You are on page 1of 8

‫ترتيب آية القرأن و سوره‬

‫أ‪ .‬المقدمة‬
‫أن وجود تقس ي ي ي القرآن إلى سي ي ييو وآيات ص ي ي ي مميزة ال توجد في الكتب األخرى‪ .‬نزلت آيات‬
‫القرآن تد يج ا وتناوبت بين آي وأخرى في س ييو ة أخرى‪ .‬وهكذا ولدت مناقشي ي حول منهج ات اآليات‬
‫والس ي ييو في القرآن‪ .‬القرآن ‪ ،‬اآليات والس ي ييو ل يت ترت بها حس ي ييب التس ي ي س ي ي الزمني لنس ي ييبها ( فعت‬
‫س اوقي نواوي ومحمد علي حسن ‪)99 :2991 ،‬‬
‫عن منهج نزولها‪ .‬هذا‬ ‫القرآن ال الي تخت‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن منهج ات اآليات والسييو في مصي‬
‫ما يجع هذه المناقش ي مهم ل د اس ي ألن موض ي الدو ة التد يب له حكمته الخاص ي التي ال يمكن‬
‫وض ي ييعها على هذا النحو دون غرض محدد‪ .‬من ناح أخرى ‪ ،‬سي ي ي ي هذا أيضي ي يا حماس المسي ي ي مين‬
‫مل اول معرف ال كم من وض م هذه اآليات والسو في القرآن‪.‬‬
‫ب‪ .‬المعنى من اآلية‬

‫آيات القرآن جم آي واآلي تط ق في لسان ال غ بإطالقات‪:‬‬


‫َ َ‬
‫‪ -2‬المعجزة‪ .‬ومنه قوله تعالى‪َ { :‬س َب ِني ِإسرائ َ ك آت َن ُاه ِمن َآي َب ِِّ َن } أي معجزة واض ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬العالم ‪ .‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬إن َآي َ ُم كه َأن َيأت َ ُك ُ الت ُاب ُ‬
‫وت ِف ِه َس ِك َن ِمن َ ِِّبك } أي عالم م كه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ََ‬
‫‪ -3‬العب ة‪ .‬ومنه قوله تعالى‪ِ { :‬إن ِفي ذ ِلك آلي } أي عب ة لمن يعتب ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -4‬األمر العج ب‪ .‬ومنه قوله تعالى‪َ { :‬و َج َع َنا اب َن َمرَي َ َوأم ُه َآي‬
‫‪ -5‬الجماع ‪ .‬ومنه قوله ‪ :‬خرج القوم بآيته أي بجماعته ‪ .‬والمعنى أنه ل يدعوا و اءه ش ئا‪.‬‬
‫ُ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫‪ -6‬الب هان والدل نحو قوله ج ذكره‪َ { :‬ومن َآياته َخ ُ‬
‫ض َواخ ِتالف أل ِسي ي ي ين ِتك‬
‫ِ‬ ‫األ‬‫و‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫او‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬
‫َوأل َوا ِنك } والمعنى أن من براهين وجود ال ه واقتدا ه واتصي ي ييافه بالكمال خ ق عوال السي ي ييموات‬
‫واأل ض واختالف األلسن واأللوان ت ك ك ها إطالقات لغوي وقد يست زم بعضها بعضا‪.‬‬
‫في سو ة من القرآن‪2.‬‬ ‫ث خصت اآلي في االصطالح بأنها طائ ذات مط ومقط مند ج‬

‫‪1‬المكتب الشام ‪ -‬كتاب مناه العرفان في ع وم القرآن ‪ -‬المبحث التاس في ترت ب آيات القرآن وسو ه ‪ -‬ص ‪339‬‬
‫ج‪ .‬المعنى من السورة‬

‫الس ييو ة في ال غ تط ق على ما ذكره ص يياحب القاموس بقوله‪ :‬والس ييو ة‪« :‬المنزل »‪ ،‬ومن القرآن‬
‫معروفي ألنهيا منزل بعد منزل ‪ :‬مقطوع عن األخرى‪« ،‬والش ي ي ي ييرف» «وما طال من البناء وحس ي ي ي يين»‪،‬‬
‫«والعالم »‪« ،‬وعرق من عروق ال ائط»‬

‫ويمكن تعري ها اصطالحا بأنها‪ :‬طائ مستق من آيات القرآن ذات مط ومقط ‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وهي مأخوذة من سو المدين ‪.‬‬

‫وذلك إما لما فيها من وضي ي ك م بجانب ك م ‪ ،‬وآي بجانب آي ‪ ،‬كالسي ييو توضي ي ك لبن ف ه بجانب‬
‫‪1.‬‬ ‫لبن ‪ ،‬ويقام ك ص منه على ص‬

‫د‪ .‬ترتيب آية القرآن‬


‫ِّ‬
‫ترت ب اآليات من القرآن الكري توق ي عن سول ال ه صلى ال ه ع ه وس ‪ .‬وقد حكى بعضه‬
‫اإلجماع على ذلك‪ :‬منه الز كشي ي ي ي في (الب هان في ع وم القرآن) وأبو جع ر بن الزبي في مناسي ي يباته إذ‬
‫ِّ‬
‫يقول‪( :‬ترت ب اآليات في سو ها واق بتوق ه صلى ال ه ع ه وس وبأمره من غي خالف بين المس مين‬
‫ِّ‬
‫فقد كان جب ي ع ه السييالم يتنزل باآليات على سييول ال ه صييلى ال ه ع ه وسي ويرشييده إلى موضييعها‬
‫كتاب الوحي بكتابتها في‬ ‫من السي ييو ة أو اآليات التي نزلت قب ها‪ .‬ف أمر الرسي ييول صي ي ِّيلى ال ه ع ه وس ي ي ِّ‬

‫موض ي ييعها ويقول له ‪( :‬ضي ي ييعوا هذه اآليات في الس ي ييو ة التي يذكر فيها كذا وكذا)‪ .‬وعن ع مان بن أبي‬
‫ِّ‬
‫العاص قال‪( :‬كنت جالسييا عند سييول ال ه صييلى ال ه ع ه وس ي إذ شييخ ببصييره ث صييوبه ث قال‪:‬‬
‫أتاني جب ي فأمرني أن أضي ي ي هذه اآلي في هذا الموضي ي ي في هذه الس ي ييو ة) وهي‪ِ :‬إن ال َه َيأ ُم ُر ِبال َعد ِل‬
‫يتاء ِذي ال ُقربى ‪ )2( ...‬إلى آخرها‪ .‬من هنا يتضح لنا أن ترت ب اآليات توق ي عن سول ال ه‬ ‫َ‬
‫سان و ِإ ِ‬
‫اإلح ِ‬
‫و ِ‬
‫َ‬
‫صلى ال ه ع ه وس ‪3.‬‬ ‫ِّ‬

‫ه‪ .‬ترتيب سورالقرآن‬


‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ل يق خالف بين األم في أن ترت ب اآليات كان بتوق من النبي صييلى ال ه ع ه وسي ‪ ،‬إذ كان‬
‫َ‬
‫يقرؤه على الص اب ل نها ‪ ،‬ول ُيسم من أحده أنه خال في ترت ب آي من اآليات‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أما مس ي ييأل ترت ب الس ي ييو فقد وق فيها خالف ه كان بتوق من النبي صي ييلى ال ه ع ه وس ي ي أم‬
‫باجتهاد من الص اب ؟ وبعض الع ماء يجع الخالف على ثالث أقوال‪:‬‬
‫ِّ‬
‫‪ -2‬أن ترت ب السو ك ها توق ي بتع الرسول صلى ال ه ع ه وس ‪.‬‬

‫‪1‬المكتب الشام ‪ -‬كتاب مناه العرفان في ع وم القرآن ‪ -‬المبحث التاس في ترت ب آيات القرآن وسو ه ‪ -‬ص ‪353‬‬
‫‪3‬المكتب الشام ‪ -‬كتاب ن حات من ع وم القرآن ‪ -‬ترت ب آيات وسو القرآن وأسمائه وأجزائه وأقسامه ‪ -‬ص‪15‬‬
‫الذي كتب في عهد ع مان‬ ‫واستدل أص اب هذا الرأي بأن الص اب أجمعوا على المص‬
‫ول يخال منه أحد‪ ،‬وإجماعه ال يت إال إذا كان الت ت ب الذي أجمعوا ع ه عن توق ‪ ،‬ألنه‬
‫لو كان عن اجتهاد لتمسي ييك أص ي ي اب المصي يياح املخال بمخال ته ‪ ،‬لكنه ل يتمسي ييكوا بها ب‬
‫ع مان وترت به‬ ‫عدلوا عنها وعن ترت به ‪ ،‬وعدلوا عن مص يياح ه وأحرقوها‪ ،‬و جعوا إلى مصي ي‬
‫جم عا‪ ،‬ث ساقوا وايات لمذهبه كأدل يستند إليها اإلجماع‪.‬‬
‫منها ما واه اإلمام أحمد وأبو داود عن حذي ال ق ي قال‪« :‬كنت في الوفد الذين أسي ي ي موا‬
‫من ثق ‪ ،‬إلى أن جاء في هذه الرواي ما نصه‪:‬‬
‫علي حزب من القرآن‪ ،‬فأ دت أن ال أخرج حتى‬ ‫فقال لنا سي ييول ال ه صي ي ِّيلى ال ه ع ه وس ي ي ‪« :‬طرأ ِّ‬
‫ِّ‬
‫أقض ي ه‪ ،‬فس ييألنا أص ي اب س ييول ال ه ص ييلى ال ه ع ه وسي ي ق نا‪ :‬ك تحزبون القرآن؟ قالوا؟‪:‬‬
‫نحزبه ثالث س ييو ‪ ،‬وخمس س ييو ‪ ،‬وس ييب س ييو ‪ ،‬وتس ي س ييو ‪ ،‬وإحدى عش ييرة س ييو ة‪ ،‬وثالث عش ييرة‬ ‫ِّ‬
‫سييو ة‪ ،‬وحزب الم ص ي من «ق» حتى نخت »‪ .‬قالوا‪ :‬فهذا يدل على أن ترت ب السييو على ما هو في‬
‫ِّ‬
‫المص اآلن كان على عهد سول ال ه صلى ال ه ع ه وس ‪.‬‬
‫لكن هذه الدالل غي ظاهرة ف ما ن ه ال ه ِّ إال في ترت ب حزب الم ص ي خاص ي بخالف‬
‫ما سييواه‪ .‬واحتجوا لمذهبه أيضييا بأن السييو المتجانس ي في القرآن ل ي تزم فيها الت ت ب والوالء‪،‬‬
‫ولو كان األمر باالجتهاد ل وحظ مكان هذا التجانس والتماث دائما‪ ،‬لكن ذلك ل يكن‪ ،‬بدل أن‬
‫سييو المسي ِّيبحات ل ترتب على التوالي ب نما هي متماث في افتتاح ك منها بتسييب ال ه‪ ،‬ب فص ي‬
‫بين سييو ها بس ييو «قد سييم »‪« ،‬والممتحن »‪« ،‬والمنافقون» وبدل أن «طس ي الشييعراء وطس ي‬
‫القصي » ل يتعاقبا م تماث هما ب فص ي ب نهما بسييو ة أقصيير منهما وهي «طس» النم وقد أيد‬
‫هذا المذهب أبو جع ر النحاس فقال‪« :‬املختا أن تأل السييو على هذا الت ت ب من سيول ال ه‬
‫ِّ‬
‫صلى ال ه ع ه وس ل ديث وائ » «أعط ت مكان التو اة السب الطوال‪.‬‬
‫وكذلك انتص يير أبو بكر األنبا ي لهذا المذهب فقال‪ :‬أنزل ال ه القرآن إلى س ييماء الدن ا ث‬
‫فرقه في بض ي ي وعشي ييرين سي يين ‪ ،‬فكانت السي ييو ة تنزل ألمر يحدث‪ ،‬واآلي جوابا لمسي ييتخب ‪ ،‬ويق‬ ‫ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫النبي صيلى ال ه ع ه وسي على موضي السيو ة‪ ،‬واآليات‪ ،‬وال روف‪ ،‬ك ه من النبي صلى ال ه‬ ‫جب ي‬
‫ع ه وس فمن قدم سو ة أو أخرها أفسد نظ القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أشته في كتاب المصاح من طريق ابن وهب عن س مان بن بالل قال‪:‬‬
‫قدمت البقرة وآل عمران وقد أنزل قب هما بض ي ي وثمانون سي ييو ة بمك ‪،‬‬‫سي ييمعت ب ع يسي ييأل‪ :‬ل ِّ‬
‫قدمتا وأل القرآن على ع ممن أل ه به‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬فهذا مما‬ ‫وإنميا أنزلتيا بيالمدين ؟ فقال‪ِّ :‬‬
‫ينتهى إل ه وال يسأل عنه‪.‬‬
‫ِّ‬
‫من النبي صييلى ال ه ع ه وس ي ‪ ،‬وإنما كان‬ ‫‪ -1‬أن ترت ب السييو على ما هو ع ه اآلن ل يكن بتوق‬
‫باجتهاد من الص اب ‪.‬‬
‫وينس ي ييب هذا القول إلى جمهو الع ماء‪ ،‬منه مالك والقاضي ي ي ي أبو بكر ف ما اعتمده من‬
‫قول ه‪ .‬وإلى هذا المذهب يش ييي ابن فا س في كتاب «المس ييائ الخمس» بقوله‪« :‬جم القرآن على‬
‫ضربين‪.‬‬
‫أحدهما‪ :‬تأل الس ي ييو ‪ ،‬كتقدي الس ي ييب الطوال وتعق بها بالمئين‪ ،‬فهذا هو الذي تولته‬
‫الصي ي اب ضي ي ي ال ه عنه ‪ ،‬وأما الجم اآلخر وهو جم اآليات في الس ييو ‪ ،‬فذلك شي ي يء تواله النبي‬
‫عز وج ‪ .‬وقد اس ي ي ييتدلوا على أيه هذا‬ ‫ص ي ي ي ِّيلى ال ه ع ه وس ي ي ي كما أخب به جب ي عن أمر به ِّ‬
‫بأمرين‪:‬‬
‫أ) أن مص يياح الصي ي اب كانت مخت في ترت ب الس ييو قب أن يجم القرآن في عهد ع مان‪،‬‬
‫ِّ‬
‫ف و كان هذا الت ت ب توق ِّ ا منقوال عن النبي صي ييلى ال ه ع ه وس ي ي ما سي ييا له أن يهم وه‬
‫ويتجاوزوه ويخت وا ف ه ذلك االختالف الذي تص ي ي ييو ه لنا الروايات‪ .‬فهذا مصي ي ي ي أبي بن‬
‫كعب‪ ،‬وي أنه كان مبدوء بال اتح ث البقرة‪ ،‬ث النس ي يياء‪ ،‬ث آل عمران‪ ،‬ث األنعام‪ .‬وهذا‬
‫مصي ابن مسعود كان مبدوءا بالبقرة‪ ،‬ث النساء‪ ،‬ث آل عمران ‪ ..‬إلخ على اختالف شديد‪.‬‬
‫ِّ‬
‫علي كان مرتبا على النزول‪ ،‬فأوله «اقرأ» ث «المدثر» ث «ق»‪ ،‬ث «المزم »‪،‬‬ ‫وهذا مصي ي‬
‫ث «تبت»‪ ،‬ث «التكوير»‪ ،‬وهكذا إلى آخر المكي والمدني‪.‬‬
‫ب) ما أخرجه ابن أشييته في المصيياح من طريق إسييماع بن عباس عن حبان بن يحيى عن أبي‬
‫محمد القرش ي ي قال‪« :‬أمره ع مان أن يتابعوا الطوال فجع سييو ة األن ال وسييو ة التوب في‬
‫السب ‪ ،‬ول ي ص ب نهما «ببس ال ه الرحمن الرح »‬
‫ولع ه يش ي ييي بهذا إلى ما واه أحمد والت مذي والنس ي ييا ي وابن حبان وال اك عن ابن عباس‬
‫قييال‪ :‬ق ييت لع مييان‪ :‬مييا حم ك على أن عمييدت إلى األن ييال وهي من الم يياني‪ ،‬وإلى براءة وهي من‬
‫المئين‪ ،‬ف رقت ب نهما‪ ،‬ول تكتبوا ب نهما س ي ييطر «بسي ي ي ال ه الرحمن الرح » ووض ي ييعتموهما في‬
‫ِّ‬
‫السي ييب الطوال؟ فقال ع مان ض ي ي ي ال ه عنه‪ :‬كان سي ييول ال ه ص ي ييلى ال ه ع ه وس ي ي تنزل ع ه‬
‫الس ييو ذوات العدد‪ ،‬فكان إذا نزل ع ه شي ي يء دعا بعض من يكتب ف قول‪ :‬ض ييعوا هذه اآليات في‬
‫الس ي ييو ة التي يذكر فيها كذا وكذا‪ ،‬وكانت األن ال من أوائ ما نزل بالمدين وكانت براءة من آخر‬
‫ِّ‬
‫القرآن نزوال‪ ،‬وكانت قص ييتها ش ييبيه بقص ييتها‪ ،‬فظننت أنها منها‪ ،‬فقبض س ييول ال ه ص ييلى ال ه ع ه‬
‫وسي ي ي ‪ ،‬ول يبين لنا أنها منها‪ ،‬فمن أج ذلك قرنت ب نهما‪ ،‬ول أكتب ب نهما سي ي ييطر «بس ي ي ي ال ه‬
‫الرحمن الرح » ووضعتهما في السب الطوال»‪.‬‬
‫وس ي ي ي ي أت ك في االحتجاج‬
‫ويمكن أن ينياق هيذا الميذهيب بياألحيادييث الدال على التوق‬
‫ل قول ال اني‪ ،‬ويمكن‪ -‬أيضييا‪ -‬مناقش ي دل ه األول باحتمال أن اختالف من خال من الص ي اب‬
‫في الت ت ب‪ ،‬إنما كان قب ع مه بالتوق ‪ ،‬أو كان في خصييوص ما ل يرد ف ه توق دون ما و د‬
‫ف ه‪ ،‬ويمكن مناقش ي ي دل ه ال اني بأنه خاص بمح و وده وهو سي ييو ة األن ال والتوب ويونس‪،‬‬
‫فال يصح أن يصا منه حك عام على القرآن ك ه‪.‬‬
‫ِّ‬
‫من النبي ص ي ييلى ال ه ع ه وسي ي ي ‪ ،‬وترت ب بعض ي ييها اآلخر كان‬ ‫‪ -3‬أن ترت ب بعض الس ي ييو كان بتوق‬
‫باجتهاد من الص اب ‪.‬‬
‫وقد ذهب إلى هذا الرأي فطاح من الع ماء‪ ،‬ولع ه أم اآل اء ألنه و دت أحاديث ت د‬
‫ترت ييب البعض‪ -‬كمييا مر بييك من الرأي ال يياني القييائ ي بييالتوق ‪ -‬وخال البعض اآلخر ممييا ي يد‬
‫التوق ‪ ،‬ب و دت آثا تصي ييرح بأن الت ت ب في البعض كان عن اجتهاد كال ديث اآلن في القول‬
‫األول المروي عن ابن عباس‪.‬‬
‫‪ .‬والس يو التي‬ ‫ب د أن المؤيدين لهذا المذهب اخت وا في الس ييو التي جاء ترت بها عن توق‬
‫جاء ترت بها عن اجتهاد‪ ،‬فقال القاض ي ي أبو محمد بن عط ‪« :‬إن ك ي ا من السييو قد ع ترت بها في‬
‫ِّ‬
‫ح اة النبي صيلى ال ه ع ه وسي كالسب الطوال وال وام والم ص ‪ ،‬وأما ما سوى ذلك ف مكن‬
‫أن يكون فوض األمر ف ه إلى األم بعده‪.‬‬
‫ع ه ابن عط ‪ ،‬ويبقى فيها ق‬ ‫وقال أبو جع ر بن الزبي ‪ :‬اآلثا تش ي ي ييهد بأكث مما ن‬
‫ِّ‬
‫يمكن أن يجري ف ه الخالف كقوله صييلى ال ه ع ه وسي ‪« :‬اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران»‬
‫واه مس‬
‫ِّ‬
‫وكحديث سييع د بن خالد‪« :‬قرأ سييول ال ه صييلى ال ه ع ه وس ي بالسييب الطوال في كع »‪.‬‬
‫واه ابن أبي ش ب في مصن ه‪ ،‬وف ه أنه ع ه الصالة والسالم كان يجم الم ص في كع ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫و وى البخا ي عن ابن مسي ي ييعود أنه صي ي ييلى ال ه ع ه وس ي ي ي قال في بني إس ي ي يرائ والكه‬
‫ومري ‪ ،‬وطه‪ ،‬واألنب اء‪« :‬إنهن من العتاق األول‪ ،‬وهن من تالدي» قب آل عمران ألن ترت ب السييو‬
‫في القراءة ل س بواجب‪ ،‬ولع ه فع ذلك لب ان الجواز‪.‬‬
‫واألمر على ك حال سييه ‪ ،‬حتى لقد أى الز كش ي ي في الب هان‪ :‬أن يجع الخالف من أسيياسييه‬
‫ظ ِّ ا‪4.‬‬ ‫ل‬

‫من النبي صلى ال ه ع ه‬ ‫‪4‬المكتب الشام ‪ -‬كتاب ال ديث في ع وم القرآن وال ديث ‪ -‬القول ال الث أن ترت ب بعض السو كان بتوق‬
‫وس وترت ب بعضها اآلخر كان باجتهاد من الص اب ‪ -‬ص‪11‬‬
‫و‪ .‬تسمية السورفي القرآن‬
‫ُّ‬ ‫يظهر أن تس ييم الس ييو كان قديما ِّ‬
‫جدا‪ ،‬ح ث كان م بدايات النزول‪ ،‬فالتس ييم كانت مك‬
‫المنشي ييأ‪ ،‬ألن الص ي ي اب المك ين قد ووا أحاديث ك ي ة فيها أسي ييماء ل سي ييو ‪ ،‬ومن ذلك حديث جع ر‬
‫الط ا ض ي ال ه عنه م النجاش ي م ك ال بش ‪ ،‬ح ث قرأ ع ه سو ة مري ‪.‬‬
‫والمقصيود من التسييم تم يز المسيىى عمن يشييابهه‪ ،‬ويمكن تقسي التسيم ات ي ي ي ي ي من ح ث المس ِ ِّيىي ي‬
‫إلى ثالث أقسام‪:‬‬
‫ُ َ‬
‫‪ -2‬أن بعض السو لها أكث من اس ‪ ،‬وهي إما أن تكون مما أ ِخذ عن الص اب ‪ ،‬أو يكون ش يء منها مما‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ثبت عنه أو عن النبي صلى ال ه ع ه وس ‪ ،‬ث اشتهر عند المتأخرين اس آخر‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تسم ات السو لها عالق بش يء مذكو في السو ة‪ ،‬وهي على أقسام‪:‬‬
‫أ) منها ما يكون موضيوعه مذكو ا في السيو ة كسيو ة (التوب ) ُسي ِِّم ت بهذا االس لو ود موضوع‬
‫اب‬‫التوب على النبي ص ي ي ِّيلى ال ه ع ه وسي ي ي ِّ والذين معه والذين ُخ ِّ وا‪ ،‬في قوله تعالى‪َ { :‬ل َقد َت َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اع ال ُعسي َرة من َبع ِد َما ك َاد َيز ُغيُ ق ُ‬ ‫وه في َسي َ‬ ‫ين ات َب ُع ُ‬ ‫صيا الذ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫األن َ‬ ‫ال ُه َع َلى النب ِّي َوال ُم َ‬
‫وب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫اج‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ُ ِّ ُ َ َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫ف ِريق ِمنه ث تاب ع ي ِه ِإنه ِب ِه ؤوف ِح *وعلى ال الث ِ ال ِذين خ ِ وا حتى ِإذا ض ي ي ي ياقت‬
‫اب‬ ‫ض ي ي ي َاقت َع َ يه َأن ُ ُس ي ي ي ُه َو َظ ُّنوا َأن َال َمل َج َأ م َن ال ه إال إ َل ه ُث َت َ‬
‫ض ب َما َ ُح َبت َو َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫األ ُ‬ ‫ع ي ِه‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الر ِح ُ } [التوب ‪229 - 22١ :‬‬ ‫َع َ يه ل َ ُت ُوبوا إن ال َه ُه َو التو ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب) ومنها ما يكون ل ظ االس وا دا فيها‪ ،‬وعلى هذا أغ ب التسم ات‪،‬‬
‫م كتسييم سييو ة (التوب ) بسييو ة (براءة) ألن افتتاحها بهذا ال ظ في قوله تعالى‪َ { :‬ب َر َاءة ِم َن‬
‫ين َع َاهد ُّت ِم َن ال ُمش ِر ِك َين} التوب ‪2 :‬‬ ‫ال ه َو َ ُسوله إ َلى الذ َ‬
‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ج‪ .‬ومنها ما يكون حكاي لمط السو ة‪ ،‬وهو على قسمين‪:‬‬
‫بنصها كقوله ‪ :‬سو ة ق هو ال ه أحد‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن يكون حكاي ألل اظ أول السو ة ِّ‬
‫ِ‬
‫‪ )1‬أن ُيشتق اس من أل اظ أول السو ة كقوله ‪ :‬سو ة الزلزل ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن بعض السيو التي تعددت أسيماؤها قد يكون بسييبب من األسييباب المذكو ة في ال قرة السيابق ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وقد تكون وا دة عن النبي ص ييلى ال ه ع ه وس ي ‪ ،‬وقد تكون وا دة عن الص ي اب ‪ ،‬وقد تكون عمن‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫دونه ‪ .‬ومن الوا د عن النبي صيلى ال ه ع ه وسي ما سبق في تسم ال اتح ‪ ،‬ح ث قال صلى ال ه‬
‫ع ه وس ِّ ‪« :‬أم القرآن هي السب الم اني والقرآن العظ »‪ ،‬وهي ُتسىى بهذه األسماء ال الث ‪5.‬‬

‫‪ 5‬المكتب الشام ‪ –.‬كتاب امل ر في ع وم القرآن ‪ -‬المبحث التاس في ترت ب آيات القرآن وسو ه ‪ -‬ص‪2١3‬‬
‫ز‪ .‬تقسيم السورفي القرآن‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫خصوا كال منها باس معين‪ ،‬وهي الطوال‪ ،‬والمئين‪،‬‬ ‫قس الع ماء سو القرآن إلى أ بع أقسام‪،‬‬
‫ص ‪.‬‬‫والم اني‪ ،‬والم ِّ‬
‫‪ -2‬الطوال‬
‫الطوال س ي ييب س ي ييو ‪ :‬البقرة‪ ،‬وآل عمران‪ ،‬والنس ي يياء‪ ،‬والمائدة‪ ،‬واألنعام‪ ،‬واألعراف‪ ،‬فهذه س ي ييت ‪،‬‬
‫واخت وا في السابع أهي األن ال وبراءة معا لعدم ال ص ب نهما بالبسم ‪ ،‬أم هي سو ة يونس؟؟‬
‫‪ -1‬المئون‬
‫المئون هي السو التي تزيد آياتها على مائ أو تقا بها كسو ة هود و سو ة يوس ‪.‬‬
‫‪ -3‬الم اني‬
‫الم اني هي التي تلي المئين في عدد اآليات‪ ،‬وقال ال راء‪ :‬هي السي ييو التي آيها أق من مائ‬
‫تكر » أكث مما ت ِّنى الطوال والمئون‪ .‬م اله كس ي ييو ة األن ال و س ي ييو ة التوب و‬
‫آي ألنها ت نى أي « ِّ‬
‫سو ة الحج‬
‫ص‬‫‪ -4‬الم ِّ‬
‫الم صي هو أواخر القرآن‪ ،‬واخت وا في تع ين أوله على اثني عشيير قوال فق ‪ :‬أوله «ق»‪،‬‬
‫وق ‪ :‬غي ذلك‪ ،‬وصي ييحح النووي‪ :‬أن أوله الحجرات‪ ،‬وسي ييىي بالم صي ي لكث ة ال صي ي بين سي ييو ه‬
‫بالبسييم ‪ ،‬وق ‪ :‬لق المنسييو منه‪ ،‬ولهذا يسييىى امل ك أيضييا‪ ،‬كما وى البخا ي عن سييع د بن‬
‫جبي قال‪ :‬إن الذي تدعونه الم ص هو امل ك ‪.‬‬
‫والم صي ثالث أقسييام‪ :‬طوال‪ ،‬وأوسييا ‪ ،‬وقصييا ‪ ،‬فطواله من «أول الحجرات» إلى سييو ة‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫«الب وج»‪ ،‬وأوس يياطه من س ييو ة «الطا ق» إلى س ييو ة ل َيك ِن‪ ،‬وقص ييا ه من س ييو ة ِإذا ُزل ِزل ِت إلى آخر‬
‫القرآن‪6.‬‬

‫ح‪ .‬المراجع‬
‫كتاب مناه العرفان في ع وم القرآن ‪ -‬المبحث التاس ي ي ي ي في ترت ب آيات القرآن وسي ي ي ييو ه ‪ -‬المكتب‬
‫الشام‬
‫كتاب ن حات من ع وم القرآن ‪ -‬ترت ب آيات وس ي ييو القرآن وأسي ي ييمائه وأجزائه وأقسي ي ييامه ‪ -‬المكتب‬
‫الشام‬
‫من‬ ‫كتاب ال ديث في ع وم القرآن وال ديث ‪ -‬القول ال الث أن ترت ب بعض السو كان بتوق‬
‫النبي صلى ال ه ع ه وس وترت ب بعضها اآلخر كان باجتهاد من الص اب ‪ -‬المكتب الشام ‪.‬‬

‫‪6‬المكتب الشام ‪ -‬كتاب مناه العرفان في ع وم القرآن ‪ -‬المبحث التاس في ترت ب آيات القرآن وسو ه ‪ -‬ص ‪351‬‬
‫كتاب امل ر في ع وم القرآن ‪ -‬المبحث التاس في ترت ب آيات القرآن وسو ه ‪ -‬المكتب الشام ‪..‬‬

You might also like