You are on page 1of 23

‫المحاضرة ‪4‬‬

‫(النبوات )‬
‫مفهوم النيب والرسول وحاجة البشر إليهم وصفاهتم‬
‫التعريف لكل من النبي والرسول‬

‫النبي لغة‬
‫• الن بي ف ي لغ ة العرب مشت ق م ن النب أ وه و الخ بر‪ .‬ومن ه‬
‫قول ه تعال ى ( ع م يتس اءلون‪ ،‬ع ن النب أ العظي م )‪ .‬وإنم ا‬
‫س مي الن بي نبي ا ألن ه ُم ْخبَر ‪ ،‬و ُم ْخبِر ‪ُ .‬م ْخبَر أل ن هللا‬
‫أخ بره وأوح ى إليه‪ .‬و ُم ْخبِر ألن ه ي ُْخبِر ع ن هللا تعال ى‬
‫وحيه وأمره‪.‬‬
‫• ‪.‬‬
‫التعريف لكل من النبي والرسول‬

‫الرسول لغة‬
‫والرس ول ف ي اللغ ة م ن اإلرس ال وه ي التوجي ه‪ ،‬فإذا ْ‬
‫بعثت َ‬
‫شخص ا ف ي مهم ة فه و رس ولك‪ ،‬قال تعال ى حاكي ا قول ملك ة س بأ‬
‫( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) ‪-‬سورة‬
‫النمل‪ ،‬اآلية ‪ .35‬وعلى هذا فالرسل إنما سموا بذلك ألنهم ُوجِّ هوا‬
‫من قبل هللا تعالى‪ ،‬وهم مبعوثون برسالة معين ة مكلفون بحملها‬
‫وتبليغها ومتابعتها‪.‬‬
‫• ‪.‬‬
‫النبي والرسول اصطالحا‬

‫تعري ف الرس ول شرع ا‪ :‬ه و رج ل ح ر م ن بن ي آدم‬


‫أوحى هللا إليه بشرع وأمره بتبليغه‪.‬‬
‫أم ا تعري ف الن بي شرع ا ‪ :‬ه و رج ل ح ر م ن بن ي آدم‬
‫أوحى هللا إليه بشرع ولم يؤمر بالتبليغ‪.‬‬
‫• ‪.‬‬
‫الفرق بين الرسول والنبي‬

‫• الشائ ع عن د العلماء أ ن م ن ُأوح ي إلي ه وُأم ر بالتبلي غ فه و‬


‫رسول ونبي‪ ،‬ومن ُأوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ فهو نبي‬
‫فقط‪ .‬وعلى ذلك فكل رسول نبي‪ ،‬وليس كل نبي رسوالً‪.‬‬
‫• وذه ب بع ض العلماء إل ى أ ن الرس ول م ن أوح ي إلي ه‬
‫بشرع جديد‪ ،‬والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله‪..‬‬
‫حاجة البشر إلى األنبيآء والرسل‬

‫• فإن اإلنسان يف أشد حاجة إىل األنبيآء والرسل ألهنم‬


‫يرشدون الناس إىل الصواب يف كل ما حيتاجون إليه يف‬
‫أمر دينهم ودنياهم‪ ،‬وبإرساهلم تتوقف سعادة الناس يف‬
‫الدنيا واآلخرة‪ .‬وذلك ألهنم يقومون مبهمات عظيمة‬
‫وهي ‪:‬‬
‫مهمات األنبيآء والرسل‬

‫أ‪ -‬بيان النظام الصحيح لتعامل اإلنسان مع نفسه ومع إخوانه البشر‪.‬حبيث‬
‫يَؤ ِّمن لإلنسان السعادة على وجه األرض‪ ،‬فإن األنظمة اليت وضعها البشر‬
‫بعيدا عن هدى اهلل تعاىل فشلت ىف إسعاد الناس‪ ،‬وهي عرضة للتغيري‬
‫دائما‬
‫ب_ تعريف اإلنسان مبا وراء املادة ‪ ،‬ألن حواس اإلنسان حمصورة حبدود‬
‫املادة‪ ،‬وهو حباجة إىل من يطلعه على ما وراء املادة ليكون تفكريه وسلوكه‬
‫منسجمنْي مع حقائق الكون املادية وغري املادية‬
‫َ‬
‫مهمات األنبيآء والرسل‬

‫ج_ معرفة اهلل تعاىل‪ ،‬فإن اإلنسان ليسوا على درجة واحدة من الذكاء‬
‫حبيث يستطيعون االستدالل باخللق على اخلالق ‪ ،‬وبالكون على‬
‫امل َك َّون‪ ،‬فال بد من رسل يرشدوهنم إىل معرفة اهلل تعاىل ‪ ،‬فإن هذه‬
‫أهم شيء لإلنسان‪ ،‬واجلهل هبا خسارة ال تعوض‪.‬‬ ‫ُ‬

‫د_ حترير اإلنسان من الطواغيت يضللون البسطاء فيؤهلون غري اهلل‪.‬‬


‫ليحرروا الناس‬
‫فال بد من رسل يكشفون زيف هذه العقائد الباطلة ّ‬
‫ويوجهوهم إىل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ّ‬
‫الصفات الواجبة لألنبياء والرسل‬
‫• األمانة‪ :‬أي العصمة‪ .‬بمعنى أن هللا تعالى حفظ ظواهرهم وبواطنهم‬
‫فى الصغر والكبر قبل النبوة وبعدها من كل عمل منهي عنه ولو نهي‬
‫كراهة‪.‬‬

‫• الصدق‪ :‬وهو مطابقة الخ بر للواقع‪ .‬فيجب اعتقاد أنهم صادقون فيما‬
‫يبلغون عن هللا عز وجل وفيما يخبرون عن غيره أيضا‪. .‬‬
‫• الفطان ة‪ :‬والمقصود به ا الذكاء وقوة المالحظة والحج ة بحيث يستطيعون‬
‫إقام ة الحج ة عل ى ص دق م ا يدعون الي ه ويس تطيعون إبطال شبه ة‬
‫المخالفي ن لهم‪ .‬فال بد أ ن يجعل هللا فيهم م ن الذكاء وقوة الحجة م ا يجعل‬
‫تبليغهم حجة على الناس‪.‬‬

‫• التبليغ‪ :‬الرسول يبلغ عن هللا تعالى كما سبق‪ ،‬فما أمره هللا تعالى بتبليغه‬
‫مهما كان موضوعه‪ ،‬وإالّ يكون عاصيا‪ ،‬والمعصية مستحيلة عليه‪ .‬وأما‬
‫م ا ال يؤم ر بتبليغ ه فق د ال يبلّغ ه خاص ة إذا كان ت عقول الناس ال تحتمل ه‬
‫كاألمور الغيبية‪.‬‬
‫المستحيل فى حق الرسل واألنبياء‬

‫• الخيانة‪ :‬أي مخالفة الشرعية قبل النبوة وبعدها‬


‫• الكذب‪ :‬اإلخبار بما يخالف الواقع‬
‫• البالهة والغفلة وعدم الفطنة‬
‫• كتمان شيئ مما أمروا بتبليغه‬
‫• الجنون قليله وكثيره‬
‫• السهو في األخبارالبالغية‪ .‬فإن النسيان في األمور البالغية فهو ممتنع‬
‫قبل التبليغ‪ ،‬وأما بعد التبليغ فيمكن أن يسهو عنه ألنه سيجد من يذ ّكره‪.‬‬
‫الجائز فى حق الرسل واألنبياء‬
‫• يجوز عليهم ما يجوز على البشر مما ليس محرما وال‬
‫مكروها وال مباحا ُم ْز ِريا او ُمنفِّرا للطباع‪ ،‬وذلك كاألكل‬
‫والشرب والجماع الحالل والنوم والمرض غير المنفر‪،‬‬
‫واإلغماء‪.‬‬
‫• وقد طلب المشركون رسال ال يأكلون وال يمشون في‬
‫األسواق وال يتزوجون‪ ،‬فر ّد هللا عليهم طلبهم ألن الرسل‬
‫بشر‪ .‬قال تعالى (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إال إنهم‬
‫ليأكلون الطعام ويمشون في األسواق) – سورة الفرقان ‪:‬‬
‫اآلية ‪20‬‬
‫شروط شرعية للرسل واألنبياء‬

‫‪ o‬هناك شروط أخرى للرسل دل عليها الشرع وهي غري الصفات الواجبة هلم‪:‬‬
‫‪ .1‬البشرية‬
‫‪ .2‬احلرية‬
‫‪ .3‬الذكورة‬
‫‪ .4‬العقل‬
‫‪ .5‬السالمة‬
‫‪ .1‬البشرية‬
‫• جيب أن يكونوا بشرا ليتمكن البشر من األخذ منهم واتباعهم يف سلوكهم‪.‬‬
‫• وقد طلب الكفار رسال من املالئكة حىت مييزوا أنفسهم بأشخاص أرقى‬
‫﴿ولَ ْو َج َع ْلنَاهُ َملَ ًكا‬
‫منهم رتبة عند اهلل فيتبعوهنم‪ ،‬فرد اهلل عليهم بقوله‪َ :‬‬
‫جَلَ َع ْلنَاهُ َر ُجاًل َولَلَبَ ْسنَا َعلَْي ِه ْم َما َي ْلبِ ُسو َن﴾‬
‫‪ .2‬احلرية‬
‫• ميتلك نفسه حبيث أن الرقيق ال ميلك أمر نفسه‬
‫• وإذامل تكن لديه احلرية فكيف يكون رسوال يقود األمة؟‬
‫• وكيف يكون له احرتام وهو يباع ويشرتي؟‬
‫‪ .3‬الذكورة‬
‫• جيب للرسول أن خيتلط بالناس إلبالغ الدعوة‪ ،‬واخللطة قد تعرض املرأة لسفاهة‬
‫السفهاء‪ ،‬والرجل أقدر على إبالغ الدعوة‪.‬‬
‫• بعض املسؤولية حيتاج إىل القوة اجلسمانية‪ ،‬والرجل يستطيع أن يؤدي هذه‬
‫املسؤولية بدال من املرأة‪.‬‬
‫‪ .4‬العقل‬
‫• كمال العقل والذكاء وقوة الرأي ألن هذا سالحهم يف الدعوة‪.‬‬
‫• اجلهل واجلنون ال ميكن املرء نشر دعوته ألهنما من نقصان العقل‪.‬‬
‫• رد اهلل قول الكفار اهتامهم للرسل باجلنون حيث يقول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫ك مِب َجنُ ٍ‬ ‫﴿ما َأنْ ِ ِ‬
‫ون﴾‬ ‫ت بِن ْع َمة َربِّ َ ْ‬
‫َ َ‬
‫‪ .5‬السالمة‬
‫• السالمة من كل ما ينفر الناس من مرض وغريه‪.‬‬
‫• تبليغ الدعوة ال يكون إال باخللطة‪ ،‬فكيف يستمع الناس‬
‫إليهم وفيهم ما ين ّفر الطباع منه‪.‬‬
‫• ولذا القصص اليت ذكرت مبا أصاب به بعض الرسل من‬
‫أمراض منفرة قد تكون من اإلسرائيليات‪.‬‬
‫املعجزات‬
‫والذي يدل على صدق الرسل ثالثة أمور ‪:‬‬

‫صدق الرسل‬
‫معجزات‬ ‫جوهرة‬ ‫سيرة‬
‫الرسالة‬ ‫الرسول‬
‫إن من صدق ما جاء به النيب صلى اهلل عليه وسلم ظهور املعجزات بني‬
‫يديه‪ ،‬فالمعجزة هي أمور خارقة للعادة‪ ،‬مقرون بالتحدي‪ ،‬مع عدم‬
‫المعارضة‪ ،‬غير واقع في آخر الزمان ‪.‬‬
‫‪.‬وهي تدل على صدق النبوة ولتزيد املؤمنني إميانا‬

‫املعجزة العظمى لرسول اهلل (ص) هي القرآن الكرمي؛ فهو خارق للعادة‬
‫باقية إىل قيام الساعة‪ .‬ومن إعجاز القرآن لغته‪ ،‬وإعالمه بأمور الغيب‪،‬‬
‫‪.‬وتشريعه‪ ،‬وعلومه يعين حقائق علمية مل يكن البشر يعرفوهنا يوم نزل القرآن‬
‫وأما معجزاته احلسية فكثرية‪ ،‬وقد شهدها الصحابة رضي اهلل عنهم كما‬
‫ذكر يف اخلرب‪.‬‬

‫ومثاهلا‪ :‬انشقاق القمر بدعوته (ص)‪ ،‬وحنني اجلذع إليه عندما تركه‬
‫وصعد املنرب وكان قبل ذلك إىل جانبه أذا خطب‪ ،‬ونبع املاء من بني‬
‫أصابعه حني وضع يده يف املاء القليل فكثر حىت كفى اجلمع الكثري من‬
‫الصحابة‬
‫الكرامة لألوليأ‬

‫العدو‪ ،‬وأولياء اهلل هم أنصار دينه وأعداء الكافرين به‪.‬‬


‫• الويل يف اللغة ضد ّ‬
‫• الوالية نوعان‪ :‬والية عامة ووالية خاصة‬

‫‪ )1‬الوالية العامة فهي لكل مؤمن‪( .‬اهلل ّ‬


‫ويل الذين آمنوا خيرجهم من‬
‫الظلمات إىل النور) البقرة ‪257 :‬‬
‫‪ )2‬الوالية اخلاصة هي للعارف باهلل تعاىل وبصفاته حسب اإلمكان‪..‬‬
‫• خصائص الويل‪:‬‬
‫‪ )1‬املواظب على الطاعات اجملتنب للمعاصي‪.‬‬
‫‪ )2‬املعرض عن االهنماك يف اللذات والشهوات املباحة‪.‬‬
‫‪َ )3‬من توىل اهلل تعاىل أمره فلم يَ ِك ْلهُ إىل نفسه وال إىل غريه حلظةً‪.‬‬
‫وطاعته‪ ،‬فعبادته جتري على التوايل من غري أن يتخللها‬
‫َ‬ ‫‪َ )4‬من توىل عبادةَ اهلل تعاىل‬
‫عصيان‪ ،‬فإن بدرت منه هفوةً أتبعها بالتوبة إذ العصمة لألنبياء‪.‬‬
‫فاألولياء هم السابقون لعامة املسلمني يف التقوى والصالح وااللتزام بالشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وقد أكرمهم اهلل بالكرامة ‪ ،‬وهي أمر خارق للعادة يظهره اهلل على يد ويل من أولياءه‪.‬‬
‫كرم به الضيف وغريه‪.‬‬
‫• الكرامة لغة ما يُ َ‬
‫عرفها العلماء بأهنا " أمر خارق للعادة غري مقرون بدعوى النبوة‪ ،‬وال هو مقدمة هلا‪،‬‬
‫• وقد ّ‬
‫يظهره اهلل على يد عبد ظاهر الصالح‪ ،‬ملتزم ملتابعة نيب كُِّلف بشريعته‪ ،‬مصحوب‬
‫بصحيح االعتقاد والعمل الصاحل‪ ،‬علم هبا أو مل يعلم‪.‬‬
‫• الكرامة ثابتة بالقرآن والسنة كما أخرب اهلل عز وجل عن قصة سيدتنا مرمي والرزق يأيت يف‬
‫غري وقتها ووالدهتا عيسى عليه السالم من غري زوج‪.‬‬
‫• ويف السنة كما روى البخاري يف قصة استشهاد خبيب رضي اهلل عنه وأنه كان لديه عنب‬
‫وهو أسري يف مكة ُموثَ ٌق باحلديد وما يف مكة يومها عنب وال مثر‪.‬‬
‫•‬
‫• الخوارق للعادات أنواع‪:‬‬
‫‪ )1‬املعجزة‪ :‬ظهرت على يد نيب لتصديق ما جاء به‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلرهاص‪ :‬ظهرت على يد من سيكون نبيا كحادثة شق صدر النيب صلى اهلل عليه وسلم قبل‬
‫النبوة‪.‬‬
‫‪ )3‬الكرامة‪ :‬ظهرت على يد عبد ظاهر الصالح‪.‬‬
‫‪ )4‬املعونة‪ :‬ظهرت على يد أحد عوام املسلمني‪.‬‬
‫مكذبة له‪ .‬كما روي أن مسيلمة الكذاب بصق‬
‫ً‬ ‫‪ )5‬اإلهانة‪ :‬ظهرت على يد كاذب يف دعوى النبوة‬
‫يف بئ ٍر ليفور ماؤها فغار املاء‪.‬‬
‫‪ )6‬االستدراج‪ :‬ظهرت على يد فاسق أو كافر‪.‬‬

You might also like