You are on page 1of 6

‫حوزة السيدة الزهراء (ع)‬

‫للفقه والدراسات اإلسالمية‬

‫تلخيص مقالة بعنوان التأويل العرفاني السيد حيدر األملي نموذجا‬


‫للسيد علي عباس الموسوي‬

‫إعداد ‪ :‬منى بلحص‬


‫إشراف ‪ :‬سماحة الشيخ محمد زراقط‬

‫تكليف صفي في مادة نقد المناهج واإلتجاهات التفسيرية ‪،‬من السنة األولى ماجستير التفسير‬

‫بيروت في ‪6/2022/ 9‬‬ ‫‪.‬‬


‫الموافق ل‪9‬ذوالقعدة ‪1443‬‬
‫تمهيد‬
‫راجت القراءة العرفانية للنص القرآني بعد نشوء مدرسة العرفان ‪،‬التي سعت للوصول إلى معرفة حقائق‬
‫القرآن من خالل الكشف والشهود ‪ ،‬وكان قطبها محي الدين ابن عرب ‪.‬‬
‫وخاض السيد حيدر اآلملي غمار هذا العلم في تفسير أو تأويل بعض اآليات في تفسيره الموسوم "‬
‫المحيط األعظم والحر الخضم في تأويل كتاب هللا العزيز الحكيم " ‪ .‬والشيخ آملي شيعي المذهب ‪ ،‬اتبع‬
‫مدرسة التصوف والعرفان حين غلب باطنه دواعي الحق وكشف له فساد ما هو فيه من الغفلة حسب‬
‫قوله ‪ ،‬ثم اشتغل بالرياضات الروحية الخاصة ‪ ،‬ولم يكن أحد يعرف هذا القسم ‪ ،‬والحقا قرأ على ولي‬
‫من أولياء هلل وهو عبد الرحمن القدسي كتاب منازل السائرين وثم كتاب فصوص الحكم مع شرحه ‪.‬‬
‫تميز األملي بمحاولته مطابقة أراء المتصوفة والعرفاء على ظاهر الشريعة أو االستشهاد بذلك بآيات‬
‫القرآن طبقا ألراء اإلمامية ‪ ،‬هذا وقد وجه إليه السيد محسن األمين نقدا متهما إياه بلمحاولته تطبيق شطح‬
‫الصوفية على ظاهر الشريعة ‪.‬‬
‫ومحل البحث هنا تفسير السيد أملي ليتحدد من خالله منهج مدرسة العرفان في دراسة التأويل ‪ ،‬وذلك‬
‫ألن بحث التأويل شغل حيزا مهما في أبحاث علوم القرآن وفي تحديد المقبول منه ‪.‬‬
‫ونتيجة اإلختالف بين مفسري اآليات التي تنالها عملية التأويل ولد إتجاهان ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬خص التأويل باآليات المتشابهة ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬عمم التأويل لجميع آيات القرآن الكريم ‪.‬‬
‫إن تصنيف نظرية التأويل العرفاني يكون ضمن الدائرة الثانية ‪ ،‬وهذا ما سيظهر في هذه الدراسة ‪.‬‬

‫التأويل وتعريفه عند األملي‬


‫يتحدث األملي عن اتجاهين في تعريف التأويل ‪:‬‬
‫اإلتجاه االول ‪ :‬يطلق عليه اسم " أرباب الظاهر وأرباب الشريعة " ‪ ،‬وتتعدد التعريفاته بين المفسرين ‪.‬‬
‫اإلتجاه الثاني ‪ :‬ويطلق عليه اسم " أرباب الباطن وأهل الطريقة " ‪ ،‬وهو التطبيق بين القرآن وبين‬
‫كتابين آخرين هما ‪:‬الكتاب اآلفاقي والكتاب األنفسي ‪ ،‬ونستنتج أن السيد األملي يتحدث عن وجود ثالثة‬
‫كتب ‪.‬‬
‫فيكون التأويل عند السيد األملي عبارة عن المطابقة بين هذه الكتب الثالثة ‪ ،‬ويعمد إلى اثبات وجودهما‬
‫من خالل التمسك بأيات من القرآن الكريم ذكرها بشكل موسع في تفسيره ‪ ،‬وهذه اآليات على قسمين ‪:‬‬
‫القسم األول هوما يدل على الكتابين بحو مشترك ‪ ،‬والقسم الثاني ما يختص بأحدهما ‪.‬‬
‫من اآليات الدالة على المشترك ‪:‬‬
‫‪1‬ـ﴿ ُقْل َف ْأُتوا ِبِك َت اٍب ِّمْن ِع نِد ِهَّللا ُه َو َأْه َد ٰى ِم ْن ُهَم ا َأَّت ِبْع ُه ِإن ُك نُتْم َص اِدِقيَن ﴾[ القصص‪. ]49 :‬‬
‫اعتبر األملي أن المقصود من الكتاب في هذه اآلية هو كتاب آخر غير القرآن وذلك ألن القرآن نزل‬
‫نجوما ولم ينزل دفعة واحدة ‪،‬ولكن هذا اإلستظهار بال شاهد ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ﴿ َس ُنِر يِه ْم آَياِتَن ا ِفي اآْل َف اِق َو ِفي َأنُفِس ِه ْم َح َّت ٰى َي َت َب َّي َن َلُهْم َأَّن ُه اْلَح ُّق ۗ َأَو َلْم َي ْك ِف ِبَر ِّب َك َأَّن ُه َع َلٰى ُك ِّل َش ْي ٍء‬
‫َش ِه يٌد ﴾ [ فصلت‪]53 :‬‬
‫تعتبر هذه اآلية السبب في تسمية األملي للكتابين ‪ ،‬فقد نصت اآليةعلى وجود آيات في األفاق وفي‬
‫األنفس ‪ ،‬ولكن وجودهما ال يحل مشكلة تعريف التأويل الذي تبناه األملي ‪.‬‬
‫‪3‬ـ ﴿ َف َأَش اَر ْت ِإَلْيِهۖ َق اُلوا َك ْي َف ُنَك ِّلُم َم ن َك اَن ِفي اْلَمْهِد َص ِبًّي ا {‪َ }29‬قاَل ِإِّن ي َع ْب ُد ِهَّللا آَت اِنَي اْلِك َت اَب َو َج َع َلِني‬
‫َن ِبًّي ا ﴾[ مريم‪.]29 ,30 :‬‬
‫لم يعتبر اآلملي أن المراد بالكتاب التوراة واإلنجيل ‪ ،‬ألن اآلية بعدها {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوارة‬
‫واإلنجيل } ‪ ،‬لوجود فصل بالكتاب والحكمة والتوارة واإلنجيل ‪ ،‬فالكتب عنده هو كتاب اآلفاقي الكبير‬
‫أو كتاب األنفسي الصغير ‪ ،‬ويستعين بأمرين إلثبات كالمه هما ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬التمسك بالزمان ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن اآلية فيها أداة عطف ‪ ،‬فعطف اإلنجيل والتوراة على الكتاب والحكمة شاهد بالمغايرة ‪،‬وقد‬
‫التزم المفسرون أن الكتاب هو الوحي اإللهي الذي نزله هللا على عيسى ‪.‬‬
‫وأما فيما يرتبط بكتاب اآلفاقي منفردا فيتمسك األملي بآياتين هما ‪:‬‬

‫‪1‬ـ ﴿ َو َلْو َأَّن َم ا ِفي اَأْلْر ِض ِمن َش َج َر ٍة َأْقاَل ٌم َو اْل َب ْح ُر َي ُم ُّد ُه ِمن َب ْع ِدِه َس ْب َع ُة َأْبُح ٍر َّما َن ِفَد ْت َك ِلَم اُت ِهَّللاۗ ِإَّن َهَّللا‬
‫َع ِز يٌز َح ِكيٌم﴾ [ لقمان‪]27 :‬‬
‫‪2‬ـ ﴿ ُقل َّلْو َك اَن اْلَب ْح ُر ِمَد اًد ا ِّلَك ِلَماِت َر ِّبي َلَن ِفَد اْلَب ْح ُر َق ْب َل َأن َت نَفَد َك ِلَم اُت َر ِّبي َو َلْو ِج ْئ َن ا ِبِم ْث ِلِه َم َد ًد ا﴾‬
‫[ الكهف‪]109 :‬‬
‫استدل األملي من خالل هاتين اآليتين أن المراد من "الكلمات" ال يمكن يكون كلمات القرآن المسطور‬
‫بين أيدينا ‪ ،‬الن الكلمات القرآنية ينفذ ‪ ،‬وما ال ينفذ عبارة عن كلمات الكتاب اآلفاقي فهي من الممكنات‬
‫وهي عبارة عن حقائق الموجودات وماهيتها والمركبات الخارجية منها ‪.‬‬
‫أما فيما يرتبط بالكتاب األنفسي ‪ ،‬فلدى األملي آيتين هما ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ﴿ اْق َر ْأ ِك َت اَبَك َكَفٰى ِبَن ْف ِس َك اْلَي ْو َم َع َلْي َك َح ِس يًبا﴾ [ اإلسراء‪]14 :‬‬
‫يتمسك األملي بكلمة "كفى" ليقول أن معرفة النفس تكفي لمعرفة الكتابين ‪ ،‬ويختلف هذا التفسير عن‬
‫التفسير الذي تبناه المفسرون بأن الكتاب هو صحيفة األعمال ‪ ،‬والسياق دليل على تفسيرهم ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ﴿ َي ا َد اُو وُد ِإَّن ا َج َع ْلَن اَك َخ ِليَف ًة ِفي اَأْلْر ِض ﴾ [ ص‪]26 :‬‬

‫بيان األملي لضرورة التأويل ولزومه‬


‫‪1‬ـ الدليل القرآني لضرورة التأويل ‪ ،‬قوله تعالى ‪ُ ﴿ :‬ه َو اَّلِذي َأنَز َل َع َلْي َك اْل ِك َت اَب ِم ْن ُه آَي اٌت ُّمْح َك َم اٌت ُهَّن‬
‫ُأُّم اْل ِك َت اِب َو ُأَخ ُر ُم َتَش اِبَه اٌت ۖ َف َأَّما اَّلِذيَن ِفي ُقُلوِبِه ْم َز ْي ٌغ َف َي َّت ِبُعوَن َم ا َتَش اَبَه ِم ْن ُه اْبِتَغ اَء اْل ِفْت َن ِة َو اْبِتَغ اَء َت ْأِو يِلِهۗ ‬
‫َو َم ا َي ْع َلُم َت ْأِو يَلُه ِإاَّل ُهَّللاۗ َو الَّر اِس ُخ وَن ِفي اْل ِع ْلِم َي ُقوُلوَن آَم َّن ا ِبِه ُك ٌّل ِّمْن ِع نِد َر ِّب َن اۗ َو َم ا َي َّذ َّك ُر ِإاَّل ُأوُلو اَأْلْلَب اِب﴾‬
‫[ آل عمران‪]7 :‬‬
‫‪2‬ـ التمسك بالحديث النبوي المشهور عند المفسرين ‪ ،‬وهو قوله (ص) ‪ ":‬إن للقرآن ضهرا وبطنا ‪،‬‬
‫ولبطنه بطنا إلى سبعة أبطن "‪.‬‬
‫‪3‬ـالدليل العقلي ‪ :‬ويلحظ مقدمتين ‪ ،‬األولى هي بمالحظه الهدف الذي من أجله نزل القرآن ‪ ،‬والمقدمة‬
‫الثانية مالحظة الخلق الذين هم مختلفين بحسب استعدادات والماهيات ‪ ،‬فيجب أن يكون الكتاب شامال‬
‫للكل ‪.‬‬
‫‪4‬ـ الدليل النقلي ‪ :‬وهو عبارة عن رواية عن اإلمام الصادق (ع) ‪.‬‬

‫نماذج من تأويل القرآن عند األملي‬


‫‪1‬ـ ما هو اليوم الذي يأتي فيه تأويل القرآن ؟‬
‫يدهب األملي إلى أن اليوم المذكور في القرآن هو قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬ه ْل َي نُظ ُروَن ِإاَّل َت ْأِو يَلُه ﴾‬
‫[ األعراف‪ ، ]53 :‬وهو يوم ظهور اإلمام الحجة ‪ ،‬ويسميه يوم القيامة الصغرى وفيه ظهور الشريعة ‪،‬‬
‫وإلثبات كالمه يعتمد االستعانة بآيات أخرى من القرآن وهي ‪:‬‬
‫أ ـ قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬ه ْل َي نُظ ُروَن ِإاَّل َت ْأِو يَلُه ﴾ ‪ ،‬هو يوم القيامة الصغرى الن يوم القيامة الكبرى أي يوم‬
‫الحشر ليس فيه تأويل بل هو يوم حساب ‪.‬ولكن األدلة التي ساقها األملي غير واضحة ‪.‬‬
‫ب ـ قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬ه ْل َي نُظ ُروَن ِإاَّل َأن َت ْأِتَي ُهُم اْل َم اَل ِئَك ُة َأْو َي ْأِتَي َر ُّب َك َأْو َي ْأِتَي َب ْع ُض آَياِت َر ِّب َك ۗ َي ْو َم َي ْأِتي‬
‫َب ْع ُض آَياِت َر ِّب َك اَل َي نَفُع َن ْف ًس ا ِإيَم اُنَه ا َلْم َت ُك ْن آَم َنْت ِمن َق ْبُل َأْو َك َس َب ْت ِفي ِإيَم اِنَه ا َخ ْيًر اۗ ُقِل انَت ِظ ُروا ِإَّن ا‬
‫ُم نَت ِظ ُروَن ﴾ ‪ [.‬األنعام‪]158 :‬‬
‫يوم القيامة الكبرى هو يوم ظهور كل اآليات ال بعضها ‪ ،‬فيكون مراد اآلية يوم القيامة الصغرى ‪،‬‬
‫وذهب بعض المفسرون إلى تفسير المراد من " بعض االيات" ‪ ،‬أنها آيات يوم القيامة بقرينة زوال‬
‫التكليف عندها ‪ .‬فاالية تتحدث عن نهاية وقت العمل النافع حسب السياق ال ما ذهب إليه األملي ‪.‬‬
‫ج ـ وقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َي ْو َم َن ْح ُشُر ِمن ُك ِّل ُأَّمٍة َف ْو ًج ا ِّمَّمن ُيَك ِّذ ُب ِبآَياِتَن ا َف ُهْم ُيوَز ُعوَن ﴾‪ [.‬النمل‪]83 :‬‬
‫يوم حشر أفواج الناس لن يكون يوم القيامة ‪،‬النه يوم حشر جميع الناس‪.‬وهنا يتفق المفسرون الشيعة مع‬
‫ماذهب إليه األملي ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الحروف المقطعة ‪ :‬يعتبرها األملي من أعظم أسرار القرآن ‪ ،‬وليس في تفسيره تأويل للحروف‬
‫المقطعة إال من أول البقرة وهو ‪ :‬األلف إشارة إلى الذات األحادية ‪ ،‬واالم إلى جبرائيل ‪ ،‬والميم إلى‬
‫محمد (ص)‪ ،‬ويطبق هذا التأويل على الكتاب اآلفاقي ‪ ،‬فيعتبر أن الوجود يور على هذه الثالثة في‬
‫الحقيقة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ في البسملة ‪ :‬يعمد األملي إلى تفسير البسملة عبر القيام بالطابقة بينها وبين الكتاب اآلفاقي ‪ ،‬ويرى‬
‫البسملة مرتبة على ترتيب العالم وأنها مركبة من تسعة عشر حرفا ‪ ،‬كما هو العالم مرتب على تسعة‬
‫عشرة مرتبة كلية مشتملة على جزئيات غير متناهية ‪.‬‬

‫التعددية المعرفية ـ األساس النظري للتأويل عند األملي‬


‫يؤكد األملي على أن ما يقوم به من تأويل النص ال يتعارض مع ما يتبناه المفسرون آليات القرآن ‪ ،‬النه‬
‫يحاكي مرتبة من مراتب فهم النص القرآني ‪ ،‬فيما يحاكي سائر المفسرون من أرباب الظاهر مرتبة‬
‫أخرى من الفهم ‪ .‬والسبب في تعدد مرتب الفهم هو تعدد أنواع المعرفة والتي يقسمها األملي إلى ثالثة‬
‫أنواع ‪:‬‬
‫‪1‬ـ المعرفة الظاهرية ‪ :‬وهي الشريعة ‪.‬‬
‫‪2‬ـ المعرفة المسماة بالطريقة ‪ :‬وهي األخذ بأحوط السبل ‪.‬‬
‫‪3‬ـ المعرفة المسماة بالحقيقة ‪ :‬وهي إثبات وجود الشيئ كشفا ‪.‬‬
‫وتجتمع األنواع الثالثة في مقولة واحدة وهي ‪ ":‬الشريعة أن تعبده ‪ ،‬والطريقة أن تحضره ‪ ،‬والحقيقة أن‬
‫تشهده "‪.‬‬
‫وأما الجمع بين هذه الثالثة واعتبارها متوافقة فيكون عبر وجوه ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬إرجاع اإلختالف في الفهم إلى اإلختالف في الكم والكيف ال في الماهية والحقيقة ‪.‬‬
‫ثانيها ‪ :‬اإلختالف الرتبي ‪ ،‬فالشريعة هي مرتبة العوام ‪ ،‬والطريقة هي مرتبة الخواص ‪ ،‬والحقيقة مرتبة‬
‫خاص الخاص ‪.‬‬
‫ثالثها ‪ :‬هذا التغاير في الفهم هو تغاير اعتباري ‪ ،‬فالشريعة والطريقة والحقيقة أسماء مترادفة لداللة على‬
‫حقيقة الشرع المحمدي ‪ ،‬وهي المراتب ليست مغايرة أصال في الحقيقة ‪.‬‬
‫ويستشهد األملي إلثبات تعددية هذه المراتب بآيات وروايات ‪.‬‬

‫الكشف والشهود أداة التأويل العرفاني‬


‫علم الحقيقة هو أعلى مراتب المعرفة ‪ ،‬وبالتالي فاألداة التي يستخدمها هذا العلم ستكون مختلفة عن باقي‬
‫المراتب ‪ ،‬وتكون درجة اإلطمئنان فيها أرقى ‪.‬وهذه األداة هي القلب ‪ ،‬ويشكل العقل األداة المستخدمة‬
‫لدى أصحاب الظاهر وأصحاب الطريقة ‪.‬‬
‫والعلم الحاصل من الكشف والشهود هو أرقى ‪ ،‬فهو علم حضوري ‪ ،‬وهذا ما دفع األملي إلى وصف ما‬
‫كان عليه من المعرفة قبل استخدام الكشف والشهود بأنه كان في حالة غفلة وجهل ونسيان ‪.‬‬
‫وأما طريقة استخدام هذه األداة فهي السير والسلوك عن طريق اإلنشغال بالرياضة والخلوة والطاعة‬
‫والعبادة ‪.‬‬
‫إذا لالطالع على تأويل القرآن ال بد من تطهير الذات ‪ ،‬فأسرار القرآن أسرار الهية منزلة من عالم‬
‫القدس والطهارة على النفوس المقدسة الطاهرة ‪ ،‬لذا ال يكون آليات القرآن نزول إال في نفوس كاملة‬
‫وذوات طاهرة من الذنوب والمعاصي ‪ ،‬وهم األنبياء والرسل ‪ ،‬وبعدهم األئمة ثم العلماء الورثة‬
‫المسمون بأرباب التوحيد ‪.‬‬

You might also like