Professional Documents
Culture Documents
المقدمة...
يرى أهل السنة أن صفات الباري عز وجل قسمان:
-1الصفات الذاتية :وهي التي ال تنفك عن الذات اإللهية ،بل هي الزمة لها أزالً وأبداً
وال تتعلق بها مشيئته تعالى وقدرته ،كصفات الحياة ،والعلم ،والسمع،واإلرادة،والقدرة،
والقوة ،والعزة ،والملك ،والعظمة ،والكبرياء ،واليد،والوجه ،والرجل.
-2الصفات الفعلية :وهي تتعلق باإلرادة والمشيئة واالختيار ،أي تحدث بمشيئة اهلل
واختياره وقدرته ،كالخلق واإلحياء واإلماتة ،واالستواء على العرش،والمجيء ،واإلتيان
()1
والنزول إلى السماء الدنيا ،والضحك ،والرضا ،والغضب.
وتنقسم الصفات عند أهل السنة من حيث أدلة ثبوتها إلى قسمين:
القســم األول:الصــفات الشــرعية العقلية :وهي ال تي يش ترك في إثباته ا ال دليل الش رعي
الس معي وال دليل العقلي ،والفط رة الس ليمة .وهي أك ثر ص فات اهلل تع الى ،ب ل أغلب
()2
الصفات الثبوتية يشترك فيها الدليالن السمعي والعقلي.
القســم الثــاني:الصــفات الخبرية :وتس مى النقلي ة والس معيةَّ ،
ألن طري ق إثباته ا هلل تع الى
الخبر الصادق الذي جاءت به نصوص الكتاب الكريم والسنة الصحيحة ،أما العقل فليس
()3
له دور في إثبات هذه الصفات سوى التصديق بها بعد ثبوتها بطريق الدليل السمعي.
وتنقسم الصفات الخبرية إلى قسمين ،هما-:
الذاتيـ ــة :كالوج ه ،والي دين ،والعين ،والق دم ،والنفس واإلص بع،
ّ -1الصـ ــفات الخبرية
والساق ،وغير ذلك.
-1انظر مجم وع الفت اوى:ابن تيمي ة .6/68،5/410ش رح العقي دة الواس طية:اله راس ص .89ش رح
العقيدة الواسطية:ابن عثيمين ص .79
-2الصفات اإللهية في الكتاب والسنة في ضوء اإلثبات والتنزيه ص.207
-3المصدر السابق نفسه.
2
الفعليــة :مث ل ال نزول ،واالس تواء ،واإلتي ان ،والمجيء ،والمحب ة،
ّ -2الصــفات الخبرية
والرضا ،والغضب ،والضحك.
المطلب األول:أقسام الصفات عند الشيعة:
يقسم الشيعة صفات اهلل تعالى إلى قسمين،الصفات السلبية وهي صفات الجالل،
والصفات الثبوتية وهي صفات الجمال والكمال(-:)1
أوال:الص ــفات الس ــلبية(ص ــفات الجالل) :وهي ال تي يجب س لبها عن ال ذات ،باعتب ار أن
اتصاف الذات بها يلزم منه محال من المحاالت ،ألنها تتنافى مع وجوب الوجود .وهي
()2
اإللهي ة المقدسة تج ّل عن االتصاف بها.
ّ بالجاللي ة ألن الذات
ّ عدمي ة ،ووصفها
ّ صفات
أو هي:الصفات التي يج ّل اهلل تعالى عن الوصف بها ،الَّنها تد ّل على نقص الموصوف
()3
كل نقص وعيب. ومنزه عن ِّنى مطلقاًّ ، ِ
غني غ ً
بها وعجزه ،واهلل تعالى ٌ
وتعود الصفات السلبية إلى صفة ثبوتية هي:أن اللّه بسيط مجرد .وتتفرع عن هذه
الصفة السلبية:أنه تعالى ليس بمرئي ،وليس بمتحيز ،وليس بمتحد ،وال حا ّل في غيره،
َّ
بمركب .ووجه وجوب سلب هذه الصفات عنه سبحانه َّأنه لو اتصف بها لكان وأنه ليس
()4
جسماًَّ ،
فإن جميع هذه األمور من لوازم إثبات الجسمية له سبحانه.
ويعب ُِّر الشيعة عن الصفات السلبية بقولهم":فليس هو بجسم ،وال صورة ،وليس
جوهراً وال عرض اً ،وليس ل ه ثق ل أو خف ة ،وال حرك ة أو س كون ،وال مك ان وال زم ان،
وال يش ار إلي ه .كم ا ال ن َّد ل ه ،وال ش به ،وال ض ّد ،وال ص احبة ل ه وال ول د ،وال ش ريك،
()5
ق ال ش يخهم محم د ولم يكن ل ه كف واً أح د ،ال تدرك ه األبص ار وه و ي درك األبص ار".
الحس يني الش هير ب القزويني ق ال في وص ف اهلل س بحانه":ال ج زء ل ه ،وم ا ال ج زء ل ه ال
-1انظر أقس ام الص فات عن د الش يعة:كت اب علم العقائد،الب اب الح ادي عشر :العالمة الحلي،ص ،45
ق اليقين .1/41:عقائ د اإلمامي ة:محمد
تص حيح اعتق ادات اإلمامي ة :الص دوق للش يخ المفيد ص .41ح ّ
رضا المظفر ص ،34-33دراس ات في العقي دة اإلس المية:محمد جعفر ش مس ال دين ص،167-165
الشيعة بين األشاعرة والمعتزلة:هاشم معروف الحسني ص ،153موجز عقائد اإلمامية:الشيخ محسن آل
فات اهلل
عص فور ص .5-4العقي دة اإلس المية على ض وء مدرسة أهل ال بيت:الش يخ جعفر الس بحاني ،ص ُ
السلبيةُ-األصل الثاني واألربعون :ص ،81-80العقائد الحقّة:السيد على الحسيني الصدر ص .65
ّ
-2موجز عقائد اإلمامية:الشيخ محسن آل عصفور ص .6
-3العقيدة اإلسالمية على ضوء مدرسة آل البيت :الشيخ جعفر السبحاني ص .65
-4عقائد اإلمامية :محمد رضا المظفر ص .34
-5االعتقادات :محمد بن علي بن بابويه القمي ،ص .22عقائد اإلمامية :محمد رضا المظفر ص .23
3
ت ركيب في ه ،وم ا ليس بم ركب ليس بج وهر ،وال ع رض ،وم ا ليس بج وهر ليس بعق ل،
وال نفس ،وال م ادة ،وال ص ورة ،وال جس م ،وم ا ليس بجس م ليس في مك ان ،وال في
زم ان ،وال في جه ة ،وال في وقت ،وم ا ليس في جه ة ،ال كم ل ه ،وال كي ف وال رتب ة،
وما ال كم له ،وال كيف له ،وال جهة ال وضع له ،وما ليس له وضع وال في وقت ،وال
في مكان ،ال إضافة له وال نسبة ،وما ال نسبة له ال فعل فيه وال انفعال ،وما ليس بجسم
()1
وال لون وال في مكان ،وال جهة ال يرى ،وال يدرك"..
المناقشة:
يالحظ الشيعة أنهم بقولهم عن اهلل أنه ليس بجسم وال صورة وما ليس في جهة ،ال
كم له...الخ .يقولون في التوحيد بنفس قول المعتزلة ،وهذه األلفاظ ليست منصوصة في
الكتاب ،وال السنة ،كما يتضمن إنكار لبعض ما وصف اهلل به نفسه ووصفه به رسوله
صلى اهلل عليه وسلم ،حيث فيه أنكار علوه سبحانه ،وأنكار رؤيته سبحانه ،كما يضمن
وصف اهلل تعالى بألفاظ مبتدعة مستحدثة ،مع اإلعراض عن األلفاظ الشرعية الدينية.
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية":وأما الشرع :فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من األنبياء
وال الصحابة وال الت ابعين وال سلف األم ة أن اهلل جسم ،أو أن اهلل ليس بجس م ،ب ل النفي
()2
واإلثبات بدعة في الشرع".
إن الطريقة الصحيحة هي طريقة القرآن الكريم ،فالنفي في القرآن الكريم ويقال َّ
ص ُير(. الس ِميع الب ِ يك ون ُم ْج َماَل ً (لَْي َس َك ِم ْثِل ِه َش ْي ٌء(َّ ،
ص اَل ً ) َو ُه َو َّ ُ َوأن اإلثب ات يك ون ُمفَ َّ
وه ذا بخالف طريق ة الش يعة ونح وهم من أه ل الب دع ،ف إنهم يجعل ون اإلثب ات ُم ْج َماَل ً،
بح وال بص ور ٍة ص اَل ً ،فيقول ون في ص فات اهلل تع الى:إن اهلل ليس بجس ٍم وال بش ٍ والنفي ُمفَ َّ
وال بذي أعضاء وال بذي جوارح...إلى آخر ما يذكرونه من ألفاظ للسلبيات ،وإ ذا أتى
ت علي ه اآلي ة(:لَْي َس اإلثب ات إنم ا أثبت وا ُم ْج َماَل ً .فص ار نفيهم وإ ثب اتهم على خالف م ا َدلَّ ْ
الم ْج َم ْل في ه م دح ،واإلثب ات الس ِميع ِ ِِِ
البص ُير) .ف المعلوم أن النفي ُ َكم ْثل ه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ ُ َ
َّل فيه مدح. المفَص ْ
ُ
-2مجموع الفتاوى.5/434:
4
ثانيا:الصفات الثبوتية(صفات الجمال والكمال):
المراد من الصفات الثبوتية عند الشيعة نفي أضدادها ،إذ صفاته تعالى ال كيفية لها
وال سبيل إلى إدراكها )1(.والمقصود من الصفات الكمالية عند الشيعة هي الصفات التي
واالرادة ِ
واالختي ار وم ا ال اهلل في وج وده وذلك ك العلم والق درة ،والحي اةِ ،
ت د ّل على كم ِ
ش ابه ذل ك ،)2(.وي رون أن كم ال التوحي د ه و إثباته ا هلل تع الى ،ألن ال ذات الفاق دة له ذه
الص فات تك ون مح دودة لخروجه ا عن تل ك ال ذات ،وال ش يء من المح دود ب واجب وال
()3
خالق ،فمن وصف اهلل تعالى بالصفات الكمالية التي هي عين ذاته فقد وحده.
يق ول محم د رض ا المظف ر":ص فاته تع الى الثبوتي ة الحقيقي ة الكمالي ة ال تي تس مى
بصفات الجمال والكمال كالعلم ،والقدرة ،والغنىِ ،
واالرادة ،والحياة ـ هي كلّها عين ذاته،
ليست هي صفات زائدة عليها ،وليس وجودها إالّ وجود الذات؛ فقدرته من حيث الوجود
حياته ،وحياته قدرته ،بل هو قادر من حيث هو حي ،وحي من حيث هو قادر ،ال إثنينيه
الكمالية.نعم ،هي مختلفة في معانيها
ّ في صفاته ووجودها ،وهكذا الحال في سائر صفاته
()4
ومفاهيمها ،ال في حقائقها ووجوداتها".
والصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين اثنين :صفات الذات ،وصفات األفعال.
-1صــفات الــذات :هي كونه ا مس تحقة لل ذات اإللهي ة اس تحقاقاً الزم اً ،ال لش يء س واها.
وهي وص فه بأن ه حي ،ع الم ،ق ادر ،وإ ن ه لم ي زل مس تحقاً له ذه الص فات )5(.ق ال الش يخ
المفي د":والمع نى في قولن ا ص فات ال ذات:أن ال ذات مس تحقة لمعناه ا اس تحقاقا الزم ا ال
لمعنى سواها..فصفات الذات هلل تعالى هي الوصف له بأنه حي ،قادر ،عالم أال ترى أنه
()6
لم يزل مستحقا لهذه الصفات وال يزال".
-2صفات األفعال :هي ما تجب بوجود الفعل ،وال تجب قبل وجوده ،ووصفه بصفات
األفع ال معن اه أن ه قب ل ص دور الفع ل ال يص ح وص فه س بحانه بتل ك الص فة ،فالص فات
5
الفعلية ترجع إلى اهلل تعالى ،بمعنى أنه خلقها ونسبها إلى نفسه ،فال يقال له خالق ،إال
بعد أن يخلق ،وال يقال له رازق ،إال بعد أن يرزق ،أي قبل خلقه الخلق ال يوصف بأنه
خالق ،وقبل إماتته الخلق ال يقال عنه مميت .إلى غير ذلك من الصفات التي ال يصح
حمله ا على ال ذات إال بع د وق وع الفع ل من اهلل تع الى .يق ول جعف ر الس بحاني في
والرازقي ة والغفاري ة
ّ توض يحها":وبعب ار ٍة ُأخ رى م الم يص در من اهلل فع ل كالخالقي ة
والراحمية ،ال يمكن وصفه فعالً بالخالق والرازق وبالغفّار والرحيم ،وإ ن كان قادراً ذات اً
()1 على الخلق ِ
واالرزاق والمغفرة والرحمة".
وصفات األفعال يوصف اهلل تعالى بضدها ،كما يصح خلوه عنها ،ويصح أن يقال
فيه إنه غير خالق اليوم وال رازق لزيد ،وال محيي للميت الفالني ،وال مبدئ لشيء في
()2
هذه الحالة.
المناقشة-:
إن اعتقاد الشيعة َّ
بأن اتصاف اهلل تعالى بالصفات الفعلية ال يتحقق هلل تعالى إال
بعد صدور الفعل منه ،فمثال ال يوصف بالخلق إال بعد صدور الخلق عنه ،يعني أن اهلل
تعالى(:للَّ ِه َما ِفي
ِ استفاد صفات الكمال من غيره ،فال يكون اهلل الغني بذاته وصفاته ،قال
الى(:ي ا َأيُّهَ ا
َ ض ِإ َّن اللَّهَ ُه َو اْل َغنِ ُّي اْل َح ِمي ُد) س ورة لقم ان ،26:وق ال تع اَأْلر ِ ِ
الس َم َاوات َو ْ َّ
يد) سورة فاطر ،15:واعتقاد الشيعة هذا اس َأنتُُم اْلفُقََراء ِإلَى اللَّ ِه َواللَّهُ ُه َو اْل َغنِ ُّي اْل َح ِم ُالن ُ َّ
ال،ات اْل َكم ِ ص فَ ِ ص فًا بِ ِ مخالف لمعتقدات المسلمين ،الذين أجمعوا بأن اهلل تعالى لَم ي َز ْل متَّ ِ
َ ُ ْ َ
ص فًا بِه اِ ِ ِ َّ ، َأن لَم ي ُك ْن متَّ ِ ص َ ِ ِ ٍ َأن اللَّه و ِ
َأِلن ص فَاته ُس ْب َح َانهُ َ ف بصفَة َب ْع َد ْ ْ َ ُ َأن ُي ْعتَقَ َد َّ َ ُ وز ْ َواَل َي ُج ُ
ان ص فَةُ َن ْق ٍ ال ،وفَ ْق َد َها ٍِ ِ
َأن َك َ ص َل لَ هُ اْل َك َم ا ُل َب ْع َد ْ
ون قَ ْد َح ََأن َي ُك َ وز ْ صَ ،واَل َي ُج ُ ات َك َم َ صفَ ُ
اء واِإْل ماتَ ِة ،وااِل س تِو ِ ق والتَّص ِو ِ ِإْل ِ صفَ ُ ِ ض ِّد ِه .ومن ذلك ِ صفًا بِ ِ متَّ ِ
اء َ ْ َ يرَ ،وا ْحَي َ َ ات اْلف ْع ِلَ ،كاْل َخْل ِ َ ْ ُ
ك ِم َّما وص َ ِ ضاَ ،وَن ْح ِو َذِل َ ض ِب َو ِّ الن ُز ِ ان واْلم ِج ِ
ص فَهُف بِ ه َن ْف َس هُ َو َو َ َ َ الر َ ولَ ،واْل َغ َ يء َو ُّ َوا تَْي ِ َ َ
ِإْل
بِ ِه َر ُسولُهُ صلى اهلل عليه وسلم من صفات الكمال ،فالعقالء من الناس يقولون محال أن
()3
يتصف اهلل تعالى بصفة لم تكن ،وإ ال كان خاليا من الكمال ثم اتصف به.
يقول صاحب الطحاوية في بيان معتقد أهل السنة والجماعة":ما زال بصفاته قديما
قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته وكما كان بصفاته أزليا كذلك ال
-1العقيدة اإلسالمية على ضوء مدرسة آل البيت :الشيخ جعفر السبحاني ص .68
-2انظر تصحيح اعتقادات اإلمامية :الشيخ المفيد ص.41
-3شرح العقيدة الطحاوية .1/96
6
يزال عليها أبديا ،ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق وال بإحداث البرية استفاد اسم
الب اري ،ل ه مع نى الربوبي ة وال مرب وب ومع نى الخالقي ة وال مخل وق ،وكم ا أن ه مح يي
الم وتى بع دما أحي اهم اس تحق ه ذا االس م قب ل إحي ائهم ك ذلك اس تحق اس م الخ الق قب ل
()1
إنشائهم".
والصواب في تعريف الصفات الفعلية ،أن يقال:هي التي تتعلق بمشيئة اهلل تعالى
واختياره ،ويمكن أن تنفك عن الذات على معنى إن شاء فعلها وإ ن شاء لم يفعلها ،وتقوم
ب ذات اهلل تع الى بمش يئته واختي اره وقدرت ه ،ك الخلق والمجيء ،وال نزول ،ال رزق،
اإلحسان ،العدل ،وقد تسمى االختيارية ،أو األفعال االختيارية.
المطلب الثاني :نفي الشيعة للصفات الذاتية:
َّ
إن من يطالع ما كتبه الشيعة االثنى عشرية في باب الصفات ،يجدهم قد نفوا عن
اهلل تع الى جمي ع ص فاته ،وزعم وا َّ
أن ال ذات عين الص فات ،بمع نى أن ه ليس وراء ذات ه
شيء يسمى صفة .فصفاته عندهم ليست معنى زائدا على ذاته ،فاهلل عالم وسميع ،وقادر
وبصير ،وحي بذاته ،ال بشيء زائد عن ذاته يقتضي ثبوت وصف العلم والسمع والقدرة
()2
والبصر والحياة.
فالصفات الذاتية الثبوتية عندهم هي:عين ذاته ،فهو قادر بالذات ،وعالم بالذات،
أن ص فاته س بحانه ليست زائ دة على
وحي بال ذات ،أي إن ه ذاته وص فته شيء واح د .أي ّّ
أن له ا الص فة ،فالص فات نفس ال ّذات ،وليس وجوده ا
ذات ه ،بمع نى ّأنه ا نفس الص فة ،ال ّ
()3
إال وجود الذات.
يق ول في ذل ك العالم ة الحلي :ذهب الش يعة قاطب ة إلى الق ول ب أن ال ذات عين
()4
الصفات.
7
وقد أش ار إلى ذل ك بعض مش ايخ الش يعة المتق دمين ،ومنهم الش يخ المفي د( )1وبعض
مشايخ الشيعة المعاصرين ،ومنهم هاشم معروف الحسني( ،)2ومحمد جعفر شمس الدين.
()4 ()3
والكوراني الذي قال":يعتقد الشيعة إجماعا أن صفات اهلل هي عين ذاته".
يقول الشيعي محمد جعفر شمس الدين":وقد ذهب االمامية قاطبة إلى القول بعينية
َّ
اف":إن الح ق م ا ال ذات والص فات .كم ا ذهب إلى نفس الق ول بعض المعتزل ة" )5(.وأض
عليه الشيعة اإلمامية من القول بتجريد الذات اإللهية عن الصفات .ونحن نختار ما عليه
اإلمامية وبعض المعتزلة ،من القول بأن صفاته تعالى عين ذاته ،متحدة معها مستدلين
()6
بحكم العقل ،وبما ورد من النقل".
يقول الشيخ الشيعي مالك مهدي السويعدي":نحن عندما نقول اهلل حي ,اهلل قادر,
عالم الى غيره من الصفات .سميع ،بصير،قادر ،مختار ,عالم ,حي ,مريد كاره ,مدرك,
()7
قديم باق أبدي ,متكلم ،صادق .هذه الصفات هي عين الذات"
ومعنى عينية صفات الذات عند الشيعة:أنها أجمع ناشئة من مقام الذات محض اً،
بال دخ ول أم ر آخ ر وراء ال ذات في ه ذا النش وء .ق ال عالم ة الش يعة المعاص ر
الطباطب ائي":الص فات الذاتي ة هي عين ال ذات المتعالي ة ،من غ ير أن تتف رع على أم ر
غيرها" )8(.وإ لى ذلك يشير كالم أمير المؤمنين علي -كما تزعم روايات الشيعة":وكمال
توحيده اإلخالص له ،وكمال اإلخالص له نفي الصفات عنه ،لشهادة كل صفة أنها غير
الموصوف .وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة .فمن وصف اللّه فقد قرنه ،ومن قرنه
()9
فقد ثناه ،ومن ثناه فقد جزأه ،ومن جزأه فقد جهله".
-1أوائل المقاالت في المذاهب والمختارات:الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري ص .52
-2الشيعة بين األشاعرة والمعتزلة:هاشم معروف الحسني ص . 11-10
-3انظر دراسات في العقيدة اإلسالمية ص.147-146 ،135
-4االنتصار:الكوراني .2/144نقال عن يلزم الرافضة:إعداد عبد الرحمن دمشقية ،نشر موقع الفرقان (
.)www.frqan.com
-5دراسات في العقيدة اإلسالمية ص .186
-6المصدر السابق ص .187
-7اآللوهية عند الفرق اإلسالمية الشيخ مالك مهدي السويعدي ،شبكة البتول،مكتبة العقائدية اإلسالمية.
-8تفسير الميزان :محمد حسين الطباطبائي .7/27
-9مق ال العلم االلهي:آية اهلل الش يخ محمد ه ادي معرفة ،مركز اإلش عاع اإلس المي للدراس ات والبح وث
اإلسالمية ،وموقعه على شبكة المعلومات الدولية( .)/http://www.islam4u.com
8
وج اء في تفس ير الم يزان:التعليم الق رآني...يثبت من الوح دة م ا ال يس تقيم مع ه
فرض أي كثرة تمايز ال في الذات وال في الصفات ،وكل ما فرض من شيء في هذا
الباب كان عين اآلخر لعدم الحد ،فذاته تعالى عين صفاته ،وكل صفة مفروضة ل ه عين
()1
األخرى.
المناقشة-:
وأن صفاته سبحانه ليستإن ما ذهب إليه الشيعة من أن الصفات هو عين الذات ّ
أن لها الصفة ،هو من االعتقادات الفاسدة.
زائدة على ذاته ،بمعنى ّأنها نفس الصفة ،ال ّ
ولبيان تهافته وبطالنه نذكر ما يلي-:
أوال :داللة النصوص الشرعية:
لقد أثبتت نصوص الكتاب والسنة أن اهلل عز وجل متصف بالصفات الذاتية.
أ -بعض هذه الصفات جاءت بها النصوص صراحة :كقوله تعالى(:لَّ ِـك ِن اللّ هُ َي ْش هَ ُد بِ َم ا
َأنزلَ هُ بِ ِعْل ِم ِه) س ورة النس اء( ،166:ب ْل َك َّذُبوْا بِ َم ا لَ ْم ُي ِحيطُ وْا بِ ِعْل ِم ِه) س ورة ك َ َأن َز َل ِإلَْي َ
ِ ِ ِ
يس َم ا ِّك ُذو اْل َجاَل ل َواِإْل ْك َرام) س ورة ال رحمن(،27:قَ ا َل َي ا ِإْبل ُ (،وَي ْبقَى َو ْج هُ َرب َ ي ونسَ 39
ي) سورة ص.75: ك َأن تَ ْس ُج َد ِل َما َخلَ ْق ُ
ت بَِي َد َّ َمَن َع َ
تعالى(:م ا
َ ب -بعض الصفات تأخذ من النصوص الشرعية بطريق الداللة عليها:كقوله
ِ
ون) سورة البقرة تَ ْف َعلُ وْا م ْن َخ ْي ٍر َي ْعلَ ْم هُ اللّ هُ) سورة البقرة(،197 :اللّ هُ َي ْعلَ ُم َوَأنتُ ْم الَ تَ ْعلَ ُم َ
ين قَ الُوْا ِإ َّن اللّ هَ فَِق ٌير) سورة آل عمران ،181 :فداللة هذه َِّ ِ
(،216لقَ ْد َس م َع اللّ هُ قَ ْو َل الذ َ
َّ
النصوص على صفتي العلم والسمع ظاهرة .وهكذا معظم صفاته تعالى.
اهيم اْلقَو ِ
اع َد ِإ ِ
الى(:وِإ ْذ َي ْرفَ عُ ْب َر ُ َ
َ ج -بعض النص وص أثبتت األس ماء هلل تع الى ،كقول ه تع
(،واللّ هُ ُه َو ِ َأنت َّ ِ َّل ِمَّنا ِإَّن َ ِمن اْلب ْي ِت وِإس م ِ
يم) سورة البقرةَ 127: الس ميعُ اْل َعل ُ ك َ اعي ُل َربََّن ا تَقَب ْ َ َ َ َْ
دل على ثب وت الص فات ل ه تع الى، الس ِميع اْلعِليم) س ورة المائ دة ،76 :وأس ماؤه تع الى ت ُّ
َّ ُ َ ُ
ألن األس ماء تتض من مع اني ثبوتي ة،هي الص فات .وال مع نى أن يتس مى اهلل باس م العلم
()2
دون أن يتضمن صفة العلم ،أو يتسمى بالسميع دون أن يتصف بالسمع.
ثانيا :دليل اإلجماع:
نهج البالغة :ابن أبي الحديد المعتزلي ،تحقيق وشرح محمد عبده ،الخطبة األولى ص ،68
-1تفسير الميزان :محمد حسين الطباطبائي .6/91
-2األسماء والصفات:البيهقي ص .163-162
9
لقد اجمع المسلمون قبل حدوث طوائف نفاة الصفات على أن هلل تعالى صفات لم
يزل متصفا بها ،فكانوا يقولون :علم اهلل لم يزل وعلم اهلل سابق في األشياء ،وإ ذا نزلت
حادث ة ق الوا ك ان ه ذا س ابق في علم اهلل ،وق ولهم ه ذا دل على اتص اف اهلل بص فة العلم،
()1
وأن العلم ليس هو ذاته أو عين ذاته ،ومن قال ذلك كان مناقضا إلجماع المسلمين.
يقول ابن قتيبة :لقد تعمق نفاة الصفات بزعم تصحيح التوحيد بنفي التشبيه ،وقالوا
اهلل هو العالم وال نقول بعلم ،وهو القادرة وال نقول بقدرة والحليم وال نقول بحلم ،وكأني
به ؤالء لم يس معوا إجم اع الن اس ال ذين يقول ون:أس الك عف وك ،وه و يعف و بحلم ،ويع اقب
()2
بقدرة ،فالعليم هو ذو العلم ،والحليم هو ذو الحلم ،والعفو هو ذو العفو.
ثالثا :داللة العقل:
-1إن العقل ال يتصور وجود وصف ال يقوم بموصوف ،كما أنه ال يتصور موصوفاً
ال وصف له ،ومثل الصفة والموصوف في ذلك كمثل الفعل والفاعل ،فلو جاز وجود
فاعل ليس له فعل ،لجاز وجود فعل بدون فاعل ،وإ ذا استحال وجود الفاعل بدون فعل،
استحال أيضاً وجود فعل ال فاعل له .وإ ذا استحال ذلك استحال أيض اً وجود صفة بدون
موص وف ،كم ا اس تحال وج ود موص وف ب دون ص فة .ألن العق ل يج زم بأن ه ال مع نى
لموصوف إال من قامت به الصفة ،وال معنى لصفة إال إذا كانت قائمة بموصوف ،فبطل
ب ذلك ق ول الش يعة(:يس تحيل بحكم العق ل زي ادة الص فات على ال ذات ،وأن الص فات عين
الذات).
يم) مشتمل على صفة العلم ،والعلم ُأثبِت له جل وعال كغيره ِ
فمثال:اسم اهلل (اْل َعل ُ
يم) وبالص فة يع ني المج ردة ،وك ذلك باألفع ال ال تي تش تق منه ا ِ
من الص فات باالس م (اْل َعل ُ
أن العلم الحاصل هلل تعالى شيء زائد عن الذات صفات الباري تعالى ،وهذا َّ
يدل على َّ
()3
وليس هو عين الذات كما تزعم الشيعة.
-2إل زام الش يعة بالمناقض ة :وه و أن يق ال لهم إذا كنتم تقول ون إن الص فة عين ال ذات
فاهلل هو عين العلم ،فقولوا يا علم اهلل اغفر لنا وارحمنا ،فإن أبيتم ذلك لزمكم المناقضة،
10
فمن قال عالم وال علم كان مناقضا ،كما أن من قال علم وال عالم كان مناقضا .وما يقال
()1
في العلم يقال في بقية الصفات.
-3إن ق ول الش يعة حي بال حي اة أو ع الم بال علم ،ممتن ع بص ريح العق ل ،فه و تمام ا
ممتنع كقول من يقول :فالن مصلي بال صالة ،أو صائم بال صوم ،أو ناطق بال نطق.
()2
وهذا يجزم العقل بداهة بإبطاله ونفيه ،إذا أن مدلوله وجود ذات بدون صفات.
-4إن ق ولكم الص فة هي عين ال ذات ،يلزم ك ب ان يك ون الس مع ه و البص ر ،وهم ا نفس
العلم ،وهي نفس الق درة والحي اة .وه ذا مح ال في ح ق اهلل تع الى ،ب ل مح ال في ح ق
المخل وق ،وإ ذا زعمتم التمي يز بين ه ذه الص فات ،بق ال لكم :ف إن ه ذا يس تلزم ال تركيب،
وهو محال عندكم ،فعلى هذا يبطل قولكم في الصفات مطلقا.
أوال :تأويل نصوص القرآن الكريم بما يعطل الذات اإللهية عن صفاتها:
جاء في كتاب العقائد اإلسالمية:التأويل آليات وأحاديث الصفات هو مذهب أهل
البيت عليهم السالم ،ويجعلون األساس اآليات المحكمة في التوحيد مثل قوله تعالى(:ليس
كمثل ه ش يء) و(ال تدرك ه األبص ار) ،ويقول ون بتأوي ل ك ل نص يظه ر من ه التش بيه أو
()3
الرؤية بالعين ،لينسجم مع حكم العقل وبقية اآليات واألحاديث.
11
وقال الشيخ عالء الحسون":قول اإلمامية:عدم األخذ بظواهر هذه الصفات وإ ثباتها
على نحو المج از من غير تأوي ل.أي :حم ل هذه الص فات على معانيه ا اللغوي ة من ب اب
()1
الكناية عن مفاهيم عالية ال من باب التأويل".
والشيعة يعدون َّ
أن مذهبهم هو الحق ،يقول الشيخ الشيعي صائب عبد الحميد :إن
أئم ة اله دى من آل ه
الش يعة اتّبع وا في الص فات س ّنة الن بي ص لى اهلل علي ه وآل ه وبيان ات ّ
فردوه ا إلى
عليهم الس الم ،ف أثبتوا المحكم ات أص وال للعقي دة ،وعم دوا إلى المتش ابهات ّ
ثم أثبتوا له تعالى الصفات
أصولها المحكم ة ،فنفوا ك ّل ما يد ّل على التشبيه والتجسيمّ ،
الثبوتية ،على أنها صفات قائمة بذاته ،وليست هي أشياء منفصلة عنه زائدة عليه كما
زعمت األش اعرة .وق الوا بوج ود المج از في اللغ ة ،واعتم دوه في إرج اع المتش ابه إلى
المحكم ،فعملوا بالتأويل في هذه الحدود مقتفين األثر الصادق الذي وجدوه كلّ ه منسجماً
الص ِ
فات م ع المحكم .ومن ذل ك ق ول اإلم ام علي علي ه الس الم":وكم ا ُل اإلخالص ل ه نفي ِ
ُ ُ
ِ ٍ ِ ِّ ِ ٍ ِ ِّ
فم ْن
غير الصفةَ ، الموصوف ،وشهادة كل موصوف َّأنه ُ عنهُ؛ لشهادة كل صفة ََّأنها ُ
غير َ
وم ْن ّثن اهُ فَق ْد ج ّزَأهُ ،ومن ج ّزَأهُ فَق ْد
قرن هُ فَق ْد ّثن اهَُ ،
وم ْن َ
قرن هَُ ،
ف اهلل س بحانه فَق ْد َ
ص َ
َو َ
َج ِهلَ ه" .فقول اإلمام علي هو ّ
()2
رد صريح على من ُيجري أخبار الصفات وآياتها على
()3
ظواهرها وعلى الحقيقة دون المجاز.
ونود أن ننبه هنا بأن ما ذهب إليه الشيعة من القول َّ
بأن الذات عين الصفات ،هو
نفس ما تقوله المعتزلة .فمذهب المعتزلة َّ
أن صفات اهلل عين ذاته ،وليس وراءها صفة
أخرى قائمة بالذات ،بنحو تكون الصفات قائمة بالذات اإللهية ،كما يعتقد مثبتة الصفات.
جاء في شرح التجريد للعالمة الحلي":إن اهلل يستحيل أن يتصف بصفة زائدة على ذاته
بأي نحو كانت ،ألن وجوب الوجود يقتضي االستغناء عن كل شيء ،فال يفتقر في كونه
-1التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السالم) :عالء الحسون ص .349
-2المذاهب والفرق في اإلسالم النشأة والعالم:صائب عبد الحميد -بتصرف -ص .107-106وانظر
كالم علي رضي اهلل عن ه:نهج البالغ ة :الش ريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحس ين ،ص ،27نهج
البالغ ة ،الخطبة األولى ،تحقيق د .ص بحي الص الح ،ب يروت -لبن ان ص .40االحتج اج:الح ديث رقم
.473|2 ،113
-3المذاهب والفرق في اإلسالم النشأة والعالم:صائب عبد الحميد ،ص.107
12
ق ادراً إلى ص فة الق درة ،وال في كون ه عالم اً إلى ص فة العلم ،وال إلى غ ير ذل ك من
()1
المعاني واألحوال".
يقول الشيخ المفيد":وأقول :إن اهلل عز وجل اسمه حي لنفسه ال بحياة ،وأنه قادر
لنفسه وعالم لنفسه ال بمعنى كما ذهب إليه المشبهة من أصحاب الصفات...وهذا مذهب
()2
اإلمامية كافة والمعتزلة".
المناقشة:
إن التأويل الشيعي للصفات اإللهية باطل لما يأتي-:
-1إن التأوي ل ال ذي س لكوه في ه حم ل للحقيق ة على المج از ،وه ذا الحم ل خ روج عن
الظ اهر وعن األص ل بال م وجب ،كم ا أن المج از ال يمتن ع نفي ه ،فعلى ه ذا ال يمتن ع أن
يق ال مثال :ليس هلل علم أو ليس هلل س مع ،وال حقيق ة لعلم ه وس معه ،وفي ه ذا تك ذيب
ص ريح لم ا أخ بر اهلل ب ه عن نفس ه ،وم ا اخ بر ب ه رس وله علي ه الص الة والس الم .من
وصف اهلل تعالى بالعلم والسمع ونحو ذلك من صفات الكمال.
-2إن مم ا ي بين بطالن التأوي ل ال ذي س لكته الش يعة ،أن ه تأوي ل مبت دع لم ي رد في كالم
العرب ،ولغة القرآن الكريم .فالتأويل في كالم العرب ،فتأويل الشيعة هو:صرف اللفظ
عن ظاهره وحقيقته إلى مجازه وما يخالف ظاهره ،أي تفسيره بالمعنى المجازي الذي
يتوهموه .يقول ابن تيمية":هذا التأويل المذموم الباطل هو تأويل أهل التحريف والبدع،
وال ذين يتأولون ه على غ ير تأويل ه ،وي دعون ص رف اللف ظ عن مدلول ه إلى غ ير مدلول ه
()3
وفي لغة القرآن الكريم الذي جاءت به النصوص هو بمعنى بغير دليل يوجب ذلك".
منظور":األول الرجوع ،آل الشيء يؤول
ْ يعود على العاقبة والرجوع والعود ،يقول ابن
ت عن الش يء:ارت ددت .يق ال:طبخت النبي ذ
وأول إلي ه الش يءَ :ر َج َع هَ .وأْل ُ
وم آال رج عّ ،
واألي ل من الوحش :الوعل ،قال الفارسي :سمي
حتى آل إلى الثلث أو الربع أي رجعّ ،
بذلك لمآله إلى الجبل يتحصن فيه" )4(.كما ويأتي التأويل في لغة العرب بمعنى التفسير،
-1شرح تجريد االعتقاد:العالمة الحلي ص ،410وانظر الشيعة بين األشاعرة والمعتزلة:هاشم معروف
الحسني ص. 167
-2أوائل المقاالت في المذاهب والمختارات :الشيخ المفيد ص .52
-3مجموع الفتاوى :شيخ اإلسالم ابن تيمية .3/67
-4لسان العرب البن منظور .1/130
13
وهذا المعنى ليس بعيد عن المعنى األول ،فالتفسير تأويل ،ألن المفسر يراجع نفسه عند
()1
الشرح والبيان ويدبر الكالم ويقدره ،ففيه معنى العود والرجوع.
يقول شارح الطحاوية":التأويل في كتاب اهلل وسنة رسوله صلى اهلل عليه وسلم
هو الحقيقة التي يؤول إليه الكالم ،فتأويل الخبر هو عين المخبر به ،وتأويل األمر:نفس
()2
الفعل المأمور به".
-3يق ال للش يعة َّ
إن حم ل الص فات على المج از يل زمكم أن تك ون أس ماء اهلل تع الى
كالسميع والبصير والقدير والحي وسائر أسماؤه مجازا ،ال حقيقة لها ،وهذا باطل ،ألنه
يؤدي إلى تعطيل األسماء كما عطلتم الصفات ،وإ ذا كان هذا باطال فما يؤدي إليه يعتبر
َأس َمآِئ ِه
ون في ْ
مثل ه ،واهلل تع الى(:وِللّ ِه اَألس ماء اْلحس َنى فَ ْادعوه بِه ا و َذروْا الَِّذين يْل ِح ُد ِ
َ َ ُ ُ ُ َ َ ُ ُْ َْ َ
ِ َّ
ق اْلَب ِارُئول(:ه َو اللهُ اْل َخ ال ُ
ُ ون) س ورة األع راف.180:ويق َس ُي ْج َز ْو َن َم ا َك ُانوْا َي ْع َملُ َ
ِ اَأْلر ِ ِ ِّح لَ هُ َم ا ِفي َّ
يم)ض َو ُه َو اْل َع ِزي ُز اْل َحك ُ الس َم َاوات َو ْ اَأْلس َماء اْل ُح ْس َنى ُي َس ب ُ
ص ِّو ُر لَ هُ ْ اْل ُم َ
سورة الحشر24:
-4إن تأوي ل الص فات بحمله ا على المج از ي ؤدي إلى تحري ك العقي دة في القل وب ،ف إن
القلوب تطمئن إلى معبودها إذا عرفته بصفاته وأسمائه كما جاءت في نصوص الكتاب
والس نة ،ف إذا أص بحت ه ذه النص وص مج االً للتأوي ل وحمله ا على المج از بعي دا عن
الحقيقة ،فإنها تفقد هيبتها ،وتضعف الثقة بها ،وهذا حتما يؤدى إلى الجهل باهلل تعالى،
يقول شارح الطحاوية في بيان ذلك":أن تتخلى القلوب عن الجزم بشيء تعتقده مما أخبر
ب ه الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم ،إذ ال يوث ق ب أن الظ اهر ه و الم راد ،والت أويالت
مض طربة ،فيل زم ع زل الكت اب والس نة عن الدالل ة واإلرش اد إلى م ا أنب أ ب ه العب اد،
وخاصة أن النبوة هي اإلنباء ،ولهذا نجد أن أهل التأويل إنما يذكرون نصوص الكتاب
والس نة لالعتق اد ال لالعتم اد ،إن وافقت م ا ادع وا أن العق ل َّ
دل علي ه قبل وه ،وإ ن خالفت ه
()3
أولوه وهذا فتح باب الزندقة".
-5إن التأوي ل الش يعي يفتح أله ل الش رك وأص حاب الب دع الب اب إلفس اد دين اهلل ،يق ول
ش ارح الطحاوي ة مخاطب اً أه ل التأوي ل الفاس د":لق د فتحتم عليكم باب اً ألن واع المش ركين
والمبت دعين ،ال تق درون على س ّده ،ف إنكم إذا س وغتم ص رف آي ات الق رآن عن داللت ه
14
المفهومة بغير دليل شرعي فما الضابط فيما يسوغ تأويله وما ال يسوغ؟ فإن قلتم :ما دل
ال دليل الق اطع على اس تحالته تأولن اه ،وإ ال أقررن اه .قي ل لكم:وب أي عق ل ن زن الق اطع
العقلي؟ ف إن الق رمطي الب اطني ي زعم قي ام القواط ع على بطالن ظ واهر الش رع ،وي زعم
الفيلسوف قيام القواطع على بطالن حشر األجساد .ويزعم المعتزلي قيام القواطع على
()1
امتناع رؤية اهلل تعالى ،وعلى امتناع قيام علم أو كالم أو رحمة به تعالى".
-6يقال للشيعة بأن اهلل تعالى -وال ريب -وصف نفسه بصفات الكمال ،فوصف نفسه
بأنه يحب ويكره ويمقت ويرضى ويغضب ،ويأسف ويسخط ،ويجيء ويأتي وينزل إلى
الس ماء ال دنيا ،وأن ه اس توى على عرش ه ،وأن ل ه علم ا وحي اة ،وق درة وإ رادة وس معا
وبصرا ووجها ،وأن له يدين ،وأنه فوق عباده ،وأن السموات مطويات بيمينه ،ووصفه
رسوله صلى اهلل عليه وسلم بأنه يفرح ويضحك ،وأن قلوب العباد بين أصابعه ،وغير
ذل ك مم ا وص ف ب ه نفس ه ووص فه ب ه رس وله ص لى اهلل علي ه وس لم ،فيق ال لكم ألس تم
تأولون هذه الصفات كلها على خالف ظاهرها وتمنعون حملها على حقيقتها؟ وهذا هو
مذهبكم كما تجاهرون به ،فعندئذ يقال لكم:إن تأويل جميع الصفات وحملها على خالف
حقيقتها – رغم تكاثر النصوص من الكتاب والسنة بها -كان منكم عنادا ظاهرا وكفرا
ص راحا وجح دا للربوبي ة .وحينئ ذ فال تس تقر لكم ق دم على إثب ات ذات ال رب تع الى ،وال
صفة من صفاته ،وال فعل من أفعاله ،فإن أعطيتم هذا من أنفسكم ولم تستهجنونه التحقتم
()2
بإخوانكم الدهرية المالحدة ،الذين ال يثبتون للعالم خالقا وال ربا.
-7إن الش يعة المؤول ة للنص وص يل زمهم الوق وع في ع دة مح اذير ،وك ل مح ذور في ه
خطورة على عقيدة سالكيه-:
األول:الطعن في علم المتكلم بنص وص الص فات ،باعتق ادهم َّ
أن ظ اهر كالم اهلل تع الى
وكالم رس وله ص لى اهلل علي ه وس لم من المح ال الباط ل ،ففهم وا أن ظ اهر النص وص
التشبيه ،فلزم تأويلها عندهم.
الثاني :تعطيلهم النصوص عن حقائقها ،بصرفها للمجاز ،بناء منهم على ذلك الفهم الذي
يليق بهم ،وال يليق باهلل جل جالله.
الثالث :اتهام المتكلم بالنصوص بعدم البيان والهدى واإلرشاد ،والقدح في نصحه.
15
()1
الرابع :التالعب بالنصوص ،وانتهاك حرماتها.
ويبين ابن قيم الجوزية المحاذير الثالثة األخيرة بقوله":وتقرير ذلك أن يقال إما أن
يكون المتكلم بهذه النصوص عالما أن الحق في تأويالت النفاة المعطلين أو ال يعلم ذلك،
فإن لم يعلم ذلك والحق فيها كان ذلك قدحا في علمه ،وإ ن كان عالما أن الحق فيها فال
يخلو إما أن يكون ق ادرا على التعبير بعباراتهم ال تي هي تنزيه هلل بزعمهم عن التشبيه
والتمثي ل والتجس يم ،وأن ه ال يع رف اهلل من لم ينزه ه به ا أو ال يك ون ق ادرا على تل ك
العبارات ،فإن لم يكن قادرا على التعبير بذلك لزم القدح في فصاحته...وإ ن كان قادرا
()2
على ذلك ولم يتكلم به وتكلم دائما بخالفه وما يناقضه كان ذلك قدحا في نصحه".
ثانيا :رد األحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم:
الش يعة ي َّ
ردون جمل ةً وتفص يالً كتب الس نة النبوي ة ال تي بين أي دي المس لمين فال
يعتبرونه ا وال ُي ِق ّرونها )3(،واستبدلوها ب أقوال األئم ة المعصومين عندهم ،والمنسوبة لهم
ك ذباً وزوراً ،ل ذلك ال تج د لهم فـي كتبهم من األح اديث م ا ه و مرف وع للن بي ص لى اهلل
عليه وسلم إال نادراً ،فمعظم الروايات تسند عن أئمتهم .وبالتالي ذهب الشيعة إلى القول
بعدم صحة األحاديث الصفات الثابتة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،والتي أثبتت
هلل صفات الكمال على الوجه الذي يليق بجالله وعظمته ،ألمرين اثنين-:
األول :يرى الشيعة أن األحاديث الثابتة عن النبي صلى اهلل عليه وسلم برواية أهل السنة
ال تص لح لالحتج اج ،لك ون رواته ا ال يؤمن ون بعقائ د الش يعة ال تي عرف وا به ا دون
بقوله":إنهم-أي
ّ محمد الحسين آل كاشف الغطاء
المسلمين .يعبر عن ذلك عالمة الشيعة ّ
صح لهم من طرق أهل الشيعة-ال يعتبرون من السنة -أعني األحاديث النبوية -إال ما ّ
ال بيت عليهم الس الم عن ج دهم ص لى اهلل علي ه وآل ه ،يع ني:م ا رواه الص ادق عن أبي ه
الباقر عن أبيه زين العابدين عن الحسين السبط عن أبيه أمير المؤمنين عن رسول اهلل
أم ا م ا يروي ه مث ل:أبي هري رة ،وس مرة بن جن دب ،وم روان بن
س الم هلل عليهم جميع اًّ ..
الحكم ،وعم ران بن حط ان الخ ارجي وعم رو بن الع اص ونظ ائرهم فليس لهم عن د
16
صرح كثير
اإلمامية من االعتبار مقدار بعوضة وأمرهم أشهر من أن يذكر ،كيف وقد ّ
()1
من علماء السنة بمطاعنهم ،ودل على جائفة جروحهم".
الثــاني :زعم الش يعة أن رواي ات الح ديث عن د أه ل الس نة وال تي تص ف اهلل بالص فات
الخبري ة الذاتي ة كالي د والوج ه وجب رده ا ألنه ا في زعمهم تنس ب هلل الص فات بش كل
خ رافي ومض حك ،لكونه ا تنس ب األعض اء للّ ه س بحانه ،وهي في زعمهم من الرواي ات
()2
وي دعو الش يعة علم اء أه ل الس نة إلى المكذوب ة عن رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم.
()3
تطهير كتب الحديث مما فيها من األكاذيب والموضوعات المنفرة لإلنسان من الدين.
المناقشة-:
إن الشيعة الروافض ُّ
يردون سنة النبي صلى اهلل عليه وسلم ال ألنها سنة ثابتة عن
الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم ،ب ل ألنه ا ال تص ح عن دهم؟! وه ذا عين الجه ل والك ذب
والتلفي ق .فهم لم يناقش وا أس انيد الس نة ومتونه ا على أص ول وض وابط علم الح ديث
والج رح والتع ديل ،ألنهم من أبع د الن اس عن ه ذا العلم الجلي ل ،وهم ُّ
ردوه ا َّ
ألنه ا ال
تنس جم م ع أص ولهم الباطل ة الفاس دة ،وعقائ دهم المنحرف ة .فالض ابط عن د الش يعة لقب ول
الرواي ة أو ِّ
رده ا:ه و م ا واف ق أص ولهم الباطل ة الفاس دة أو عارض ها ،فك ل رواي ة تواف ق
أصولهم الفاسدة يحتجون بها ،وإ ن كانت موضوعة مكذوبة ،وكل رواية تخالف أصولهم
الفاس دة ،أو ك انت تواف ق أص ول أه ل الس نة والجماع ة فهي عن دهم ض عيفة وموض وعة،
بغض النظر عن السند والرواة وعدالتهم!
إضافة إلى ذلك َّ
فإن رواة الحديث ونقلة العلم النبوي الشريف هم كفار عند الشيعة
الروافض .وهذه العقيدة الفاسدة الخبيثة ألزمتهم برد رواياتهم عن النبي صلى اهلل عليه
وسلم ،رغم صحة وثبوت ما نقلوه.
17
قلت:يا ابن رسول اهلل (ص) أن قوم اً يقولون انه عالم بعلم ،وقادر بقدرة ،وحي بحياة،
وق ديم بق دم ،وس ميع بس مع ،فق ال(ع) :من ق ال ب ذلك ودان ب ه ،فق د اتخ ذ م ع اهلل آله ة
أخرى ،وليس من واليتنا على شيء ،ثم قال:لم يزل اهلل سبحانه عليم اً قادراً حي اً سميعاً
()1
بصيراً لذاته ،تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علواً كبيراً".
وقد أورد الصدوق في كتابه التوحيد ،طائفة من المرويات عن األئمة حول هذا
الموضوع ،وكلها تنص على اتحاد صفاته مع ذاته ،فالتغاير الذي ال بد منه بين الصفة
والموص وف بالنس بة إلي ه تع الى ،يك ون اعتباري اً ال غ ير .والى ذل ك يرج ع م ا ج اء في
بعض النصوص الصريحة في نفي الصفات عنه ،ومن أمثلة ذلك:الم روي عن علي (ع)
في بيان حقيقة التوحيد ،قال(ع) :وكمال توحيده اإلخالص له ،وكمال اإلخالص له نفي
الص فات عن ه ،بش هادة ك ل ص فة أنه ا غ ير الموص وف ،فمن وص ف اهلل فق د قرن ه ،ومن
قرن ه فق د ثن اه ،ومن ثن اه فق د ج زأه ،ومن ج زأه فق د جهل ه ،إلى كث ير من كالم ه في نهج
()2
البالغة الذي يؤكد هذا المعنى.
وزادت الش يعة على المعتزلة فيما ذهبوا إليه ب أن ألص قوا أسماء اهلل تعالى وصفاته
ب أئمتهم كم ا روى إم امهم الكلي ني قول ه:ق ال جعف ر بن محم د (ع) في قول ه تع الى(:وهلل
األس ماء الحس نى ف ادعوه به ا):نحن واهلل األس ماء الحس نى يعني األئم ة ،ال تي ال يقب ل اهلل
()3
من عباده عمالً إال بمعرفتنا.
المناقشة:
إن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين – الذين هم خير القرون– رضي اهلل عنهم
حمل وا الص فات على ظاهره ا ،ولم يص رفوها عن الظ اهر ،ولم يتعرض وا لتأويله ا ،ول و
كان التأويل جائزا لكانوا أسبق إليه لما فيه من إزالة التشبيه والتمثيل ،ورفع الشبهة.
يقول الفقيه يحيى بن إبراهيم بن مزين-أحد األعالم باألندلس":-والنجاة في
ه ذا:االنته اء إلى م ا ق ال اهلل ع ز وج ل ووص ف ب ه نفس ه بوج ه وي دين وبس ط واس تواء
وكالم فق ال(:فأينم ا تول وا فثم وج ه اهلل) س ورة البق رة ،115:وق ال(:ب ل ي داه مبس وطتان)
سورة المائدة ،64:وقال(:واألرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه)
18
سورة الزم ر ،67:وق ال(:ال رحمن على الع رش اس توى) سورة ط ه ،5:فليق ل القائ ل بما
قال اهلل ،ولينته إليه ،وال يعدوه ،وال يفسره ،وال يقل كيف ،فإن في ذلك الهالك َّ
ألن اهلل
()1
كلَّف عبيده اإليمان بالتنزيل ،ولم يكلِّفهم الخوض في التأويل الذي ال يعلمه غيره".
وقال أبو عمر بن عبد البر":أهل السنة مجمعون على اإلقرار بالصفات الواردة
كلها في القرآن والسنة ،واإليم ان بها ،وحملها على الحقيقة ال على المج از ،إال أنهم ال
يكيف ون ش يئا من ذل ك ،وال يجح دون في ه ص فة محص ورة" .ويض يف":وأم ا أه ل الب دع
والجهمي ة والمعتزل ة كله ا والخ وارج فكلهم ينكره ا ،وال يحم ل ش يئا منه ا على
الحقيق ة...والح ق فيم ا قال ه الق ائلون بم ا نط ق ب ه كت اب اهلل وس نة رس وله ،وهم أئم ة
()2
الجماعة والحمد هلل".
وق ال ابن تيمي ة":إن م ذهب الس لف إثباته ا كم ا ج اء في الكت اب والس نة،
وإ جراؤها على ظواهرها ،ونفي الكيفية والتشبيه عنها...ألن اهلل ليس كمثله شيء ،وعلى
هذا ج رى قول الس لف في الص فات..ونعلم أن ما وصف اهلل ب ه من ذل ك فهو حق ليس
فيه لغز وال أحاجي ،بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكالمه ،ال سيما
إذا ك ان المتكلم أعلم الخل ق بم ا يق ول ،وأفص ح الخل ق في بي ان العلم ،وأفص ح الخل ق في
()3
البيان والتعريف والداللة واإلرشاد".
ويق ول الش وكاني":إن م ذهب الس لف من الص حابة رض ي اهلل عنهم والت ابعين
وتابعيهم هو:إيراد أدلة الصفات على ظاهره ا من دون تحريف له ا وال تأويل متعسف
()4
لشيء منها ،وال جبر وال تشبيه ،وال تعطيل يفضي إليه كثير من التأويل".
المطلب الرابع:أدلة الشيعة في نفي الصفات الذاتية:
يقول الشيخ الش يعي جعفر السبحاني:تص ُّح االس تفادة من أداتين للتَ َع ّرف على
المرجع ان يص فان اهلل تع الى بأفض ل
َ ص فات اهلل:أح دهما:العق ل ،واآلخ ر ال َوحي ،وه ذان
()5 ِ
الصفات.
-1التمهيد شرح الموطأ:أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر،الحديث الخامس والعشرون
.7/151
-2المصدر السابق .7/145
3
-الفتوى الحموية الكبرى ص .1
-4التحف في مذهب السلف:محمد بن علي الشوكاني ص .64
-5العقيدة اإلسالمية على ضوء مدرسة أهل البيت:الشيخ جعفر السبحاني ص .66
19
أوال:األدلة النقلية:
-1القرآن الكريم:
عرفن ا َّ
أن الش يعة ال يؤمن ون بص فات اهلل تع الى ال واردة في الق رآن الك ريم ،ل ذا
فمنهجهم في التعامل مع القرآن الكريم قائم على تأويل آيات الصفات بما يخدم موقفهم
في نفي الصفات .زاعمين أن التمسك بظواهرها يؤدي إلى التجسيم.
يق ول محم د جعف ر ش مس ال دين الش يعي:إن جمي ع اآلي ات ال تي اس تدل ب ه مثبت ة
الص فات ال يمكن قبوله ا على ظاهره ا ،ب الجمود على نفس األلف اظ ال واردة فيه ا .وذل ك
لمص ادمتها م ع حكم العق ل باس تحالة أن يك ون اهلل تع الى جس ماً .ولكونه ا من متش ابه
اآلي ات ال ذي يع ارض المحكم من اآلي ات ،كقول ه تع الى(:ليس كمثل ه ش يء) ،فال ب د من
إرج اع المتش ابه إلى المحكم وعرض ه علي ه ،ل ذلك ّأول علم اء الش يعة جمي ع آي ات
()1
الص فات ،بص رفها عن ظاهره ا ،لتك ون موافق ة م ع حكم العق ل ،ومحكم اآلي ات.
ويض يف":والحقيق ة أن المجس مة ،حيث جم دوا على ظ اهر ألف اظ ه ذه اآلي ات ،من دون
تحكيم للعقل ،بل وال تدقيق في النواحي اللغوية والنحوية ،التي لو حاولوا إعمالها ،لما
()2
وقعوا فيما وقعوا فيه من سخف".
وق ال في موض ع آخ ر":أم ا كت اب اهلل فيكفين ا من ه آي ة واح دة فق ط ،وهي قول ه
()3
ص ُير) سورة الشورى."12: َّميع اْلب ِ
ِ ِ ِِ
تعالى(:لَْي َس َكم ْثله َش ْي ٌء َو ُه َو الس ُ َ
المناقشة:
ص ُير) سورة الشورى 12:دليل مجمل َّميع اْلب ِ
ِ ِ ِِ
إن قوله(:لَْي َس َكمثْله َش ْي ٌء َو ُه َو الس ُ َ
ال داللة فيه على نفي الصفات كما تزعم الشيعة ،إنما فيه تنزيه اهلل سبحانه وتعالى عن
مماثلة غيره في الذات والفعال والصفات ،وهذا مما استقر عند سائر المسلمين.
ص ُير) س ورة الش ورى 12:يتض من نفي ا الس ِميع اْلب ِ ِِِ
وقول ه(:لَْي َس َكم ْثل ه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ ُ َ
مجمال .نفي للمثيل عن اهلل تعالى فال ِ ِِ
وإ ثباتا،فقوله تعالى(:لَْي َس َكمثْله َش ْي ٌء) يتضمن نفيا َ
شيء مثله في الوجود ال في علمه وال في سمعه ،وال في بصره ،وال في قدرته ،وغير
20
ذلك من صفاته .فاهلل لَْي َس َك ِمثِْل ِه َش ْي ٌء ال في ذاته وال في صفاته ،وال في أفعاله .وقوله
ص ُير) يتض من إثبات ا ،الس مين من أس ماء اهلل الحس نى ،فاهلل ه و الس ِميع اْلب ِ
الى(:و ُه َو َّ ُ َ
َ تع
الس ميع ،وه و البص ير .وهم ا يتض منان إثب ات لص فتين من ص فات اهلل ،هم ا الس مع
والبص ر ،فه و الس ميع وذو س مع .س ميع بس مع خالفً ا للش يعة ال ذين يعطل ون ص فات اهلل
ويقولون سميع بال سمع بصير بال بصر .وهذا القول جهل وضاللة وإ لحاد في أسماء
اهلل تع الى .فمن اإللح اد في أس ماء اهلل تع الى تعطي ل م ا دلت علي ه من المع اني ال تي هي
الس ِميع اْلب ِ
ص ُير) س ورة ِِِ
ص فات هلل تع الى .إذن قول ه تع الى(:لَْي َس َكم ْثل ه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ ُ َ
الشورى 12:حجة على الشيعة ال حجة لهم.
"فهذه اآلية َّدلت على الحق ورد الباطل ،في باب األسماء والصفاتَّ ،
فدلت على أنه
()1
تعالى موصوف بصفات الكمال منزه عن مماثلة المخلوقات".
إن تأويل الشيعة آليات الصفات بحجة أنه من المتشابه ،هو من التأويل المذموم
ال تي ح اولت ك ل الف رق الض الة أن تج د ل ه م ا يؤي ده من كت اب اهلل أو اللغ ة يتناس ب م ع
أهوائه ا ,ومن ذل ك نفي ص فات الب اري ع ز وج ل .ويتض ح فس اد ت اويلهم من خالل
مناقشتنا لتأويالتهم لصفتي الوجه واليد الواردتين في كتاب اهلل تعالى.
-2السنة:
قبل أن نذكر أدلة الشيعة من السنة في نفيهم للصفات البد أن نبيٌّن مراد الشيعة
من السنة وما معناها عندهم.
ول أو فع ٍل أو تقري ٍر")2(.
فالسـنة عنـدهم هي":ك ل م ا يص در عن المعص وم من ق ٍ
والمعصوم هو رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم؛ واألئمة االثنا عشر ،أي ال فرق عندهم
فـي هذا بين هؤالء االث نى عشر وبين رس ول اهلل الذي ال ينط ق عن الهوى ،إن هو إال
وحي ي وحى .وال ف رق فـي كالم ه ؤالء االث نى عش ر بين س ن الطفول ة ،وس ن النض ج
العقلي؛ إذ ّإنهم -فـي نظ رهم -ال يخطئ ون عم داً وال س هواً وال نس ياناً ط وال حي اتهم،
رين":إن االعتق اد بعص مة األئم ة جع ل األح اديث ال تي
ّ وله ذا ق ال أح د ش يوخهم المعاص
21
تصدر عنهم صحيحة ،دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم
()1
كما هو الحال عند أهل السنة".
وهم يعتقدون أن األئمة كالرسل "قولهم قول اهلل وأمرهم أمر اهلل وطاعتهم طاعة اهلل
()2
ومعصيتهم معصية اهلل وإ نهم لم ينطقوا إال عن اهلل تعالى وعن وحيه".
محمد الحسين آل كاشف الغطاء":ال يعتبرون من السنة - يقول عالمة الشيعة ّ
أعني األح اديث النبوي ة -إال ما ص ّح لهم من ط رق أهل ال بيت عليهم الس الم عن جدهم
صلى اهلل عليه وآل ه ،يعني:م ا رواه الصادق عن أبيه الب اقر عن أبي ه زين العابدين عن
الحسين السبط عن أبي ه أمير المؤمنين عن رس ول اهلل سالم هلل عليهم جميع اً" .ويضيف
اء":أم ا م ا يروي ه مث ل:أبي هري رة ،وس مرة بن جن دب ،وم روان بن الحكم،
ّ كاش ف الغط
وعمران بن حطان الخارجي وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند اإلمامية من
االعتب ار مق دار بعوض ة وأم رهم أش هر من أن ي ذكر ،كي ف وق د ص ّرح كث ير من علم اء
()3
السنة بمطاعنهم ،ودل على جائفة جروحهم".
وقد جاء فـي الكافـي ما يعدونه حجة لهم فـي هذا المذهب ،وهو قول أبي عبد
اهلل-كم ا ي زعم ص احب الكافـي"-ح ديثي ح ديث أبي ،وح ديث أبي ح ديث ج دي ،وح ديث
ج دي ح ديث الحس ين ،وح ديث الحس ين ح ديث الحس ن ،وح ديث الحس ن ح ديث أم ير
المؤمنين ،وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،وحديث رسول
()4
يقول آية اهلل البرقعي:هذا الحديث ضعيف السند ،بسبب سهل اهلل قول اهلل عز وجل".
()5
بن زياد الكذاب .
وذكر شارح الكافـي أن هذا القول ُّ
يدل على َّ
أن حديث كل واحد من األئمة الظاهرين
)6
قول اهلل عز وجل ،وال اختالف فـي أقوالهم ،كما ال اختالف فـي قوله تعالى"(.
-1تاريخ اإلمامية:عبد اهلل فـياض ص .140نقال عن الشيعة هم العدو فاحذرهم :شحاتة محمد صقر ص
.11
-2االعتقادات ابن بابويه ص .106
محمد الحسين آل كاشف الغطاء النجفـي ص .236
-أصل الشيعة وأصولهاّ :
3
-4أصول الكافـي ،كتاب فضل العلم ،باب رواية الكتب والحديث ،1/53مرآة العقول في شرح أخبار آل
محمد باقر المجلسي .وسائل الشيعة.18/58 :
الرسولّ :
-5كسر الصنم:آية اهلل البراقعي ص .21
-6شرح جامع على الكافـي :المازندراني .2/272
22
َّ
فالسنة عندهم ليست سنة النبي عليه السالم فحسب؛ بل سنة األئمة االثنى عشر،
وأق وال ه ؤالء األئم ة ك أقوال اهلل ورس وله ،وله ذا اع ترفوا ب َّ
أن ه ذا مم ا ألحقت ه الش يعة
بالس نة المطه رة ،يق ول محم د تقي الحكيم":وألح ق الش يعة اإلمامي ة ك ّل م ا يص در عن
()1
أئمتهم االثنى عشر من قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة".
لقد رأى الشيعة االثنى عشرية أنفسهم أمام عدد كثير من األحاديث المروية عن
رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم ،والرواي ات الم أثورة عن الص حابة رض ي اهلل عنهم
جمعيا .وفى تلك األحاديث وهذه الروايات ما يخالف عقائدهم مخالفة صريحة ،لذا كان
بدهياً أن يتخلص الشيعة من جميع األحاديث والروايات ،إما بطريق :ردها ،وإ ما بطرق
تأويلها تأويال فاسداً.
جرحون معظم الصحابة ،بل ُّ
وردهم لألحاديث والروايات سهل ميسور ،لكونهم ُي ِّ
()2
ويكفرونهم لمبايعتهم الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر عثمان.
تصرح بنفي الصفات وتقول بالتعطيل ،مع
ّ ولقد أسند الشيعة روايات إلى األئمة
أنهم كما قال شيخ اإلسالم ابن تيمية قد":أسسوا دينهم على أن باب التوحيد والصفات ال
()3
وهذا تلمسه في طريقة احتجاجهم على مذهبهم في يتبع فيه ما رأوه بقياس عقولهم".
التعطي ل كم ا في النكت االعتقادي ة للمفي د ،ونهج المسترش دين البن المطه ر وغيره ا من
()4
كتبهم الكالمية حيث اعتمدوا المنهج العقلي الكالمي البحث في صفات اهلل.
يالح ظ َّ
أن الش يعة ج اءوا برواي ات كث يرة عن أئمتهم يس ندون به ا م ذهبهم في
التعطي ل ،ويف ترون على أم ير المؤم نين علي رض ي اهلل عن ه وبعض علم اء أه ل ال بيت
كمحمد الباقر وجعفر الصادق بأنهم يقولون بالتعطيل،واعتبر بعض شيوخهم المعاصرين
َّ
أن ه ذا ه و عم دتهم في نفي الص فات؛ حيث ق ال -تحت عن وان طريق ة معرف ة
الصفات": -هل يبقى مجال للبحث عن الصفات؟ وهل له طريق إال اإلذعان بكلمة أمير
()5
المؤمنين رضي اهلل عنه :كمال اإلخالص نفي الصفات عنه".
23
استدلت الشيعة على نفيهم التصاف اهلل بالصفات الذاتية الخبرية بروايات زعموا
أنها وردت عن أئمة أهل البيت.
منها-:
-روى الحسين بن خالد عن اإلمام الرضا (ع) قال:سمعت الرضا (ع) يقول(:لم يزل
اهلل س بحانه عليم ا ،ق ادرا ،حي ا ،ق ديما ،س ميعا ،بص يرا) ،قلت:ي ا ابن رس ول اهلل أن قوم ا
يقول ون:إن ه ع الم بعلم ،وق ادر بق درة ،وحي بحي اة ،وق ديم بق دم ،وس ميع بس مع ،فق ال:
(ع)":من قال بذلك ودان به فقد اتخذ مع اهلل آلهة أخرى ،وليس من واليتنا على شيء)
ثم ق ال(:لم ي زل اهلل س بحانه عليم ا ،ق ادرا ،حي ا ،س ميعا ،بص يرا لذات ه) تع الى عم ا يق ول
()1
المشركون والمشبهون علوا كبيرا".
ين َم ْع ِرفَتُ هَُ ،و َك َم ا ُل َم ْع ِرفَتِ ِه -ج اء في نهج البالغ ة عن أم ير المؤم نين(ع)ََّ ":أو ُل ال ِّد ِ
يدهَُ ،و َك َما ُل تَ ْو ِح ِيد ِه اإلخالص لَهَُ ،و َك َم ا ُل اإلخالص ق بِ ِه تَ ْو ِح ُص ِدي ِ التَّص ُ ِ
ديق بِهَ ،و َك َما ُل التَّ ْ ْ
وف ،و َش ه َ ِ ص فَة ََّأنها َغْي ر الموص ِ اد ِة ُك ِّل ِ ات َع ْن هُِ ،ل َش هَ َ
الص فَ ِ
ص وف ََّأنهُ ادة ُك ِّل َم ْو ُ َ َ ُ َْ ُ ي ِّ لَهُ َن ْف ُ
،و َم ْن ثََّناهُ فَقَ د َج َّزَأهُ، َغْي ر ِّ ِ
ف اهللَ ُس ْب َح َانهُ فَقَ ْد قََرَن هَُ ،و َم ْن قََرَن هُ فَقَ ْد ثََّناهُ َ ص َ الص فَة ،فَ َم ْن َو َ ُ
ِ
أش َار ِإلَْي ه فَقَ ْد َح َّدهَُ ،و َم ْن َح َّدهُ فَقَ ْد ِ
أش َار ِإلَْي هَ ،و َم ْن َ َو َم ْن َج َّزَأهُ فَقَ ْد َج ِهلَ هَُ ،و َم ْن َج ِهلَ هُ فَقَ ْد َ
()2
َأخلَى ِمُنهُ". "عالَ َم؟" فَقَ ْد ْض َّمَنهَُ ،و َم ْن قَا َلَ : يم" فَقَ ْد َ
ِ
َع َّدهَُ ،و َم ْن قَا َل" :ف َ
إن نسبة هذا الكالم لعلي بن أبي طالب فيه من أكاذيب الشيعة لمخالفته الواضحة
إلجماع الصحابة وسلف األئمة الذين أثبتوا هلل صفات الكمال على الحقيقة ،وبين مؤلف
الكتاب وبين علي رضي اهلل عنه سبع طبقات من الرواة وقد قام بحذفهم كلهم ،ولهذا ال
()3
ق ال اإلم ام ال ذهبي في ترجم ة مؤل ف نهج البالغ ة يمكن قب ول كالم ه من غ ير إس ناد.
المرتضى أبي طالب علي بن حسين بن موسى الموسوي":ومن طالع كتابه نهج البالغة
ُ
جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي اهلل عنه ففيه السب الصراح والحط
()4
على السيدين أبي بكر وعمر رضي اهلل عنهما وفيه من التناقض واألشياء الركيكة".
24
وأيض ا فإن شيخ اإلسالم ابن تيمية يقول":أكثر الخطب ال تي ينقلها صاحب "نهج
وعلي رض ي اهلل عن ه أج ُّل وأعلى ق درا من أن يتكلم ب ذلك
ٌّ البالغ ة "ك ذب على علي ،
()1
الكالم ،ولكن هؤالء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح ،فال هي صدق وال هي مدح".
ولم ا ك ان إثب ات الص فات هلل تع الى حقيق ة يس تلزم التجس يم لل ذات اإللهي ة وج دنا
الشيعة ينسبون ألئمتهم روايات في تحريم التجسيم والصورة هلل تعالى .ومن ذلك-:
ان
قال":س ْب َح َ
ُ ي عن َعِل ِّي ْب ِن اْل ُح َس ْي ِن عليه السالم
ور ِّ -عن َس ْه ٌل َع ْن بِ ْش ِر ْب ِن َب َّش ٍار َّ
الن ْي َس ُاب ِ
الس ِميع اْلب ِ ِ ِِ
ص ُير" )2(.قال ف َواَل ُي ْشبِهُهُ َش ْي ٌء َولَْي َس َكم ْثل ه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ ُ َ وص َُم ْن اَل ُي َح ُّد َواَل ُي َ
()3
المجلسي وغيره من علماء الشيعة:هذا الحديث ضعيف.
َّ ِ ِ ت ِإلَى َأبِي ُم َح َّم ٍد علي ه الس الم ق الَ ":س َأْل َ
-و َه َذا َعْن ُك ْمت َع ِن الت ْوحي د َ -عن َس ْه ٌل قَ ا َل َكتَْب ُ
ق، ق ولَْي َس بِ َم ْخلُ و ٍ ِ ِ ِ َّ
َأح ٌدَ ،خ ال ٌ َ َأح ٌد لَ ْم َيل ْد َولَ ْم ُيولَ ْد َولَ ْم َي ُك ْن لَ هُ ُكفُ واً َ َم ْع ُزو ٌل -اللهُ َواح ٌد َ
اء،ص ِّو ُر َم ا َي َش ُ
ٍ
كَ ،ولَْي َس بِ ِج ْس مَ ،وُي َ اَأْلج َس ِام َو َغ ْي ِر َذِل َ
اء ِم َن ْ ك َوتَ َع الَى َم ا َي َش ُ ق تََب َار َ َي ْخلُ ُ
ون لَ هُ ِش ْبهٌُ ،ه َو اَل َغ ْي ُرهُ ،لَْي َس َك ِم ْثِل ِه َأن َي ُك َ َأس َماُؤ هُ ْ
ت ْ ور ٍةَ ،ج َّل ثََن اُؤ هُ َوتَقَ َّد َس ْ ص َ َولَْي َس بِ ُ
ص ُير" )4(.ق ال المجلس ي وغ يره من علم اء الش يعة:ه ذا الح ديث الس ِميع اْلب ِ
َش ْي ٌء َو ُه َو َّ ُ َ
()5
ضعيف ،ووفيه سند ربعي بن عبد اهلل الذي تالعب بالقرآن قدر ما استطاع.
ت ََأبا َعْب ِد اللَّ ِه عليه السالم َيقُ و ُل ضْي ِل ْب ِن َي َس ٍار قَا َل َس ِم ْع ُ ِ َّ ِ
-ع ْن ِر ْبع ِّي ْب ِن َعْبد الله َع ِن اْلفُ َ
ِ
َ
ق قَ ْد ِر ِه ،فَاَلال ِفي ِكتَابِ ِه وم ا قَ َد ُروا اللَّهَ َح َّ ف َوقَ ْد قَ َ وص ُ ف ُي َ فَ ،و َك ْي َ وص ُ َّ
ِإ َّن اللهَ اَل ُي َ
َ
ك" )6(.والحديث ضعيف السند كما قال المجلسي وغيره ظ َم ِم ْن َذِل َ َأع َ
ان ْ اَّل
ف بِقَ َد ٍر ِإ َك َ وص ُ ُي َ
()7
من علماء الشيعة.
ان ْب ِن َي ْحَيى َع ْن َعِل ِّي ْب ِن َأبِي َح ْم َزةَ عن َأبِي َع ْب ِد اللَّ ِه علي ه الس الم ص ْف َو َ -ع ْن َ َ
الس ِميع اْلب ِ ِ ِِ
ص ُير اَل ف ُه َو ِإاَّل ُه َو لَْي َس َكمثْل ه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ ُ َ َأح ٌد َك ْي َان َم ْن اَل َي ْعلَ ُم َ ":س ْب َح َ
َقَ ا َل ُ
25
اس َواَل ُي ِحي طُ بِ ِه َش ْي ٌء َواَل ِج ْس ٌم
ص ُار َواَل اْل َح َو ُّ ُي َح ُّد َواَل ُي َح ُّس
َواَل ُي َج ُّس َواَل تُ ْد ِر ُك هُ ْ
اَأْلب َ
يد )1(.والحديث سنده ضعيف ،لوجود علي بن أبي حمزة تَ ْخ ِطيطٌ َواَل تَ ْح ِد ٌ ورةٌ َواَل
ص ََواَل ُ
()2
البطائني الواقفي الصانع للمذهب.
َّ ِ ِإ ِ ٍِ ِ
الِ":إ َّن اللهَ يم علي ه الس الم قَ َ َ -ع ْن ُم َح َّمد ْب ِن َحكيم عن اإلم ام موس ى الك اظم َِأب و ْب َراه َ
اَأْلش ي ِ
اء بِ ِج ْس ٍم َْأو ف َخ ِال َ ظم ِم ْن قَ و ِل م ْن ي ِ تَ َعالَى اَل ُي ْشبِهُهُ َش ْي ٌء ُّ
َأي فُ ْح ٍ
ق َْ ص ُ ْ َ َ َأع َ ُ
ش َْأو َخناً ْ
ك ُعلُ ّواً َكبِ يراً" )3(.والح ديث اء تَ َع الَى اللَّهُ َع ْن َذِل َ
َأعض ٍ ِ ٍ ِ ٍ
ور ٍة َْأو بِخْلقَ ة َْأو بِتَ ْحدي د َو ْ َص َ ُ
()4
ضعيف لكونه من المرسل.
المناقشة:
لق د ثبت أن الش يعة لهم س نة خاص ة يستش هدون به ا في الدالل ة على معتق داتهم
الفاسدة خالفوا بها إجماع المسلمين الذين يرون أن السنة ما صحت نسبته للرسول صلى
اهلل علي ه وس لم ،وأن م ا يض يفونه ألئمتهم من األك اذيب واألقاوي ل الس خيفة ال تي تناس ب
ض الالتهم ومعتق داتهم الفاس دة ال تي خ الفوا به ا جمي ع المس لمين .وق د ت بين من تخ ريج
الرواي ات المنس وبة ألئمتهم في نفي اتص اف اهلل بص فات الكم ال هي من الرواي ات
المكذوبة،كما بين بعض علماء الشيعة أنفسهم.
وزعم الشيعة بأن السنة عندهم ما روي عن أئمتهم دون التحقق من صحة السند
والمتن يخالف كل ما قرره علماء الحديث وغيرهم لثبوت صحة الحديث المنسوب إلى
رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم من اتص ال الس ند وعدال ة روات ه ،وموافقت ه لألص ول
العام ة في متن ه ،وع دم غرابت ه ونكارت ه ،وع دم مخالفت ه للق رآن واألح اديث الص حيحة
()5
األخرى.
إذن ثبت أن روايات الشيعة الروافض عن أئمتهم في موضوع الصفات اإللهية
هي من المتناقض ات ،والمخالف ات الص ريحة لكت اب اهلل تع الى مخالف ة كب يرة وواض حة،
26
وإ ذا كان ال يعول عليها في غير القضايا الدينية ،فمن باب أولى أال يعول عليها في باب
العقيدة باهلل تعالى.
ثانيا:األدلة العقلية:
يستدل الشيعة بالعقل في نفي الصفات ،والمالحظ أنهم يسوقون نفس األدلة العقلية
التي استدل بها المعتزلة في نفيهم للصفات ،وتعطيل الذات اإللهية عن صفاتها .ويمكن
إجمال األدلة العقلية الشيعية كما جاءت في مصنفات علماء الشيعة في األدلة التالية-:
-1انظر نهج الحق وكشف الص دق:الحسن بن يوسف المطهر الحلي،ص ،64الش يعة بين األش اعرة
والمعتزلة:هاشم معروف الحسني ص .166
-2انظر كشف الحق ونهج الص دق:الحلي ص .21الش يعة بين األش اعرة والمعتزلة:هاشم مع روف
الحسني ص .166دراسات في العقيدة :محمد جعفر شمس الدين ص .175
-3عقائد اإلمامية :محمد رضا المظفر ص .35
27
ال ذات .ولق د كف ر اهلل تع الى النص ارى إلثباته ا ثالث ة ذوات ق دماء متغ ايرة ،وق د ج وزوا
عليها االنتقال واالنفكاك ،وهذا لم يقل به أحد من العقالء ،ال من المسلمين الموح دين وال
()1
من غيرهم.
يق ول القرط بي:إن النص ارى مجمع ون على التثليث ،فق الوا االبن إل ه ،واألب إل ه،
وروح القدس إله ،فاإلله عندهم يتعدد ،ويسمون اإللهة أقانيم ،ويعنون األقانيم :الوجود
()2
والحياة والعلم .ولقد كفرهم اهلل تعالى بقولهم هذا.
ويقول فخر الدين الرازي":إن اهلل تعالى إنما كفر النصارى ألنهم أثبتوا صفات
ثالث ة هي في الحقيق ة ذوات ،آال ت رى أنهم ج وزوا انتق ال أقن وم الكلم ة من ذات اهلل إلى
بدن عيسى عليه السالم ،والشيء الذي يكون مستقال باالنتقال من ذات إلى ذات أخرى
يك ون مس تقال بنفس ه قائم ا بذات ه ،فهم وإ ن س موها ص فات إال إنهم ق ائلون في الحقيق ة
بكونها ذوات ،ومن أثبت كثرة في الذوات المستقلة بأنفسها فال شك في كفره ،فلم قلتم َّ
إن
()3
من أثبت الكثرة في الصفات لزمه الكفر".
َّ
استدل الجهمية على نفي الصفات بنفس حجة الشيعة والمعتزلة فإن اإلمام ولما
أحم د ين حنب ل رد عليهم بم ا يقط ع حجتهم ويجعله ا داحض ة ،ق ال رحم ه اهلل ":ق الت
الجهمي ة لم ا وص فنا اهلل به ذه الص فات :إن زعمتم أن اهلل لم ي زل ون وره ،واهلل وقدرت ه،
واهلل وعظمت ه ،فق د قلتم بق ول النص ارى حين زعمتم أن اهلل لم ي زل ون وره ،ولم ي زل
وقدرته .قلنا":ال نقول إن اهلل لم يزل وقدرته ،ولم يزل ونوره ،ولكن نقول :لم يزل اهلل
بقدرته ونوره ،ال متى قدر ،وال كيف قدر .فقالوا :ال تكونون موحدين أبدا حتى تقولوا:
كان اهلل وال شيء .فقلنا :نحن نقول قد كان اهلل وال شيء .ولكن إذا قلنا :إن اهلل لم يزل
بص فاته كله ا ،أليس إنم ا نص ف إله ا واح داً بجمي ع ص فاته .وض ربنا لهم في ذل ك مثال،
فقلن ا :أخبرون ا عن ه ذه النخل ة :أليس له ا ج ذع وك رب ولي ف وس عف وخ وص وجم ار
واسمها اسم شيء واحد ،وسميت نخلة بجميع صفاتها .فكذلك اهلل -وله المثل األعلى-
بجمي ع ص فاته إل ه واح د .ال نق ول إن ه ك ان في وقت من األوق ات وال يق در ح تى خل ق
قدرة ،والذي ليس له قدرة هو عاجز .وال نقول :قد كان في وقت من األوقات وال يعلم
28
ح تى يخل ق لنفس ه علم ا .وال ذي ال يعلم ه و جاه ل .ولكنن ق ول:لم ي زل اهلل عالم ا ق ادرا
مالك ا ال م تى وال كي ف .وق د س مى اهلل رجال ك افرا اس مه الولي د بن المغ يرة المخ زومي
فق ال(:ذرني ومن خلقت وحي دا) س ورة الم دثر ،11:وق د ك ان ه ذا ال ذي س ماه وحي داً ل ه
عين ان وأذن ان ولس ان وش فتان ،وي دان ،ورجالن ،وج وارح كث يرة،فق د س ماه اهلل وحي داً
()1
بجميع صفاته ،فكذلك اهلل –وله المثل األعلى– هو بجميع صفاته إله واحد".
وقد َّ
رد على دليل الشيعة كل من شيخ اإلسالم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
قال ابن تيمية:إن مثبتة الصفات لم يقولوا بوجود موجودات منفصلة قديمة مع اهلل
تعالى ،إنما أثبتوا هلل صفات الكمال القائمة به كالحياة ،والعلم ،والقدرة .وصفات الكمال
ليس ت خارج ة عن مس مى اس م اهلل تع الى ،وإ ذا ق الوا بأنه ا ص فات زائ دة على ال ذات،
فمراده من هذا القول :أنها زائدة على الذات المجردة عن الصفات التي يثبتها النفاة ،ال
بمعنى أنها زائدة على الذات المتصفة بالصفات .فاسم اهلل تعالى يتناول الذات المتصفة
بالص فات ،وليس ه و اس ما لل ذات المج ردة ح تى يقول وا :نحن نثبت ق دماء ك ثر م ع اهلل
تعالى .وإ ن اهلل عز وجل لم يكفر النصارى بقولهم :القدماء ثالثة ،بل كفرهم بقولهم إنه
()2
ثالث ثالثة آلهة :هو ،والمسيح ،وأم المسيح.
وق ال ابن القيم ":فأنظر إلى هذا التدليس والتلبيس الذي يوهم السامع أنهم أثبتوا
قدماء مع اهلل تعالى ،وإ نما أثبتوا قديما واحد بصفاته ،وصفاته داخلة في مسمى اسمه،
كم ا أنهم أثبت وا إله ا واح دا ،ولم يجعل وا ك ل ص فة من ص فاته أله اً ،ب ل ه و اإلل ه الواح د
بجمي ع أس مائه وص فاته .وق ال اهلل(:ق ل ادع وه اهلل أو ادع وا ال رحمن أي ا م ا ت دعوا فل ه
األسماء الحسنى) سورة اإلسراء ،110:فأي اسم دعوتموه به فإنما دعوتم المسمى بذلك
االس م .ف أخبر اهلل س بحانه أن ه إل ه واح د ،وإ ن تع ددت األس ماء الحس نى المش تقة من
()3
صفاته...فدلت اآلية على توحيد الذات وكثرة النعوت والصفات".
29
يقبح كون اهلل عز وجل له جسم, على اهلل تعالى وهو باطلَّ ,
ألنه يخالف العقل ,فالعقل ّ
الس تلزام الجس مية للتح يز ،والنقص والفق ر والحاج ة ،,ولم ا انف ك عن الح وادث ،واهلل
()1
تعالى منزه من ذلك.
المجس مة على أه ل الس نة مثبت ة الص فات الذاتي ة
ّ وذهب الش يعية إلى إطالق اس م
الخبري ة ،كالي د والعين والوج ه والس اق )2(.ورووا عن علي رض ي اهلل عن ه ق والً يوض ح
موق ف اإلمامي ة من ذل ك":ك ذب الع ادلون ب ك ،إذ ش ّبهوك بأص نامهم ،ونحل وك نحل ة
المخل وقين بأوه امهم ،وج ّزؤوك تجزئ ة المجس مات بخ واطرهم ،وأش هد أن من س اواك
بشيء من خلقك فقد عدل بك والعادل بك كافر بما نزلت به محكمات آياتك ،ونطقت به
()3
شواهد حجج بيناتك".
المناقشة-:
إذا كان الشيعة تتهم مثبتة الصفات بأنهم مجسمة فقد ثبت َّ
أن التجسيم كان منتشراً
لدى الشيعة األوائل ،ففي أصول الكافي :يروي القمي الصدوق عن سهل قال":كتبت إلى
أبي محمد سنة 255هـ قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول هو جسم،
ومنهم من يقول هو ص ورة ،ف إن رأيت ي ا س يدي أن تعلم ني من ذل ك م ا أقف علي ه وال
()4
أجوزه فعلت متطوالً على عبدك؟...الخ".
وق د ن اقش ش يخ اإلس الم ابن تيمي ة ق ول الرافض ة:إن إثب ات الص فات ي ؤدي إلى
التجس يم والتش بيه ،واهلل ليس جس ما ،فق ال":لف ظ الجس م في ه إجم ال ،ق د ي راد ب ه الم ركب
الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت ،أو ما يقبل التفريق والانفصال ،أو المركب من مادة
وص ورة أو الم ركب من األج زاء المف ردة ال تي تس مى الج واهر الف ردة واهلل تع الى م نزه
عن ذلك كله ،عن أن يكون كان متفرقا فاجتمع ،أو أن يقبل التفريق والتجزئة التي هي
مفارقة بعض الشيء بعضا وانفصاله عنه ،أو غير ذلك من التركيب الممتنع عليه .وقد
-1دراس ات في العقي دة :محمد جعفر ش مس ال دين ص .136الش يعة بين األش اعرة والمعتزل ة:هاشم
معروف والمعتزلة ص .146-143
-2دراس ات في العقي دة :محمد جعفر ش مس ال دين ص .135الش يعة بين األش اعرة والمعتزل ة:هاشم
معروف والمعتزلة ص .147-143
-3نهج البالغة :أبو الحسن محمد الرضي بن الحسن الموسوي ص .126
-4أصول الكافي ،1/103:والتوحيد البن بابويه ص.102-101
30
ي راد بالجس م م ا يش ار إلي ه أو م ا ي رى أو م ا تق وم ب ه الص فات واهلل تع الى ي رى في
اآلخ رة ،وتق وم ب ه الص فات ،ويش ير إلي ه الن اس عن د ال دعاء بأي ديهم وقل وبهم ووج وههم
وأعينهم ،فإن أراد بقوله(:ليس بجسم) هذا المعنى قيل له هذا المعنى الذي قصدت نفيه
به ذا اللف ظ مع نى ث ابت بص حيح المنق ول ،وص ريح المعق ول ،وأنتم لم تقيم وا دليال على
نفي ه ،وأم ا اللف ظ فبدع ة نفي ا وإ ثبات ا فليس في الكت اب وال الس نة ،وال ق ول أح د من س لف
()1
األمة وأئمتها إطالق لفظ الجسم في صفات اهلل تعالى ال نفيا وال إثباتا".
رد على الشيعة بما يلي-: ويمكن أن ُي َّ
-1إن أه ل الس نة يعتق دون ب أن اهلل تع الى م نزه عن مش ابهة المخلوق ات ،وهم أح ق
بتنزيهه عن المشابهة من الشيعة ،فإن التشبيه والتجسيم المخالف للعقل والنقل ال يقول به
أح د من الطوائ ف أك ثر من طوائ ف الش يعة ،وه ذه كتب علم اء الف رق والمق االت كله ا
تخبر عن أئمة الشيعة المتقدمين من المقاالت المخالفة للعقل والنقل في التشبيه والتجسيم
()2
إن أه ل الس نة والجماع ة متفق ون بم ا ال يع رف نظ يره عن أح د من س ائر الطوائ ف".
على أن اهلل تع الى ليس كمثل ه ش يء ال في ذات ه ،وال في ص فاته ،وال في أفعال ه .وهم
يثبت ون ص فات اهلل تع الى بال تمثي ل ،وينزهون ه عن مش ابهة الخل ق بال تعطي ل كم ا ق ال
تعالى(:ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) سورة الشورى.11:
يق ول ش يخ اإلس الم":وم ذهب س لف األم ة وأئمته ا أن يوص ف اهلل بم ا وص ف ب ه
نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ،وال تعطيل ،ومن غير تكييف وال تمثيل،
يثبت ون هلل م ا أثبت ه من الص فات ،وينف ون عن ه مماثل ة المخلوق ات ،يثبت ون ل ه ص فات
الكم ال ،وينف ون عن ه ض روب األمث ال ،ينزهون ه عن النقص والتعطي ل وعن التش بيه
والتمثي ل إثب ات بال تش بيه وتنزي ه بال تعطي ل ،وقول ه تع الى(:لَْي َس َك ِم ْثِل ِه َش ي ٌء) ُُّ
رد على ْ
()3
رد على المعطلة) .وق ال ص ُير) س ورة الش ورىُّ ،11 : الس ِميع اْلب ِ
الممثل ة ،وقول هَ (:و ُه َو َّ ُ َ
البخاري:-من شبَّه اهلل تعالى بخلقهَ :كفَر ،ومن جحد
َ نعيم بن حماد وهو أحد شيوخ اإلمام
()4
ما وصف اهلل نفسه فقد كفر.
-1منهاج السنة النبوية ،135 -2/134انظر 212 ،2/211وانظر بمعناه .224 ،198 -2/192
-2منهاج السنة النبوية .2/102،103
-3المصدر السابق .2/111
-4شرح أصول اعتقاد أهل السنة :الاللكائي .3/532
31
-2إن لف ظ "التش بيه" في ال دليل الش يعي لف ظ مجم ل يحت اج إلى توض يح ،وق د َّ
دل علي ه
ص ريح العق ل فهذا ح ق .فاهلل تع الى ال يتصف بش يء من ص فات المخل وقين ،وال يماثل ه
ش يء من المخلوق ات في ص فاته ،وخصائص ه تع الى تختل ف عن خص ائص غ يره من
الموجودات .ومن جعل شيئا من صفات الخالق مثل صفات المخلوق فهو المشبه المبطل
المذموم.
َّ
إن الذي يجب نفيه عن الخالق تعالى هو اتصافه بشيء من خصائص المخلوقين،
كم ا أن المخلوق ال يتصف بش يء من خص ائص الخ الق ،وأيض ا ال ذي يجب نفي ه إثب ات
ش يء من الص فات للعب د يماث ل في ه ص فات ال رب ع ز وج ل ،وأم ا إذا قي ل :العب د حي
وال رب حي ،والعب د ع الم وال رب ع الم ،والعب د ق ادر وال رب ق ادر ،أو قي ل للعب د ق درة،
ولل رب ق درة ،وله ذا علم وله ذا علم ،ك ان نفس علم ال رب تع الى لم يش ركه في ه العب د،
ونفس علم العبد ال يتصف به الرب تعالى ،تعالى عن المشابهة والمماثلة لصفات عباده،
وك ذلك س ائر الص فات ،وإ ذا اتف ق العلم اء في مس مى العلم ،والعالم ان في مس مى الع الم،
فمث ل ه ذا التش بيه ليس ه و المنفي ال بالش رع وال بالعق ل ،وال يمكن نفي ذل ك إال بنفي
()1
وجود اهلل العالم الحي القادر .وهذا ال يقوله عاقل.
َّ -3
إن الشيعة نفاة الصفات يوافقون أهل السنة على أن اهلل تعالى موجود حي عليم ق دير
س ميع بص ير متكلم .والمخل وق يق ال ل ه:موج ود حي عليم ق ادر س ميع بص ير متكلم .وال
يق ال:ه ذا تش بيه باط ل يجب نفي ه .وه ذا األم ر مم ا ي َّ
دل علي ه الكت اب والس نة وص ريح
العق ل ،فلق د س مى اهلل تع الى نفس ه بأس ماء ،وس مى بعض عب اده بأس ماء ،وس مى ص فاته
بأس ماء ،وس مى ببعض ها ص فات خلق ه .وليس المس مى كالمس مى .فمثال س مى اهلل تع الى
نفس ه حي ا ق ال تع الى(:اهلل ال إل ه إال ه و الحي القي وم) س ورة البق رة ،255:وس مى بعض
عب اده حي ا ،فق ال(:يخ رج الحي من الميت ويخ رج الميت من الحي) س ورة ال روم،119:
وسمى نفسه عليما فقال(:إنه عليم قدير) سورة الشورى ،50 :وسمى بعض عباده عليما
فق ال(:وبش روه بغالم عليم) س ورة ال ذاريات ،28:وس مى نفس ه حليم ا فق ال(:واهلل غف ور
حليم) س ورة البق رة ،225:وس مى بعض عب اده حليم ا فق ال(:فبش رناه بغالم حليم) س ورة
الص افات ،101:وس مى نفس ه س ميعا بص يرا فق ال(:إن اهلل ك ان س ميعا بص يرا) س ورة
النس اء ،58:وس مى بعض عب اده س ميعا بص يرا فق ال(:فجعلن اه س ميعا بص يرا) س ورة
32
اإلنس ان ،2:ومن المعل وم أن ه ال يماث ل الحي الحي ،وال العليم العليم ،وال الحليم الحليم،
وال الس ميع البص ير الس ميع البص ير .كم ا أن اهلل س مى ص فاته بأس ماء ،وس مى ص فات
عباده بنظير ذلك ،فقد وصف اهلل تعالى نفسه بالعلم فقال(:وال يحيطون بشيء من علمه
إال بم ا ش اء) س ورة البق رة .)255:وق ال(:أنزل ه بعلم ه) س ورة النس اء ،166:ووص ف
بعض عب اده ب العلم فق ال(:فرح وا بم ا عن دهم من العلم) س ورة غ افر ،83:وليس العلم
كالعلم .ووصف نفسه بالقوة فقال(:إن اهلل هو الرزاق ذو القوة المتين) سورة الذاريات:
،58وقال في صفة اإلنسان(:اهلل الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم
()1
جعل من بعد قوة ضعيفاً وشيبة) سورة الروم ،54:وليست القوة كالقوة.
-4يق ال للش يعة:إن إثب ات الص فات هلل ال يل زم من ه التماث ل بين اهلل والمخل وقين ،لك ون
المخلوقين متصفين بهذه الصفات ،ألن الصفات التي يتصف بها القديم ال يمكن أن تكون
كص فات المح دثات .ويق ال لهم أيض ا :أنتم تثبت ون هلل تع الى األس ماء الحس نى مث ل :حي
وعليم وق دير ،والعب د يس مى به ذه األس ماء .وإ ن ك ان م ا تثبتون ه ال يل زم من ه مماثل ة اهلل
تعالى لعباده ،فيلزمكم إثبات الصفات هلل تعالى إذ هي مسمى أسمائه ،وإ ثباتها ال يقتضي
()2
ذلك .وإ ن نفيتم بحجة التشبيه والمماثلة فيلزمكم نفي األسماء بنفس الحجة.
-4إن التش بيه والتجس يم في الش يعة أعظم من غ يرهم ،كم ا ذك ر أه ل العلم ال ذين نقل وا
أن ج َّل
عن الطوائ ف مق االتهم في الص فات ،يق ول ابن المرتض ى اليم اني الزي دي":ب َّ
()3
اإلمامية على التجسيم ،إال من اختلط منهم بالمعتزلة".
وكتب الشيعة االثنى عشرية شاهدة على ذلك ،حيث تكثر فيها الروايات التي تبين
اعتقاد أئمة الشيعة التجسيم في اهلل تعالى.
ففي كتاب األصول الستة عشر-عند الشيعة -يروون":عن زيد عن عبد اهلل بن
سنان قال سمعت أبا عبد اهلل (ع) يقول إن اهلل ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى
األرض على جمل أفرق ،يصال بفخذيه أهل عرفات يمينا وشماال ،وال يزال كذلك حتى
إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل اهلل ملكين بجبال المازمين ،يناديان عند المضيق
-1انظر منهاج السنة النبوية ،113-2/112الرسالة التدمرية ،16-14شرح العقيدة الطحاوية .1/58
-2انظر منهاج السنة النبوية ،116-2/115الرسالة التدمرية ،24-23شرح العقيدة الطحاوية .1/61
-3المنية واألمل:ابن المرتضى اليماني الزيدي ص .19
33
ال ذي رأيت ي ا رب س لم س لم وال رب يص عد إلى الس ماء ويق ول ج ل جالل ه أمين أمين ي ا
()1
رب العالمين ،فلذلك ال تكاد ترى صريعا وال كسيرا".
وذكر الشيخ الشيعي جعفر بن محمد بن قولويه رواية عن ابن أبي يعفور عن أبي
عبد اهلل عليه السالم ،قال :بينما رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله في منزل فاطمة عليها
ثم قال:يا فاطمة يا بنت محمد إن العلي
السالم والحسين في حجره إذ بكى وخر ساجداًَّ ،
األعلى ت راءى لي في بيت ك ه ذا في س اعتي ه ذه في أحس ن ص ورة وأهي أ هيئ ة ،وق ال
لي:يا محم د أتحب الحس ين عليه الس الم ،فقلت :نعم قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي
وجل دة م ا بين عي ني ،فق ال لي:ي ا محم د -ووض ع ي ده على رأس الحس ين علي ه الس الم-
بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني ،ولعنتي وسخطي وعذابي
وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناوأه ونازعه ،أما إنه سيد الشهداء من األولين
()2
واآلخرين في الدنيا واآلخرة".
وروى الكليني عن أبي عبد اهلل األشعري عن معلى بن محمد ،عن الوشاء ،عن
حم اد بن عثم ان ق ال":جلس أب و عب د اهلل علي ه الس الم متورك ا رجل ه اليم نى على فخ ذه
اليسرى ،فقال له رجل:جعلت فداك ،هذه جلسة مكروهة ،فقال:ال ،إنما هو شيء قالته
اليه ود لم ا إن ف رغ اهلل ع ز وج ل من خل ق الس موات واألرض ،واس توى على الع رش
وج ل(:اهلل ال إله إال هو الحي القيوم ال تأخذه
عز ّ
جلس هذه الجلسة ليستريح ،فأنزل اهلل ّ
()3
سنة وال نوم) وبقي أبو عبد اهلل عليه السالم متوركا كما هو".
يقول ابن تيمي ة":أه ل السنة أحق بتنزيه ه عن مش ابهة المخلوق ات من الشيعة ف إن
التشبيه والتجسيم المخالف للعقل والنقل ال يعرف في أحد من طوائف األمة أكثر منه في
طوائف الشيعة ،وهذه كتب المقاالت كلها تخبر عن أئمة الشيعة المتقدمين من المقاالت
المخالف ة للعق ل والنق ل في التش بيه والتجس يم بم ا ال يع رف نظ يره عن أح د من س ائر
الطوائ ف ،ثم ق دماء اإلمامي ة ومت أخروهم متناقض ون في ه ذا الب اب فق دماؤهم غل وا في
التش بيه والتجس يم ومت أخروهم غل وا في النفي والتعطي ل فش اركوا في ذل ك الجهمي ة
النرسي ص.54
-كتاب اُألصول الستة عشر أصل زيد ّ
1
34
والمعتزلة ،دون سائر طوائف األمة ،وأما أهل السنة..فجميع أئمتهم وطوائفهم المشهورة
()1
متفقون على نفي التمثيل عن اهلل تعالى".
-3إثبات الصفات يؤدي إلى التكثر والتركيب في الذات اإللهية:
قالت الشيعة:لو كان اهلل تعالى موصوفا بهذه الصفات ،وكانت قائمة بذاته ،كانت
حقيق ة اإللهي ة مركب ة ،وك ل م ركب محت اج إلى جزئ ه ،وج زء غ يره ،فيك ون اهلل تع الى
محتاج ا إلى غ يره ،فيك ون ممكن ا .يل زم الق ول بالزي ادة أن يك ون اهلل مر ّكب اً من ذات
ألن ك ّل مر ّكب محتاج إلى جزئه،
ولكنه تعالى يستحيل أن يكون مر ّكباً; ّ
وصفات قديمةّ ،
()2
وك ّل محتاج يكون ممكناً.
وزعموا َّ
أن أمير المؤمنين رضي اهلل عنه:قال":أول الدين معرفته ،وكمال معرفته
التصديق به ،وكمال التصديق به توحيده ،وكمال توحيده اإلخالص له ،وكمال اإلخالص
له نفي الصفات عنه ،لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ،وشهادة كل موصوف أنه
غير الصفة ،فمن وصف اهلل سبحانه فقد قرنه ،ومن قرنه فقد ثناه ،ومن ثناه فقد جزأه،
()3
ومن جزأه ،فقد جهله"!
المناقشة-:
-1إن مثبتي الصفات ال يسلمون لكم أن إثبات المعاني يعني أن هناك تركيبا من أجزاء
بح ال ،وإ نم ا ذات قائم ة بنفس ها مس تلزمه للوازمه ا ال تي ال يص ح وجوده ا إال به ا .أم ا
إثب ات ذات مج ردة عن الص فات الالزم ة له ا ف ان العق ل ال يتص ور وجوده ا .وليس ت
صفات الموصوف أجزاء له وال أبعاضا يتميز بعضها عن بعض ،أو تتميز الصفات عن
الموصوف حتى يصح أن يقال :هي ذات مركبة أو غير مركبة ،فإثبات التركيب أو نفيه
()4
فرع عن تصوره ،وتصور التركيب هنا منتف.
-2ول و س لمنا ج دالً أن إثب ات الص فات يس مى تركيب ا ،فليس مس تلزما لإلمك ان وال
للحدوث حتى يقال إنه مفتقر إلى ما تركب منه ،فمن المعلوم بالضرورة أن الخالق عز
35
وج ل ال يفتق ر إلى المخل وق ،فه و س بحانه الحي القي وم ،الف رد األح د الص مد ،الغ ني عن
العالمين ،وهو القائم بنفسه الموجود بذاته ،ومن كان هذا غناه فال يتصور عاقل افتقاره
إلى غيره ،وهل يقال في شأنه:إنه مفتقر إلى نفسه ،أو هو محتاج إلى نفسه ،ألن نفسه ال
تقوم إال بنفسه؟ وإ ذا كان هذا في نفسه ،فإن القول في صفاته القائمة بنفسه الداخلة في
()1
مسمى نفسه ،هو القول في نفسه بال فرق.
-3إن ال تركيب ال ذي تنف ون معن اه عن اهلل تع الى ،ورتبتم على ذل ك نفي الص فات يق ال
دل الوحي والعقل والفطرة على إثباته ،ولم يدل على نفيه ،وتسميتكم لكم في شأنه :لقد َّ
له بالمركب تسمية باطلة ،فليست موافقة للغة العرب ،أو لغة أحد من األمم ،فال يسمى
مثل هذا في اللغة تركيبا ،فالمركب في اللغة هو:الذي ركب مركب ،وهذا المعنى ممتنع
في الموجود القائم بنفسه الغني عما سواه ،الفاعل لكل ما عداه ،فكل ما سواه مخلوق له،
()2
وإ ذا قدر أنه متصف بصفات متعددة فال يقال أن أحداً ركبه ،وال ركبها فيه.
-4إذا كان إثبات الصفات هلل تعالى تركيبا ،ثم نفيتم هذا التركيب في حق اهلل تعالى فإنه
يق ال لكم:إن ه ذا معن اه إثب ات ذات مج ردة عن الص فات .وعلى ه ذا فاهلل -تع الى عن
قولكم علوا كبيرا -ال يبصر وال يسمع ،وال يعلم وال يتكلم ،وال يريد ،وال يقدر ،وليس
ل ه حي اة وال مش يئة .وعلى م ذهبكم يك ون المخل وق المتص ف به ذه الص فات أعظم وأج ل
من اهلل تعالى ،وهذا غاية الكفر والتعطيل .والصواب أن يقال :إن التركيب االعتباري،
يفرضه الذهن فحسب ،وليس له وجود في الخارج ،إذ ليس في الخارج ذات مجردة عن
()3
الصفات.
-5إن التركيب له معنيان في اللغة ،أحدهما :بمعنى أنه ينفصل بعضه عن بعض ،كما
تنقس م األجس ام ،ك الخبر واللحم والثي اب ونح و ذل ك .وثانيهم ا :بمع نى أن ه ينفص ل من ه
بعض أو جزء ،كما ينفصل عن الحيوان من عضالته .وهذان المعنيان اتفق المسلمون
()4
على نفيه عن اهلل تعالى ،فإن ذاته المقدسة ال تقبل االنقسام والتبعيض واالنفصال.
-6يقال للشيعة :أنتم تقولون اهلل عالم وقادر وخالق وسميع وبصير ،وغيرها من أسماء
اهلل التي تثبتون هلل تعالى ،وهذه يجزم العقل بداهة بأنها معان متعددة ،فمفهوم كونه عالم
36
يختلف عن مفهوم كونه قادر ويختلف عن مفهوم كونه سميعا بصيرا ،فعلى هذا يلزمكم
أن يكـون مركـبا من ذاته وهذه المعاني المتعددة ،فإن قلتم:هذا ليس بتركيب ،بل توحيد
حقيقة ،قلنا لكم :إن اتصـاف ذات اهلل تعالى بالصفات القائمـة بها ال يعد تركيبا ،بل
()1
توحي ـد حقي ـقة.
37
ولتوضيح موقف الشيعة من الصفات الخبرية نذكر تأويلهم لصفتين من هذه الصفات،
وهما صفتا الوجه واليدين.
وننوه هنا أنا نعرض موقف الشيعة الروافض المحدثين ،ذلك أن قدماء هؤالء الشيعة
ك انوا ممن يقول ون بالتجس يم في ص فات اهلل تع الى ،فق دماؤهم ومت أخروهم متناقض ون،
()1
فقدماؤهم غلو في التشبيه ،التجسيم ،ومتأخروهم غلو في النفي والتعطيل".
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ":فهذه المقاالت التي نقلت في التشبيه والتجسيم لم نر
الناس نقلوها عن طائفة من المسلمين أعظم مما نقلوها عن قدماء الرافضة .ثم الرافضة
حرموا الصواب في هذا الباب كما حرموه في غبره ،فقدماؤهم يقولون بالتجسيم الذي
هو قول غالة المجسمة ،ومتأخروهم يقولون بتعطل الصفات موافقة لغالة المعطلة من
المعتزل ة ونح وهم ،ف أقوال أئمتهم دائ رة بين التعطي ل والتمثي ل ،لم تع رف لهم مقال ة
()2
متوسطة بين هذا وهذا".
وقد ذكر أهل العلم َّ
أن متأخري الشيعة اإلمامية القائلين بالتعطيل في باب الصفات
قد بدأوا في هذه المقالة من عهد بني بويه ونحوهم من أوائل المائة الرابعة هجرية ،وقد
()3
صاروا في ذلك يوافقون المعتزلة في التوحيد -ومنه باب الصفات -والعدل.
38
شيء هالك إال وجهه) أي كل شيء فان بائد إال ذاته .أي تَبقى ذاته المقدسة ،وال تفنى
أبداً .كما يقال:هذا وجه الرأي ،ووجه الطريق )1(.وزعموا أن ابن عباس وعطاء وأبو
العالية والكلبي قد ذهبوا إلى أن معنى اآلية(:كل شيء هالك) إال ما أريد به وجه اللّ ه،
()2
أي يبقى ثوابه.
وأن المراد بلفظ الوجه في قوله تعالى(:إنما نطعمكم لوجه اللّ ه) وهو أن إطعام
هؤالء الطعام للفقراء والمساكين ،إنما يكون موجهاً إليه سبحانه لطلب رضا اللّه ،خالصاً
()3
للّه ،مخلصاً من الرياء وطلب الجزاء.
بينما ذهب شيخ الشيعة الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي إلى تأويل آخر
فيقول":واألخبار التي يتوهمها الجهال تشبيها هلل تعالى بخلقه فمعانيها محمولة على ما
في الق رآن من نظائرها.ألن في الق رآنُ (:ك ُّل َش ْي ٍء َه ِال ٌ
ك ِإاَّل َو ْجهَ هُ لَ هُ) س ورة القصص
()4
،88ومعنى الوجه:الدين ،والدين هو الوجه الذي يؤتى اهلل منه ،ويتوجه به إليه".
وروت كتب الش يعة عن أئمتهم تأوي ل ص فة الوج ه في قول ه تع الى(:ك ل شيء
هال ك إال وجه ه) ،ومن ذل ك م ا روي عن أبي حم زة ،ق ال:قلت ألبي جعف ر علي ه
الس الم:ق ول اهلل ع ز وج ل (ك ل ش يء هال ك إال وجه ه)؟ ق ال :فيهل ك ك ل ش يء ويبقي
الوج ه ،إن اهلل ع ز وج ل أعظم من أن يوص ف بالوج ه ،ولكن معن اه ك ل ش يء هال ك إال
دين ه والوج ه ال ذي ي ؤتى من ه )5(.ومن ذل ك م ا ورواه الكلي ني َع ِن اْل َح ِار ِث ْب ِن اْل ُم ِغ َير ِة
ك
هال ٌك وتَع الَى ُك ُّل َش ي ٍء ِ ِ َّ ِ ِ َّ ِ ِئ ص ِر ِّ َّ
ْ ي قَا َل ُس َل َُأب و َعْب د الله عليه السالم َع ْن قَ ْول الله تََب َار َ َ َ الن ْ
ان اللَّ ِه
ال ُس ْب َح َ ك ُك ُّل َش ْي ٍء ِإاَّل َو ْج هَ اللَّ ِه فَقَ َ
ون َي ْهِل ُت َيقُولُ َ يه ُقْل ُ ِإاَّل و ْجهه فَقَا َل ما يقُولُ ون ِف ِ
َ َ َ َ َُ
()6
ك َو ْجهَ اللَّ ِه الَِّذي يُْؤ تَى ِم ْنهُ.
لَقَ ْد قَالُوا قَ ْواًل َع ِظيماً ِإَّن َما َعَنى بِ َذِل َ
-1مجمع البيان:الطبرسي .7/269العقيدة اإلسالمية على ضوء مدرسة أهل البيت:الشيخ جعفر
الثالث واألربعون ص.87
ُ رية-األصل
الخَب ّ
الصفات َ
السبحانيِّ ،
-2مجمع البيان :الطبرسي .7/270
-3مجمع البيان :الطبرسي .10/408وقد وردت عن أئمة أهل البيت (ع) روايات كثيرة في تفسير وجه
اللّه في اآلية الكريمة وأمثالها بهذا المعنى .فراجع الكافي .143
-4االعتقادات:الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي ،باب في صفة اعتقاد اإلمامية في التوحيد،
ص .23
-5التوحيد:الشيخ الصدوق 12 ،باب تفسير قول اهلل عز وجل(كل شيء هالك إال وجهه)،ص .149
-6الكافي باب النوادر .1/143
39
فإن
ومنها:أن ك ّل شيء من أعمال العباد هالك وباطل إالّ ما أريد به اهلل تعالىّ ،
ال َع ْن َأبِي َع ْب ِد اللَّ ِه علي ه الس الم ِفي قَ ْو ِل اللَّ ِه َع َّز ان اْل َج َّم ِ ص ْف َو َ
()1
ذل ك يبقى ثواب ه .روى َ
اع ِة ُم َح َّم ٍد صلى اهلل ط َُأم َر بِ ِه ِم ْن َ
ك ِإاَّل و ْجه ه" قَ ا َل م ْن َأتَى اللَّه بِم ا ِ
َ َ َ َ َُ
وج َّلُ ":ك ُّل َش ي ٍء ِ
هال ٌ ْ َ َ
َّ ()2
َأطاع اللهَ.
َ ول فَقَ ْد ال َم ْن ُي ِط ِع َّ
الر ُس َ ك قَ َ ك َو َك َذِل َ عليه وآله فَهَُو اْل َو ْجهُ الَِّذي اَل َي ْهِل ُ
محمد بن علي الباقر(عليه السالم) حول هذه اآلية(:ك ّل شيء هالك)"إالّ دينه قال اإلمام ّ
()3
محم د الصادق(عليه السالم) حول هذه
والوجه الذي يؤتى منه" .وقال اإلمام جعفر بن ّ
()4
اآلية" :ك ّل شيء هالك إالّ من أخذ طريق الحق".
ومنها:المراد بوجه اهلل األئمة أنفسهم ،ولهم في ذلك عدة روايات نسبوها لألئمة
أنفسهم وسنعرض لها في المطلب األخير في هذا البحث.
المناقشة:
-1انظر أمالي المرتضى .1/592،مجمع البيان ،الشيخ الطبرسي ،تفسير آية 88من سورة القصص،
.7/421
-2الكافي باب النوادر .1/143
-3التوحيد:الشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي (الصدوق) ،باب ،12باب تفسير قول اهلل عز وجل:
(كل شيء هالك إال وجهه) .1/149
-4المصدر السابق نفسه.
40
فمن الكتاب:قوله تعالى(:ويبقى وجه ربك ذو الجالل واإلكرام) سورة الرحمن:
،27ففي اآلية إخب ار ب أن ل ه س بحانه وجه ا ال يف نى وال يلحق ه الهالك .يق ول اإلم ام
ال بيهقي" :فأض اف الوج ه إلى ال ذات ،وأض اف النعت إلى الوج ه ،فق ال ذو الجالل
واإلكرام ولو كان ذكر الوجه صلة ولم يكن للذات صفة لقال ذي الجالل واإلكرام ،فلما
()1
قال ذو الجالل واإلكرام علمنا َّأنه نعت للوجه وهو صفة للذات".
وقوله(:كل شيء هالك إال وجهه) سورة القصص ،88:فهذه اآلية دلَّت على صفة من
صفات الذات وهى صفة الوجه ،ودلت على بقاء الصفة ببقاء الذات ،فأثبتت بقاء الذات
بصفاتها ،وقوله(:وما آتيتم من زكاة تريدون وجه اهلل) سورة الروم ،39:وقوله(:واصبر
نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) سورة الكهف ،28:وقوله:
(وما تنفقون إال ابتغاء وجه اهلل) سورة البقرة.272:
ومن السنة-:
-حديث جابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنه قال:لما نزلت على رسول اهلل صلى اهلل عليه
وس لم(:ق ل ه و الق ادر على أن يبعث عليكم ع ذابا من ف وقكم) ق ال:أع وذ بوجه ك(،أو من
تحت أرجلكم) ق ال :أع وذ بوجه ك( ،أو يلبس كم ش يعا وي ذيق بعض كم ب أس بعض)
()2
قال :هاتان أهون وأيسر.
-ومنه ا ح ديث أبي بك ر بن عب د اهلل بن قيس عن أبي ه ق ال :ق ال رس ول اهلل ص لى اهلل
عليه وسلم":جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ،وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ،وما
بين الق وم وبين أن ينظ روا إلى ربهم ع ز وج ل إال رداء الكبري اء على وجه ه في جن ة
()3
عدن".
-5
انظر التوحيد :ابن خزيمة ،57-45،51-1/24الرد على الجهمية للدارمي ص ،62مجموع
الفتاوى:ابن تيمية .6/10
-1
االعتقاد:البيهقي ص .31
-2رواه البخاري ،رقم 4628كتاب تفسير سورة األنعام ،باب قوله تعالى"قل هو القادر على أن يبعث
عليكم عذابا من فوقكم" ،ورقم ،7312كتاب االعتصام ،باب قوله اهلل تعالى"أو يلبسكم شيعا" ورقم
،7406كتاب التوحيد ،باب قوله تعالى"كل شيء هالك إال وجهه" .وأحمد في المسند ،رقم،14355
.3/309
-3رواه البخاري ،رقم ،4878كتاب تفسير سورة الرحمن،باب من دونهما جنتان،وباب حور عين
مقصورات في الخيام ،رقم ،7444كتاب التوحيد ،باب قوله تعالى":وجوه يومئذ ناضرة .ورواه مسلم رقم
،296كتاب اإليمان ،باب إثبات رؤية المؤمنين ربهم سبحانه وتعالى.
41
-ومنها حديث عامر بن سعد عن أبيه قال:مرضت بمكة عام الفتح...قال:قلت يا رسول
اهلل أتخل ف عن هج رتي؟ فق ال:أن ك لن تخل ف بع دي فتعم ل عمال تري د ب ه وج ه اهلل إال
()1
ازددت به رفعة ودرجة".
-ومنها:حديث صهيب رضي اهلل عنه:عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال":إذا دخل أهل
الجن ة الجن ة ق ال :يق ول اهلل تب ارك وتع الى تري دون ش يئاً أزي دكم؟ فيقول ون:ألم ت بيض
شف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحبقال:في ْك ُ
ُ وجوهنا ،ألم تدخلنا الجنة ،وتنجنا من النار،
إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل".وفي رواية ثم تال هذه اآلية (للذين أحسنوا الحسنى
وزيادة))2(.
-ومنها حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم":لن يوافى عبد يوم القيامة يقول ال اله
إال اهلل يبتغى به وجه اهلل إال حرم اهلل عليه النار")3(.
-ومنه ا ج اء في دع اء الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم":وأس ألك ل ذة النظ ر إلى
()4
وجهك."..الحديث.
-ومنها :حديث أبى موسى األشعري رضي اهلل عنه قال:قام فينا رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم بأربع كلمات فقال":إن اهلل ال ينام وال ينبغي له أن ينام ،يحفظ القسط ويرفعه،
ويرفع إليه عمل الليل والنهار ،وعمل النهار قبل الليل ،حجابه النار لو كشفها ال حرقت
()5
سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره".
-ومنها :حديث طويل..وفيه أنه سئل عن مالك بن ُّ
الدخشن فقال بعضهم:ذلك منافق ال
يحب اهلل ورسوله ،فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم":ال تقل أال تراه قال:ال إله إال
اهلل يريد بذلك وجه اهلل؟ قال:اهلل ورسوله أعلم ،قال:قلنا فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى
()6
المنافقين ،فقال :فإن اهلل حرم على النار من قال:ال إله إال اهلل يبتغي بذلك وجه اهلل".
-1رواه أحمد في المسند رقم .1546قال الشيخ شعيب األرنؤوط:إسناده صحيح على شرط الشيخين.
-2رواه مسلم رقم ،180كتاب اإليمان ،باب إثبات رؤية المؤمنين في اآلخرة.
-3رواه البخاري رقم ،6423كتاب الرقاق .باب العمل الذي يبتغى به وجه اهلل.
الدع ِ
اء ،ترقيم الشيخ أبي غدة ،قال -رواه النسائي رقم ،1305كتاب السهوَ )62(،باب نوع آخر في ُّ َ
4
الشيخ ناصر الدين األلباني:صحيح .ورواه البيهقي في األسماء والصفات ،رقم .226،1/243
-5رواه مسلم ،رقم ،293،294،295كتاب اإليمان ،باب في قوله تعالى"إن اهلل ال ينام".
-6رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه:كتاب الصالة ،باب المساجد في البيوت،رقم 1187كتاب
التهجد ،باب صالة النوافل جماعة،رقم ،1653رقم ،5401كتاب األطعمة ،باب الخزيرة ،ورقم ،6938
42
-ومنه ا:م ا نق ل عن الص حابة رض ي اهلل عنهم والت ابعين وجمي ع أه ل الس نة والح ديث
واألئم ة األربع ة وأتب اعهم من اإليم ان ب أن المؤم نين ي رون وج ه ربهم في الجن ة ،وهي
الزيادة التي فسر بها النبي صلى اهلل عليه وس لم والص حابة قول ه تعالى(:للذين أحسنوا
()1
الحسنى وزيادة).
وق د ثبت أن جمي ع علم اء أه ل الس نة في كاف ة األقط ار:يقول ون إن لمعبودن ا ع ز
وجل وجها ،كما أعلم اهلل عز وجل في محكم التنزيل ،وذواه بالجالل واإلكرام ،وحكم له
بالبقاء ،ونفى عنه الهالك ،ويقولون إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء
()2
ما لو كشف حجابه الحترقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره.
كتاب الرقاق ،باب العمل الذي يبتغي به وجه اهلل ،رقم ،6938كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم،
باب ما جاء في المتأولين.
-1انظر التوحيد:ابن خزيمة ص ،181-180الشريعة:اآلجري ص ،262-261االعتقاد:البيهقي ص
.48
-2انظر التوحيد:ابن خزيمة ص .11-10
-3انظر كتاب الكافي تحقيق المجلسي والبهبودي هدية الدمشقية:عبد الرحمن دمشقية ص .143وكسر
الصنم ألية اهلل البراقعي ص .104-103
43
اهداً ِم ْن
يث فَوج ْدتُم لَ ه َش ِ ِ
ق بِ ه قَ ا َل ِإ َذا َو َر َد َعلَْي ُك ْم َح د ٌ َ َ ْ ُ
ق بِ ِه و ِم ْنهم م ْن اَل َنثِ ُ ِ ِ
َي ْر ِويه َم ْن َنث ُ َ ُ ْ َ
ِ
اء ُك ْم بِ ِه َْأولَى بِه"ِ. َّ َِّ ِ َّ ِ ِ ِكتَ ِ َّ ِ ِ
اب الله َْأو م ْن قَ ْول َر ُسول الله صلى اهلل عليه وآله ،وِإال فَالذي َج َ
ت ََأب ا َع ْب ِد اللَّ ِه علي ه الس الم ُّوب ْب ِن اْل ُح ِّر قَ ا َل َس ِم ْع ُ
-وم ا رواه َع ْن َي ْحَيى اْل َحلَبِ ِّي َع ْن َأي َ
ف". اب اللَّ ِه فَهَُو ُز ْخ ُر ٌ يث اَل يو ِاف ُ ِ
ق كتَ َ َُ
اب والسَُّّن ِة ،و ُك ُّل ح ِد ٍ
َ َ
ِ ِ
ود لَى اْلكتَ َ
َيقُو ُل ُك ُّل َشي ٍء م ْر ُد ٌ ِإ
ْ َ
()1
-3بالرجوع للكتاب والسنة الصحيحة نجد النصوص الواضحة في إثبات صفة الكمال
ومنها صفة الوجه هلل تعالى على الوجه الذي يليق بجالله وكماله ،وقد سبق أن ذكرنا
بعضها .ونذكر بعض ما روته كتب الشيعة أنفسهم عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
وعن السيدة فاطمة الزهراء رضي اهلل عنها في إثبات صفة الوجه هلل تعالى ،فمن ذلك:
-دعاء النبي صلى اهلل عليه وسلم":اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أعلنت وما
أسررت ،وإ سرافي على نفسي..والرضا بالقضاء ،وبرد العيش بعد الموت ،ولذة النظر
()2
إلى وجهك الكريم ،وشوقا للقائك من غير ضراء مضرة ،وال فتنة مضلة".
-دع اء الس يدة فاطم ة الزه راء رض ي اهلل عنه ا عقيب ص لواتها الخمس ،ووم ا ك انت
()3
تدعو به":وأسألك الرضا بعد القضاء ،وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم".
يقال للشيعة ففي دعاء النبي صلى اهلل عليه وسلم ودعاء السيدة فاطمة رضي
اهلل س ؤال ل ذة النظ ر مض افا لوج ه اهلل ،ومث ل ه ذا يس تحيل أن يق ال في ه أن المقص ود ب ه
الثواب ،أو ما أريد به وجه اهلل كما تزعم الشيعة .ولو كان النبي صلى اهلل عليه وسلم
ولما ذك ر الوج ه َّ
دل على َّأنه أراد الوج ه يقص د ال ذات -كم ا ت زعم الش يعة -لق ال ذل كَّ ،
حقيقةَّ ،
ألن تأخير المراد عن البيان ال يتناسب مع مقام صاحب الشريعة المبلغ عن ربه
عز وجل.
44
وجه ،وال حقيقة لوجهه ،وفي هذا تكذيب صريح لما أخبر اهلل به عن نفسه ،وما اخبر به
رسوله عليه الصالة والسالم .ويقال للشيعة إن حمل الوجه على المجاز يلزمكم أن تكون
أسماء اهلل تعالى كالسميع والبصير والقدير والحي وسائر أسماؤه مجازا ،ال حقيقة لها،
وهذا باطل ،ألنه يؤدي إلى تعطيل األسماء كما عطلتم الصفات ،وإ ذا كان هذا باطال فما
ِ َِّ ِ
ون
ين ُيْلح ُد َ اَألس َماء اْل ُح ْس َنى فَ ْاد ُعوهُ بِهَ ا َو َذ ُروْا الذ َ
تعالى(:وِللّه ْ
َ يؤدي إليه يعتبر مثله،واهلل
ول(:ه َو اللَّهُ اْل َخ ِال ُ
ق ُ ون) س ورة األع راف.180 :ويق ِئ ِ
َأس َمآ ه َس ُي ْج َز ْو َن َم ا َك ُانوْا َي ْع َملُ َ
في ْ
ِ
ض َو ُه َو اْل َع ِزي ُزاَأْلر ِ ِ ِّح لَ هُ َم ا ِفي َّ
الس َم َاوات َو ْ اَأْلس َماء اْل ُح ْس َنى ُي َس ب ُ
ص ِّو ُر لَ هُ ْ اْلَب ِارُئ اْل ُم َ
يم) سورة الحشر24: ِ
اْل َحك ُ
-2وأما تأويل الشيعة للوجه بالذات فيرد عليه بما يلي:
إن تأويل الوجه بالذات ليس معروفا في لغة من لغات األمم ،وإ ذا قلتم إن الوجه َّ
اش تهر في اللغ ة بمع نى ال ذات إذ يق ال :وج ه الحائط ،ووج ه الثوب ،ووج ه النه ار ،فإن ه
يقال لكم:ليس الوجه الوارد في أمثلكم بمعنى الذات ،فوجه الثوب هو أحد جانبيه ،أو هو
ما واجه به وأقبل به ،ومثله وجه األمر ،وهو ما ظهر منه فيه الرأي الصحيح دون ما
()1
لم يظهر .وكذلك القول في وجه الحائط ،ووجه النهار أوله كما ثبت عن ابن عباس.
()2
والث ابت في اللغ ة أن الوج ه معن اه :مس تقبل ك ل ش يء ،ألن ه أول م ا يواج ه من ه.
والصواب أن يقال:إنه يستعمل في كل محل بحسب ما يضاف إليه .وإ ن أضيف الوجه
()3
إلى اهلل تعالى الذي ليس كمثله شيء كان وجهه تعالى كذلك.
ويقال أيضاً َّ
":بأنه لو لم يكن هلل عز وجل وجه على الحقيقة لما جاز استعمال هذا
اللف ظ في مع نى ال ذات ،ف إن اللفظ الموض وع لمع نى ال يمكن أن يس تعمل في مع نى آخر
إال إذا كان المعنى األصل ثابتا للموصوف ،حتى يمكن للذهن أن ينتقل من الملزوم إلى
()4
الزمه".
45
فرق في أقواله بين الوجهوأيضا:لقد ثبت عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم َّأنه َّ
أن الوج ه ص فة لل ذات ،وليس ه و ال ذات كم ا ذهب إلي ه وال ذات ،والتفري ق ي ُّ
دل على َّ
الش يعة .فق د ورد عن ه علي ه الص الة والس الم قول ه":من اس تعاذ باهلل فأعي ذوه ومن س ألكم
بوجه اهلل فأعطوه" )1(.وروى ْاب ِن َعب ٍ
َّاس عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه إذا أراد
أن ي دخل المس جد يق ول":أع وذ باهلل العظيم وبوجه ه الك ريم وس لطانه الق ديم من الش يطان
الرجيم" .فقوله أعوذ باهلل العظيم يدل على الذات ،وقوله :بوجهه الكريم يدل على الوجه
()2
الذي هو صفة له عز وجل.
وأيضا فإن المضاف إلى اهلل تعالى في القرآن الكريم وعلى لسان الرسول عليه
الصالة والسالم نوعان:أحدهما:أعيان قائمة بذاتها ،كبيت اهلل وناقة اهلل ،وثانيهما :صفات
ال تقوم بنفس ها ،كعلم اهلل وحيات ه وقدرت ه وسائر ص فاته ،وورودها مض اف هلل في سائر
()3
المواضع مضافة للرب عز وجل ،فتكون صفة له.
-3وأم ا تأوي ل الوج ه بمع نى الث واب أو الج زاء فإن ه باط ل ،فاللغ ة ال تي أن زل اهلل به ا
الق رآن الك ريم ال تحتم ل ذل ك ،ولم يع رف أن الج زاء يس مى وجه ا للمج ازي ،وإ ن ك ان
اللفظ يحتمل الجزاء أو الثواب بالمعنى المجازي فإنه في قوله تعالى(:ويبقى وجه ربك
ذو الجالل واإلك رام) س ورة ال رحمن ،27:وفي قول ه(:وم ا ألح د عن ده من نعم ة تج زى)
سورة الليل 19:ال يحتمل ذلك .والثواب أمر معنوي مخلوق ،وقد ثبت عنه صلى اهلل أنه
()4
ومن اس تعاذ بوج ه اهلل تع الى ،فق ال":اللهم إني أع وذ بوجه ك الك ريم وكلمات ك التام ة".
()5
المحال أن يستعيذ الرسول عليه الصالة والسالم أو أنة يسأل بمخلوق.
األلباني:حسن صحيح.
-2انظر مختصر الصواعق المرسلة ص .2/180والحديث رواه اإلمام أحمد رقم .2248،4/113
الر ُج ِل َي ْستَ ِعي ُذ ِم َن َّ
الر ُج ِل .قال الشيخ ناصر الدين األلباني:حسن صحيح. وأبو داود رقم ،5110باب في َّ
-3انظر تفسير الطبري ،6/508تفسير البغوي ،1/315تفسير ابن كثير.1/373
-4رواه أبو داوود رقم ،5052كتاب األدب ،باب ما يقول عند النوم ،قال ابن القيم :ورجال إسناده كلهم
ثقات.مختصر الصواعق .2/177والنسائي في السنن الكبرى رقم ،7732كتاب النعوت،باب قوله
سبحانه(:كل شيء هالك إال وجهه) ،كنز العمال في سنن األقوال واألفعال:عالء الدين علي المتقي بن
حسام الدين الهندي،رقم .41988،15/510
-5انظر رد الدارمي على بشر المريسي ص ،160مختصر الصواعق .178-2/176
46
يتبين من خالل ما عرضناه سابقا أن التأويل الشيعي للوجه بالمجاز تأويل باطل
شرعاً ولغة ،وأنه مخالف لما عليه سلف األمة وأئمتها ،وبذلك يكون أمراً مبتدعاً ،قد
ذهب وا إلي ه نتيج ة تق ديمهم الرواي ات المكذوب ة عن أئمتهم وتق ديم ال رأي ،والمعق والت
الفاسدة على صحيح الشرع وصريح العقل.
47
ال َي ا
مبسوطتان) سورة الزمر 56:يؤولها بنعمة الدنيا ونعمة اآلخرة ،وفي قوله تعالى(:قَ َ
ت بَِي َديَّ) س ورة ص 75:يؤولها بالق درة والق وة ،وفي ك َأن تَ ْس ُج َد ِل َم ا َخلَ ْق ُ ِ
ِإْبل ُ
يس َم ا َمَن َع َ
ام ِة) سورة الزمر ،67:يقول :يعني ملكه ال ِ
ضتُهُ َي ْو َم اْلقَي َ
ِ
ض َجميعاً قَْب َ اَأْلر ُ
تعالى(:و ْ
َ قوله
َّات بَِي ِمينِ ِه) يؤولها بالقدرة)1(.
ط ِوي ٌ
ات َم ْ
َّماو ُ
تعالى(:والس َ
َ يملكها معه أحد،واليمين في قوله
وذهب الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان إلى تأويل اليد في قوله تعالى(:بل
يداه مبسوطتان) بالنعمتين العامتين في الدنيا واآلخرة )2(.وفي قوله تعالى(:ما منعك أن
ال:إن الم راد:بق درتي وق وتي )3(.وق ال:وفي تأوي ل اآلي ة وج ه
َّ تس جد لم ا خلقت بي دي)،ق
آخر ،وه و:أن المراد بالي دين فيه ا هم ا:القوة والنعم ة ،فكأن ه ق ال خلقت بقوتي ونعم تي،
وفيه وجه آخر وهو:أن إضافة اليدين إليه إنما أريد به تحقق الفعل له وتأكيد إضافته
إليه ،وتخصيصه به دون ما سوى ذلك من قدرة أو نعمة أو غيرهما)4(.
يقول الشيعي محمد جعفر شمس الدين":وقس على هذا كل اآليات التي ورد فيها
لفظ اليد مفرداً أو مثنى مضافاً إليه سبحانه")5(.
ورووا أن أئمتهم نف وا اتص اف اهلل تع الى بالي د ،فعن عب د اهلل بن قيس عن أبي
الحسن الرضا عليه السالم قال :سمعته يقول(":بل يداه مبسوطتان) فقلت:له يدان هكذا،
وأشرت بيدي إلى يده ،فقال:ال؟ لو كان هكذا لكان مخلوقا")6(.
أن بوجود الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) حول تفسير ما المراد وزعموا َّ
من يد اهلل تعالى ،فمنهم من أولَّها بالنعمة ،ومنهم من أولَّها بالقدرة والقوة .فعن محمد بن
مس لم ق ال س ألت أب ا جعف ر (ع) فقلت قول ه ع ز وج ل(ي ا إبليس م ا منع ك أن تس جد لم ا
خلقت بيدي) فقال اليد في كالم العرب القوة والنعم ة....ويقال لفالن عندي أيادي كثير
-1انظر االعتقادات:الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي ،باب في صفة اعتقاد اإلمامية في
التوحيد ،ص .24-23
-2تصحيح اعتقادات اإلمامية :الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم أبي عبد اهلل ،العكبري،
البغدادي ،فصل :في صفات الذات وصفات األفعال ص .30
-3تصحيح اعتقادات اإلمامية :الشيخ المفيد ،حكمة الكناية واالستعارة ،ص ،23 ،34مجمع البيان
.4/485
-4تصحيح اعتقادات اإلمامية :الشيخ المفيد ،حكمة الكناية واالستعارة ،ص .34
-5دراسات في العقيدة:محمد جعفر شمس الدين ص .144
-6التوحيد:الشيخ الصدوق ،25،باب معنى قوله عز وجل(:وقالت اليهود يد اهلل مغلولة غلت أيديهم
ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان) ص .168
48
أي فواضل وإ حسان وله عندي يد بيضاء أي نعمة )1(.وعن محمد بن عبيدة قال:سألت
الرض ا (ع) عن ق ول اهلل ع ز وج ل إلبليس (م ا منع ك أن تس جد لم ا خلقت بي دي
أستكبرت) قال:يعني بقدرتي وقوتي)2(.
كم ا اختلفت الرواي ات عن أئمتهم في تأوي ل القبض ة واليمين ،فمنه ا :م ا رواه
الكلي ني عن محم د بن عيس ى بن عبي د ق ال:س ألت أب ا الحس ن علي بن محم د العس كري
عليهم ا الس الم عن ق ول اهلل ع ز وج ل(:واألرض جميع اً قبض ته ي وم القيم ة والس موات
مطوي ات بيمين ه) ،فق ال:ذل ك تعب ير اهلل تب ارك وتع الى لمن ش بهه بخلق ه ،أال ت رى أن ه
ق ال":وم ا ق دروا اهلل ح ق ق دره" ،ومعن اه إذ ق الوا:إن األرض جميع اً قبض ته ي وم القيام ة
والس موات مطوي ات بيمين ه ،كم ا ق ال ع ز وج ل":وم ا ق دروا اهلل ح ق ق دره ،إذ ق الوا:م ا
ثم َّنزه عز وجل نفسه عن القبضة واليمين ،فقال":سبحانه
أنزل اهلل على بشر من شيء"َّ ،
وتعالى عما يشركون")3(.
ومنها:عن سليمان بن مهران قال:سألت أبا عبد اهلل عليه السالم عن قول اهلل عز
وجل(:واألرض جميعاً قبضته يوم القيامة) ،فقال:يعني ملكه ال يملكها معه أحد ،والقبض
من اهلل تبارك وتعالى في موضع آخر المنع ،والبسط منه اإلعطاء والتوسيع ،كما قال
ع ز وج ل":اهلل يقبض ويبس ط وإ لي ه ترجع ون" ،يع ني يعطي ويوس ع ،ويمن ع ويض يق،
والقبض من ه ع ز وج ل في وج ه آخ ر اآلخ ذ في وج ه القب ول من ه كم ا ق ال :ويأخ ذ
()4
الصدقات ،أي يقبلها من أهلها ويثيب عليها.
ورووا عن رسول اهلل عليه الصالة والسالم أنه قال":أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم ،فإن
()5
ثم زعم وا أن ه ذا القول صدر عن رس ول اهلل أحدهم ليع ثر وإ ن ي ده بي د اهلل يرفعه ا".
علي ه السالم على سبيل المج از ،والمراد (ي د اهلل) معونة اهلل تعالى ،فكأن ه عليه الصالة
-1التوحيد:الشيخ الصدوق ،13،باب تفسير قول اهلل عز وجل(:يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت
بيدي) ص.153
-2المصدر السابق .1/153
-3المصدر السابق .1/161
-4االعتقادات:الشيخ الصدوق باب في صفة اعتقاد اإلمامية في التوحيد ،1/21،التوحيد:الشيخ الصدوق،
17باب تفسير قوله عز وجل(:واألرض جميعا قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه) ص
.161تفسير الصافي .5/339
-5المجازات النبوية:الشريف الرضى ص .229
49
والسالم أراد أن أحدهم ليعثر ،وأن معونة اهلل من ورائه ،تنهضه من سقطته ،وتقيله من
()1
عثرته.
المناقشة:
50
وقد وردت صفة اليد في كتاب اهلل عز وجل بصيغة اإلفراد ،ومن ذلك:قوله(:يد اهلل
فوق أيديهم) سورة الفتح ،10:وقوله(:سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإ ليه ترجعون)
سورة يس ،83:وقوله(:وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء
قدير) سورة آل عمران.26:
كم ا وردت ص فة الي د كت اب اهلل ع ز وج ل بص يغة التثني ة ،ومن ذل ك:قول ه تع الى
إلبليس(:م ا منع ك أن تس جد لم ا خلقت بي دي) س ورة ص ،75:وقول ه تع الى(:ب ل ي داه
مبس وطتان ينف ق كي ف ش اء) س ورة المائ دة .64:ووردت ص فة الي د كت اب اهلل ع ز وج ل
بصيغة الجمع كما في قوله(":أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما) سورة يس:
،71ووردت بص يغ أخ رى ومن ذل ك :قول ه(:واألرض جميع ا قبض ته ي وم القيام ة
َِّ
الى(:من َذا الذي ُي ْق ِر ُ
ض اللّ هَ َّ والس موات مطوي ات بيمين ه) س ورة الزم ر .67:وقول ه تع
ِ ِ قَرض اً حس ناً فَيض ِ
ون) س ورة َأض َعافاً َكث َيرةً َواللّ هُ َي ْقبِ ُ
ض َوَي ْب ُس طُ َوِإلَْي ه تُْر َج ُع َ اعفَهُ لَ هُ ْ ََ ُ َ ْ
البقرة.245:
كل هذه الصيغ دالَّة على إثبات معنى واحد:هو إثبات صفة اليد هلل تعالى حقيقة
إن َّ
َّ
على م ا يلي ق بجالل ه ،دون تش بيه وال تمثي ل له ا بي د المخل وقين ،ودون تحري ف له ا وال
تعطيل ،فكما أن له تعالى ذاتاً حقيقة ال تشبه ذوات العباد فصفاته ال تشبه صفاتهم(.لَْي َس
ص ُير) الشورى.11 َّميع الب ِ
ِ ِ ِِ
َكمثْله َش ْي ٌء َو ُه َو الس ُ َ
َّ
إن تأويل صفة اليد بالقدرة أو النعمة يؤدي إلى تعطيل هذه النصوص القرآنية -
على ه ذه الص فة -عن داللته ا على المع نى المس وق ألجل ه ،وه و إثب ات ص فة الي د ،ف إذا
حملت على خالف ذل ك بتأويله ا ك ان ذل ك نفي ا للمع نى ال ذي ج اءت من أجل ه ،وإ ثبات ا
()1
لمعنى آخر ،لم تدل عليه نصوص القرآن ال نصا وال ظاهرا.
وأما من السنة النبوية :فهناك الكثير من األحاديث الثابتة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم جاءت فيها صفة اليدين هلل تعالى ،ونذكر هنا بعضا منها-:
-ما رواه أبو هريرة رضي اهلل عنه قال:قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم":احتج آدم
وموسى ،فقال موسى آلدم:أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة .قال له آدم:أنت موسى
()2
اصطفاك اهلل بكالمه وخط لك التوراة بيده"...الحديث.
-1أصول الدين عند اإلمام أبي حنيفة :محمد بن عبد الرحمن الخميس ص .583
آدم وموسى ِع ْن َد ِ
اهلل ،رواه مسلم رقم ،2652كتاب اب تَ َح َّ
اج َ ُ َ ُ َ -رواه البخاري:رقم ،6614كتاب القدرَ،ب ٌ
2
51
-ما رواه أبو هريرة رضي اهلل عنه قال :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم":لما خلق
()1
اهلل الخلق كتب بيده على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي".
-ما رواه أبو موسى األشعري رضي اهلل عنه قال:إن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
قال":إن اهلل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،
()2
حتى تطلع الشمس من مغربها".
-ما رواه عبد اهلل بن عمر بن العاص أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال :إن المقس طين
عند اهلل على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ،وكلتا يديه يمين ،الذين يعدلون
()3
في حكمهم وأهليهم وما ولوا".
ال َر ُس و ُل اللَّ ِه صلى -وما رواه ثقة الشيعة الكليني َع ْن َأبِي َج ْعفَ ٍر عليه السالم قَ ا َل:قَ َ
اء ِفي ِظ ِّل َع ْر ِش ِه ض َزَب ْر َج َد ٍة َخ ْ
ض َر َ ام ِة َعلَى َْأر ِ ِ اهلل عليه وآله اْلمتَحاب ِ َّ ِ
ُّون في الله َي ْو َم اْلقَي َُ َ َ
س الطَّ ِال َع ِةَ ،ي ْغبِطُهُ ْم َأض وُأ ِم َن َّ
الش ْم ِ وههُ ْم َ ُّ
َأش د َبَياض اً َو ْ َ ينُ ،و ُج ُ ـن َي ِمينِ ِهَ ،و ِكْلتَ ا َي َد ْي ِه َي ِم ٌ
َع ْ
ـن َه ُؤ اَل ِء؟ فَُيقَ ا ُل َه ُؤ اَل ِء
اس َم ْ الن ُـل َملَ ٍك ُمقَ َّر ٍب َو ُك ُّل َنبِ ٍّي ُم ْر َس ٍلَ ،يقُ و ُل َّ بِم ْن ِزلَتِ ِهم ُك ُّ
ْ َ
أن المراد من قول النبي صلى اهلل يصح أن يقال َّ ُّ ُّون ِفـي الله .يقال للشيعة هل
َّ ِ ()4
اْل ُمتَ َحاب َ
علي ه وس لم:وكلت ا قوتي ه يمين؟! فه ل للق وة يمين؟!فمن زعم ج واز ذل ك ،خ الف أه ل
العقول ،وصار من البله والجهال! وإ ن قال بعدم جواز ذلك وجب عليه التسليم ،وإ ثبات
اليدين تعالى صفة حقيقة هلل تعالى ،وإ ال ليس بعد ذلك إالَّ العناد.
-ما رواه أنس بن مالك رضي اهلل عنه عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال":يجمع اهلل
الن اس ي وم القيام ة ،فيقول ون:ل و استش فعنا على ربن ا ح تى يريحن ا من مكانن ا ،في أتون آدم
-1رواه البخاري رقم َ ،7404باب قَ ْو ِل اللَّ ِه تَ َعالَىَ (:وُي َح ِّذ ُر ُك ْم اللَّهُ َن ْف َسهُ) َوقَ ْوِل ِه َج َّل ِذ ْك ُرهُ(:تَ ْعلَ ُم َما ِفي
ك).ورواه مسلم رقم ،2750باب في سعة رحمة اهلل تعالى وأنها سبقت غضبه. َأعلَ ُم َما ِفي َن ْف ِس َ
َن ْف ِسي َواَل ْ
ِ ُّ ول التَّوب ِة ِمن ُّ
وب َوالتَّ ْوَبةُ.
وب َوِإ ْن تَ َك َّر َرت الذُن ُ الذُن ِ -رواه مسلم رقم ،7165كتاب التوبة ،باب قَُب ِ ْ َ َ
2
52
فيقولون يا آدم أنت أبالذي خلقك اهلل بيده ،ونفخ فيه من روحه ،وأمر المالئكة فسجدوا
()1
لك،فاشفع لنا عند ربنا"...الحديث.
53
ويقول عالء الدين بن العطار:وجب اإليمان بصفة اليدين هلل تعالى لورود األخبار
بذلك ،ويجب الكف عن تأويل اليدين بالنعمتين أو القدرتينَّ ،
ألن في ذلك تحريف يؤدي
()1
إلى التعطيل.
ويق ول أب و عثم ان الص ابوني :إن أئم ة اإلس الم ال يعتق دون تش بيها لص فات اهلل
بص فات خلق ه .فيقول ون:إن ه تع الى خل ق آدم بي ده كم ا نص علي ه في كتاب ه(:ي ا إبليس م ا
يحرف ون الكلم عن مواض عه
منع ك أن تس جد لم ا خلقت بي دي) س ورة ص ،75:وال ِّ
تحرف الشيعة والمعتزلة والجهمية ،وال
فيحملون اليدين على النعم تين أو القوتين ،كم ا ِّ
()2
يشبهون يد اهلل تعالى بأيدي المخلوقين كما ذهبت المشبهة.
مما يدل على إبطال تأويل الشيعة لصفة اليد في قوله تعالى(خلقت بيدي) سورة َّ -2
إن َّ
ص 75:بمعنى النعمة أنه لم يرد في اللغة وال في عادة أهل الخطاب أن يقال:عملت كذا
بي دي ،ثم يع ني ب ذلك النعم ةَّ ،
وأنه ال يج وز أن يق ول الم رء رفعت الش يء بي دي أو
وضعته بيدي أو توليته بيدي وهو يعنى بذلك النعمة ،كما ال يجوز أن يقال لي عند فالن
يدان وهو يعني نعمتين ،وإ نما يقال:لي عنده يدان بيضاوان ،فالقول:يد ال يعني سوى اليد
ال تي هي ص فة ل ذات على الحقيق ة .ففي قول ه تع الى(:لم ا خلقت بي دي) س ورة ص،75:
أضاف اهلل تعالى الفعل إلى الفاعل ،وعدى الفعل إلى اليد بحرف الباء ،وما كان كذلك
فإنه ال يمكن إال أن يكون نص في أنه فعل الفعل بيده حقيقة فعلى هذا تكون اآلية نص
صريح في إثبات صفة اليد هلل تعالى ،وعدم جواز تأويلها بالنعمة والقدرة .وإ ذا كان اهلل
تعالى قد خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهوما في كالمها ومعقوال في خطابها ،وكان
ال يج وز في لس ان أه ل البي ان َّ
أن يق ول القائ ل فعلت بي دي ،ويع ني ب ه النعم ة ،بط ل أن
()3
يكون معنى قوله تعالى":بيدي" النعمة ،وإ نما المراد الصفة على الحقيقة.
ٍّ
ويدل على فساد تأويل الشيعة بالقدرة والنعم ة أن يغفل عدو اهلل إبليس عن ذلك،
علي يقتض ي أن أس جد ل ه ،وأن ا أيض اً بي دك خلقت ني ،ال تي هي
ولق ال:وأي فض ل آلدم ّ
ق درتك ،وبنعمت ك خلقت ني؟ ومن المعل وم أن اهلل تع الى فض ل آدم على إبليس بخلق ه بي ده،
وهذا دليل على فساد ما قالوه.
54
-3ومما يبن بطالن تأويل اليد بالقدرة والنعمة في قوله تعالى( :لما خلقت بيدي) سورة
صَّ 75:أنه من المعروف في لغة الع رب استعمال الواحد في الجمع كقوله تعالى( :إن
اإلنسان لفي خسر)العصر ،2:والجمع في الواحد :كقوله تعالى(:الذين قال لهم الناس إن
الن اس ق د جمع وا لكم فاخش وهم) س ورة آل عم ران ،173 :والجم ع في االث نين :كقول ه
تعالى(:إن تتوبا إلى اهلل فقد صغت قلوبكما) سورة التحريم ،4:ولكنها لم تستعمل الواحد
في االثنين فال تقول عندي رجل وأنت تعنى رجلين ،ولم تستعمل االثنين في الواحد فال
تق ول عن دي رجالن وأنت تع نى ب ه جنس الرج ال ،فال يج وز تأوي ل الي دين بالق درة ألن
الق درة ص فة واح دة ،وال يج وز أن يع بر ب االثنين عن الواح د ،وال يج وز تأوي ل الي دين
بالنعم ة ،وال يج وز أن يك ون خل ق اهلل آدم بنعم تين ،ألن نعم اهلل على آدم وغ يره ال
تحص ى وال تع د ،وعن د ذل ك فال يج وز أن يع بر ب االثنين عن الجم ع ،وه ذا مم ا يبط ل
()1
تأويل الشيعة لليدين بالنعمة أو القدرة.
-4إن الش يعة المفت ونين بالتأوي ل يؤول ون الي دين ت ارة بالق درة ،وت ارة ب القوة ،وت ارة
بالنعمة في قوله تعالى( :قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) سورة ص:
35وأرادوا بذلك أن ال تد ّل على يدين حقيقيتين كما أراد اهلل تعالى من اآلية ،بل أرادوا
شيئا معنوي ا ،واخت اروا له ا أي مع نى يواف ق أصولهم في التأوي ل ،ولو ك ان ذل ك ب اطال،
وال دليل عليه ،فهذا قول على اهلل تعالى بال علم ،فاألصل عدم صرف اللفظ عن ظاهره
إال بدليل واضح ،وقد تنوعت النصوص من الكتاب اهلل والسنة النبوية على إثبات اليدين
هلل تبارك وتعالى ،ووصفها بأوصاف تمنع تأويلها بالقدرة أو النعمة.
يقول أبو الحسن األشعري:ال يجوز عندنا وال عند خصومنا أن نعني جارحتين وال
يج وز عن د خص ومنا أن يع ني ق درتين .فص ح أن مع نى قول ه تع الى(:بي دي) إثب ات ي دين
ليس تا ج ارحتين وال ق درتين وال نعم تين ،ال يوص فان إال ب أن يق ال:إنهم ا ي دان ،ليس تا
()2
كاأليدي ،خارجتان عن سائر الوجوه التي سلفت.
إن تأويل الشيعة لليمين والكف والقبضة بالنعمة أو القدرة ،فباطل ويرد عليهَّ :
بأن َ -5
ه ذا التأوي ل مخ الف ص راحة للغ ة الع رب ال تي أن زل اهلل به ا الق رآن الك ريم ،ومخ الف
لغيرها من لغات األمم ،حيث لم يستعمل أحد من أهل اللغة اليمين والكف أو القبضة في
55
النعمة أو القدرة ،ثم إن سياق النصوص الشرعية التي وردت فيه هذه األلفاظ ال يمكن
أن يك ون له ا مع نى مفه وم إذ أولت بالنعم ة أو الق درة ،فمثال في قول ه ص لى اهلل علي ه
وسلم":إن المقسطين عند اهلل على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ،وكلتا يديه
()1
يمين ،الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا".
ولو كانت اليمين هي النعمة أو القدرة ،واليدين كانت النعمة أو القدرة ،فهل يستقيم
المع نى إذا قي ل :نعم ة ال رحمن أو ق درة ال رحمن ،وكلت ا قدرتي ه ،أو نعمتي ه ق درتين أو
نعمتين.
يقول ابن خزيمة في الرد على الجهمية الذين ذهبوا إلى نفس تأويالت الشيعة :قال
اهلل ع ز و ج ل" :واألرض جميع ا قبض ته ي وم القيام ة والس موات مطوي ات بيمين ه" ،أفال
أن األرض جميع ا ال تك ون قبض ة إح دى نعمتي ه ي وم القيام ة ،وال َّ
أن يعق ل أه ل اإليم ان َّ
الس موات مطوي ات بالنعم ة األخ رى ،أال يعق ل ذوو الحج ا من المؤم نين َّ
أن ه ذه الدعوى
التي يدعيها الجهمية جهل أو تجاهل شر من الجهل ،بل األرض جميعا قبضة ربنا جل
وعال بإح دى يدي ه يوم القيام ة والس موات مطوي ات بيمين ه وهي اليد األخرى وكلت ا يدي
()2
ربنا يمين".
أن التأوي ل الش يعي للي د بالق درة أو النعم ة باط لَّ ،
أن هن اك كث يراً من مما ي د ّل على َّ
َّ -6
النصوص واألخبار وردت بشأن إثبات اليمين والشمال واألصابع والكفَّ ،
وأن لفظ اليد
ورد في الكتاب والسنة وكالم الصحابة والتابعيين أكثر من مائة موضع مقرونا بما يدل
على َّأنه ا ي د حقيق ة ،ف ورد اإلمس اك والطي ،والقبض ،والبس ط ،والمص افحة ،والحثي ات،
والنص ح بالي د ،والخلق باليدين والمباش رة بهم ا ،وكتب التوراة بي ده ،وغرس الجن ة بيده
()3
ونحو ذلك.
-7وأما تأويل اليد بالنعمة في قوله تعالى( :بل يداه مبسوطتان) سورة المائدة ،64:فقد
بين بطالن ه ابن خزيم ة بقول ه :ل و ك ان مع نى الي د النعم ة لق رئت:ب ل ي داه مبس وطة أو
منبس طة ،ألن نعم اهلل أك ثر من أن تحص ى ،ومن المح ال أن تك ون نعم تين ال أك ثر .إذا
فلله تعالى يدان على الحقيقة كما جاء في اآلية الكريمة رداً على اليهود لما قالوا(:يد اهلل
مغلول ة) ف اليهود لم يري دوا من ه ذا الق ول أن نعم اهلل مغلول ة ،وال أراد اهلل تع الى من
56
قوله ":غلت أيديهم" أي غلت نعمهم ،بل أراد أن يرد عليهم مقالتهم وكذبهم في قولهم "يد
()1
اهلل مغلولة" فهو تعالى أراد أيديهم حقيقة كما أرادوا هم يده حقيقة.
-8وأما تأويل اليد بالقدرة أو القوة في قوله تعالى(:ما منعت أن تسجد لما خلقت بيدي)
سورة ص ،75:فباطل ،لوجوه :منها-:
أ -أن ه ل و ك ان الم راد بالي د في قول ه تع الى(:لم ا خلقت بي دي) الق درة أو الق وة لم ا ك انت
هن اك خصوص ية تفض يل آلدم على إبليس ،إذ أن إبليس خلق ه اهلل تع الى بقدرت ه وقوت ه،
كم ا خل ق اهلل تع الى س ائر المخلوق ات بقوت ه وقدرت ه ،وال احتج إبليس على رب ه تع الى
بقوله:أنا خلقتني بيديك التي هي قدرتك كما بيدك خلقت آدم؟ فلما أراد اهلل تعالى تفضيل
آدم على إبليس بخلق ه ل ه بي ده ،خ اطب إبليس موبخ اً اس تكباره على آدم أن يس جد ل ه(:ما
أن َّ
اليد صفة هلل منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت) سورة صَّ ،75:
دل هذا على َّ
على الحقيق ة ،وليس معناه ا الق درة ألن األش ياء كله ا مخلوق ة بالق درة )2(.ومم ا ي بين
تخص يص اهلل آلدم ب الخلق بي ده ح ديث المحاج ة بين موس ى وآدم عليهم ا الس الم ،إذ ثبت
()3
وأيض ا ح ديث الش فاعة ي وم الموق ف أن موس ى ق ال آلدم:أنت ال ذي خلق ك اهلل بي ده،
()4
العظيم ،إذ سأل أهل الموقف آدم الشفاعة قائلين:أنت الذي خلقك اهلل تعالى بيده.
ب -إن قوله تعالى(:ما منعت أن تسجد لما خلقت بيدي) سورة ص ،75:هو خطاب من ه
تعالى إلبليس على سبيل التقريع والتوبيخ ،ألن إبليس امتنع عن السجود آلدم الذي خلقه
اهلل تعالى بيده ،ولو كان معنى اليد في هذه اآلية النعمة لما كان آلدم مزيد فضيلة آلدم
على إبليس ،ولم ا اس تحق إبليس الت وبيخ المتناع ه عن الس جود آلدم المفض ل لكون ه
مخلوقا يب د اهلل ع ز وج ل .ولق د ج اء الخ بر عن رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم مفس راً
ومؤكداً لما خرج به القرآن الكريم من خلق آدم بيده ،حيث صح عنه عليه السالم أنه
()5
قال:إن اهلل خلق آدم بيده ،وخلق جنة عدن بيده ،وكتب التوراة بيده.
57
-9وإ ذ ق الت الش يعة نحن ن ؤول الي د بالق درة أو النعم ةَّ ،
ألن الي د ال تك ون إال الجارح ة،
والجوارح من خصائص األجسام ،واهلل تعالى منزه عنة التجسيم والتشبيه ،فإنه يقال لهم:
إذا كنتم بنيتم ذلك على الشاهد المخلوق وقضيتم به على اهلل عز وجل ،فإن هذا مردود
عليكم ،إذ من المعلوم أن ه لم نج د قائما بذات ه في الش اهد إال ج وهراً أو جس ما ،ف إذا قلتم:
نحن نثبت موجودا ال كالموجودين ،قلنا لكم :ونحن نثبت هلل تعالى يداً ال كاأليدي ،وليس
لكم أن تمنع وا إثب ات ي دين ليس تا نعم تين وال ج ارحين ،إذ ليس في العق ل الص ريح أو
()1
السمع الصحيح ما يمنع ذلك.
َأن تَ ْس ُج َد ِل َما َخلَ ْق ُ
ت بَِي َديَّ) فال ك ْ يس َما َمَن َع َ ِ
وجل(:يا ِإْبل ُ
َ يقول البيهقي":فأما قوله عز
يج وز أن يحم ل على الجارح ة ،ألن الب اري ج ل جالل ه واح د ،ال يج وز علي ه التبعيض،
وال على الق ّوة والمل ك والنعم ة والص لة ،ألن االش تراك يق ع حينئ ذ بين ولي ه آدم ،وع دوه
إبليس ،فيبطل ما ذكر من تفضيله عليه لبطالن معنى التخصيص ،فلم يبق إال أن يحمال
على صفتين تعلقتا بخلق آدم ،تشريفاً له ،دون خلق إبليس ،تعلق القدرة بالمقدور ،ال من
طري ق المباش رة ،وال من حيث المماس ة ،وك ذلك تعلقت بم ا روين ا في األخب ار من خ ط
التوراة وغرس الكرامة ألهل الجنة ،وغير ذلك تعلق الصفة بمقتضاها...فلم يجز حملها
()2
على غير الصفة".
-10لقد وردت صفة اليد في أحاديث روتها كتب الشيعة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم وعن بعض أئمة الشيعة .فمن ذلك-:
ان ْب ِن َي ْحَيى َع ْن َأبِي َح ْم َزةَ َع ْن َأبِي ص ْف َو َ
َأح َم َد َع ْن َ
افي":ع ْن ْ
َ أ -م ا رواه الكلي ني في الك
ط َع َم ثَاَل ثَ ةَ َنفَ ٍر ِم َن َّ ِ
َج ْعفَ ٍر علي ه الس الم قَ ا َل :قَ ا َل َر ُس و ُل الله ص لى اهلل علي ه وآل َ
ه:م ْن َأ ْ
ِ ات اْل ِف ْر َد ْو ِ
وت السَّماو ِ ان ِفي ملَ ُك ِ ط َع َمهُ اللَّهُ ِم ْن ثَاَل ِث ِجَن ٍ ِِ
وبى س َو َجَّنة َع ْد ٍن َوطُ َ ََ َ ين َأ ْ
اْل ُم ْسلم َ
ِ ِ ()3
َش َج َر ٍة تَ ْخ ُر ُج ِم ْن َجَّن ِة َع ْد ٍن َغَر َسهَا َربَُّنا بَِيده".
-5انظر مختصر الصواعق المرسلة ص .173-2/171ورويت عدة أحاديث في ذلك :انظر المعجم
األوسط:الطبرسي رقم ،3701واألسماء والصفات للبيهقي رقم ،676والصفات:الدارقطنى،رقم ،28
.1/26
-1انظر اإلبانة في أصول الديانة:األشعري ص ،44التمهيد:الباقالني ص ،298مجموع الفتاوى:ابن
تيمية ،6/376مختصر الصواعق المرسلة .2/171
-2انظر األسماء والصفات:البيهقي ص.418
-3الكافي:الكليني باب إطعام المؤمن.2/201،
58
ِ يم َع ْن َأبِي ِه َع ْن ْ ِإ ِ ِ
ص ٍر َأح َم َد ْب ِن ُم َح َّمد ْب ِن َأبِي َن ْ ب -وم ا رواه الكلي ني":عن َعل ُّي ْب ُن ْب َراه َ
َّ ان َع ْن ُم َح َّم ِد ْب ِن َعِل ٍّي اْل َحلَبِ ِّي َع ْن َأبِي َعْب ِد اللَّ ِه عليه السالم قَ َ
الِ :إ َّن اللهَ ان ْب ِن ُعثْ َم َ َع ْن ََأب ِ
ض ةً ض قَْب َ
ين ،ثَُّم قََب َ اء َعلَى الطِّ ِ آد َم علي ه الس الم َْأر َس َل اْل َم َ ق َ َأن َي ْخلُ َ َع َّز َو َج َّل لَ َّما ََأر َاد ْ
ِ فَ َع َر َكهَا ثَُّم فََّرقَهَا ِف ْرقَتَْي ِن بَِي ِد ِه ،ثَُّم َذ َر ُ
َأه ْم فَِإ َذا ُه ْم َيدب َ
()1
ُّون...الخ".
ج -عن أبي عبد اهلل أن اهلل قال":يا محمد إني خلقتك وعليا نورا (يعني روحا) قبل أن
أخل ق س ماواتي وأرض ي وعرش ي .ثم جمعت روحيكم ا وجعلتهم ا واح دة .ثم قس متها
اثن تين وقس مت اثن تين اثن تين فص ارت أربع ة :محم د واح د .وعلي واح د .والحس ن
والحس ين اثنت ان .ثم خل ق اهلل فاطم ة من ن ور ابت دأها روح ا بال ب دن .ثم مس حنا بيمين ه
()2
فهذه الرواي ة تثبت ص فة الي د هلل تع الى ،وأن ه يمسح بها األئم ة، فأفض ى نوره فين ا".
فيفضي نورهم فيها.
-1أصول الكافي:الكليني ،باب آخر منه وفيه زيادة وقوع التكليف األول .2/6قال المجلسي في مرآة
العقول :حسن موثق كالصحيح .7/2
-2أصول الكافي:الكليني ،كتاب الحجة .باب مولد النبي ووفاته.1/365،
-3انظر تفسير العياشي ،2/42االختصاص :المفيد ص ،252بحار األنوار:المجلسي،9/234
،5/25،40/97 ،24/147البرهان له ،2/52تفسير الصافي .255-2/254أصول الكافي،1/143
البرهان .3/240
الن َو ِاد ِر ،1/144ابن بابويه:التوحيد ص ،152-151بحار األنوار،5/25البرهان
اب َّ
-أصول الكافيَ ،ب ُ
4
.241-3/240
59
َأص َحابَِنا َع ْن َأبِي َج ْعفَ ٍر عليه السالم ض ْ اس َع ْن َب ْع ِ الن َّخ ِوروى الكليني َع ْن َأبِي َساَّل ٍم َّ
َّ ِ َّ َأع َ َّ قَا َل َن ْح ُن اْل َمثَانِي الَِّذي ْ
ب طاهُ اللهُ َنبِيََّن ا ُم َح َّمداً صلى اهلل عليه وآله َوَن ْح ُن َو ْج هُ الله َنتََقل ُ
الر ْح َم ِة َعلَى ِعَب ِاد ِه
طةُ بِ َّنح ُن َع ْي ُن اللَّ ِه ِفي َخْل ِق ِه َوَي ُدهُ اْل َم ْب ُس و َظهُ ِر ُك ْم َو ْ اَأْلر ِ
ض َب ْي َن َأ ْ في ْ
ِ
ِ
امةَ اْل ُمتَّق َ ِ ِ
()1
ين . َعَرفََنا َم ْن َع َرفََنا َو َجهلََنا َم ْن َجهلََنا َوِإ َم َ
علي ا قال":أنا عين اهلل ،وأنا يد اهلل ،وأنا حبيب اهلل ،وأنا وزعموا أن أمير المؤمنين ً
()2
الن اطق ،وعين اهلل
ب اب اهلل" .وق ال":أن ا علم اهلل ،وأن ا قلب اهلل ال واعي ،ولس ان اهلل ّ
()3
الناظرة ،وأنا جنب اهلل وأنا يد اهلل".
ّ
وقد ذكر عالمتهم المجلسي ستًا وثالثين رواية تقول:إن األئمة هم وجه اهلل ،ويد
()4
الكش ي وغيره قال علي رضي اهلل عنه" :أنا وجه اهلل ،أنا جنب
اهلل" .وجاء في رجال ّ
()5
األول ،وأنا اآلخر ،وأنا الظّاهر ،وأنا الباطن".
اهلل ،وأنا ّ
ق ال أب و الحس ن الع املي" :إن األخب ار المستفيض ة -يع ني أخب ار الش يعة -ت دل على
()6
وق د ذك ر المجلس ي جمل ة من ه ذه األخب ار في تأوي ل وج ه اهلل باألئم ة عليهم الس الم".
()7
باب عقده بعنوان":باب أنهم عليهم السالم جنب اهلل ووجه اهلل ويد اهلل وأمثالها".
المناقشة:
لق د س بق معن ا أن الش يعة ينف ون اتص اف اهلل ع ز وج ل بالي د والوج ه ،ويؤول ون
نص وص الق رآن الك ريم والس نة الش ريفة ال تي أثبتت الي د والوج ه ص فات هلل تع الى،
والعجيب أنهم لم يكتف وا بتعطي ل اهلل تع الى عن ص فاته ،ب ل نس ج لهم الكذب ة وال دجالون
رواي ات مكذوب ة نس بوها ألئم ة آل ال بيت ،جعلتهم يغ الون كث يرا في أنفس هم ،ويخرج ون
عن مقتضى الفطر السليمة والعقول الصحيحة ،فجعلوا أنفسهم هم وجه اهلل ويده .وهذا
وال ريب من الشركيات التي سوغها أهلها بسلوك التأويل الباطني الذي سلكه أمث الهم من
.151
-مرآة األنوار ومشكاة األسرار :أبو الحسن العاملي ص .324 6
60
أئم ة مالح دة االتحادي ة ك ابن ع ربي ص احب فص وص الحكم ،وابن الف ارض ص احب
التائي ة الش ركية .وق د أثبت المحقق ون من علم اء الش يعة ك ذب ه ذه الرواي ات وع دم
()1
صدورها عن األئمة.
وخط ورة ه ذه الت أويالت أنه ا عن د الش يعة ليس ت آراء اجتهادي ة قابل ة لألخ ذ وال رد
والمناقشة والتصويب ،بل هي في معتقداتهم نصوص شرعية لها سمة الوحي وأهميته،
()2
ألنها صادرة عن األئمة الذين يعتقدون أن أقوالهم لها وقدسية النص النبوي وشرعيته.
()3
من المكانة واألهمية كأقوال اهلل تعالى ورسوله صلى اهلل عليه وسلم.
ويقال للشيعة إذا كانت أئمتكم وجه اهلل ويده وغير ذلك من خصائص الرب سبحانه
وتعالى -كما تزعمون -فإن هاهنا أسئلة يطرحها من أنعم اهلل عليهم بالعقل والبصيرة،
منها:هل كان اهلل تعالى متصفا بالوجه واليد قبل خلق أئمتكم؟ وهل سيبقى الرب تعالى
متص فا بهم ا بع د وف اة األئم ة؟ ثم أي رب ه ذا ال ذي يحت اج بعض عب اده ليكون وا هم ي ده
غني عن العالمين) آل عمران.97
ووجهه،أليس سبحانه هو القائل(:فإن اهلل ِّ
-1انظر كتاب الكافي تحقيق المجلسي والبهبودي هدية الدمشقية:عبد الرحمن دمشقية ص 143وما
بعدها .وكسر الصنم ألية اهلل البراقعي ص .104-103
-2انظر أصول مذهب الشيعة اإلمامية االثنى عشرية عرض ونقد:الدكتور ناصر بن عبد اهلل القفاري ص
.196
-3جاء فـي الكافـي ما يعدونه حجة لهم فـي هذا المذهب ،وهو قول أبي عبد اهلل" :حديثي حديث أبي،
وحديث أبي حديث جدي ،وحديث جدي حديث الحسين ،وحديث الحسين حديث الحسن ،وحديث الحسن
حديث أمير المؤمنين ،وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،وحديث رسول اهلل
قول اهلل عز وجل"(.أصول الكافـي ،كتاب فضل العلم ،باب رواية الكتب والحديث ،1/53مرآة العقول في
محمد باقر المجلسي .وسائل الشيعة ،)18/58 :وذكر شارح الكافـي أن هذا شرح أخبار آل الرسولّ :
أن حديث كل واحد من األئمة الظاهرين قول اهلل عز وجل ،وال اختالف فـي أقوالهم ،كما
القول يدلُّ على َّ
ال اختالف فـي قوله تعالى"(.شرح جامع على الكافـي:المازندراني .)2/272
61
ِ ِّك ر ِّ ِ
ون)الص افات .180أوليس م ا ب اْلع َّز ِة َع َّما َيص فُ َ ان َرب َ َ
الى(:س ْب َح َ
ُ لق د ص دق اهلل تع
ضاَأْلر ِ ِ اَأْلعلَى ِفي َّ
الس َم َاوات َو ْ تزعمه الشيعة مخالف لصريح قول اهلل تعالىَ ):ولَهُ اْل َمثَ ُل ْ
الس ِميع الب ِ ِ ِِ ِ
ص ُير)الش ورى يم(ال روم ،27وقول ه(:لَْي َس َكم ْثل ه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ ُ َ َو ُه َو اْل َع ِزي ُز اْل َحك ُ
.11
الخـاتمـة
وتتضمن أهم نتائج البحث ،وهي-:
-الشيعة االثنى عشرية قد نفوا عن اهلل تعالى جميع صفاته ،وزعموا َّ
أن الذات عين
الصفات ،بمعنى أنه ليس وراء ذاته شيء يسمى صفة .فصفاته عندهم ليست معنى زائدا
على ذاته.
62
-التأويل الذي سلكته الشيعة تأويل مبتدع لم يرد في كالم العرب ،ولغة القرآن الكريم.
فتأويل الشيعة هو:صرف اللفظ عن ظاهره وحقيقته إلى المجاز الذي وافق عقائدهم
الفاسدة.
-اعتماد الشيعة في موقفهم من الصفات على روايات ضعيفة بل موضوعة ،نسبوها
ألئمتهم المناقضة لنصوص الكتاب والسنة .كما اعتمدوا على أدلة تخيلوا أنها من
العقليات ،وهي في الحقيقة مما دل العقل الصريح على فسادها.
-إن موقف الشيعة من الصفات اإللهية هو نفس موقف أهل البدع والضالل كالمعتزلة
والجهمية ،الذين رد عليهم أهل السنة والجماعة وبينوا فساد معتقداتهم.
-أن الشيعة تعاملوا مع نصوص الكتاب والسنة التي وردت فيها صفات اهلل تعالى من
خالل تأويل نصوص القرآن الكريم بما بعطل الذات اإللهية عن صفاتها .ورد األحاديث
الص حيحة الثابت ة عن رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم .واالعتم اد على رواي ات أئمتهم
المناقضة لنصوص الكتاب والسنة.
إن الشيعة االثنى عشرية قد نفوا عن اهلل تعالى جميع صفاته ،وزعموا َّ
أن الذات عين َّ -
الصفات ،بمعنى أنه ليس وراء ذاته شيء يسمى صفة .فصفاته عندهم ليست معنى زائدا
على ذاته.
-إن موقف الشيعة من الصفات الخبرية اإللهية هو نفس موقف أهل البدع والضالل
كالمعتزلة والجهمية ،الذين َّ
رد عليهم أهل السنة والجماعة ،وبينوا فساد وضالل
معتقداتهم.
-إن التأويل الذي سلكته الشيعة للصفات الخبرية اإللهية ومنها :صفتا الوجه واليد هو
تأويل مبتدع مخالف لما أثبته اهلل تعالى لنفسه وأثبته له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
من الصفات ،ولمنهج أهل الحق من سلف األمة.
-أن الشيعة تعاملوا مع نصوص الكتاب والسنة التي وردت فيها صفتا الوجه واليد بما
يعطل الذات اإللهية عنها .وهو نفس المسلك الذي ذهبت إليه المعتزلة نفاة الصفات.
-لقد غالت الشيعة االثنى عشرية في اتصاف أئمتهم بخصائص الرب سبحانه وتعالى،
فقالوا :إنهم وجه اهلل تعالى ويده وجنبه وعينه ،وهذا من شركياتهم التي كثرت في كتبهم
المعتمدة.
واهلل تعالى نسأل الثبات والسداد لما يحبه ويرضاه
63
المصادر والمراجع
-القرآن الكريم.
-1الإبانة عن أصول الديانة:أبو الحسن األشعري،المطبعة السلفية ومطبعتها-القاهرة-
الطبعة الثانية 1397هـ.
-2األسماء والصفات:أبو بكر الحسين بن علي البيهقي،تحقيق ناصر البخاري الدمياطي،
دار ابن رجب،الطبعة األولى 1425هـ2004-م.
-3أصول الدين عند اإلمام أبي حنيفة :محمد بن عبد الرحمن الخميس ،دار الصميعي،
المملكة العربية السعودية
-4األصول من الكافي:أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني ،دار صعب-دار
التعارف للمطبوعات -بيروت -الطبعة الرابعة 1401هـ.
-5أم الي المرتض ى :علي بن الحس ين الموس وي العل وي الش ريف المرتض ى،ترجم ة
محمد أبو الفضل إبراهيم ،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ،المكتبة العصرية للطباعة
والنشر2004،م.
-6بحار األنوار الجامعة لدرر أخبار األئمة األطهار عليهم السالم:محمد باقر المجلسي،
تحقيق آية اهلل الشيخ محمد هادي معرفة ،مؤسسة الوفاء -بيروت -لبنان الطبعة الثانية
1403هـ 1983 -م.
-7بح وث في المل ل والنح ل:جعف ر الس بحاني(،المكتب ة اإلس المية) موق ع ش بكة راف د
للتنمية الثقافية على شبكة المعلومات الدولية(.)http://www.rafed.net
-8بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكالمية :أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني
أب و العب اس ،تحقي ق :محم د بن عب د ال رحمن بن قاس م ،مطبع ة الحكوم ة -مك ة
المكرمة،الطبعة األولى 1392م.
64
-9البي ان في تفس ير الق رآن:آي ة اهلل العظمى الس يد أب و القاس م الخ وئي -زعيم الح وزة
العلمي ة في النج ف -دار الزه راء للطباع ة والنش ر والتوزي ع -ب يروت– لبن ان ،الطبع ة
السادسة 1041هـ.
-10تص حيح اعتق ادات اإلمامي ة :الش يخ المفي د محم د بن محم د بن النعم ان ابن المعلم
أبي عب د اهلل ،العك بري ،البغ دادي ،تحقيق حس ين درگ اهى ،سلس لة الكتب العقائدي ة (
،)189إعداد مركز األبحاث العقائدية.
-11تفس ير الط بري(ج امع البي ان عن تأوي ل آي الق رآن):أب و جعف ر محم د بن جري ر
الطبري ،تحقيق محمود شاكر ،ومراجعة أحمد شاكر ،دار المعارف،مصر.
-12تفس ير الق رآن العظيم:أب و الف داء إس ماعيل ابن كث ير الدمش قي ،دار إحي اء الكتب
العربية-القاهرة.
-13تفس ير العياش ي:الش يخ محم د بن مس عود بن عياش ي المع روف(بالعياش ي)،المكتب ة
العلمية اإلسالمية -طهران.
-14تفسير الميزان:محمد حسين الطباطبائي ،منشورات جماعة المدرسين في الحوزة
العلمية،قم.
-15معالم التنزيل:أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي،حققه وخرج أحاديثه محمد عبد
اهلل النمر -عثمان جمعة ضميرية -سليمان مسلم الحرش ،دار طيبة للنشر والتوزيع،
الطبعة الرابعة 1417هـ1997 -م
-16تفس ير الص افي:الم ولى محس ن الفيض الكاش اني،المطبع ة:مؤسس ة اله ادى -قم
المقدسة الناشر :مكتبة الصدر– بطهران ،الطبعة الثانية 1416هـ.
-17التمهي د في ال رد على الملح دة المعطل ة والرافض ة والخ وارج والمعتزل ة:أب و بك ر
محمد بن الطيب بن الباقالني،ضبطه وقدم له وعلق عليه محمود الخضري ومحمد عبد
الهادي أبو ريدة ،دار الفكر العربي -القاهرة1366 -هـ1947-م.
-18التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السالم) :عالء الحسون.
-19التوحي د:الش يخ محم د بن علي بن بابوي ه القمي (الص دوق) ،تحقيق الس يد هاش م
الحسيني الطهراني ،إيران ،طهران .مركز األبحاث العقائدية.
-20تهذيب اللغة:أبو منصور محمد بن أحمد األزهري،تحقيق عدد من األساتذة،مراجعة
محمد على النجار،الدار المصرية للتأليف والترجمة.
65
-21الج امع الص حيح المس مى ص حيح مس لم:أب و الحس ين مس لم بن الحج اج بن مس لم
القش يري النيس ابوري ،،اعت نى ب ه محم ود بن عي ادين بن عب د الحليم،مكتب ة الص فا
1424هـ2004-م.
-22الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وسننه
وأيامه:محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري ،اعتنى به أبو عبد اهلل محمود
بن الجميل،مكتبة الصفا 1423هـ2002-م .موافق لترقيم وتبويب الشيخ محمد فؤاد عبد
الباقي.
ق اليقين في معرف ة أص ول ال دين:عب د اهلل ش بر،مؤسس ة األعلمي للمطبوع ات
-23ح ّ
1997م.
-24االختصاص:أبو عبد اهلل محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد،
موق ع مؤسس ة اإلم ام الك اظم علي ه الس الم،المكتب ة العام ة-مكتب ة الح ديث وعلوم ه ،على
شبكة المعلومات الدولية (.)www.alkadhum.org
-25دراسات في العقيدة اإلسالمية:محمد جعفر شمس الدين ،دار الكتاب اللبناني-دار
الكتاب المصري،الطبعة األولى 1977م.
-26رجال الك ّشي:أبو عمر محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ،مؤسسة األعلمي
للمطبوعات،الطبعة األولى.
-27رد اإلمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد،تحقيق محمد حامد
الفقي،أنصار السنة المحمدية ،الطبعة األولى 1358هـ.
-28سنن النسائي:أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني النسائي ،تحقيق
عبد الفتاح أبو غدة ،مكتب المطبوعات اإلسالمية–حلب،الطبعة الثانية 1406هـ-
1986م.
-29سنن أبي داوود:أبو داوود سليمان بن األشعث السجستاني ،شرح وتحقيق د.السيد
محم د س يد ود.عب د الق ادر عب د الخ ير واألس تاذ س يد إب راهيم ،دار الح ديث-الق اهرة،
1420هـ1999-م.
-30شرح العقيدة الواسطية البن تيمية:شرحه محمد الصالح بن عثيمين ،خرج أحاديثه
واعتنى به سعد بن فواز الصميل ،العلمية للنشر والتوزيع-بنها بمصر -الطبعة الثانية
1415هـ.
66
هراس،ض بط نص ه وخ َّرج أحاديث ه
-31ش رح العقي دة الواس طية:محم د بن خلي ل حس ن ّ
ووضع الملحق علوي بن عبد القادر السقاف ،دار الهجرة للنشر والتوزيع–الخبر،الطبعة
الثالثة1415 ،هـ.
-32الشريعة:أبو بكر محمد بن الحسين اآلجري ،تحقيق محمد حامد الفقي ،دار الكتب
العلمية-بيروت -الطبعة األولى 1403هـ1983-م.
-33الشيعة بين األشاعرة والمعتزلة:هاشم معروف الحسني ،دار القلم-بيروت -الطبعة
األولى 1978م.
-34طبق ات الحنابل ة:أب و الحس ين ابن أبي يعلى ،محم د بن محم د ،تحقي ق محم د حام د
الفقي ،دار المعرفة – بيروت.
-35االعتق ادات :محم د بن علي بن بابوي ه القمي ،تحقي ق عص ام عب د الس يد ،من
منشورات المؤتمر العالي أللفية الشيخ المفيد ،باب في صفة اعتقاد اإلمامية في التوحيد.
-36االعتق اد الخ الص من الش ك واالنتق اد:عالء ال دين بن العط ار ،تحقي ق وتعلي ق علي
حسن علي عبد الحميد ،دار الكتب األثرية-عمان -األردن.
-37عقائد اإلمامية االثني عشرية:إبراهيم الزنجاني -بيروت -الطبعة الثانية1393 ,هـ–
1973م.
-38عقائد اإلمامية:محمد رضا المظفر ،تحقيق وتعليق عليه محمد جواد الطريحي،
مؤسسة اإلمام علي عليه السالم.مركز األبحاث العقائدية.
-39العقائ د الحقّ ة:الس يد على الحس يني الص در ،الطبعة األولى ،دار العل وم للتحقيق
والطباعة والنشر والتوزيع1426،هــ 2006 -م.
-40عقائ دنا:ناص ر مك ارم الش يرازي،موق ع مرك ز اإلش عاع اإلس المي على ش بكة
المعلومات الدولية(.)www.islam4u.com
-41العقيدة اإلسالمية على ضوء مدرسة أهل البيت:الشيخ جعفر السبحاني ،نقله إلى
العربية جعفر الهادي،إعداد مركز األبحاث العقائدية-.النجف األشرف -العراق ،موقع
المركز على شبكة المعلومات الدولية(.)http://aqaed.info
-42عقي دة الس لف أص حاب الح ديث :أب و عثم ان إس ماعيل بن عب د ال رحمن
الصابوني،تحقيق وتخريج بدر البدر ،الدار السلفية الكويت.
67
-43علي بن موس ى الرض ا علي ه الس الم والفلس فة اإللهي ة :عب د اللّه الج وادي .ال دار
اإلسالمية للطباعة والنشر2002،م.
-44فتح البيان في مقاصد القرآن:محمد صديق حسن خان،مطبعة العاصمة-القاهرة-
1965م.
-45الفقه األكبر:أبو حنيفة .طبع حيدر آباد ،الهند.
-46فالح السائل:علي بن موسى بن طاوس ،إعداد وإ خراج أسرة موقع الحكمة للثقافة
اإلسالمية(.)http://www.alhikmeh.com
-47القاموس المحيط :مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ،شركة مكتبة ومطبعة
مصطفى ألبابي الحلبي،الطبعة الثانية 1371هـ1952 -م.
-48كنز العمال في سنن األقوال واألفعال:علي بن حسام الدين المتقي الهندي ،ضبطه
وفسر غريبه:الشيخ بكري حياني،صححه ووضع فهارسه ومفتاحه :الشيخ صفوة السقا.
-49المجازات النبوية تأليف الشريف الرضى ،تحقيق وشرح الدكتور طه محمد
الزينى ،منشورات مكتبة بصيرتي -قم.
-50مجم وع الفتاوى :تقي ال دين أحم د بن عب د الحليم بن تيمي ة الحراني،جم ع وت رتيب
عيد الرحمن بن محمد بن قاسم ،مكتبة النهضة الحديثة،مكة المكرمة.
-51مختص ر الص واعق المرس لة على الجهمي ة والمعطل ة:ابن قيم الجوزي ة ،اختص ار
محم د الموص لي ،توزي ع رئاس ة إدارات البح وث العلمي ة واإلفت اء وال دعوة
واإلرشاد،الرياض.
-52مسند اإلمام أحمد بن حنبل:أبو عبد اهلل أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد
الش يباني ،تحقي ق ش عيب األرن ؤوط ،مؤسس ة الرس الة -ب يروت -الطبع ة األولى،
1421هـ2001 -م
-53مشكل الحديث وبيانه:أبو بكر محمد بن الحسين ابن فورك ،مطبعة جمعية دائرة
المعارف العثمانية-حيدر آباد الدكن -الطبعة األولى 1362هـ.
-54مقال أصول الشيعة اإلمامية:جعفر السبحاني ,إثارات عقائدية ،بموقع المعصومون
األربعة عشر(.)www.14masom.com/index.html
-55معجم مقاييس اللغة:أبو الحسن أحمد ابن فارس،تحقيق عبد السالم هارون ،مطبعة
مصطفى ألبابي الحلبي-القاهرة -الطبعة الثانية 1389هـ1969-م.
68
-56منهاج السنة النبوية :شيخ اإلسالم بن تيمية ،تحقيق د محمد رشاد سالم ،مؤسسة
قرطبة،الطبعة األولى.
-57موجز عقائد اإلمامية:الشيخ محسن آل عصفور ،موقع المؤلف على شبكة
المعلومات الدولية (.)www.al-asfoor.org
-58نهج البالغة:الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين ،تحقيق الشيخ فارس
الحس ون ،إعداد مركز األبحاث العقائدية ،ص ،27نهج البالغة ،الخطبة األولى ،طبعة
ّ
د .صبحي الصالح ،بيروت -لبنان.
الفهرست
المقدمة2.......................................................................... ...
المطلب األول:أقسام الصفات عند الشيعة3........................................... :
المناقشة4........................................................................... :
المطلب الثاني :نفي الشيعة للصفات الذاتية7........................................:
المناقشة9.......................................................................... -:
المطلب الثالث :موقف الشيعة من نصوص الصفات الذاتية11........................:
أوال :تأويل نصوص القرآن الكريم بما يعطل الذات اإللهية عن صفاتها11............:
ثانيا :رد األحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم16...........:
المناقشة17........................................................................ -:
ثالثا :االعتماد على روايات أئمتهم المناقضة لنصوص الكتاب والسنة17...............
المناقشة18.......................................................................... :
المطلب الرابع:أدلة الشيعة في نفي الصفات الذاتية19...............................:
أوال:األدلة النقلية19................................................................ :
-1القرآن الكريم20................................................................. :
المناقشة26.......................................................................... :
ثانيا:األدلة العقلية27................................................................ :
-1إثبات الصفات يؤدي إلى القول بتعدد القدماء27.................................. :
69
المناقشة27......................................................................... :
-2إثبات الصفات يؤدي إلى التجسيم والتشبيه29....................................:
المناقشة30........................................................................ -:
-3إثبات الصفات يؤدي إلى التكثر والتركيب في الذات اإللهية35...................:
المناقشة35........................................................................ -:
المطلب الخامس:موقف الشيعة من الصفات الذاتية الخبرية37........................:
المطلب السادس :موقف الشيعة من صفة الوجه38................................... .
المناقشة40.......................................................................... :
أوال:إثبات صفة الوجه هو مذهب أهل السنة والجماعة40.............................
ثانيا :بطالن ما نسبوه ألئمتهم في تأويل صفة الوجه43............................... :
ثالثا:إبطال تأويالت الشيعة45....................................................... :
المطلب السابع :موقف الشيعة من صفة اليدين47.................................... :
المناقشة50.......................................................................... :
أوال:إثبات صفة اليد هو مذهب أهل السنة والجماعة50............................... :
ثانيا :إبطال تأويالت الشيعة53...................................................... :
المطلب الثامن :اتصاف أئمة الشيعة بصفات اهلل الذاتية الخبرية59....................:
المناقشة61.......................................................................... :
الخـاتمـة 63...........................................................................
المصادر والمراجع 65................................................................
70
71