You are on page 1of 189

‫مجموع‬

‫فتاوى‬
‫العلمة‬
‫اللباني‬

‫جمـــع وتـــرتيب‬
‫ابو سند محمد‬
‫مجموع فتاوى العلمة اللباني‬
‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬الرحمن الرحيم ‪،‬‬
‫والصلةا والسلما على الرسول الكريم ‪،‬‬
‫محمد بن عبد الله الصادق المين‬
‫وبعد‬
‫هذا مجموع فتاوى الشيخ العلمة اللباني‬
‫رحمه الله تعالى ‪ ،‬وقد تم جمع مادتها من‬
‫كتب واشرطة الشيخ رحمه الله تعالى‬
‫}طريقة جمع مادةا الكتاب{‬
‫لقد قمت بتقسيم هذا الكتاب الى عدةا‬
‫كتب فكان اول كتاب هو كتاب العقيدةا ثم‬
‫كتاب الطهارةا ثم كتاب الصلةا ‪،‬ثم الزكاةا‬
‫ثم الصياما و الحج ‪ ،‬ثم كتاب المرأةا‬
‫والنكاح والطلق وتربية الولد ‪ ،‬ثم كتاب‬
‫المرض والطب و الجنائز والقبور ‪ ،‬ثم‬
‫كتاب التاريخ والسيرةا وفضائل الصحابة ‪،‬‬
‫ثم كتاب المستقبل و أشراط الساعة ‪ ،‬ثم‬
‫كتاب المعاملتا والداب والحقوق العامة ‪،‬‬
‫واخيرا كان كتاب فضائل القرآن والدعية‬
‫والذأكار والرقى ‪ ،‬ثم بعد هذا التقسيم‬
‫قمت بوضع كل مادةا في الباب الذي‬
‫يناسبه ‪ ،‬وقد وضعت لهذه المادةا سؤال من‬
‫عندي ثم اجبت على هذا السؤال من كلما‬
‫الشيخ اما من كتبه او من اشرطته فكان‬
‫الكتاب مرتبا الترتيب السابق الذكر‬
‫)مثال على ذألك(‬
‫س(‪ -‬هل الترتيب في الوضوء سنة اما فرض؟‬
‫ليس هناك ما يدل على وجوب الترتيب ‪ ,‬وقول ابن القيم‬
‫م مرتبا ا‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫في الزاد )وكان وضوؤه ص‬
‫متواليا ص لم يخل به مرةا واحدةا البتة( ‪ ,‬غير مسلم في‬
‫قا ص ه‬
‫ي‬
‫ل )أت ه ص‬ ‫ي ص‬ ‫د ل‬ ‫ب ال يك هن ي ه‬ ‫ر ص‬ ‫دي ك ص ه‬ ‫ع ه‬ ‫م ي‬ ‫ن ص‬‫ما ب ي ص‬ ‫دا ص‬ ‫ق ص‬‫م ي‬ ‫الترتيب ‪ ,‬لحديث ال ي ه‬
‫ص‬
‫س ص‬
‫ل‬ ‫غ ص‬ ‫ف ص‬ ‫ضأ ص‬ ‫و ل‬ ‫فت ص ص‬ ‫ء ص‬ ‫ضو ء‬ ‫و ه‬ ‫م به ص‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ه ص‬ ‫ل الل ل ه‬ ‫سو ه‬ ‫صر ه‬
‫م‬‫ه ث صصلاثا ث ه ل‬ ‫عي ي ه‬ ‫ذأصرا ص‬ ‫ل ه‬ ‫س ص‬ ‫غ ص‬ ‫م ص‬ ‫ه ث صصلاثا ث ه ل‬ ‫ه ه‬ ‫ج ص‬ ‫و ي‬ ‫ل ص‬ ‫س ص‬ ‫غ ص‬ ‫م ص‬ ‫ه ث صصلاثا ث ه ل‬ ‫في ي ه‬ ‫كص ل‬
‫ه ص‬ ‫شق ث صصلاثا ومسح برأ يسه ه‬
‫ما‬‫ه ص‬ ‫ر ه‬ ‫ه ه‬‫ظا ه‬ ‫وأذأهن صي ي ه‬ ‫ص ص ص ص ه ص ه ه ص‬ ‫ست صن ي ص ص‬ ‫وا ي‬ ‫ض ص‬ ‫م ص‬ ‫ض ص‬ ‫م ي‬ ‫ص‬
‫ه ث صلاثا ث صلاثا( ‪ ,‬رواه أحمد ‪ ,‬وعنه‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫جلي ي ه‬ ‫ر ي‬ ‫ل ه‬ ‫س ص‬ ‫غ ص‬‫و ص‬ ‫ما ص‬ ‫ه ص‬ ‫وصباطهن ه ه‬ ‫ص‬
‫أبوداود بإسناد صحيح ‪ ,‬وقال الشوكاني ‪) :‬إسناد صالح ‪,‬‬
‫صللى‬ ‫وقد أخرجه الضياء في المختارةا( فهذا يدل على أنه ص‬
‫م لم يلتزما الترتين في بعض المراتا ‪ ,‬فذلك‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫دليل على أن الترتيب غير واجب ‪ ,‬ومحافظته عليه في‬
‫غالب أحواله دليل على سنيته ‪ ,‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.261‬‬
‫فكان عملي في هذه المادةا التي قمت بأخذها‬
‫من السلسلة الصحيحة ما يأتي‬
‫‪ -1‬قمت بوضع سؤال من عندي بما يناسب هذه المادةا‪.‬‬
‫‪ -2‬وضعت هذه المادةا في الباب المناسب لها‪.‬‬
‫‪ -3‬ذأكرتا في نهاية المادةا مصدرها‪.‬‬
‫‪ -4‬لم اقم باي اضافة الى هذه المادةا فيما عدا اضافة‬
‫بعض الكلماتا التي تربط الجابة بالسؤال ‪.‬‬
‫‪ -5‬قمت بحذف الموضيع الحديثة فلم اكتب تخريجاتا‬
‫الحاديث ‪ ،‬كما قمت بحذف بعض الكلماتا التى فيها رد‬
‫على بعض المؤلفين كالرد على السيد سابق مثل فى كتاب‬
‫تماما المنة‪.‬‬

‫هذا هو الجزء الثاني من مجموع فتاوى محدث العصر‬


‫مضافا الى الجزء الول و لزاال الجمع مستمر لفتاوى‬
‫الشيخ رحمه الله تعالى لعلنا نصل الى ما نصبوا إليه من‬
‫النتفاع بما قدمه من جهد وافر لخدمة شرعنا المطهر و‬
‫السنة الغراء ‪.‬‬
‫كتاب العقيدةا‬
‫باب السماء والصفاتا‬
‫س(‪ -‬هل يجوزا وصف الرب سبحانه وتعالى بأن‬
‫له عينين كما هنقل عن بعض السلف؟‬
‫فإ هن ل ص‬
‫ك‬ ‫النصوص واضحة في ذألك بعد القرآن الكريم) ص‬
‫عي هن هصنا(الطور ‪ 48‬وحكاية الرسول عليه السلما قصة الدجال‬ ‫ب هأ ص ي‬
‫وخروجه في آخر الزمان‪ ،‬وقوله عليه الصلةا والسلما‪) :‬ما‬
‫من نبي إل وقد حذر أمته الدجال‪ ،‬وإني محذركموه؛ إنه‬
‫أعور‪ ،‬وإن ربكم ليس بأعور( وأشار عليه السلما في بعض‬
‫الرواياتا إلى عينه‪ ،‬وكون الرسول يصف الدجال بهذا‬
‫العيب وهو العور يستلزما أن الله عز وجل الذي نزهه عن‬
‫العور أن له عينين ‪ ،‬ومن هنا وأمثاله قال من قال من‬
‫السلف ‪ :‬بأن له عينين‪ ،‬والية التي ذأكرناها آنفا ا ) ص‬
‫فإ هن ل ص‬
‫ك‬
‫عي هن هصنا(الطور ‪ ، 48‬هي بل شك‪ ،‬وإن كان ليس المقصود في‬ ‫ب هأ ص ي‬
‫أعيننا كما يظن بعض المعطلة و المؤولة ‪ ،‬وإنما أنت تحت‬
‫مرآنا وتحت بصرنا وتحت عنايتنا‪ ،‬وإن كان هذا المعنى هو‬
‫المقصود‪ ،‬لكن ذألك يستلزما إثباتا هذه الصفة لله عز جل‪،‬‬
‫فأنا أعتقد بما جاء به بعض السلف كما ذأكرتا‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من شريط الجوبة اللبانية على السئلة الكويتية‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما هو العرش ؟ وهل يصح القول بانه‬


‫عبارةا عن الملك وسعة السلطان؟‬
‫اعلم أن العرش خلق عظيم جدا كما دلت عليه الياتا‬
‫القرآنية والحاديث النبوية ولذلك أضافه تعالى إلى نفسه‬
‫في قوله )ذأو العرش( وفيه آياتا أخر‪.‬‬
‫ولغة سرير الملك ومن أوصافه في القرآن ‪) :‬ويحمل‬
‫عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(الحاقة ‪ ، 17‬وأنه على الماء‬
‫وفي السنة أن أحد حملة العرش ما بين شحمة إذأنه إلى‬
‫عاتقه مسيرةا سبعمائة عاما وأن له قوائم وأنه سقف جنة‬
‫الفردوس ‪ .‬جاء ذألك في أحاديث صحيحة ‪ ،‬وذألك كله مما‬
‫يبطل تأويل العرش بأنه عبارةا عن الملك وسعة السلطان‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل يصح ان يوصف ان الكرسي موضع‬
‫القدمين ‪،‬و انه يحمله أربعة أملك ‪ ,‬لكل ملك‬
‫أربعة وجوه؟‬
‫أعلم أنه ل يصح في صفة الكرسي غير حديث )ما‬
‫السماواتا السبع في الكرسي إل كحلقة ملقاةا بأرض فلةا‬
‫‪ ،‬وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلةا على تلك‬
‫الحلقة( الحديث ‪,‬اما بعض الروياتا وفيها أنه موضع‬
‫القدمين ‪ ,‬وأن له أطيطا ا كأطيط الرحل الجديد ‪ ,‬وأنه‬
‫يحمله أربعة أملك ‪ ,‬لكل ملك أربعة وجوه ‪ ,‬وأقدامهم في‬
‫الصخرةا التي تحت الرض السابعة ‪ ....‬إلخ ‪ ,‬فهذا كله ل‬
‫م ‪ ,‬وبعضه أشد‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫يصح مرفوعا ا عن النبي ص‬
‫ضعفا ا من بعض ‪ ,‬وقد خرجت بعضها فيما علقناه على‬
‫كتاب )ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدةا القويمة‬
‫البرهان( ملحقا ا بآخره طبع المكتب السلمي‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.109‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم قول العامة وكثير من الخاصة‬


‫الله موجود في كل مكان؟‬
‫قول العامة وكثير من الخاصة الله موجود في كل مكان‪ ،‬أو‬
‫في كل الوجود‪ ،‬ويعنون بذاته‪ ،‬فهو ضلل بل هو مأخوذأ من‬
‫القول بوحدةا الوجود‪ ،‬الذي يقول به غلةا الصوفية الذين ل‬
‫يفرقون بين الخالق والمخلوق ويقول كبيرهم كل ما تراه‬
‫بعينك فهو الله ‪ ،‬تعالى الله عما يقولون علوا ا كبير ا‬
‫ا‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1046‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا الحلف بصفاتا الله تعالى ؟‬


‫قوله صلى الله عليه وسلم )يؤتى بأشد الناس كان بلء في‬
‫الدنيا من أهل الجنة‪ ،‬فيقول اصبغوه صبغة في الجنة‪،‬‬
‫فيصبغونه فيها صبغة‪ ،‬فيقول الله عز وجل‪ :‬يا ابن آدما هل‬
‫رأيت بؤسا قط أو شيئا تكرهه؟ فيقول ل وعزتك ما رأيت‬
‫شيئا أكرهه قط‪....‬الحديث( ‪ ،‬فيه جوازا الحلف بصفة من‬
‫صفاتا الله تعالى‪ ،‬ومن أبواب البيهقي في)السنن الكبرى(‬
‫)باب ما جاء في حلف بصفاتا الله تعالى كالعزةا‪ ،‬والقدرةا‪،‬‬
‫والجلل‪ ،‬والكبرياء‪ ،‬والعظمة‪ ،‬والكلما‪ ،‬والسمع‪ ،‬ونحو ذألك(‬
‫‪ ،‬ثم ساق تحته أحاديث‪ ،‬وأشار إلي هذا الحديث‪ ،‬واستشهد‬
‫ببعض الثار عن ابن مسعود وغيره‪ ،‬وقال‪ ):‬فيه دليل على‬
‫أن الحلف بالقرآن يكون يميناا‪.(...‬‬
‫ثم روى بإسناده الصحيح عن التابعي الثقة عمرو بن دينار‬
‫قال‪) :‬أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون‪ :‬الله الخالق‪،‬‬
‫انتهى كلما‬ ‫وما سواه مخلوق‪ ،‬والقرآن كلما الله عز وجل(‪.‬‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1167‬‬
‫س(‪ -‬هل من اسماء الله تعالى اسم القديم؟‬
‫ليس من أسماء الله تعالى )القديم( وإنما هو من استعمال‬
‫المتكلمين فإن القديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن‬
‫‪ -‬هو المتقدما على غيره فيقال ‪ :‬هذا قديم للعتيق وهذا‬
‫جديد للحديث ولم يستعملوا هذا السم إل في المتقدما‬
‫على غيره ل فيما لم يسبقه عدما كما قال تعالى ‪) :‬حتى‬
‫عاد كالعرجون القديم(يس ‪ ، 39‬والعرجون القديم الذي يبقى‬
‫إلى حين وجود العرجون الثاني فإذأا وجد الجديد قيل للول‬
‫قديم وإن كان مسبوقا بغيره كما حققه شيخ السلما ابن‬
‫تيمية في "مجموع الفتاوى" ‪ ،‬قال شارح الطحاوية "لكن‬
‫أفاد الشيخ ابن مانع فيما نقله عن ابن القيم في "البدائع"‬
‫أنه يجوزا وصفع سبحانه بالقدما بمعنى أنه يخبر عنه بذلك‬
‫وباب الخبار أوسع من باب الصفاتا التوقيفية"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ولعل هذا هو وجه استعمال شيخ السلما ابن تيمية‬
‫هذا الوصف في بعض‪ .‬انتهى كلما اللباني من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫ه المذكورةا‬ ‫صوصرت ه ه‬ ‫عصلى ه‬ ‫ما ص‬ ‫خل ص ص‬


‫ق آد ص ص‬ ‫س(‪ -‬ما معنى ص‬
‫ص‬
‫ه‬
‫ج ص‬ ‫ب ال ي ص‬
‫و ي‬ ‫جت صن ه ي‬‫فل يي ص ي‬
‫م ص‬ ‫حدهك ه ي‬ ‫بأ ص‬ ‫ضصر ص‬ ‫ذأا ص‬ ‫في الحديث )إ ه ص‬
‫ه(؟‬ ‫صوصرت ه ه‬ ‫عصلى ه‬ ‫ما ص‬
‫ق آد ص ص‬ ‫خل ص ص‬ ‫ن الل ل ص‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫فإ ه ل‬
‫يرجع الضمير في قوله )على صورته( إلي آدما عليه‬
‫السلما؛ لنه أقرب مذكور؛ ولنه مصرح به في رواية آخر‬
‫للبخاري عن أبي هريرةا مرفوعا ا بلفظ )خلق الله آدما على‬
‫صورته طوله ستون ذأراعاا( ‪ ،‬أما حديث)‪....‬على صورةا‬
‫الرحمن(؛ فهو منكر‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث‬
‫رقم ‪.862‬‬

‫باب الملئكة‬
‫س(‪ -‬هل صح لملك الموتا اسم اخر غير هذا‬
‫السم؟‬
‫هذا هو اسمه في القرآن ‪ ،‬وأما تسميته بـ)عزرائيل( كما‬
‫هو شايع بين الناس فل أصل له وانما هو من السرائيلياتا‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫الفرق والمذاهب‬
‫س(‪ -‬من هم القاديانية؟‬
‫هم الذين ادعوا نبوةا ميرازا غلما أحمد القادياني الهندي‪،‬‬
‫الذي ادعى في عهد استعمار البريطانيين للهند أنه المهدي‬
‫المنتظر‪ ،‬ثم أنه عيسى عليه السلما‪ ،‬ثم ادعى أخيرا ا النبوةا‪،‬‬
‫واتبعه كثير ممن ل علم عنده بالكتاب والسنة‪ ،‬وقد التقيت‬
‫مع بعض مبشريهم من الهنود والسوريين‪ ،‬وجرتا بيني‬
‫وبينهم مناظراتا كثيرةا كانت إحداها تحريرية‪ ،‬دعوتهم فيها‬
‫إلى مناظرتهم في اعتقادهم أنه يأتي بعد النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أنبياء كثيرون ! منهم ميرازا أحمد القادياني‪.‬‬
‫فبدأوا بالمراوغة في أول جوابهم‪ ،‬يريدون بذلك صرف‬
‫النظر عن المناظرةا في اعتقادهم المذكور‪ ،‬فأبيت‬
‫وأصررتا على ذألك‪ ،‬فانهزموا شر هزيمة‪ ،‬وعلم الذين‬
‫حضروها أنهم قوما مبطلون‪.‬‬
‫ولهم عقائد أخرى كثيرةا باطلة‪ ،‬خالفوا فيها إجماع المة‬
‫يقيناا‪ ،‬منها نفيهم البعث الجسماني‪ ،‬وأن النعيم والجحيم‬
‫للروح دون الجسد‪ ،‬وأن العذاب بالنسبة للكفار منقطع‪.‬‬
‫وينكرون وجود الجن‪ ،‬ويزعمون أن الجن المذكورين في‬
‫القرآن هم طائفة من البشر ! ويتأولون نصوص القرآن‬
‫المعارضة لعقائدهم تأويل ا منكرا ا على نمط تأويل الباطنية‬
‫والقرامطة‪ ،‬ولذلك كان النكليز يؤيدونه ويساعدونه على‬
‫المسلمين‪ ،‬وكان هو يقول‪ :‬حراما على المسلمين أن‬
‫يحاربوا النكليز ! إلى غير ذألك من إفكه وأضاليله‪ .‬وقد‬
‫ألفت كتب كثيرةا في الرد عليه‪ ،‬وبيان خروجه عن جماعة‬
‫المسلمين‪ ،‬فليراجعها من شاء الوقوف حقيقة أمرهم‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1683‬‬

‫س(‪ -‬ما الدليل على ان الصلةا تصح خلف كل‬


‫بر وفاجر من أهل القبلة؟‬
‫الدليل على ذألك جريان عمل الصحابة عليه ‪ ،‬وكفى بهم‬
‫حجة ومعهم مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الئمة‬
‫"يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطئوا فلكم‬
‫وعليهم" أخرجه البخاري وأحمد وأبو يعلى‪.‬‬
‫ول دليل على عدما صحة الصلةا وراء الفاسق وحديث‬
‫"اجعلوا أئمتكم خياركم" إسناده ضعيف جدا كما حققته في‬
‫"الضعيفة" ولو صح فل دليل فيه إل على وجوب جعل‬
‫الئمة من الخيار وهذا شيء وبطلن الصلةا وراء الفسق‬
‫شيء آخر ل سيما إذأا كان مفروضا من الحاكم ‪ .‬نعم لو صح‬
‫حديث "‪ .‬ول يؤما فاجر مؤمنا ‪ ". . .‬لكان ظاهر الدللة على‬
‫بطلن إمامته ولكنه ل يصح أيضا من قبل إسناده كما بينته‬
‫في "الرواء"‪ .‬انتهى كلما اللباني من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫باب الشرك والكفر والمعاصي‬


‫س(‪ -‬هل هناك فرق بين الشرك والكفر؟‬
‫ل فرق بينهما شرعا فكل كفر شرك وكل شرك كفر ‪ .‬كما‬
‫يدل عليه محاورةا المؤمن صاحب الجنتين المذكورةا في‬
‫سورةا )الكهف( ‪ .‬فتنبه لهذا فإنه به يزول عنك كثير من‬
‫إشكالتا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحاتا‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل طلب الستغاثة المذكوره في حديث‬
‫)إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الذأن‬
‫‪ ,‬فبيناهم كذلك استغاثوا بآدما فيقول ‪ :‬لست‬
‫صاحب ذألك ‪ ,‬ثم بموسى‪...‬الحديث( ‪ ،‬فيه دليل‬
‫على الستغاثة بالمواتا؟‬
‫قوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬استغاثوا بآدما" ‪ ,‬أي ‪ :‬طلبوا‬
‫منه عليه السلما أن يدعو لهم ‪ ,‬و يشفع لهم عند الله‬
‫تبارك و تعالى ‪ .‬و الحاديث بهذا المعنى كثيرةا معروفة في‬
‫"الصحيحين" ‪ ,‬و غيرهما ‪ .‬و ليس فيه جوازا الستغاثة‬
‫بالمواتا ‪ ,‬كما يتوهم كثير من المبتدعة المواتا ! بل هو‬
‫من باب الستغاثة بالحي فيما يقدر عليه ‪ ,‬كما في قوله‬
‫تعالى ‪) :‬فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ‪(..‬‬
‫الية‪ .‬و من الواضح البين أنه ل يجوزا ‪ -‬مثل ‪ -‬أن يقول‬
‫الحي القادر للمقيد العاجز ‪ :‬أعني ! فالميت الذي يستغاث‬
‫به من دونه تعالى أعجز منه ‪ ,‬فمن خالف ‪ ,‬فهو إما أحمق‬
‫مهبول ‪ ,‬أو مشرك مخذول لنه يعتقد في ميته أنه سميع‬
‫بصير ‪ ,‬و على كل شيء قدير ‪ ,‬و هنا تكمن الخطورةا لن‬
‫الشرك الكبر ‪ ,‬و هو الذي يخشاه أهل التوحيد على هؤلء‬
‫المستغيثين بالمواتا من دون الله تبارك و تعالى ‪ ,‬و هو‬
‫القائل ‪) :‬إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم‬
‫فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ‪ .‬ألهم أرجل‬
‫يمشون بها أما لهم أيد يبطشون بها أما لهم أعين يبصرون‬
‫بها أما لهم آذأان يسمعون بها(‪ .‬و قال ‪) :‬والذين تدعون من‬
‫دونه ما يملكون من قطمير ‪ .‬إن تدعوهم ل يسمعوا دعائكم‬
‫و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوما القيامة يكفرون‬
‫بشرككم و ل ينبئك مثل خبير(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.2460‬‬

‫س(‪ -‬كيف يتم نفي الشرك عن الله تبارك‬


‫وتعالى؟‬
‫نفي الشريك عن الله تعالى ل يتم إل بنفي ثلثة أنواع من‬
‫الشرك ‪ :‬الول ‪ :‬الشرك في الربوبية وذألك بأن يعتقد أن‬
‫مع الله خالقا آخر ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬كما هو اعتقاد‬
‫المجوس القائلين بأن للشر خالقا غير الله سبحانه ‪ .‬وهذا‬
‫النوع في هذه المة قليل والحمد لله وإن كان قريبا منه‬
‫قول المعتزلة ‪ :‬إن الشر إنما هو من خلق النسان وإلى‬
‫ذألك الشارةا بقوله صلى الله عليه وسلم ‪ ":‬القدرية‬
‫مجوس هذه المة ‪ " . . .‬الحديث وهو مخرج في مصادر‬
‫عدةا عندي أشرتا إليها في " صحيح الجامع الصغير وزايادته‬
‫"‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الشرك في اللوهية أو العبودية وهو أن يعبد مع‬
‫الله غيره من النبياء والصالحين كالستغاثة بهم وندائهم‬
‫عند الشدائد ونحو ذألك ‪ .‬وهذا مع السف في هذه المة‬
‫كثير ويحمل وزاره الكبر أولئك المشايخ الذين يؤيدون هذا‬
‫النوع من الشرك باسم التوسل " يسمونها بغير اسمها " ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الشرك في الصفاتا وذألك بأن يصف بعض خلقه‬
‫تعالى ببعض الصفاتا الخاصة به عز وجل كعلم الغيب مثل‬
‫وهذا النوع منتشر في كثير من الصوفية ‪.‬‬
‫هذه النواع الثلثة من الشرك من نفاها عن الله في‬
‫توحيده إياه فوحده في ذأاته وفي عبادته وفي صفاته فهو‬
‫الموحد الذي تشمله كل الفضائل الخاصة بالموحدين ومن‬
‫أخل بشيء منه فهو الذي يتوجه إليه مثل قوله تعالى )لئن‬
‫أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين(الزمر ‪، 65‬‬
‫فاحفظ هذا فإنه أهم شيء في العقيدةا‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫س(‪ -‬متى يكفر من وقع في ذأنب دون الكفر‬


‫او الشرك؟‬
‫اذأا استحل استحلل قلبيا اعتقاديا ‪ ،‬وإل فكل مذنب‬
‫مستحل لذنبه عمليا أي مرتكب له ولذلك فل بد من‬
‫التفريق بين المستحل اعتقادا فهو كافر إجماعا وبين‬
‫المستحل عمل ل اعتقادا فهو مذنب يستحق العذاب اللئق‬
‫به إل أن يغفر الله له ثم ينجيه إيمانه خلفا للخوارج‬
‫والمعتزلة الذين يحكمون عليه بالخلود في النار وإن‬
‫اختلفوا في تسميته كافرا أو منافقا‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم قول القائل لغيره )ما شاء الله‬


‫وشئت( ‪ ،‬وقول )مالي غير الله وأنت(‬
‫و)توكلنا على الله وعليك( ‪ ،‬و)باسم الله‬
‫والوطن( ‪ ,‬أو )باسم الله والشعب(؟‬
‫أن قول الرجل لغيره )ما شاء الله وشئت( ‪ :‬يعد شركا ا في‬
‫الشريعة ‪ ,‬وهو من شرك اللفاظ ‪ ,‬لنه يوهم أن مشيئة‬
‫العبد في درجة مشيئة الرب سبحانه وتعالى ‪ ,‬وسببه القرن‬
‫بين المشيئتين ‪ ,‬ومثل ذألك قول بعض العامة وأشباههم‬
‫ممن يدعي العلم )مالي غير الله وأنت( و)وتوكلنا على‬
‫الله وعليك( ‪ ,‬ومثله قول بعض المحاضرين ‪) :‬باسم الله‬
‫والوطن( ‪ ,‬أو )باسم الله والشعب( ‪ ,‬ونحو ذألك من اللفاظ‬
‫الشركية التي يجب النتهاء عنها والتوبة منها ‪ ,‬أدبا ا مع الله‬
‫تبارك وتعالى‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.139‬‬

‫س(‪ -‬هل أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل بعثته‬


‫عليه الصلةا والسلما معذبون بشركهم‬
‫وكفرهم؟‬
‫إن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلةا‬
‫والسلما معذبون بشركهم وكفرهم ‪ ,‬وذألك يدل على أنهم‬
‫ليسوا من أهل الفترةا الذين لم تبلغهم دعوةا نبي ‪ ,‬خلفا ا‬
‫لما يظنه بعض المتأخرين إذأ لو كانوا كذلك ‪ ,‬لم يستحقوا‬
‫ث‬
‫ع ص‬ ‫حلتى ن صب ي ص‬ ‫عذذهبي ص‬
‫ن ص‬ ‫ما ك هلنا ه‬
‫م ص‬ ‫و ص‬
‫العذاب لقوله سبحانه وتعالى ‪ ) :‬ص‬
‫سو ا‬
‫ل(السراء ‪.15‬‬ ‫صر ه‬
‫وقد قال النووي في شرح حديث مسلم ‪) :‬إن رجل ا قال ‪:‬‬
‫يارسول الله ‪ ,‬أين أبي ؟ قال في النار ‪ (...‬الحديث ‪ ,‬قال‬
‫النووي‪ :‬فيه أن من ماتا على الكفر فهو في النار ‪ ,‬ول‬
‫تنفعه قرابة المقربين ‪ ,‬وفيه أن من ماتا علي الفترةا على‬
‫ما كانت عليه العرب من عبادةا الوثان فهو من أهل النار ‪,‬‬
‫وليس هذا مؤاخذةا قبل بلوغ الدعوةا ‪ ,‬فإن هؤلء كانت قد‬
‫بلغتهم دعوةا إبراهيم وغيره من النبياء صلواتا الله تعالى‬
‫وسلمه عليهم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.159‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم المعالجة بالطب الروحاني؟‬


‫ان معالجة بعض المتظاهرين بالصلح للناس بما يسمونه‬
‫بـ)الطب الروحاني( سواء كان ذألك على الطريقة القديمة‬
‫من اتصاله بقرينه من الجن كما كانوا عليه في الجاهلية ‪,‬‬
‫أو بطريقة ما يسمى اليوما باستحضار الرواح ‪ ,‬و نحوه‬
‫عندي التنويم المغناطيسي ‪ ,‬فإن ذألك كله من الوسائل‬
‫التي ل تشرع لن مرجعها إلى الستعانة بالجن التي كانت‬
‫من أسباب ضلل المشركين كما جاء في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫)و أنه كان رجال من النس يعوذأون برجال من الجن‬
‫فزادوهم رهقا( أي خوفا و إثما ‪.‬‬
‫و ادعاء بعض المبتلين بالستعانة بهم أنهم إنما يستعينون‬
‫بالصالحين منهم ‪ ,‬دعوى كاذأبة لنهم مما ل يمكن ‪ -‬عادةا ‪-‬‬
‫مخالطتهم و معاشرتهم ‪ ,‬التي تكشف عن صلحهم أو‬
‫طلحهم ‪ ,‬و نحن نعلم بالتجربة أن كثيرا ممن تصاحبهم‬
‫أشد المصاحبة من النس ‪ ,‬يتبين لك أنهم ل يصلحون ‪ ,‬قال‬
‫تعالى ‪) :‬يا أيها الذين آمنوا إن من أزاواجكم و أولدكم عدوا‬
‫لكم فاحذروهم(* هذا في النس الظاهر ‪ ,‬فما بالك بالجن‬
‫الذين قال الله تعالى فيهم ‪) :‬إنه يراكم هو و قبيله من‬
‫حيث ل ترونهم(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.2760‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم التمسح بالقبور؟‬


‫لقد أنكر المحققون من العلماء كالنووي وغيره التمسح‬
‫بالقبور ‪ ,‬وقالوا ‪ :‬إنه من عمل النصارى ‪ .‬وقد ذأكرتا بعض‬
‫النقول في ذألك في )تحذير الساجد من اتخاذأ القبور‬
‫مساجد( ‪ ,‬وهي الرسالة الخامسة من رسائل كتابنا ‪:‬‬
‫))تسديد الصابة إلى من زاعم نصرةا الخلفاء الراشدين‬
‫والصحابة(( ‪ ,‬وهي مطبوعة والحمد لله‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.373‬‬

‫س(‪ -‬تناول الداعية "سيد قطب" ‪ -‬رحمه الله ‪-‬‬


‫مصطلحا ا متداول ا بكثرةا في إحدى المدارس‬
‫السلمية التي يمثلها ‪ ،‬أل وهو مصطلح‬
‫"جاهلية القرن العشرين" فما مدى الدقة‬
‫والصواب في هذه العبارةا ؟ وما مدى التقائها‬
‫مع الجاهلية القديمة وفقا ا لتصوركم ؟‬
‫الحمد لله والصلةا والسلما على رسول الله وآله وصحبه‬
‫ومن واله وبعد ‪ :‬الذي أراه أن هذه الكلمة "جاهلية القرن‬
‫العشرين" ل تخلو من مبالغة في وصف القرن الحالي ‪-‬‬
‫دين السلمي في هذا القرن‬ ‫القرن العشرين ‪ -‬فوجود ال ذ‬
‫وإن كان قد دخل فيه ما ليس منه ‪ :‬يمنعنا من القول بأن‬
‫لولى ‪ ،‬فنحن نعلم أن‬ ‫ة كالجاهلية ا ه‬‫هذا القرن يمثل جاهلي ا‬
‫الجاهلية الولى إن كان المعني بها العرب فقط ‪ :‬فهم‬
‫كانوا وثنيين ‪ ،‬وكانوا في ضلل مبين ‪ ،‬وإن كان المعني بها‬
‫ما كان حول العرب من أديان كاليهودية والنصرانية ‪ :‬فهي‬
‫أديان محرفة ‪ ،‬فلم يبق في ذألك الزمان دين خالص منزه‬
‫عن التغيير والتبديل ‪ ،‬فل شك في أن وصف الجاهلية على‬
‫ذألك العهد وصف صحيح ‪ ،‬وليس المر كذلك في قرننا هذا ‪،‬‬
‫ن على العرب أول ا ‪ ،‬ثم‬ ‫ما داما أن الله تبارك وتعالى قد م ل‬
‫على سائر الناس ثانيا ا ‪ ،‬بأن أرسل إليهم محمدا صلى الله‬
‫ا‬
‫عليه وسلم خاتم النبيين ‪ ،‬وأنزل عليه دين السلما ‪ ،‬وهو‬
‫خاتم الديان ‪ ،‬وتعهد الله عز وجل بحفظ شريعته هذه‬
‫ن(‬‫ظو ص‬ ‫ف ه‬ ‫حا ه‬ ‫ه لص ص‬ ‫وإ هلنا ل ص ه‬
‫ن ن صلزل يصنا الذذك يصر ص‬ ‫ح ه‬‫بقوله عز وجل ‪) :‬إ هلنا ن ص ي‬
‫ه‬
‫ونبيه صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن المة السلمية‬
‫لمم‬ ‫وإن كان سيصيبها شيء من النحراف الذي أصاب ا ه‬
‫من قبلهم في مثل قوله صلى الله عليه وسلم ‪) :‬لتتبعن‬
‫سصنن من قبلكم شبرا ا بشبر ‪ ،‬وذأراعا ا بذراع ‪ ،‬حتى لو دخلوا‬ ‫ص‬
‫جحر ضب لدخلتموه قالوا ‪ :‬من هم يا رسول الله؟ اليهود‬
‫ن الناس؟!(‬ ‫والنصارى؟ فقال عليه الصلةا والسلما فم ه‬
‫أقول ‪ :‬وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر‬
‫بهذا الخبر المفيد أن المسلمين سينحرفون إلى حد كبير‬
‫ويقلدون اليهود والنصارى في ذألك النحراف ‪ ،‬لكن عليه‬
‫شر أتباعه بأنهم‬ ‫الصلةا والسلما في الوقت نفسه قد ب ل‬
‫سيبقون على خطه الذي رسمه لهم ‪ ،‬فقال عليه الصلةا‬
‫والسلما في حديث التفرقة ‪) :‬وستفترق هأمتي إلى ثلث‬
‫وسبعين فرقة( ‪ ،‬قال عليه الصلةا والسلما ‪) :‬كلها في‬
‫النار إل واحدةا ( ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ما هي يا رسول الله ؟ قال ‪:‬‬
‫)هي الجماعة( وفي رواية قال ‪) :‬هي التي تكون على ما‬
‫أنا عليه وأصحابي( ‪ ،‬وأكد ذألك عليه الصلةا والسلما في‬
‫قوله في الحديث المتفق عليه بين الشيخين )ل تزال‬
‫طائفة من هأمتي ظاهرين على الحق ل يضرهم من خالفهم‬
‫حتى يأتي أمر الله( ‪.‬‬
‫فإذأن ل تزال في هذه المة جماعة مباركة طيبة قائمة‬ ‫ه‬
‫على هدي الكتاب والسنة ‪ ،‬فهي أبعد ما تكون عن الجاهلية‬
‫القديمة أو الحديثة ؛ ولذلك فإن الذي أراه ‪ :‬أن إطلق "‬
‫الجاهلية " على القرن العشرين فيه تسامح ‪ ،‬قد هيوهم‬
‫الناس بأن السلما كله قد انحرف عن التوحيد وعن‬
‫الخلص في عبادةا الله عز وجل انحرافا ا كلي يا ا ‪ ،‬فصار هذا‬
‫ث‬‫ع ص‬ ‫القرن ‪ -‬القرن العشرون ‪ -‬كقرن الجاهلية الذي ب ه ه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إخراجه من الظلماتا‬
‫إلى النور ‪ ،‬حينئذ ‪ :‬هذا الستعمال ‪ ،‬أو هذا الطلق يحسن‬
‫فار أول ا ‪ ،‬الذين كما قال تعالى في شأنهم ‪:‬‬ ‫تقييده في الك ل‬
‫ن‬
‫مو ص‬ ‫حذر ه‬ ‫ول ي ه ص‬ ‫ص‬ ‫ر‬
‫ه‬ ‫وما ه ايل ه‬
‫خ‬ ‫ي‬ ‫ول هبال يي ص‬ ‫ص‬ ‫ن هبالل ل ه‬
‫ه‬ ‫مهنو ص‬ ‫ؤ ه‬‫ن ل يه ي‬ ‫ذي ص‬ ‫قات ههلوا ال ل ه‬‫) ص‬
‫ه‬
‫ن أوهتوا‬ ‫ذي ص‬ ‫ن ال ل ه‬ ‫م ص‬ ‫ق ه‬ ‫ح ذ‬ ‫ن ال ي ص‬ ‫دي ص‬ ‫ن ه‬ ‫ديهنو ص‬ ‫ول ي ص ه‬ ‫ه ص‬ ‫سول ه ه‬ ‫وصر ه‬ ‫ه ص‬ ‫ما الل ل ه‬ ‫حلر ص‬
‫ما ص‬ ‫ص‬
‫ن( ‪.‬‬ ‫غهرو ص‬ ‫صا ه‬ ‫م ص‬ ‫ه ي‬ ‫و ه‬ ‫د ص‬‫ن يص ء‬‫ع ي‬ ‫ة ص‬ ‫جيزي ص ص‬ ‫طوا ال ي ه‬ ‫ع ه‬ ‫حلتى ي ه ي‬ ‫ب ص‬ ‫ال يك هصتا ص‬
‫صف القرن العشرين بـ " الجاهلية " إنما ينطبق على غير‬ ‫و ي‬
‫المسلمين الذين لم يتبعوا الكتاب والسلنة ‪ ،‬ففي هذا‬
‫الطلق إيهاما بأنه لم يبق في المسلمين خير ‪ ،‬وهذا خلف‬
‫ما سبق بيانه من أحاديث الرسول عليه الصلةا والسلما‬
‫لمة على الحق ‪ ،‬ومن ذألك قوله‬ ‫المبشرةا ببقاء طائفة من ا ه‬
‫عليه الصلةا والسلما ‪) :‬إن السلما بدأ غريبا ا وسيعود غريبا ا‬
‫فطوبي للغرباء ‪ (...‬قالوا ‪ :‬من هم يا رسول الله ؟ جاء‬
‫الحديث على رواياتا عدةا في بعضها يقول الرسول صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬واصفا ا الغرباء ‪) : -‬هم الذين هيصلحون ما‬
‫أفسد الناس من سلنتي من بعدي( ‪ ،‬وفي رواية هأخرى قال‬
‫عليه الصلةا والسلما ‪) :‬هم هأناس قليلون صالحون بين‬
‫هأناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم( فلذلك ل‬
‫ن‬‫يجوزا هذا الطلق في العصر الحاضر على القرن كله ؛ ل ل‬
‫فيه ‪ -‬والحمد لله ‪ -‬بقية طيبة ل تزال على هدي النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعلى سنته ‪ ،‬وستظل كذلك حتى‬
‫تقوما الساعة ‪ ،‬ثم إن في كلما سيد قطب ‪ -‬رحمه الله ‪-‬‬
‫وفي بعض تصانيفه ما يشعر الباحث أنه كان قد أصابه‬
‫شيء من التحمس الزائد للسلما في سبيل توضيحه للناس ‪،‬‬
‫ولعل عذره في ذألك أنه كان يكتب بلغة أدبية ؛ ففي بعض‬
‫المسائل الفقهية كحديثه عن حق العمال في كتابه ‪" :‬العدالة‬
‫الجتماعية" أخذ يكتب بالتوحيد ‪ ،‬وبعباراتا كلها قوية تحيي في‬
‫نفوس المؤمنين الثقة بدينهم وإيمانهم ‪ ،‬فهو من هذه الخلفية‬
‫دد دعوةا السلما في قلوب الشباب ‪ ،‬وإن كلنا‬ ‫في الواقع قد ج ي‬
‫نلمس أحيانا ا أن له بعض الكلماتا تدل على أنه لم يساعده‬
‫وقته على أن يحرر فكره من بعض المسائل التي كان يكتب‬
‫حولها أو يتحدث فيها ‪ ،‬فخلصة القول أن إطلق هذه الكلمة‬
‫في العصر الحاضر ل يخلو من شيء من المبالغة التي تدعو‬
‫ن في البال‬‫إلى هضم حق الطائفة المنصورةا ‪ ،‬وهذا ما ع ل‬
‫فذكرته‪.‬من كتاب حياةا اللباني‪.‬‬

‫س(‪ -‬الكافر اذأا اسلم هل ينفعه عمله الصالح‬


‫الذى فعله حين كفره؟‬
‫إذأا أسلم ‪ ,‬فإن الله تبارك وتعالى يكتب له كل حسناته‬
‫التي عمل بها في كفره ‪ ,‬ويجازايه بها في الخرةا ‪ ,‬وفي‬
‫م‬ ‫ص‬ ‫ذألك أحاديث كثيرةا ‪ ,‬كقوله صلى الله عليه وسلم )إ ص ص‬
‫سل ص‬‫ذأا أ ي‬ ‫ص ه‬
‫ها(‬
‫ف ص‬ ‫ص‬
‫ن أيزال ص‬ ‫ة ص‬
‫كا ص‬ ‫سن ص ء‬
‫ح ص‬
‫ل ص‬ ‫ه لص ه‬
‫ه كه ل‬ ‫ب الل ل ه‬
‫ه ك صت ص ص‬ ‫سصل ه‬
‫م ه‬ ‫ن إه ي‬
‫س ص‬
‫ح ه‬
‫ف ص‬ ‫ال ي ص‬
‫عب يده ص‬
‫الحديث‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.53‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا إطلق لفظة)المشرك(على أهل‬


‫الكتاب ؟‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )أخرجوا المشركين‬
‫من جزيرةا العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم( ‪،‬‬
‫وفيه دللة على جوازا إطلق لفظة ))المشرك(( على أهل‬
‫الكتاب‪ ،‬فإنهم هم المعنيون بهذا الحديث‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1133‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم قول القائل في أهل الذمة ‪:‬‬


‫)لهم ما لنا ‪ ,‬وعليهم ما علينا(؟‬
‫ص‬ ‫ن أه ص‬ ‫ص‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ن صل إ هل ص ص‬ ‫دوا أ ي‬ ‫ه ه‬‫ش ص‬ ‫حلتى ي ص ي‬ ‫س ص‬ ‫ل اللنا ص‬ ‫قات ه ص‬ ‫تا أ ي‬ ‫مير ه‬ ‫في حديث )أ ه‬
‫قب يل صت صصنا‬ ‫قب ههلوا ه‬ ‫ست ص ي‬ ‫عبده ورسول هه ص‬ ‫إلل الل له ص‬
‫ن يص ي‬ ‫وأ ي‬ ‫ه ص‬ ‫دا ص ي ه ه ص ص ه‬ ‫م ا‬ ‫ح ل‬ ‫م ص‬ ‫ن ه‬ ‫وأ ل‬ ‫ه ص‬ ‫ه‬
‫علوا ذأصل هك ]فقد[‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫صلت صصنا فإ ه ص‬‫ص‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ذأا ف ص‬ ‫صلوا ص‬ ‫ن يه ص‬ ‫وأ ي‬ ‫حت صصنا ص‬ ‫وي صأكلوا ذأصهبي ص‬ ‫ص‬
‫ن‬ ‫مي‬ ‫ل‬‫س‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ل‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ها‬ ‫ذ‬
‫ق‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ل‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ؤ‬ ‫ما‬ ‫د‬ ‫نا‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ص‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ح‬
‫ه ي ص ه ه ي ه ه ص‬ ‫ه ي ص ي ص ه ي ه ه ص ص‬ ‫ي ص ه ص‬ ‫ه ذ ص ي‬
‫ن( ‪ ،‬دليل على بطلن الحديث‬ ‫مي ص‬ ‫سل ه ه‬ ‫م ي‬ ‫ي‬
‫على ال ه‬ ‫ص‬ ‫ما ص‬ ‫م ص‬ ‫ه ي‬ ‫و ص ص‬
‫علي ي ه‬ ‫ص‬
‫صلى‬‫ل‬ ‫الشائع اليوما على ألسنة الخطباء والكتاب ‪ :‬أن النبي ص‬
‫م قال في أهل الذمة ‪) :‬لهم ما لنا ‪ ,‬وعليهم‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫سل ل ص‬
‫م‪,‬‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫ما علينا( ‪ ،‬وهذا مما ل أصل له عنه ص‬
‫صللى‬ ‫بل هذا الحديث الصحيح يبطله ‪ ,‬لنه صريح في أنه ص‬
‫م إنما قال فيمن أسلم من المشركين وأهل‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫الكتاب ‪ ,‬وعمدةا أولئك الخطباء على بعض الفقهاء الذين ل‬
‫علم عندهم بالحديث الشريف ‪ ,‬كما بينته في الحاديث‬
‫الضعيفة والموضوعة ‪ ,‬فراجعه ‪ ,‬فإنه من المهماتا‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.303‬‬
‫س(‪ -‬ماذأا يفعل من وسوس إليه الشيطان‬
‫بقوله من خلق الله؟‬
‫لقد دلت الحاديث الصحيحة على أنه يجب على من وسوس‬
‫إليه الشيطان بقوله من خلق الله ؟ أن ينصرف عن‬
‫مجادلته إلى إجابته بما جاء في الحاديث ‪ ,‬وخلصتها أن‬
‫ه ‪ ,‬الله أحد ‪ ،‬الله الصمد ‪ ،‬لم يلد‬ ‫سل ه ه‬
‫وهر ه‬ ‫ت هبالل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫من ي ه‬‫يقول ‪) :‬آ ص‬
‫ولم يولد ‪ ،‬ولم يكن له كفوا أحد‪ ،‬ثم يتفل عن يساره ثلثا ‪،‬‬
‫ويستعيذ بالله من الشيطان ‪ ,‬ثم ينتهي عن النسياق مع‬
‫الوسوسة(‪.‬‬
‫صللى الل ل ه‬
‫ه‬ ‫وأعتقد أن من فعل ذألك ‪ ,‬طاعة لله ورسوله ص‬
‫م ‪ ,‬مخلصا ا في ذألك ‪ ,‬أنه ل بد أن تذهب الوسوسة‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ص‬
‫ن‬ ‫م‪ ):‬ص‬
‫فإ ه ل‬ ‫ل‬
‫سل ص‬‫و ص‬‫ه ص‬ ‫ص‬
‫علي ي ه‬‫ه ص‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫صلى الل ه‬‫عنه ‪ ,‬ويندحر شيطانه ‪ ,‬لقوله ص‬
‫ه(‪.‬‬ ‫عن ي ه‬
‫ب ص‬ ‫ه ه‬‫ك ي هذي ه‬‫ذأصل ه ص‬
‫وهذا التعليم النبوي الكريم أنفع وأقطع للوسوسة من‬
‫المجادلة العقلية في هذه القضية ‪ ,‬فإن المجادلة قلما‬
‫تنفع في مثلها ‪ ,‬ومن المؤسف أن أكثر الناس في غفلة‬
‫عن هذا التعليم النبوي الكريم ‪ ,‬فتنبهوا أيها المسلمون ‪,‬‬
‫وتعرفوا إلى سنة نبيكم ‪ ,‬واعملوا بها ‪ ,‬فإن فيها شفاءكم‬
‫وعزكم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.118‬‬

‫س(‪ -‬هل تنفع النية الطيبة صاحبها اذأا عمل‬


‫العمل السيئ؟‬
‫أن النية الطيبة ل تجعل العمل السيئ صالحا ا ‪ ,‬وأن معنى‬
‫الحديث المذكور إنما العمال الصالحة بالنياتا الخالصة ‪ ,‬ل‬
‫أن العمال المخالفة للشريعة تنقلب إلى أعمال صالحة‬
‫مشروعة بسبب اقتران النية الصالحة بها ‪ ,‬ذألك ما ل يقوله‬
‫إل جاهل أو مغرض ‪ ,‬أل ترى أن رجل ا لو صلى تجاه القبر ‪,‬‬
‫لكان ذألك منكرا ا من العمل ‪ ,‬لمخالفته للحاديث والثار‬
‫الواردةا في النهي عن استقبال القبر بالصلةا ‪ ,‬فهل يقول‬
‫عاقل ‪ :‬إن الذي يعود إلى الستقبال – بعد علمه بنهي‬
‫الشرع عنه – إن نيته طيبة وعمله مشروع ؟ كل ثم كل ‪,‬‬
‫فكذلك هؤلء الذي يستغيثون بغير الله تعالى ‪ ,‬وينسونه‬
‫تعالى في حالة هم أحوج ما يكونون فيها إلى عونه ومدده‬
‫‪ ,‬ل يعقل أن تكون نياتهم طيبة ‪ ,‬فضل ا عن أن يكون‬
‫عملهم صالحا ا ‪ ,‬وهم يصرون على هذا المنكر وهم يعلمون‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.139‬‬

‫س(‪ -‬هل مسمى السلما غير اليمان؟‬


‫لقد اختلف العلماء في ذألك اختلفا ا كثيرا ا ‪ ,‬والحق ما ذأهب‬
‫إليه جمهور السلف من التفريق بينهما ‪ ,‬لدللة الكتاب‬
‫ص‬ ‫عرا ه ص‬ ‫ص‬
‫م‬‫لل ي‬ ‫ق ي‬‫ملنا ه‬‫بآ ص‬ ‫ت ايل ي ص‬ ‫قال ص ه‬‫والسنة على ذألك فقال تعالى ‪ ) :‬ص‬
‫قهلوب ه ه‬ ‫ص‬
‫كم‬ ‫في ه‬ ‫ن ه‬ ‫ما ه‬ ‫لي ص‬ ‫لا يه‬ ‫خ ه‬ ‫ول ص ل‬
‫ما ي صدي ه‬ ‫سل ص ي‬
‫مصنا ص‬ ‫قوهلوا أ ي‬ ‫ول صك ه ي‬
‫ن ه‬ ‫مهنوا ص‬ ‫ته ي‬
‫ؤ ه‬
‫ي(الحجراتا ‪ ,14‬وحديث جبريل في التفريق بين السلما واليمان‬
‫معروف مشهور‪.‬‬
‫قال شيخ السلما ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب‬
‫اليمان ‪) :‬والرد إلى الله ورسوله في مسألة السلما‬
‫واليمان يوجب أن كل ا من السمين ‪ ,‬وإن كان مسماه‬
‫واجبا ا ‪ ,‬ول يستحق أحد الجنة إل بأن يكون مؤمنا ا مسلما ا ‪,‬‬
‫م في‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫فالحق في ذألك ما بينه النبي ص‬
‫حديث جبريل ‪ ,‬فجعل الدين وأهله ثلث طبقاتا ‪ :‬أولها‬
‫السلما ‪ ,‬وأوسطها اليمان ‪ ,‬وأعلها الحسان ‪ ,‬ومن وصل‬
‫إلى العليا فقد وصل إلى التي تليها ‪ ,‬فالمحسن مؤمن ‪,‬‬
‫والمؤمن مسلم ‪ ,‬وأما المسلم ‪ ,‬فل يجب أن يكون مؤمناا(‪.‬‬
‫ومن شاء بسط الكلما على هذه المسألة مع التحقيق‬
‫الدقيق ‪ ,‬فليرجع إلى الكتاب المذكور ‪ ,‬فإنه خير ما ألف‬
‫في هذا الموضوع‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث‬
‫رقم ‪.155‬‬
‫س(‪ -‬ما حكم النذر؟‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫قدذيرهه ص‬ ‫م أه ص‬ ‫ء لص ي‬
‫ي ء‬
‫ش ي‬ ‫ما ب ه ص‬
‫ن آدص ص‬ ‫على اب ي ه‬
‫حديث )صل ي صأ يهتي الن لذيهر ص ص‬
‫ما صل‬ ‫ص‬
‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ؤهتيهني ص‬ ‫ل يه ي‬ ‫خي ه‬ ‫ن ال يب ص ه‬ ‫م ي‬
‫ه ه‬
‫ج به ه‬‫ر ه‬
‫خ ه‬‫ست ص ي‬
‫يء ء أ ي‬ ‫ش ي‬ ‫ه ص‬ ‫ول صك هن ل ه‬‫ص‬
‫ل( دل بمجموع ألفاظه أن النذر ل يشرع‬ ‫ه ه‬ ‫خ‬
‫ي‬ ‫ب‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫ص‬ ‫ع‬
‫ص‬ ‫ني‬ ‫يه ه ه‬
‫تي‬ ‫ي‬
‫ؤ‬
‫عقده ‪ ,‬بل هو مكروه ‪ ,‬وظاهر النهي في بعض طرقه أنه‬
‫ه‬ ‫ص‬
‫ج به ه‬‫ر ه‬ ‫خ ه‬ ‫ست ص ي‬
‫حراما ‪ ,‬وقد قال به قوما ‪ ,‬إل أن قوله تعالى ‪) :‬أ ي‬
‫ل( ‪ :‬يشعر أن الكراهة أو الحرمة خاص بنذر‬ ‫خي ه‬ ‫ن ال يب ص ه‬ ‫م ي‬ ‫ه‬
‫المجازااةا أو المعاوضة ‪ ,‬دون نذر البتداء والتبرر ‪ ,‬فهو‬
‫قربة محضة ‪ ,‬لن للناذأر فيه غرضا ا صحيحا ا ‪ ,‬وهو أن يثاب‬
‫عليه ثواب الواجب ‪ ,‬وهو فوق ثواب التطوع ‪ ,‬وهذا النذر‬
‫بالن لذير(النسان‬
‫ه‬ ‫ن ه‬ ‫فو ص‬ ‫هو المراد – والله أعلم – بقوله تعالى )هيو ه‬
‫‪ , 7‬دون الول‪.‬‬
‫قال الحافظ في الفتح ‪) :‬وقد أخرج الطبري بسند صحيح‬
‫عن قتادةا في قوله تعالى )يوفون بالنذر( قال كانوا‬
‫ينذرون طاعة الله من الصلةا والصياما والزكاةا والحج‬
‫والعمرةا ومما افترض عليهم فسماهم الله أبرارا ‪ ,‬وهذا‬
‫صريح في أن الثناء وقع في غير نذر المجازااةا(‪.‬‬
‫وقال قبل ذألك ‪) :‬وجزما القرطبي في " المفهم " بحمل‬
‫ما ورد في الحاديث من النهي على نذر المجازااةا فقال ‪:‬‬
‫هذا النهي محله أن يقول مثل إن شفى الله مريضي فعلي‬
‫صدقة كذا ‪ ,‬ووجه الكراهة أنه لما وقف فعل القربة‬
‫المذكور على حصول الغرض المذكور ظهر أنه لم يتمحض‬
‫له نية التقرب إلى الله تعالى لما صدر منه بل سلك فيها‬
‫مسلك المعاوضة ‪ ,‬ويوضحه أنه لو لم يشف مريضه لم‬
‫يتصدق بما علقه على شفائه ‪ ,‬وهذه حالة البخيل فإنه ل‬
‫يخرج من ماله شيئا إل بعوض عاجل يزيد على ما أخرج‬
‫غالبا ‪ .‬وهذا المعنى هو المشار إليه في الحديث بقوله " و‬
‫إنما يستخرج به من البخيل ما لم يكن البخيل يخرجه " وقد‬
‫ينضم إلى هذا اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول‬
‫ذألك الغرض ‪ ,‬أو أن الله يفعل معه ذألك الغرض لجل ذألك‬
‫النذر ‪ ,‬وإليهما الشارةا بقوله في الحديث أيضا " فإن النذر‬
‫ل يرد من قدر الله شيئا " والحالة الولى تقارب الكفر‬
‫والثانية خطأ صريح(‪.‬‬
‫قال الحافظ ‪) :‬قلت ‪ :‬بل تقرب من الكفر أيضا ‪ .‬ثم نقل‬
‫القرطبي عن العلماء حمل النهي الوارد في الخبر على‬
‫الكراهة وقال ‪ :‬الذي يظهر لي أنه على التحريم في حق‬
‫من يخاف عليه ذألك العتقاد الفاسد فيكون إقدامه على‬
‫ذألك محرما والكراهة في حق من لم يعتقد ذألك ا هـ ‪ .‬وهو‬
‫تفصيل حسن ‪ ,‬ويؤيده قصة ابن عمر راوي الحديث في‬
‫النهي عن النذر فإنها في نذر المجازااةا(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يريد بالقصة ما أخرجه الحاكم من طريق فليح بن‬
‫سليمان عن سعيد بن الحارث أنه سمع عبدالله بن عمر‬
‫وسأله رجل من بني كعب يقال له مسعود بن عمرو ‪ ,‬يا‬
‫أبى عبد الرحمن إن ابني كان بأرض فارس فيمن كان عند‬
‫عمر بن عبيد الله ‪ ,‬وإنه وقع بالبصرةا طاعون شديد ‪ ,‬فلما‬
‫بلغني ذألك ‪ ,‬نذرتا ‪ :‬إن الله جاء بابني أن أمشي إلى الكعبة‬
‫‪ ,‬فجاء مريضا ا فماتا ‪ ,‬فما ترى ؟ فقال ابن عمر ‪ :‬أولم‬
‫م قال‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫تنهوا عن النذر ؟ إن رسول الله ص‬
‫‪ ) :‬النذر ل يقدما شيئا ا ول يؤخره ‪ ,‬فإنما يستخرج به من‬
‫البخيل( ‪ ,‬أوف بنذرك‪.‬‬
‫وبلجملة ففي الحديث تحذير للمسلم أن يقدما على نذر‬
‫المجازااةا ‪ ,‬فعلى الناس أن يعرفوا ذألك حتى ل يقعوا في‬
‫ا‪ . .‬انتهى كلما اللباني‬ ‫النهي وهم يحسبون أنهم يحسنون صنع ا‬
‫من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.478‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم الوفاء بالنذر؟‬


‫النذر إذأا كان طاعة لله ‪ ,‬وجب الوفاء به ‪ ,‬وأن ذألك كفارته‬
‫ص‬
‫ن‬‫ن ن صذصصر أ ي‬
‫م ي‬
‫م أنه قال ‪ ) :‬ص‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫‪ ,‬وقد صح عنه ص‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫ه(متفق‬ ‫ص ه‬
‫ع ه‬
‫فل ي ص ي‬‫ه ص‬
‫صي ص ه‬‫ع ه‬ ‫ن يص ي‬‫ن ن صذصصر أ ي‬ ‫م ي‬
‫و ص‬
‫ه ص‬
‫ع ه‬‫فل يي هطه ي‬ ‫ع الل ل ص‬
‫ه ص‬ ‫طي ص‬
‫يه ه‬
‫عليه‪.‬‬
‫وأن من نذر نذرا ا فيه عصيان للرحمن ‪ ,‬وإطاعة للشيطان‬
‫‪ ,‬فل يجوزا الوفاء به ‪ ,‬وعليه الكفارةا كفارةا اليمين ‪ ,‬وإذأا‬
‫كان النذر مكروها ا أو مباحا ا ‪ ,‬فعليه الكفارةا من باب أولى ‪,‬‬
‫ولعموما قوله عليه الصلةا والسلما ‪) :‬كفارةا النذر كفارةا‬
‫اليمين(أخرجه مسلم وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي‬
‫الله عنه ‪ ,‬وهو مخرج في "الرواء"‪.‬‬
‫وما ذأكرنا من المر الول والثاني متفق عليه بين العلماء ‪,‬‬
‫إل في وجوب الكفارةا في المعصية ونحوها ‪ ,‬فالقول به‬
‫مذهب الماما أحمد وإسحاق ‪ ,‬كما قال الترمذي ‪ ,‬وهو‬
‫مذهب الحنفية أيضا ا ‪ ,‬وهو الصواب‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.479‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم من قتل مؤمنا متعمدا؟‬


‫عسى الل ل ص‬ ‫قوله صلى الله عليه وسلم )ك ه ل‬
‫فصرهه‬ ‫غ ه‬
‫ن يص ي‬‫هأ ي‬ ‫ه‬ ‫ب ص ص‬ ‫ل ذأصن ي ء‬
‫كا أ ص‬
‫دا( في‬ ‫م ا‬‫ع ذ‬
‫مت ص ص‬‫مانا ه‬ ‫م ي‬
‫ؤ ه‬ ‫ل ه‬ ‫ن ص‬
‫قت ص ص‬ ‫م ء‬‫ؤ ه‬‫م ي‬
‫و ه‬
‫ي‬ ‫ر ا‬
‫ش ه‬ ‫م ي‬‫تا ه‬
‫ما ص‬
‫ن ص‬‫م ي‬‫إ هلل ص‬
‫ص‬
‫ه‬
‫ك به ه‬‫شصر ص‬ ‫فهر أن ي ه ي‬ ‫غ ه‬‫ه ل ص يص ي‬ ‫ن الل ي ص‬‫ظاهره مخالف لقوله تعالى )إ ه ي‬
‫ء( ‪ ,‬لن القتل دون الشرك‬ ‫شآ ه‬‫من ي ص ص‬ ‫ك له ص‬ ‫ن ذأصل ه ص‬‫دو ص‬
‫ما ه‬ ‫فهر ص‬
‫غ ه‬‫وي ص ي‬
‫ص‬
‫قطعا ا ‪ ,‬فكيف ل يغفره الله ؟ وقد وفق المناوي تبعا ا لغيره‬
‫بحمل الحديث على ما إذأا استحل ‪ ,‬وإل فهو تهويل وتغليظ ‪,‬‬
‫وخير منه قول السندي في حاشيته على النسائي ‪) :‬وكأن‬
‫المراد كل ذأنب ترجى مغفرته ابتداء إل قتل المؤمن فإنه ل‬
‫يغفر بل سبق عقوبة وإل الكفر فإنه ل يغفر أصل ولو حمل‬
‫على القتل مستحل ل يبقى المقابلة بينه وبين الكفر ]يعني ‪:‬‬
‫لن الستحلل كفر ‪ ,‬ول فرق بين استحلل القتل أو غيره من‬
‫الذنوب ‪ ,‬إذأ كل ذألك كفر[ ‪ .‬ثم لبد من حمله على ما إذأا لم‬
‫يتب وإل فالتائب من الذنب كمن ل ذأنب له كيف وقد يدخل‬
‫القاتل والمقتول الجنة معا كما إذأا قتله وهو كافر ثم آمن‬
‫وقتل(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.511‬‬

‫باب الرسل عليهم السلما‬


‫س(‪ -‬هل ثبت في السنة خصوصياتا للنبي‬
‫صلى الله عليه وسلم تخالف باقي البشر؟‬
‫م يسمع ما ل يسمع الناس ‪ ,‬وهذا‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬
‫أن النبي ص‬
‫من خصوصياته عليه الصلةا والسلما ‪ ,‬كما أنه كان يرى جبريل‬
‫ويكلمه والناس ل يرونه ول يسمعون كلمه ‪ ,‬فقد ثبت في‬
‫م قال يوما ا لعائشة‬
‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫البخاري وغيره أنه ص‬
‫رضي الله عنها ‪) :‬هذا جبريل يقرئك السلما ‪ ,‬فقالت ‪ :‬وعليه‬
‫السلما يارسول الله ترى ما ل نرى(‪.‬‬
‫ولكن خصوصياته عليه السلما إنما تثبت بالنص الصحيح ‪ ,‬فل‬
‫تثبت بالنص الضعيف ول بالقياس والهواء ‪ ,‬والناس في هذه‬
‫المسألة على طرفي نقيض ‪ ,‬فمنهم من ينكر كثيرا ا من‬
‫خصوصياته الثابتة بالسانيد الصحيحة ‪ ,‬إما لنها غير متواترةا‬
‫بزعمه ‪ ,‬وإما لنها غير معقولة لديه ‪ ,‬ومنهم من يثبت له عليه‬
‫السلما ما لم يثبت ‪ ,‬مثل قولهم ‪ :‬إنه أول المخلوقاتا ‪ ,‬وإنه‬
‫كان ل ظل له في الرض ‪ ,‬وإنه إذأا سار في الرمل ‪ ,‬ل تؤثر‬
‫قدمه فيه ‪ ,‬بينما إذأا داس على الصخر علم عليه ‪ ,‬وغير ذألك‬
‫من الباطيل‪.‬‬
‫ه‬ ‫ص‬
‫علي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫صلى الل ه‬‫والقول الوسط في ذألك أن يقال ‪ :‬إن النبي ص‬
‫م بشر بنص القرآن والسنة وإجماع المة ‪ ,‬فل يجوزا أن‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬
‫ص‬
‫يعطى له من الصفاتا والخصوصياتا إل ما صح به النص في‬
‫الكتاب والسنة ‪ ,‬فإذأا ثبت ذألك ‪ ,‬وجب التسليم له ‪ ,‬ولم يجز‬
‫رده بفلسفة خاصة علمية أو عقلية زاعموا‪.‬‬
‫ومن المؤسف أنه قد انتشر في العصر الحاضر انتشارا ا مخيفا ا‬
‫رد الحاديث الصحيحة لدنى شبهة ترد من بعض الناس ‪ ,‬حتى‬
‫ليكاد يقوما في النفس أنهم يعاملون أحاديثه عليه السلما‬
‫معاملة أحاديث غيره من البشر الذين ليسوا معصومين ‪ ,‬فهم‬
‫يأخذون منها ما شاؤوا ‪ ,‬ويدعون ما شاؤوا ‪ ,‬ومن أولئك طائفة‬
‫ينتمون إلى العلم وبعضهم يتولى مناصب شرعية كبيرةا ‪ ,‬فإنا‬
‫لله وإنا إليه راجعون ‪ ,‬ونسأله تعالى أن يحفظنا من شر‬
‫الفريقين المبطلين والغالين‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.159‬‬

‫س(‪ -‬هل محمد صلى الله عليه وسلم هو حبيب‬


‫الله اما خليل الله؟‬
‫بل هو خليل رب العالمين فإن الخلة أعلى مرتبة من‬
‫المحبة وأكمل ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله‬
‫اتخذني خليل كما اتخذ إبراهيم خليل " ولذلك لم يثبت في‬
‫حديث أنه صلى الله عليه وسلم حبيب الله فتنبه‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫صللى الل ل ه‬
‫ه‬ ‫س(‪ -‬ما حكم التوسل بجاه النبي ص‬
‫سل ل ص‬
‫م؟‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫م ومقامه‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫مما ل شك فيه أن جاهه ص‬
‫عند الله عظيم ‪ ,‬فقد وصف الله تعالى موسى بقوله‬
‫جيهاا(الحزاب ‪ , 69‬ومن المعلوما أن نبينا محمدا ا‬ ‫و ه‬
‫ه ص‬‫عندص الل ل ه‬ ‫ن ه‬ ‫و ص‬
‫كا ص‬ ‫) ص‬
‫م أفضل من موسى ‪ ,‬فهو بل شك‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى ‪ ,‬ولكن هذا شيء ‪,‬‬
‫م شيء آخر ‪ ,‬فل يليق‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫والتوسل بجاهه ص‬
‫الخلط بينهما كما يفعل بعضهم ‪ ,‬إذأ إن التوسل بجاهه‬
‫م يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫دعائه ‪ ,‬وهذا أمر ل يمكن معرفته بالعقل ‪ ,‬إذأ إنه من المور‬
‫الغيبية التي ل مجال للعقل في إدراكها ‪ ,‬فل بد فيه من‬
‫النقل الصحيح الذي تقوما به الحجة ‪ ,‬وهذا مما ل سبيل إليه‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫البتة ‪ ,‬فإن الحاديث الواردةا في التوسل به ص‬
‫م تنقسم إلى قسمين ‪ :‬صحيح ‪ ,‬وضعيف ‪.‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫أما الصحيح ‪ ,‬فل دليل فيه البتة على المدعى ‪ ,‬مثل‬
‫م في الستسقاء ‪ ,‬وتوسل‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫توسلهم به ص‬
‫صللى‬ ‫سللم صفإنه توسل بدعائه ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫العمى به ص‬
‫م‪,‬‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫م ‪ ,‬ل بجاهه ول بذاته ص‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫م بعد انتقاله‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ولما كان التوسل بدعائه ص‬
‫إلى الرفيق العلى غير ممكن ‪ ,‬كان بالتالي التوسل به‬
‫م بعد وفاته غير ممكن ‪ ,‬وغير جائز ‪.‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫ومما يدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫استسقوا في زامن عمر ‪ ,‬توسلوا بعمه ص‬
‫م ‪ ,‬وما‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫م العباس ‪ ,‬ولم يتوسلوا به ص‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫ذألك إل لنهم يعلمون معنى التوسل المشروع ‪ ,‬وهو ما‬
‫م ولذلك‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ذأكرناه من التوسل بدعائه ص‬
‫م بدعاء عمه ‪ ,‬لنه ممكن‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫توسلوا بعده ص‬
‫ومشروع ‪ ,‬وكذلك لم ينقل أن أحدا من العميان توسل‬ ‫ا‬
‫بدعاء ذألك العمى ‪ ,‬وذألك لن السر ليس في قول العمى‬
‫‪ ) :‬اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة‪, (....‬‬
‫م له كما‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫وإنما السر الكبر في دعائه ص‬
‫م إياه بالدعاء له ‪,‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬ ‫يقتضيه وعده‬
‫ويشعر به قوله في دعائه ‪) :‬اللهم فشفعه في( ‪ ,‬أي ‪:‬‬
‫م ‪ ,‬أي ‪ :‬دعاءه في ‪,‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫أقبل شفاعته ص‬
‫)وشفعني فيه( ‪ ,‬أي ‪ :‬اقبل شفاعتي ‪ ,‬أي ‪ :‬دعائي في‬
‫م في ‪.‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫قبول دعائه ص‬
‫فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء ‪ ,‬كما يتضح‬
‫للقاريء الكريم بهذا الشرح الموجز ‪ ,‬فل علقة للحديث‬
‫بالتوسل المبتدع ‪ ,‬ولهذا أنكره الماما أبوحنيفة ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫)أكره أن يسأل الله إل بالله( كما في "الدر المختار" ‪,‬‬
‫وغيره من كتب الحنفية ‪.‬‬
‫وأما قول الكوثري في " مقالته " ‪) :‬وتوسل الماما‬
‫الشافعي بأبي حنيفة مذكورةا في أوائل تاريخ الخطيب‬
‫بسند صحيح( ‪.‬‬
‫فمن مبالغاته ‪ ,‬بل مغالطاته ‪ ,‬فإنه يشير بذلك إلى ما‬
‫أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال‬
‫‪ :‬نبأنا علي بن ميمون قال ‪ :‬سمعت الشافعي يقول ‪) :‬إني‬
‫لتبرك بأني حنيفة ‪ ,‬وأجيء إلى قبره في كل يوما – يعني‬
‫زاائرا ا – فإذأا عرضت لي حاجة صليت ركعتين ‪ ,‬وجئت إلى‬
‫قبره ‪ ,‬وسألت الله تعالى الحاجة عنده ‪ ,‬فما تبعد عني حتى‬
‫تقتضى( ‪ ,‬فهذه رواية ضعيفة ‪ ,‬بل باطلة‪.‬‬
‫وقد ذأكر شيخ السلما في " اقتضاء الصراط المستقيم"‬
‫معنى هذه الرواية ‪ ,‬ثم أثبت بطلنه فقال ‪) :‬هذا كذب‬
‫معلوما كذبه بالضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل‬
‫فإن الشافعي لما قدما ببغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب‬
‫للدعاء عنده البتة بل ولم يكن هذا على عهد االشافعي‬
‫معروفا وقد رأى الشافعي بالحجازا واليمن والشاما والعراق‬
‫ومصر من قبور النبياء والصحابة والتابعين من كان‬
‫أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة‬
‫وأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ الدعاء إل عند قبر أبي‬
‫حنيفة ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي‬
‫يوسف ومحمد وزافر والحسن ابن زاياد وطبقتهم لم يكونوا‬
‫يتحرون الدعاء ل عند قبر أبي حنيفة ول غيره ثم قد‬
‫تقدما عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم‬
‫قبور الصالحين خشية الفتنة بها وإنما يضع مثل هذه‬
‫الحكاياتا من يقل علمه ودينه وإما أن يكون المنقول من‬
‫هذه الحكاياتا عن مجهول ل يعر(‪.‬‬
‫وأما القسم الثاني من أحاديث التوسل ‪ ,‬فهي أحاديث‬
‫ضعيفة و تدل بظاهرها على التوسل المبتدع ‪ ,‬فيحسن‬
‫بهذه المناسبة التحذير منها ‪ ,‬والتنبيه عليها فمنها‪):‬الله‬
‫الذي يحيي ويميت وهو حي ل يموتا‪,‬اغفر لمي فاطمة‬
‫بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها‪,‬بحق نبيك‬
‫والنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين(حديث‬
‫ضعيف ‪.‬‬
‫ن‬
‫م ي‬ ‫ومن الحاديث الضعيفة في التوسل ‪ ,‬الحديث التي ‪ ):‬ص‬
‫ق‬
‫ح ذ‬ ‫ك به ص‬ ‫سأ صل ه ص‬ ‫ص‬
‫م إ هذني أ ي‬ ‫ه ل‬ ‫ل الل ل ه‬ ‫قا ص‬ ‫ف ص‬ ‫ةا ص‬‫صصل ه‬ ‫ه إ هصلى ال ل‬ ‫ن ب صي يت ه ه‬ ‫م ي‬ ‫ج ه‬ ‫خصر ص‬ ‫ص‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫ج‬‫خهر ي‬ ‫مأ ي‬ ‫فإ هذني ل ص ي‬ ‫ذا ص‬ ‫ه ص‬ ‫ي ص‬ ‫شا ص‬ ‫م ص‬ ‫م ي‬ ‫ق ص‬ ‫ح ذ‬ ‫ك به ص‬ ‫سأل ه ص‬ ‫وأ ي‬ ‫ك ص‬ ‫عل صي ي ص‬ ‫ن ص‬ ‫سائ ههلي ص‬ ‫ال ل‬
‫ك‬ ‫خط ه ص‬ ‫س ي‬
‫قاءص ه‬ ‫ت ات ذ ص‬ ‫ج ه‬ ‫خصر ي‬ ‫و ص‬ ‫ة ص‬ ‫ع ا‬ ‫م ص‬ ‫س ي‬ ‫وصل ه‬ ‫رصياءا ص‬ ‫ه‬ ‫وصل‬ ‫وصل ب صطصارا ص‬ ‫شارا ص‬ ‫أص ص‬
‫عيذصهني من اللنار ص‬ ‫فأ صسأ صل ه ص ص‬ ‫ضات ه ص‬
‫فصر هلي‬ ‫غ ه‬‫ن تص ي‬ ‫وأ ي‬ ‫ه ص‬ ‫ه ي‬ ‫ن ته ه‬ ‫كأ ي‬ ‫ك ص ي‬ ‫مير ص‬ ‫غاءص ص‬ ‫واب يت ه ص‬ ‫ص‬
‫ص‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ص‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ب‬
‫ه ص ي ه ه ص ي ه ه‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫أ‬ ‫ت‬‫ي ص‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ب‬
‫صه ص ه‬ ‫نو‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ص ه ه‬ ‫غ‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫هل ه‬‫ن‬ ‫إ‬ ‫بي‬ ‫ذأه ه ه‬
‫نو‬
‫ك(حديث ضعيف‪.‬‬ ‫مل ص ء‬ ‫ف ص‬ ‫ن أل ي ه‬ ‫عو ص‬ ‫سب ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫فصر ل ص ه‬ ‫غ ص‬ ‫ست ص ي‬ ‫وا ي‬ ‫ص‬
‫ومن الحاديث الضعيفة ‪ ,‬بل الموضوعة في التوسل ‪) :‬لما‬
‫اقترف آدما الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرتا‬
‫لي فقال الله يا آدما وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب‬
‫لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت‬
‫على قوائم العرش مكتوبا ل إله إل الله محمد رسول الله‬
‫فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إل أحب الخلق إليك فقال الله‬
‫صدقت يا آدما إنه لحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرتا لك‬
‫ولول محمد ما خلقتك(موضوع‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.22‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم قول القائل أن النور المحمدي‬


‫هو أول ما خلق الله تبارك وتعالى؟ وان كان‬
‫هذا القول غير صحيح فما هو أول مخلوق ؟‬
‫وهل يصح ان يقال ما من مخلوق إل وهو‬
‫مسبوق بمخلوق قبله وان الحوادث ل أول لها؟‬
‫في الحديث )إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم ‪ ،‬وأمره أن‬
‫يكتب كل شيء يكون( ‪ ،‬إشارةا إلى رد ما يتناقله الناس ‪ ,‬حتى‬
‫صار ذألك عقيدةا راسخة في قلوب كثير منهم ‪ ,‬وهو أن النور‬
‫المحمدي هو أول ما خلق الله تبارك وتعالى ‪ ,‬وليس لذلك‬
‫أساس من الصحة ‪ ,‬وحديث عبدالرزااق غير معروف إسناده ‪,‬‬
‫ولعلنا نفرده بالكلما في الحاديث الضعيفة إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫وفيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق ‪ ,‬ول نص‬
‫م ‪ ,‬وإنما يقول به‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫في ذألك عن الرسول ص‬
‫من قال كابن تيمية وغيره استنباطا ا واجتهادا ا ‪ ,‬فالخذ بهذا‬
‫الحديث – وفي معناه أحاديث أخرى – أولى ‪ ,‬لنه نص في‬
‫المسألة ‪ ,‬ول اجتهاد في مورد النص كما هو معلوما‪.‬‬
‫وتأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل ‪ ,‬لنه يصح مثل هذا‬
‫التأويل لو كان هناك نص قاطع على أن العرش أول‬
‫المخلوقاتا كلها ‪ ,‬ومنها القلم ‪ ,‬أما ومثل هذا النص مفقود ‪,‬‬
‫فل يجوزا هذا التأويل‪.‬‬
‫وفيه رد أيضا ا على من يقول بحوادث ل أول لها ‪ ,‬وأنه ما من‬
‫مخلوق إل وهو مسبوق بمخلوق قبله ‪ ,‬وهكذا إلى ما ل بداية له‬
‫‪ ,‬بحيث ل يمكن أن يقال ‪ :‬هذا أول مخلوق ‪ ,‬فالحديث يبطل‬
‫هذا القول ‪ ,‬ويعين أن القلم أول مخلوق ‪ ,‬فليس قبله قطعا ا‬
‫أي مخلوق‪.‬‬
‫ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله في الكلما في رده على‬
‫الفلسفة محاول ا إثباتا حوادث ل أول لها ‪ ,‬وجاء في أثناء ذألك‬
‫بما تحار فيه العقول ‪ ,‬ول تقبله أكثر القلوب ‪ ,‬حتى اتهمه‬
‫خصومه بأنه يقول بأن المخلوقاتا قديمة ل أول لها ‪ ,‬مع أنه‬
‫يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إل وهو مسبوق بالعدما ‪ ,‬ولكنه‬
‫مع ذألك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما ل بداية له ‪ ,‬كما يقول‬
‫هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما ل نهاية ‪ ,‬فذلك القول منه‬
‫غير مقبول ‪ ,‬بل هو مرفوض بهذا الحديث ‪ ,‬وكم كنا نود أن ل‬
‫يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج ‪ ,‬لن الكلما فيه شبيه‬
‫بالفلسفة وعلم الكلما الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه ‪,‬‬
‫ولكن صدق الماما مالك رحمه الله حين قال ‪) :‬ما منا من أحد‬
‫سل ل ص‬
‫م(‪ .‬انتهى‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫إل رد عليه إل صاحب هذا القبر ص‬
‫كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.133‬‬

‫س(‪ -‬هل هيقتل المسلم بالكافر؟‬


‫حديث )أنا أولى من وفى بذمته قاله صلى الله عليه وسلم‬
‫حين أمر بقتل مسلم كان قتل رجل من أهل الذمة( منكر‬
‫ويزيد الحديث ضعفا أنه معارض للحديث الصحيح ‪ ,‬وهو‬
‫قوله صلى الله عليه وسلم )ل يقتل مسلم بكافر(البخاري‪.‬‬
‫وبه أخذ جمهور الئمة ‪ ,‬وأما الحنفية ‪ ,‬فأخذوا بالول على‬
‫ضعفه ومعارضته للحديث الصحيح ‪ ,‬وقد أنصف بعضهم ‪,‬‬
‫فرجع إلى الحديث الصحيح ‪ ,‬فروى البيهقي ‪ ,‬والخطيب‬
‫في الفقيه عن عبدالواحد بن زاياد قال )لقيت زافر ‪ ,‬فقلت‬
‫له ‪:‬صرتم حديثا ه في الناس وضحكة ‪ ,‬قال ‪ :‬وما ذألك؟ قال‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬تقولون في الشياء كلها ‪ :‬ادرؤوا الحدود بالشبهاتا‬
‫‪ .‬وجئتم إلى أعظم الحدود ‪ ,‬فقلتم ‪:‬تقاما بالشبهاتا قال ‪:‬‬
‫وما ذألك؟ قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )ل‬
‫يقتل مسلم بكافر( فقلتم يقتل به قال ‪ :‬فإني أشهدك‬
‫الساعة أني قد رجعت عنه(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.460‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم من يقول ببقاء النبوةا‬


‫سل ل ص‬
‫م؟‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫واستمرارها بعده ص‬
‫ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم )كان إذأا‬
‫انصرف من صلةا الغداةا يقول ‪ :‬هل رأى أحد منكم الليلة‬
‫رؤيا ؟ ويقول‪ :‬ليس يبقى بعدي من النبوةا إل الرؤيا‬
‫ه‬‫صللى الل ل ه‬ ‫الصالحة( نص في أنه ل نبوةا ول وحي بعد النبي ص‬
‫م إل المبشراتا ‪ :‬الرؤيا الصالحة ‪ ,‬وهي جزء من‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫ا‬
‫ستة وأربعين جزءا من النبوةا‪.‬‬
‫ولقد ضلت طائفة زاعمت بقاء النبوةا واستمرارها بعده‬
‫م ‪ ,‬وتأولوا – بل عطلوا – معنى هذا‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫الحديث ونحوه مما في الباب ‪ ,‬وكذلك حرفوا قول الله‬
‫ن(الحزاب ‪ , 40‬بمثل‬
‫م الن لب هذيي ص‬
‫خات ص ص‬
‫و ص‬ ‫ل الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫سو ص‬ ‫ن صر ه‬ ‫ول صك ه ي‬
‫تعالى ‪ ) :‬ص‬
‫قولهم ‪ :‬أي زاينة النبيين ‪ ,‬وتارةا يقولون ‪ :‬هو آخر النبياء‬
‫المشرعين ‪ ,‬ويقولون ببقاء النبوةا غير التشريعية‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.473‬‬
‫سل ل ص‬
‫م‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫س(‪ -‬هل يعتري الرسول ص‬
‫النسيان ؟‬
‫حديث )أما إني ل أنسى ‪ ,‬ولكن أنسى لشرع( حديث باطل‬
‫م ل ينسى‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬
‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ل أصل له وظاهره أنه ص‬
‫بباعث البشرية ‪ ,‬وإنما ينسيه الله ليشرع ‪ ,‬وعلى هذا فهو‬
‫مخالف لما ثبت في "الصحيحين" وغيرهما من حديث ابن‬
‫مسعود مرفوعا ا ‪) :‬إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ‪ ,‬فإذأا‬
‫نسيت فذكروني(‪.‬‬
‫م‬‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ول ينافي هذا أن يترتب على نسيانه ص‬
‫حكم وفوائد من البيان والتعليم ‪ ,‬والقصد أنه ل يجوزا نفى‬
‫م‬‫سل ل ص‬
‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫النسيان الذي هو طبيعة البشر عنه ص‬
‫لهذا الحديث الباطل ‪ ,‬لمعارضته لهذا الحديث الصحيح‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.101‬‬
‫باب السياسة والحكم‬
‫س(‪ -‬ما يسمى في الوقت الحاضر بالنقلب‬
‫العسكري على الحاكم ‪ ،‬هل هو وارد في الدين‬
‫‪ ،‬أما هو بدعة ؟‬
‫هذه الفعال ل أصل لها في السلما ‪ ،‬وهي خلف المنهج‬
‫السلمي في تأسيس الدعوةا وإيجاد الرض الصالحة لها ‪،‬‬
‫وإنما هي بدعة كافرةا تأثر بها بعض المسلمين ‪ ،‬وهذا ما‬
‫ذأكرته في التعليق والشرح على العقيدةا الطحاوية ‪.‬نقل من‬
‫موقع جماعة انصار السنة ‪ ،‬والمرجع مجلة التوحيدالعددالعاشر لسنة ‪.1420‬‬

‫س(‪ -‬هل المقصود في قوله تعالى ‪ ) :‬أطيعوا‬


‫الله وأطيعوا الرسول وأولي المر منكم (‬
‫طاعة وأولي المر سوى من المسلمين او من‬
‫الكافرين؟‬
‫من الواضح أن ذألك خاص بالمسلمين ‪،‬وأما الكفار‬
‫المستعمرون فل طاعة لهم بل يجب الستعداد التاما مادةا‬
‫ومعنى لطردهم وتطهير البلد من رجسهم ‪ .‬وأما تأويل‬
‫قوله تعالى ‪) :‬منكم( أي فيكم فبدعة قاديانية ودسيسة‬
‫إنكليزية ليضلوا المسلمين ويحملوهم على الطاعة للكفار‬
‫المستعمرين طهر الله بلد المسلمين منهم أجمعين‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما هو الطريق للخلص من ظلم الحكاما؟‬


‫الطريق للخلص من ظلم الحكاما الذين هم "من جلدتنا‬
‫ويتكلمون بألسنتنا" هو أن يتوب المسلمون إلى ربهم‬
‫ويصححوا عقيدتهم ويربوا أنفسهم وأهليهم على السلما‬
‫الصحيح تحقيقا لقوله تعالى )إن الله ل يغير ما بقوما حتى‬
‫يغيروا ما بأنفسهم(الرعد ‪ ، 11‬وإلى ذألك أشار أحد الدعاةا‬
‫المعاصرين بقوله ‪" :‬أقيموا دولة السلما في قلوبكم تقم‬
‫لكم على أرضكم" ‪ .‬وليس طريق الخلص ما يتوهم بعض‬
‫الناس وهو الثورةا بالسلح على الحكاما ‪ .‬بواسطة‬
‫النقلباتا العسكرية فإنها مع كونها من بدع العصر الحاضر‬
‫فهي مخالفة لنصوص الشريعة التي منها المر بتغيير ما‬
‫بالنفس وكذلك فل بد من إصلح القاعدةا لتأسيس البناء‬
‫عليها )ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز(الحج ‪.40‬‬
‫انتهى كلما اللباني من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫باب الجهاد‬
‫س(‪ -‬ما هي اقساما الجهاد؟‬
‫الجهاد على قسمين ‪ :‬الول فرض عين وهو صد العدو‬
‫المهاجم لبعض بلد المسلمين كاليهود الن الذين احتلوا‬
‫فلسطين ‪ :‬فالمسلمون جميعا آثمون حتى يخرجوهم منها ‪.‬‬
‫والخر فرض كفاية إذأا قاما به البعض سقط عن الباقين‬
‫وهو الجهاد في سبيل نقل الدعوةا السلمية إلى سائر‬
‫البلد حتى يحكمها السلما فمن استسلم من أهلها فبها‬
‫ومن وقف في طريقها قوتل حتى تكون كلمة الله هي‬
‫العليا فهذا الجهاد ماض إلى يوما القيامة فضل عن الول‬
‫ومن المؤسف أن بعض الكتاب اليوما ينكره وليس هذا فقط‬
‫بل إنه يجعل ذألك من مزايا السلما وما ذألك إل أثر من آثار‬
‫ضعفهم وعجزهم عن القياما بالجهاد العيني وصدق رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم إذأ يقول ‪" :‬إذأا تبايعتم بالعينة‬
‫وأخذتم أذأناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في‬
‫سبيل الله سلط الله عليهم ذأل ل ينزعه عنكم حتى ترجعوا‬
‫إلى دينكم" "الصحيحة" انتهى كلما اللباني من شرح العقيدةا‬
‫الطحاوية‪.‬‬

‫س(‪ -‬كيف تكون دعوةا الكفار إلى السلما؟‬


‫حديث )ل تقاتل قوما حتى تدعوهم( قاعدةا هامة في‬
‫دعوةا الكفار إلى السلما قبل قتالهم ‪ ,‬فإن استجابوا فبها‬
‫و نعمت ‪ ,‬و إل فرضت عليهم الجزية ‪ ,‬فإن رفضوا قوتلوا ‪,‬‬
‫و على هذا جرى النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه ‪ ,‬و‬
‫ل يخالف ذألك ما في " الصحيحين " أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أغار على بني المصطلق ‪ ,‬و هم غارون ‪ ..‬أي‬
‫غافلون ‪ ,‬أي أخذهم على غرةا ‪ .‬فإنه ليس فيه أنه لم يكن‬
‫قد بلغتهم دعوته صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬كيف و هي قد‬
‫بلغت فارس و الروما بله العرب ‪ ,‬فمن البلهة بمكان إنكار‬
‫بعض الكتاب المعاصرين لهذا الحديث بحجة أنه مخالف‬
‫للقاعدةا المذكورةا ‪ ,‬فإنه ليس من الضروري أن يدعى‬
‫الكفار قبل قتالهم مباشرةا ! و قد أشار إلى هذا الحسن‬
‫البصري حين سئل عن العدو ? هل يدعون قبل القتال ?‬
‫قال ‪" :‬قد بلغهم السلما منذ بعث الله محمدا صلى الله‬
‫عليه وسلم" ‪ .‬أخرجه ابن أبي شيبة و سعيد بن منصور و‬
‫انظر الرد على البعض المشار إليه مع تخريج حديث‬
‫"الصحيحين" في "صحيح أبي داود"‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2641‬‬

‫باب الجن‬
‫س(‪ -‬هل يلتبس الشيطان فى المؤمن الصالح؟‬
‫أن الشيطان قد يتلبس النسان و يدخل فيه و لو كان‬
‫مؤمنا صالحا ‪ ,‬و في ذألك أحاديث كثيرةا ‪ ,‬و قد كنت خرجت‬
‫أحدها من حديث يعلى بن مرةا قال ‪" :‬سافرتا مع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا ‪ " ..‬و فيه‬
‫‪ " :‬و أتته امرأةا فقالت ‪ :‬إن ابني هذا به لمم منذ سبع‬
‫سنين ‪ ,‬يأخذه كل يوما مرتين ‪ ,‬فقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪" :‬أدنيه" ‪ ,‬فأدنته منه ‪ ,‬فتفل في فيه ‪ ,‬و قال‬
‫‪ :‬اخرج عدو الله ! أنا رسول الله"‪ .".‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2912‬‬
‫كتاب الطهارةا‬
‫باب النجاساتا‬
‫س(‪ -‬هل يتعين الماء لزاالة النجاسة ‪ ،‬أما يجوزا‬
‫إزاالتها بغيره من الموائع؟‬
‫أن النجاساتا إنما تزال بالماء دون غيره من المائعاتا ‪ ,‬لن‬
‫جميع النجاساتا بمثابة دما الحيض ‪ ,‬ول فرق بينه وبينها‬
‫اتفاقا ا ‪ ,‬وهو مذهب الجمهور ‪ ,‬وذأهب ابوحنيفة إلى أنه‬
‫يجوزا تطهير النجاسة بكل مائع طاهر قال الشوكاني ‪:‬‬
‫)والحق أن الماء أصل في التطهير لوصفه بذلك كتاابا وسنة‬
‫قا غير مقيد لكن القول بتعينه وعدما إجزاء غيره‬ ‫فا مطل ا‬ ‫وص ا‬
‫يرده حديث مسح النعل وفرك المني وإماطته بأذأخرةا‬
‫وأمثال ذألك كثير فالنصاف أن يقال أنه يطهر كل فرد من‬
‫أفراد النجاسة المنصوص على تطهيرها بما اشتمل عليه‬
‫النص لكنه إن كان ذألك الفرد المحال عليه هو الماء فل‬
‫يجوزا العدول إلى غيره للمزية التي اختص بها وعدما‬
‫مساواةا غيره له فيها وإن كان ذألك الفرد غير الماء جازا‬
‫العدول عنه إلى غير الماء لذلك وإن وجد فرد من أفراد‬
‫النجاسة لم يقع من الشارع الحالة في تطهيره على فرد‬
‫من أفراد المطهراتا بل مجرد المر بمطلق التطهير‬
‫فالقتصار على الماء هو اللزاما لحصول المتثال به بالقطع‬
‫وغيره مشكوك فيه وهذه طريقة متوسطة بين القولين ل‬
‫محيص عن سلوكها(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وهذا هو التحقيق ‪ ,‬فشد عليه بالنواجذ‪.‬‬
‫ومما يدل على أن غير الماء ل يجزئ في دما الحيض قوله‬
‫ء( ‪ ,‬فإن‬ ‫ك ال ي ص‬
‫ما ه‬ ‫في ه‬ ‫سل ل ص‬
‫م في الحديث )ي صك ي ه‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫مفهومه أن غير الماء ل يكفي ‪ ,‬فتأمل‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.300‬‬

‫س(‪ -‬ما مقدار النجاسة التي يجب اجتنابها؟‬


‫اعلم أن حديث )الدما مقدار الدرهم ‪ ,‬يغسل ‪ ,‬ويعاد منه‬
‫الصلةا( هو حجة الحنفية في تقدير النجاسة المغلظة‬
‫بالدرهم ‪ ,‬وإذأا علمت أن هذا الحديث موضوع ‪ ,‬يظهر لك‬
‫بطلن التقييد به ‪ ,‬وأن الواجب اجتناب النجاسة ولو كانت‬
‫انتهى‬ ‫أقل من الدرهم ‪ ,‬لعموما الحاديث المرةا بالتطهير‪.‬‬
‫كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪149‬‬
‫س(‪ -‬هل الخمرةا نجسة اما غير نجسة؟‬
‫ليس في الدلة الشرعية من الكتاب و السنة ما يؤيد أن‬
‫الخمرةا نجسة ‪ ,‬و لذلك ذأهب جماعة من الئمة إلى أنها‬
‫طاهرةا ‪ ,‬و أنه ل تلزاما بين كون الشيء محرما و كونه‬
‫نجسا ‪ .‬و من هؤلء الليث بن سعد و ربيعة الرأي و غيرهم‬
‫ممن سماهم العلمة القرطبي في "تفسيره" ‪ ,‬فليراجعه‬
‫من شاء ‪ ,‬و هو اختيار الماما الشوكاني في "السيل‬
‫الجرار" و غيره‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم‬
‫‪1289‬‬

‫س(‪ -‬هل جلد الميتة نجس اما طاهر؟‬


‫قد قاما الدليل على نجاسة جلد الميتة في أحاديث كثير‬
‫معروفة كقوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬إذأا دبغ الهاب فقد‬
‫طهر" رواه مسلم وغيره ‪ ،‬وغير مخرجة في غاية المراما‬
‫في تخريج أحاديث الحلل والحراما ذأكر في الباب حديث ابن‬
‫عباس في قصة شاةا مولةا ميمونة وفيه قوله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪" :‬هل أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به؟" ‪،‬‬
‫وهو صريح في أن النتفاع به ل يكون إل بعد الدبغ‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬جاء عن ابي هريرةا انه )كان ل يرى بأسا‬


‫بالقطرةا والقطرتين في الصلةا( ‪ ،‬فهل هذا‬
‫الثر يدل على ان الدما لو كثر خروجه في‬
‫الصلةا فانه يبطلها؟‬
‫هذا الثر مع ضعفه مخالف لما صح عن أبي هريرةا قال ‪:‬‬
‫"ل وضوء إل من حدث" ‪ ،‬رواه البخاري معلقا ووصله‬
‫إسماعيل القاضي بإسناد صحيح كما قال الحافظ وقد جاء‬
‫مرفوعا بلفظ ‪" :‬إل من صوتا أو ريح" وهو مخرج في‬
‫"المشكاةا" ‪ ،‬و"الرواء" و"صحيح أبي داود" ورواه مسلم‬
‫بنحوه ‪ ،‬ومخالف أيضا لحديث النصاري الذي قاما يصلي‬
‫في الليل فرماه المشرك بسهم فوضه فيه فنزعه حتى‬
‫رماه بثلثة أسهم ثم ركع وسجد ومضى في صلته وهو‬
‫يموج دما ‪ ،‬كما علقه البخاري ووصله أحمد وغيره وهو‬
‫مخرج في "صحيح أبي داود" ‪ ،‬وهو في حكم المرفوع لنه ‪،‬‬
‫يستبعد عادةا أن ل يطلع النبي صلى الله عليه وسلم على‬
‫ذألك فلو كان الدما الكثير ناقضا لبينه صلى الله عليه وسلم‬
‫لن تأخير البيان عن وقت الحاجة ل يجوزا كما هو معلوما‬
‫من علم الصول ‪.‬‬
‫وعلى فرض أن النبي صلى الله عليه وسلم خفي ذألك‬
‫عليه فما هو بخاف على الله الذي ل تخفى عليه خافية في‬
‫الرض ول في السماء فلو كان ناقضا أو نجسا لوحى بذلك‬
‫إلى نبيه صلى الله عليه وسلم كما هو ظاهر ل يخفى على‬
‫أحد‪.‬‬
‫وإلى هذا ذأهب البخاري كما دل عليه تعليقه بعض الثار‬
‫المتقدمة واستظهره في "الفتح" وهو مذهب ابن حزما‬
‫انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل قئ الدمي متفق على نجاسته؟‬
‫قد خالف في ذألك ابن حزما حيث صرح بطهارةا قئ المسلم‬
‫راجع "المحلى" ‪ ،‬وهو مذهب الماما الشوكاني في "الدرر‬
‫البهية" وصديق خان في "شرحها" ‪ ،‬حيث لم يذكرا في‬
‫)النجاساتا( قئ الدمي مطلقا وهو الحق ثم ذأكرا أن في‬
‫نجاسته خلفا ورجحا الطهارةا بقولهما ‪" :‬والصل الطهارةا‬
‫فل ينقل عنها إل ناقل صحيح لم يعارضه ما يساويه أو‬
‫يقدما عليه" ‪ ،‬وذأكر نحوه الشوكاني أيضا في "السيل‬
‫الجرار"‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫باب النية‬
‫س(‪ -‬هل يجوزا استعمال أواني الكفار؟‬
‫يجوزا استعمال أواني الكفار فقد صح عنه صلى الله عليه‬
‫وسلم الوضوء من مزادةا مشركة )أخرجاه( وقال جابر ‪ :‬كنا‬
‫نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصيب من آنية‬
‫المشركين وأسقيتهم فنستمتع بها فل يعيب ذألك عليهم( ‪.‬‬
‫لكن إذأا كان يغلب عليهم أكل لحم الخنزير ويتظاهرون‬
‫بذلك فل يجوزا استعمالها إل أن ل يجد غيرها فحينئذ يجب‬
‫غسلها قال أبو ثعلبة الخشني ‪ :‬قلت ‪ :‬يا نبي الله إن أرضنا‬
‫أرض أهل كتاب وإنهم يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر‬
‫فكيف أصنع بآنيتهم وقدورهم ؟ قال ‪) :‬إن لم تجدوا غيرها‬
‫فارخصوها واطبخوا فيها واشربوا( انتهى كلما اللباني من الثمر‬
‫المستطاب‪.‬‬

‫باب سنن الفطرةا‬


‫س(‪ -‬ما الحد العلى للختان وهل هو واجب اما‬
‫سنة؟‬
‫أما الحد العلى للختان ‪ ،‬فهو قبل البلوغ ‪ ،‬قال ابن القيم ‪:‬‬
‫"ل يجوزا للولي أن يترك ختن الصبي حتى يجاوزا البلوغ " ‪،‬‬
‫انظر " تحفة المودود في أحكاما المولود " له )ص ‪.(61-60‬‬
‫وأما حكم الختان فالراجح عندنا وجوبه ‪ ،‬وهو مذهب‬
‫الجمهور ‪ ،‬كمالك والشافعي وأحمد ‪ ،‬واختاره ابن القيم‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫باب آداب الخلء‬


‫س(‪ -‬هل تشرع التسمية عند دخول الخلء ‪.‬‬
‫وهل تكون سرا اما جهرا؟‬
‫قد جاء ما يدل على مشروعية التسميه عند دخول الخلء ‪،‬‬
‫وهو حديث علي رضي اللة عنه مرفوعا بلفظ ‪ " :‬ستر ما‬
‫بين أعين الجن وعوراتا بني آدما إذأا دخل أحدكم الخلء أن‬
‫يقول ‪ :‬بسم الله " ‪ .‬أخرجه الترمذي ‪ ،‬وله شاهد من حديث‬
‫أنس عند الطبراني من طريقين عنه ‪ ،‬فالحديث حسن على‬
‫أقل الدرجاتا ‪ ،‬ثم اعلم أنه ليس في شئ من هذه‬
‫الحاديث أو غيرها الجهر ‪ ،‬فاقتضى التنبيه‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم استقبال القبله واستدبارها أثناء‬


‫قضاء الحاجة؟‬
‫إذأا كان البصق تجاه القبلة في البنيان منهيا عنه محرما ‪،‬‬
‫أفل يكون البول والغائط تجاهها محرما من باب أولى؟ !‬
‫فاعتبروا يا أولي البصار! انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل صح عنه صلى الله عليه وسلم الجمع‬


‫بين الماء والحجارةا في الستنجاء؟‬
‫الجمع بين الماء والحجارةا في الستنجاء لم يصح عنه صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فأخشى أن يكون القول بالجمع من الغلو‬
‫في الدين ‪ ،‬لن هديه صلى الله عليه وسلم الكتفاء‬
‫بأحدهما ‪ ،‬وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وشر المور محدثاتها ‪.‬‬
‫وأما حديث جمع أهل قباء بين الماء والحجارةا ‪ ،‬ونزول‬
‫قوله تعالى فيهم )فيه رجال يحبون أن يتطهروا( ‪،‬‬
‫فضعيف السناد ‪ ،‬ل يحتج به‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم البول قائماا؟‬


‫يجوزا البول قاعدا ا وقائما ا ‪ ,‬والمهم أمن الرشاش ‪ ,‬فبأيهما‬
‫حصل وجب ‪ ،‬وأما النهي عن البول قائما ا ‪ ,‬فلم يصح فيه‬
‫حديث‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.201‬‬

‫باب فرائض الوضوء‬


‫س(‪ -‬هل التسمية من فرائض الوضوء؟‬
‫أقوى ما ورد فيها حديث أبي هريرةا مرفوعا بلفظ ‪" :‬ل‬
‫صلةا لمن ل وضؤ له ‪ ،‬ول وضؤ لمن لم يذكر اسم الله‬
‫عليه" ‪ .‬له ثلثة طرق وشواهد كثيرةا أشرتا إليها في‬
‫"صحيح سنن أبي داود" ‪ ،‬ول دليل يقتضي الخروج عن‬
‫ظاهره إلى القول بأن المر فيه للستحباب فقط ‪ ،‬فثبت‬
‫الوجوب ‪ ،‬وهو مذهب الظاهرية ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬وإحدى‬
‫الروايتين عن أحمد ‪ ،‬واختاره صديق خان ‪ ،‬والشوكاني ‪،‬‬
‫وهو الحق إن شاء الله تعالى ‪ ،‬وراجع له "السيل الجرار"‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل المضمضة والستنشاق من سنن‬


‫الوضوء اما من فرائضه؟‬
‫قال الشوكاني في "السيل الجرار" ‪" :‬أقول ‪ :‬القول‬
‫بالوجوب هو الحق ‪ ،‬لن الله سبحانه قد أمر في كتابه‬
‫العزيز بغسل الوجه ‪ ،‬ومحل المضمضة والستنشاق من‬
‫جملة الوجه ‪ .‬وقد ثبت مداومة النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫على ذألك في كل وضوء ‪ ،‬ورواه جميع من روى وضوءه‬
‫صلى الله عليه وسلم وبين صفته ‪ ،‬فأفاد ذألك أن غسل‬
‫الوجه المأمور به في القرآن هو مع المضمضة والستنشاق‬
‫‪ .‬وأيضا قد ورد المر بالستنشاق والستنثار في أحاديث‬
‫صحيحة ‪ . ". . .‬ثم ذأكر حديث لقيط بن صبرةا ‪.‬انتهى كلما‬
‫اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجب تحريك الخاتم عند الوضوء؟‬


‫انتهى كلما اللباني من‬ ‫تحريك الخاتم ل بد منه إذأا كان ضيقا‪.‬‬
‫تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬مسح الذأنين هل هو فرض أما سنة؟و هل‬


‫يكفي في مسح الذأنين ماء الرأس أما ل بد‬
‫لذلك من ماء جديد ؟‬
‫ي‬ ‫ه‬
‫س( ‪ ،‬يدل على‬ ‫ن اللرأ ه‬
‫م ي‬ ‫قوله صلى الله عليه وسلم )ايلذأهصنا ه‬
‫ن ه‬
‫مسألتين من مسائل الفقه ‪ ,‬اختلفت أنظار العلماء فيهما‪:‬‬
‫أما المسألة الول ‪ ,‬فهي أن مسح الذأنين هل هو فرض أما‬
‫سنة؟‬
‫ذأهب إلى الول الحنابلة ‪ ,‬وحجتهم هذا الحديث ‪ ,‬فإنه‬
‫صريح في إلحاقهما بالرأس ‪ ,‬وما ذألك إل لبيان أن حكمهما‬
‫في المسح كحكم الرأس فيه‪.‬‬
‫وذأهب الجمهور إلى أن مسحهما سنة فقط ‪ ,‬كما في‬
‫)الفقه على المذاهب الربعة(‪ ,‬ولم نجد لهم حجة يجوزا‬
‫التمسك بها في مخالفة هذا الحديث إل قول النووي في‬
‫)المجموع(‪) :‬إنه ضعيف من جميع طرقه(‪.‬‬
‫وإذأا علمت أن المر ليس كذلك ‪ ,‬وأن بعض طرقه صحيح ‪,‬‬
‫لم يطلع عليه النووي ‪ ,‬وبعضها الخر صحيح لغيره ‪,‬‬
‫استطعت أن تعرف ضعف هذه الحجة ‪ ,‬ووجوب التمسك بما‬
‫دل عليه الحديث من وجوب مسح الذأنين ‪ ,‬وأنهما في ذألك‬
‫كالرأس ‪ ,‬وحسبك قدوةا في هذا المذهب إماما السنة أبو‬
‫عبدالله أحمد بن حنبل ‪ ,‬وسلفه في ذألك جماعة من‬
‫الصحابة ‪ ,‬وقد عزاه النووي إلى الكثرين من السلف‪.‬‬
‫وأما المسألة الخرى ‪ ,‬فهي ‪ :‬هل يكفي في مسح الذأنين‬
‫ماء الرأس أما ل بد لذلك من جديد؟ ذأهب إلى الول الئمة‬
‫الثلثة ‪ ,‬كما نص في )فيض القدير( للمناوي ‪ ,‬فقال في‬
‫ي‬ ‫ه‬
‫س ‪ :‬ل من الوجه ‪ ,‬ول‬ ‫ن اللرأ ه‬ ‫م ي‬ ‫شرح الحديث )ايلذأهصنا ه‬
‫ن ه‬
‫مستقلتان ‪ ,‬يعني فل حاجة إلى أخذ ماء جديد منفرد لهما‬
‫غير ماء الرأس في الوضوء ‪ ,‬بل يجزئ مسحهما ببلل ماء‬
‫الرأس ‪ ,‬وإل لكان بيانا ا للخلقة فقط ‪ ,‬والمصطفى صلى‬
‫الله عليه وسلم لم يبعث لذلك ‪ ,‬وبه قال الئمة الثلثة(‪.‬‬
‫وخالف في ذألك الشافعية ‪ ,‬فذهبوا إلى أنه يسن تجديد‬
‫الماء للذأنين ومسحهما على النفراد ‪ ,‬ول يجب ‪ ,‬واحتج‬
‫النووي لهم بحديث عبدلله بن زايد أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أخذ لذأنيه ماء خلف الذي أخذ لرأسه‪.‬‬
‫قال النووي في )المجموع( )حديث حسن ‪ ,‬رواه البيهقي ‪,‬‬
‫وقال ‪ :‬إسناده صحيح(‪.‬‬
‫وقال في مكان آخر )وهو حديث صحيح كما سبق بيانه‬
‫قريبا ا ‪ ,‬فهذا صريح في أنهما ليستا من الرأس ‪ ,‬إذأ لو كانتا‬
‫منه ‪ ,‬لما أخذ لهما ماء جديدا ا كسائر أجزاء الجسد ‪ ,‬وهو‬
‫صريح في أخذ ماء جديد(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ول حجة فيه على ماقالوا ‪ ,‬إذأ غاية ما فيه مشروعية‬
‫أخذ الماء لهما ‪ ,‬وهذا ل ينافي جوازا الكتفاء بما الرأس ‪,‬‬
‫كما دل عليه هذا الحديث ‪ ,‬فاتفقا ولم يتعارضا ‪ ,‬ويؤيد ما‬
‫ه‬ ‫ي‬
‫س ه‬‫ح ب هصرأ ه‬
‫س ص‬
‫م ص‬
‫ذأكرتا أنه صح عنه صلى الله عليه وسلم ‪) :‬أنه ص‬
‫ه( رواه ابوداود بسند حسن كما‬ ‫د ه‬‫في ي ص ه‬‫ن ه‬ ‫ء ص‬
‫كا ص‬ ‫ما ء‬
‫ل ص‬
‫ض ه‬ ‫ن ص‬
‫ف ي‬ ‫م ي‬
‫ه‬
‫بينته في صحيح سننه ‪ ,‬وهذا كله يقال على فرض التسليم‬
‫بصحة حديث عبدالله بن زايد ‪ ,‬ولكنه غير ثابت ‪ ,‬بل هو شاذأ‬
‫كما ذأكرتا في )صحيح سنن أبي داود( ‪ ,‬وبينته في )سلسلة‬
‫الحاديث الضعيفة( )‪.(997‬‬
‫وجملة القول ‪ :‬فإن أسعد الناس بهذا الحديث من بين‬
‫الئمة الربعة أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين ‪,‬‬
‫فقد أخذ بما دل عليه الحديث في المسألتين ‪ ,‬ولم يأخذ به‬
‫في الواحدةا دون الخرى كما صنع غيره‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.36‬‬

‫باب سنن الوضوء‬


‫هصري يصرةاص‬ ‫ف أ صهبي ه‬ ‫خل ي ص‬ ‫ت ص‬ ‫ل ك هن ي ه‬ ‫قا ص‬ ‫زاما ء ص‬ ‫ه‬ ‫حا‬ ‫ص‬ ‫بي‬ ‫ه‬
‫عن أ ص‬
‫س(‪ -‬ص ي‬
‫حلتى ي صب يل ه ص‬ ‫هو يت صو ل ه‬
‫غ‬ ‫مدل ي صدصهه ص‬ ‫ن يص ه‬ ‫كا ص‬ ‫ف ص‬ ‫ةا ص‬ ‫صصل ه‬ ‫ضأ هلل ل‬ ‫و ه ص ص ص‬ ‫ص‬
‫ص‬
‫ضوءه‬ ‫و ه‬ ‫ذا ال ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫ما ص‬ ‫هصري يصرةاص ص‬ ‫ه صيا أصبا ه‬ ‫ت لص ه‬ ‫قل ي ه‬ ‫ف ه‬ ‫ه ص‬ ‫إ هب يطص ه‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫خ أص‬
‫م‬‫ت أن لك ه ي‬ ‫م ه‬ ‫عل ه ي‬‫و ص‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫نا‬
‫ص‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ها‬ ‫ص‬ ‫م‬‫ي‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫فلرو ص‬ ‫ل صيا ب صهني ص‬ ‫قا ص‬ ‫ف ص‬ ‫ص‬
‫هصنا ما ت صو ل ي‬
‫خهليهلي‬ ‫ت ص‬ ‫ع ه‬‫م ي‬ ‫س ه‬ ‫ضوءص ص‬ ‫و ه‬ ‫ذا ال ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫تا ص‬ ‫ضأ ه‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ها ه‬ ‫ص‬
‫ن‬‫م ي‬ ‫ة ه‬ ‫حل يي ص ه‬ ‫غ ال ي ه‬ ‫ل )ت صب يل ه ه‬ ‫قو ه‬ ‫م يص ه‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫ء( ‪ ،‬هل هذا الحديث‬ ‫ضو ه‬ ‫و ه‬ ‫غ ال ي ص‬ ‫ث ي صب يل ه ه‬ ‫حي ي ه‬ ‫ن ص‬ ‫م ه‬‫ؤ ه‬ ‫م ي‬‫ال ي ه‬
‫يدل على استحباب إطالة الغرةا والتحجيل؟‬
‫الذي نراه – إذأا لم نعتد برأي أبي هريرةا رضي الله عنه –‬
‫أنه ل يدل على ذألك ‪ ,‬لن قوله ‪) :‬مبلغ الوضوء( ‪ ,‬من‬
‫الواضح أنه أراد الوضوء الشرعي ‪ ,‬فإذأا لم يثبت في الشرع‬
‫الطالة ‪ ,‬لم يجز الزيادةا عليه ‪ ,‬كما ل يخفى‪.‬‬
‫على أنه إن دل الحديث على ذألك ‪ ,‬فلن يدل على غسل‬
‫العضد ‪ ,‬لنه ليس من الغرةا ول التحجيل ‪ ,‬ولذلك قال ابن‬
‫القيم رحمه الله تعالى في حادي الرواح ‪) :‬وقد احتج بهذا‬
‫الحديث من يرى استحباب غسل العضد وإطالته ‪ ,‬والصحيح‬
‫أنه ل يستحب ‪ ,‬وهو قول أهل المدينة ‪ ,‬وعن أحمد روايتان‬
‫‪ ,‬والحديث ل يدل على الطالة ‪ ,‬فإن الحلية إنما تكون زاينة‬
‫في الساعد والمعصم ‪ ,‬ل العضد والكتف(‪.‬‬
‫واعلم أن هناك حديثا ا آخر يستدل به من يذهب إلى‬
‫مهتي‬ ‫ه‬
‫نأ ل‬ ‫استحباب إطالة الغرةا والتحجيل ‪ ,‬وهو بلفظ ‪) :‬إ ه ل‬
‫ص‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫م ي‬‫ف ص‬ ‫ء ص‬ ‫ضو ه‬ ‫و ه‬ ‫ر ال ي ه‬
‫ن أث ص ه‬ ‫م ي‬ ‫ن ه‬ ‫جهلي ص‬ ‫ح ل‬ ‫م ص‬‫غررا ه‬‫ة ه‬ ‫م ه‬‫قصيا ص‬ ‫ما ال ي ه‬‫و ص‬ ‫ن يص ي‬‫ي صأهتو ص‬
‫ل( ‪ ,‬وهو متفق عليه‬ ‫ع ي‬ ‫فل يي ص ي‬‫ه ص‬ ‫ل ه‬‫طي ص‬ ‫ع من يك ه ص‬ ‫ست ص ص‬
‫ف ص‬ ‫غلرت ص ه‬ ‫ن يه ه‬ ‫مأ ي‬ ‫ي‬ ‫طا ص ه‬ ‫ا ي‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫طي ص‬
‫ل‬ ‫ن يه ه‬ ‫مأ ي‬ ‫من يك ه ي‬‫ع ه‬ ‫ست صطا ص‬ ‫نا ي‬ ‫م ي‬ ‫ف ص‬ ‫بين الشيخين ‪ ,‬لكن قوله ) ص‬
‫ل ( ‪ ,‬مدرج من قول أبي هريرةا ‪ ,‬ليس من‬ ‫ع ي‬ ‫فل يي ص ي‬
‫ف ص‬ ‫ه ص‬ ‫غلرت ص ه‬ ‫ه‬
‫م ‪ ,‬كما شهد بذلك جماعة من‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫حديثه ص‬
‫الحفاظ ‪ ,‬كالمنذري ‪ ,‬وابن تيمية ‪ ,‬وابن القيم ‪,‬‬
‫والعسقلني ‪ ,‬وغيرهم ‪ ,‬وقد بينت ذألك بيانا ا شافيا ا في‬
‫الحاديث الضعيفة ‪ ,‬فأغنى عن العادةا ‪ ,‬ولو صحت هذه‬
‫الجملة ‪ ,‬لكانت نصا ا على استحباب إطالة الغرةا والتحجيل ل‬
‫على إطالة العضد ‪ ,‬والله ولي التوفيق‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.252‬‬

‫س(‪ -‬هل الترتيب في الوضوء سنة اما فرض؟‬


‫ليس هناك ما يدل على وجوب الترتيب ‪ ,‬وقول ابن القيم‬
‫م مرتبا ا‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫في الزاد )وكان وضوؤه ص‬
‫متواليا ص لم يخل به مرةا واحدةا البتة( ‪ ,‬غير مسلم في‬
‫قا ص ه‬
‫ي‬
‫ل )أت ه ص‬ ‫ي ص‬ ‫د ل‬ ‫ب ال يك هن ي ه‬ ‫ر ص‬ ‫ه‬ ‫دي ك ص‬ ‫ع ه‬ ‫م ي‬‫ن ص‬‫ما ب ي ص‬ ‫دا ص‬ ‫ق ص‬‫م ي‬ ‫الترتيب ‪ ,‬لحديث ال ي ه‬
‫س ص‬
‫ل‬ ‫غ ص‬ ‫ف ص‬ ‫ضأ ص ص‬ ‫و ل‬ ‫فت ص ص‬ ‫ء ص‬ ‫ضو ء‬ ‫و ه‬ ‫م به ص‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ه ص‬ ‫ل الل ل ه‬ ‫سو ه‬ ‫صر ه‬
‫م‬‫ه ث صصلاثا ث ه ل‬ ‫عي ي ه‬ ‫ذأصرا ص‬ ‫ل ه‬ ‫س ص‬ ‫غ ص‬ ‫م ص‬ ‫ه ث صصلاثا ث ه ل‬ ‫ه ه‬ ‫ج ص‬ ‫و ي‬ ‫ص‬ ‫ل‬‫س ص‬ ‫غ ص‬ ‫م ص‬ ‫ه ث صصلاثا ث ه ل‬ ‫في ي ه‬ ‫كص ل‬
‫ه ص‬ ‫شق ث صصلاثا ومسح برأ يسه ه‬
‫ما‬‫ه ص‬ ‫ر ه‬ ‫ه ه‬‫ظا ه‬ ‫وأذأهن صي ي ه‬ ‫ص ص ص ص ه ص ه ه ص‬ ‫ست صن ي ص ص‬ ‫وا ي‬ ‫ض ص‬ ‫م ص‬ ‫ض ص‬ ‫م ي‬ ‫ص‬
‫ه ث صصلاثا ث صصلاثا( ‪ ,‬رواه أحمد ‪ ,‬وعنه‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ه ي ي ه‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ص‬
‫ل‬ ‫س‬‫ص‬ ‫ص‬
‫غ‬ ‫و‬ ‫ما‬ ‫ه‬
‫ص ص ه ه ه ص ص‬ ‫ن‬‫ط‬ ‫با‬ ‫و‬
‫أبوداود بإسناد صحيح ‪ ,‬وقال الشوكاني ‪) :‬إسناد صالح ‪,‬‬
‫صللى‬ ‫وقد أخرجه الضياء في المختارةا( فهذا يدل على أنه ص‬
‫م لم يلتزما الترتيب في بعض المراتا ‪ ,‬فذلك‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫دليل على أن الترتيب غير واجب ‪ ,‬ومحافظته عليه في‬
‫غالب أحواله دليل على سنيته ‪ ,‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.261‬‬

‫س(‪ -‬هل ورده في حديث مشروعية مسح‬


‫الرقبة في الوضوء؟‬
‫سل ل ص‬
‫م‪,‬‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫الحاديث الواردةا في صفة وضوئه ص‬
‫ليس في شيء منها ذأكر لمسح الرقبه‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.69‬‬

‫باب نواقض الوضوء‬


‫س(‪ -‬متى يكون مس الذكر ناقض للوضوء متى‬
‫ل يكون ناقض له؟‬
‫أن المس الذي ل يوجب الوضوء إنما هو الذي ل يقترن معه‬
‫شهوةا ‪ ،‬لنه في هذه الحالة يمكن تشبيه مس العضو بمس‬
‫عضو آخر من الجسم ‪ ،‬بخلف ما إذأا مسه بشهوةا ‪ ،‬فحينئذ‬
‫ل يشبه مسه مس العضو الخر ‪ ،‬لنه ل يقترن عادةا‬
‫بشهوةا‪.‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل النوما مطلقا ناقض للوضوء؟‬


‫الحق أن النوما ناقض مطلقا ‪ ،‬ول دليل يصلح لتقييد حديث‬
‫صفوان ‪ ،‬بل يؤيده حديث علي مرفوعا ‪" :‬وكاء السه‬
‫العينان ‪ ،‬فمن ناما فليتوضأ" ‪ ،‬وإسناده حسن كما قال‬
‫المنذري والنووي وابن الصلح ‪ ،‬وقد بينته في "صحيح أبي‬
‫داود" ‪ ،‬فقد أمر صلى الله عليه وآله كل نائم أن يتوضأ ‪.‬‬
‫ول يعكر على عمومه ‪-‬كما ظن البعض‪ -‬أن الحديث أشار‬
‫إلى أن النوما ليس ناقضا في نفسه ‪ ،‬بل هو مظنة خروج‬
‫شئ من النسان في هذه الحالة ‪ ،‬فإنا نقول ‪ :‬لما كان‬
‫م كل نائم أن يتوضأ ‪،‬‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫المر كذلك ‪ ،‬أمر ص‬
‫ولو كان متمكنا ‪ ،‬لنه عليه السلما أخبر أن العينين وكاء السه ‪،‬‬
‫فإذأا نامت العينان ‪ ،‬انطلق الوكاء ‪ ،‬كما في حديث آخر ‪ ،‬والمتمكن‬
‫نائم ‪ ،‬فقد ينطلق وكاؤه ‪ ،‬ولو في بعض الحوال ‪ ،‬كأن يميل يمينأ‬
‫أو يسارا ‪ ،‬فاقتضت الحكمة أن يؤمر بالوضوء كل نائم ‪ .‬والله أعلم‬
‫‪ .‬وما اخترناه هو مذهب ابن حزما ‪ ،‬وهو الذي مال إليه أبو عبيد‬
‫القاسم بن سلما في قصة طريفة حكاها عنه ابن عبد البر في‬
‫"شرح الموطأ" قال ‪ " :‬كنت أفتي أن من ناما جالسا ل وضؤ عليه‬
‫حتى قعد إلى جنبي رجل يوما الجمعة ‪ ،‬فناما ‪ ،‬فخرجت منه ريح!‬
‫فقلت ‪ :‬قم فتوضأ ‪ .‬فقال ‪ :‬لم أنم ‪ .‬فقلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬وقد خرجت‬
‫منك ريح تنقض الوضوء ! فجعل يحلف بالله ما كان ذألك منه ‪ ،‬وقال‬
‫لي ‪ :‬بل منك خرجت ! فزالت ما كنت أعتقد في نوما الجالس ‪،‬‬
‫وراعيت غلبة النوما ومخالطته القلب"‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما‬
‫المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يصح ما يتداوله العامة وبعض الخاصة‬


‫من ان سبب أمر الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫الوضوء من لحم البل انما هو خروج ريح من‬
‫احد الصحابة فاستحيا أن يقوما من بين الناس ‪,‬‬
‫و كان قد أكل لحم جزور ‪ ,‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم سترا عليه من أكل لحم‬
‫جزور فليتوضأ؟‬
‫ان ما يتداوله كثير من العامة ‪ ,‬و بعض أشباههم من الخاصة ‪ ,‬أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذأاتا يوما ‪ ,‬فخرج من‬
‫أحدهم ريح ‪ ,‬فاستحيا أن يقوما من بين الناس ‪ ,‬و كان قد أكل لحم‬
‫جزور ‪ ,‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سترا عليه ‪ " :‬من‬
‫أكل لحم جزور فليتوضأ " ‪ .‬فقاما جماعة كانوا أكلوا من لحمه‬
‫فتوضأوا ! و هذه القصة مع أنه ل أصل لها في شيء من كتب‬
‫السنة و ل في غيرها من كتب الفقه و التفسير فيما علمت ‪ ,‬فإن‬
‫أثرها سيىء جدا في الذين يروونها ‪ ,‬فإنها تصرفهم عن العمل‬
‫بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لكل من أكل من لحم البل أن‬
‫يتوضأ ‪ ,‬كما ثبت في " صحيح مسلم " و غيره ‪ :‬قالوا ‪ :‬يا رسول‬
‫الله أنتوضأ من لحوما الغنم?‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ,‬قالوا ‪ :‬أفنتوضأ من لحوما البل ? قال ‪ :‬توضأوا ‪ .‬فهم‬
‫يدفعون هذا المر الصحيح الصريح بأنه إنما كان سترا على ذألك‬
‫الرجل ‪ ,‬ل تشريعا ! و ليت شعري كيف يعقل هؤلء مثل هذه‬
‫القصة و يؤمنون بها ‪ ,‬مع بعدها عن العقل السليم ‪ ,‬و الشرع‬
‫القويم ? ! فإنهم لو تفكروا فيها قليل ‪ ,‬لتبين لهم ما قلناه بوضوح‬
‫‪ ,‬فإنه مما ل يليق به صلى الله عليه وسلم أن يأمر بأمر لعلة زامنية‬
‫‪ .‬ثم ل يبين للناس تلك العلة ‪ ,‬حتى يصير المر شريعة أبدية ‪ ,‬كما‬
‫وقع في هذا المر ‪ ,‬فقد عمل به جماهير من أئمة الحديث و الفقه‬
‫‪ ,‬فلو أنه صلى الله عليه وسلم كان أمر به لتلك العلة المزعومة‬
‫لبينها أتم البيان ‪ ,‬حتى ل يضل هؤلء الجماهير باتباعهم للمر‬
‫المطلق ! و لكن قبح الله الوضاعين في كل عصر و كل مصر ‪,‬‬
‫فإنهم من أعظم السباب التي أبعدتا كثيرا من المسلمين عن‬
‫العمل بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬و رضي الله عن‬
‫الجماهير العاملين بهذا المر الكريم ‪ ,‬و وفق الخرين للقتداء بهم‬
‫في ذألك و في اتباع كل سنة صحيحة ‪ .‬والله ولي التوفيق‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1132‬‬
‫س(‪ -‬هل يجب الوضوء من خروج الدما؟‬
‫ل يصح حديث في إيجاب الوضوء من خروج الدما ‪ .‬والصل‬
‫البراءةا ‪ .‬روى ابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي بسند‬
‫صحيح أن ابن عمر عصر بثرةا في وجهه فخرج شيء من دما‬
‫فحكه بين أصبعيه ثم صلى ولم يتوضأ ثم روى ابن أبي‬
‫شيبة نحوه عن أبي هريرةا وقد صح عن عبد الله بن أبي‬
‫أوفى رضي الله عنه أنه بزق دما في صلته ثم مضى فيها‬
‫راجع صحيح البخاري مع فتح الباري وتعليقي على مختصر‬
‫البخاري ‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪470‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم التنشيف بعد الوضوء؟‬


‫أصل القول الذي يذكر في بعض الكتب ‪ ,‬و شاع عند‬
‫المتأخرين أن الفضل للمتوضئ أن ل ينشف وضوءه‬
‫بالمنديل لنه نور ! حديث )من توضأ فمسح بثوب نظيف‬
‫فل بأس به و من لم يفعل فهو أفضل ‪,‬لن الوضوء نور‬
‫يوما القيامة مع سائر العمال( ‪ ،‬و اذأا عرفت أنه أصل واه‬
‫جدا فل يعتمد عليه‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث‬
‫رقم ‪.1683‬‬

‫س(‪ -‬ما المراد بالطاهر في حديث )ل يمس‬


‫القرآن إل طاهر(؟‬
‫أن المراد بالطاهر في حديث )ل يمس القرآن إل طاهر(‬
‫هو المؤمن ‪ ،‬سواء أكان محدثا حدثا أكبر أو أصغر أو حائضا‬
‫أو على بدنه نجاسة ‪ ،‬لقوله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫"المؤمن ل ينجس" ‪ ،‬وهو متفق على صحته ‪ ،‬والمراد عدما‬
‫تمكين المشرك من مسه ‪ ،‬فهو كحديث ‪" :‬نهى عن السفر‬
‫بالقرآن إلى أرض العدو" ‪ ،‬متفق عليه أيضا ‪ ،‬وقد بسط‬
‫القول في هذه المسالة الشوكاني قي كتابه " نيل الوطار‬
‫"‪ ،‬فراجعه إن شئت زايادةا التحقيق ثم إن الحديث قد خرجته‬
‫من طرق في "إرواء الغليل" ‪ ،‬فليراجعه من شاء‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل الفضل ان يقرأ القرآن على طهارةا؟‬


‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫نعم ‪ ,‬الفضل أن يقرأ على طهارةا ‪ ,‬لقوله ص‬
‫م حين رد السلما عقب التيمم ‪) :‬إني كرهت أن أذأكر‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬
‫ص‬
‫الله إل على طهارةا( ‪ ,‬وهو مخرج في "صحيح أبي داود"‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.406‬‬

‫باب ما يستحب له الوضوء‬


‫س(‪ -‬اذأكر بعض المواضع التي يستحب لها‬
‫الوضوء؟‬
‫‪ - 1‬الوضوء عند كل حدث ‪ ،‬لحديث بريدةا بن الحصيب قال ‪:‬‬
‫"أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ‪ ،‬فدعا بلل ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا بلل بما سبقتني إلى الجنة ؟ ! اني دخلت‬
‫البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامى؟ فقال بلل ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ! ما أذأنت قط ال صليت ركعتين ‪ ،‬ول أصابني‬
‫حدث قط إل توضأتا عنده ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وآله ‪ :‬لهذا " ‪ .‬رواه الترمذي والحاكم وابن خزيمة‬
‫في "صحيحه" ‪ ،‬وإسناده صحيح على شرط مسلم ‪ ،‬واقتصر‬
‫المنذزاي على عزوه لبن خزيمة وحده ‪ ،‬وهو قصور!‬
‫‪ - 2‬الوضوء من القئ ‪ ،‬لحديث معدان بن أبي طلحة عن‬
‫أبي الدرداء ‪" :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء ‪،‬‬
‫فأفطر ‪ ،‬فتوضأ ‪ ،‬فلقيت ثولن في مسجد دمشق ‪ ،‬فذكرتا‬
‫ذألك له ‪ ،‬فقال ‪ :‬صدق ‪ ،‬أنا صببت له وضؤه" ‪ .‬أخرجه‬
‫الترمذي وغيره باسناد صحيح ‪ ،‬والضطراب الذي وقع في‬
‫سنده ل يعله ‪ ،‬لن حسينا المعلم قد جوده كما قال‬
‫الترمذي وأحمد ‪ .‬راجع "نيل الوطار" ‪ ،‬وتعليق الشيخ أحمد‬
‫محمد شاكر على الترمذي وقد نص شيخ السلما ابن تيمية‬
‫في " مجموعة الرسائل الكبرى " على استحباب الوضوء‬
‫من القئ ‪ ،‬لهذا الحديث‪.‬‬
‫‪ - 3‬الوضوء من حمل الميت ‪ ،‬لقوله " صلى الله عليه وآله‬
‫" ‪ " :‬من غسل ميتا فليغتسل ‪ ،‬ومن حمله فليتوضأ " ‪ .‬وهو‬
‫حديث صحيح جاء من طرق بعضها صحيح وبعضها حسن كما‬
‫ذأكرته في "إرواء الغليل" ‪ ،‬وقواه ابن القيم وابن القطان‬
‫وابن حزما والحافظ ‪ ،‬راجع "التلخيص الحبير"‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫باب المسح على الخفين‬


‫س(‪ -‬هل ثبت المسح على الخفين؟‬
‫ثبت ذألك عنه صلى الله عليه وسلم بطريق التواتر وصح أنه‬
‫مسح بعد نزول آية المائدةا ‪) :‬يا أيها الذين آمنوا إذأا قمتم‬
‫إلى الصلةا(المائدةا ‪ ، 6‬وهي على قراءةا الخفض مفسرةا بالسنة‬
‫فالمراد المسح على الخفين وإليه مال ابن تيمية في‬
‫)الختياراتا( ‪.‬‬
‫ويجوزا المسح عليهما ولو كانا مخروقين ما داما السم‬
‫عليهما باقيا والمشي فيهما ممكن لطلق الشارع وقد‬
‫فصله شيخ السلما في )الفتاوى( انتهى كلما اللباني من الثمر‬
‫المستطاب‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل ثبت المسح على الجوربين؟‬


‫ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الجوربين‬
‫وهو حديث صحيح ومن أعله فل حجة له ‪ .‬قال أبو داود بعد‬
‫أن خرجه ‪ :‬وروي هذا أيضا عن أبي موسى الشعري عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الجوربين وليس‬
‫بالمتصل ول بالقوي ‪ .‬وقد أخرجه الطحاوي وقال أبو داود‬
‫‪ :‬ومسح على الجوربين علي بن أبي طالب وأبن مسعود‬
‫والبراء بن عازاب وأنس بن مالك وأبو أمامة وسهل بن‬
‫سعد وعمرو بن حريث وروي ذألك عن عمر بن الخطاب‬
‫وابن عباس ‪.‬‬
‫والجوربان بمنزلة الخفين في المسح كما قال سعيد بن‬
‫المسيب وغيره كما في المحلى فلهما حكمهما ‪ .‬ول‬
‫يشترط فيهما التجليد في أسفلهما ول أن يثبتا بأنفسهما‬
‫ولذلك نص أحمد أنه يجوزا المسح على الجوربين وإن لم‬
‫يثبتا بأنفسهما بل إذأا ثبتا بالنعلين جازا المسح عليهما كما‬
‫نقله شيخ السلما في )الفتاوى( وعليه يجوزا المسح على‬
‫الجوارب الرقيقة إذأا كانت مشدودةا بسوار من المطاط كما‬
‫هو المستعمل اليوما‪ .‬انتهى كلما اللباني من الثمر المستطاب‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما هي المدةا التي يشترط فيها المسح‬


‫على الخفين ‪ ,‬ومتى يبدأ حسابها؟‬
‫كان صلى الله عليه وسلم يمسح في السفر والحضر‬
‫ووقت للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلثة أياما ولياليهن إذأا‬
‫تطهر فلبس خفيه كما في حديث أبي بكرةا عند الدار‬
‫قطني بسند حسن وتبدأ مدةا المسح من الوقت الذي مسح‬
‫إلى مثله من الغد وهو قول أحمد كما في )مسائل أبي‬
‫داود(‪.‬‬
‫ول تتوقت مدةا المسح في حق المسافر الذي يشق‬
‫اشتغاله بالخلع واللبس كالبريد المجهز في مصلحة‬
‫المسلمين وعليه يحمل قصة عقبة بن عامر ‪ .‬كذا قاله شيخ‬
‫السلما في )اختياراته( والقصة المشار إليها هي ما أخرجه‬
‫الدارقطني من طريق علي بن رباح عن عقبة قال ‪ :‬خرجت‬
‫من الشاما إلى المدينة يوما الجمعة فدخلت المدينة يوما‬
‫الجمعة ودخلت على عمر بن الخطاب ‪ -‬زااد في رواية ‪:‬‬
‫وعلي خفان من تلك الخفاف الغلظ ‪ -‬فقال ‪ :‬متى أولجت‬
‫خفيك في رجليك ؟ قلت ‪ :‬يوما الجمعة قال ‪ :‬فهل نزعتهما‬
‫؟ قلت ‪ :‬ل قال ‪ :‬أصبت السنة ‪ .‬قال الدارقطني ‪ :‬وهو‬
‫صحيح السناد ‪ .‬وقال شيخ السلما في )الفتاوى(‪ :‬وهو‬
‫حديث صحيح ‪ .‬وهو كما قال ‪ .‬وانظر التفصيل في‬
‫)الفتاوى( ‪ .‬انتهى كلما اللباني من الثمر المستطاب‪.‬‬
‫باب الغسل‬
‫س( ما حكم غسل يوما الجمعة؟‬
‫دلت الحاديث الصحيحة في المر بالغسل يوما الجمعة ‪ ,‬كقوله‬
‫م ‪) :‬غسل الجمعة واجب على كل محتلم( رواه‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫الشيخان وغيرهما‪.‬‬
‫وقد تساهل أكثر الناس بهذا الواجب يوما الجمعة ‪ ,‬فقل من يغتسل‬
‫منهم لهذا اليوما ‪ ,‬ومن اغتسل فيه فإنما هو للنظافة ‪ ,‬ل لنه من‬
‫حق الجمعة ‪ ,‬فالله المستعان‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة‬
‫الحديث رقم ‪158‬‬

‫س(‪ -‬هل يجزئ غسل واحد عن حيض وجنابة ‪،‬‬


‫أو عن جنابة وجمعة ‪ ،‬إذأا نوى الكل؟‬
‫الذي يتبين لي أنه ل يجزى ذألك ‪ ،‬بل ل بد من الغسل لكل‬
‫ما يجب الغسل له غسل على حدةا ‪ ،‬فيغتسل للحيض غسل‬
‫‪ ،‬وللجنابة غسل آخر ‪ ،‬أو للجنابة غسل ‪ ،‬وللجمعة غسل آخر‬
‫‪ ،‬لن هذه الغسال قد قاما الدليل على وجوب كل واحد‬
‫منها على انفراده ‪ ،‬فل يجوزا توحيدها في عمل واحد ‪ ،‬أل‬
‫ترى أنه لو كان عليه قضاء شهر رمضان أنه ل يجوزا له أن‬
‫ينوي قضاءه مع صيامه لشهر رمضان أداء ‪ ،‬وهكذا يقال‬
‫في الصلةا ونحوها ‪ ،‬والتفريق بين هذه العباداتا وبين‬
‫الغسل ل دليل عليه ‪ ،‬ومن ادعاه فليتفضل بالبيان‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل يحرما على الجنب أن يمكث في‬
‫المسجد؟‬
‫القول عندنا في هذه المسألة من الناحية الفقهية كالقول في‬
‫مس القرآن من الجنب ‪ ،‬للبراءةا الصلية ‪ ،‬وعدما وجود ما‬
‫ينهض على التحريم ‪ ،‬وبه قال الماما أحمد وغيره‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجزئ الغسل عن الوضوء؟‬


‫عن جابر بن عبد الله ‪ :‬أن أهل الطائف قالوا ‪ :‬يا رسول الله !‬
‫إن أرضنا أرض باردةا ‪ ،‬فما يجزئنا من غسل الجنابة ؟ فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنا فأفرغ على رأسي‬
‫ثلثا ‪ .‬رواه مسلم وغيره ‪ .‬وبه استدل البيهقي للمسألة ‪،‬‬
‫فقال في "سننه" ‪" :‬باب الدليل على دخول الوضوء في‬
‫الغسل ‪ ، " . . .‬وهذا ظاهر من الحديث ‪ ،‬فإذأا ضم إليه حديث‬
‫عائشة كما بينته في " صحيح سنن أبي داود "برقم )‪- (244‬‬
‫ينتج منهما أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالغسل الذي‬
‫لم يتوضأ فيه ول بعده ‪ .‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما‬
‫المنة‪.‬‬
‫باب ما يستحب له الغسل‬
‫س(‪ -‬اذأكر بعض المواضع التى يستحب لها‬
‫الغسل؟‬
‫‪ - 1‬الغتسال عند كل جماع ‪ ،‬لحديث أبي رافع أن النبي‬
‫م طاف ذأاتا يوما على نسائه ‪ ،‬يغتسل‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫عند هذه وعند هذه ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬يا رسول الله ! أل‬
‫تجعله واحدا ؟ قال ‪ :‬هذأ أزاكى وأطيب وأطهر ‪ .‬رواه أبو‬
‫داود وغيره بإسناد حسن ‪ ،‬ولذلك أوردته في " صحيح أبي‬
‫داود " ‪ ،‬وذأكرتا فيه أن الحافظ ابن حجر قواه ‪ ،‬واستدل به‬
‫على ما ذأكرنا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اغتسال المستحاضة لكل صلةا ‪ ،‬أو للظهر والعصر‬
‫جميعا غسل ‪ ،‬وللمغرب والعشاء جميعا غسل ‪ ،‬وللفجر‬
‫غسل ‪ ،‬لحديث عائشة قالت ‪ :‬إن أما حبيبة استحيضت في‬
‫م‪ ،‬فأمرها بالغسل‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫عهد رسول الله ص‬
‫لكل صلةا ‪ . . .‬الحديث ‪ ،‬وفي رواية عنها ‪" :‬استحيضت‬
‫م فأمرتا‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫امرأةا على عهد رسول الله ص‬
‫أن تعجل العصر وتؤخر الظهر وتغتسل لهما غسل واحدا ‪،‬‬
‫وتؤخر المغرب وتعجل العشاء وتغتسل لهما غسل ‪،‬‬
‫وتنتسل لصلةا الصبح غسل ‪ ،‬وإسناد هذه الرواية صحيح‬
‫على شرط الشيخين ‪ ،‬والولى صحيح فقط كما بينته في‬
‫"صحيح السنن"‪.‬‬
‫‪ - 3‬الغتسال بعد الغماء ‪ ،‬لحديث عائشة رضي الله عنها‬
‫م فقال ‪:‬‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫قالت ‪ :‬ثقل رسول الله ص‬
‫أصلى الناس ؟ فقلنا ‪ :‬ل ‪ ،‬هم ينتظرونك يا رسول الله ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ضعوا لي ماء في المخضب ‪ .‬قالت ‪ :‬ففعلت ‪،‬‬
‫فاغتسل ‪ ،‬ثم ذأهب لينوء ‪ ،‬فأغمي عليه ‪ ،‬ثم أفاق ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫أصلى الناس ؟ فقلنا ‪ :‬ل ‪ ،‬هم ينتظرونك يا رسول الله ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ضعوا لي الماء في المخضب ‪ .‬قالت ‪ :‬ففعلنا ‪،‬‬
‫فاغتسل ‪ ،‬ثم ذأهب لينوء فأغمي عليه ‪ ،‬ثم أفاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أصلى الناس ؟ فقلنا ‪ :‬ل ‪ ،‬هم ينتظرونك يا رسول الله ‪.‬‬
‫فذكرتا إرساله إلى أبي بكر وتماما الحديث ‪ .‬متفق عليه‬
‫كما في " المنتقى " ‪ ،‬أورده في " باب ‪ :‬غسل المغمى‬
‫عليه إذأا أفاق " ‪ .‬قال الشوكاني‪" :‬وقد ساقه المصنف‬
‫ههنا للستدلل به على استحباب الغتسال للمغمى عليه‬
‫م ثلث مراتا ‪ ،‬وهو‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬
‫وقد فعله النبي ص‬
‫مثقل بالمرض ‪ ،‬فدل ذألك على تأكد استحبابه"‪.‬‬
‫‪ - 4‬الغتسال من دفن المشرك ‪ ،‬لحديث علي بن أبي‬
‫م فقال ‪ :‬إن أبا‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫طالب أنه أتى النبي ص‬
‫طالب ماتا ‪ ،‬فقال ‪ :‬اذأهب فواره ‪ ،‬فلما واريته ‪ ،‬رجعت‬
‫إليه ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬اغتسل ‪ .‬أخرجه النسائي وغيره بسند‬
‫صحيح ‪ ،‬وله إسناد آخر صحيح أيضا ‪ ،‬وفيه زاياداتا ‪ ،‬وقد‬
‫أوردته في "المبحث" )‪ ، (79‬فقرةا "ب" ‪ ،‬من كتابي "‬
‫أحكاما الجنائز " ‪ ،‬وقد فرغت منه قريبا ‪ .‬ثم طبع والحمد‬
‫لله الذي بنعمته تتم الصالحاتا ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫باب التيمم‬
‫س(‪ -‬هل يجوزا التيمم بالجدار ؟‬
‫يتيمم بما على وجه الرض ترابا كان أو غيره كما تيمم‬
‫عليه السلما بالحائط ‪ .‬ولعموما قوله ‪) :‬وجعلت لي الرض‬
‫كلها لي ولمتي مسجدا وطهورا( ‪ .‬وهو مذهب أبي حنيفة‬
‫ومالك وغيرهما واختاره ابن حزما‪ .‬انتهى كلما اللباني من الثمر‬
‫المستطاب‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل من السنة أن ل يصلي الرجل بالتيمم‬


‫إل صلةا واحدةا ثم يتيمم للصلةا الخرى؟‬
‫المتيمم يصلي بتيممه ما شاء من الصلواتا الفروض‬
‫والنوافل ‪ ,‬ما لم ينتقض تيممه بحدث أو بوجود الماء ‪،‬‬
‫وهذا هو الحق في هذه المسألة ‪ ,‬كما قرره ابن حزما ‪,‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة‬ ‫وانظر ))الروضة الندية((‪.‬‬
‫الحديث رقم ‪.423‬‬

‫س(‪ -‬من خشي خروج الوقت بسبب الوضوء او‬


‫الغتسال فهل يتيمم ويصلي؟‬
‫الذي خشي خروج الوقت له حالتان ل ثالث لهما ‪ :‬إما أن‬
‫يكون ضاق عليه الوقت بكسبه وتكاسله ‪ ،‬أو بسبب ل يملكه‬
‫مثل النوما والنسيان ‪ ،‬ففي هذه الحالة الثانية فالوقت‬
‫يبتدئ من حين الستيقاظ أو التذكر بقدر ما يتمكن من‬
‫أداء الصلةا فيه كما أمر ‪ ،‬بدليل قوله في ‪" :‬من نسي صلةا‬
‫أو ناما عنها فكفارتها أن يصليها إذأا ذأكرها" أخرجه‬
‫الشيخان وغيرهما واللفظ لمسلم ‪ ،‬فقد جعل الشارع‬
‫الحكيم لهذا المعذور وقتا خاصا به ‪ ،‬فهو إذأا صلى كما أمر‬
‫‪ ،‬يستعمل الماء لغسله أو وضوئه ‪ ،‬فليس يخشى عليه‬
‫خروج الوقت ‪ ،‬فثبت أنه ل يجوزا له أن يتيمم ‪ ،‬وهو اختيار‬
‫شيخ السلما ابن تيمية كما في "الختياراتا" ‪ ،‬وذأكر في‬
‫"المسائل الماردينية" أنه مذهب الجمهور ‪ .‬وأما في الحالة‬
‫الول ‪ ،‬فمن المسلم أنه في الصل مأمور باستعمال الماء‬
‫‪ ،‬وأنه ل يتيمم ‪ ،‬فكذلك يجب عليه في هذه الحالة أن‬
‫يستعمل الماء ‪ ،‬فإن أدرك الصلةا فبها ‪ ،‬وإن فاتته فل‬
‫يلومن إل نفسه ‪ ،‬لنه هو الذي سعى إلى هذه النتيجة‪.‬‬
‫هذا هو الذي اطمأنت إليه نفسي ‪ ،‬وانشرح له صدري ‪ ،‬وإن‬
‫كان شيخ السلما وغيره قالوا ‪ :‬إنه يتيمم ويصلي ‪ ،‬والله‬
‫أعلم ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫باب المسح على الجبيرةا‬


‫س(‪ -‬ما حكم المسح على الجبيرةا ؟‬
‫ذأهب ابن حزما إلى أنه ل يشرع المسح على الجبيرةا ‪ ،‬قال‪" :‬برهان‬
‫ذألك قول الله تعالى )ل يكلف الله نفسا إل وسعها( ‪ ،‬وقول رسول‬
‫سل ل ص‬
‫م ‪" :‬إذأا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫الله ص‬
‫استطعتم" ‪ ،‬فسقط بالقرآن والسنة كل ما عجز عنه المرء ‪ ،‬وكان‬
‫التعويض منه شرعا ‪ ،‬والشرع ل يلزما إل بقرآن أو سنة ‪ ،‬ولم يأتا‬
‫قرآن ول سنة بتعويض المسح على الجبائر والدواء من غسل ما ل‬
‫يقدر على غسله ‪ ،‬فسقط القول بذلك" ‪ .‬ثم ذأكر عن الشعبي ما‬
‫يوافق قوله ‪ ،‬ومثله عن داود وأصحابه ‪ ،‬وهو الحق إن شاء الله‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬
‫باب الحيض والنفاس و الستحاضة‬
‫س(‪ -‬ما هو الحيض؟‬
‫هو الدما السود الخاثر الكريه الرائحة خاصة فمتى ظهر من المرأةا‬
‫صارتا حائضا ‪ ،‬عن فاطمة بنت أبي حبيش أنها كانت تستحاض‬
‫فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ‪) :‬إذأا كان دما الحيضة فإنه دما‬
‫أسود يعرف فإذأا كان ذألك فأمسكي عن الصلةا فإذأا كان الخر‬
‫فتوضئي وصلي فإنما هو عرق(‪.‬‬
‫هذا الحديث يفيد أن الصفرةا ليست دما حيض لقوله ‪ ) :‬دما الحيض‬
‫أسود يعرف ( ‪ .‬وهو مذهب ابن حزما وجمهور الظاهرية كما قال‬
‫في )المحلى ( ‪.‬‬
‫وأما الحمرةا والصفرةا بعد الطهر فل يعد شيئا وهو قول أبي حنيفة‬
‫وسفيان الثوري والوزااعي والشافعي وأحمد وغيرهم‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من الثمر المستطاب‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم من أتى حائضا ا؟‬


‫على من أتاها أن يتصدق بدينار أو بنصف دينار على التخيير عن ابن‬
‫عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يأتي امرأته وهي‬
‫حائض يتصدق بدينار أو بنصف دينار ‪ .‬انتهى كلما اللباني من الثمر‬
‫المستطاب‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل دما الحيض نجس ؟ وكيف يتم ازاالته؟‬


‫ة بن يت يسا ص‬ ‫ص‬ ‫ن أ صهبي ه‬
‫سل ل ص‬
‫م‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ي ص‬ ‫ل‬ ‫ت الن لب ه‬ ‫ر أت ص ي‬ ‫ء‬ ‫ول ص ص ه ص ص ص‬ ‫خ ي‬ ‫ن ص‬ ‫هصري يصرةاص أ ل‬ ‫ع ي‬ ‫ص‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫ه‬
‫في ه‬ ‫ض ه‬ ‫حي ه‬ ‫وأصنا أ ه‬ ‫حد ء ص‬
‫وا ه‬ ‫ب ص‬ ‫و ء‬ ‫س هلي إ هل ث ص ي‬ ‫ه لي ي ص‬ ‫ه إ هن ل ه‬ ‫ل الل ه‬ ‫سو ص‬ ‫ت صيا صر ه‬ ‫فقال ي‬
‫ص‬
‫ن لص ي‬
‫م‬ ‫فإ ه ي‬ ‫ت ص‬ ‫قال ص ي‬ ‫ف ص‬ ‫ه ص‬
‫في ه‬‫صذلي ه‬ ‫م ص‬ ‫ه ثه ل‬ ‫سهلي ه‬ ‫فا ي‬
‫غ ه‬ ‫تا ص‬
‫هير ه‬ ‫ذأا طص ه‬ ‫ل إه ص‬ ‫قا ص‬ ‫عص ص‬‫صن ص ه‬ ‫فأ ي‬ ‫فك صي ي ص‬ ‫ص‬
‫ك أث صهرهه‪.‬‬‫ص‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قا ص‬ ‫ما ص‬
‫ضلر ه‬ ‫ول ي ص ه‬ ‫ماءه ص‬ ‫ك ال ص‬ ‫في ه‬ ‫ل ي صك ه‬ ‫ج الدل ه‬‫خهر ي‬ ‫يص ي‬
‫سل ل ص‬
‫م‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫والحديث دليل على نجاسة دما الحيض لمره ص‬
‫بغسله ‪ ,‬وظاهره أنه يكفي فيه الغسل ‪ ,‬ول يجب فيه استعمال شئ‬
‫من الحواد والمواد القاطعة لثر الدما‪.‬‬
‫ويؤيده الحديث التي )إ ص ص‬
‫ن‬
‫م ي‬ ‫ما ه‬‫ن الدل ه‬ ‫داك ه ل‬‫ح ص‬ ‫ب إه ي‬ ‫و ص‬ ‫ب ثص ي‬ ‫صا ص‬ ‫ذأا أ ص‬ ‫ه‬
‫ء ]وفي رواية ‪ :‬ثم‬ ‫ما ه‬ ‫ي‬
‫ي ه ه ص‬‫ل‬ ‫با‬ ‫ه‬ ‫ح‬ ‫ض‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ص‬ ‫ت‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه ‪ ,‬ثه ل‬ ‫ص ه‬‫قهر ي‬ ‫فل يت ص ي‬
‫ة‪ ,‬ص‬ ‫ض ه‬‫حي ي ص‬ ‫ال ي ص‬
‫ه( ‪،‬‬ ‫في ه‬ ‫ل ه‬ ‫ص ذ‬‫م ل هت ه ص‬‫اقرصيه بماء ‪ ,‬ثم انضحي في سائره[ ‪ ,‬ث ه ل‬
‫وظاهر الحديث يدل كالحديث الذي قبله على أن الماء‬
‫يكفي في غسل دما الحيض ‪ ,‬وأنه ل يجب فيه استعمال‬
‫شئ من الحواد ‪ ,‬كالسدر والصابون ونحوه ‪ ,‬لكن قد جاء ما‬
‫قا ص‬
‫ل‬ ‫ر ص‬‫ديصنا ء‬ ‫ن ه‬ ‫ي ب صي ه‬ ‫د ذ‬ ‫ع ه‬ ‫يدل على وجوب ذألك وهو حديث ص‬
‫ه‬
‫ل الل ل ه‬
‫ه‬ ‫سو ص‬ ‫ت صر ه‬ ‫سأل ص ي‬ ‫ن تقول ‪ :‬ص‬ ‫ص ء‬ ‫ح ص‬ ‫م ي‬ ‫ت ه‬ ‫س ب هن ي ص‬ ‫قي ي ء‬ ‫ما ص‬‫تأ ل‬ ‫ع ه‬ ‫م ي‬ ‫س ه‬ ‫ص‬
‫ب‬
‫و ص‬ ‫ض يكون في الث ل ي‬ ‫حي ي ص‬ ‫ي‬
‫ن دصما ه ال ص‬ ‫ع ي‬ ‫م ص‬ ‫ل‬
‫سل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫ص‬
‫علي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫ل‬
‫صلى الل ه‬ ‫ل‬ ‫ص‬
‫ر‪.‬‬ ‫د‬
‫ص ه ي ء‬‫س‬ ‫و‬ ‫ء‬
‫ء‬ ‫ما‬ ‫ب‬
‫ه ه ه ه ص‬‫ه‬ ‫لي‬ ‫س‬ ‫ي‬
‫غ‬ ‫وا‬ ‫ع‬
‫ه ه ه ء ص‬ ‫ص‬ ‫ل‬‫ض‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫كي‬‫ذ‬ ‫ح‬
‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫ص‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫ص‬
‫فيجب غسل دما الحيض ‪ ,‬ولو قل ‪ ,‬لعموما المر ‪ ,‬وهل‬
‫يجب استعمال شئ من المواد لقطع أثر النجاسة كالسدر‬
‫والصابون ونحوهما ؟ فذهب الحنفية وغيرهم إلى عدما‬
‫الوجوب ‪ ,‬مستدلين بعدما ورود الحاد في الحديثين الولين ‪,‬‬
‫وذأهب الشافعي والعترةا – كما في نيل الوطار – إلى‬
‫الوجوب ‪ ,‬واستدلوا بأمر بالسدر في الحديث الثالث وهو‬
‫من الحواد ‪ ,‬وجنح إلى هذا الصنعاني ‪ ,‬وقال في سبل‬
‫السلما رد على الشارح المغربي – وهو صاحب بدر التماما –‬
‫أصل السبل – في قوله ‪) :‬والقول الول أظهر( ‪) :‬وقد‬
‫يقال ‪ :‬قد ورد المر بالغسل لدما الحيض بماء والسدر ‪,‬‬
‫والسدر من الحواد ‪ ,‬والحديث الوارد به في غاية الصحة كما‬
‫عرفت ‪ ,‬فيقيد به ما أطلق في غيره – كالحديثين السابقين‬
‫– ويخص الحاد بدما الحيض ‪ ,‬ول يقاس عليه غيره من‬
‫النجاساتا ‪ ,‬وذألك لعدما تحقق شروط القياس ‪ ,‬ويحمل‬
‫ص‬ ‫وصل ي ص ه‬
‫ه( ‪ ,‬وقول عائشة ‪) :‬فلم يذهب( ‪ ,‬أي‬ ‫ك أث صهر ه‬ ‫ضلر ه‬ ‫حديث ) ص‬
‫‪ :‬بعد الحاد(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وهذا هو القرب إلى ظاهر الحديث ‪ ,‬ومن الغريب‬
‫أن ابن حزما لم يتعرض له في المحلى بذكر ‪ ,‬فكأنه لم‬
‫يبلغه‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.298‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم من أتى مستحاضة؟‬


‫قد اختلف العلماء في إتيانها والجمهور على جوازا ذألك وهو‬
‫الحق لن الصل في الشياء الباحة ولن في المنع من‬
‫ذألك ضرا على الزوج فيما إذأا كانت الستحاضة مستديمة‬
‫كما جرى لما حبيبة بنت جحش‪ .‬انتهى كلما اللباني من الثمر‬
‫المستطاب‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما هي اقل مدةا للنفاس؟‬


‫اختلف العلماء في أقل النفاس على أقوال أقربها إلى‬
‫الصواب أنه ل حد لقله لقوله فيما سبق ‪ :‬فإن رأتا الطهر‬
‫قبل ذألك ‪ .‬وهو قول الشافعي و أحمد وهو اختيار شيخ‬
‫السلما وابن حزما‪ .‬انتهى كلما اللباني من الثمر المستطاب‪.‬‬

‫كتاب الصلةا‬
‫باب حكم تارك الصلةا‬
‫س(‪ -‬ما حكم تارك الصلةا؟‬
‫س‬
‫ما ي صديهر ه‬ ‫ما ك ص ص‬ ‫سصل ه‬ ‫س ايل ه ي‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم )ي صديهر ه‬
‫وصل‬ ‫ك ص‬ ‫س ء‬ ‫وصل ن ه ه‬ ‫صصلةاء ص‬ ‫وصل ص‬ ‫ما ص‬‫صصيا ء‬‫ما ه‬ ‫حلتى صل ي هديصرى ص‬ ‫ب ص‬ ‫و ه‬ ‫ي الث ل ي‬ ‫ش ه‬ ‫و ي‬ ‫ص‬
‫قى‬ ‫فصل ي صب ي ص‬ ‫ة ص‬ ‫ص‬
‫ي ء‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬
‫ه ص ل ص ص‬‫ع‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫تا‬
‫ه ص ه‬ ‫ك‬ ‫لى‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ص‬ ‫رى‬ ‫س‬ ‫ي‬‫ص‬
‫ص ص ء ص ه ي ص‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ص‬
‫ق‬ ‫د‬ ‫ص‬
‫ص‬
‫خ الكهبيهر‬ ‫ي‬ ‫شي ي ه‬ ‫س ال ل‬ ‫ن اللنا ه‬ ‫م ي‬ ‫ف ه‬ ‫وائ ه ه‬ ‫ص‬
‫قى ط ص‬ ‫وت صب ي ص‬
‫ة ص‬
‫ه آي ص ء‬ ‫من ي ه‬‫ض ه‬ ‫ه‬ ‫في ايل صير‬ ‫ه‬
‫ص‬
‫ه إ هلل الل ل ه‬
‫ه‬ ‫ة صل إ هل ص ص‬ ‫م ه‬ ‫ه ال يك صل ه ص‬ ‫ذ ه‬‫ه ه‬ ‫عصلى ص‬ ‫ن أديصرك يصنا آصباءصصنا ص‬ ‫قوهلو ص‬ ‫جوهزا ي ص ه‬ ‫ع ه‬ ‫وال ي ص‬ ‫ص‬
‫ها(‪.‬‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫قو‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ص ي ه ص‬ ‫ح‬ ‫ن‬‫ف‬ ‫ص‬
‫في الحديث فائدةا فقهية هامة ‪ ,‬وهي أن شهادةا أن ل إله‬
‫إل الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوما القيامة ‪ ,‬ولو‬
‫كان ل يقوما بشئ من أركان السلما الخمسة الخرى ‪,‬‬
‫كالصلةا وغيرها ‪ ,‬ومن المعلوما أن العلماء اختلفوا في‬
‫حكم تارك الصلةا ‪ ,‬خاصة مع إيمانه بمشروعيتها ‪,‬‬
‫فالجمهور على أنه ل يكفر بذلك ‪ ,‬بل يفسق ‪ ,‬وذأهب أحمد‬
‫– في رواية – إلى أنه يكفر ‪ ,‬وأنه يقتل ردةا ل حدا ا ‪ ,‬وقد‬
‫صح عن الصحابة أنهم كانوا ل يرون شيئا ا من العمال تركه‬
‫كفر غير الصلةا ‪ ,‬رواه الترمذي والحاكم ‪ ،‬وأنا أرى أن‬
‫الصواب رأي الجمهور ‪ ,‬وأن ما ورد عن الصحابة ليس نصا ا‬
‫على أنهم كانوا يريدون بالكفر هنا الكفر الذي يخلد صاحبه‬
‫في النار ‪ ,‬ول يحتمل أن يغفره الله له ‪ ,‬كيف ذألك وهذا‬
‫حذيفة بن اليمان – وهو من كبار أولئك الصحابة – يرد على‬
‫صلة بن زافر – وهو يكاد يفهم المر على نحو فهم أحمد له‬
‫ما‬
‫ن ص‬ ‫م صل ي صديهرو ص‬ ‫ه ي‬ ‫و ه‬ ‫ه ص‬‫ه إ هلل الل ل ه‬ ‫م صل إ هل ص ص‬ ‫ه ي‬‫عن ي ه‬‫غهني ص‬ ‫ما ت ه ي‬ ‫– فيقول ‪ ) :‬ص‬
‫م‬
‫ه ي‬ ‫جي ه‬ ‫ة ت هن ي ه‬ ‫صل ص ه‬‫صصلةاء ‪ (...‬فيجيبه حذيفة بعد إعراضه عنه ‪) :‬صيا ه‬ ‫ص‬
‫ر ث صلاثا( ‪ ،‬فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على‬ ‫ص‬ ‫ن اللنا ه‬
‫م ي‬ ‫ه‬
‫أن تارك الصلةا – ومثلها بقية الركان – ليس بكافر ‪ ,‬بل‬
‫مسلم ناج من الخلود في النار يوما القيامة ‪ ,‬فاحفظ هذا‬
‫فإنه قد ل تجده في غير هذا المكان ‪ ،‬وفي الحديث‬
‫المرفوع ما يشهد له ‪ ,‬ولعلنا نذكره فيما بعد إن شاء الله‬
‫تعالى‪.‬‬
‫ثم وقفت على )الفتاوى الحديثية( للحافظ السخاوي ‪,‬‬
‫فرأيته يقول بعد أن ساق بعض الحاديث الواردةا في تكفير‬
‫تارك الصلةا – وهي مشهورةا معروفة ‪)-‬ولكن ‪ ,‬كل هذا إنما‬
‫يحمل على ظاهره في حق تاركها جاحدا ا لوجودها مع كونه‬
‫ممن نشأ بين المسلمين ‪ ,‬لنه يكون حينئذ كافر مرتدا ا‬
‫بإجماع المسلمين ‪ .‬فإن رجع إلى السلما ‪ ,‬قبل منه ‪ ,‬وإل‬
‫قتل ‪ ,‬وأما من تركها بل عذر – بل تكاسل ا مع اعتقاد‬
‫وجوبها ‪ , -‬فالصحيح المنصوص الذي قطع به الجمهور أنه‬
‫ل يكفر ‪ ,‬وأنه – على الصحيح أيضا ا – بعد إخراج الصلةا‬
‫الواحدةا عن وقتها الضروري – كأن يترك الظهر مثل ا حتى‬
‫تغرب الشمس ‪ ,‬أو المغرب حتى يطلع الفجر – يستتاب كما‬
‫يستتاب المرتد ‪ ,‬ثم يقتل إن لم يتب ‪ ,‬ويغسل ويصلى عليه‬
‫ويدفن في مقابر المسلمين ‪ ,‬مع إجراء سائر أحكاما‬
‫المسلمين عليه ‪ ,‬ويؤول إطلق الكفر عليه لكونه شارك‬
‫الكافر في بعض أحكامه ‪ ,‬وهو وجوب العمل ‪ ,‬جمعا ا بين‬
‫م‬‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫هذه النصوص وبين ما صح أيضا ا عنه ص‬
‫ه ‪] ....‬فذكر الحديث ‪,‬‬ ‫ن الل ل ه‬ ‫ه ل‬ ‫تا ك صت صب ص ه‬ ‫وا ء‬ ‫صل ص ص‬‫س ص‬ ‫م ه‬ ‫خ ي‬ ‫أنه قال ) ص‬
‫ن‬‫م ي‬ ‫ا‬
‫ه( ‪ ,‬وقال أيضا ‪ ) :‬ص‬ ‫ص‬
‫فصر ل ه‬ ‫شاءص ص‬
‫غ ص‬ ‫ن ص‬ ‫وإ ه ي‬ ‫ه ص‬ ‫عذلب ص ه‬ ‫شاءص ص‬ ‫ن ص‬ ‫وفيه ‪ [:‬إ ه ي‬
‫ص‬
‫ة( ‪ .‬إلى غير ذألك‬ ‫ل ال ي ص‬
‫جن ل ص‬ ‫خ ص‬ ‫ه دص ص‬ ‫ه إ هلل الل ل ه‬ ‫ه صل إ هل ص ص‬ ‫م أن ل ه‬ ‫عل ص ه‬‫و يص ي‬ ‫ه ص‬ ‫و ه‬
‫تا ص‬
‫ما ص‬ ‫ص‬
‫‪ ,‬ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلةا ويورثونه ‪,‬‬
‫ولو كان كافرا ا ‪ ,‬لم يغفر له ‪ ,‬لم يرث ولم يورث(‪.‬‬
‫وقد ذأكر نحو هذا الشيخ سليمان بن الشيخ عبد الله في‬
‫)حاشيته على المقنع( ‪ ,‬وختم البحث بقوله ‪):‬ولن ذألك‬
‫إجماع المسلمين ‪ ,‬فإننا ل نعلم في عصر من العصار أحدا ا‬
‫من تاركي الصلةا ترك تغسيله والصلةا عليه ‪ ,‬ول منع‬
‫ميراث موروثه ‪ ,‬مع كثرةا تاركي الصلةا ‪ ,‬ولو كفر ‪ ,‬لثبتت‬
‫هذه الحكاما ‪ ,‬وأما الحاديث المتقدمة ‪ ,‬فهي على وجه‬
‫التغليظ والتشبيه بالكفار ل على الحقيقة ‪ ,‬كقوله عليه‬
‫فءر(‬ ‫ه كه ي‬ ‫قصتال ه ه‬ ‫و ه‬
‫سوقء ص‬ ‫ف ه‬ ‫سل هم ه ه‬ ‫م ي‬ ‫ب ال ي ه‬ ‫سصبا ه‬ ‫الصلةا والسلما ‪ ) :‬ه‬
‫ص‬
‫ك( ‪ ,‬وغير ذألك ‪ .‬قال‬ ‫شصر ص‬ ‫قدي أ ي‬ ‫ف ص‬ ‫ه ص‬ ‫ر الل ل ه‬ ‫غي ي ه‬‫ف به ص‬ ‫حل ص ص‬ ‫ن ص‬ ‫م ي‬ ‫وقوله ‪ ) :‬ص‬
‫الموافق ‪ :‬وهذا أصوب القولين(‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬نقلت هذا النص من )الحاشية( المذكورةا ‪ ,‬ليعلم‬
‫بعض متعصبة الحنابلة أن الذي ذأهبنا إليه ليس رأيا ا تفردنا‬
‫به دون أهل العلم ‪ ,‬بل هو مذهب جمهورهم ‪ ,‬والمحقيقين‬
‫من علماء الحنابلة أنفسهم ‪ ,‬كالموافق هذا – وهو ابن‬
‫قدامة المقدسي – وغيره ‪ ,‬ففي ذألك حجة كافية على‬
‫أولئك المتعصبة ‪ ,‬تحملهم إن شاء الله تعالى على ترك‬
‫غلوائهم ‪ ,‬والعتدال في حكمهم‪.‬‬
‫بيد أن هنا دقيقة قل من رأيته تنبه لها ‪ ,‬أو نبه عليها ‪,‬‬
‫فوجب الكشف عنها وبيانها ‪ ,‬فأقول‪ :‬إن التارك للصلةا‬
‫كسل ا إنما يصح الحكم بإسلمه ‪ ,‬ما داما ل يوجد هناك ما‬
‫يكشف عن مكنون قلبه ‪ ,‬أو يدل عليه ‪ ,‬وماتا على ذألك‬
‫قبل أن يستتاب ‪ ,‬كما هو الواقع في هذا الزمان ‪ ,‬أما لو‬
‫خير بين القتل والتوبة بالرجوع إلى المحافظة على الصلةا‬
‫‪ ,‬فاختار القتل عليها ‪ ,‬فقتل ‪ ,‬فهو في هذه الحالة يموتا‬
‫كافرا ا ‪ ,‬ول يدفن في مقابر المسلمين ‪ ,‬ول تجري عليه‬
‫أحكامهم ‪ ,‬خلفا ا لما سبق عن السخاوي ‪ ,‬لنه ل يعقل – لو‬
‫كان غير جاحد لها في قلبه – أن يختار القتل عليها ‪ ,‬هذا‬
‫أمر مستحيل معروف بالضرورةا من طبيعة النسان ‪ ,‬ل‬
‫يحتاج إثباته إلى برهان ‪.‬‬
‫قال شيخ السلما ابن تيمية رحمه الله تعالى في )مجموعة‬
‫الفتاوى( ‪) :‬ومتي امتنع الرجل من الصلةا حتى يقتل‪ ،‬لم‬
‫ما بفعلها‪ ،‬وهذا‬ ‫يكن في الباطن مقارا بوجوبها‪ ،‬ول ملتز ا‬
‫كافر باتفاق المسلمين‪ ،‬كما استفاضت الثار عن الصحابة‬
‫بكفر هذا‪ ،‬ودلت عليه النصوص الصحيحة ‪.....‬فمن كان‬
‫مصارا على تركها حتى يموتا ل يسجد لله سجدةا قط‪ ،‬فهذا‬
‫ما مقارا بوجوبها‪ ،‬فإن اعتقاد الوجوب‪،‬‬ ‫ل يكون قط مسل ا‬
‫واعتقاد أن تاركها يستحق القتل‪ ،‬هذا داع تاما إلى فعلها‪،‬‬
‫والداعي مع القدرةا يوجب وجود المقدور‪ ،‬فإذأا كان قادارا‬
‫ولم يفعل قط‪ ،‬علم أن الداعي في حقه لم يوجد(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا منتهى التحقيق في هذه المسألة ‪ ,‬والله ولي‬
‫التوفيق‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.87‬‬
‫باب شروط الصلةا‬
‫س(‪ -‬هل تؤدى الصلةا اذأا خرج وقتها عمدا؟‬
‫حديث )يا علي مثل الذي ل يتم صلته كمثل حبلى حملت ‪,‬‬
‫فلما دنا نفاسها أسقطت ‪ ,‬فل هي ذأاتا ولد ‪ ,‬و ل هي‬
‫ذأاتا حمل ‪ .‬و مثل المصلي كمثل التاجر ل يخلص له ربحه‬
‫حتى يخلص له رأس ماله ‪ ,‬كذلك المصلي ل تقبل نافلته‬
‫حتى يؤدي الفريضة( ضعيف ‪ ،‬وقد شاع الستدلل بالشطر‬
‫الخير منه " المصلي ل تقبل نافلته حتى يؤدي الفريضة "‬
‫على ما يفتي به كثير من المشايخ من كان مبتلى بترك‬
‫الصلةا و إخراجها عن وقتها عامدا بوجوب قضائها مكان‬
‫السنن الراتبة فضل عن غيرها ‪ ,‬و يقولون ‪ :‬إن الله عز‬
‫وجل ل يقبل النافلة حتى تصلى الفريضة ! و هذا الحديث‬
‫مع ضعفه ل يدل على ما ذأهبوا إليه لو صح ‪ ,‬إذأ إن‬
‫المقصود به فريضة الوقت مع نافلته ‪ ,‬ففي هذه الحالة ل‬
‫تقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة ‪ ,‬فلو أنه صلهما معا‬
‫كفريضة الظهر و نافلتها مثل في الوقت مع إتيانه بسائر‬
‫الشروط و الركان ‪ ,‬كانت النافلة مقبولة كالفريضة ‪ ,‬و لو‬
‫أنه كان قد ترك صلةا أو أكثر عمدا فيما مضى من الزمان ‪.‬‬
‫فمثل هذه الصلةا ل مجال لتداركها و قضائها ‪ ,‬لنها إذأا‬
‫صليت في غير وقتها فهو كمن صلها قبل وقتها و ل‬
‫فرق ‪ ,‬و من العجائب أن العلماء جميعا متفقون على أن‬
‫الوقت للصلةا شرط من شروط صحتها ‪ ,‬و مع ذألك فقد‬
‫وجد من قال في المقلدين يسوغ بذلك القول بوجوب‬
‫القضاء ‪ :‬المسلم مأمور بشيئين ‪ :‬الول الصلةا ‪ ,‬و الخر‬
‫وقتها ‪ ,‬فإذأا فاته هذا بقي عليه الصلةا ! و هذا الكلما لو‬
‫صح أو لو كان يدري قائله ما يعني لزما منه أن الوقت‬
‫للصلةا ليس شرطا ‪ ,‬و إنما هو فرض ‪ ,‬و بمعنى آخر هو‬
‫شرط كمال ‪ ,‬و ليس شرط صحة ‪ ,‬فهل يقول بهذا عالم?!‬
‫و جملة القول ‪ :‬أن القول بوجوب قضاء الصلةا على من‬
‫فوتها عن وقتها عمدا مما ل ينهض عليه دليل ‪ ,‬و لذلك لم‬
‫يقل به جماعة من المحققين مثل أبي محمد بن حزما و‬
‫العز بن السلما الشافعي و ابن تيمية و ابن القيم و‬
‫الشوكاني و غيرهم ‪ .‬و لبن القيم رحمه الله تعالى بحث‬
‫هاما ممتع في رسالة " الصلةا " فليراجعها من شاء ‪ ,‬فإن‬
‫فيها علما غزيرا ‪ ,‬و تحقيقا بالغا ل تجده في موضع آخر ‪.‬‬
‫و بديهي جدا أن النائم عن الصلةا أو الناسي لها ل يدخل‬
‫في كلمنا السابق ‪ ,‬بل هو خاص بالمتعمد للترك ‪ ,‬و أما‬
‫النائم و الناسي ‪ ,‬فقد أوجد الشارع الحكيم لهما مخرجا ‪,‬‬
‫فأمرهما بالصلةا عند الستيقاظ أو التذكر ‪ ,‬فإن فعل تقبل‬
‫الله صلتهما و جعلها كفارةا لما فاتهما ‪ ,‬و إن تعمدا الترك‬
‫لدائها حين الستيقاظ و التذكر كانا آثمين كالمتعمد الذي‬
‫سبق الكلما عليه ‪ ,‬لقوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫نسي صلةا أو ناما عنها فليصلها حين يذكرها ‪ ,‬ل كفارةا لها‬
‫إل ذألك " ‪ ،‬أخرجه الشيخان من حديث أنس رضي الله عنه ‪.‬‬
‫فقوله ‪ " :‬ل كفارةا لها إل ذألك " أي إل صلتها حين التذكر‬
‫‪ .‬فهو نص على أنه إذأا لم يصلها حينذاك فل كفارةا لها ‪,‬‬
‫فكيف يكون لمن تعمد إخراجها عن وقتها المعتاد الذي‬
‫يمتد أكثر من ساعة في أضيق الصلواتا وقتا ‪ ,‬و هي صلةا‬
‫المغرب ‪ ,‬كيف يكون لهذا كفارةا أن يصليها متى شاء و هو‬
‫آثم مجرما ‪ ,‬و ل يكون ذألك للناسي و النائم و كلهما غير‬
‫آثم ? !‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬ل نقول إن صلته إياها قضاء هي كفارةا‬
‫له ‪ ,‬قلنا ‪ :‬فلماذأا إذأا تأمرونه بالصلةا إن لم تكن كفارةا له‬
‫‪ ,‬و من أين لكم هذا المر ? فإن كان من الله و رسوله‬
‫فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ‪ ,‬و إن قلتم ‪ :‬قياسا على‬
‫النائم و الناسي ‪ .‬قلنا ‪ :‬هذا قياس باطل لنه من باب‬
‫قياس النقيض على نقيضه و هو من أفسد قياس على‬
‫وجه الرض ‪ .‬و حديث أنس أوضح دليل على بطلنه إذأ قد‬
‫شرحنا آنفا أنه دليل على أن الكفارةا إنما هي صلتها عند‬
‫التذكر و أنه إذأا لم يصلها حينئذ فليست كفارةا ‪ ,‬فمن باب‬
‫أولى ذأاك المتعمد الذي لم يصلها في وقتها المعتاد و هو‬
‫ذأاكر ‪.‬‬
‫فتأمل هذا التحقيق فعسى أن ل تجده في غير هذا المكان‬
‫على اختصاره ‪ ,‬والله المستعان و هو ولي التوفيق ‪.‬‬
‫و الذي ننصح به من كان قد ابتلى بالتهاون بالصلةا و‬
‫إخراجها عن وقتها عامدا متعمدا ‪ ,‬إنما هو التوبة من ذألك‬
‫إلى الله تعالى توبة نصوحا ‪ ,‬و أن يلتزما المحافظة على‬
‫أداء الصلواتا في أوقاتها و مع الجماعة في المسجد ‪,‬‬
‫فإنها من الواجب ‪ ,‬و يكثر مع ذألك من النوافل و ل سيما‬
‫الرواتب لجبر النقص الذي يصيب صلةا المرء كما و كيفا‬
‫لقوله صلى الله عليه وسلم ‪ ":‬أول ما يحاسب به العبد‬
‫صلته ‪ ,‬فإن كان أكملها ‪ ,‬و إل قال الله عز وجل ‪ :‬انظروا‬
‫هل لعبدي من تطوع ? فإن وجد له تطوع ‪ ,‬قال ‪ :‬أكملوا به‬
‫الفريضة "‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود و النسائي و الحاكم و صححه ‪ ,‬و وافقه‬
‫الذهبي ‪ ,‬و هو مخرج في " صحيح أبي داود "‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1257‬‬

‫س(‪ -‬هل يمتد وقت صلةا العشاء إلى الفجر؟‬


‫م ‪" :‬ووقت صلةا العشاء إلى‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫قال ص‬
‫نصف الليل الوسط ‪ . " . .‬رواه مسلم وغيره ‪ ،‬ويؤيده ما‬
‫كتب به عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الشعري ‪. . ." :‬‬
‫وأن صل العشاء ما بينك وبين ثلث الليل ‪ ،‬وإن أخرتا فإلى‬
‫شطر الليل ‪ ،‬ول تكن من الغافلين" ‪ .‬أخرجه مالك‬
‫والطحاوي وابن حزما ‪ ،‬و سنده صحيح ‪ .‬فهذا الحديث دليل‬
‫واضح على أن وقت العشاء انما يمتد إلى نصف الليل فقط‬
‫‪ ،‬وهو الحق ‪ ،‬ولذلك اختاره الشوكاني في "الدرر البهية" ‪،‬‬
‫فقال ‪ . . . " :‬وآخر وقت صلةا العشاء نصف الليل" ‪ ،‬وتبعه‬
‫صديق حسن خان في "شرحه" ‪ ،‬وقد روي القول به عن‬
‫مالك كما في "بداية المجتهد" ‪ ،‬وهو اختيار جماعة من‬
‫الشافعية كأبي سعيد الصطخري وغيره ‪ .‬انظر المجموع )‬
‫‪ .(3/40‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬متى تكون مدركا ا للصلةا؟‬


‫ك أ صحدك ه ص‬ ‫عل صيه وسل لم )إ ص ص‬
‫و ص‬
‫ل‬ ‫مأ ل‬ ‫ذأا أديصر ص ص ه ي‬ ‫ه ص ي ه ص صص ص ه‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫في قوله ص‬
‫ه‬ ‫ص‬
‫صلت ص ه‬ ‫م ص‬ ‫ي‬
‫فلي هت ه ل‬ ‫س ص‬
‫م ه‬ ‫ش ي‬‫ب ال ل‬ ‫غهر ص‬ ‫ن تص ي‬‫لأ ي‬ ‫قب ي ص‬‫ر ص‬‫ص ه‬
‫ع ي‬ ‫ي‬
‫ةا ال ص‬ ‫صل ه‬‫ص‬ ‫ن ص‬ ‫م ي‬‫ةا ه‬
‫جدص ء‬‫س ي‬ ‫ص‬
‫ع‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ح ص‬
‫قب ي ص‬ ‫ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫وإ ه ص‬
‫ن ت صطل ص‬ ‫لأ ي‬ ‫صب ي ه‬
‫ةا ال ل‬ ‫صل ه‬ ‫ن ص‬ ‫م ي‬‫ةا ه‬‫جدص ء‬ ‫س ي‬ ‫ل ص‬ ‫ذأا أديصرك أ ل‬ ‫ص‬
‫ه( رد على من يقول إن الدراك يحصل‬ ‫صلت ص ه‬ ‫ص‬ ‫م ص‬ ‫ي‬
‫س فلي هت ه ل‬‫ص‬ ‫م ه‬ ‫ل‬
‫الش ي‬
‫بمجرد إدراك أي جزء من الصلةا ‪ ,‬ولو بتكبيرةا الحراما ‪,‬‬
‫وهذا خلف ظاهر الحديث ‪ ,‬وقد حكاه في )منار السبيل(‬
‫قول ا للشافعي ‪ ,‬وإنما هو وجه في مذهبه ‪ ,‬كما في‬
‫)المجموع( للنووي ‪ ,‬وهو مذهب الحنابلة ‪ ,‬مع أنهم نقلوا‬
‫عن الماما أحمد أنه قال ‪) :‬ل تدرك الصلةا إل بركعة( ‪ ,‬فهو‬
‫انتهى كلما اللباني من‬ ‫أسعد الناس بالحديث ‪ ,‬والله أعلم‪.‬‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.66‬‬

‫س(‪ -‬هل من طلعت عليه الشمس وهو في‬


‫الركعة الثانية من صلةا الفجر ‪ ,‬بطلت صلته ‪,‬‬
‫وكذلك قالوا فيمن غربت عليه الشمس وهو‬
‫في آخر ركعة من صلةا العصر؟‬
‫قول بعض المذاهب أن من طلعت عليه الشمس وهو في‬
‫الركعة الثانية من صلةا الفجر ‪ ,‬بطلت صلته ‪ ,‬وكذلك قالوا‬
‫فيمن غربت عليه الشمس وهو في آخر ركعة من صلةا‬
‫العصر ‪ ,‬وهذا مذهب ظاهر البطلن ‪ ,‬لمعارضته لنص‬
‫ك أ صحدك ه ص‬ ‫الحديث )إ ص ص‬
‫ر ص‬
‫قب ي ص‬
‫ل‬ ‫ص ه‬ ‫ةا ال ي ص‬
‫ع ي‬ ‫صصل ه‬ ‫ن ص‬ ‫م ي‬ ‫ةا ه‬ ‫جدص ء‬ ‫س ي‬‫ل ص‬ ‫و ص‬ ‫مأ ل‬ ‫ذأا أديصر ص ص ه ي‬ ‫ه‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ةا‬‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫ل[‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ك ]أ ص‬‫ص‬ ‫ر‬ ‫د‬‫ذأا أ ص‬‫ص‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫ص‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ي‬ ‫ل‬‫ف‬ ‫ص‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ص‬
‫ص ي ص ء ه ي‬ ‫ل‬ ‫ي ص‬ ‫ه ه ل ص ص ه ص ه‬ ‫ي ه‬ ‫غهر ص‬
‫ن تص ي‬
‫أ ي‬
‫قب ص ص‬
‫ه( كما صرح‬ ‫صصلت ص ه‬ ‫م ص‬ ‫فل يي هت ه ل‬ ‫س ص‬ ‫م ه‬ ‫ش ي‬‫ع ال ل‬ ‫ن ت صطيل ه ص‬ ‫لأ ي‬ ‫ح ص ي‬ ‫صب ي ه‬ ‫صصل ه‬
‫ةا ال ل‬ ‫ص‬
‫بذلك الماما النووي وغيره‪.‬‬
‫ول يجوزا معارضة الحديث بأحاديث النهى عن الصلةا في‬
‫وقت الشروق والغروب ‪ ,‬لنها عامة ‪ ,‬وهذا خاص والخاص‬
‫يقضي على العاما ‪ ,‬كما هو مقرر في علم الصول‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.66‬‬

‫س(‪ -‬هل يقضي المجنون والمغمى عليه‬


‫والنائم ما فاتهم من الصلواتا؟‬
‫ل قضاء على المجنون سواء قل زامن الجنون أو كثر ‪ -‬وهو‬
‫مذهب الشافعية وروي عن مالك وأحمد كما في )المجموع(‬
‫وهو مذهب ابن حزما واختاره شيخ السلما ‪ ،‬وكذا المغمى‬
‫عليه ل قضاء عليه وهو مذهب من ذأكر ورواه ابن حزما عن‬
‫ابن عمر وطاوس والهري والحسن البصري وابن سيرين‬
‫وعاصم بن بهدلة ‪ ،‬وكذا الكافر إذأا أسلم ل قضاء عليه ‪:‬‬
‫لقوله صلى الله عليه وسلم )السلما يجب ما قبله( ‪ ،‬وأما‬
‫النائم فيقضي ما فاته من الصلواتا في حالة نومه )إذأا رقد‬
‫أحدكم عن الصلةا أو غفل عنها فليصلها إذأا ذأكرها فإن‬
‫الله عز وجل يقول أقم الصلةا لذكري(‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫الثمر المستطاب‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل يجب ترتيب الصلواتا الفوائت؟‬
‫لقد اختلف العلماء في وجوب الترتيب بين الفوائت فنفاه‬
‫الشافعية وقالوا ‪ :‬إنه يستحب ‪ .‬وبه قال طاوس والحسن‬
‫البصري ومحمد بن الحسن وأبو ثور وداود ‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة ومالك ‪ :‬يجب ما لم تزد الفوائت على‬
‫صلواتا يوما وليلة فقال ‪ :‬فإن كان في حاضرةا فذكر في‬
‫أثنائها أن عليه فائتة بطلت الحاضرةا ويجب تقديم الفائتة‬
‫ثم يصلي الحاضرةا ‪.‬‬
‫وقال أحمد ‪ :‬الترتيب واجب قلت الفوائت أما كثرتا ‪ .‬قال‬
‫‪ :‬ولو نسي الفوائت صحت الصلواتا التي يصلي بعدها قال‬
‫أحمد وإسحاق ‪ :‬ولو ذأكر فائتة وهو في حاضرةا تمم التي‬
‫هو فيها ثم قضى الفائتة ‪ .‬ثم يجب إعادةا الحاضرةا ‪.‬‬
‫واحتج لهم بحديث عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪) :‬من نسي صلةا فلم يذكرها إل‬
‫وهو مع الماما فإذأا فرغ من صلته فليعد الصلةا التي نسي‬
‫ثم ليعد الصلةا التي صلها مع الماما(‬
‫وهذا حديث ضعيف ضعف موسى بن هارون الحمال‬
‫)بالحاء( الحافظ وقال أبو زارعة الرازاي ثم البيهقي‬
‫)صحيح أنه موقوف( كذا في )المجموع( ثم قال ‪ ):‬واحتج‬
‫أصحابنا بأحاديث ضعيفة أيضا والمعتمد في المسألة أنها‬
‫ديون عليه فل يجب ترتيبها إل بدليل ظاهر وليس لهم دليل‬
‫ظاهر ولن من صلهن بغير ترتيب فقد فعل الصلةا التي‬
‫أمر بها فل يلزمه وصف زاائد بغير دليل ظاهر والله أعلم(‬
‫انتهى كلما اللباني من الثمر المستطاب‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل الفخذ من عورةا التى يجب سترها؟‬


‫ل ينبغي التردد في كون الفخذ عورةا ترجيحا للدلة القولية‬
‫‪ ،‬فل جرما أن ذأهب إليه أكثر العلماء ‪ ،‬وجزما به الشوكافي‬
‫في "نيل الوطار" و "السيل الجرار"‪.‬‬
‫نعم ‪ ،‬يمكن القول بأن عورةا الفخذين أخف من عورةا‬
‫السوأتين ‪ ،‬وهو الذي مال إليه ابن القيم في "تهذيب‬
‫السنن" كما كنت نقلته عنه في "الرواء"‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من تماما المنة‪.‬‬

‫باب أركان الصلةا‬


‫س(‪ -‬ما حكم قراءةا الفاتحة خلف الماما في‬
‫الصلةا الجهرية؟‬
‫اختلف العلماء قديما و حديثا في القراءةا وراء الماما على‬
‫أقوال ثلثة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬وجوب القراءةا في الجهرية و السرية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وجوب السكوتا فيهما ‪.‬‬
‫‪ - 3‬القراءةا في السرية دون الجهرية ‪.‬‬
‫و هذا الخير أعدل القوال و أقربها إلى الصواب و به‬
‫تجتمع جميع الدلة بحيث ل يرد شيء منها و هو مذهب‬
‫مالك و أحمد ‪ ,‬و هو الذي رجحه بعض الحنفية ‪ ,‬منهم أبو‬
‫الحسناتا اللكنوي في كتابه المذكور آنفا ‪ ,‬فليرجع إليه من‬
‫شاء التحقيق‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم‬
‫‪.569‬‬

‫س(‪ -‬ما الكيفية التي يحصل بها الطمئنان في‬


‫الركوع؟‬
‫أن الطمئنان الواجب ل يحصل ال بتحتيق ما يأتي ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬وضع اليدين على الركبتين‪.‬‬
‫‪ - 2‬تفريج أصابع الكفين‪.‬‬
‫‪ - 3‬مد الظهر‪.‬‬
‫‪ - 4‬التمكين للركوع وإلمكث فيه حتى يأخذ كل عضو‬
‫مأخذه ‪ .‬وهذا كله ثابت في رواياتا عديدةا لحديث المسئ‬
‫صلته ‪ ،‬وهو مخرج في "صفة الصلةا "‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجهر بالبسملة في الصلةا اما يسر‬


‫بها؟‬
‫الحق أنه ليس في الجهر بالبسملة حديث صريح صحيح ‪ ،‬بل‬
‫صح عنه صلى الله عليه وسلم السرار بها من حديث أنس‬
‫‪ ،‬وقد وقفت له على عشرةا طرق ذأكرتها في تخريج كتابي‬
‫م " ‪ ،‬أكثرها صحيحة‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬
‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫" صفة صلةا النبي ص‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫السانيد ‪ ،‬وفي بعض ألفاظها التصريح بأنه ص‬
‫م لم يكن يجهر بها ‪ ،‬وسندها صحيح على شرط مسلم‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬
‫ص‬
‫‪ ،‬وهو مذهب جمهور الفقهاء ‪ ،‬وأكثر أصحاب الحديث ‪ ،‬وهو‬
‫الحق الذي ل ريب فيه ‪ ،‬ومن شاء التوسع في هذا البحث‬
‫فليراجع " فتاوى شيخ السلما " ‪ ،‬ففيها مقنع لكل عاقل‬
‫منصف ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يشرع للماما السكوتا عقب الفاتحة؟‬


‫إن السكتة المذكورةا بدعة في الدين إذأ لم ترد مطلقا عن‬
‫سيد المرسلين ‪ ،‬إنما ورد عنه سكتتان إحداهما بعد تكبيرةا‬
‫الحراما من أجل دعاء الستفتاح ‪ .‬والسكته الثانية رويت‬
‫عن سمرةا بن جندب واختلف الرواةا في تعيينها فقال‬
‫بعضهم ‪ :‬هي عقب الفاتحة ‪ .‬وقال الكثرون ‪ :‬هي عقب‬
‫الفراغ من القراءةا كلها ‪ ،‬وهو الصواب كما بينته في "‬
‫التعليقاتا الجياد " ‪ ،‬وغيره ‪ ،‬وراجع " رسالة الصلةا " لبن‬
‫القيم‪.‬‬
‫ثم إنه ليس فيه التصريح بأن السكتة كانت طويلة بذلك‬
‫القدر ‪ ،‬فل متمسك فيه البتة للشافعية ‪ ،‬فتأمل ‪ .‬وأما ما‬
‫ذأكره الشوكاني في "السيل الجرار" أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم كان بعد فراغه من قراءةا الفاتحة يسكت سكتة‬
‫طويلة ثم يقرأ السورةا ‪ .‬فليس في شئ من رواياتا‬
‫الحديث زايادةا طويلة ‪ .‬وكأنه اختلط عليه نص الحديث‬
‫بتفسير الخطابي إياه بقوله ‪ " :‬إنما كان يسكت ‪ . . .‬ليفرأ‬
‫من خلفه " ‪ ،‬نقله عنه الشوكاني في النيل " ‪ ،‬ومن‬
‫المحتمل أنه تفسير منه لرواية لحمد ‪ " :‬وإذأا قال ‪) * :‬ول‬
‫الضالين( سكت أيضا هنية " ‪ .‬وقد عرفت أن محل السكتة‬
‫الثانية بعد الفراغ من القراءةا كلها ‪ ،‬على ضعف السناد ‪.‬‬
‫ثم فصلت القول في ذألك في "إرواء الغليل"‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫باب واجباتا الصلةا‬


‫س(‪ -‬هل تكبيراتا الصلةا من سنن الصلةا اما‬
‫من واجباتها؟‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫عد هذه التكبيراتا من السنن ينافي أمر النبي ص‬
‫م المسئ صلته بها كما جاء في رواية لبي داود وغيره من‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬
‫ص‬
‫حديث رفاعة بن رافع ‪ ،‬وهو مخرج في "صحيح أبي داود" ‪ ،‬فهي‬
‫م " صلوا كما‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬
‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫إذأن واجبة ‪ ،‬ومؤيدةا بعموما قوله ص‬
‫رأيتموني أصلي" ‪.‬وقد قرر الماما الشوكاني في "نيل الوطار" ثم‬
‫في "السيل الجرار" أن الصل في جميع المور الواردةا في حديث‬
‫المسئ صلته الوجوى ‪ ،‬وقد نص الشوكاني نفسه في "النيل" أن‬
‫هذه التكبيراتا مما جاء فيه في بعض الرواياتا ‪ ،‬ثم نسي ذألك في "‬
‫السيل " فذكرها في جملة السنن ! فسبحان ربي ل يضل ول‬
‫ينسى ‪ ،‬وقد ذأهب إلى الوجوب الماما أحمد رحمه الله كما حكاه‬
‫النووي في "المجموع" عنه ‪ ،‬واحتج له بالعموما السابق ‪ ،‬وخفي‬
‫عليه حديث المسئ ‪ ،‬فإنه قال محتجا عليه لمذهبه ‪" :‬ودليلنا على‬
‫م لم‬‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫أحمد حديث المسئ صلته ‪ ،‬فإن النبي ص‬
‫يأمره بتكبيراتا النتقال وأمره بتكبيرةا الحراما" ! فلم يتنبه لرواية‬
‫أبي داود وغيره ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل التسميع في العتدال واجب على كل‬


‫مصل؟‬
‫م كان يقول ‪:‬‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫عن أبي هريرةا أن النبي ص‬
‫سمع الله لمن حمده ‪ ،‬حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول‬
‫وهو قائم ‪ :‬ربنا ولك الحمد ‪ .‬رواه أحمد والشيخان " ‪ .‬قلت‬
‫‪ :‬وهر مخرج في "الرواء" بزيادةا كثيرةا في المصادر ‪ ،‬ومن‬
‫الواضح أن في هذا الحديث ذأكرين اثنين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬قوله ‪:‬‬
‫" سمع الله لمن حمده " في اعتداله من الركوع ‪ .‬والخر ‪:‬‬
‫قوله ‪" :‬ربنا ولك الحمد" إذأا استوى قائما‪.‬‬
‫فإذأا لم يقل المقتدي ذأكر العتدال ‪ ،‬فسيقول مكانه ذأكر‬
‫الستواء ‪ ،‬وهذا أمر مشاهد من جماهير المصلين ‪ ،‬فإنهم‬
‫ما يكادون يسمعون منه ‪" :‬سمع الله لمن حمده" ‪ ،‬إل‬
‫وسبقوه بقولهم ‪ :‬ربنا ولك الحمد ‪ ،‬وفي هذا مخالفة‬
‫صريحة للحديث ‪ ،‬فإن حاول أحدهم تجنبها وقع في مخالفة‬
‫أخرى ‪ ،‬وهي إخلء العتدال من الذكر المشروع فيه بغير‬
‫حجة ‪ .‬قال النووي رحمه الله "ولن الصلةا مبنية على أن‬
‫ل يفتر عن الذكر في شئ منها ‪ ،‬فإن لم يقل بالذكرين‬
‫في الرفع والعتدال بقي أحد الحالين خاليا عن الذكر " ‪.‬‬
‫بل إنني أقول ‪ :‬إن التسميع في العتدال واجب على كل‬
‫مصل ‪ ،‬لثبوتا ذألك في حديث المسئ صلته ‪ ،‬فقد قال‬
‫م فيه ‪ " :‬إنها ل تتم صلةا أحدكم حتى‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫يسبغ الوضوء كما أمره اللة ‪ . .‬ثم يكبر ‪ . .‬ويركع حتى‬
‫تطمئن مفاصله وتسترخي ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬سمع الله لمن‬
‫حمده ‪ ،‬ثم يستوي قائما حتى يقيم صلبه ‪ " . . .‬الحديث ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود والنسائي والسياق له ‪ ،‬وغيرهما بسند‬
‫صحيح ‪ .‬وهو مخرج في " صحيح أبي داود"‪.‬‬
‫فهل يجوزا لحد بعد هذا أن يقول بأن التسميع ل يجب على‬
‫كل مصل؟! انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل وضع الستر اماما المصلي من‬
‫مستحباتا الصلةا؟‬
‫القول بالستحباب ينافي المر بالسترةا في عدةا أحاديث ‪ ،‬وفي‬
‫بعضها النهي عن الصلةا إلى غير سترةا ‪ ،‬وبهذا ترجم له ابن خزيمة‬
‫في "صحيحه" ‪ ،‬فروى هو ومسلم عن ابن عمر مرفوعا ‪" :‬ل تصل‬
‫إل إلى سترةا"‪.‬‬
‫وإن مما يؤكد وجوبها أنها سبب شرعي لعدما بطلن الصلةا بمرور‬
‫المرأةا البالغة والحمار والكلب السود ‪ ،‬كما صح ذألك في الحديث ‪،‬‬
‫ولمنع المار من المرور بين يديه ‪ ،‬وغير ذألك من الحكاما المرتبطة‬
‫بالسترةا ‪ ،‬وقد ذأهب إلى القول بوجوبها الشوكاني في "نيل‬
‫الوطار" ‪ ،‬و "السيل الجرار" ‪ ،‬وهو الظاهر من كلما ابن حزما في‬
‫"المحلى" انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا القتصار على التسليمة الواحدةا‬


‫في الصلةا ؟‬
‫من أصح الحاديث التي وردتا في التسلمية الواحدةا في الصلةا‬
‫م تسلمية واحدةا( ‪ ،‬وقد ساق البيهقي قسما ا منها‬ ‫سـل ه‬
‫حديث )كان ي ه ص‬
‫‪ ،‬ول تخلو أسانيدها من ضعف ‪ ،‬ولكنها في الجملة تشهد لهذا ‪،‬‬
‫قصبها ‪) :‬وهروي عن جماعة من الصحابة رضي الله‬ ‫عـ ه‬‫وقال البيهقي ص‬
‫عنهم أنهم سلموا تسليمة واحدةا ‪ ،‬وهو من الختلف المباح ‪،‬‬
‫والقتصار على الجائز(‪.‬‬
‫وذأكر نحوه الترمذي عن الصحابة ‪ ،‬ثم قال ‪) :‬قال الشافعي ‪ :‬إن‬
‫شاء سللم تسليمة واحدةا ‪ ،‬وإن شاء سللم تسليمتين(‪.‬‬
‫فيرض ل بدل منه ؛ لقوله صلى الله عليه‬ ‫ت ‪ :‬التسليمة الواحدةا ص‬ ‫قل ه‬
‫وسلم ‪ . . .) :‬وتحليلها التسليم( ‪ ،‬والتسليمتان سنة ‪ ،‬ويجوزا ترك‬
‫الخرى أحيانا ا لهذا الحديث‪.‬‬
‫ولقد كان هديه صلى الله عليه وسلم في الخروج من الصلةا على‬
‫وجوه‪:‬‬
‫الول ‪ :‬القتصار على التسليمة الواحدةا ؛ كما سبق‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن يقول عن يمينه ‪" :‬السلما عليكم ورحمة الله" ‪ ،‬وعن‬
‫يساره ‪" :‬السلما عليكم"‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬مثل الذي قبله إل أنه يزيد في الثانية أيضا ا ‪" :‬ورحمة الله"‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬مثل الذي قبله إل أنه يزيد في التسليمة الولى ‪:‬‬
‫"وبركاته"‪.‬‬
‫مخرجيها في "صفة صلةا‬ ‫تا ه‬
‫وكل ذألك ثبت في الحاديث ‪ ،‬وقد ذأكر ه‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم" ‪ ،‬فمن شاء راجعه‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.316‬‬

‫س(‪ -‬هل يستحب لمن لم يجد ما يجعله سترتة‬


‫له ان يخط خطا؟‬
‫قال النووي في "المجموع" ‪" :‬المختار استحباب الخط ‪ ،‬لنه وإن‬
‫لم يثبت الحديث ‪ ،‬ففيه تحصيل حريم للمصلي ‪ ،‬وقد قدمنا اتفاق‬
‫العلماء على العمل بالحديث الضعيف في فضائل العمال ‪ ،‬دون‬
‫الحلل والحراما ‪ ،‬وهذا من نحو فضائل العمال " ‪ ،‬يرد عليه بقول‬
‫الشافعي المنقول عن "التهذيب" ‪ ،‬فإنه صريح بأنه رضي الله عنه‬
‫ل يرى مشروعية الخط إل أن يثبت الحديث ‪ ،‬وهذا يدل على أحد‬
‫أمرين ‪ :‬إما أنه يرى أن الحديث ليس في فضائل العمال بل في‬
‫الحكاما ‪ ،‬وهذا هو الظاهر من كلمه ‪ .‬وإما أنه ل يرى العمل‬
‫بالحديث الضعيف في فضائل العمال ‪ ،‬وهذا هو الحق الذي ل شك‬
‫فيه‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬
‫باب سنن الصلةا‬
‫س(‪ -‬هل تشرع الستعاذأةا في الركعة الول‬
‫فقط اما في كل ركعة من الصلةا؟‬
‫نرجح مشروعية الستعاذأةا في كل ركعة لعموما قوله تعالى‬
‫‪) :‬فإذأا قرأتا القران فاستعذ بالله( ‪ ،‬وهو الصح في مذهب‬
‫الشافعية ‪ ،‬ورجحه ابن حزما في "المحلى" ‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يستحب الرفع عند الركوع و الرفع‬


‫منه؟‬
‫الرفع عند الركوع و الرفع منه ‪ ,‬ورد فيه أحاديث كثيرةا‬
‫جدا عنه صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬بل هي متواترةا عند‬
‫العلماء بل ثبت الرفع عنه صلى الله عليه وسلم مع كل‬
‫تكبيرةا في أحاديث كثيرةا و لم يصح الترك عنه صلى الله‬
‫عليه وسلم إل من طريق ابن مسعود رضي الله عنه ‪ ,‬فل‬
‫ينبغي العمل به لنه ناف ‪ ,‬و قد تقرر عند الحنفية و غيرهم‬
‫‪ :‬أن المثبت مقدما على النافي ‪ ,‬هذا إذأا كان المثبت واحدا‬
‫فكيف إذأا كانوا جماعة كما في هذه المسألة ? فيلزمهم‬
‫عمل بهذه القاعدةا مع انتفاء المعارض أن يأخذوا بالرفع ‪,‬‬
‫و أن ل يتعصبوا للمذهب بعد قياما الحجة ‪ ,‬و لكن المؤسف‬
‫أنه لم يأخذ به منهم إل أفراد من المتقدمين و المتأخرين‬
‫حتى صار الترك شعارا لهم!‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.568‬‬

‫س(‪ -‬هل ثبتت مشروعية الشارةا بالصبع في‬


‫جلسة التشهد وفي الجلسة التي بين‬
‫السجدتين؟‬
‫لقد ثبتت مشروعية الشارةا بالصبع في جلسة التشهد ‪,‬‬
‫أما الشارةا في الجلسة التي بين السجدتين التي يفعلها‬
‫بعضهم اليوما ‪ ,‬فل أصل لها إل في رواية لعبد الرزااق في‬
‫حديث وائل بن حجر و هي شاذأةا‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.2248‬‬

‫س(‪ -‬اين يكون موضع البصر في الصلةا؟‬


‫الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذأا صلى طأطأ‬
‫رأسه ‪ ,‬و رمى ببصره نحو الرض ‪ ,‬و في الحديث أنه صلى‬
‫الله عليه وسلم لما دخل الكعبة ما خلف بصره موضع‬
‫سجوده حتى خرج منها‪.‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة‬
‫الحديث رقم ‪.1040‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم مد التكبير من القعود إلى‬


‫القياما؟‬
‫ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه )كان إذأا أراد أن‬
‫يسجد كبر ثم يسجد ‪ ،‬وإذأا قاما من القعدةا كبر ثم قاما( ‪،‬‬
‫والحديث نص صريح في أن السنة التكبير ثم السجود ‪ ,‬وأنه‬
‫يكبر وهو قاعد ثم ينهض ‪ ,‬ففيه إبطال لما يفعله بعض‬
‫المقلدين من مد التكبير من القعود إلى القياما‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.604‬‬

‫س(‪ -‬هل يشرع الدعاء في التشهد الول؟‬


‫ن‬
‫ه‬ ‫عت صي ي‬ ‫ل صرك ي ص‬ ‫في ك ه ذ‬ ‫م ه‬ ‫عديت ه ي‬ ‫ق ص‬ ‫ذأا ص‬ ‫قال عليه الصلةا والسلما )إ ه ص‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ل‬
‫ها‬
‫ك أي ل ص‬ ‫علي ي ص‬ ‫ما ص‬ ‫سل ه‬ ‫تا ال ل‬ ‫والطي ذصبا ه‬ ‫تا ص‬ ‫وا ه‬ ‫صل ص ص‬ ‫وال ل‬ ‫ه ص‬ ‫تا ل هل ل ه‬ ‫حليا ه‬ ‫قوهلوا الت ل ه‬ ‫ف ه‬‫ص‬
‫د الل ل ه‬
‫ه‬ ‫عصبا ه‬ ‫عصلى ه‬ ‫عل صي يصنا صص‬
‫و ص‬ ‫ما ص‬ ‫سصل ه‬ ‫ه ال ل‬ ‫كات ه ه‬ ‫وب صصر ص‬
‫ص‬ ‫ة الل ل ه‬
‫ه‬ ‫م ه‬ ‫ح ص‬‫وصر ي‬‫ي ص‬ ‫الن لب ه ل‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫عب يدههه‬ ‫دا ص‬ ‫م ا‬ ‫ح ل‬ ‫م ص‬ ‫ن ه‬ ‫هده أ ل‬ ‫ش ص‬‫وأ ي‬ ‫ه ص‬ ‫ه إ هلل الل ل ه‬ ‫ن صل إ هل ص ص‬ ‫هده أ ي‬ ‫ش ص‬ ‫نأ ي‬ ‫حي ص‬ ‫صال ه ه‬‫ال ل‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ه( ‪ ،‬وفي‬ ‫ه إ هلي ي ه‬ ‫جب ص ه‬‫ع ص‬‫ءأ ي‬ ‫عا ه‬ ‫ن الدل ص‬ ‫م ي‬ ‫م ه‬ ‫حدهك ه ي‬ ‫خي لير أ ص‬ ‫ه‪ .‬ثم صلي صت ص ص‬ ‫سول ه‬ ‫وصر ه‬ ‫ص‬
‫الحديث فائدةا هامة؛ وهي مشروعية الدعاء في التشهد‬
‫الول‪ ،‬ولم أر من قال به من الئمة غير ابن حزما‪،‬‬
‫والصواب معه‪ ،‬وإن كان هو استدل بمطلقاتا يمكن‬
‫للمخالفين ردها بنصوص أخرى مقيدةا‪ ،‬أما هذا الحديث فهو‬
‫في نفسه نص واضح مفسر ل يقبل التقليد‪ ،‬فرحم الله‬
‫امرأ ا أنصف واتبع السنة‪.‬‬
‫والحديث دليل من عشراتا الدلة على أن الكتب المذهبية‬
‫قد فاتها غير قليل من هدى خير البرية صلى الله عليه‬
‫وسلم؛ فهل ما يجمل المتعصبة على الهتماما بدراسة‬
‫السنة‪ ،‬والستنارةا بنورها؟ لعل وعسى‪.‬‬
‫)تنبيه(‪:‬وأما حديث‪)):‬كان ل يزيد في الركعتين على‬
‫التشهد(( ‪ ،‬فهو منكر كما حققته في)الضعيفة(‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.878‬‬
‫باب مبطلتا الصلةا‬
‫س(‪ -‬ما حكم رد السلما والمصافحة في‬
‫الصلةا؟‬
‫صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في‬
‫الصلةا ‪ ,‬رواه أنس و جابر و غيرهما عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال الدارقطني ‪ :‬رواه ابن عمر و عائشة أيضا‬
‫"‪.‬‬
‫و أما مصافحة المصلي ‪ ,‬فهي و إن لم ترد عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم فيما علمت‪ ,‬فل دليل على بطلن الصلةا ‪,‬‬
‫لنها عمل قليل ‪ ,‬ل سيما و قد فعلها عبد الله ابن عباس‬
‫رضي الله عنه ‪ ,‬فقال عطاء بن أبي رباح ‪ " :‬أن رجل سلم‬
‫على ابن عباس ‪ ,‬و هو في الصلةا ‪ ,‬فأخذ بيده ‪ ,‬و صافحه‬
‫و غمز يده "‪.‬‬
‫و ليس كل عمل في الصلةا يبطلها ‪ ,‬فقد ثبت عن عائشة‬
‫رضي الله عنها قالت ‪" :‬جئت و رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يصلي في البيت ‪ ,‬و الباب عليه مغلق ‪ ,‬فمشى ]عن‬
‫يمينه أو يساره[ حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه ‪ ,‬و‬
‫وصفت الباب في القبلة"‪.‬‬
‫أخرجه أصحاب السنن و حسنه الترمذي و صححه ابن حبان‬
‫و عبد الحق في "الحكاما" و إسناده حسن كما بينته في‬
‫"صحيح أبي داود"‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث‬
‫رقم ‪.1104‬‬
‫باب ما يكره فعله في الصلةا‬
‫س(‪ -‬ما حكم الصلةا بين السواري؟‬
‫ص‬
‫ن‬‫ف ب صي ي ص‬‫ص ل‬‫ن نص ه‬‫هى أ ي‬ ‫عن معاوية بن قرةا عن أبيه قال ‪) :‬ك هلنا ن هن ي ص‬
‫ها‬ ‫ون هطيصرده ص‬
‫عن ي ص‬ ‫م ص‬‫سل ل ص‬
‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ل الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫سو ه‬
‫د صر ه‬‫ه ه‬ ‫عصلى ص‬
‫ع ي‬ ‫ري ص‬ ‫وا ه‬
‫س ص‬‫ال ل‬
‫دا( ‪ ،‬وهذا الحديث نص صريح في ترك الصف بين السواري ‪،‬‬ ‫طصير ا‬
‫وأن الواجب أن يتقدما أو يتأخر ‪ ،‬إل عند الضطرار‪.‬‬
‫وقد روى ابن القاسم في "المدونة" ‪ ،‬والبيهقي من طريق أبي‬
‫إسحاق عن معدي كرب عن ابن مسعود أنه قال ‪) :‬ل تصفوا بين‬
‫السواري(‪.‬‬
‫وقال البيهقي ‪) :‬وهذا ـ والله أعلم ـ لن السطوانة تحول بينهم‬
‫وبين وصل الصف(‪.‬‬
‫وقال مالك ‪) :‬ل بأس بالصفوف بين الساطين إذأا ضاق المسجد(‪.‬‬
‫وفي "المغني" لبن قدامة ‪) :‬ل يكره للماما أن يقف بين السواري‬
‫‪ ،‬ويكره للمأمومين ؛ لنها تقطع صفوفهم ‪ ،‬وكرهه ابن مسعود‬
‫والنخعي ‪ ،‬وروي عن حذيفة وابن عباس ‪ ،‬ورخص فيه ابن سيرين‬
‫ومالك وأصحاب الرأي وابن المنذر ؛ لنه ل دليل على المنع ‪ ،‬ولنا‬
‫ما روي عن معاوية ابن قرةا ‪ . . .‬ولنها تقطع الصف ‪ ،‬فإن كان‬
‫الصف صغيرا ا قدر ما بين الساريتين ؛ لم يكره ؛ لنه ل ينقطع بها(‪.‬‬
‫وفي "فتح الباري" ‪) :‬قال المحب الطبري ‪ :‬كره قوما الصف بين‬
‫السواري للنهي الوارد في ذألك ‪ ،‬ومحل الكراهة عند عدما الضيق ‪،‬‬
‫والحكمة فيه إما لنقطاع الصف ‪ ،‬أو لنه موضع النعال ‪.‬انتهى ‪.‬‬
‫وقال القرطبي ‪ :‬روي في سبب كراهة ذألك أنه مصلى الجن‬
‫المؤمنين(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وفي حكم السارية المنبر الطويل ذأو الدرجاتا الكثيرةا ‪ ،‬فإنه‬
‫يقطع الصف الول ‪ ،‬وتارةا الثاني أيضا ا ؛ قال الغزالي في " الحياء‬
‫" ‪) :‬إن المنبر يقطع بعض الصفوف ‪ ،‬وإنما الصف الول الواحد‬
‫المتصل الذي في فناء المنبر ‪ ،‬وما على طرفيه مقطوع ‪ ،‬وكان‬
‫الثوري يقول ‪ :‬الصف الول ‪ ،‬هو الخارج بين يدي المنبر ‪ ،‬وهو‬
‫متجه ؛ لنه متصل ‪ ،‬ولن الجالس فيه يقابل الخطيب ويسمع منه(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإنما يقطع المنبر الصف إذأا كان مخالفا ا لمنبر النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فإنه كان له ثلث درجاتا ‪ ،‬فل ينقطع الصف‬
‫بمثله ‪ ،‬لن الماما يقف بجانب الدرجة الدنيا منها ‪ ،‬فكان من شؤما‬
‫مخالفة السنة في المنبر الوقوع في النهي الذي في هذا الحديث ‪.‬‬
‫ومثل ذألك في قطع الصف المدافىء التي توضع في بعض‬
‫المساجد وضعا ا يترتب منه قطع الصف؛ دون أن ينتبه لهذا المحذور‬
‫عـد الناس أول ا عن التفقه‬ ‫إماما المسجد أو أحد من المصلين فيه؛ هلـب ه ي‬
‫في الدين ‪ ،‬وثانيا ا لعدما مبالتهم بالبتعاد عما نهى عنه الشارع‬
‫وكرهه‪.‬‬
‫وينبغي أن هيعصلم أن كل من سعى إلى وضع منبر طويل‬
‫قاطع للصفوف‪ ،‬أو يضع المدفئة التي تقطع الصف ؛ فإنه‬
‫يخشى أن يلحقه نصيب وافر من قول الرسول صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ . . .) :‬ومن قطع صفا ا قطعه الله( ‪ ،‬أخرجه أبو‬
‫داود‪.‬انتهى كلما‬ ‫داود بسند صحيح ؛ كما بينته في صحيح أبي‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.335‬‬
‫س(‪ -‬ما حكم المبادرةا إلى صلةا السنة بعد‬
‫الفريضة دون تكلم أو خروج؟‬
‫عن عبد الله بن رباح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر ‪ ,‬فقاما‬
‫رجل يصلي ‪ ,‬فرآه عمر ‪ ,‬فقال له ‪ :‬اجلس ‪ ,‬فإنما هلك أهل الكتاب‬
‫أنه لم يكن لصلتهم فصل ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ :‬أحسن ابن الخطاب ‪ ،‬فهذا الحديث نص صريح في تحريم‬
‫المبادرةا إلى صلةا السنة بعد الفريضة دون تكلم أو خروج ‪,‬‬
‫كما يفعله كثير من العاجم و بخاصة منهم التراك ‪ ,‬فإننا‬
‫نراهم في الحرمين الشريفين ل يكاد الماما يسلم من‬
‫الفريضة إل بادر هؤلء من هنا و هناك قياما إلى السنة!‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2549‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم قول بعض الئمة للمصلين عند‬


‫اصطفافهم للصلةا صلوا صلةا مودع؟‬
‫اعتاد بعض الئمة أن يأمروا المصلين عند اصطفافهم‬
‫للصلةا بقوله ‪" :‬صلوا صلةا مودع" ‪ ,‬فأرى أنه ل بأس في‬
‫ذألك أحيانا ‪ ,‬و أما اتخاذأه عادةا فمحدثة و بدعة‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2839‬‬

‫باب ما يباح فعله في الصلةا‬


‫س(‪ -‬ما حكم الركوع دون الصف ثم المشي‬
‫إليه؟‬
‫قال صلى الله عليه وسلم )إذأا دخل أحدكم المسجد‬
‫والناس ركوع ؛ فليركع حين يدخل ‪ ،‬ثم يدب راكعا حتى‬
‫يدخل في الصف ؛ فإن ذألك السنة( ‪ ،‬ومما يشهد لصحته‬
‫م‪,‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫عمل الصحابة به من بعد النبي ص‬
‫منهم أبوبكر الصديق ‪ ,‬وزايد بن ثابت ‪ ,‬وعبدالله بن مسعود‬
‫‪ ,‬وعبدالله بن الزبير‪.‬‬
‫‪ -1‬روى البيهقي عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث‬
‫بن هشاما ‪ :‬أن أبابكر الصديق وزايد بن ثابت دخل المسجد‬
‫والماما راكع ‪ ,‬فركعا ‪ ,‬ثم دبا وهما راكعان حتى لحقا‬
‫بالصف‪.‬‬
‫‪ -2‬عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه رأى زايد بن ثابت‬
‫دخل المسجد والماما راكع ‪ ,‬فمشى حتى أمكنه أن يصل‬
‫الصف وهو راكع ‪ ,‬كبر فركع ‪ ,‬ثم دب وهو راكع حتى وصل‬
‫الصف‪.‬‬
‫‪ -3‬عن زايد بن وهب قال ‪ :‬خرجت مع عبدالله – يعني ابن‬
‫مسعود – من داره إلى المسجد ‪ ,‬فلما توسطنا المسجد ‪,‬‬
‫ركع الماما ‪ ,‬فكبر عبدالله وركع وركعت معه ‪ ,‬ثم مشينا‬
‫راكعين حتى انتهينا إلى الصف حين رفع القوما رؤوسهم ‪,‬‬
‫فلما قضى الماما الصلةا ‪ ,‬قمت وأنا أرى أني لم أدرك ‪,‬‬
‫فأخذ عبدالله بيدي وأجلسني ‪ ,‬ثم قال ‪ :‬أنك قد أدركت‪.‬‬
‫‪ -4‬عن عثمان بن السود قال ‪ :‬دخلت أنا وعبدالله بن تميم‬
‫المسجد ‪ ,‬فركع الماما ‪ ,‬فركعت أنا وهو ومشينا راكعين‬
‫حتى دخلنا الصف ‪ ,‬فلما قضينا الصلةا ‪ ,‬قال لي عمرو ‪:‬‬
‫الذي صنعت آنفا ص ممن سمعته ؟ قلت من مجاهد ‪ ,‬قال ‪ :‬قد‬
‫رأيت ابن الزبير فعله‪.‬‬
‫والثار في ذألك كثيرةا ‪ ,‬فمن شاء الزيادةا ‪ ,‬فليراجع‬
‫المصنفين‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬هناك حديث آخر صحيح يخالف بظاهره هذا‬
‫د(‪.‬‬‫ع ي‬‫وصل ت ص ه‬ ‫صا ص‬
‫حير ا‬
‫ه ه‬‫ك الل ل ه‬
‫الحديث وهو‪) :‬صزاادص ص‬
‫والقصد من ذأكره هنا أن ظاهره يدل على أنه ل يجوزا‬
‫الركوع دون الصف ثم المشي إليه ‪ ,‬على خلف ما دل عليه‬
‫الحديث السابق ‪ ,‬فكيف التوفيق بينهما؟‬
‫فأقول ‪ :‬إن هذا الحديث ل يدل على ما ذأكر إل بطريق‬
‫م ‪) :‬ل‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫الستنباط ل النص ‪ ,‬فإن قوله ص‬
‫تعد( ‪ ,‬يحتمل أنه نهاه عن كل ما ثبت أنه فعله في هذه‬
‫الحادثة ‪ ,‬وقد تبين لنا بعد التتبع أنها تتضمن ثلثة أمور‪:‬‬
‫الول ‪ :‬اعتداده بالركعة التي إنما أدرك منها ركوعها فقط‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إسراعه في المشي ‪ ,‬كما في رواية لحمد من‬
‫ص‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫ي ص‬ ‫والن لب ه ل‬ ‫جاءص ص‬ ‫طريق أخرى عن أهبي ب صك يصرةاص أنه ‪ :‬ص‬
‫ل‬‫ع ه‬ ‫تا ن ص ي‬ ‫و ص‬ ‫ص ي‬ ‫م ص‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ي ص‬ ‫ل‬ ‫ع الن لب ه‬ ‫م ص‬
‫س ه‬ ‫ف ص‬ ‫ع ص‬ ‫م صراك ه ء‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫صص‬
‫ما‬ ‫ص‬ ‫ة ص‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ي‬
‫فل ل‬ ‫ع ص‬ ‫رك اللرك ص‬ ‫ن ي هدي ه‬ ‫ريده أ ي‬ ‫ضهر ]أي يعدو[ ي ه ه‬ ‫ح ه‬ ‫و يص ي‬ ‫ه ص‬ ‫و ه‬ ‫أهبي ب صكصرةاص ص‬
‫قا ص‬
‫ل‬ ‫عي ص‬ ‫سا ه‬ ‫ن ال ل‬ ‫م ي‬ ‫ل ص‬ ‫قا ص‬ ‫م ص‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ي ص‬ ‫ف ال صن لب ه ل‬ ‫صصر ص‬ ‫ان ي ص‬
‫ل ‪) :‬فذكره( ‪ ,‬وأسناده حسن في المتابعاتا‬ ‫قا ص‬ ‫أ صهبو ب صك يصرةاص أصنا ص‬
‫‪ ,‬وقد رواه أبن السكن في صحيحه نحوه ‪ ,‬وفيه قوله ‪) :‬ان‬
‫م قال‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫انطلقت أسعى ‪ , (...‬وأن النبي ص‬
‫‪) :‬من الساعي ‪ ، (...‬ويشهد لهذه الرواية رواية الطحاوي‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫من الطريق الول بلفظ )جئت رسول الله ص‬
‫م راكع ‪ ,‬وقد حفزني النفس ‪ ,‬فركعت دون الصف ‪(...‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫الحديث وأسناده صحيح ‪ ,‬فإن قوله ‪) :‬حفزني النفس( ‪,‬‬
‫معناه ‪ :‬اشتد ‪ ،‬من الحفز وهو الحث والعجال ‪ ,‬وذألك‬
‫كناية عن العدو‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ركوعه دون الصف ‪ ,‬ثم مشيه إليه‪.‬‬
‫م‪:‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫وإذأا تبين لنا ما سبق ‪ ,‬فهل قوله ص‬
‫)ل تعد( نهي عن المور الثلثة جميعها أما عن بعضها ؟ ذألك‬
‫ما أريد البحث فيه وتحقيق الكلما عليه فأقول‪:‬‬
‫أما المر الول ‪ ,‬فالظاهر أنه ل يدخل في النهي ‪ ,‬لنه لو‬
‫كان نهاه عنه ‪ ,‬لمره بإعادةا الصلةا ‪ ,‬لكونها خداجا ا ناقصة‬
‫الركعة ‪ ,‬فإذأا لم يأمره بذلك ‪ ,‬دل على صحتها ‪ ,‬وعلى عدما‬
‫شمول النهي العتداد بالركعة بإدرك ركوعها‪.‬‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫وقول الصنعاني في سبل السلما ‪) :‬لعله ص‬
‫م لم يأمره لنه كان جاهل ا للحكم والجهل عذر( فبعيد‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫جدا إذأ قد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرةا أمره‬ ‫ا‬
‫م للمسيء صلته بإعادتها ثلث مراتا ‪,‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫مع أنه كان جاهل ا أيضا فكيف يأمره بالعادةا وهو لم يفوتا‬ ‫ا‬
‫ركعة من صلته ‪ ,‬وإنما الطمئنان فيها ‪ ,‬ل يأمر أبا بكرةا‬
‫بإعادةا الصلةا ‪ ,‬وقد فوتا على نفسه ركعة ‪ ,‬لو كانت ل‬
‫تدرك بالركوع ؟ ثم كيف يعقل أن يكون ذألك منهيا ا ‪ ,‬وقد‬
‫فعله كبار الصحابة ‪ ,‬كما تقدما في الحديث الذي قبله ؟‬
‫فلذلك ‪ ,‬فإننا نقطع أن هذا المر الول ل يدخل في قوله‬
‫م ‪) :‬ل تعد(‪.‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫وأما المر الثاني ‪ ,‬فل نشك في دخوله في النهي ‪ ,‬لما‬
‫سبق ذأكره من الروياتا ‪ ,‬ولنه ل معارض له ‪ ,‬بل هناك ما‬
‫صصلةاص‬ ‫يشهد له وهو حديث أبي هريرةا مرفوعا ا ‪) :‬إ ص ص‬
‫م ال ل‬ ‫ذأا أت صي يت ه ي‬ ‫ه‬
‫ة والوقار( ‪,‬‬ ‫كين ص ه‬ ‫س ه‬ ‫م ال ل‬ ‫عل صي يك ه ي‬ ‫و ص‬ ‫ها ص‬ ‫وأ يهتو ص‬ ‫ن ص‬ ‫و ص‬ ‫ع ي‬ ‫س ص‬‫م تص ي‬ ‫وأن يت ه ي‬
‫ها ص‬
‫فصل ت صأهتو ص ص‬
‫ي‬ ‫ص‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫وأما المر الثالث ‪ ,‬فهو موضع نظر وتأمل ‪ ,‬وذألك لن‬
‫ص‬
‫م‬ ‫ف ثه ل‬ ‫ص ذ‬ ‫ن ال ل‬ ‫دو ص‬ ‫ع ه‬ ‫ذي صرك ص ص‬ ‫م ال ل ه‬ ‫ظاهر رواية أبي داود هذه )أي لك ه ي‬
‫م له )ل‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ف( ‪ ,‬مع قوله ص‬ ‫ص ذ‬ ‫شى إ هصلى ال ل‬ ‫م ص‬ ‫ص‬
‫تعد( ‪ ,‬يدل بإطلقه على أنه قد يشمل هذا المر ‪ ,‬وإن كان‬
‫ليس نصا ا في ذألك ‪ ,‬لحتمال أنه يعني شيئا ا آخر غير هذا‬
‫مما فعل ‪ ,‬وليس يعني نهيه عن كل ما فعل ‪ ,‬بدليل أنه لم‬
‫يعن المر الول كما سبق تقريره ‪ ,‬فكذلك يحتمل أنه لم‬
‫يعن هذا المر الثالث أيضاا‪.‬‬
‫وهذا وإن كان خلف الظاهر ‪ ,‬فإن العلماء كثيرا ا ما‬
‫يضطرون لترك ما دل عليه ظاهر النص لمخالفته لنص آخر‬
‫هو في دللته نص قاطع ‪ ,‬مثل ترك مفهوما النص لمنطوق‬
‫نص آخر ‪ ,‬وترك العاما للخاص ‪ ,‬ونحو ذألك‪.‬‬
‫وأنا أرى أن ما نحن فيه الن من هذا القبيل ‪ ,‬فإن ظاهر‬
‫هذا الحديث من حيث شموله للركوع دون الصف مخالف‬
‫لخصوص ما دل عليه حديث عبدالله بن الزبير دللة صريحة‬
‫قاطعة ‪ ,‬وإذأا كان المر كذلك ‪ ,‬فل بد حينئذ من ترجيح أحد‬
‫الدليلين على الخر ‪ ,‬ول يشك عالم أن النص الصريح أرجح‬
‫عند التعارض من دللة ظاهر نص ما ‪ ,‬لن هذا دللته على‬
‫وجه الحتمال ‪ ,‬بخلف الذي قبله ‪ ,‬وقد ذأكروا في وجوه‬
‫الترجيح بين الحاديث أن يكون الحكم الذي تضمنه أحد‬
‫الحديثين منطوقا ا به ‪ ,‬وما تضمنه الحديث الخر يكون‬
‫محتمل ا ‪ ,‬ومما ل شك فيه أيضا ا أن دللة هذا الحديث في‬
‫هذه المسألة ليست قاطعة ‪ ,‬بل محتملة ‪ ,‬بخلف دللة‬
‫حديث ابن الزبير المتقدما ‪ ,‬فإن دللته عليها قاطعة ‪ ,‬فكان‬
‫ذألك من أسباب ترجيحه على هذا الحديث‪.‬‬
‫وثمة أسباب أخرى تؤكد الترجيح المذكور‪:‬‬
‫أول ا ‪ :‬خطبة ابن الزبير بحديثه على المنبر في أكبر جمع‬
‫يخطب عليهم في المسجد الحراما ‪ ,‬وإعلنه عليه أن ذألك‬
‫من السنة دون أن يعارضه أحد‪.‬‬
‫ثانيا ا ‪ :‬عمل كبار الصحابة به ‪ ,‬كأبي بكر وابن مسعود وزايد‬
‫بن ثابت – كما تقدما – وغيرهم ‪ ,‬فذلك من المرجحاتا‬
‫المعروفة في علم الصول ‪ ,‬بخلف هذا الحديث ‪ ,‬فإننا ل‬
‫نعلم أن أحدا ا من الصحابة قال بما دل عليه ظاهره في‬
‫هذه المسألة ‪ ,‬فكان ذألك كله دليل ا قويا ا على أن دللته‬
‫فيها مرجوحة ‪ ,‬وأن حديث ابن الزبير هو الراجح في الدللة‬
‫عليها ‪ ,‬والله أعلم‪.‬‬
‫وقد قال الصنعاني بعد قول ابن جريج في عقب هذا‬
‫الحديث ‪) :‬وقد رأيت عطاء يصنع ذألك(‪.‬‬
‫قال الصنعاني ‪) :‬قلت ‪ :‬وكأنه مبني على أن لفظ ‪:‬‬
‫]ولتعد[ بضم المثناةا الفوقية من العادةا ‪ ,‬أي ‪ :‬زاادك الله‬
‫حرصا ا على طلب الخير ‪ ,‬ول تعد صلتك ‪ ,‬فإنها صحيحة ‪,‬‬
‫وروي بسكون العين المهملة من العدو ‪ ,‬وتؤيده رواية ابن‬
‫السكن من حديث أبي بكرةا ]ثم ساقها ‪ ,‬وقد سبق نحوها‬
‫من رواية أحمد ‪ ,‬مع الشارةا إلى رواية ابن السكن هذه ‪,‬‬
‫ثم قال[ والقرب أن رواية ‪] :‬ولتعد[ ‪ ,‬من العود ‪ ,‬أي ‪ :‬ل‬
‫تعد ساعيا ا إلى الدخول قبل وصولك الصف ‪ ,‬فإنه ليس في‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫الكلما ما يشير بفساد صلته حتى يفتيه ص‬
‫صا[ ‪ ,‬يشعر‬ ‫حير ا‬
‫ه ه‬‫ك الل ل ه‬ ‫سل ل ص‬
‫م بأن ل يعيدها ‪ ,‬بل قوله‪] :‬صزاادص ص‬ ‫و ص‬
‫ص‬
‫بإجزائها ‪ ,‬أو ‪] :‬لتعد[ ‪ ,‬من ]العدو[(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لو صح هذا اللفظ لكانت دللة الحديث حينئذ خاصة‬
‫في النهي عن السراع ‪ ,‬ولما دخل فيه الركوع خارج الصف‬
‫‪ ,‬ولم يوجد بالتالي أي تعارض بينه وبين حديث ابن الزبير ‪,‬‬
‫ولكن الظاهر أن هذا اللفظ لم يثبت فقد وقع في صحيح‬
‫البخاري وغيره باللفظ المشهور ‪] :‬ل تعد[‪.‬‬
‫قال الحافظ في الفتح ‪) :‬ضبطناه في جميع الروياتا بفتح‬
‫أوله وضم العين من العود(‪.‬‬
‫ثم ذأكر هذا اللفظ ‪ ,‬ولكنه رجح ما في البخاري ‪ ,‬فراجعه‬
‫إن شئت‪.‬‬
‫ويتلخص مما تقدما أن هذا النهي ل يشمل العتداد بالركعة‬
‫ول الركوع دون الصف ‪ ,‬وإنما هو خاص بالسراع ‪ ,‬لمنافاته‬
‫للسكينة والوقار ‪ ,‬كما تقدما التصريح بذلك من حديث أبي‬
‫هريرةا ‪ ,‬وبهذا فسره الماما الشافعي رحمه الله تعالى ‪:‬‬
‫)قوله ‪] :‬لتعد[ يشبه قوله ‪] :‬ل تأتوا الصلةا تسعون[(‪.‬‬
‫فإن قيل قد ورد ما يؤيد شمول الحديث للسراع ‪ ,‬ويخالف‬
‫حديث ابن الزبير صراحة وهو حديث أبي هريرةا مرفوعا ‪:‬‬
‫)إذأا أتى أحدكم الصلةا ‪ ,‬فل يركع دون الصف ‪ ,‬حتى يأخذ‬
‫مكانه من الصف(‪.‬‬
‫قلنا لكنه حديث معلول بعلة خفية ‪ ,‬وليس هذا مكان بيانها‬
‫فراجع سلسلة الحاديث الضعيفة‪.‬‬
‫ثم أن الحديث ترجم له أبن خزيمة بقوله ‪):‬باب الرخصة‬
‫في ركوع المأموما قبل اتصاله بالصف ودبيبه راكعا ا حتي‬
‫يتصل بالصف في ركوعه(‪.‬‬
‫ثم وجدتا ما يؤيد هذه الترجمة من قول راوي الحديث‬
‫نفسه ‪ ,‬أبي بكرةا الثقفي رضي الله عنه ‪ ,‬كما يؤكد أن‬
‫النهي فيه ‪] :‬لتعد[ ‪ ,‬ل يعني الركوع دون الصف ‪ ,‬والمشي‬
‫إليه ‪ ,‬ول يشمل العتداد بالركعة ‪ ,‬فقد روى علي بن حجر‬
‫في حديثه ‪ ,‬حدثنا إسماعيل بن جعفر المدني ‪ :‬حدثنا حميد‬
‫‪ ,‬عن القاسم بن ربيعة ‪ ,‬عن أبي بكرةا – رجل كانت له‬
‫صحبة – أنه )كان يخرج من بيته فيجد الناس قد ركعوا ‪,‬‬
‫فيركع معهم ‪ ,‬ثم يدرج راكعا ا حتى يدخل في الصف و ثم‬
‫يعتد بها( ‪ ,‬قلت وهذا إسناد صحيح ‪ ,‬وفيه حجة قوية أن‬
‫المقصود بالنهي إنما هو السراع في المشي ‪ ,‬لن راوي‬
‫الحديث أدرى بمرويه من غيره ‪ ,‬ول سيما إذأا كان هو‬
‫المخاطب بالنهي ‪ ,‬فخذها ‪ ,‬فإنها عزيزةا قد ل تجدها في‬
‫المطولتا من كتب الحديث والتخريج وبالله التوفيق‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.229‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم التسبيح والتصفيق في الصلةا‬


‫للحاجة؟‬
‫قال عليه الصلةا والسلما )إذأا استؤذأن على الرجل وهو‬
‫يصلي ‪ ,‬فإذأنه التسبيح ‪ ,‬وإذأا استؤذأن على المرأةا وهي‬
‫تصلي ‪ ,‬فإذأنها التصفيق( ‪ ،‬وفي الحديث إشارةا إلى ضعف‬
‫الحديث الذي يورده الحنفية بلفظ ‪) :‬من أشار في صلته‬
‫إشارةا تفهم عنه ‪ ,‬فليعد صلته( ‪ ,‬فإن هذا الحديث الصحيح‬
‫صريح في جوازا الشارةا بالذأن بلفظ التسبيح من الرجل ‪,‬‬
‫وبالتصفيق من المرأةا ‪ ,‬فكيف ل يجوزا ذألك بالشارةا باليد‬
‫أو الرأس ؟ ول سيما وقد جاءتا أحاديث كثيرةا بجوازا ذألك ‪,‬‬
‫وقد خرجت بعضها في "صحيح أبي داود" وبينت علة‬
‫الحديث المذكور في الشارةا المفهمة في الحاديث‬
‫الضعيفة ‪ ,‬ثم في ضعيف أبي داود‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.497‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم الصلةا في اللحاف الذي يتغطى‬


‫به النائم؟‬
‫يجوزا الصلةا في اللحاف الذي يتغطى به النائم ‪ .‬و يشهد له‬
‫الحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي و‬
‫عليه مرط ‪ ,‬و على بعض أزاواجه منه و هي حائض ‪ ,‬و بعضها مخرج‬
‫في "صحيح أبي داود" ‪ ,‬و ل يخالفها حديث عائشة‪" :‬كان ل يصلي‬
‫في ملحفنا" لنه محمول على الورع أو الحتياط ‪ ,‬خشية أن يكون‬
‫فيها أذأى لحديث معاوية رضي الله عنه أنه سأل أخته أما حبيبة زاوج‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬هل كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه ? فقالت ‪ " :‬نعم ‪ ,‬إذأا لم‬
‫ير فيه أذأى " ‪ .‬أخرجه أصحاب السنن إل الترمذي ‪,‬و إسناده صحيح ‪,‬‬
‫وهو مخرج في "صحيح أبي داود") ‪ . ( 390‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2791‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم إلقاء السلما على المصلي؟‬


‫أن رد السلما من المصلي لفظا كان مشروعا في أول‬
‫السلما في مكة ‪ ,‬ثم نسخ إلى رده بالشارةا في المدينة ‪.‬‬
‫و إذأا كان ذألك كذلك ‪ ,‬ففيه استحباب إلقاء السلما على‬
‫المصلي ‪ ,‬لقراره صلى الله عليه وسلم ابن مسعود على "‬
‫إلقائه " ‪ ,‬كما أقر على ذألك غيره ممن كانوا يسلمون عليه‬
‫و هو يصلي ‪ ,‬و في ذألك أحاديث كثيرةا معروفة من طرق‬
‫مختلفة ‪ ,‬و هي مخرجة في غير ما موضع ‪.‬‬
‫و على ذألك فعلى أنصار السنة التمسك بها ‪ ,‬و التلطف‬
‫في تبليغها و تطبيقها ‪ ,‬فإن الناس أعداء لما جهلوا ‪ ,‬و‬
‫لسيما أهل الهواء و البدع منهم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.2917‬‬

‫باب سجود السهو‬


‫س(‪ -‬إذأا شك المصلي في عدد الركعاتا هل يبنى‬
‫على القل المتيقن له ثم يسجد للسهو؟‬
‫من لم يغلب على رأيه شئ ‪ ،‬فهذا هو الذي يبني على القل ‪ ،‬وأما‬
‫من ظهر له الصواب ‪ ،‬ولو كان الكثر ‪ ،‬فإنه يأخذ به ويبني عليه ‪،‬‬
‫وذألك قوله صلى الله عليه وآله ‪ " :‬إذأا شك أحدكم في صلته‬
‫فليتحر الصواب )في رواية ‪ :‬فلينظر أحرى ذألك إلى الصواب ‪ .‬وفي‬
‫أخرى ‪ :‬فلينظر الذي يرى أنه الصواب ‪ .‬وفي أخرى ‪ :‬فليتحر أقرب‬
‫ذألك من الصراب( ‪ ،‬فليتم عليه ‪ ،‬ثم ليسلم ‪ ،‬ثم يسجد سجدتين" ‪.‬‬
‫أخرجه الشيخان وأبو عوانة في "صحاحهم" ‪ ،‬والرواية الثانية‬
‫والثالثة لهم إل البخاري ‪ ،‬والرابعة للنسائي ‪ ،‬وهو عندهم من حديث‬
‫ابن مسعود رضي الله عنه ‪ .‬وقد سلم النووي رحمه الله بأن‬
‫الحديث ظاهر الدللة على الخذ بغالب الظن ‪ ،‬وعدما القتصار على‬
‫القل كما هو مذهب أبي حنيفة ‪ .‬ولكن النووي رحمه الله تأول‬
‫الحديث وأخرجه عن ظاهره حتى يتفق مع مذهبه ‪ ،‬فحمل قوله فيه‬
‫‪" :‬فليتحر " على الخذ باليقين الذي هو القل ! ول يخفى على‬
‫المنصف بعد هذا التأويل ‪ ،‬بل بطلنه إذأا أمعن النظر في الرواياتا‬
‫التي ذأكرتها للحديث مثل قوله ‪ " :‬فلينظر الذي يرى أنه الصواب" ‪،‬‬
‫فإنه كالصريح في الخذ بما يغلب على رأيه ‪ ،‬ويؤيده قوله في‬
‫حديث أبي سعيد ‪ " :‬فلم يدر كم صلى" ‪ ،‬فإن مفهومه أن من تحرى‬
‫الصواب بعد الشك حتى درى كم صلى ‪ -‬أنه ليس له أن يبني على‬
‫القل ‪ ،‬بل حكم هذه المسألة مسكوتا عنه في هذا الحديث ‪ ،‬وقد‬
‫تولى بيانه حديث ابن مسعود ‪ ،‬حيث أمر صلى الله عليه وسلم فيه‬
‫بالخذ بما يظن أنه أقرب إلى الصواب ‪ ،‬سواء كان القل أو الكثر ‪،‬‬
‫ثم يسجد بعد التسليم سجدتين ‪ .‬وأما في حالة الحيرةا وعدما الدراية‬
‫‪ ،‬فإنه يبني على القل ‪ ،‬ويسجد قبل التسليم ‪ ،‬وفي هذا إشارةا‬
‫إلى اختلف ما في الحديثين من الفقه ‪ ،‬فتأمل ‪ .‬وبعد ‪ ،‬فإن هذه‬
‫المسالة تحتاج إلى كثير من البسط والشرح والتحقيق ‪ ،‬والمجال ل‬
‫يتسع لذلك ‪ ،‬ولعل ما ذأكرته ههنا يكفي في بيان ما أردته من إثباتا‬
‫وجوب الخذ بالظن الغالب إذأا وجد ‪ ،‬وهو خلصة رسالة كنت ألفتها‬
‫في هذه المسألة رددتا فيها على النووي بتفصيل ‪ ،‬وبينت فيها‬
‫معنى الشك المذكور في حديث أبي سعيد ‪ ،‬ومعنى التحري الوارد‬
‫في حديث ابن مسعود ‪ ،‬وقد أوردتا فيها من الفوائد ما ل يكاد‬
‫يرجد في كتاب ‪ ،‬منها أن راوي حديث البناء على القل ‪ ،‬أبو سعيد‬
‫رضى الله عنه كان يفتى بالخذ بالتحرى ‪ ،‬ويرويه عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬وجعلت ذألك من الدلة الكثيرةا على صواب ما ذأهب‬
‫إليه لحنفية ‪ ،‬ولكنه لم يفتني أن أنبه على أن ما ذأهبوا إليه من‬
‫إبطال صلةا من عرض له الشك لول مرةا باطل ‪ ،‬وأن الصواب‬
‫دخوله في عموما الحكم ‪ ،‬وغيرها من الفوائد التي وفقني الله‬
‫تعالى إليها ‪ ،‬وله الحمد والمنة ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يشرع السجود في السنن؟‬


‫قد استدل صديق خان في "الروضة" بحديث ‪" :‬لكل سهو‬
‫سجدتان" ‪ ،‬وهو حديث حسن عندي ‪ ،‬رواه أبو داود وأحمد وغيرهما‬
‫‪ .‬ثم ذأهب إلى أنه ل فرق في المشروعية بين المسنون والمندوب‬
‫‪ ،‬وسبقه إلى ذألك الشوكاني في "السيل الجرار" ‪ .‬لكنه صرح‬
‫بالتفريق بين السجود لترك واجب فيجب ‪ ،‬وترك سنة فيسن ‪،‬‬
‫فراجعه فإنه مهم ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬
‫باب الوقاتا المنهي الصلةا فيها‬
‫س(‪ -‬ما حكم تحية المسجد والماما يخطب؟‬
‫قد اشتهر حديث )إذأا صعد الخطيب المنبر ‪ ,‬فل صلةا ‪ ,‬ول كلما(‬
‫بهذا اللفظ على اللسنة ‪ ,‬وعلق على المنابر ‪ ,‬ول أصل له وإنما‬
‫رواه الطبراني في "الكبير" عن ابن عمرو مرفوعا ا بلفظ ‪) :‬إذأا‬
‫دخل أحدكم المسجد والماما على المنبر ‪ ,‬فل صلةا ‪ ,‬ول كلما ‪,‬‬
‫حتى يفرغ الماما( وهو باطل‪.‬‬
‫وإنما حكمت على الحديث بالبطلن ‪ ,‬لنه ‪ -‬مع ضعيف سنده –‬
‫يخالف حديثين صحيحين ‪:‬‬
‫م ‪) :‬إذأا جاء أحدكم يوما الجمعة‬ ‫ل‬
‫سل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫علي ي ه‬‫ص‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫الول ‪ :‬قوله ص‬
‫وقد خرج الماما ‪ ,‬فيصل ركعتين( ‪ ,‬أخرجه البخاري ومسلم في‬
‫"صحيحهما" من حديث جابر ‪ ,‬وفي رواية أخرى عنه قال ‪) :‬جاء‬
‫م يخطب ‪ ,‬فقال‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫سليك الغطفاني ورسول الله ص‬
‫له ‪ :‬يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوزا فيهما ‪ ,‬ثم قال ‪ :‬إذأا جاء‬
‫أحدكم يوما الجمعة ‪ ,‬والماما يخطب ‪ ,‬فليركع ركعتين ‪ ,‬وليتجوزا‬
‫فيهما( ‪ ,‬أخرجه مسلم وغيره ‪ ,‬وهو مخرج في "صحيح أبي داود"‪.‬‬
‫م ‪ ) :‬إذأا قلت لصاحبك ‪ :‬أنصت‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬‫والخر ‪ :‬قوله ص‬
‫يوما الجمعة ‪ ,‬والماما يخطب ‪ ,‬فقد لغوتا(‪ ,‬متفق عليه ‪ ,‬وهو مخرج‬
‫في "الرواء"‪.‬‬
‫فالحديث الول صريح بتأكد أداء الركعتين بعد خروج الماما ‪ ,‬بينما‬
‫حديث الباب ينهى عنهما ‪ ,‬فمن الجهل البالغ أن ينهى بعض‬
‫الخطباء عنهما من أرد أن يصليهما وقد دخل والماما يخطب ‪ ,‬خلفا ا‬
‫م ‪ ,‬وإني لخشى على مثله أن يدخل في‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫لمره ص‬
‫صلى(العلق ‪, 10,9‬‬ ‫ل‬ ‫دا إ ه ص‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫ذأا ص‬ ‫عب ي ا‬
‫هى ص‬ ‫ذي ي صن ي ص‬‫ت ال ه‬ ‫وعيد قوله تعالى ‪) :‬أصرأي ي ص‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫و‬
‫ةأ ي‬ ‫فت ين ص ء‬
‫م ه‬
‫ه ي‬
‫صيب ص ه‬‫ن ته ه‬ ‫هأ ي‬ ‫ر ه‬ ‫م ه‬‫نأ ي‬‫ع ي‬ ‫ن ص‬ ‫فو ص‬ ‫خال ه ه‬ ‫ن يه ص‬ ‫ذي ص‬ ‫ر ال ل ه‬‫حذ ص ص ه‬‫فل يي ص ي‬‫وقوله ‪ ) :‬ص‬
‫م(النور ‪ , 63‬ولهذا قال النووي رحمه الله ‪ ) :‬هذا نص‬ ‫ب أهلي ء‬ ‫ذا ء‬ ‫ع ص‬‫م ص‬‫ه ي‬
‫صيب ص ه‬
‫يه ه‬
‫ل يتطرق إليه التأويل ‪ ,‬ول أظن عالما ا يبلغه ويعتقده صحيحا ا‬
‫فيخالفه(‪.‬‬
‫والحديث الخر يدل بمفهوما قوله ‪) :‬والماما يخطب( ‪ ,‬أن الكلما‬
‫والماما ل يخطب ل مانع منه ‪ ,‬ويؤيده جريان العمل عليه في عهد‬
‫عمر رضي الله عنه ‪ ,‬كما قال ثعلبة بن أبي مالك ‪):‬إنهم كانوا‬
‫يتحدثون حين يجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر‪,‬‬
‫حتى يسكت المؤذأن ‪ ,‬فإذأا قاما عمر على المنبر ‪ ,‬لم يتكلم أحد حتى‬
‫يقضي خطبتيه كلتيهما(‪.‬أخرجه مالك ‪ ,‬والطحاوي ‪ ,‬والسياق له‬
‫وابن أبي حاتم ‪ ,‬وإسناد الولين صحيح‪.‬‬
‫فثبت بهذا أن كلما الماما هو الذي يقطع الكلما ‪ ,‬ل مجرد صعوده‬
‫على المنبر ‪ ,‬وأن خروجه عليه ل يمنع من تحية المسجد ‪ ,‬فظهر‬
‫بطلن حديث الباب ‪ ,‬والله تعالى هو الهادي للصواب‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪87‬‬

‫س(‪ -‬الصلةا قبل الجلوس في المسجد هل تشمل‬


‫المسجد الحراما أيضا؟‬
‫إن عموما الدلة الواردةا في الصلةا قبل الجلوس في المسجد‬
‫تشمل المسجد الحراما أيضا ‪ ,‬و القول بأن تحيته الطواف مخالف‬
‫للعموما المشار إليه ‪ ,‬فل يقبل إل بعد ثبوته و هيهاتا ‪ ,‬ل سيما و‬
‫قد ثبت بالتجربة أنه ل يمكن للداخل إلى المسجد الحراما الطواف‬
‫كلما دخل المسجد في أياما المواسم ‪ ,‬فالحمد لله الذي جعل في‬
‫المر سعة ‪) ,‬و ما جعل عليكم في الدين من حرج( ‪ ،‬و إن مما‬
‫ينبغي التنبه له أن هذا الحكم إنما هو بالنسبة لغير المحرما ‪ ,‬و إل‬
‫فالسنة في حقه أن يبدأ بالطواف ثم بالركعتين بعده ‪ ,‬انظر بدع‬
‫الحج و العمرةا في رسالتي "مناسك الحج و العمرةا"‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1012‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم الصلةا بعد العصر؟‬


‫قال صلى الله عليه وسلم )ل تصلوا عند طلوع الشمس ‪،‬‬
‫ول عند غروبها ؛ فإنها تطلع وتغرب على قرن شيطان ‪،‬‬
‫وصلوا بين ذألك ما شئتم(‪.‬‬
‫وللحديث شاهد من حديث علي مرفوعا ا بلفظ ‪) :‬ل تصلوا‬
‫بعد العصر ‪ ,‬إل أن تصلوا والشمس مرتفعة( ‪ ,‬وإسناده‬
‫صحيح‪.‬‬
‫وفي هذين الحديثين دليل على أن ما اشتهر في كتب‬
‫الفقه من المنع عن الصلةا بعد العصر مطلقا ا – ولو كانت‬
‫الشمس مرتفعة نقية – مخالف لصريح هذين الحديثين ‪,‬‬
‫وحجتهم في ذألك الحاديث المعروفة في النهي عن الصلةا‬
‫بعد العصر مطلقا ا ‪ ,‬غير أن الحديثين المذكورين يقيدان‬
‫تلك الحاديث ‪ ,‬فاعلمه‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة‬
‫الحديث رقم ‪.314‬‬

‫باب المواضع المنهي الصلةا فيها‬


‫س(‪ -‬هل تصح الصلةا في المزبلة والمجزرةا‬
‫وقارعة الطريق وأعطان البل والحماما وفوق‬
‫الكعبة؟‬
‫قال صلى الله عليه وسلم "الرض كلها مسجد ‪ ،‬إل‬
‫المقبرةا والحماما" ‪ .‬أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم‬
‫والبيهقي وغيرهم ‪ ،‬وإسناده عند بعضهم صحيح على شرط‬
‫الشيخين ‪ ،‬وقوله صلى الله عليه وآله"إذأا حضرتا الصلةا‬
‫فلم تجدوا إل مرابض الغنم وأعطان البل فصلوا في‬
‫مرابض الغنم ‪ ،‬ول تصلوا في أعطان البل" أخرجه أحمد‬
‫رالدارمي وابن ماجه وغيرهم بسند صحيح على شرط‬
‫الشيخين من حديث أبي هريرةا ‪ ،‬وفي معناه أحاديث أخرى‬
‫خرجتها في "الثمر المستطاب"‪.‬‬
‫ول أعلم حديثا صحيحا في النهي عن الصلةا في المواطن‬
‫الخرى ‪ ،‬ول يجوزا القول ببطلنها فيها ال بنص عنه صلى‬
‫الله عليه وآله فليعلم ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل إذأا كانت المقبرةا تحتوى على ثلثة‬


‫قبور فأكثر ‪ ،‬تبطل الصلةا فيها أما ما فيها‬
‫قبر أو قبران فالصلةا فيها صحيحة مع الكراهة‬
‫‪ ،‬إن استقبل القبر؟‬
‫هذا قول بعض الحنابلة ولم يرتضه شيخ السلما ابن تيمية‬
‫‪ ،‬بل رده ‪ ،‬وذأكر عن عامة أصحاب أحمد أنه ل فرق بين‬
‫المقبرةا فيها قبر أو أكثر ‪ ،‬قال في "الختياراتا العلمية" ‪:‬‬
‫" ول تصح الصلةا في المقبرةا ول إليها ‪ ،‬والنهى عن ذألك‬
‫إنما هو سد لذريعة الشرك ‪ ،‬وذأكر طائفة من أصحابنا أن‬
‫القبر والقبرين ل يمنع من الصلةا لنه ل أصحابة هذا‬
‫الفرق ‪ ،‬بل عموما كلمهم وتعليلهم واستدللهم يوجب منع‬
‫الصلةا عند قبر واحد من القبور ‪ ،‬وهو الصواب ‪ .‬والمقبرةا‬
‫مما حول القبور ل يصلى فيه ‪ ،‬فهذا يعين أن ل تجوزا‬
‫الصلةا فيه ‪ ،‬أي المسجد الذى قبلة إلى القبر حتى يكون‬
‫بين الحائط وبين المقبرةا حائل آخر ‪ ،‬وذأكر بعضهم ‪ :‬هذا‬
‫منصوص أحمد " ‪ .‬قلت ‪ :‬وقد ذأكر شيخ السلما في "‬
‫الفتاوى " وغيرها اتفاق العلماء على كراهة الصلةا في‬
‫المساجد المبنية على القبور وحكى بطلنها فيها في‬
‫مذهب أحمد ‪ ،‬وذألك مستفاد من أحاديث النهى عن اتخاذأ‬
‫القبور مساجد وبنائها عليها ‪ ،‬وهى مسألة هامة قد أغفلها‬
‫عامة الفقهاء ‪ ،‬ولذلك أحببت أن أنبه عليها ‪ ،‬وأن ل أخلى‬
‫هذه التعليقاتا منها ‪ ،‬وقد فصلت القول فيها في "‬
‫التعليقاتا الجياد " و " أحكاما الجنائز " و " تحذير الساجد‬
‫من اتخاذأ القبور مساجد " ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫باب صلةا التطوع‬


‫س(‪ -‬هل تشرع صلةا النفل في جماعة؟‬
‫اعتياد الجتماع في النفل بدعة مخالفة لهديه صلى الله‬
‫عليه وسلم الغالب ‪ ،‬كما حققه شيخ السلما في‬
‫"الفتاوى"‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يشرع للمسافر صلةا ركعتين عند‬


‫الخروج؟‬
‫استدل النووي رحمه الله بحديث)ما خلف عبد على أهله أفضل من‬
‫ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا( حديث ضعيف ‪ ،‬على أنه‬
‫يستحب للمسافر عند الخروج أن يصلي ركعتين ‪ ,‬وفيه نظر بين ‪,‬‬
‫لن الستحباب حكم شرعي ل يجوزا الستدلل عليه بحديث ضعيف ‪,‬‬
‫لنه ل يفيد إل الظن المرجوح ‪ ,‬ول يثبت به شيء من الحكاما‬
‫الشرعية ‪ ,‬كما ل يخفى ‪ ,‬ولم ترد هذه الصلةا عنه صلى الله غليه‬
‫وسلم ‪ ,‬فل تشرع ‪ ,‬بخلف الصلةا عند الرجوع ‪ ,‬فإنها سنة‪.‬‬
‫وأغرب من هذا جزمه –أعني النووي رحمه الله‪ -‬بأنه ‪) :‬يستحب أن‬
‫يقرأ سورةا ))ليلف قريش(( ‪ ,‬فقد قال السيد الجليل أبو الحسن‬
‫القزويني الفقيه الشافعي صاحب الكراماتا الظاهرةا والحوال‬
‫الباهرةا والمعارف المتظاهرةا ‪ :‬إنه أمان من كل سوء(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وهذا تشريع في هذا الدين دون أي دليل إل مجرد الدعوى ‪,‬‬
‫فمن أين له أن ذألك أمان من كل سوء؟ لقد كان مثل هذه الراء‬
‫التي لم ترد في الكتاب ول في السنة من أسباب تبديل الشريعة‬
‫وتغييرها من حيث ل يشعرون ‪ ,‬لول أن الله تعهد بحفظها ‪ ,‬ورضي‬
‫الله عن حذيفة بن اليمان إذأ قال ‪):‬كل عبادةا لم يتعبدها أصحاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فل تعبدوها( ‪ .‬وقال ابن مسعود‬
‫رضي الله عنه )اتبعوا ول تبتدعوا ةافقد كفيتم عليكم بالمر‬
‫العتيق(‪.‬‬
‫ثم وقفت على حديث يمكن أن يستحب به صلةا ركعتين عند النصر‬
‫‪ ,‬وهو مخرج في الصحيحة‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة‬
‫الحديث رقم ‪.372‬‬

‫س(‪ -‬هل ثبت في السنة الحض على ركعاتا‬


‫معينة بين المغرب والعشاء؟‬
‫اعلم أن كل ما جاء من الحاديث في الحض على ركعاتا‬
‫معينة بين المغرب والعشاء ل يصح ‪ ,‬وبعضه أشد ضعفا ه من‬
‫بعض ‪ ,‬وإنما صحت الصلةا في هذا الوقت من فعله صلى‬
‫الله عليه وسلم دون تعيين عدد ‪ ,‬وأما قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬فكل ما روي عنه واه ل يجوزا العمل به‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.467‬‬

‫س(‪ -‬هل صح في سنة البعدية للجمعة إن من‬


‫صلى في المسجد صلى أربعا ‪ ،‬ومن صلى في‬
‫بيته صلى ركعتين؟‬
‫انتهى كلما اللباني‬ ‫هذا التفصيل ل أعرف له أصل في السنة‪.‬‬
‫من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم صلةا الوتر؟‬


‫ي ال ي ه‬
‫وت يهر‬ ‫ه ص‬ ‫صصلةاا ص‬
‫و ه‬ ‫م ص‬ ‫ه صزاادصك ه ي‬ ‫ن الل ل ص‬ ‫قال عليه الصلةا السلما )إ ه ل‬
‫ر( ‪ ،‬يدل ظاهر‬ ‫ج ه‬‫ف ي‬ ‫ةا ال ي ص‬
‫صصل ه‬ ‫ء إ هصلى ص‬ ‫شا ه‬ ‫ةا ال ي ه‬
‫ع ص‬ ‫صصل ه‬
‫ن ص‬ ‫صللو ص‬
‫ها ب صي ي ص‬ ‫ف ص‬‫ص‬
‫ها( على‬ ‫صللو ص‬‫ف ص‬ ‫م) ص‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫المر في قوله ص‬
‫وجوب صلةا الوتر ‪ ,‬وبذلك قال الحنفية ‪ ,‬خلفا ا للجماهير ‪,‬‬
‫ولول أنه ثبت بالدلة القاطعة – كقول الله تعالى في‬
‫حديث المعراج ‪) :‬هن خمس في العمل خمسون في الجر ‪,‬‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ل يبدل القول لدي( متفق عليه ‪ ,‬وكقوله ص‬
‫م للعرابي حين قال ‪ :‬ل أزايد عليهن ول أنقص ‪) :‬أفلح‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ص‬
‫الرجل إن صدق( متفق عليه – حصر الصلواتا المفروضاتا‬
‫في كل يوما وليلة بخمس صلواتا ‪ ,‬لكان قول الحنفية‬
‫أقرب إلى الصواب ‪ ,‬ولذلك فل بد من القول بأن المر هنا‬
‫ليس للوجوب ‪ ,‬بل لتأكيد الستحباب ‪ ,‬وكم من أوامر‬
‫كريمة صرفت من الوجوب بأدني من تلك الدلة القاطعة ‪,‬‬
‫وقد انفك الحناف عنها بقولهم ‪ :‬إنهم ل يقولون بأن الوتر‬
‫واجب كوجوب الصلواتا الخمس ‪ ,‬بل هو واسطة بينها‬
‫وبين السنن ‪ ,‬أضعف من هذه ثبوتا ا ‪ ,‬وأقوى من تلك‬
‫تأكيداا‪.‬‬
‫فليعلم أن قول الحنفية هذا قائم على اصطلح لهم خاص‬
‫حادث ’ ل تعرفه الصحابة ول السلف الصالح ‪ ,‬وهو‬
‫تفريقهم بين الفرض والواجب ثبوتا ا وجزاء ‪ ,‬كما هو‬
‫مفصل في كتبهم‪.‬‬
‫وإن قولهم بهذا معناه التسليم بأن تارك الوتر معذب يوما‬
‫القيامة عذابا ا دون عذاب تارك الفرض ‪ ,‬كما هو مذهبهم‬
‫في اجتهادهم ‪ ,‬وحينئذ يقال لهم ‪ :‬وكيف يصح ذألك مع‬
‫م لمن عزما على أن ل يصلي غير‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫قوله ص‬
‫الصلواتا الخمس ‪ ) :‬أفلح الرجل ( ؟ وكيف يلتقي الفلح‬
‫م هذا‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫مع العذاب ؟ فل شك أن قوله ص‬
‫وحده كاف لبيان أن صلةا الوتر ليست بواجبة ‪ ,‬ولهذا اتفق‬
‫جماهير العلماء على سنيته وعدما وجوبه ‪ ,‬وهو الحق‪.‬‬
‫نقول هذا مع التذكير والنصح بالهتماما بالوتر ‪ ,‬وعدما‬
‫التهاون عنه ‪ ,‬لهذا الحديث وغيره ‪ ,‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.108‬‬

‫س(‪ -‬هل يصلى الوتر في الصباح لمن ناما ولم‬


‫يصليه؟‬
‫قوله عليه السلما )إنما الوتر بالليل ( ‪ ،‬هذا التوقيت للوتر‪ ،‬كالتوقيت‬
‫للصلواتا الخمس‪ ،‬إنما هو لغير النائم وكذا الناسي‪ ،‬فإنه يصلي الوتر إذأا‬
‫لم يستيقظ له في الوقت‪ ،‬يصليه متى استيقظ‪ ،‬ولو بعد الفجر‪ ،‬وعليه‬
‫يحمل قوله صلى الله عليه وسلم للرجل في هذا الحديث‪) :‬فأوتر( ‪ .‬بعد‬
‫أن قال له‪) :‬إنما الوتر بالليل( ‪ .‬وفي ذألك حديث صريح فانظره في‬
‫)المشكاةا( و )الرواء(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث‬
‫رقم ‪.1712‬‬
‫س(‪ -‬هل يجوزا الصلةا بعد الوتر؟‬
‫قال عليه الصلةا والسلما ) إن هذا السفر جهد وثقل‪ ،‬فإذأا‬
‫أوتر أحدكم فليركع ركعتين‪ ،‬فإن استيقظ وإل كانتا له( ‪،‬‬
‫والحديث استدل به الماما ابن خزيمة على)أن الصلةا بعد‬
‫الوتر مباح لجميع من يريد الصلةا بعده‪ ،‬وأن الركعتين‬
‫اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالركعتين‬
‫بعد الوتر أمر ندب وفضيلة‪ ،‬ل أمر إيجاب وفريضة(‪.‬‬
‫وهذه فائدةا هامة‪ ،‬استفدناها من هذا الحديث‪ ،‬وقد كنا من‬
‫قبل مترددين في التوفيق بين صلته صلى الله عليه وسلم‬
‫الركعتين وبين قوله‪) :‬اجعلوا آخر صلتكم بالليل وتراا(‪،‬‬
‫وقلنا في التعليق على)صفة الصلةا( )ص ‪-123‬السادسة(‪:‬‬
‫)والحوط تركهما اتباعا ا للمر‪ .‬والله أعلم(‪.‬‬
‫وقد تبين لنا الن من هذا الحديث أن الركعتين بعد الوتر‬
‫ليستا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم‪ ،‬لمره صلى‬
‫الله عليه وسلم بهما أمته أمرا ا عاماا‪ ،‬فكأن المقصود بالمر‬
‫بجعل آخر صلةا الليل وتراا‪ ،‬أن ل يهمل اليتار بركعة‪ ،‬فل‬
‫ينافيه صلةا ركعتين بعدهما‪ ،‬كما ثبت من فعله صلى الله‬
‫عليه وسلم وأمره‪ .‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.1993‬‬

‫باب الذأان و القامة‬


‫س(‪ -‬هل الذأان سنة اما فرض؟‬
‫إن القول بأن الذأان مندوب ل نشك مطلقا في بطلنه ‪،‬‬
‫كيف وهو من أكبر الشعائر السلمية التي كان عليه الصلةا‬
‫والسلما إذأا لم يسمعه في أرض قوما أتاهم ليغزوهم وأغار‬
‫عليهم ‪ ،‬فإن سمعه فيهم كف عنهم كما ثبت في "‬
‫الصحيحين " وغيرهما ‪ ،‬وقد ثبت المر به في غير ما حديث‬
‫صحيح ‪ ،‬والوجوب يثبت بأقل من هذا ‪ ،‬فالحق أن الذأان‬
‫فرض على الكفاية ‪ ،‬وهو الذي صححه شيخ السلما ابن‬
‫تيمية في "إلفتاوى" ‪ ،‬بل وعلى المنفرد ‪ ،‬والحاصل أنه ما‬
‫ينبغي في مثل هذه العبادةا العظيمة أن يتردد متردد في‬
‫وجوبها ‪ ،‬فإنها أشهر من نار على علم ‪ ،‬وأدلتها هي‬
‫الشمس المنيرةا ‪ ،‬ثم هذا الشعار ل يختص بصلةا الجماعة ‪،‬‬
‫بل لكل مصل عليه أن يؤذأن ويقيم ‪ ،‬لكن من كان في‬
‫جماعة كفاه أذأان المؤذأن لها وإقامته ‪ .‬ثم الظاهر أن‬
‫النساء كالرجال ‪ ،‬لنهن شقائق الرجال ‪ ،‬والمر لهم أمر‬
‫لهن ‪ ،‬ولم يرد ما ينتهض للحجة في عدما الوجوب عليهن ‪،‬‬
‫فإن الوارد في ذألك في أسانيده متر وكان ل يحل الحتجاج‬
‫بهم ‪ ،‬فإن ورد دليل يصلح لخراجهن فذاك ‪ ،‬وإل فهن‬
‫كالرجال " ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل كل من أذأن للصلةا يقيم؟‬


‫حديث )من أذأن ‪ ,‬فليقم( حديث ل أصل له بهذا اللفظ ومن‬
‫آثار هذا الحديث السيئة أنه سبب لثارةا النزاع بين‬
‫المصلين ‪ ,‬كما وقع ذألك غيرما مرةا ‪ ,‬وذألك حين يتأخر‬
‫المؤذأن عن دخول المسجد لعذر ‪ ,‬ويريد بعض الحاضرين أن‬
‫يقيم الصلةا ‪ ,‬فما يكون من أحدهم إل أن يعترض عليه‬
‫محتجا ا بهذا الحديث ‪ ,‬ولم يدر المسكين أنه حديث ضعيف ل‬
‫م ‪ ,‬فضل ا عن أن يمنع‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫يجوزا نسبته إليه ص‬
‫به الناس من المبادرةا إلى طاعة الله تعالى ‪ ,‬أل وهي‬
‫إقامة الصلةا‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.35‬‬

‫س(‪ -‬هل من جمع جمع تقديم أو تأخير ان‬


‫يقيم لكل صلةا؟‬
‫قد ذأهب إلى هذا الحكم ‪ -‬أنه يقيم لكل صلةا في الجمع‬
‫جمع تقديم أو تأخير ‪ -‬ابن حزما وهو قول الشافعي في‬
‫القديم ورواية عن أحمد وبه قال ابن الماجشون المالكي‬
‫والطحاوي الحنفي خلفا لبي حنيفة وصاحبيه وذألك أنهم‬
‫كانوا يذهبون في الجمع بين الصلتين إلى أن علوا ذألك‬
‫بأذأان وإقامة واحدةا ويحتجون في ذألك بالرواية الثانية عن‬
‫ابن عمر صرح بذلك كله الطحاوي في شرحه وقوى ما‬
‫اختاره بالقياس على الجمع بين الظهر والعصر بعرفة ثم‬
‫قال ‪ ):‬والذي رويناه عن جابر من هذا أحب إلينا لما شهد‬
‫له من النظر( ‪.‬‬
‫قال النووي في )شرح مسلم( ‪ ) :‬وهذا هو الصحيح من‬
‫مذهبنا ‪ :‬أنه يستحب الذأان للولى منهما ويقيم لكل واحدةا‬
‫إقامة فيصليهما بأذأان وإقامتين ويتأول حديث ) إقامة‬
‫واحدةا ( أن كل صلةا لها إقامة ول بد من هذا الجمع بينه‬
‫وبين الرواية الولى ) يعني ‪ :‬من حديث ابن عمر ( وبينه‬
‫أيضا وبين رواية جابر ( ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ومن الغريب أن علماءنا أخذوا بحديث جابر في‬
‫الجمع في عرفة بأذأان واحد وإقامتين وتركوه في الجمع‬
‫في مزدلفة بأذأان وإقامتين وهذا من عجائب الفقه فل‬
‫جرما أن خالفهم الماما الطحاوي وتبعه الشيخ ابن الهماما‬
‫ثم أبو الحسناتا اللكنوي في ) التعليق الممجد ( فأصابوا ‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من الثمر المستطاب‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل تؤذأن كل تكبيرةا على حدةا )الله‬
‫أكبر( ‪) ,‬الله أكبر(؟‬
‫أن حديث )التكبير جزما( ‪ ,‬مع كونه ل أصل له مرفوعا ا ‪,‬‬
‫وإنما هو من قول إبراهيم ‪ ,‬فإنما يريد به التكبير في‬
‫الصلةا ‪ ,‬كما يستفاد من السيوطي في الرسالة المشار‬
‫إليها فل علقة له بالذأن كما توهم بعضهم ‪ ,‬فإن هناك‬
‫طائفة من المنتمين للسنة في مصر وغيرها تؤذأن كل‬
‫تكبيرةا على حدةا ‪):‬الله أكبر( ‪) ,‬الله أكبر( ‪ ,‬عمل ا بهذا‬
‫الحديث زاعموا ‪ ,‬والتأذأين على هذه الصفة مما ل أعلم له‬
‫أصل ا في السنة ‪ ,‬بل ظاهر الحديث الصحيح خلفه ‪ ,‬فقد‬
‫روى مسلم في "صحيحه" من حديث عمر بن الخطاب‬
‫مرفوعا ا ) إذأا قال المؤذأن ‪ :‬الله أكبر الله أكبر ‪ ,‬فقال‬
‫أحدكم ‪ :‬الله أكبر الله أكبر ‪ ,‬ثم قال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل‬
‫الله ‪ ,‬قال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله‪.....‬الحديث(‪.‬‬
‫ففيه إشارةا ظاهرةا إلى أن المؤذأن يجمع بين كل تكبيرتين‬
‫‪ ,‬وأن السامع يجيبه كذلك ‪ ,‬وفي "شرح صحيح مسلم"‬
‫للنووي ما يؤيد هذا فليراجعه من شاء ‪.‬ومما يؤيد ذألك ما‬
‫ا‪ .‬انتهى‬‫ورد في بعض الحاديث أن الذأان كان شفعا ا شفع ا‬
‫كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.71‬‬

‫س(‪ -‬هل يشرع التثويب في الذأان الول‬


‫للصبح اما في الذأان الثاني؟‬
‫انما يشرع التثويب في الذأان الول للصبح ‪ ،‬الذي يكون‬
‫قبل دخول الوقت بنحو ربع ساعة تقريبا ‪ ،‬لحديث ابن عمر‬
‫رضي الله عنه قال ‪" :‬كان في الذأان الول بعد الفلح ‪:‬‬
‫الصلةا خير من النوما مرتين" ‪ .‬رواه البيهقي ‪ ،‬وكذا‬
‫الطحاوي في "شرح المعاني" ‪ ،‬وإسناده حسن كما قال‬
‫الحافظ ‪ .‬وحديث أبي مخذورةا مطلق ‪ ،‬وهو يشمل الذأانين‬
‫‪ ،‬لكن الذأان الثاني غير مراد ‪ ،‬لنه جاء مقيدا في رواية‬
‫أخرى بلفظ ‪ " :‬وإذأا أذأنت بالول من الصبح فقل ‪ :‬الصلةا‬
‫خير من النوما ‪ .‬الصلةا خير من النوما " ‪ .‬أخرجه أبو داود‬
‫والنسائي والطحاوي وغيرهم ‪ ،‬وهو مخرج في " صحيح‬
‫أبي داود " ‪ ،‬فاتفق حديثه مع حديث ابن عمر ‪ ،‬ولهذا قال‬
‫الصنعاني في " سبل السلما " عقب لفظ النسائي ‪" :‬‬
‫وفي هذا تقييد لما أطلقته الرواياتا ‪ .‬قال ابن رسلن ‪:‬‬
‫وصحح هذه الرواية ابن خزيمة ‪ .‬قال ‪ :‬فشرعية التثويب‬
‫إنما هي في الذأان الول للفجر ‪ ،‬لنه ليقاظ النائم ‪ ،‬وأما‬
‫الذأان الثاني فإنه إعلما بدخول الوقت ‪ ،‬ودعاء إلى الصلةا‬
‫‪ .‬اه من " تخريج الزركشي لحاديث الرافعي " ‪ .‬ومثل ذألك‬
‫في " سنن البيهقي الكبرى " عن أبي محذورةا ‪ :‬أنه كان‬
‫يثوب في الذأان الول من الصبح بأمره صلى الله عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وعلى هذا ليس " الصلةا خير من النوما " من ألفاظ‬
‫الذأان المشروع للدعاء إلى الصلةا والخبار بدخول وقتها ‪،‬‬
‫بل هو من اللفاظ التي شرعت ليقاظ النائم ‪ ،‬فهو‬
‫كألفاظ التسبيح الخير الذي اعتاده الناس في هذه‬
‫العصار المتأخرةا عوضا عن الذأان الول " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وإنما أطلت الكلما في هذه المسالة لجريان العمل‬
‫من أكثر المؤذأنين في البلد السلمية على خلف السنة‬
‫فيها أول ‪ ،‬ولقلة من صرح بها من المؤلفين ثانيا ‪ ،‬فان‬
‫جمهورهم ‪ -‬ومن ورائهم السيد سابق ‪ -‬يقتصرون على‬
‫إجمال القول فيها ‪ ،‬ول يبينون أنه في الذأان الول من‬
‫الفجر كما جاء ذألك صراحة في الحاديث الصحيحة ‪ ،‬خلفا‬
‫للبيان المتقدما من ابن رسلن والصنعافي جزاهما الله‬
‫خيرا‪.‬‬
‫ومما سبق يتبين أن جعل التمولب في الذأان الثاني بدعة‬
‫مخالفة للسنة ‪ ،‬وتزداد المخالفة حين يعرضون عن الذأان‬
‫الول بالكلية ‪ ،‬ويصرون على التثويب في الثاني ‪ ،‬فما‬
‫أحراهم بقوله تعالى ‪) :‬أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو‬
‫خير( ‪) ،‬لو كانوا يعلمون( ‪.‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل من الممكن التمييز بين الول‬


‫والثاني؟‬
‫ذألك ممكن بيسر إذأا التزمت السنة التي ميزتا الذأان الول بزيادةا‬
‫جملة ‪" :‬الصلةا خير من النوما )مرتين( كما تقدما ‪ .‬على أن هناك‬
‫سنة أخرى تزيد المر يسرا ‪ ،‬وير أن يكون مؤذأن الذأان الول غير‬
‫مؤذأن الذأان الثاني كما في حديث ابن عمر أخرجه الشيخان ‪ ،‬وله‬
‫شواهد كثيرةا ‪ ،‬خرجتها في "الرواء" )‪ ، (219‬وهى سنة متروكة‬
‫أيضا ‪ ،‬فهنيئا لمن وفقه الله تبارك وتعالى لحيائها‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يستحب لمن يصلي وحده الذأان؟‬


‫غن صم ء‬‫عي ص‬ ‫ن صرا ه‬ ‫م ي‬ ‫ك ه‬‫ب صرب ل ص‬ ‫ج ه‬‫ع ص‬ ‫في قوله صلى الله عليه وسلم )ي ص ي‬
‫ي‬
‫ل الل ل ه‬
‫ه‬ ‫قو ه‬ ‫في ص ه‬‫صذلي ص‬ ‫وي ه ص‬‫ةا ص‬ ‫صصل ه‬ ‫ن هبال ل‬ ‫ل يه ص‬
‫ؤذأذ ه‬ ‫جب ص ه‬ ‫ة بي ص‬ ‫شظهي ل ه‬ ‫س ص‬ ‫في صرأ ه‬ ‫ه‬
‫ف‬
‫خا ه‬ ‫صصلةاص ي ص ص‬ ‫م ال ل‬ ‫قي ه‬ ‫وي ه ه‬‫ن ص‬ ‫ؤذأذ ه‬ ‫ذا ي ه ص‬
‫ه ص‬ ‫دي ص‬ ‫ل ان يظههروا إ هصلى ص‬
‫عب ي ه‬ ‫ج ل‬ ‫و ص‬
‫علز ص‬
‫ص‬
‫ة( استحباب الذأان لمن‬ ‫جن ل ص‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫قدي ص‬
‫غ ص‬ ‫مذني ص‬
‫ه ال ص‬ ‫خلت ه ه‬ ‫وأدي ص‬ ‫دي ص‬ ‫عب ي ه‬
‫تا ل ه ص‬ ‫فير ه‬ ‫ه‬
‫يصلي وحده ‪ ,‬وبذلك ترجم له النسائي ‪ ,‬وقد جاء المر به‬
‫وبالقامة في بعض طرق حديث المسئ صلته ‪ ,‬فل ينبغي‬
‫التساهل بهما‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم‬
‫‪.41‬‬
‫س(‪ -‬هل إجابة المؤذأن واجبة؟‬
‫اختلفوا في حكم إجابة المؤذأن فذهب قوما من السلف‬
‫وغيرهم إلى وجوب ذألك على السامع عمل بظاهر المر‬
‫الذي يقتضي الوجوب وبه قال الحنفية وأهل الظاهر وابن‬
‫رجب كما في )الفتح( ‪ .‬وخالفهم آخرون فقالوا ‪ :‬ذألك على‬
‫الستحباب ل على الوجوب حكى ذألك كله الطحاوي في‬
‫)شرح المعاني( ‪ .‬وفي )شرح مسلم( ‪) :‬الصحيح الذي عليه‬
‫الجمهور أنهمندوب( ‪ .‬وبهذا قال الشافعية وبعض علمائنا‬
‫الحنفية ‪.‬‬
‫قال الحافظ )واستدل للجمهور بحديث أخرجه مسلم‬
‫وغيره أنه صلى الله عليه وسلم سمع مؤذأنا فلما كبر قال ‪:‬‬
‫)على الفطرةا( فلما تشهد قال ‪) :‬خرج من النار( ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فلما قال عليه الصلةا والسلما غير ما قال المؤذأن علمنا‬
‫أن المر بذلك للستحباب وتعقب بأنه ليس في الحديث أنه‬
‫لم يقل مثل ما قال فيجوزا أن يكون قاله ولم ينقله الراوي‬
‫اكتفاء بالعادةا ونقل القول الزائد ويحتمل أن يكون ذألك‬
‫وقع قبل صدور المر ويحتمل أن يكون الرجل لما أمر لم‬
‫يرد أن يكون نفسه في عموما من خوطب بذلك ( ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ولعل من حجة الجمهور ما في )الموطأ( أن‬
‫الصحابة كانوا إذأا أخذ المؤذأن بالذأان يوما الجمعة أخذوا هم‬
‫في الكلما فإنه يبعد جدا أن تكون الجابة واجبة فينصرف‬
‫الصحابة مع ذألك منها إلى الكلما فراجع )الموطأ( ‪.‬‬
‫ومثله ما رواه ابن سعد عن موسى بن طلحة بن عبيد الله‬
‫قال ‪ :‬رأيت عثمان بن عفان والمؤذأن يؤذأن وهو يتحدث‬
‫إلى الناس يسألهم ويستخبرهم عن السعار والخبار ‪،‬‬
‫وسنده صحيح على شرط الشيخين ‪ .‬انتهى كلما اللباني من الثمر‬
‫المستطاب‪.‬‬

‫باب صلةا الجماعة‬


‫س(‪ -‬هل صلةا الجماعة سنة مؤكدةا ؟‬
‫ان معنى كونها سنة مؤكدةا عند الفقهاء أنه يثاب فاعلها ‪،‬‬
‫ول يعاقب تاركها ‪ ،‬فكيف يصح هذا في حق المتخلفين عن‬
‫صلةا الجماعة ‪ ،‬وقد هم صلى الله عليه وسلم بحرق‬
‫بيوتهم عليهم كما في الحديث ‪ .‬وقد قال ابن القيم ‪:‬‬
‫"ولم يكن ليحرق مرتكب صغيرةا ‪ ،‬فترك الصلةا في‬
‫الجماعة هو من الكبائر" ‪ .‬بل كيف يصح هذا مع قوله في‬
‫صلى الله عليه وسلم للعمى ‪" :‬أجب" ‪ ،‬مع أنه فوق كونه‬
‫أعمى ‪ ،‬ليس له قائد يقوده إلى المسجد كما في الحديث ‪،‬‬
‫بل وفي طريقه الشجار والحجار كما في بعض الرواياتا‬
‫الصحيحة في الحديث ‪ ،‬فهل هناك حكم اجتمع فيه مثل‬
‫هذه القرائن المؤكدةا للوجوب ‪ ،‬ومع ذألك يقال ‪ :‬هو ليس‬
‫بواجب ؟ ! وكذلك قوله في الحديث ‪ . " . . " :‬إل قد‬
‫استحوذأ عليهم الشيطان ‪ ، " . . .‬فهو من الدلة على‬
‫وجوبها ‪ ،‬إذأ إن من ترك سنة ‪ ،‬بل السنن كلها ‪ ،‬مع‬
‫المحافظة على الواجباتا ‪ ،‬ل يقال فيه ‪" :‬استحوذأ عليه‬
‫الشيطان" ‪ ،‬كما يشير إلى ذألك حديث العرابي ‪" :‬دخل‬
‫الجنة إن صدق" ‪ ،‬وهذا بين ل يخفى ‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم تعدد الجمعاتا في المسجد‬


‫الواحد؟‬
‫أحسن ما وقفت عليه من كلما الئمة في هذه المسألة هو كلما‬
‫الماما الشافعي رضي الله عنه ‪ ،‬ول بأس من نقله مع شئ من‬
‫الختصار ‪ ،‬ولو طال به التعليق ‪ ،‬نظرا لهميته ‪ ،‬وغفلة أكثر الناس‬
‫عنه ‪ ،‬قال رضي الله عنه في " الما "‪ " :‬وإن كان لرجل مسجد‬
‫يجمع فيه ‪ ،‬ففاتته الصلةا ‪ ،‬فإن أتى مسجد جماعة غيره كان أحب‬
‫إلي ‪ ،‬لن لم يأته وصلى في مسجده منفردا ‪ ،‬فحسن ‪ ،‬وإذأا كان‬
‫للمسجد إماما راتب ‪ ،‬ففاتت رجل أو رجال فيه الصلةا ‪ ،‬صلوا فرادى‬
‫‪ ،‬ول أحب أن يصلوا فيه جماعة ‪ ،‬فإن فعلوا أجزأتهم الجماعة فيه ‪،‬‬
‫وإنما كرهت ذألك لهم لنه ليس مما فعل السلف قبلنا ‪ ،‬بل قد عابه‬
‫بعضهم ‪ ،‬وأحسب كراهية من كره ذألك منهم إنما كان لتفرقة‬
‫الكلمة ‪ ،‬وأن يرغب رجل عن الصلةا خلف إماما الجماعة ‪ ،‬فيتخلف‬
‫هو ومن أراد عن المسجد في وقت الصلةا ‪ ،‬فإذأا قضيت دخلوا‬
‫فجمعوا ‪ ،‬فيكون بهذا اختلف وتفرق الكلمة ‪ ،‬وفيهما المكروه ‪،‬‬
‫وإنما أكره هذا في كل مسجد له إماما ومؤذأن ‪ ،‬فأما مسجد بني‬
‫على ظهر الطريق أو ناحية ل يؤذأن فيه مؤذأن راتب ‪ ،‬ول يكون له‬
‫إماما راتب ‪ ،‬ويصلي فيه المارةا ‪ ،‬ويستظلون ‪ ،‬فل أكره ذألك ‪ ،‬لنه‬
‫ليس فيه المعنى الذي وصفت من تفرق الكلمة ‪ ،‬وأن يرغب رجال‬
‫عن إمامة رجل فيتخذون إماما غيره ‪ ،‬قال ‪ :‬وإنما منعني أن أقول ‪:‬‬
‫صلةا الرجل ل تجوزا وحده وهو يقدر على جماعة بحال تفضيل‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم صلةا الجماعة على صلةا المنفرد ‪ ،‬ولم‬
‫يقل ‪ :‬ل تجزي المنفرد صلته ‪ ،‬وأنا قد حفظنا أن قد فاتت رجال‬
‫معه الصلةا ‪ ،‬فصلوا بعلمه منفردين ‪ ،‬وقد كانوا قادرين على أن‬
‫يجمعوا ‪ ،‬وأن قد فاتت الصلةا في الجماعة قوما فجاؤوا المسجد‬
‫فصلى كل واحد منهم منفردا ‪ ،‬وقد كانوا قادرين على أن يجمعوا‬
‫في المسجد ‪ ،‬فصلى كل واحد منهم منفردا ‪ ،‬وإنما كرهوا لئل‬
‫يجمعوا في مسجد مرتين " ‪.‬‬
‫وما علقه الشافعي عن الصحابة قد جاء موصول عن الحسن‬
‫البصري قال ‪ " :‬كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذأا دخلوا‬
‫المسجد وقد صلي فيه صلوا فرادى " ‪ .‬رواه ابن أبي شيبة‪ .‬وقال‬
‫أبو حنيفة ‪" :‬ل يجوزا إعادةا الجماعة في مسجد له إماما راتب" ‪.‬‬
‫ونحوه في "المدونة" عن الماما مالك ‪.‬‬
‫وبالجملة ‪ ،‬فالجمهور على كراهة إعادةا الجماعة في المسجد‬
‫بالشرط السابق ‪ ،‬وهو الحق ‪ ،‬ول يعارض هذا الحديث المشهور ‪" :‬‬
‫أل رجل يتصدق على هذا فيصلي معه " ‪ ،‬فإن غاية ما فيه حض‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم أحد الذين كانوا صلوا معه صلى الله‬
‫عليه وسلم في الجماعة الولى أن يصلي وراءه تطوعا ‪ ،‬فهي صلةا‬
‫متنفل وراء مفترض ‪ ،‬وبحثنا إنما هو في صلةا مفترض وراء‬
‫المفترض ‪ ،‬فاتتهم الجماعة الولى ‪ ،‬ول يجوزا قياس هذه على تلك‬
‫لنه قياس مع الفارق من وجوه ‪ :‬الول ‪ :‬أن الصورةا الولى‬
‫المختلف فيها لم تنقل عنه صلى الله عليه وسلم ل إذأنا ول تقريرا‬
‫مع وجود المقتضى في عهده صلى الله عليه وسلم‪ ،‬كما أفادته‬
‫رواية الحسن البصري ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن هذه الصورةا تؤدي إلى تفريق الجماعة الولى‬
‫المشروعة ‪ ،‬لن الناس إذأا علموا أنهم تفوتهم الجماعة يستعجلون‬
‫فتكثر الجماعة ‪ ،‬وإذأا علموا أنها ل تفوتهم ‪ ،‬يتأخرون ‪ ،‬فتقل‬
‫الجماعة ‪ ،‬وتقليل الجماعة مكروه ‪ ،‬وليس شئ من هذا المحذور‬
‫في الصورةا التي أقرها ‪ .‬رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فثبت‬
‫الفرق ‪ ،‬فل يجوزا الستدلل بالحديث على خلف المتقرر من هديه‬
‫"صلى الله عليه وآله"‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا الصلةا خارج المسجد؟‬


‫ليس بخاف على الفقيه أن إطلق القول بالجوازا ينافي‬
‫الحاديث المرةا بوصل الصفوف وسد الفرج ‪ ،‬فل بد من‬
‫التزامها والعمل بها إل لعذر ‪ ،‬ولهذا قال شيخ السلما في‬
‫"مجموع الفتاوى"‪" :‬ول يصف في الطرقاتا والحوانيط مع‬
‫خلو المسجد ‪ ،‬ومن فعل ذألك استحق التأديب ‪ ،‬ولمن جاء‬
‫بعده تخطيه ‪ ،‬ويدخل لتكميل الصفوف المتقدمة ‪ ،‬فإن هذا‬
‫ل حرمة له ‪ .‬قال ‪ :‬فإن امتل المسجد بالصفوف صفوا‬
‫خارج المسجد ‪ ،‬فإذأا اتصلت الصفوف حينئذ في الطرقاتا‬
‫والسواق صحت صلتهم ‪ .‬وأما إذأا صفوا وبينهم وبين‬
‫الصف الخر طريق يمشي الناس فيه لم تصح صلتهم في‬
‫أظهر قولي العلماء ‪ .‬وكذلك إذأا كان بينهم وبين الصفوف‬
‫حائط بحيث ل يرون الصفوف ‪ ،‬ولكن يسمعون التكبير من‬
‫غير حاجة ‪ ،‬فإنه ل تصح صلتهم في الظهر ‪ ،‬وكذلك من‬
‫صلى في حانوته والطريق خال لم تصح صلته ‪ ،‬وليس له‬
‫أن يقعد في الحانوتا وينتظر اتصال الصفوف به ‪ ،‬بل عليه‬
‫أن يذهب إلى المسجد ‪ ،‬فيسد الول فالول فالول"‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا السراع إذأا خاف فوتا التكبيرةا‬


‫الولى؟‬
‫قد اختلف أهل العلم في المشي إلى المسجد فمنهم من رأى‬
‫السراع إذأا خاف فوتا التكبيرةا الولى حتى ذأكر عن بعضهم أنه‬
‫كان يهرول إلى الصلةا ‪ .‬ومنهم من كره السراع واختار أن يمشي‬
‫على تؤدةا ووقار وبه يقول أحمد وإسحاق وقال ‪ :‬العمل على حديث‬
‫أبي هريرةا ‪ .‬وقال إسحاق ‪ :‬إن خاف فوتا التكبيرةا الولى فل بأس‬
‫أن يسرع في المشي قلت ‪ :‬الصواب كراهة السراع خاف فوتا‬
‫التكبيرةا أو ل لعموما الحديث وهو مذهب الشافعية وحكاه ابن‬
‫المنذر عن زايد بن ثابت وأنس وأحمد وأبي ثور واختاره ابن المنذر‬
‫وحكاه العبدري عن أكثر العلماء كما في )المجموع(‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من الثمر المستطاب‪.‬‬

‫س(‪ -‬من فاته من الصلةا هل هي أول صلته أو‬


‫آخرها ؟‬
‫انتهى كلما اللباني من الثمر المستطاب‪.‬‬ ‫الحق الول‪.‬‬
‫س(‪ -‬ما موقف الصبيان والنساء في صلةا‬
‫الجماعة؟‬
‫في صف النساء لوحدهم وراء الرجال أحاديث صحيحة ‪ ،‬وأما جعل‬
‫الصبيان وراءهم فلم أجد فيه سوى حديث كان رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يجعل الرجال قداما الغلمان ‪ ،‬والغلمان خلفهم ‪،‬‬
‫والنساء خلف الغلمان ‪ ،‬ول تقوما به حجة ‪ ،‬فل أرى بأسا من وقوف‬
‫الصبيان مع الرجال إذأا كان في الصف متسع ‪ ،‬وصلةا اليتيم مع‬
‫أنس وراءه صلى الله عليه وسلم حجة في ذألك‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما هو مكان المقتدي في الصلةا اذأا كان‬


‫المقتدي واحد مع الماما؟‬
‫أن السنة أن يقتدي المصلي مع الماما عن يمينه و حذاءه ‪ ,‬غير‬
‫متقدما عليه ‪ ,‬و ل متأخر عنه ‪ ,‬خلفا لما في بعض المذاهب أنه‬
‫ينبغي أن يتأخر عن الماما قليل بحيث يجعل أصابع رجله حذاء‬
‫عقبي الماما ‪ ,‬أو نحوه‪.‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث‬
‫رقم ‪.2590‬‬
‫س(‪ -‬اذأا كان يتحتم على من أكل الثوما ونحوه البعد‬
‫عن المسجد حتى تذهب رائحتها ‪،‬فهل يلحق بها‬
‫الروائح الكريهة ‪ ،‬كالدخان والبخر؟‬
‫هذا اللحاق فيه نظر ‪ ،‬لن البخر ونحوه علة سماوية ل إرادةا ول‬
‫كسب للمرء فيها ‪ ،‬ول هو يملك إزاالتها ‪ ،‬فكيف يلحق بالروائح‬
‫الكريهة التي هي بإرادته وكسبه ‪ ،‬وبإمكانه المتناع من تعاطي‬
‫أسبابها أو القضاء عليها ؟ ! والشارع الحكيم إنما منع آكل الثوما‬
‫وغيره من حضور المساجد والحصول على فضيلة الجماعة عقوبة‬
‫له على عدبم مبالته بإيذاء المؤمنين والملئكة المقربين ‪ ،‬فل يجوزا‬
‫أن يحرما من هذه الفضيلة البخر ونحوه لما ذأكرناه من الفارق ‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يشرع رفع الماما صوته بالتأمين؟‬


‫ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه )كان إذأا فرغ من‬
‫قراءةا أما القرآن ‪ ,‬رفع صوته وقال ‪ :‬آمين( ‪ ،‬ففي الحديث‬
‫مشروعية رفع الماما صوته بالتأمين ‪ ,‬وبه يقول الشافعي‬
‫وأحمد وإسحاق وغيرهم من الئمة ‪ ,‬خلفا ا للماما أبي‬
‫حنيفة وأتباعه ‪ ,‬ول حجة عندهم سوى التمسك بالعموماتا‬
‫القاضية بأن الصل في الذكر خفض الصوتا فيه ‪ ,‬وهذا‬
‫مما ل يفيد في مقابله مثل هذا الحديث الخاص في بابه ‪,‬‬
‫كما ل يخفي على أهل العلم الذين أنقذهم الله تبارك‬
‫وتعالى من الجمود العقلي والتعصب المذهبي‪.‬‬
‫وأما جهر المتقدين بالتأمين وراء الماما ‪ ,‬فل نعلم فيه‬
‫حديثا ا مرفوعا ا صحيحا ا يجب المصير إليه ولذلك بقينا فيه‬
‫على الصل الذي سبقت الشارةا إليه ‪ ,‬وهذا هو مذهب‬
‫الماما الشافعي في "الما" ‪ :‬أن الماما يجهر بالتأمين دون‬
‫المأمومين ‪ ,‬وهو أوسط المذاهب في المسألة وأعدلها‪.‬‬
‫وإني للحظ أن الصحابة رضي الله عنهم ‪ ,‬لو كانوا‬
‫م ‪ ,‬لنقله‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫يجهرون بالتأمين خلف النبي ص‬
‫م‬
‫سل ص‬‫ل‬ ‫و ص‬‫ه ص‬ ‫ص‬
‫علي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫ل‬
‫صلى الل ه‬ ‫ل‬ ‫وائل بن حجر وغيره ممن نقل جهره ص‬
‫به ‪ ,‬فدل ذألك على أن السرار به من المؤتمين هو السنة ‪,‬‬
‫فتأمل‪.‬‬
‫ثم وقفت على ما حملني على ترجيح جهر المؤتمين أيضا ا‬
‫في بحث أودعته في "الضعيفة" ‪ ,‬وبه قال الماما أحمد في‬
‫رواية ابنه صالح في مسائله ‪ ,‬وكفى به قدوةا ‪ ,‬وهو مذهب‬
‫الشافعية كما في "مجموع النووي" والله ولي التوفيق‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.464‬‬
‫باب صلةا الجمعة‬
‫س(‪ -‬ما هو العدد الذي يشترط لصحة صلةا‬
‫الجمعة؟‬
‫لقد اختلفت أقوال العلماء كثيرا في العدد الذي يشترط‬
‫لصحة صلةا الجمعة حتى بلغت إلى خمسة عشر قول ‪,‬‬
‫قال الماما الشوكاني في " السيل الجرار " ‪":‬و ليس على‬
‫شيء منها دليل يستدل به قط ‪ ,‬إل قول من قال ‪ :‬إنها‬
‫تنعقد جماعة الجمعة بما تنعقد به سائر الجماعاتا" ‪ .‬قلت‬
‫‪ :‬و هذا هو الصواب إن شاء الله تعالى ‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1204‬‬

‫س(‪ -‬ما هو الذأان المحرما للعمل يوما الجمعة؟‬


‫قد اختلفوا في الذأان المحرما للعمل ‪ :‬أهو الول أما الخر‬
‫? و الصواب أنه الذي يكون و الماما على المنبر ‪ ,‬لنه لم‬
‫يكن غيره في زامن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ,‬فكيف‬
‫يصح حمل الية على الذأان الذي لم يكن و لم يوجد إل بعد‬
‫وفاته صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬و قد بسطت القول في ذألك‬
‫في رسالتي ‪ " :‬الجوبة النافعة " ‪ ,‬فراجعها‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.2206‬‬
‫باب صلةا المسافر‬
‫س(‪ -‬ماهي المسافة التي تقصر الصلةا عندها؟‬
‫حديث )يا أهل مكة ل تقصروا الصلةا في أدنى من أربعة برد من‬
‫مكة إلى عسفان( موضوع ومما يدل على وضع الحديث ‪ ,‬وخطأ‬
‫نسبته إليه صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬ما قاله شيخ السلما ابن تيمية‬
‫في رسالته في أحكاما السفر‪ :‬هذا الحديث إنما هو من قول ابن‬
‫عا إلى النبي صلى الله‬ ‫عباس‪ .‬ورواية ابن خزيمة‪ .‬وغـيره له مرفـو ا‬
‫عليه وسلم باطل بل شك عند أئمة أهل الحديث‪ .‬وكيف يخاطب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أهـل مكـة بالتحـديد وإنما أقاما بعد‬
‫دا كما حده لهل‬ ‫الهجرةا زامانا يسيارا‪ ،‬وهو بالمدينة ل يحد لهلها ح ا‬
‫مكة‪ ،‬وما بال التحديد يكون لهل مكة دون غيرهم من المسلمين‪.‬‬
‫ضا‪ ،‬فالتحديد بالميال والفراسخ يحتاج إلى معرفة مقدار‬ ‫وأي ا‬
‫مساحة الرض‪ ،‬وهذا أمر ل يعلمه إل خاصة الناس‪ .‬ومن ذأكره فإنما‬
‫دا وليس هو مما يقطع به‪ ،‬والنبي صلى الله‬ ‫يخبر به عن غيره تقلي ا‬
‫ل‪ ،‬فكيف يقدر الشارع لمته‬ ‫عليه وسلم لم يقدر الرض بمساحة أص ا‬
‫دا لم يجر له ذأكر في كلمه وهو مبعوث إلى جميع الناس‪ ،‬فلبد‬ ‫ح ا‬
‫ما‪ ،‬ومن ذألك أيضا ء أنه ثبت‬‫ما عا ا‬
‫ما عل ا‬
‫أن يكون مقدار السفر معلو ا‬
‫بالنقل الصحيح المتفق عليه بين علماء الحديث أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم في حجة الوداع كان يقصر الصلةا بعرفة ‪ ,‬ومزدلفة ‪,‬‬
‫في أياما منى ‪ ,‬وكذلك أبوبكر وعمر من بعده ‪ ,‬وكان يصلي خلفهم‬
‫أهل مكة ‪ ,‬ولم يأمرهم بإتماما الصلةا ‪ ,‬فدل هذا على أن ذألك سفر‬
‫‪ ,‬وبين مكة وعرفة بريد ‪ ,‬وهو نصف يوما بسير البل والقداما ‪.‬‬
‫والحق أن السفر ليس له حد في اللغة ول في الشرع ‪ ,‬فالمرجع‬
‫فيه إلى العرف ‪ ,‬فما كان سفرا ه في عرف الناس ‪ ,‬فهو السفر‬
‫الذي علق به الشارع الحكم‪.‬‬
‫وتحقيق هذا البحث الهاما تجده في رسالة ابن تيمية المشار إليها‬
‫آنفا ه فراجعها ‪ ,‬فإن فيها فوائد هامة ل تجدها عند غيره‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.439‬‬

‫س(‪ -‬هل القصر مبدؤه من بعد الخروج من‬


‫البلدةا؟‬
‫القصر مبدؤه من بعد الخروج من البلدةا ‪ ,‬وهو مذهب‬
‫الجمهور من العلماء كما في نيل الوطار قال ‪) :‬وذأهب‬
‫بعض الكوفيين إلى أنه إذأا أراد السفر يصلي ركعتين ولو‬
‫كان في منزله ومنهم من قال إذأا ركب قصر إن شاء‪.‬‬
‫ورجح ابن المنذر الول بأنهم اتفقوا على أنه يقصر إذأا‬
‫فارق البيوتا واختلفوا فيما قبل ذألك فعليه التماما على‬
‫أصل ما كان عليه حتى يثبت أن له القصر( ‪ ,‬قال ‪) :‬ول‬
‫أعلم أن النبي صلى اللله عليه وآله وسلم قصر في سفر‬
‫من أسفاره إل بعد خروجه من المدينة(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬والحاديث في هذا المعنى كثيرةا ‪ ,‬وقد خرجت‬
‫طائفة منها في الرواء من حديث أنس وأبي هريرةا وابن‬
‫عباس وغيرهم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.163‬‬

‫س(‪ -‬المسافر إذأا جدل به السير جمع وقصر‪،‬‬


‫هل المطار ودخول ساحة الطائرةا هل يعتبر‬
‫هذا جدل به السير وبالتالي يجوزا له أن يجمع‬
‫ويقصر في المطار داخل البلد؟‬
‫ل‪ ،‬هو السفر كما تعلمون من الناحية العربية هو الخروج من البلدةا‬
‫مان‪ ،‬عندنا مطار دارنا‬ ‫ومن البنيان‪ ،‬فيختلف الن مثل ا هنا في ع ل‬
‫هتطل عليه كان في وسط البلد‪ ،‬هذا ل يجوزا له أن يشرع في أحكاما‬
‫مان‪ ،‬بينما مطار‬ ‫السفر إل إذأا انطلقت الطائرةا وجاوزاتا حدود ع ل‬
‫مان الدولي فهو خارج البلد‪ ،‬فإذأا‬ ‫مان الن والذي يسمونه مطار ع ل‬ ‫ع ل‬
‫ركب سليارته أو استأجر سيارةاا ما‪ ،‬ليذهب إلى الطائرةا ويركبها‬
‫مان تبدأ حينذاك أحكاما السفر لن المطار خارج‬ ‫وخرج عن بنيان ع ل‬
‫البلد‪ ،‬فيختلف المر بين مطار وآخر‪ ،‬إذأا كان المطار داخل البلد؛‬
‫فل يبدأ القصر والجمع‪ ،‬وإذأا كان خارج البلد فيجوزا‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من لشريط ‪ 835‬من سلسلة الهدى والنور‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل صلةا السفر أصل بنفسها اما أنها‬


‫مقصورةا من الرباعية؟‬
‫أن صلةا السفر أصل بنفسها ‪ ,‬و أنها ليست مقصورةا من الرباعية‬
‫كما يقول بعضهم ‪ ,‬فهي في ذألك كصلةا العيدين و نحوها ‪ ,‬كما‬
‫قال عمر رضي الله عنه ‪" :‬صلةا السفر و صلةا الفطر و صلةا‬
‫الضحى و صلةا الجمعة ‪ ,‬ركعتان تماما غير قصر على لسان نبيكم‬
‫صلى الله عليه وسلم"‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث‬
‫رقم ‪.2814‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم الجمع بين الصلتين في السفر؟‬


‫الجمع بين الصلتين في السفر ‪ ,‬ولو في غير عرفة ومزدلفة ‪ ,‬وهو‬
‫مذهب جمهور العلماء ‪ ,‬خلفا ا للحنفية ‪ ,‬وقد تأولوه بالجمع الصوري‬
‫‪ ,‬أي ‪ :‬بتأخير الظهر إلى قرب وقت العصر ‪ ,‬وكذا المغرب مع‬
‫العشاء ‪ ,‬وقد رد عليهم الجمهور من وجوه‪:‬‬
‫أول ا ‪ :‬أنه خلف الظاهر من الجمع‪.‬‬
‫ثانيا ا ‪ :‬أن الغرض من مشروعيته التيسير ورفع الحرج كما صرحت‬
‫بذلك رواية مسلم ‪ ,‬ومراعاةا الجمع الصوري فيه من الحرج ما ل‬
‫يخفي ‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬أن في بعض أحاديث الجمع ما يبطل دعواهم ‪ ,‬كحديث أنس‬
‫خ ص ص‬ ‫بن مالك بلفظ )أ ص ل‬
‫ع‬
‫م ه‬
‫ج ص‬ ‫ر ثه ل‬
‫م يص ي‬ ‫ص ه‬ ‫ت ال ي ص‬
‫ع ي‬ ‫و ي‬
‫ق ه‬ ‫ل ص‬‫و ه‬
‫لأ ل‬ ‫حلتى ي صدي ه‬ ‫خصر الظل ي‬
‫هصر ص‬
‫ما( رواه مسلم وغيره‪.‬‬ ‫ه ص‬
‫ب صي ين ص ه‬
‫رابعا ا ‪ :‬ويبطله أيضا ا جمع التقديم الذي صرح به حديث معاذأ هذا ‪:‬‬
‫ر( ‪ ,‬والحاديث‬ ‫صصر إ هصلى الظل ي‬
‫ه ه‬ ‫ع ي‬ ‫ل ال ي ص‬ ‫ج ص‬
‫ع ل‬
‫س ص‬
‫م ه‬ ‫غ ال ل‬
‫ش ي‬ ‫عدص صزاي ي ه‬ ‫ح ص‬
‫ل بص ي‬ ‫وإ ه ص‬
‫ذأا ايرت ص ص‬ ‫) ص‬
‫بهذا المعنى كثيرةا كما سبقت الشارةا إلى ذألك‪.‬‬
‫‪ -2‬وأن الجمع كما يجوزا تأخيرا ا يجوزا تقديما ا ‪ ,‬وبه قال الماما‬
‫الشافعي في الما ‪ ,‬وكذا أحمد وإسحاق ‪ ,‬كما قال الترمذي‪.‬‬
‫‪ -3‬وأنه يجوزا الجمع في حال نزوله كما يجوزا إذأا جد به السير ‪ ,‬قال‬
‫الماما الشافعي في الما بعد أن روى الحديث من طريق مالك ‪:‬‬
‫)وهذا وهو نازال غير سائر لن قوله ‪] :‬دخل ‪ ....‬ثم خرج[ ‪ ,‬ل يكون‬
‫إل وهو نازال ‪ ,‬فللمسافر أن يجمع نازال ا وسائراا‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فل يلتفت بعد هذا النص إلى قول ابن القيم رحمه الله في‬
‫م الجمع راكبا ا في‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬‫الزاد ‪) :‬ولم يكن من هديه ص‬
‫ا‬
‫سفره كما يفعله كثير من الناس ‪ ,‬ول الجمع حال نزوله أيضا(‪.‬‬
‫وقد اغتر بكلمه هذا بعض إخواننا السلفيين في بعض القطار ‪,‬‬
‫فلذلك وجب التنبيه عليه‪.‬‬
‫ومن الغريب أن يخفى مثل هذا النص على ابن القيم رحمه الله مع‬
‫وروده في الموطأ ‪ ,‬وصحيح مسلم ‪ ,‬وغيرهما من الصول التي‬
‫ذأكرنا ‪ ,‬ولكن لعل الغرابة تزول إذأا تذكرنا أنه الف الكتاب الزاد في‬
‫حال بعده عن الكتب وهو مسافر ‪ ,‬وهذا هو السبب في وجود كثير‬
‫من الخطاء الخرى فيه ‪ ,‬وقد بينت ما ظهر لي منها في التعليقاتا‬
‫الجياد على زااد المعاد(‪.‬‬
‫ومما يحمل على الستغراب أيضا ا أن شيخه شيخ السلما ابن تيمية‬
‫رحمه الله صرح في بعض كتبه بخلف ما قال ابن القيم رحمه الله ‪,‬‬
‫فكيف خفي عليه ذألك وهو أعرف الناس به وبأقواله؟‪.‬‬
‫قال شيخ السلما في مجموعة الرسائل والمسائل بعد أن ساق‬
‫الحديث ‪) :‬الجمع على ثلث درجاتا‪ :‬أما إذأا كان سائرا ا في وقت‬
‫الولى‪ :‬فإنما ينزل في وقت الثانية‪ .‬فهذا هو الجمع الذي ثبت في‬
‫الصحيحين من حديث أنس وابن عمر‪ ،‬وهو نظير جمع مزدلفة‪ .‬وأما‬
‫إذأا كان وقت الثانية سائرا ا أو راكباا‪ ،‬فجمع في وقت الولى‪ ،‬فهذا‬
‫نظير الجمع بعرفة‪ ،‬وقد روى ذألك في السنن ]يعني حديث معاذأ‬
‫هذا[ ‪ ,‬وأما إذأا كان نازال في وقتهما جميعا ا نزول مستمرا‪ ،‬فهذا ما‬
‫علمت روى ما يستدل به عليه إل حديث معاذأ هذا‪ .‬فإن ظاهره أنه‬
‫كان نازال ا في خيمة في السفر‪ ،‬وأنه أخر الظهر ثم خرج فصلى‬
‫الظهر والعصر جميعاا‪ ،‬ثم دخل إلى بيته‪ ،‬ثم خرج فصلى المغرب‬
‫والعشاء جميعا ا‪ .‬فإن الدخول والخروج إنما يكون في المنزل‪ .‬وأما‬
‫السائر فل يقال‪ :‬دخل وخرج‪ ،‬بل نزل وركب‪ .‬وتبوك هي آخر‬
‫غزواتا النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ولم يسافر بعدها إل حجة‬
‫الوداع‪ .‬وما نقل أنه جمع فيها إل بعرفة ومزدلفة‪ ،‬وأما بمنى فلم‬
‫ينقل أحد أنه جمع هناك؛ بل نقلوا أنه كان يقصر الصلةا هناك‪،‬‬
‫وهـذا دليـل على أنـه كان يجمـع أحيانا ا في السفـر وأحيانا ا ل يجمـع‬
‫ـ وهـو الغلب على أسفاره ـ‪ :‬أنه لم يكن يجمع بينهما‪.‬‬
‫وهذا يبين أن الجمع ليس من سنة السفر‪ ،‬كالقصر بل يفعل‬
‫للحاجة‪ ،‬سواء كان في السفر أو الحضر‪ ،‬فإنه قد جمع ـ أيضا ا ـ في‬
‫الحضر لئل يحرج أمته‪ .‬فالمسافر إذأا احتاج إلى الجمع جمع‪ ،‬سواء‬
‫كان ذألك لسيره وقت الثانية‪ ،‬أو وقت الولى وشق النزول عليه‪ ،‬أو‬
‫كان مع نزوله لحاجة أخري‪ ،‬مثل أن يحتاج إلى النوما والستراحة‬
‫وقت الظهر‪ ،‬ووقت العشاء‪ ،‬فينزل وقت الظهر وهو تعبان‪،‬‬
‫سهران‪ ،‬جائع‪ ،‬محتاج إلى راحة وأكل ونوما‪ ،‬فيؤخر الظهر إلى وقت‬
‫العصر ثم يحتاج أن يقدما العشاء مع المغرب ويناما بعد ذألك‬
‫ليستيقظ نصف الليل لسفره‪ ،‬فهذا ونحوه يباح له الجمع‪.‬‬
‫وأما النازال أياما ا في قرية أو مصر ـ وهو في ذألك المصر ـ فهذا ـ‬
‫وإن كان يقصر لنه مسافر ـ فل يجمع‪ ،‬كما أنه ل يصلي على‬
‫الراحلة ول يصلي بالتيمم‪ ،‬ول يأكل الميتة‪ .‬فهذه المور أبيحت‬
‫للحاجة‪ ،‬ول حاجة به إلى ذألك‪ ،‬بخلف القصر فإنه سنة صلةا‬
‫السفر‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.164‬‬

‫س(‪ -‬هل قصر الصلةا في السفر سنة اما‬


‫فرض؟‬
‫الذي أقطع به أن الصواب قول من قال بوجوب القصر ‪،‬‬
‫لدلة كثيرةا ل معارض لها ‪ ،‬ذأكرها الشوكاني في "السيل‬
‫الجرار" ‪ ،‬منها حديث عائشة "فرضت الصلةا ركعتين‬
‫ركعتين" الحديث ‪ .‬أخرجه الشيخان ‪.‬‬
‫قال الشوكاني ‪ " :‬فمن زااد فيها فهو كمن زااد على أربع‬
‫في صلةا الحضر ‪ ،‬ول يصح التعلق بما روي عنها أنها كانت‬
‫تتم ‪ ،‬فإن ذألك ل تقوما به الحجة ‪ ،‬بل الحجة في روايتها ل‬
‫في رأيها " ‪.‬‬
‫وقال الحافظ في "التلخيص"‪" :‬وذأكر عروةا أنها تأولت كما‬
‫تأول عثمان كما في "الصحيح" ‪ ،‬فلو كان عندها عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم رواية لم يقل عروةا عنها أنها تأولت‬
‫‪ ،‬وقد ثبت في "الصحيحين" خلف ذألك‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يشير الى ضعف حديث الدارقطي عنها بلفظ ‪" :‬‬
‫قصر رسول الله صلى الله عليه وآله في السفر وأتم "‬
‫فإنه مع ضعف اسناده مخالف للحاديث الصحيحة الصريحة‬
‫في قصره صلى الله عليه وسلم للصلةا في السفر ‪ ،‬وقد‬
‫ذأكرتا بعضها في "الرواء" ‪ ،‬وبينت علة الحديث المذكور ‪،‬‬
‫فليرجع إليه من شاء‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬كيف يصلي المسافر إذأا اقتدى بمقيم هل‬


‫يتم مع امامه المقيم اما يقصر لنه مسافر؟‬
‫أن السنة في المسافر إذأا اقتدى بمقيم أنه يتم و ل يقصر‬
‫‪ ,‬و هو مذهب الئمة الربعة و غيرهم ‪ ,‬بل حكى الماما‬
‫الشافعي في "الما" إجماع عامة العلماء على ذألك ‪ ,‬و‬
‫نقله الحافظ ابن حجر عنه في "الفتح" و أقره ‪ ,‬و على‬
‫ذألك جرى عمل السلف‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة‬
‫الحديث رقم ‪.2676‬‬

‫س(‪ -‬هل تصلى السنن الرواتب في السفر؟‬


‫لسنا نعلم حديثا صحيحا في محافظته صلى الله عليه‬
‫وسلم على شيء من السنن الرواتب في السفر سوى‬
‫سنة الفجر و الوتر ‪ .‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.1209‬‬

‫باب صلةا التراويح‬


‫س(‪ -‬هل تشرع صلةا التراويح في جماعة ‪ .‬وما‬
‫هي عدد ركعاتها؟‬
‫دل حديث عائشة و حديث جابر على مشروعية صلةا‬
‫التراويح مع الجماعة ‪ ,‬و على أنها إحدى عشرةا ركعة مع‬
‫الوتر ‪ .‬و للستاذأ نسيب الرفاعي رسالة نافعة في تأييد‬
‫ذألك اسمها " أوضح البيان فيما ثبت في السنة في قياما‬
‫رمضان " فننصح بالطلع عليها من شاء الوقوف على‬
‫الحقيقة ‪.‬‬
‫ثم إن أحد المنتصرين لصلةا العشرين ركعة أصلحه الله ‪-‬‬
‫قاما بالرد على الرسالة المذكورةا في وريقاتا سماها "‬
‫الصابة في النتصار للخلفاء الراشدين و الصحابة " حشاها‬
‫بالفتراءاتا ‪ ,‬و الحاديث الضعيفة بل الموضوعة ‪ ,‬و‬
‫القوال الواهية ‪ ,‬المر الذي حملنا على تأليف رد عليه‬
‫أسميته " تسديد الصابة إلى من زاعم نصرةا الخلفاء‬
‫الراشدين و الصحابة " و قد قسمته إلى ستة رسائل طبع‬
‫منها ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬في بيان الفتراءاتا المشار إليها ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬في " صلةا التراويح " ‪ .‬و هي رسالة جامعة لكل‬
‫ما يتعلق بهذه العبادةا ‪ ,‬و قد بينت فيها ضعف ما يروى عن‬
‫عمر رضي الله عنه أنه أمر بصلةا التراويح عشرين ركعة ‪,‬‬
‫و أن الصحيح عنه أنه أمر بصلتها إحدى عشرةا ركعة وفقا‬
‫للسنة الصحيحة ‪ ,‬و أن أحدا من الصحابة لم يثبت عنه‬
‫خلفها فلتراجع فإنها مهمة جدا و إنما علينا التذكير و‬
‫النصيحة‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.560‬‬
‫باب صلةا الجنازاةا‬
‫س(‪ -‬ما حكم صلةا الجنازاةا؟‬
‫الصلةا على الميت المسلم فرض كفاية لمره صلى الله عليه وسلم‬
‫بها في أحاديث ‪ ،‬ويستثنى من ذألك شخصان فل تجب الصلةا‬
‫عليهما ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الطفل الذي لم يبلغ لن النبي صلى الله عليه وسلم لم‬
‫يصل على ابنه إبراهيم عليه السلما‪.‬‬
‫لثاني ‪ :‬الشهيد لن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على‬
‫شهداء أحد وغيرهم كما سبق ‪.‬‬
‫ولكن ذألك ل ينفي مشروعية الصلةا عليهما بدون وجوب‪.‬‬
‫فتشرع الصلةا على من يأتي ذأكرهم ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الطفل ‪ :‬ولو كان سقطا‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الشهيد‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬من قتل في حد من حدود الله‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬الفاجر المنبعث في المعاصي والمحارما مثل تارك‬
‫الصلةا والزكاةا مع اعترافه بوجوبهما والزاني ومدمن‬
‫الخمر ونحوهم من الفساق فإنه يصلى عليهم إل أنه ينبغي‬
‫لهل العلم والدين أن يدعوا الصلةا عليهم عقوبة وتأديبا‬
‫لمثالهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وفي ذألك‬
‫أحاديث‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬المدين الذي لم يترك من المال ما يقضي به‬
‫دينه فإنه يصلى عليه وإنما ترك رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم الصلةا عليه في أول المر‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬من دفن قبل أن يصلى عليه أو صلى عليه‬
‫بعضهم دون بعض فيصلون عليه وهو في قبره على أن‬
‫يكون الماما في الصورةا الثانية ممن لم يكن صلى عليه ‪.‬‬
‫السابع ‪ :‬من ماتا في بلد ليس فيها من يصلي عليه صلةا‬
‫الحاضر فهذا يصلي عليه طائفة من المسلمين صلةا‬
‫الغائب لصلةا النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي‪.‬‬
‫غير انه ل تشرع صلةا الغائب على كل من ماتا ومما يؤيد‬
‫عدما مشروعية الصلةا على كل غائب أنه لما ماتا الخلفاء‬
‫الراشدون وغيرهم لم يصل أحد من المسلمين عليهم صلةا‬
‫الغائب ولو فعلوا لتواتر النقل بذلك عنهم ‪.‬‬
‫فقابل هذا بما عليه كثير من المسلمين اليوما من الصلةا‬
‫على كل غائب ل سيما إذأا كان له ذأكر أو صيت ولو من‬
‫الناحية السياسية فقط ول يعرف بصلح أو خدمة للسلما‬
‫ولو كان ماتا في الحرما المكي وصلى عليه اللف المؤلفة‬
‫في موسم الحج صلةا الحاضر قابل ما ذأكرنا بمثل هذه‬
‫الصلةا تعلم يقينا أن ذألك من البدع التي ل يمتري فيها‬
‫عالم بسنته صلى الله عليه وسلم ومذهب السلف رضي‬
‫الله عنهم‪.‬انتهى كلما اللباني من كتاب مختصر الجنائز‪.‬‬
‫س(‪ -‬ما هي عدد تكبيراتا صلةا الجنازاةا؟‬
‫يكبر عليها أربعا أو خمسا إلى تسع تكبيراتا كل ذألك ثبت‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم فأيها فعل أجزأه والولى‬
‫التنويع فيفعل هذا تارةا وهذا تارةا كما هو الشأن في أمثاله‬
‫كأدعية الستفتاح وصيغ التشهد والصلواتا البراهيمية‬
‫ونحوهما وإن كان ل بد من التزاما نوع واحد منها فهو‬
‫الربع لن الحاديث فيها أقوى وأكثر والمقتدي يكبر ما‬
‫كبر الماما‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب مختصر الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم رفع اليدي في تكبيرةا الجنازاةا؟‬


‫قال ابن حزما رحمه الله تعالى ‪ :‬و أما رفع اليدي ‪ ,‬فإنه لم‬
‫يأتا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع في شيء من‬
‫تكبير الجنازاةا إل في أول تكبيرةا فقط ‪ ,‬فل يجوزا فعل ذألك‬
‫‪ ,‬لنه عمل في الصلةا لم يأتا به نص ‪ ,‬و إنما جاء عنه عليه‬
‫السلما أنه كبر و رفع يديه في كل خفض و رفع ‪ ,‬و ليس‬
‫فيها رفع و ل خفض ‪ ,‬و العجب من قول أبي حنيفة برفع‬
‫اليدي في كل تكبيرةا في صلةا الجنازاةا ‪ ,‬و لم يأتا قط‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬و منعه رفع اليدي في‬
‫كل خفض و رفع في سائر الصلواتا ‪ ,‬و قد صح عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬و قد نقل تعجب ابن حزما هذا من‬
‫أبي حنيفة بعض مقلديه في تعليقه على " نصب الراية " و‬
‫اعترض عليه بقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬هذه النسبة منه أعجب‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬ل عجب ‪ ,‬فإن قول أبي حنيفة هذا ثابت عنه ‪,‬‬
‫منقول في كثير من كتب أتباعه ‪ ,‬مثل حاشية ابن عابدين‬
‫و غيره ‪ ,‬و عليه عمل أئمة بلخ من الحنفيين ‪ ,‬و إن كان‬
‫عمل الحناف اليوما على خلفه ‪ ,‬و عليه جرتا كتب المتون‬
‫‪ ,‬و هذا هو الذي غر المشار إليه على العتراض على ابن‬
‫حزما و الرد عليه ‪ ,‬و هو به أولى‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪1045‬‬
‫س(‪ -‬إذأا اجتمعت جنائز عديدةا من الرجال‬
‫والنساء كيف توضع؟‬
‫إذأا اجتمعت جنائز عديدةا من الرجال والنساء صلي عليها‬
‫صلةا واحدةا وجعلت الذكور ‪ -‬ولو كانوا صغارا ‪ -‬مما يلي‬
‫الماما وجنائز الناث مما يلي القبلة فإنه السنة‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من كتاب مختصر الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬اين يقف الماما عند الصلةا على الجنازاةا؟‬


‫انتهى كلما‬ ‫يقف الماما وراء رأس الرجل ووسط المرأةا‪.‬‬
‫اللباني من كتاب مختصر الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم صلةا الجنازاةا في أوقاتا النهي؟‬


‫ل تجوزا الصلةا على الجنازاةا في الوقاتا الثلثة التي تحرما‬
‫الصلةا فيها إل لضرورةا لحديث عقبة بن عامر رضي الله‬
‫عنه قال )ثلث ساعاتا كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا ‪ :‬حين‬
‫تطلع الشمس بازاغة حتى ترتفع وحين يقوما قائم الظهيرةا‬
‫حتى تميل الشمس وحين تضيف الشمس للغروب حتى‬
‫تغرب( صحيح ‪ ،‬وهو بعمومه يشمل الصلةا على الجنازاةا‬
‫وهو الذي فهمه الصحابة ‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب مختصر‬
‫الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل الفضل صلةا الجنازاةا داخل المسجد‬


‫اما خارجه؟‬
‫تجوزا الصلةا على الجنازاةا في المسجد لكن الفضل الصلةا‬
‫عليها خارج المسجد في مكان معد للصلةا على الجنائز كما‬
‫كان المر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫الغالب على هديه فيها وفي ذألك أحاديث‪.‬‬
‫ول تجوزا الصلةا عليها بين القبور لحديث أنس بن مالك‬
‫رضي الله عنه‪):‬أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن‬
‫يصلى على الجنائز بين القبور( حسن انتهى كلما اللباني من‬
‫كتاب مختصر الجنائز‪.‬‬
‫باب صلةا العيدين‬
‫س(‪ -‬هل صلةا العيدين سنة اما فرض؟‬
‫الحق وجويها ل سنيتها فحسب ‪ ،‬ومن الدلة على ذألك أنها‬
‫مسقطة للجمعة إذأا اتفقتا في يوما واحد ‪ ،‬وما ليس بواجب‬
‫ل يسقط واجبا كما قال صديق خان في "الروضة الندية" ‪،‬‬
‫وراجع تماما هذا البحث فيه وفي "السيل الجرار" انتهى كلما‬
‫اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يسن رفع اليدين مع كل تكبيرةا‬


‫العيد؟‬
‫الصواب أن يقال ‪ :‬ل يسن ذألك ‪ ،‬لنه لم يثبت ذألك عنه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وكونه روي عن عمر وابنه ل يجعله‬
‫سنة‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم التكبير جهرا ا من الطريق إلى‬


‫المصلى في العيد ‪ ،‬وهل يشرع هذا التكبير‬
‫بصوتا واحد؟‬
‫في الحديث )كان صلى الله عليه وسلم يخرج يوما الفطر فيكبر‬
‫حتى يأتي المصلى ‪ ،‬وحتى يقضي الصلةا ‪ ،‬فإذأا قضى الصلةا ؛‬
‫قطع التكبير( ‪ ،‬دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين‬
‫من التكبير جهرا ا في الطريق إلى المصلى ‪ ,‬وإن كان كثير منهم‬
‫بدؤوا يتساهلون بهذه السنة ‪ ,‬حتى كادتا أن تصبح في خبر كان ‪,‬‬
‫وذألك لضعف الوازاع الديني منهم ‪ ,‬وخجلهم من الصدع بالسنة‬
‫والجهر بها ‪ ,‬ومن المؤسف أن فيهم من يتولى إرشاد الناس‬
‫وتعليمهم ‪ ,‬فكأن الرشاد عندهم محصور بتعليم الناس ما يعلمون ‪,‬‬
‫وأما ما هم بأمس الحاجة إلى معرفته ‪ ,‬فذلك مما ل يلتفتون إليه ‪,‬‬
‫بل يعتبرون البحث فيه والتذكر به قول ا وعمل ا من المور التافهة‬
‫التي ل يحسن العناية بها عمل ا وتعليما ا ‪ ,‬فإن لله وإنا إليه راجعون ‪.‬‬
‫ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة ‪ :‬أن الجهر بالتكبير‬
‫هنا ل يشرع فيه الجتماع عليه بصوتا واحد كما يفعله‬
‫البعض ‪ ,‬وكذلك كل ذأكر يشرع فيه رفع الصوتا أو ل يشرع‬
‫’ فل يشرع فيه الجتماع المذكور ‪ ,‬ومثله الذأان من‬
‫الجماعة المعروف في دمشق )بأذأان الجوق( ‪ ,‬وكثيرا ا ما‬
‫يكون هذا الجتماع سببا ا لقطع الكلمة أو الجملة في مكان‬
‫ل يجوزا الوقف عنده ‪ ,‬مثل ‪) :‬ل إله( في تهليل فرض‬
‫الصبح والمغرب كما سمعنا ذألك مراراا‪.‬‬
‫صللى الل ل ه‬
‫ه‬ ‫فلنكن في حذر من ذألك ‪ ,‬ولنذكر دائما ا قوله ص‬
‫م ‪) :‬وخير الهدي هدي محمد(‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.171‬‬

‫باب صلةا الكسوف‬


‫س(‪ -‬ما حكم صلةا الكسوف؟‬
‫قال أبو عوانة في "صحيحه"‪" :‬بيان وجوب صلةا‬
‫الكسوف" ‪ .‬ثم ساق بعض الحاديث الصحيحة في المر بها‬
‫كقوله صلى الله عليه وسلم " فإذأا رأيتموها فصلوا " ‪.‬‬
‫وهو ظاهر صنيع ابن خزيمة في "صحيحه" ‪ ،‬فإنه قال فيه‪:‬‬
‫"باب المر بالصلةا عند كسوف الشمس والقمر ‪. " . . .‬‬
‫وذأكر أيضا بعض الحاديث في المر بها ‪ ،‬ومن المعلوما من‬
‫أسلوب ابن خزيمة في "صحيحه" أنه حين يكون المر عنده‬
‫لغير الوجوب ‪ ،‬يبين ذألك في أبواب كتابه ‪ ،‬فالمسألة فيها‬
‫خلف ‪ ،‬ولذلك قال الحافظ في "الفتح"‪" :‬فالجمهور على‬
‫أنها سنة مؤكدةا ‪ ،‬وصرح أبو عوانة في " صحيحه " بوجوبها‬
‫‪ ،‬ولم أره لغيره ‪ ،‬إل ما حكي عن ما أنه أجراها مجرى‬
‫الجمعة ‪ ،‬ونقل الزين بن المنير عن أبي حنيفة أنه أوجبها ‪،‬‬
‫وكذا نقل بعض مصنفي الحنفية أنها واجبة ‪ . ،‬قلت ‪ .‬وهو‬
‫الرجح ‪.‬‬
‫والخر ‪ :‬أن القول السنية فقط فيه إهدار للوامر الكثيرةا‬
‫التي جاءتا عنه صلى الله عليه وسلم في هذه الصلةا دون‬
‫أي صارف لها عن دللتها الصلية ‪ ،‬أل وهو الوجوب ‪ .‬ومال‬
‫إلى هذا الشوكاني في "السيل الجرار" ‪ ،‬وأقره صديق‬
‫خان في "الروضة الندية" ‪ ،‬وهو الحق إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫والعجب من ابن حزما أنه لم يتعرض في كتابه "المحلى"‬
‫لبيان حكم هذه الصلةا العظيمة ‪ ،‬وإنما تكلم فقط عن‬
‫كيفبة صلتها بتفصيل بالغ ‪ ،‬ولعله جاء فيه بما لم يسبق‬
‫إليه ‪ ،‬فشغله ذألك عن بيان مذهب في حكمها‪ ." .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل صلةا الكسوف سرا اما جهرا؟‬


‫المتقرر أن صلةا الكسوف إنما صلها رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم مرةا واحدةا ‪ ،‬وقد صح أنه جهر بها كما في‬
‫البخاري ‪ ،‬ولم يثبت ما يعارضه ‪ ،‬ولو ثبت لكان مرجوحا‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬
‫باب صلةا الستسقاء‬
‫س(‪ -‬هل من السنة ان يجهر في الولى‬
‫بالفاتحة وسبح اسم ربك العلى ‪ ،‬وفي الثانية‬
‫بالغاشية بعد الفاتحة في صلةا الستسقاء؟‬
‫أما الجهر فيها فصحيح ثابت عنه صلى الله عليه وسلم في‬
‫حديث عبد الله بن زايد ‪ ،‬وهو مخرج في "الرواء"‪.‬‬
‫وأما تعيين السورتين المذكورتين فل يصح عنه صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬لن في سنده محمد بن عبد العزيز بن عمر‬
‫الزهري ‪ ،‬وهو ضعيف جدا ‪ .‬انظر " تلخيص المستدرك "‬
‫للذهبي ‪ ،‬و " نصب الراية " للزيلعي ‪ ،‬و " إرواء الغليل " ‪،‬‬
‫و " الضعيفة "‪ .‬فالصواب أن يقرأ ما تيسر ل يلتزما سورةا‬
‫معينة ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫باب سجود التلوةا‬


‫س(‪ -‬هل اذأا مرالمصلي بالسجدةا كبر وسجد؟‬
‫قد روى جمع من الصحابة سجوده صلى الله عليه وسلم‬
‫للتلوةا في كثير من الياتا في مناسباتا مختلفة ‪ ،‬فلم‬
‫يذكر أحد منهم تكبيره عليه السلما للسجود ‪ ،‬ولذلك نميل‬
‫إلى عدما مشروعية هذا التكبير ‪ .‬وهو رواية عن الماما أبي‬
‫حنيفة رحمه الله ‪ .‬انتهى كلما اللباني من تماما المنة‪.‬‬

‫كتاب الزكاةا‬
‫س(‪ -‬لو بلغ النصاب في أثناء الحول ‪ ،‬أو أبدل‬
‫بغير جنسه ‪،‬فهل ينقطع حول الزكاةا وياستأنف‬
‫حول آخر؟‬
‫ينبغي أن يقيد هذا بما إذأا وقع ذألك اتفاقا ‪ ،‬ل لقصد‬
‫الخلص من الزكاةا ‪ ،‬كما يروى عن بعض الحنفية أنه كان‬
‫إذأا قارب انتهاء حول النصاب وهب المال لزوجته ‪ ،‬حتى إذأا‬
‫انتهى الحول استرذأه منها ! لن العود بالهدية جائز عندهم‬
‫على تفصيل فيه ! فمن احتال هذه الحيلة التي يسميها‬
‫بعضهم حيلة شرعية ! فإني أرى أن يؤخذ منه الزكاةا ‪،‬‬
‫وشطر ماله ‪ ،‬على حديث بهز بن حكيم ‪ ،‬فإن المحتال‬
‫أولى بهذا الجزاء من الممتنع دون حيلة ‪ ،‬فتأمل‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل تجب الزكاةا على عروض التجارةا؟‬


‫الحق أن القول بوجوب الزكاةا على عروض التجارةا مما ل‬
‫دليل عليه في الكتاب والسنة الصحيحة ‪ ،‬مع منافاته‬
‫لقاعدةا " البراءةا الصلية " التي يؤيدها هنا قوله صلى الله‬
‫عليه وآله في خطبة حجة الوداع ‪" :‬فإن دماءكم ‪ ،‬وأموالكم‬
‫‪ ،‬وأعراضكم ‪ ،‬وأبشاركم عليكم حراما ‪ ،‬كحرمة يومكم هذا ‪،‬‬
‫في شهركم هذا ‪ ،‬في بلدكم هذا ‪ ،‬أل هل بلغت ؟ ! اللهم‬
‫فاشهد ‪ ". . .‬الحديث ‪ .‬رواه الشيخان وغيرهما ‪ .،‬ومثل‬
‫هذه القاعدةا ليس من السهل نقضها ‪ ،‬أو على القل‬
‫تخصيصها ببعض الثار ولو صحت ‪ ،‬كقول عبد الله بن عمر‬
‫رضي الله عنهما ‪" :‬ليس في العروض زاكاةا ‪ ،‬إل ما كان‬
‫للتجارةا" ‪ .‬أخرجه الماما الشافعي في الما بسند صحيح ‪.‬‬
‫ومع كونه موقوفا غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فإنه ليس فيه بيان نصاب زاكاتها ‪ ،‬ول ما يجب‬
‫إخراجه منها ‪ ،‬فيمكن حمله على زاكاةا مطلقة ‪ ،‬غير مقيدةا‬
‫بزمن أو كمية ‪ ،‬وإنما بما تطيب به نفس صاحبها ‪ ،‬فيدخل‬
‫حينئذ في عموما النصوص المرةا بالنفاق ‪ ،‬كقوله تعالى ‪:‬‬
‫)يا أيها الذين آمنوا انفقوا مما رزاقناكم( ‪ ،‬وقوله جل وعل‬
‫‪) :‬وآتوا حقه يوما حصاده( ‪ ،‬وكقول النبي صلى الله عليه‬
‫وآله ‪" :‬ما من يوما يصبح العباد فيه إل ملكان ينزلن ‪،‬‬
‫أحدهما ‪ :‬اللهم أعط منفقا خلفا ‪ ،‬ويقول الخر ‪ :‬اللهم‬
‫اعط ممسكا تلفا" رواه الشيخان وغيرهما ‪ .‬وهو مخرج في‬
‫"سلسلة الحاديث الصحيحة"‪.‬‬
‫قد يدعي بعضهم أن القول بعدما وجوب زاكاةا عروض‬
‫التجارةا فيه إضاعة لحق الفقراء والمساكين في أموال‬
‫الغنياء والمثرين ‪ .‬والجواب من وجهين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن المر كله بيد الله تعالى ‪ ،‬فليس لحد أن يشرع‬
‫شيئا من عنده بغير إذأن من الله عزوجل )وربك يخلق ما‬
‫يثاء ويختار ‪ ،‬ما كان لهم الخيرةا سبحانه وتعالى عما‬
‫يشركون( ‪ ،‬أل ترى أنهم أجمعوا على أنه ل زاكاةا على‬
‫الخضرواتا ‪ ،‬على اختلف كثير بينهم ‪ ،‬واتفقوا على أنه ل‬
‫زاكاةا على القصب والحشيش والحطب مهما بلغت قيمتها ‪،‬‬
‫فما كان جوابهم عن هذا كان الجواب عن تلك الدعوى !‪.‬‬
‫والخر ‪ :‬أن تلك الدعوى قائمة على قصر النظر في حكمة‬
‫فرض الزكاةا أنها لفائدةا إلفقراء فقط ‪ ،‬والمر على خلفه‬
‫كما في قوله تعالى ‪) :‬إنما الصدقاتا للفقراء والمساكين‬
‫والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ‪ (. . .‬الية ‪ .‬فإذأا كان‬
‫المر كذلك ‪ ،‬ووسعنا النظر في الحكمة قليل ‪ ،‬وجدنا أن‬
‫الدعوى المذكورةا باطلة ‪ ،‬لن طرح الغنياء أموالهم‬
‫ومتاجرتهم بها أنفع للمجتمع ‪ -‬وفيه الفقراء ‪ -‬من كنزها‬
‫ولو أخرجوا زاكاته ‪ ،‬ولعل هذا يدركه المتخصصون في علم‬
‫القتصاد أكثر من غيرهم ‪ ،‬والله ولي التوفيق‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬
‫س(‪ -‬ل زاكاةا إل في الحنطة والشعير والذرةا‬
‫والتمر والزبيب ‪ ،‬لن ما عداه ل نص فيه ‪.‬هل‬
‫هذا صحيح؟‬
‫هذا هو الذي يجب الوقوف عنده لقوله صلى الله عليه‬
‫وسلم لبي موسى ومعاذأ حين أرسلهما إلى اليمن "ل‬
‫تأخذا في الصدقة إل من هذه الصناف الربعة ‪ :‬الشعير ‪،‬‬
‫والحنطة ‪ ،‬والزبيب ‪ ،‬والتمر" ‪ .‬أخرجه البيهقي والحاكم‬
‫وصححه ‪ ،‬ووافقه الذهبي ‪ ،‬وهو كما قال ‪ ،‬على ما بينته‬
‫في "ارواء الغليل" ‪ ،‬وهو اختيار أبي عبيد في كتابه‬
‫"الموال" ‪ ،‬فراجع كلمه فيه ‪ ،‬وبه يرتاح المسلم من‬
‫القوال المختلفة المتضاربة‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما‬
‫المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا إخراج قيمة الزكاةا بدل العين؟‬


‫يجوزا إخراج القيمة مراعاةا لمصلحة الفقراء ‪ ،‬والتيسير‬
‫على الغنياء ‪ ،‬وهو اختيار ابن تيمية ‪ ،‬قال في‬
‫"الختياراتا" ‪" :‬ويجوزا إخراج القيمة في الزكاةا لعدما‬
‫العدول عن الحاجة والمصلحة ‪ ،‬مثل أن يبيع ثمرةا بستانه‬
‫أو زارعه ‪ ،‬فهنا إخراج عشر الدراهم يجزئه ‪ ،‬ول يكلف أن‬
‫يشتري تمرا أو حنطة ‪ ،‬فإنه قد ساوى الفقير بنفسه ‪ ،‬وقد‬
‫نص أحمد على جوازا ذألك ‪ ،‬ومثل أن تجب عليه شاةا في‬
‫البل ‪ ،‬وليس عنده شاةا ‪ ،‬فإخراج القيمة كاف ‪ ،‬ول يكلف‬
‫السفر لشراء شاةا ‪ ،‬أو أن يكون المستحقون طلبوا القيمة‬
‫لكونها أنفع لهم ‪ ،‬فهذا جائز"‪ ..‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما‬
‫المنة‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل الحج ليس من سبيل الله التي تصرف‬
‫فيها الزكاةا؟‬
‫بلى ‪ ،‬هو من سبيل الله بنص حديث رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فقد قال ابن عباس رضي الله عنه ‪ :‬أراد‬
‫رسول الله الحج ‪ ،‬فقالت امرأةا لزوجها ‪ :‬أحجني مع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما عندي ما أحجك عليه‬
‫‪ ،‬قالت ‪ :‬أحجني على جملك فلن ‪ ،‬قال ‪ :‬ذأاك حبيس في‬
‫سبيل الله عز وجل ‪ ،‬فأتى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فقال ‪ :‬إن امرأتي تقرأ عليك السلما ورحمة الله ‪،‬‬
‫لنها سألتني الحج معك ‪ ،‬قالت ‪ :‬أحجني مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقلت ‪ . . . :‬فقالت ‪ :‬أحجني على‬
‫جملك فلن ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ذأاك حبيس في سبيل الله ‪ ،‬فقال "‬
‫صلى الله عليه وآله " ‪ " :‬أما إنك لو أحججتها عليه كان في‬
‫سبيل الله " الحديث ‪ .‬أخرجه أبو داود بسند حسن‬
‫والطبراني في " الكبير " ‪ ،‬والحاكم وصححه ‪ ،‬وابن خزيمة‬
‫في " صحيحه " ‪ ،‬وله شاهد من حديث أبي طلق ‪ ،‬أخرجه‬
‫الدولبي في " الكنى " بسند صحيح ‪ ،‬وقواه المنذري‬
‫والحافظ ‪ .‬ولذلك قال الحافظ ابن كثير في تفسير الية‬
‫المشار إليها ‪" :‬وعند الماما أحمد والحسن وإسحاق ‪ ،‬الحج‬
‫من سبيل الله ‪ ،‬للحديث " ‪ .‬يريد هذا ‪ ،‬وهو اختيار شيخ‬
‫السلما ابن تيمية ‪ ،‬فقال في "الختياراتا العلمية" ‪" :‬‬
‫ومن لم يحج حجة السلما وهو فقير ‪ ،‬أعطي ما يحج به ‪،‬‬
‫وهو إحدى الروايتين عن أحمد " ‪ .‬وقد رواه أبو عبيد في‬
‫"الموال" عن ابن عمر أنه سئل عن امرأةا أوصت بثلثين‬
‫درهما في سبيل الله ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬أتجعل في الحج ؟ فقال‬
‫‪ :‬أما إنه في سبيل الله ‪ .‬وإسناده صحيح كما قال الحافظ‬
‫في " الفتح "‪ .‬وروى أبو عبيد بسند صحيح عن ابن عباس ‪:‬‬
‫"أنه كان ل يرى بأسا أن يعطي الرجل من زاكاةا ماله في‬
‫الحج وأن يعتق الرقبة "‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل مصرف زاكاةا الفطر هي مصرف‬


‫الزكاةا ‪ ،‬أي أنها توزاع على الصناف الثمانية؟‬
‫ليس في السنة العملية ما يشهد لهذا التوفيع ‪ ،‬بل قوله‬
‫صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس ‪" :‬وطعمة‬
‫للمساكين" ‪ ،‬يفيد حصرها بالمساكين ‪ ،‬والية إنما هي في‬
‫صدقاتا الموال ‪ ،‬ل صدقة الفطر ‪ ،‬بدليل ما قبلها ‪ ،‬وهو‬
‫قوله تعالى ‪) :‬ومنهم من يلمزك في الصدقاتا فإن أعطوا‬
‫منها رضوا( ‪ ،‬وهذا هو اختيار شيخ السلما ابن تيمية ‪ ،‬وله‬
‫في ذألك فتوى مفيدةا من " الفتارى " ‪ ،‬وبه قال الشوكاني‬
‫في السيل الجرار ‪ ،‬ولذلك قال ابن القيم في الزاد ‪:‬‬
‫"وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تخصيص المساكين‬
‫بهذه الصدقة" ‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا إعطاء زاكاةا الفطر للذمي‬


‫لقول الله تعالى ‪ ) :‬ل ينهاكم الله عن الذين لم‬
‫يقاتلوكم في الذين ولم يخرجوكم من دياركم‬
‫أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحث‬
‫المقسطين (؟‬
‫ل يظهر في الية دليل على الجوازا ‪ ،‬لن الظاهر منها‬
‫الحسان إليهم على وجه الصلة من الصدقاتا غير الواجبة ‪،‬‬
‫فقد روى أبو عبيد بسند صحيح عن ابن عباس قال ‪ " :‬كان‬
‫ناس لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير ‪ ،‬وكانوا‬
‫يثقون أن يتصدقوا عليهم ‪ ،‬ويريدونهم على السلما ‪،‬‬
‫فنزلت ‪ ) :‬ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما‬
‫تنفقوا من خير فلنفسكم وما تنفقون إل ابتغاء وجه الله‬
‫وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم ل تظلمون ( " ‪ .‬فهذه‬
‫الية مثل التي قبلها ‪ .‬ثم روى بسند صحيح إلى سعيد بن‬
‫المسيب ‪ " :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدق‬
‫بصرقة على أهل بيت من اليهود فهي تجري عليهم " ‪.‬‬
‫وروى عن الحسن ‪ -‬وهو البصري ‪ -‬قال ‪ " :‬ليس لهل‬
‫الذمة في شئ من الواجب حق ‪ ،‬ولكن إن شاء الرجل‬
‫تصدق عليهم من غير ذألك " ‪ .‬فهذا هو الذي ثبت في‬
‫الشرع ‪ ،‬وجرى عليه العمل من السلف ‪ ،‬وأما إعطاؤهم‬
‫زاكاةا الفطر ‪ ،‬فما علمنا أحدا من الصحابة فعل ذألك ‪ ،‬وفهم‬
‫ذألك من الية فيه بعد ‪ ،‬بل هو تحميل للية ما ل تتحمل ‪.‬‬
‫وما رواه أبو إسحاق عن أبي ميسرةا قال ‪" :‬كانوا يجمعون‬
‫إليه صدقة الفطر فيعطيها أو يعطي منها الرهبان" ‪ .‬رواه‬
‫أبو عبيد ‪ ،‬وابن زانجويه ‪ .‬فهو مع كونه مقطوعا موقوفا‬
‫على أبي ميسرةا ‪ ،‬واسمه عمرو بن شرحبيل ‪ ،‬فل يصح عنه‬
‫‪ ،‬لن أبا إسحاق هو السبيعي مختلط مدلس ‪ ،‬وقد عنعنه ‪.‬‬
‫ويؤيد اختصاص زاكاةا الفطر بالمسلمين الحديث المتقدما ‪:‬‬
‫"وطعمة للمساكين" ‪ ،‬فإن الظاهر منه أنه أراد مساكين‬
‫المسلمين ‪ ،‬ل مساكين المم كلها ‪ .‬فتأمل ‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫كتاب الصياما‬
‫س(‪ -‬هل من أبصر هلل الصوما وحده عليه أن‬
‫يصوما؟‬
‫ليس على إطلقه ‪ ،‬بل فيه تفصيل ذأكره شيخ السلما‬
‫ابن تيمية في فتوى له ‪ ،‬فقال‪" :‬إذأا رأى هلل الصوما‬
‫وحده ‪ ،‬أو هلل الفطر وحده ‪ ،‬فهل عليه أن يصوما برؤية‬
‫نفسه ‪ ،‬أو يفطر برؤية نفسه ؟ أما ل يصوما ول يفطر إل‬
‫مع الناس ؟ على ثلثة أقوال ‪ ،‬هي ثلث رواياتا عن‬
‫أحمد" ‪.‬‬
‫ثم ذأكرها ‪ ،‬والذي يهمنا ذأكره منها قوله ‪" :‬والثالث يصوما‬
‫مع الناس ‪ ،‬ويفطر مع الناس ‪ ،‬وهذا أظهر القوال ‪ ،‬لقول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬صومكم يوما تصومون ‪،‬‬
‫وفطركم يوما تفطرون ‪ ،‬وأضحاكم يوما تضحون" ‪ .‬رواه‬
‫الترمذي وقال ‪ :‬حسن غريب ‪ .‬قال ‪ :‬وفسر بعض أهل‬
‫العلم هذا الحديث فقال ‪ :‬إنما معنى هذا الصرما والفطر‬
‫مع الجماعة وعظم الناس " ‪ .‬وهذا الحديث مخرج في‬
‫"الصحيحة" ‪ ،‬و "الرواء" من طرق عن أبي هريرةا ‪ ،‬فمن‬
‫شاء رجع إليها ‪ .‬ثم قال ابن تيمية‪ " :‬لكن من كان في‬
‫مكان ليس فيه غيره ‪ ،‬إذأا رآه صاما ‪ ،‬فإنه ليس هناك غيره"‬
‫‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬قضاء رمضان ل يجب على الفور ‪ ،‬بل‬


‫يجب وجوبا موسعا في أي وقت هل يصح‬
‫هذا القول بدليل حديث عائشة رضى الله عنها‬
‫أنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في‬
‫شعبان؟‬
‫هذا يتنافى مع قوله تعالى )وسارعوا إلى مغفرةا من‬
‫ربكم( آل عمران ‪ ، 133‬فالحق وجوب المبادرةا إلى القضاء حين‬
‫الستطاعة ‪ ،‬وهو مذهب ابن حزما ‪ ،‬وليس يصح في السنة‬
‫ما يعارض ذألك ‪.‬‬
‫وأما الستدلل على عدما الوجوب بقول ‪ " :‬فقد صح عن‬
‫عائشة أنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان ‪.‬‬
‫رواه أحمد ومسلم ‪ ،‬ولم تكن تقضيه عند قدرتها على‬
‫القضاء" ‪ .‬فليس بصواب ‪ ،‬لنه ليس في حديث عائشة أنها‬
‫كانت تقدر أن تقضيه فورا ‪ ،‬بل فيه عكس ذألك ‪ ،‬فإن لفظ‬
‫الحديث عند مسلم "كان يكون على الصوما من رمضان ‪،‬‬
‫فما أستطيع أن أقضيه إل في شعبان ‪ ،‬الشغل من رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬أو برسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم" ‪ .‬وهكذا أخرجه البخاري أيضا في صحيحه ‪ ،‬وفي‬
‫رواية لمسلم عنها قالت ‪" :‬إن كانت إحدانا لتفطر في‬
‫زامان رسول اللة صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فما تقدر على أن‬
‫تقضيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي‬
‫شعبان" ‪ .‬فالحديث بروايتيه صريح في أنها كانت ل‬
‫تسنطيع ‪ ،‬ول تقدر على القضاء قبل شعبان ‪ ،‬وفيه إشعار‬
‫بأنها لو استطاعت لما أخرته ‪ ،‬فهو حجة على من قال‬
‫بعدما المبادرةا ‪ ،‬ولذلك قال الزين بن المنير رحمه الله ‪:‬‬
‫"وظاهر صنيع عائشة يقتضي ايثار المبادرةا إلى القضاء ‪،‬‬
‫لول ما منعها من الشغل ‪ ،‬فيشعر بأن من كان بغير عذر ‪،‬‬
‫ل ينبغي له التأخير"‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يستحب تعجيل الفطور؟‬


‫لقد "كان صلى الله عليه وسلم إذأا كان صائما أمر رجل‬
‫فأوفى على نشز ‪ ,‬فإذأا قال ‪ :‬قد غابت الشمس أفطر"‬
‫ففي هذا الحديث اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالتعجيل‬
‫بالفطار بعد أن يتأكد صلى الله عليه وسلم من غروب‬
‫الشمس ‪ ,‬فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا ‪ ,‬فيخبره بغروب‬
‫الشمس ليفطر صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬و ما ذألك منه إل‬
‫تحقيقا منه لقوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬ل يزال الناس‬
‫بخير ما عجلوا الفطر"متفق عليه ‪ ,‬و هو مخرج في‬
‫"الرواء"‪.‬‬
‫و إن من المؤسف حقا أننا نرى الناس اليوما ‪ ,‬قد خالفوا‬
‫السنة ‪ ,‬فإن الكثيرين منهم يرون غروب الشمس بأعينهم ‪,‬‬
‫و مع ذألك ل يفطرون حتى يسمعوا أذأان البلد ‪ ,‬جاهلين ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬أنه ل يؤذأن فيه على رؤية الغروب ‪ ,‬و إنما على‬
‫التوقيت الفلكي‪.‬‬
‫و ثانيا ‪ :‬أن البلد الواحد قد يختلف الغروب فيه من موضع‬
‫إلى آخر بسبب الجبال و الوديان ‪ ,‬فرأينا ناسا ل يفطرون‬
‫و قد رأوا الغروب ! و آخرين يفطرون و الشمس بادية لم‬
‫تغرب لنهم سمعوا الذأان ! و الله المستعان! انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2081‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم تثبيت النية من النهار في رمضان‬


‫لمن بلغه الخبر بأن هلل رمضان رؤي البارحة؟‬
‫أن من وجب عليه الصوما نهارا ‪ ,‬كالمجنون يفيق ‪ ,‬و الصبي‬
‫يحتلم ‪ ,‬و الكافر يسلم ‪ ,‬و كمن بلغه الخبر بأن هلل‬
‫رمضان رؤي البارحة ‪ ,‬فهؤلء يجزيهم النية من النهار حين‬
‫الوجوب ‪ ,‬و لو بعد أن أكلوا أو شربوا ‪ ,‬فتكون هذه الحالة‬
‫مستثناةا من عموما قوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬من لم‬
‫يجمع الصياما قبل الفجر فل صياما له" ‪ ,‬و هو حديث صحيح‬
‫كما حققته في "صحيح أبي داود"‪ .‬و إلى هذا ذأهب ابن‬
‫حزما و ابن تيمية و الشوكاني و غيرهم من المحققين‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2624‬‬

‫س(‪ -‬لقد اختلف العلماء في قضاء رمضاء‬


‫فمنهم من قال بوجوب سرد القضاء ومنهم‬
‫من قال من شاء فرق ‪ ،‬ومن شاء تابع ‪.‬اي‬
‫القولين هو الصحيح؟‬
‫ل يصح في هذا الباب شئ ل سلبا ول إيجابا ‪ ،‬والمر‬
‫القرآني بالمسارعة يقتضي وجوب المتابعة إل لعذر ‪ ،‬وهو‬
‫مذهب ابن حزما‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫باب مبطلتا الصوما‬


‫س(‪ -‬هل الستمناء سواء أكان سببه تقبيل‬
‫الرجل لزوجته أو ضمها إليه ‪ ،‬أو كان باليد ‪،‬‬
‫يبطل الصوما ويوجب القضاء؟‬
‫ل دليل على البطال بذلك ‪ ،‬وإلحاقه بالجماع غير ظاهر ‪ ،‬ولذلك‬
‫قال الصنعاني ‪" :‬الظهر أنه ل قضاء ول كفارةا إل على من جامع ‪،‬‬
‫وإلحاق غير المجامع به بعيد" ‪ .‬وإليه مال الشوكاني ‪ ،‬وهو مذهب‬
‫ابن حزما ‪ ،‬فانظر المحلى‪.‬‬
‫ومما يرشدك إلى أن قياس الستمناء على الجماع قياس مع‬
‫الفارق ‪ ،‬أن بعض الذين قالوا به في الفطار لم يقولوا به في‬
‫الكفارةا ‪ ،‬قالوا ‪" :‬لن الجماع أغلظ ‪ ،‬والصل عدما الكفارةا" ‪ .‬انظر‬
‫المهذب مع شرحه للنووي‪ .‬فكذلك نقول نحن ‪ :‬الصل عدما‬
‫الفطار ‪ ،‬والجماع أغلظ من الستمناء ‪ ،‬فل يقاس عليه ‪ .‬فتأمل ‪.‬‬
‫وقال الرافعي‪ " :‬المني إن خرج بالستمناء أفطر ‪ ،‬لن اليلج من‬
‫غير إنزال مبطل ‪ ،‬فالنزال بنوع شهوةا أولى أن يكون مفطرا" ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لو كان هذا صحيحا ‪ ،‬لكان إيجاب الكفارةا في‬
‫الستمناء أولى من إيجابها على اليلج بدون إنزال ‪ ،‬وهم‬
‫ل يقولون أيضا بذلك ‪ .‬فتأمل تناقض القياسيين ! أضف‬
‫إلى ذألك مخالفتهم لبعض الثار الثابتة عن السلف في أن‬
‫المباشرةا بغير جماع ل تفطر ولو أنزل ‪ ،‬وقد ذأكرتا بعضها‬
‫في سلسلة الحاديث الصحيحة ‪ ،‬ومنها قول عائشة رضي‬
‫الله عنها لمن سالها ‪ :‬ما يحل للرجل من امرأته صائما ؟‬
‫قالت ‪" :‬كل شئ إل الجماع" ‪ .‬أخرجه عبد الرزااق في‬
‫مصنفه بسند صحيح ‪ ،‬كما قال الحافظ في الفتح ‪ ،‬واحتج‬
‫به ابن حزما ‪ .‬وترجم ابن خزيمة رحمه الله لبعض الحاديث‬
‫المشار إليها بقوله في صحيحه ‪" :‬باب الرخصة في‬
‫المباشرةا التي هي دون الجماع للصائم ‪ ،‬والدليل على أن‬
‫اسم الواحد قد يقع عل فعلين ‪ :‬أحدهما مباح ‪ ،‬والخر‬
‫محظور ‪ ،‬إذأ اسم المباشرةا قد أوقعه الله في نص كتابه‬
‫على الجماع ‪ ،‬ودل الكتاب على أن الجماع في الصوما‬
‫محظور ‪ ،‬قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ‪" :‬إن‬
‫الجماع يفطر الصائم" ‪ ،‬والنبي المصطفى صلى الله عليه‬
‫وسلم قد دل بفعله على أن المباشرةا التي هي دون‬
‫الجماع مباحة في الصوما غير" ‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما‬
‫المنة‪.‬‬
‫س(‪ -‬من أفطر عامدا متعمدا في نهار رمضان‬
‫بأكل أو شرب ‪ ،‬هل يشرع له قضاؤه أما ل؟‬
‫الظاهر الثاني ‪ ،‬وهو اختيار شيخ السلما ابن تيمية ‪ ،‬فقد‬
‫قال في "الختياراتا"‪" :‬ل يقضي متعمد بل عذر صوما ول‬
‫صلةا ‪ ،‬ول تصح منه ‪ ،‬وما روي أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أمر المجامع في رمضان بالقضاء ضعيف ‪ ،‬لعدول‬
‫البخاري ومسلم عنه"‪.‬‬
‫وهو مذهب ابن حزما ‪ ،‬و ‪ -‬رواه عن أبى بكر الصديق ‪،‬‬
‫وعمر بن الخطاب ‪ ،‬وعلي بن أبي طالب ‪ ،‬وابن مسعود ‪،‬‬
‫وأبي هريرةا ‪ ،‬فراجع "المحلى"‪.‬‬
‫لكن تعليل ابن تيمية ضعف حديث أمر المجامع في رمضان‬
‫بالقضاء بعدول البخاري ومسلم عنه ليس بشئ عندي ‪،‬‬
‫فكم من حديث عدل الشيخان عنه وهو صحيح ‪ ،‬والحق أنه‬
‫ثابت صحيح بمجموع طرقه كما قال الحافظ ابن حجر ‪،‬‬
‫وأحدها صحيح مرسل كما كنت بينته في تعليقي على‬
‫رسالة ابن تيمية في "الصياما" ‪ ،‬ثم في "إرواء الغليل" ‪،‬‬
‫فقضاء المجامع من تماما كفارته ‪ ،‬فل يلحق به غيره من‬
‫المفطرين عمدا ‪ ،‬ويبقى كلما الشيخ في غيره سليما‪.‬‬
‫قال ابن حزما ‪" :‬برهان ذألك أن وجوب القضاء في تعمد‬
‫القئ قد صح عن رسول الله ) ص ( كما ذأكرنا قبل ‪ ،‬ولم‬
‫يأتا في فساد الصوما بالتعمد للكل أو الشرب أو الوطء‬
‫نص بإيجاب القضاه ‪ ،‬لنما افترض تعالى رمضان ل غيره‬
‫على الصحيح المقيم العاقل البالغ ‪ ،‬فإيجاب صياما غيره‬
‫بدل منه ‪ ،‬إيجاب شرع لم يأذأن الله تعالى به ‪ ،‬فهو باطل ‪،‬‬
‫ول فرق بين أن يوجب الله تعالى صوما شهر مسمى ‪،‬‬
‫فيقول قائل ‪ :‬إن صوما غيره ينوب عنه بغير نص وارد في‬
‫ذألك ‪ ،‬وبين من قال ‪ :‬إن الحج إلى غير مكة ينوب عن الحج‬
‫إلى مكة ‪ ،‬والصلةا إلى غير الكعبة ‪ ،‬تنوب عن الصلةا إلى‬
‫الكعبة ‪ ،‬وهكذا في كل شئ ‪ ،‬قال الله تعالى ‪) :‬تلك حدود‬
‫الله فل تعتدوها( ‪ ،‬وقال تعالى ‪) :‬ومن يتغد حدود الله فقد‬
‫ظلم نفسه( " ‪.‬‬
‫ثم شرع يرد على المخالفين قياسهم كل مفطر بعمد على‬
‫المفطر بالقئ وعلى المجامع في رمضان ‪ .‬ثم روى مثل‬
‫قوله عن الخلفاء الراشدين حاشا عثمان ‪ ،‬وعن ابن مسعود‬
‫وأبي هريرةا ‪ .‬فراجعه‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن المجامع في رمضان قد صح أنه أمره صلى الله‬
‫عليه وسلم بالقضاء أيضا ‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫باب ما يباح للصائم فعله‬


‫س(‪ -‬هل يجوزا تقبيل الصائم لزوجته في‬
‫رمضان؟‬
‫وأ صصنا‬
‫م ص‬
‫صائ ه ء‬
‫و ص‬
‫ه ص‬ ‫قب ذل ههني ص‬
‫و ه‬ ‫ن يه ص‬ ‫قول عائشة رضى الله عنها ) ص‬
‫كا ص‬
‫ة( ‪ ،‬يدل على جوازا تقبيل الصائم لزوجته في رمضان‬ ‫م ء‬
‫صائ ه ص‬
‫ص‬
‫‪ ,‬وقد اختلف العلماء في ذألك على أكثر من أربعة أقوال ’‬
‫أرجحها الجوازا ‪ ,‬على أن يراعى حال المقبل ‪ ,‬بحيث إنه إذأا‬
‫كان شابا ا يخشى على نفسه أن يقع في الجماع الذي‬
‫يفسد عليه صومه ‪ ,‬امتنع من ذألك ‪ ,‬وإلى هذا أشارتا‬
‫السيدةا عائشة رضي الله عنها في الرواية التية عنها )‪..‬‬
‫وأيكم يملك إربه( ‪ ,‬بل قد روي ذألك عنها صريحا ا ‪ ,‬فقد‬
‫صللى‬ ‫أخرج الطحاوي عنها قالت )ربما قبلني رسول الله ص‬
‫م وباشرني وهو صائم ‪ ,‬أما أنتم ‪ ,‬فل بأس‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫به للشيخ الكبير الضعيف( ‪ ,‬ويؤيده قوله ص‬
‫م )دع ما يريبك إلى مال يريبك(‪.‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫ولكن ينبغي أن يعلم أن ذأكر الشيخ ليس على سبيل‬
‫التحديد ‪ ,‬بل المراد التمثيل بما هو الغالب على الشيوخ من‬
‫ضعف الشهوةا وإل ‪ ,‬فالضابط في ذألك قوةا الشهوةا‬
‫وضعفها ‪ ,‬أو ضعف الرادةا وقوتها‪.‬‬
‫وعلى هذا التفصيل تحمل الرواياتا المختلفة عن عائشة‬
‫رضي الله عنها ‪ ,‬فإن بعضها صريح عنها في الجوازا مطلقا ا‬
‫‪ ,‬كحديثها هذا ‪ ,‬ل سيما وقد خرج جوابا ا على سؤال عمرو‬
‫ل‬‫سو ه‬ ‫في صر ه‬ ‫م ه‬ ‫بن ميمون لها في بعض الرواياتا ‪ ,‬وقالت )ل صك ه ي‬
‫ة(الحزاب ‪ , 21‬وبعضها يدل على الجوازا حتى‬ ‫سن ص ء‬ ‫الل ل ه‬
‫ح ص‬ ‫وةاء ص‬ ‫س ص‬ ‫هأ ي‬ ‫ه‬
‫للشاب ‪ ,‬لقولها ‪) :‬وأنا صائمة( ‪ ,‬فقد توفي رسول الله‬
‫م وعمرها ‪ 18‬سنة‪.‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬
‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫ومثله ما حدثت به عائشة بنت طلحة أنها كانت عند عائشة‬
‫م فدخل عليها زاوجها عبد‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫زاوج النبي ص‬
‫الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ‪ ,‬وهو صائم ‪,‬‬
‫فقالت له عائشة ‪ :‬ما منعك أن تدنو من أهلك فتقبلها‬
‫وتلعبها ؟ فقال ‪ :‬أقبلها وأنا صائم ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬أخرجه‬
‫مالك وعنه الطحاوي ‪ ,‬بسند صحيح‪.‬‬
‫قال ابن حزما )عائشة بنت طلحة كانت أجمل نساء أهل‬
‫زامانها ‪ ,‬وكانت أياما عائشة هي وزاوجها فتيين في عنفوان‬
‫الحداثة(‪.‬‬
‫وهذا ومثله محمول على أنها كانت تأمن عليهما ‪ ,‬ولهذا‬
‫قال الحافظ في الفتح بعد أن ذأكر هذا الحديث من طريق‬
‫النسائي ‪] :‬فقال ‪ :‬وأنا صائم ؟ فقبلني[ ‪) :‬وهذا يؤيد ما‬
‫قدمناه أن النظر في ذألك لمن ل يتاثر بالمباشرةا والتقبيل‬
‫‪ ,‬ل للتفرقة بين الشاب والشيخ ‪ ,‬لن عائشة كانت شابة‬
‫نعم لما كان الشاب مظنة لهيجان الشهوةا ‪ ,‬فرق من فرق‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.219‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم مباشرةا الصائم زاوجته؟‬


‫شهر‬
‫وي هصبا ه‬
‫م ص‬
‫صائ ه ء‬
‫و ص‬
‫ه ص‬‫و ه‬
‫ل ص‬ ‫ن يه ص‬
‫قب ذ ه‬ ‫كا ص‬ ‫ورد عن عائشة انها قالت ) ص‬
‫ص‬
‫ه( ‪ ،‬ومرادها رضي الله عنها‬ ‫م هل هيرب ه ه‬ ‫مل صك هك ه ي‬‫نأ ي‬ ‫كا ل‬
‫و ه‬ ‫م ص‬‫صائ ه ء‬
‫و ص‬
‫ه ص‬
‫و ه‬
‫ص‬
‫ا‬
‫م كان غالبا لهواه ‪ ,‬والرب ‪:‬‬ ‫ل‬
‫سل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫ص‬
‫علي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫ل‬
‫صلى الل ه‬ ‫ل‬ ‫أن النبي ص‬
‫هو بفتح الهمزةا أو كسرها ‪ ,‬قال ابن الثير ‪) :‬وله تأويلن ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنه الحاجة ‪ ,‬والثاني ‪ :‬أنه أرد به العضو ‪ ,‬وعنت به‬
‫من العضاء الذكر خاصة ‪ ,‬وهو كناية عن المجامعة(‪.‬‬
‫قال في المرقاةا ‪) :‬وأما ذأكر الذكر ‪ ,‬فغير ملئم للنثى ‪ ,‬ل‬
‫سيما في حضور الرجال( ‪ ,‬وراجع تماما البحث فيه‪.‬‬
‫وفي الحديث جوازا المباشرةا من الصائم‪ ,‬وقد اختلفوا في‬
‫المراد منها هنا فقال القاري ‪) :‬قيل ‪ :‬هي مس الزوج‬
‫المرأةا فيما دون الفرج ‪ ,‬وقيل ‪ :‬هي القبلة واللمس‬
‫باليد(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ول شك أن القبلة ليست مرادةا بالمباشرةا هنا ‪ ,‬لن‬
‫الواو تفيد المغايرةا ‪ ,‬فلم يبق إل أن يكون المراد بها إما‬
‫القول الول أو اللمس باليد ‪ ,‬والول هو الرجح لمرين‪:‬‬
‫ت إحدانا إذأا كانت‬ ‫كان ص ي‬ ‫الول ‪ :‬حديث عائشة الخر قالت ‪ ) :‬ص‬
‫ص‬ ‫ضا ص ص‬
‫ها‬
‫شصر ص‬ ‫ن ي هصبا ه‬ ‫مأ ي‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ه ص‬ ‫ل الل ل ه‬ ‫سو ه‬ ‫فأصرادص صر ه‬ ‫حائ ه ا‬ ‫ص‬
‫ه‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ها ص‬ ‫في ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫م‬‫وأي لك ي‬ ‫ت ص‬ ‫قال ي‬ ‫شهر ص‬ ‫م ي هصبا ه‬ ‫ها ث ه ل‬‫ضت ه ص‬‫حي ي ص‬‫ر ص‬ ‫و ه‬‫ف ي‬ ‫زصر ه‬ ‫ن ت صت ل ه‬ ‫ها أ ي‬ ‫مصر ص‬ ‫أ ص‬
‫ه؟( ‪.‬رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬ ‫ك إ هيرب ص ه‬ ‫مل ه ه‬‫يص ي‬
‫فإن المباشرةا هنا هي المباشرةا في حديث الصياما ‪ ,‬فإن‬
‫اللفظ واحد ‪ ,‬والدللة واحدةا ‪ ,‬والرواية واحدةا أيضاا‪.‬‬
‫بل إن هناك ما يؤيد المعنى المذكور ‪ ,‬وهو المر الخر ‪,‬‬
‫وهو أن السيدةا عائشة رضي الله عنها قد فسرتا المباشرةا‬
‫بما يدل على هذا المعنى ‪ ,‬وهو قولها في رواية عنها‬
‫عهني‬ ‫وابا ي ص ي‬ ‫ها ث ص ي‬‫وب صي ين ص ص‬‫ه ص‬ ‫ل ب صي ين ص ه‬‫ع ه‬‫ج ص‬ ‫م يص ي‬‫م ثه ل‬ ‫صائ ه ء‬ ‫و ص‬
‫ه ص‬ ‫و ه‬
‫شهر ص‬ ‫ن ي هصبا ه‬ ‫) ص‬
‫كا ص‬
‫ج(‪.‬‬ ‫فير ص‬ ‫ال ي ص‬
‫وفي هذا الحديث فائدةا هامة ‪ ,‬وهو تفسير المباشرةا ‪ ,‬بأنه‬
‫مس المرأةا فيما دون الفرج ‪ ,‬فهو يؤيد التفسير الذي‬
‫سبق نقله عن القاري ‪ ,‬وإن كان حكاه بصيغة التمريض‬
‫]قيل[ ‪ ,‬فهذا الحديث يدل على أنه قول معتمد ‪ ,‬وليس في‬
‫أدلة الشريعة ما ينافيه ‪ ,‬بل قد وجدنا في أقوال السلف ما‬
‫يزيده قوةا ‪ ,‬فمنهم راوية الحديث عائشة نفسها رضي الله‬
‫عنها ‪ ,‬فروى الطحاوي بسند عن حكيم بن عقال أنه قال‬
‫)سألت عائشة ما يحرما علي من امرأتي وأنا صائم ؟ قالت‬
‫فرجها(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪، 220‬‬
‫‪.221‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا السواك للصائم؟‬


‫للصائم السواك في أي وقت شاء أول النهار أو آخره‬
‫لعموما قوله صلى الله عليه وسلم لول أن أشق على أمتي‬
‫لمرتهم بالسواك عند كل صلةا ‪ .‬متفق عليه وهو مخرج‬
‫في الرواء ‪ .‬وروى الطبراني بإسناد يحتمل التحسين عن‬
‫عبد الرحمن بن غنم قال سألت معاذأ بن جبل أأتسوك وأنا‬
‫صائم قال نعم قلت أي النهار أتسوك قال أي النهار شئت‬
‫غدوةا أو عشية قلت إن الناس يكرهونه عشية ويقولون إن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخلوف الصائم‬
‫أطيب عند الله من ريح المسك فقال سبحان الله لقد‬
‫أمرهم بالسواك وهو يعلم أنه لبد أن يكون بفي الصائم‬
‫خلوف وإن استاك وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا‬
‫أفواههم عمدا ما في ذألك من الخير شيء بل فيه شر إل‬
‫من ابتلى ببلء ل يجد منه بدا قلت والغبار في سبيل الله‬
‫أيضا كذلك إنما يؤجر من اضطر إليه وليجد عنه محيصا‬
‫قال نعم فأما من ألقى نفسه في البلء عمدا فما له من‬
‫أجر ‪ .‬وقال الحافظ في التلخيص إسناده جيد ‪.‬‬
‫ثم قال الزيلعي )ويدخل فيه أيضا ه من تكليف الدوران ‪,‬‬
‫وكثرةا المشي إلى المساجد ‪ ,‬بالنسبة إلى قوله صلى الله‬
‫عليه وسلم )وكثرةا الخطا إلى المساجد( ‪ ,‬ومن يصنع في‬
‫طلوع الشيب في شعره بالنسبة إلى قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم )من شاب شيبة في السلما( ‪ ,‬إنما يؤجر عليهما من‬
‫بلي بهما(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.401‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم الكحل و الحقن للصائم؟‬


‫حديث )ليتقه الصائم ‪ ,‬يعني الكحل( حديث منكر و منه‬
‫يتبين أن الصواب أن الكحل ل يفطر الصائم ‪ ,‬فهو بالنسبة‬
‫إليه كالسواك يجوزا أن يتعاطاه في أي وقت شاء ‪ ,‬خلفا‬
‫لما دل عليه هذا الحديث الضعيف الذي كان سببا مباشرا‬
‫لصرف كثير من الناس عن الخذ بالصواب الذي دل عليه‬
‫التحقيق العلمي ‪ ,‬و لذلك عنيت ببيان حال إسناده ‪ ,‬و‬
‫مخالفته للفقه الصحيح ‪ ,‬والله الموفق ‪.‬‬
‫و مما سبق يمكننا أن نأخذ حكم ما كثر السؤال عنه في‬
‫هذا العصر ‪ ,‬و طال النزاع فيه ‪ .‬أل و هو حكم الحقنة‬
‫)البرةا( في العضل أو العرق ‪ ,‬فالذي نرجحه أنه ل يفطر‬
‫شيء من ذألك ‪ ,‬إل ما كان المقصود منه تغذية المريض ‪,‬‬
‫فهذه وحدها هي التي تفطر والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1014‬‬

‫س(‪ -‬هل من طلع الفجر وفي فمه طعاما وجب‬


‫عليه أن يلفظه ؟‬
‫هذا تقليد لبعض الكتب الفقهية ‪ ،‬وهو مما ل دليل عليه‬
‫في السنة المحمدية ‪ ،‬بل هو مخالف لقوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪" :‬إذأا سمع أحدكم النداء والناء على يده ‪ ،‬فل يضه‬
‫حتى يقضي حاجته منه" أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم ‪،‬‬
‫وصححه هو والذهبي ‪ ،‬وأخرجه ابن حزما ‪ ،‬وزااد ‪" :‬قال‬
‫عمار )يعني ‪ :‬ابن أبي عمار راويه عن أبي هريرةا( ‪ :‬وكانوا‬
‫يؤذأنون إذأا بزغ الفجر" ‪ .‬قال حماد )يعني ‪ :‬ابن سلمة( عن‬
‫هشاما بن عروةا ‪ :‬كان أبي يفتي بهذا ‪ .‬وإسناده صحيح على‬
‫شرط مسلم ‪ .‬وله شواهد ذأكرتها في "التعليقاتا الجياد" ‪،‬‬
‫ثم في "الصحيحة" ‪ ،‬وفيه دليل على أن من طلع عليه‬
‫الفجر وإناء الطعاما أو الشراب على يده ‪ ،‬أنه يجوزا له أن ل‬
‫يضعه حتى يأخذ حاجته منه ‪ ،‬فهذه الصورةا مستثناةا من‬
‫الية ‪) :‬وكلوا واشرلوا حتى يتبيق لكم الخيط البيض من‬
‫الخيط السود من الفجر( ‪ ،‬فل تعارض بينها وما في معناها‬
‫من الحاديث ‪ ،‬وبين هذا الحديث ‪ ،‬ول إجماع يعارضه ‪ ،‬بل‬
‫ذأهب جماعة من الصحابة وغيرهم إلى أكثر مما أفاده‬
‫الحديث ‪ ،‬وهو جوازا السحور إلى أن يتضح الفجر ‪ ،‬وينتشر‬
‫البياض في الطرق ‪ ،‬راجع الفتح‪ .‬لن من فوائد هذا‬
‫الحديث إبطال بدعة المساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة ؟‬
‫لنهم إنما يفعلون ذألك خشية أن يدركهم أذأان الفجر وهم‬
‫يتسحرون ‪ ،‬ولو علموا هذه الرخصة لما وقعوا في تلك‬
‫البدعة ‪ .‬فتأمل ‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا الصوما في السفر؟‬


‫ل يجوزا الصوما في السفر إذأا كان يضر بالصائم ‪ ,‬و عليه‬
‫يحمل قوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬ليس من البر الصياما‬
‫في السفر" و قوله ‪" :‬أولئك هم العصاةا" ‪ ,‬و فيما سوى‬
‫ذألك فهو مخير إن شاء صاما و إن شاء أفطر ‪ ,‬و هذا خلصة‬
‫ما تدل عليه أحاديث الباب ‪ ,‬فل تعارض بينها و الحمد لله‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2595‬‬

‫باب الصياما المندوب‬


‫س(‪ -‬هل ثبت وصول ثواب القرب إلى جميع‬
‫الموتى؟‬
‫د‬
‫حي ه‬‫و ه‬ ‫ن أص ص‬
‫قلر هبالت ل ي‬ ‫و ص‬
‫كا ص‬ ‫فل ص ي‬
‫ك ص‬‫ما أ صهبو ص‬ ‫ص‬
‫م )أ ل‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫قوله ص‬
‫ك( دليل واضح على أن‬ ‫ه ذأصل ه ص‬‫ع ه‬‫ف ص‬ ‫ه نص ص‬
‫عن ي ه‬
‫ت ص‬ ‫ق ص‬ ‫صدل ي‬‫وت ص ص‬
‫ت ص‬‫م ص‬
‫ص ي‬ ‫ص‬
‫ف ه‬
‫الصدقة والصوما تلحق الوالد ومثله الوالدةا بعد موتهما إذأا‬
‫كانا مسلمين ‪ ,‬ويصل إليهما ثوابها بدون وصية منهما ‪,‬‬
‫ولما كان الولد من سعي الوالدين ‪ ,‬فهو داخل في عموما‬
‫قوله تعالى ‪ ) :‬ص‬
‫عى(النجم ‪ , 39‬فل‬ ‫س ص‬‫ما ص‬ ‫ن إ هلل ص‬‫سا ه‬ ‫س ل هيل هن ي ص‬ ‫ن ل صي ي ص‬ ‫وأ ي‬ ‫ص‬
‫داعي إلى تخصيص هذا العموما بالحديث وما ورد في معناه‬
‫في الباب ‪ ,‬مما أورده المجد ابن تيمية في "المنتقى" كما‬
‫فعل البعض‪.‬‬
‫واعلم أن الحاديث التي ساقها في الباب هي خاصة بالب‬
‫أو الما من الولد فالستدلل بها على وصول ثواب القرب‬
‫إلى جميع الموتى كما ترجم لها المجد ابن تيمية بقوله "‬
‫باب وصول ثواب القرب المهداةا إلى الموتى " غير صحيح‬
‫لن الدعوى أعم من الدليل ‪ ,‬ولم يأتا دليل يدل دللة عامة‬
‫على انتفاع عموما الموتى من عموما أعمال الخير التي‬
‫تهدى إليهم من الحياء ‪ ,‬اللهم إل في أمور خاصة ذأكرها‬
‫الشوكاني في نيل الوطار ‪ ,‬ثم الكاتب في كتابه "أحكاما‬
‫الجنائز وبدعها" ‪ ,‬وقد يسر الله – والحمد لله – طبعه ‪ ,‬من‬
‫ذألك الدعاء للموتى ‪ ,‬فإنه ينفعهم إذأا استجابه الله تبارك‬
‫وتعالى ‪ ,‬فاحفظ هذا تنج من الفراط والتفريط في هذه‬
‫المسألة‪.‬‬
‫وخلصة ذألك أن للولد أن يتصدق ويصوما ويحج ويعتمر‬
‫ويقرأ القرآن عن والديه ‪ ,‬لنه من سعيهما ‪ ,‬وليس له ذألك‬
‫عن غيرهما ‪ ,‬إل ما خصه الدليل مما سبقت الشارةا إليه ‪,‬‬
‫والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.84‬‬

‫باب الياما المنهي عن الصياما فيها‬


‫س(‪ -‬هل يحرما صياما يوما عرفة على الحاج؟‬
‫حديث )نهى عن صوما يوما عرفة بعرفة( حديث ضعيف فل يغتر به‬
‫جاهل ‪ ,‬فيحرما به صياما يوما عرفة على الحاج ‪ ,‬تمسكا ه بظاهر‬
‫النهي ‪ ,‬وإل فالحب إلينا أن يفطر الحاج هذا اليوما ‪ ,‬لنه أقوى له‬
‫على أداء النسك ‪ ,‬ولنه هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم من‬
‫فعله في حجة الوداع‪.‬‬
‫انظر رسالتنا )حجة النبي صلى الله عليه وسلم( وإليه يشير كلما‬
‫أحمد رحمه الله ‪ ,‬فقد قال ابنه عبد الله بن أحمد في مسائله سألت‬
‫أبي عن الرجل يصوما تطوعا في السفر فهل يأثم لقول رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصوما في السفر فقال‬
‫إن صاما في سفر صوما فريضة أجزأه ول يعجبني أن يصوما تطوعا‬
‫ول فريضة في سفر‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث‬
‫رقم ‪.404‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم صياما الدهر؟‬


‫قد ثبت النهي عن صياما الدهر في غيرما حديث عنه صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬حتى قال صلى الله عليه وسلم في رجل يصوما الدهر‬
‫‪):‬وددتا أنه لم يطعم الدهر(رواه النسائي بسند صحيح‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.459‬‬

‫س(‪ -‬هل من أفطر يومي العيد وأياما التشريق‬


‫وصاما بقية الياما ‪ ،‬انتفت الكراهة صياما الدهر؟‬
‫هذا التأويل خلف ظاهر الحديث ‪" :‬ل صاما من صاما البد" ‪ ،‬وقوله ‪:‬‬
‫"ل صاما ول أفطر" ‪ ،‬وقد بين ذألك العلمة ابن القيم في زااد المعاد‬
‫بما يزيل كل شبهة ‪ ،‬فقال رحمه الله ‪" :‬وليس مراده بهذا من صاما‬
‫الياما المحرمة ‪ . ". . .‬وذأكر نحوه الحافظ في "الفتح"‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم صياما يوما السبت؟‬


‫ك( ‪،‬‬‫عل صي ي ه‬
‫وصل ص‬ ‫ت صل ل ص ه‬
‫ك ص‬ ‫سب ي ه‬
‫وما ه ال ل‬
‫ما ي ص ي‬
‫صصيا ص‬
‫قال عليه الصلةا والسلما ) ه‬
‫ا‬
‫والحديث ظاهره النهي عن صوما السبت مطلقا إل في الفرض ‪,‬‬
‫وقد ذأهب إليه قوما من أهل العلم كما حكاه الطحاوي ‪ ,‬وهو صريح‬
‫في النهي عن صومه مفردا ا ‪ ,‬ول أرى فرقا ا بين صومه – ولو صادف‬
‫يوما عرفة أو غيره من الياما المفضلة – وبين صوما يوما من أياما‬
‫العيد إذأا صادف يوما الثنين أو الخميس ‪ ,‬لعموما النهي ‪ ,‬وهذا قول‬
‫الجمهور فيما يتعلق بالعيد ‪ ,‬كما في المحلى ‪ ,‬وبسط القول في‬
‫هذه المسألة ل مجال له الن ‪ ,‬فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله‬
‫تعالى‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.225‬‬

‫باب زاكاةا الفطر‬


‫س(‪ -‬هل قبول صوما رمضان متوقف على‬
‫إخراج الفطر ‪ ,‬فمن لم يخرجها لم يقبل‬
‫صومه؟‬
‫أن حديث )شهر رمضان معلق بين السماء والرض ‪ ,‬ول‬
‫يرفع إلى الله ‪ ,‬إل بزكاةا الفطر( لو صح لكان ظاهر‬
‫الدللة على أن قبول صوما رمضان متوقف على إخراج‬
‫الفطر ‪ ,‬فمن لم يخرجها لم يقبل صومه ‪ ,‬ول أعلم أحدا ا‬
‫من أهل العلم يقول به ‪ ,‬والتأويل الذي نقلته آنفا ا عن‬
‫المقدسي بعيد حدا ا عن ظاهر الحديث على التأويل فرع‬
‫التصحيح ‪ ,‬والحديث ليس بصحيح‪.‬‬
‫أقول هذا ‪ ,‬وأنا أعلم أن بعض المفتين ينشر هذا الحديث‬
‫على الناس كلما أتى شهر رمضان ‪ ,‬وذألك من التساهل‬
‫الذي كنا نطمع في أن يحذروا الناس منه ‪ ,‬فضل ا عن أن‬
‫يقعوا فيه هو أنفسهم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة‬
‫الحديث رقم ‪.43‬‬

‫كتاب الحج‬
‫س(‪ -‬بما تنصح من أراد الحج؟‬
‫ننصح كل من أراد الحج أن يدرس مناسك الحج على ضوء‬
‫الكتاب والسنة قبل أن يباشر أعمال الحج ليكون تاما‬
‫مقبول عند الله تبارك وتعالى‪.‬‬
‫وإنما قلت ‪ :‬على الكتاب والسنة لن المناسك قد وقع‬
‫فيها من الخلف ‪ -‬مع السف ‪ -‬ما وقع في سائر العباداتا‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من كتاب حجة النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل من تماما الحج أن تحرما من دار أهلك؟‬


‫حديث )من تماما الحج أن تحرما من دويرةا أهلك( منكر ‪ ،‬وما‬
‫أحسن ما ذأكره الشاطبي رحمه الله في "العتصاما" ومن‬
‫قبله الهروي في "ذأما الكلما" عن الزبير بن بكار قال ‪:‬‬
‫حدثني سفيان بن عيينة قال ‪) :‬سمعت مالك بن أنس ‪,‬‬
‫وأتاه رجل ‪ ,‬فقال ‪ :‬يا ابا عبد الله ‪ ,‬من أين أحرما ؟ قال ‪:‬‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫من ذأي الحليفة ‪ ,‬من حيث أحرما رسول الله ص‬
‫م ‪ ,‬فقال ‪ :‬إني أريد أن أحرما من المسجد عند القبر ‪,‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫قال ‪ :‬ل تفعل ‪ ,‬فإني أخشى عليك الفتنة ‪ ,‬فقال ‪ :‬وأي‬
‫فتنة في هذه ؟ إنما هي أميال أزايدها ‪ ,‬قال ‪ :‬وأي فتنة‬
‫أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول‬
‫م ؟ إني سمعت الله يقول ‪:‬‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬
‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫الله ص‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫و‬
‫ةأ ي‬‫فت ين ص ء‬
‫م ه‬‫ه ي‬
‫صيب ص ه‬
‫ه أن ت ه ه‬
‫ر ه‬
‫م ه‬
‫نأ ي‬‫ع ي‬
‫ن ص‬ ‫فو ص‬‫خال ه ه‬‫ن يه ص‬ ‫ذي ص‬ ‫ر ال ل ه‬
‫حذص ه‬ ‫فل يي ص ي‬‫) ص‬
‫م(النور ‪. 63‬‬ ‫ص‬ ‫ع ص‬
‫ب أهلي ء‬ ‫ذا ء‬ ‫م ص‬ ‫ه ي‬‫صيب ص ه‬ ‫يه ه‬
‫فانظر مبلغ أثر الحاديث الضعيفة في مخالفة الحاديث‬
‫الصحيحة والشريعة المستقرةا ‪ ,‬ولقد رأيت بعض مشايخ‬
‫الفغان هنا في دمشق في إحرامه ‪ ,‬وفهمت منه أنه أحرما‬
‫من بلده ‪ ,‬فلما أنكرتا ذألك عليه احتج علي بهذا الحديث ‪,‬‬
‫ولم يدر المسكين أنه ضعيف ل يحتج به لمخالفته سنة‬
‫المواقيت المعروفة ‪ ,‬وهذا مما صرح به الشوكاني في‬
‫"السيل الجرار"‪.‬‬
‫ونحو هذا الحديث التي ‪):‬من أهل بحجة أو عمرةا من‬
‫المسجد القصى إلى المسجد الحراما غفر له ما تقدما من‬
‫ذأنبه وما تأخر ‪ ,‬أو وجبت له الجنة( حديث ضعيف ‪ ،‬قال‬
‫السندي ‪ ,‬وتبعه الشوكاني ‪) :‬يدل على جوازا تقديم الحراما‬
‫على الميقاتا(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كل ‪ ,‬بل دللته أخص من ذألك ‪ ,‬أعني أنه إنما يدل‬
‫على أن الحراما من بيت المقدس خاصة أفضل من الحراما‬
‫من المواقيت ‪ ,‬وأما غيره من البلد ‪ ,‬فالصل الحراما من‬
‫المواقيت المعروفة ‪ ,‬وهو الفضل ‪ ,‬كما قرره الصنعاني‬
‫في "سبل السلما" ‪ ,‬وهذا على فرض صحة الحديث ‪ ,‬أما‬
‫وهو لم يصح ‪ ,‬فبيت المقدس كغيره في هذا الحكم ‪ ,‬لما‬
‫سبق بيانه قبل حديث ‪ ,‬ول سيما أنه قد روي ما يدل عليه‬
‫بعمومه ‪ ,‬وهو ‪) :‬ليستمتع أحدكم بحله ما استطاع ‪ ,‬فإنه ل‬
‫يدري ما يعرض في إحرامه(حديث ضعيف‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.211 ، 210‬‬

‫س(‪ -‬ايهما افضل الحج ماشيا اما راكبا؟‬


‫لقد صح أنه عليه الصلةا والسلما حج راكبا فلو كان الحج‬
‫ماشيا أفضل لختاره الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫ولذلك ذأهب جمهور العلماء إلى أن الحج راكبا أفضل ‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.495‬‬

‫س(‪ -‬هل العمرةا بعد الحج؟‬


‫العمرةا بعد الحج إنما هي للحائض التي تتمكن من التيان‬
‫بعمرةا الحج بين يدي الحج‪ ،‬لنها حاضت‪ ،‬كما علمت من‬
‫قصة عائشة هذه‪ ،‬فمثلها من النساء إذأا أهلت بعمرةا الحج‬
‫كما فعلت هي رضي الله عنها‪ ،‬ثم حال بينها وبين إتمامها‬
‫الحيض‪ ،‬فهذه يشرع لها العمرةا بعد الحج‪ ،‬فما يفعله اليوما‬
‫جماهير الحجاج من تهافتهم على العمرةا بعد الحج‪ ،‬مما ل‬
‫نراه مشروعاا‪ ،‬لن أحدا ا من الصحابة الذين حجوا معه صلى‬
‫الله عليه وسلم لم يفعلها‪ .‬بل إنني أرى أن هذا من تشبه‬
‫الرجال بالنساء‪ ،‬بل بالحيض منهن ! ولذلك جريت على‬
‫تسمية هذه العمرةا بـ)عمرةا الحائض( بيانا ا للحقيقة‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1984‬‬

‫س(‪ -‬هل المسلم إذأا حج ثم ارتد ثم عاد إلى‬


‫السلما ‪ ,‬يحبط حجه ‪ ,‬و يجب عليه إعادته؟‬
‫أن المسلم إذأا حج ثم ارتد ثم عاد إلى السلما ‪ ,‬لم يحبط‬
‫حجه ‪ ,‬ولم يجب عليه إعادته ‪ ,‬وهو مذهب الماما الشافعي ‪,‬‬
‫وأحد قولي الليث بن سعد ‪ ,‬واختاره ابن حزما وانتصر له‬
‫بكلما جيد متين‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.248‬‬

‫سللم‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫س(‪ -‬هل زايارةا قبر النبي ص‬
‫واجبة للحاج؟‬
‫حديث )من حج البيت ‪ ,‬ولم يزرني ‪ ,‬فقد جفاني( موضوع ‪،‬‬
‫سل ل ص‬
‫م‬ ‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ومما يدل على وضعه أن جفاء النبي ص‬
‫من الكبائر ‪ ,‬إن لم يكن كفرا ا ‪ ,‬وعليه فمن ترك زايارته‬
‫م يكون مرتكبا ا لذنب كبير ‪ ,‬وذألك‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬
‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫يستلزما أن الزيارةا واجبة كالحج ‪ ,‬وهذا مما ل يقوله مسلم‬
‫م وإن كانت من‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫‪ ,‬ذألك لن زايارته ص‬
‫القرباتا ‪ ,‬فإنها ل تتجاوزا عند العلماء حدود المستحباتا ‪,‬‬
‫سل ل ص‬
‫م‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫فكيف يكون تاركها مجافيا ا للنبي ص‬
‫ومعرضا ا عنه؟‬
‫صللى‬ ‫واعلم أنه قد جاءتا أحاديث أخرى في زايارةا قبره ص‬
‫م ‪ ,‬وقد ساقها كلها السبكي في "الشفاء" ‪,‬‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫الل ل ه‬
‫ه ص‬
‫وكلها واهية ‪ ,‬وبعضها أوهى من بعض ‪ ,‬وهذا أجودها كما‬
‫قال شيخ السلما ابن تيمية في كتابه التي ذأكره ‪ ,‬وقد‬
‫تولى بيان ذألك الحافظ ابن عبد الهادي في الكتاب المشار‬
‫إليه آنفا ا بتفصيل وتحقيق ل تراه عند غيره ‪ ,‬فليرجع إليه‬
‫من شاء‪.‬‬
‫وقال شيخ السلما ابن تيمية في "القاعدةا الجليلة" ‪:‬‬
‫)أحاديث زايارةا قبره كلها ضعيفة ل يعتمد على شىء منها‬
‫في الدين‪ .‬ولهذا لم يرو أهل الصحاح والسنن شيئا ا منها‪،‬‬
‫وإنما يرويها من يروى الضعاف كالدارقطنى والبزار‬
‫وغيرهما(‪.‬‬
‫ثم ذأكر هذا الحديث ‪ ,‬ثم قال ‪) :‬فإن هذا كذبه ظاهر مخالف‬
‫لدين المسلمين‪ ،‬فإن من زااره في حياته وكان مؤمنا ا به‬
‫كان من أصحابه‪ ،‬ل سيما إن كان من المهاجرين إليه‬
‫المجاهدين معه‪ ،‬وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال ‪):‬ل تسبوا أصحابي‪ ،‬فوالذى نفسي بيده لو أنفق‬
‫صيفه( أخرجاه‬ ‫أحدكم مثل أحد ذأهبا ا ما بلغ ما أحدهم ول ن ص ه‬
‫في الصحيحينوالواحد من بعد الصحابة ل يكون مثل‬
‫الصحابة بأعمال مأمور بها واجبة كالحج والجهاد والصلواتا‬
‫الخمس والصلةا عليه‪ ،‬فكيف بعمل ليس بواجب باتفاق‬
‫م" بل ول‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫المسلمين "يعني زايارةا قبره ص‬
‫شرع السفر إليه‪ ،‬بل هو منهي عنه وأما السفر إلى‬
‫مسجده للصلةا فيه فهو مستحب(‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬يظن كثير من الناس أن شيخ السلما ابن تيمية ومن‬
‫صللى الل ل ه‬
‫ه‬ ‫نحى نحوه من السلفيين يمنع من زايارةا قبره ص‬
‫م وهذا كذب وافتراء ‪ ,‬وليست هذه أول فرية‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫على ابن تيمية رحمه الله تعالى وعليهم ‪ ,‬وكل من اطلع‬
‫على كتب ابن تيمية يعلم أنه يقول بمشروعية زايارةا قبره‬
‫م واستحبابها إذأا لم يقرن بها شيء‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫من المخالفاتا والبدع ‪ ,‬مثل شد الرحل ‪ ,‬والسفر إليها ‪,‬‬
‫م ‪) :‬ل تشد الرحال إل إلى‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫لعموما قوله ص‬
‫ثلثة مساجد(‪.‬‬
‫والمستثنى منه في هذا الحديث ليس هو المساجد فقط –‬
‫كما يظن كثيرون – بل هو كل مكان يقصد للتقرب إلى الله‬
‫فيه ‪ ,‬سواء كان مسجدا ا ‪ ,‬أو قبرا ا ‪ ,‬أو غير ذألك ‪ ,‬بدليل ما‬
‫رواه أبوهريرةا قال "في حديث له"‪ :‬فلقيت بصرةا بن أبي‬
‫بصرةا الغفاري ‪ ,‬فقال من أين أقبلت ؟ فقلت ‪ :‬من الطور‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت ‪ ,‬سمعت‬
‫م يقول ‪) :‬ل تعمل المطي‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫رسول الله ص‬
‫إل إلى ثلثة مساجد‪(.....‬الحديث ‪ ,‬أخرجه أحمد وغيره بسند‬
‫صحيح ‪ ,‬وهو مخرج في "أحكاما الجنائز"‪.‬‬
‫فهذا دليل صريح على أن الصحابة فهموا الحديث على‬
‫عمومه ‪ ,‬ويؤيده أنه لم ينقل عن أحد منهم أنه شد الرحل‬
‫لزيارةا قبر ما ‪ ,‬فهم سلف ابن تيمية في هذه المسألة ‪,‬‬
‫فمن طعن فيه ‪ ,‬فإنما يطعن في السلف الصالح رضي الله‬
‫عنهم ‪ ,‬ورحم الله من قال ‪ :‬وكل خير في اتباع من سلف‬
‫وكل شر في ابتداع من خلف ‪.‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.47 ، 45‬‬

‫س(‪ -‬هل يحل للحاج بعد رميه لجمرةا العقبة‬


‫كل محظوراتا الحراما؟‬
‫قال عليه الصلةا والسلما )إذأا رميتم الجمرةا ‪ ,‬فقد حل‬
‫لكم كل شئ إل النساء( ‪ ،‬وفي الحديث دللة ظاهرةا على‬
‫ل له بالرمي لجمرةا العقبة كل محظور من‬ ‫أن الحاج يح ل‬
‫محظوراتا الحراما إل الوطء للنساء ؛ فإنه ل يحل له‬
‫بالجماع‪.‬‬
‫وما دل عليه الحديث عزاه الشوكاني للحنفية والشافعية‬
‫والعترةا ‪ ،‬والمعروف عن الحنفية أن ذألك ل يح ل‬
‫ل إل بعد‬
‫الرمي والحلق ‪ ،‬واحتج لهم الطحاوي بحديث عمرةا عن‬
‫عائشة المتقدما وهو مثل حديث ابن عباس هذا ‪ ،‬لكن‬
‫بزيادةا )وذأبحتم وحلقتم( ‪ ،‬وهو ضعيف ؛ ل حجة فيه ‪ ،‬ل‬
‫ل كل شيء إل‬ ‫سيما مع مخالفته لحديثها الصحيح )ح ي‬
‫النساء( ‪ ،‬الذي احتجت به على قول عمر )إذأا رميتم الجمرةا‬
‫ل لكم كل شيء إل‬ ‫بسبع حصياتا ‪ ،‬وذأبحتم وحلقتم فقد ح ي‬
‫النساء والطيب( ‪ ،‬الموافق لمذهبهم‪.‬‬
‫نعم ؛ ذأكر ابن عابدين في "حاشيته" على "البحر الرائق"‬
‫عن أبي يوسف ما يوافق ما حكاه الشوكاني عن الحنفية ؛‬
‫فالظاهر أن في مذهبهم خلفا ا ‪ ،‬وقول أبي يوسف هو‬
‫الصواب ؛ لموافقته للحديث‪.‬‬
‫ومن الغرائب قول الصنعاني في شرح حديث عائشة‬
‫ل الطيب وغيره ـ إل‬ ‫ع على ح ي‬
‫م ء‬‫ج ص‬‫م ي‬
‫الضعيف ‪):‬والظاهر أنه ه‬
‫الوطء ـ بعد الرمي ‪ ،‬وإن لم يحلق( ‪ .‬فإن هذا وإن كان هو‬
‫الصواب ؛ فقد خالف فيه عمر وغيره من السلف ‪ ،‬وحكى‬
‫الخلف فيه غير واحد من أهل العلم ؛ منهم ابن رشد في‬
‫"البداية" ‪ ،‬فأين الجماع؟!‬
‫لكن الصحيح ما أفاده الحديث ‪ ،‬وهو مذهب ابن حزما في‬
‫"المحلى" ‪ ،‬وقال ‪) :‬وهو قول عائشة وابن الزبير وطاوس‬
‫وعلقمة وخارجة بن زايد بن ثاب(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.239‬‬

‫س(‪ -‬من أين يلتقط الحصى؟‬


‫ترجم النسائي لحديث )عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به‬
‫الجمرةا( بقوله ‪" :‬من أين يلتقط الحصى؟" ‪ ,‬فأشار بذلك‬
‫إلى أن اللتقاط يكون من منى ‪ ,‬و الحديث صريح في ذألك‬
‫لن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمرهم به حين هبط‬
‫محسرا ‪ ,‬و هو من منى كما في رواية مسلم و البيهقي و‬
‫عليه يدل ظاهر حديث ابن عباس قال ‪ :‬قال لي رسول الله‬
‫غداةا العقبة و هو على راحلته ‪ :‬هاتا القط لي ‪ ,‬فلقطت‬
‫له حصياتا هن حصى الخذف ‪ ,‬فلما وضعتهن في يده قال ‪:‬‬
‫بأمثال هؤلء ‪ ,‬و إياكم و الغلو في الدين ‪ ,‬فإنما أهلك من‬
‫كان قبلكم الغلو في الدين ‪ .‬أخرجه النسائي و البيهقي و‬
‫أحمد بسند صحيح و وجه دللته إنما هو قوله ‪" :‬غداةا‬
‫العقبة" ‪ ,‬فإنه يعني غداةا رمي جمرةا العقبة الكبرى ‪ ,‬و‬
‫ظاهره أن المر باللتقاط كان في منى قريبا من الجمرةا ‪,‬‬
‫فما يفعله الناس اليوما من التقاط الحصياتا في المزدلفة‬
‫مما ل نعرف له أصل في السنة ‪ ,‬بل هو مخالف لهذين‬
‫الحديثين على ما فيه من التكلف و التحمل بدون فائدةا!‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2144‬‬

‫كتاب المرأةا والنكاح‬


‫والطلق تربية الولد‬
‫س(‪ -‬هل يحرما الطلق؟‬
‫صللى الل ل ه‬
‫ه‬ ‫لقد طلق جماعة من السلف ‪ ,‬بل صح أن النبي ص‬
‫م طلق زاوجته حفصة بنت عمر رضي الله‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫عنهما؟‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.147‬‬
‫س(‪ -‬هل يحرما على الرجل ان ينظر الى عورةا‬
‫امرأته؟‬
‫إن تحريم النظر بالنسبة للجماع ‪ ,‬من باب تحريم الوسائل ‪,‬‬
‫فإذأا أباح الله تعالى للزوج أن يجامع زاوجه ‪ ,‬فهل يعقل أن‬
‫يمنعه من النظر إلى فرجها ؟ اللهم ل ‪ ,‬ويؤيد هذا من‬
‫النقل حديث عائشة قالت )كنت أغتسل أنا ورسول الله‬
‫م من إناء بيني وبينه واحد ‪ ,‬فيبادرني ‪,‬‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫حتى أقول ‪ :‬دع لي ‪ ,‬دع لي( أخرجه الشيخان وغيرهما‪.‬‬
‫فإن الظاهر من الحديث جوازا النظر ‪ ,‬ويؤيده رواية ابن‬
‫حبان من طريق سليمان بن موسى أنه سئل عن الرجل‬
‫ينظر إلى فرج امرأته ؟ فقال ‪ :‬سألت عطاء فقال ‪ :‬سألت‬
‫عائشة ‪ ,‬فذكرتا هذا الحديث بمعناه‪.‬‬
‫قال الحافظ ‪) :‬وهو نص في جوازا نظر الرجل إلى عورةا‬
‫امرأته ‪ ,‬وعكسه( ‪ ،‬وإذأا تبين هذا ‪ ,‬فل فرق حينئذ بين‬
‫النظر عند الغتسال أو الجماع‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.195‬‬

‫س(‪ -‬هل يستحب الذأان القامة في أذأن‬


‫المولود؟‬
‫حديث )من ولد له مولود ‪ ,‬فأذأن في أذأنه اليمنى ‪ ,‬وأقاما في أذأنه‬
‫اليسرى ‪ ,‬لم تضره أما الصبيان( موضوع ‪ ،‬وقد خفي وضع هذا‬
‫الحديث على جماعة ممن صنفوا في الذأكار والوراد ‪ ,‬كالماما‬
‫النووي رحمه الله ‪ ,‬فإنه أورده في كتابه برواية ابن السني ‪ ,‬دون‬
‫أن يشير ولو إلى ضعفه فقط ‪ ,‬وسكت عليه شارحه ابن علن ‪ ,‬فلم‬
‫يتكلم على سنده بشيء ‪ ,‬ثم جاء ابن تيمية من بعد النووي ‪ ,‬فأورده‬
‫في "الكلم الطيب" ثم تبعه تلميذه ابن القيم في "الوابل الصيب" ‪,‬‬
‫إل أنهما قد أشارا إلى تضعيفه بتصديرهما إياه بقولهما ‪" :‬ويذكر" ‪,‬‬
‫وهذا وإن كان يرفع عنهما مسؤولية السكوتا عن تضعيفه ‪ ,‬فل‬
‫يرفع مسؤولية إيراده أصل ا ‪ ,‬فإن فيه إشعار أنه ضعيف فقط ‪,‬‬
‫وليس بموضوع ‪ ,‬وإل لما أورداه إطلقا ا ‪ ,‬وهذا ما يفهمه كل من‬
‫وقف عليه في كتابيهما‪.‬‬
‫ول يخفى ما فيه ‪ ,‬فقد يأتي من بعدهما من يغتر بصنيعهما هذا –‬
‫وهما المامان الجليلن‪ -‬فيقول ‪ :‬ل بأس ‪ ,‬فالحديث الضعيف يعمل‬
‫به في فضائل العمال ‪ ,‬أو يعتبر شاهدا ا لحديث آخر ضعيف يقويه‬
‫به ‪ ,‬ذأاهل ا عن أنه يشترط في هذا أو ذأاك أن ل يشتد ضعفه‪.‬‬
‫وقد رأيت من وقع في شيء مما ذأكرتا ‪ ,‬فقد روى الترمذي بسند‬
‫م‬‫سل ل ص‬
‫و ص‬‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ضعيف عن أبي رافع قال ‪) :‬رأيت رسول الله ص‬
‫أذأن في أذأن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلةا( ‪ ,‬وقال‬
‫الترمذي ‪) :‬حديث صحيح ‪ ,‬والعمل عليه( ‪ ,‬فقال شارحه‬
‫المباركفوري بعد أن بين ضعف إسناده مستدل ا بكلماتا الئمة في‬
‫رواية عاصم بن عبيدالله ‪) :‬فإن قلت ‪ :‬كيف العمل عليه وهو‬
‫ضعيف ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ ,‬وهو ضعيف ‪ ,‬لكنه يعتضد بحديث الحسين بن‬
‫علي رضي الله عنهما ‪ ,‬الذي رواه أبو يعلى الموصلي وابن‬
‫السني(‪.‬‬
‫فتأمل كيف قوى الضعيف بالموضوع ‪ ,‬وما ذألك إل لعدما علمه‬
‫بوضعه ‪ ,‬واغتراره بإيراده من ذأكرنا من العلماء ‪ ,‬وكدتا أن أقع أنا‬
‫أيضا ا في مثله ‪ ,‬فانتظر‪.‬‬
‫نعم ‪ ,‬يمكن تقوية حديث أبي رافع بحديث ابن عباس ‪) :‬أن النبي‬
‫م أذأن في أذأن الحسن بن علي يوما ولد ‪ ,‬وأقاما‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫في أذأنه اليسرى( ‪ ,‬أخرجه البيهقي في "الشعب" مع حديث الحسن‬
‫بن علي ‪ ,‬وقال ‪) :‬وفي إسنادهما ضعف( ‪ ,‬ذأكره ابن القيم في‬
‫"التحفة"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن ‪ ,‬بحيث إنه‬
‫يصلح شاهدا ا لحديث رافع ‪ ,‬والله أعلم‪.‬‬
‫فإذأا كان كذلك ‪ ,‬فهو شاهد للتأذأين ‪ ,‬فإنه الذي ورد في حديث أبي‬
‫رافع ‪ ,‬وأما القامة فهي غريبة‪ ,‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.321‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا للمراةا ان تقود السيارةا؟‬


‫إن كان يجوزا لها ان تقود الحمارةا فيجوزا لها ان تقود‬
‫السيارةا‪ .‬انتهى كلما اللباني من سلسلة الهدي والنور الشريط رقم "‬
‫‪."621‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا للرجل ان يتزوج المرأةا الزانة‬


‫وكذلك المرأةا؟‬
‫ل يحل للمرأةا أن تتزوج من ظهر منه الزنى و كذلك ل يحل‬
‫للرجل أن يتزوج بمن ظهر منها الزنى و يدل على ذألك‬
‫قوله تعالى ‪) :‬و الزانية ل ينكحها إل زاان أو مشرك(‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2444‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم نكاح الرجل ابنته من الزنى؟‬


‫المسألة اختلف فيها السلف ‪ ,‬وليس فيها نص مع أحد‬
‫الفريقين ‪ ,‬وإن كان النظر والعتبار يقتضي تحريم ذألك‬
‫عليه ‪ ,‬وهو مذهب أحمد وغيره ‪ ,‬ورجحه شيخ السلما ابن‬
‫تيمية فانظر ))الختياراتا(( له ‪ ,‬وتعليقنا على الصفحة ‪-36‬‬
‫‪ 39‬من كتابنا ))تحذير الساجد من اتخاذأ القبور مساجد((‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.388 ، 387‬‬

‫س(‪ -‬هل ثبت في السنة التفريق بين عورةا‬


‫الحرةا وعورةا المة؟‬
‫لم يثبت في السنة التفريق بين عورةا الحرةا وعورةا المة ‪,‬‬
‫وقد ذأكرتا ذألك مع شيء من التفصيل في كتابي )حجاب‬
‫المرأةا المسلمة( ‪ ,‬فليراجع إليه من شاء ‪ ,‬وهو الن تحت‬
‫الطبع مع زاياداتا وفوائد جديدةا ومقدمة ضافية في الرد‬
‫على متعصبة المقلدين بإذأنه تعالى‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.424‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم )الباروكة(؟‬


‫جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال )أيما امرأةا‬
‫أدخلت في شعرها من شعر غيرها فإنما تدخله زاوراا( ‪ ،‬هذا‬
‫حكم المرأةا التي تدخل في شعرها من شعر غيرها‪ ،‬فما‬
‫حكم المرأةا التي تضع على رأسها قلنسوةا من شعر‬
‫مستعار‪ ،‬وهي التي تعرف اليوما بـ)الباروكة( ‪ ،‬وبالتالي ما‬
‫حكم من يفتي بإباحة ذألك لها مطلقا ا أو مقيدا ا تقليدا ا‬
‫لبعض المذاهب‪ ،‬وغير مبال بمخالفة الحاديث الصحيحة‪،‬‬
‫وقد هـداه الله إلي القول بوجوب الخذ بها‪ ،‬ولو كانت‬
‫مخالفة لمذهبه بله المذاهب الخرى‪ .‬أسأل الله تعالى أن‬
‫يزيدنا هـدى على هـد‪ ،‬ويرزاقنا العلم والتقوى‪ . .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1008‬‬

‫ةا أماما‬
‫ص المرأ ه‬
‫س(‪ -‬ما حكم الشرع في رق ه‬
‫ل ‪ ،‬وكذا‬‫ء ‪ ،‬وهو التماي ه‬‫ك مع النسا ه‬ ‫جها ‪ ،‬وكذل ص‬ ‫زاو ه‬
‫ما ‪ ،‬لكن ما هو الدلي ه‬
‫ل‬ ‫م أينه حرا ء‬‫ل نعل ه‬
‫ة اليرجا ه‬
‫دبك ه‬
‫؟ أفيدونا جزاكم اللله خيارا ؟‬
‫ةا أماما‬ ‫ص المرأ ه‬ ‫ر ‪ :‬أول ا ‪ :‬رق ه‬ ‫ة أمو ء‬ ‫ن ثلث ه‬ ‫هذا السؤال يتضم ه‬
‫سها ‪ .‬ثالاثا‪ :‬ودبك ه‬
‫ة‬ ‫تا جن ه‬ ‫صها مع بنا ه‬ ‫جها ‪ .‬ثانايا ‪ :‬رق ه‬ ‫زاو ه‬
‫جها ؛‬ ‫ما زاو ه‬ ‫ةا أما ص‬ ‫ص المرأ ه‬‫الذرجال ‪ .‬أما المهر الول ؛ وهو رق ه‬
‫فطرريا ليس مهنريا ‪ -‬أي ‪ :‬أنها لم تتعلم‬ ‫صا ه‬ ‫ن رق ا‬ ‫إن كا ص‬
‫ك شهوةاص الرجل ‪،‬‬ ‫ة العصر ‪ -‬ولو حلر ص‬ ‫ص ‪ ،‬كما هو موض ه‬ ‫اللرق ص‬
‫ك بينها‬ ‫ن ذأل ص‬ ‫ة أن يكو ص‬ ‫ه ‪ ،‬شريط ص‬ ‫ص بتحريم ه‬ ‫فهذا ل هيوجد ن ص‬
‫ص وتتعاطى‬ ‫ما إذأا كانت امتهنت هذا اللرق ص‬ ‫ه فقط ‪ .‬أ ل‬ ‫وبين ص‬
‫ص العصري ‪ ،‬فهذا ل يجوهزا ؛ لنني أعتقد أنها‬ ‫ل اللرق ه‬ ‫هأصو ص‬
‫ضا ‪ -‬أماما‬ ‫ما زاوجها فهإنها ستفعهله ‪ -‬أي ا‬ ‫ل ذألك أما ص‬ ‫حينما تفع ه‬
‫ضا أقول ‪ :‬إن كان‬ ‫ء فأي ا‬ ‫ما النسا ه‬ ‫صها أما ص‬ ‫ما رق ه‬ ‫غير زاوجها ‪ .‬أ ل‬
‫دا أنه‬ ‫حج ل‬ ‫المقصود بالرقص هو هذا اللرقص العصري فواض ء‬
‫ل يجوهزا ‪ .‬فإن قيل ‪ :‬ما هو الدليل على ما قلت ؟ فأقول ‪:‬‬
‫ط‪،‬‬ ‫ط وإما تفري ء‬ ‫دا ‪ ،‬إما إفرا ء‬ ‫ل في ا ه‬ ‫ن العتدا ص‬
‫لمور نادءر ج ر‬ ‫إ ل‬
‫ف من نوع‬ ‫س زامانا طويل ا في انحرا ء‬ ‫ش النا ه‬ ‫ة إذأا عا ص‬ ‫وبخاص ء‬
‫ع‬
‫ف والشر ه‬ ‫معين ‪ ،‬فإذأا ما تبيلنوا أن هذا المر فيه انحرا ء‬ ‫ه‬
‫ل شديدةاء ‪ .‬وهذا‬ ‫ص‬
‫ث عن ذألك رديةاه فع ء‬ ‫يأباهه ‪ :‬أعرضوا عنه فيحد ه‬
‫ق بموضوع‬ ‫ما قد أصابنا في العصر الحاضر فيما يتعل ل ه‬
‫مطالبة بالدليل في موضوع الخلص من التقليد ‪ ،‬فقد‬ ‫ال ه‬
‫ة وهم ل‬ ‫ة ‪ -‬قروانا طويل ء‬ ‫ة وعام ا‬ ‫ن ‪ -‬خاص ا‬ ‫ش المسلمو ص‬ ‫عا ص‬
‫ي ‪ ،‬أربعة‬ ‫فلن ل‬ ‫ب ال ه‬ ‫ي والمذه ص‬ ‫فلن ل‬ ‫ب ال ه‬ ‫ن إل ل المذه ص‬ ‫يعرفو ص‬
‫ة ‪ ،‬فضل ا عن المذاه ه‬
‫ب‬ ‫ب ‪ ،‬مذاهب أهل السنة والجماع ه‬ ‫مذاه ص‬
‫ما العتماده على‬ ‫ه‬
‫ة‪،‬أ ي‬ ‫ة والجماع ه‬ ‫ة عن السن ه‬ ‫منحرف ه‬ ‫الخرى ال ه‬
‫ن‬ ‫دا في القرو ه‬ ‫ن موجو ا‬ ‫ه ورسوهله ‪ ،‬فهذا كا ص‬ ‫ل الل ل ه‬ ‫ما قا ص‬
‫ر‪-‬‬ ‫ده ه‬ ‫المشهود لها بالخيرية ‪ ،‬ثم انتهى المهر ‪ -‬حيانا من ال ل‬
‫ن‬
‫مخلصي ص‬ ‫ذته ال ه‬ ‫ه ‪ ،‬وتلم ه‬ ‫ن تيمية ‪ ،‬رحمه الل ل ه‬ ‫ن اب ه‬ ‫حتى جاءص زام ه‬
‫ن عليه‬ ‫ةا إلى ما كا ص‬ ‫ب العود ه‬ ‫وجو ه‬ ‫مسلمين إلى ه‬ ‫له ‪ ،‬فنيبهوا ال ه‬
‫ة ‪ .‬ول ش ل‬
‫ك‬ ‫د على الكتاب والسن ه‬ ‫ل من العتما ه‬ ‫و ه‬
‫ف ال ي‬ ‫السل ه‬
‫ب‪،‬‬ ‫ن لها أثءر طي ء‬ ‫ه كا ص‬ ‫ن دعوةاص ابن تيمية وتلمذت ه ه‬ ‫بأ ل‬ ‫ول ري ص‬
‫جموده‬ ‫ب ال ه‬ ‫ه ‪ ،‬وغل ص‬ ‫ر ه‬ ‫دا في عص ه‬ ‫ةج ر‬ ‫ن كانت دائرهته ضعيف ا‬ ‫ولك ي‬
‫م تلته‬ ‫س ‪ ،‬فضل ا عن عامهتهم ‪ .‬ث ل‬ ‫ي على خاصة النا ه‬ ‫الفكر ل‬
‫ما ابن‬ ‫ظ الذي أيقظه شيخ السل ه‬ ‫تا هذا اليقا ه‬ ‫ن ما ص‬ ‫قرو ء‬ ‫ه‬
‫جمودهم الفقهي ‪ ،‬إل ل في هذا‬ ‫ن إلى ه‬ ‫تيمية ‪ ،‬وعاد المسلمو ص‬
‫ن‬
‫ء النابهي ص‬ ‫علما ه‬ ‫ما كثيءر من ال ه‬ ‫العصر ‪ -‬وقبصله بقليل ‪ -‬فقد قا ص‬
‫ة ‪ ،‬وقد‬ ‫ب والسن ه‬ ‫ع إلى الكتا ه‬ ‫ةا اللرجو ه‬ ‫ةا لضرور ه‬ ‫د الدعو ه‬ ‫بتجدي ه‬
‫خ محمد بن عبد‬ ‫ك الشي ه‬ ‫قهم إلى شيء من ذأل ص‬ ‫ن سب ص‬ ‫كا ص‬
‫ع الكتاب والسنة ‪،‬‬ ‫الوهاب ؛ لنه في الواقع دعا إلى اتبا ه‬
‫ب النجديون‬ ‫ش فيها العر ه‬ ‫ق التي كان يعي ه‬ ‫ولكن نظارا للمناط ه‬
‫ي‬
‫في بلد الشيخ محمد والوثنية التي كانت حلت في ديارهم ‪-‬‬
‫ما بالتوحيد ‪ .‬وكأمر‬ ‫حينذاك ‪ -‬كان جهده الجهيده هو الهتما ص‬
‫ة النسان محدودةاء ‪-‬‬ ‫ن طاق ص‬ ‫ثإ ل‬ ‫دا ‪ -‬فيما أرى ‪ -‬حي ه‬ ‫طبيعي ج ر‬
‫ن‪،‬‬ ‫ة كما يقولو ص‬ ‫ب في كل جبه ء‬ ‫ع أن هيحار ص‬ ‫فهو ل يستطي ه‬
‫د‬
‫ة على نشر دعوةا التوحي ه‬ ‫منصب ا‬ ‫ولذلك كانت جهوده كلها ه‬
‫ل‬‫قا في ذألك ك ل‬ ‫ف ا‬ ‫و ل‬ ‫م ص‬ ‫تا ‪ ،‬وكان ه‬ ‫تا والوثنيا ه‬ ‫ة الشركيا ه‬ ‫محارب ه‬ ‫و ه‬
‫ة إلى العاهلم السلمي فيما‬ ‫التوفيق ‪ ،‬ووصلت دعوهته الطييب ه‬
‫ف‬
‫ب مع الس ه‬ ‫حرو ء‬ ‫ه ه‬ ‫م ه‬ ‫خصو ه‬ ‫بعده ‪ ،‬ولو ألنه جرى بيصنه وبين ه‬
‫ه ‪ ،‬ولن تجدص لسنة اللله‬ ‫ق ه‬ ‫ه في خل ه‬ ‫ة الل ل ه‬ ‫الشديد ‪ ،‬هذه سن ه‬
‫د‬
‫ء بتجدي ه‬ ‫علما ه‬ ‫ض ال ه‬ ‫ر الحاضر قاما بع ه‬ ‫تبديل ا ‪ .‬لكن في العص ه‬
‫ة ‪ ،‬واستيقظ كثيءر من الخاصة والعامة‬ ‫دعوةا الكتاب والسن ه‬
‫ة فل يزالون في‬ ‫في البلد العربية ‪ ،‬أما البلده العجمي ه‬
‫ف الشديد ‪ .‬إل ل أن هذه البلد العربية‬ ‫سباتهم مع الس ه‬ ‫ه‬
‫تا إليه آنفا ‪ -‬حيث إن بعضهم‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ة ‪ -‬وهي ما أشر ه‬ ‫أصيبت بنكس ء‬
‫ط ‪ ،‬بل عرفوا شيائا وجهلوا شيائا ‪ ،‬فترى‬ ‫ف عند الوس ه‬ ‫ما وق ص‬
‫ل العالم عن‬ ‫ل العامي الذي ل يفهم شيائا إذأا سأ ص‬ ‫اللرج ص‬
‫عا بادصر‬ ‫ب نفايا ومن ا‬ ‫ن الجوا ه‬ ‫مها ؟ سواءء أكا ص‬ ‫حك ه‬ ‫ة ما ‪ ،‬ما ه‬ ‫مسأل ء‬
‫بمطالبته ‪ :‬ما الدليل ؟ وليس بإمكان ذأاك العالم ‪ -‬أحياانا ‪-‬‬
‫سا‬ ‫مقتب ا‬ ‫طا و ه‬ ‫ل مستنب ا‬ ‫ة إذأا كان الدلي ه‬ ‫إقامة الدليل ‪ ،‬خاص ا‬
‫صا عليه في الكتاب والسنة حتى‬ ‫سا ‪ ،‬وليس منصو ا‬ ‫اقتبا ا‬
‫هتوردص الدليل ‪ ،‬ففي مثل هذه المسألة ل ينبغي على السائل‬
‫ف نفسه ‪ :‬هل‬ ‫ب أن صيعر ص‬ ‫مق ويقول ‪ :‬ما الدليل ؟ يج ه‬ ‫أن يتع ل‬
‫ة في معرفة‬ ‫مشارك ء‬ ‫هو من أهل الدليل أما ل ؟ هل عنده ه‬
‫د والناسخ والمنسوخ ‪ ،‬وهو‬ ‫مقي ل ه‬ ‫ق وال ه‬ ‫مطل ه‬ ‫ص ‪ ،‬ال ه‬ ‫ما والخا ذ‬ ‫العا ذ‬
‫ل ؟!‬ ‫ده قوله ‪ :‬ما هو الدلي ه‬ ‫ه‬ ‫من هذا ‪ ،‬فهل يفي ه‬ ‫ل يفقه شيائا ه‬
‫ما زاوجها‬ ‫ةا أما ص‬ ‫كم( رقص المرأ ه‬ ‫ح ي‬ ‫ل ‪ :‬على ) ه‬ ‫وعلى ماذأا ؟! أقو ه‬
‫عا ! ودبكة‬ ‫ه‬
‫ة جواازاا أو من ا‬ ‫مسلم ه‬ ‫ةا أماما أخهتها ال ه‬ ‫ص المرأ ه‬ ‫أو رق ه‬
‫الذرجال ! يريد الدليل على ذألك ! وفي الحقيقة أنه ل هيوجده‬
‫ك‪،‬‬ ‫ي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذأل ص‬ ‫ص ص‬ ‫ل نص ذ‬ ‫لنا دلي ء‬
‫ن نقول في‬ ‫إنما هو النظر والستنباط والتفقه ‪ .‬ولذلك نح ه‬
‫ل عليها الدليل تفصيل ا‬ ‫ص ه‬ ‫س كل مسألة هيف ي‬ ‫بعض الحيان ‪ :‬لي ص‬
‫ب‬ ‫ه‬
‫ن طال ص‬ ‫ن عامريا أمريا ‪ ،‬أو كا ص‬ ‫يفهمه كل مسلم ‪ ،‬سواءء أكا ص‬
‫ل ؛ لذلك قال تعالى ‪:‬‬ ‫علم ‪ ،‬وليس هذا في كل المسائ ه‬
‫ن(النبياء ‪ . 7‬ومن‬ ‫مو ص‬ ‫عل ه‬ ‫ص‬ ‫م ل ص تص ي‬ ‫كنت ه ي‬‫ر هإن ه‬ ‫ل الذذك ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫سأ صهلوا ي أ ص ي‬ ‫فا ي‬ ‫) ص‬
‫ل الناس بسببه‬ ‫فا ‪ -‬وصاصر أجه ه‬ ‫تا إليه آن ا‬ ‫ف الذي أشر ه‬ ‫التطلر ه‬
‫ب‬
‫ةا الكتا ه‬ ‫ن إلى دعو ه‬ ‫ن كثيارا من المنتمي ص‬ ‫ل‪-‬أ ل‬ ‫ض الدلي ص‬ ‫يرف ه‬
‫ب عليه‬ ‫ل عن مسألة يج ه‬ ‫م إذأا سئ ص‬ ‫ن العال ص‬ ‫نأ ل‬ ‫وهمو ص‬ ‫والسنة يت ل‬
‫س‬
‫ل ‪ :‬هذا لي ص‬ ‫ل رسوهله ‪ .‬أقو ه‬ ‫ل اللله وقا ص‬ ‫ن جواصبه بقا ص‬ ‫أن يقر ص‬
‫ح‬‫ف الصال ه‬ ‫ء إلى منهج السل ه‬ ‫د النتما ه‬ ‫ب ‪ ،‬وهذا من فوائ ه‬ ‫بالواج ه‬
‫ي ما‬ ‫ل علم ص‬ ‫هم ‪ -‬رضي الله عنهم ‪ -‬وفتاواهم دلي ء‬ ‫ل‬ ‫سصير ه‬ ‫‪،‬و ه‬
‫ع‬‫ب حينما صيقتضيه واق ه‬ ‫ذأكصر الدليل واج ء‬ ‫ن ه‬ ‫قتلهته ‪ .‬وعليه ؛ فإ ل‬
‫ل‪:‬‬ ‫سؤل ا أن يقو ص‬ ‫سئل ه‬ ‫ب عليه كلما ه‬ ‫س الواج ه‬ ‫ر ‪ ،‬لكن لي ص‬ ‫الم ه‬
‫ل‬
‫ه تعالى كذا ‪ ،‬أو قال رسول الله صلى الله عليه‬ ‫ل‬
‫قال الل ه‬
‫ة من دقائق المسائل‬ ‫ة إذأا كانت المسأل ه‬ ‫وسلم كذا ‪ ،‬وبخاص ء‬
‫ه ص‬
‫ل‬ ‫ص‬
‫سأهلوا ي أ ي‬ ‫ص‬ ‫مختلف فيها ‪ .‬وقوله تعالى ‪ ) :‬ص‬
‫فا ي‬ ‫الفقهية ال ه‬
‫ن( ‪ ،‬هو أول ا على الطلق ‪ ،‬فما‬ ‫مو ص‬ ‫عل ه‬ ‫ص‬ ‫م ل ص تص ي‬ ‫كنت ه ي‬ ‫ر هإن ه‬ ‫الذذك ي ه‬
‫ل العلم ه ‪ ،‬فإذأا‬ ‫ن ألنه من أه ه‬ ‫ل من تظ ل‬ ‫عليك إل أن تسأ ص‬
‫ك بالتباع ‪ ،‬إل ل إذأا كانت عندك شبه ء‬
‫ة‬ ‫ب فعلي ص‬ ‫ت الجوا ص‬ ‫سمع ص‬
‫س من أن توردها ‪ ،‬فحينئذ من‬ ‫سمعتها من عالم ء آخر ‪ ،‬ل بأ ص‬
‫الواجب على العالم أن يسعى بما عنده من العلم لزاالة‬
‫ص‬
‫ل ‪ :‬رق ه‬ ‫ة القو ه‬ ‫ة التي عرضت لهذا السائل ‪ .‬خلص ه‬ ‫الشبه ه‬
‫ص‬
‫فا جائءز ‪ ،‬أما رق ه‬ ‫ج بالقيد المذكور آن ا‬ ‫ما الزو ه‬ ‫ةا أما ص‬ ‫المرأ ه‬
‫ضا ‪ -‬كما ذأكرتا‬ ‫صورتان أي ا‬ ‫تا جنسها فله ه‬ ‫المرأةا أماما بنا ه‬
‫صا غير‬ ‫ص المرأةا أماما زاوجها ‪ :‬إن كان رق ا‬ ‫بالنسبة لرق ه‬
‫ن بمهنة وإنما هو عبارةا عن ترويح وتلويح باليدين‬ ‫مقرو ء‬
‫ك النفوس ‪ ،‬أو‬ ‫س فيه هصز للرداف ونحو ذألك مما يحر ه‬ ‫ولي ص‬
‫س بهذا الرقص إن صح تسميهته‬ ‫ضا ل بأ ص‬ ‫يثير الشبهاتا ‪ ،‬فأي ا‬
‫ل‪.‬‬ ‫ع منه هو الص ه‬ ‫ك فالمن ه‬ ‫وجدص شيءء من ذأل ص‬ ‫ما إذأا ه‬
‫صا ! أ ل‬ ‫رق ا‬
‫ك الذي نراه عادةاا‬ ‫ة الرجال فإن كانت هتشبه الدلب ي ص‬ ‫أما دبك ه‬
‫ن فيه من ألفاظ غير‬ ‫مقروانا بالغناء فضل ا عما يكو ه‬
‫ب عنه ‪،‬‬ ‫مشروعة فهذا لهو ليس مرغوابا فيه ‪ ،‬بل هو مرغو ء‬
‫ما‬
‫ن آد ص‬‫ل لهو يلهو به اب ه‬ ‫كما قال عليه الصلةاه والسلما )ك ل‬
‫ه‬
‫س ه‬‫ه ورميه بقو ه‬ ‫س ه‬‫ملعبصته لفر ه‬ ‫ل إل مداعبته لمرأته و ه‬ ‫باط ء‬
‫ل‪.‬‬ ‫ن نرى من هذا الحديث القول بألنه باط ء‬ ‫ة( ‪ .‬فنح ه‬ ‫والسباح ه‬
‫وإذأا كان هذا شأن اللهو البريء ‪ -‬أنه مرغوب عنه ‪ ،‬وليس‬
‫ف في جانب من‬ ‫ن معه مما يخال ه‬ ‫من الحق ‪ -‬إذأا كان ل يقتر ه‬
‫ح بهذا‬ ‫ل ‪ :‬إنه جائءز لكنه جواءزا مرجو ء‬ ‫ذ نقو ه‬ ‫جوانبه ‪ ،‬فحينئ ء‬
‫م ‪ -‬لني‬ ‫فا ‪ .‬ففي ظني ‪ -‬واللله أعل ه‬ ‫الحديث الذي ذأكرهته آن ا‬
‫ل هذه الدبكة ‪ ،‬ألنها ل يمكن أن تخلو من‬ ‫ما أشهده مث ص‬
‫ة وليس هي‬ ‫ع أحياانا الدبك ص‬ ‫مخالفة ‪ ،‬وذألك مثل ا أننا نسم ه‬ ‫ه‬
‫ةا‬
‫ما يجههر بقراء ه‬ ‫ن والما ه‬ ‫ن يؤذأ ه‬ ‫فقط ‪ ،‬بل الموسيقى والمؤذأ ه‬
‫وهم‬ ‫ن وهم ل يلوون على شيء ‪ ،‬بل هم في له ه‬ ‫القرآ ه‬
‫ن من اللهو المرجوح‬ ‫ة هذه قد تكو ه‬ ‫ن ‪ ،‬فإذأن ؛ الدبك ه‬ ‫ساهو ص‬
‫ف الشرع من‬ ‫ن بها ما هيخال ه‬ ‫ول نقول ‪ :‬حراما إل إذأا اقتر ص‬
‫ك إلى حراما ء ‪ .‬نقل من‬ ‫دونما ش ك‬ ‫ب ه‬ ‫ناحية من النواحي فينقل ه‬
‫موقع جماعة انصار السنة ‪ ،‬والمرجع مجلة التوحيدالعددالعاشر لسنة ‪.1420‬‬

‫س(‪ -‬هل تشرع مشاورةا النساء؟‬


‫حديث )شاوروهن يعني النساء وخالفوهن( ل أصل له‬
‫ولعل أصل هذه الجملة ما رواه العسكري في المثال عن‬
‫عمر قال )خالفوا النساء فإن في خلفهن البركة( ‪ ،‬وسنده‬
‫ضعيف ‪ ،‬ثم إن معنى الحديث ليس صحيحا ء على إطلقه ‪,‬‬
‫لثبوتا عدما مخالفته صلى الله عليه وسلم لزوجته أما سلمة‬
‫حين أشارةا عليه بأن ينحر أماما أصحابه في صلح الحديبية‬
‫حتى يتابعوه في ذألك‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة‬
‫الحديث رقم ‪.430‬‬

‫س(‪ -‬هل يستحب تسمية الولد باسم محمد؟‬


‫حديث )من ولد له ثلثة فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل(‬
‫موضوع ‪ ،‬هذا وإننا نعلم أن كثيرا ء من الصحابة كان لهم‬
‫ثلثة أولد وأكثر ‪ ,‬ولم يسم أحدا ء منهم محمدا ء ‪ ,‬مثل عمر‬
‫بن الخطاب وغيره ‪ ,‬وأيضا ء فقد ثبت أن أفضل السماء‬
‫عبدالله ‪ ,‬وعبدالرحمن ‪ ,‬وهكذا عبدالرحيم ‪ ,‬وعبداللطيف ‪,‬‬
‫وكل اسم تعبد لله عز وجل ‪ ,‬فلو أن مسلما ه سمى أولده‬
‫كلهم عبيد لله تعالى ‪ ,‬ولم يسم أحدهم محمدا ه ‪ ,‬لصاب ‪,‬‬
‫فكيف يقال فيه )فقد جهل(؟ ول سيما أن في السلف من‬
‫ذأهب الى كراهة التسمي بأسماء النبياء ‪ ,‬وأن كنا ل نرصى‬
‫ذألك لنا مذهب ه‬
‫ا‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم‬
‫‪.437‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا لولي المرأةا أن يشترط لنفسه‬


‫شيئا من المال؟‬
‫حديث )أيما امرأةا نكحت على صداق أو حباء أو عدةا قبل عصمة‬
‫النكاح ‪ ,‬فهو لها ‪ ,‬و ما كان بعد عصمة النكاح ‪ ,‬فهو لمن أعطيه ‪ ,‬و‬
‫أحق ما أكرما عليه الرجل ابنته أو أخته( حديث ضعيف وقد استدل‬
‫بعضهم بهذا الحديث على أنه يجوزا لولي المرأةا أن يشترط لنفسه‬
‫شيئا من المال ! و هو لو صح كان دليل ظاهرا على أنه لو اشترط‬
‫ذألك لم يكن المال له بل للمرأةا ‪ ,‬قال الخطابي‪:‬‬
‫هذا يتأول على ما يشترطه الولي لنفسه سوى المهر ‪ ,‬و قد اعتاد‬
‫كثير من الباء مثل هذا الشرط ‪ ,‬و أنا و إن كنت ل أستحضر الن‬
‫ما يدل على تحريمه ‪ ,‬و لكني أرى ‪ -‬و العلم عند الله تعالى ‪ -‬أنه ل‬
‫يخلو من شيء ‪ ,‬فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫إنما بعثت لتمم مكارما الخلق ‪ ,‬و ل أظن مسلما سليم الفطرةا ‪,‬‬
‫ل يرى أن مثل هذا الشرط ينافي مكارما الخلق ‪ ,‬كيف ل ‪ ,‬و كثيرا‬
‫ما يكون سببا للمتاجرةا بالمرأةا إلى أن يحظى الب أو الولي‬
‫بالشرط الوفر ‪ ,‬و الحظ الكبر ‪ ,‬و إل أعضلها ! و هذا ل يجوزا لنهي‬
‫القرآن عنه‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1007‬‬

‫س(‪ -‬هل اذأا طلق الرجل امرأته ثلثا تكون‬


‫واحدةا يشمل المدخول بها و غير المدخول بها؟‬
‫حديث )كان الرجل إذأا طلق امرأته ثلثا قبل أن يدخل بها‬
‫جعلوها واحدةا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪,‬‬
‫و أبي بكر ‪ ,‬و صدرا من إمارةا عمر ‪ ,‬فلما رأى الناس قد‬
‫تتابعوا فيها ‪ ,‬قال )يعني عمر( ‪ :‬أجيزهن عليهم( منكر بهذا‬
‫السياق ‪ ،‬فإذأا عرفت ذألك فل يجوزا تقييد لفظ الحديث‬
‫الصحيح بها ‪ ,‬كما فعل البيهقي ‪ ,‬بل ينبغي تركه على‬
‫إطلقه فهو يشمل المدخول بها و غير المدخول بها ‪ ,‬و‬
‫إليك لفظ الحديث في " صحيح مسلم " ‪" :‬كان الطلق‬
‫على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬و أبي بكر ‪ ,‬و‬
‫سنتين من خلفة عمر طلق الثلث واحدةا ‪ ,‬فقال عمر بن‬
‫الخطاب ‪ :‬إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم‬
‫فيه أناةا ‪ ,‬فلو أمضيناه عليهم ‪ ,‬فأمضاه عليهم"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو نص ل يقبل الجدل على أن هذا الطلق حكم‬
‫محكم ثابت غير منسوخ لجريان العمل عليه بعد وفاته‬
‫صلى الله عليه وسلم في خلفة أبي بكر ‪ ,‬و أول خلفة‬
‫عمر ‪ ,‬و لن عمر رضي الله لم يخالفه بنص آخر عنده بل‬
‫باجتهاد منه و لذلك تردد قليل أول المر في مخالفته كما‬
‫يشعر بذلك قوله ‪ " :‬إن الناس قد استعجلوا ‪ ..‬فلو‬
‫أمضيناه عليهم ‪ , " ..‬فهل يجوزا للحاكم مثل هذا التساؤل‬
‫و التردد لو كان عنده نص بذلك?!‬
‫و أيضا ‪ ,‬فإن قوله ‪ " :‬قد استعجلوا " يدل على أن‬
‫الستعجال حدث بعد أن لم يكن ‪ ,‬فرأى الخليفة الراشد ‪,‬‬
‫أن يمضيه عليهم ثلثا من باب التعزيز لهم و التأديب ‪ ,‬فهل‬
‫يجوزا مع هذا كله أن يترك الحكم المحكم الذي أجمع عليه‬
‫المسلمون في خلفة أبي بكر و أول خلفة عمر ‪ ,‬من أجل‬
‫رأي بدا لعمر و اجتهد فيه ‪ ,‬فيؤخذ باجتهاده ‪ ,‬و يترك‬
‫حكمه الذي حكم هو به أول خلفته تبعا لرسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم و أبي بكر ? ! اللهم إن هذا لمن عجائب ما‬
‫وقع في الفقه السلمي ‪ ,‬فرجوعا إلى السنة المحكمة‬
‫أيها العلماء ‪ ,‬ل سيما و قد كثرتا حوادث الطلق في هذا‬
‫الزمن كثرةا مدهشة تنذر بشر مستطير تصاب به مئاتا‬
‫العائلتا ‪.‬‬
‫و أنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض البلد السلمية كمصر و‬
‫سوريا قد أدخلت هذا الحكم في محاكمها الشرعية ‪ ,‬و‬
‫لكن من المؤسف أن أقول ‪ :‬إن الذين أدخلوا ذألك من‬
‫الفقهاء القانونيين لم يكن ذألك منهم بدافع إحياء السنة ‪,‬‬
‫و إنما تقليدا منهم لرأي ابن تيمية الموافق لهذا الحديث ‪,‬‬
‫أي إنهم أخذوا برأيه ل لنه مدعم بالحديث ‪ ,‬بل لن‬
‫المصلحة اقتضت الخذ به زاعموا ‪ ,‬و لذلك فإن جل هؤلء‬
‫الفقهاء ل يدعمون أقوالهم و اختياراتهم التي يختارونها‬
‫اليوما بالسنة ‪ ,‬لنهم ل علم لهم بها ‪ ,‬بل قد استغنوا عن‬
‫ذألك بالعتماد على آرائهم ‪ ,‬التي بها يحكمون ‪ ,‬و إليها‬
‫يرجعون في تقدير المصلحة التي بها يستجيزون لنفسهم‬
‫أن يغيروا الحكم الذي كانوا بالمس القريب به يدينون الله‬
‫‪ ,‬كمسألة الطلق هذه ‪ ,‬فالذي أوده أنهم إن غيروا حكما‬
‫أو تركوا مذهبا إلى مذهب آخر ‪ ,‬أن يكون ذألك اتباعا منهم‬
‫للسنة ‪ ,‬و أن ل يكون ذألك قاصرا على الحكاما القانونية و‬
‫الحوال الشخصية ‪ ,‬بل يجب أن يتعدوا ذألك إلى عباداتهم‬
‫و معاملتهم الخاصة بهم ‪ ,‬فلعلهم يفعلون! انتهى كلما اللباني‬
‫من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1134‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم تعليم النساء الكتابة؟‬


‫حديث )ل تسكنوهن الغرف ‪ ,‬و ل تعلموهن الكتابة ‪ ,‬و‬
‫علموهن المغزل و سورةا النور( موضوع ‪ ،‬قال الماما‬
‫الشوكاني في " النيل " عند شرح حديث الشفاء بنت عبد‬
‫الله قالت ‪ :‬دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم و أنا عند‬
‫حفصة ‪ ,‬فقال ‪ " :‬أل تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها‬
‫الكتابة ? " و هو حديث صحيح السناد كما سبق بيانه في‬
‫الصحيحة ‪ ،‬فقال الشوكاني ‪":‬فيه دليل على جوازا تعليم‬
‫النساء الكتابة ‪ ,‬و أما حديث ‪ " :‬و ل تعلموهن الكتابة ‪, "..‬‬
‫فالنهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من‬
‫يخشى من تعليمها الفساد"‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬هذه الخشية ل تختص بالنساء ‪ ,‬فكم من رجل كانت‬
‫الكتابة عليه ضررا في دينه و خلقه ‪ ,‬أفينهى عن الكتابة‬
‫الرجال أيضا للخشية ذأاتها?!‬
‫ثم إن التأويل فرع التصحيح ‪ ,‬فكأن الشوكاني توهم أن‬
‫الحديث صحيح ‪ ,‬و ليس كذلك كما علمت ‪ ,‬فل حاجة للتأويل‬
‫إذأن‪.‬‬
‫و أعجب من ذألك أن ينقل كلما الشيخين المذكورين من‬
‫طبع تحت اسم كتابه ‪ " :‬حافظ العصر و محدثه ‪ ..‬مسند‬
‫الزمان و نسابته ‪ " ...‬ثم يقرهما على ذألك ‪ ,‬و ل يتعقبهما‬
‫بشيء مطلقا مما يشير إلى حال الحديث و ضعفه ‪ ,‬بل‬
‫وضعه ‪ ,‬و إنما يسود صفحاتا في تأويل الحديث و التوفيق‬
‫بينه و بين حديث الشفاء ‪ ,‬بل و يزيد على ذألك بأن أورد‬
‫آثارا ‪ -‬الله أعلم بثبوتها ‪ -‬عن عمر و علي في نهي النساء‬
‫عن الكتابة ‪ ,‬و يختم ذألك بقوله ‪ ,‬و ذألك في كتابه "‬
‫التراتيب الدارية "و لله در السباعي حيث يقول ‪ :‬ما‬
‫و العمالة و الخطابة‪ .....‬هذا لنا‬ ‫للنساء و للكتابة‬
‫و لهن منا أن يبتن على جنابة!انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.2017‬‬

‫س(‪ -‬هل يشرع النظر إلى المرأةا قبل‬


‫خطبتها؟‬
‫صللى‬ ‫يجوزا النظر إليها ‪ ,‬ولو لم تعلم أو تشعر به لقوله ص‬
‫ص‬ ‫مصرأ صةاا ص‬ ‫ص‬
‫ن‬
‫هأ ي‬ ‫عل صي ي ه‬‫ح ص‬ ‫جصنا ص‬ ‫فصل ه‬ ‫ما ي‬ ‫حدهك ه ي‬ ‫بأ ص‬ ‫خط ص ص‬ ‫ذأا ص‬ ‫م )إ ه ص‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫ت صل‬ ‫ن ص‬
‫كان ص ي‬ ‫وإ ه ي‬‫ه ص‬ ‫خطيب صت ه ه‬ ‫ها ل ه ه‬‫ما ي صن يظههر إ هل صي ي ص‬ ‫ن إ هن ل ص‬ ‫كا ص‬ ‫ذأا ص‬ ‫ها إ ه ص‬ ‫ي صن يظهصر إ هل صي ي ص‬
‫م(‪.‬‬ ‫عل ص ه‬‫تص ي‬
‫وقد عمل بهذا الحديث بعض الصحابة ‪ ,‬وهو محمد بن‬
‫مسلمة النصاري ‪ ,‬فقال سهل بن أبي حثمة ‪) :‬رأيت محمد‬
‫بن مسلمة يطارد بثينة بنت الضحاك – فوق إجار لها –‬
‫ببصره طردا ا شديدا ا ‪ ,‬فقلت ‪ :‬أتفعل هذا وأنت من أصحاب‬
‫م فقال ‪ :‬إني سمعت‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫رسول الله ص‬
‫ب‬ ‫ي‬ ‫في ص‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ذأا أل ص‬ ‫م يقول )إ ه ص‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫قل ه‬ ‫قي ه‬ ‫سل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫علي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صلى الل ه‬ ‫رسول الله ص‬
‫ص‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ها(‪.‬‬ ‫ن ي صن يظهصر إ هل صي ي ص‬ ‫سأ ي‬ ‫فصل ب صأ ص‬ ‫ةا ص‬ ‫مصرأ ء‬ ‫ةا ي‬ ‫خطيب ص ص‬ ‫ئ ه‬ ‫ر ء‬ ‫م ه‬ ‫ا ي‬
‫وما ترجمنا به للحديث قال به أكثر العلماء ‪ ,‬ففي فتح‬
‫الباري ‪) :‬وقال الجمهور ‪:‬يجوزا أن ينظر اليها إذأا أراد ذألك‬
‫بغير إذأنها ‪ ,‬وعن مالك رواية ‪ :‬يشترط إذأنها ‪ ,‬ونقل‬
‫الطحاوي عن قوما أنه ل يجوزا النظر إلى المخطوبة قبل‬
‫العقد بحال ‪ ,‬لنها حينئذ أجنبية ‪ ,‬ورد عليهم بالحاديث‬
‫المذكورةا‪.‬‬
‫روى عبد الرزااق بسند صحيح عن ابن طاوس قال ‪ :‬أردتا‬
‫أن أتزوج امرأةا ‪ ،‬فقال لي أبي اذأهب فانظر إليها فذهبت‬
‫فغسلت رأسي وترجلت ولبست من صالح ثيابي ‪ ,‬فلما‬
‫رآني في تلك الهيئة ‪ ,‬قال ل تذهب‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ويجوزا له أن ينظر منها إلى أكثر من الوجه‬
‫صللى الل ل ه‬
‫ه‬ ‫والكفين ‪ ,‬لطلق الحاديث المتقدمة ولقوله ص‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ميرأ صةاص ص‬ ‫ص‬
‫ن‬
‫عأ ي‬ ‫ست صطا ص‬‫نا ي‬
‫فإ ه ي‬ ‫م ال ي ص‬
‫حدهك ه ي‬‫بأ ص‬ ‫خط ص ص‬ ‫م‪) :‬إ ه ص‬
‫ذأا ص‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫ل(‪.‬‬ ‫ع ي‬‫ف ص‬ ‫فل يي ص ي‬‫ها ص‬‫ح ص‬ ‫عوهه إ هصلى ن ه ص‬
‫كا ه‬ ‫ي صن يظهصر إ هصلى ص‬
‫ما ي صدي ه‬
‫والحديث ظاهر الدللة لما ترجمنا له ‪ ,‬وأيده عمل راويه به‬
‫‪ ,‬وهو الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنه ‪,‬‬
‫وقد صنع مثله محمد بن مسلمة ‪ ,‬كما ذأكرناه في الحديث‬
‫الذي قبله ‪ ,‬وكفى بهما حجة‪.‬‬
‫ول يضرنا بعد ذألك مذهب من قيد الحديث بالنظر إلى‬
‫الوجه والكفين فقط ‪ ,‬لنه تقييد للحديث بدون نص مقيد ‪,‬‬
‫وتعطيل لفهم الصحابة بدون حجة ‪ ,‬ل سيما وقد تأيد بفعل‬
‫الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‪ ,‬فقال‬
‫الحافظ في التلخيص ‪) :‬فائدةا روى عبد الرزااق‪ ,‬وسعيد بن‬
‫منصور في سننه وابن ابي عمر عن سفيان عن عمرو بن‬
‫دينار عن محمد بن علي بن الحنفية ‪ :‬أن عمر خطب إلى‬
‫علي ابنته أما كلثوما ‪ ,‬فذكر له صغرها ‪] ,‬فقيل له ‪ :‬إن ردك‬
‫فعاوده[ ‪ ,‬فقال ]له علي[ ‪ :‬أبعث بها إليك ‪ ,‬فإن رضيت‬
‫فهي امرأتك ‪ ,‬فأرسل بها إليه ‪ ,‬فكشف عن ساقيها ‪,‬‬
‫فقالت لول أنك أمير المؤمنين لصككت عينك ‪ ,‬وهذا يشكل‬
‫على من قال ‪ :‬إنه ل ينظر غير الوجه والكفين(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ثم وقفت على إسناده عند عبدالرزااق فتبين أن في‬
‫القصة انقطاعا ا ‪ ,‬وأن محمد بن على ليس هو ابن الحنفية‬
‫‪ ,‬وإنما هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي‬
‫طالب ‪ ,‬أبوجعفر ‪ ,‬في بحث أودعته في الضعيفة فراجعه‬
‫فإنه مهم‪.‬‬
‫وهذا القول الذي أشار الحافظ إلى استشكاله هو مذهب‬
‫الحنفية والشافعية ‪ ,‬قال ابن القيم في تهذيب السنن ‪:‬‬
‫)وقال داود ‪ :‬ينظر إلى سائر جسدها ‪ ,‬وعن أحمد ثلث‬
‫رواياتا‪:‬‬
‫إحداهن ‪ :‬ينظر إلى وجهها ويديها‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬ينظر ما يظهر غالبا ا كالرقبة والساقين ونحوهما‬
‫‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬ينظر إليها كلها عورةا وغيرها ‪ ,‬فإنه نص على أنه يجوزا أن‬
‫ينظر إليها متجردةا(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬والرواية الثانية هي القرب إلى ظاهر الحديث ‪ ,‬وتطبيق‬
‫الصحابة له ‪ ,‬والله أعلم ‪.‬‬
‫وقال ابن قدامة في )المغني( ‪ ) :‬ووجه جوازا النظر ]إلى[ ما يظهر‬
‫م لما أذأن في النظر إليها من‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫غالبا ا أن النبي ص‬
‫غير علمها ‪ ,‬علم أنه أذأن في النظر إلى جميع ما يظهر عادةا ‪ ,‬إذأ ل‬
‫يمكن إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غيره له في الظهور ‪ ,‬ولنه‬
‫يظهر غالبا ا ‪ ,‬فأبيح النظر إليه كالوجه ‪ ,‬ولنها امرأةا أبيح له النظر‬
‫إليها بأمر الشارع ‪ ,‬فأبيح النظر منها إلى ذألك كذواتا المحارما(‬
‫ثم وقفت على كتاب )ردود على أباطيل( لفضيلة الشيخ محمد‬
‫الحامد ‪ ,‬فإذأا به يقول ) فالقول بجوازا النظر إلى غير الوجه‬
‫والكفين من المخطوبة باطل ل يقبل(‪.‬‬
‫وهذه جرأةا بالغة من مثله ما كنت أترقب صدورها منه ‪ ,‬إذأ إن‬
‫المسألة خلفية كما سبق بيانه ‪ ,‬ول يجوزا الجزما ببطلن القول‬
‫المخالف لمذهبه إل بالجابة عن حجته ودليله كهذه الحاديث ‪ ,‬وهو‬
‫لم يصنع شيئا ا من ذألك ‪ ,‬بل إنه لم يشر إلى الحاديث أدنى إشارةا ‪,‬‬
‫فأوهم القراء أن ل دليل لهذا القول أصل ا ‪ ,‬والواقع خلفه كما ترى‬
‫‪ ,‬فإن هذه الحاديث بإطلقها تدل على خلف ما قال فضيلته ‪,‬‬
‫م في‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫كيف ل وهو مخالف لخصوص قوله ص‬
‫ها(؟ فإن كل ذأي فقه يعلم أنه ليس‬ ‫ح ص‬‫كا ه‬‫عوهه إ هصلى ن ه ص‬ ‫ما ي صدي ه‬ ‫الحديث‪ ) :‬ص‬
‫صللى الل ل ه‬
‫ه‬ ‫المراد منه الوجه والكفان فقط ‪ ,‬ومثله في الدللة قوله ص‬
‫م( وتأيد ذألك بعمل‬ ‫عل ص ه‬
‫ت صل ت ص ي‬ ‫ن ص‬
‫كان ص ي‬ ‫وإ ه ي‬‫م في الحديث‪ ) :‬ص‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ص‬
‫م‬ ‫سل ص‬‫ل‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫ص‬
‫علي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫ل‬
‫صلى الل ه‬ ‫ل‬ ‫الصحابة رضي الله عنهم ‪ ,‬وهم أعلم بسنته ص‬
‫ا‬
‫ومنهم محمد بن مسلمة وجابر بن عبدالله ‪ ,‬فإن كل منهما تخبأ‬
‫لخطيبته ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها ‪ ,‬أفيظن بهما عاقل أنهما‬
‫تخبأ للنظر إلى الوجه والكفين فقط ؟ ومثل عمر بن الخطاب الذي‬
‫كشف عن ساقي أما كلثوما بنت علي – إن صح عنه – فهؤلء ثلثة‬
‫من كبار الصحابة – أحدهم الخليفة الراشد – أجازاوا النظر إلى أكثر‬
‫من الوجه والكفين ‪ ,‬ول مخالف لهم من الصحابة فيما أعلم ‪ ,‬فل‬
‫أدري كيف استجازا مخالفتهم مع هذه الحاديث الصحيحة ؟ وعهدي‬
‫بأمثال الشيخ أن يقيموا القيامة على من خالف أحدا ا من الصحابة‬
‫اتباعا ا للسنة الصحيحة ‪ ,‬ولو كانت الرواية عنه ل تثبت ‪ ,‬كما فعلوا‬
‫في عدد ركعاتا التراويح ‪ ,‬ومن عجيب أمر الشيخ – عفا الله عنا‬
‫في‬ ‫م ه‬ ‫عت ه ي‬‫ن ت صصناصزا ي‬ ‫فإ ه ي‬ ‫وعنه – أنه قال في آخر البحث ‪ :‬قال الله تعالى ‪ ) :‬ص‬
‫ص‬
‫وما ه ايل ه‬
‫ر‬‫خ ه‬ ‫وال يي ص ي‬ ‫ه ص‬ ‫ن هبالل ل ه‬ ‫مهنو ص‬ ‫ؤ ه‬ ‫م ته ي‬‫ن ك هن يت ه ي‬ ‫ل إه ي‬‫سو ه‬ ‫واللر ه‬ ‫دوهه إ هصلى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫فهر ل‬‫ء ص‬‫ي ء‬‫ش ي‬ ‫ص‬
‫ويال(النساء ‪ , 59‬فندعو أنفسنا وإياه إلى تحقيق‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ذأصل ه ص‬
‫ن ت صأ ه‬‫س ه‬ ‫ح ص‬ ‫وأ ي‬ ‫خي يءر ص‬‫ك ص‬
‫هذه الية ‪ ,‬ورد المسألة إلى السنة بعدما تبينت ‪ ,‬والله المستعان ‪,‬‬
‫ول حول ول قوةا إل بالله‪.‬‬
‫هذا ومع صحة الحاديث في هذه المسألة ‪ ,‬وقول جماهير العلماء‬
‫بها – على الخلف السابق ‪ , -‬فقد أعرض كثير من المسلمين في‬
‫العصور المتأخرةا عن العمل بها ‪ ,‬فإنهم ل يسمحون للخاطب‬
‫بالنظر إلى فتاتهم – ولو في حدود القول الضيق – تورعا ا منهم –‬
‫زاعموا – ومن عجائب الورع البارد أن بعضهم يأذأن ل بنته بالخروج‬
‫إلى الشارع سافرةا بغير حجاب شرعي ‪ ,‬ثم يأبى أن يراها الخاطب‬
‫في دارها وبين أهلها بثياب الشارع‪.‬‬
‫وفي مقابل هؤلء بعض الباء المستهترين الذين ل يغارون على‬
‫بناتهم – تقليدا ا منهم لسيادهم الوربيين – فيسمحون للمصور أن‬
‫يصورهن وهن سافراتا سفورا ا غير مشروع ‪ ,‬والمصور رجل أجنبي‬
‫عنهم ‪ ,‬وقد يكون كافرا ا ‪ ,‬ثم يقدمن صورهن إلى بعض الشبان‬
‫بزعم أنهم يريدون خطبتهن ‪ ,‬ثم ينتهي المر على غير خطبة ‪,‬‬
‫وتظل صور بناتهم معهم ليتغزلوا بها ‪ ,‬وليطفئوا حرارةا الشباب‬
‫بالنظر إليها ‪ ,‬أل فتعسا ا للباء الذين ل يغارون ‪ ,‬وإنا لله وإنا إليه‬
‫راجعون‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪،98 ،97‬‬
‫‪.99‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم التسمية باسم معبد لغير الله؟‬


‫نقل ابن حزما التفاق على تحريم كل اسم معبد لغير الله‬
‫كعبد العزى ‪ ,‬وعبد الكعبة ‪.......‬وأقره العلمة ابن القيم‬
‫في ))تحفة المودود(( ‪,‬وعليه فل تحل التسمية بـ عبد علي‬
‫‪ ,‬وعبد الحسين ‪ ,‬كما هو مشهور عند الشيعة ‪ ,‬ول بـ عبد‬
‫النبي أو عبد الرسول ‪ ,‬كما يفعله بعض الجهلة من أهل‬
‫السنة‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.411‬‬

‫س(‪ -‬هل وجه المرأةا عورةا؟‬


‫عن عمرةا بنت عبد الرحمن النصارية أن عائشة قالت‬
‫م‬‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫)لقد رأيتنا نصلي مع رسول الله ص‬
‫صلةا الفجر في مروطنا ‪ ,‬وننصرف وما يعرف بعضنا وجوه‬
‫بعض( ‪ ،‬وهو دليل ظاهر على أن وجه المرأةا ليس بعورةا ‪,‬‬
‫والدلة على ذألك متكاثرةا‪.‬‬
‫ومعنى كونه ليس بعورةا ‪ :‬أنه يجوزا كشفه ‪ ,‬وإل ‪ ,‬فالفضل‬
‫والورع ستره ‪ ,‬ل سيما إذأا كان جميل ص ‪ ,‬وأما إذأا كان مزينا ا‬
‫‪ ,‬فيجب ستره قول ا واحدا ا ‪ ,‬ومن شاء تفصيل هذا الجمال ‪,‬‬
‫فعليه بكتابنا حجاب المرأةا المسلمة ‪ ,‬فإنه جمع فأوعى ‪,‬‬
‫وقد نشر والحمد لله باسم جلباب المرأةا المسلمة ‪ ,‬مع‬
‫مقدمة مفيدةا وتحقيقاتا جديدةا‪ . .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.332‬‬

‫س(‪ -‬هل قدمي المرأةا عورةا؟‬


‫عن صفية بنت أبي عبيد عن أما سلمة ‪ :‬أن رسول الله‬
‫م لما قال في جر الذيل ما قال ‪ ,‬قالت‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫‪ :‬يارسول الله فكيف بنا ؟ فقال ‪ :‬جريه شبرا ‪ .‬فقالت ]أما‬
‫سلمة[ ‪ :‬إذأا تنكشف القدمان ! قال‪ :‬فجريه ذأراعا‪.‬‬
‫في الحديث دليل على أن قدمي المرأةا عورةا ‪ ,‬وأن ذألك‬
‫كان أمرا ا معروفا ا عند النساء في عهد النبوةا ‪ ,‬فإنه لما قال‬
‫‪) :‬جريه شبرا ا( ‪ ,‬قالت أما سلمة ‪) :‬إذأن تنكشف القدمان( ‪,‬‬
‫مما يشعر بأنها كانت تعلم أن القدمين عورةا ‪ ,‬ل يجوزا‬
‫م على ذألك ‪ ,‬ولذلك‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫كشفهما ‪ ,‬وأقرها ص‬
‫أمرها أن تجره دراعا ا‪.‬‬
‫وفي القرآن الكريم إشارةا إلى هذه الحقيقة ‪ ,‬وذألك في‬
‫ص‬
‫ن‬
‫م ي‬‫ن ه‬
‫في ص‬
‫خ ه‬
‫ما ي ه ي‬ ‫عل ص ص‬
‫م ص‬ ‫ن ل هي ه ي‬‫ه ل‬ ‫جل ه ه‬ ‫ن ب هأير ه‬
‫رب ي ص‬
‫ض ه‬‫وصل ي ص ي‬
‫قوله تعالى ‪ ) :‬ص‬
‫ن(النور ‪.31‬‬
‫ه ل‬
‫زاين صت ه ه‬
‫ه‬
‫وراجع لهذا كتابنا "جلباب المرأةا المسلمة" ‪ ,‬بعنوانه‬
‫الجديد‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.460‬‬

‫س(‪ -‬هل من حق الب ان يأخذ من مال ابنه ما‬


‫يشاء بدليل الحديث "أنت و مالك لبيك"؟‬
‫أن الحديث المشهور ‪" :‬أنت و مالك لبيك" )الرواء( ليس‬
‫على إطلقه ‪ ,‬بحيث أن الب يأخذ من مال ابنه ما يشاء ‪,‬‬
‫كل ‪ ,‬و إنما يأخذ ما هو بحاجة إليه‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2564‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا التكني بأبي القاسم لمن كان‬


‫اسمه محمد؟‬
‫أن الصواب إنما هو المنع مطلقا ‪ ,‬و سواء كان اسمه‬
‫محمدا أما ل ‪ ,‬لسلمة الحاديث الصحيحة الصريحة في‬
‫النهي ‪ ,‬و هو الثابت عن الماما الشافعي رحمه الله ‪ ,‬فقد‬
‫روى البيهقي بالسند الصحيح عنه أنه قال ‪ " :‬ل يحل لحد‬
‫أن يكتني بأبي القاسم كان اسمه محمدا أو غيره " ‪ .‬قال‬
‫البيهقي ‪ " :‬و روينا معنى هذا عن طاووس اليماني رحمه‬
‫الله"‪.‬‬
‫و يؤكد ذألك حديث علي رضي الله عنه أنه قال ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ! أرأيت إن ولد لي بعدك ‪ ,‬أسميه محمدا و أكنيه‬
‫بكنيتك ? قال ‪" :‬نعم" ‪ .‬قال ‪ :‬فكانت رخصة لي ‪ .‬أخرجه‬
‫الترمذي و قال ‪" :‬حديث صحيح" ‪ .‬و قواه الحافظ في‬
‫"الفتح" و هو مخرج في "المشكاةا"‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2946‬‬

‫س(‪ -‬هل يحق للطالب المسلم الذي خرج طلبا‬


‫للعلم في بلد الكفر أن يتزوج من نصرانية‬
‫وفي نفسه بياتا ‪ ،‬تبييت وتأكييد على أن‬
‫يتركها ويطلقها بعد فترةا معينة محددةا دون‬
‫التفاق معها مسبقا على ذألك ولكن المربينه‬
‫وبين نفسه لما خشي على نفسه من الفتنة؟‬
‫أول ‪ ،‬ل ننصح شابا أن يتزوج كتابية اليوما ‪ .‬والسبب في‬
‫ذألك هو أن كثير من الشباب المسلم حينما يتزوجون‬
‫بمسلماتا فتكتئب حياتهم وتسوء بسبب سوء أخلق البنت‬
‫المسلمة وقد ينضم إلى ذألك سوء أخلق أهلها من أمها‬
‫وأبيها وأخيها وأخواتها وو إلخ ‪.‬‬
‫فماذأا يقول المسلم إذأا تزوج بنصرانية أخلقها وعاداتها‬
‫وغيرتها ونحو ذألك ونخوتها تختلف إن كان للغيرةا وللنخوةا‬
‫لها ذأكرعندهم فتختلف تماما عما عندنا نحن معشر‬
‫المسلمين ‪ .‬لذلك ل ننصح بمثل هذا الزواج وإن كان‬
‫القرآن صريح في إباحة ذألك ‪ ،‬ولكن إنما أباح الله للمسلم‬
‫أن يتزوج الكتابية في حالة كون المسلمين أعزاء ‪ ،‬أقوياء‬
‫في دينهم ‪ ،‬في أخلقهم ‪ ،‬في دنياهم تخشى رهبتهم‬
‫الدول ولذلك المسألة تختلف من زامن إلى زامن ‪.‬‬
‫في الزمن الول كان المسلمون يجاهدون الكفار‬
‫ويستأسرون المئاتا منهم ‪ ،‬ويسترقونهم ويستعبدونهم‬
‫فيكون استعبادهم إياهم سبب سعادتهم في دنياهم‬
‫وأخراهم ‪ ،‬سبب سعادةا المستأسرين والمسترقين‬
‫والمستعبدين يصبحون سعداء في الدنيا والخرةا ‪ .‬وذألك‬
‫لن أسيادهم المسلمين كانوا يعاملونهم معاملة ل يجدونها‬
‫في بلدهم بعضهم مع بعض وهم أحرار‪ ،‬بسبب التعليماتا‬
‫التي كان الرسول عليه السلما يوجهها إلى أصحابه من‬
‫ذألك قوله عليه الصلةا والسلما أطعموهم مما تأكلون‬
‫وألبسوهم مما تلبسون إلخ مما هنالك من الحاديث الكثيرةا‬
‫ل أستحضر الن سوى هذا ‪ ،‬وقد أشار الرسول عليه الصلةا‬
‫والسلما إلى هذه الحقيقة التي وقعت فيما بعد لقوله في‬
‫الحديث الصحيح ‪ ":‬إن ربك ليعجب من أقواما هيجرون إلى‬
‫الجنة في السلسل " " إن ربك ليعجب من أقواما أي ‪ :‬من‬
‫النصارى ‪ ،‬من الكفار يجرون إلى السلما الذي يؤدي بهم‬
‫إلى الجنة في السلسل ‪ ،‬اليوما القضية معكوسة تماما‬
‫القوةا والعزةا للمسلمين ذأهبت حيث استذلوا من أذأل‬
‫الناس كماهوواقع مع السف الشديد‪.‬‬
‫فإذأا فرضنا أن شابا تزوج بنصرانية وجاء بها إلى هنا ‪،‬‬
‫فستبقى هذه النصرانية في الغالب على دينها وعلى‬
‫تبرجها ‪ ،‬وسوف ل يجرفها التيار السلمي كما كان يجرف‬
‫السرى فيطبعهم بطابع السلما ‪ ،‬لن هذا المجتمع هو من‬
‫حيث السم إسلمي ‪ ،‬لكن من حيث واقعه ليس كذلك ‪.‬‬
‫فالتعامل الموجود مثل في البيوتا السلمية اليوما إل ما‬
‫شاء الله منها كالتعامل الموجود في أوربا وربما يكون‬
‫أفسد من ذألك ‪ ،‬فإذأن هذه الزوجة النصرانية حينما يأتي بها‬
‫سوف ل تجد الجو الذي يجرها ويسحبها إلى السلما سحبا‬
‫هذا أول ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إن تزوج من هؤلء الشباب زاوجة فليس هو بحاجة‬
‫إلى أن ينوي تلك النية وهي أنه سوف يبقى في الدراسة‬
‫هناك مثل أربع سنواتا فهو ليحصن نفسه وليمنعها من أن‬
‫تقع في الزنا يتزوج نصرانية هناك ‪ ،‬وينوي في نفسه أن‬
‫يطلقها إذأا ما عزما على الرجوع إلى بلده ‪.‬‬
‫نقول له هذه النية أول ل تشرع لن نكاح المتعة وإن كان‬
‫صورته باشتراط اللفظ بين المتناكحين الرجل والمرأةا‬
‫وهذا طبعا نسخ إلى يوما القيامة حيرما إلى يوما القيامة ‪.‬‬
‫فالقاعدةا السلمية التي يتضمنها الحديث المشهور ‪ :‬إنما‬
‫العمال بالنياتا وإنما لكل ما نوى تحول بين المسلم وبين‬
‫أن يتزوج امرأةا وهو ينوي أن يطلقها بعد أربع سنواتا ‪،‬‬
‫هذا لو كان بهذه الناحية فائدةا له أو فيه ضرورةا يضطر‬
‫إليها لكن حقيقة ل ضرورةا لهذا الشاب إذأا ما رأى نفسه‬
‫بحاجة يتزوج بنصرانية أن ينوي هذه النية السيئة لنه هو‬
‫لماذأا ينوي هذه النية ؟ وهو قد أعطاه الشرع سلفا جوازا‬
‫التطليق حينما يشاء الرجل هذا من ناحية ‪ .‬من ناحية أخرى‬
‫هذه النية إذأا نواها وكان لها تأثيرا شرعا معنى ذألك انه‬
‫ملزما بعد أربع سنواتا أن يطلقها وإل لماذأا نوى هو هذه‬
‫النية ‪ ،‬إما أن يكون لها تأثير وإما أن ل يكون لها تأثير ‪،‬‬
‫نحن نعتقد أن ل تأثير لها ‪ ،‬فإن كان هو معنا في ذألك‬
‫فلماذأا ينوي هذه النية ما داما ليس لها تأثير‪ ،‬وإن كان لها‬
‫تأثيركما في مثل هذا السؤال فحينئذ لماذأا يقيد نفسه‬
‫بالولد ‪،‬أليس له حرية التطليق إذأا ما بدا له ‪ ،‬بعد سنة مش‬
‫بعد أربع سنواتا ‪ ،‬يعني قد يتزوج الرجل هذه الفتاةا‬
‫النصرانية ويجدها فتاةا ل ترد يد لمس بالمعنى الحقيقي‬
‫وليس بالمعنى المجازاي فحينئذ إن كان عنده غيرةا إسلمية‬
‫سيضطر إلى تطليقها قبل مضي المدةا التي فرضها على‬
‫نفسه ‪ ،‬إذأن ل فائدةا ل شرعا ول وضعا أن ينوي الشاب‬
‫هذا‪ ،‬هذه النية ‪ ،‬وإنما يتزوج بأي فتاةا وهو عارف أنه‬
‫الشرع يبيح له أن يطلقها إذأا وجدتا المصلحة الشرعية أو‬
‫الجتماعية يطلقها ‪ ،‬وقد يتمتع بها أربع سنواتا ‪ ،‬هذا يقع ‪،‬‬
‫وقع مرارا وإن كان هذا نادرا فيجدها أحسن بكثير من‬
‫الزوجاتا المسلماتا فحينئذ لماذأا ربط نفسه سلفا أنه بعد‬
‫أربع سنواتا يطلقها ‪ ،‬ل ‪ ،‬يفك نفسه من هذا القيد ‪ ،‬أول‬
‫يقيد نفسه بهذا القيد ‪ ،‬فإذأا انتهت دراسته نوى في علقته‬
‫مع هذه المرأةا طبيعية وصادقة أن تعود معه إلى بلد‬
‫السلما فحينئذ يعود بها لنه ذألك خير‪.‬ل ‪ ،‬والله هذه ما‬
‫تصلح هناك بسبب أو أكثر من سبب يطلقها على أنه ليست‬
‫زاواج كالزواج الموجود عند النصارى ل ‪))،‬الطلق مرتان‬
‫فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان(( ‪ .‬فإن المر كذلك‬
‫فأي شاب ننصحه أل يتزوج من كتابية فإن أبى إل أن يتزوج‬
‫تأتي النصيحة الثانية ‪ :‬ل يقيد نفسه بأنه يطلقها بعدما‬
‫تنتهي السنواتا الدراسية لن له أن يطلقها متى شاء ‪،‬‬
‫جل التطليق ‪ ،‬وقد ييبطل التطليق ‪ ،‬وقد ل يطلق‬ ‫فقد يع ي‬
‫مطلقا ‪ .‬والسلما عليكم ورحمة الله وبركاته ‪ .‬من سلسلة‬
‫الهدى والنور شريط رقم ‪.002‬‬

‫ن‪ ،‬وبينهما ولد فمن احق‬


‫س(‪ -‬إذأا افترق البوا ه‬
‫به؟‬
‫ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال )المرأةا أحق بولدها‬
‫ل الحديث على أنه إذأا افترق‬ ‫ما لم تزوج( ‪ ،‬قال ابن القيم ‪) :‬ود ي‬
‫ما ما‬
‫ق به من الب ما لم يقم بال ذ‬ ‫ما أح ل‬‫ن‪ ،‬وبينهما ولد‪ ،‬فال ي‬ ‫البوا ه‬
‫ف يقتضي تخييصره‪ ،‬وهذا ما ل هيعرف‬ ‫مها‪ ،‬أو بالولد وص ء‬‫ع تقدي ص‬ ‫يمن ه‬
‫ي‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫ة رسو ه‬ ‫ع‪ ،‬وقد قضى به خليف ه‬ ‫فيه نزا ء‬
‫على عمر بن الخطاب ‪.(....‬‬
‫وقد أشار بقوله ‪ " :‬ما يمنع تقديمها " ‪ :‬إلى أنه يشترط في‬
‫الحاضنة أن تكون مسلمة دينه لن الحاضن عادةا حريص على تربية‬
‫الطفل على دينه ‪ ,‬وأن يربى عليه ‪ ,‬فيصعب بعد كبره وعقله‬
‫انتقاله عنه ‪ ,‬وقد تغيره عن فطرةا الله التي فطر عليها عباده ‪ ,‬فل‬
‫يراجعها أبدا ا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪) :‬كل مولود يولد‬
‫على الفطرةا ‪ ,‬فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه( ‪ ,‬فل يؤمن‬
‫تهويد الحاضن وتنصيره للطفل المسلم‪.‬‬
‫وأشار بقوله ‪) :‬أو بالولد وصف يقتضي تخييره( ‪ ,‬إلى أن الصبي إذأا‬
‫كان مميزا ا ‪ ,‬فيخير ‪ ,‬ول يشمله هذا الحديث ‪ ,‬لحديث أبي هريرةا‬
‫رضي الله عنه ‪) :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم خير غلما ا بين أبيه‬
‫وأمه( ‪ ,‬وهو حديث صحيح كما بينته في الرواء‪.‬‬
‫ومن شاء الطلع على الحكاما المستنبطة من هذا الحديث‬
‫مع البسط والتحقيق ‪ ,‬فليرجع إلى كتاب العلمة ابن القيم‬
‫"زااد المعاد"‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.368‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا للمرأةا أن تتصرف بمالها الخاص‬


‫بها؟‬
‫قال عليه الصلةا والسلما )ليس للمرأةا أن تنتهك شيئا من‬
‫مالها إل بإذأن زاوجها( ‪ ،‬وهذا الحديث يدل على أن المرأةا ل‬
‫يجوزا لها أن تتصرف بمالها الخاص بها إل بإذأن زاوجها‪،‬‬
‫وذألك من تماما القوامة التي جعلها ربنا تبارك وتعالى له‬
‫عليها‪،‬ولكن ل ينبغي للزوج‪-‬إذأا كان مسلما ا صادقاا‪ -‬أن‬
‫يستغل هذا الحكم‪-‬فيتجبر على زاوجته ويمنعها من التصرف‬
‫في مالها فيما ل ضير عليهما منه‪ ،‬وما أشبه هذا الحق بحق‬
‫ولي البنت التي ل يجوزا لها أن تزوج نفسها بدون إذأن‬
‫وليها‪ ،‬فإذأا أعضلها رفعت المر إلي القاضي الشرعي‬
‫لينصفها‪ ،‬وكذلك الحكم في مال المرأةا إذأا جار عليها‬
‫زاوجها فمنعها من التصرف المشروع في مالها‪ ،‬فالقاضي‬
‫ينصفها أيضاا‪ .‬فل إشكال على الحكم نفسه‪ ،‬وإنما الشكال‬
‫في سوء التصرف به‪ .‬فتأمل‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.775‬‬

‫كتاب المرض والطب و‬


‫الجنائز والقبور‬
‫س(‪ -‬ما حكم قراءةا القرآن عند القبور؟‬
‫حديث )من زاار قبر والديه كل جمعة ‪ ,‬فقرأ عندهما أو عنده ]يس[ ‪,‬‬
‫غفر له كل آية أو حرف( حديث موضوع ‪ ,‬وليس في السنة الصحيحة‬
‫ما يشهد لذلك ‪ ,‬بل هي تدل على أن المشروع عند زايارةا القبور‬
‫إنما هو السلما عليهم ‪ ,‬وتذكر الخرةا فقط ‪ ,‬وعلى ذألك جرى عمل‬
‫السلف الصالح رضي الله عنهم ‪ ,‬فقراءةا القرآن عندها بدعة‬
‫مكروهة ‪ ,‬كما صرح جماعة من العلماء المتقدمين ‪ ,‬منهم أبوحنيفة‬
‫‪ ,‬ومالك ‪ ,‬وأحمد في رواية كما في "شرح الحياء" للزبيدي قال ‪:‬‬
‫)لنه لم ترد به سنة ‪ ,‬وقال محمد بن الحسن وأحمد في رواية ‪ :‬ل‬
‫تكره ‪ ,‬لما روي عن ابن عمد أنه أوصى أن يقرأ على قبره وقت‬
‫الدفن بفواتح سورةا البقرةا وخواتمها(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا الثر عن ابن عمر ل يصح سنده إليه ‪ ,‬ولو صح ‪ ,‬فل يدل‬
‫إل على القراءةا عند الدفن ل مطلقا ا ‪ ,‬كما هو ظاهر‪.‬‬
‫فعليك أيها المسلم بالسنة ‪ ,‬وإياك والبدعة ‪ ,‬وإن رآها الناس حسنة‬
‫سل ل ص‬
‫م‪ .‬انتهى كلما‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫‪ ,‬فإن )كل بدعة ضللة( ‪ ,‬كما قال ص‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.50‬‬

‫س(‪ -‬هل من السنة ترك المعالجة بالدوية‬


‫المادية ‪ ,‬والعتماد على تلوةا القرآن؟‬
‫حديث )استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه ‪ ,‬وبما‬
‫هو الل ل ص‬ ‫مده ليله( ‪ ,‬و ) ه‬
‫د( ‪ ,‬فمن لم‬ ‫ح ء‬‫هأ ص‬ ‫ه‬ ‫ق ي‬
‫ل ه ص‬ ‫مدح الله به نفسه ‪) :‬ال ي ص‬
‫ح ي‬
‫يشفيه القرآن ‪ ,‬فل شفاه الله( ضعيف جدا ا وهذا الحديث يوحي‬
‫بترك المعالجة بالدوية المادية ‪ ,‬والعتماد فيها على تلوةا القرآن ‪,‬‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫وهذا شيء ل يتفق في قليل ول كثير مع سنته ص‬
‫م بالدوية‬ ‫ل‬
‫سل ص‬ ‫و ص‬‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬
‫م القولية والفعلية ‪ ,‬فقد تعالج ص‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬
‫ص‬
‫المادية مرارا ‪ ,‬وأمر بذلك فقال ‪) :‬يا عباد الله تداووا ‪ ,‬فإن الله لم‬ ‫ا‬
‫ينزل داء إل وأنزل له دواء( أخرجه الحاكم بسند صحيح ‪ ,‬وهو مخرج‬
‫في "غاية المراما" عن جمع من الصحابة نحوه‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.152‬‬

‫س(‪ -‬هل الموتى يسمعون؟‬


‫ل يوجد دليل في الكتاب و السنة على أن الموتى يسمعون‬
‫‪ ,‬بل ظواهر النصوص تدل على أنهم ل يسمعون ‪ .‬كقوله‬
‫تعالى ‪) :‬و ما أنت بمسمع من في القبور( و قوله صلى‬
‫الله عليه وسلم لصحابه و هم في المسجد ‪ " :‬أكثروا‬
‫علي من الصلةا يوما الجمعة ‪ ,‬فإن صلتكم تبلغني ‪ " ...‬فلم‬
‫يقل ‪ :‬أسمعها ‪ .‬و إنما تبلغه الملئكة كما في الحديث‬
‫الخر ‪ " :‬إن لله ملئكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلما‬
‫" ‪ .‬رواه النسائي و أحمد بسند صحيح ‪.‬‬
‫و أما قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬العبد إذأا وضع في‬
‫قبره ‪ ,‬و تولى و ذأهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم‬
‫أتاه ملكان فأقعداه ‪ ,‬فيقولن له ‪ " ..‬الحديث رواه‬
‫البخاري فليس فيه إل السماع في حالة إعادةا الروح إليه‬
‫ليجيب على سؤال الملكين كما هو واضح من سياق‬
‫الحديث‪.‬‬
‫و نحوه قوله صلى الله عليه وسلم لعمر حينما سأله عن‬
‫مناداته لهل قليب بدر ‪" :‬ما أنتم بأسمع لما أقول منهم "‬
‫هو خاص أيضا بأهل القليب ‪ ,‬و إل فالصل أن الموتى ل‬
‫يسمعون ‪ ,‬و هذا الصل هو الذي اعتمده عمر رضي الله‬
‫عنه حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنك لتنادي‬
‫أجسادا قد جيفوا ‪ ,‬فلم ينكره الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم بل أقره ‪ ,‬و إنما أعلمه بأن هذه قضية خاصة ‪ ,‬و لول‬
‫ذألك لصحح له ذألك الصل الذي اعتمد عليه ‪ ,‬و بين له أن‬
‫الموتى يسمعون خلفا لما يظن عمر ‪ ,‬فلما لم يبين له‬
‫هذا ‪ ,‬بل أقره عليه كما ذأكرنا ‪ ,‬دل ذألك على أن من المقرر‬
‫شرعا أن الموتى ل يسمعون ‪ .‬و أن هذه قضية خاصة ‪.‬‬
‫و بهذا البيان ينسد طريق من طرق الضلل المبين على‬
‫المشركين و أمثالهم من الضالين ‪ ,‬الذين يستغيثون‬
‫بالولياء و الصالحين و يدعونهم من دون الله ‪ ,‬زااعمين‬
‫أنهم يسمعونهم ‪ ,‬والله عز وجل يقول ‪ ) :‬إن تدعوهم ل‬
‫يسمعوا دعاءكم ‪ ,‬و لو سمعوا ما استجابوا لكم ‪ ,‬و يوما‬
‫القيامة يكفرون بشرككم و ل ينبئك مثل خبير(‪.‬‬
‫و راجع لتماما هذا البحث الهاما مقدمتي لكتاب " الياتا‬
‫البيناتا في عدما سماع المواتا عند الحنفية الساداتا "‬
‫لللوسي ‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1147‬‬

‫س(‪-‬هل يجوزا نبش قبور المسلمين ونبش‬


‫قبور الكافرين ؟‬
‫عا بين نبش قبور المسلمين ونبش قبور‬ ‫هناك فرق طب ا‬
‫الكافرين ‪ ،‬فنبش قبور المسلمين ل يجوزا إل ل بعد أن تفنى‬
‫وتصبح رميمـا ‪ ،‬ذألك لن نبش القبور يعرض جثة المقبور‬
‫وعظامها للكسر ‪ ،‬وقد قال عليه الصلةا والسلما ‪) :‬كسر‬
‫عظم المؤمن الميت ككسره حريا( ‪ .‬فالمؤمن له حرمة بعد‬
‫عا هذه الحرمة في‬ ‫موته كما كانت له حرمة في حياته ‪ ،‬طب ا‬
‫حدود الشريعة ‪ .‬أما نبش قبور الكفار فليست لهم هذه‬
‫الحرمة فيجوزا نبشها بناءا على ما ثبت في )صحيح البخاري‬
‫ومسلم( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة‬
‫إلى المدينة كان أول شيء باشره هو بناء المسجد النبوي‬
‫الموجود اليوما ‪ ،‬فكان هناك بستان ليتاما من النصار ‪،‬‬
‫وفيه قبور المشركين ‪ ،‬فقال عليه الصلةا والسلما لهؤلء‬
‫اليتاما ‪) :‬ثامنوني حطائكم( ‪ .‬يعني ‪ :‬بيعوني حائطكم بثمنه‬
‫‪ ،‬قالوا ‪ :‬هو للله ولرسوله ل نريد ثمنه ‪ ،‬فكان فيه الخرب‬
‫وفيه قبور المشركين ‪ ،‬فأمر الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم بقبور المشركين فسويت بالرض ‪ ،‬وأمر بالخرب‬
‫فمهدتا ‪ ،‬ثم أقاما المسجد النبوي على أرض ذألك البستان ‪.‬‬
‫فإذأن نبش القبور على وجهين ؛ قبور المسلمين ل يجوزا ‪،‬‬
‫أما قبور الكفار فيجوزا ‪ ،‬وقد أشرتا في الجواب إلى أنه ل‬
‫ما ‪ ،‬وتصبح تراابا‬ ‫يجوزا نبش قبور المسلمين حتى تصبح رمي ا‬
‫ض‬
‫‪ ،‬ومتى هذا ؟ إنه يختلف باختلف الراضي ‪ ،‬فهناك أرا ء‬
‫صحراوية ناشفة تبقي فيها الجثث ما شاء اللله من السنين‬
‫ض رطبة يسرع الفناء فيها إلى الجساد ‪ ،‬فل‬ ‫‪ ،‬وهناك أرا ء‬
‫يمكن وضع ضابط لتحديد سنين معينة لفساد الجساد كما‬
‫فهنون في تلك‬ ‫يقال ‪) :‬أهل مكة أدرى بشعابها( ‪ ،‬فالذين يد ه‬
‫الرض يعلمون المدةا التي تفنى فيها جثث الموتى بصورةا‬
‫تقريبية ‪ .‬استعمال الدفوف مع الناشيد جائز بين النساء‬
‫دون الرجال!! نقل من موقع جماعة انصار السنة ‪ ،‬والمرجع مجلة‬
‫التوحيدالعددالثامن لسنة ‪.1420‬‬

‫س(‪ -‬ماذأا يقال عند المرور بقبر الكافر؟‬


‫شيرهه‬ ‫فب ص ذ‬ ‫ر كافر ص‬ ‫قب ي ه‬ ‫تا ب ه ص‬ ‫مصرير ص‬ ‫ما ص‬ ‫حي يث ه ص‬ ‫قال عليه الصلةا السلما ) ص‬
‫ر( ‪ ،‬وفي هذا الحديث فائدةا هامة أغفلتها عامة كتب‬ ‫هباللنا ه‬
‫الفقه ‪ ,‬أل وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذأا مر‬
‫بقبره ‪ ,‬ول يخفى ما في هذا التشريع من إيقاظ المؤمن ‪,‬‬
‫وتذكيره بخطورةا جرما هذا الكافر ‪ ,‬حيث ارتكب ذأنبا ا عظيما ا‬
‫تهون ذأنوب الدنيا كلها تجاهه ولو اجتمعت ‪ ,‬وهو الكفر‬
‫بالله عز وجل والشراك به ‪ ,‬الذي أبان الله تعالى عن شدةا‬
‫ه صل‬ ‫ن الل ل ص‬ ‫مقته إياه حين استثناه من المغفرةا فقال ‪) :‬إ ه ل‬
‫ء(النساء ‪, 48‬‬ ‫شا ه‬ ‫ن يص ص‬ ‫ن ذأصل ه ص‬ ‫شصر ص‬ ‫ن يه ي‬ ‫ص‬
‫م ي‬ ‫ك له ص‬ ‫دو ص‬ ‫ما ه‬ ‫فهر ص‬ ‫غ ه‬ ‫وي ص ي‬ ‫ه ص‬ ‫ك به ه‬ ‫فهر أ ي‬ ‫غ ه‬‫يص ي‬
‫ولهذا قال صلى الله عليه وسلم )أكبر الكبائر أن تجعل لله‬
‫ندا ا وقد خلقك(متفق عليه‪.‬‬
‫وإن الجهل بهذه الفائدةا مما أدي ببعض المسلمين إلى‬
‫الوقوع في خلف ما أراد الشارع الحكيم منها ‪ ,‬فإننا نعلم‬
‫أن كثيرا ا من المسلمين يأتون بلد الكفر لقضاء بعض‬
‫المصالح الخاصة أو العامة ‪ ,‬فل يكتفون بذلك ‪ ,‬حتى‬
‫يقصدون زايارةا بعض قبور من يسمونهم بعظماء الرجال‬
‫من الكفار ويضعون على قبورهم الزاهار والكاليل ‪,‬‬
‫ويقفون أمامها خاشعين محزونين ‪ ,‬مما يشعر برضاهم‬
‫عنهم ‪ ,‬وعدما مقتهم إياهم ‪ ,‬مع أن السوةا الحسنة بالنبياء‬
‫عليهم السلما تقضي خلف ذألك ‪ ,‬كما في هذا الحديث‬
‫وةاء‬ ‫كان صت ل صك ه ه‬ ‫قدي ص‬ ‫الصحيح ‪ ,‬واسمع قول الله عز وجل ‪ ) :‬ص‬
‫س ص‬‫مأ ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫م إ هلنا ب هصرآ صءه‬ ‫ه ي‬ ‫م ه‬ ‫و ه‬‫ق ي‬ ‫قاهلوا ل ه ص‬ ‫ه إ هذأي ص‬ ‫ع ه‬‫م ص‬‫ن ص‬ ‫ذي ص‬ ‫وال ل ه‬ ‫م ص‬ ‫هي ص‬ ‫في إ هب يصرا ه‬ ‫ة ه‬ ‫سن ص ء‬ ‫ح ص‬ ‫ص‬
‫دا ب صي ين صصنا‬ ‫وب ص ص‬‫م ص‬ ‫ه‬
‫فيرصنا ب هك ي‬ ‫ص‬
‫هك ص‬ ‫ل‬
‫ن الل ه‬ ‫دو ه‬ ‫ن ه‬ ‫م ي‬ ‫ن ه‬ ‫دو ص‬ ‫عب ه ه‬‫ما ت ص ي‬ ‫م ل‬ ‫و ه‬‫م ص‬ ‫ه‬
‫من يك ي‬ ‫ه‬
‫ص‬ ‫وال يب ص ي‬
‫دا(الممتحنة ‪ ، 4‬هذا موقفهم منهم‬ ‫ضاءه أب ص ا‬ ‫غ ص‬ ‫وةاه ص‬ ‫دا ص‬ ‫ع ص‬‫م ال ي ص‬ ‫وب صي ين صك ه ه‬ ‫ص‬
‫وهم أحياء ‪ ,‬فكيف وهم أمواتا؟ انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.18‬‬

‫س(‪ -‬من هم أشد الناس بلءا ؟‬


‫م‬ ‫ص‬
‫س ب صصلءا ايلن يب هصياءه ث ه ل‬ ‫شدل اللنا ه‬ ‫قال عليه الصلةا اللسلما )أ ص ص‬
‫ل ص ص‬ ‫ص‬
‫ب ]وفي رواية ‪:‬‬ ‫س ه‬ ‫ح ص‬ ‫عصلى ص‬ ‫ل ص‬ ‫ج ه‬ ‫ل ي هب يت صصلى اللر ه‬ ‫مث ص ه‬ ‫فايل ي‬ ‫مث ص ه‬ ‫ايل ي‬
‫ه‬
‫دين ه ه‬ ‫في ه‬ ‫ن ه‬ ‫كا ص‬ ‫ن ص‬ ‫وإ ه ي‬
‫ؤهه ص‬ ‫شت صدل ب صصل ه‬ ‫صل يابا ا ي‬ ‫ه ه‬ ‫دين ه ه‬ ‫ن ه‬ ‫كا ص‬ ‫ن ص‬ ‫فإ ه ي‬ ‫ه ص‬ ‫دين ه ه‬ ‫قدر[ ه‬
‫حلتى‬ ‫د ص‬ ‫عب ي ه‬ ‫ي‬
‫ح الب صلءه هبال ص‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ما ي صب يصر ه‬ ‫ف ص‬ ‫ه ص‬ ‫دين ه ه‬ ‫ب ه‬ ‫س ه‬ ‫ح ص‬ ‫على ص‬ ‫ص‬ ‫ي ص‬ ‫ة اب يت هل ه ص‬ ‫ق ء‬ ‫ر ل‬ ‫ه‬
‫ة( ‪ ،‬وفي هذه‬ ‫طيئ ص ء‬ ‫خ ه‬ ‫ه ص‬ ‫علي ي ه‬‫ص‬ ‫ما ص‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫ض ص‬ ‫على الير ه‬ ‫شي ص‬ ‫م ه‬ ‫ه يص ي‬ ‫ي صت يهرك ه‬
‫الحاديث دللة صريحة على أن المؤمن كلما كان أقوى‬
‫إيمانا ا ‪ ,‬ازاداد ابتلءا وامتحانا ا ‪ ,‬والعكس بالعكس ‪ ,‬ففيها رد‬
‫على ضعفاء العقول والحلما الذين يظنون أن المؤمن إذأا‬
‫أصيب ببلء ‪ ,‬كالحبس أو الطرد أو القالة من الوظيفة‬
‫ونحوها ‪ ,‬أن ذألك دليل على أن المومن غير مرضي عند الله‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫تعالى ‪ ,‬وهو ظن باطل ‪ ,‬فهذا رسول الله ص‬
‫م وهو أفضل البشر ‪ ,‬كان أشد الناس – حتى النبياء –‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫بلء ‪ ,‬فالبلء غالبا دليل خير وليس نذير شر كما يدل على‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫وإ ه ل‬‫ء ص‬ ‫عظصم ه ال يب صصل ه‬ ‫ع ه‬ ‫م ص‬ ‫ء ص‬ ‫جصزا ه‬ ‫م ال ي ص‬ ‫عظ ص ص‬ ‫ن ه‬ ‫ذألك أيضا ا الحديث ) إ ه ل‬
‫الل له إ ص ص‬
‫ن‬‫م ي‬ ‫و ص‬ ‫ضا ص‬ ‫ه الذر ص‬ ‫فل ص ه‬ ‫ي ص‬ ‫ض ص‬ ‫ن صر ه‬ ‫م ي‬ ‫ف ص‬ ‫م ص‬ ‫ه ي‬ ‫ما اب يت صصل ه‬ ‫و ا‬ ‫ق ي‬ ‫ب ص‬ ‫ح ل‬ ‫ذأا أ ص‬ ‫ص ه‬
‫خط(‪.‬‬ ‫ه‬ ‫س ص‬ ‫ه ال ل‬ ‫فل ه‬‫ص‬ ‫خط ص‬ ‫ص‬ ‫س ه‬ ‫ص‬
‫وهذا الحديث يدل على أمر زاائد على ما سبق ‪ ,‬وهو أن‬
‫البلء إنما يكون خيرا ا ‪ ,‬وأن صاحبه يكون محبوبا ا عند الله‬
‫تعالى إذأا صبر على بلء الله تعالى ‪ ,‬ورضي بقضاء الله عز‬
‫وجل ‪.‬‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫ه‬ ‫مصرهه ك هل ل ه‬ ‫نأ ي‬ ‫ن إه ل‬ ‫م ه‬ ‫ؤ ه‬ ‫م ي‬ ‫ر ال ي ه‬ ‫م ه‬ ‫ت هل ي‬ ‫جب ي ه‬ ‫ع ه‬ ‫ويشهد لذلك الحديث ) ص‬
‫ما‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫و ص‬ ‫ل‬ ‫ص‬
‫ه ص‬ ‫صاب ص ه‬ ‫نأ ص‬ ‫وإ ه ي‬ ‫خي يءر ص‬ ‫ه ص‬ ‫نل ه‬ ‫كا ص‬ ‫ه ص‬ ‫مدص الل ص‬ ‫ح ه‬ ‫ب ص‬ ‫ح ل‬ ‫ما ي ه ه‬ ‫ه ص‬ ‫صاب ص ه‬ ‫نأ ص‬ ‫خي يءر إ ه ي‬ ‫ص‬
‫خي يءر إ هلل‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫ه ص‬ ‫مهرهه ك هل ل ه‬ ‫دأ ي‬ ‫ح ء‬ ‫لأ ص‬ ‫س كه ل‬ ‫ول صي ي ص‬ ‫خي يءر ص‬ ‫ه ص‬ ‫ن لص ه‬ ‫كا ص‬ ‫صب صصر ص‬ ‫ف ص‬ ‫ي صك يصرهه ص‬
‫ن ( ‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪، 143‬‬ ‫م ه‬ ‫ؤ ه‬ ‫م ي‬ ‫ال ي ه‬
‫‪.147 ، 146‬‬

‫س(‪ -‬هل يشرع للمسلم أن يتولى دفن قريبه‬


‫المشرك؟‬
‫يشرع للمسلم أن يتولى دفن قريبه المشرك ‪ ,‬وأن ذألك ل‬
‫ينافي بغضه إياه لشركه ‪ ,‬أل ترى أن عليا ا رضي الله عنه‬
‫امتنع أول المر من مواراةا أبيه ‪ ,‬معلل ا ذألك بقوله ) إنه‬
‫ماتا مشركا ( ‪ ,‬ظنا ا منه أن دفنه مع هذه الحالة قد يدخله‬
‫ما‬ ‫و ا‬ ‫وا ص‬
‫ق ي‬ ‫ول ل ي‬
‫في التولي الممنوع في مثل قوله تعالى ‪) :‬صل ت صت ص ص‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫م ( الممتحنة ‪ ، 13‬فلما أعاد ص‬ ‫ه ي‬ ‫ه ص ص‬
‫علي ي ه‬ ‫ب الل ل ه‬‫ض ص‬ ‫غ ه‬‫ص‬
‫م عليه المر بمواراته ‪ ,‬بادرا لمتثاله ‪ ,‬وترك ما بدا له‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ص‬
‫أول المر ‪ , ,‬وكذلك تكون الطاعة ‪ :‬أن يترك المرء رأيه‬
‫سل ل ص‬
‫م‪.‬‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫لمر نبيه ص‬
‫ويبدو لي أن دفن الولد لبيه المشرك أو أمه هو آخر ما‬
‫يملكه الولد من حسن صحبة الوالد المشرك في الدنيا ‪,‬‬
‫وأما بعد الدفن ‪ ,‬فليس له أن يدعو له أو يستغفر له ‪,‬‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫ن‬‫مهنوا أ ي‬
‫نآ ص‬ ‫وال ل ه‬
‫ذي ص‬ ‫ي ص‬
‫ن هللن لهب ه ذ‬ ‫ما ص‬
‫كا ص‬ ‫لصريح قوله تعالى ‪ ) :‬ص‬
‫قيرصبى ( التوبة ‪, 113‬‬ ‫كاهنوا أوهلي ه‬ ‫و ص‬‫ول ص ي‬
‫ن ص‬
‫كي ص‬
‫ر ه‬
‫ش ه‬ ‫فهروا ل هل ي ه‬
‫م ي‬ ‫غ ه‬
‫ست ص ي‬
‫يص ي‬
‫وإذأا كان المر كذلك ‪ ,‬فما هو حال من يدعو بالرحمة‬
‫والمغفرةا على صفحاتا الجرائد والمجلتا لبعض الكفار‬
‫في إعلناتا الوفياتا من أجل دريهماتا معدوداتا فليتق‬
‫الله من كان يهمه أمر آخرته ‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.161‬‬
‫س(‪ -‬هل يشرع للمسلم أن يغسل الكافر؟‬
‫ل يشرع له غسل الكافر ول تكفينه ول الصلةا عليه ولو‬
‫م ‪ ,‬لم يأمر بذلك‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫كان قريبه ‪ ,‬لن النبي ص‬
‫م ‪ ,‬لما تقرر‬‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫عليا ا ‪ ,‬ولو كان جائزا ا لبينه ص‬
‫أن تأخير البيان عن وقت الحاجة ل يجوزا ‪ ,‬وهذا مذهب‬
‫الحنابلة وغيرهم‪.‬‬
‫ول يشرع لقارب المشرك أن يتبعوا جنازاته ‪ ,‬لن النبي‬
‫م لم يفعل ذألك مع عمه ‪ ,‬وقد كان أبر‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫الناس به وأشفقهم عليه ‪ ,‬حتى أنه دعا الله له حتى جعل‬
‫عذابه أخف عذاب في النار‪ ,‬وفي ذألك كله عبرةا لمن‬
‫يغترون بأنسابهم ‪ ,‬ول يعملون لخرتهم عند ربهم ‪ ,‬وصدق‬
‫وصل‬ ‫ص‬
‫ذ ص‬‫مئ ه ء‬
‫و ص‬‫م يص ي‬ ‫ه ي‬ ‫ب ب صي ين ص ه‬ ‫سا ص‬‫فصل أن ي ص‬
‫الله العضيم إذأ يقول ‪ ) :‬ص‬
‫ن (المؤمنون ‪ . 101‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث‬ ‫ساءصهلو ص‬
‫ي صت ص ص‬
‫رقم ‪.161‬‬

‫س(‪ -‬هل يدفن المسلم مع الكافر والكافر مع‬


‫المؤمن؟‬
‫ل يدفن مسلم مع كافر ول كافر مع مسلم بل يدفن المسلم في‬
‫مقابر المسلمين والكافر مقابر المشركين ‪ .‬كذلك كان المر على‬
‫عهد النبي صلى الله عليه وسلم واستمر إلى عصرنا هذا‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬من يتولى إنزال الميت في القبر؟‬


‫يتولى إنزال الميت ‪ -‬ولو كان أنثى ‪ -‬الرجال دون النساء لمور ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنه المعهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجرى‬
‫عليه عمل المسلمين حتى اليوما‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن الرجال أقوى على ذألك‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬لو تولته النساء أفضى ذألك إلى انكشاف شيء من أبدانهن‬
‫أماما الجانب وهو غير جائز‪.‬‬
‫وأولياء الميت أحق بإنزاله لعموما قوله تعالى ‪):‬وأولوا الرحاما‬
‫بعضهم أولى ببعض في كتاب الله(‪ .‬انتهى كلما اللباني من مختصر‬
‫أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا للزوج أن يتولى دفن زاوجته؟‬


‫يجوزا للزوج أن يتولى بنفسه دفن زاوجته لحديث عائشة رضي الله‬
‫عنها قالت ‪) :‬دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوما‬
‫التالي الذي بدئ فيه فقلت ‪ :‬وارأساه فقال ‪ :‬وددتا أن ذألك كان‬
‫وأنا حي فهيأتك ودفنتك ‪ .‬قالت ‪ :‬فقلت ‪ :‬غيرى ‪ :‬كأني بك في ذألك‬
‫اليوما عروسا ببعض نسائك قال ‪ :‬وأنا وارأساه ادعي لي أباك‬
‫وأخاك حتى أكتب لبي بكر كتابا فإني أخاف أن يقول قائل ويتمنى‬
‫متمن ‪ :‬أنا أولى ويأبى الله عز وجل والمؤمنون إل أبا بكر( صحيح‬
‫‪،‬لكن ذألك مشروط بما إذأا كان لم يطأ تلك الليلة وإل ما يشرع له‬
‫دفنها وكان غيره هو الولى بدفنها ولو أجنبيا‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬
‫س(‪ -‬ما الذي يستحب لمن عند القبر فعله بعد‬
‫الفراغ من سد اللحد؟‬
‫يستحب لمن عند القبر أن يحثو من التراب ثلث حثواتا‬
‫بيديه جميعا بعد الفراغ من سد اللحد لحديث أبي هريرةا ‪:‬‬
‫) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازاةا ثم‬
‫أتي بالميت فحثا عليه من قبل رأسه ثلثا ( صحيح ‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يستحب للرجل أن يحفر قبره قبل أن‬


‫يموتا؟‬
‫ل يستحب للرجل أن يحفر قبره قبل أن يموتا فإن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذألك وهو ول أصحابه والعبد‬
‫ل يدري أين يموتا وإذأا كان مقصود الرجل الستعداد‬
‫للموتا فهذا يكون من العمل الصالح ‪ ،‬كذا في )الختياراتا‬
‫العلمية( لشيخ السلما ابن تيمية رحمه الله تعالى‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬كيف يكون تلقين المحتضر شهادةا‬


‫التوحيد؟‬
‫قال عليه الصلةا السلما ) أكثروا من شهادةا أن ل إله إل‬
‫الله قبل أن يحال بينكم وبينها ‪ ,‬ولقنوها موتاكم ( ‪ ،‬في‬
‫الحديث مشروعية تلقين المحتضر شهادةا التوحيد ‪ ,‬رجاء‬
‫أن يقولها فيفلح ‪ ,‬والمراد بـ) موتاكم ( ‪ :‬من حضره الموتا‬
‫‪ ,‬لنه ل يزال في دار التكليف ‪ ,‬ومن الممكن أن يستفيد‬
‫من تلقينه ‪ ,‬فيتذكر الشهادةا ويقولها ‪ ,‬فيكون من أهل‬
‫الجنة ‪ ,‬وأما تلقينه بعد الموتا ‪ ,‬فمع أنه بدعة لم ترد في‬
‫السنة ‪ ,‬فل فائدةا منه ‪ ,‬لنه خرج من دار التكليف إلى دار‬
‫يا(يس ‪.70‬‬
‫ح ر‬
‫ن ص‬ ‫ن ص‬
‫كا ص‬ ‫م ي‬
‫ذصر ص‬
‫الجزاء ‪ ,‬ولنه غير قابل للتذكر ‪) ,‬ل هي هن ي ه‬
‫وصورةا التلقين أن يؤمر بالشهادةا ‪ ,‬وما يذكر في بعض‬
‫صللى‬ ‫الكتب أنها تذكر عنده ول يؤمر بها خلف سنة النبي ص‬
‫سل ل ص‬
‫م ‪ ,‬كما حققته في "كتاب الجنائز" فراجعه‪.‬‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫ه ص‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.467‬‬

‫س(‪ -‬كيف تكون تعزية أهل الميت؟‬


‫يعزيهم بما يظن أنه يسليهم ويكف من حزنهم ويحملهم‬
‫على الرضا والصبر مما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم إن‬
‫كان يعلمه ويستحضره وإل فبما تيسر له من الكلما الحسن‬
‫الذي يحقق الغرض ول يخاف الشرع كقولهم أعطاك عمره‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل التعزية ل تجوزا بعد ثلثة أياما؟‬


‫ل تحد التعزية بثلثة أياما ل يتجاوزاها بل متى رأى الفائدةا‬
‫في التعزية أتى بها فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫عزى بعد الثلثة‪ .‬انتهى كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما الذي ينبغي اجتنابه اهل الميت في‬


‫الياما الولى من الوفاتا؟‬
‫ينبغي اجتناب أمرين وإن تتابع الناس عليهما ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الجتماع للتعزية في مكان خاص كالدار أو المقبرةا أو‬
‫المسجد ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اتخاذأ أهل الميت الطعاما لضيافة الواردين للعزاء ‪.‬‬
‫قال النووي في )المجموع( ‪) :‬وأما الجلوس للتعزية فنص‬
‫الشافعي والمصنف وسائر الصحاب على كراهته قالوا ‪:‬‬
‫يعني بالجلوس لها أن يجتمع أهل الميت في بيت‬
‫فيقصدهم من اراد التعزية قالوا ‪ :‬بل ينبغي أن ينصرفوا‬
‫في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم ول فرق بين الرجال‬
‫والنساء في كراهة الجلوس لها( ‪.‬‬
‫وكذا نص ابن الهماما في شرح الهداية على كراهة اتخاذأ‬
‫الضيافة من الطعاما من أهل الميت وقال ‪) :‬وهي بدعة‬
‫قبيحة( وهو مذهب الحنابلة كما في )النصاف(‪.‬‬
‫وإنما السنة أن يصنع أقرباء الميت وجيرانه لهل الميت‬
‫طعاما يشبعهم ‪ ،‬قال الماما الشافعي في )الما(‪):‬وأحب‬
‫لجيران الميت أو ذأي القرابة أن يعملوا لهل الميت في‬
‫يوما يموتا وليلته طعاما يشبعهم فإن ذألك سنة وذأكر كريم‬
‫وهو من فعل أهل الخير قبلنا وبعدنا(‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬متى تشرع زايارةا القبور؟‬


‫تشرع زايارةا القبور للتعاظ بها وتذكرةا الخرةا شريطة أن ل يقول‬
‫عندها ما يغضب الرب سبحانه وتعالى كدعاء المقبور والستغاثة به‬
‫من دون الله تعالى أو تزكيته والقطع له بالجنة ونحو ذألك وفيه‬
‫أحاديث معروفة‪ .‬انتهى كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل تشرع زايارةا القبور للنساء؟‬


‫والنساء كالرجال في استحباب زايارةا القبور لكن ل يجوزا لهن‬
‫الكثار من زايارةا القبور والتردد عليها لن ذألك قد يفضي بهن إلى‬
‫مخالفة الشريعة من مثل الصياح والتبرج واتخاذأ القبور مجالس‬
‫للنزهة وتضييع الوقت في الكلما الفارغ كما هو مشاهد اليوما في‬
‫بعض البلد السلمية وهذا هو المراد ‪-‬إن شاء الله‪ -‬بالحديث‬
‫المشهور ‪) :‬لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ]وفي لفظ ‪:‬‬
‫لعن الله[ زاواراتا القبور( حسن‪ .‬انتهى كلما اللباني من مختصر أحكاما‬
‫الجنائز‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل تشرع قراءةا القرآن عند زايارةا‬
‫المقابر؟‬
‫قراءةا القرآن عند زايارتها مما ل أصل له في السنة بل‬
‫الحاديث تشعر بعدما مشروعيتها إذأ لو كانت مشروعة‬
‫لفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمها أصحابه ل‬
‫سيما وقد سألته عائشة رضي الله عنها ‪ -‬وهي من أحب‬
‫الناس إليه صلى الله عليه وسلم ‪ -‬عما تقول إذأا زاارتا‬
‫القبور ؟ فعلمها السلما والدعاء ولم يعلمها أن تقرأ‬
‫الفاتحة أو غيرها من القرآن فلو أن القراءةا كانت‬
‫مشروعة لما كتم ذألك عنها كيف وتأخير البيان عن وقت‬
‫الحاجة ل يجوزا كما تقرر في علم الصول فكيف بالكتمان‬
‫؟ ولو أنه صلى الله عليه وسلم علمهم شيئا من ذألك لنقل‬
‫إلينا فإذأا لم ينقل بالسند الثابت دل على أنه لم يقع ‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يشرع وضع الس ونحوها من‬


‫الرياحين على القبور؟‬
‫ول يشرع وضع الس ونحوها من الرياحين والورود على‬
‫القبور لنه لم يكن من فعل السلف ولو كان خيرا لسبقونا‬
‫إليه وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما ‪ ) :‬كل بدعة ضللة‬
‫وإن رآها الناس حسنة ( صحيح موقوفا انتهى كلما اللباني من‬
‫مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما هي حقيقة حياةا النبياء في قبورهم؟‬


‫اعلم أن الحياةا التي أثبتها هذا الحديث )النبياء – صلواتا‬
‫الله عليهم – أحياء في قبورهم يصلون( ‪ ،‬للنبياء عليهم‬
‫الصلةا والسلما إنما هي حياةا برزاخية ‪ ,‬ليست من حياةا‬
‫الدنيا في شيء ‪ ,‬ولذلك وجب اليمان بها دون ضرب‬
‫المثال لها ‪ ,‬ومحاولة تكييفها وتشبيهها بما هو المعروف‬
‫عندنا في حياةا الدنيا ‪.‬‬
‫هذا هو الموقف الذي يجب أن يتخذه المؤمن في هذا‬
‫الصدد ‪ :‬اليمان بما جاء في الحديث دون الزيادةا عليه‬
‫بالقيسة والراء ‪ ,‬كما يفعل أهل البدع الذين وصل المر‬
‫م في‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ببعضهم إلى ادعاء أن حياته ص‬
‫قبره حقيقية ‪ ,‬قال ‪ :‬يأكل ويشرب ويجامع نساءه ‪ ,‬وإنما‬
‫هي حياةا برزاخية ل يعلم حقيقتها إل الله سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.621‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم تمني الموتا؟‬


‫ج ه‬
‫ل‬ ‫ملر اللر ه‬ ‫حلتى ي ص ه‬ ‫ة ص‬ ‫ع ه‬ ‫سا ص‬‫ما ال ل‬ ‫قو ه‬ ‫قال عليه الصلةا السلما ) صل ت ص ه‬
‫علز‬ ‫ه ص‬ ‫ء الل ل ه‬ ‫ب له ص‬
‫قا ه‬ ‫ح ل‬ ‫ه ه‬ ‫ما ب ه ه‬‫ه ص‬‫كان ص ه‬‫م ص‬ ‫ل صيا ل صي يت صهني ص‬ ‫في ص ه‬
‫قو ص‬ ‫ل ص‬
‫ج ه‬
‫ر اللر ه‬‫قب ي ه‬‫به ص‬
‫ل ( ‪ ،‬ومعنى الحديث أنه ل يتمنى الموتا تدينا ا وتقرنا ا‬ ‫ج ل‬ ‫و ص‬‫ص‬
‫إلى الله وحبا في لقائه ‪ ,‬وإنما لما نزل به من البلء‬ ‫ا‬
‫والمحن في أمور دنياه ‪ ,‬ففيه إشارةا إلى جوازا تمني‬
‫م )ل‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫الموتا تدينا ا ‪ ,‬ول ينافيه قوله ص‬
‫يتمنين أحدكم الموتا لضر نزل به ‪ , (..‬لنه خاص بما إذأا‬
‫كان التمني لمر دنيوي كما هو ظاهر ‪.‬‬
‫قال الحافظ ‪ ) :‬ويؤيده ثبوتا تمني الموتا عند فساد أمر‬
‫الدين عن جماعة من السلف ‪ ,‬قال النووي ‪ :‬ل كراهة في‬
‫ذألك ‪ ,‬بل فعله خلئق من السلف ‪ ,‬منهم عمر بن الخطاب‬
‫و‪ . ( .....‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.578‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا التكني لمن ليس عنده ولد؟‬


‫ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال )اك يت صهني‬
‫ه‬ ‫ص‬
‫ه( ‪،‬‬‫د الل ل ه‬‫عب ي ه‬
‫ما ص‬
‫تأ ل‬ ‫]بابنك عبدالله – يعني ‪ :‬ابن الزبير [ أن ي ه‬
‫مشروعية التكني ولو لم يكن له ولد ‪ ,‬وهذا أدب إسلمي‬
‫ليس له نظير عند المم الخرى فيما أعلم ‪ ,‬فعلى‬
‫المسلمين أن يتمسكوا به رجال ا ونساء ‪ ,‬ويدعوا ما تسرب‬
‫إليهم من عاداتا العاجم مثل كـ)البيك( و )الفندي( و‬
‫)الباشا( ‪ ,‬ونحو ذألك كـ)المسيو( ‪ ,‬أو )السيد( ‪,‬‬
‫و)السيدةا( ‪ ,‬و )النسة( ‪ ,‬إذأ كل ذألك دخيل في السلما ‪,‬‬
‫وقد نص فقهاء الحنفية على كراهية )الفندي( ‪ ,‬لما فيه‬
‫من التزكية ‪ ,‬كما في )حاشية ابن عابدين( ‪ ,‬والسيد إنما‬
‫يطلق على من كان له نوع ولية ورياسة ‪ ,‬وفي ذألك جاء‬
‫حديث )قوموا إلى سيدكم( ‪ ,‬ول يطلق على كل أحد لنه‬
‫من باب التزكية أيضاا‪.‬‬
‫فائدةا ‪ :‬وأما ما روي عن عائشة رضي الله عنها ‪ ,‬أنها‬
‫م سقطا ا فسماه‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫أسقطت من النبي ص‬
‫عبدالله ‪ ,‬وكناها به ‪ ,‬فهو باطل سندا ا ومتنا ا ‪ ,‬وبيانه في‬
‫المجلد التاسع من الضعيفة‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.132‬‬

‫س(‪ -‬ما الذي يجب على المريض مرض الموتا؟‬


‫على المريض أن يرضى بقضاء الله ويصبر على قدره‬
‫ويحسن الظن بربه ذألك خير له لقوله صلى الله عليه وسلم‬
‫)عجبا لمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذأاك لحد إل‬
‫للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته‬
‫ضراء صبر فكان خيرا له( صحيح ‪ ،‬وقوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪) :‬ل يموتن أحدكم إل وهو يحسن الظن بالله تعالى(‬
‫صحيح ‪ ،‬وينبغي عليه أن يكون بين الخوف والرجاء يخاف‬
‫عقاب الله على ذأنوبه ويرجو رحمة ربه لحديث أنس‬
‫المعروف عند الترمذي وغيره ‪:‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم دخل على شاب وهو بالموتا فقال ‪) :‬كيف تجدك ؟(‬
‫قال ‪ :‬والله يا رسول الله إني أرجو الله وإني أخاف ذأنوبي‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪) :‬ل يجتمعان في‬
‫قلب عبد في مثل هذا الموطن إل أعطاه الله ما يرجو‬
‫وأمنه مما يخاف( حسن ‪ ،‬ومهما اشتد به المرض فل يجوزا‬
‫له أن يتمنى الموتا ‪)،‬فإن كان ل بد فاعل فليقل ‪ :‬اللهم‬
‫أحييني ما كانت الحياةا خيرا لي وتوفني إذأا كانت الوفاةا‬
‫خيرا لي( صحيح ‪ ،‬وإذأا كان عليه حقوق فليؤدها إلى‬
‫أصحابها إن تيسر له ذألك وإل أوصى لمره صلى الله عليه‬
‫وسلم بذلك‪ .‬انتهى كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل تشرع قراءةا سورةا )يس( عند‬


‫المحتضر ‪ ،‬وهل يستحب توجيهه نحو القبلة؟‬
‫أما قراءةا سورةا )يس( عنده وتوجيهه نحو القبلة لم يصح‬
‫حديث بل كره سعيد بن المسيب توجيهه إليها وقال ‪:‬‬
‫)أليس الميت امرأ مسلما ؟( ‪ ،‬صحيح ‪ ،‬وعن زارعة بن عبد‬
‫الرحمن أنه شهد سعيد بن المسيب في مرضه وعنده أبو‬
‫سلمة بن عبد الحمن فغشي على سعيد فأمر أبو سلمة أن‬
‫يحول فراشه إلى الكعبة فأفاق فقال ‪ :‬حولتم فراشي ؟‬
‫فقالوا ‪ :‬نعم فنظر إلى أبي سلمة فقال ‪ :‬أراه بعلمك ؟‬
‫فقال ‪ :‬أنا أمرتهم فأمر سعيد أن يعاد فراش‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬ماذأا يجب على اهل الميت فعله بعد موتا‬


‫المحتضر؟‬
‫إذأا قضى وأسلم الروح فعليهم عدةا أشياء ‪ ،‬أن يغمضوا‬
‫عينيه ويدعوا له أيضا لحديث أما سلمة قالت ‪) :‬دخل رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره‬
‫فأغمضه ثم قال ‪) :‬إن الروح إذأا قبض تبعه البصر فضج‬
‫ناس من أهله فقال ‪ :‬ل تدعوا على أنفسكم إل بخير فإن‬
‫الملئكة يؤمنون على ما تقولون( ‪ .‬ثم قال )اللهم اغفر‬
‫لبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه‬
‫في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في‬
‫قبره ونور له فيه( ‪ ،‬ثم يغطوه بثوب يستر جميع بدنه‬
‫لحديث عائشة رضي الله عنها )أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم حين توفي سجي ببردةا حبرةا( ‪ ،‬هذا في غير‬
‫من ماتا محرما فإن المحرما ل يغطى رأسه ووجه ‪ ،‬أن‬
‫يدفنوه في البلد الذي ماتا فيه ول ينقلوه إلى غيره لنه‬
‫ينافي السراع المأمور به ‪ ،‬وإذأا أوصى بأن ينقل إلى بلد‬
‫آخر ل تنفذ وصيته فإن النقل حراما على المذهب الصحيح‬
‫المختار الذي قاله الكثرون وصرح به المحققون ( ‪ ،‬وأن‬
‫يبادر بعضهم لقضاء دينه من ماله ولو أتى عليه كله فإن لم‬
‫يكن له مال فعلى الدولة أن تؤدي عنه إن كان جهد في‬
‫قضائه فإن لم تفعل وتطوع بذلك بعضهم جازا وفي ذألك‬
‫أحاديث‪ .‬انتهى كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا كشف وجه الميت وتقبيله؟‬


‫يجوزا كشف وجه الميت وتقبيله بين عينيه لتقبيل أبي بكر‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم نعي المواتا؟‬


‫ل يجوزا العلن عن موته على رؤوس المنائر ونحوها لنه‬
‫من النعي وقد ثبت عن حذيفة بن اليمان أنه )كان إذأا ماتا‬
‫له الميت قال ‪ :‬ل تؤذأنوا به أحدا إني أخاف أن يكون نعيا‬
‫إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن‬
‫النعي( حسن‪ ،‬ويجوزا إعلن الوفاةا إذأا لم يقترن به ما يشبه‬
‫نعي الجاهلية وقد يجب ذألك إذأا لم يكن عنده من يقوما‬
‫بحقه من الغسل والتكفين والصلةا عليه ونحو ذألك‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم قول القائل الفاتحة على روح‬


‫فلن؟‬
‫قول الناس في بعض البلد ‪) :‬الفاتحة على روح فلن(‬
‫مخالف للسنة فهو بدعة بل شك ل سيما وأن القراءةا ل‬
‫تصل إلى الموتى على القول الصحيح‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل هناك علماتا لحسن الخاتمة؟‬


‫إن الشارع الحكيم قد جعل علماتا بيناتا يستدل بها على‬
‫حسن الخاتمة كتبها الله تعالى لنا بفضله ومنه فأيما امرئ‬
‫ماتا بإحداها كانت بشارةا له ويا لها من بشارةا ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫نطقه بالشهادةا عند الموتا وفيه أحاديث ‪ ،‬الموتا برشح‬
‫الجبين ‪ ،‬الموتا ليلة الجمعة أو نهارها ‪ ،‬الستشهاد في‬
‫ساحة القتال ‪ ،‬الموتا بالطاعون وفيه أحاديث ‪ ،‬الموتا بداء‬
‫البطن ‪ ،‬الموتا بالغرق والهدما ‪ ،‬موتا المرأةا في نفاسها‬
‫بسبب ولدها‬
‫‪ ،‬الموتا باالحرق وذأاتا الجنب ‪ ،‬الموتا بداء السل ‪ ،‬الموتا‬
‫في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه ‪ ،‬الموتا في‬
‫سبيل الدفاع عن الدين والنفس ‪ ،‬الموتا مرابطا في سبيل‬
‫الله ‪ ،‬الموتا على عمل صالح ‪ ،‬قتله الماما الجائر لنه قاما‬
‫إليه فنصحه لقوله صلى الله عليه وسلم )سيد الشهداء‬
‫حمزةا بن عبد المطلب ورجل قاما إلى إماما جائر فأمره‬
‫ونهاه فقتله(‪ .‬انتهى كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬اذأا اتفق وفاةا أحد مع انكساف الشمس‬


‫أو القمر فهل يدل ذألك على شيء؟‬
‫إذأا اتفق وفاةا أحد مع انكساف الشمس أو القمر فل يدل‬
‫ذألك على شيء واعتقاد أنه يدل على عظمة المتوفى إنما‬
‫هو من خرافاتا الجاهلية التي أبطلها رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يوما ماتا ابنه إبراهيم عليه السلما وانكسفت‬
‫الشمس فخطب الناس وحمد الله وأثنى عليه ثم قال )أما‬
‫بعد أيها الناس إن أهل الجاهلية كانوا يقولون ‪ :‬إن الشمس‬
‫والقمر ل يخسفان إل لموتا عظيم وإنهما آيتان من آياتا‬
‫الله ل ينخسفان لموتا أحد ول لحياته ولكن يخوف الله به‬
‫عباده فإذأا رأيتم شيئا من ذألك فافزعوا إلى ذأكره ودعائه‬
‫واستغفاره وإلى الصدقة والعتاقة والصلةا في المساجد‬
‫حتى تنكشف(‪ .‬انتهى كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم حمل الجنازاةا على عربة أو سيارةا‬


‫مخصصة للجنائز وتشييع المشيعين لها وهم‬
‫في السياراتا؟‬
‫حمل الجنازاةا على عربة أو سيارةا مخصصة للجنائز وتشييع‬
‫المشيعين لها وهم في السياراتا فهذه الصورةا ل تشرع‬
‫البتة وذألك لمور ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنها من عاداتا الكفار وقد تقرر في الشريعة أنه‬
‫ل يجوزا تقليدهم فيها‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنها بدعة في عبادةا مع معارضتها للسنة العملية‬
‫في حمل الجنازاةا وكل ما كان كذلك من المحدثاتا فهو‬
‫ضللة اتفاقا ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنها تفوتا الغاية من حملها وتشييعها وهي تذكر‬
‫الخرةا‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬إن تشييعها على تلك الصورةا مما يفوتا على‬
‫الناس هذه الغاية الشريفة تفويتا كامل أو دون ذألك فإنه‬
‫مما ل يخفى على البصير أن حمل الميت على العناق‬
‫ورؤية المشيعين لها وهي على رؤوسهم أبلغ في تحقيق‬
‫التذكر والتعاظ من تشييعها على الصورةا المذكورةا ول‬
‫أكون مبالغا إذأا قلت ‪ :‬إن الذي حمل الوربيين عليها إنما‬
‫هو خوفهم من الموتا وكل ما يذكر به بسبب تغلب المادةا‬
‫عليهم وكفرهم بالخرةا‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أنها سبب قوي لتقليل المشيعين لها والراغبين‬
‫في الحصول على الجر‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬أن هذه الصورةا ل تتفق من قريب ول من بعيد‬
‫مع ما عرف الشريعة المطهرةا السمحة من البعد عن‬
‫الشكلياتا والرسمياتا ل سيما في مثل هذا المر الخطير ‪:‬‬
‫الموتا والحق أقول ‪ :‬إنه لو لم يكن في هذه البدعة إل هذه‬
‫المخالفة لكفى ذألك في ردها فكيف إذأا انضم إليها ما سبق‬
‫بيانه من المخالفاتا والمفاسد وغير ذألك مما ل أذأكره‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من مختصر أحكاما الجنائز‪.‬‬

‫كتاب التاريخ والسيرةا‬


‫وفضائل الصحابة‬
‫س(‪ -‬هل لوعاش إبراهيم لكان نبيا ا؟‬
‫عن عبدالله بن أبي أوفى ‪ ,‬قيل له ‪ :‬رأيت إبراهيم ابن‬
‫رسول الله ؟ قال ‪) :‬ماتا وهو صغير ‪ ,‬ولو قضي أن يكون‬
‫م نبي ‪ ,‬لعاش ابنه ‪ ,‬ولكن ل‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫بعد محمد ص‬
‫نبي بعده( رواه البخاري في "صحيحه" ‪ ,‬وابن ماجه ‪,‬‬
‫سل ل ص‬
‫م‬ ‫و ص‬
‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫وأحمد ولفظه ‪) :‬ولو كان بعد النبي ص‬
‫نبي ما ماتا ابنه إبراهيم(‪.‬‬
‫وعن أنس قال ‪) :‬رحمة الله على إبراهيم ‪ ,‬لو عاش ‪ ,‬كان‬
‫صديقا ا نبياا( أخرجه أحمد ‪ ,‬بسند صحيح على شرط مسلم ‪,‬‬
‫ورواه ابن منده وزااد ‪) :‬ولكن لم يكن ليبقى ‪ ,‬لن نبيكم‬
‫آخر النبياء( كما في "الفتح" للحافظ ابن حجر وصححه‪.‬‬
‫وهذه الروياتا ‪ ,‬وإن كانت موقوفة ‪ ,‬فلها حكم الرفع إذأ‬
‫هي من المور الغيبية التي ل مجال للرأي فيها ‪ ,‬فإذأا‬
‫عرفت هذا يتبين لك ضلل القاديانية في احتجاجهم بهذه‬
‫الجملة ‪) :‬لو عاش إبراهيم لكان نبياا( ‪ ,‬على دعواهم‬
‫م‬‫سل ل ص‬‫و ص‬‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫الباطلة في استمرار النبوةا بعده ص‬
‫م ‪ ,‬وإن ذأهبوا‬ ‫ل‬
‫سل ص‬ ‫و ص‬‫ه ص‬ ‫ص‬
‫علي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫لنها ل تصح هكذا عنه ص‬
‫إلى تقويتها بالثار التي ذأكرنا كما صنعنا نحن فهي‬
‫تلقمهم حجرا ا ‪ ,‬وتعكس دليلهم عليهم ‪ ,‬إذأ إنها تصرح أن‬
‫وفاةا إبراهيم عليه السلما صغيرا ا كان بسبب أنه ل نبي‬
‫م ‪ ,‬ولربما جادلوا في هذا – كما‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫بعده ص‬
‫هو دأبهم – وحاولوا أن يوهنوا من الستدلل بهذا الثار ‪,‬‬
‫وأن يرفعوا عنها حكم الرفع ‪ ,‬ولكنهم لم ولن يستطيعوا‬
‫النفكاك مما ألزمناهم به من ضعف دليلهم هذا ‪ ,‬ولو من‬
‫سل ل ص‬
‫م‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫الوجه الول ‪ ,‬وهو أنه لم يصح عنه ص‬
‫مرفوعا ا صراحة‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم‬
‫‪.220‬‬

‫س(‪ -‬ما صحة قصة افتتان داود عليه السلما‬


‫المذكورةا في كتب قصص النبياء ‪ ,‬وبعض كتب‬
‫التفسير؟‬
‫قصة افتتان داود عليه السلما بنظره إلى امرأةا الجندي‬
‫)أوريا( مشهورةا مبثوثة في كتب قصص النبياء ‪ ,‬وبعض‬
‫كتب التفسير ‪ ,‬ول يشك مسلم عاقل في بطلنها ‪ ,‬لما‬
‫فيها من نسبة ما ل يليق بمقاما النبياء عليهم الصلةا‬
‫والسلما ‪ ,‬مثل محاولته تعرض زاوجها للقتل ‪ ,‬ليتزوجها من‬
‫بعده‪.‬‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬
‫وقد رويت هذا القصة مختصرةا عن النبي ص‬
‫م ‪ ,‬فوجب ذأكرها ‪ ,‬والتحذير منها ‪ ,‬وبيان بطلنها ‪,‬‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬
‫ص‬
‫وهي ‪):‬إن داود النبي عليه السلما حين نظر إلى المرأةا‬
‫فهم بها قطع على بني إسرائيل بعثا وأوحى إلى صاحب‬
‫البعث فقال إذأا حضر العدو فقرب فلنا وسماه قال فقربه‬
‫بين يدي التابوتا قال وكان ذألك التابوتا في ذألك الزمان‬
‫يستنصر به فمن قدما بين يدي التابوتا لم يرجع حتى يقتل‬
‫أو ينهزما عنه الجيش الذي يقاتله فقتل زاوج المرأةا ونزل‬
‫الملكان على داود فقصا عليه القصة(‪.‬‬
‫والظاهر أنه من السرائيلياتا التي نقلها أهل الكتاب الذين‬
‫ل يعتقدون العصمة في النبياء ‪ ,‬أخطأ يزيد الرقاسي ‪,‬‬
‫م ‪ ,‬وقد نقل‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫فرفعه إلى النبي ص‬
‫القرطبي عن ابن العربي المالكي أنه قال ‪) :‬وأما قولهم ‪:‬‬
‫إنها أعجبته ‪ ,‬أمر بتقديم زاوجها للقتل في سبيل الله ‪,‬‬
‫م لم يكن‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫فهذا باطل قطعا ا ‪ ,‬فإن داود ص‬
‫ليريق دمه في غرض نفسه( انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.314 ، 313‬‬

‫س(‪ -‬من هو الذبيح؟‬


‫لقد ذأهب المحققون من العلماء ‪ ,‬كشيخ السلما ابن تيمية‬
‫‪ ,‬وابن القيم ‪ ,‬وابن كثير ‪ ,‬وغيرهم إلى أن الصواب في‬
‫الذبيح أنه إسماعيل عليه السلما ‪ ,‬قال ابن القيم في‬
‫ما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين‬ ‫الزاد ))وأ ي‬
‫دس الله روحه‬ ‫ي‬ ‫لسلما ابن تيمية ق ي‬ ‫وجهاا‪ ،‬وسمعت شيخ ا ه‬
‫كتاب‪ ،‬مع أنه‬ ‫يقول‪ :‬هذا القول إنما هو متلقى عن أهل ال ه‬
‫باطل بنص كتابهم‪ ،‬فإن فيه‪ :‬إن اليله أمر إبراهيم أن يذبح‬
‫كتاب مع‬ ‫ل ال ه‬ ‫ك أه ه‬ ‫ابصنه بكره‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬وحيده‪ ،‬ول يش ل‬
‫المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولده‪ ،‬والذي غلر أصحاب‬
‫هذا القول أن في التوراةا التي بأيديهم‪ :‬اذأبح ابنك إسحاق‪،‬‬
‫قال‪ :‬وهذه الزيادةا من تحريفهم وكذبهم‪ ،‬لنها تناقض‬
‫قوله‪ :‬اذأبح بكرك ووحيدك‪،‬ولكن اليهود حسدتا بني‬
‫إسماعيل على هذا الشرف‪ ،‬وأحبوا أن يكون لهم‪ ،‬وأن‬
‫ه‬ ‫ل‬
‫يسوقوه إليهم‪ ،‬ويختاروه لنفسهم دون العرب‪ ،‬ويأبى الل ه‬
‫إل أن يجعل فضله لهله‪ .‬وكيف يسوغ أن هيقال‪ :‬إن الذبيح‬
‫إسحاق‪ ،‬واليله تعالى قد بشر أما إسحاق به وبابنه يعقوب‪،‬‬
‫لبراهيم لما أتوه‬ ‫الملئكة‪ :‬إنهم قالوا ه‬ ‫فقال تعالى عن‬
‫ص‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫مصرأت ه ه‬‫وا ي‬ ‫ط* ص‬ ‫وما ه هلو ء‬‫ق ي‬ ‫سل يصنا إ هل ص ص‬
‫ى ص‬ ‫ف إ هينا أير ه‬‫خ ي‬ ‫بالبشرى‪) :‬ل ص ت ص ص‬
‫حاقص‬ ‫س ص‬ ‫ء إه ي‬‫وصرا ه‬ ‫من ص‬ ‫و ه‬‫حاقص ص‬ ‫س ص‬ ‫ها ب هإ ه ي‬
‫شيرصنا ص‬ ‫ت ص‬
‫فب ص ي‬ ‫حك ص ي‬
‫ض ه‬ ‫ة ص‬
‫ف ص‬ ‫م ء‬
‫قائ ه ص‬‫ص‬
‫ب(هود ‪ ، 71-70‬فمحال أن يبشرها بأنه يكون لها ولد‪ ،‬ثم‬ ‫قو ص‬ ‫ع ه‬‫يص ي‬
‫يأمر بذبحه‪.((...‬‬
‫ثم ذأكر وجوها ا أخرى في إبطال أنه إسحاق ‪ ,‬وتصويب أنه‬
‫إسماعيل ‪ ,‬فليراجعا من شاء‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.332‬‬

‫س(‪ -‬هل كان آدما يعرف النبي محمد صلى الله‬


‫عليه وسلم؟‬
‫حديث )نزل آدما بالهند واستوحش فنزل جبريل فنادى‬
‫بالذأان الله أكبر الله أكبر أشهد أن ل إله إل الله مرتين‬
‫أشهد أن محمدا رسول الله مرتين قال آدما من محمد قال‬
‫آخر ولدك من النبياء صلى الله عليه وسلم( ضعيف ‪ ،‬وهذا‬
‫الحديث مع ضعفه أقوى من حديث )لما اقترف آدما‬
‫الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرتا لي فقال‬
‫الله يا آدما وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لما‬
‫خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت‬
‫على قوائم العرش مكتوبا ل إله إل الله محمد رسول الله‬
‫فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إل أحب الخلق إليك فقال‬
‫الله صدقت يا آدما إنه لحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد‬
‫غفرتا لك ولول محمد ما خلقتك( وهو صريح في أن آدما‬
‫عليه السلما كان يعرف النبي صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫في الجنة قبل هبوطه إلى الرض ‪ ,‬وهذا صريح في أن آدما‬
‫عليه السلما لم يعرف محمد صلى الله عليه وسلم حتى بعد‬
‫نزوله إلى الرض ‪ ,‬ولذلك سأل جبريل ‪ :‬ومن محمد ‪ ,‬فهذا‬
‫من أدلة بطلن ذألك الحديث ‪ ,‬كما سبق بيانه عند تحقيق‬
‫الكلما على وضعه ‪ ,‬فتذكر أو راجع إن شئت‪.‬‬
‫وأنا ل أجير لنفسي الحتجاج بمثل هذا الحديث ‪ ,‬كما هو‬
‫ظاهر ‪ ,‬ولكن التحقيق العلمي يسمح برد الحديث الواهي‬
‫بالحديث الضعيف ما داما ضعفه أقل منه كما ل يخفى على‬
‫من مارس هذا العلم الشريف‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.403‬‬

‫س(‪ -‬ما صحة قصة عنكبوتا الغار والحمامتين‬


‫المذكورةا في السيرةا؟‬
‫اعلم أنه ل يصح حديث في عنكبوتا الغار و الحمامتين‬
‫على كثرةا ما يذكر ذألك في بعض الكتب و المحاضراتا التى‬
‫تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ‪,‬‬
‫فكن من ذألك على علم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة‬
‫الحديث رقم ‪.1189‬‬

‫س(‪ -‬ما السبب تسمية أبي بكر رضي الله عنه‬


‫بالصديق؟‬
‫قد جزما الماما أبو جعفر الطحاوي بأن سبب تسمية أبي‬
‫بكر رضي الله عنه بالصديق ‪ ,‬إنما هو سبقه الناس إلى‬
‫م على إتيانه بيت‬‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫تصديقه رسول الله ص‬
‫المقدس من مكة ‪ ,‬ورجوعه منه إلى منزله بمكة في تلك‬
‫صللى الل ل ه‬
‫ه‬ ‫الليلة ‪ ,‬وإن كان المؤمنون يشهدون لرسول الله ص‬
‫انتهى كلما اللباني من‬ ‫سل ل ص‬
‫م بمثل ذألك إذأا وقفوا عليه ‪.‬‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.306‬‬

‫س(‪ -‬هل كثرةا التباع معياار لصدق الداعية؟‬


‫أن كثرةا التباع وقلتهم ليست معياار لمعرفة كون الداعية‬
‫على حق أو باطل ‪ ,‬فهؤلء النبياء عليهم الصلةا والسلما ‪,‬‬
‫مع كون دعوتهم واحدةا ‪ ,‬ودينهم واحدا ا ‪ ,‬فقد اختلفوا من‬
‫حيث عدد أتباعهم قلة وكثرةا ‪ ,‬حتى كان فيهم من لم‬
‫يصدقه إل رجل واحد ‪ ,‬بل ومن ليس معه أحد ‪.‬‬
‫ففي ذألك عبرةا بالغة للداعية والمدعوين في هذا العصر ‪,‬‬
‫فالداعية عليه أن يتذكر هذه الحقيقة ‪ ,‬ويمضي قدما ا في‬
‫سبيل الدعوةا إلى الله تعالى ‪ ,‬ول يبالي بقلة المستجيبين‬
‫له ‪ ,‬لنه ليس عليه إل البلغ المبين ‪ ,‬وله أسوةا حسنة‬
‫بالنبياء السابقين الذين لم يكن مع أحدهم إل الرجل‬
‫والرجلن ‪.‬‬
‫والمدعوا عليه أن ل يستوحش من قلة المستجيبين للداعية‬
‫‪ ,‬ويتخذ ذألك سببا ا للشك في الدعوةا الحق وترك اليمان بها‬
‫‪ ,‬فضل ا عن أن يتخذ ذألك دليل ا على بطلن دعوته بحجة أنه‬
‫لم يتبعه أحد ‪ ,‬أو إنما اتبعه القلون ‪ ,‬ولو كانت دعوته‬
‫ما‬‫و ص‬
‫صصادقة ‪ ,‬لتبعه جماهير الناس ‪ ,‬والله عز وجل يقول ‪ ) :‬ص‬
‫ن ( يوسف ‪ . . 103‬انتهى كلما‬ ‫مهني ص‬ ‫م ي‬
‫ؤ ه‬ ‫ت به ه‬
‫ص ص‬
‫حصر ي‬ ‫ول ص ي‬
‫و ص‬ ‫أك يث صهر اللنا ه‬
‫س ص‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.397‬‬

‫س(‪ -‬هل يصح ان يقال ان أبوا الرسول صلى‬


‫الله عليه وسلم كانا مشركين؟‬
‫اعلم أيها الخ المسلم أن بعض الناس اليوما و قبل اليوما ل‬
‫استعداد عندهم لقبول الحاديث الصحيحة ‪ ,‬و تبني ما فيها‬
‫من الحكم بالكفر على والدي الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬بل إن فيهم من يظن أنه من الدعاةا إلى السلما‬
‫ليستنكر أشد الستنكار التعرض لذكر هذه الحاديث‬
‫ودللتها الصريحة ! و في اعتقادي أن هذا الستنكار إنما‬
‫ينصب منهم على النبي صلى الله عليه وسلم الذي قالها‬
‫إن صدقوا بها ‪ .‬و هذا ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬كفر بواح ‪ ,‬أوعلى‬
‫القل ‪ :‬على الئمة الذين رووها و صححوها ‪ ,‬و هذا فسق‬
‫أو كفر صراح ‪ ,‬لنه يلزما منه تشكيك المسلمين بدينهم ‪,‬‬
‫لنه ل طريق لهم إلى معرفته و اليمان به ‪ ,‬إل من طريق‬
‫نبيهم صلى الله عليه وسلم كما ل يخفى على كل مسلم‬
‫بصير بدينه ‪ ,‬فإذأا لم يصدقوا بها لعدما موافقتها لعواطفهم‬
‫و أذأواقهم و أهوائهم ‪ -‬و الناس في ذألك مختلفون أشد‬
‫الختلف ‪ -‬كان في ذألك فتح باب عظيم جدا لرد الحاديث‬
‫الصحيحة ‪ ,‬و هذا أمر مشاهد اليوما من كثير من الكتاب‬
‫الذين ابتلي المسلمون بكتاباتهم كالغزالي و الهويدي و‬
‫بليق و ابن عبد المنان و أمثالهم ممن ل ميزان عندهم‬
‫لتصحيح الحاديث و تضعيفها إل أهواؤهم!‪.‬‬
‫و اعلم أيها المسلم ‪ -‬المشفق على دينه أن يهدما بأقلما‬
‫بعض المنتسبين إليه ‪ -‬أن هذه الحاديث و نحوها مما فيه‬
‫الخبار بكفر أشخاص أو إيمانهم ‪ ,‬إنما هو من المور‬
‫الغيبية التي يجب اليمان بها و تلقيها بالقبول ‪ ,‬لقوله‬
‫تعالى ‪ ) :‬ألم ‪ .‬ذألك الكتاب ل ريب فيه هدى للمتقين ‪.‬الذين‬
‫يؤمنون بالغيب(البقرةا ‪ ، 3-1‬و قوله )و ما كان لمؤمن و ل‬
‫مؤمنة إذأا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرةا‬
‫من أمرهم(الحزاب ‪ , 36‬فالعراض عنها و عدما اليمان بها يلزما‬
‫منه أحد أمرين ل ثالث لهما ‪ -‬وأحلهما مر ‪ : -‬إما تكذيب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬و إما تكذيب رواتها الثقاتا‬
‫كما تقدما‪.‬‬
‫و أنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض الذين ينكرون هذه‬
‫الحاديث أو يتأولونها تأويل باطل كما فعل السيوطي ‪-‬‬
‫عفا الله عنا و عنه ‪ -‬في بعض رسائله ‪ ,‬إنما يحملهم على‬
‫ذألك غلوهم في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ‪,‬‬
‫وحبهم إياه ‪ ,‬فينكرون أن يكون أبواه صلى الله عليه وسلم‬
‫كما أخبر هو نفسه عنهما‪ ,‬فكأنهم أشفق عليهما منه صلى‬
‫الله عليه وسلم !! و قد ل يتورع بعضهم أن يركن في ذألك‬
‫إلى الحديث المشهور على ألسنة بعض الناس الذي فيه أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أحيا الله له أمه ‪ ,‬و في رواية ‪:‬‬
‫أبويه ‪ ,‬و هو حديث موضوع باطل عند أهل العلم‬
‫كالدارقطني و الجورقاني ‪ ,‬و ابن عساكر و الذهبي و‬
‫العسقلني ‪ ,‬وغيرهم كما هو مبين في موضعه ‪ ,‬و راجع له‬
‫إن شئت كتاب " الباطيل و المناكير " للجورقاني بتعليق‬
‫الدكتور عبد الرحمن الفريوائي و قال ابن الجوزاي في‬
‫"الموضوعاتا"‪":‬هذا حديث موضوع بل شك ‪ ,‬و الذي وضعه‬
‫قليل الفهم ‪ ,‬عديم العلم ‪ ,‬إذأ لو كان له علم لعلم أن من‬
‫ماتا كافرا ل ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة ‪ ,‬ل بل لو آمن عند‬
‫المعاينة ‪ ,‬و يكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى ‪) :‬فيمت‬
‫و هو كافر( ‪ ,‬و قوله صلى الله عليه وسلم في )الصحيح( ‪:‬‬
‫"استأذأنت ربي أن أستغفر لمي فلم يأذأن لي" ‪ .‬و لقد‬
‫أحسن القول في هؤلء بعبارةا ناصعة وجيزةا الشيخ عبد‬
‫الرحمن اليماني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد‬
‫المجموعة في الحاديث الموضوعة" للماما الشوكاني ‪,‬‬
‫فقال‪" :‬كثيرا ما تجمح المحبة ببعض الناس ‪ ,‬فيتخطى‬
‫الحجة و يحاربها ‪ ,‬و من وفق علم أن ذألك مناف للمحبة‬
‫الشرعية ‪ .‬و الله المستعان"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ممن جمحت به المحبة السيوطي عفا الله عنه ‪,‬‬
‫فإنه مال إلى تصحيح حديث الحياء الباطل عند كبار العلماء‬
‫كما تقدما ‪ ,‬و حاول في كتابه "الللىء" التوفيق بينه و‬
‫بين حديث الستئذان و ما في معناه ‪ ,‬بأنه منسوخ ‪ ,‬و هو‬
‫يعلم من علم الصول أن النسخ ل يقع في الخبار و إنما‬
‫في الحكاما ! و ذألك أنه ل يعقل أن يخبر الصادق المصدوق‬
‫عن شخص أنه في النار ثم ينسخ ذألك بقوله ‪ :‬إنه في الجنة‬
‫! كما هو ظاهر معروف لدى العلماء ‪.‬‬
‫و من جموحه في ذألك أنه أعرض عن ذأكر حديث مسلم عن‬
‫أنس المطابق لحديث )إن أبي و أباك في النار( إعراضا‬
‫مطلقا ‪ ,‬و لم يشر إليه أدنى إشارةا ‪ ,‬بل إنه قد اشتط به‬
‫القلم وغل ‪ ,‬فحكم عليه بالضعف متعلقا بكلما بعضهم في‬
‫رواية حماد بن سلمة ! و هو يعلم أنه من أئمة المسلمين و‬
‫ثقاتهم ‪ ,‬و أن روايته عن ثابت صحيحة ‪ ,‬بل قال ابن‬
‫المديني و أحمد و غيرهما ‪ :‬أثبت أصحاب ثابت حماد ‪ ,‬ثم‬
‫سليمان ‪ ,‬ثم حماد بن زايد ‪ ,‬و هي صحاح ‪.‬‬
‫وتضعيفه المذكور كنت قرأته قديما جدا في رسالة له في‬
‫حديث الحياء ‪ -‬طبع الهند ‪ -‬و ل تطولها يدي الن لنقل‬
‫كلمه ‪ ,‬و أتتبع عواره ‪ ,‬فليراجعها من شاء التثبت ‪.‬‬
‫ولقد كان من آثار تضعيفه إياه أنني لحظت أنه أعرض عن‬
‫ذأكره أيضا في شيء من كتبه الجامعة لكل ما هب و دب ‪,‬‬
‫مثل "الجامع الصغير" و "زايادته" و "الجامع الكبير" ! و‬
‫لذلك خل منه "كنز العمال" و الله المستعان ‪ ,‬و ل حول و‬
‫ل قوةا إل بالله ‪.‬‬
‫و تأمل الفرق بينه و بين الحافظ البيهقي الذي قدما‬
‫اليمان و التصديق على العاطفة و الهوى ‪ ,‬فإنه لما ذأكر‬
‫حديث ‪" :‬خرجت من نكاح غير سفاح" ‪ ,‬قال عقبه ‪" :‬و‬
‫أبواه كانا مشركين ‪ ,‬بدليل ما أخبرنا ‪ , "..‬ثم ساق حديث‬
‫أنس و حديث أبي هريرةا في زايارةا قبر أمه صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.2592‬‬
‫كتاب المستقبل و أشراط الساعة‬
‫والقيامة والجنة والنار‬
‫س(‪ -‬هل يدعى الناس يوما القياما بأسمائهم‬
‫وأسماء أمهاتهم؟‬
‫حديث )يدعى الناس يوما القيامة بأمهاتهم سترا من الله‬
‫عز وجل عليهم( موضوع ‪ ،‬وقد ثبت ما يخالف هذا الحديث ‪,‬‬
‫ففي سنن أبي داود بإسناد جيد ‪ ,‬كما قال النووي في‬
‫الذأكار من حديث أبي الدرداء مرفوعا ء )إنكم تدعون يوما‬
‫القياما بأسمائكم وأسماء آبائكم( ‪ ،‬وفي الصحيح من حديث‬
‫عمر مرفوعا ه )إذأا جمع الله الولين والخرين يوما القيامة ‪,‬‬
‫يرفع لكل غادر لواء ‪ ,‬فيقال هذا غدرةا فلن بن فلن(‪.‬‬
‫والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.433‬‬

‫س(‪ -‬هل عذاب القبر متواصل أما منقطع؟‬


‫ربنا قال في القرآن الكريم في حق فرعون وجماعته )اللناهر‬
‫شريا( ‪ ،‬هذا بالنسبة لهل‬‫ع ه‬
‫و ص‬
‫وا ص‬ ‫شريا( ) ه‬
‫غده ر‬ ‫ع ه‬
‫و ص‬
‫وا ص‬
‫غده ر‬ ‫عل صي ي ص‬
‫ها ه‬ ‫ن ص‬
‫ضو ص‬
‫عصر ه‬
‫يه ي‬
‫ا‬
‫أكفر الناس فرعون وجماعته ‪ ،‬اللي اتخذوه إلـها من دون الله ‪ ،‬أما‬
‫الخرين ل شك يعني من الفساق من المسلمين بيكون عذابهم‬
‫دون ذألك‪ ،‬أما تفصيل بين كم وكم فهذا ليس له ذأكر في السنة‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من الفتوى الحادية عشر المستخرجة من الشريط التاسع‬
‫من سلسلة الهدى و النور‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل ثبت في السنة عذب القبر؟‬


‫الحاديث في ذألك متواترةا ‪ ,‬فل مجال للشك فيه بزعم أنها آحاد ‪,‬‬
‫ولو سلمنا أنها آحاد ‪ ,‬فيجب الخذ بها لن القرآن يشهد لها ‪ ,‬قال‬
‫ص‬
‫وا‬ ‫ها ه‬
‫غده ر‬ ‫عل صي ي ص‬
‫ن ص‬ ‫ضو ص‬ ‫عصر ه‬‫ب اللناهر ي ه ي‬ ‫ذا ه‬‫ع ص‬‫سوءه ال ي ص‬ ‫ن ه‬ ‫و ص‬‫ع ي‬‫فير ص‬
‫ل ه‬ ‫حاقص ب هآ ه‬ ‫و ص‬ ‫تعالى ) ص‬
‫ب(غافر ‪, 46-45‬‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫ص‬ ‫ه‬
‫عذا ه‬ ‫ن أشدل ال ص‬ ‫و ص‬‫ع ي‬‫فير ص‬
‫خلوا آل ه‬ ‫ة أد ي ه‬ ‫ع ه‬‫سا ص‬‫ما ال ل‬‫ما ت صقو ه‬ ‫و ص‬
‫وي ص ي‬‫شريا ص‬
‫ع ه‬
‫و ص‬
‫ص‬
‫ولو سلمنا أنه ل يوجد في القرآن ما يشهد لها ‪ ,‬فهي وحدها كافية‬
‫لثباتا هذه العقيدةا ‪ ,‬والزعم بأن العقيدةا ل تثبت بما صح من‬
‫أحاديث الحاد زاعم باطل دخيل في السلما ‪ ,‬لم يقل به أحد من‬
‫الئمة العلما – كالربعة وغيرهم‪ -‬بل هو مما جاء به بعض علماء‬
‫الكلما بدون برهان من الله ول سلطان ‪ ,‬وقد كتبنا فصل ا خاصا ا في‬
‫هذا الموضوع الخطير في كتاب لنا ‪ ,‬أرجو أن أوفق لتبييضه ونشره‬
‫على الناس‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.159‬‬

‫س(‪ -‬هل سؤال الملكين في القبر ثابت؟‬


‫إن سؤال الملكين في القبر حق ثابت ‪ ,‬فيجب اعتقاده ‪,‬‬
‫والحاديث فيه متواترةا‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة‬
‫الحديث رقم ‪.159‬‬

‫س(‪ -‬هل ثبتت فتنة الدجال؟‬


‫إن فتنة الدجال فتنة عظيمة ‪ ,‬ولذلك أمر بالستعاذأةا من‬
‫شرها في هذا الحديث وفي أحاديث أخرى ‪ ,‬حتى أمر بذلك‬
‫في الصلةا قبل السلما ‪ ,‬كما ثبت في البخاري وغيره ‪,‬‬
‫وأحاديث الدجال كثيرةا جدا ا ‪ ,‬بل هي متواترةا عند أهل‬
‫العلم بالسنة‪.‬‬
‫ولذلك جاء في كتب العقائد وجوب اليمان بخروجه في‬
‫آخر الزمان ‪ ,‬كما جاء فيها وجوب اليمان بعذاب القبر‬
‫وسؤال الملكين‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.159‬‬

‫س(‪ -‬هل ثبتت رؤية المؤمنين ربهم يوما‬


‫القيامة؟‬
‫اعلم أن الحاديث الواردةا في إثباتا رؤية المؤمنين ربهم‬
‫يوما القيامة كثيرةا جدا حتى بلغت حد التواتر كما جزما به‬
‫جمع من الئمة‪.‬‬
‫قد روى أحاديث الرؤية نحو ثلثين صحابيا ‪ ،‬ومن أحاط بها‬
‫معرفة يقطع بأن الرسول قالها‪.‬انتهى كلما اللباني من شرح‬
‫العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يمكن للمؤمن ان يرى ربه في الدنيا‬


‫؟ وهل راءه الرسول صلى الله عليه وسلم؟‬
‫أما رؤيته تعالى في الدنيا فقد أخبر رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في الحديث الصحيح أن أحدا منا ل يراه حتى‬
‫يموتا ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬وأما هو نفسه عليه الصلةا والسلما‬
‫فلم يرد في إثباتها له ما تقوما به الحجة بل قد صح عنه‬
‫الشارةا إلى نفيها حين سئل عنها بقوله ‪ " :‬نور أنى أراه "‬
‫ومع ذألك جزمت السيدةا عائشة بنفيها كما في الصحيحين‬
‫وهذا هو الصل فينبغي التمسك به‪ .‬انتهى كلما اللباني من شرح‬
‫العقيدةا الطحاوية‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل ثبت ذأكر حوض النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم؟‬
‫الحاديث التي جاء ذأكر الحوض فيها كثيرةا جدا بلغت مبلغ‬
‫التواتر كما صرح بذلك جمع من الئمة ورواها من الصحابة‬
‫بضع وثلثون صحابيا وقد استقصى طرقها الحافظ ابن‬
‫كثير في " النهاية " في آخر تاريخه وعقد لها الحافظ ابن‬
‫أبي عاصم في " كتاب السنة " سبعة أبواب )رقم ‪-155‬‬
‫‪ (161‬ورقم الحاديث )‪ -776-734‬بتحقيقي( أشار في‬
‫آخرها إلى تواترها بقوله "والخبار التي ذأكرناها في حوض‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم توجب العلم"‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل هناك دليل صريح صحيح يدل على‬
‫فناء نار الكافرين؟‬
‫النار في الخرةا ناران نار تفنى ونار تبقى أبدا ل تفنى‬
‫فالولى هي نار العصاةا المذنبين من المسلمين والخرى‬
‫نار الكفار والمشركين هذا خلصة ما حرره ابن القيم في "‬
‫الوابل الصيب " وهو الحق الذي ل ريب فيه وبه تجتمع‬
‫الدلة فل تغتر بما ذأكره شارح الطحاوية وابن القيم في‬
‫"شفاء العليل" و"حادي الرواح" مما قد ينافي هذا الذي‬
‫لخصته فإنهما لم يتبنيا ذألك وليس فيه أي دليل صريح‬
‫صحيح يدل على فناء الكافرين والله تعالى كما قال في‬
‫أهل الجنة ‪) :‬ل يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين (‬
‫الحجر ‪ ، 48‬قال مثله في الكافرين ‪) :‬وما هم بخارجين من‬
‫النار(البقرةا ‪ ، 167‬وما روي عن عمر وغيره ل يصح إسناده كما‬
‫بينته في تعليقي على "شرح الطحاوية"فتنبه ثم في‬
‫"الحاديث الضعيفة"‪ .‬انتهى كلما اللباني من شرح العقيدةا الطحاوية‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يشترط في الخليفة أن يكون عربيا ا‬


‫قرشياا؟‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )الناس تبع لقريش في هذا‬
‫الشأن‪ ،‬مسلمهم تبع لمسلمهم‪ ،‬وكافرهم تبع لكافرهم( ‪ ،‬وله‬
‫شاهد‪ ،‬ولفظه‪):‬الناس تبع لقريش في هذا المر‪ ،‬خيارهم في‬
‫الجاهلية‪ ،‬خيارهم في السلما إذأا فقهوا‪ ،‬والله لول أن تتبطر‬
‫قريش لخبرتها ما لخيارها عند الله عز وجل( ‪ ،‬وفي هذه الحاديث‬
‫الصحيحة رد صريح على بعض الفرق الضالة قديماا‪ ،‬وبعض المؤلفين‬
‫والحزاب السلمية حديثا ا الذين ل يشترطون في الخليفة أن يكون‬
‫عربيا ا قرشياا‪ .‬وأعجب من ذألك‪ ،‬أن يؤلف أحد المشايخ المدعين‬
‫للسلفية رسالة في))الدولة السلمية(( ذأكر في أولها الشروط‬
‫التي يجب أن تتوفر في الخليفة إل هذا الشرط‪ ،‬متجاهل ا كل هذه‬
‫الحاديث وغيرها مما في معناها‪ ،‬ولما ذأكرته بذلك تبسم صارفا ا‬
‫النظر عن هذا الموضوع‪ ،‬ول أدري أكان ذألك لنه ل يرى هذا الشرط‬
‫كالذين أشرنا إليهم آنفاا‪ ،‬أما أنه كان غير مستعد للبحث من الناحية‬
‫العلمية‪ ،‬وسواء كان هذا أو ذأاك‪ ،‬فالواجب على كل مؤلف أن يتجرد‬
‫للحق في كل ما يكتب‪ ،‬وأن ل يتأثر فيه باتجاه حزبي‪ ،‬أو تيار‬
‫سياسي ول يلتزما في ذألك موافقة الجمهور‪ ،‬أو مخالفتهم‪ .‬والله‬
‫ولي التوفيق‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.1007‬‬

‫س(‪ -‬هل الدجال من البشر؟‬


‫قال عليه الصلةا والسلما )الدجال أعور‪ ،‬هجان أزاهر )) وفي رواية‪:‬‬
‫أقمر (( كأن رأسه أصلة‪ ،‬أشبه الناس بعبد العزى بن قطن‪ ،‬فإما‬
‫هلك الهلك‪ ،‬فإن ربكم تعال ليس بأعور( ‪ ،‬والحديث صريح في أن‬
‫الدجال الكبر من البشر‪ ،‬له صفاتا البشر‪ ،‬ل سيما وقد شبه به عبد‬
‫العزى بن قطن‪ ،‬وكان من الصحابة‪ .‬فالحديث من الدلة الكثيرةا‬
‫على بطلن تأويل بعضهم الدجال بأنه ليس بشخص‪ ،‬وإنما هو رمز‬
‫للحضارةا الوروبية وزاخارفها وفتنتها! فالدجال من البشر‪ ،‬وفتنة‬
‫أكبر من ذألك‪ ،‬كما تضافرتا على ذألك الحاديث الصحيحة‪ ،‬نعوذأ بالله‬
‫منه‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1193‬‬

‫س(‪ -‬هل للميزان التى توزان به العمال يوما‬


‫القيامة كفتان؟‬
‫في حديث البطاقة دليل على أن ميزان العمال له كفتان‬
‫مشاهدتان ‪ ,‬وأن العمال وإن كانت أعراضا ا فإنها توزان ‪,‬‬
‫والله على كل شئ قدير ‪ ,‬وذألك من عقائد أهل السنة ‪,‬‬
‫والحاديث في ذألك متضافرةا إن لم تكن متواترةا‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.135‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم من انكر خروج المهدي ‪ ,‬و نزول‬


‫عيسى عليه السلما؟‬
‫حديث )من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على‬
‫محمد ‪ ,‬و من أنكر نزول عيسى بن مريم فقد كفر ‪ ,‬و من‬
‫أنكر خروج الدجال فقد كفر ‪ ,‬و من لم يؤمن بالقدر خيره‬
‫و شره فقد كفر ‪ ,‬فإن جبريل عليه السلما أخبرني بأن الله‬
‫تعالى يقول ‪ :‬من لم يؤمن بالقدر خيره و شره فليتخذ ربا‬
‫غيري( حديث باطل قال ‪ ،‬واعلم أن اليمان بكل ما ذأكر‬
‫في هذا الحديث من خروج المهدي ‪ ,‬و نزول عيسى ‪ ,‬و‬
‫بالقدر خيره و شره ‪ ,‬كل ذألك واجب اليمان به ‪ ,‬لثبوته في‬
‫الكتاب و السنة ‪ ,‬و لكن ليس هناك نص في أن "من أنكر‬
‫ذألك فقد كفر" ‪ ,‬و من أجل هذا أوردتا الحديث و بينت‬
‫وضعه ‪ ,‬و هو ظاهر الوضع ‪ ,‬و كأنه من وضع بعض‬
‫المحدثين أو غيره من الجهلة ‪ ,‬وضعه ليقيم به الحجة على‬
‫منكري ذألك من ذأوي الهواء و المعتزلة ‪ ,‬و لن تقوما‬
‫الحجة على أحد بالكذب على رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم و الفتراء على الله تعالى ‪ ,‬فقاتل الله الوضاعين‬
‫ما أجرأهم على الله عز وجل ‪.‬‬
‫و التكفير ليس بالمر السهل ‪ ,‬نعم من أنكر ما ثبت من‬
‫الدين بالضرورةا بعدما قامت الحجة عليه ‪ ,‬فهو الكافر‬
‫الذي يتحقق فيه حقيقة معنى كفر ‪ ,‬و أما من أنكر شيئا‬
‫لعدما ثبوته عنده ‪ ,‬أو لشبهة من حيث المعنى ‪ ,‬فهو ضال ‪,‬‬
‫و ليس بكافر مرتد عن الدين شأنه في ذألك شأن من ينكر‬
‫أي حديث صحيح عند أهل العلم ‪ ,‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1082‬‬

‫س(‪ -‬هل إبليس لعنه الله يأتي الميت قبل‬


‫موته؟‬
‫ما نقله الغزالي في " الدرةا الفاخرةا في كشف علوما‬
‫الخرةا " من فتنة الموتا ‪ ,‬و أن إبليس لعنه الله و كل‬
‫أعوانه يأتون الميت على صفة أبويه على صفة اليهودية ‪,‬‬
‫فيقولن له ‪ :‬مت يهوديا ‪ ,‬فإن انصرف عنهم جاء أقواما‬
‫آخرون على صفة النصارى حتى يعرض عليه عقائد كل ملة‬
‫‪ ,‬فمن أراد الله هدايته أرسل إليه جبريل فيطرد الشيطان‬
‫و جنده ‪ ,‬فيبتسم الميت ‪ ...‬إلخ ‪ ,‬فقال السيوطي ‪" :‬لم‬
‫أقف عليه في الحديث"‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة‬
‫الحديث رقم ‪.1448‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم قول القائل فلن خليفة الله؟‬


‫ل يجوزا في الشرع أن يقال ‪ :‬فلن خليفة الله ‪ ,‬لما فيه‬
‫إيهاما ما ل يليق بالله تعالى من النقص والعجز ‪ ,‬وقد بين‬
‫شيخ السلما ابن تيمية رحمه الله تعالى ‪ ,‬فقال في‬
‫"الفتاوى" ‪) :‬وقد ظن بعض القائلين الغالطين ـ كابن‬
‫عربي ـ أن الخليفة هو الخليفة عن الله‪ ،‬مثل نائب الله‪،‬‬
‫والله ل يجوزا له خليفة؛ ولهذا لما قالوا لبي بكر‪ :‬يا خليفة‬
‫الله! قال‪ :‬لست بخليفة الله‪ ،‬ولكني خليفة رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬حسبي ذألك‪ .‬بل هو ـ سبحانه ـ يكون‬
‫خليفة لغيره‪ ،‬قال النبي صلى الله عليه وسلم‪) :‬اللهم أنت‬
‫الصاحب في السفر‪ ،‬الهل‪ ،‬اللهم اصحبنا في سفرنا‪،‬‬
‫واخلفنا في أهلنا(؛ وذألك لن الله حي‪ ،‬شهيد‪ ،‬مهيمن‪،‬‬
‫قيوما‪ ،‬رقيب‪ ،‬حفيظ‪ ،‬غني عن العالمين‪ ،‬ليس له شريك‪،‬‬
‫ول ظهير‪ ،‬ول يشفع أحد عنده إل بإذأنه‪ .‬والخليفة إنما‬
‫يكون عند عدما المستخلف بموتا أو غيبة‪ ،‬ويكون لحاجة‬
‫المستخلف إلي الست‪ .‬وسمي ]خليفة[ لنه خلف عن‬
‫الغزو‪،‬وهو قائم خلفه‪ ،‬وكل هذه المعاني منتفية في حق‬
‫الله تعالي‪ ،‬وهو منزه عنها؛فإنه حي قيوما شهيد‪،‬ل يموتا‬
‫ول يغيب‪ ،‬وهو غني يرزاق ول يرزاق‪ ،‬يرزاق عباده‪،‬‬
‫وينصرهم‪ ،‬ويهديهم‪ ،‬ويعافيهم‪ ،‬بما خلقه من السباب التي‬
‫هي من خلقه‪،‬والتي هي مفتإليه كافتقار المسبباتا إلي‬
‫أسبابها‪ .‬فالله هو الغني الحميد‪ ،‬له ما في السمواتا وما‬
‫ي ص‬ ‫في الرض وما بينهما )ي ص‬
‫ض‬
‫والير ه‬ ‫تا ص‬‫وا ه‬
‫ما ص‬
‫س ص‬‫في ال ل‬ ‫من ه‬ ‫ه ص‬‫سأل ه ه‬
‫ص ي‬
‫هه‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫في ص ي‬ ‫كه ل‬
‫ماء إ هل ء‬ ‫س ص‬
‫في ال ل‬ ‫ذي ه‬ ‫و ال ه‬‫ه ص‬
‫و ه‬
‫ن(الرحمن‪ ) ، 29‬ص‬
‫شأ ء‬ ‫و ه‬
‫ه ص‬
‫وما ء ه‬
‫ل يص ي‬
‫فا منه‪،‬ول يقوما‬ ‫ه(الزخرف‪ ، 84‬ول يجوزا أن يكون أحد خل ا‬ ‫إ هل ص ء‬
‫مقامه؛ لنه ل سمي له‪ ،‬ول كفء له‪ .‬فمن جعل له خليفة‬
‫فهو مشرك به(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم‬
‫‪.85‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم القول بفناء النار؟‬


‫قال صلى الله عليه وسلم )أما أهل النار الذين هم أهلها‬
‫)وفي رواية‪ :‬الذين ل يريد الله عز وجل إخراجهم( فإنهم ل‬
‫يموتون فيها ول يحيون‪ ،‬ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم‬
‫)يريد الله عز وجل إخراجهم( فأماتهم إماتة‪ ،‬حتى إذأا كانوا‬
‫فحما أذأن بالشفاعة‪ ،‬فجيء بهم ضبائر ضبائر‪ ،‬فبثوا على‬
‫أنهار الجنة‪ ،‬ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم‪ ،‬فينبتون‬
‫نباتا الحبة تكون في حميل السيل( ‪ ،‬وفي الحديث دليل‬
‫صريح على خلود الكفار في النار‪ ،‬وعدما فنائها بمن فيها‪،‬‬
‫خلفا ا لقول بعضهم‪،‬لنه لو فنيت بمن فيها لماتوا‬
‫واستراحوا‪ ،‬وهذا خلف الحديث‪ ،‬ولم ينتبه لهذا ول غيره‬
‫من نصوص الكتاب والسنة المؤيدةا له؛ من ذأهب من أفاضل‬
‫علمائنا إلى القول بفنائها‪ ،‬وقد رده الماما الصنعاني ردا ا‬
‫علميا ا متينا ا في كتابه)رفع الستار لبطال أدلة القائلين‬
‫بفناء النار(‪ ،‬وقد حققته‪ ،‬وخرجت أحاديثه‪ ،‬وقدمت له‬
‫بمقدمة ضافية نافعة‪ ،‬وهو تحت الطبع‪ ،‬وسيكون في أيدي‬
‫القراء قريبا ا إن شاء الله تعالى‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.1551‬‬

‫كتاب المعاملتا والداب والحقوق‬


‫العامة‬
‫س(‪ -‬هل يجوزا التمتع في الدنيا وطيباتها؟‬
‫حديث )الدنيا حراما على أهل الخرةا والخرةا حراما على‬
‫أهل الدنيا والدنيا والخرةا حراما على أهل الله( موضوع‬
‫وحري بمن روى هذا الخبر أن يكون غير ثقة ‪ ,‬بل هو كذاب‬
‫أشر ‪ ,‬فإنه خبر باطل ل يشك في ذألك مؤمن عاقل ‪ ,‬إذأ‬
‫سل ل ص‬
‫م على‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫كيف يحرما رسول الله ص‬
‫المؤمنين أهل الخرةا ما أباحه الله لهم من التمتع بالدنيا‬
‫في‬ ‫ما ه‬ ‫كم ل‬ ‫ق لص ه‬ ‫خل ص ص‬ ‫ذي ص‬ ‫و ال ل ه‬ ‫ه ص‬ ‫وطيباتها ‪ ,‬كما في قوله تعالى ‪ ) :‬ه‬
‫ص‬
‫ه ال لت ه ص‬
‫ي‬ ‫ة الل ي ه‬ ‫زاين ص ص‬ ‫ما ه‬ ‫حلر ص‬ ‫ن ص‬ ‫م ي‬ ‫ل ص‬ ‫ق ي‬ ‫ميعا(البقرةا ‪ , 29‬وقوله ‪ ) :‬ه‬ ‫ج ه‬ ‫ض ص‬ ‫ا صلير ه‬
‫في‬ ‫مهنوا ي ه‬ ‫نآ ص‬ ‫ذي ص‬ ‫هي ل هل ل ه‬ ‫ل ه‬ ‫ق ي‬ ‫ق ه‬ ‫ن الذريزا ه‬ ‫م ص‬ ‫تا ه‬ ‫وال يطلي ذصبا ه‬ ‫ه ص‬ ‫د ه‬ ‫عصبا ه‬ ‫ج له ه‬ ‫خصر ص‬ ‫أ ي‬
‫ة(العراف ‪.32‬‬ ‫م ه‬ ‫قصيا ص‬ ‫ما ال ي ه‬ ‫و ص‬ ‫ة يص ي‬ ‫ص ا‬ ‫خال ه ص‬ ‫ةا الدلن يصيا ص‬ ‫حصيا ه‬ ‫ال ي ص‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ثم كيف يجوزا أن يقال ‪ :‬أن رسول الله ص‬
‫م حرما الدنيا والخرةا معا ا على أهل الله تعالى ‪ ,‬وما‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫أهل الله إل أهل القرآن ‪ ,‬القائمين به ‪ ,‬والعاملين بأحكامه‬
‫‪ ,‬وما الخرةا إل جنة أو نار ‪ ,‬فتحريم النار على أهل الله‬
‫مما أخبر به الله تعالى ‪ ,‬كما أنه تعالى أوجب الجنة‬
‫للمؤمنين به ‪ ,‬فكيف يقول هذا الكذاب ‪ :‬إن رسول الله‬
‫م حرما عليهم الخرةا وفيها الجنة التي‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ص‬
‫وعد المتقون ‪ ,‬وفيها أعز شيء عليهم ‪ ,‬وهي رؤية الله ‪,‬‬
‫ها صناظهصرةا‬ ‫ضصرةاء إ هصلى صرب ذ ص‬ ‫ذ لنا ه‬ ‫مئ ه ء‬‫و ص‬ ‫جوهء ي ص ي‬ ‫و ه‬ ‫كما قال سبحانه ‪ ) :‬ه‬
‫صللى‬ ‫ء(القيامة ‪ , 23,22‬وهل ذألك إل في الخرةا ؟ وقال ص‬
‫ه‬ ‫ل‬
‫ل الل ه‬ ‫قو ه‬ ‫ل يص ه‬ ‫قا ص‬ ‫ة ص‬ ‫جن ل ص‬‫ة ال ي ص‬ ‫جن ل ه‬ ‫ل ال ي ص‬ ‫ه ه‬ ‫ل أص ي‬ ‫خ ص‬ ‫ذأا دص ص‬ ‫م)إ ه ص‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫ض‬
‫م ت هب صي ذ ي‬ ‫ن أل ص ي‬ ‫قوهلو ص‬ ‫في ص ه‬ ‫م ص‬ ‫زايدهك ه ي‬ ‫شي يائا أ ه‬ ‫ن ص‬ ‫دو ص‬ ‫ري ه‬ ‫عاصلى ت ه ه‬ ‫وت ص ص‬ ‫ص‬ ‫ك‬ ‫ت صصباصر ص‬
‫ص‬
‫ف‬
‫ش ه‬ ‫في صك ي ه‬ ‫ل ص‬ ‫قا ص‬ ‫ر ص‬ ‫ن اللنا ه‬ ‫م ي‬ ‫جصنا ه‬ ‫وت هن ص ذ‬ ‫ة ص‬ ‫جن ل ص‬ ‫خل يصنا ال ي ص‬ ‫م ت هدي ه‬ ‫هصنا أل ص ي‬ ‫جو ص‬ ‫و ه‬ ‫ه‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ب ص‬ ‫ي‬
‫م‬‫ه ي‬ ‫ر إ هلى صرب ذ ه‬ ‫ن الن لظ ه‬ ‫م ي‬ ‫م ه‬ ‫ه ي‬ ‫ب إ هلي ي ص ه‬ ‫ح ل‬ ‫شي يائا أ ص‬ ‫عطوا ص‬ ‫ما أ ي‬ ‫ف ص‬ ‫جا ص‬ ‫ح ص‬ ‫ال ه‬
‫دةا‬ ‫زاصيا ص‬ ‫و ه‬ ‫سصنى ص‬ ‫ح ي‬ ‫سهنوا ال ي ه‬ ‫ح ص‬ ‫نأ ي‬ ‫ذي ص‬ ‫ة] ل هل ل ه‬ ‫ه ايلي ص ص‬ ‫ذ ه‬ ‫ه ه‬ ‫م ت صصل ص‬ ‫ل ثه ل‬ ‫ج ل‬ ‫و ص‬ ‫علز ص‬ ‫ص‬
‫ء[يونس ‪(26‬مسلم وغيره‬
‫والذي أراه أن واضع هذا الحديث هو رجل صوفي جاهل ‪,‬‬
‫أراد أن يبث في المسلمين بعض عقائد المتصوفة الباطلة ‪,‬‬
‫التي منها تحريم ما أحل الله بدعوى تهذيب النفس ‪ ,‬كأنما‬
‫جاء به الشارع الحكيم غير كاف في ذألك حتى جاء هؤلء‬
‫يستدركون على خالقهم سبحانه وتعالى ‪ ,‬ومن شاء أن‬
‫يطلع على ما أشرنا إليه من التحريم فليراجع كتاب "تلبيس‬
‫إبليس" للحافظ أبي الفرج ابن الجوزاي ‪ ,‬ير العجب‬
‫العجاب‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.32‬‬

‫س(‪ -‬هل يشترط النصيحة قبل التحذير؟ يتفلرع‬


‫عن هذا قول بعضهم أو اشتراط بعضهم بمعنى‬
‫صح أنه في حالة الردود لبد قبل أن هيطبع اليرد‬
‫أ ي‬
‫إيصال نسخة إلى المردود عليه حتى ينظر فيها‬
‫‪ ،‬ويقول إن هذا من منهج السلف ؟‬
‫سر وكان هيرجى من هذا‬ ‫هذا ليس شرطـا ا ‪ ،‬لكن إن تي ي‬
‫السلوب التقارب بدون تشهير القضية بين الناس فهذا ل‬
‫شك أنه أمر جييد ‪ ،‬أما أول ا أن نجعله شرطا ا ‪ ،‬وثانيا ا أن‬
‫نجعله شرطا ا عاما ا فهذا ليس من الحكمة في شيء إطلقا ا‬
‫ضة‬ ‫‪ ،‬والناس كما تعلمون جميعا ا معادن كمعادن الذهب والف ل‬
‫‪ ،‬فمن عرفت منه أنه معنا على الخط وعلى المنهج وأنه‬
‫هر بخطئه على‬ ‫يتقيبل النصيحة فكتبت إليه دون أن هتش ي‬
‫القل في وجهة نظرك أنت فهذا جييد ‪ ،‬لكن هذا ليس‬
‫شرطا ا ‪ ،‬وحتى ولو كان شرطا ا ليس أمرا ا مستطاعا ا ‪ ،‬من‬
‫أين تحصل على عنوانه ؟! ‪ ،‬وعلى مراسلته ؟! ‪ ،‬ثم هل‬
‫يأتيك الجواب منه أو ل يأتيك ؟! ‪ ،‬هذه أمور ظنية تماما ا ‪...‬‬
‫هذا الشرط تحقيقه صعب جدا ا ولذلك المسألة ل هتأخذ‬
‫شرط ا‬
‫اشريـط ‪ .‬انتهى كلما اللباني من شريط الموازانة في النقد من‬
‫سلسلة الهدى والنور رقم ‪.638‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا للمكتبة أن تبيع الجرائد‬


‫والمجلتا التي فيها صور خليعة ‪ ،‬أو أخبار‬
‫كاذأبة ‪ ،‬ومدح للمنافقين والفاسقين ؟ وهل‬
‫يجوزا أن تبيع كتابا تشتمل على عقائد وأفكار‬
‫وفقه ل يلتفق مع ما كان عليه السلف الصالح ‪،‬‬
‫وج هي كتبها السلفية ؟‬‫لكي تر ي‬
‫المجلتا التي فيها صور خليعة ل يجوزا التردد في عدما‬
‫بيعها ‪ ،‬فبيعها حراما ‪ ،‬أما كتب الفقه الخرى ‪ ،‬فل بد لمن‬
‫أراد أن يقف عند حدود الشرع فإنه يجب عليه أن يكون‬
‫على علم بما في هذه الكتب من آراء وأحكاما وأفكار ‪،‬‬
‫وحينئذ فالحكم للغالب مما فيه ‪ ،‬فإن كان الغالب هو‬
‫الصواب فيجوزا بيعها ‪ ،‬وإل ؛ فل يجوزا إطلق القول ببيعها‬
‫‪ ،‬ولن يجد المسلم كتاابا عدا كتاب اللله خالايا من خطأ ‪ ،‬فإذأا‬
‫قيل بعدما جوازا بيع أي كتاب فيه خطأ فحينئذ ل يجوزا بيع‬
‫أي كتاب ‪ ،‬وينظر للقضية بمنظار الغالب ‪ .‬نقل من موقع جماعة‬
‫انصار السنة ‪ ،‬والمرجع مجلة التوحيدالعددالثامن لسنة ‪.1420‬‬

‫س(‪ -‬الستمناء وهو إخراج المني باليد قد‬


‫اختلف في حكمه فمنهم من حرمه ‪ ،‬ومنهم من‬
‫جوزاه وبخاصة عند الخوف من الوقوع في الزنة‬
‫‪ .‬فمع من الحق ؟‬
‫أن الحق مع الذين حرموه ‪ ،‬مستدلين بقوله تعالى ‪:‬‬
‫)والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزاواجهم أو ما‬
‫ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ‪ .‬فمن ابتغى وراء ذألك‬
‫فأولئك هم العادون(‪ .‬ول نقول بجوازاه لمن خاف الوقوع‬
‫في الزنا ‪ ،‬إل إذأا استعمل الطب النبوي ‪ ،‬وهو قوله صلى‬
‫الله عليه وسلم للشباب في الحديث المعروف المر لهم‬
‫بالزواج ‪" :‬فمن لم يستطع فعليه بالصوما ‪ ،‬فإنه له وجاء" ‪.‬‬
‫ولذنك فإننا ننكر أشد النكار على الذين يفتون الشباب‬
‫بجوازاه خشية الزنا ‪ ،‬دون أن يأمروهم بهذا الطب النبوي‬
‫الكريم‪ .‬انتهى كلما اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل هناك فرق بين عدما التشبه بالكفار‬


‫وبين مخالفة الكفار؟‬
‫أن المخالفة المأمور بها هي أعم من التشبه المنهي عنه ‪,‬‬
‫ذألك أن التشبه أن يفعل المسلم فعل الكافر ‪ ,‬و لو لم‬
‫يقصد التشبه ‪ ,‬و بإمكانه أن ل يفعله ‪ .‬فهو مأمور بأن‬
‫يتركه ‪ .‬و حكمه يختلف باختلف ظاهرةا التشبه قوةا و‬
‫ضعفا ‪.‬‬
‫و أما المخالفة فهي على العكس من ذألك تماما فإنها‬
‫تعني أن يفعل المسلم فعل ل يفعله الكافر ‪ ,‬إذأا لم يكن‬
‫في فعله مخالفة للشرع ‪ ,‬كمثل الصلةا في النعال ‪ ,‬فقد‬
‫أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها مخالفة لليهود ‪ ,‬و قد‬
‫تكون المخالفة لهم فيما هو من خلق الله في كل البشر ل‬
‫فرق في ذألك بين مسلم و كافر ‪ ,‬و رجل و امرأةا ‪,‬‬
‫كالشيب مثل ‪ ,‬و مع ذألك أمر بصبغه مخالفة لهم ‪ ,‬و هذا‬
‫أبلغ ما يكون من المر بالمخالفة ‪ ,‬فعلى المسلم الحريص‬
‫على دينه أن يراعي ذألك في كل شؤون حياته ‪ ,‬فإنه بذلك‬
‫ينجو من أن يقع في مخالفة المر بالمخالفة ‪ ,‬فضل عن‬
‫نجاته من التشبه بالكفار ‪ ,‬الذي هو الداء العضال في‬
‫عصرنا هذا ‪ .‬و الله المستعان ‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.2834‬‬

‫س(‪ -‬ما صحة مقولة حب الوطن من اليمان؟‬


‫معناه غير مستقيم ‪ ,‬إذأ إن حب الوطن كحب النفس والمال‬
‫ونحوه ‪ ,‬كل ذألك غريزي في النسان ‪ ,‬ل يمدح بحبه ‪ ,‬ول‬
‫هو من لوازاما اليمان ‪ ,‬أل ترى أن الناس كلهم مشتركون‬
‫في هذا الحب ‪ ,‬ل فرق في ذألك بين مؤمنهم وكافرهم؟‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.36‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا النوما بعد العصر؟‬


‫حديث )من ناما بعد العصر ‪ ,‬فاختلس عقله ‪ ,‬فل يلومن إل‬
‫نفسه( حديث ضعيف ‪ ،‬قال مروان ‪ :‬قلت لليث بن سعد –‬
‫ورأيته ناما بعد العصر في شهر رمضان – يا أبا الحارث ‪,‬‬
‫مالك تناما بعد العصر وقد حدثنا ابن لهيعة‪....‬؟ فذكره ‪,‬‬
‫قال الليث ‪ :‬ل أدع ما ينفعني بحديث ابن لهيعة عن عقيل‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ولقد أعجبني جواب الليث هذا ‪ ,‬فإنه يدل على فقه‬
‫وعلم ‪ ,‬ول عجب ‪ ,‬فهو من أئمة المسلمين ‪ ,‬والفقهاء‬
‫المعروفين ‪ ,‬وإني لعلم أن كثيرا ا من المشايخ اليوما‬
‫يمتنعون من النوما بعد العصر ‪ ,‬ولو كانوا بحاجة إليه ‪ ,‬فإذأا‬
‫قيل له ‪ :‬الحديث فيه ضعف ‪ ,‬أجابك على الفور ‪" :‬يعمل‬
‫بالحديث الضعيف في فضائل العمال" ‪ ,‬فتأمل الفرق بين‬
‫فقه السلف ‪ ,‬وعلم الخلف‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.39‬‬

‫س(‪ -‬ما هي الكتب التي تنصح بها شاربا ناشائا‬


‫في حياته العلمية؟‬
‫ننصح له أن يقرأ ‪ -‬إذأا كان مبتدائا ‪ -‬من كتبه الفقه )فقه‬
‫السنة( للسيد سابق ‪ ،‬مع الستعانة عليه ببعض المراجع ‪،‬‬
‫سبل السلما( ‪ ،‬وإن نظر في )تماما الملنة( فيكون هذا‬ ‫مثل ) ه‬
‫أقوى له ‪ ،‬وأنصح له بـ )الروضة الندية( ‪ ،‬أما التفسير ؛‬
‫فعليه أن يعتاد القراءةا من كتاب )تفسير القرآن العظيم(‬
‫لبن كثير ‪ ،‬وإن كان مطول ا بعض الشيء ‪ ،‬فإنه أصح كتب‬
‫م من حيث المواعظ والرقائق فعليه‬ ‫التفسير اليوما ‪ .‬ث ل‬
‫بكتاب )رياض الصالحين( للماما النووي ‪ .‬ثم أنصح فيما‬
‫يتعلق بكتب العقيدةا بكتاب )شرح العقيدةا الطحاوية( لبن‬
‫ضا ‪ -‬بتعليقي‬‫أبي العيز الحنفي ‪ ،‬ويستعين عليها ‪ -‬أي ا‬
‫وشرحي عليها ‪ .‬ثم يجعل بصورةا عامة ديدنه دراسة كتب‬
‫شيخ السلما ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزاية ‪ ،‬رحمهما‬
‫اللله ‪ ،‬الذي أعتقد أنهما من نوادر علماء المسلمين الذين‬
‫سلكوا منهج السلف الصالح في فقههم مع التقوى‬
‫والصلح ‪ -‬ول نزكي على اللله أح ا‬
‫دا ‪ .‬نقل من موقع جماعة انصار‬
‫السنة ‪ ،‬والمرجع مجلة التوحيدالعددالعاشر لسنة ‪.1420‬‬

‫س(‪ -‬هل العبرةا في العبادةا بكثرتها؟‬


‫العبرةا ليست بكثرةا العبادةا و إنما بكونها على السنة ‪,‬‬
‫بعيدةا عن البدعة ‪ ,‬و قد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي‬
‫الله عنه بقوله أيضا ‪" :‬اقتصاد في سنة ‪ ,‬خير من اجتهاد‬
‫في بدعة" ‪.‬و منها ‪ :‬أن البدعة الصغيرةا بريد إلى البدعة‬
‫الكبيرةا ‪ ,‬أل ترى أن أصحاب تلك الحلقاتا صاروا بعد من‬
‫الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب؟‬
‫فهل من معتبر؟! انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث‬
‫رقم ‪.2005‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم تقبيل يد العالم؟‬


‫نرى جوازا تقبيل يد العالم إذأا توفرتا الشروط التية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ل يتخذ عادةا بحيث يتطبع العالم على مد يده إلى‬
‫صللى‬‫تلمذته ‪ ,‬ويتطبع هؤلء على التبرك بذلك ‪ ,‬فإن النبي ص‬
‫م وإن قبلت يده ‪ ,‬فإنما كان ذألك على الندرةا‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫ه ص‬
‫‪ ,‬وما كان كذلك ‪ ,‬فل يجوزا أن يجعل سنة مستمرةا ‪ ,‬كما هو‬
‫معلوما من القواعد الفقهية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ل يدعو ذألك إلى تكبر العالم على غيره ورؤيته‬
‫لنفسه ‪,‬كما هو الواقع مع بعض المشائخ اليوما‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ل يؤدي ذألك إلى تعطيل سنة معلومة ‪ ,‬كسنة‬
‫م‬ ‫ل‬
‫سل ص‬ ‫و ص‬
‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫المصافحة ‪ ,‬فإنها مشروعة بفعله ص‬
‫وقوله ‪ ,‬وهي سبب شرعي لتساقط ذأنوب المتصافحين‬
‫‪,‬كما روي في غيرما حديث واحد ‪ ,‬فل يجوزا إلغاؤها من‬
‫أجل أمر أحسن أحواله أنه جائز‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الصحيحة الحديث رقم ‪.160‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم إطالة الزاار؟‬


‫يجب على المسلم أن ل يطيل إزااره إلى ما دون الكعبين‪،‬‬
‫بل يرفعه إلى ما فوقهما‪ ،‬ولو كان ل يقصد الخيلء‪ ،‬ففيه‬
‫جصببهم‬ ‫رد واضح على بعض المشايخ الذين يطيلون ذأيول ه‬
‫حتى تكاد أن تمس الرض‪ ،‬ويزعمون أنهم ل يفعلون ذألك‬
‫هل تركوه اتباعا ا لمر رسول الله صلى الله عليه‬ ‫خيلء! ص‬
‫ف ص‬ ‫ه‬
‫وسلم لبن عمر‪ ،‬أما هم أصفى قلبا ا من ابن عمر ؟! انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1568‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم لبس لباس الكفار؟‬


‫ل يجوزا للمسلم أن يلبس لباس الكفار وأن يتزيا بزيهم‪،‬‬
‫والحاديث في ذألك كثيرةا‪ ،‬كنت قد جمعت منها قسما ا طيبا ا‬
‫مما ورد في مختلف ابواب الشريعة‪ ،‬وأودعتها في‬
‫كتابي))حجاب المرأةا المسلمة((‪ ،‬فراجعها فإنها مهمة‪،‬‬
‫خاصة وأنه قد شاع في كثير من البلد السلمية التشبه‬
‫بالكفار في البستهم وعاداتهم‪ ،‬حتى فرض شيء من ذألك‬
‫على الجنود في كل أوجل البلد السلمية‪ ،‬فألبسوهم‬
‫القبعة‪ ،‬حتى لم يعد أكثر الناس يشعر بأن في ذألك أدنى‬
‫مخالفة للشريعة السلمية‪ ،‬فإنا لله وإنا إليه راجعون‪ .‬انتهى‬
‫كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1704‬‬

‫س(‪ -‬هل من الشذوذأ أن يختار المسلم قول من‬


‫أقوال الخلف لدليل كان الجمهور على خلفه؟‬
‫ليس من الشذوذأ في شيء أن يختار المسلم قول من‬
‫أقوال الخلف لدليل بدا له ولو كان الجمهور على خلفه‬
‫خلفا لمن وهم فإنه ليس في الكتاب ول في السنة دليل‬
‫على أن كل ما عليه الجمهور أصح مما عليه مخالفوهم عند‬
‫فقدان الدليل نعم إذأا اتفق المسلمون على شيء دون‬
‫خلف يعرف بينهم فمن الواجب اتباعه لقوله تعالى )ومن‬
‫يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل‬
‫المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءتا مصيرا(النساء ‪115‬‬

‫‪ ،‬وأما عند الختلف فالواجب الرجوع إلى الكتاب والسنة‬


‫فمن تبين له الحق اتبعه‪.‬‬
‫س(‪ -‬هل بدء الساقي يكون بكبير القوما؟‬
‫في الحديث أن بدء الساقي بالنبي صلى الله عليه وسلم‬
‫إنما كان لنه صلى الله عليه وسلم كان طلب السقيا‪ ،‬فل‬
‫يصح الستدلل به على أن السنة البدء بكبير القوما مطلقا ا‬
‫كما هو الشائع اليوما‪ ،‬كيف وهو صلى الله عليه وسلم لم‬
‫يفعل ذألك‪ ،‬بل أعطى العرابي الذي كان عن يمينه دون‬
‫أبي بكر الذي كان عن يساره‪ ،‬ثم بين ذألك بقوله‪)) :‬اليمن‬
‫فاليمن((‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1771‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم شرب قليل الخمر؟‬


‫يحرما كل مسكر‪ ،‬سواء كان متخذا ا من العنب أو التمر أو الذرةا أو‬
‫غيرها‪ ،‬وسواء في ذألك قليله أو كثيره‪ ،‬وأن التفريق بين خمر‬
‫وخمر‪ ،‬والقليل منه والكثير باطل‪ ،‬خلفا ا لما ذأهب إليه بعض عليه‬
‫بعض من تقدما‪ .‬واغتر به بعض المعاصرين في مجلة )العربي(‬
‫الكويتية منذ سنين ثم رد عليه بعض مشايخ الشاما‪ ،‬فما أحسن الرد‪،‬‬
‫منعه منه تعصبه للمذهب‪ ،‬عفا الله عنا وعنه بمنه وكرمه‪ .‬والعصمة‬
‫لله وحده‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1814‬‬

‫س(‪-‬ما مدى صحة القول ‪) :‬ل حياء في‬


‫الدين( ؟‬
‫فهم صواابا ‪ -‬كلمة مأثورةا في‬ ‫نجد دليل مثل هذا القول في ‪ -‬إن ه‬
‫ل‬
‫)صحيح مسلم( ‪ ،‬وهو قول السيدةا عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها ‪) :‬رحم‬
‫اللله نساء النصار ‪ ،‬لم يمنعهن حياؤهن أن يتفقهن في الدين( ‪،‬‬
‫ن القوال المأثورةا يفسر‬ ‫ولكن هذا القول يحتاج إلى التقييد ؛ ل ل‬
‫ي‪،‬‬‫ث علم ك‬‫ضا ‪ ،‬فنقول ‪ :‬إذأا قيلت هذه الكلمة بمناسبة بح ء‬ ‫بعضها بع ا‬
‫سؤال ‪ ،‬أو في سياق التفقه في الدين ‪ ،‬أو وضعت في مكان‬
‫مناسب فهي صحيحة ‪ ،‬أما أن يقال ‪) :‬ل حياء في الدين( من غير‬
‫ل الرسول صلى الله‬ ‫تقييد ‪ ،‬فل ؛ لن )الحياء من اليمان( ‪ ،‬كما يقو ه‬
‫عليه وسلم‪ .‬نقل من موقع جماعة انصار السنة ‪ ،‬والمرجع مجلة‬
‫التوحيدالعددالعاشر لسنة ‪.1420‬‬
‫س(‪ -‬ما هو حكم الناشيد المتداولة بين كثير‬
‫من الشباب‪ ،‬ويسمونها )أناشيد إسلمية(؟‬
‫إذأا كانت هذه الناشيد ذأاتا معان إسلمية ‪ ،‬وليس معها‬
‫شئ من المعازاف وآلتا الطرب كالدفوف والطبول ونحوها‬
‫‪ ،‬فهذا أمر ل بأس به‪ .‬ولكن؛ لبد من بيان شرط مهم‬
‫لجوازاها‪ ،‬وهو‪ :‬أن تكون خالية من المخالفاتا الشرعية ‪،‬‬
‫كالغلو ونحوه ‪ .‬ثم شرط آخر ‪ ،‬وهو عدما اتخاذأها ديدنا ا ‪ ،‬إذأ‬
‫ذألك يصرف سامعيها عن قراءةا القرآن الذي ورد الحض‬
‫عليه في السنة النبوية المطهرةا ‪ ،‬وكذلك يصرفهم عن‬
‫طلب العلم النافع‪ ،‬والدعوةا إلى الله سبحانه ‪ ،‬أما استعمال‬
‫الدفوف مع الناشيد‪ ،‬فجائز للنساء فيما بينهن دون‬
‫الرجال ‪ ،‬وفي العيد والنكاح فقط ‪.‬انتهى كلما اللباني من فتاوى‬
‫مهمة لنساء المة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا الزيادةا على بسم الله على‬


‫الطعاما؟‬
‫ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال )يا غلما إذأا‬
‫أكلت ‪ ,‬فقل ‪ :‬بسم الله ‪ ,‬وكل بيمينك ‪ ,‬وكل مما يليك( ‪،‬‬
‫وفي الحديث دليل على أن السنة في التسمية على‬
‫الطعاما إنما هي ‪ " :‬بسم الله " فقط ‪ ,‬ومثله حديث عائشة‬
‫ذأا أ صك ص ص ص‬
‫ن‬‫فإ ه ي‬ ‫سم ه الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ل به ي‬ ‫ق ي‬ ‫فل يي ص ه‬
‫ما ص‬ ‫عا ا‬ ‫م طص ص‬ ‫حدهك ه ي‬‫لأ ص‬ ‫مرفوعا ا ‪) :‬إ ه ص‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫ه(‪.‬‬ ‫ر ه‬‫خ ه‬
‫وآ ه‬‫ه ص‬ ‫ول ه ه‬‫في أ ل‬ ‫ه ه‬ ‫سم ه الل ل ه‬ ‫ل به ي‬ ‫ق ي‬ ‫فل يي ص ه‬
‫ه ص‬
‫ول ه ه‬‫في أ ل‬ ‫ي ه‬
‫س ص‬
‫نص ه‬
‫قال الحافظ ‪) :‬وأما قول النووي في آداب الكل من "‬
‫الذأكار " ‪ " :‬صفة التسمية من أهم ما ينبغي معرفته ‪,‬‬
‫والفضل أن يقول ‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم ‪ ,‬فإن قال ‪:‬‬
‫بسم الله ‪ ,‬كفاه وحصلت السنة " ‪ ,‬فلم أر لما ادعاه من‬
‫الفضلية دليل ا خاصاا(‪.‬‬
‫م ‪" ,‬وخير‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫وأقول ‪ :‬ل أفضل من سنته ص‬
‫م" ‪ ,‬فإذأا لم يثبت‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫الهدي هدي محمد ص‬
‫في التسمية على الطعاما إل "بسم الله " ‪ ,‬فل يجوزا‬
‫الزيادةا عليها ‪ ,‬فضل ا عن أن تكون الزيادةا أفضل منها ‪ ,‬لن‬
‫القول بذلك خلف ما أشرنا إليه من الحديث "وخير الهدي‬
‫م"‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫هدي محمد ص‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.344‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا السفر يوما الجمعة؟‬


‫ليس في السنة ما يمنع من السفر يوما الجمعة مطلقا ا ‪ ,‬بل‬
‫م أنه سافر يوما الجمعة من‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫روي عنه ص‬
‫أول النهار ‪ ,‬ولكنه ضعيف لرساله‪.‬‬
‫وقد روى البيهقي عن السود بن قيس عن أبيه قال ‪:‬‬
‫)أبصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل ا عليه هيئة‬
‫السفر ‪ ,‬فسمعه يقول ‪ :‬لول أن اليوما يوما جمعة لخرجت ‪,‬‬
‫قال عمر رضي الله عنه ‪ :‬اخرج ‪ ,‬فإن الجمعة ل تحبس عن‬
‫سفر( رواه ابن أبي شيبة مختصراا‪.‬‬
‫وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقاتا ‪ ,‬وقيس والد السود ‪,‬‬
‫وثقه النسائي وابن حبان‪.‬‬
‫فهذا الثر مما يضعف هذا الحديث ‪ ,‬وكذا المذكور قبله ‪ ,‬إذأ‬
‫الصل أنه ل يخفى على أمير المؤمنين عمر لو كان‬
‫صحيح ا‬
‫ا‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.219‬‬

‫س(‪ -‬ما هو حد الجوار؟‬


‫قد اختلف العلماء في حد الجوار على أقوال ‪ ,‬ذأكرها في‬
‫سل ل ص‬
‫م‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫"الفتح" ‪ ,‬وكل ما جاء تحديده عنه ص‬
‫بأربعين ‪ ,‬ضعيف ل يصح ‪ ,‬فالظاهر أن الصواب تحديده‬
‫بالعرف ‪ ,‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث‬
‫رقم ‪.277‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم القامة في بلد الكفر؟‬


‫الحقيقة التي ل شك فيها ول ريب أنه ل يجوز للمسلم اليوم أن يعيش في بلدا الكفر فإذا أخرج من‬
‫بلده ‪ ،‬من مسقط رأسه فيسعه أن ينتقل إلى بلدا آخر من بلدا السلم ‪ ،‬هذا ما يحضرني ذكره أو رأيت‬
‫انتهى كلما اللباني من سلسلة الهدى والنور من شريط رقم‬ ‫من الضروري ذكره‪.‬‬
‫‪.617‬‬

‫س(‪ -‬ما صحة معنى كما تكونوا يولى عليكم؟‬


‫حديث )كما تكونوا يولى عليكم( حديث ضعيف ثم إن الحديث معناه‬
‫غير صحيح على إطلقه عندي ‪ ,‬فقد حدثنا التاريخ يولي رجل صالح‬
‫عقب أمير غير صالح ‪ ,‬والشعب هو هو‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.320‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم ما ماتا في البحر مما كان يحيا‬


‫فيه ‪ ,‬كان طافيا ا على الماء؟‬
‫ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال )هو الطهور ماؤه ‪,‬‬
‫الحل ميتته( ‪ ،‬في الحديث فائدةا هامة ‪ ,‬وهي حل ما ماتا في البحر‬
‫مما كان يحيا فيه ‪ ,‬ولو كان طافيا ا على الماء‪.‬‬
‫وما أحسن ما روى عن ابن عمر أنه سئل ‪ :‬آكل ما طفا على الماء ؟‬
‫م‬‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫قال ‪ :‬إن طافيه ميتته ‪ ,‬وقد قال رسول الله ص‬
‫)إن ماءه طهور ‪ ,‬وميته حل( ‪ ,‬رواه الدارقطني‪.‬‬
‫وحديث النهي عن أكل ما طفا منه على الماء ل يصح ‪ ,‬كما هو مبين‬
‫في موضع آخر‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.480‬‬
‫س(‪ -‬الجهازا المرئي التلفزيون هل هو حراما‬
‫في ذأاته أو في المواضيع التي تبث إن كانت‬
‫محرمة؟‬
‫ل أستطيع أن أقول نعم أو ل‪ ،‬وإنما يجب أن نعلم حكم‬
‫الصور و التصوير في السلما‪ ،‬هل الصل فيها الباحة؟ أما‬
‫الصل فيها التحريم‪ ،‬فبناءا على هذا الصل يأتي الجواب‬
‫عن بعض ما يتفرع عنه‪.‬‬
‫الصل في التصوير‪-‬كما أظن أن الجميع يعلمون ذألك‪ -‬أينه‬
‫ل يجوزا‪ ،‬ل يجوزا تصوير شيء من مخلوقاتا الله‪ -‬عيز وجل‪-‬‬
‫مما لها روح‪ ،‬ويدخل في ذألك الحيواناتا سواء ما كان منها‬
‫ناطقا ا أو صامتاا‪ ،‬إل ما اقتضته الحاجة الملحة أو الضرورةا؛‬
‫فهنا حينما نقول‪ :‬الصور الفوتوغرافية‪ ،‬هل هي جائزةا أو‬
‫محرمة؟ نقول إنها محرمة‪ ،‬إل ما لبد منها‪ ،‬كذلك التلفازا‪،‬‬
‫والتلفازا‪-‬الحقيقة‪ -‬من المخترعاتا التي هي من حيث‬
‫تعلقها بالصور والتصوير هي من جهة أخطر وأشد تحريما ا‬
‫من الصور الجامدةا غير المتحركة‪ ،‬لكينه في الوقت نفسه‪،‬‬
‫هي إذأا كانت مستثناةاا من التحريم‪ ،‬هي أنفع من هذه‬
‫الصور الجامدةا‪.‬‬
‫فإذأاا‪ ،‬حكم التلفازا كحكم التصوير الفوتوغرافي وغيره ‪،‬‬
‫الصل فيه حراما‪.‬‬
‫ةا‪ ،‬جازا‪ ،‬سواء في التصوير‬ ‫فما كان يجوزا لضرور ء‬
‫الفوتوغرافي أو ما يتعلق بالتلفازا هذا التصوير المتحرك‪.‬‬
‫مشاهده في كل بلد الدنيا‪ ،‬أن‬ ‫ن الواقع الن وال ه‬ ‫الحقيقة أ ل‬
‫ضهر خلقيا ا ودينيا ا‬
‫م ه‬
‫ضءر‪ ،‬ه‬
‫م ه‬ ‫أكثر ما يعرض في التلفازا ه‬
‫واجتماعيا ا و إلي آخره‪ ،‬نادر جدا ا جدا ا ما يمكن أن يعرض‬
‫ويكون داخل في القاعدةا التي أشرنا إليها‪ ،‬و التي تستثني‬
‫بعض الصور من التحريم‪ ،‬وأنا أضرب على هذا مثال ا مهما ا‬
‫جدا ا لبيان أن التلفازا أنفع كثيرا ا من التصوير فيما يجوزا‬
‫القول بإباحته‪:‬‬
‫ل‪ -‬في كل سنة‪ ،‬كثيرا ا من المسلمين يؤمون‬ ‫نحن نرى‪ -‬مث ا‬
‫جاجا ا أو معتمرين‪ ،‬ولكن مع السف‪ ،‬حينما‬ ‫البيت الحراما ح ل‬
‫يعودون‪ ،‬وتتصل بأحدهم وتسأل‪ :‬كيف طاف؟ كيف سعى؟‬
‫كيف باتا؟ كيف وقف في عرفاتا؟ إلي آخره؛ تجدهم في‬
‫منتهى الجهل بمناسك الحج‪.‬‬
‫فأنا أقول‪ :‬لو استعمل التلفازا في دولة إسلمية تعنى‬
‫باستعمال الوسائل التي خلقها الله عز وجل في العصر‬
‫الحاضر‪ ،‬واستعملت في غاية ما حرما الله‪ ،‬أن تستعمل‬
‫ن التلفازا‬ ‫فيما شرع الله؛ فأضرب على ذألك مث ا‬
‫ل‪ :‬لو أ ي‬
‫السعودي‪ -‬الذي يحكم البلد المقدسة مكة والمدينة ونحوها‪-‬‬
‫لو عرض في التلفازا بيت الله الكعبة‪ ،‬ورجل عالم فاضل‬
‫يعلم الناس في كل بلد الدنيا‪ ،‬من أين يبدأ الطواف؟ وأين‬
‫ينتهي؟ ومتى يذهب إلي زامزما هناك؟ ثم يعود ليستقبل‬
‫الحجر السود‪ ،‬ثم يذهب ليقف على الصفا‪ ،‬وإلي آخره؛ ل‬
‫ن هذه‪ ،‬أقول‪ :‬بأينها من الصور الجائزةا بل الواجبة‪،‬‬ ‫شك بأ ي‬
‫قياسا ا على لعب السيدةا عائشة‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬التي‬
‫أباحها رسول الله‪ -‬عليه السلما‪ -‬لها أن تتعاطاها؛ لما في‬
‫ذألك من تدريب لهذه الفتاةا بما يتعلق بما يسمى اليوما‪:‬‬
‫بتدبير المنزل‪ ،‬و تعلم الحج إلي بيت الله الحراما‪ -‬بل شك‪-‬‬
‫أهم من هذا بكثير‪ ،‬لكن مع ذألك ل نجد في التلفازا شيئاا‪-‬‬
‫يعني نقول‪ -‬بأنه يجب إظهاره على جماهير المسلمين‪،‬‬
‫ليستفيدوا منه علما ا أو عبرا ا أو ما شابه ذألك‪.‬‬
‫خلصة القول‪ :‬التلفازا كالصور‪ ،‬الصل في كل منهما حراما‪،‬‬
‫رةا‪.‬انتهى‬‫ضهرو ص‬
‫حة أو ال ص‬
‫مل ه ل‬
‫لكن يجوزا منهما ما تقتضيه الحاجة ال ه‬
‫كلما اللباني من شريط آداب المجالس‪.‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم قياما الرجل للرجل؟‬


‫حديث )يقوما الرجل للرجل ‪ ,‬إل بني هاشم ل يقومون‬
‫د( موضوع ومما يدل على وضع هذا الحديث أنه يقرر‬ ‫لح ء‬
‫عادةا تخالف ما كان الصحابة مع النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم – وهو سيد بني هاشم‪ -‬فإنهم كانوا ل يقومون له‬
‫صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من كراهيته لذلك ‪ ,‬وخير‬
‫الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ه‬
‫على أنه قد جاء ما يخالف هذا الحديث نصا ‪ ,‬ولكن إسناده‬
‫ضعيف عندنا ‪ ,‬فل يحتج به ‪ ,‬وهو الحديث التي ‪):‬ل تقوموا‬
‫كما تقوما العاجم ‪ ,‬يعظم بعضها بعضها( ضعيف‪.‬‬
‫نعم ‪ ,‬معنى هذا الحديث صحيح من حيث دللته على كراهة‬
‫القياما للرجل إذأا دخل ‪ ,‬وقد جاء في ذألك حديث صحيح‬
‫صريح فقال أنس بن مالك رضي الله عنه )ما كان شخص‬
‫في الدنيا أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬وكانوا ل يقومون له لما يعلمون من كراهيته‬
‫لذلك(الصحيحة ‪.358‬‬
‫فإذأا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره هذا القياما‬
‫لنفسه ‪ ,‬وهي المعصومة من نزعاتا الشيطان ‪ ,‬فبالحرى‬
‫أن يكرهه لغيره ممن يخشى عليه الفتنة ‪ ,‬فما بال كثير من‬
‫المشائخ وغيرهم قد استساغوا هذا القياما ‪ ,‬وألفوه ‪ ,‬كأنه‬
‫أمر مشروع ‪ ,‬كل ‪ ,‬بل إن بعضهم ليستحبه مستدل ه بقوله‬
‫صلى الله عليه وسلم )قوموا إلى سيدكم(‪ ,‬ذأاهلين عن‬
‫الفرق بين القياما للرجل احتراما ه ‪ ,‬وهو المكروه ‪ ,‬وبين‬
‫القياما إليه لحاجة ‪ ,‬مثل الستقبال ‪ ,‬والعانة على النزول ‪,‬‬
‫وهو المراد بهذا الحديث الصحيح ‪ ,‬ويدل عليه رواية أحمد له‬
‫بلفظ )قوموا إلى سيدكم ‪ ,‬فأنزلوه( الصحيحة رقم ‪.67‬‬
‫انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.346 ، 345‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم الجلوس على الحرير للرجال؟‬


‫حديث )جلس صلى الله عليه وسلم على مرفقة حرير( ل‬
‫أصل له و قد احتج به صاحب "الهداية"لمذهب الحنفية الذي‬
‫يجيز للرجال الجلوس على الحرير ! ‪.‬‬
‫قال الزيلعي ‪" :‬يشكل على المذهب حديث حذيفة قال ‪:‬‬
‫نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية‬
‫الذهب و الفضة ‪ ,‬و أن نأكل فيها ‪ ,‬و عن لبس الحرير و‬
‫الديباج ‪ ,‬و أن نجلس عليه ‪ .‬أخرجه البخاري"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا هو الحق أنه يحرما الجلوس على الحرير كما‬
‫يحرما لبسه لحديث البخاري هذا ‪ ,‬و الحاديث العامة في‬
‫تحريم لبسه على الرجال كقوله عليه السلما ‪ " :‬ل تلبسوا‬
‫الحرير فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الخرةا "‬
‫متفق عليه ‪ ,‬فإنها تتناول بعمومها الجلوس عليه ‪ ,‬لن‬
‫الجلوس لبس لغة و شرعا ‪ ,‬كما قال أنس رضي الله عنه ‪:‬‬
‫"قمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس"‪.‬‬
‫فانظر كيف تصرف الحاديث الموضوعة الناس عن‬
‫الحاديث الصحيحة ‪) .‬فاعتبروا يا أولي البصار(‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.552‬‬

‫س(‪ -‬ما الفرق بين إحياء الرض والتحجير؟‬


‫حديث )عادي الرض لله و للرسول ‪ ,‬ثم لكم من بعد ‪ ,‬فمن‬
‫أحيا أرضا ميتة فهي له ‪ ,‬و ليس لمحتجر حق بعد ثلث‬
‫سنين( منكر بهذا التماما ‪ ،‬واعلم أن الحياء غير التحجير ‪ ,‬و‬
‫قد بين الفرق بينهما يحيى بن آدما أحسن بيان فقال‪" :‬و‬
‫إحياء الرض أن يستخرج فيها عينا أو قليبا أو يسوق إليها‬
‫الماء ‪ ,‬و هي أرض لم تزرع ‪ ,‬و لم تكن في يد أحد قبله‬
‫يزرعها أو يستخرجها حتى تصلح للزرع ‪ ,‬فهذه لصاحبها أبدا‬
‫‪ ,‬ل تخرج من ملكه ‪ ,‬و إن عطلها بعد ذألك ‪ ,‬لن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬من أحيا أرضا فهي له" ‪,‬‬
‫فهذا إذأن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها‬
‫للناس ‪ ,‬فإن ماتا فهي لورثته و له أن يبيعها إن شاء"‬
‫قال ‪" :‬و التحجير ‪ ,‬فهو غير الحياء ‪ ,‬قال ابن المبارك ‪:‬‬
‫التحجير أن يضرب على الرض من العلما و المنار فهذا‬
‫الذي قيل فيه إن عطلها ثلث سنين فهي لمن أحياها‬
‫بعده" ‪.‬‬
‫و يظهر أن هذا الفرق الواضح لم ينتبه له رئيس حزب‬
‫التحرير السلمي فإنه احتج بهذا الحديث المنكر في كتابه‬
‫" النظاما القتصادي في السلما "على أنه يشترط في‬
‫إحياء الرض المواتا أن يستثمرها مدةا ثلث سنواتا من‬
‫وضع يده عليها ‪ ,‬و أن يستمر هذا الحياء باستغللها فإن‬
‫لم يفعل سقط حق ملكيته لها"‪.‬‬
‫و الحديث مع أنه منكر ليس فيه الشرط المذكور ‪ ,‬و ل هو‬
‫في الحياء كما هو ظاهر بأدنى تأمل ‪ ,‬و كم له أو لحزبه‬
‫مثل هذا الستدلل الباطل ‪ ,‬و الحتجاج بالحاديث المنكرةا‬
‫و الخبار الواهية‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث‬
‫رقم ‪.553‬‬

‫س(‪ -‬هل من السنة الكل بالكف ‪.‬وما حكم‬


‫الكل بالمعلقة؟‬
‫حديث )كان يأكل بكفه كلها( موضوع وهو أصل تلك العادةا‬
‫المتبعة في بعض البلد العربية ‪ ,‬و هي أكلهم الرزا و نحوه‬
‫بأكفهم من "المناسف" ‪ ,‬فهم بذلك يخالفون السنة‬
‫الصحيحة ‪ ,‬و هي الكل بثلث أصابع ‪ ,‬و يعملون بالحديث‬
‫الموضوع المخالف لها!‬
‫و من الغريب أن بعضهم يستوحش من الكل بالمعلقة ‪,‬‬
‫ظنا منه أنه خلف السنة ! مع أنه من المور العادية ‪ ,‬ل‬
‫التعبدية ‪ ,‬كركوب السيارةا و الطيارةا و نحوها من الوسائل‬
‫الحديثة ‪ ,‬و ينسى أو يتناسى أنه حين يأكل بكفه أنه يخالف‬
‫هديه صلى الله عليه وسلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.1202‬‬

‫س(‪ -‬هل اقر الرسول صلى الله عليه وسلم‬


‫خلف الصحابة؟‬
‫حديث )من كان سامعا مطيعا فل يصلين العصر إل ببني‬
‫قريظة( منكر بهذا السياق و المحفوظ منه الشطر الثاني‬
‫فقط من حديث ابن عمر قال ‪ :‬قال لنا النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم لما رجع من الحزاب ‪" :‬ل يصلين أحد العصر إل‬
‫في بني قريظة" ‪ .‬أخرجه الشيخان و السياق للبخاري و‬
‫في آخره ‪" :‬فأدرك بعضهم العصر في الطريق ‪ ,‬فقال‬
‫بعضهم ‪ :‬ل نصلي حتى نأتيهم ‪.‬و قال بعضهم ‪ :‬بل نصلي‬
‫لم يرد منا ذألك ‪.‬فذكر ذألك للنبي صلى الله عليه وسلم ‪,‬‬
‫فلم يعنف واحدا منهم"‪.‬‬
‫يحتج بعض الناس اليوما بهذا الحديث على الدعاةا من‬
‫السلفيين و غيرهم الذي يدعون إلى الرجوع فيما اختلف‬
‫فيه المسلمون إلى الكتاب و السنة ‪ ,‬يحتج أولئك على‬
‫هؤلء بأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر خلف الصحابة‬
‫في هذه القصة ‪ ,‬و هي حجة داحضة واهية ‪ ,‬لنه ليس في‬
‫الحديث إل أنه لم يعنف واحدا منهم ‪ ,‬و هذا يتفق تماما مع‬
‫حديث الجتهاد المعروف ‪ ,‬و فيه أن من اجتهد فأخطأ فله‬
‫أجر واحد ‪ ,‬فكيف يعقل أن يعنف من قد أجر ?! و أما حمل‬
‫الحديث على القرار للخلف فهو باطل لمخالفته للنصوص‬
‫القاطعة المرةا بالرجوع إلى الكتاب و السنة عند التنازاع و‬
‫الختلف ‪ ,‬كقوله تعالى ‪ )* :‬فإن تنازاعتم في شيء فردوه‬
‫إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوما الخر‬
‫ذألك خيرا و أحسن تأويل( ‪.‬‬
‫و قوله ) و ما كان لمؤمن و ل مؤمنة إذأا قضى الله و‬
‫رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرةا من أمرهم ( الية ‪.‬‬
‫و إن عجبي ل يكاد ينتهي من أناس يزعمون أنهم يدعون‬
‫إلى السلما ‪ ,‬فإذأا دعوا إلى التحاكم إليه قالوا ‪ :‬قال عليه‬
‫الصلةا و السلما ‪ " :‬اختلف أمتي رحمة "! و هو حديث‬
‫ضعيف ل أصل له كما تقدما تحقيقه في أول هذه‬
‫السلسلة ‪ ,‬و هم يقرؤون قول الله تعالى في المسلمين‬
‫حقا ‪ ) :‬إنما كان قول المؤمنين إذأا دعوا إلى الله و رسوله‬
‫ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولئك هم‬
‫المفلحون (‪ .‬و قد بسط القول في هذه المسألة بعض‬
‫الشيء ‪ ,‬و في قول أحد الدعاةا ‪ :‬نتعاون على ما اتفقنا‬
‫عليه ‪ ,‬و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ‪ ,‬في تعليق لي‬
‫كتبته على رسالة " كلمة سواء " لحد المعاصرين لم يسم‬
‫نفسه ! لعله يتاح لي إعادةا النظر فيه و ينشر‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1981‬‬

‫س(‪ -‬كيف يكون اعفاء اللحية؟‬


‫السنة التي جرى عليها السلف من الصحابة و غيرهم‬
‫إعفاؤها إل ما زااد على القبضة ; فتقص الزيادةا ‪ .‬و قد‬
‫فصلت هذا في غير ما موضع تفصيل ‪ ,‬و استدللت له‬
‫استدلل قويا‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم‬
‫‪.2107‬‬

‫س(‪ -‬ما صحة قول القائل في اهل الذمة لهم‬


‫ما لنا ‪ ,‬و عليهم ما علينا؟‬
‫حديث )لهم ما لنا ‪ ,‬و عليهم ما علينا ‪ .‬يعني أهل الذمة(‬
‫باطل ل أصل له في شيء من كتب السنة ‪ ,‬و إنما يذكره‬
‫بعض الفقهاء المتأخرين ممن ل دراية لهم في الحديث ‪ ،‬و‬
‫قد جاء ما يشهد ببطلن الحديث ‪ ,‬فقد ثبت أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬لهم ما لنا و عليهم ما علينا " ليس‬
‫في أهل الذمة ‪ ,‬و إنما في الذين أسلموا من أهل الكتاب و‬
‫المشركين ‪ ,‬كما جاء في حديث سلمان و غيره ‪ ,‬رواه‬
‫مسلم و غيره‪.‬‬
‫و إن مما يؤكد بطلنه مخالفته لنصوص أخرى قطعية‬
‫كقوله تعالى ‪) :‬أفنجعل المسلمين كالمجرمين ‪ .‬ما لكم‬
‫كيف تحكمون(‪ ,‬و قوله صلى الله عليه وسلم ‪ ":‬ل يقتل‬
‫مسلم بكافر " ‪ ,‬و قوله ‪ ":‬للمسلم على المسلم خمس‪ :‬إذأا‬
‫لقيته فسلم عليه ‪ " ...‬الحديث ‪ ,‬و قوله ‪ " :‬ل تبدؤا اليهود‬
‫و النصارى بالسلما ‪ ، " ..‬و كل هذه الحاديث مما اتفق‬
‫العلماء على صحتها‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث‬
‫رقم ‪.2176‬‬

‫س(‪ -‬هل الحسنة سبب في زايادةا الرزاق و‬


‫إطالة العمر؟‬
‫م ‪) :‬من أحب أن يبسط له في‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬‫صللى الل ل ه‬ ‫قال ص‬
‫رزاقه ‪ ,‬وأن ينسأ له في أثره ‪ ,‬فليصل رحمه( رواه‬
‫الشيخان وغيرهما وهو مخرج في "صحيح أبي داود"‪.‬‬
‫فهذا يدل على أن الحسنة سبب في زايادةا الرزاق ‪ ,‬كما أنها‬
‫سبب في إطالة العمر ‪ ,‬ول تعارض بين هذا وبين قوله‬
‫ول ص‬
‫ة ص‬
‫ع ا‬
‫سا ص‬
‫ن ص‬ ‫ست صأ ي ه‬
‫خهرو ص‬ ‫م ل ص يص ي‬ ‫ه ي‬‫جل ه ه‬
‫ص‬
‫جاء أ ص‬ ‫ذأا ص‬ ‫فإ ه ص‬‫تعالى ‪ ) :‬ص‬
‫ن(النحل ‪ , 61‬ولبسط هذا موضع آخر‪ .‬انتهى كلما‬ ‫مو ص‬‫د ه‬ ‫ست ص ي‬
‫ق ه‬ ‫يص ي‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.181‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم الضرب بالدف في غير النكاح‬


‫والعيد؟‬
‫ة‬
‫م ا‬‫قد يشكل حديث عن عبد الله بن بريدةا عن أبيه ))أن أ ص‬
‫ع من‬ ‫ج ص‬
‫سوداء أتت رسول اللهه صلى الله عليه وسلم وصر ص‬
‫بعض مغازايه‪ ،‬فقالت‪ :‬إني كنته نذرتاه‪ :‬إن ردك الله صالحاا‬
‫أن أضرب عندك بالدف! قال )) إن كنته فعلته فافعلي‪،‬‬
‫رصبتي‪ ،‬فدخل أبو بكر‬ ‫ض ص‬
‫ف ص‬ ‫وإن كنته لم تفعلي فل تفعلي((‪ .‬ص‬
‫ربه‪ ،‬ثم دخل عمر‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ض ه‬ ‫ربه‪ ،‬ودخل غيره وهي صت ي‬‫ض ه‬‫وهي صت ي‬
‫مقنعة‪ ،‬فقال‪ :‬رسول الله صلى‬ ‫دفها خلفها وهي ه‬ ‫فجعلتي ه‬
‫الله عليه وسلم )إن الشيطان ليفرق منك يا عمر (‪ .‬على‬
‫بعض الناس‪ ،‬لن الضرب بالدف معصية في غير النكاح‬
‫والعيد‪ ،‬والمعصية ل يجوزا نذرها ول الوفاء بها ‪ .‬والذي يبدو‬
‫فرحا منها بقدومه صلى الله‬ ‫ا‬ ‫لي في ذألك أن نذرها لما كان‬
‫عليه وسلم صالحا سالما منتصرا‪ ،‬اغتفر لها السبب الذي‬
‫نذرته لظهار فرحها‪ ،‬خصوصية له صلى الله عليه وسلم‬
‫دون الناس جميعا‪ ،‬فل يؤخذ منه جوازا الدف في الفراح‬
‫كلها‪ ،‬لنه ليس هناك من يفرح به كالفرح به صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ولمنافاةا ذألك لعموما الدلة المحرمة للمعازاف‬
‫والدفوف وغيرها‪ ،‬إل ما استثني كما ذأكرنا آنفا‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.1609‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا للنساء استعمال الذهب‬


‫والفضة؟‬
‫الذهب بالنسبة للنساء حلل‪ ،‬إل أواني الذهب والفضة‪،‬‬
‫فهن يشتركن مع الرجال في التحريم اتفاقاا‪ ،‬وكذلك‬
‫الذهب المحلق على الراجح عندنا‪ ،‬عمل ا بالدلة الخاصة‬
‫المحرمة‪ ،‬ودعوى أنها منسوخة مما ل ينهض عليه دليل‪،‬‬
‫كما هو مبين في كتابي))آداب الزفاف في السنة‬
‫المطهرةا((‪ ،‬ومن نقل عني خلف هذا فقد افترى‪.‬‬
‫وكذلك الذهب و الحرير محرما على الرجال‪ ،‬إل لحاجة؛‬
‫لحديث عرفجة بن سعد الذي اتخذ أنفا ا من ذأهب بأمر النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وحديث عبد الرحمن بن عوف الذي‬
‫اتخذ قميصا ا من حرير‪ ،‬بترخيص النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم له بذلك‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.1865‬‬

‫س(‪ -‬هل يجوزا كتمان الحق خوفا ا من الناس؟‬


‫س‬
‫ة اللنا ه‬ ‫جال ص‬
‫هي يب ص ه‬ ‫ن صر ه‬ ‫ع ل‬ ‫في قوله صلى الله عليه وسلم )صل ي ص ي‬
‫من ص ص‬
‫ه[( ‪ ،‬النهي‬ ‫ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬ ‫ق إه ص‬ ‫ن يص ه‬
‫قو ص‬ ‫ص‬
‫ع ه‬
‫م ص‬‫س ه‬ ‫و ص‬ ‫هدصهه أ ي‬
‫ش ه‬ ‫ه ]أ ي‬ ‫م ه‬
‫عل ه ص‬‫ذأا ص‬ ‫ح ك‬‫ل به ص‬ ‫أ ي‬
‫المؤكد عن كتمان الحق خوفا ا من الناس ‪ ,‬أو طمعا ا في‬
‫المعاش ‪ ,‬فكل من كتمه مخافة إيذائهم إياه بنوع من أنواع‬
‫اليذاء ‪ ,‬كالضرب والشتم وقطع الرزاق ‪ ,‬أو مخافة عدما‬
‫احترامهم إياه ‪ ,‬ونحو ذألك ‪ ,‬فهو داخل في النهي ومخالف‬
‫م وإذأا كان هذا حال من يكتم‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬
‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫للنبي ص‬
‫الحق وهو يعلمه ‪ ,‬فكيف يكون حال من ل يكتفي بذلك ‪ ,‬بل‬
‫يشهد بالباطل على المسلمين البرياء ‪ ,‬ويتهمهم في‬
‫دينهم وعقيدتهم ‪ ,‬مسايرةا منه للرعاع ‪ ,‬أو مخافة أن‬
‫يتهموه هو أيضا ا بالباطل إذأا لم يسايرهم على ضللهم‬
‫واتهامهم ؟ فاللهم ثبتنا على الحق ‪ ,‬وإذأا أردتا بعبادك‬
‫فتنة ‪ ,‬فاقبضنا إليك غير مفتونين ‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.168‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم الشرب قائما؟‬


‫ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال )صل‬
‫ص‬
‫ما( ‪ ،‬وقد ورد الحديث بلفظ آخر ‪,‬‬ ‫قائ ه ا‬ ‫من يك ه ي‬
‫م ص‬ ‫حدء ه‬ ‫نأ ص‬ ‫يص ي‬
‫شصرب ص ل‬
‫في ب صطين ه ه‬
‫ه‬ ‫ما ه‬
‫م ص‬ ‫و ص‬
‫قائ ه ء‬ ‫ه ص‬
‫و ه‬
‫ب ص‬
‫شصر ه‬‫ذي ي ص ي‬ ‫م ال ل ه‬‫عل ص ه‬
‫و يص ي‬‫وهو )ل ص ي‬
‫ه( ‪ ،‬وفي الحديث تلميح لطيف إلى النهي عن‬ ‫قاءص ه‬‫ست ص ص‬‫صل ي‬
‫الشرب قائما ا ‪ ,‬وقد جاء التصريح بذلك من حديث أنس‬
‫ب‬ ‫ن ال ل‬
‫شير ه‬ ‫ع ي‬
‫جصر[ ص‬
‫هى ]وفي لفظ صزا ص‬
‫رضي الله عنه ‪ ,‬وهو )ن ص ص‬
‫ما( ‪ ،‬وظاهر النهي في هذه الحاديث يفيد تحريم‬ ‫قائ ه ا‬‫ص‬
‫الشراب قائما ا بل عذر ‪ ,‬وقد جاءتا أحاديث كثيره أن النبي‬
‫م شرب قائما ا ‪ ,‬فاختلف العلماء في‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫التوفيق بينهما ‪ ,‬والجمهور على أن النهي للتنزيه ‪ ,‬والمر‬
‫بالستقاء للستحباب ‪ ,‬وخالفهم ابن حزما ‪ ,‬فذهب إلى‬
‫التحريم ‪ ,‬ولعل هذا هو القرب للصواب ‪ ,‬فإن القول‬
‫بالتنزيه ل يساعد عليه لفظ )زاجر( ‪ ,‬ول المر بالستقاء ‪,‬‬
‫لنه – أعني ‪ :‬الستقاء – فيه مشقة شديدةا على النسان ‪,‬‬
‫وما أعلم أن في الشريعة مثل هذا التكليف كجزاء لمن‬
‫تساهل بأمر مستحب ‪ ,‬وكذلك قوله )قد شرب معك‬
‫الشيطان( فيه تنفير شديد عن الشرب قائما ا ‪ ,‬وما إخال‬
‫ذألك يقال في ترك مستحب ‪.‬‬
‫وأحاديث الشرب قائما ا يمكن أن تحمل على العذر ‪ ,‬كضيق‬
‫المكان ‪ ,‬أو كون القربة معلقة ‪ ,‬وفي بعض الحاديث‬
‫الشارةا إلى ذألك ‪ ,‬والله أعلم ‪ ،‬ثم رأيت كلما ا جيدا ا لبن‬
‫تيمية يشبه هذا ‪ ,‬فراجعه في المجموع ‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.175‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم التسمية بـ] عز الدين [ و ] محيي‬


‫الدين [ و ] ناصر الدين [؟‬
‫ل يجوزا التسمية بـ]عز الدين[ و ]محيي الدين[ و ]ناصر‬
‫الدين[ ‪ ....‬ونحو ذألك ‪ ,‬ومن أقبح السماء التي راجت في‬
‫العصر ‪ ,‬ويجب المبادرةا إلى تغييرها لقبح معانيها ‪ ,‬هذه‬
‫السماء التي أخذ الباء يطلقونها على بناتهم ‪ ,‬مثل‬
‫]وصال[ و ]سهاما[ و ]نهاد ‪ :‬وهي المرأةا إذأا كعب ثديها و‬
‫وارتفع عن الصدر ‪ ,‬صارله حجم[ و ]غادةا ‪ :‬وهي المرأةا‬
‫الناعمة اللينة البينة الغيد[ و ]فتنة[ ‪ ..‬ونحو ذألك ‪ ,‬والله‬
‫المستعان انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.207‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم البصق إلى القبلة؟‬


‫ل‬ ‫ن تص ص‬
‫ف ص‬ ‫م ي‬
‫ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ) ص‬
‫ه( ‪ ،‬وللحديث‬ ‫عي ين صي ي ه‬
‫ن ص‬
‫ه ب صي ي ص‬ ‫ة وت ص ي‬
‫فلت ه ه‬ ‫م ه‬ ‫ما ال ي ه‬
‫قصيا ص‬ ‫و ص‬‫جاءص ي ص ي‬ ‫قب يل ص ه‬
‫ة ص‬ ‫جاهص ال ي ه‬
‫ته ص‬
‫شاهد بلفظ )يجيء صاحب النخامة في القبلة يوما القيامة‬
‫وهي في وجهه( ‪ ،‬وفي الحديث دللة على تحريم البصاق‬
‫إلى القبلة مطلقا ا ‪ ,‬سواء ذألك في المسجد أو غيره ‪ ,‬وعلى‬
‫المصلي وغيره ‪ ,‬كما قال الصنعاني في سبل السلما قال‬
‫‪) :‬وقد جزما النووي بالمنع في كل حالة داخل الصلةا‬
‫وخارجها ‪ ,‬وفي المسجد أو غيره( ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وهو الصواب ‪ ،‬والحاديث الواردةا في النهي عن‬
‫البصق في الصلةا تجاه القبلة كثيرةا مشهورةا في‬
‫الصحيحين وغيرهما ‪ ,‬وإنما آثرتا هذا دون غيره ‪ ,‬لعزته ‪,‬‬
‫وقلة من أحاط علمه به ‪ ,‬ولن فيه أدابا ا رفيعا ا مع الكعبة‬
‫المشرفة ‪ ,‬طالما غفل عنه كثير من الخاصة فضل ا عن‬
‫العامة ‪ ,‬فكم رأيت في أئمة المساجد من يبصق إلى القبلة‬
‫من نافذةا المسجد ‪.‬‬
‫وفي الحديث أيضا ا فائدةا هامة ‪ ,‬وهي الشارةا إلى إن‬
‫النهي عن استقبال القبلة ببول أو غائط إنما هو مطلق ‪,‬‬
‫يشمل الصحراء والبنيان ‪ ,‬لنه إذأا أفاد الحديث أن البصق‬
‫تجاه القبلة ل يجوزا مطلقا ا فالبول والغائط مستقبل ا لها ل‬
‫يجوزا بالولى ‪ ,‬فمن العجائب إطلق النووي النهي في‬
‫ك لص ه‬
‫ذك يصرى‬ ‫في ذأصل ه ص‬
‫ن ه‬
‫البصق ‪ ,‬وتخصيصه في البول والغائط )إ ه ل‬
‫هيدء (ق ‪ 37‬انتهى كلما‬ ‫ش ه‬‫و ص‬‫ه ص‬
‫و ه‬‫ع ص‬
‫م ص‬
‫س ي‬ ‫و أ صل ي ص‬
‫قى ال ل‬
‫ص‬
‫بأ ي‬‫قل ي ء‬ ‫ن لص ه‬
‫ه ص‬ ‫ن ص‬
‫كا ص‬ ‫م ي‬
‫له ص‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.222‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم مصافحة النساء؟‬


‫ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال )لن يطعن‬
‫في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأةا‬
‫ل تحل له( ‪ ،‬وعيد شديد لمن مس امرأةا ل تحل له ‪ ,‬ففيه‬
‫دليل على تحريم مصافحة النساء ‪ ,‬لن ذألك مما يشمله‬
‫المس دون شك ‪ ,‬وقد بلي بها كثير من المسلمين في هذا‬
‫العصر ‪ ,‬وفيهم بعض أهل العلم ‪ ,‬ولو أنهم استنكروا ذألك‬
‫بقلوبهم ‪ ,‬لهان الخطب بعض الشيء ‪ ,‬ولكنهم يستحلون‬
‫ذألك بشتى الطرق و التأويلتا ‪ ,‬وقد بلغنا أن شخصية‬
‫كبيرةا جدا ا في الزاهر قد رآه بعضهم يصافح النساء ‪ ,‬فإلى‬
‫الله المشتكى من غربة السلما‪.‬‬
‫بل إن بعض الحزاب السلمية قد ذأهبت إلى القول بجوازا‬
‫المصافحة المذكورةا ‪ ,‬وفرضت على كل حزبي تبنيه ‪,‬‬
‫واحتجت لذلك بما ل يصلح ‪ ,‬معرضة عن العتبار بهذا‬
‫الحديث والحاديث الخرى الصريحة في عدما مشروعية‬
‫المصافحة ‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.226‬‬

‫س(‪ -‬هل من الداب السلمية أن يقوما الرجل‬


‫عن مجلسه ليجلس فيه غيره؟‬
‫ج ه‬
‫ل‬ ‫ما اللر ه‬
‫قو ه‬ ‫صح عنه عليه الصلةا والسلما انه قال )صل ي ص ه‬
‫ه ل صك ه ي‬
‫م( ‪،‬‬ ‫ح الل ل ه‬
‫س ي‬ ‫حوا ي ص ي‬
‫ف ص‬ ‫س ه‬ ‫ن أص ي‬
‫ف ه‬ ‫ول صك ه ي‬
‫ه ص‬
‫س ه‬
‫جل ه ه‬
‫م ي‬
‫ن ص‬
‫م ي‬
‫ل ه‬
‫ج ه‬
‫هلللر ه‬
‫وللحديث شاهدان ذأكرهما الحافظ في الفتح ‪ ,‬وفاته هذا‬
‫الحديث المشهود له ‪ ,‬فقال تعليقا ا على قول البخاري ‪:‬‬
‫)وكان ابن عمر يكره أن يقوما الرجل من مجلسه ثم يجلس‬
‫مكانه( ‪ ,‬قال ‪ :‬أخرجه البخاري في "الدب المفرد" بلفظ ‪:‬‬
‫)وكان ابن عمر إذأا قاما له رجل من مجلسه ‪ ,‬لم يجلس‬
‫فيه( وكذا أخرجه مسلم ‪.‬وعن ابن عمر قال ‪) :‬ليقم‬
‫الرجل الرجل من مجلسه ثم يقعد فيه( ‪.‬‬
‫والحديث ظاهر الدللة على أنه ليس من الداب السلمية‬
‫أن يقوما الرجل عن مجلسه ليجلس فيه غيره ‪ ,‬يفعل ذألك‬
‫احتراما صا له ‪ ,‬بل عليه أن يفسح له في المجلس وأن يتزحزح‬
‫له إذأا كان الجلوس على الرض ‪ ,‬بخلف ما إذأا كان على‬
‫الكرسي ‪ ,‬فذلك غير ممكن ‪ ,‬فالقياما والحالة هذه مخالف‬
‫لهذا التوجيه النبوي الكريم ‪ ,‬ولذلك كان ابن عمر يكره أن‬
‫يقوما الرجل من مجلسه ‪ ,‬ثم يجلس هو فيه كما تقدما عن‬
‫البخاري ‪ ,‬والكراهة هو أقل ما يدل عليه قوله صلى الله‬
‫ل ‪ , (...‬فإنه نفي بمعني‬ ‫ج ه‬ ‫ج ه‬
‫ل هلللر ه‬ ‫ما اللر ه‬ ‫عليه وسلم ‪) :‬صل ي ص ه‬
‫قو ه‬
‫النهي ‪ ,‬والصل فيه التحريم ل الكراهة ‪ ,‬والله اعلم ‪.‬‬
‫ثم إنه ل منافاةا بين هذا الحديث وبين حديث ابن عمر‬
‫المتقدما‪) -‬ليقم الرجل الرجل من مجلسه ثم يقعد فيه( ‪-‬‬
‫في الصحيح ‪ ,‬لن فيه زايادةا حكم عليه ‪ ,‬والصل أنه يؤخذ‬
‫بالزائدةا فالزائدةا من الحكاما ‪ ,‬وحديث ابن عمر إنما فيه‬
‫النهي عن القامة ‪ ,‬وليس فيه نهي الرجل عن القياما ‪,‬‬
‫بخلف هذا الحديث ‪ ,‬ففيه هذا النهي ‪ ,‬وليس فيه النهي‬
‫الول إل ضمنا ا ‪ ,‬فإنه إذأا كان قد نهي عن القياما ‪ ,‬فلن‬
‫ينهى عن القامة من باب أولى ‪ ,‬وهذا بين ل يخفى إن‬
‫شاء الله تعالى ‪ ,‬وعليه يدل حديث ابن عمر ‪ ,‬فإنه مع إنه‬
‫روى النهي عن القامة ‪ ,‬كان يكره الجلوس في مجلس من‬
‫قاما عنه له ‪ ,‬وإن كان هو لم يقمه ‪ ,‬ولعل ذألك سدا ا للذريعة‬
‫وخشية أن يوحى إلى الجالس بالقياما ‪ ,‬ولو لم يقمه‬
‫مباشرةا ‪ ,‬والله أعلم ‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة‬
‫الحديث رقم ‪.228‬‬

‫س(‪ -‬هل يشمل تحريم الصورةا ‪ ،‬الصورةا التي‬


‫ليست مجسمة ول ظل لها؟‬
‫التحريم يشمل الصورةا التي ليست مجسمة ول ظل لها ‪,‬‬
‫لعموما قول جبريل عليه السلما ‪) :‬فإنا ل ندخل بيتا ا فيه‬
‫تماثيل( ‪ ,‬وهي الصور ‪ ,‬ويؤيده أن التماثيل التي كانت على‬
‫القراما ل ظل لها ‪ ,‬ول فرق في ذألك بين ما كان منه‬
‫تطريزا ا على الثوب أو كتابة على الورق أو رسما ا باللة‬
‫الفوتوغرافية ‪ ,‬إذأ كل ذألك صورةا وتصوير ‪ ,‬والتفريق بين‬
‫التصوير اليدوي والتصوير الفوتوغرافي – فيحرما الول‬
‫دون الثاني – ظاهرية عصرية ‪ ,‬وجمود ل يحمد ‪ ,‬كما حققته‬
‫في "آداب الزفاف"‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن التحريم يشمل الصورةا التي توطأ أيضا ا إذأا‬
‫تركت على حالها ولم تغير بالقطع ‪ ,‬وهو الذي مال إليه‬
‫الحافظ في " الفتح " ‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة‬
‫الحديث رقم ‪.356‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم أكل لحوما الخيل؟‬


‫حوما ه‬‫ن له ه‬
‫ع ي‬
‫خي يب صصر ص‬
‫ما ص‬
‫و ص‬‫هى النبي صلى الله عليه وسلم ي ص ي‬ ‫لقد )ن ص ص‬
‫حوما ه ال ي ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫ل( ‪،‬وفي هذا الحديث‬ ‫خي ي ه‬ ‫في ل ه ه‬
‫ن ه‬
‫ذأ ص‬
‫وأ ه‬‫ة ص‬ ‫ر ايل ي‬
‫هل هي ل ه‬ ‫م ه‬ ‫ال ي ه‬
‫ح ه‬
‫جوازا أكل لحوما الخيل ‪ ,‬وهو مذهب الئمة الربعة ‪ ,‬سوى‬
‫أبي حنيفة ‪ ,‬فذهب إلى التحريم ‪ ,‬خلفا ا لصاحبيه ‪ ,‬فإنهما‬
‫وافقا الجمهور ‪ ,‬وهو الحق ‪ ,‬لهذا الحديث الصحيح ‪ ,‬ولذلك‬
‫اختاره أبو جعفر الطحاوي ‪ ,‬وذأكر أن حجة أبي حنيفة‬
‫حديث خالد بن الوليد مرفوعا ا ‪) :‬ل يحل أكل لحوما الخيل‬
‫والبغال والحمير( ‪ ,‬ولكنه حديث منكر ضعيف السناد ‪ ,‬ل‬
‫يحتج به إذأا لم يخالف ما هو أصح منه ‪ ,‬فكيف وقد خالف‬
‫حديثين صحيحين كما ترى ؟ وقد بينت ضعفه وعلله في‬
‫"السلسلة الضعيفة " ‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة‬
‫الحديث رقم ‪.359‬‬

‫س(‪ -‬هل ثبت الشؤما في شيء؟‬


‫ن‬
‫م ي‬
‫ك ه‬‫ن يص ه‬
‫ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال )إ ه ي‬
‫وال ي ص‬ ‫ص‬
‫دار( ‪ ،‬والحديث‬ ‫وال ل‬
‫س ص‬
‫فصر ه‬ ‫ةا ص‬ ‫في ال ي ص‬
‫ميرأ ه‬ ‫ق ص‬
‫ف ه‬ ‫ح ص‬
‫يء ء ص‬
‫ش ي‬ ‫ش ي‬
‫ؤما ه ص‬ ‫ال ل‬
‫يعطي بمفهومه أن ل شؤما في شيء ‪ ,‬لن معناه ‪ :‬لو كان‬
‫الشؤما ثابتا ا في شيء ما ‪ ,‬لكان في هذه الثلثة ‪ ,‬لكنه ليس‬
‫ثابتا ا في شيء أصل ا ‪ ,‬وعليه ‪ ,‬فما في بعض الروياتا بلفظ‬
‫‪ ) :‬الشؤما في ثلثة ( ‪ ,‬أو ‪) :‬إنما الشؤما في ثلثة ( ‪ ,‬فهو‬
‫اختصار وتصرف من بعض الرواةا ‪ ,‬والله أعلم ‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.442‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم أكل الحمار الهلي؟‬


‫الحمار الهلي وكل ذأي ناب من الوحوش حراما أكله ‪,‬‬
‫وليس مكروها ا فقط ‪ ,‬كما زاعم بعض المفسرين في هذا‬
‫العصر‪.‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.476‬‬

‫س(‪ -‬متى يجوزا الكذب؟‬


‫ن‬‫م ي‬ ‫ص ه‬
‫خ ص‬‫لقد ورد عن النبي صلىالله عليه وسلم انه )صر ل‬
‫ل‬
‫و ه‬ ‫و ص‬
‫ق ي‬ ‫س ص‬ ‫في ايل ه ي ص‬ ‫في ال ي ص‬ ‫في ث صصل ء‬ ‫ال يك ص ه‬
‫ن اللنا ه‬‫ح ب صي ي ص‬
‫صل ه‬ ‫و ه‬
‫ب ص‬
‫حير ه‬ ‫ث ه‬
‫ص‬
‫ب ه‬‫ذ ه‬
‫ه( ‪ .‬وفي رواية ‪ :‬حديث الرجل امرأته ‪,‬‬ ‫مصرأت ه ه‬
‫ل هل ي‬
‫ج ه‬‫اللر ه‬
‫وحديث المرأةا زاوجها( قال النووي ‪) :‬قال القاضي ‪ :‬ل‬
‫خلف في جوازا الكذب في هذه الصور ‪ ,‬واختلفوا في‬
‫المراد بالكذب المباح فيها ما هو ؟ فقالت طائفة ‪ :‬هو على‬
‫إطلقه ‪ ,‬وأجازاوا قول ما لم يكن في هذه المواضع‬
‫للمصلحة ‪ ,‬وقالوا ‪ :‬الكذب المذموما ما فيه مضرةا ‪ ,‬واحتجوا‬
‫بقول إبراهيم صلى الله عليه وسلم ‪) :‬بل فعله كبيرهم(‬
‫)وإني سقيم( وقوله ‪ :‬إنها أختي وقول منادي يوسف صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪) :‬أيتها العير إنكم لسارقون( قالوا ‪ :‬ول‬
‫خلف أنه لو قصد ظالم قتل رجل هو عنده مختف وجب‬
‫عليه الكذب في أنه ل يعلم أين هو ‪ ,‬وقال آخرون منهم‬
‫الطبري ‪ :‬ل يجوزا الكذب في شيء أصل ‪ .‬قالوا ‪ :‬وما جاء‬
‫من الباحة في هذا المراد به التورية ‪ ,‬واستعمال‬
‫المعاريض ‪ ,‬ل صريح الكذب ‪ ,‬مثل أن يعد زاوجته أن يحسن‬
‫إليها ويكسوها كذا ‪ ,‬وينوي إن قدر الله ذألك ‪ .‬وحاصله أن‬
‫يأتي بكلماتا محتملة ‪ ,‬يفهم المخاطب منها ما يطيب قلبه‬
‫‪ .‬وإذأا سعى في الصلح نقل عن هؤلء إلى هؤلء كلما‬
‫جميل ‪ ,‬ومن هؤلء إلى هؤلء كذلك وورى وكذا في الحرب‬
‫بأن يقول لعدوه ‪ :‬ماتا إمامكم العظم ‪ ,‬وينوي إمامهم‬
‫في الزامان الماضية ‪ :‬أو غدا يأتينا مدد أي طعاما ونحوه ‪.‬‬
‫هذا من المعاريض المباحة ‪ ,‬فكل هذا جائز ‪ .‬وتأولوا قصة‬
‫إبراهيم ويوسف وما جاء من هذا على المعاريض ‪ .‬والله‬
‫أعلم( ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ل يخفي على البصير أن قول الطائفة الولى هو‬
‫الرجح والليق بظواهر هذه الحاديث ‪ ,‬وتأويلها بما تأولته‬
‫الطائفة الخرى من حملها على المعاريض مما ل يخفى‬
‫بعده ‪ ,‬ل سيما في الكذب في الحرب ‪ ,‬فإنه أوضح من أن‬
‫يحتاج إلى التدليل على جوازاه ‪ ,‬ولذلك قال الحافظ في‬
‫الفتح ‪:‬‬
‫)قال النووي ‪ :‬الظاهر إباحة حقيقة الكذب في المور‬
‫الثلثة ‪ ,‬لكن التعريض أولى ‪ .‬وقال ابن العربي ‪ :‬الكذب‬
‫في الحرب من المستثنى الجائز بالنص وفقا بالمسلمين‬
‫لحاجتهم إليه وليس للعقل فيه مجال ‪ ,‬ولو كان تحريم‬
‫الكذب بالعقل ما انقلب حلل انتهى ‪ .‬ويقويه ما أخرجه‬
‫أحمد وابن حبان من حديث أنس في قصة الحجاج ابن‬
‫علط الذي أخرجه النسائي وصححه الحاكم في استئذانه‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عنه ما شاء لمصلحته‬
‫في استخلص ماله من أهل مكة وأذأن له النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬وإخباره لهل مكة أن أهل خبير هزموا‬
‫المسلمين وغير ذألك مما هو مشهور فيه( ‪ .‬انتهى كلما اللباني‬
‫من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.545‬‬
‫س(‪ -‬ما حكم صرف أثمان الضحايا والهدايا في‬
‫منى إلي الفقراء؟‬
‫لقد شاع بين الناس الذين يعودون من الحج التذمر البالغ مما يرونه‬
‫من ذأهاب الهدايا والضحايا في منى طعما ا للطيور والسباع‬
‫الوحوش‪ ،‬أو لقما ا للخنادق الضخمة التي تحفرها الجرفاتا اللية ثم‬
‫تقبرها فيها‪ ،‬حتى لقد حمل ذألك بعض المفتين الرسميين على‬
‫إفتاء بعض الناس بجوازا‪-‬بل وجوب‪ -‬صرف أثمان الضحايا والهدايا‬
‫في منى إلي الفقراء‪ ،‬او يشتري بها بديلها في بلد المكلفين بها‪،‬‬
‫ولست الن بصدد بيان ما في هذه الفتوى من الجور‪ ،‬ومخالفة‬
‫النصوص الموجبة لما استيسر من الهدي دون القيمة‪ ،‬وإنما غرضي‬
‫أن أنبه أن التذمر المذكور يجب أن يعلم أن المسؤول عنه إنما هم‬
‫المسلمون أنفسهم‪ ،‬لسباب كثيرةا ل مجال لذكرها الن‪ ،‬وإنما أذأكر‬
‫هنا سببا ا واحدا ا منها‪ ،‬وهو عدما اقتدائهم بالسلف الصالح رضي الله‬
‫عنهم في النتفاع من الهدايا‪:‬‬
‫بذبحهاو سلخها وتقطيعها‪ ،‬وتقديمها قطعا ا إلي الفقراء‪ ،‬والكل‬
‫منها‪ ،‬ثم إصلحها بطريقة فطرية؛ كتشريقه وتقديمه تحت أشعة‬
‫الشمس بعد تمليحه‪ ،‬أو طبخه مع التمليح الزائد ليصلح للدخار‪ ،‬أو‬
‫بطريقة أخرى عملية فنية إن تيسرتا‪ ،‬لو أن المسلمين صنعوا في‬
‫الهدايا هذا وغيره مما يمكن استعماله من السباب والوسائل؛‬
‫لزالت الشكوى بإذأن الله‪ ،‬ولكن إلى الله المشتكى من غالب‬
‫المسلمين الذين يحجون إلى تلك البلد المقدسة وهم في غاية‬
‫الجهل بأحكاما المناسك الواجبة‪ ،‬فضل ا عن غيرها من الداب‬
‫والثقافة السلمية العامة‪ .‬والله المستعان‪ .‬انتهى كلما اللباني من‬
‫السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.805‬‬

‫كتاب فضائل القرآن والدعية‬


‫والذأكار والرقى‬
‫س(‪ -‬ما حكم الذكر على الصورةا التي يفعلها‬
‫بعض أهل الطرق من التحلق والصياح في‬
‫الذكر؟‬
‫ص‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ه ص‬ ‫ل الل ل ه‬ ‫سو ص‬ ‫ن صر ه‬ ‫رو )أ ل‬ ‫م ء‬ ‫ع ي‬‫ن ص‬ ‫ه بي ه‬ ‫د الل ل ه‬ ‫عب ي ه‬‫حديث ص‬
‫ر‬
‫خي ي ء‬‫عصلى ص‬ ‫ما ص‬ ‫ه ص‬‫ل ك هصل ه‬ ‫قا ص‬ ‫ف ص‬ ‫ه ص‬ ‫د ه‬‫ج ه‬ ‫س ه‬ ‫م ي‬ ‫في ص‬ ‫ن ه‬ ‫سي ي ه‬ ‫جل ه ص‬ ‫م ي‬ ‫ملر ب ه ص‬ ‫م ص‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫ن‬ ‫وي صير ص‬ ‫ل‬ ‫ء ص‬ ‫ص‬ ‫ه ه‬ ‫ص‬ ‫ض ه‬ ‫ص‬
‫ما أ ي‬ ‫ص‬
‫غهبو ص‬ ‫ه ص‬ ‫ن الل ص‬ ‫عو ص‬ ‫في صدي ه‬ ‫ؤل ه‬ ‫ما ص‬ ‫هأ ل‬ ‫حب ه ه‬‫صا ه‬ ‫ن ص‬ ‫م ي‬ ‫ل ه‬ ‫ف ص‬ ‫ه ص‬ ‫حده ه‬ ‫وأ ص‬ ‫ص‬
‫ء‬
‫هؤل ه‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫ما ص‬ ‫ص‬ ‫ن ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ن ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫وأ ل‬ ‫م ص‬ ‫ه ي‬ ‫ع ه‬ ‫من ص ص‬ ‫شاءص ص‬ ‫وإ ه ي‬‫م ص‬ ‫ه ي‬ ‫عطا ه‬ ‫شاءص أ ي‬ ‫ه فإ ه ي‬ ‫إ هلي ي ه‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫ل‬‫ض ه‬ ‫ف ص‬ ‫مأ ي‬ ‫ه ي‬‫ف ه‬ ‫ل ص‬ ‫ه ص‬ ‫جا ه‬ ‫ن ال ي ص‬ ‫مو ص‬ ‫عل ذ ه‬ ‫وي ه ص‬‫م ص‬ ‫عل ي ص‬‫و ال ي ه‬ ‫هأ ي‬ ‫ق ص‬ ‫ف ي‬ ‫ن ال ي ه‬ ‫مو ص‬ ‫عل ل ه‬ ‫في صت ص ص‬ ‫ص‬
‫ما( ‪ ،‬قد اشتهر الحتجاج بهذا الحديث على‬ ‫عل ذ ا‬ ‫م ص‬ ‫ت ه‬ ‫عث ي ه‬ ‫ما ب ه ه‬ ‫وإ هن ل ص‬ ‫ص‬
‫مشروعية الذكر على الصورةا التي يفعلها بعض أهل‬
‫الطرق من التحلق والصياح في الذكر ‪ ,‬والتمايل يمنة‬
‫ويسرةا ‪ ,‬وأماما ا وخلفا ا مما هو غير مشروع باتفاق الفقهاء‬
‫المتقدمين ‪ ,‬ومع أن الحديث ل يصح ‪ ,‬فليس فيه هذا الذي‬
‫زاعموه ‪ ,‬بل غاية ما فيه جوازا الجتماع على ذأكر الله تعالى‬
‫‪ ,‬وهذا فيه أحاديث صحيحة في مسلم وغيره تغني عن هذا‬
‫الحديث ‪ ,‬وهي ل تفيد أيضا ا إل مطلق الجتماع ‪ ,‬أما ما‬
‫يضاف إليه من التحلق ‪ ,‬وما قرن معه من الرقص ‪ ,‬فكله‬
‫بدع وضللتا تتنزه الشرع عنها‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.11‬‬

‫س(‪ -‬ما كيفية عد الذكر؟‬


‫حديث )كان يسبح بالحصى( حديث موضوع يخالف ما ثبت‬
‫عن عبد الله بن عمرو ‪ ,‬قال ‪" :‬رأيت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه" ‪ ,‬و ثبت عند أبي داود‬
‫أيضا و غيره ‪ ,‬أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر النساء‬
‫أن يعقدن بالنامل و قال ‪ " :‬فإنهن مسؤولتا مستنطقاتا‬
‫" ‪ ,‬و صححه الحاكم و الذهبي‪.‬‬
‫فهذا هو السنة في عد الذكر المشروع عده‪ ,‬إنما هو باليد ‪,‬‬
‫و باليمنى فقط ‪ ,‬فالعد باليسرى أو باليدين معا ‪ ,‬أو‬
‫بالحصى كل ذألك خلف السنة ‪ ,‬و لم يصح في العد بالحصى‬
‫فضل عن السبحة شيء ‪ ,‬خلفا لما يفهم من " نيل الوطار‬
‫" و " السنن و المبتدعاتا " و غيرهما ‪ ,‬و قد بسطت القول‬
‫في ذألك في رسالتنا " الرد على التعقيب الحثيث " ‪,‬‬
‫فليرجع إليها من شاء التوسع في ذألك ‪ ,‬و استرواح بعض‬
‫المعاصرين إلى الستدلل بعموما حديث " النامل " و غيره‬
‫غفلة منه ‪ ,‬لنه عموما لم يجر العمل به ‪ ,‬و تجاهل منه‬
‫لحديث العقدةا باليمين ‪ ,‬ل يليق بمن كان من أهل العلم ‪,‬‬
‫فتنبه و ل تكن من الغافلين‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.1002‬‬

‫س(‪ -‬هل يدوما النزول اللهي إلى انقضاء صلةا‬


‫الصبح أو إلى طلوع الفجر؟‬
‫م "ينزل الله كل ليلة إلى السماء‬‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫قوله ص‬
‫الدنيا ‪ ،‬حين يبقى ثلث الليل الخر ‪ ،‬فيقول ‪ :‬من يدعوني‬
‫فأستجيب له ‪ ،‬من يسألني فأعطيه ‪ ،‬من يستغفرني فأغفر‬
‫له ؟" ‪ .‬وهو حديث صحيح متواتر ‪ ،‬جاء عن جمع من‬
‫الصحابة ‪ ،‬خرجت قسما طيبا منها في "الرواء" ‪ ،‬و‬
‫"صحيح أبي داود" ‪ ،‬زااد بعضهم ‪" :‬حتى ينفجر )وفي رواية‬
‫‪ :‬يطلع( الفجر" ‪ .‬وقد كنت قلت في "التعليقاتا الجياد‬
‫على زااد المعاد" ‪" :‬لكن معظم الرواةا اتفقوا على أنه يدوما‬
‫إلى طلوع الفجر كما قال الحافظ في "الفتح" ‪ ،‬وأما‬
‫دوامه إلى صلةا الفجر ‪ ،‬فلم أجد رواية صريحة تؤيد ذألك‪.‬‬
‫انتهى كلما اللباني من كتاب تماما المنة‪.‬‬

‫س(‪ -‬هل الفضل للمسلم ان يدعو الله عند‬


‫نزول المصيبة اما يقول حسبي من سؤالي‬
‫علمه بحالي؟‬
‫حديث )حسبي من سؤالي علمه بحالي( ل أصل له ‪،‬وقد‬
‫أورده بعضهم من قول إبراهيم عليه الصلةا والسلما ‪ ,‬وهو‬
‫من السرائيلياتا ‪ ,‬ول أصل له في المرفوع ‪ ,‬وقد ذأكره‬
‫البغوي في تفسير سورةا النبياء مشيرا ا لضعفه ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫)روي عن كعب الحبار أن إبراهيم عليه الصلةا والسلما‬
‫‪....‬لما رموا به في المنجنيق إلى النار استقبله جبريل ‪,‬‬
‫فقال ‪ :‬يا إبراهيم ألك حاجة ؟ قال ‪ :‬أما إليك فل ‪ .‬قال‬
‫جبريل ‪ :‬فسل ربك ‪ .‬فقال إبراهيم ‪ :‬حسبي من سؤالي‬
‫علمه بحالي( ‪.‬‬
‫وقد أخذ هذا المعنى من صنف في الحكمة على طريقة‬
‫الصوفية ‪ ,‬فقال ‪) :‬سؤالك منه – يعني الله تعالى – اتهاما‬
‫له( ‪.‬‬
‫وهذه ضللة كبري ‪ ,‬فهل النبياء صلواتا الله عليهم‬
‫متهمين لربهم حين سألوه مختلف السئلة ؟ فهذا إبراهيم‬
‫من ذأهذري لهتي‬ ‫س ص‬ ‫ص‬
‫ت ه‬ ‫كن ه‬ ‫عليه الصلةا والسلما يقول ‪) :‬لرب لصنا إ هذني أ ي‬
‫صل صةاص‬ ‫موا ي ال ل‬ ‫قي ه‬ ‫حلرما ه صرب لصنا ل هي ه ه‬ ‫م ص‬‫ك ال ي ه‬ ‫عندص ب صي يت ه ص‬‫ع ه‬ ‫ر ص هذأي صزاير ء‬ ‫د ص‬
‫غي ي ه‬ ‫وا ء‬ ‫به ص‬
‫تا‬
‫مصرا ه‬ ‫ن الث ل ص‬ ‫م ص‬ ‫هم ذ‬ ‫ق ه‬ ‫وايرهزا ي‬ ‫م ص‬ ‫ه ي‬ ‫ص‬ ‫لأ ي‬ ‫ع ي‬ ‫ص‬
‫وي إ هلي ي ه‬ ‫ه ه‬
‫س تص ي‬ ‫ن اللنا ه‬ ‫م ص‬ ‫فئ هدصةاا ذ‬ ‫ج ص‬ ‫فا ي‬
‫ن( إبراهيم ‪ , 41-37‬إلى آخر الياتا ‪ ,‬وكلها أدعية ‪,‬‬ ‫شك ههرو ص‬ ‫م يص ي‬ ‫ه ي‬ ‫عل ل ه‬ ‫لص ص‬
‫وأدعية النبياء في الكتاب والسنة ل تكاد تحصى ‪ ,‬والقائل‬
‫المشار إليه قد غفل عن كون الدعاء الذي هو تضرع‬
‫والتجاء إلى الله تعالى عبادةا عظيمة ‪ ,‬وبغض النظر عن‬
‫م‬‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ماهية الحاجة المسؤةالة ‪ ,‬ولهذا قال ص‬
‫‪):‬الدعاء هو العبادةا(صحيح ‪.‬‬
‫ص‬
‫ن‬
‫م إه ل‬ ‫ب ل صك ه ي‬ ‫ج ي‬ ‫ست ص ه‬ ‫عوهني أ ي‬ ‫م ادي ه‬ ‫ل صرب لك ه ه‬ ‫قا ص‬ ‫و ص‬ ‫ثم تل قوله تعالى ‪ ) :‬ص‬
‫رين(غافر ‪.60‬‬ ‫خ ه‬ ‫دا ه‬ ‫م ص‬ ‫هن ل ص‬ ‫ج ص‬ ‫ن ص‬ ‫خهلو ص‬ ‫سي صدي ه‬ ‫عصبادصهتي ص‬ ‫ن ه‬ ‫ع ي‬‫ن ص‬ ‫ست صك يب ههرو ص‬ ‫ن يص ي‬ ‫ذي ص‬ ‫ال ل ه‬
‫ذألك لن الدعاء يطهر عبودية العبد لربه ‪ ,‬وحاجته إليه ‪,‬‬
‫ومسكنته بين يديه ‪ ,‬فمن رغب عن دعائه ‪ ,‬فكأنه رغب عن‬
‫عبادته سبحانه وتعالى ‪ ,‬فل جرما جاءتا الحاديث متضافرةا‬
‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫في المر به ‪ ,‬والحض عليه ‪ ,‬حتى قال ص‬
‫م )من ل يدع الله ‪ ,‬يغضب عليه(حديث حسن ‪.‬‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ص‬
‫قالت عائشة رضي الله عنها ‪):‬سلوا الله كل شيء ‪ ,‬حتى‬
‫الشسع ‪ ,‬فإن الله عز وجل ‪ ,‬إن لم ييسره لم يتيسر(حسن‬
‫‪.‬‬
‫وبالجملة ‪ ,‬فهذا الكلما المعزو لبراهيم عليه الصلةا‬
‫والسلما ل يصدر من مسلم يعرف منزلة الدعاء في‬
‫السلما ‪ ,‬فكيف يصدر ممن سمانا المسلمين؟ انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.21‬‬

‫س(‪ -‬هل يسمع الرسول صلى الله عليه وسلم‬


‫كل من صلى عليه يوما الجمعة؟‬
‫قال الشيخ ابن تيمية‪) :‬فإن هذا لم يقله أحد من أهل العلم‬
‫‪ ,‬ول يعرف في شيء من الحديث ‪ ,‬وإنما يقوله بعض‬
‫المتأخرين الجهال ‪ ,‬يقولون ‪] :‬انه ليلة الجمعة ويوما‬
‫الجمعة ‪ ,‬يسمع بأذأنيه صلةا من يصلي عليه[ فالقول إنه‬
‫يسمع ذألك من نفس المصلين عليه باطل ‪ ,‬وإنما في‬
‫الحاديث المعروفة أنه يبلغ ذألك ‪ ,‬ويعرض عليه ‪ ,‬وكذلك‬
‫السلما تبلغه إياه الملئكة(‪.‬‬
‫صللى الل ل ه‬
‫ه‬ ‫قلت ‪ :‬ويؤيد بطلن قول أولئك الجهال قوله ص‬
‫م ‪) :‬أكثروا علي من الصلةا يوما الجمعة ‪ ,‬فإن‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫ص‬
‫صلتكم تبلغني‪(......‬الحديث ‪ ,‬وهو صحيح ‪ ,‬فإنه صريح في‬
‫أن هذه الصلةا يوما الجمعة تبلغه ول يسمعها من المصلي‬
‫سل ل ص‬
‫م‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬ ‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫عليه ص‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.203‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم رقية المسلم لخيه المسلم؟‬


‫سو ه‬
‫ل‬ ‫هى صر ه‬ ‫فن ص ص‬ ‫ب ص‬ ‫قصر ه‬ ‫ع ي‬‫ن ال ي ص‬ ‫م ي‬ ‫قي ه‬ ‫ل ي صير ه‬ ‫خا ء‬ ‫ن هلي ص‬ ‫كا ص‬ ‫ل ص‬ ‫قا ص‬ ‫ر ص‬ ‫جاب ه ء‬‫ن ص‬ ‫ع ي‬ ‫ص‬
‫ص‬
‫ل صيا‬ ‫قا ص‬ ‫ف ص‬‫فأصتاهه ص‬ ‫ل ص‬ ‫قا ص‬ ‫قى ص‬ ‫ن اللر ص‬ ‫ع ي‬ ‫م ص‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫ه ص‬ ‫الل ل ه‬
‫ب‬
‫قصر ه‬ ‫ن ال ي ص‬
‫ع ي‬ ‫م ي‬ ‫قي ه‬ ‫وأ صصنا أ صير ه‬ ‫قى ص‬ ‫ن اللر ص‬ ‫ع ي‬ ‫ت ص‬ ‫هي ي ص‬‫ك قد ن ص ص‬ ‫ل الل ل ه‬
‫ه إ هن ل ص‬ ‫سو ص‬ ‫صر ه‬
‫ي‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫ل( ‪ ،‬وفي‬ ‫ع ي‬ ‫ف ص‬ ‫فلي ص ي‬ ‫خاهه ص‬ ‫عأ ص‬ ‫ف ص‬ ‫ن ي صن ي ص‬ ‫مأ ي‬ ‫من يك ه ي‬
‫ع ه‬ ‫ست صطا ص‬ ‫نا ي‬ ‫م ي‬ ‫ل ) ص‬ ‫قا ص‬ ‫ف ص‬ ‫ص‬
‫الحديث استحباب رقية المسلم لخيه المسلم بما ل بأس‬
‫به من الرقى ‪ ,‬وذألك ما كان معناه مفهوما ا مشروعا ا ‪ ,‬وأما‬
‫الرقى بما ل يعقل معناه من اللفاظ ‪ ,‬فغير جائز ‪ ,‬قال‬
‫المناوي ‪" :‬وقد تمسك ناس بهذا العموما ‪ ,‬فأجازاوا كل‬
‫رقية جربت منفعتها ‪ ,‬وإن لم يعقل معناها ‪ ,‬لكن دل حديث‬
‫عوف الماضي أن ما يؤدي إلى شرك يمنع ‪ ,‬وما ل يعرف‬
‫معناه ل يؤمن أن يؤدي إليه ‪ ,‬فيمنع احتياطاا"‪.‬‬
‫م لم يسمح‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫قلت ‪ :‬ويؤيد ذألك أن النبي ص‬
‫لل عمرو بن حزما بأن يرقي إل بعد أن اطلع على صفة‬
‫الرقية ‪ ,‬ورآها مما ل باس به ‪ ,‬بل إن الحديث بروايته‬
‫الثانية من طريق أبي سفيان نص في المنع مما ل يعرف‬
‫م نهى نهيا ا عاما ا أول‬ ‫سل ل ص‬ ‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫من الرقى ‪ ,‬لنه ص‬
‫المر ثم رخص فيما تبين أنه ل باس به من الرقى ‪ ,‬وما ل‬
‫يعقل معناه منها ل سبيل إلى الحكم عليها بأنه ل بأس بها‬
‫‪ ,‬فتبقى في عموما المنع ‪ ,‬فتأمل‪.‬‬
‫وأما السترقاء – وهو طلب الرقية من الغير – فهو وإن‬
‫كان جائزا ا ‪ ,‬فهو مكروه ‪ ,‬كما يدل عليه حديث ‪) :‬هم الذين‬
‫ل يسترقون ‪ ....‬ول يكتوون ول يتطيرون ‪ ,‬وعلى ربهم‬
‫يتوكلون( متفق عليه‪.‬‬
‫وأما ما وقع من الزيادةا في رواية لمسلم ‪) :‬هم الذين ]ل‬
‫يرقون و[ يسترقون ‪ , (...‬فهي زايادةا شاذأةا ‪ ,‬ول مجال‬
‫لتفصيل القول في ذألك الن من الناحية الحديثية ‪ ,‬وحسبك‬
‫أنها تنافي ما دل عليه هذا الحديث من استحباب الترقية ‪,‬‬
‫وبالله التوفيق‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم‬
‫‪.472‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم الكتواء والسترقاء؟‬


‫ص‬
‫وك ل ه‬
‫ل( ‪،‬‬ ‫ن الت ل ص‬
‫م ص‬ ‫ر ص‬
‫ئ ه‬ ‫ف ص‬
‫قدي ب ص ه‬ ‫قى ص‬
‫ست صير ص‬
‫وا ي‬ ‫ن اك يت ص ص‬
‫وى أ ه‬ ‫م ه‬
‫في حديث ) ص‬
‫كراهة الكتواء والسترقاء ‪ :‬أما الول ‪ ,‬فلما فيه من‬
‫التعذيب بالنار ‪ ,‬وأما الخر ‪ ,‬فلما فيه من الحتياج إلى‬
‫الغير فيما الفائدةا فيه مظنونة غير راجحة ‪ ,‬ولذلك كان من‬
‫صفاتا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم ل يسترقون‬
‫ول يكتوون ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ‪ ,‬كما في‬
‫حديث ابن عباس عند الشيخين ‪ ,‬وزااد مسلم في روايته‬
‫فقال ‪ :‬ل يرقون ول يسترقون ‪ ,‬وهي زايادةا شاذأةا كما‬
‫بينته فيما علقته على كتابي مختصر صحيح مسلم‪ .‬انتهى كلما‬
‫اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.244‬‬

‫س(‪ -‬ما هي الرقى والتمائم وهل تعليق النعل‬


‫على الفرس او على باب الدار من الرقى؟‬
‫الرقى ‪ :‬هي كل ما فيه الستعاذأةا بالجن أو ل يفهم معناها‬
‫مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتابهم لفظة )يا‬
‫كبيكج( لحفظ الكتب من الرضة زاعموا‪.‬‬
‫والتمائم ‪ :‬جمع تميمة ‪ ,‬وأصلها خرزااتا تعلقها العرب على‬
‫رأس الولد لدفع العين ‪ ,‬ثم توسعوا فيها ‪ ,‬فسموا بها كل‬
‫عوذأةا‪.‬‬
‫ومن ذألك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار ‪ ,‬أو‬
‫في صدر المكان ‪ ,‬وتعليق بعض السائقين نعل ا في مقدمة‬
‫السيارةا أو مؤخرتها ‪ ,‬أو الخرزا الزارق على مرآةا السيارةا‬
‫التي تكون أماما السائق من الداخل ‪ ,‬كل ذألك من أجل‬
‫العين زاعموا‪.‬‬
‫وهل يدخل في ‪ -‬التمائم – الحجب التي يعلقها بعض الناس‬
‫على أولدهم أو على أنفسهم إذأا كانت من القرآن أو‬
‫م ؟ للسلف‬ ‫سل ل ص‬
‫و ص‬ ‫عل صي ي ه‬
‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬
‫ه ص‬ ‫الدعية الثابتة عن النبي ص‬
‫في ذألك قولن ‪ ,‬أرجحهما عندي المنع ‪ ,‬كما بينته فيما‬
‫علقته على الكلم الطيب لشيخ السلما ابن تيمية‪.‬‬
‫والتولة ‪ :‬بكسر التاء وفتح الواو ‪ ,‬ما يحبب المرأةا إلى‬
‫زاوجها من السحر وغيره ‪ ,‬قال ابن الثير ‪) :‬جعله من‬
‫الشرك لعتقادهم أن ذألك يؤثر ويفعل خلف ما قدره الله‬
‫تعالى(‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.331‬‬

‫س(‪ -‬ما حكم سؤال شئ من أمور الدنيا بوجه‬


‫الله تعالى؟‬
‫ل‬‫قا ص‬ ‫قل يصنا ب صصلى ص‬ ‫زال ه‬ ‫من ي ه‬ ‫س ص‬ ‫ر اللنا ه‬ ‫خي ي ه‬ ‫م به ص‬ ‫خب ههرك ه ي‬ ‫في حديث )أ صصل أ ه ي‬
‫ل اللله‬ ‫س ص‬ ‫ل ممسك برأ ي‬ ‫ج ء‬
‫سهبي ه‬ ‫في ص‬ ‫سه‪-‬أو قال فرس‪ -‬ه‬ ‫فصر ه‬ ‫ه‬ ‫ص ه ص‬ ‫صر ه‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫قلصنا ‪:‬‬ ‫ه؟ ه‬ ‫ذي ي صهلي ه‬ ‫م هبال ه‬ ‫خب ههرك ه ي‬ ‫وأ ي‬ ‫ل ‪ .‬قال ‪ -‬ص‬ ‫قت ص ص‬ ‫و يه ي‬ ‫تا أ ي‬ ‫مو ص‬ ‫حلتى ي ص ه‬ ‫ص‬
‫م‬
‫قي ه‬ ‫ب ‪ ,‬يه ه‬ ‫ع ء‬‫ش ي‬‫في ه‬ ‫ل ه‬ ‫ز ء‬‫عت ص ه‬
‫م ي‬ ‫ل ‪ :‬امرؤ ه‬ ‫قا ص‬ ‫ه ص‬ ‫ل‬
‫ل الل ه‬ ‫سو ص‬ ‫م صيا صر ه‬ ‫ع ي‬ ‫نص ص‬
‫ه‬
‫م‬‫خب ههرك ه ي‬ ‫فأ ي‬ ‫س ‪ ,‬قال ‪ :‬ص‬ ‫ل اللنا ه‬ ‫ز ه‬ ‫عت ص ه‬
‫وي ص ي‬ ‫كاةاص ‪ ,‬ص‬ ‫ؤهتي اللز ص‬ ‫وي ه ي‬‫صصلةاص ‪ ,‬ص‬ ‫ال ل‬
‫ذي‬ ‫ل‬
‫ل ال ه‬ ‫قا ص‬‫ه ص‬ ‫ل‬
‫ل الل ه‬ ‫سو ص‬ ‫م صيا صر ه‬ ‫ع ي‬ ‫قلصنا ن ص ص‬ ‫ي‬ ‫شذر اللناس منزلة ؟ ه‬ ‫به ص‬
‫ص‬
‫ه( تحريم سؤال شئ من‬ ‫طي ب ه ه‬ ‫ع ه‬ ‫وصل ي ه ي‬ ‫ه العظيم ص‬ ‫ل هبالل ل ه‬ ‫سأ ه‬ ‫يه ي‬
‫أمور الدنيا بوجه الله تعالى ‪ ,‬وتحريم عدما إعطاء من سأل‬
‫به تعالى‪.‬‬
‫قال السندي في حاشية على النسائي ‪) :‬الذي يسأل بالله‬
‫على بناء الفاعل أي الذي يجمع بين القبيحتن أحدهما‬
‫السؤال بالله والثاني عدما العطاء لمن يسأل به تعالى فما‬
‫يراعي حرمة اسمه تعالى في الوقتين جميعا وأما جعله‬
‫مبنيا للمفعول فبعيد إذأ ل صنع للعبد في أن يسأله السائل‬
‫بالله فل وجه للجمع بينه وبين ترك العطاء في هذا‬
‫المحل(‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ومما يدل على تحريم عدما العطاء لمن يسأل به‬
‫تعالى حديث ابن عمر )من استعاذأكم بالله ؛ فأعيذوه ‪،‬‬
‫ومن سألكم بالله ؛ فأعطوه ‪ ،‬ومن دعاكم ؛ فأجيبوه ‪،‬‬
‫]ومن استجار بالله ؛ فأجيروه[ ‪ ،‬ومن أتى إليكم معروفا ؛‬
‫فكافئوه ‪ ،‬فإن لم تجدوا ؛ فادعوا الله له حتى تعلموا أن قد‬
‫كافأتموه( ‪ ,‬وحديث ابن عباس مرفوعا ا )من استعاذأ بالله‬
‫فأعيذوه ‪ ,‬ومن سألكم بوجه الله فأعطوه( ‪ ,‬ويدل على‬
‫تحريم السؤال به تعالى حديث ‪) :‬ل يسأل بوجه الله إل‬
‫الجنة( ‪ ,‬ولكنه ضعيف السناد ‪ ,‬كما بينه المنذري وغيره ‪,‬‬
‫ولكن النظر الصحيح يشهد له ‪ ,‬فإنه إذأا ثبت وجوب العطاء‬
‫لمن سأل به تعالى كما تقدما ‪ ,‬فسؤال السائل به قد‬
‫يعرض المسؤول للوقوع في المخالفة ‪ ,‬وهي عدما إعطائه‬
‫إياه ما سأل ‪ ,‬وهو حراما ‪ ,‬وما أدى إلى محرما فهو حراما ‪,‬‬
‫فتأمل‪.‬‬
‫ولقد كره عطاء أن يسأل بوجه الله أو بالقرآن شئ من‬
‫أمور الدنيا‪.‬‬
‫ووجوب العطاء إنما هو إذأا كان المسؤول قادرا ا على‬
‫العطاء ‪ ,‬ول يلحقه ضرر به أو بأهليه ‪ ,‬وإل ‪ ,‬فل يجب عليه‬
‫‪ ,‬والله أعلم‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.255‬‬

‫س(‪ -‬هل ثبت ان القران سوف يرفع في اخر‬


‫الزمن؟‬
‫س‬
‫ثبت عن النبي عليه الصلةا والسلما انه قال )ي صديهر ه‬
‫وصل‬ ‫ما ص‬ ‫صصيا ء‬ ‫ما ه‬ ‫حلتى صل ي هديصرى ص‬ ‫ب ص‬ ‫و ه‬ ‫ي الث ل ي‬ ‫ش ه‬ ‫و ي‬‫س ص‬ ‫ما ي صديهر ه‬ ‫ما ك ص ص‬ ‫سصل ه‬ ‫ايل ه ي‬
‫ج ل‬
‫ل‬ ‫و ص‬ ‫علز ص‬ ‫ه ص‬ ‫ب الل ل ه‬ ‫عصلى ك هصتا ه‬ ‫سصرى ص‬ ‫ول صي ه ي‬ ‫ة ص‬ ‫ق ء‬ ‫صدص ص‬ ‫وصل ص‬ ‫ك ص‬ ‫س ء‬ ‫وصل ن ه ه‬ ‫صصلةاء ص‬ ‫ص‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫وا‬ ‫ص‬ ‫ط‬ ‫قى‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫قى‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ل‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫ة‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ي‬‫ص‬ ‫ل‬ ‫في‬
‫ص ه ه ه ي‬ ‫ي ه ه ي ه ص ء ص ص ي‬ ‫ه‬ ‫ص ي‬ ‫ي ء‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫جوهزا ي ص ه‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫شي ي ه‬ ‫س ال ل‬
‫ذ ه‬ ‫ه ه‬‫على ص‬ ‫ن أديصركصنا آصباءصصنا ص‬ ‫قولو ص‬ ‫ع ه‬ ‫وال ص‬ ‫خ الكهبيهر ص‬ ‫اللنا ه‬
‫ها(‬ ‫قول ه ص‬ ‫ن نص ه‬‫ح ه‬ ‫فن ص ي‬ ‫ه ص‬ ‫ه إ هلل الل ل ه‬ ‫ة صل إ هل ص ص‬ ‫م ه‬ ‫ال يك صل ه ص‬
‫في هذا الحديث نبأ خطير ‪ ,‬وهو أنه سوف يأتي يوما على‬
‫السلما يمحى أثره ‪ ,‬وعلى القرآن فيرفع ‪ ,‬فل يبقى منه‬
‫ول آية واحدةا ‪ ,‬وذألك ل يكون إل بعد أن يسيطر السلما‬
‫على الكرةا الرضية جميعها ‪ ,‬وتكون كلمته فيها هي العليا ‪,‬‬
‫ص‬
‫سول ص ه‬
‫ه‬ ‫ل صر ه‬ ‫س ص‬ ‫ذي أير ص‬ ‫و ال ل ه‬ ‫ه ص‬‫كما هو نص قول الله تبارك وتعالى ) ه‬
‫ه(التوبة ‪ . 33‬وكما‬ ‫ن ك هل ذ ه‬ ‫دي ه‬ ‫عصلى ال ذ‬ ‫هصرهه ص‬ ‫ي‬
‫ق ل هي هظ ه‬ ‫ح ذ‬ ‫ن ال ي ص‬ ‫دي ه‬ ‫و ه‬ ‫دى ص‬ ‫ه ص‬ ‫هبال ي ه‬
‫م ذألك في أحاديث‬ ‫سل ل ص‬‫و ص‬ ‫ه ص‬ ‫عل صي ي ه‬ ‫ه ص‬ ‫صللى الل ل ه‬ ‫شرح رسول الله ص‬
‫كثيرةا سبق ذأكر بعضها‪.‬‬
‫وما رفع القرآن الكريم في آخر الزمان ‪ ,‬إل تمهيدا ا لقامة‬
‫الساعة على شرار الخلق ‪ ,‬الذين ل يعريفون شيئا ا من‬
‫السلما البتة ‪ ,‬حتى ول توحيده‪ .‬انتهى كلما اللباني من السلسلة‬
‫الضعيفة الحديث رقم ‪.87‬‬

You might also like