You are on page 1of 5

‫الجمهـوريــة اليـمنيـة‬

‫جـامـعـة صنعـاء‬

‫كلـيـة اآلداب‬

‫قسم الدراسات اإلسالمية‬

‫منهـج القرآن في ترسيخ عقيدة التوحيد‬

‫رسالة دكـتـوراه مقـدمـة مـن ‪:‬‬

‫الطـالب ‪ /‬عـبد الرحــمن صالح الوعـيـل‬

‫‪2010‬‬
‫خاتمة البحث‬

‫ومن أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث ما يأتي ‪:‬‬

‫بدأنا بباب تمهيدي لتوضيح ألفاظ عنوان هذا البحث ‪ ،‬وهي تعريف المنهج عند‬ ‫‪-1‬‬
‫أهل اللغة واإلصطالح وأهمية المناهج في العقيدة ‪ ،‬والقرآن ومعناه وخصائصه‬
‫وواجبنا‪ :‬نحوه ‪ ،‬وتكلمنا‪ :‬عن العقيدة وأهميتها في حياة اإلنسان ‪ ،‬وكيفية تلقيها من‬
‫مصادرها‪ ، :‬وأثرها‪ :‬في حياة اإلنسان ‪.‬‬
‫ثم عرفنا التوحيد‪ :‬وأقسامه بشكل واسع من توحيد األلوهية الذي هو توحـيد‪ :‬اهلل‬ ‫‪-2‬‬
‫بأفعـال العـباد ‪ ،‬وهو صـرف‪ :‬جميع أنواع العبادة له وحده دون سـواه والربوبية‬
‫وهو‪ :‬توحـيد‪ :‬اهلل بأفعـاله كالخـلق والرزق‪ :‬واإلحيـاء واإلماتـة وغيرها واألسماء‬
‫والصفات الذي هو ‪ :‬توحيد‪ :‬اهلل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا التي ليس له فيها‬
‫نظير وال شبيه وال مثيل ‪ ،‬مع اإلستدالل من القرآن والسنة والعقل ‪ ،‬ولكني‪:‬‬
‫اهتميت باإلستدالل من القرآن الكريم كثيراً ألنه المصدر‪ :‬األساس في فهم وبيان‬
‫عقيدة التوحيد ‪ ،‬ثم وضحنا ما ينافي‪ :‬التوحيد وما يضاده ‪ ،‬وذكرنا‪ :‬القواعد المثلى‬
‫والمهمة في األسماء الحسنى والصفات ‪.‬‬
‫تطرق‪ :‬الباب األول حول مفهوم الذات اإللهية قبل اإلسالم عند أهل الكتاب‬ ‫‪-3‬‬
‫وغيرهم من العرب والهند والفرس والرومان ‪ ،‬فاإلله عند أهل الكتاب من اليهود‬
‫ملئ بالتحريف‪ :‬كاإلخفاء والتدليس والكتمان والكذب والتعطيل ‪ ،‬وقد أكدت على‬
‫ذلك باإلستدالل من كتاب اهلل تعالى ‪ ،‬واستشهدت على كذبهم وتصورهم لإلله من‬
‫التوراة واألسفار‪ :‬التي لديهم ‪ ،‬وكذلك مفهوم اإلله عند النصارى كالتثليث‬
‫وكألوهية المسيح ‪ ،‬وكيف‪ :‬رد القرآن الكريم على شركهم برغم دعوة أنبيائهم إلى‬
‫التوحيد‪ ، :‬مع وجود أدلة من األناجيل للدعوة إلى توحيد اهلل تعالى برغم‬
‫اإلنحراف‪ :‬والتبديل في أناجيلهم ‪.‬‬
‫وأما العرب فإنهم‪ :‬كانوا على دين إبراهيم – عليه السالم – حتى دخل الشرك‬ ‫‪-4‬‬
‫إليهم عن طريق عمرو بن لحي بن قمعة ‪ ،‬وبعد ذلك انتشرت عبادة األصنام في‬
‫جزيرة العرب ‪ ،‬وتعددت األلهة لديهم حول الكعبة ‪ ،‬وكانوا يعظمونها‪ :‬ويقدمون‬
‫إليها القرابين والذبائح ‪ ،‬ويزورونها في المواسم ‪ ،‬وقد كان هناك حنفاء على ملة‬
‫إبراهيم مثل ورقة بن نوفل‪.‬‬
‫وأما غير العرب مثل الهنود والفرس واليونان فقد اننشر فيهم الكثير من‬ ‫‪-5‬‬
‫الخرافات والعقائد الزائفة كنظريات‪ :‬الوجود‪ :‬والحلول واإلتحاد والوثنية وتعدد‬
‫اآللهة ‪ ،‬وعبادة النار والكواكب‪ :‬وغيرها ‪.‬‬
‫ثم ذكرنا مناهج اإلستدالل ومنها منهج القرآن الكريم لترسيخ عقيدة التوحيد وهي‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ :‬أ – مخاطبة الفطرة ‪ ،‬وهي بمعنى اإلسالم ‪ ،‬فالفطرة هي ما فطر اهلل عليه‬
‫النفوس والقلوب والمشاعر الوجدانية العميقة داخل النفس ‪ ،‬وهذه الفطرة مفطورة‬
‫على اإلتجاه إلى خالقها ‪ ،‬فهي تلجأ إليه عند الشدائد والمصائب ‪ ،‬وهذا الشعور‬
‫الفطري موجود في اإلنسان من واقع حياته ‪ ،‬في تكوينه الفطري الذي يوافق‬
‫ب‪ -‬ومن مناهج اإلستدالل مخاطبة العقل ‪،‬‬ ‫شعوره ‪.‬‬
‫فاآليات القرآنية تشيد بالعقل وتهتم به ‪ ،‬وتحثه على النظر والتفكر والتدبر‬
‫والتبصر في آيات اهلل في األنفس واآلفاق ‪ ،‬وفي حوادث التاريخ ‪ ،‬وأحكام‬
‫التشريع ‪ ،‬وتتوجه بالخطاب ألولي األلباب فهي كثيرة فال تكاد تخلو سورة من‬
‫كتاب اهلل – عـز وجل ـ اال وتدعو إلى إعمال العقل واستخدامه في الوصول إلى‬
‫اإليمان بعظمة اهلل ووحدانيته ‪.‬‬
‫ومن منهج القرآن لترسيخ عقيدة التوحيد إرسال الرسل إرسال الرسل ‪ ،‬وذلك‬ ‫‪-7‬‬
‫لعدم انحراف‪ :‬الناس عن الفطرة السليمة ‪ ،‬ولعدم إدراك العقل البشري بمقتضيات‬
‫الهدف أو المهمة األساسية من خلق اإلنسان ‪ ،‬وي أهم قضية لدى الرسل –‬
‫عليهم الصالة والسالم‪ – :‬أال وهي معالجة قضية الشرك ‪ ،‬وهي أشد ما يتعرض‬
‫له البشر من انحـراف في تصورهم للخالق – عـز وجـل ‪ . -‬مع ذكر األدلة‬
‫الكثيرة من القرآن الكريم على ألسنة األنبياء ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬
‫ومن منهج القرآن لترسيخ عقيدة التوحيد ضرب األمثال فمن أساليب ضرب‬ ‫‪-8‬‬
‫األمثال المتبعة في القرآن ‪:‬إخراج المعاني الذهنية في صورة حسية ترسم في‬
‫المخيلة حية متحركة ‪ ،‬وكذلك عرض القضايا المنطقية والجدلية في أسلوب‬
‫ضرب األمثال ‪ ،‬وذلك في معرض االستدالل على عظمة الخالق وقدرته ‪،‬‬
‫فالقرآن يأتي بالدليل المقنع من واقع الناس وما يشاهدونه ويعايشونه ‪ ،‬لكنه‬
‫معروض في صورة مؤثرة ‪ ،‬ومن األمثال المضروبة ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إما مضروبة هلل من جهة‪ ،‬ولألصنام‪ :‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬وإ ما مضروبة لكلمة التوحيد وكلمة الشرك‪.‬‬

‫‪ -3‬وإ ما مضروبة للحق والباطل‪.‬‬


‫‪ -4‬وإ ما مضروبة لبيان عجز آلهة المشركين‪.‬‬

‫‪ -5‬وإ ما مضروبة لحالة المشرك وحالة الموحد‪.‬‬

‫‪ -6‬وإ ما مضروبة لقلب الموحد وقلب المشرك‪.‬‬

‫‪ --7‬وإ ما مضروبة لحواس الموحد والمشرك وحياة األول‬

‫واستقامته وموت الثاني وانكبابه على وجهه‪.‬‬

‫‪ -8‬وإ ما مضروبة ألعمال المشركين‪.‬‬

‫ثم تحداهم القرآن الكريم بإعجازه وهدايته على أن يأتوا بمثله مما أفقد أعداءه من‬ ‫‪-9‬‬
‫قريش وغيرهم ثقتهم في التحدي برغم أن القرآن الكريم نزل بلغتهم ‪.‬‬
‫وهناك مناهج أخرى لعقيدة التوحيد غير منهج القرآن الكريم وهي مناهج‬ ‫‪-10‬‬
‫المتكلمين والفالسفة والصوفية ‪ ،‬وقد وضحت تلك المناهج وطرق‪ :‬استدالالت‬
‫أصحابها‪ ، :‬فالمتكلمين استدلوا على التوحيد بألفاظ غير واردة في الشرع مثل‬
‫الجوهر والعرض واألجسام‪ :‬والحركة والسكون ‪ ،‬وقياس الشاهد على الغائب ‪،‬‬
‫وتقديم العقل على النقل ‪ ،‬رد النصوص الثابتة التي تخالف أهوائهم ‪،‬‬
‫واإلعتراض عليها ‪ ،‬واعتماد منهجهم على الجدل واالستدالالت المنطقية التي‬
‫أوصلتهم‪ :‬إلى الشك والحيرة مما جعل الكثير من علماء أهل الكالم بالرجوع‪ :‬عن‬
‫تلك األفكار واإلستدالالت والرجوع‪ :‬إلى التوحيد الحقيقي الذي بعث به الرسل ‪.‬‬
‫ثم ذكرت منهج الفالسفة في االستدالل ‪ ،‬ومن أهم مميزاته ‪ :‬أهم ما يتميز‬ ‫‪-11‬‬
‫قديما‪ :‬على طريقة الفالسفة ‪ ،‬و‬
‫منهجهم ‪ ،‬وهو ‪ - :‬جواز‪ :‬الممكن أن يكون ً‬
‫علما وال عمالً وطريقتهم تناقض التوحيد ‪ .‬و غير عملية وليس‬
‫طريقتهم‪ :‬ال تفيد ً‬
‫لها رسالة في األرض‪ ،‬وطريقتهم يلتبس فيها الحق بالباطل‪.‬‬
‫و للصوفية منهج في عقيدة التوحيد فقد أرجعوا مصادرهم إلى الكشف والذوق‬ ‫‪-12‬‬
‫والوجد‪ :‬واإللهام والفراسة والرؤى‪ :‬واألحالم ‪ ،‬ومسألة الفناء ووحدة الوجود‪، :‬‬
‫والحلول واإلتحاد ‪ ،‬وهذا مخالف لكتاب اهلل تعالى وسنة رسوله – صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ ، -‬وقد تم الرد على تلك المناهج الصوفية مع اإلستدالالت والتوضيح‬
‫والبيان ‪.‬‬
‫ثم بينت في الباب الثالث اآليات والوسائل‪ :‬التي ترسخ عقيدة التوحيد ‪ ،‬فقد‬ ‫‪-13‬‬
‫تطرقت‪ :‬في الفصل األول إلى ذكر اآليات المباشرة التي تدل على وحدانية الخالق‬
‫ومعرفته مع بيان وتفسير‪ :‬لبعض تلك اآليات ‪.‬‬
‫ونفس ما سبق ذكرت اآليات التي تدل على وحدانيته وألوهيته ‪ ،‬واآليات التي‬ ‫‪-14‬‬
‫تدل على أسماءه وصفاته ‪ ،‬وكذلك اآليات التي تدل على تنزيهه ‪.‬‬
‫ثم بينت في الفصل الثاني وسائل ترسيخ عقيدة التوحيد‪ :‬وهي كاآلتي ‪ :‬أ‪ -‬التفكر‬ ‫‪-15‬‬
‫ب‪ -‬التأمل المستمر‬ ‫في آيات اهلل المنبثة في الكون واآلفاق‪:‬‬
‫في أطوار خلق اإلنسان ‪ ،‬ج‪ -‬قصص األنبياء والمرسلين مع أقوامهم ‪ ،‬د‪-‬‬
‫هـ ‪ -‬عرض دعاوي وشبهات أهل‬ ‫عرض مشاهد اليوم اآلخر ‪،‬‬
‫و‪ -‬األدلة العقلية الشرعية من أجل ترسيخ‬ ‫الكتاب والمشركين والرد عليها ‪.‬‬
‫ز‪ -‬أسلوب الجدل في القرآن الكريم والهدف منه‬ ‫عقيدة التوحيد ‪.‬‬
‫ح‪ -‬التذكير والتكرار والتنوع في القرآن الكريم ‪.‬‬
‫وقد‪ :‬بينت في الباب الرابع من هذا البحث أسس عقيدة التوحيد‪ :‬في القرآن الكريم ‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫وهي ‪ :‬العلم اليقيني بوجود اهلل ومعرفته ‪ ،‬وقد بينت فيه الطرق والوسائل التي‬
‫تؤدي‪ :‬إلى معرفته – سبحانه وتعالى‪ ، - :‬ثم وضحت تفرد أسلوب القرآن الكريم‬
‫في معرفة اهلل تعالى عن غيره من األساليب ‪.‬‬
‫ومن أسس عقيدة التوحيد‪ :‬بيان أركان اإليمان الستة واإلستدالل‪ :‬عليها من القرآن‬ ‫‪-17‬‬
‫والسنة ‪ ،‬ثم بينت ثمرات اإليمان بتلك األركان الستة ‪.‬‬
‫ومن أسس عقيدة التوحيد‪ :‬عبادته سبحانه وقد بينت مفهوم العبادة وأنواعها ‪،‬‬ ‫‪-18‬‬
‫واهتمام‪ :‬القرآن بها موضحاً ما يضادها من الشرك مع بيان أنواعه ‪ ,‬وترهيب‪:‬‬
‫القرآن الكريم لمن يشرك باهلل تعالى ‪.‬‬
‫ومن أسس عقيدة التوحيد‪ :‬إفراد اهلل – سبحانه وتعالى – بالحاكمية والتشريع‪، :‬‬ ‫‪-19‬‬
‫وكذلك الوالء في اهلل تعالى والبراء في اهلل ‪ ،‬ومن أسس عقيدة التوحيد األمر‬
‫بالمعروف ‪ ،‬والنهي عن المنكر ‪ ،‬مع ذكر قواعد وضوابط‪ :‬واستدالالت شرعية‬
‫لذلك ‪ ،‬ومن أسس عقيدة التوحيد‪ :‬المحبة هلل ورسوله ‪ ،‬وبيان معالمهما وحقوق‪:‬‬
‫المحبة ‪ ،‬وكيف اهتم القرآن الكريم بمحبة اهلل ورسوله ‪ ،‬مع ذكر اآلثار المترتبة‬
‫على محبة اهلل تعالى ‪ ،‬ورسوله – صلى اهلل عليه وسلم ‪. -‬‬

You might also like