You are on page 1of 39

‫الفصل األول‬

‫مصادر الثقافة اإلسالمية‬

‫المبحث الثاني‬ ‫المبحث األول‬


‫السنة النبوية‬ ‫القرآن الكريم‬
‫• القرآن الكريم‬
‫• المصدر األول للثقافة اإلسالمية‬
‫مقارنة بين نوعية المعجزات‬
‫معجزة نوح‬ ‫• نجاة السفينة ومن فيها من الغرق في الطوفان‬

‫معجزة إبراهيم‬ ‫• نجاته من االحتراق بالنار‬


‫• تحول العصا‪ -‬وهي جماد‪ -‬إلى كائن حي متمثلة في حية تسعى‬
‫معجزة موسى‬ ‫• انشقاق البحر حينما ضرب بها طرف الشاطئ‬
‫• تنفجر اثنا عشر عينا حينما ضرب بها األرض‬

‫• معالجته لألمراض المستعصية كالبرص‬


‫معجزة عيسى‬ ‫• إحيائه للموتى بإذن هللا‬
‫مقارنة بين نوعية المعجزات‬

‫المعجزات‬ ‫• تخاطب أقواًم ا معينين في زمن معين‬


‫• معجزات مادية خاطبة الحواس التي شاهدتها‪ ،‬وال يمكن‬
‫السابقة‬ ‫إقناع من ال يؤمن بالكتب السماوية بها اآلن‬

‫• تخاطب جميع الشعوب في كل زمان ومكان باختالف‬


‫القرآن‬ ‫ألسنتهم وألوانهم واهتماماتهم‬
‫• تخاطب العقول باختالفها‬
‫الكريم‬ ‫• أصبحت صالحة لالستدالل في كل زمان ومكان ولكل‬
‫األقوام‬
‫المصدر األول‪ :‬القرآن الكريم‬
‫• أنزل هللا تعالى القرآن الكريم ليهدي الناس إلى أقوم المناهج وأيسرها‪ ،‬وليحقق لهم به سعادة الدنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬يقول تعالى ‪ِ ‬إَّن َهَذ ا اْلُقْر آَن َيْه ِد ي ِلَّلِتي ِهَي َأْقَو ُم َو ُيَبِّش ُر اْلُم ْؤ ِمِنيَن اَّلِذ يَن َيْع َم ُلوَن‬
‫الَّص اِلَح اِت َأَّن َلُهْم َأْج ًر ا َك ِبيًر ا ‪ ‬اإلسراء‪ ،9:‬وهذا ما يوجب على العلماء أن يستخرجوا منه هذه‬
‫الهدايات‪ ،‬وليستنيروا بضيائه فيما يستجد من قضايا؛ ألن اآلية السابقة لم تقّيد هداية القرآن الكريم‬
‫بزمان‪ ،‬بل أوضحت أنها هداية متجددة‪ ،‬كما لم تقّيدها بمكان‪ ،‬وهو ما اصطلح عليه بأن القرآن‬
‫الكريم صالح ومصلح لكل زمان ومكان‪.‬‬
‫• يضاف لهذا أن اآلية لم تقّيد هدايته في أمر معين‪ ،‬كالعقيدة‪ ،‬أو األخالق‪ ،‬أو االقتصاد‪ ،‬أو االجتماع‪،‬‬
‫وهذا يعني أن القرآن فيه هداية لنا في شئوننا كلها‪ ،‬فهو ينظم الحياة كلها وفق المنهج الرباني‪ ،‬وهذا‬
‫ما يهدم مقولة‪ :‬ما هلل هلل‪ ،‬وما لقيصر لقيصر‪ ،‬لتصبح الحياة كلها هلل تعالى‪.‬‬
‫• وليتوحد مصدر التلقي؛ ليبتعد اإلنسان عن التشتت والضياع بين مناهج أرضية هشة جاهلة‪ ،‬من‬
‫أخص صفاتها النقص‪ ،‬النقص في كل شيء‪ ،‬وعدم القدرة على التجرد من الهوى‪ ،‬وليرفع اإلنسان‬
‫إلى آفاق عالية من السمو؛ ليتلقى الهدايات من رب العالمين‪ ،‬فهو الذي خلقهم‪ ،‬ومن حق الخالق أن‬
‫يعبد‪ ،‬وال يمكن أن يكون مصدر التلقي َم ن لم يخلق؛ ألنه بذلك ُيرفع إلى مستوى األلوهية‪ ،‬قال‬
‫تعالى ‪َ ‬و اَّتَخ ُذ وا ِم ْن ُد وِنِه آِلَهًة ال َيْخ ُلُقوَن َش ْيًئا َو ُهْم ُيْخ َلُقوَن َو ال َيْم ِلُك وَن َأِلْنُفِس ِهْم َض ًّر ا َو ال َنْفًعا‬
‫َو ال َيْم ِلُك وَن َم ْو ًتا َو ال َح َياًة َو ال ُنُشوًر ا ‪ ‬الفرقان‪.3:‬‬
‫• وهو رب العالمين‪ ،‬يربيهم ليصل بهم إلى الكمال‪ ،‬ومن له الكمال المطلق أحرى بهذه التربية‬
‫وأولى‪ ،‬ولذا زودهم بما يحقق لهم هذه الغاية‪ ،‬فوهبهم اآلالت التي يتلقون بواسطتها الهدايات‪ ،‬قال‬
‫تعالى‪َ :‬وُهَّللا َأْخ َرَج ُك ْم ِم ْن ُبُطوِن ُأَّم َهاِتُك ْم ال َتْع َلُم وَن َش ْيًئا َو َج َعَل َلُك ُم الَّس ْم َع َو اَأْلْبَص اَر َو اَأْلْفِئَد َة‬
‫َلَعَّلُك ْم َتْش ُك ُر وَن ‪ ‬النحل‪ ،78:‬ثم أرسل رسله عليهم السالم‪ ،‬كل رسول بلسان قومه؛ ليبّين لهم مراد‬
‫هللا تعالى‪ ،‬وأنزل عليهم كتبه فيها الهداية والنور‪ ،‬وكان أعظمها‪ :‬القرآن الكريم‪ ،‬الذي أنزله رب‬
‫العالمين هدى رحمة ليكون مصدًر ا ُتستقى منه السعادة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫تعريف القرآن الكريم‬
‫• تعريف القرآن الكريم لغة‪:‬‬
‫• تعددت أقوال العلماء في تعريف القرآن لغة‪ ،‬وربما يكون أرجحها أن القرآن مشتق‬
‫من قرأ‪ ،‬كما أن الكتاب مشتق من كتب‪ ،‬على أنه بعد استعمال هذا اللفظ ” قرآن “‪،‬‬
‫صار َع َلًم ا على الكتاب المنّز ل على نبينا محمد ‪.‬‬
‫• تعريف القرآن الكريم اصطالًح ا‪:‬‬
‫• "كالم هللا تعالى المنزل على محمد ‪ ‬المتعبد بتالوته‪ ،‬والمنقول بالتواتر والمعجز‬
‫بسورة منه“‬
‫ثانًيا‪ :‬حفظ هللا عز وجل للقرآن الكريم‬
‫• تولى هللا تعالى حفظ القرآن الكريم بقوله‪ :‬إّنا نحن نّز لنا الذكر وإَّنا له لحافظون ‪‬‬
‫الحجر‪ ،9 :‬ألنه معجزة ومنهج‪ ،‬فكان وصوله سليًم ا إلى األجيال المتعاقبة‪ ،‬أمًر ا‬
‫ضرورًيا؛ إلقامة الحجة عليهم‪ ،‬إذ أن أي تحريف يطرأ عليه يفقدنا الثقة فيه‪ ،‬كيف‬
‫والرسول ‪ ‬خاتم األنبياء والمرسلين‪ ،‬وهذا يعني أن ال نبي بعده‪ ،‬يمكنه اطالعنا‬
‫على ما طرأ عليه من تحريف‪.‬‬
‫• ومن صور الحفظ له‪:‬‬
‫• تلقى جبريل ‪ ‬القرآن من عند هللا تعالى‪ ،‬ثم ألقاه على قلب النبي ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪‬نزل به الروح األمين ‪ ‬على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ‪‬‬
‫الشعراء‪.194-193 :‬‬
‫• تولى النبي ‪ ‬إقراء الصحابة ‪ ،‬فكان يقرؤه في الصالة‪ ،‬ويقرؤه في خطبة الجمعة‪،‬‬
‫وُيسِم عه الصحابة ‪ ،‬ويسمعه منهم‪ ،‬وكان يشجعهم على ذلك‪.‬‬
‫• توالت اآليات واألحاديث التي ترّغ ب في ثواب قارئ القرآن الكريم‪ ،‬فكثر عدد‬
‫الحّفاظ؛ ويكفي أن في معركة اليمامة وحدها التي وقعت في السنة الثانية عشرة‬
‫للهجرة قتل سبعون حافًظا‪.‬‬
‫• الحدث السابق كان سبًبا في قيام أبي بكر الصديق بجمع القرآن معتمًد ا على ما كتب‬
‫بين يدي رسول هللا ‪ ،‬وما كان محفوًظا في صدور الصحابة ‪.‬‬
‫• ثم جمع في زمن عثمان ‪ ‬في مصحف واحد حينما حصل اختالف الناس في قراءة‬
‫القرآن؛ لتفرق الصحابة ‪ ‬في األمصار‪.‬‬
‫• استمرت هذه المسيرة المباركة على مر القرون‪ ،‬وأنه مما يثلج الصدر استمرار هذا‬
‫األمر في زماننا‪ ،‬فنشهد كثرة حفاظ القرآن الكريم‪ ،‬وقد تزامن الحفظ في الصدور مع‬
‫الحفظ في السطور‪ ،‬بل أضيف إلى ذلك الحفظ الصوتي‪.‬‬
‫• وإذا أردنا أن ندرك طرًفا من عظمة هذا األمر‪ ،‬فيمكننا ذلك بإجراء مقارنة بين حفظ‬
‫القرآن الكريم الذي تكفل هللا بنفسه بحفظه وبين الكتب السماوية األخرى‪ ،‬إذ أوكل هللا‬
‫تعالى حفظها لعلمائهم فأضاعوها بتحريفها أو كتمانها‪ ،‬قال تعالى‪ِ :‬إَّنا َأْنَز ْلَنا‬
‫الَّتْو َر اَة ِفيَها ُهًد ى َو ُنوٌر َيْح ُك ُم ِبَها الَّنِبُّيوَن اَّلِذ يَن َأْس َلُم وا ِلَّلِذ يَن َهاُد وا َو الَّرَّباِنُّيوَن‬
‫َو اَأْلْح َباُر ِبَم ا اْس ُتْح ِفُظوا ِم ْن ِكَتاِب ِهَّللا َو َك اُنوا َع َلْيِه ُش َهَد اَء ‪  ...‬المائدة‪ :‬من اآلية ‪،44‬‬
‫وقال تعالى‪َ  :‬وِإْذ َأَخ َذ ُهَّللا ِم يَثاَق اَّلِذ يَن ُأوُتوا اْلِكَتاَب َلُتَبِّيُنَّنُه ِللَّناِس َو اَل َتْك ُتُم وَنُه‬
‫َفَنَبُذ وُه َو َر اَء ُظُهوِر ِهْم َو اْش َتَر ْو ا ِبِه َثَم ًنا َقِلياًل َفِبْئَس َم ا َيْش َتُر وَن ‪ ‬آل عمران‪187:‬‬
‫أمثلة على التحريف في التوراة واألنجيل‬
‫• يقول رحمت هللا الهندي عن التوراة واإلنجيل‪ ..." :‬وال يوجد عندهم سند متصل لكتاب من كتب‬
‫العهد العتيق والجديد‪ ،‬ال عند اليهود وال عند المسيحيين‪.".....‬‬
‫• وذكر أمثلة كثيرة ألمور ال تليق مما وقع في هذه الكتب‪ ،‬وبهذا يعلم قطًع ا أنها ليست من عند هللا‬
‫تعالى مثل اتهام بعض األنبياء بارتكاب فاحشة الزنا بمحارمه أو بالنساء األخريات كلوٍط ‪ ،‬وداود‬
‫• وأن هارون صنع عجًال‪ ،‬وبنى له مذبًح ا‪ ،‬فعبده هارون مع بني إسرائيل وسجدوا له وذبحوا الذبائح‬
‫أمامه‪.‬‬
‫• وأن سليمان ارتد في آخر العمر‪ ،‬وعبد األصنام وبنى المعابد لها‪ ،‬وال يثبت من كتبهم المقدسة أنه‬
‫تاب بل الظاهر أنه مات مرتًد ا مشرًك ا‪.‬‬
‫إعجاز القرآن الكريم دليل على حجيته‬
‫• وكان القرآن الكريم أعظم هذه اآليات‪ ،‬فقد تحدى به اإلنس والجن‪ ،‬تحداهم أن يأتوا بسورة‬
‫من مثل هذا القرآن‪ ،‬فوقفوا أمامه عاجزين‪ ،‬بالرغم من تدرجه في هذا التحدي‪.‬‬
‫• الوليد بن المغيرة‪:‬‬
‫• يقول‪ ":‬قد عرفنا الشعر كله هزجه ورجزه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر!‬
‫قالت له قريش‪ :‬فساحر؟ قال‪ :‬وما هو بساحر‪ ،‬قد رأينا السّح ار وسحرهم‪ ،‬فما هو بنفثه وال‬
‫عقده‪ ،‬وهللا إن لقوله لحالوة وإن عليه لطالوة وإن أسفله لمغدق وإن أعاله لمثمر‪ ،‬وإنه ليعلو‬
‫وال يعلى‪ ،‬سمعت قوًال يأخذ القلوب‪ ،‬قالوا‪ :‬مجنون؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬وهللا ما هو بمجنون وال بخنقه‬
‫وال بوسوسته وال رعشته‪ ،‬قالوا‪ :‬كاهن؟ قال‪ :‬قد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكهان وال‬
‫بسجعهم ”‪.‬‬
‫• الدكتور ( كيث ل‪ .‬مور )*‬
‫• قال‪ :‬لقد أسعدني جًد ا أن أشارك في توضيح هذه اآليات واألحاديث التي تتحدث عن‬
‫الخلق في القرآن الكريم والحديث الشريف‪ ،‬ويتضح لي أن هذه األدلة حتًم ا جاءت‬
‫لمحمد من عند هللا؛ ألن كل هذه المعلومات لم تكتشف إال حديًثا وبعد قرون عدة‪،‬‬
‫وهذا يثبت لي أن محمًد ا رسول هللا"‪) .‬‬
‫• *أحد كبار العلماء في العالم في مجال التشريح وعلم األجنة‪ ،‬ومؤلف كتاب أطوار‬
‫خلق اإلنسان‪ ،‬الذي اختير من قبل لجنة ُك ّو نت في أمريكا باعتباره أحسن كتاب في‬
‫العالم ألفه مؤلف واحد‪ ،‬وقد ترجم لثمان لغات‪ ،‬ورأس الدكتور مور العديد من‬
‫الجمعيات الدولية ‪.‬‬
‫مراحل التحدي القرآني‬
‫المرحلة األولى‪ :‬اإلتيان بمثل القرآن الكريم‪.‬‬ ‫•‬
‫قال هللا تعالى‪َ :‬فْلَيْأُتوا ِبَح ِد يٍث ِم ْثِلِه ِإْن َك اُنوا َص اِدِقيَن ‪ ‬الطور‪ ،34 :‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ُ ‬قْل َلِئِن اْج َتَم َعِت اِأْل ْنُس َو اْلِج ُّن َع َلى َأْن َيْأُتوا ِبِم ْثِل َهَذ ا اْلُقْر آِن ال َيْأُتوَن ِبِم ْثِلِه َو َلْو‬
‫َكَا َبْع ُضُهْم ِلَبْع ٍض َظِهيًر ا ‪ ‬اإلسراء‪.88 :‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬اإلتيان بعشر سور مثله‪.‬‬ ‫•‬
‫قال هللا تعالى‪َ :‬أْم َيُقوُلوَن اْفَتَر اُه ُقْل َفْأُتوا ِبَعْش ِر ُس َو ٍر ِم ْثِلِه ُم ْفَتَرَياٍت َو اْدُع وا َمِن‬ ‫•‬
‫اْس َتَطْع ُتْم ِم ْن ُد وِن ِهَّللا ِإْن ُك ْنُتْم َص اِدِقيَن ‪ ‬هود‪.13 :‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬اإلتيان بسورة مثله‪:‬‬ ‫•‬
‫قال هللا تعالى‪َ :‬أْم َيُقوُلوَن اْفَتَر اُه ُقْل َفْأُتوا ِبُس وَرٍة ِم ْثِلِه َو اْدُع وا َمِن اْس َتَطْع ُتْم ِم ْن‬ ‫•‬
‫ُد وِن ِهَّللا ِإْن ُك ْنُتْم َص اِدِقيَن ‪[ ‬يونس‪]38:‬‬
‫المرحلة األخيرة‪ :‬اإلتيان بسورة من مثله‪.‬‬ ‫•‬
‫يقول تعالى‪َ :‬وِإْن ُك ْنُتْم ِفي َر ْيٍب ِم َّم ا َنَّز ْلَنا َع َلى َع ْبِد َنا َفْأُتوا ِبُس وَرٍة ِّم ْن ِم ْثِلِه‬ ‫•‬
‫َو اْدُع وا ُش َهَد اَء ُك ْم ِم ْن ُد وِن ِهَّللا ِإْن ُك ْنُتْم َص اِدِقيَن ‪[ ‬البقرة‪.]23:‬‬
‫•‬
‫المراحل الثالث األولى مكية كلها كان الخطاب فيها‪ -‬ابتداء– للعرب خاصة‪.‬‬
‫• أما اآلية الرابعة فمن سورة البقرة‪ ،‬وهي مدنية فكان الخطاب للناس جميًع ا‪ ،‬يدل على‬
‫هذا سياق اآلية السابقة لها‪ ،‬فلقد ابتدأت بـ ) يا أيها الناس)‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬
‫• وثمة مالحظة أخرى‪ ،‬وهي في األسلوب الذي صيغت فيه اآليات‪ ،‬ففي المراحل الثالث األولى كان‬
‫التحدي بمثله أو بعشر سور مثله أو بسورة مثله‪ ،‬أما في المرحلة الرابعة فكان التحدي بسورة من‬
‫مثله‪ ،‬وهنا البد من داللة للحرف )من(‪ ،‬الذي ذكر في المرحلة األخيرة فقط‪ ،‬إّن حرف (من) له‬
‫معان كثيرة‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫• داللته على التبعيض‪ ،‬وإذن لّم ا كان التحدي في هذه المرحلة للناس جميًع ا فال يظن أن يكون التحدي‬
‫للعرب والعجم بالبيان وحده‪.‬‬
‫• وفي هذا ما يدل على رجحان الرأي الذي يرى أن أوجه اإلعجاز متعددة‪ ،‬وغير منحصرة في‬
‫الجانب اللغوي‪ ،‬وأن عطاءات القرآن الكريم متجددة‪ ،‬فكما أنه صالح ومصلح لكل زمان ومكان‪،‬‬
‫فكذا إعجازه‪ ،‬فما يبرز قوم في شيء إال كان للقرآن الكريم قصب السبق فيه‪ ،‬وما اإلعجاز العلمي‬
‫في عصرنا هذا إال برهان ساطع على هذا‪.‬‬
‫• ولقد أوصل بعضهم أوجه اإلعجاز إلى أكثر من عشرة‪ ،‬من ذلك‪ :‬اإلعجاز الغيبي‪ ،‬واإلعجاز‬
‫التشريعي‪ ،‬واإلعجاز العلمي‪.‬‬
‫جوانب الثقافة‬
‫في القرآن الكريم‬

‫ثقافة اإلنسان في‬ ‫ثقافة اإلنسان في‬


‫عالقته بالكون‬ ‫عالقته بنفسه‬
‫ثقافة اإلنسان في عالقته بنفسه‬

‫روحه‬ ‫جسمه‬

‫عقله‬
‫عالقته بجسمه‬

‫نظافة البدن‬
‫غذاؤه‬
‫والملبس‬

‫ملبسه‬
‫غذاؤه‬
‫• قرر القرآن الكريم قاعدة مضطردة في بيان حكم ما يأكله اإلنسان‪ ،‬يقول تعالى‪  :‬اَّلِذ يَن َيَّتِبُعوَن الَّرُس وَل‬
‫الَّنِبَّي اُأْلِّمَّي اَّلِذ ي َيِج ُد وَنُه َم ْك ُتوًبا ِع ْنَدُهْم ِفي الَّتْو َر اِة واإلنجيل َيْأُم ُر ُهْم ِباْلَم ْعُر وِف َو َيْنَهاُهْم َع ِن اْلُم ْنَك ِر َو ُيِح ُّل‬
‫َلُهُم الَّطِّيَباِت َو ُيَح ِّر ُم َع َلْيِهُم اْلَخ َباِئَث ‪[  ...‬األعراف‪ :‬من اآلية ‪ ،]157‬قال بعض العلماء‪ " :‬كل ما أحل هللا‬
‫تعالى من المآكل فهو طيب نافع للبدن والدين‪ ،‬وكل ما حرمه فهو خبيث ضار في البدن والدين ”‪.‬‬
‫• تحري الطيب من الطعام أمر مهم‪ ،‬ألن لبعض األغذية آثاًر ا سلبية على سلوك اإلنسان‪ ،‬فتحريم الخبائث‪ِ ،‬م ْثَل‬
‫ُك ِّل ِذ ي َناٍب ِم ْن الِّس َباِع َو ُك ِّل ِذ ي ِم ْخ َلٍب ِم ْن الَّطْيرِ؛ ألنها َع اِدَيٌة َباِغَيٌة‪َ ،‬فِإَذ ا َأَك َلَها الَّناُس ‪َ ،‬ص اَر ِفي َأْخ اَل ِقِهم‬
‫َش ْو ٌب ِم ن َأْخ اَل ِق َهِذِه اْلَبَهاِئِم ‪ ،‬وُهَو اْلَبْغ ُي َو اْلُع ْد َو اُن ‪َ ،‬ك َم ا َح َّر َم الَّد َم اْلَم ْس ُفوَح ؛ َأِلَّنُه َم ْج َم ُع ُقَو ى الَّنْفِس الشهوية‬
‫اْلَغ َض ِبَّيِة َو ِزَياَد ُتُه ُتوِج ُب ُطْغ َياَن َهِذِه اْلُقَو ى َو ُهَو َم ْج َر ى الَّش ْيَطاِن ِم ْن اْلَبَد ِن ‪.‬‬
‫• على المسلم أن يتحرى الحالل فيما يتناوله‪ ،‬فهناك أنواع من األغذية يدخل في تصنيعها الخمر والخنزير‪.‬‬
‫• اإلسالم يدعو للتوازن‪ ،‬كشأنه في األمور كلها‪ ،‬يقول تعالى‪  :‬وكلوا واشربوا وال تسرفوا ِإَّنُه اَل ُيِح ُّب‬
‫اْلُم ْس ِر ِفيَن ‪[ .‬األعراف‪ :‬من اآلية ‪]31‬‬
‫• اإلنكار على من حرم شيًئا من الطيبات‪:‬‬
‫• لم يبح القرآن الكريم تناول الطيبات فحسب‪ ،‬بل شدد النكير على الذين يحرمونها‪ ،‬يقول هللا تعالى‪:‬‬
‫‪ُ ‬قْل َم ْن َح َّر َم ِز يَنَة ِهَّللا اَّلِتي َأْخ َرَج ِلِعَباِدِه َو الَّطِّيَباِت ِم َن الِّر ْز ِق ُقْل ِهَي ِلَّلِذ يَن آَم ُنوا ِفي اْلَح َياِة‬
‫الُّد ْنَيا َخ اِلَص ًة َيْو َم اْلِقَياَم ِة َك َذ ِلَك ُنَفِّص ُل اآْل َياِت ِلَقْو ٍم َيْع َلُم وَن ‪[ ،‬األعراف‪ ]32:‬فيورد السؤال‬
‫بصيغة اإلنكار‪ ،‬ويفهم منه أنه تعالى لم يحرمها‪ ،‬بل جاء التحريم من غيره‪ ،‬وفي هذه اآلية الكريمة‬
‫" دليل على أن األصل في المطاعم والمالبس وأنواع التجمالت اإلباحة"‪.‬‬
‫• واإلسالم وهو ينكر على من يحرم الطيبات‪ ،‬ينكر في الوقت نفسه على من يتوسع في المباحات‪،‬‬
‫بحيث تكون شغله الشاغل‪ ،‬فتلهيه عن الهدف الذي من اجله خلق‪ ،‬يقول تعالى‪َ  :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن‬
‫آَم ُنوا اَل ُتْلِهُك ْم َأْم َو اُلُك ْم َو اَل َأْو اَل ُد ُك ْم َع ْن ِذ ْك ِر ِهَّللا َو َم ْن َيْفَعْل َذ ِلَك َفُأوَلِئَك ُهُم اْلَخ اِس ُر وَن ‪‬‬
‫[المنافقون‪ ،]9:‬فينبغي أن ال ينشغل المسلم بها بحيث تستعبده‪.‬‬
‫ملبسه‬
‫• يستحب للمسلم أن يتجمل في ملبسه‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ  :‬يا َبِني آَد َم ُخ ُذ وا ِز يَنَتُك ْم ِع ْنَد ُك ِّل َم ْس ِج ٍد‬
‫َو ُك ُلوا َو اْش َرُبوا َو ال ُتْس ِر ُفوا ِإَّنُه ال ُيِح ُّب اْلُم ْس ِر ِفيَن ‪[ ‬األعراف‪ ،]31:‬يقول ابن كثير‪ " :‬ولهذه اآلية‬
‫وما ورد في معناها من السنة يستحب التجمل عند الصالة‪ ،‬وال سيما يوم الجمعة ويوم العيد‪،‬‬
‫والطيب؛ ألنه من الزينة‪ ،‬والسواك؛ ألنه من تمام ذلك "‪.‬‬
‫• كما عليه أن يراعي الضوابط الشرعية في اللباس‪ ،‬يقول تعالى ممتًنا على عباده بنعمة اللباس‪:‬‬
‫‪َ ‬يا َبِني آَد َم َقْد َأْنَز ْلَنا َع َلْيُك ْم ِلَباًس ا ُيَو اِر ي َس ْو آِتُك ْم َو ِر يًش ا َو ِلَباُس الَّتْقَو ى َذ ِلَك َخ ْيٌر َذ ِلَك ِم ْن آَياِت‬
‫ِهَّللا َلَعَّلُهْم َيَّذ َّك ُر وَن ‪ ‬ثم يعقب ذلك بالحذر من مكائد الشيطان ‪َ ‬يا َبِني آَد َم اَل َيْفِتَنَّنُك ُم الَّش ْيَطاُن‬
‫َك َم ا َأْخ َر َج َأَبَو ْيُك ْم ِم َن اْلَج َّنِة َيْنِز ُع َع ْنُهَم ا ِلَباَسُهَم ا ِلُيِر َيُهَم ا َس ْو آِتِهَم ا ِإَّنُه َيَر اُك ْم ُهَو َو َقِبيُلُه ِم ْن َح ْيُث‬
‫اَل َتَر ْو َنُهْم ِإَّنا َج َعْلَنا الَّش َياِط يَن َأْو ِلَياَء ِلَّلِذ يَن اَل ُيْؤ ِم ُنوَن ‪[ ‬األعراف‪ ،]27:‬فيبين سبحانه أن كشف‬
‫العورة من تزيين الشيطان‪ ،‬وإذا كان الشيطان قد أخرج أبانا من الجنة‪.‬‬
‫شروط اللباس‬
‫النساء‬ ‫الرجال‬
‫فيجوز للمرأة أن تلبس ما شاءت من األلوان واألشكال في‬ ‫فاللباس الشرعي تشترط فيه أمور‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫الحجاب والخمار بالضوابط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ال يكون فيه زينة ظاهرة الفتة لنظر الناس‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون ساتًر ا ما بين السرة والركبة‪.‬‬
‫‪ - 2‬ال يكون شفاًفا يظهر ما تحته‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن ال يكون شفاًفا بحيث تبدو بشرة العورة تحته‪.‬‬
‫‪ - 3‬ال يكون ضيًقا يظهر حدود الجسم‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن ال يكون ضيًقا بحيث يصف أعضاء العورة‪.‬‬
‫‪ -4‬وفي تغطية الوجه خالف‪ ،‬ولكن العلماء أجمعوا على أن ال‬ ‫‪ -4‬أن ال يكون فيه تشبه بالنساء‪.‬‬
‫يجوز للمرأة أن تضع على وجهها أي نوع من أنواع الزينة‪ ،‬كما‬
‫أنه يتوجب عليها تغطيته إذا كان في النظر إليه فتنة‪.‬‬
‫‪ -5‬أن ال يكون فيه تشبه بالكفار‪.‬‬
‫‪ -6‬أن ال يكون محرًم ا كالحرير والذهب‪.‬‬
‫نظافة البدن والملبس‬
‫• يشرع للمسلم أن يكون نظيًفا متجماًل ‪ ،‬فقد ورد في الحديث‪َ ” :‬ال َيْد ُخ ُل اْلَج َّنَة َم ْن َك اَن ِفى َقْلِبِه ِم ْثَقاُل َذ َّرٍة ِم ْن ِكْبٍر ”‪َ .‬قاَل َر ُج ٌل ‪:‬‬
‫ِإَّن الَّرُج َل ُيِح ُّب َأْن َيُك وَن َثْو ُبُه َح َس ًنا َو َنْع ُلُه َح َس َنًة‪َ .‬قال‪ِ ” :‬إَّن َهَّللا َج ِم يٌل ُيِح ُّب اْلَج َم اَل اْلِكْبُر َبَطُر اْلَح ِّق َو َغ ْم ُط الَّناِس”‪ .‬رواه‬
‫مسلم برقم‪147/‬‬
‫• وقد شرعت عبادات لهذه الغاية‪ ،‬من ذلك الوضوء‪ ،‬يقول تعالى‪َ  :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِإَذ ا ُقْم ُتْم ِإَلى الَّص اَل ِة َفاْغ ِس ُلوا ُو ُج وَهُك ْم‬
‫َو َأْيِدَيُك ْم ِإَلى اْلَم َر اِفِق َو اْم َسُح وا ِبُرُء وِس ُك ْم َو َأْر ُج َلُك ْم ِإَلى اْلَك ْعَبْيِن ‪[ ‬المائدة‪ :‬من اآلية‪]6‬؛ ألن أعضاء الوضوء لما كانت بادية‬
‫عادة‪ ،‬فال تخلو من الدرن والوسخ‪ ،‬وإن لم يكن عليها نجاسة‪ ،‬فيجب غسلها تطهيًر ا لها من ذلك‪ ،‬وتحقيًقا للنظافة والزينة التي‬
‫أمر هللا بها‪.‬‬
‫• كذلك الغسل‪ ،‬فمنه الواجب والمستحب‪.‬‬
‫• وفي األمر بتطهير الثياب‪ ،‬يقول تعالى‪  :‬وثيابك فطهر‪.‬‬
‫• وقد أثنى هللا تعالى على الُم طهرين‪ ،‬وذكر أنه يحبهم‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬لَم ْس ِج ٌد ُأِّسَس َع َلى الَّتْقَو ى ِم ْن َأَّو ِل َيْو ٍم َأَح ُّق َأْن َتُقوَم ِفيِه‬
‫ِفيِه ِر َج اٌل ُيِح ُّبوَن َأْن َيَتَطَّهُر وا َو ُهَّللا ُيِح ُّب اْلُم َّطِّهِر يَن ‪[ .‬التوبة‪]108:‬‬
‫• ولعل الُم لفت هنا أن اإلسالم ربط الطهارة بعبادة هللا تعالى‪ ،‬وبرضاه وحبه‪ ،‬ليستقر هذا المعنى العظيم في القلب وفي العقل‪.‬‬
‫عالقته بعقله‬

‫حرمة اإلضرار‬
‫بالعقل‬ ‫منزلة العقل‬
‫منزلة العقل في القرآن الكريم‬
‫• لقد بوأ اإلسالم العقل منزلة رفيعة‪ ،‬إذ به يفكر ويرتقي في مدارج العلم‪ ،‬الذي يرفع هللا تعالى به المؤمن درجات عظيمة‪ ،‬يقول تعالى‪:‬‬
‫‪َ ‬يْر َفِع ُهَّللا اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِم ْنُك ْم َو اَّلِذ يَن ُأوُتوا اْلِع ْلَم َد َر َج اٍت ‪[ ‬المجادلة‪ :‬من اآلية‪]11‬‬
‫• لم يأمر هللا تعالى رسوله ‪ ‬بطلب الزيادة إال في باب العلم‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬و ُقْل َر ِّب ِز ْد ِني ِع ْلًم ا ‪[ ‬طـه‪ :‬من اآلية‪ ،]114‬وفيه إعالء‬
‫لشأن العلم والعلماء‪.‬‬
‫• لقد حفل القرآن الكريم باآليات التي ترفع من شأن العلم وأهله‪:‬‬
‫• استشهد هللا ‪ ‬أولي العلم على أعظم مسألة‪ ،‬وهي التوحيد‪ ،‬فقال تعالى‪َ  :‬ش ِهَد ُهَّللا َأَّنُه اَل ِإَلَه ِإاَّل ُهَو َو اْلَم اَل ِئَك ُة َو ُأوُلو اْلِع ْلِم َقاِئًم ا ِباْلِقْس ِط‬
‫اَل ِإَلَه ِإاَّل ُهَو اْلَعِز يُز اْلَح ِكيُم ‪[ ‬آل عمران‪]18:‬‬
‫• بين أنهم المؤهلون لفهم كتابه‪ ،‬قال تعالى‪  :‬وتلك األمثال نضربها للناس وما يعقلها إال العالمون ‪[ ‬العنكبوت‪ ]43:‬قال ابن كثير‪ ":‬وما‬
‫يفهمها ويتدبرها إال الراسخون في العلم المتضلعون منه“‪.‬‬
‫• أن العلماء هم أكثر البشر خشية هلل‪ ،‬قال تعالى‪ِ  :‬إَّنَم ا َيْخ َشى َهَّللا ِم ْن ِعَباِدِه اْلُعَلَم اُء ‪[ ‬فاطر من اآلية‪]28‬‬
‫• حفل القرآن الكريم باآليات التي تحث المسلم على النظر والتدبر والتفكر‪ ،‬يقول تعالى‪  :‬أَفَلْم َيْنُظُر وا ِإَلى الَّس َم اِء َفْو َقُهْم َك ْيَف َبَنْيَناَها‬
‫َو َز َّيَّناَها َو َم ا َلَها ِم ْن ُفُر وٍج‪ .‬واألرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج‪َ .‬تْبِص َر ًة َو ِذ ْك َر ى ِلُك ِّل َعْبٍد ُم ِنيٍب‪.‬‬
‫[ّق ‪8-6:‬‬
‫حرمة اإلضرار بالعقل‬
‫• حرم هللا تعالى على اإلنسان كل ما من شأنه اإلضرار به‪ ،‬ومن ذلك ما يتعلق بالعقل‪ ،‬فحرم الخمر‪،‬‬
‫يقول تعالى‪َ  :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِإَّنَم ا اْلَخ ْم ُر َو اْلَم ْيِس ُر َو اَأْلْنَص اُب َو اَأْلْز الُم ِر ْج ٌس ِم ْن َع َم ِل‬
‫الَّش ْيَطاِن َفاْج َتِنُبوُه لعلكم تفلحون ‪[ ‬المائدة‪]90:‬‬
‫• لقد جعلت الشريعة اإلسالمية على من تسبب ألحد بفقد عقله دية‪.‬‬
‫عالقته بروحه‬
‫• عني القرآن الكريم عناية تامة بالروح‪ ،‬فنجده قد أقسم على حقيقة مهمة‪ ،‬ينبغي أن تكون منهًج ا في‬
‫حياة المسلم‪ ،‬يقول تعالى‪  :‬قد أفلح من زكاها‪ .‬وقد خاب من دساها ‪[ ‬الشمس‪.]10-9 :‬‬
‫• قال ابن القيم‪ ":‬قد أفلح من كبرها وأعالها بطاعة هللا‪ ،‬وأظهرها‪ ،‬وقد خاب وخسر من أخفاها‪،‬‬
‫وحقرها وصغرها بمعصية هللا"‪.‬‬
‫األمور التي تغذي الروح‬
‫اإليمان باهلل‬
‫تعالى‬

‫عدم التعلق‬
‫العبادات‬
‫بالشهوات‬

‫الدعوة إلى‬
‫ذكر هللا تعالى‬
‫مكارم الخالق‬
‫اإليمان باهلل تعالى‬
‫• اإليمان باهلل تعالى عماد الحياة الروحية‪ ،‬فعندما يؤمن اإلنسان بربه الذي أفاض عليه النعم كلها‪،‬‬
‫ويستشعر قدرته ومعيته‪ ،‬فيستمد من قدرة هللا مدًد ا لضعفه‪ ،‬ومن معية هللا تعالى أنًس ا لوحشته‪،‬‬
‫إن أقفر الطريق‪ ،‬وقل الرفيق‪ ،‬فهو ال ييأس وال يبتئس‪ ،‬وكيف يحزن من كان هللا تعالى معه‪.‬‬
‫• هذا اإليمان يولد في اإلنسان طاقة روحية بما يكسبه من الشعور بمراقبة ربه له‪ ،‬ومن ثم‬
‫يتحسس مواقع خطوه؛ لتنتظم على الصراط الذي شرعه‪ ،‬متوخًيا الحذر أن تزل به القدم‪ ،‬فهو‬
‫يعلم أن الجنة حفت بالمكاره‪ ،‬وأن النار حفت بالشهوات‪ ،‬فتبقى روحه يقظة‪ ،‬ويبقى قلبه موصواًل‬
‫بربه يسأله الثبات‪.‬‬
‫العبادات‬
‫• العبادات معين ال ينضب‪ ،‬وغذاء سليم للروح‪:‬‬
‫• فالصالة صلة بين العبد وربه‪ ،‬يناجيه ويسأله‪ ،‬ويسجد فيقترب‪ ،‬ويردد بين الحين والحين ‪:‬هللا أكبر‪ ،‬فتصفو روحه وتشف‪.‬‬
‫• والصيام تربية عملية للسمو بالروح‪ ،‬وبسيادة اإلرادة الممتثلة ألمر هللا عز وجل على متطلبات الجسد‪ ،‬وتحرير للنفس‬
‫من ثقل العادات‪ ،‬وأن ما اعتادته بإمكانها أن تعتاد غيره‪.‬‬
‫• والزكاة اعتالء وتجاوز لحاجز الشح الذي صرحت به اآلية الكريمة ‪َ ‬و ُأْح ِضَرِت اَأْلْنُفُس الُّش َّح ‪[ ‬النساء‪ :‬من‬
‫اآلية‪ ،]128‬ثم يرتقي؛ ليصل إلى الفالح ‪َ ‬و َم ْن ُيوَق ُش َّح َنْفِس ِه َفُأوَلِئَك ُهُم اْلُم ْفِلُح وَن ‪[ ‬الحشر من اآلية ‪ ]9‬فيستعلي‬
‫بإيمانه‪ ،‬ويواسي ذوي الحاجات‪ ،‬وتسري هذه الروح اللطيفة‪ ،‬فال يقتنع بأداء الواجب‪ ،‬بل يتجاوزه إلى المندوبات‪،‬‬
‫فينشر خيره بين المحتاجين‪ ،‬كيف وقد أحس بسعادة تغمره‪ ،‬وَر وح ينعش هزال روحه‪.‬‬
‫• وهي وسيلة عظيمة لتزكية الروح وتطهيرها‪ ،‬يقول تعالى‪ُ :‬خ ْذ ِم ْن َأْمَو اِلِهْم َص َد َقًة ُتَطِّهُر ُهْم َو ُتَز ِّك يِهْم ِبَها َو َص ِّل َع َلْيِهْم‬
‫ِإَّن َص الَتَك َس َك ٌن َلُهْم َوُهَّللا َسِم يٌع َع ِليٌم ‪[.‬التوبة‪]103:‬‬
‫وهكذا سائر ما أمر هللا تعالى به من العبادات‪.‬‬ ‫•‬
‫ذكر هللا تعالى‬
‫• وإذا كانت العبادات تؤدى في بعض األوقات دون بعض‪ ،‬فإن هناك معيًنا روحًيا ال ينضب‪ ،‬أال وهو‬
‫ذكر هللا تعالى‪ ،‬يقول هللا تعالى‪َ :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا اْذ ُك ُر وا َهَّللا ِذ ْك ًر ا َك ِثيًر ا‪ .‬وسبحوه بكرة وأصياًل‬
‫‪[ ‬األحزاب‪ " ،]42 – 41:‬إن القلب ليظل فارًغ ا أو الهًيا أو حائًر ا حتى يتصل باهلل ويذكره ويأنس‬
‫به‪ ،‬فإذا هو مليء جاد‪ ،‬قار‪ ،‬يعرف طريقه‪ ،‬ويعرف منهجه‪ ،‬ويعرف من أين وإلى أين ينقل خطاه‪.‬‬
‫• ومن هنا يحض القرآن كثيًر ا‪ ،‬وتحض السنة كثيًر ا‪ ،‬على ذكر هللا‪ ،‬ويربط القرآن بين هذا الذكر‬
‫وبين األوقات واألحوال التي يمر بها اإلنسان؛ لتكون األوقات واألحوال مذكرة بذكر هللا‪ ،‬ومنبهة‬
‫إلى االتصال به‪ ،‬حتى ال يغفل القلب وال ينسى"‪.‬‬
‫الدعوة إلى مكارم األخالق‬
‫• دعا القرآن الكريم للتحلي بمكارم األخالق؛ ليذهب عن النفس كدر مساوئها‪ ،‬فحث على التعاون‪،‬‬
‫وال يتعاون إال محب مشفق رحيم‪ ،‬فكان األمر الرباني ‪َ ‬و َتَعاَو ُنوا َع َلى اْلِبِّر َو الَّتْقَو ى َو ال َتَعاَو ُنوا‬
‫َع َلى اِأْل ْثِم َو اْلُعْد َو اِن َو اَّتُقوا َهَّللا ِإَّن َهَّللا َش ِد يُد اْلِع َقاِب ‪[ ‬المائدة‪ :‬من اآلية‪ ]2‬توجيًها للتعاون‬
‫بمجاالته المتعددة‪ ،‬ما دام منتظًم ا في سلك التقوى‪ ،‬وفيه ما ال يخفى من أوجه تغذية الروح بما‬
‫تحتاجه‪ ،‬وهي تعيش حالة طغيان المادة وضجيج اآلالت؛ ليعلو على هذا كله نداء الحب‪ ،‬حب‬
‫اآلخرين والسعي في مساعدتهم‪ ،‬وتقديم العون لهم‪ ،‬دون انتظار لمردود مادي أو معنوي‪ ،‬وقل مثل‬
‫ذلك عن الصبر‪ ،‬وعن العفو‪ ،‬واإليثار‪.‬‬
‫عدم التعلق بالشهوات‬
‫• من أعظم ما يسمو باإلنسان أن يعطي الدنيا قيمتها التي تستحقها‪:‬‬
‫• فال هو ينغمس في لذاتها وشهواتها‪.‬‬
‫• وال بالذي يختار حياة الرهبان‪ ،‬فيترك الحالل الذي أباحه هللا تعالى‪.‬‬
‫• لذا نجد آيات كريمة تدعو إلى عدم االنكباب على الدنيا‪ ،‬وتنأى بالنفس عن التعلق بزينتها‪ ،‬مبينة أن ما عند هللا‬
‫تعالى خير وأبقى‪ ،‬يقول ‪ : ‬اْلَم اُل َو اْلَبُنوَن ِزيَنُة اْلَح َياِة الُّد ْنَيا َو اْلَباِقَياُت الَّص اِلَح اُت َخ ْيٌر ِع ْنَد َرِّبَك َثَو اًبا‬
‫َو َخ ْيٌر َأَم اًل ‪[ ‬الكهف‪ ،]46:‬ويقول تعالى‪َ  :‬بْل ُتْؤ ِثُر وَن اْلَح َياَة الُّد ْنَيا‪َ .‬و اآْل ِخ َر ُة َخ ْيٌر َو َأْبَقى ‪[ .‬األعلى‪]17:‬‬
‫• وتبين له أن األصل في سعيه هو الدار اآلخرة‪  ،‬وابتغ فيما آتاك هللا الدار اآلخرة وال تنس نصيبك من الدنيا‬
‫‪[ .‬القصص من اآلية‪ .]77‬قال ابن كثير‪ " :‬استعمل ما وهبك هللا من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة‪ ،‬في‬
‫طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات‪ ،‬التي يحصل لك بها الثواب في الدار اآلخرة‪  .‬وال تنس نصيبك من‬
‫الدنيا ‪ ‬أي‪ :‬مما أباح هللا فيها من المآكل والمشارب والمالبس والمساكن والمناكح‪ ،‬فإن لربك عليك حقا‪،‬‬
‫ولنفسك عليك حقا‪ ،‬وألهلك عليك حقا‪.‬‬
‫عالقة اإلنسان بالكون‬
‫• المتأمل في آيات القرآن الكريم يجد أمًر ا الفًتا للنظر‪ ،‬وهو كثرة اآليات التي تتحدث عن الكون‪،‬‬
‫وتحث على النظر والتأمل والتفكر فيه‪ ،‬وهناك عالقة بين القرآن الكريم والكون‪.‬‬
‫• وقد قيل‪ :‬إن القرآن كالم هللا المقروء‪ ،‬والكون كتاب هللا المنظور‪.‬‬
‫• بل إننا نجد أن القرآن الكريم يؤكد مسألة مهمة‪ ،‬وهي أن الكون خلق لنا‪ ،‬وسخر لمصلحتنا‪ ،‬حتى‬
‫أننا لنلمس العناية الربانية من خالل هذا التسخير‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬و ُهَو اَّلِذ ي َس َّخ َر اْلَبْح َر ِلَتْأُك ُلوا ِم ْنُه‬
‫َلْح ًم ا َطِر ًّيا َو َتْس َتْخ ِر ُج وا ِم ْنُه ِح ْلَيًة َتْلَبُس وَنَها َو َتَر ى اْلُفْلَك َم َو اِخ َر ِفيِه َو ِلَتْبَتُغوا ِم ْن َفْض ِلِه َو َلَعَّلُك ْم‬
‫َتْش ُك ُر وَن ‪[ ‬النحل‪]14:‬‬
‫• وهذه العالقة قائمة على األمور اآلتية‪:‬‬
‫• ‪ -1‬أن الكون قد خلقه هللا تعالى‪ ،‬فلم يخلق نفسه‪ ،‬وال الصدفة أوجدته‪ ،‬قال هللا تعالى‪ِ  :‬إَّن َرَّبُك ُم ُهَّللا اَّلِذ ي َخ َلَق الَّس َم اَو اِت‬
‫َو اَأْلْر َض ِفي ِس َّتِة َأَّياٍم ُثَّم اْس َتَو ى َع َلى اْلَعْر ِش ُيْغ ِش ي الَّلْيَل الَّنَهاَر َيْطُلُبُه َح ِثيًثا َو الَّش ْم َس َو اْلَقَم َر َو الُّنُج وَم ُم َس َّخ َر اٍت ِبَأْمِرِه َأال َلُه‬
‫اْلَخ ْلُق َو اَأْلْم ُر َتَباَر َك ُهَّللا َر ُّب اْلَعاَلِم يَن ‪[ ‬األعراف‪.]54:‬‬
‫َلُك ُم الَّش ْم َس َو اْلَقَم َر َد اِئَبْيِن َو َس َّخ َر َلُك ُم‬ ‫• ‪ -2‬أن هللا تعالى قد سخر هذا الكون لإلنسان‪ ،‬مؤمًنا كان أو كافًر ا‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ  :‬و َس َّخ َر‬
‫َو الُّنُج وُم ُم َس َّخ َر اٌت ِبَأْمِرِه ِإَّن ِفي َذ ِلَك‬ ‫الَّلْيَل َو الَّنَهاَر ‪[ ‬إبراهيم‪ ،]33:‬وقال تعالى‪َ  :‬و َس َّخ َر َلُك ُم الَّلْيَل َو الَّنَهاَر َو الَّش ْم َس َو اْلَقَم َر‬
‫آَل ياٍت ِلَقْو ٍم َيْع ِقُلوَن ‪[ ‬النحل‪.]12:‬‬
‫• ‪ -3‬أن هذا التسخير يسير وفق قواعد ثابتة مستمرة‪ ،‬وهذا ما يسهل االنتفاع به‪ ،‬يقول تعالى‪َ  :‬أَلْم َتَر َأَّن َهَّللا ُيوِلُج الَّلْيَل ِفي‬
‫الَّنَهاِر َو ُيوِلُج الَّنَهاَر ِفي الَّلْيِل َو َس َّخ َر الَّش ْم َس َو اْلَقَم َر ُك ٌّل َيْج ِري ِإَلى َأَج ٍل ُم َس ّمًى َو َأَّن َهَّللا ِبَم ا َتْع َم ُلوَن َخ ِبير‪[ ‬لقمان‪ ،]29:‬وقال‬
‫تعالى‪  :‬ال الَّش ْم ُس َيْنَبِغ ي َلَها َأْن ُتْد ِرَك اْلَقَم َر َو ال الَّلْيُل َس اِبُق الَّنَهاِر َو ُك ٌّل ِفي َفَلٍك َيْسَبُح وَن ‪[ .‬يـس‪ ]40:‬وقال تعالى‪ِ  :‬إَّنا ُك َّل‬
‫َش ْي ٍء َخ َلْقَناُه ِبَقَد ٍر‪[ .‬القمر‪]49:‬‬
‫• ‪ -4‬أن الكون كله مطيع هلل مسبح له‪ ،‬يقول تعالى‪ُ  :‬ثَّم اْس َتَو ى ِإَلى الَّس َم اِء َو ِهَي ُد َخ اٌن َفَقاَل َلَها َو ِلَأْلْر ِض اْئِتَيا َطْو ًع ا َأْو َك ْر ًها‬
‫َقاَلَتا َأَتْيَنا َطاِئِع يَن ‪[ ‬فصلت‪ ،]11:‬وقال تعالى‪ُ  :‬تَسِّبُح َلُه الَّس َم اَو اُت الَّسْبُع َو اَأْلْر ُض َو َم ْن ِفيِهَّن َوِإْن ِم ْن َش ْي ٍء ِإاَّل ُيَسِّبُح ِبَح ْم ِدِه‬
‫َو َلِكْن ال َتْفَقُهوَن َتْس ِبيَح ُهْم ِإَّنُه َك اَن َح ِليًم ا َغُفوًر ا ‪[ .‬اإلسراء‪]44:‬‬
‫• ‪ -5‬إن هللا تعالى أمر اإلنسان في آيات كثيرة أن ينظر في الكون نظر تأمل وتفكر‪ ،‬وذلك بدراسة السنن والقواعد والقوانين التي‬
‫يسير عليها لكي يتمكن من االنتفاع به وتسخيره لمصالحه‪ ،‬قال تعالى‪ُ  :‬قِل اْنُظُر وا َم اَذ ا ِفي الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر ِض َو َم ا ُتْغ ِني اآْل ياُت‬
‫َو الُّنُذ ُر َعْن َقْو ٍم ال ُيْؤ ِم ُنوَن ‪[ ‬يونس‪]101:‬‬
‫نتيجة تطبيق علماء المسلمين للمنهج القرآني في النظر والتأمل‬

‫• لقد برعوا في علوم كان لها أكبر األثر في ازدهار علوم الغرب في عصرنا الحاضر‪.‬‬
‫• يقول نيكلسون‪ " :‬وما المكتشفات اليوم لتحسب شيًئا مذكوًر ا إزاء ما نحن مدينون به للرواد العرب الذين كانوا‬
‫مشاعل وضاءة في القرون الوسطى المظلمة‪ ،‬والسيما في أوربا‪ ،‬فلو لم يظهر الحسن بن الهيثم الضطر إسحاق‬
‫نيوتن أن يبدأ من حيث بدأ الهيثم‪ ،‬ولو لم يظهر جابر بن حيان لبدأ جاليليو من حيث بدأ جابر بن حيان "‪.‬‬
‫• لقد تم تأليف القسم األكبر من كتاب الحاوي للرازي من سجل دقيق لمالحظاته على مرضاه أثناء سير المرض‪،‬‬
‫وكان الرازي أول من وصف بدقة ووضوح مرض الحصبة ومرض الجدري …‪ ،‬وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة‬
‫الالتينية‪ ،‬وبقي مرجًعا يدّر س في الجامعات األوربية حتى منتصف القرن الرابع عشر للميالد‪.‬‬
‫• ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن مباحث محمد بن موسى في حركة األجرام السماوية وخواص الجذب سابقة‬
‫لبحوث نيوتن في هذا المجال‪.‬‬
‫ثقافة اإلنسان في المحافظة على البيئة‬
‫• يعد اإلنسان أهم عامل حيوي وفعال في البيئة‪ ،‬وبيئة اإلنسان‪ :‬مكان سكناه‪ ،‬وكل ما يحيط به من‬
‫عناصر طبيعية كالماء والهواء والتربة والكائنات الحية من نبات وحيوان‪ ،‬وعناصر بشرية‬
‫تشمل اإلنسان بأنشطته المتنوعة الزراعية والصناعية وغيرها‪.‬‬
‫• لقد مرت عالقة اإلنسان ببيئته بتطورات كثيرة‪ ،‬وزاد نشاطه في استغالل موارد البيئة‪ ،‬وبخاصة‬
‫عندما جاءت مرحلة الصناعة‪ ،‬واستخدام المواد الكيماوية‪ ،‬وتلويث الجو بأدخنة المصانع‪،‬‬
‫فظهرت مشكالت بيئية عديدة‪.‬‬
‫• لقد نظم اإلسالم عالقة اإلنسان بالبيئة‪ ،‬فأرشده إلى أمور مهمة‪ ،‬تشكل قيًم ا يسير على منهاجها‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫• ‪ .‬قيم المحافظة‪ :‬وذلك بالمحافظة على كل ما يحيط بنا من هواء‪ ،‬ومياه‪ ،‬ونبات‪ ،‬وهدوء‪ ،‬وطرقات‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫• ‪ .2‬قيم االستغالل‪ :‬وتعنى باستغالل الموارد المتاحة باعتدال دون إسراف‪.‬‬
‫• ‪ .3‬قيم جمالية‪ :‬فقد وجه الدين الحنيف إلشاعة الجمال في الحياة‪ ،‬ابتداء من جعلها جْز ًء من العبادات‪،‬‬
‫كالوضوء واالغتسال‪ ،‬وانتهاء بالسنن التي ال يكاد الحصر يحدها‪ ،‬الجمال في الهيئة والملبس‪ ...‬وحتى‬
‫المركوب‪ ،‬يقول تعالى‪  :‬ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ‪.‬‬
‫• لقد بّين هللا تعالى أن ما يحصل للبيئة من فساد مرده اإلنسان‪ ،‬قال تعالى‪  :‬ظهر الفساد في البر‬
‫والبحر بما كسبت أيدي الناس‪  ...‬والمعنى‪ :‬بأن النقص في الزروع والثمار بسبب المعاصي‪ .‬وقال‬
‫أبو العالية‪ ” :‬من عصى هللا في األرض فقد أفسد في األرض؛ ألن صالح األرض والسماء بالطاعة ”‪.‬‬
‫• فالمعاصي سبب رئيس لفساد البيئة‪ ،‬وهو أمر يستدعي التيقظ؛ ألننا نلحظ أن كثيًر ا من المنظرين‬
‫يرجعون األمر للفساد الحسي‪ ،‬وذلك حق‪ ،‬وقد نص عليه القرآن الكريم‪ ،‬قال ‪ : ‬وإذا تولى سعى‬
‫في األرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل‪َ ،‬و ُهَّللا اَل ُيِح ُّب اْلَفَس اَد ‪[ ‬البقرة من اآلية‪]205‬‬

You might also like