،‬لعل املؤلف رمحه اهلل تعاىل أراد " مل يروا أنه هذا " أو "مل‬
‫يروا أنه مثل هذا"‬
‫‪ 115‬أ ي يف حنو استعمال املاء املشمس الذي هو مكروه يف األصل عند الشافعية‬
‫من جهة الطب‪ ،‬كما نص عليه اإلمام الشافعي نفسه‪ ،‬وقد يعرتيه حكم آخر كنحو‬
‫الوجوب‪ ،‬وذلك إذا مل جيد املرء غريه مثال‪ .‬انظر (األم ‪ ،11/ 1 :‬احلاوي الكبري ‪:‬‬
‫‪ ،17 / 1‬البيان يف مذهب اإلمام الشافعي ‪ ،15 / 1 :‬كفاية األخيار يف حل غاية‬
‫اإلختصار ‪ ،17 :‬اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع ‪ ،77 / 1 :‬مغين احملتاج إىل‬
‫معرفة معاين ألفاظ املنهاج ‪ ،733 / 1 :‬هناية املطلب يف دراية املذهب ‪)12 / 7 :‬‬
‫‪90‬‬
‫[ وجه كون الدخان تعتريه األحكام األربعة ]‬

‫فاإلباحة كما إذا كان حلاجة التداوي‪ ،‬والوجوب كما إذا يعلم‬
‫الضرر برتكه‪ ،‬واحلرمة كما إذا كان يشرتيه مبا حيتاجه لنفقة عياله‪ ،‬أو تيقن‬
‫ضرره‪ ،‬قيل ‪ :‬أو يؤدي استعماله إىل تأخري الصالة عن وقتها أو حنو ذلك‪،‬‬
‫والكراهة فيما إذا مل تكن هناك املقتضيات كما هو ظاهر‪.‬‬

‫[ حقيقة معنى التوهم ]‬

‫نعم‪ ،‬ينبغي أن يقال ‪ :‬أن توهم الضرر داخل يف حيز الكراهة‪ ،‬كما‬
‫‪111‬‬
‫أفهمه التعبري بتيقن الضرر‪ ،‬على أن معىن التوهم إدراك الطرف املرجوح‪،‬‬
‫وهو إدراك ضعيف يف حيز العدم‪ .‬ومن مث قال بعض املغاربة‪ (( : 113‬أن‬
‫التوهم جمرد خيال ))‪ 111.‬فتأمل ذلك كله‪ ،‬فإنه مهم‪.‬‬

‫‪ 111‬انظر ‪ :‬البحر احمليط يف أصول الفقه (‪ ،)111 /1‬غاية الوصول يف شرح لب‬
‫األصول (‪ ،)75‬غمز عيون البصائر يف شرح األشباه والنظائر (‪ ،)712 / 1‬حاشية‬
‫العطار على شرح اجلالل احمللي على مجع اجلوامع (‪)12 / 7‬‬
‫‪ 113‬أي علماء املغرب‬
‫‪ 111‬أظن هذا اإلطالق من باب التجاوز‪ ،‬وإال فهناك فرق بني الوهم واخليال‪ ،‬وقد‬
‫سبق بيان الوهم للمؤلف‪ ،‬وأما التخييل فهو حركة النفس يف احملسوسات‪ .‬انظر‬
‫(املدخل إىل دراسة املذاهب الفقهية ‪ ،)13 :‬فاخليال ‪" :‬خزانة احلس املشرتك"‪ .‬انظر‬
‫(شرح التلويح على التوضيح ‪)513 / 7 :‬‬
‫‪91‬‬
‫وعبارة اجلرجاين ‪ (( :‬اخليال هو قوة حتفظ ما يدركه احلسن املشرتك من‬
‫صور احملسوسات بعد غيبوبة املادة‪ ،‬حبيث يشاهدها احلسن املشرتك كل ما التفت‬
‫إليها‪ ،‬فهو خزانة للحس املشرتك‪ ،‬وحمله مؤخر البطن األول من الدماغ ))‪ .‬انظر‬
‫(التعريفات ‪)127:‬‬
‫وهمكن حترير القول باستواء بني الوهم واخليال هنا بأن نقول إن كليهما‬
‫يتعلقان بالغلط والشيء العدمي‪ ،‬فمثال لو دخل أحد مقربة يف الليل‪ ،‬فإنه سيشعر‬
‫باخلوف الشديد‪ ،‬و ليس نفس األمر فيما لو دخل بالنهار‪ ،‬مع جزم عقله بكون‬
‫األموات ال خيرجون من مقابرهم‪ ،‬و لكنه الوهم يفعل مفعوله فيجد نفسه خياف‬
‫دون مربر‪ .‬فلذلك ال ينبين على الوهم واخليال شيء من األحكام إال يف قليل عند‬
‫الشافعية‪ ،‬كوهم وجود املاء بعد حتقق عدمه‪ ،‬فإنه يبطل التيمم عندهم‪ .‬انظر (البحر‬
‫احمليط يف أصول الفقه ‪)111 / 1 :‬‬
‫‪92‬‬
‫[ عدم االغترار ببعض الشافعية في إباحتهم للدخان مطلقا ]‬
‫‪111‬‬
‫مث أنك ال حتتج‪ 112‬بأنه قد نقل عن كثري من احملققني‬
‫كالزيادي‪ 111،‬واملناوي‪ 722،‬والشوبري‪ 721،‬وأضراهبم‪ 727‬أهنم أفتوا بإباحته‪،‬‬

‫‪ 112‬يف األصل "حتج"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬


‫‪ 111‬أي من احملققني الشافعيني‪ ،‬ألن املؤلف يذكر أعياهنم قريبا‬
‫‪ 111‬هو الشيخ علي بن حيىي الزيادي املصري‪ ،‬نور الدين (‪ 1271‬هـ = ‪ 1113‬م)‬
‫‪ :‬الفقيه‪ ،‬انتهت إليه رياسة الشافعية مبصر‪ .‬نسبته إىل حملة زياد بالبحرية‪ .‬كان مقامه‬
‫ووفاته يف القاهرة‪ .‬من كتبه "حاشية على شرح املنهج لزكريا األنصاري"‪ .‬انظر‬
‫(األعالم ‪)57/3 :‬‬
‫‪ 722‬هو اإلمام حممد عبد الرؤوف بن تاج العارفني ابن علي بن زين العابدين‬
‫احلدادي مث املناوي القاهري‪ ،‬زين الدين (‪ 1251 - 137‬هـ) ‪ :‬من كبار العلماء‬
‫بالدين والفنون‪ .‬انزوى للبحث والتصنيف‪ ،‬وكان قليل الطعام كثري السهر‪ ،‬فمرض‬
‫وضعفت أطرافه‪ ،‬فجعل ولده تاج الدين حممد يستملي منه تآليفه‪ .‬له حنو مثانني‬
‫مصنفا‪ ،‬منها الكبري والصغري والتام والناقص‪ .‬عاش يف القاهرة‪ ،‬وتويف هبا‪ .‬من كتبه‬
‫(كنوز احلقائق) و (التيسري) و (فيض القدير) و (شرح الشمائل للرتمذي) و‬
‫(الكواكب الدرية يف تراجم السادة الصوفية) و (شرح قصيدة النفس‪ ،‬العينية البن‬
‫سينا) و (اجلواهر املضية يف اآلداب السلطانية) و (سرية عمر بن عبد العزيز) و‬
‫(تيسري الوقوف على غوامض أحكام الوقوف) و (غاية اإلرشاد إىل معرفة أحكام‬
‫احليوان والنبات واجلماد) و (اليواقيت والدرر) و (الفتوحات السبحانية) و (الصفوة)‬
‫و (الطبقات الصغرى) و (شرح القاموس احمليط) و (آداب األكل والشرب) و (الدر‬
‫املنضود يف ذم البخل ومدح اجلود) و (التوقيف على مهمات التعاريف) و (بغية‬
‫احملتاج يف معرفة أصول الطب والعالج) و (تاريخ اخللفاء) و (عماد البالغة) و‬
‫‪93‬‬
‫ألهنم قد ال يكونون‪ 725‬اطلعوا على ما اطلع عليه املتأخرون‪ ،‬وكم ترك‬
‫األول لآلخر‪ .‬ولكن أن يوجد بذلك ما مر عن شيخ شيوخنا‪ 721‬من أنه‬
‫كان يفيت بالقول بأنه مباح‪ ،‬مع أنه ضعيف‪.‬‬

‫(التشريح والروح وما به صالح اإلنسان وفساده) و (إحكام األساس)‪ .‬انظر‬


‫(األعالم ‪)721 / 1 :‬‬
‫‪ 721‬هو العالمة الشيخ حممد بن أمحد الشوبري الشافعي املصري‪ ،‬مشس الدين‬
‫(‪ 1211 - 122‬هـ) ‪ :‬الفقيه‪ ،‬من أهل مصر‪ .‬ينعت بشافعي الزمان‪ .‬ولد يف‬
‫شوبر (من الغربية مبصر) وجاور باألزهر‪ ،‬وتويف بالقاهرة‪ .‬له كتب‪ ،‬منها (فتاوى) و‬
‫(حاشية على املواهب اللدنية) و (حاشية على شرح التحرير) و (األجوبة عن‬
‫األسئلة يف كرامات األولياء) و (تعليقات ظريفة وحتقيقات لطيفة على شرح األربعني‬
‫النووية)‪ .‬انظر (األعالم ‪)11 / 1 :‬‬
‫‪ 727‬كأمثال اإلمام احلفين‪ ،‬واإلمام احلليب‪ ،‬واإلمام الرشيدي‪ ،‬واإلمام الشرباملسي‪،‬‬
‫واإلمام البابلي‪ ،‬واإلمام عبد القادر بن حممد بن حيىي احلسيين الطربي املكي‪،‬‬
‫واألخري هذا له رسالة مساها (( رفع االشتباك عن تناول التنباك ))‪ .‬انظر (املوسوعة‬
‫الفقهية الكويتية ‪)123 / 12 :‬‬
‫‪ 725‬يف األصل "ال يكونوا"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‪ ،‬ألن العبارة موقعها على الرفع‬
‫‪ 721‬أي الشيخ العالمة أمحد زيين دحال الشافعي‬
‫‪94‬‬
‫[ صحة بيع الغائب عند تقي الدين السبكي ]‬

‫فقد سئل السبكي‪ 723‬عن مسألة بيع الغائب‪ ،‬فأفىت بالصحة فيها‪،‬‬
‫بناء على القول الضعيف فيه‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫(( بيع النحل يف الكوارة بعد رؤيته صحيح‪ ،‬وقبل رؤيته خيرج على‬
‫قويل بيع‪ 721‬الغائب‪[ ،‬وبيع ما فيها من عسل ومشع بعد رؤيته صحيح‪،‬‬
‫‪722‬‬
‫وقبلها خيرج على قويل بيع الغائب]‬

‫‪ 723‬هو اإلمام علي بن عبد الكايف بن علي بن متام السبكي األنصاري اخلزرجي‪،‬‬
‫أبو احلسن‪ ،‬تقي الدين (‪ 231 - 115‬هـ) ‪ :‬شيخ اإلسالم يف عصره‪ ،‬وأحد‬
‫احلفاظ املفسرين املناظرين‪ .‬وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات‪ .‬ولد يف سبك‬
‫(من أعمال املنوفية مبصر) وانتقل إىل القاهرة مث إىل الشام‪ .‬وويل قضاء الشام سنة‬
‫‪ 251‬هـ واعتل فعاد إىل القاهرة‪ ،‬فتويف فيها‪ ،‬من كتبه "الدر النظيم" و "خمتصر‬
‫طبقات الفقهاء" و "إحياء بالنقوس يف صنعة إلقاء الدروس" و "اإلغريض‪ ،‬يف‬
‫احلقيقة واجملاز والكنية والتعريض" و "التمهيد فيما جيب فيه التحديد" و "السيف‬
‫الصقيل" و "املسائل احللبية وأجوبتها" و "السيف املسلول على من سب الرسول" و‬
‫"جمموعة فتاوى" و "شفاء السقام يف زيارة خري األنام" و "االبتهاج يف شرح املنهاج"‬
‫و "األدلة يف إثبات أهلة" و "االعتبار ببقاء اجلنة والنار" و "املخاورة والنشاط‪ ،‬يف‬
‫اجملاورة الرباط" و "مصمي الرماة من وقف محاة"‪ .‬انظر (األعالم ‪)527 / 1 :‬‬
‫‪ 721‬يف األصل "بيغ"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 722‬ما بني املعقوفتني أسقطه املؤلف من فتاوى اإلمام السبكي‪ ،‬وقد أثبته هنا إلمتام‬
‫الفائدة‬
‫‪95‬‬
‫‪721‬‬
‫وبيع الغائب قد صححه أكثر العلماء و[أتباعهم]‪[ 721،‬و]‬
‫مثل هذا للفقري ال بأس به‪[ ،‬لثالثة أمور‪ :‬أحدها]‪ 712‬أنه قول األكثر‪،‬‬
‫[والثاين]‪ 711‬أن له دليال يعضده‪[ ،‬والثالث]‪ 717‬احتياج غالب الناس يف‬
‫أكثر [األمور]‪ 715‬اليت حيتاج إىل شراءها من املأكول وامللبوس‪ ،‬واألمر يف‬
‫ذلك خفيف إن شاء اهلل تعاىل‪ ،‬واألمور إذا ضاقت اتسعت‪ ،‬وال يكلف‬
‫‪711‬‬
‫عموم الناس مبا يكلف به الفقيه احلاذق النحرير‪ .‬اهـ ))‬

‫[ سبب إفتاء الشيخ أحمد زيني دحالن بإباحة الدخان ]‬

‫وال شك يف أن الدخان املعروف اآلن مما حيتاج إليه غالب الناس‬


‫‪713‬‬
‫يف أكثر األحيان‪ ،‬وكأن هذا هو السبب الداعي إلفتاء شيخ شيوخنا‬

‫‪721‬‬
‫هكذا يف األصل املخطوط‪ ،‬والذي يف نسخة فتاوى اإلمام السبكي املوجودة‬
‫لدي "واتباعهم"‬
‫‪ 721‬هكذا يف األصل املخطوط‪ ،‬والذي يف نسخة فتاوى اإلمام السبكي لدي "يف"‬
‫‪ 712‬ما بني املعقوفتني أسقطه املؤلف من فتاوى السبكي‪ ،‬وأثبته هنا إلمتام الفائدة‪.‬‬
‫‪ 711‬ما بني املعقوفتني أسقطه املؤلف من فتاوى السبكي‪ ،‬وأثبته هنا إلمتام الفائدة‪.‬‬
‫‪ 212‬ما بني املعقوفتني أسقطه املؤلف من فتاوى السبكي‪ ،‬وأثبته هنا إلمتام الفائدة‪.‬‬
‫‪ 715‬يف األصل املخطوط "األموال"‪ ،‬وهو بعيد‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا ألنه موافق ملا‬
‫يف نسخة فتاوى اإلمام السبكي‪.‬‬
‫‪ 711‬انظر ‪ :‬فتاوى اإلمام السبكي (‪)112 / 1‬‬
‫‪ 713‬ال خيفى على القراء أن املراد به الشيخ أمحد زيين دحالن الشافعي‬
‫‪96‬‬
‫بذلك القول‪ ،‬كما يرشد إليه قوله ‪ (( :‬وهو األرفق والالئق مبحاسن الشريعة‬
‫)) إىل آخره‪.‬‬

‫ويف مناقبه اليت مجعها‪ 711‬تلميذه األستاذ املرحوم السيد أبو بكر بن‬
‫حممد شطا‪ 712‬ما نصه ‪:‬‬

‫(( وكان قلما يستعمل املباحات‪ ،‬فضال عن املكروهات‪ ،‬حىت أنه‬


‫يكره التنباك‪ ،‬ويزجر من يشربه باهنماك‪ .‬وكسر مرة مجيع الشيشة‪ 711‬اليت يف‬
‫بيته‪ ،‬وأمر بذلك خواص تالمذته وطلبته‪.‬‬

‫‪ 711‬مساها مؤلفها (( نفحة الرمحن يف مناقب السيد امحد زيىن دحالن ))‪ .‬انظر‬
‫(معجم املطبوعات العربية واملعربة ‪ ،321 / 7 :‬إيضاح املكنون يف الذيل على‬
‫كشف الظنون ‪ ،111 / 1 :‬هدية العارفني ‪ )711 / 1 :‬ومل أعثر على هذا‬
‫الكتاب مطبوعا‬
‫‪ 712‬هو الشيخ عثمان بن حممد شطا الدمياط الشافعي أبو بكر البكري (‪1711‬‬
‫‪ 1512 -‬هـ) ‪ :‬الفقيه املتصوف املصري‪ ،‬استقر مبكة‪ ،‬وهو تلميذ الشيخ أمحد زيين‬
‫دحالن‪ .‬له كتب‪ ،‬منها "إعانة الطالبني على حل ألفاظ فتح املعني" و "الدرر البهية‬
‫فما يلزم املكلف من العلوم الشرعية" و "القول املربم" و "كفاية األتقياء" و " كفاية‬
‫األتقياء"‪ .‬انظر (األعالم ‪ ،711/1 :‬معجم املؤلفني ‪)25/5 :‬‬
‫‪ 711‬يف األصل "الشيش"‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‪ .‬انظر (املعجم الوسيط ‪:‬‬
‫‪)325‬‬
‫‪97‬‬
‫إال أنه ملا كثر عليه توارد الواردات‪ ،‬وحصول األنوار واملكاشفات‪،‬‬
‫‪711‬‬
‫صار يستعملها تسرتا وحفظا للبشرية‪ ،‬كما كان شيخه الشيخ عثمان‬
‫ذو املقامات العلية‪ .‬اهـ ))‬

‫فتأمله جتده ظاهرا فيما ذكرته‪ ،‬وتعلم أن ذلك اإلفتاء إمنا وقع له‬
‫بعد استعماله‪.‬‬

‫‪711‬‬
‫هو الشيخ عثمان بن حسني الدمياطي الشافعي (‪ 1111‬هـ ‪ 1713 -‬هـ)‪.‬‬
‫نزيل مكة املكرمة‪ .‬ولد ببلده ونشأ هبا‪ ،‬وقرأ على مشاخيها‪ ،‬ورحل إىل القاهرة‪ ،‬وأخذ‬
‫فيها عن الشيخ حممد عرفة الدسوقي‪ ،‬والشيخ حممد األمري الكبري‪ ،‬والشيخ عبد اهلل‬
‫الشرقاوي‪ ،‬والشيخ حممد الشنواين‪ ،‬والنجايت‪ ،‬والسيد أمحد الطحاوي‪ ،‬والقصاوي‪،‬‬
‫والشيخ حممد الصبان‪ ،‬وغريهم‪ .‬وقدم إىل مكة املكرمة‪ ،‬وجاور هبا‪ ،‬ودرس باملسجد‬
‫احلرام‪ ،‬وأخذ عنه عدد كبري‪ ،‬منهم السيد أمحد دحالن‪ ،‬واستمر يدرس يف املسجد‬
‫احلرام حىت توىف رمحه اهلل مبكة املكرمة‪ .‬انظر (أعالم املكيني ‪)151 / 1 :‬‬

‫‪98‬‬
‫[ الشيخ عبد الغني النابلسي أيد القول بإباحة الدخان ]‬

‫هذا‪ ،‬واعلم أن العارف باهلل عبد الغين النابلسي احلنفي‪ 772‬حقق‬


‫رسالته املسماة بـ ((الصلح بني اإلخوان يف إباحة شرب الدخان))‪ 771‬بعد‬

‫‪ 772‬هو الشيخ عبد الغين بن إمساعيل بن عبد الغين النابلسي(‪1115 - 1232‬‬


‫هـ) ‪ :‬الشيخ الكري‪ ،‬العامل بالدين واألدب‪ ،‬املكثر من التصنيف‪ ،‬املتصوف‪ .‬ولد‬
‫ونشأ يف دمشق‪ .‬ورحل إىل بغداد‪ ،‬وعاد إىل‪ .‬سورية‪ ،‬فتنقل يف فلسطني ولبنان‪،‬‬
‫وسافر اىل مصر واحلجاز‪ ،‬واستقر يف دمشق‪ ،‬وتويف هبا‪ .‬له مصنفات كثرية جدا‪،‬‬
‫منها "احلضرة األنسية يف الرحلة القدسية" و "وتعطري األنام يف تعبري املنام" و "ذخائر‬
‫املواريث يف الداللة على مواضع األحاديث" و "علم الفالحة" و "نفحات األزهار‬
‫على نسمات األسحار" و "إيضاح الدالالت يف مساع اآلالت" و "ذيل نفحة‬
‫الرحيانة" و "حلة الذهب اإلبريز‪ ،‬يف الرحلة إىل بعلبك وبقاع العزيز" و "احلقيقة‬
‫واجملاز‪ ،‬يف رحلة الشام ومصر واحلجاز" و " قالئد املرجان يف عقائد أهل اإلهمان" و‬
‫"جواهر النصوص" و "شرح أنوار التنزيل للبيضاوي" و "كفاية املستفيد يف علم‬
‫التجويد" و "االقتصاد يف النطق بالضاد" و "مناجاة احلكيم ومناغاة القدمي" و "مخرة‬
‫احلان" و "مخرة بابل وغناء البالبل" و "ديوان احلقائق" و "الرحلة احلجازية والرياض‬
‫األنسية" و "كنز احلق املبني يف أحاديث سيد املرسلني" و "الصلح بني اإلخوان يف‬
‫حكم إباحة الدخان" و " شرح املقدمة السنوسية" و "رشحات األقالم يف شرح‬
‫كفاية الغالم" و "ديوان الدواوين" و "كشف السرت عن فرضية الوتر" و "ملعات‬
‫األنوار يف املقطوع هلم باجلنة واملقطوع هلم بالنار" و "مخس جمموعات"‪ .‬انظر‬
‫(األعالم ‪)55-57 / 1 :‬‬
‫‪ 771‬يف النسخة املخطوطة املوجودة لدي ذكر مؤلفها أنه مسى رسالته هذه بـ‬
‫((الصلح بني اإلخوان يف حكم إباحة الدخان))‬
‫‪99‬‬
‫أن أقام الطامة الكربى على القائل باحلرمة أو بالكراهة‪ ،‬حبسب ما يزعمه‬
‫أن كال من القهوة والدخان ليس من الشبهات يف حله‪ ،‬فأطال الكالم‬
‫على ذلك‪ ،‬فالح من كالمه أن القول حبرمته ليس بشيء‪ ،‬ولكن مر أن‬
‫القول حبرمة الدخان قوي‪.‬‬

‫[ تأكد الورع عند تكافئ السببين في تعاطي الشبهات ]‬

‫ومن مث جعل بعض املتأخرين من الشبهات يف حله‪ ،‬فقال بعد‬


‫كالم أسلفته ‪:‬‬

‫(( واعلم أن حاصل احلكم يف توقى الشبهات أن الشيء إن مل‬


‫يتنازعه دليالن فهو حالل بني أو حرام بني‪ ،‬وإن تنازعه سببان فإن كان‬
‫سبب التحرمي على مثله يف الشرع‪ ،‬كرتك شرب قهوة القشر‪ ،‬لكون القهوة‬
‫من أمساء اخلمر‪ ،‬فمثل هذا ال يلتفت إليه شرعا‪ ،‬وال يعول عليه‪.‬‬

‫وإن كان سبب التحرمي له نوع قوة‪ ،‬كرتك استعمال التنباك‪ ،‬ملا قيل‬
‫فيه من املنع‪ ،‬فالورع مراعاة ذلك‪ ،‬ألن من أكثر من تعاطي الشبهة خيشى‬
‫أن يقع يف احلرام‪ ،‬كما نبه على ذلك عليه الصالة والسالم مبا ضرب من‬

‫‪100‬‬
‫ذلك املثل العظيم‪ ،‬وقد ثبت يف احلديث ‪ (( :‬ومن اجرتأ على ما يشك فيه‬
‫‪777‬‬
‫أوشك أن يواقع ما استبان ))‪.‬‬

‫قال ابن حجر يف (( شرح األربعني ))‪: 775‬‬

‫(( وإن تكافأ السببان [فيه]‪ 771‬تأكد الورع فيه‪ ،‬ومل جيب التوقف‬
‫فيه إىل الرتجيح‪ ،‬خالفا لبعضهم‪ ،‬ألن األصل احلل‪ ،‬فاندفع قوله اإلقدام‬
‫على أحد األمرين من غري رجحان حكم بغري دليل فيحرم‪ ،‬إذ ال دليل مع‬
‫التعارض‪ ،‬ولعل من حرم مواقعة الشبهة أراد هذا النوع‪ ،‬ومن كرهها أراد‬
‫‪771‬‬
‫[هذا]‪ 773‬الذي قبله‪ .‬اهـ ))‬

‫وكان األوىل للبعض أن يذكر هذا‪ ،‬إال أن يقال بأنه ملا كان قد‬
‫يفهم باألوىل من النوع األخري يف كالمه ترك ذكره‪ ،‬اتكاال على ما هو‬
‫واضح‪ ،‬على أنه لو قيل بأنه من جزئياته مل يبعد‪ ،‬فإن فيه قولني آخرين ‪:‬‬

‫‪ 777‬رواه البخاري يف صحيحه (‪ ،)1111‬والطرباين يف الكبري (‪ ،)11‬والبيهقي يف‬


‫الكربى (‪)12221‬‬
‫‪ 775‬هذا الكتاب اشتهر بـ ((الفتح املبني بشرح األربعني))‬
‫‪ 771‬هذا اللفظ زيادة من املؤلف ألنه موجود يف أصل املخطوطة للمؤلف‪ ،‬وهو يف‬
‫شرح األربعني البن حجر غري موجود‪ ،‬واهلل أعلم‬
‫‪ 773‬هذه الزيادة موجودة يف نسخة شرح األربعني البن حجر فأثبتها هنا إلمتام‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫‪ 771‬انظر ‪ :‬الفتح املبني بشرح األربعني ( ‪)11‬‬
‫‪101‬‬
‫‪772‬‬
‫يف ((شرح‬ ‫املنع‪ ،‬وعدم احلكم بشيء‪ ،‬كما يفيده قول القسطالين‬
‫البخاري))‪: 771‬‬

‫(( وقد يقع هلم حيث مل يظهر ترجيح ألحد الدليلني‪ ،‬وهل يؤخذ‬
‫يف هذا املشتبه باحلل أو احلرمة أو يوقف؟‪ ،‬وهو كاخلالف يف األشياء قبل‬
‫ورود الشرع‪ ،‬واألصح عدم احلكم بشيء‪ ،‬ألن التكليف عند أهل احلق ال‬
‫‪771‬‬
‫يثبت إال بالشرع‪ ،‬وقيل احلل واإلباحة‪ ،‬وقيل املنع‪ ،‬وقيل الوقف ))‪.‬‬

‫فليتنبه لقوله (وهو كاخلالف إخل) لتعلم صحة ما ذكرته‪ ،‬وليتأمل ما‬
‫أفاده هذا التشبيه‪ ،‬فإنه بفرض تسليمه رمبا يباين ما تقدم عن ابن حجر‪،‬‬
‫مع أنه قد نقل عن مصنف ((األربعني)) النووي‪ 752‬يف شرحه يف املشتبه به‬
‫يف كالم القسطالين ما يوافقه‪.‬‬

‫‪ 772‬هو اإلمام أمحد بن حممد بن أيب بكر بن عبد امللك القسطالين القتييب املصري‪،‬‬
‫أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين (‪ 175 - 131‬هـ) ‪ :‬من علماء احلديث‪ .‬مولده ووفاته‬
‫يف القاهرة‪ .‬له (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري) و (املواهب اللدنية يف املنح‬
‫احملمدية) و (لطائف اإلشارات يف علم القراآت) و (الكنز) و (الروض الزاهر يف‬
‫مناقب الشيخ عبد القادر) و (شرح الربدة) مساه (مشارق األنوار املضية)‪ .‬انظر‬
‫(األعالم ‪)757 / 1 :‬‬
‫‪ 771‬وهو الشهري بـ ((إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري))‬
‫‪ 771‬انظر ‪ :‬إرشاد الساري بشرح صحيح البخاري ( ‪)115 / 1‬‬
‫‪ 752‬هو اإلمام حيىي بن شرف بن مري بن حسن احلزامي احلوراين‪ ،‬النووي‪،‬‬
‫الشافعي‪ ،‬أبو زكريا‪ ،‬حميي الدين (‪ 121 - 151‬هـ) ‪ :‬العالمة بالفقه واحلديث‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫وعلى تقدير أن األصح عنده فيه القول بعدم احلكم بشيء تبعا‬
‫للنووي كما احنصل عليه كالمه اآليت ‪ (( :‬وفيما تكافأ فيه السببان احلل ))‬
‫كما اقتضاه ذاك حيتاج للفرق بينهما‪ ،‬فيكون التشبيه املذكور واقعا على‬
‫اخلالف‪ ،‬ال يف األصحية‪ ،‬فانظره‪.‬‬

‫وما يقتضي أن هذا هو الراجح فيه كما وقع لبعض العصر‪ ،‬حيث‬
‫قال ‪ :‬ملا حبث فيما لو شك فيه‪ ،‬هل هو حرير أو غري حرير‪ ،‬الختالف‬
‫ذوي اخلربة فيه‪ ،‬كـ [ اللدس ]‪ 751‬املعروف اآلن الذي كثر استعماله يف‬
‫الرجال يف اختالف أنواعه‪ ،‬فهل جيري فيه خالف ابن حجر والرملي عند‬
‫الشك يف أكثرية احلرير على املخلوط به‪ ،‬أو يقال حبرمته مطلقا أو حله‬
‫مطلقا؟‬

‫مولده ووفاته يف نوا (من قرى حوران‪ ،‬بسورية) واليها نسبته‪ .‬تعلم يف دمشق‪ ،‬وأقام‬
‫هبا زمنا طويال‪ .‬من كتبه "هتذيب األمساء واللغات" و "منهاج الطالبني" و "الدقائق"‬
‫و "تصحيح التنبيه" و "املنهاج يف شرح صحيح مسلم" و "التقريب والتيسري " و‬
‫"حلية األبرار" و "خالصة األحكام من مهمات السنن وقواعد اإلسالم" و "رياض‬
‫الصاحلني من كالم سيد املرسلني" و "بستان العارفني" و "اإليضاح" و "شرح‬
‫املهذب للشريازي" و "روضة الطالبني" و "التبيان يف آداب محلة القرآن" و‬
‫"املقاصد" و "خمتصر طبقات الشافعية البن الصالح" و "مناقب الشافعي" و‬
‫"املنثورات" و "خمتصر التبيان" و "منار اهلدى" و "اإلشارات إىل بيان أمساء‬
‫املبهمات" و "األربعون حديثا النووية"‪ .‬انظر (األعالم ‪)111/1 :‬‬
‫‪ 751‬ما بني املعقوفتني مل أدر مراد املؤلف به بالضبط‪ ،‬إال أنه كأنه أشار إىل نوع‬
‫ثوب معروف يف زمنه فيه شيء من حرير‪ .‬واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬
‫‪103‬‬
‫مل أر فيه شيئا‪ ،‬واألوفق مبا اختاره مجهور أئمتنا‪ ،‬بل ومجهور‬
‫احلنفية‪ 757‬كما يف (( رد املختار ))‪ 755‬من أن األصل يف األشياء‬
‫اإلباحة‪ 751،‬الثالث فلرياجع إليه عند الشك يف ذلك‪ ،‬ما مل يقم نص على‬
‫خالفه‪ ،‬وهو الذي يسع الناس اآلن اهـ‬

‫ينبغي أن يراجع وحيرر‪ ،‬فقد قال ابن حجر عقب نقله عن النووي‬
‫لذلك ‪( :‬واعرتضه مجاعة من املتأخرين كما بينته مع اجلواب عنده يف‬
‫((شرح العباب )) يف باب النجاسات‪ .‬اهـ‬

‫‪ 757‬قال العالمة ابن عابدين يف رد احملتار على الدر املختار (‪: )123 / 1‬‬
‫((املختار أن األصل يف األشياء اإلباحة‪ ،‬أقول‪ :‬وصرح يف التحرير بأن املختار أن‬
‫األصل اإلباحة عند اجلمهور من احلنفية والشافعية ))‪.‬اهـ‬
‫‪ 755‬أي ((رد احملتار على الدر املختار)) املعروف بـ (( حاشية ابن عابدين على‬
‫الدر املختار ))‬
‫‪ 751‬قال العالمة ابن عابدين يف حاشيته على الدر املختار (‪ (( : )131 / 1‬وألف‬
‫يف حله (أي الدخان) أيضا سيدنا العارف عبد الغين النابلسي رسالة مساها (الصلح‬
‫بني اإلخوان يف إباحة شرب الدخان) وتعرض له يف كثري من تآليفه احلسان‪ ،‬وأقام‬
‫الطامة الكربى على القائل باحلرمة أو بالكراهة فإهنما حكمان شرعيان ال بد هلما‬
‫من دليل وال دليل على ذلك فإنه مل يثبت إسكاره وال تفتريه وال إضراره‪ ،‬بل ثبت له‬
‫منافع‪ ،‬فهو داخل حتت قاعدة األصل يف األشياء اإلباحة وأن فرض إضراره للبعض‬
‫ال يلزم منه حترهمه على كل أحد‪ ،‬فإن العسل يضر بأصحاب الصفراء الغالبة ورمبا‬
‫أمرضهم مع أنه شفاء بالنص القطعي‪ ،‬وليس االحتياط يف االفرتاء على اهلل تعاىل‬
‫بإثبات احلرمة أو الكراهة اللذين ال بد هلما من دليل بل يف القول باإلباحة اليت هي‬
‫األصل ))‪ .‬اهـ‬
‫‪104‬‬
‫فاحفظ ذلك كله‪ ،‬فإين مل أر من حبثه وما يأيت آنفا‪ ،‬وقد اسرتوح‬
‫هو أعين بعض العصر حيث نقل كالم البعض وأقره‪.‬‬

‫[ وقفة المؤلف نحو إباحة الحنفية لشيء فيه حرير ]‬

‫ويل وقفة يف حبثه فيما ذكر‪ ،‬فإن القاعدة املقررة هي (أن املثبت‬
‫مقدم على النايف) مصرحة بتحرهمه‪ ،‬ألنه تعارض فيه خربان أحدمهما مثبت‬
‫للحرير‪ ،‬واآلخر ناف له‪ ،‬واملثبت مقدم‪ ،‬ألن مع املثبت زيادة علم‪ ،‬فتأمله‪.‬‬

‫مث إن البعض قد احرتز بقوله ‪( :‬له نوع قوة)‪ ،‬عما إذا مل يكن له‬
‫نوع قوة‪ ،‬فإنه مل يتوقف ألجله‪ ،‬ألنه ملحق بالقسم األول‪ ،‬كما يف ((شرح‬
‫األربعني))‪ ،‬ولو ذكره ومثل له لكان أنسب ملا عرفت‪ ،‬وإن كان له وجه‬
‫وجيه‪ ،‬فإنه ال ينهض لذلك‪ ،‬وهو الرد على من كره تسميتها قهوة ملا ذكر‪.‬‬

‫[ استواء األسامي ال يقتضي تشبيها ]‬

‫فقد رد ابن حجر يف ضمن مسألة اإلدارة املتقدمة من‬


‫((فتاويه))‪ 753‬بقوله ‪ (( :‬وأما تسميتها قهوة فهو ال يقتضى حترهما‬
‫‪751‬‬
‫[مطلقا]‪[ 751‬إذ]‪ 752‬األسامى ال تقتضي تشبيها ))‪.‬‬

‫‪ 753‬أي الفتاوي الفقهية الكربى‬


‫‪105‬‬
‫‪712‬‬
‫مث علل تلك عقب هذا الرد مبا فيه حديث‪ 751‬رواه ابن رسالن‪،‬‬
‫وأبو داود‪ 711‬عن ابن عمر‪ 717،‬والطرباين‪ 715‬يف ((معجم األوسط)) عن‬
‫حذيفة‪ 711،‬كما يف ((اجلامع الصغري))‪ 713‬فقال ‪:‬‬

‫‪ 751‬ما بني املعقوفتني أسقطه املؤلف رمحه اهلل تعاىل من فتاوى الشيخ ابن حجر‬
‫اهليتمي‬
‫‪ 752‬هكذا يف أصل املخطوطة‪ ،‬ويف فتاوى ابن حجر اهليتمي "ألن"‬
‫‪ 751‬انظر (الفتاوى الفقهية الكربى ‪)511 / 1 :‬‬
‫‪ 751‬وهو قول النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬من تشبه بقوم فهو منهم ))‪.‬‬
‫‪ 712‬يف (( شرحه على سنن أيب داود))‪ .‬ومل أعثر عليه مطبوعا‪.‬‬
‫واإلمام ابن رسالن هو أمحد بن حسني بن علي بن رسالن الشيخ شهاب‬
‫الدين الرملي الشهري بابن رسالن الشافعي‪ 111 – 223( .‬اهـ) له تصانيف كثرية‬
‫نافعة‪ :‬من أجلها‪« :‬شرح سنن أيب داود» و «شرح مجع اجلوامع» و «شرح منهاج‬
‫البيضاوي» و «تصحيح على احلاوي» و «ألفية نظم يف الفقه» ومساها «صفوة الزبد‬
‫وإيضاحها» و «شرح السرية النبوية» و «اختصار شرح‪ -‬العراقي‪ -‬البخاري» و‬
‫«شرح أحاديث ابن أيب محزة» و «قطعة من ضبط ألفاظ الشفاء» و «قطعة من‬
‫شرح البهجة» و «شرح احلاوي» و «وقطعة من شرح امللحة» و «قطع متفرقة من‬
‫تفسري القرآن العظيم» و «استشكاالت على التنقيح والكرماين» و «خمتصر حياة‬
‫احليوان للدمريي» و «قطعة من النباتات»‪ .‬انظر (طبقات املفسرين للداوودي ‪/1 :‬‬
‫‪)51-51‬‬
‫‪ 711‬هو اإلمام احلافظ سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري األزدي‬
‫السجستاين‪ ،‬أبو داود (‪ 723 - 727‬هـ ) ‪ :‬إمام أهل احلديث يف زمانه‪ .‬أصله من‬
‫سجستان‪ .‬رحل رحلة كبرية وتويف بالبصرة‪ .‬من كتبه ‪( :‬السنن) وهو أحد الكتب‬
‫‪106‬‬
‫(( وتلك اإلدارة إمنا حرمت الستلزامها التشبيه بالعصاة‪ ،‬ومن تشبه‬
‫‪711‬‬
‫بقوم فهو منهم‪ .‬اهـ ))‬

‫الستة‪ ،‬مجع فيه ‪ 1122‬حديث انتخبها من ‪ 322 5 222‬حديث‪ .‬و (املراسيل) و‬


‫(كتاب الزهد) و (البعث) و (تسمية اإلخوة)‪ .‬انظر (األعالم ‪)177 / 5 :‬‬
‫‪ 717‬انظر ‪ :‬سنن أيب داود (‪)1251‬‬
‫‪ 715‬هو اإلمام احلافظ سليمان بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي الشامي‪ ،‬أبو‬
‫القاسم (‪ 512 - 712‬هـ ) ‪ :‬من كبار احملدثني‪ .‬أصله من طربية الشام‪ ،‬وإليها‬
‫نسبته‪ .‬ولد بعكا‪ ،‬ورحل إىل احلجاز واليمن ومصر والعراق وفارس واجلزيرة‪ ،‬وتويف‬
‫بأصبهان‪ .‬له ثالثة (معاجم) يف احلديث‪ ،‬وله كتب يف (التفسري) و (األوائل) و‬
‫(دالئل النبوة) وغري ذلك‪ .‬انظر (األعالم ‪)171 / 5 :‬‬
‫‪ 711‬انظر ‪ :‬املعجم األوسط (‪)1572‬‬
‫‪ 713‬انظر ‪ :‬اجلامع الصغري من حديث البشري النذير ( ‪ )1315‬للحافظ جالل‬
‫الدين السيوطي الشافعي رمحه اهلل تعاىل‬
‫‪ 711‬انظر ‪ :‬الفتاوى الفقهية الكربى (‪)511 / 1‬‬
‫‪107‬‬
‫[ فتوى الشيخ الرملي في جواز إدارة المباح‬

‫كإدارة الخمر بغير قصد التشبه ]‬

‫ومما ينبغي التنبه له ما أفىت به الرملي‪: 712‬‬

‫(( يف مجاعة شربوا مباحا‪ ،‬وأداروه بينهم كإدارة اخلمر‪ ،‬ومل يقصدوا‬
‫التشبه بشارهبا‪ ،‬من أنه ال حيرم شرهبم إياه على اهليئة املذكورة‪ ،‬وإمنا حيرم إذا‬
‫قصدوا التشبيه بشربة اخلمر‪.‬‬

‫فخرج هبذا أمران‪ ،‬أحدمها ‪ :‬أن ال يعرفوا أن هذه اهليئة هيئة شربة‬
‫اخلمر‪ ،‬ثانيها ‪ :‬أن يعرفوها ومل يقصدوا بشرهبم املذكور التشبيه املذكور‪،‬‬
‫‪711‬‬
‫ومعلوم أن قصدهم ال يعلم إال منهم ))‬

‫ألن به يعلم ما يف املسألة املذكورة وغريها‪.‬‬

‫‪ 712‬هو اإلمام أمحد بن محزة الرملي‪ ،‬شهاب الدين (ت ‪ 132 :‬هـ)‪ :‬فقيه شافعي‪،‬‬
‫من رملة املنوفية مبصر‪ .‬تويف بالقاهرة‪ .‬من كتبه (فتح اجلواد بشرح منظومة ابن العماد)‬
‫و (الفتاوى) مجعه ابنه مشس الدين حممد الرملي‪ .‬انظر (األعالم ‪)172 / 1 :‬‬
‫‪ 711‬انظر ‪ :‬فتاوى الرملي (‪)12-52 / 1‬‬
‫‪108‬‬
‫[ معنى حديث ‪" :‬من تشبه بقوم فهو منهم" ]‬

‫وأما احلديث املذكور‪ ،‬أي (من تشبه بقوم فهو منهم) فال جيوز لنا‬
‫األخذ بإطالق‪ ،‬كما أفىت به الشيخ حممد سعيد بابصيل‪ 711،‬وإن كان قول‬
‫بعض شراح ((اجلامع الصغري))‪ 732،‬ورأيته يف بعض تعاليق شيخنا حممد‬
‫نووي‪ 731،‬وفيه إشارة إىل أن من تشبه من اجلان باحليات املؤذيات وظهر‬
‫لنا يف صورهتم فإنه يقتل‪ ،‬وأنه ال جيوز يف زمننا لبس العمامة الصفراء‬
‫والزرقاء إذا كان مسلما مومها لذلك‪.‬‬

‫‪ 711‬تقدمت ترمجته‬
‫‪ 732‬كمثل العالمة املناوي رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬فإنه قال يف فيض القدير بشرج اجلامع‬
‫الصغري (‪ )1315 /121 / 1‬نقال عن ابن تيمية ‪" :‬وقال ابن تيمية‪ :‬هذا احلديث‬
‫أقل أحواله أن يقتضي حترمي التشبه بأهل الكتاب وإن كان ظاهره يقتضي كفر‬
‫املتشبه هبم فكما يف قوله تعاىل {ومن يتوهلم منكم فإنه منهم} وهو نظري قول ابن‬
‫عمرو من بىن بأرض املشركني وصنع نريوزهم ومهرجاهنم وتشبه هبم حىت هموت حشر‬
‫يوم القيامة معهم فقد محل هذا على التشبه املطلق فإنه يوجب الكفر ويقتضي حترمي‬
‫أبعاض ذلك"‪ .‬اهـ‬
‫‪ 731‬هو الشيخ حممد بن عمر نووي اجلاوي البنتين إقليما‪ ،‬التناري بلدا (ت ‪:‬‬
‫‪ 1511‬هـ) ‪ :‬املفسر‪ ،‬املتصوف‪ ،‬من فقهاء الشافعية‪ .‬هاجر إىل مكة‪ ،‬وتويف هبا‪ .‬له‬
‫مصنفات كثرية‪ ،‬منها (مراح لبيد لكشف معىن القرآن اجمليد) و (مراقي العبودية) و‬
‫(قامع الطغيان على منظومة شعب اإلهمان) و (قطر الغيث يف شرح مسائل أيب‬
‫الليث) و (عقود اللجني يف بيان حقوق الزوجني) و (هناية الزين بشرح قرة العني) و‬
‫(شرح فتح الرمحن) و (نور الظالم) و (مرقاة صعود التصديق) و (كاشفة السجا‪،‬‬
‫يف شرح سفينة النجا)‪ .‬انظر (األعالم ‪)511 / 1 :‬‬
‫‪109‬‬
‫[ فتوى ابن حجر في إباحة التشبه بالكفار بغير قصد ]‬

‫فقد سئل ابن حجر‪ 737‬عما حاصله‪ ،‬أن مجاعة من املسلمني إذا‬
‫رأوا ما يفعله الكفار يف عيدهم من االعتناء بالقسي‪ 735،‬والصفار‪ ،‬واللعب‬
‫هبا‪ ،‬وأكل املوز الكثري املطبوخ بالسكر‪ ،‬وكذا بإلباس الصبيان الثياب‬
‫املصفرة‪ ،‬وإعطاء األثواب واملصروف ملن يتعلق هبم‪ ،‬وليس يف ذلك اليوم‬
‫عبادة صنم وال غريه‪ ،‬وذلك إذا كان القمر يف سعد الذابح يف برج األسد‪،‬‬
‫يفعلون مثلهم‪ ،‬فهل يكفر أو يأمث املسلم إذا عمل مثل عملهم من غري‬
‫تعظيم عيدهم‪ ،‬وال اقتداء هبم؟‬

‫فأجاب بقوله ‪ (( :‬ال كفر بفعل شيء من ذلك‪ ،‬فقد صرح‬


‫أصحابنا بأنه لو شد الزنار على وسطه‪ ،‬أو وضع على رأسه قلنسوة اجملوس‬
‫مل يكفر مبجرد ذلك‪ .‬اهـ فعدم كفره مبا يف السؤال أوىل‪ ،‬وهو ظاهر‪ ،‬بل‬
‫فعل شيء مما ذكر فيه ال حيرم إذا قصد به التشبه بالكفار‪ ،‬ال من حيث‬
‫الكفر‪ ،‬وإال كان كافرا قطعا‪.‬‬

‫‪ 737‬أي ابن حجر اهليتمي الشافعي‬


‫‪ 735‬القسي ثياب من كتان وحرير كانت تصنع مبصر والشام مضلعة مزينة بأمثال‬
‫األترج‪( .‬املعجم الوسيط ‪)251/7 :‬‬
‫‪110‬‬
‫فاحلاصل أنه إن فعل ذلك بقصد التشبه هبم يف شعار الكفر كفر‬
‫قطعا‪ ،‬أو يف شعار العيد مع قطع النظر عن الكفر مل يكفر ولكنه يأمث‪،‬‬
‫‪731‬‬
‫وإن مل يقصد التشبه أصال ورأسا فال شيء عليه‪ .‬اهـ))‬

‫[ تفصيل أحكام التشبه بالكفار ]‬

‫ويوافق هذا التفصيل ما يف بعض الفتاوى‪ 733‬الذي استند هو أعين‬


‫الشيخ حممد سعيد بابصيل إلفتائه مبا تقرر من أن حاصل ما ذكره العلماء‬
‫يف التزي بزي الكفار‪.‬‬

‫إما أنه إن يتزيا بزيهم ميال إىل دينهم‪ ،‬وقاصدا التشبه هبم يف شعار‬
‫الكفر‪ ،‬أو همشي معهم إىل متعبداهتم فيكفر بذلك فيهما‪.‬‬

‫وإما أن ال يقصد كذلك‪ ،‬بل يقصد التشبه هبم يف شعار العيد‪ ،‬أو‬
‫التوصل إىل معاملة جائزة معهم فيأمث‪.‬‬

‫وإما أن يتفق له من غري قصد ذلك فيكره‪ ،‬كشد الرداء يف الصالة‪.‬‬


‫‪731‬‬
‫اهـ‬

‫‪ 731‬انظر ‪ :‬الفتاوى الفقهية الكربى (‪)751 – 751 / 1‬‬


‫‪ 733‬الذي اعتمد عليه الشيخ حممد سعيد بابصيل إلفتائه هنا هو قول الشيخ عبد‬
‫اهلل بن عمر بن أيب بكر بن حيىي الشافعي‪ ،‬كما هو مذكور يف ((بغية املسرتشدين))‬
‫(‪)371‬‬
‫‪111‬‬
‫وما ذكر عن األصحاب نقل ما يفهم يف كتابه (( اإلعالم بقواطع‬
‫اإلسالم ))‪ 732،‬وهو كتاب حافل‪ ،‬ال يستغين طالب عنه‪ ،‬كما قال عنه‬
‫النووي يف ((الروضة))‪ 731‬يف ضمن مسائل بينه بقوله ‪ (( :‬وحيث لبس زي‬
‫الكفار سواء دخل يف دار احلرب أو ال‪ ،‬بنية الرضا بدينهم‪ ،‬وامليل إليه‪ ،‬أو‬
‫‪712 731‬‬
‫هتاونا باإلسالم كفر‪ ،‬وإال [فال] ‪)).‬‬

‫واعرتض ما ذكره النووي يف مسألة زي الكفار بأن القاضي‬


‫حسينا‪ 711‬نقل عن الشافعي‪ 717‬رضي اهلل عنه ‪ :‬أنه لو سجد لصنم يف دار‬

‫‪ 731‬انظر ‪ :‬بغية املستشردين (‪)371‬‬


‫‪ 732‬هذا الكتاب ألفه الشيخ ابن حجر اهليتمي الشافعي رمحه اهلل تعاىل‬
‫‪ 731‬أي روضة الطالبني وعمدة املفتني (‪)112 / 1‬‬
‫‪ 731‬ما بني املعقوفتني أسقطه املؤلف من اإلعالم بقواطع اإلسالم‬
‫‪ 712‬انظر ‪ :‬اإلعالم بقواطع اإلسالم (‪)515‬‬
‫‪ 711‬هو القاضى احلسني بن حممد‪ ،‬أحد أئمة الشافعية‪ .‬تكرر ذكره ىف الوسيط‪،‬‬
‫والروضة‪ ،‬وال ذكر له ىف املهذب‪ ،‬ويأتى كثريا معرفا بالقاضى حسني‪ ،‬وكثريا مطلقا‬
‫القاضى فقط‪ ،‬وهو اإلمام أبو على احلسني بن حممد املروزى‪ ،‬ويقال له أيضا‪:‬‬
‫املرورذى‪ ،‬بالذال املعجمة وتشديد الراء الثانية وختفيفها‪ ،‬وهو من أصحاب الوجوه‪،‬‬
‫كبري القدر‪ ،‬مرتفع الشأن‪ ،‬غواص على املعاىن الدقيقة‪ ،‬والفروع املستفادة األنيقة‪،‬‬
‫وهو من أجل أصحاب القفال املروزى‪ ،‬له التعليق الكبري‪ ،‬وما أجزل فوائده‪ ،‬وأكثر‬
‫فروعه املستفادة‪ ،‬ولكن يقع ىف نسخه اختالف‪ ،‬وكذلك تعليق الشيخ أىب حامد‪.‬‬
‫وللقاضى الفتاوى املفيدة‪ ،‬وهى مشهورة‪ .‬وروى احلديث‪ ،‬وتفقه عليه مجاعات من‬
‫األئمة‪ ،‬منهم صاحب التتمة‪ ،‬والتهذيب‪ .‬توىف القاضى حسني‪ ،‬رمحه اهلل‪ ،‬بعد صالة‬
‫‪112‬‬
‫‪715‬‬
‫وإن لبس زي الكفار يف دار اإلسالم حكم‬ ‫احلرب مل حيكم بردته‪،‬‬
‫بردته‪.‬‬

‫ونقل يف ((املطلب))‪ 711‬عن القاضي‪ 713‬االرتداد يف املسألتني‪ ،‬ألن‬


‫الظاهر أنه ال يفعله إال عن عقيدة‪.‬‬

‫العشاء ليلة األربعاء الثالث والعشرين من احملرم سنة اثنتني وستني وأربعمائة‪ .‬انظر‬
‫(هتذيب األمساء واللغة ‪)113 – 111 / 1 :‬‬
‫‪ 717‬هو اإلمام حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع اهلامشي القرشي‬
‫املطليب‪ ،‬أبو عبد اهلل (‪ 721 - 132‬هـ) ‪ :‬أحد األئمة األربعة عند أهل السنة‪.‬‬
‫وإليه نسبة الشافعية كافة‪ .‬ولد يف غزة (بفلسطني) ومحل منها إىل مكة وهو ابن‬
‫سنتني‪ .‬وزار بغداد مرتني‪ .‬وقصد مصر سنة ‪ 111‬فتويف هبا‪ ،‬وقربه معروف يف‬
‫القاهرة‪ .‬قال املربد‪ :‬كان الشافعي أشعر الناس وآدهبم وأعرفهم بالفقه والقراآت‪.‬‬
‫وقال اإلمام ابن حنبل‪ :‬ما أحد ممن بيده حمربة أو ورق إال وللشافعي يف رقبته منه‪.‬‬
‫وكان من أحذق قريش بالرمي‪ ،‬يصيب من العشرة عشرة‪ ،‬برع يف ذلك أوال كما برع‬
‫يف الشعر واللغة وأيام العرب‪ ،‬مث أقبل على الفقه واحلديث‪ ،‬وأفىت وهو ابن عشرين‬
‫سنة‪ .‬وكان ذكيا مفرطا‪ .‬له تصانيف كثرية منها ‪( :‬األم) و (املسند) و (أحكام‬
‫القرآن) و (السنن) و (الرسالة) و (اختالف احلديث) و (السبق والرمي) و (فضائل‬
‫قريش) و (أدب القاضي) و (املواريث)‪ .‬انظر (األعالم ‪)71 / 1 :‬‬
‫‪ 715‬انظر ‪( :‬روضة الطالبني وعمدة املفتني ‪ ،25 / 12 :‬الغرر البهية يف شرح‬
‫البهجة الوردية ‪)21/ 3 :‬‬
‫‪ 711‬لعل املراد به ((هناية املطلب يف دراية املذهب)) لعبد امللك بن عبد اهلل بن‬
‫يوسف بن حممد اجلويين‪ ،‬أبو املعايل‪ ،‬ركن الدين‪ ،‬امللقب بإمام احلرمني (املتوىف‪:‬‬
‫‪121‬هـ)‬
‫‪113‬‬
‫وجياب حبمل هذا اإلطالق على التفصيل الذي أشار إليه النووي‪،‬‬
‫وقد بينته ))‪.‬‬

‫انتهى ما أردت نقله منه‪ ،‬فاحفظ ذلك كله‪ ،‬فإنه مهم نفيس جدا‪،‬‬
‫ولذا ذكرته هنا مع طوله‪ ،‬إال أين قد توقفت يف بعضه‪ ،‬فليتأمل‪.‬‬
‫‪712‬‬
‫وأما ما نقله الشيخ حممد صاحل السماراين‪ 711‬يف ((جمموعه))‬
‫املرتجم بكالم اجلاوي عن بعض احملققني فال خيلو عن نظر‪ ،‬وإن أمكن‬
‫توفيقه ببعض ما ذكرته وغريه على بعد‪ ،‬فراجعه إن شئت‪.‬‬

‫‪ 713‬أي القاضي حسني الذي سبقت ترمجته‪.‬‬


‫(فائدة) ‪ :‬قال اإلمام النووي يف هتذيب األمساء واللغة (‪(( : )13 / 1‬واعلم‬
‫أنه مىت أطلق القاضى ىف كتب متأخرى اخلراسانيني كالنهاية‪ ،‬والتتمة‪ ،‬والتهذيب‪،‬‬
‫وكتب الغزاىل وحنوها‪ ،‬فاملراد القاضى حسني‪ ،‬ومىت أطلق القاضى ىف كتب متوسط‬
‫العراقيني‪ ،‬فاملراد القاضى أبو حامد املروروذى‪ ،‬ومىت أطلق ىف كتب األصول‬
‫ألصحابنا‪ ،‬فاملراد القاضى أبو بكر الباقالىن اإلمام املالكى ىف الفروع‪ ،‬ومىت أطلق ىف‬
‫كتب املعتزلة أو كتب أصحابنا األصوليني حكاية عن املعتزلة‪ ،‬فاملراد به القاضى‬
‫اجلبائى‪ ،‬واهلل أعلم ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 711‬هو الشيخ حممد صاحل بن عمر السماراين‪ ،‬شيخ الشيوخ العلماء اإلندوينيسيني‬
‫البارزين كأمثال الشيخ حممد حمفوظ الرتمسي وشقيقه الشيخ أمحد دحالن‪ ،‬والشيخ‬
‫هاشم أشعري‪ ،‬والشيخ أمحد دحالن اجلوكجاوي‪ ،‬له مؤلفات عديدة أكثرها ترمجة‬
‫بلغة جاوية قدهمة منها ‪ :‬جمموعة الشريعة الكافية للعوام‪ ،‬و كتاب املنجيات متيك‬
‫ساكينج إحياء علوم الدين‪ ،‬وفصالتان‪ ،‬ومناسك احلج والعمرة وآداب الزيارة لسيد‬
‫املرسلني‪ ،‬ولطائف الطهارة وأسرار الصالة يف كيفية صالة العابدين والعارفني‪ ،‬وفيض‬
‫‪114‬‬
‫[ تشبه الرجال بالنساء حرام مطلقا ]‬
‫‪711‬‬
‫نعم‪ ،‬أطلقوا بأن املتشبه بالنساء حرام كعكسه فيما علمت‪،‬‬
‫فانظره‪.‬‬

‫[ معنى عدم كراهية لبس اللؤلؤ للرجال عند الشافعي ]‬

‫قال‪ 711‬يف ((فتح اجلواد ))‪ (( : 722‬وقول األم‪ : 721‬ال يكره‬


‫للرجال لبس اللؤلؤ ألنه من زيهن ))‪ 727،‬حيمل إما على كراهة التحرمي‪ ،‬أو‬

‫الرمحن يف ترمجة الكالم ملك الديان‪ ،‬وترمجة سبيل العبيد على جوهر التوحيد‪،‬‬
‫واملرشد الوجيز يف علم القرآن‪ ،‬ومنهاج األتقياء يف شرح معرفة األتقياء إىل طريق‬
‫األولياء‪ ،‬وغري ذلك كثري‪ .‬تويف ‪ 71‬رمضان سنة ‪ 1571‬هـ وعمره ‪ 15‬سنة‪ ،‬ودفن‬
‫يف مسارانج‪ .‬انظر (فهرس الفهارس ‪ ،325 / 1 :‬مقدمة فتح اجمليد يف بيان التقليد ‪:‬‬
‫‪ ،11‬جورنال أوف إندونيسيان إسالم ‪)111 / 2 :‬‬
‫‪ 712‬هذا الكتاب يسمى ((جمموعة الشريعة الكافية للعوام)) وهو مطبوع يف مطبعة‬
‫كاريا طه فوبرتا بسمارانج‪ ،‬إال أنين مل يتيسر يل اآلن الوقوف عليه‬
‫‪ 711‬ملا روي عن النيب صلى اهلل عليه و سلم أنه قال ‪ (( :‬لعن اهلل املتشبهني من‬
‫الرجال بالنساء ولعن املتشبهات من النساء بالرجال ))‪ .‬رواه الطرباين يف الكبري‬
‫(‪ )11112‬وأمحد يف مسنده (‪)5131‬‬
‫‪ 711‬القائل هو الشيخ ابن حجر اهليتمي‬
‫‪ 722‬أي (( فتح اجلواد بشرح اإلرشاد )) للشيخ ابن حجر اهليتمي‬
‫‪ 721‬أي قول اإلمام الشافعي يف األم (‪)731 / 1‬‬
‫‪115‬‬
‫على القول املرجوح أن التشبه هبن مكروه تنزيه‪ ،‬أو مراده وهو الذي جرى‬
‫عليه النووي وغريه‪ 725‬أنه من جنس زيهن‪ ،‬ال أنه زي خمصوص هبن‪ ،‬إذ‬
‫ضابط ما حيرم التشبه هبن فيه أن خيتص هبن بالنسبة لعرف حملهن جنسا‪،‬‬
‫وهيئة‪ ،‬أو يغلب يف زيهن ))‪ .‬انتهى واهلل سبحانه وتعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪727‬‬
‫نص عبارة اإلمام الشافعي يف األم ( ‪ (( : )731 /1‬وال أكره للرجل لبس‬
‫اللؤلؤ إال لألدب‪ ،‬وأنه من زي النساء ال للتحرمي‪ ،‬وال أكره لبس ياقوت‪ ،‬وال زبرجد‬
‫إال من جهة السرف أو اخليالء ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 725‬انظر (فتح العزيز بشرح العزيز ‪ ،71/1 :‬اجملموع شرح املهذب ‪،111 / 1 :‬‬
‫روضة الطالبني ‪ ،715 / 7 :‬أسىن املطالب يف شرح روض الطالب ‪،521 / 1 :‬‬
‫هناية احملتاج إىل شرح املنهاج ‪)525 / 7 :‬‬
‫‪116‬‬
‫[ ذكر (مسائل)‪ 721‬تتعلق بالدخان ]‬

‫[ المسألة (األولى)‪ : 723‬طهورية ماء الشيشة ]‬

‫أن ماء الشيشة‪ 721‬طهور‪ ،‬والتغري الواقع به مبا يف املقر غري ضار‪،‬‬
‫وإن كان التغري كثريا‪ ،‬لونا‪ ،‬وطعما‪ ،‬ورحيا‪ ،‬كما يف ((فتاوى الشيخ حممد‬
‫‪722‬‬
‫صاحل الرئيس املكي))‪.‬‬

‫ووافقه بعض األفاضل موجها له مبا حاصله أنه إن كان التغري‬


‫باملكث فهو ال يضر‪ ،‬ألنه تغري مبا ال يستغين املاء عنه‪.‬‬

‫‪721‬‬
‫ما بني القوسني هو املوجود يف األصل‪ ،‬مث أضفت إليه بعض اجلمل لتكون‬
‫موضوعا مناسبا كما نرى‬
‫‪ 723‬ما بني القوسني هو املوجود يف األصل‪ ،‬مث أضفت إليه بعض اجلمل لتكون‬
‫موضوعا مناسبا كما نرى‪ ،‬وهكذا يف بقية األعداد اليت تأيت بعد كلمة "املسألة"‪.‬‬
‫فليتأمل‬
‫‪( 721‬الشيشة) ‪ :‬النارجيلة اليت تستعمل يف التدخني ألن بطنها من الزجاج‪ .‬انظر‬
‫(املعجم الوسيط ‪)325 :‬‬
‫‪ 722‬انظر ‪ :‬فتاوى الشيخ حممد صاحل الرئيس يف ضمن كتاب قرة العني بفتاوى‬
‫علماء احلرمني (‪.)71‬‬
‫وأما الشيخ حممد صاحل الرئيس فهو الشيخ املسند أحد العلماء املكيني‪،‬‬
‫حممد صاحل الرئيس املكي‪ ،‬روى عنه كثري من العالمة البارزين كأمثال الشيخ‬
‫الدمنيت‪ ،‬والعالمة احملدث املسند يس بن عمر اجلربيت‪ .‬انظر (فهرس الفهارس ‪/ 7 :‬‬
‫‪)1152‬‬
‫‪117‬‬
‫وإن كان تغريه بسبب خمالطته للدخان عند الشرب فالدخان من‬
‫اجلامدات‪ ،‬والتغري به جمرد تروح‪ ،‬وقد علم أن االختالط بطاهر ال يضر‪،‬‬
‫وإن غري اللون‪ ،‬أو الريح‪ ،‬أو الطعم‪ ،‬ما مل يثخن املاء عنه‪ ،‬أو يزل عنه‬
‫االسم‪ ،‬وليس يوجد واحد‪ 721‬منهما‪ ،‬سيما ومل يدع أحد بنجاسة التنباك‬
‫الذي انفصل عند الدخان‪ ،‬وتسميته مباء الشيشة للتعريف أي تعريف نوع‬
‫من املاء‪ ،‬ال للتقييد‪ ،‬لتصرحيهم بأن املاء إذا تغري بطاهر ال يستغين املاء عنه‬
‫ال خيرجه عن اإلطالق‪ ،‬ما مل يغلب عليه فقد االسم‪ 721،‬سيما وقد تقررت‬
‫طهارة ماء القرب املصنوعة بالقطران‪ 712،‬واحلال أن التغري حاصل‬
‫لألوصاف الثالثة‪ 711‬فباألوىل طهارة ماء الشيشة‪ ،‬ألن القطران قيل ‪ :‬أن‬
‫التغري به خمالط‪ ،‬أو جماور‪ 717،‬وال كذلك الدخان‪ ،‬فإن التغري به متفق على‬
‫‪715‬‬
‫أنه جماور‪ ،‬فيتأمله‪.‬‬

‫‪ 721‬يف األصل "واحدا" لعل الصحيح ما أثبته هنا‬


‫‪ 721‬انظر ‪ :‬غاية البيان شرح زبد ابن رسالن (‪)71‬‬
‫‪ 712‬جاء يف املعجم الوسيط (‪( (( : )211 / 7‬القطران) عصارة شجر األرز‬
‫واألهبل تطبخ مث تطلى هبا اإلبل ويف التنزيل العزيز {سرابيلهم من قطران} ألنه شديد‬
‫االشتعال ومادة سوداء سائلة لزجة تستخرج من اخلشب والفحم وحنومها بالتقطري‬
‫اجلاف وتستعمل حلفظ اخلشب من التسوس واحلديد من الصدأ ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 711‬أي اللون والريح والطعم‬
‫‪ 717‬وقد اشتهر عند الشافعية أن املاء املتغري ينقسم إىل قسمني‪ :‬ما يتغري باجملاورة‪،‬‬
‫وما يتغري باملخالطة‪ ،‬فأما ما يتغري باجملاورة‪ ،‬فطهور على ظاهر املذهب الشافعي‪،‬‬
‫وهناك قول آخر هو أنه غري طهور‪ ،‬وهذا غريب فاسد‪ ،‬وأما ما يتغري باملخالطة‪ ،‬فإنه‬
‫‪118‬‬
‫[المسألة الثانية ‪ :‬استحسان عدم وضع الدخان في المحفظة]‬

‫أنه ال ينبغي وضعه يف احملفظة‪ ،‬كما وقع لبعض الطلبة‪.‬‬

‫فقد قال بعض مشاخيي ‪ -‬حفظهم اهلل تعاىل ‪ -‬ملا استفتيته أخذا‬
‫من مقتضى تعليل كالم نقله ‪ (( :‬أن كل ما يشعر بعدم التعظيم حرام‪،‬‬
‫ووضع الدخان يف احملفظة من ذلك‪ ،‬كما ال خيفى على من له البصائر‪،‬‬
‫وتتبع على النظائر ))‪ .‬اهـ‬

‫وهو ظاهر‪ ،‬فإن احلكم يدور مع علته وجودا وعدما‪ 711،‬إال أن‬
‫كالم ابن حجر يف (( فتاويه احلديثية )) صريح يف أنه إن مل يكن فيها‬

‫ينقسم إىل ما همكن صون املاء عنه‪ ،‬وإىل ما يتعذر االحرتاز منه‪ .‬فأما ما ال همكن‬
‫التحرز منه‪ ،‬فإذا حصل التغري به؛ فاملاء طهور‪ .‬وأما ما يتغري باملخالطة‪ ،‬فإنه ينقسم‬
‫إىل ما همكن صون املاء عنه‪ ،‬وإىل ما يتعذر االحرتاز منه‪ .‬فأما ما ال همكن التحرز‬
‫منه‪ ،‬فإذا حصل التغري به؛ فاملاء طهور‪ .‬وما همكن التحرز منه إذا خالطه‪ ،‬نظر‪ ،‬فإن‬
‫مل يغري املاء أصال‪ ،‬جاز التوضؤ به‪ ،‬وإن غريه أدىن تغري‪ ،‬مل جيز التوضؤ به‪ .‬انظر‬
‫(هناية املطلب يف دراية املذهب ‪)17 / 1 :‬‬
‫‪ 715‬وقد سبق قبل قليل أن املاء املتغري بسبب اجملاورة طهور على املعتمد عند‬
‫املذهب الشافعي‬
‫‪ 711‬هذه القاعدة من القواعد األغلبية وليست مطردة اتفق عليها العلماء الفقهاء‪.‬‬
‫انظر (أصول السرخسي ‪ ،121 / 7 :‬قواطع األدلة يف األصول ‪ ،135 / 7 :‬شرح‬
‫خمتصر الروضة ‪ ،331 / 5 :‬جمموعة الفوائد البهية على منظومة القواعد الفقهية ‪:‬‬
‫‪)117‬‬
‫‪119‬‬
‫‪711‬‬ ‫‪713‬‬
‫فيها علم‬ ‫ال حيرم‪ ،‬بل يكره‪ ،‬وإن كان‬ ‫قرآن‪ ،‬أو اسم معظم‬
‫‪712‬‬
‫شرعي‪.‬‬

‫وعبارة الشرقاوي ظاهرة فيما قاله البعض‪ ،‬وهي ‪ (( :‬وجيري يف‬


‫كتب العلم الشرعي وآالته ما يف املصحف‪ ،‬ما عدا حترمي املس‪ ،‬واحلمل‪،‬‬
‫فيحرم حنو وضع العمامة‪ ،‬أو دواة الكتابة‪ ،‬أو حجر على حمفظة العلم‪،‬‬
‫ألنه يشعر باإلهانة‪ ،‬وهذا عند اإلطالق وعدم احلاجة‪ ،‬أما حلاجة من تطيري‬
‫الريح مثال فال بأس‪ ،‬وأما عند قصد اإلهانة فيكفر‪ ،‬والعياذ باهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪711‬‬
‫اهـ))‬

‫وواضح أن ذكر العمامة وما بعدها جمرد مثال‪ ،‬وإن أوهم صنيعه‬
‫خالفه‪ ،‬فمثلها الدخان كما أفاده كالم البعض‪ ،‬بل رمبا يقال إنه أوىل‪.‬‬

‫‪ 713‬يف األصل "معطم"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬


‫‪ 711‬سقطت النون من األصل‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 712‬انظر ‪ :‬الفتاوى احلديثية (‪)117‬‬
‫‪ 711‬انظر ‪ :‬حاشية الشرقاوي على التحرير (‪)11 / 1‬‬
‫‪120‬‬
‫[ المسألة الثالثة ‪ :‬كراهية شرب الدخان في مجلس العلم ]‬

‫أن شربه يف جملس الدراسة مكروه‪ ،‬إن مل يقصد عدم املباالة‬


‫باجمللس املذكور‪ ،‬وسوء األدب‪ ،‬واالحتقار باملدرسني للذكر والقراءة‪ ،‬وإال‬
‫حرم‪ ،‬بل رمبا خيشى عليه من ذلك الكفر‪ 711،‬والعياذ باهلل تعاىل‪ ،‬كما أفىت‬
‫‪712‬‬
‫به شيخنا الشيخ حممد بن موسى املنشاوي املقري‪.‬‬

‫وما ذكره من كراهته موافق ملا قاله بعض غري أئمتنا‪ ،‬إال أنه يف‬
‫استعماله حال القراءة كما يعلم مما نقلته يف (( التذكرة ))‪ 711،‬وهو قد‬
‫يفهم باألوىل مما مر عن شيخنا‪ ،‬وما قيده صحيح كما ال خيفى على من له‬
‫أدىن إملام بكالمهم‪ ،‬بل ما تقدم عن الشرقاوي صريح فيه‪.‬‬

‫‪ 711‬وعليه فما يفعله العوام اإلندونيسيون يف جمالس العلم من شرهبم للدخان أثناء‬
‫الدراسة جيب أن جيتنب منه‪ .‬وعلى طلبة العلم تبيني هذا اجلانب بكل اهتمام ألنه‬
‫يف غاية األمهية‪.‬‬
‫‪ 712‬سبقت ترمجته‬
‫‪ 711‬أي (( تذكرة اإلخوان يف بيان القهوة والدخان )) للمؤلف نفسه‬
‫‪121‬‬
‫[ اختالف فتوى أئمة المذاهب الثالثة في استعمال الدخان في‬
‫مجالس العلم الشرعي بين الكراهة والتحريم ]‬
‫‪717‬‬
‫وحاصل املهم من ذلك أن شيخنا الشيخ حممد عابد املالكي‬
‫أفىت بأنه يكره استعماله حال قراءته القرآن‪ ،‬واحلديث‪ ،‬والفقه‪ ،‬وآالته‬
‫الشرعية‪ ،‬والشيخ خلف بن ابراهيم احلنبلي‪ 715‬بعدم جوازه عند ذلك‪ ،‬وأن‬
‫‪711‬‬
‫بعض احلنفية قال حبرمته يف جملس القرآن والعلم‪ ،‬والطحطاوي احلنفي‬

‫‪ 717‬هو الشيخ العالمة الفقيه حممد عابد املالكي‪ ،‬مفيت الشادة املالكية (ت ‪:‬‬
‫‪ 1511‬هـ)‪ ،‬وهو أخ للشيخ العالمة حممد علي بن حسني املالكي (‪ 1712‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1512‬هـ)‪ ،‬ومن كتبه النفيسة ‪ :‬القول الفصل يف تأييد سنة السدل‪ ،‬وهو مطبوع‪.‬‬
‫‪ 715‬هو الشيخ خلف بن إبراهيم بن هدهود بن علي النجدي احلنبلي‪ ،‬إمام املقام‬
‫احلنبلي باملسجد احلرام‪ :‬ولد ونشأ بالقصيم‪ ،‬وطلب العلم وهو صغري‪ ،‬فحفظ القرآن‬
‫الكرمي وجوده‪ ،‬مث قرأ على علماء عنيزة‪ ،‬واستفاد منهم‪ ،‬مث قدم مكة وأخذ عن‬
‫علماء املسجد احلرام‪ ،‬وأجازه مشاخيه بالتدريس واإلفتاء‪ ،‬فتصدر له باملسجد احلرام‪،‬‬
‫ودرس عدة علوم يف التوحيد واحلديث والفقه‪ ،‬واستفاد منه الطالب‪ ،‬وويل إمامة‬
‫املقام احلنبلي باملسجد احلرام‪ ،‬وعني مفتيا للحنابلة مبكة‪ ،‬وتويف سنة ‪1513‬هـ تقريبا‬
‫مبكة‪ .‬انظر موقع ‪) makkah. org. sa ( :‬‬
‫‪ 711‬هو الشيخ أمحد بن حممد بن إمساعيل الطهطاوي (ت ‪ 1751 :‬هـ) ‪ :‬الفقيه‬
‫احلنفي‪ .‬اشتهر بكتابه (حاشية الدر املختار) ولد بطهطا (بالقرب من أسيوط‪،‬‬
‫مبصر) وتعلم باألزهر‪ ،‬مث تقلد مشيخة احلنفية‪ ،‬وخلعه بعض املشايخ‪ ،‬وأعيد إليها‪،‬‬
‫فاستمر اىل أن تويف بالقاهرة‪ .‬ومن كتبه أيضا (حاشية على شرح مراقي الفالح) و‬
‫(كشف الرين عن بيان املسح على اجلوربني)‪ .‬انظر (األعالم ‪)713 / 1 :‬‬
‫‪122‬‬
‫منهم استظهر كراهة تعاطيه حال القراءة‪ ،‬ملا فيه من اإلخالل بتعظيم كتاب‬
‫‪713‬‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬انتهى‪.‬‬

‫وقد مسعت مبحليت اليت جباوى بعض الطلبة كثريا ما ينشد هذه‬
‫األبيات األربعة ‪:‬‬

‫(( ومن شرب الدخان يف الدراسة ‪ ....‬وجملس العلوم والقراءه‬

‫أو احلديث والسماع ساوى ‪ .......‬ومل ينكر سواه بل أعانه‬

‫له عقب ومقت يف األخرية ‪ ........‬ومل يثب مجيعهم قراءه‬

‫لتحقري ووهي من كالم ‪ ............‬من اهلل وليس له آدابه ))‬

‫‪ 713‬انظر ‪( :‬حاشية الطحطاوي على مراقي الفالح شرح نور اإليضاح ‪.)1 :‬‬
‫ونص عبارته ‪ (( :‬وتارة يكون اإلتيان هبا (أي البسملة) مكروها كما يف‬
‫أول سورة براءة ودون أثنائها فيستحب‪ 5‬وعند تعاطي الشبهات ومنه عند شرب‬
‫الدخان ويف حمل النجاسات ))‪ .‬اهـ‬
‫‪123‬‬
‫[المسألة الرابعة ‪ :‬أكل ذي ريح كريه من أعذار الجمعة والجماعة]‬

‫من أعذار اجلمعة واجلماعة أكل ذي ريح كريه‪ 711،‬كثوم بضم‬


‫املثلثة‪ 712‬مع الواو أو اهلمز‪ 711،‬وبصل‪ 711،‬وكراث‪ 522،‬بضم الكاف‬
‫وفتحها‪ ،‬وفجل‪ 521،‬بضم الفاء‪.‬‬

‫‪ 711‬انظر ‪( :‬منهاج الطالبني وعمدة املفتني ‪ ،51:‬الزبد يف الفقه الشافعي ‪،117 :‬‬
‫فتح الوهاب بشرح منهج الطالب ‪ ،27 / 1 :‬اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع ‪1 :‬‬
‫‪ ،111 /‬املنهاج القومي ‪ ،111 :‬حاشية الشرواين على حتفة احملتاج ‪،11 / 12 :‬‬
‫مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج ‪ ،512 / 1 :‬أسىن املطالب يف شرح‬
‫روض الطالب ‪ ،512 / 1 :‬حاشية الشربيين على الغرر البهية ‪)552 / 1 :‬‬
‫‪ 712‬يف األصل "املثلة"‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 711‬لقول النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪" :‬من أكل ثوما أو بصال فليعتزلنا ‪ -‬أو قال‬
‫‪ -‬فلعتزل مسجدنا وليقعد يف بيته"‪ .‬رواه البخاري يف صحيحه (‪)112‬‬
‫‪ 711‬لقول النيب صلى اهلل عليم وسلم ‪" :‬من أكل ثوما أو بصال فليعتزلنا أو ليعتزل‬
‫مسجدنا"‪ .‬رواه مسلم يف صحيحه (‪)1112‬‬
‫‪ 522‬قال اإلمام مسلم يف صحيحه (‪" : )11‬باب من أكل ثوما ‪ ،‬أو بصال ‪ ،‬أو‬
‫كراثا"‪ .‬مث ذكر األحاديث اليت تفيد التنزه عن أكل ما ذكر‬
‫‪ 521‬ملا روي عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪" :‬من أكل من هذه‬
‫اخلضراوات‪ :‬الثوم والبصل والكراث والفجل‪ ،‬فال يقربن مسجدنا؛ فإن املالئكة‬
‫تتأذى مما تتأذى منه بنو آدم"‪ .‬رواه الطرباين يف املعجم الصغري ‪)52 :‬‬
‫‪124‬‬
‫‪527‬‬
‫سواء كان ما ذكر نيئا‪ ،‬أو مطبوخا بقي له ريح يؤذي وإن قل‪.‬‬

‫[ شرطا كون الدخان من أعذار الجمعة والجماعة ]‬

‫ومن ذلك الدخان كما ذكره ع ش‪ 525،‬فتسقط بذلك كله اجلمعة‬


‫‪523‬‬
‫واجلماعة بشرطني ‪ :‬أن تعسر إزالته‪ 521،‬وأن ال يقصد بأكله اإلسقاط‪،‬‬
‫‪521‬‬
‫وإال وجب عليه احلضور واعتزل الناس‪.‬‬

‫‪ 527‬انظر (هناية احملتاج إىل شرح املنهاج ‪)112 / 7 :‬‬


‫قلت ‪ :‬ما ذكره الشيخ املؤلف هنا وجه لبعض األئمة الشافعية كأمثال‬
‫اإلمام ابن حجر واإلمام الرملي؛ حيث إهنما ال يفرقان بني ما يكون نيئا وبني ما‬
‫يكون مطبوخا؛ ألن العربة بوجود الريح الكريه وإن قل‪ .‬وقد ذكر اجلالل احمللي وجها‬
‫آخر جلمهور الشافعية على ما قاله العالمة القليويب وهو أن أكل ذي ريح كريه إذا‬
‫كان مطبوخا فال همنع ذلك من حضور اجلمعة واجلماعة ألن قلة الريح مغتفرة‪ .‬انظر‬
‫(حاشيتا قليويب وعمرية ‪ ،711 / 1 :‬فتح الوهاب ‪)27 / 1 :‬‬
‫‪ 525‬أي ذكره الشيخ علي الشرباملسي‪ ،‬فقد قال يف حاشيته على هناية احملتاج (‪/ 7‬‬
‫‪ (( : )112‬ومن الريح الكريهة ريح الدخان املشهور اآلن ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 521‬انظر ‪( :‬فتح الوهاب بشرح منهج الطالب ‪ ،27 / 1 :‬حتفة احملتاج يف شرح‬
‫املنهاج ‪ ،721 / 7 :‬هناية احملتاج إىل شرح املنهاج ‪ ،111 / 7 :‬فتوحات الوهاب‬
‫بتوضيح شرح منهج الطالب ‪ ،311 / 1 :‬حاشية البجريمي على شرح املنهج ‪1 :‬‬
‫‪)521 /‬‬
‫‪125‬‬
‫[ جواز أكل ذي الريح الكريه لوجود الشوق إليه مع انعدام غيره ]‬

‫واعلم أن كل ذي الريح الكريه مكروه مطلقا‪ ،‬سواء يف املسجد أو‬


‫يف غريه‪ ،‬بشرط أن ال تتوق نفسه إليه‪ ،‬وأن جيد غريه يأتدم به‪.‬‬
‫‪522‬‬
‫إليه أو مل جيد غري ذلك فال‬ ‫وإن كانت نفسه [تتوق]‬
‫‪521‬‬
‫كراهة‪.‬‬

‫وذكر يف املواهب‪ 521‬أنه صلى اهلل عليه وسلم أكل البصل‬


‫‪511‬‬
‫مطبوخا‪ 512،‬كما يف (( الشرقاوي على التحرير ))‪.‬‬

‫‪ 523‬انظر ‪( :‬حتفة احملتاج يف شرح املنهاج ‪ ،721 / 7 :‬هناية احملتاج إىل شرح‬
‫املنهاج‪ ،111 / 7 ،‬فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطالب ‪)311 / 1 :‬‬
‫‪ 521‬عبارة ابن حجر على ما نصه الشيخ الشرواين يف حاشيته على حتفة احملتاج (‪/ 7‬‬
‫‪ )721‬والشيخ الشرباملسي يف حاشيته (‪ )111 / 7‬وغريمها ‪ (( :‬أن من أكله‬
‫بقصد اإلسقاط كره له هنا وحرم عليه يف اجلمعة ومل تسقط ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 522‬ما بني املعقوفتني زيادة من احملقق إلمتام السياق‬
‫‪ 521‬قال الشيخ سعيد احلضرمي (ت ‪ 1722 :‬هـ) يف بشرى الكرمي بشرح مسائل‬
‫التعليم (‪ (( : )555‬قال الشرقاوي‪ :‬وأكل ذي ريح كريه ملن باملسجد أو يريد‬
‫دخوله ومل تسهل إزالته مكروه‪ ،‬وكذا لغريه إن وجد غريه يقوم مقامه يف حنو التأدم به‪،‬‬
‫ومل تتق نفسه إليه‪ ،‬ومل يزله قبل االجتماع ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 521‬لعل املراد باملواهب هنا ((املواهب اللدنية باملنح احملمدية)) لإلمام أمحد بن‬
‫حممد بن أىب بكر بن عبد امللك القسطالين القتييب املصري (املتوىف‪175 :‬هـ)‬
‫‪126‬‬
‫وما ذكر من كراهة ما ذكره مطلقا هو ما صرح به اجلمال‬
‫الرملي‪ 517‬كما مر‪ 515،‬ونقله من إفتاء والده‪ 511،‬وجزم‪ 513‬به يف‬
‫‪511‬‬
‫((األنوار))‪.‬‬

‫‪ 512‬مل أجد هذا البيان يف املواهب اللدنية‪ ،‬واملثبت فيها أن اإلمام قسطالين قال ‪:‬‬
‫(( وأما البصل فروى أبو داود ىف سننه عن عائشة أهنا سئلت عن البصل فقالت‪:‬‬
‫"إن آخر طعام أكله رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فيه بصل ))‪ .‬انظر املواهب‬
‫اللدنية (‪)112 / 7‬‬
‫‪ 511‬انظر ‪ :‬حاشية الشرقاوي على التحرير (‪)713 / 1‬‬
‫‪ 517‬اجلمال الرمل ي هو لقب آخر للشيخ مشس الدين الرملي الشافعي املعروف‬
‫بالشافعي الصغري‪ ،‬وقد تقدمت ترمجته‬
‫‪ 515‬انظر ‪ :‬فتاوى الرملي (‪)713 / 1‬‬
‫‪ 511‬أي العالمة الشهاب أمحد بن محزة الرملي الشافعي (ت ‪ 132 :‬هـ)‬
‫‪ 513‬لعل الذي جزم به هو اإلمام يوسف األرديبلي الشافعي (ت ‪ 221 :‬هـ) ألنه‬
‫صاحب كتاب ((األنوار ألعمال األبرار))‪ ،‬وأما الشيخ الشهاب الرملي فليس له‬
‫كتاب هبذا االسم فيما علمته‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‬
‫‪ 511‬أي األنوار ألعمال األبرار (‪ ،)111 / 1‬فقد قال مؤلفه فيه عند ذكر أعذار‬
‫صالة اجلماعة واجلمعة ‪ (( :‬أو أكل بصال أو كراثا أو ثوما نيئا ومل همكنه إزالة الريح‬
‫بغسل وحنوه‪ ،‬وبكره له احلضور عند الناس ))‪ .‬اهـ‬
‫‪127‬‬
‫[ كراهة أكل ذي ريح كريح ليست مطلقا عند ابن حجر ]‬

‫ويف (( التحفة ))‪ (( : 512‬يف إطالقه نظر‪ ،‬ولو قيدت مبا إذا أكله‬
‫ويف عزمه االجتماع بالناس‪ ،‬أو دخول املسجد مل يبعد))‪.‬‬

‫وجرى‪ 511‬عليه يف ((فتح اجلواد))‪ 511‬فقال ‪ (( :‬ويكره أكل املننت‪،‬‬


‫‪571‬‬
‫أي [إن]‪ 572‬مل يكن له عذر‪ ،‬وظهر رحيه ويف عزمه االجتماع [بالناس]‬
‫أو دخول املسجد‪ .‬فإطالق ((األنوار)) كراهة أكله يتعني محله على ما‬
‫ذكرته‪ ،‬ومثل ذلك من بثوبه أو [فمه أو بقية]‪ 577‬بدنه‪ 575‬ريح كريه‬
‫[يؤذي]‪ 571.‬ومن مث قال العلماء ‪ :‬همنع اجملذوم واألبرص من اختالطهما‬
‫‪573‬‬
‫بالناس‪ ،‬ومن املسجد واجلمعة ))‪.‬‬

‫‪ 512‬انظر ‪ :‬حتفة احملتاج يف شرح املنهاج (‪)723 / 7‬‬


‫‪ 511‬أي الشيخ ابن حجر اهليتمي‬
‫‪ 511‬انظر ‪ :‬فتح اجلواد بشرح اإلرشاد البن حجر اهليتمي ( ‪)731 / 1‬‬
‫‪ 572‬ما بني املعقوفتني زيادة الزمة أسقطه املؤلف رمحه اهلل تعاىل من أصل فتح اجلواد‬
‫بشرح اإلرشاد ( ‪)731 / 1‬‬
‫‪ 571‬ما بني املعقوفتني زيادة الزمة أسقطه املؤلف رمحه اهلل تعاىل من أصل فتح اجلواد‬
‫بشرح اإلرشاد ( ‪)731 / 1‬‬
‫‪ 577‬ما بني املعقوفتني أسقطه املؤلف من أصل فتح اجلواد ( ‪)731 / 1‬‬
‫‪ 575‬قال قبل هذا أيضا (مؤلف)‬
‫‪ 571‬يف أصل فتح اجلواد "يؤذيه"‬
‫‪ 573‬انظر ‪ :‬فتح اجلواد بشرح اإلرشاد (‪)731 / 1‬‬
‫‪128‬‬
‫وقال قبل هذا أيضا ‪:‬‬

‫(( ويكره له ‪ -‬أي ملن أكل ذلك ‪ -‬مع وجود الريح احلضور عند‬
‫الناس‪ ،‬ولو يف غري املسجد‪ ،‬أي وأكله لعذر فيما يظهر‪ .‬نعم املعذور بأكله‬
‫ال يكره له مع وجود الريح دخول املسجد‪ ،‬أي اخلايل فيما يظهر أيضا‪.‬‬

‫فإن قلت تأذى املالئكة حاصل‪ ،‬فلم مل يراعوه؟ قلت لسنا على‬
‫يقني من تأذيهم ممن أكله لعذر‪ ،‬إذ قضية عذره سرت رحيه عنهم رفقا به ))‬
‫‪571‬‬
‫انتهى‪.‬‬

‫وكون مقتضى حديث التأذي احلرمة صد عنها اجلمهور‪ ،‬والكالم‬


‫يف غري احملفظة‪ ،‬فإهنم ال يفارقون العبد‪ ،‬فاحفظه ذلك كله‪ ،‬فإنه مهم‪.‬‬

‫‪ 571‬انظر ‪ :‬فتح اجلواد بشرح اإلرشاد ( ‪)731 / 1‬‬


‫‪129‬‬
‫[ المسألة الخامسة ‪ :‬تحريم شرب الدخان بنهى اإلمام عنه طاعة له ]‬
‫‪572‬‬
‫أنه حيرم شربه إذا هنى اإلمام عنه‪ ،‬ألن يف إبطاله مصلحة عامة؛‬
‫إذ يف تعاطيه خسة لذوي اهليئات ووجوه الناس‪ ،‬خصوصا إذا كان يف‬
‫‪571‬‬
‫القهاوى‪ ،‬قاله الباجوري‪ 571،‬وغريه‪.‬‬

‫‪ 572‬انظر ‪ :‬حاشية الشرواين على حتفة احملتاج ( ‪)11 / 5‬‬


‫‪ 571‬وعبارة الشيخ الباجوري يف حاشيته على شرح ابن قاسم (‪: )115 / 1‬‬
‫(( فيجب عليهم طاعته فيما ليس حبرام وال مكروه من مسنون وكذا مباح إن كان فيه‬
‫مصلحة عامة‪ ،‬والواجب يتأكد وجوبه بأمره به‪ ،‬ومن هنا يعلم أنه إذا نادى بعدم‬
‫شرب الدخان املعروف اآلن وجب عليهم طاعته‪ ،‬وقد وقع سابقا من نائب‬
‫السلطان أنه نادى يف مصر على عدم شربه يف الطرق والقهاوي‪ ،‬فخالف الناس أمره‬
‫فهم عصاة إىل اآلن إال من شربه يف البيت فليس بعاص ألنه مل يناد على عدم شربه‬
‫يف البيت ))‪ .‬اهـ‬
‫قلت (أبو سابق) ‪ :‬لكن الشيخ الشرواين الذي هو تلميذ الشيخ الباجوري‬
‫اعرتض عليه قائال ‪ (( :‬وقوله فهم عصاة إىل اآلن فيه نظر بل األقرب ما قاله‬
‫بعضهم أن وجوب امتثال أمر اإلمام إمنا هو يف مدة إمامته فال جيب بعد موته ))‪.‬‬
‫اهـ انظر (حاشية الشرواين على حتفة احملتاج ‪)11 / 5 :‬‬
‫‪ 571‬قال الشيخ نووي البنتين يف هناية الزين (‪ (( : )117‬وإمنا وجب امتثال أمره يف‬
‫ذلك ألنه إذا أمر بواجب تأكد وجوبه وإذا أمر مبندوب وجب وإن أمر مبباح فإن‬
‫كان فيه مصلحة عامة كرتك شرب الدخان وجب خبالف ما إذا أمر مبحرم أو‬
‫مكروه أو مباح ال مصلحة فيه عامة ))‪ .‬اهـ‬
‫وحنوه قال الشيخ البجريمي يف حتفة احلبيب على شرح اخلطيب (‪/ 7‬‬
‫‪)121‬‬
‫‪130‬‬
‫‪552‬‬
‫وهذا بناء على ما هو املعتمد من وجوب ما أمر به اإلمام‪.‬‬

‫وخالف فيه األذرعي‪ 551‬والبلقيين‪ 557‬وغريمها‪ ،‬وتبعهما عبد اهلل بن‬


‫‪553‬‬
‫عمر أبو خمرمة‪ 555‬والسيوطي‪ 551‬يف األشباه والنظائر‪.‬‬

‫‪ 552‬انظر ‪( :‬البيان يف مذهب اإلمام الشافعي ‪ ،532 / 11 :‬اجملموع شرح‬


‫املهذب ‪ ،515 / 11 :‬أسىن املطالب يف شرح روض الطالب ‪ ،715 / 1 :‬حاشية‬
‫الشرواين على حتفة احملتاج ‪ ،11 / 5 :‬مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج ‪:‬‬
‫‪ ،11 / 1‬هناية احملتاج إىل شرح املنهاج ‪ ،133 / 7 :‬حاشية إعانة الطالبني ‪/ 1 :‬‬
‫‪ ،721‬حتفة احلبيب على شرح اخلطيب ‪)751 / 7 :‬‬
‫‪ 551‬هو اإلمام أمحد بن محدان بن أمحد بن عبد الواحد‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين‬
‫األذرعي (‪ 215 - 221‬هـ) ‪ :‬الفقيه الشافعي‪ .‬ولد بأذرعات الشام‪ ،‬وتفقه‬
‫بالقاهرة‪ ،‬وويل نيابة القضاء حبلب‪ ،‬وراسل السبكي باملسائل (احللبيات) وهي يف‬
‫جملد‪ ،‬وله كتب منها ‪( :‬مجع التوسط والفتح‪ ،‬بني الروضة والشرح) و (غنية احملتاج)‬
‫و (قوت احملتاج)‪ .‬عاد إىل القاهرة سنة ‪ 227‬مث استقر يف حلب إىل أن تويف‪ .‬وكان‬
‫لطيف العشرة‪ .‬انظر (األعالم ‪)111 / 1 :‬‬
‫‪ 557‬هو اإلمام عمر بن رسالن بن نصري بن صاحل الكناين‪ ،‬العسقالين األصل‪ ،‬مث‬
‫البلقيين املصري الشافعي‪ ،‬أبو حفص‪ ،‬سراج الدين (‪ 123 - 271‬هـ) ‪ :‬اجملتهد‬
‫احلافظ للحديث‪ ،‬من العلماء بالدين‪ .‬ولد يف بلقينة (من غربية مصر) وتعلم‬
‫بالقاهرة‪ .‬وويل قضاء الشام سنة ‪ 211‬هـ وتويف بالقاهرة‪ .‬من كتبه "التدريب" و‬
‫"تصحيح املنهاج" و "امللمات برد املهمات" و "حماسن االصطالح" و "حواش على‬
‫الروضة" و "األجوبة املرضية عن املسائل املكية" و "مناسبات تراجم أبواب البخاري"‬
‫و "الفتاوى"‪ .‬انظر (األعالم ‪)11 / 3 :‬‬
‫‪131‬‬
‫‪ 555‬هو العالمة عبد اهلل بن عمر بن عبد اهلل بن أمحد باخمرمة‪ ،‬تقي الدين (‪122‬‬
‫‪ 127 -‬هـ) ‪ :‬مفيت اليمن وعالمته يف عصره‪ .‬ولد يف الشحر (حبضرموت) وتبحر يف‬
‫العلوم‪ ،‬ودرس يف بالده وزبيد وعدن وتعز واحلرمني‪ .‬وويل قضاء الشحر سنة ‪ 115‬هـ‬
‫مث استقال ورحل إىل عدن‪ .‬مث حج‪ ،‬واستوطن عدن إىل أن مات‪ .‬كان ينعت‬
‫بالشافعي الصغري‪ .‬من كتبه "املصباح يف شرح العدة والسالح" و "الدرة الزهية يف‬
‫شرح الرحبية" و "حقيقة التوحيد" و "الفتاوى" و "اللمعة" وكتاب يف ما حيتاج إليه‬
‫يف "معرفة األوقات ومست القبلة ومعرفة الساعات" ورسالة يف "علم احلساب"‬
‫وتأليف يف "علم املساحة" و "تكميل وتذييل على طبقات الشافعية لألسنوي"‬
‫ورسالة يف "العمل بالربع اجمليب" ورسالة يف "ظل االستواء" و "اجلداول احملققة‬
‫احملررة" يف علم اهليئة‪ .‬انظر (األعالم ‪)112 / 1 :‬‬
‫‪ 551‬هو اإلمام عبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد ابن سابق الدين اخلضريي‬
‫السيوطي‪ ،‬جالل الدين(‪ 111 - 111‬هـ = ) ‪ :‬اإلمام احلافظ املؤرخ األديب‪ .‬له‬
‫حنو ‪ 122‬مصنف‪ ،‬منها الكتاب الكبري‪ ،‬والرسالة الصغرية‪ .‬نشأ يف القاهرة يتيما‬
‫(مات والده وعمره مخس سنوات) وملا بلغ أربعني سنة اعتزل الناس‪ ،‬وخال بنفسه يف‬
‫روضة املقياس‪ ،‬على النيل‪ ،‬منزويا عن أصحابه مجيعا‪ ،‬كأنه ال يعرف أحدا منهم‪،‬‬
‫فألف أكثر كتبه‪ .‬وكان األغنياء واألمراء يزورونه ويعرضون عليه األموال واهلدايا‬
‫فريدها‪ .‬وطلبه السلطان مرارا فلم حيضر إليه‪ ،‬وأرسل إليه هدايا فردها‪ .‬وبقي على‬
‫ذلك إىل أن تويف‪ .‬من كتبه ‪( :‬اإلتقان يف علوم القرآن) و (إمتام الدراية لقراء النقاية)‬
‫و (األحاديث املنيفة ) و (األرج يف الفرج ) و (االذدكار يف ما عقده الشعراء من‬
‫اآلثار) و (إسعاف املبطإ يف رجال املوطأ) و (األشباه والنظائر) و (األشباه والنظائر)‬
‫و (االقرتاح) و (اإلكليل يف استنباط التنزيل) و (األلفاظ املعربة) و (األلفية يف‬
‫مصطلح احلديث) و (األلفية يف النحو) وامسها (الفريدة) و (إنباه األذكياء حلياة‬
‫األنبياء) و (بديعية وشرحها) و (بغية الوعاة‪ ،‬يف طبقات اللغويني والنحاة) و (التاج‬
‫‪132‬‬
‫يف إعراب مشكل املنهاج) و (تاريخ أسيوط) و (تاريخ اخللفاء) و (التحبري لعلم‬
‫التفسري ) و (حتفة اجملالس ونزهة اجملالس) و (حتفة الناسك) و (تدريب الراوي) و‬
‫(ترمجان القرآن) و (تفسري اجلاللني) و (تنوير احلوالك يف شرح موطأ اإلمام مالك) و‬
‫(اجلامع الصغري) و (مجع اجلوامع‪ ،‬ويعرف باجلامع الكبري) و (احلاوي للفتاوي) و‬
‫(حسن احملاضرة يف أخبار مصر والقاهرة) و (اخلصائص واملعجزات النبوية) و (در‬
‫السحابة‪ ،‬يف من دخل مصر من الصحابة) و (الدر املنثور يف التفسري باملأثور) و‬
‫(الدر النثري يف تلخيص هناية ابن األثري) و (الدراري يف أبناء السراري) و (الدرر‬
‫املنتثرة يف األحاديث املشتهرة) و (الديباج على صحيح مسلم بن احلجاج) و (ديوان‬
‫احليوان ) و (رشف الزالل) و (زهر الرىب) و (زيادات اجلامع الصغري) و (السبل‬
‫اجللية يف اآلباء العلية) و (شرح شواهد املغين) مساه (فتح القريب) و (الشماريخ يف‬
‫علم التاريخ) و (صون املنطق والكالم‪ ،‬عن فن املنطق والكالم) و (طبقات احلفاظ)‬
‫و (طبقات املفسرين) و (عقود اجلمان يف املعاين والبيان) و (عقود الزبرجد على‬
‫مسند اإلمام أمحد) و (قطف الثمر يف موافقات عمر) و (كوكب الروضة) و‬
‫(مقامات) و (الآليل املصنوعة يف األحاديث املوضوعة) و (لب اللباب يف حترير‬
‫األنساب) و (لباب النقول يف أسباب النزول) و (ما رواه األساطني يف عدم اجملئ إىل‬
‫السالطني) و (متشابه القرآن) و (احملاضرات واحملاورات) و (املذهب يف ما وقع يف‬
‫القرآن من املعرب) و (املزهر) و (مسالك احلنفا يف والدي املصطفى) و (املستطرف‬
‫من أخبار اجلواري) و (مشتهى العقول يف منتهى النقول) و (مصباح الزجاجة) و‬
‫(مفحمات األقران يف مبهمات القرآن) و (مقامات) و (املقامة السندسية يف النسبة‬
‫املصطفوية) و (مناقب أيب حنيفة) و (مناقب مالك) و (مناهل الصفا يف ختريج‬
‫أحاديث الشفا) و (املنجم يف املعجم) و (نزهة اجللساء يف أشعار النساء) و (النفحة‬
‫املسكية والتحفة املكية) و (نواهد األبكار) و (مهع اهلوامع) و (الوسائل إىل معرفة‬
‫األوائل) وغري ذلك‪ .‬انظر (األعالم ‪)527-521/5 :‬‬
‫‪133‬‬
‫وقال بعضهم ‪ (( :‬أمر اإلمام تابع ألمر الشرع‪ ،‬فإن أمر بواجب‬
‫وجبت طاعته‪ ،‬وإن أمر مبندوب ندبت طاعته‪ ،‬أو مبكروه كرهت طاعته‪ ،‬أو‬
‫حرام حرمت طاعته ))‪.‬‬
‫‪552‬‬ ‫‪551‬‬
‫وقد أوردت‬ ‫للعزيزي‪.‬‬ ‫كما يف (( شرح اجلامع الصغري ))‬
‫‪551‬‬
‫متامه يف ((التذكرة))‬

‫‪ 553‬انظر ‪ :‬األشباه والنظائر للسيوطي (‪)372‬‬


‫‪ 551‬الشهري بـ (( السراج املنري شرح اجلامع الصغري من أحاديث البشري النذير ))‬
‫‪ 552‬هو الشيخ علي بن أمحد بن حممد العزيزي البوالقي الشافعي (ت ‪1222 :‬‬
‫هـ)‪ :‬الفقيه املصري‪ ،‬من العلماء باحلديث‪ .‬مولده العزيزية (من الشرقية‪ ،‬مبصر) وإليها‬
‫نسبته‪ .‬ووفاته ببوالق‪ .‬له كتب‪ ،‬منها "السراج املنري بشرح اجلامع الصغري" ثالثة‬
‫أجزاء‪ .‬انظر (األعالم ‪)731 / 1 :‬‬
‫‪ 551‬أي ((تذكرة اإلخوان يف بيان القهوة والدخان)) للمؤلف نفسه رمحه اهلل تعاىل‬
‫‪134‬‬
‫[ تنبيه ‪ :‬يتعلق بلغة أهل حضرموت ]‬

‫قيل ‪ :‬وعلى القصر خترج لغة أهل حضرموت يف قوهلم بافالن‪،‬‬


‫فيقال ‪ :‬قال باخمرمة‪ ،‬ورأيت باخمرمة‪ ،‬ومررت بباخمرمة‪ ،‬ومثله بافضل‪،‬‬
‫وباوهاب‪ ،‬وحنو ذلك من الكىن اجلارية بينهم‪ .‬اهـ‬

‫ولكين تبعت فيما عربت به ما نقلت عنه‪ ،‬وال لوم على التابع‪،‬‬
‫على أن له وجها وجيها كما هو واضح‪ ،‬فال يغري كما وقع من بعض‬
‫مشاخيي يف مثله‪ ،‬إال أن يكون هو املروي فيسوغ له ذلك‪ ،‬بل وجوبه‬
‫حينئذ على ما ظهر يل‪ ،‬فإن العربة بالرواية‪ ،‬وانظر حذفهم اهلمزة هل يكون‬
‫اعتباطا أم ال؟‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫[ المسألة السادسة ‪ :‬شرب الدخان مفطر للصوم ]‬

‫أنه ينبغي القطع بأن شربه مفطر للصوم‪ 551،‬ومن مث جزم‬


‫‪511‬‬
‫الباجوري‪ 512،‬والبحريمي‪ 511،‬واملدابغي‪ 517،‬والربماوي‪ 515،‬والقليويب‪،‬‬
‫‪513‬‬
‫وغريهم بأنه مفطر‪.‬‬

‫‪ 551‬ذلك ألن الدخان من أعيان الدنيا اليت إذا دخلت يف جوف الصائم أفطرته‪،‬‬
‫كما قد قرره الشافعية‪ ،‬وألن له أثرا حيس كما يشاهد يف باطن العود‪ .‬انظر ‪ :‬حاشية‬
‫الشرواين على حتفة احملتاج (‪ )122 / 5‬خبالف دخان البخور فإنه ال يفطر الصوم‬
‫ألنه جمرد رائحة وال يعتد يف العرف عينا‪ .‬انظر ‪ :‬هناية الزين ( ‪ ،)112‬حاشية‬
‫الشرواين على حتفة احملتاج (‪)121 / 5‬‬
‫‪ 512‬قال الشيخ الباجوري يف حاشيته على شرح ابن قاسم (‪ (( : )332 / 1‬ومن‬
‫العني الدخان املشهور وهو املسمى بالتنت ومثله التنباك فيفطر به الصائم ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 511‬قال الشيخ البجريمي يف حاشيته على شرح اخلطيب (‪ (( : )521 / 7‬ومن‬
‫العني الدخان املشهور فيفطر به ألنه كدخان الفتيلة ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 517‬هو الشيخ حسن بن علي بن أمحد املنطاوي الشافعي األزهري‪ ،‬الشهري‬
‫باملدابغي (ت ‪ 1122 :‬هـ ) ‪ :‬الفاضل‪ ،‬من أهل مصر‪ .‬له كتب‪ ،‬منها (إحتاف‬
‫فضالء األمة احملمدية ببيان مجع القراآت السبع من طريق التيسري والشاطبية) و‬
‫(حاشية على شرح األربعني النووية) و (مولد) و (كفاية اللبيب حاشية على شرح‬
‫اخلطيب)‪ .‬انظر (األعالم ‪)723 / 7 :‬‬
‫‪ 515‬هو الشيخ إبراهيم بن حممد بن شهاب الدين بن خالد‪ ،‬برهان الدين الربماوي‬
‫األنصاري األمحدي األزهري ( ت ‪ 1121 :‬هـ) ‪ :‬شيح اجلامع األزهر‪ .‬من فقهاء‬
‫الشافعية نسبته إىل برمة (بكسر الباء) يف غربية مصر‪ .‬له كتب‪ ،‬منها (حاشية على‬
‫شرح القرايف ملنظومة غرامي صحيح) و (حاشية على شرح فتح الوهاب لزكريا‬
‫‪136‬‬
‫فمن تعاطى شربه وهو صائم أفطر‪ ،‬ويعزره احلاكم‪ .‬وكالم‬
‫((التحفة))‪ 511‬ليس نصا يف عدم الفطر‪ ،‬كما قد يتوهم؛ ألن كالمه يف‬
‫الدخان الذي هو أثر كالبخور وغريه‪ ،‬ال يف الدخان الذي هو عني‪،‬‬
‫كالناشئ من التنت‪ 512،‬كما ذكره السيد حممد بن أمحد بن عبد الباري‬
‫‪511‬‬
‫األهدل‪ 511‬فيما كتبه على ((شرح بافضل))‬

‫األنصاري) و (حاشية على شرح الرحبية) و (حاشية على شرح غاية التقريب)‪ .‬انظر‬
‫(األعالم ‪)11- 12 / 1 :‬‬
‫‪ 511‬قال الشيخ القليويب يف حاشيته (‪ (( : )21 / 7‬قوله‪( :‬وعن وصول العني) ولو‬
‫من حنو جائفة وإن قلت كحبة مسسم خالفا أليب حنيفة أو مل تؤكل كرتاب ومنها‬
‫دخان معه عني تنفصل كما يف شرح شيخنا الرملي ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 513‬انظر ‪( :‬حاشية الشرواين على حتفة احملتاج ‪ ،122 / 5 :‬فتوحات الوهاب‬
‫بتوضيح شرح منهج الطالب ‪ ،512 / 7 :‬حتفة احلبيب على شرح اخلطيب ‪/ 7 :‬‬
‫‪ ،521‬هناية الزين يف إرشاد املبتدئني ‪ ،112 :‬إعانة الطالبني على حل ألفاظ فتح‬
‫املعني ‪)712 / 7 :‬‬
‫‪ 511‬أشار املؤلف رمحه اهلل تعاىل إىل قول الشيخ ابن حجر يف حتفة احملتاج (‪/ 5‬‬
‫‪ )122‬الذي نصه ‪ (( :‬واإلمساك عن وصول العني أي عني كانت‪ ،‬وإن كانت أقل‬
‫ما يدرك من حنو حجر إىل ما يسمى جوفا ؛ ألن فاعل ذلك ال يسمى ممسكا‬
‫خبالف وصول األثر كالطعم وكالريح بالشم‪ ،‬ومثله وصول دخان حنو البخور إىل‬
‫اجلوف والقول بأن الدخان عني ليس املراد به العني هنا ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 512‬يف األصل "التني"‪ ،‬لعل الصواب ما أثبته هنا‬
‫‪ 511‬هو الشيخ حممد بن أمحد بن عبد الباري األهدل احلسيين التهامي(‪- 1711‬‬
‫‪ 1711‬هـ) ‪ :‬الفاضل‪ ،‬من أهل هتامة اليمن‪ .‬شافعي‪ .‬له كتب منها ‪( :‬حتذير‬
‫‪137‬‬
‫[ اتفاق العلماء على بطالن الصوم بشرب الدخان ]‬

‫بل قد أفتاين الشيخ حممد سعيد بابصيل بأن شرب الدخان مبطل‬
‫للصوم اتفاقا‪ ،‬كما يفيده قول العالمة الشرقاوي أن العالمة الزيادي أفىت‬
‫أوال قبل علمه حبقيقته بأنه ال يفطر‪ ،‬مث أفىت بعد علمه حبقيقته بأنه‬
‫‪532‬‬
‫مفطر‪.‬‬

‫اإلخوان املسلمني من تصديق الكهان والعرافني واملنجمني) و (بغية أهل األثر فيمن‬
‫اتفق له وألبيه صحبة سيد البشر) و (سلم القاري حاشية على صحيح البخاري) و‬
‫(تسديد البيان للمشتغلني حبكمة اليونان) و (الكواكب الدرية شرح متممة‬
‫األجرومية) و(تدريب احملتاج على املنهاج)‪ ،‬وحواش وشروح أخرى يف الفقه‪ .‬انظر‬
‫(األعالم ‪)11 / 1 :‬‬
‫‪ 511‬الشهري بـ ((إرشاد ذي الرئيس السليم إىل سلوك منهاج القومي على مسائل‬
‫التعليم)) ومل أقف على هذا الكتاب مطبوعا‪ .‬انظر (شرح منظومة إرشاد اإلخوان ‪:‬‬
‫‪)11‬‬
‫‪ 532‬انظر ‪ :‬حاشية الشرقاوي على التحرير (‪ ،)111 / 1‬حاشية الشرواين على‬
‫حتفة احملتاج ( ‪ ،)121 / 5‬حتفة احلبيب على شرح اخلطيب (‪)521 / 7‬‬
‫‪138‬‬
‫وأما قوله أي الشرقاوي ‪ (( :‬وإن كان ظاهر كالم ع ش يقتضي‬
‫عدم اإلفطار ))‪ 531‬فهذا ال يفيد أن الشرباملسي يقول بعدم اإلفطار‪ ،‬ألن‬
‫القاعدة أن قول الفقهاء كالم فالن يقتضي كذا ال يلزم من أن يقول‬
‫‪535‬‬
‫به‪ 537،‬مع كون غريه ساكتا عنه‪ ،‬أما مع كون غريه من الفقهاء بني‬
‫حكمه فمجرد‪ 531‬اقتضاء كالمه للمخالفة ال يكون خمالفا لذلك احلكم‬
‫باألوىل‪ ،‬وملا ذكرت يف ((التذكرة))‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وأن غريه‪ 533‬من املفايت الثالثة‪ 531‬أفتوا باإلفطار‪ .‬قلت ‪ :‬فقد‬
‫اتضح لك أن ذلك باتفاق املذاهب األربعة‪ 532،‬وأن ما قيل من عدم ذلك‬
‫ليس بشيء‪ 531،‬واهلل أعلم اهـ‬

‫مث وجدت يف رسالة النابلسي املذكور‪ 531‬ما يوافق قويل ‪ (( :‬وأن‬


‫ما‪ 512‬قيل إخل )) وهلل احلمد ونقش ما هو مسند الزيادي يف إفتائه باإلفطار‬

‫‪ 531‬انظر ‪ :‬حاشية الشرقاوي على شرح التحرير (‪)121 / 1‬‬


‫‪ 537‬أي ألن الزم القول ليس قوال‬
‫‪ 535‬يف األصل "بينا"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 531‬يف األصل "فمجر"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 533‬أي غري الشيخ حممد سعيد بابصيل رمحه اهلل تعاىل‬
‫‪ 531‬أي املفايت من املذاهب الثالثة احلنفي واملالكي واحلنبلي‬
‫‪ 532‬يف األصل "األربع"‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 531‬أشار املؤلف رمحه اهلل تعاىل إىل أن القول بأن شرب الدخان ال يفطر الصوم‬
‫قول ينبغي أن ال يلتفت إليه لشدة ضعفه ولكونه خمالفا ملا أفىت به اجلمهور كما تقرر‬
‫سابقا‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫رده الشيخ عبد احلميد الداغستاين‪ 511.‬مث قال ‪(( :‬فاملعتمد بل الصواب ما‬
‫تقدم من اإلفطار بذلك))‪ .‬انتهى كالمه حبذف‪ .‬فال جيوز العمل مبا قيل‬
‫‪517‬‬
‫من عدمه‪.‬‬

‫‪ 531‬قد تقدم بياهنا وهي الشهرية بـ ((الصلح بني اإلخوان يف حكم إباحة الدخان))‬
‫‪ 512‬يف األصل "وأما"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 511‬تقدمت ترمجته‬
‫‪ 517‬أي أنه ال جيوز العمل مبا قيل من عدم بطالن الصوم بتناول الدخان‪ ،‬ألنه‬
‫شديد الضعف كما تقدم بيانه‬
‫‪140‬‬
‫[ عدم جواز اتباع زالت العلماء ]‬
‫‪515‬‬
‫فقد قال أئمتنا ‪ (( :‬ال جيوز ألحد أن يتبع زالت العلماء ))‬
‫أي أن بعض العلماء قد يؤدي اجتهاده إىل أمر بعيد جدا من األدلة‬
‫‪511‬‬
‫والقواعد‪ ،‬فبعد ذلك كالزلة‪ ،‬وهمنع غريه من تقليده فيها‪.‬‬

‫كما نقل عن بعض السلف‪ 513‬أنه ال حيرم لناوي الصوم تعاطي‬


‫مفطر يف الفرض إال بعد طلوع الشمس‪ ،‬ويف النفل إال بعد الزوال‪ ،‬وقس‬
‫‪511‬‬
‫على ذلك كما ذكره ابن حجر‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫ويؤيد ذلك ما روي عن عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه أنه قال ‪ (( :‬ثالث‬
‫يهدمن الدين‪ :‬زلة العامل‪ ،‬وجدال منافق بالقرآن‪ ،‬وأئمة مضلون ))‪ .‬انظر (جامع‬
‫بيان العلم وفضله ‪)1112 :‬‬
‫‪ 511‬ألهنا مبثابة األشياء الشاذة اليت شأهنا أن ال يلتفت إليها‪ ،‬فال جيوز التقليد فيها‪،‬‬
‫ذكر الشيخ ابن حجر اهليتمي أن من قلد العلماء الشواذ فهو آمث فاسق حيد ويعزر‬
‫إمجاعا مبوجب فعله‪ .‬انظر (كف الرعاع ‪)111 :‬‬
‫‪ 513‬لعل املراد ببعض السلف هنا األعمش‪ ،‬حيث روي عنه أنه قال جبواز األكل يف‬
‫رمضان قبل طلوع الشمس‪.‬‬
‫(فائدة) ‪ :‬قال اإلمام الشرقاوي يف حاشيته على احلرير (‪: )711 / 1‬‬
‫((واملراد بالسلف الصحابة وباخللف من بعدهم من التابعني وتابعيهم‪ ،‬وأما املتقدمون‬
‫فهم من قبل األربعمائة واملتأخرون من بعدهم ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 511‬ذكره ابن حجر اهليتمي يف كتابه كف الرعاع عن حمرمات اللهو والسماع‬
‫(‪)115‬‬
‫‪141‬‬
‫ومنه يعلم ما يف عزو هذا له نفسه‪ 512،‬وإن وقع يف كالم الكردي‪،‬‬
‫كما نقله عنه بعض العصر‪ ،‬وكأنه مل يظفر مبا ظفرت فيه‪ ،‬فافهم ينفعك‬
‫يف مواضع‪.‬‬

‫[ المسألة السابعة ‪ :‬كراهية شرب الدخان في المسجد ]‬

‫أنه ال ينبغي‪ 511‬شربه يف املسجد‪ 511،‬فقد نقل الشيخ حممد سعيد‬


‫بابصيل فيما أفتاين به عن فتاوى شيخه‪ ،‬شيخ شيوخنا العالمة املرحوم‬
‫بكرم اهلل املنان‪ ،‬السيد أمحد بن زيين دحالن ما نصه ‪:‬‬

‫(( مل أر فيما بيدي من الكتب التصريح حبكم شراب‪ 522‬ما ذكر‬


‫يف املسجد‪ ،‬ولكن كالم الفقهاء يدل على أن الشرب املذكور إن حصل‬
‫به التأذي‪ ،‬أو تقذر املسجد فهو حرام‪ ،‬ال يشك يف حرمته لذلك واهلل‬
‫أعلم )) انتهى‪.‬‬

‫‪ 512‬حيث ذكر ابن حجر نفسه ما يوهم أن شرب الدخان ال يفطر الصوم‪ ،‬كما‬
‫تقدم تقريره‬
‫‪ 511‬أي يكره‪ ،‬وهو املتجه عند الشافعية قياسا على كراهية دخول املسجد ملن أكل‬
‫ما له ريح كريه من البصل والثوم والفجل وحنوه‬
‫‪ 511‬قال الشيخ البجريمي يف حاشيته على اخلطيب ( ‪ (( : )152 / 7‬ومن الريح‬
‫الكريه ريح الدخان املشهور اآلن وال فرق يف الكراهة بني أن يكون املسجد خاليا أو‬
‫ال لتأذي املالئكة به ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 522‬كذا يف األصل‪ ،‬لعل املراد به "شرب"‬
‫‪142‬‬
‫وهذا‪ ،‬وإن أفهم أنه ال حيرم شربه فيما إذا مل حيصل به ذلك لكن‬
‫األوىل صونه عنه‪ ،‬أوىل ملا يف شربه فيه من االمتهان‪ ،‬كما قاله السيد حممد‬
‫األهدل‪ 521‬فيما كتبه على الشرح املذكور‪.‬‬

‫[ وجه كراهية شرب الدخان في المسجد ]‬

‫على أنه لو قيل بكراهة شربه فيه ملا مر أنه مما له ريح كريه‪ ،‬وقد‬
‫ورد هنيه صلى اهلل عليه وسلم من أكله من قربان املسجد‪ 527،‬وعلله بأن‬
‫املالئكة تتأذى به مل يبعد‪ ،‬وإن قلنا بإباحته‪.‬‬

‫مث رأيت‪ 525‬فيما تقدم يف الرابعة‪ 521،‬عن الرملي وابن حجر‬


‫وغريمها‪ ،‬وفيما نقلته يف ((التذكرة)) هنا عن بعض غري أئمتنا ما يوضحه‪.‬‬

‫‪ 521‬سبقت ترمجته‪ ،‬ومل أقف على شرحه املذكور‬


‫‪ 527‬وهو ما روي يف صحيح مسلم (‪" : )1111‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬هنى رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬عن أكل البصل والكراث ‪ ،‬فغلبتنا احلاجة ‪ ،‬فأكلنا منها ‪،‬‬
‫فقال ‪ (( :‬من أكل من هذه الشجرة املنتنة ‪ ،‬فال يقربن مسجدنا ‪ ،‬فإن املالئكة‬
‫تأذى ‪ ،‬مما يتأذى منه اإلنس ))‪.‬‬
‫‪ 525‬يف األصل "رأيتين"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 521‬أي يف املسألة الرابعة اليت تبني أعذار اجلمعة واجلماعة اليت منها شرب الدخان‬
‫‪143‬‬
‫[ شرب الدخان في المسجد حرام عند الشيخ محمد عابد المالكي ]‬

‫ومنه ما أفتاين به شيخنا الشيخ حممد عابد املذكور ‪ -‬حفظه اهلل ‪-‬‬
‫من أنه حيرم‪ 523‬شربه يف املسجد‪ ،‬قياسا له على حنو الكراث‪ ،‬والفجل‪ ،‬من‬
‫كل مستكره الرائحة‪ .‬اهـ‬

‫وبه تأيد ما ذكر بعض منا أن املالكية ممن قال حبرمة إخراج الريح‬
‫فيه‪ 521،‬مع أن هذا عندنا‪ 522‬خالف األوىل‪ 521،‬بل حمله كما هو ظاهر ما‬
‫إذا كتمه مل يضره‪ 521،‬وإال فاألوىل إخراجه فيه‪ ،‬بل قد جيب لتحقق‬
‫الضرر‪ 512،‬كما يف فتاوى الشيخ صاحل الرئيس‪ ،‬فاحفظه فإنه مهم‪.‬‬

‫‪ 523‬فيه نظر‪ ،‬ألن األكل والشرب يف املسجد جائزان‪ .‬انظر (اجملموع شرح املهذب‬
‫‪ .)121 / 7 :‬وألن املتجه كما مر أن من له ريح كريه يكره عليه دخول املسجد‪.‬‬
‫‪ 521‬هذا إذا كان على وجه التعمد‪ ،‬أما إذا كان على وجه الغلبة أو احلاجة فإخراج‬
‫الريح يف املسجد جائز عند املالكية‪ .‬حيث قال العالمة العدوي ‪ (( :‬وقد صرح ابن‬
‫العريب جبواز إرسال الريح يف املسجد كما يرسله يف بيته إذا احتاج إىل ذلك ))‪ .‬اهـ‬
‫انظر (شرح خمتصر خليل للخرشي حباشية العدوي ‪)27 / 2 :‬‬
‫‪ 522‬أي معاشر األئمة الشافعية‬
‫‪ 521‬حيث جاء يف اجملموع (‪ (( : )123 / 7‬ال حيرم إخراج الريح من الدبر يف‬
‫املسجد لكن األوىل اجتنابه لقوله صلى اهلل عليه وسلم (فإن املالئكة تتأذى مما‬
‫يتأذى منه بنوا آدم) ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 521‬ألن درء املفاسد مقدم على جلب املصاحل‬
‫‪ 512‬ذلك ألن من قواعد الفقه أن الضرر يزال‪ ،‬وقال النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫"ال ضرر وال ضرار"‪ .‬رواه احلاكم يف مستدركه (‪)7122‬‬
‫‪144‬‬
‫[ تنبيه ‪ :‬في جواز الحاكم منع شارب الدخان من دخول المسجد ]‬

‫جيوز للحاكم منع‪ 511‬شاربه من دخول املسجد‪ ،‬كما صرح‬


‫الزركشي‪ 517‬إن للحاكم أن همنع من أكل حنو ثوم‪ ،‬وبصل‪ ،‬وكراث‪ 515،‬أو‬
‫‪511‬‬
‫فجل من دخول املسجد‪ ،‬مع كراهة دخوله‪.‬‬

‫‪ 511‬أي منع التحرمي‬


‫‪ 517‬هو اإلمام حممد بن هبادر بن عبد اهلل الزركشي‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬بدر الدين‬
‫(‪ 211 - 213‬هـ ) ‪ :‬العامل بفقه الشافعية واألصول‪ .‬تركي األصل‪ ،‬مصري املولد‬
‫والوفاة‪ .‬له تصانيف كثرية منها (اإلجابة إليراد ما استدركته عائشة على الصحابة) و‬
‫(لقطة العجالن) و (البحر احمليط) و (إعالم الساجد بأحكام املساجد) و (الديباج‬
‫يف توضيح املنهاج) و (جمموعة) و (املنثور) و (التنقيح اللفاظ اجلامع الصحيح) و‬
‫(ربيع الغزالن) و (عقود اجلمان‪ ،‬ذيل وفيات األعيان)‪ .‬انظر (األعالم ‪-12 / 1 :‬‬
‫‪)11‬‬
‫‪ 515‬يف األصل "كرث"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 511‬وما ذلك إال ملراعاة املصلحة العامة‪ ،‬وعليه فيجب طاعته‬
‫‪145‬‬
‫[ المسألة الثامنة ‪ :‬تحريم شرب الدخان باللبان الجاوي‬

‫على المحرم لكونه طيبا ]‬

‫أنه حيرم على احملرم شربه باللبان اجلاوي‪ ،‬فإن أكثر الناس يعدونه‬
‫‪512‬‬
‫طيبا‪ 513،‬كما قاله‪ 511‬يف ((حاشية اإليضاح))‪.‬‬

‫وإن فرض أنه ال يعد استعماله على وجه املعتاد‪ ،‬وكون هذا شرطا‬
‫‪511‬‬
‫يف احلرمة إمنا هو يف لباسه أو ظاهر بدنه‪.‬‬

‫أما إذا استعمله يف باطن بدنه بنحو أكل‪ ،‬أو حقنة‪ ،‬أو‬
‫استعاط‪ 511،‬مع بقاء شيء من رحيه‪ ،‬أو طعمه حرم‪ ،‬ولزمته الفدية‪ ،‬وإن مل‬
‫‪512‬‬
‫يعتمد ذلك فيه‪.‬‬

‫‪ 513‬انظر ‪ :‬إعانة الطالبني ( ‪ ،)511 / 7‬احلواشي املدنية (‪)757 / 7‬‬


‫‪ 511‬أي الشيخ ابن حجر اهليتمي الشافعي‬
‫‪ 512‬الشهرية بـ ((حاشية العالمة ابن حجر اهليتمي على شرح اإليضاح يف مناسك‬
‫احلج لإلمام النووي ))‬
‫‪ 511‬انظر ‪ :‬املنهاج القومي (‪ ،)711‬احلواشي املدنية (‪)755 / 7‬‬
‫‪ 511‬جاء يف غريب احلديث البن اجلوزي ( ‪" : )112 / 1‬االستعاط حتصيل الدهن‬
‫أو غريه يف أقصى األنف سواء كان جبذب النفس أو بالتفريغ فيه"‪ .‬اهـ‬
‫‪ 512‬انظر ‪ :‬احلواشي املدنية (‪)755 / 7‬‬
‫‪146‬‬
‫ومل يستثنوا إال العود فال شيء بنحو أكله‪ ،‬إال شرب حنو ماء‬
‫املبخر‪ ،‬فيضر‪ 511،‬كما مضى عليه الكردي يف ((حاشيته على شرح‬
‫بافضل))‪ 517،‬وظاهر أنه جيب عليه مع التحرمي الفدية‪ ،‬كما تقرر بشرطه‪.‬‬

‫[ المسألة التاسعة ‪ :‬في صحة بيع الدخان ]‬

‫أن بيعه صحيح‪ ،‬قال الرشيدي يف ((حاشية النهاية)) ‪: 515‬‬


‫((واحلق يف التعليل أنه منتفع به يف الوجه الذي يشرتى له‪ ،‬إذ هو من‬
‫املباحات لعدم ‪ .)) ...‬إىل ما تقدم عنه‪ ،‬بعد أن ناقش ما علل به شيخنا‬
‫الشرباملسي يف ((حاشيته))‪ 511‬من قوله ‪ (( :‬ألنه ظاهر منتفع به لتسخني‬
‫املاء وغريه ))‪ 513‬كالتعليل مبا استوجهه بأن (( ما يشرتى بنحو نصف‪ ،‬أو‬

‫‪ 511‬انظر ‪ :‬احلواشي املدنية (‪)755 / 7‬‬


‫‪ 517‬الشهرية بـ (( احلواشي املدنية على شرح املقدمة احلضرمية )) أو (( املواهب‬
‫املدنية على شرح املقدمة احلضرمية )) أو (( القول الفصل على مقدمة الفقيه بافضل‬
‫)) انظر اجلزء الثاين ص ‪ 755‬من تلك احلاشية‪.‬‬
‫‪ 515‬انظر ‪ :‬حاشية الرشيدي على هناية احملتاج ( ‪)513 / 5‬‬
‫‪ 511‬حيث قال الشيخ الشرباملسي يف حاشيته ( ‪ (( : )515 / 5‬وقع السؤال يف‬
‫الدرس عن الدخان املعروف يف زماننا هل يصح بيعه أم ال؟ واجلواب عنه الصحة؛‬
‫ألنه طاهر منتفع به لتسخني املاء وحنوه كالتظليل به ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 513‬انظر ‪ :‬حاشية الشيخ الشرباملسي على هناية احملتاج ( ‪)515 / 5‬‬
‫‪147‬‬
‫نصفني‪ ،‬ال همكن التسخني به لقلته كما ال خيفى‪ ،‬فيلزم عليه أن يكون بيعه‬
‫‪511‬‬
‫فاسدا ))‪.‬‬

‫مث قال عقب ذلك ‪ (( :‬ولعل ما يف حاشية الشيخ مبين على‬


‫حرمته‪ ،‬وعليه فيفرق بني القليل والكثري كما علم مما ذكرناه فلرياجع ))‪.‬‬
‫‪512‬‬
‫اهـ‬

‫قد راجعته‪ 511‬فوجدته مثل ما مر عن شيخ شيوخنا‪ ،‬من أنه قال‬


‫بإباحته‪ ،‬فقد قال تلميذه الربماوي بعد أن نقل قول شيخه سلطان‪: 511‬‬
‫((ليس حبرام وال يكره))‪ .‬وأقره شيخنا الشرباملسي اهـ‬

‫ويؤيد ما نقل عنه اآليت ذكره‪ ،‬وبه يعلم ما ترجاه‪ ،‬على أنه ال خيفى‬
‫ما فيما ينتجه‪ ،‬فإهنم قالوا الزم املذهب ليس مبذهب‪ ،‬نعم قول شيخ‬
‫شيوخنا فيما مر يف موضع قد يشعر بذلك‪ ،‬فتأمله‪.‬‬

‫‪ 511‬انظر ‪ :‬حاشية الشيخ الشرباملسي على هناية احملتاج ( ‪)513 / 5‬‬


‫‪ 512‬انظر ‪ :‬حاشية الشيخ الشرباملسي على هناية احملتاج ( ‪)511 – 513 / 5‬‬
‫‪ 511‬يف األصل "رجعته"‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 511‬هو الشيخ سلطان بن أمحد بن سالمة بن إمساعيل املزاحي املصري الشافعي‬
‫(‪ 1223 - 113‬هـ ) ‪ :‬الفاضل العالمة‪ ،‬كان شيخ اإلقراء بالقاهرة‪ .‬نسبته إىل منية‬
‫مزاح (من الدقهلية مبصر) تعلم وتويف بالقاهرة‪ .‬من كتبه ‪( :‬حاشية على شرح املنهج‬
‫للقاضي زكريا) و (شرح الشمائل) ومؤلف يف (القراآت األربع الزائدة على العشر) و‬
‫(اجلوهر املصون) و (مسائل وأجوبتها) و (رسالة يف أجوبة املسائل العشرين اليت‬
‫رفعها بعض املقرئني)‪ .‬انظر (األعالم ‪)121 / 5 :‬‬
‫‪148‬‬
‫[ المسألة العاشرة ‪ :‬تبذير صرف المال في الدخان ]‬

‫أن صرف املال فيه تبذير‪ 121،‬حيث ال نفع فيه‪ 127‬ألن األصل‬
‫الكراهة‪ ،‬كما نبه عليه الباجوري‪ 125،‬وهذا كما علم من فحوى تعليله جار‬
‫‪121‬‬
‫على ما اعتمده هو وغريه من كراهته كما مر‪.‬‬

‫‪ 122‬فيه نظر كما سيأيت تقريري حنوه ‪ ،‬وقد سبقت مناقشة هذا االستدالل يف‬
‫التمهيد الذي قدمته هلذا الكتاب‪ ،‬فلريجع إليه‪.‬‬
‫‪ 121‬يف إطالق كالم املؤلف رمحه اهلل تعاىل نظر شيديد؛ ألن الذي يشرتيه قصد‬
‫ذلك ألجل االنتفاع به من شربه والتلذذ به‪ ،‬وألن صرف املال يف ما هو خالف‬
‫األوىل املعرب عنه عند األصوليني باملكروه من باب استعمال مباح مع إضافة الكراهة‪،‬‬
‫فلذلك قال اإلمام مرعي احلنبلي يف حتقيق الربهان (‪ (( : )151‬والكراهة اليت جزمنا‬
‫هبا يف سلف ال تنايف احلل))‪ .‬اهـ‬
‫قلت ‪ :‬وال يوجب هذا القول أيضا أن بيع الدخان غري صحيح مطلقا أو‬
‫هو تبذير مطلقا‪ ،‬ألن الشيخ الباجوري الذي أورد املؤلف كالمه هنا مصرح فيما‬
‫يأيت بأن بيعه صحيح يف حاجة‪ ،‬وقد بسطت هذا اجلانب ألن ال يتوهم القارئ أن‬
‫الشيخ الباجوري قال بعدم صحة بيع الدخان كما هو ظاهر من سياق املؤلف رمحه‬
‫اهلل تعاىل هنا‪ ،‬فتأمل‪.‬‬
‫‪ 127‬هذا القول بإطالقه غري مسلم‪ ،‬إذ األمر معول على قصد صاحب املال عند‬
‫صرفه له‪ ،‬وهو خيتلف باختالف األشخاص‪ .‬فقد قال اإلمام مرعي احلنبلي (ت ‪:‬‬
‫‪ 1257‬هـ) يف حتقيق الربهان يف شأن الدخان الذي يشربه الناس اآلن (‪" : )111‬ال‬
‫نسلم عدم نفع مطلقا‪ ،‬ولو سلم عدم نفعه فصرف املال فيه ليس تبذيرا‪ ،‬ألنه ليس‬
‫مبحقق التحرمي‪ ،‬أسبه ما لو صرفه يف زخرفة املساجد‪ ،‬مع أنه منهي عن ذلك‪ ،‬ملا فيه‬
‫من شغل قلوب املصلني‪ ،‬ألنه صرفه يف مباح‪ ،‬وما صرفه يف املباح ال يعد تبذيرا"‪ .‬اهـ‬
‫‪149‬‬
‫[ صرف المال في ملذات مباحة ليس تبذيرا ]‬

‫وعلى القول بإباحته فال يكون صرف املال فيه تبذيرا‪ 123،‬فقد‬
‫صرحوا بأنه ليس من التبذير صرفه يف مالذ مباحة يف اعتقاد املستند إىل‬
‫تقليد صحيح‪ 121،‬كنقش بناء‪ ،‬وتزويقه‪ 122،‬وملبس‪ ،‬ومركب‪ ،‬ومطعم‪ ،‬وإن‬

‫‪ 125‬قال الشيخ الباجوري يف حاشيته (‪ (( : )131 / 1‬قوله (وال بيع ما ال منفعة‬


‫فيه) قيل منه الدخان املعروف‪ ،‬ألنه ال منفعة فيه‪ ،‬بل حيرم استعماله ألن فيه ضررا‪،‬‬
‫وهذا ضعيف‪ ،‬وكذا القول بأنه مباح‪ ،‬واملعتمد أنه مكروه‪ ،‬بل قد يعرتيه الوجوب‪،‬‬
‫كما إذا كان يعلم الضرر برتكه‪ ،‬وحينئذ فبيعه صحيح‪ ،‬وقد تعرتريه احلرمة‪ ،‬كما إذا‬
‫كان يشرتيه مبا حيتاجه لنفقة عياله أو تيقن ضرره ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 121‬انظر ‪ :‬حاشية الباجوري على ابن قاسم (‪)131 / 1‬‬
‫‪ 123‬ذلك ألن التبذير هو صرف املال فيما ال ينبغي‪ .‬انظر (تاج العروس ‪/ 12 :‬‬
‫‪ ،)112‬وعبارة اإلمام الغزايل يف الوسيط (‪ )52 / 1‬أن التبذير هو ‪ (( :‬عبارة عن‬
‫الفسق مع صرف املال إىل وجه ليس فيه غرض صحيح ديين أو دنيوي ))‪ .‬اهـ‬
‫وصرف املال يف شيء مباح صرفه يف موضعه وصرف املال يف شراء الدخان فيه‬
‫غرض صحيح دنيوي بل ديين حسب ما يراه صاحبه‪.‬‬
‫‪ 121‬وهو مذهب اجلمهور الشافعية كما سيأيت تقريره عن املؤلف قريبا‪ ،‬خالفا ملا‬
‫ذهب إليه اإلمام الغزايل من اعتداد ذلك تبذيرا‪ .‬انظر (روضة الطالبني وعمدة املفتني‬
‫‪)112 / 1 :‬‬
‫‪ 122‬يف األصل "وتزويق"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا إلمتام السياق‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫كان كل ذلك فوق الالئق به‪ ،‬وعبيد كثري للخدمة‪ ،‬وجوار كثري للتسري‪،‬‬
‫‪121‬‬
‫وحنو ذلك‪.‬‬

‫ألن من شأن املال أن يؤخذ ليلتذ به التذاذا مباحا‪ 121،‬فلم يناف‬


‫‪112‬‬
‫ذلك كمال عقله‪ ،‬وال يصح سببا للحجر عليه‪.‬‬

‫‪ 121‬انظر ‪ :‬روضة الطالبني وعمدة املفتني (‪)112 / 1‬‬


‫‪ 121‬انظر ‪ :‬حتفة احملتاج يف شرح املنهاج (‪ ،)132 / 2‬هناية احملتاج إىل شرح املنهاج‬
‫(‪ ،)132 / 1‬روضة الطالبني وعمدة املفتني (‪)112 / 1‬‬
‫‪ 112‬انظر ‪ :‬الغرر البهية يف شرح البهجة الوردية (‪)171 / 5‬‬
‫‪151‬‬
‫[ شذوذ اعتبار إمام الحرمين واإلمام الغزالي أن الصرف في المباحات‬
‫تبذير ]‬

‫قال‪ 111‬يف ((شرح العباب)) ‪ (( :‬وشذ اإلمام‪ 117‬والغزايل‪ 115‬فقاال‬


‫‪ :‬الصرف يف املباحات غري الالئقة تبذير‪ 111،‬وليس كذلك [إال ما أكلت‬

‫‪ 111‬القائل هو الشيخ ابن حجر اهليتمي الشافعي‬


‫‪ 117‬هو اإلمام عبد امللك بن عبد اهلل بن يوسف بن حممد اجلويين‪ ،‬أبو املعايل‪ ،‬ركن‬
‫الدين‪ ،‬امللقب بإمام احلرمني (‪ 121 - 111‬هـ ) ‪ :‬أعلم املتأخرين‪ ،‬من أصحاب‬
‫الشافعي‪ .‬ولد يف جوين (من نواحي نيسابور) ورحل إىل بغداد‪ ،‬فمكة حيث جاور‬
‫أربع سنني‪ .‬وذهب إىل املدينة فأفىت ودرس‪ ،‬جامعا طرق املذاهب‪ .‬مث عاد إىل‬
‫نيسابور‪ ،‬فبىن له الوزير نظام امللك "املدرسة النظامية" فيها‪ .‬وكان حيضر دروسه‬
‫أكابر العلماء‪ .‬له مصنفات كثرية‪ ،‬منها "غياث األمم والتياث الظلم" و "العقيدة‬
‫النظامية يف األركان اإلسالمية" و "الربهان" و "هناية املطلب يف دراية املذهب" و‬
‫"الشامل" و "اإلرشاد" و "الورقات" و "مغيث اخللق"‪ ،‬تويف بنيسابور‪ .‬انظر (األعالم‬
‫‪)112 / 1 :‬‬
‫‪ 115‬هو اإلم ام حممد بن حممد بن حممد الغزايل الطوسي‪ ،‬أبو حامد‪ ،‬حجة اإلسالم‬
‫(‪ 323 - 132‬هـ ) ‪ :‬الفيلسوف‪ ،‬املتصوف‪ ،‬له حنو مئىت مصنف‪ .‬مولده ووفاته يف‬
‫الطابران (قصبة طوس‪ ،‬خبراسان) رحل إىل نيسابور مث إىل بغداد فاحلجاز فبالد الشام‬
‫فمصر‪ ،‬وعاد إىل بلدته‪ .‬نسبته إىل صناعة الغزل (عند من يقوله بتشديد الزاي) أو‬
‫إىل غزالة (من قرى طوس) ملن قال بالتخفيف‪ .‬من كتبه (إحياء علوم الدين) و‬
‫(هتافت الفالسفة) و (االقتصاد يف االعتقاد) و (حمك النظر) و (معارج القدس يف‬
‫أحوال النفس) و (الفرق بني الصاحل وغري الصاحل) و (مقاصد الفالسفة) و (املضنون‬
‫به على غري أهله) و (الوقف واالبتداء) و (البسيط) و (املعارف العقلية) و (املنقذ‬
‫‪152‬‬
‫‪113‬‬
‫وهو صريح يف أن‬ ‫فأفنيت‪ ،‬أو لبست فأبليت‪ ،‬أو تصدقت فأبقيت]‬
‫‪111‬‬
‫ذلك ال يسمى تبذيرا )) إىل آخر ما فيه‪.‬‬

‫من الضالل) و (بداية اهلداية) و (جواهر القرآن) و (فضائح الباطنية) و (الترب‬


‫املسبوك يف نصيحة امللوك) و (الولدية) و (منهاج العابدين) و (إجلام العوام عن علم‬
‫الكالم) و (الطري) و (الدرة الفاخرة يف كشف علوم اآلخرة) و (شفاء العليل) و‬
‫(املستصفى من علم األصول) و (املنخول من علم األصول) و (الوجيز) و (ياقوت‬
‫التأويل يف تفسري التنزيل) و (أسرار احلج) و (اإلمالء عن إشكاالت اإلحياء) و‬
‫(فيصل التفرقة بني اإلسالم والزندقة) و (عقيدة أهل السنة) و (ميزان العمل) و‬
‫(املقصد األسىن يف شرح أمساء اهلل احلسىن)‪ .‬انظر (األعالم ‪)77 / 2 :‬‬
‫‪ 111‬حيث قال إمام احلرمني يف هناية املطلب (‪ (( : )151 / 1‬ولو كان يتعدى‬
‫طوره يف اختاذ األطعمة الفائقة الكثرية القيمة واملؤنة‪ ،‬وكان ال يليق ما يفعله مبنصبه‬
‫ومرتبته يف اليسار‪ ،‬فهذا منه تبذير ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 113‬ما بني املعقوفتني جزء من حديث صحيح رواه اإلمام مسلم يف صحيحه‬
‫(‪ )2352‬وغريه يف غريه‪.‬‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬الوسيط يف املذهب (‪ ،)51 / 1‬روضة الطالبني وعمدة املفتني (‪/ 1‬‬
‫‪ ،)112‬فتح العزيز ( ‪ ،)712 / 12‬هناية املطلب (‪)151 / 1‬‬
‫‪153‬‬
‫[ المسألة الحادية عشر ‪ :‬وجوب شراء الدخان للزوجة إذا اعتادته ]‬
‫‪111‬‬
‫ما قاله مجع منهم احلليب‪ 112‬أنه جيب على الزوج [شراء]‬
‫‪111‬‬
‫الدخان والقهوة لزوجته إن اعتادت شرهبما‪.‬‬

‫فقد نقل عن الشرباملسي أنه ملا قرر قول ابن قاسم‪ 172‬يف ((حاشية‬
‫شرح املنهج)) ‪ (( : 171‬وجيب على الزوج شراء القهوة لزوجته إن اعتادت‬

‫‪ 112‬هو الشيخ علي بن إبراهيم بن أمحد احلليب‪ ،‬أبو الفرج‪ ،‬نور الدين ابن برهان‬
‫الدين (‪ 1211 - 123‬هـ ) ‪ :‬املؤرخ األديب‪ .‬أصله من حلب‪ ،‬ومولده ووفاته‬
‫مبصر‪ .‬له تصانيف كثرية‪ ،‬منها "إنسان العيون يف سرية األمني املأمون" يعرف بالسرية‬
‫احللبية‪ ،‬و "زهر املزهر" و "مطالع البدور" و "غاية اإلحسان يف من لقيته من أبناء‬
‫الزمان" و "أعالم الطراز املنقوش يف حماسن احلبوش" و "حاشية على شرح املنهج" يف‬
‫و "فرائد العقود العلوية يف حل ألفاظ شرح األزهرية" و "النصيحة العلوية" و "عقد‬
‫املرجان فيما يتعلق باجلان" و "ملح الشيخ األكرب" و "النفحة العلوية" وغري ذلك‪.‬‬
‫انظر (األعالم ‪)737-731 / 1 :‬‬
‫‪ 111‬ما بني املعقوفتني زيادة الزمة من احملقق إلمتام السياق‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬حاشية الشرواين على حتفة احملتاج (‪ ،)521 / 1‬حاشية الشرباملسي‬
‫على هناية احملتاج (‪)117 / 2‬‬
‫‪ 172‬هو الشيخ أمحد بن قاسم الصباغ العبادي مث املصري الشافعي األزهري‪،‬‬
‫شهاب الدين (ت ‪ 117 :‬هـ ) ‪ :‬الفاضل العالمة من أهل مصر‪ .‬له حاشية على‬
‫شرح مجع اجلوامع يف أصول الفقه مساها (اآليات البينات) و (شرح الورقات إلمام‬
‫احلرمني) و (حاشية على شرح املنهج)‪ .‬مات مبكة جماورا‪ .‬انظر (األعالم ‪/ 1 :‬‬
‫‪)111‬‬
‫‪154‬‬
‫‪177‬‬
‫قال ‪ (( :‬والذي أدين اهلل تعاىل به أنه ليس حنو القهوة إال‬ ‫ذلك ))‬
‫الدخان ))‪.‬‬

‫لكن استغرب السيد عمر البصري‪ 175‬عدم وجوب القهوة‪.‬‬

‫وقال ابن اجلمال‪ (( : 171‬ينبغي أن يأيت ما استقر به يف التنباك))‪،‬‬


‫قيل ‪ :‬وأقرمها الشيخ حممد صاحل الرئيس رمحه اهلل تعاىل اهـ‬

‫‪ 171‬انظر ‪ :‬حاشية ابن قاسم العبادي على حتفة احملتاج (‪ ،)521 / 1‬حاشية‬
‫الشرباملسي على هناية احملتاج (‪)117 / 2‬‬
‫‪ 177‬انظر ‪ :‬حاشية الشرواين على حتفة احملتاج (‪ ،)521 / 1‬حتفة احلبيب على شرح‬
‫اخلطيب ( ‪)11 / 1‬‬
‫‪ 175‬هو الشيخ السيد عمر بن عبد الرحيم البصرى احلسيىن الشافعى‪ ،‬نزيل مكة‬
‫املشرفة اإلمام احملقق أستاذ األستاذين‪ ،‬أدرك االمام الشمس حممد الرملى‪ ،‬والشهاب‬
‫أمحد بن قاسم العبادي‪ ،‬وأخذ عنهما عدة علوم‪ ،‬وقرأ على الشيخ بدر الدين‬
‫الربنباىل‪ ،‬والشيخ الشهاب اهليثمى‪ ،‬واملنال عبد اهلل السندى‪ ،‬والشيخ على العصامى‪،‬‬
‫والقاضى على بن جار اهلل‪ ،‬والشيخ عبد الرحيم احلسائى‪ ،‬والسيد اجلليل مري‬
‫بادشاه‪ ،‬واملنال نضر اهلل‪ .‬له كتب منها ‪( :‬حاشية على التحفة) و (حاشية على‬
‫شرح االلفية للسيوطى) و (فتاوى مفيدة) و (رسالة ىف معىن قول ابن الفارض ىف‬
‫تائيته)‪ .‬وكانت وفاته مع أذان ظهر يوم اخلميس الثامن عشر وقيل الثامن والعشرين‬
‫من شهر ربيع الثاىن سنة سبع وثالثني وألف ودفن باملعالة‪ .‬انظر (خالصة األثر يف‬
‫أعيان القرن احلادي عشر ‪)717 / 5 :‬‬
‫‪ 171‬هو اإلمام علي بن أيب بكر بن علي نور الدين ابن اجلمال املصري بن أيب بكر‬
‫بن علي ابن يوسف األنصاري اخلزرجي املكي الشافعي (‪ 1227 - 1227‬هـ =‬
‫‪155‬‬
‫ولو اعتادت حنو األفيون حبيث ختشى برتكه حمذورا من تلف نفس‬
‫‪173‬‬
‫وحنوه مل يلزم الزوج‪ ،‬ألن هذا من باب التداوي فليتأمل‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫مع ما يف حنو‬ ‫كما نقله ابن قاسم يف ((حاشية التحفة))‬
‫‪172‬‬
‫القهوة‪ ،‬وغريه عن الرملي‪.‬‬

‫‪ 1111 - 1315‬م) ‪ :‬الفقيه الفرضي‪ ،‬مولده ووفاته مبكة‪ ،‬له تصانيف‪ ،‬منها‬
‫"اجملموع الوضاح على مناسك اإليضاح" و "كايف احملتاج لفرائض املنهاج" و "قرة‬
‫عني الرائض يف فين احلساب والفرائض" و "التحفة احلجازية يف األعمال احلسابية" و‬
‫" فتح الوهاب على نزهة احلساب"‪ .‬انظر (األعالم ‪)712/1 :‬‬
‫‪ 173‬انظر ‪ :‬فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطالب (‪ ،)112 / 1‬حتفة‬
‫احلبيب على شرح اخلطيب (‪)11 / 1‬‬
‫‪ 171‬انظر ‪ :‬حاشية ابن قاسم العبادي على حتفة احملتاج (‪)521 / 1‬‬
‫‪ 172‬انظر ‪ :‬حاشية الشرباملسي على هناية احملتاج (‪)117 / 2‬‬
‫‪156‬‬
‫[ جواز التداوى باألفيون مطلقا ]‬

‫واعلم أنه جيوز التداوي بنحو األفيون مطلقا‪ 171،‬وإن كان ظاهر‬
‫عبارة ((فتح املعني))‪ 171‬أنه خمتص بالقليل‪ 152،‬كما نبه حمشيه األستاذ‬
‫‪151‬‬
‫املرحوم السيد أبو بكر بن حممد شطا‪.‬‬

‫[ إباحة تعاطي قليل األفيون دون كثيره ]‬

‫وأما تعاطيه فيحرم يف الكثري دون القليل‪ 157،‬من غري قصد‬


‫املداومة‪ ،‬كما يف ((فتح املعني))‪ 155،‬ومبا يفهم من قوله من غري قصد‬

‫‪ 171‬انظر ‪ :‬إعانة الطالبني (‪)122 / 1‬‬


‫‪ 171‬أي فتح املعني بشرح قرة العني مبهمات الدين البن حجر اهليتمي‪ .‬انظر ص‬
‫(‪)312‬‬
‫‪ 152‬حيث قال الشيخ ابن حجر اهليتمي يف فتح املعني ( ‪ (( : )311‬وخرج‬
‫بالشراب ما حرم من اجلامدات فال حد فيها وإن حرمت وأسكرت بل التعزير‪:‬‬
‫ككثري البنج واحلشيشة واألفيون‪ .‬ويكره أكل يسري منها من غري قصد املداومة ويباح‬
‫حلاجة التداوي ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 151‬انظر ‪ :‬إعانة الطالبني (‪)122 / 1‬‬
‫‪ 157‬انظر ‪ :‬حاشية الشرقاوي على التحرير ( ‪ ،)151 / 1‬حاشية الشرواين على‬
‫حتفة احملتاج (‪ ،)711 / 1‬هناية الزين (‪)531‬‬
‫‪ 155‬انظر ‪ :‬فتح املعني بشرح قرة العني مبهمات الدين ‪311 :‬‬
‫‪157‬‬
‫‪153‬‬
‫املداومة أنه حيرم تعاطيه مع قصد املداومة‪ 151،‬أفىت شيخ شيخه املزجد‬
‫‪151‬‬
‫مصنف ((العباب))‪.‬‬

‫ولعل احملشي‪ 152‬لكونه مل يقف على أنه أفىت هبذا أمر بالنظر فيه‪،‬‬
‫‪151‬‬
‫فقال عقب ذكره ‪ (( :‬فانظره ))‪.‬‬

‫ولقد أشار بعض مشاخيي إىل صحته‪ ،‬حيث حذف قوله ‪:‬‬
‫((فانظره )) ملا نقله عنه‪ (( ،‬ولكن جيب كتم ذلك عن العوام لئال يتعاطوا‬
‫‪151‬‬
‫كثريه‪ ،‬ويعتقدوا أنه قليل ))‪.‬‬

‫‪ 151‬انظر ‪ :‬إعانة الطالبني ( ‪)122 / 1‬‬


‫‪ 153‬هو اإلمام أمحد بن عمر بن حممد السيفي املرادي املذحجي الزبيدي‪ ،‬صفي‬
‫الدين املعروف باملزجد (‪ 152 - 112‬هـ ) ‪ :‬القاض‪ ،‬من فقهاء الشافعية بتهامة‬
‫اليمن‪ .‬مولده ووفاته يف زبيد‪ .‬ويل قضاء عدن مث قضاء بلده‪ .‬له (العباب‪ ،‬احمليط‬
‫مبعظم نصوص الشافعي واألصحاب) و (جتريد الزوائد وتقريب الفوائد)‪ .‬انظر‬
‫(األ‘الم ‪)111 / 1 :‬‬
‫‪ 151‬الشهري باسم (( العباب احمليط مبعظم نصوص الشافعي واألصحاب))‬
‫‪ 152‬أي الشيخ السيد أبو بكر بن حممد شطا الدمياطي‬
‫‪ 151‬انظر ‪ :‬إعانة الطالبني (‪)122 / 1‬‬
‫‪ 151‬انظر ‪ :‬إعانة الطالبني (‪ ،)122 / 1‬حاشية الشرقاوي على التحرير ( ‪/ 1‬‬
‫‪)151‬‬
‫‪158‬‬
‫[ تحديد مقدار جواز تعاطي قليل األفيون ]‬

‫واملراد بالقليل أن ال يؤثر يف العقل‪ ،‬ولو ختديرا‪ ،‬وفتورا‪ ،‬وبالكثري ما‬


‫‪112‬‬
‫يؤثر فيه كذلك‪.‬‬

‫[ وجوب تعاطي األفيون في حق من يضره تركه ]‬

‫وجيب تعاطي األفيون يف حق من يضره‪ 111،‬ولذا قال بعضهم ‪:‬‬


‫((هو حرام ابتداء واجب انتهاء ))‪ ،‬كما يف الشرقاوي على التحرير‪.‬‬

‫وأشار احلافظ‪ 117‬يف ((الفتح))‪ 115‬إىل شيء حسن‪ ،‬وصورته ‪:‬‬


‫جيب على متعاطي ذلك احملرم السعي يف قطعه بالتدريج بأن يقلل ما اعتاده‬
‫‪111‬‬
‫كل يوم‪ ،‬فإنه إذا استمر على ذلك زال احملذور‪.‬‬

‫‪ 112‬انظر ‪ :‬إعانة الطالبني ( ‪ ،)122 / 1‬حاشية الشرقاوي على احلرير ( ‪/ 1‬‬


‫‪)151‬‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬حتفة احملتاج ( ‪ ،)111 / 1‬هناية الزين (‪)531‬‬
‫‪ 117‬أي احلافظ ابن حجر العسقالين الشافعي ( ‪ 225‬هـ ‪ 137 -‬هـ)‬
‫‪ 115‬أي ((فتح الباري بشرح صحيح البخاري)) وهو كتاب مشهور للحافظ ابن‬
‫حجر العسقالين‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري ( ‪)131 / 12‬‬
‫‪159‬‬
‫[ رجحان عدم وجوب شراء الدخان للزوجة ]‬

‫هذا‪ ،‬ويبقى النظر فيما إذا قلنا مبا عليه مجع من وجوب الدخان‬
‫على الزوج‪ ،‬مع تصريح ابن حجر وغريه بأن له منع زوجته من تعاطي ما له‬
‫ريح كريه‪ ،‬وقد تقرر أنه منه‪ ،‬فلرياجع‪.‬‬

‫[المسألة الثانية عشرة ‪ :‬شرب القهوة والدخان تخل بالمروءة ]‬

‫ما قاله الشرباملسي يف كتاب الشهادات من ((حاشيته على هناية‬


‫الرملي))‪ 113‬ونقله عن الشيخ عبد احلميد الداغستاين يف ((حاشية‬
‫التحفة))‪ 111‬وأقره ‪ (( :‬أن ما جارت به العادة من شرب القهوة والدخان‬
‫يف بيوهتا‪ ،‬أو على مساطبها‪ 112‬خيل باملروءة‪ ،‬وإن كان املتعاطي لذلك من‬
‫حنو السوقة الذين ال حيتشمون لذلك ))‪ .‬اهـ‬

‫وهذا مفروض يف غري صورة الغلبة‪ ،‬أما عندها فال ضرورة من إباحة‬
‫ذلك‪ ،‬كما قرره بعض األفاضل‪ ،‬وبينه مبا يطول ذكره‪.‬‬

‫‪ 113‬انظر ‪ :‬حاشية الشرباملسي على هناية احملتاج ( ‪)711 / 1‬‬


‫‪ 111‬انظر ‪ :‬حاشية الشرواين على حتفة احملتاج ( ‪)771 / 12‬‬
‫‪ 112‬املساطب مجع (املسطبة) وهي سندان احلداد والدكان يقعد عليه‪( .‬املعجم‬
‫الوسيط ‪)171/1 :‬‬
‫‪160‬‬
‫‪111‬‬
‫وأنا‪ 111‬حبمد اهلل تعاىل قد نقلته يف ((التذكرة)) على أنه جيوز‬
‫‪132‬‬
‫تعاطي خارم املروءة‪.‬‬

‫قال البجريمي يف ((حاشية شرح املنهج))‪ (( : 131‬وينبغي الكراهة‪،‬‬


‫إال إذا تعينت عليه الشهادة فيحرم تعاطيه ))‪.‬‬

‫فائدة ‪:‬‬

‫قال الكردي يف ((حاشيته على الشرح املذكور))‪(( : 137‬وحبث‬


‫الشرباملسي‪ ،‬إن القهوة أشرف من السوق‪ ،‬فيقدم همينه دخوال اهـ‪ ،‬وال خيلو‬
‫‪135‬‬
‫عن نظر ))‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬

‫‪ 111‬الضمري يرجع إىل املؤلف رمحه اهلل تعاىل‬


‫‪ 111‬قلت (أبو سابق) ‪ :‬لس ذلك على اإلطالق‪ ،‬فالشافعية على وجه اخلصوص‬
‫هلم ثالثة أقوال األوجه أن تعاطي خارم املروءة إن تعلقت به شهادة حرم‪ ،‬وإال فال‪،‬‬
‫وهو األوجه؛ ألنه حيرم على املرء التسبب يف إسقاط ما حتمله وصار أمانة عنده‬
‫لغريه‪ .‬انظر (حتفة احملتاج يف شرح املنهاج ‪ ،771 / 12 :‬هناية احملتاج إىل شرح‬
‫املنهاج ‪ ،522 / 1 :‬إعانة الطالبني على حل ألفاظ فتح املعني ‪)511 / 1 :‬‬
‫‪ 132‬إال إذا تعينت عليه الشهادة عليه فيحرم عليه‪ .‬انظر ‪ :‬إعانة الطالبني‬
‫(‪)511/1‬‬
‫‪ 131‬انظر ‪ :‬حاشية البجريمي على اخلطيب (‪)155 / 1‬‬
‫‪ 137‬ظاهر صنيع املؤلف رمحه اهلل تعاىل أن الشيخ الكردي قال قوله يف حاشيته على‬
‫شرح املنهج أو يف حاشية البجريامي عليه‪ ،‬ومل أعلم أن الشيخ له حاشية على شرح‬
‫املنهج‪ ،‬وإمنا له حاشية على املنهج القومي البن حجر اهليتمي‪ ،‬وهذا الكالم الذي‬
‫‪161‬‬
‫قال الشيخ عبد احلميد الداغستاين ‪ (( :‬أقول والنظر ظاهر‪ ،‬بل ال‬
‫‪131‬‬
‫يبعد العكس يف زمننا )) اهـ‬

‫والكالم إذا كان يف السوق مث دخلها‪ ،‬كما أفصح عنه الشرقاوي‪،‬‬


‫إال أنه يتبع ذلك البحث‪.‬‬

‫وهذه آخر املسائل اليت ظهر إيرادها هنا‪ ،‬ويف ((التذكرة)) لنا اآلن‪.‬‬
‫ولعلنا نزداد فيها علما بفضل اهلل املنان‪.‬‬

‫ذكره املؤلف رمحه اهلل تعاىل ليس موجودا يف حاشية البجريمي على شرح املنهج‪ ،‬وإمنا‬
‫هو يف حاشية الشرباملسي على هناية احملتاج ( ‪ )151 / 1‬وحاشية الشرواين على‬
‫حتفة احملتاج ( ‪ ،)131 / 1‬فليتأمل‪.‬‬
‫‪ 135‬انظر ‪ :‬حاشية الشرباملسي على هناية احملتاج (‪ ،)151 / 1‬حاشية الشرواين‬
‫على حتفة احملتاج ( ‪)131 / 1‬‬
‫‪ 131‬انظر ‪ :‬حاشية الشرواين على حتفة احملتاج ( ‪)131 / 1‬‬
‫‪162‬‬
‫[ خاتمة نسأل اهلل حسنها ]‬

‫تقدم‪ 133‬عن فتاوى الكردي‪ ،‬أنه مل يرد فيه حديث عن النيب صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬وال أرى عن أحد من السلف‪ .‬وكل ما يروى فيه من ذلك‬
‫ال أصل له‪ ،‬بل هو مكذوب حلدوثه بعد األلف‪.‬‬

‫[ تاريخ ظهور الدخان ]‬

‫قيل ‪ :‬تاريخ ظهوره على ما قاله سيدنا اإلمام الشريف الشيخ عبد‬
‫‪132‬‬
‫اهلل بن علوي احلداد‪" : 131‬بغي"‪.‬‬

‫‪ 133‬يف األصل "قدم"‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‬


‫‪ 131‬هو الشيخ عبد اهلل بن علوي بن حممد بن أمحد املهاجر بن عيسى احلسيين‬
‫احلضرمي‪ ،‬املعروف باحلداد أو احلدادي باعلوي (‪ 1157 - 1211‬ه) ‪ :‬الفاضل‬
‫من أهل ترمي (حبضرموت) مولده يف "السبري" ووفاته يف احلاوي" ودفن برتمي‪ .‬كان‬
‫كفيفا‪ ،‬ذهب اجلدري ببصره طفال‪ .‬من كتبه ‪" :‬عقيدة التوحيد" و "الدعوة التامة‬
‫والتذكرة العامة" و "تبصرة الويل بطريقة السادة بين علوي" و "املسائل الصوفية" و‬
‫"الدر املنظوم" و "املعاونة واملؤازرة للراغبني يف طريق اآلخرة" و "إحتاف السائل‬
‫بأجوبة املسائل" و "الفصول العلمية واألصول احلكمية" و "النصائح الدينية" و‬
‫"فتاوى" وغري ذلك‪ .‬ومجع تلميذه‪ ،‬أمحد بن عبد الكرمي الشجار األحسائي‪ ،‬طائفة‬
‫من كالمه يف كتاب مساه "تثبيت الفؤاد"‪ .‬انظر (األعالم ‪)121 / 1 :‬‬
‫‪ 132‬أي سنة ‪ 1217‬هـ‬
‫‪163‬‬
‫وأما تاريخ حدوثه فما أحسن ما أنشده فيه اإلمام البكري‪ 131‬رمحه‬
‫اهلل تعاىل حيث قال [شعر] ‪:‬‬

‫(( قال خلي عن الدخان أجبين ‪ .........‬هل له يف كتابنا إهماء‬


‫‪131‬‬
‫قلت ما فرط الكتاب بشيء ‪ ....‬مث أرخت "يوم تأيت السماء" ))‬

‫انتهى‬

‫‪ 131‬مل أدر املراد باإلمام البكري هنا‬


‫‪ 131‬أي سنة ‪ 1222‬هـ‬
‫‪164‬‬
‫‪112‬‬
‫وذكر األجهوري املالكي يف رسالته املسماة بـ ((غاية البيان حلل‬
‫شرب ما ال يغيب العقل من الدخان)) ‪ :‬أن املناوي‪ 111‬أخربه أنه ورد عليه‬
‫أسئلة كثرية تشتمل على أحاديث يف ذم الدخان ال أصل هلا‪ ،‬وأنه مل يوجد‬
‫‪117‬‬
‫حديث بذمه أصال‪ ،‬واهلل أعلم اهـ‬

‫‪ 112‬يف األصل "حبل" ‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‪ ،‬ألنه موافق ملا ذكره الشيخ‬
‫األجهوري نفسه يف رسالته اليت ال تزال على صورة خمطوطة‪.‬‬
‫‪ 111‬هو اإلمام حممد عبد الرؤوف بن تاج العارفني بن علي بن زين العابدين‬
‫احلدادي مث املناوي القاهري‪ ،‬زين الدين (‪ 1251 - 137‬هـ ) ‪ :‬من كبار العلماء‬
‫بالدين والفنون‪ .‬انزوى للبحث والتصنيف‪ ،‬وكان قليل الطعام كثري السهر‪ ،‬فمرض‬
‫وضعفت أطرافه‪ ،‬فجعل ولده تاج الدين حممد يستملي منه تآليفه‪ .‬عاش يف القاهرة‪،‬‬
‫وتويف هبا‪ .‬من كتبه (كنوز احلقائق) و (التيسري) و (فيض القدير) و (شرح الشمائل‬
‫للرتمذي) و (الكواكب الدرية يف تراجم السادة الصوفية) و (شرح قصيدة النفس‬
‫العينية البن سينا) و (اجلواهر املضية يف اآلداب السلطانية) و (سرية عمر بن عبد‬
‫العزيز) و (تيسري الوقوف على غوامض أحكام الوقوف) و (غاية اإلرشاد إىل معرفة‬
‫أحكام احليوان والنبات واجلماد) و (اليواقيت والدرر) و (الفتوحات السبحانية) و‬
‫(الصفوة) و (الطبقات الصغرى) و (شرح القاموس احمليط) و (آداب األكل‬
‫والشرب) و (الدر املنضود يف ذم البخل ومدح اجلود) و (التوقيف على مهمات‬
‫التعاريف) و (بغية احملتاج يف معرفة أصول الطب والعالج) و (تاريخ اخللفاء) و‬
‫(عماد البالغة) و (التشريح والروح وما به صالح اإلنسان وفساده) و (إحكام‬
‫األساس)‪ .‬انظر (األعالم ‪)721 / 1 :‬‬
‫‪ 117‬انظر ‪ :‬غاية البيان حلل شرب ما ال يغيب العقل من الدخان ص ‪ 12‬من‬
‫النسخة املخطوطة‬
‫‪165‬‬
‫مع أنه‪ 115‬نقل فيها‪ 111‬يف ضمن مسألة الدخان قبل ذكر هذا عن‬
‫عبد اهلل بن شيخه حممد النحريري‪ 113‬احلنفي‪ 111،‬وبعده عن مرعي‬
‫‪111‬‬
‫احلنبلي‪ 112‬ما يصرح بعدم ورود تلك األحاديث‪.‬‬

‫‪ 115‬أي الشيخ األجهوري املالكي رمحه اهلل تعاىل‬


‫‪ 111‬أي يف رسالته املسماة بـ ((غاية البيان حلل شرب ما ال يغيب العقل من‬
‫الدخان)) اليت سبق ذكرها‪ ،‬إال أن نسخة الكتاب املوجودة لدي غري كاملة وهي مع‬
‫ذلك ال تزال يف صورة املخطوطة‪ ،‬فلم يتيسر يل ‪ -‬لألسف الشديد ‪ -‬الوقوف على‬
‫موضع ما أشار عليه املؤلف رمحه اهلل تعاىل‬
‫‪ 113‬يف األصل "النحرير"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬
‫‪ 111‬هو عالم األزهر الشيخ عبد اهلل بن حممد النحريري احلنفي‪ ،‬من كبار احلنفية يف‬
‫زمانه‪ ،‬وقد أخذ عنه علماء بارزون كأمثال الشيخ خري الدين الرملي احلنفي فقيه‬
‫احلنفية يف عصره (‪ 1211- 115‬هـ)‪ ،‬والشيخ حسن الشرنباليل احلنفي (‪– 111‬‬
‫‪ 1211‬هـ) صاحب نور االيضاح وحاشية على كتاب الدرر والغرر ملنال خسرو‬
‫وكالمها يف فروع الفقه احلنفي‪ .‬انظر ( خالصة األثر يف أعيان القرن احلادي عشر ‪:‬‬
‫‪ ،151 / 7‬فهرس الفهارس ‪ ،511 / 1 :‬معجم املؤلفني ‪)713 / 5 :‬‬
‫‪ 112‬هو الشيخ مرعي بن يوسف بن أيب بكر بن أمحد الكرمي املقدسي احلنبلى (ت‬
‫‪ 1255 :‬هـ ) ‪ :‬املؤرخ األديب‪ ،‬من كبار الفقهاء‪ .‬ولد يف طوركرم (بفلسطني)‬
‫وانتقل إىل القدس مث إىل القاهرة فتويف فيها‪ .‬له حنو سبعني كتابا‪ ،‬منها (بديع اإلنشاء‬
‫والصفات) و (ديوان شعر) و (إحكام األساس يف أول بيت وضع للناس) و (غاية‬
‫املنتهى يف اجلمع بني اإلقناع واملنتهى) و (دليل الطالب) و (أرواح األشباح يف‬
‫الكالم على األرواح) و (الكلمات السنيات) و (مسبوك الذهب يف فضل العرب) و‬
‫(رياض األزهار يف حكم السماع واألوتار) و (دليل الطالبني لكالم النحويني) و‬
‫‪166‬‬
‫[ بيان الشيخ األجهوري المالكي أن أحاديث الدخان موضوعة ]‬

‫وهو‪ 111‬نفسه قد سئل عما صورته يف ضمن مسألة الدخان‬


‫أيضا‪ : 122‬أن شخصا ينقل فيه أحاديث وهي ‪(( :‬إياكم واخلمر‬
‫‪121‬‬
‫واحلضرة))‪.‬‬

‫وأن حذيفة‪ 127‬قال ‪ (( :‬خرجت مع رسول اهلل صلى اهلل عليه‬


‫وسلم فرأى شجرة‪ ،‬فهز رأسه‪ ،‬فقلت يا رسول اهلل مل هزيت رأسك؟ فقال‬

‫(قالئد املرجان يف الناسخ واملنسوخ من القرآن) و (فرائد الفكر يف اإلمام املهدي‬


‫املنتظر) و (أقاويل الثقات يف تأويل األمساء والصفات) و (نزهة الناظرين يف تاريخ‬
‫من ويل مصر من اخللفاء والسالطني) و (حمرك سواكن الغرام إىل حج بيت اهلل‬
‫احلرام) و (توقيف الفريقني على خلود أهل الدارين) و (تنوير بصائر املقلدين يف‬
‫مناقب األئمة اجملتهدين) و (قالئد العقيان يف فضائل آل عثمان) و (هبجة‬
‫الناظرين)‪ .‬انظر (األعالم ‪)725 / 2 :‬‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬حتقيق الربهان يف شأن الدخان الذي يشربه الناس اآلن (‪)172‬‬
‫‪ 111‬أي الشيخ األجهوري املالكي رمحه اهلل تعاىل‬
‫‪ 122‬انظر ‪ :‬قرة العني بفتاوى علماء احلرمني ( ‪)511- 512‬‬
‫‪ 121‬حديث موضوع ال أصل له كما أشار إليه الشيخ األجهوري‪ ،‬حيث مل أجده‬
‫يف كتب احلديث املعتمدة‬
‫‪ 127‬هو حذيفة بن حسل بن جابر العبسي‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬واليمان لقب حسل (ت‬
‫‪ 51 :‬هـ ) ‪ :‬الصحايب اجلليل رضي اهلل عنه‪ ،‬من الوالة الشجعان الفاحتني‪ .‬كان‬
‫صاحب سر النيب صلى اهلل عليه وسلم يف املنافقني‪ ،‬مل يعلمهم أحد غريه‪ .‬وملا ويل‬
‫عمر سأله‪ :‬أيف عمايل أحد من املنافقني؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬واحد‪ .‬قال‪ :‬من هو؟ قال‪:‬‬
‫‪167‬‬
‫‪ :‬يأيت ناس يف آخر الزمان يشربون من أوراق هذه الشجرة‪ ،‬ويصلون هبا‬
‫‪125‬‬
‫وهم سكارى‪ ،‬أولئك هم األشرار‪ ،‬بريئون مين وأنا بريء منهم ))‪.‬‬

‫وعن علي‪ (( : 121‬من شرهبا فهو يف النار أبدا‪ ،‬ورفيقه أبليس‪ ،‬فال‬
‫تعانقوا شارب الدخان‪ ،‬وال تصافحوه‪ ،‬وال تسلموا عليه‪ ،‬فإنه ليس من أميت‬
‫‪123‬‬
‫))‪.‬‬

‫الأذكره‪ .‬وحدث حذيفة هبذا احلديث بعد حني فقال‪ :‬وقد عزله عمر كأمنا دل عليه‪.‬‬
‫تويف يف املدائن‪ .‬له يف كتب احلديث ‪ 773‬حديثا‪ .‬انظر (األعالم ‪)121 / 7 :‬‬
‫‪ 125‬حديث موضوع ال أصل له كما أشار إليه الشيخ األجهوري‪ ،‬حيث مل أجده‬
‫يف كتب احلديث املعتمدة‬
‫‪ 121‬هو الصحايب اجلليل علي بن أيب طالب بن عبد املطلب اهلامشي القرشي‪ ،‬أبو‬
‫احلسن (‪ 75‬ق هـ ‪ 12 -‬هـ ) رضي اهلل عنه ‪ :‬أمري املؤمنني‪ ،‬رابع اخللفاء الراشدين‬
‫وأحد العشرة املبشرين‪ ،‬وابن عم النيب وصهره‪ ،‬وأحد الشجعان األبطال‪ ،‬ومن أكابر‬
‫اخلطباء والعلماء بالقضاء‪ ،‬وأول الناس إسالما بعد خدجية‪ .‬ولد مبكة‪ ،‬وريب يف حجر‬
‫النيب صلى اهلل عليه وسلم ومل يفارقه‪ .‬وكان اللواء بيده يف أكثر املشاهد‪ .‬تويف‬
‫بالكوفة بعد أن قتله عبد الرمحن بن ملجم‪ .‬ومجعت خطبه وأقواله يف كتاب مسي "‬
‫هنج البالغة" واألكثر الباحثني شك يف نسبته كله إليه‪ .‬أما ما يرويه أصحاب‬
‫األقاصيص من شعره وما مجعوه ومسوه "ديوان علي بن أيب طالب" فمعظمه أو كله‬
‫مدسوس عليه‪ .‬وكان أمسر اللون‪ ،‬عظيم البطن والعينني‪ ،‬أقرب إىل القصر‪ ،‬وكانت‬
‫حليته ملء ما بني منكبيه‪ ،‬ولد له ‪ 71‬ولدا منهم ‪ 11‬ذكرا و ‪ 12‬أنثى‪ .‬انظر‬
‫(األعالم ‪)713 / 1 :‬‬
‫‪ 123‬حديث م وضوع ال أصل له كما أشار إليه الشيخ األجهوري‪ ،‬حيث مل أجده يف‬
‫كتب احلديث املعتمدة‬
‫‪168‬‬
‫ويف خرب ‪ (( :‬أهنم من أهل الشمال‪ ،‬وهو شراب األشقياء‪ ،‬وهي‬
‫شجرة خلقت من بول إبليس حني مسع قول اهلل عز وجل ‪ :‬إن عبادي‬
‫‪121‬‬
‫ليس لك عليهم سلطان‪ ،‬اآلية‪ .‬فدهش فبال‪ ،‬فخلقت من بوله ))‪.‬‬

‫بينوا لنا عن هذه األحاديث‪ ،‬وهل هي واردة‪ ،‬وماذا يرتتب على‬


‫راويها بالكذب‪ ،‬وماذا يلزمه حيث نفى اإلهمان واإلسالم عن شارهبا من‬
‫غري أصل؟‬

‫فأجاب جبواب شاف واف باملرام‪ ،‬قاطع للشكوك واألوهام‪ ،‬فإنه‬


‫موافق ملا نقله يف رسالته املارة‪ ،‬مع ما فيه من فوائد مجة‪ ،‬ونصه ‪:‬‬

‫(( دعوى أن هذه األحاديث واردة يف الدخان كذب وافرتاء‪ ،‬كما‬


‫بينه احلفاظ األعيان‪ ،‬وركاكة تلك األلفاظ دالة أيضا على ذلك‪ .‬قال الربيع‬
‫بن خيثم‪ (( : 122‬أن للحديث ضوء كضوء النهار‪ ،‬ولغريه ظلمة كظلمة‬
‫‪121‬‬
‫الليل ))‪.‬‬

‫‪ 121‬حديث موضوع ال أصل له كما أشار إليه الشيخ األجهوري‪ ،‬حيث مل أجده‬
‫يف كتب احلديث املعتمدة‬
‫‪ 122‬هو اإلمام التابعي اجلليل احلافظ الربيع بن خيثم ‪ -‬بفتح املعجمة واملثلثة‪ ،‬بينهما‬
‫حتتانية ساكنة ‪ -‬الذي كين بأيب يزيد الثوري الكويف‪ ،‬تويف يف زمن ابن زياد‪ .‬كان‬
‫خمضرما‪ ،‬روى عن ابن مسعود وأيب أيوب وعمرو بن ميمون وروى عنه الشعيب‬
‫وإبراهيم النخعي وأبو بردة‪ .‬قال له ابن مسعود ‪" :‬لو رآك النيب ألحبك"‪ .‬تويف سنة‬
‫أربع وستني وكان ال ينام الليل كله رمحه اهلل تعاىل انظر (طبقات خليفة بن خياط ‪:‬‬
‫‪169‬‬
‫ومن كذب عليه صلى اهلل عليه وسلم فهو من أهل النار‪ ،‬كما يف‬
‫‪121‬‬
‫خرب الصحيحني ‪(( :‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))‪.‬‬

‫‪ ،)751‬املقتىن يف سرد الكىن (‪ ،)137 / 7‬خالصة تذهيب هتذيب الكمال يف‬


‫أمساء الرجال (‪)113‬‬
‫‪ 121‬رواه ابن أيب خيثمة عن طريق أيب نعيم‪ .‬انظر ‪ :‬التاريخ الكبري املعروف بتاريخ‬
‫ابن أيب خيثمة (‪ ،)1111/512 / 1‬حلية البشر يف تاريخ القرن الثالث عشر‬
‫(‪)1737‬‬
‫‪ 121‬رواه اإلمام البخاري يف صحيحه (‪،5721 ،1771 ،112 ،121 ،122‬‬
‫‪ )3111‬واإلمام مسلم يف صحيحه (‪)2172 ،1 ،3 ،1‬‬
‫‪170‬‬
‫[ الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بدون استحالله كبيرة‬
‫من الكبائر وليس كفرا ]‬

‫والكذب عليه صلى اهلل عليه وسلم كبرية إمجاعا‪ ،‬حىت يف الرتغيب‬
‫والرتهيب‪ ،‬وال التفات لقول إمام احلرمني بتكفري الكاذب عليه‪ 112،‬وال ملن‬
‫شذ فجوزه‪ 111‬يف الرتغيب والرتهيب‪ ،‬ويلزمه التعزير الالئق حباله بسبب‬
‫كذبه على الوجه املذكور‪ ،‬وبنفيه لإلهمان واإلسالم عن شاربه‪ .‬انتهى ما‬
‫‪117‬‬
‫أجاب به األجهوري املالكي عن ذلك السؤال‪.‬‬

‫وعزوه القول لإلمام‪ 115‬خمالف ملا يف ((حتفة العالمة الشهاب ابن‬


‫حجر)) ‪ 111‬من أنه للجويين‪ 113‬وولده إمام احلرمني بالغ يف تزييفه‪ ،‬وأنه‬
‫‪111‬‬
‫زلته‪.‬‬

‫‪ 112‬إال أن يستحل ذلك فيكفر‪ .‬انظر شرح النووي على صحيح مسلم (‪)11 / 1‬‬
‫‪ 111‬يف أصل كتاب قرة العني "فجوره"‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته املؤلف هنا وتبعته‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ 117‬انظر ‪ :‬قرة العني بفتاوى علماء احلرمني ( ‪)511- 512‬‬
‫‪ 115‬أي إمام احلرمني‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬حتفة احملتاج يف شرح املنهاج النب حجر اهليتمي (‪)12 / 1‬‬
‫‪ 113‬هو اإلمام عبد اهلل بن يوسف بن حممد بن حيويه اجلويين‪ ،‬أبو حممد (ت ‪:‬‬
‫‪ 151‬هـ ) ‪ :‬من علماء التفسري واللغة والفقه‪ .‬ولد يف جوين (من نواحي نيسابور)‬
‫وسكن نيسابور‪ ،‬وتويف هبا‪ .‬من كتبه "التفسري" و "التبصرة والتذكرة" و "الوسائل يف‬
‫‪171‬‬
‫‪112‬‬
‫وهو موافق ملا ذكره النووي يف ((شرح صحيح مسلم))‪،‬‬
‫والقسطالين يف ((شرح البخاري))‪ 111‬رحم اهلل اجلميع ونفعنا هبم آمني‪.‬‬

‫فروق املسائل" و "اجلمع والفرق"‪ .‬و "إثبات االستواء"‪ .‬انظر (األعالم ‪/ 1 :‬‬
‫‪)111‬‬
‫‪ 111‬رغم ذلك فقد انتصر له اإلمام ابن املنري بوجهني ‪ :‬أحدمها أن خصوصية‬
‫الوعيد توجب الكفر‪ ،‬إذ لو كان مبطلق النار لكان كل كاذب كذلك عليه وعلى‬
‫غريه‪ ،‬فإمنا الوعيد باخللود‪ ،‬وهلذا قال فليتبوأ أي فليتخذها مباءة ومسكنا وذلك هو‬
‫اخللود‪ .‬والثاين أن الكا ذب على النيب صلى اهلل عليه وسلم يف حتليل حرام مثال ال‬
‫ينفك عن استحالل ذلك احلرام‪ ،‬أو احلمل على استحالله‪ ،‬واستحالل احلرام كفر‪،‬‬
‫واحلمل على الكفر كفر‪.‬‬
‫وقد أجاب اجلمهور عن الوجه األول بأن داللة التبوء على اخللود غري‬
‫مسلمة‪ ،‬ولو سلم فال يسلم أن الوعيد باخللود مقتض للكفر‪ ،‬بدليل متعمد القتل‬
‫احلرام‪ .‬وأجابوا عن الوجه الثاين‪ :‬بأنه ال يسلم أن الكذب عليه مالزم الستحالله‪،‬‬
‫وال الستحالل متعلقه‪ ،‬فقد يكذب عليه يف حتليل حرام مثال مع قطعه بأن الكذب‬
‫عليه حرام‪ ،‬وأن ذلك احلرام ليس مبستحل كمثل ارتكاب املؤمنني العصاة الكبائر مع‬
‫اعتقادهم حرمتها‪ .‬انظر (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ‪)727 / 1 :‬‬
‫‪ 112‬حيث قال اإلمام النووي يف شرحه على صحيح مسلم (‪ (( : )11 / 1‬وقال‬
‫الشيخ أبو حممد اجلويين والد إمام احلرمني أيب املعايل من أئمة أصحابنا يكفر بتعمد‬
‫الكذب عليه صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬حكى إمام احلرمني عن والده هذا املذهب‪ ،‬وأنه‬
‫كان يقول يف درسه كثريا من كذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عمدا كفر‬
‫وأريق دمه‪ ،‬وضعف إمام احلرمني هذا القول‪ ،‬وقال إنه مل يره ألحد من األصحاب‪،‬‬
‫وإنه هفوة عظيمة‪ ،‬والصواب ما قدمناه عن اجلمهور ))‪ .‬اهـ‬
‫‪172‬‬
‫اللهم إال أن جيعل كالمه على حذف مضاف كـ "والد" قبل "إمام‬
‫‪111‬‬
‫احلرمني"‪.‬‬

‫فاحفظه‪ ،‬ووفقين اهلل وإياك ملرضاته‪ ،‬وجعلنا ممن خيشاه ويتقيه حق‬
‫تقاته‪.‬‬

‫‪ 111‬حيث قال اإلمام القسطالين يف إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (‪/1‬‬
‫‪ (( : )727‬وقد ذهب اجلويين إىل كفر من كذب متعمدا عليه صلوات اهلل وسالمه‬
‫عليه‪ ،‬ورده عليه ولده إمام احلرمني وقال‪ :‬إنه من هفوات والده‪ ،‬وتبعه من بعده‬
‫فضعفوه ))‪ .‬اهـ‬
‫‪ 111‬بذلك تتوافق األقوال يف هذه املسألة‪ ،‬فال يعارض قول الشيخ األجهوري ما‬
‫ذكره الشيخ ابن حجر واإلمامان النووي والقسطالين بعد أن علمنا أن القائل بكفر‬
‫الكذب على رسول اهلل عليه وسلم ليس إمام احلرمني‪ ،‬وإمنا هو والده اإلمام أبو‬
‫حممد اجلويين رمحهما اهلل تعاىل‬
‫‪173‬‬
‫وليكن هذا آخر ما مجعت‪ ،‬سائال من اهلل أن جيعله خالصا لوجهه‬
‫الكرمي‪ ،‬وأن ينفع به كل من قرأه‪ ،‬أو طالع فيه‪ ،‬أو نقل منه جباه‪ 112‬رسوله‬
‫العظيم‪.‬‬

‫واملأمول ممن رأى فيه شيئا من اإلخوان‪ ،‬أن يلتمس يل عذرا واضح‬
‫البيان‪ ،‬ألن العذر ملثلي مقبول‪ ،‬والصفح عن زليت مأمول‪ ،‬لعدم أهلييت‬
‫لذلك‪ ،‬وقصوري عن الوصول ملا هنالك‪ .‬وإين أبرأ إىل اهلل مما زل به البنان‪،‬‬
‫أو أخل به البيان‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫قد توسل املؤلف رمحه اهلل تعاىل هنا جباه النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وهو من‬
‫أنواع التوسل املشروع عند مجهور العلماء املسلمني‪ ،‬وقد ذكر يف (( املوسوعة الفقهية‬
‫الكويتية )) (‪ (( : )131 / 11‬اختلف العلماء يف مشروعية التوسل بالنيب صلى‬
‫اهلل عليه وسلم بعد وفاته كقول القائل‪ :‬اللهم إين أسألك بنبيك أو جباه نبيك أو‬
‫حبق نبيك‪ ،‬على أقوال‪ :‬القول األول‪ :‬ذهب مجهور الفقهاء (املالكية والشافعية‬
‫ومتأخرو احلنفية وهو املذهب عند احلنابلة) إىل جواز هذا النوع من التوسل سواء يف‬
‫حياة النيب صلى اهلل عليه وسلم أو بعد وفاته ))‪ .‬اهـ‬
‫وأما ما أشاعه بعض الناس يف هذا العصر من أن التوسل بالنيب صلى اهلل‬
‫عليه وسلم بعد وفاته يعترب شركا فشذوذه ال حيتاج يف الرد عليه إىل اإلطالة‪ .‬وقد‬
‫كتبت رسالة صغرية جدا يف حدود مائة صفحة متوسطة مجعت فيها أقوال العلماء‬
‫الفضالء يف جواز التوسل بالنيب صلى اهلل عليه وسلم بعد وفاته مسيتها ‪ (( :‬أقوال‬
‫العلماء الربانيني جبواز التوسل باألنبياء والصاحلني ))‪ .‬فلريجع إليها من يبتغي زيادة‬
‫بيان‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫اللهم إنا مند إليك أكف الفاقة واالفتقار‪ ،‬أن متحو‪ 111‬من‬
‫صحائفنا ما سطرته يد األوزار‪ ،‬فإنا يف كثري مما تقدم واقفون‪ ،‬ولنواهيك‬
‫مرتكبون‪ ،‬وحنمدك أوال وآخرا‪ ،‬باطنا وظاهرا‪ ،‬ونصلى ونسلم على رسولك‬
‫حممد سيد املرسلني‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‪ ،‬كلما ذكره الذاكرون‪،‬‬
‫وغفل عن ذكره الغافلون‪ ،‬ونسألك أن ترزقنا جباههم حسن اخلتام‪ ،‬وأن‬
‫تدخلنا حببهم دار السالم بسالم‪.‬‬

‫جاء‪ 117‬الفراغ عد عام خيتم ‪ ....‬ما قد مجعته وريب أعلم‬

‫وآن‪ 115‬أفقر عباد اهلل ‪ .......‬أمحد دحالن بن عبد اهلل‬

‫‪ -‬انتهى ‪-‬‬

‫‪ 111‬يف األصل "متحوا"‪ ،‬والصحيح ما أثبته هنا‬


‫‪ 117‬قوله ‪ (( :‬جاء إخل )) من حبر الرجز‬
‫‪ 115‬آن لغة يف (أنا) الضمري املنفصل كما يف األمشوين‪ ،‬وعبارته ‪ :‬والرابعة "آن" مبدة‬
‫بعد اهلمزة‪ ،‬قال الناظم من قال"آن" فإنه قلب "أنا" كما قال بعض العرب‪" :‬راء"‬
‫يف "رأى"‪( .‬مؤلف)‪ .‬انظر (شرح األمشوين على ألفية ابن مالك ‪)11/1 :‬‬

‫قال أحقر الناس يف سوكابومي أبو سابق سوفريانتو القدسي ‪ :‬هذا آخر ما‬
‫يسره اهلل يل من حتقيق هذه الرسالة القيمة‪ ،‬جبهد متواضع من خالل تواجه األعمال‬
‫املشغلة‪ ،‬ونسأل اهلل سبحانه وتعاىل أن يغفر ما يل من األخطاء‪ ،‬وينفع هبذا التحقيق‬
‫املسلمني القراء‪ ،‬إنه على ذلك قدير‪ ،‬وباإلجابة جدير‪ ،‬وصلى اهلل على نبينا حممد‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫مراجع لتحقيق هذا الكتاب‬
‫القاأن الكامي‬ ‫‪)1‬‬
‫االحسان يف تقايب حصيح ابن حبان ‪ :‬محمد بن حبان بن أمحد بن حبان بن معاذ بن َم ْعبدَ ‪ ،‬المتميي‪ ،‬أبو‬ ‫‪)2‬‬
‫حامت‪ ،‬ادلاريم‪ ،‬البُس يت (املتوىف‪353 :‬هـ)‪ ،‬تاتيب‪ :‬المري عالء ادلين عيل بن بلبان الفاريس (املتوىف‪:‬‬
‫‪ 739‬هـ)‪ ،‬حققه وخاج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬شعيب الرنؤوط‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الاساةل‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1341 ،‬هـ ‪ 1911 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪11 :‬‬
‫االحاكم يف أصول الحاكم ‪ :‬أبو احلسن س يد ادلين عيل بن أيب عيل بن محمد بن سامل الثعليب المدي‬ ‫‪)3‬‬
‫(املتوىف‪131 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد الازاق عفيفي‪ ،‬النارش‪ :‬املكتب االساليم‪ ،‬بريوت‪ -‬دمشق‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫عدد الجزاء‪3 :‬‬
‫احياء علوم ادلين ‪ :‬أبو حامد محمد بن محمد الغزايل الطويس (املتوىف‪545 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار املعافة –‬ ‫‪)3‬‬
‫بريوت‪ ،‬عدد الجزاء‪3 :‬‬
‫ُْس ْوجِ ادي اخلااساين‪ ،‬أبو بكا البهيقي‬ ‫الداب للبهيقي ‪ :‬أمحد بن احلسني بن عيل بن موىس اخل ْ َ‬ ‫‪)5‬‬
‫(املتوىف‪351 :‬هـ)‪ ،‬اعتىن به وعلق عليه‪ :‬أبو عبد هللا السعيد املندوه‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الكتب‬
‫الثقافية‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1341 ،‬هـ ‪ 1911 -‬م‬
‫االدراك لضعف أدةل التنباك ‪ :‬محمد بن اسامعيل الصنعاين (‪ 1112‬هـ)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬د‪ .‬فااس جميد عبد‬ ‫‪)1‬‬
‫هللا‪ ،‬د‪ .‬جماهد محمود اسامعيل‪ ،‬املؤمتا العلمي الثاين للكية العلوم االسالمية‪ ،‬الامادي‬
‫ارشاد االخوان لبيان رشب القهوة وادلخان ‪ :‬أحسان بن محمد دحالن اعمجبييس (ت ‪ 1331 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)7‬‬
‫فوس تااك علمو س ين سلفية‬
‫ارشاد الساري لرشح حصيح البخاري ‪ :‬أمحد بن محمد بن أىب بكا بن عبد املكل القسطالين القتييب‬ ‫‪)1‬‬
‫املرصي‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬شهاب ادلين (املتوىف‪923 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬املطبعة الكربى المريية‪ ،‬مرص‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬السابعة‪ 1323 ،‬هـ‪ ،‬عدد الجزاء‪14 :‬‬
‫ارشاد السائل اىل دالئل املسائل يف مضن مجموعة الاسائل السلفية ‪ :‬محمد بن عيل الشواكين (ت ‪:‬‬ ‫‪)9‬‬
‫‪ 1254‬هـ)‪،‬حتقيق ‪ :‬خادل عبد اللطيف الس بع العلمي‪ ،‬دار الكتاب العايب‬
‫أس ىن املطالب يف رشح روض الطالب ‪ :‬زكااي بن محمد بن زكااي النصاري‪ ،‬زين ادلين أبو حيىي‬ ‫‪)14‬‬
‫السنييك (املتوىف‪921 :‬هـ)‪ ،‬عدد الجزاء‪ ،3 :‬النارش‪ :‬دار الكتاب االساليم‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‬
‫وبدون اترخي‬
‫الش باه والنظائا ‪ :‬عبد الامحن بن أيب بكا‪ ،‬جالل ادلين الس يوطي (املتوىف‪911 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬ ‫‪)11‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1311 ،‬هـ ‪1994 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪1 :‬‬
‫أصول الْسخيس ‪ :‬محمد بن أمحد بن أيب سهل مشس المئة الْسخيس (املتوىف‪313 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬ ‫‪)12‬‬
‫الكتب العلمية بريوت لبنان‪ ،‬الطبعة الاوىل ‪ 1313‬هـ‪ 1993 -‬م‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫أ ُصو ُل ا ِلفق ِه اذلي ال ي ََس ُع ال َف ِقي ِه ََج َ ُل ‪ :‬عياض بن ظايم بن عوض السلمي‪ ،‬النارش‪ :‬دار التدماية‪،‬‬ ‫‪)13‬‬
‫الاايض ‪ -‬اململكة العابية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1321 ،‬هـ ‪ 2445 -‬م‬
‫اعانة الطالبني عىل حل ألفاظ فتح املعني ‪ :‬أبو بكا (املشهور ابلبكاي) عامثن بن محمد شطا ادلمياطي‬ ‫‪)13‬‬
‫الشافعي (املتوىف‪1314 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا للطباعة والنرش والتوريع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1311 ،‬‬
‫هـ ‪ 1997 -‬م‬
‫العالم ‪ :‬خري ادلين بن محمود بن محمد بن عيل بن فارس‪ ،‬الزرلكي ادلمشقي (املتوىف‪1391 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)15‬‬
‫النارش‪ :‬دار العمل للماليني‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة عرش ‪ -‬أاير ‪ /‬مايو ‪ 2442‬م‬
‫االعالم بقواطع االسالم ‪ :‬أمحد بن جحا الهيمتي‪ ،‬املطبعة الوهبية الهبية‪ ،‬تصحيح محمد البلييس‪1292 ،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫هـ‬
‫االقناع يف حل ألفاظ أيب جشاع ‪ :‬مشس ادلين‪ ،‬محمد بن أمحد اخلطيب الرشبيين الشافعي (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)17‬‬
‫‪977‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬مكتب البحوث وادلراسات ‪ -‬دار الفكا‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا – بريوت‪ ،‬عدد‬
‫الجزاء‪1 × 2 :‬‬
‫الم ‪ :‬الشافعي أبو عبد هللا محمد بن ادريس بن العباس بن عامثن بن شافع بن عبد املطلب بن عبد‬ ‫‪)11‬‬
‫مناف املطليب القايش امليك (املتوىف‪243 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار املعافة – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‪،‬‬
‫س نة النرش‪1314 :‬هـ‪1994/‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪1 :‬‬
‫الجنم الزاهاات عىل حل ألفاظ الورقات يف أصول الفقه ‪ :‬مشس ادلين محمد بن عامثن بن عيل املارديين‬ ‫‪)19‬‬
‫الشافعي (املتوىف‪171 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد الكامي بن عيل محمد بن المنةل‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة الاشد –‬
‫الاايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1999 ،‬م‬
‫النوار لعامل الباار ‪ :‬يوسف بن ابااهمي الاردبييل (ت ‪ 779 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬خلف مفيض املطلق‪،‬‬ ‫‪)24‬‬
‫حسني عبد هللا العيل‪ ،‬دار الضياء‪ ،‬الطبعة الاوىل ‪ 1323 ،‬هـ‬
‫ايضاح املكنون يف اذليل عىل كشف الظنون ‪ :‬مصطفى بن عبدهللا القسطنطيين الاويم احلنفي‪،‬‬ ‫‪)21‬‬
‫س نة الوالدة ‪ /1417‬س نة الوفاة ‪ ،1417‬النارش دار الكتب العلمية‪ ،‬س نة النرش ‪– 1313‬‬
‫‪ ،1992‬ماكن النرش بريوت‪ ،‬عدد الجزاء ‪1‬‬
‫حبا العلوم ‪ :‬أبو الليث نرص بن محمد بن ابااهمي السماقندي الفقيه احلنفي‪ ،‬عدد الجزاء ‪ ،3 :‬دار‬ ‫‪)22‬‬
‫النرش ‪ :‬دار الفكا – بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬محمود مطايج‬
‫البحا احمليط يف أصول الفقه ‪ :‬أبو عبد هللا بدر ادلين محمد بن عبد هللا بن هبادر الزركيش (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)23‬‬
‫‪793‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ /‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪1321 :‬هـ ‪2444 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫بغية املسرتشدين ‪ :‬عبد الامحن بن محمد بن حسني بن دما ابعلوي‪ ،‬دار النرش ‪ :‬دار الفكا‪ ،‬عدد‬ ‫‪)23‬‬
‫الجزاء ‪1 /‬‬

‫‪177‬‬
‫البيان يف مذهب االمام الشافعي ‪ :‬أبو احلسني حيىي بن أيب اخلري بن سامل العمااين الميين الشافعي‬ ‫‪)25‬‬
‫(املتوىف‪551 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬قامس محمد النوري‪ ،‬النارش‪ :‬دار املهناج – جدة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1321 ،‬‬
‫هـ‪ 2444 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪13 :‬‬
‫الازاق احلسيين‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬امللقّب‬ ‫اتج العاوس من جواها القاموس ‪ :‬محمّد بن محمّد بن عبد ّ‬ ‫‪)21‬‬
‫مباتىض‪َّ ،‬الزبيدي (املتوىف‪1245 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬مجموعة من احملققني‪ ،‬النارش‪ :‬دار الهداية‬
‫التارخي الكبري املعاوف بتارخي ابن أيب خيمثة ‪ :‬أبو بكا أمحد بن أيب خيمثة (املتوىف‪279 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪:‬‬ ‫‪)27‬‬
‫صالح بن فتحي هالل‪ ،‬النارش‪ :‬الفاروق احلديثة للطباعة والنرش – القاهاة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1327 ،‬‬
‫هـ ‪ 2441 -‬م‪ ،‬عدد اجملدلات‪3 :‬‬
‫تأويالت أهل الس نة ‪ :‬محمد بن محمد بن محمود‪ ،‬أبو منصور املاتايدي (املتوىف‪333 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪)21‬‬
‫جمدي ابسلوم‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1321 ،‬هـ ‪ 2445 -‬م‪،‬‬
‫عدد الجزاء‪14 :‬‬
‫حتذيا الثقات من ألك الكفتة والقات يف مضن الفتاوى الفقهية الكربى ‪ :‬أمحد بن محمد بن عيل بن جحا‬ ‫‪)29‬‬
‫الهيمتي السعدي النصاري‪ ،‬شهاب ادلين ش يخ االسالم‪ ،‬أبو العباس (املتوىف‪973 :‬هـ)‪ ،‬مجعها‪ :‬تلميذ‬
‫ابن جحا الهيمتي‪ ،‬الش يخ عبد القادر بن أمحد بن عيل الفاكهيي امليك (التوىف ‪ 912‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة‬
‫االسالمية‪ ،‬عدد الجزاء‪3 :‬‬
‫حتفة احلبيب عىل رشح اخلطيب (البجرييم عىل اخلطيب) ‪ :‬سل امن بن محمد بن دما البجرييم‬ ‫‪)34‬‬
‫الشافعي‪ ،‬دار النرش‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ /‬لبنان ‪1317 -‬هـ ‪1991-‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪،‬‬
‫عدد الجزاء ‪5 /‬‬
‫حتفة احملتاج يف رشح املهناج ‪ :‬أمحد بن محمد بن عيل بن جحا الهيمتي‪ ،‬روجعت وحصحت‪ :‬عىل عدة‬ ‫‪)31‬‬
‫نسخ مبعافة جلنة من العلامء‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة التجارية الكربى مبرص لصاحهبا مصطفى محمد‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫بدون طبعة‪ ،‬عام النرش‪ 1357 :‬هـ ‪ 1913 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪14 :‬‬
‫حتقيق الربهان يف شأن ادلخان اذلي يرشبه الناس الن ‪ :‬ماعي بن يوسف الكايم احلنبيل ( ت ‪:‬‬ ‫‪)32‬‬
‫‪ 1433‬هـ)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن ال سلامن‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بريوت‪ 1321 ،‬هـ‬
‫التعايفات ‪ :‬عيل بن محمد بن عيل الزين الرشيف اجلاجاين (املتوىف‪111 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬ضبطه وحصحه‬ ‫‪)33‬‬
‫جامعة من العلامء ابرشاف النارش‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية بريوت –لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‬
‫‪1343‬هـ ‪1913-‬م‬
‫تفسري ابن عافة ‪ :‬محمد بن محمد ابن عافة الورمغي التونيس املاليك‪ ،‬أبو عبد هللا (املتوىف‪143 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)33‬‬
‫احملقق‪ :‬د‪ .‬حسن املناعي‪ ،‬النارش‪ :‬ماكز البحوث ابللكية الزيتونية – تونس‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1911 ،‬‬
‫م‪ ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫تفسري االمام الشافعي ‪ :‬الشافعي أبو عبد هللا محمد بن ادريس بن العباس بن عامثن بن شافع بن عبد‬ ‫‪)35‬‬
‫املطلب بن عبد مناف املطليب القايش امليك (املتوىف‪243 :‬هـ)‪ ،‬مجع وحتقيق ودراسة‪ :‬د‪ .‬أمحد بن‬

‫‪178‬‬
‫الفاان (رساةل دكتوراه)‪ ،‬النارش‪ :‬دار التدماية ‪ -‬اململكة العابية السعودية‪ ،‬الطبعة الوىل‪:‬‬ ‫مصطفى َّ‬
‫‪ 2441 - 1327‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪3 :‬‬
‫ل‬
‫تفسري السمعاين ‪ :‬أبو املظفا‪ ،‬منصور بن محمد بن عبد اجلبار ابن أمحد املاوزى السمعاين ا متميي احلنفي‬ ‫‪)31‬‬
‫مث الشافعي (املتوىف‪319 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬ايرس بن ابااهمي وغنمي بن عباس بن غنمي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الوطن‪،‬‬
‫الاايض – السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1311 ،‬هـ‪1997 -‬م‬
‫تفسري القاأن العظمي البن أيب حامت ‪ :‬أبو محمد عبد الامحن بن محمد بن ادريس بن املنذر المتميي‪،‬‬ ‫‪)37‬‬
‫احلنظيل‪ ،‬الاازي ابن أيب حامت (املتوىف‪327 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬أسعد محمد الطيب‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة نزار‬
‫مصطفى الباز ‪ -‬اململكة العابية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1319 -‬هـ‬
‫هتذيب السامء واللغة ‪ :‬أبو زكااي حميي ادلين حيىي بن رشف النووي (املتوىف‪171 :‬هـ)‬ ‫‪)31‬‬
‫هتذيب الفاوق والقواعد السنية يف الرسار الفقهية ‪ :‬للش يخ محمد بن عيل بن حسني مفىت املالكية مبكة‬ ‫‪)39‬‬
‫املكامة (‪1317‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون اترخي‪ ،‬عدد الجزاء‪3 :‬‬
‫التوقيف عىل همامت التعاريف ‪ :‬زين ادلين محمد املدعو بعبد الاؤوف بن اتج العارفني بن عيل بن زين‬ ‫‪)34‬‬
‫العابدين احلدادي مث املناوي القاهاي (املتوىف‪1431 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬عامل الكتب ‪ 31‬عبد اخلالق‬
‫ثاوت‪-‬القاهاة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1314 ،‬هـ‪1994-‬م‬
‫تيسري التحايا ‪ :‬محمد أمني بن محمود البخاري املعاوف بأمري ابدشاه احلنفي (املتوىف‪972 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪:‬‬ ‫‪)31‬‬
‫دار الفكا – بريوت‪ ،‬عدد الجزاء‪2 × 3 :‬‬
‫جامع البيان عن تأويل أي القاأن ‪ :‬محمد بن جايا بن يزيد بن كثري بن غالب الميل‪ ،‬أبو جعفا الطربي‬ ‫‪)32‬‬
‫(املتوىف‪314 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬أمحد محمد شاكا‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الاساةل‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1324 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 2444‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪23 :‬‬
‫اجلامع الصحيح سنن الرتمذي ‪ :‬محمد بن عيىس أبو عيىس الرتمذي السلمي‪ ،‬النارش‪ :‬دار احياء الرتاث‬ ‫‪)33‬‬
‫العايب – بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد محمد شاكا وأخاون‪ ،‬عدد الجزاء‪5 :‬‬
‫اجلامع الصغري من حديث البشري النذيا ‪ :‬االمام جالل ادلين عبدالامحن بن أيب بكا بن محمد بن سابق‬ ‫‪)33‬‬
‫ادلين الس يوطي‬
‫جامع العلوم واحلمك ‪ :‬أبو الفاج عبد الامحن بن أمحد بن رجب احلنبيل‪ ،‬النارش ‪ :‬دار املعافة – بريوت‪،‬‬ ‫‪)35‬‬
‫الطبعة الوىل ‪1341 ،‬ه‬
‫جامع بيان العمل وفضل ‪ :‬أبو دما يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد الرب بن عاا المناي القاطيب‬ ‫‪)31‬‬
‫(املتوىف‪313 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أيب الش بال الزهريي‪ ،‬النارش‪ :‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬اململكة العابية السعودية‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1313 ،‬هـ ‪ 1993 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫اجلامع لحاكم القاأن ‪ :‬أبو عبد هللا محمد بن أمحد بن أيب بكا بن فاح النصاري اخلزريج مشس ادلين‬ ‫‪)37‬‬
‫القاطيب (املتوىف‪ 171 :‬هـ) ‪ ،‬احملقق‪ :‬هشام مسري البخاري‪ ،‬النارش‪ :‬دار عامل الكتب‪ ،‬الاايض‪ ،‬اململكة‬
‫العابية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ 1323 :‬هـ‪ 2443 /‬م‬

‫‪179‬‬
‫جورظال أوف اندونيس يان اسالم ‪ :‬اصدار اجلامعة االسالمية االندونيس ية "سوظان أمبيل"‪ ،‬سورااباي‪،‬‬ ‫‪)31‬‬
‫‪ 2413‬م‪.‬‬
‫حاش ية ابن قامس العبادي عىل حتفة احملتاج ‪ :‬أمحد بن قامس العبادي (‪ ، )992‬النارش‪ :‬املكتبة التجارية‬ ‫‪)39‬‬
‫الكربى مبرص لصاحهبا مصطفى محمد‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‪ ،‬عام النرش‪ 1357 :‬هـ ‪ 1913 -‬م‪ ،‬عدد‬
‫الجزاء‪14 :‬‬
‫حاش ية البجرييم عىل رشح املهنج ‪ :‬سل امن بن محمد بن دما ال ُب َج ْ َري ِم ّي املرصي الشافعي (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)54‬‬
‫‪1221‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬مطبعة احلليب‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‪ ،‬اترخي النرش‪1319 :‬هـ ‪1954 -‬م‪ ،‬عدد‬
‫الجزاء‪3:‬‬
‫حاش ية الاش يدي عىل هناية احملتاج ‪ :‬أمحد بن عبد الازاق املعاوف ابملغايب الاش يدي (‪1491‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)51‬‬
‫النارش‪ :‬دار الفكا‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ط أخرية ‪1343 -‬هـ‪1913/‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪1 :‬‬
‫حاش ية الشربامليس عىل هناية احملتاج ‪ :‬نور ادلين بن عيل الشربامليس القهاي (‪1417‬هـ)‪ ،،‬النارش‪:‬‬ ‫‪)52‬‬
‫دار الفكا‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ط أخرية ‪1343 -‬هـ‪1913/‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪1 :‬‬
‫حاش ية الرشبيين عىل الغار الهبية ‪ :‬الرشبيين‪ ،‬النارش‪ :‬املطبعة املمينية‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون‬ ‫‪)53‬‬
‫اترخي‪ ،‬عدد الجزاء‪5:‬‬
‫حاش ية الرشقاوي عىل التحايا ‪ :‬الرشقاوي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬ ‫‪)53‬‬
‫حاش ية الرشواين عىل حتفة احملتاج ‪ :‬عبد امحليد الرشواين‪ ،‬روجعت وحصحت‪ :‬عىل عدة نسخ مبعافة‬ ‫‪)55‬‬
‫جلنة من العلامء‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة التجارية الكربى مبرص لصاحهبا مصطفى محمد‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‪،‬‬
‫عام النرش‪ 1357 :‬هـ ‪ 1913 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪14 :‬‬
‫حاش ية الرشواين عىل حتفة احملتاج ‪ :‬عبد امحليد الرشواين‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة التجارية الكربى مبرص‬ ‫‪)51‬‬
‫لصاحهبا مصطفى محمد‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‪ ،‬عام النرش‪ 1357 :‬هـ ‪ 1913 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪14 :‬‬
‫حاش ية الطحطاوي عىل ماايق الفالح رشح نور االيضاح ‪ :‬أمحد بن محمد بن اسامعيل الطحطاوي‬ ‫‪)57‬‬
‫احلنفي ‪ -‬تويف ‪ 1231‬هـ‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد عبد العزيز اخلادلي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية بريوت –‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة الوىل ‪1311‬هـ ‪1997 -‬م‬
‫حاش ية العطار عىل رشح اجلالل احمليل عىل مجع اجلوامع ‪ :‬حسن بن محمد بن محمود العطار الشافعي‬ ‫‪)51‬‬
‫(املتوىف‪1254 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون اترخي‪ ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫حاشيتا قليويب ودمرية ‪ :‬أمحد سالمة القليويب وأمحد الربليس دمرية‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا – بريوت‪ ،‬عدد‬ ‫‪)59‬‬
‫الجزاء‪ ،3 :‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‪1315 ،‬هـ‪1995-‬م‬
‫احلاوي الكبري ‪ :‬أبو احلسن عيل بن محمد بن محمد بن حبيب البرصي البغدادي‪ ،‬الشهري ابملاوردي‬ ‫‪)14‬‬
‫(املتوىف‪354 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬الش يخ عيل محمد معوض ‪ -‬الش يخ عادل أمحد عبد املوجود‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1319 ،‬هـ ‪ 1999-‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪19 :‬‬
‫جحا االنسان من رشب ادلخان ‪ :‬عيل بن دما بن عيل ادليويايك‪ ،‬رساةل خمطوطة‬ ‫‪)11‬‬

‫‪180‬‬
‫حمك ادلخان والطابة والتجارة فهيام والصالة خلف متعاطهيام ‪ :‬عبد احلي بن محمد بن الصديق‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪)12‬‬
‫دار البيان‪ ،‬مرص‬
‫حلية البرش يف اترخي القان الثالث عرش ‪ :‬عبد الازاق بن حسن بن ابااهمي البيطار امليداين ادلمشقي‬ ‫‪)13‬‬
‫(املتوىف‪1335 :‬هـ)‪ ،‬حققه ونسقه وعلق عليه حفيده‪ :‬محمد هبجة البيطار ‪ -‬من أعضاء مجمع اللغة‬
‫العابية‪ ،‬النارش‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1313 ،‬هـ ‪ 1993 -‬م‬
‫احلوايش املدنية ‪ :‬محمد بن سل امن الكادي الشافعي (ت ‪ 1193 :‬هـ)‪ ،‬بدون س نة الطبع‪.‬‬ ‫‪)13‬‬
‫خالصة الثا يف أعيان القان احلادي عرش ‪ :‬محمد أمني بن فضل هللا بن حمب ادلين بن محمد احمليب‬ ‫‪)15‬‬
‫امحلوي الصل‪ ،‬ادلمشقي (املتوىف‪1111 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار صادر – بريوت‪ ،‬عدد الجزاء‪3 :‬‬
‫خالصة تذهيب هتذيب الكامل يف أسامء الاجال ‪ :‬أمحد بن عبد هللا بن أيب اخلري بن عبد العلمي‬ ‫‪)11‬‬
‫اخلزريج النصاري الساعدي الميين‪ ،‬صفي ادلين (املتوىف‪ :‬بعد ‪923‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪،‬‬
‫النارش‪ :‬مكتب املطبوعات االسالمية‪/‬دار البشائا ‪ -‬حلب ‪ /‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة‪ 1311 ،‬هـ‬
‫رد احملتار عىل ادلر اخملتار ‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬محمد أمني بن دما بن عبد العزيز عابدين ادلمشقي احلنفي‬ ‫‪)17‬‬
‫(املتوىف‪1252 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1312 ،‬هـ ‪1992 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫الاوض ادلاين (املعجم الصغري) ‪ :‬سل امن بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي الشايم‪ ،‬أبو القامس‬ ‫‪)11‬‬
‫الطرباين (املتوىف‪314 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد شكور محمود احلاج أمايا‪ ،‬النارش‪ :‬املكتب االساليم ‪ ,‬دار‬
‫عامر ‪ -‬بريوت ‪ ,‬عامن‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ ،1915 – 1345 ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫روضة الطالبني ودمدة املفتني ‪ :‬أبو زكااي حميي ادلين حيىي بن رشف النووي (املتوىف‪171 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)19‬‬
‫حتقيق‪ :‬زهري الشاويش‪ ،‬النارش‪ :‬املكتب االساليم‪ ،‬بريوت‪ -‬دمشق‪ -‬عامن‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1312 ،‬هـ‬
‫‪1991 /‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪12 :‬‬
‫الزبد يف الفقه الشافعي ‪ :‬شهاب ادلين أبو العباس أمحد بن حسني بن حسن بن عيل ابن رسالن‬ ‫‪)74‬‬
‫الشافعي (املتوىف‪133 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار املعافة ‪ -‬بريوت‬
‫سنن ابن ماجه ‪ :‬ابن ماجة أبو عبد هللا محمد بن يزيد القزويين‪ ،‬وماجة امس أبيه يزيد (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)71‬‬
‫‪273‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد البايق‪ ،‬النارش‪ :‬دار احياء الكتب العابية ‪ -‬فيصل عيىس البايب‬
‫احلليب‪ ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫سنن أيب داود ‪ :‬أبو داود سل امن بن الشعث السجس تاين‪ ،‬النارش ‪ :‬دار الكتاب العايب ـ بريوت‪،‬‬ ‫‪)72‬‬
‫عدد الجزاء ‪3 :‬‬
‫سنن ادلارقطين ‪ :‬أبو احلسن عيل بن دما بن أمحد بن همدي بن مسعود بن النعامن بن دينار البغدادي‬ ‫‪)73‬‬
‫ادلارقطين (املتوىف‪315 :‬هـ)‪ ،‬حققه وضبط نصه وعلق عليه‪ :‬شعيب الارنؤوط‪ ،‬حسن عبد املنعم‬
‫شليب‪ ،‬عبد اللطيف حاز هللا‪ ،‬أمحد باهوم‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الاساةل‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الوىل‪ 1323 ،‬هـ ‪ 2443 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪5 :‬‬

‫‪181‬‬
‫ُْس ْوجِ ادي اخلااساين‪ ،‬أبو بكا البهيقي‬
‫السنن الكربى ‪ :‬أمحد بن احلسني بن عيل بن موىس اخل ْ َ‬ ‫‪)73‬‬
‫(املتوىف‪351 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنات‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثالثة‪ 1323 ،‬هـ ‪ 2443 -‬م‬
‫رشح المري املاليك عىل اجملموعة يف املذهب املاليك ‪ :‬محمد المري املاليك‪ ،‬حتقيق ‪ :‬محمد محمود ودل محمد‬ ‫‪)75‬‬
‫المني‪ ،‬مكتبة االمام ماكل‪ ،‬الطبعة الوىل‪ 1321 ،‬ه‬
‫رشح التلوحي عىل التوضيح ‪ :‬سعد ادلين مسعود بن دما التفتازاين (املتوىف‪793 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة‬ ‫‪)71‬‬
‫صبيح مبرص‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون اترخي‪ ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫رشح القواعد الفقهية ‪ :‬أمحد بن الش يخ محمد الزرقا [‪1215‬هـ ‪1357 -‬هـ]‪ ،‬حصحه وعلق عليه‪:‬‬ ‫‪)77‬‬
‫مصطفى أمحد الزرقا‪ ،‬النارش‪ :‬دار القمل ‪ -‬دمشق ‪ /‬سوراي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1349 ،‬هـ ‪1919 -‬م‬
‫رشح خمترص الاوضة ‪ :‬سل امن بن عبد القوي بن الكامي الطويف الرصرصي‪ ،‬أبو الابيع‪ ،‬جنم ادلين‬ ‫‪)71‬‬
‫(املتوىف ‪711 :‬هـ)‪ ،‬احملقق ‪ :‬عبد هللا بن عبد احملسن الرتيك‪ ،‬النارش ‪ :‬مؤسسة الاساةل‪ ،‬الطبعة ‪:‬‬
‫الوىل ‪ 1347 ،‬هـ ‪ 1917 /‬م‪ ،‬عدد الجزاء ‪3 :‬‬
‫رشح خمترص خليل للخايش حباش ية العدوي ‪ :‬محمد بن عبد هللا اخلايش املاليك أبو عبد هللا (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)79‬‬
‫‪1141‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا للطباعة – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون اترخي‪ ،‬عدد الجزاء‪1 :‬‬
‫شعب االميان ‪ :‬أبو بكا أمحد بن احلسني البهيقي‪ ،‬النارش ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‬ ‫‪)14‬‬
‫حاش ية البيجوري عىل رشح ابن قامس ‪ :‬ابااهمي البيجوري الشافعي‪ ،‬تصحيح ‪ :‬محمد عبد السالم‬ ‫‪)11‬‬
‫شاهني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1324 ،‬‬
‫حصيح البخاري ‪ :‬محمد بن اسامعيل أبو عبدهللا البخاري اجلعفي‪ ،‬النارش‪ :‬دار ابن كثري‪ ،‬ال اممة –‬ ‫‪)12‬‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1917 – 1347 ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬مصطفى ديب البغا أس تاذ احلديث وعلومه يف‬
‫لكية الرشيعة ‪ -‬جامعة دمشق‪ ،‬عدد الجزاء‪1 :‬‬
‫الصلح بني االخوان يف حمك اابحة ادلخان ‪ :‬عبد الغين بن اسامعيل النابليس احلنفي‪ ،‬رساةل خمطوطة‪.‬‬ ‫‪)13‬‬
‫ضوء الشموع برشح اجملموع حباش ية العدوي ‪ :‬محمد المري املاليك‪ ،‬املكتبة الازهاية للرتاث‪ ،‬مرص‬ ‫‪)13‬‬
‫طبقات املفْسين ‪ :‬محمد بن عيل بن أمحد‪ ،‬مشس ادلين ادلاوودي املاليك (املتوىف‪935 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪:‬‬ ‫‪)15‬‬
‫دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬راجع النسخة وضبط أعالهما‪ :‬جلنة من العلامء ابرشاف النارش‪ ،‬عدد‬
‫الجزاء‪2 :‬‬
‫طبقات خليفة بن خياط ‪ :‬أبو دماو خليفة بن خياط بن خليفة الشيباين العصفاي البرصي (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)11‬‬
‫‪234‬هـ)‪ ،‬رواية‪ :‬أيب دماان موىس بن زكااي بن حيىي التسرتي (ت ق ‪ 3‬هـ) ‪ ،‬محمد بن أمحد بن محمد‬
‫الزدي (ت ق ‪ 3‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د سهيل زاكر‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬س نة‬
‫النرش‪ 1313 :‬هـ = ‪ 1993‬م‬
‫العجاةل يف الحاديث املسلسةل ‪ :‬عمل ادلين أبو الفيض محمد ايسني بن محمد عيىس الفاداين امليك‬ ‫‪)17‬‬
‫(املتوىف‪1311 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار البصائا – دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1915 ،‬‬

‫‪182‬‬
‫عمل أصول الفقه ‪ :‬عبد الوهاب خالف (املتوىف ‪1375 :‬هـ)‪ ،‬النارش ‪ :‬مكتبة ادلعوة ‪ -‬ش باب الزها‬ ‫‪)11‬‬
‫(عن الطبعة الثامنة دلار القمل)‪ ،‬الطبعة ‪ :‬عن الطبعة الثامنة دلار القمل‬
‫غاية البيان رشح زبد ابن رسالن ‪ :‬مشس ادلين محمد بن أيب العباس أمحد بن محزة شهاب ادلين الاميل‬ ‫‪)19‬‬
‫(املتوىف‪1443 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار املعافة ‪ -‬بريوت‬
‫غاية البيان حلل رشب ما ال يغيب العقل من ادلخان ‪ :‬عيل بن محمد الَجوري املاليك‪ ،‬رساةل خمطوطة‪.‬‬ ‫‪)94‬‬
‫غاية الوصول يف رشح لب الصول ‪ :‬زكااي بن محمد بن أمحد بن زكااي النصاري‪ ،‬زين ادلين أبو حيىي‬ ‫‪)91‬‬
‫السنييك (املتوىف‪921 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العابية الكربى‪ ،‬مرص (أحصاهبا‪ :‬مصطفى البايب احلليب‬
‫وأخويه)‬
‫الغار الهبية يف رشح الهبجة الوردية ‪ :‬زكااي بن محمد بن أمحد بن زكااي النصاري‪ ،‬زين ادلين أبو حيىي‬ ‫‪)92‬‬
‫السنييك (املتوىف‪921 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬املطبعة املمينية‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون اترخي‪ ،‬عدد‬
‫الجزاء‪5:‬‬
‫مغز عيون البصائا يف رشح الش باه والنظائا ‪ :‬أمحد بن محمد ميك‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬شهاب ادلين احلسيين‬ ‫‪)93‬‬
‫امحلوي احلنفي (املتوىف‪1491 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1345 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1915‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪3:‬‬
‫فتاوى االمام الس بيك ‪ :‬أبو احلسن تقي ادلين عيل بن عبد الاكيف الس بيك (املتوىف‪751 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪:‬‬ ‫‪)93‬‬
‫دار املعارف‪ ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫الفتاوى احلديثية ‪ :‬أمحد بن محمد بن عيل بن جحا الهيمتي السعدي النصاري‪ ،‬شهاب ادلين ش يخ‬ ‫‪)95‬‬
‫االسالم‪ ،‬أبو العباس (املتوىف‪973 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا‬
‫فتاوى الاميل ‪ :‬شهاب ادلين أمحد بن محزة النصاري الاميل الشافعي (املتوىف‪957 :‬هـ)‪ ،‬مجعها‪ :‬ابنه‪،‬‬ ‫‪)91‬‬
‫مشس ادلين محمد بن أيب العباس أمحد بن محزة شهاب ادلين الاميل (املتوىف‪1443 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫املكتبة االسالمية‪ ،‬عدد الجزاء‪3 :‬‬
‫فتاوى الش يخ الكادي ‪ :‬محمد بن سل امن الكادي الشافعي‪ ،‬هبامشها فتاوى الش يخ محمد صاحل الائيس‪،‬‬ ‫‪)97‬‬
‫الطبعة الوىل‬
‫فتاوى الش يخ محمد صاحل الائيس يف مضن كتاب قاة العني بفتاوى علامء احلامني ‪ :‬تصحيح محمد عيل بن‬ ‫‪)91‬‬
‫حسني املاليك‪ ،‬مطبعة مصطفى محمد‪ ،‬مرص الطبعة الوىل‪ 1351 ،‬هـ‬
‫الفتاوى الفقهية الكربى ‪ :‬أمحد بن محمد بن عيل بن جحا الهيمتي السعدي النصاري‪ ،‬شهاب ادلين ش يخ‬ ‫‪)99‬‬
‫االسالم‪ ،‬أبو العباس (املتوىف‪973 :‬هـ)‪ ،‬مجعها‪ :‬تلميذ ابن جحا الهيمتي‪ ،‬الش يخ عبد القادر بن أمحد بن‬
‫عيل الفاكهيي امليك (التوىف ‪ 912‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة االسالمية‪ ،‬عدد الجزاء‪3 :‬‬
‫فتاوى ورسائل سامحة الش يخ محمد بن ابااهمي بن عبد اللطيف أل الش يخ ‪ :‬محمد بن ابااهمي بن عبد‬ ‫‪)144‬‬
‫اللطيف أل الش يخ (املتوىف‪1319 :‬هـ)‪ ،‬مجع وتاتيب وحتقيق‪ :‬محمد بن عبد الامحن بن قامس‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫مطبعة احلكومة مبكة املكامة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1399 ،‬هـ‪ ،‬عدد الجزاء‪13 :‬‬

‫‪183‬‬
‫فتح الباري رشح حصيح البخاري ‪ :‬أمحد بن عيل بن جحا أبو الفضل العسقالين الشافعي‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬ ‫‪)141‬‬
‫املعافة ‪ -‬بريوت‪ ،1379 ،‬رمق كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬محمد فؤاد عبد البايق‪ ،‬قام ابخااجه وحصحه‬
‫وأرشف عىل طبعه‪ :‬حمب ادلين اخلطيب‪ ،‬عليه تعليقات العالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز‪ ،‬عدد‬
‫الجزاء‪13 :‬‬
‫فتح اجلواد برشح االرشاد‪ :‬ابن جحا الهيمتي الشافعي (ت ‪ 973 :‬هـ)‪ ،‬تصحيح ‪ :‬عبد اللطيف حسن‬ ‫‪)142‬‬
‫عبد الامحن‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الوىل‪ 2445 ،‬م‬
‫فتح العزيز برشح الوجزي ‪ :‬عبد الكامي بن محمد الاافعي القزويين (املتوىف‪123 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا‬ ‫‪)143‬‬
‫فتح القديا ‪ :‬كامل ادلين محمد بن عبد الواحد الس يوايس املعاوف اببن اهلامم (املتوىف‪111 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)143‬‬
‫النارش‪ :‬دار الفكا‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون اترخي‪ ،‬عدد الجزاء‪14 :‬‬
‫الفتح املبني برشح الربعني ‪ :‬أمحد بن جحا الهيمتي الشافعي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬عدد الصفحة‬ ‫‪)145‬‬
‫‪217‬‬
‫فتح اجمليد يف بيان التقليد ‪ :‬أمحد دحالن الفاجيتاين اجلاوي (ت ‪ ،)1111 :‬حتقيق ‪ :‬أيب سابق‬ ‫‪)141‬‬
‫سوفااينتو القديس‪ ،‬بدون ماكن الطبع‪ 2413 ،‬م‬
‫فتح املعني برشح قاة العني مبهامت ادلين ‪ :‬زين ادلين أمحد بن عبد العزيز بن زين ادلين بن عيل بن‬ ‫‪)147‬‬
‫أمحد املعربي املليباري الهندي (املتوىف‪917 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار بن حزم‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‬
‫فتح الوهاب برشح مهنج الطالب ‪ :‬زكااي بن محمد بن أمحد بن زكااي النصاري‪ ،‬زين ادلين أبو حيىي‬ ‫‪)141‬‬
‫السنييك (املتوىف‪921 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا للطباعة والنرش‪ ،‬الطبعة‪1313 :‬هـ‪1993/‬م‪ ،‬عدد‬
‫الجزاء‪2 :‬‬
‫فتوحات الوهاب بتوضيح رشح مهنج الطالب ‪ :‬سل امن بن دما بن منصور العجييل الزهاي‪،‬‬ ‫‪)149‬‬
‫املعاوف ابعمجل (املتوىف‪1243 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون اترخي‪ ،‬عدد‬
‫الجزاء‪5:‬‬
‫فهاس الفهارس ‪ :‬محمد َع ْبد احل َّي بن عبد الكبري ابن محمد احلس ين االدرييس‪ ،‬املعاوف بعبد احلي‬ ‫‪)114‬‬
‫الكتاين (املتوىف‪1312 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬احسان عباس‪ ،‬النارش‪ :‬دار الغاب االساليم ‪ -‬بريوت ص‪ .‬ب‪:‬‬
‫‪ ،5717/113‬الطبعة‪ ،1912 ،2 :‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫فيض القديا برشج اجلامع الصغري ‪ :‬زين ادلين محمد املدعو بعبد الاؤوف بن اتج العارفني بن عيل بن‬ ‫‪)111‬‬
‫زين العابدين احلدادي مث املناوي القاهاي (املتوىف‪1431 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة التجارية الكربى –‬
‫مرص‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ ،1351 ،‬عدد الجزاء‪1 :‬‬
‫قاة العني بفتاوى علامء احلامني ‪ :‬تصحيح محمد عيل بن حسني املاليك‪ ،‬مطبعة مصطفى محمد‪ ،‬مرص‬ ‫‪)112‬‬
‫الطبعة الوىل‪ 1351 ،‬هـ‬

‫‪184‬‬
‫قواطع الدةل يف الصول ‪ :‬أبو املظفا‪ ،‬منصور بن محمد بن عبد اجلبار ابن أمحد املاوزى السمعاين‬ ‫‪)113‬‬
‫المتميي احلنفي مث الشافعي (املتوىف‪319 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد حسن محمد حسن اسامعيل الشافعي‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1311 ،‬هـ‪1999/‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫الكتاب املصنف يف الحاديث والاثر ‪ :‬أبو بكا بن أيب شيبة‪ ،‬عبد هللا بن محمد بن ابااهمي بن عامثن بن‬ ‫‪)113‬‬
‫خواس يت العبيس (املتوىف‪235 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬كامل يوسف احلوت‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة الاشد – الاايض‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الوىل‪ ،1349 ،‬عدد الجزاء‪7 :‬‬
‫كشف الظنون عن أسايم الكتب والفنون ‪ :‬مصطفى بن عبد هللا اكتب جليب القسطنطيين املشهور‬ ‫‪)115‬‬
‫ابمس حايج خليفة أو احلاج خليفة (املتوىف‪1417 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة املثىن ‪ -‬بغداد ‪ ،‬اترخي النرش‪:‬‬
‫‪1931‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪1 :‬‬
‫كف الاعاع عن حمامات اللهو والسامع ‪ :‬أمحد بن محمد بن عيل بن جحا الهيمتي السعدي النصاري‪،‬‬ ‫‪)111‬‬
‫شهاب ادلين ش يخ االسالم‪ ،‬أبو العباس (املتوىف‪973 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد امحليد الزهاي‬
‫كفاية الخيار يف حل غاية االختصار ‪ :‬أبو بكا بن محمد بن عبد املؤمن بن حايز بن معىل احلسيين‬ ‫‪)117‬‬
‫احلصين‪ ،‬تقي ادلين الشافعي (املتوىف‪129 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عيل عبد امحليد بلطجي ومحمد وهيب سل امن‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار اخلري – دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1993 ،‬‬
‫اللكيات ‪ :‬أيوب بن موىس احلسيين القاميي الكفوي‪ ،‬أبو البقاء احلنفي (املتوىف‪1493 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪:‬‬ ‫‪)111‬‬
‫عدظان درويش ‪ -‬محمد املرصي‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الاساةل ‪ -‬بريوت‬
‫لطائف االشارات = تفسري القشريي ‪ :‬عبد الكامي بن هوازن بن عبد املكل القشريي (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)119‬‬
‫‪315‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬ابااهمي البس يوين‪ ،‬النارش‪ :‬الهيئة املرصية العامة للكتاب – مرص‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‬
‫اجملموع رشح املهذب ((مع تمكةل الس بيك واملطيعي)) ‪ :‬أبو زكااي حميي ادلين حيىي بن رشف النووي‬ ‫‪)124‬‬
‫(املتوىف‪171 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا‬
‫حسن أ ُل ُ َدم ِ ّ ٍري‪،‬‬
‫مجموعة الفوائد الهبية عىل منظومة القواعد الفقهية ‪ :‬أبو ُمح َّم ٍد‪ ،‬صا ُحل ُبن ُمح َّم ٍد ِبن ٍ‬ ‫‪)121‬‬
‫طاين‪ ،‬اعتىن ابخااَجا‪ :‬متعب بن مسعود اجلعيد‪ ،‬النارش‪ :‬دار الصميعي للنرش والتوزيع‪،‬‬ ‫مساي‪ ،‬الق ْح ُّ‬
‫ال ُّ‬
‫اململكة العابية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1324 ،‬هـ ‪ 2444 -‬م‬
‫املدخل اىل دراسة املذاهب الفقهية ‪ :‬عىل مجعة محمد عبد الوهاب‪ ،‬النارش‪ :‬دار السالم – القاهاة‪،‬‬ ‫‪)122‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية ‪ 1322 -‬هـ ‪ 2441 -‬م‬
‫املس تدرك عىل الصحيحني ‪ :‬االمام احلافظ أبو عبد هللا احلامك النيسابوري (‪ 345‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬ ‫‪)123‬‬
‫املعافة – بريوت‪ ،‬ابرشاف‪ :‬د‪ .‬يوسف املاعشيل‪.‬‬
‫مس ند االمام أمحد بن حنبل ‪ :‬أبو عبد هللا أمحد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين‬ ‫‪)123‬‬
‫(املتوىف‪231 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬شعيب الرنؤوط ‪ -‬عادل ماشد‪ ،‬وأخاون‪ ،‬ارشاف‪ :‬د عبد هللا بن عبد‬
‫احملسن الرتيك‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الاساةل‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1321 ،‬هـ ‪ 2441 -‬م‬

‫‪185‬‬
‫املس ند الصحيح اخملترص بنقل العدل عن العدل اىل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ‪ :‬مسمل بن‬ ‫‪)125‬‬
‫احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري (املتوىف‪211 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد فؤاد عبد البايق‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫احياء الرتاث العايب – بريوت‪ ،‬عدد الجزاء‪5 :‬‬
‫مطالب أويل الهنيى يف رشح غاية املنهتيى ‪ :‬مصطفى بن سعد بن عبده الس يوطي شهاة‪ ،‬الاحيباىن‬ ‫‪)121‬‬
‫مودلا مث ادلمشقي احلنبيل (املتوىف‪1233 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬املكتب االساليم‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1315 ،‬هـ‬
‫‪1993 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪1:‬‬
‫املعجم الوسط ‪ :‬سل امن بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي الشايم‪ ،‬أبو القامس الطرباين (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)127‬‬
‫‪314‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬طارق بن عوض هللا بن محمد ‪ ,‬عبد احملسن بن ابااهمي احلسيين‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫احلامني – القاهاة‪ ،‬عدد الجزاء‪14 :‬‬
‫املعجم الكبري ‪ :‬سل امن بن أمحد بن أيوب أبو القامس الطرباين‪ ،‬النارش ‪ :‬مكتبة العلوم واحلمك –‬ ‫‪)121‬‬
‫املوصل‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1913 – 1343 ،‬حتقيق ‪ :‬محدي بن عبداجمليد السلفي‪ ،‬عدد الجزاء ‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫معجم املطبوعات العابية واملعابة ‪ :‬يوسف بن اليان بن موىس رسكيس (املتوىف‪1351 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪:‬‬ ‫‪)129‬‬
‫مطبعة رسكيس مبرص ‪ 1331‬هـ ‪ 1921 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪2:‬‬
‫معجم املؤلفني ‪ :‬دما بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغين كحاةل ادلمشق (املتوىف‪1341 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)134‬‬
‫النارش‪ :‬مكتبة املثىن ‪ -‬بريوت‪ ،‬دار احياء الرتاث العايب بريوت‪ ،‬عدد الجزاء‪13 :‬‬
‫املعجم الوس يط ‪ :‬مجمع اللغة العابية ابلقاهاة (ابااهمي مصطفى ‪ /‬أمحد الزايت ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬محمد‬ ‫‪)131‬‬
‫النجار)‪ ،‬النارش‪ :‬دار ادلعوة‬
‫مغين احملتاج اىل معافة معاين ألفاظ املهناج ‪ :‬مشس ادلين‪ ،‬محمد بن أمحد اخلطيب الرشبيين الشافعي‬ ‫‪)132‬‬
‫(املتوىف‪977 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1315 ،‬هـ ‪1993 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫املقاصد احلس نة يف بيان كثري من الحاديث املش هتاة عىل اللس نة ‪ :‬مشس ادلين أبو اخلري محمد بن‬ ‫‪)133‬‬
‫عبد الامحن بن محمد السخاوي (املتوىف‪942 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد عامثن اخلشت‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتاب‬
‫العايب – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1345 ،‬هـ ‪1915 -‬م‬
‫املقتىن يف رسد الكىن ‪ :‬مشس ادلين أبو عبد هللا محمد بن أمحد بن عامثن بن قَايْامز اذلهيب (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)133‬‬
‫‪731‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد صاحل عبد العزيز املااد‪ ،‬النارش‪ :‬اجمللس العلمي ابجلامعة االسالمية‪ ،‬املدينة‬
‫املنورة‪ ،‬اململكة العابية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1341 ،‬هـ‪ ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫املنثور يف القواعد الفقهية ‪ :‬أبو عبد هللا بدر ادلين محمد بن عبد هللا بن هبادر الزركيش (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)135‬‬
‫‪793‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬وزارة الوقاف الكويتية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1345 ،‬هـ ‪1915 -‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪3 :‬‬
‫مهناج الطالبني ودمدة املفتني ‪ :‬أبو زكااي حميي ادلين حيىي بن رشف النووي (املتوىف‪171 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪:‬‬ ‫‪)131‬‬
‫عوض قامس أمحد عوض‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1325 ،‬هـ‪2445/‬م‬

‫‪186‬‬
‫املهناج القومي ‪ :‬أمحد بن محمد بن عيل بن جحا الهيمتي السعدي النصاري‪ ،‬شهاب ادلين ش يخ االسالم‪،‬‬ ‫‪)137‬‬
‫أبو العباس (املتوىف‪973 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل ‪1324‬هـ‪2444-‬م‬
‫املهناج رشح حصيح مسمل بن احلجاج ‪ :‬أبو زكااي حميي ادلين حيىي بن رشف النووي (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)131‬‬
‫‪171‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار احياء الرتاث العايب – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،1392 ،‬عدد الجزاء‪11 :‬‬
‫موارد الظمأن اىل زوائد ابن حبان ‪ :‬أبو احلسن نور ادلين عيل بن أيب بكا بن سل امن الهيمثي (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)139‬‬
‫‪147‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد عبد الازاق محزة‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫املواهب الدلنية ابملنح احملمدية ‪ :‬أمحد بن محمد بن أىب بكا بن عبد املكل القسطالين القتييب املرصي‪،‬‬ ‫‪)134‬‬
‫أبو العباس‪ ،‬شهاب ادلين (املتوىف‪923 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة التوفيقية‪ ،‬القاهاة‪ -‬مرص‪ ،‬عدد الجزاء‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫املوسوعة الفقهية الكويتية ‪ :‬وزارة الوقاف والش ئون االسالمية – الكويت‪ ،‬عدد الجزاء‪ 35 :‬جزءا‪،‬‬ ‫‪)131‬‬
‫الطبعة‪( :‬من ‪ 1327 - 1343‬هـ)‬
‫نزهة اخلواطا وهبجة املسامع والنوارا ‪ :‬عبد احلي بن خفا ادلين بن عبد العيل احلس ين الطاليب‬ ‫‪)132‬‬
‫(املتوىف‪1331 :‬هـ)‪ ،‬دار النرش‪ :‬دار ابن حزم ‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1324 ،‬هـ‪،‬‬
‫‪1999‬م‪ ،‬عدد الجزاء‪1 :‬‬
‫هناية الزين ‪ :‬يف ارشاد املبتدئني ‪ :‬محمد بن دما نووي اجلاوي البنتين اقل ام‪ ،‬التناري بدلا (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)133‬‬
‫‪1311‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‬
‫الشافعي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جامل‬
‫ّ‬ ‫هناية السول رشح مهناج الوصول ‪ :‬عبد الاحمي بن احلسن بن عيل االس نوي‬ ‫‪)133‬‬
‫ادلين (املتوىف‪772 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية ‪-‬بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل ‪1324‬هـ‪-‬‬
‫‪1999‬م‬
‫هناية احملتاج اىل رشح املهناج ‪ :‬مشس ادلين محمد بن أيب العباس أمحد بن محزة شهاب ادلين الاميل‬ ‫‪)135‬‬
‫(املتوىف‪1443 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكا‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ط أخرية ‪1343 -‬هـ‪1913/‬م‪ ،‬عدد‬
‫الجزاء‪1 :‬‬
‫هناية املطلب يف دراية املذهب ‪ :‬عبد املكل بن عبد هللا بن يوسف بن محمد اجلويين‪ ،‬أبو املعايل‪ ،‬ركن‬ ‫‪)131‬‬
‫ادلين‪ ،‬امللقب ابمام احلامني (املتوىف‪371 :‬هـ)‪ ،‬حققه وصنع فهارسه‪ :‬أ‪ .‬د‪ /‬عبد العظمي محمود ادلّ يب‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار املهناج‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪1321 ،‬هـ‪2447-‬م‬
‫الهناية يف غايب احلديث والثا ‪ :‬جمد ادلين أبو السعادات املبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد‬ ‫‪)137‬‬
‫الكامي الشيباين اجلزري ابن الثري (املتوىف‪141 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪1399 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1979‬م‪ ،‬حتقيق‪ :‬طاها أمحد الزاوى ‪ -‬محمود محمد الطنايح‪ ،‬عدد الجزاء‪5 :‬‬
‫الهدي الصحي سلسةل للتثقيف الصحي من خالل تعالمي ادلين احلمك الرشعي يف التدخني ‪ :‬محمد هيمث‬ ‫‪)131‬‬
‫اخلياط‪ ،‬املكتب الاقلميي لرشق املتوسط‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 2441 ،‬م‬

‫‪187‬‬
‫‪ )139‬هدية العارفني أسامء املؤلفني وأاثر املصنفني ‪ :‬اسامعيل بن محمد أمني بن مري سلمي الباابين البغدادي‬
‫(املتوىف‪1399 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬طبع بعناية واكةل املعارف اجلليةل يف مطبعهتا الهبية اس تانبول ‪،1951‬‬
‫أعادت طبعه ابلوفست‪ :‬دار احياء الرتاث العايب بريوت – لبنان‪ ،‬عدد الجزاء‪2 :‬‬
‫‪ )154‬الوجزي يف تفسري الكتاب العزيز ‪ :‬أبو احلسن عيل بن أمحد بن محمد بن عيل الواحدي‪ ،‬النيسابوري‪،‬‬
‫الشافعي (املتوىف‪311 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬صفوان عدظان داوودي‪ ،‬دار النرش‪ :‬دار القمل ‪ ,‬ادلار الشامية ‪-‬‬
‫دمشق‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1315 ،‬هـ‬
‫‪ )151‬الوس يط يف املذهب ‪ :‬أبو حامد محمد بن محمد الغزايل الطويس (املتوىف‪545 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬أمحد محمود‬
‫ابااهمي ‪ ,‬محمد محمد اتما‪ ،‬النارش‪ :‬دار السالم – القاهاة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الوىل‪ ،1317 ،‬عدد الجزاء‪7 :‬‬
‫‪ )152‬موقع ‪makkah. org. sa‬‬

‫‪188‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫مقدمة احملقق ‪7 ............................................................‬‬
‫منهج احملقق يف حتقيق هذا الكتاب ‪5 ........................................‬‬
‫التعريف باملخطوطة ‪3 ......................................................‬‬
‫القسم األول ‪ (( :‬تنبيه اإلخوان على تفهم أدلة حكم الدخان )) ‪15 ...........‬‬
‫القسم الثاين ‪ :‬ترمجة وجيزة ملؤلف ((نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان من‬
‫األحكام)) ‪37 ............................................................‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬نص حتقيقي لكتاب ((نزهة األفهام فيما يعرتي الدخان من‬
‫األحكام)) ‪31 ............................................................‬‬
‫مقدمة املؤلف ‪31 ..........................................................‬‬
‫فتوى الشيخ الكردي حول التنباك ‪11 ........................................‬‬
‫فتوى الشيخ حممد سعيد بابصيل حول التنباك ‪22 .............................‬‬
‫أكثر الصوفية على حترمي التنباك ‪21 ..........................................‬‬
‫القول بتحرمي الدخان ضعيف ‪25 ............................................‬‬
‫رد الشيخ الشرقاوي على القائل بتحرمي التنباك ‪23 .............................‬‬
‫رد الشيخ الشرواين على القائل بإباحة الدخان ‪21 .............................‬‬
‫الشيخ أمحد زيين دحالن أفىت بإباحة الدخان ‪21 ..............................‬‬
‫تقرير الشيخ حمفوظ الرتمسي يف إباحة الدخان بقيد ‪21 ........................‬‬
‫ضابط العطف التلقيين ‪12 ..................................................‬‬
‫الشيخ الدمنهوري أيد القول بإباحة الدخان ‪11 ...............................‬‬
‫بعض متأخري املالكية قال بإباحة الدخان ‪17 ................................‬‬
‫إباحة القهوة عند الشيخ ابن حجر اهليتمي ‪15 ................................‬‬
‫العالمة األمري املالكي أيد القول بإباحة الدخان ‪11 ............................‬‬
‫القول املعتمد يف الدخان أنه مكروه ‪12 .......................................‬‬

‫‪189‬‬
‫احتمال كون الدخان تعرتيه األحكام األربعة فقط ‪12 .........................‬‬
‫وجه كون الدخان تعرتيه األحكام األربعة ‪11 .................................‬‬
‫حقيقة معىن التوهم ‪11 .....................................................‬‬
‫عدم االغرتار ببعض الشافعية يف إباحتهم للدخان مطلقا ‪15 ....................‬‬
‫صحة بيع الغائب عند تقي الدين السبكي ‪13 ................................‬‬
‫سبب إفتاء الشيخ أمحد زيين دحالن بإباحة الدخان ‪11 ........................‬‬
‫الشيخ عبد الغين النابلسي أيد القول بإباحة الدخان ‪11 ........................‬‬
‫تأكد الورع عند تكافئ السببني يف تعاطي الشبهات ‪122 ......................‬‬
‫وقفة املؤلف حنو إباحة احلنفية لشيء فيه حرير ‪123 ...........................‬‬
‫استواء األسامي ال يقتضي تشبيها ‪123 ......................................‬‬
‫فتوى الشيخ الرملي يف جواز إدارة املباح كإدارة اخلمر بغري قصد التشبه‪121 ......‬‬
‫معىن حديث ‪" :‬من تشبه بقوم فهو منهم " ‪121 .............................‬‬
‫فتوى ابن حجر يف إباحة التشبه بالكفار بغري قصد ‪112 ......................‬‬
‫تفصيل أحكام التشبه بالكفار ‪111 .........................................‬‬
‫تشبه الرجال بالنساء حرام مطلقا ‪113 .......................................‬‬
‫معىن عدم كراهية لبس اللؤلؤ للرجال عند الشافعي ‪113 .......................‬‬
‫ذكر (مسائل) تتعلق بالدخان ‪112 .........................................‬‬
‫املسألة (األوىل) ‪ :‬طهورية ماء الشيشة ‪112 ..................................‬‬
‫املسألة (الثانية) ‪ :‬استحسان عدم وضع الدخان يف احملفظة ‪111 ................‬‬
‫املسألة (الثالثة) ‪ :‬كراهية شرب الدخان يف جملس العلم ‪171 ...................‬‬
‫اختالف فتوى أئمة املذاهب الثالثة يف استعمال الدخان يف جمالس العلم الشرعي‬
‫بني الكراهة والتحرمي ‪177 ..................................................‬‬
‫املسألة (الرابعة) ‪ :‬أكل ذي ريح كريه من أعذار اجلمعة واجلماعة ‪171 ..........‬‬
‫شرطا كون الدخان من أعذار اجلمعة واجلماعة ‪173 ..........................‬‬

‫‪190‬‬
‫جواز أكل ذي الريح الكريه لوجود الشوق إليه مع انعدام غريه ‪171 .............‬‬
‫كراهية أكل ذي ريح كريح ليس مطلقا عند ابن حجر ‪171 ...................‬‬
‫املسألة (اخلامسة) ‪ :‬حترمي شرب الدخان بنهى اإلمام عنه طاعة له ‪152 ..........‬‬
‫تنبيه ‪ :‬يتعلق بلغة أهل حضرموت ‪151 ......................................‬‬
‫املسألة (السادسة) ‪ :‬شرب الدخان مفطر للصوم ‪151 .........................‬‬
‫اتفاق العلماء على بطالن الصوم بشرب الدخان ‪151 .........................‬‬
‫عدم جواز اتباع زالت العلماء ‪111 ..........................................‬‬
‫املسألة (السابعة) ‪ :‬كراهية شرب الدخان يف املسجد ‪117 .....................‬‬
‫وجه كراهية شرب الدخان يف املسجد ‪115 .................................‬‬
‫شرب الدخان يف املسجد حرام عند الشيخ حممد عابد املالكي ‪111 .............‬‬
‫تنبيه ‪ :‬يف جواز احلاكم منع شارب الدخان من دخول املسجد ‪113 ............‬‬
‫املسألة (الثامنة) ‪ :‬حترمي شرب الدخان باللبان اجلاوي على احملرم لكونه طيبا ‪111‬‬
‫املسألة (التاسعة) ‪ :‬يف صحة بيع الدخان ‪112 ...............................‬‬
‫املسألة (العاشرة) ‪ :‬تبذير صرف املال يف الدخان ‪111 .........................‬‬
‫صرف املال يف مستلذات مباحة ليس تبذيرا ‪132 .............................‬‬
‫شذوذ اعتبار إمام احلرمني واإلمام الغزايل أن الصرف يف املباحات تبذير ‪137 .....‬‬
‫املسألة (احلادية عشرة) ‪ :‬هل جيب شراء الدخان للزوجة إذا اعتادته؟ ‪131 .......‬‬
‫جواز التداوى باألفيون مطلقا ‪132 ..........................................‬‬
‫إباحة تعاطي قليل األفيون دون كثريه ‪131 ...................................‬‬
‫حتديد مقدار جواز تعاطي قليل األفيون ‪131 .................................‬‬
‫وجوب تعاطي األفيون يف حق من يضره ‪112 .................................‬‬
‫رجحان عدم وجوب شراء الدخان للزوجة ‪112 ...............................‬‬
‫املسألة (الثانية عشرة) ‪ :‬شرب القهوة والدخان ختل باملروءة ‪112 ................‬‬
‫فائدة‪111 ............................................................. :‬‬

‫‪191‬‬
‫خامتة نسأل اهلل حسنها ‪115 ...............................................‬‬
‫تاريخ ظهور الدخان ‪115 ...................................................‬‬
‫بيان الشيخ األجهوري املالكي أن أحاديث الدخان موضوعة ‪112 ..............‬‬
‫الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بدون استحالله كبرية من الكبائر‬
‫وليس كفرا ‪121 ...........................................................‬‬
‫مراجع لتحقيق هذا الكتاب ‪121 ............................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪111 ....................................................‬‬

‫‪192‬‬

You might also like