Professional Documents
Culture Documents
قال تع الى :ﵟَّم ا َفَّر ۡط َنا ِفي ٱۡل ِكَٰت ِب ِم ن َش ۡي ٖۚء ﵞ[ 1األنع ام ،]38:وق ال تع الى:
ﵟَو َنَّز ۡل َنا َع َلۡي َك ٱۡل ِك َٰت َب ِتۡب َٰي ٗن ا ِّلُك ِّل َش ۡي ٖء ﵞ[ 2النحل.]89:
وقال ﷺ(( :ستكون فتن)) ،قيل :وما المخرج منه ا؟ ق ال(( :كت اب هللا ،في ه نب أ م ا
قبلكم ،و خبر ما بعدكم ،وحكم ما بينكم )) .أخرجه الترمذّي و غيره.
وأخرج سعيد بن منصور ،عن ابن مسعود قال(( :من أراد العلم فعليه ب القرآن ،فإن ه خ بر
األولين واآلخرين)) قال البيهقّى :يعني أصول العلم.
وأخ رج ال بيهقى عن الحس ن ،ق ال أن زل مائ ة وأربع ة كتب ،أودع علومه ا أربع ة منه ا:
الـتوراة ،واإلنجيل والفرقان ،ثم أودع علوم الثالثة الفرقان.
وقال اإلمام الشافعى رضي هللا عنه :جميع ما تقول األمة شرح للسنة ،وجميع السنة شرح
للقرآن.
وقال أيًض ا :جميع ما حكم به النبى ﷺ ،فهو فهمه من القرآن.
قلت :ويؤيد هذا قوله ﷺ(( :إّني ال أِح ّل إاَّل ما أحّل هللا ،وال أحِّر م إاَّل ما ح ّر م هللا في
كتابه))؛ أخرجه بهذا اللفظ الشافعّى في األم.
ﵟَّم ا َفَّر ۡط َناﵞ تركنا ﵟِفي ٱۡل ِكَٰت ِبﵞ اللوح المحفوظ ﵟِم نﵞ زائدة 1
2قوله :ﵟِتۡب َٰي ٗن اﵞ أى بياًنا شافًيا بليًغ ا ،ألن زيادة البناء ،تدل على زيادة المعنى .قوله:
ﵟ ِّلُك ِّل َش ۡي ٖء ﵞ محت اج إليه من أم ر الش ريعة .إن قلت :إن ا نج د كث يًرا من أحكام
الشريعة ،لم يعلم من القرآن تفصياًل ،كعدد الركعات الصالة ،ونصاب الزك اة وغ ير ذل ك ،فكيف
يق ول هّللا تبياًن ا لكل شيء؟ أجيب :ب أن البيان ،إم ا فى ذات الكت اب ،أو بإحالت ه على الس نة ،أو
اإلجماع أو القياس( .حاشية الصاوى ص .)285
و قال سعيد بن جبير :م ا بلغ ني ح ديث عن رس ول هّللا ﷺ على وجه ه إاّل وج دت
مصادقه في كتاب هّللا .
وقال ابن مسعود :إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتص ديقه من كت اب هّللا تع الى؛ أخرجهم ا ابن
أبى حاتم.
وقال اإلمام الشافعّى أيًضا :ليست تنزل بأحٍد فى ال دين نازل ة إاّل فى كت اب هّللا ال دليل على
سبيل الهدى فيها ،فإن قيل :من األحكام ما ثبت إبتداء بالسّنة ،قلنا ذلك م أخوذ من الكت اب هّللا
الحقيقة؛ ألن كتاب هّللا أوجب علينا اّتباع الرسول ﷺ ،وفرض علينا األخذ بقوله.
وقال الشافعّى مرة بمكة :سلونى عّم ا شئتم أخبركم عنه فى كتاب هّللا فقيل له :م ا تق ول فى
المحرم يقتل الزنبور؟ فقالِ :بۡس ِم ٱِهَّلل ٱلَّر ۡح َٰم ِن ٱلَّر ِح يِم ﵟَو َم ٓا َء اَتٰى ُك ُم ٱلَّرُسوُل َفُخ ُذ وُه َو َم ا
َنَهٰى ُك ۡم َع ۡن ُه َفٱنَتُهوْۚا ﵞ
وحدثنا سفيان بن عيينة ،عن عبد الملك بن عم ير ،عن ربعّى بن ِح راش ،عن ُحذيف ة ابن
اليمان ،عن النبّى ﷺ أنه قال(( :اقتدوا باللَذ ْين من بعدى :أبو بكر و عمر))
وحدثنا سفيان ،عن مسعر بن ِكدام ،عن قيس بن مسلم ،عن طارق بن شهاب ،عن عمر
بن الخطاب :أنه أمر بقتل المحرم الزنبور
و أخ رج البخ ارّى ،عن ابن مس عود ،أن ه ق ال(( :لعن هّللا الواِش مات ،و المتوّش مات،
المتنّم صاد ،و المتفّلجات للحسن ،المغّيرات خْلق هّللا تعالى))؛ فبلغ ذلك ام رأة من ب نى أس د،
فقالْت له :إنه بلغنى أنك كيت و كيت! و م ا لى ال ألعن َم ْن لعن رس ول هّللا ﷺ ،و ه و
فى كتاب هّللا تعالى! فقالت :لقد قرأت بين الّلوحين فما وجدت فيه كم ا تق ول؛ ق ال :لئن كنت
ا َن ٰى ُك ۡم ۡن َفٱنَتُهوْۚا
قرأتيه لقد وجدِتيه ،أم ا ق رأت :ﵟَو َم ٓا َء اَتٰى ُك ُم ٱلَّرُسوُل َفُخ ُذ وُه َو َم َه َع ُه
ﵞ! قالت :بلى ،قال :فإنه قد نهى عنه
حكى ابن ُس َر اقة فى كتاب اإلعجاز ،عن بكر بن مجاهد ،أنه قال يوًم ا :ما شىء فى الع الم
إاّل هو فى كتاب هّللا ،فقيل له :فأين ذكر الخانات فيه؟ فقال فى قوله :ﵟَّلۡي َس َع َلۡي ُك ۡم ُجَناٌح
َأن َتۡد ُخ ُلوْا ُبُيوًتا َغ ۡي َر َم ۡس ُك وَنٖة ِفيَها َم َٰت ٞع َّلُك ۚۡم ﵞ [النور ]29:فهى الخانات.
قال ابن بّر جان :ما قال النبّى ﷺ من شىء فهو فى القرآن به أو فيه أصله ،قُرب أو
بُعد ،فِهمه من فهمه ،و عمه من عمه ،و كذا كّل ما حكم أو قضى ،و إنم ا ي درك الط الب من
ذلك بقدر اجتهاده ،و بذل وسعه ،و مقدار فهمه.
و قال غيره :ما من شىء ااّل يمكن استخراجه من القرآن لمن فّهمه هّللا ،حتى إن بعضهم
استنبط عمر الن بّى ﷺ ثالًث ا وس تين س نة من قول ه فى س ورة المن افقون :ﵟَو َلن
ُيَؤ ِّخ َر ٱُهَّلل َنۡف ًسا ِإَذ ا َج ٓاَء َأَج ُلَهۚا ﵞ [المنافقون ]11:فإنها رأس ثالث وستين سورة ،و عّقبها
بالتغابن ليظهر التغابن فى فقده.
وقال ابن أبى الفضل المرسّى فى تقسيره :جمع القرآن علوَم األَّو لين واآلخ رين ،بحيث لم
ُيِح ط به ا علًم ا حقيق ة إاَّل المتكِّلم به ا ثم رس وُل هّللا ﷺ ،خال م ا اس تأثر ب ه س بحانه
وتعالى؛ ثم ورث ذلك عنه معظم الس اداُت الص حابة ،وأعالُم هم ،مث ل الخلف اء األربع ة وابن
مسعود وابن عباس ،حتى قال :لو ضاع لى ِع قال بعير لوجدته فى كتاب هّللا تع الى ،ثم ورث
عنهم التابعون بإحسان ،ثم تقاصرت الهمم ،وَفَترت العزائم ،وتضاءل أهل العلم ،وضعفوا ما
حمل من حمله الص حابة والت ابعون من علوم ه ،وس ائر فنون ه ،فاعتنى ق وم بضبط لغات ه
وتحرير كلماته ،ومعرفة مخ ارج حروفه وعددها ،وعدد كلمات ه وآيات ه وس وره وأحزاب ه
وأرباعه ،وعدد س جداته ،و تعليم عن د ك ل عش ر آي ات ،إلى غ ير ذل ك من حص ر الكلم ات
المتشابهات ،واآلي ات المتماثلة؛ من غ ير تع رض لمعان ه ،وال ت ّد بر لم ا أودع فيه ،فس ّم وا
القراء.
واعت نى النح اة ب المعرب والمبنّى من األس ماء واألفع ال والح روف العاملة وغيره ا،
وأوسعوا الكالم فى األسماء وتوابعه ا وض روب األفع ال ،والالزم والمتع ّد ى ،ورس وم خ ط
الكلمات ،وجميع ما يتعلق به؛ حتى إن بعضهم أعرب مشكله ،وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المفس رون بألفاظ ه ،فوج دوا من ه لفظ ا ي دل على مع نى واح د ،ولفظ ا ي دل على
معن يين ،ولفظ ا ي دل على أك ثر ،فأجر األول على حكم ه ،وأوض حوا مع نى الخفّى من ه،
وخاضوا فى ترجيح أحد محتمالت ذى المعنيين والمعانى ،و أعمل كل منهم فكره ،وقال بم ا
اقتضاه نظره.
واعتنى األصوليون بما فيه من األدل ة العقليه والش واهد األص لية والنظري ة ،مث ل قول ه
تعالى :ﵟَلۡو َك اَن ِفيِهَم ٓا َء اِلَهٌة ِإاَّل ٱُهَّلل َلَفَس َد َتۚا ﵞ [األنبياء ،]22:إلى غير ذلك من اآليات
الكثيرة ،فاستنبطوا منه أدلة على وحدانية هّللا ووجوده وبقاءه ،وقدمه وقدرت ه وعلم ه وتنزي ه
عما ال يليق به ،وسّم وا هذا العلم بأصول الدين.
وت أّم لت طائف ة منهم مع انى خطاب ه ،فرأت منه ا م ا يقتضى العم وم ،ومنهم م ا يقتضى
الخصوص ،إلى غير ذل ك ،فاس تنبطوا من ه أحكام اللغ ة من الحقيق ة والمج از ،وتكلم وا فى
التخصيص واإلخبار ،و النّص و الظاهر ،والمجم ل والمحكم والمتش ابه ،واألم ر والنهى ،و
النسخ ،إلى غير ذلك من أنواع األقيسة واإلستقراء ،وسّم وا هذا الفّن أصول الفقه.
وأحكمت طائف ة ص حيح النظ ر و ص ادق الفكر ،فيم ا فيه من الح رام و الحالل وس ائر
األحكام ،فأسموا أصوله ،وفرعو فروعه ،وبسطوا القول فى ذلك بس طا حس نا ،و س ّم وه بعلم
الفروع و بالفقه أيًضا.
وتلّم حت طائفة ما فيه من قصص القرون السالفة واألمم الخالية ،ونقلوا أخبارهم ،ودّو ن وا
آثارهم ووقائعهم ،حتى ذكروا بدء الدنيا وأّو ل األشياء ،وسّم وا ذلك بالتاريخ والقصص.
وتنّبه آخرون لما فيه من الحكم واألمث ال والمواعظ ،ال تى تقلق ل قلوب الرج ال ،و تكاد
تدكدك الجبال ،فاستنبطوا مم ا فيه من الوعد والوعيد ،والتح ذير والتبش ير؛ وذك ر الم وت
والمعاد ،والنشر والحشر والحساب ،والعقاب ،والجنة والنار فصواًل من المواعظ ،وأص واًل
من الزواجر؛ فسّم وا بذلك الخطباء والوّع اظ.
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير؛ مثل ما ورد فى قصة يوسف فى البقرات السمان،
وفى منامّى صاحبى الس جن ،وفى رؤي اه الش مس والقم ر والنج وم س اجدة ،وس ّم وه تعبير
الرؤيا .واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب؛ فإن عّز عليهم إخراجه ا من ه فمن الس ّنة ال تى
هى شارحة للكت اب؛ فإن عس ر فمن الحكم واألمث ال ،ثم نظ روا إلى اص طالح الع وام فى
مخاطباتهم ،وعرف عاداتهم الذى أشار إليه الق رآن بقول ه :ﵟَو ۡأ ُم ۡر ِبٱۡل ُع ۡر ِف ﵞ
[األعراف.]199:
وأخذ قوم مم ا فى آي ة الم وارث من ذك ر الس هام وأربابه ا ،وغ ير ذل ك علم الف رائض،
واستنبطوا منها من ذكر النصف والثلث و الربع والثمن حس اب الف رائض ،ومس ائل الع ول،
واستخرجوا منه أحكام الوصايا
ونظر قوم إلى ما فيه من اآليات ال دااّل ت على الحكم الباهرة فى الليل والنه ار ،والش مس
والقمر ومنازله ،والنجوم والبروج وغير ذلك ،فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر الكّتاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ وبديع النظم وحسن الس ياق ،والمبادئ
والمقاطع والمخالص ،والتلوين فى الخطاب ،واإلطناب واإليجاز وغير ذلك ،فاستنبطوا من ه
المعانى والبيان والبديع.
ونظر فيه أرباب اإلشارات وأصحاب الحقيقة ،فالح لهم من الفاظه معاٍن ودقائق جعلوا لها
أعالًم ا اص طلحوا عليه ا ،مث ل الفن اء ،والبق اء ،والحضور ،والخ وف ،والهيبه ،واألنس،
واوحشة ،والقبض ،والبسط ،وما أشبه ذلك ،هذه الفنون أخذتها المّلة اإلسالمية منه.
...
وقد احتوى على علوم أخرى من علوم األواخر؛ مثل الطّب ،والجدل ،والهيئة ،والهندس ة،
والجبر والمقابلة ،والنجامة وغير ذلك؛ أما الطّب فمداره على حفظ نظ ام الص حة واس تحكام
القّو ة؛ وذلك إنما يكون باعتدال الم زاج بتفاعل الكيفّي ات المتضادة ،وق د جم ع ذل ك فى آي ة
واحدة وهى قوله تعالى :ﵟَو َك اَن َبۡي َن َٰذ ِلَك َقَو اٗم اﵞ [الفرقان ،]67:وعّرفنا فيه بما يعيد
نظام الصحة بعد اختالفه ،وحدوث الشفاء للبدن بع د اعتالل ه فى قول ه تع الى :ﵟَش َر اٞب
ُّم ۡخ َتِل ٌف َأۡل َٰو ُن ۥُه ِفيِه ِش َفٓاٞء ِّللَّناِۚس ﵞ [النح ل ]69:ثم زاد على طّب األجس ام بطّب القلوب
وشفاء الصدور.
وأما الهيئة ففى تضاعيف سوره ،من اآليات التى ذك ر فيه ا ملكوت الس ماوات واألرض،
وما بّث فى العالم العلوّى والسفلّى من المخلوقات.
وأم ا الهندس ة ففى قول ه :ﵟٱنَطِلُقٓو ْا ِإَلٰى ِظ ّٖل ِذ ي َثَٰل ِث ُش َع ٖب ﵞ [المرس الت:
]30اآلية.
وأم ا الج دل فق د ح وت آيات ه من ال براهين ،والمق دمات ،والنت ائج ،والق ول ب الموجب
والمعارضة ،وغير ذلك شيًئا كثيًرا ،ومناظرة إبراهيم نمروذ ومحاّجته قوم ه أص ٌل فى ذل ك
عظيم.
وأما الجبر والمقابلة ،فقد قيل :إن أوائل السور فيها ذكر ُم دد وأعوام وأياٍم لت واريخ أمم
سالفة ،وإن فيها تاريخ بقاء هذه األمة ،وتاريخ مدة أيام الدنيا وما مضى وم ا بقى ،مضروب
بعضها فى بعض.
وأما النجامة ففى قوله :ﵟَأۡو َأَٰث َر ٖة ِّم ۡن ِع ۡل ٍم ﵞ [األحقاف ،]4:فقد فّس ره ب ذلك ابن
عباس.
***
وفى أصول الصنائع وأسماء اآلالت التى تدعو الضرورة إليها:
كالخياطة فى قوله :ﵟَو َطِفَقا َيۡخ ِص َفاِن ﵞ [األعراف.]22:
والحدادة ﵟَء اُتوِني ُز َبَر ٱۡل َحِد يِۖد ﵞ [الكهف ،]96:ﵟَو َأَلَّنا َلُه ٱۡل َح ِد يَد ﵞ [سبأ:
]10اآلية.
والصيد فى آيات:
والغ وص ﵟُك َّل َبَّنٓاٖء َو َغ َّو اٖص ﵞ [ص ]37:ﵟَو َتۡس َتۡخ ِر ُجوْا ِم ۡن ُه ِح ۡل َيٗة ﵞ
[النحل]14:
والصياغة ﵟَو ٱَّتَخ َذ َقۡو ُم ُم وَس ٰى ِم ۢن َبۡع ِدِهۦ ِم ۡن ُح ِلِّيِهۡم ِع ۡج اٗل َج َس ٗد اﵞ [األعراف]148:
والزجاج ة ﵟَص ۡر ٞح ُّم َم َّر ٞد ِّم ن َقَو اِر يَۗر ﵞ [النم ل ]44:ﵟٱۡل ِم ۡص َباُح ِفي
ُز َج اَج ٍۖة ﵞ [النور.]35:
والفخارة ﵟَفَأۡو ِقۡد ِلي َٰي َٰه َٰم ُن َع َلى ٱلِّطيِن ﵞ [القصص.]38:
والغسل والقصارة ﵟَو ِثَياَبَك َفَطِّهۡر ﵞ [المدثر ،]4:قال :الحوارّيون ،هم القاصرون.
والجزارة ﵟِإاَّل َم ا َذَّك ۡي ُتۡم ﵞ [املائدة.]3:
والكيال ة وال وزن فى آي ات ،وال رمى ﵟَو َم ا َر َم ۡي َت ِإۡذ َر َم ۡي َت ﵞ [األنف ال،]17:
ﵟَو َأِع ُّد وْا َلُهم َّم ا ٱۡس َتَطۡع ُتم ِّم ن ُقَّو ٖة ﵞ [األنفال.]60:
***
وفيه من أسماء اآلالت ،وضروب المأكوالت والمشروبات والمنكوح ات وجمي ع م ا وق ع و
يقع فى الكائنات ما يحقق معنى قوله :ﵟَّم ا َفَّر ۡط َنا ِفي ٱۡل ِكَٰت ِب ِم ن َش ۡي ٖۚء ﵞ [األنعام:
.]38انتهى كالم المرسى ملّخ ًصا.
وقال ابن سراقة :من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر هّللا فيه من أعداد الحساب والجم ع
والقسمة و الضرب ،والموافق ة ،والت أليف ،والمناس بة ،والتص نيف ،والمضاعفة ،ليعلم أه ل
العلم بالحس اب أن ه ﷺ ص ادق فى قول ه ،وأن الق رآن ليس من عن ده؛ إْذ لم يكن ممن
خالَط الفالسَفة ،وال تلَّقى الحساب وأهل الهندسة.
وق ال الغ ارب :إن هّللا تع الى كم ا جع ل نبّو ة النبيين بنبّين ا محم د ﷺ مختتم ة،
وشرائعهم بشريعته من وجه منتسَخ ة ،و من وجه مكّم لة متِّم م ة ،وجع ل كتاب ه الم نّز ل عليه
متضّم ًنا لثمرة كتبه التى أوالها أولئك ،كما نّبه عليه بقوله :ﵟَيۡت ُلوْا ُصُح ٗف ا ُّم َطَّهَر ٗة ِ ٢فيَها
ُكُتٞب َقِّيَم ٞة ﵞ [البين ة ،]2،3:وجع ل من معج زة ه ذا الكت اب أن ه م ع قلة الحجم متضمن
للمعنى الجّم ،بحيث تقصر األلباب البشرية عن إحص ائه ،واآلالت الدنيوي ة عن اس تفائه كم ا
نّبه عليه بقوله :ﵟَو َلۡو َأَّنَم ا ِفي ٱَأۡلۡر ِض ِم ن َش َجَرٍة َأ ٞم َو ٱ َبۡح ُر َيُم ُّد ُهۥ ِم ۢن َبۡع ِدِهۦ َس ۡب َع ُة َأۡب ُح ٖر
ۡق َٰل ۡل
َّم ا َنِفَد ۡت َك ِلَٰم ُت ٱِۚهَّلل ﵞ [لقمان ،]27:فهو و إن كان اليخلو للناظر فيه من نوٍر ما يريه ونفٍع
ما يوله.
يهِد ى إلى عينْيك نوًرا ثاقًبا كالبْد ر من حيث التفّت رأيَته
يغشى البالد مشارًقا ومغارًبا كالشمس فى كِبِد السماء وضوءها
وأخرج أبو نعيم وغيره ،عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ،قال :قيل لموسى عليه الس الم:
يا موسى؛ إنما مثل ِكتاب أحمد فى الكتب بمنزلة وعاء فيه لبن؛ كلما مخضته أخرجت زبدته.
وقال القاضى أبو بكر بن العربّى فقانون التأويل :علوم القرآن خمسون علًم ا وأربعمائة
علم ،وسبعون آال فعلم،على عدد كلم القرآن ،ومضروبة فى أربعة ،إْذ لكِّل كلمة ظهر وبطن،
وحّد ومطلع ،هذا مطلق دون اعتبار تركيب وما بينها من روابط ،هذا ما ال يحَص ى ،وم ا ال
يعلمه اال هّللا .وأّم ا علوم القرآن فثالثة :توحيد وت ذكير وأحكام؛ فالتوحيد ي دخل فيه معرفة
المخلوقات ،و معرفة الخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله ،والتذكير منه الوعد والوعيد ،والجّن ة
والناروتصوية الظاهر والباطن ،واألحكام :منه ا التكاليف كّله ا وتبيين المن افع والمضاّر،
واألمر والنهى والّندب ،ول ذلك ك انت الفاتح ة أّم الق رآن ،ألن فيه ا األقس ام الثالث ة ،وس ورة
اإلخالص الشتمالها على أحد األقسام الثالثة ،وهو التوحيد.
وقال ابن جرير :الق رآن يش تمل على ثالث ة أشياء :التوحيد واإلخبار ،وال ّد ياناِت ،وله ذا
كانت سورة اإلخالص ُثْلثه ،ألنها تشمل التوحيد كّله.
وقال علّى بن عيسى :القرآن يشتمل على ثالثين شيًئا :اإلعالم ،والتش بيه ،واألم ر والنهى،
والوعد والوعيد ،ووصف الجنة والنار ،وتعليم اإلقرار باس ِم هّللا ،وبص فاته ،وأفعال ه ،وتعليم
الالعتراف بأنعامه ،واالحتجاج على المخ الفين ،وال رّد على الملح دين ،والبيان عن الرغبة
والرهبة ،والخير والشّر ،والحَس ن والقبيح ،ونعت الحكمة ،وفْص ل المعرفة ،وم دح األب رار،
وذّم الفّج ار والتس ليم ،والتحس ين ،والتوكيد ،والتقري ع،والبيان عن ذم األخالق ،وشرف
اآلداب.
وق ال شيذلة :وعلى التحقيق إن تلك الثالث ة ال تى قاله ا ابن جري ر تش مل ه ذه كله ا ب ل
أضعافها ،فإن القرآن ال يستدَر ك وال تحَص ى عجائبه.
***
وأنا أقول :قد اشتمل كتاب هّللا العزيز على كّل شيء:
أّم ا أنواع العلوم فليس منها باب وال مسألة هى أصل إال وفى الق رآن م ا ي دّل عليه ا ،وفى
عجائب المخلوقات ،ومَلكوت السماوات واألرض ،وما فى األفق األعلى وتحت الثرى ،وبدء
الخلق ،وأسماء مشاهير الرسل والمالئكة وعيون أخبار األمم الس الفة ،كقص ة آدم م ع إبليس
فى إخراجه من الجنة ،وفى الولد الذى سّم اه عبد الحارث ،ورفع إدريس ،وَغ َر ق ق وم ن وح،
وقصة عاد األولى والثانية ،وثمود والناقة ،وق وم ي ونس ،وق وم شعيب واألولين واآلخ رين،
وقوم لوط ،وقوم ُتَّبع ،وأصحاب الَّرّس ،وقصة إب راهيم فى مجادل ة قوم ه ومناظرت ه نم روذ
ووضعه إسماعيل مع أّم ه بمّك ة ،وبنائه البيت ،وقص ة ال ذتيح ،وقص ة يوس ف وم ا أبس طها،
وقصة موسى فى والدت ه ،وإلقائ ه فى اليّم ،وقت ل الِقْبطّى ،ومس يره إلى م دين وتزّو ج ه بنت
شعيب ،وكالمه تعالى بجانب الطور ،ومجيئه إلى فرعون وخروجه وإغ راق عدّو ه ،وقص ة
العجل والقوم الذى خ رج بهم وأخ ذتهم الص عقه ،وقص ة ذبح البق رة ،وقص ته م ع الخضر،
وقص ة فى قت ال الجّب ارين ،وقص ة الق وم ال ذى س اروا فى س َر ب من األرض إلى الص ين،
وقصة طالوت ،وداود مع جالوت وفتنته ،وقصة سليمان وخبره مع ملكة سبأ ،وفتنته ،وقصة
القوم الذى خرجوا فراًرا من طاعون فأماتهم هّللا ثم أحياهم ،وقصة ذى القرنبن ،ومس يره إلى
مغ رب الش مس و مطلعه ا ،بنائ ه الس ّد ،وقص ة أي وب ،وذى الكف ل وإلياس ،وقص ة
مريمووالدتها ،وعيسى وإرساله ورفعه ،وقصة زكرّيا وابن ه يح يى ،وقق ة أص حاب الكه ف
وقصة أصحاب الرقيم ،وقصة بخت َنّصر ،وقص ة ال رجلين اللذين ألح دهما الجن ة ،وقص ة
مؤمن آل يس ،وقصة أصحاب الفيل.
***
وفيه من شأن النبّى ﷺ دعوة إبراهيم به ،وبشارة عيسى ،وبعث ه وهجرت ه ،ومن غزاوت ه:
س رّية ابن الحضرمّى فى البق رة ،وُأُح د فى آل عم ران ،وب در س غرى فيه ا ،والخن دق فى
األحزاب ،والُحديبية فى الفتح ،والنضير فى الحْش ر ،وحنين وتبوك فى براءة ،وحّجة ال وداع
فى المائدة ،ونكاحه زينب بنت جْح ش وتحريم سرّيته ،وتظاهر أزواجه عليه ،وقص ة اإلفك،
وقصة اإلسراء ،وانشقاق القم ،وسحر اليهود إياه.
وفيه بدء خلق اإلنسان إلى موت ه وكيفية الم وت ،وقبض ال روح وم ا ُيفع ل فبه ا بع د،
وصعودها إلى السماء ،وفتح الباب للمؤمنة وإلقاء الكافرة ،وعذاب القبر والسؤال فيه ،ومق ّر
األرواح ،وأشراط الساعةالكبرى ،وهو نزول عيس ى ،وخ روج ال ّد جال وي أجوج وم أجوج،
والداّبة ،والّد خان ،ورفع القرآن ،والخسف ،وطلوع الشمس من مغاربها ،وغلق ب اب التوب ة،
وأحوال البحث من النفخات الثالث :نفخ ة الف زع ،ونفح ة الص عق ،ونفخ ة الخيام ،والحْش ر
والنش ر ،وأه وال الموق ف ،وشدة ح ر الش مس ،وظ ل الع رش ،والم يزان ،والح وض،
والصراط ،والحس اب لق وم ونج اة آخ رين من ه ،وشهادة األعضاء ،وإتيان الكتب باأليم ان
والشمائل وخلف الظهر ،والشفاعة ،ومقام المحمود والجّنة ،وأبوابه ا وم ا فيه ا من األنه ار،
واألشجار ،والثمار والحلّى ،واألوانى والدرجات ،ورؤيته تع الى .والن ار وأبوابه ا وم ا فيه ا
من األودية ،وأنواع العقاب وألوان ألوان العذاب ،والزّقوم ،والحميم.
وفيه جميع أسمائه تعالى الحسنى كما ورد فى حديث ،ومن أسمائه مطلًقا ألف اسم،
ومن أسماء النبى ﷺ جملة.
وفيه ُش َعب اإليمان البضع والسبعون ،وشرائع اإلسالم الثالثمائة وخمس عشرة.
وفيه أنواع الكبائر ،وكثير من الصغائر .وفيه تصديق كّل حديث َو َر َد عن النبّى ﷺ؛
إلى غير ذلك مّم ا يحتاج شرحه إلى مجّلدات.
وقد أفرد الناس كتًبا فيما تضّم نه الق رآن من األحكام ك ا القاض ى إس ماعيل وأبى بكرابن
العالء ،وأبى بكر الرازّى وإلكيا الهّراسّى ،وأبى بكر بن العربّى ،وعبد المنعم الَفَر س ،وابن
خويز َم نداد .وأفرد آخرون كتًبا فيما تضمنه من علم الباطن ،وأفرد ابن بّرج ان كتًب ا تضمنه
من معاضدة األحاديث .وقد أّلفت كتًبا سميته ((اإلكليل فى استنباط التنزيل)) ذكرتفيه ك َّل م ا
اسُتنبط منه من مسألة فقهية أو أصولية ،أو اعتقادية ،وبعًض ا مما سوى ذلك ،كثير الفائ دة جّم
العائدة ،يجرى مجرى الشرح لما أجملته فى هذا النوع؛ فليراجعه من أراد الوقوف عليه.
***
فصل
قال الغزالّى وغيره :آيات األحكام خمسمائة آية .وقال بعضهم :مائة وخمسون ،قيل :ولع ّل
مرادهم المصّرح به؛ فإن آيات القصص واألمثال وغيرها ُيستنبط منها كثير من األحكام.
قال الشيخ عّز الدين بن عبد الس الم فى كت اب اإلم ام فى أدل ة األحكام :معظم آى الق رآن
اليخلو عن أحكام مش تملة على آداب حس نة ،وأخالق جميلة ،ثم من اآلي ات م ا ص ّرح ب ه
باألحكام ،فمنها م ا ُيؤخ ذ بطري ق اإلس تنباط؛ إم ا بال ض ّم إلى آلى أخ رى كاس تنباط ص حة
أنكحة الكفار بقوله :ﵟ َو ٱۡم َر َأُتُهۥ َحَّم اَلَة ٱۡل َح َطِبﵞ [المسد ،]4:وصحة صوم الجنب
من قول ه ﵟَفٱۡل َٰٔـ َن َٰب ِش ُروُهَّن ...ﵞ [البق رة ،]187:إلى قول ه :ﵟَح َّتٰى َيَتَبَّيَن َلُك ُم
ٱۡل َخ ۡي ُطﵞ [البق رة ]187:اآلية ،وإم ا ب ه كاس تنباط أّن أق ل الحم ل س تة أشهر من قول ه:
ﵟ َو ِفَٰص ُل ۥُه ِفي َعاَم ۡي ِن ﵞ [لقمان.]14:
قال :ويستدل على األحكام تارة بالص يغة وه و ظ اهر ،وت ارة باإلخبار مث ل :ﵟُأِح َّل
َلُك ۡم ﵞ [البقرة ،]187:ﵟُحِّر َم ۡت َع َلۡي ُك ُم ﵞ [المائدة ،]3:ﵟُك ِتَب َع َلۡي ُك ُم ٱلِّص َياُم
ﵞ [البقرة ،]183:وتارة بما رِّتب عليها فى العاجل أو اآلجل من خ ير أو شّر ،أو نف ع أو
ضّر ،وقد نّو ع الشارع ذلك أنواًعا كثيرة ،ترغيًبا لعباده ،وترهيًبا وتقريًب ا إلى أفه امهم ،فكّل
فعل عّظمه الشرع أو مدحه أو مَدح فاعله أو أحّب ه أو أحّب فاعله ،أو رض َى ب ه أو رض َى
عن فاعله ،أو وَص فه باإلستقامة أو البركة أو الطيب ،أو أقسم ب ه أو بفاعله كاإلقس ام بالش فع
والوتر وبخيل المجاهدين ،وبالنفس اللوامة ،أو نَص به سبًبا ل ذكره لعبده أو لمحبت ه أو لث واب
عاجل أو آجل ،أو لشكره له ،أو لهداية إياه ،أو إلرضاء فاعله ،أو لمغفرة ذنبه وتكفيرس يئاته
أو لقبول ه أو لنص رة فاعله أو بش ارته أو وص ف فاعله ب الطيب ،أو وص ف الفع ل بكون ه
معروًفا ،أو نفى الحزن والخوف عن فاعله ،أو وعده باألمن ،أو ُنصب سبًبا لواليته ،أو أخبر
عن دعاء الرسول بحصوله ،أو وصفه بكونه ُقْر بة ،أو بصفة مدح ،كالحياة والن ور والش فاء؛
فهو دليل على مشروعيته المشتركة بين الوجوب والندب .وكّل فعل طلب الش ارُع ترَك ه ،أو
ذّم ه أو ذّم فاعله أو َعنَب عليه ،أو مقت فاعله أو لعنه ،أو نفى الح زن والخ وف عن فاعله،
أو شّبه فاعله بالبهائم أو بالشياطين ،أو جعل مانًعا من الهدى أو من القبول ،أو وص فه بس وء
أو كراهة ،أو استعاذ األنبياء منه أو أبغُض وه أو جع ل س بًبا لنفى الفالح أو عذاب جاعل أو
آجل ،أو لذّم أو لوم أو ضاللة أو معصية ،أو وصف بخْبث أو رجس أو نجس ،أو بكونه فسًقا
أو إثًم ا ،أو سبًبا إلثم أو رجس أو لعن أو غضب ،أو زوال نعم ة ،أو حلول نقم ة أو َح ّد من
الح دود ،أو قس وة أو خ زى ،أو ارته ان نفس ،أو ِلَع داوة هّللا ومحاربت ه أو الس تهزائه ،أو
س خريته ،أو جعله هّللا س بًبا لنس يانه فاعله ،أو وص ف نفس ه بالص بر عليه أو ب الحلم ،أو
بالصحف عنه ،أو دعا إلى التوبة منه ،أو وصف فاعله بخبث أو احتق ار ،أو نس به إلى عم ل
الشيطان ،أو تزيينه ،أو توِّلى الشيطان لفاعله ،أو وصف بص فة ذّم ككون ه ظلًم ا أو بغًي ا ،أو
عدواًنا أو إثًم ا أو مرًض ا ،أو تبّرأ األنبياء من ه أو من فاعله ،أو شكوا غلى هّللا من فاعله أو
جاهروا فاعله بالعداوة ،أو ُنهوا عن األس ى و الح زن عليه ،أو نَص ب س بًبا عدّو هّللا لخيبة
فاعله عاجاًل أو آجاًل ،أو رّتب عليه حرمان الجنة وما فيها ،أو وصف فاعله بأنه عدّو هّللا ،أو
بأن هّللا عدوه ،أو أعلم فاعله بحرب من هّللا ورسوله ،أو حّم ل فاعله إثَم غ يره ،أو قيل فيه:
الينبغى أو ال يكون ،أو أمر بالتقوى عند السؤال عنه ،أو أِم ر بفعل مضاّد ه ،أو بهج ر فاعله،
أو تالَعن فاعلوه فى اآلخ رة ،أو ت بّرأ بعُض هم من بعض ،أو دعا بعضهم على بعض ،أو
وصف فاعله بالضاللة ،وأنه ليس من هّللا من شيء أو ليس من الرسول وأص حابه ،أو ُجع ل
اجتنابه سبًبا للفالح ،أو جعل سبًبا إليقاع الع داوة والبغضاء بين المس لمين ،أو قيل ه ل أنت
منتٍه ،أو نهى األنبياء عن الدعاء لفاعله ،أو رتب عليه إبع اًدا ،أو لفظ ة ((قِت ل من فعله)) أو
((قاتله هّللا )) أو أخبر أّن فاعله ال يكّلمه هّللا يوم القيامة ،وال ينظر إليه وال يزّك يه ،وال يص ُلح
عمله ،وال يهدى كيده ،أو ال يفلح ،أو قّيض له الشيطان ،أو جعل سبًبا إلزاغة قلب فاعله ،أو
صرفه عن آيات هّللا وسؤاله عن علة الفع ل؛ فه و دليل على المن ع من الفع ل ،وداللت ه على
التحريم أظهر من داللته على مجرد الكراهة.
وُتستفاد اإلباحة من لفظ اإلحالل ،ونفى الجناح والحرج واإلثم والمؤاخذة ،ومن اإلذن فيه
والعف و عن ه ،ومن اإلمتن ان بم ا فى األعيان من المن افع ،ومن الس كوت عن التح ريم ،ومن
اإلنكار على من حّرم الشيء من األخبار بأنه َخ َلق أو جَع ل لن ا ،واإلخبار عن فع ل من قبلن ا
من غير ذّم لهم عليه .فإن اقترن بإخباره مْد ح ،دّلعلى مش روعيته وجوًب ا أو اس تحباًبا .انتهى
كالم الشيخ عّز الدين.
وقال غيره :قد ُيستنبط من السكوت ،وقد استدّل جماعة على أن الق رآن غ ير مخلوق ب أن
هّللا ذكر اإلنسان فى ثمانية عشر موضًعا ،وقال :إنه مخلوق ،وذك ر الق رآن أربع ة وخمس ين
موضًعا ولم يقل إنه مخلوق ،ولّم ا جمع بينهما غاير ،فقال :ﵟٱلَّر ۡح َٰم ُن َ ١ع َّلَم ٱۡل ُق ۡر َء اَن ٢
َخ َلَق ٱِإۡل نَٰس َن ٣ﵞ [الرحمن.]3-1:
***