Professional Documents
Culture Documents
لقدكان لنشأةعلم الكالم يف اإلسالم أثرأصدق مايقال فيه :إنه كالم ىف كالم ,ومافيه من وميض
التفكريجيرمتتب ه إىل جماه ل من الق رآن بعض هافوق بعص ,وقدب دأت مأس اةالكالم ىف الق ول خبل ق
القرآن ,مث إختلفت آراؤهم وتضاربت ىف وجوه إعجازه:
فذهب أبوإسحاق إبراهيم النظام ومن تابعه كاملرتضى من الشيعةإىل أن إعجازالقرآن كان أ.
بالصرفة ,ومعىن الصرفةىف نظرالنظام :أن اهلل صرف الغرب عن معارضةالقرآن مع قدرهتم
عليه ا ,فك ان هذاالص رف خارقاللع ادة ,ومعنه اىف نظراملرتض ى :أن اهلل س لبهم العل وم ال ىت
حيت اج إليه اىف املعارض ةليجيثوامبثل الق رآن ,وهوق ول ي دل على عجزذوي ه ,فاليق ال فيمن
س لب الق درةعلى ش ئ أن الش ئ أعج زه م ادم ىف مق دوره أن ي أتى ب ه ىف وقت م ا,
وإمنااملعجزحينئذ هوقدراهلل ,فاليكون القرآن معجزا ,وحديئثاعن إعجازمضاف إىل القرآن
سوف يظل ثابتاله ىف كل عصر ,العن إعجازاهلل.
وذهب ق وم أىل أن الق رآن معجزببالغت ه ال ىت وص لت أىل مرتب ةمل يعه دهلامثيل ,وه ذه ب.
النظرةنظرةأهل العربيةالذين يولعون بصوراملعاىن احليةقى النسخ احلكم ,والبيان الرائع.
وبغضهم يقول :إن وجه إعجازىف تضمنه البديع الغريب املخالف ملاعهدىف كالم العرب ت.
من الفواصل واملقاطع.
ث .ويق ول آخ رون :ب ل إعج ازىف اإلخب ارعن امليب ات املس تقبلةالىت اليطل ع عليهاإالب الوحى,
أواإلخب ارعن األمورال ىت تق دمت مندب دءاخللق مباالميكن ص دوروه من أمى مل يتص ل بأه ل
الكتاب.
وذهب مجاعةأىل أن القرآن معجزملاتضمنه من املعلوم املختلفة ,واحلكم البليغة. ج.
وحقيقةأن القرآن معجزبكل مايتحمله هذااللفظ من املعىن:
فهومعجزىف ألفاظه وأسلوبه ,واحلرف الواحدمنه ىف موضعه من اإلعجازالذى اليغىن عنه غريه ىف
متاسك الكلمة ,والكلمةىف موضعهامن اإلعجازىف متاسك اجلملة ,واجلملةىف موضعهامن اإلعجازىف
متاسك اآلية.
وهومعجزىف تشريعه وصيانته حلقوق اإلنسان وتكوين جمتمع مثاىل تسعدالدنياعلى يديه.
والق رآن_أوالًوأخ را_هوال ذى ص ري الع رب رعاةالش اءوالغنم ساسةش عوب وق ادةأمم ,وهذاوح ده
إعجاز.
قال اخلطاىب ىف كتبه(( :فخرج من هذاأن القرآن أمناصارمعجزاألنه جاءبأفصح األلفاظ ,ىف أحسن
نظ وم الت أليف ,ومتضمناأص ح املع اىن ,من توحيداهلل وتنزيه ه ىف ص فاته ,ودع اء إىل طاعت ه ,وبي ان
ملنهج عبادت ه ,ىف حتلي ل وحترمي ,وحظروإباح ة ,ومن وع ظ وتق ومي ,وأمرمبروف وهنى عن
املنكر,وإرشادإىل حماسن األخالق ,وزجرعن مساويها ,واضعاكل شئ منهاموضعه الذى اليرى
ش ئ أوىل من ه ,واليت وهم ىف ص ورةالعقل أمرألي ق ب ه من ه ,مودعاأخب ارالقرون املاض يةومانزل من
مثالت اهلل مبن عصى وعاندمنهم ,منبئاعن الكوائن املستقبلةىف األعصاراملاضيةمن الزمان-جامعاىف
ذل ك بني احلج ةواحملتج ل ه ,وال دليل واملدلول علي ه ,ليك ون ذل ك أوك دللزوم مادعاإلي ه ,وإنب اءعن
وجوب ماأمربه وهنى عنه.
إعجازاللغوى
لق دمارس أه ل العربيةفنوهنامنذنش أت لغتهم ح ىت ش بت وترع رعت ,وأص بحت ىف عنف وان
ش باهباعمالفامعطاء ,واستظهرواشعرهاونش رها ,وحكمهاوأمثاهلا ,وط اوعهم البي ان ىف أس اليب
س احرة ,حقيق ةوجمازا ,إجيازاوإطناب ا ,ح ديثاومقاال ,وكلم اارتفت اللعةوتس امت ,وقفت على
أعتاب لغةالقرآن ىف إعجازاللغوى كسريةصاغرة ,تتحىن أمام أسلوبه إجالالوخشية ,وماعهدتاريخ
العربيةحقب ةمن أحق اب الت اريخ ,ازده رت فيهااللغ ةإالوتطامن أعالمهاوأس اتذهتاأمام البي ان الق رآىن
اعرتافابس موه ,وإدراكاالس راره ,والعجب ((فتل ك س نةاهلل ىف آيات ه ال ىت يص نعهابيديه ,اليزي دك
العلم هباوالوقوف على أسرارهاإالإذعانالعظمتها ,وثقةبالعجزعنها ,والكذلك صناعات اخللق ,فإن
فضل العلم هباميكنك منهاويفتح لك الطريق إىل الزيادةعليها ,ومن هناكان سحرةفرعون هم أول
املؤمنني برب موسى وهارون)).
وليس للع رب كالم مش تمل على ه ذه الفصاحةوالغرابةوالتص رف الب ديع ,واملع اىن اللطيف ة,
والفوائ دالغزيرة ,واحلكم الكثرية ,والتناسب ىف البالغة ,والتشابه ىف الرباعةعلى ه ذاالطول-وعلى
هذاالق درة ,وإمناتنس ب إىل حكيمهم كلم ات مع دودة ,وألف اظ قليل ة ,وإىل ش اعرهم
قصائدحمصورةيقع فيه ااخلتالل واخلتالف ,والتكلف والتغسف ,وقدجاءالقرآن على كثرته وطوله
متناس باىف الفص احةغلى ماوص فةاهلل ع زمن قائ ل(( :اهلل ن زل أحس ن احلديث كتابامتش اهبامثاىن,
تقش عرمنه جلودال ذين خيش ون رهبم مث تلني جل ودهم وقل وهبم إىل ذكراهلل))(( ,ولوك ان من
عندغرياهلل لوجدواْفيه اختالفاكثريا)).