You are on page 1of 17

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/333646900

Sensations in the Koran - ‫اﻻﺣﺎﺳﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮان اﻟﻜﺮﻳﻢ‬

Article · June 2012

CITATIONS READS

0 3,478

1 author:

D.Raheem .M. Alsaadi


Al-Mustansiriya University
39 PUBLICATIONS   0 CITATIONS   

SEE PROFILE

Some of the authors of this publication are also working on these related projects:

The future of philosophy (‫ )ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ‬View project

Conferences, Seminars, Workshops and other Program notifications, since 01/01/2019. View project

All content following this page was uploaded by D.Raheem .M. Alsaadi on 07 June 2019.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫الجامعة المستنصرية‬
‫كلية اآلداب‬
‫قسم الفلسفة‬

‫األحاسيس في القران الكريم‬


‫قراءة في التناول النفسي والحسي والفكري في القران الكريم‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬رحيم محمد الساعدي‬


‫أجد ان من الضروري‪ -‬حاليا ‪ -‬تفعيل هذا المنهج‪ ،‬فيما يخص القران الكريم ‪ ،‬واعني بذلك‬
‫مناقشة الشعور واألحاسيس المختلفة في ذلك السفر الخالد ‪ ،‬التي تمثل الحلول المهمة‬
‫لكثير من أزمات المجتمع الحديث ‪ ،‬أو حتى المجتمع القديم ‪.‬‬
‫ان السلوك الناتج من األفراد أو الحضارات قديما هو فعل متشابه النتائج ‪،‬على هذا يمكن‬
‫القول ان الدوافع واالنفعاالت ربما تتشابه أيضا ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى تشابه الغرائز أو‬
‫األحاسيس المختلفة ‪.‬‬
‫إذن يتوجب على دارسي القران التفكير في مشاعر األنبياء واألولياء وتحليلها وأحاسيس‬
‫عامة الناس في القران ‪ ،‬ويجب تفسير وتوضيح مفهوم األحاسيس ثم دراسة كيفية قياسها‬
‫ومن ثم النظر إلى الكم الكبير من القصص القرآني المعني بذكر مفردات تنتمي إلى‬
‫أحاسيس اإلنسان ‪.‬‬
‫وترد جملة ألفاظ في القران تتناول لفظ الحس منها قوله تعالى(فلما أحس عيسى منهم‬
‫الكفر قال من أنصاري إلى هللا)(آل عمران‪ )52/‬وقوله تعالى (فلما أحسوا باسنا إذا هم منها‬
‫يركضون )(األنبياء‪ )12/‬وقوله سبحانه(هل تحس منهم من احد أو تسمع لهم‬
‫ركزا)(مريم‪ )98/‬كما ان لفظة الشعور ترد بشكل مستفيض في ألفاظ ( تشعرون ‪ ،‬أحياء‬
‫ولكن ال تشعرون ‪ ،‬لو تشعرون ‪،‬وما يشعرون ‪،‬يشعركم ‪،‬يشعرن ‪،‬إشعارها )(‪.)1‬‬
‫وقوله تعالى في القران الكريم بأنهم‪ " :‬ال يشعرون " لداللته على أن كونهم مفسدين ‪ ،‬وقد‬
‫وظهر لهم ما يثبت حدوث وقائع عديدة بشكل محسوس ‪ ،‬لكن ال حس لهم ليدركوه (‪.)2‬‬

‫ويمكن استيضاح المفاهيم المتعلقة باإلحساس والشعور في القران الكريم من خالل ‪:‬‬

‫‪ -1‬اللفظ الصريح ‪ ،‬وهو ما تقدم من ألفاظ الشعور واإلحساس وغيره ممن يدل على‬
‫المعنى الحسي ‪،‬و صورته في القران تمثلت بمخاطبة القران للناس حول الشهداء بأنهم‬
‫أحياء ولكن ال تشعرون بحياتهم ‪ ،‬وتحذير النملة من ان يحطم سليمان وجنوده قومها‬
‫وهم ال يشعرون ‪ ،‬أو أخت موسى حين قصت أخاها فبصرت به عن جنب وهم ال‬
‫يشعرون ‪....‬الخ من األلفاظ المضافة إلى لفظ اإلحساس السالف الذكر وهي متداخلة‬
‫مع اإلدراك ‪.‬‬
‫‪ -2‬من خالل الموقف ‪ ،‬وهي مواقف عديدة ربما يمكن التطرق إليها أثناء البحث ‪ ،‬بتناول‬
‫اللفظة المدرجة ضمن مفهوم المشاعر اإلنسانية كما في الحسد والحقد والحب والكره‬
‫والشفقة والخوف والحسرة واأللم والرعب واللذة والغضب والتكبر والدهشة والخجل‬
‫والضعف ‪...‬الخ من األلفاظ التي تشكل مادة األحاسيس في كتاب هللا ‪ ،‬وهذه األلفاظ قد‬
‫تتداخل ‪،‬أي ان البعض منها ربما لم يدرج ضمن األحاسيس إال انه يعطي معنى لها أو ان له‬
‫نتيجته ما هي إال إحساس ‪.‬‬
‫وكم هو جميل استشعار أحاسيس مريم في لحظة مجيئها لقومها ومعها الطفل المعجزة‪،‬أو‬
‫إحساس نوح وهو يحاور ابنه وبالمقابل متابعة قوة إحساس ابنه السلبية التي تسير باتجاه‬
‫خاطئ ‪،‬وإحساس يوسف في البئر والسجن وإحساس أبيه بالفراق وغير ذلك ‪،‬وغير ذلك‬
‫من األفكار التي تتبنى استشعار النفوس العالية القيمة والقوة من نفوس الصالحين‬
‫‪،‬والفائدة المطلوبة من هذه العملية ‪ ،‬انها سوف تحيلنا إلى تعايش حقيقي و تماس واقعي‬
‫مع تلك الشخصيات الثابتة ‪ ،‬فيتحول الفهم الذي في أذهاننا أو الصور التي جمعناها عنهم‬

‫‪- 1‬انظر محمد فؤاد عبد الباقي‪،‬المعجم المفهرس أللفاظ القران الكريم ‪،‬طبعة ذوي القربى ‪،‬ط‪،3‬قم‪1384،‬هـ‪،‬ص‬
‫‪.487‬‬
‫‪ - 2‬الميرزا محمد المشهدي ‪،‬تفسير كنز الدقائق ‪،‬ط‪،1‬جماعة المدرسين ‪،‬قم ‪1407،‬ق‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.131‬‬
‫إلى نوع من التصديق بعد ان كانت محض تصور في األذهان ال يستمر إلى فترة طويلة ‪،‬‬
‫فنكتشف عندها عوالم جديدة ونطور معلومة بإضافتها إلى أخرى ‪ ،‬ونقوم بحل طالسم‬
‫تاريخية مهمة تساعدنا في بناء المعرفة في شتى المجاالت ‪.‬‬

‫أهم سمات وخصائص هذا المنهج‪:‬‬

‫تناول اإلحساسات في القران هي دعوة إلى المجتمع بضرورة التراحم وموازنة‬ ‫‪-1‬‬
‫الجانب العاطفي مع العقلي ‪.‬‬
‫هي محاولة إلضفاء موضوع جديد إلى المكتبة القرآنية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫في هذا المنهج دعوة إلى استشعار المشاعر اإلنسانية العليا غير التقليدية لألنبياء‬ ‫‪-3‬‬
‫واألولياء والصالحين عن بعد فنحن بحاجة لمعرفة واستشعار إحساس موسى (ع)‬
‫حين تبعه فرعون ونحن أيضا بحاجة لمعرفة إحساس فرعون حينما فتح البحر‬
‫وجاء الهالك ‪ ،‬وهذان االحساسان مختلفان كما ونوعا وهما (كل لوحده) مرتبطان‬
‫بتراث تربوي و إيمان بالمبادئ ‪،‬وبشكل عام فان كل ما تعلق بإحساس فرد ما ذكره‬
‫القران هو موضوع الدراسة التي تهتم باألحاسيس في القران الكريم ‪،‬التي تحاول‬
‫استبطان البنية العاطفية سواء لألنبياء أم لألفراد ويقابلها معرفة أحاسيس أهل‬
‫النار وغيرهم ‪.‬‬
‫يشمل ذلك أيضا مشاعر الفئات المختلفة من البشر وذلك يعني بعدا وفهما‬ ‫‪-4‬‬
‫استشعاريا يرتبط بفلسفة التاريخ ‪،‬بل ان هذه األدوات – اقصد ما يخص منهج‬
‫استشعار المسائل التاريخية سوف تحل لنا الكثير من اإلشكاليات التي وفدت إلينا‬
‫عبر التاريخ ولم نجد لها حلوال ‪.‬‬
‫استشعار وفهم المستقبل اإلنساني ومصيره المحتوم في القران الكريم واالستعداد‬ ‫‪-5‬‬
‫له والعمل على تجنب السيناريو األسوأ بالنسبة إلى األفراد المرتبطين بالغيب‬
‫والمعاد والمؤمنين به (‪. )3‬‬
‫ان في ذلك تنمية للجانب األخالقي بمدح اإلحساسات الحسنة وذم السيئة منها‬ ‫‪-6‬‬
‫‪،‬وهذا يشكل بحثا أخالقيا لالتعاظ من سوء تفكير وعمل األمم السابقة و لتالفي‬
‫انهزامات المجتمعات اإلنسانية القديمة ‪ ،‬فقد قال تعالى (فخلف من بعدهم خلف‬
‫أضاعوا الصالة واتبعوا الشهوات)(‪ /59‬مريم) ‪.‬‬
‫أيضا هذا الموضوع هو مدخل لمناقشة الحاالت واإلمراض والمفاهيم النفسية في‬ ‫‪-7‬‬
‫القران الكريم ‪،‬التي يجب ان تدرس بجدية حقيقية على ان تبتعد عن التأثير العام‬
‫للنظريات النفسية الحديثة والذوبان الكلي فيها كما ان على دارسي الفكر النفسي‬
‫القرآني االستعانة بعلم النفس الحديث لقراءة أهم األمراض النفسية التي غلبت‬
‫األمم القديمة أو أدت إلى الحروب والمجاعات ‪،‬أو دراسة طبيعة المجتمعات‬
‫اإلنسانية التي أنجبت الطواغيت منها والتي نزل عليها البالء اإللهي بفعل األعمال‬
‫السايكوسسيولوجية الخاطئة والتي أشارت إلى موت تلك األمم واضمحاللها لتكون‬
‫عبرة لما يأتي من األمم بعدها ‪ ،‬وإلقاء نظرة على القران الكريم بهذا الصدد سوف‬
‫يحيلنا إلى كم كبير من النصوص القرآنية المقدسة التي توضح وتحذر الفعل‬
‫السيئ لألمم الغابرة ‪.‬‬
‫فيه موعظة من تجنب اإلخفاقات الحسية اإلنسانية السابقة وعدم تكرارها ‪ ،‬بل‬ ‫‪-8‬‬
‫واإلخفاقات العقلية الرتباط العقل بالحس ‪.‬‬

‫‪ - 3‬حول هذا الموضوع انظر المستقبل في القران الكريم د‪.‬رحيم الساعدي‪،‬المستقبل في الفكر اليوناني‬
‫واالسالمي‪،‬ط‪،1‬دار الفراهيدي‪،‬بغداد‪2010،‬م ‪،‬ص‪.125‬‬
‫‪ -9‬يمكن لهذا المنهج اكتشاف سلوك األمم الماضية ودوافعها ومعرفة الدوافع التي‬
‫أسست لفعل ما حدث في الماضي وأورده القران الكريم أو التاريخ كما في سلوك‬
‫أقوام لوط ‪،‬وذو النون والنبي األكرم (ص) وغيرهم من األنبياء ‪.‬‬
‫‪ -10‬تحليل السلوك الفردي للطواغيت ‪ ،‬المعبر عن مشاعر قاتمة وسلبية تبتعد‬
‫كثيرا عن السلوك السوي المتعارف عليه وهم عنوانات شتى ‪ ،‬ارتبط البعض منهم‬
‫بمحاربة األنبياء وتمثلوا بالنمرود وفرعون ومجتمع نوح(ع) وقتلة عيسى (ع)‬
‫ويحيى (ع) ومطاردي أصحاب الكهف ومحاربي داوود (ع)و ذو النون(ع) وغير‬
‫ذلك من األمثلة ‪.‬‬

‫أنماط المشاعر اإلنسانية و األحاسيس‬


‫تمثل قائمة المشاعر اإلنسانية صورة أساسية لسلوك وفعل اإلنسان وهي تاريخه اإلنساني من‬
‫دون شك و طبقا لكتاب (‪ )Two of Aristotle's Rhetoric‬فان هذه المشاعر تتنوع على‬
‫الشكل االتي ‪:‬‬
‫الغضب‪......‬وعكسه‪ ........‬الهدوء‬
‫الحب ‪........‬وعكسه ‪......‬الكراهية‬
‫الخوف‪ ......‬وعكسه‪ ........‬الشجاعة‬
‫الخجل ‪......‬وعكسه‪ ..........‬الجرأة‬
‫العطف ‪......‬وعكسه ‪.........‬القسوة‬
‫باإلضافة إلى الشفقة ‪ ،‬السخط و الحسد‬

‫أما طبقا لنظرية روبرت بلوتشيك فهي‬


‫( الخوف ‪ -‬الغضب – الحزن – السعادة –االشمئزاز – القبول – التوقع – المفاجأة )‬

‫تداخل المفاهيم‬
‫يجب التفريق بين مفاهيم االنفعال والدوافع والمشاعر واألحاسيس واالنفعال ‪ ،‬فالدافع اصطالح‬
‫عام شامل منه الحافز ‪،‬الباعث‪،‬الرغبة ‪،‬الميل‪،‬الحاجة‪،‬النزعة‪،‬العاطفة ‪،‬الغرض القصد ‪،‬النية‬
‫‪،‬الغاية ‪،‬اإلرادة ‪،‬وقد يكون الدافع حالة جسمية كالجوع والعطش أو الشعور بالواجب أو حالة‬
‫مؤقتة أو فطرية والدافع قوة محركة فهو يثير السلوك نحو هدف وغاية ويسمى وجه الدافع‬
‫الداخلي بالحافز الذي هو ضيق وألم وتوتر يولد نزوعا إلى النشاط (‪.)4‬‬

‫وتتوزع هذه المفاهيم في القران الكريم ‪،‬ففي حين ال يمكننا ان نصف األنبياء بالدافعية أو‬
‫القصد أو العاطفة العشوائية وأيضا ال يمكن وصفهم بحسب ما عرفناه من أعمالهم بالميل أو‬
‫االنفعال ولكننا ايضا ال يمكننا سلب المشاعر من االنبياء ‪،‬اما في الجانب االخر فيمكننا‬
‫استعراض الكثير من األمثلة ألفراد في القران الكريم من الطواغيت وغيرهم وأهل النار واألمم‬
‫المغضوب عليها ‪،‬وهم ممن تنطبق عليهم األلفاظ السابقة الذكر ‪،‬ومنها االنفعال وسلوك الطرق‬
‫الخاطئة او غير السوية ‪ ،‬فاالنفعال بمعناه الضيق هو حالة القلق أو األزمة العابرة و هو حالة‬
‫وجدانية قوية طارئة مفاجئة وبهذا يكون الرعب والهلع من االنفعاالت دون اإلشفاق والحزن‬

‫‪ - 4‬د‪.‬احمد عزت راجح‪،‬اصول علم النفس‪،‬ط‪،7،1968‬القاهرة ‪ ،‬ص‪16‬‬


‫انفعاال بعكس االبتئاس أو القنوط وتكون الشهوة انفعاال بعكس الحب ‪،‬ويكثر الخلط بين االنفعال‬
‫والعاطفة فالعاطفة تنظيم وجداني ثابت نسبيا ومركب من عدة استعدادات انفعالية تدور حول‬
‫موضوع معين قد يكون شيئا أو شخصا أو جماعة أو فكرة كعاطفة األم أو احترام شخص آلخر‬
‫أو حب الوطن ‪ ،‬أما االنفعال فهو حالة طارئة ‪ ،‬وللعاطفة موضوع تدور حوله في حين ان‬
‫االنفعال مطلق غير مقيد بموضوع وأنواع االنفعال ذاتي وشعوري أو خارجي بالتعبير‬
‫والحركات و فسيولوجي خفي كضربات القلب ( ‪. )5‬‬

‫توضيح المفاهيم‬
‫للخروج بصورة واضحة المعالم حول مفاهيم اإلحساس والشعور اإلنساني علينا توضيح‬
‫مجموعة من المصطلحات أو األفكار التي تعتبر دعامة فكرة البحث ‪،‬ومن خاللها يمكننا تفسير‬
‫وظيفة المصطلح الحسي أو الدال على الحس والشعور في تركيبة الفكر القرآني ‪ ،‬ومن‬
‫المالحظات المهمة في هذا الصدد ‪:‬‬

‫‪ -1‬األحاسيس والعواطف اإلنسانية على قسمين‬

‫‪ ‬مادية عامة مثل الجنس ‪،‬الجوع ‪،‬العطش وهي أشبه بالغرائز ترتبط بالبايلوجيا‬
‫اإلنسانية‬
‫‪ ‬أحاسيس تتسم بالفعالية والديناميكية وهي مبينة أعاله وتمثل أنماط المشاعر‬
‫اإلنسانية وهي عبارة عن سلوك اإلنسان العام ‪ ،‬ومع ان البعض منها غرائز ثابتة إال‬
‫انها فعالة وحيوية ما دامت مرتبطة بالعقل والتعقل ‪ ،‬فيصار هنا إلى تبويبها وتنظيمها‬
‫لكي ال تخرج عن حدها ‪،‬ومعنى هذا انها جزء من السلوك اإلنساني ومن علم األخالق‬
‫بمفهومه العام ‪،‬وتوصف بأنها ترتبط بإرادة اإلنسان فهي ليست حتمية ‪،‬ويستطيع‬
‫اإلنسان من خاللها تحديد مصيره ‪ ،‬وقد أعطاها الخالق لإلنسان ليجعله إنسانا يختلف‬
‫عن غيره من الكائنات‪.‬‬

‫‪ -2‬محرك السلوك اإلنساني‬

‫ورد عن اإلمام علي (ع) (إن هللا ركب في المالئكة عقال بال شهوة وركب في البهائم‬
‫شهوة بال عقل وركب في بني آدم كليهما فمن غلب عقله شهوته فهو خير من المالئكة و‬
‫من غلب شهوته عقلـه فهو شر من البهائم) (‪.)6‬‬
‫والنص ال يحدد محركا للسلوك اإلنساني فحسب بل وسلوك المالئكة والحيوان ‪،‬والمبدأ المذكور‬
‫يحمل (طابعا ثنائيا ) لمفهوم الغريزة يتمثل في طرفين يتجاذبان اإلنسان في بحثه عن اللذة‬
‫وتجنب األلم وهما (الشهوة والعقل) او (الذات والموضوع) أو( الخير والشر) أو (األمر والنهي‬
‫الشرعي ) ‪ ،‬واإلنسان يرث هذا التركيب الثنائي فطريا (من حيث البعد النفسي ) يواكبه ميراث‬
‫فطري (من حيث البعد اإلدراكي) هو الوعي بمبادئ الشهوة والعقل فقد قال تعالى (ونفس وما‬
‫سواها فألهمها فجورها وتقواها)(الشمس‪.)7()7/91-‬‬

‫‪ - 5‬د‪.‬احمد عزت راجح‪،‬أصول علم النفس‪ ،‬ص‪. 127‬‬


‫‪-- 6‬الصدوق ‪،‬علل الشرائع‪ ،‬النجف ‪1966،‬م‪، 4/1 ،‬أيضا المجلسي(محمد باقر‪/‬ت‪1111‬هـ)‪ ،‬بحار األنوار‬
‫‪،‬مؤسسة الوفاء‪ 110،‬جزء ‪،‬بيروت ‪1983،‬م ‪. 299/57،‬‬
‫‪ - 7‬د‪ .‬محمود البستاني‪،‬دراسات في علم النفس اإلسالمي ‪2،‬مجلد‪ ،‬ط‪ ،1‬دار البالغ‪،‬بيروت‪1408،‬هـ‪1988-‬م‪،‬‬
‫‪. 15-14/1‬‬
‫وهذا يعني ان اإلنسان حينما ركب (هللا) فيه االستعداد لممارسة الخير والشر (العقل والشهوة)‬
‫فقد ركب فيه (إدراك) لكل من الخير والشر حتى تصبح ممارسة السلوك خاضعة لعملية اختيار‬
‫ال إجبار مما يترتب على ذلك تحمل مسؤولية السلوك الذي يمارسه (‪.)8‬‬

‫‪ -3‬إن األحاسيس ترتبط بوسائل اإلدراك ‪:‬‬

‫ومنها الحواس الخمسة التي تقوم مع العقل بإكمال المعرفة اإلنسانية ‪،‬وبهذا الصدد يقول‬
‫اإلمام علي(ع) واصفا الخالق( ال يدرك بالحواس وال يقاس بالناس)(‪ )9‬وهو الرادع أناسي‬
‫األبصار عن ان تناله او تدركه (‪ ، )10‬فالحواس هنا جزء من عملية اإلدراك لقوله(ع)(ال‬
‫يدرك) بالحواس ‪ ،‬والمحسوس هو المدرك من قبل الحواس لقوله‪-‬ع‪ -‬ال تدركه الحواس‬
‫فتحسه(‪.)11‬‬
‫ان هللا سبحانه ليس موضوعا او محسوسا لكي نسلط عليه أدواتنا التي منها الحس لنتعرف‬
‫عليه ‪ ،‬وهو ما يتبين بأقوال اإلمام أيضا و التي منها ان هللا ال تستلمه المشاعر (أي ال‬
‫تدركه الحواس) وسميت الحواس مشاعر ألنها آالت للشعور باألشياء(‪ )12‬وهذا يعني ان‬
‫األشياء تدرك بالحواس وتستلمها المشاعر(سوى هللا) الذي تتلقاه األذهان ال بمشاعره‬
‫(ليس عن طريق الحواس)(‪ ، )13‬فالشواهد او المدركات يتم استالمها عن طريق الحواس ‪،‬‬
‫وبحسب قول اإلمام ((إذ ال يتيسر للناظر اإلدراك (إال) من عشرة أوجه من الحواس‬
‫الخمسة وإدراكها من ( سمع ومسموع) و (بصر ومبصر) و (شم ومشموم) و (ذوق‬
‫ومذوق ) و (ولمس وملموس) وكل ذلك مما تدل عليه العقول واألوهام ‪ ،‬أجسام مؤلفة‬
‫وأعراض عاجزة))(‪ ،)14‬فإننا من كل ذلك نفهم ان للحس دور في عملية المعرفة ‪.‬‬

‫ولكن ما عالقة الحواس بالعاطفة واألحاسيس ؟‬


‫ان هذه الحواس من العوامل المساعدة للمشاعر اإلنسانية ‪ ،‬بل هي من أدواتها !!وهل‬
‫يوجد الم من دون األذى الذي يصيب األعضاء الحسية ‪،‬وما الحب والخوف والكره‬
‫والسعادة والحزن وغيرها إال أفعاال إنسانية تعبر عن المشاعر واألحاسيس وترتبط باللذة‬
‫واأللم ويدخل في تركيبها الحواس ‪ ،‬وهي التي تميز اإلنسان عن غيره وتجعله إنسانا ال‬
‫حيوانا ‪ ،‬فهي ليست عقال ‪ ،‬بل ترتبط بالعقل الذي يقننها ويهذبها وربما وصفنا بعضها‬
‫بالغرائز ‪،‬وذلك يعني حسيتها ‪ ،‬وفي نص اإلمام علي(ع) المعنى النهائي لتلك المعادلة فاهلل‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ركب فيه ‪:‬عقال وشهوة (أحاسيس ومشاعر )= يعني بأنه إنسان ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ركب فيه ‪ :‬عقال فقط (من دون مشاعر وأحاسيس)=مالئكة‪.‬‬

‫‪ - 8‬د‪.‬محمود البستاني‪،‬علم النفس في ضوء المنهج اإلسالمي‪،‬ط‪،1‬قم‪1382،‬هـ ‪،‬ص‪. 18‬‬


‫‪( - 9‬احمد ابن علي الطبرسي ‪/‬ت‪560‬هـ)‪،‬االحتجاج‪،‬تحقيق السيد محمد باقر الخرسان‪،‬دار النعمان‪،‬النجف‬
‫‪ 1386،‬هـ‪1966-‬م ‪ ، 302/1،‬وانظر اإلمام علي ‪،‬نهج البالغة ‪،‬شرح محمد عبده ‪،‬دار المعرفة‪4،‬‬
‫أجزاء‪،‬بيروت ‪.115/ 2 ،‬‬
‫‪ - 10‬اإلمام علي ‪،‬نهج البالغة ‪،‬شرح محمد عبده ‪،161/1،‬واناسي هو جمع إنسان وهو ما يرى وسط حدقة‬
‫العين‪.‬‬
‫‪ - 11‬اإلمام علي ‪،‬نهج البالغة ‪،‬شرح محمد عبده ‪.122/2،‬‬
‫‪( - 12‬علي ابن ناصر السرخسي ‪ /‬ق‪) 6‬أعالم نهج البالغة ‪،‬ط‪، 1‬طهران‪ 1415،‬هـ ‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪ - 13‬اإلمام علي ‪،‬نهج البالغة ‪،‬شرح محمد عبده ‪.115/2،‬‬
‫‪ - 14‬محمد باقر المحمودي‪،‬نهج السعادة في مستدرك نهج البالغة‪8،‬مجلد‪،‬ط‪ ،8‬النجف‪1386،‬هـ‪1966-‬م‬
‫‪.18/3،‬‬
‫ت‪ -‬ركب فيه شهوة فقط (من دون عقل )=(إحساس ال مشاعر)‪.‬‬

‫وفي القران الكريم سوف نأخذ مثال لهذه القضية ‪ ،‬قضية الحس واإلدراك وارتباطهما كما في‬
‫قوله تعالى (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى هللا)( آل عمران ‪.)52 /‬‬
‫ويفسر الشيخ الطوسي مفهوم (أحس) أي وجده من جهة الحاسة ‪ ،‬وحسه يحسه ‪ :‬إذا قتله ‪،‬‬
‫ألنه أبطل حسه بالقتل ‪ ،‬والتحسس طلب اإلخبار ‪ ،‬وفي التنزيل ‪ " :‬يا بني اذهبوا فتحسسوا‬
‫من يوسف وأخيه " وذلك ألنه طلب لهما بحاسة السمع ‪.)15(.‬‬
‫واإلحساس هو الوجود بالحاسة ‪ ،‬أحس يحس إحساسا ‪ .‬والحس القتل ‪ ،‬ألنه يحس بألمه ‪،‬‬
‫ومنه قوله ‪ " :‬إذ تحسونهم " بإذنه " والحس ‪ :‬العطف ‪ ،‬إلحساس الرقة على صاحبه ‪.‬‬
‫واألصل فيه إدراك الشيء من جهة (‪ ، )16‬ففي قول يعقوب ( إني ألجد ريح يوسف لوال أن‬
‫تفندون ) اخبر هللا تعالى في هذه اآلية انه حين انصرفت العير من عند يوسف ‪ .‬قال ‪ :‬لهم‬
‫أبوهم يعقوب إني ألجد ريح يوسف أي إني أحس برائحته (‪.)17‬‬

‫‪ -4‬الجانب الحسي في النفس اإلنسانية ‪.‬‬

‫يصنف اإلمام علي النفس اإلنسانية على أربعة أقسام منها النفس النامية النباتية والحسية‬
‫الحيوانية ثم القدسية والكلية اإللهية ‪،‬وما يهمنا هو الحسية الحيوانية وخصائصها ان لها‬
‫خمس قوى هي سمع وبصر وشم وذوق ولمس ولها خاصيتان هما الشهوة والغضب وانبعاثها‬
‫من القلب وهي أشبه األشياء بنفس السباع ‪ ،‬وبدأ إيجادها عند الوالدة الجسمانية وفعلها الحياة‬
‫والحركة والظلم والغلبة واكتساب األموال والشهوات الدنيوية (‪. )18‬‬
‫ومن النص يفهم ان الجزء الحسي اإلنساني في النفس اإلنسانية له خمسة قوى هي الحواس‬
‫الخمس ‪ ،‬والخاصيتان الرئيسيتان هما الشهوة والغضب وانبعاثها من القلب ليكون القلب على‬
‫هذا األساس هو المرجع لكثير من أفعالنا الحسية وأهمها المتعلق بقائمة المشاعر اإلنسانية ‪.‬‬

‫‪ -5‬ترتبط األحاسيس والمشاعر بالسلوك اإلنساني‪:‬‬

‫فالغضب له سبب ودافع ‪ ،‬واإلحساس بالغضب يعني وجود المؤثر وهكذا اإلحساس بالحب‬
‫والحقد والحسد وغير ذلك ‪ ،‬وكل ذلك يرتبط بالتعقل أيضا لوجود موضوع محدد (للكره ‪،‬‬
‫للغضب أو مادة للحقد ) ‪ ،‬ومن الصحيح القول بتدخل عوامل البيئة (الخارجية ) قال تعالى (‬
‫فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصالة واتبعوا الشهوات) ( ‪/59‬مريم) وهو تأثير جمعي‬
‫بيئي على امة معينة أدت إلى غلبة الشعور على العقل أو الوراثة والى شعور بالنشوة‬
‫واللذة وإحساس غير مقيد بالعقل ‪.‬‬

‫‪ -6‬باإلضافة إلى القول بان األحاسيس ترتبط بوسائل اإلدراك ‪،‬فان هذه األحاسيس تعتبر‬
‫بايلوجية أي انها ترتبط بالدواخل اإلنسانية غالبا او الغرائز‪،‬أما المشاعر فهي‬
‫سيكولوجية ‪،‬تمتد إلى مساحة اكبر في السلوك اإلنساني وأكثر تقدما وفعالية ‪،‬ومع هذا‬
‫فإننا نصف جملة األحاسيس والمشاعر اإلنسانية بأنها منظومة فعل اإلنسان التي‬

‫‪ - 15‬الشيخ الطوسي ‪،‬تفسير التبيان‪،‬تحقيق وتصحيح احمد حبيب قصير‪ ،‬ط‪ ، 1،1409‬ج ‪ - 3‬ص ‪ 18‬وانظر‬
‫علي بن إبراهيم القمي‪ ،‬تفسير القمي ‪،‬تصحيح وتعليق ‪،‬طيب الجزائري‪،‬ط‪،3‬قم‪ ، 1404،‬ج ‪ - 1‬ص ‪.103‬‬
‫‪ - 16‬الشيخ الطوسي ‪،‬التبيان ‪ ،‬ج ‪ - 2‬ص ‪.472‬‬
‫‪ - 17‬التبيان ‪ -‬الشيخ الطوسي ‪ -‬ج ‪ - 6‬ص ‪.192‬‬
‫‪ - 18‬القاضي سعيد القمي ‪/‬ولد‪1049‬هـ) التعليقة على الفوائد الرضوية‪،‬قم‪1415،‬ق‪1374-‬هـ‪.‬ش ‪،.‬ص ‪.111‬‬
‫يستطيع من خاللها تشغيل الجوانب الحسية فيه من الغرائز والصفات اإلنسانية وقائمة‬
‫المشاعر في جوانب فعله وسلوكه الذي سيصنف على أساس أخالقي أو نفسي أو‬
‫جمالي أو طبيعي ‪.‬‬
‫وهذه المنظومة هي من خطت له مصيره في كثير من األحيان بداية من حسد قابيل ألخيه هابيل‬
‫مرورا باإلحساس بالتكبر البن نوح(ع) وتكبر الطواغيت على مر العصور وغير ذلك من‬
‫سيطرة جانب العواطف او الشهوات على اإلنسان بنحو متطرف ال يمت إلى العقل بصلة ‪ ،‬في‬
‫حين ان العملية فرض لها ان تكون متوازنة ومعتدلة ‪.‬‬
‫أنموذج اولي لخارطة األحاسيس في القران‬
‫من الممكن االستعانة بخريطة أولية تمثل جدوال الستعراض واستبانة األحاسيس في القران وما‬
‫يلحقها ويتناول الجدول أمثلة بسيطة لبعض المشاعر واألحاسيس اإلنسانية لغرض توضيح هذا‬
‫الجانب ‪:‬‬

‫نتيجة‬ ‫دافع‬ ‫مثاله‬ ‫مثاله‬ ‫شدة ونوع ارتباطه‬ ‫اإلحساس‬ ‫نوع‬ ‫ت‬
‫اإلحساس‬ ‫اإلحساس‬ ‫الموجب السالب‬ ‫اإلحساس بالعقل‬ ‫المضاد‬ ‫اإلحساس‬
‫أو النية‬ ‫(ضعيف‪( /‬متطرف في القران في‬
‫(شخصية القران‪/‬‬ ‫متوسط‪/ /‬‬
‫منطقي) صالحة) (شخصية‬ ‫كبير)‬
‫سيئة)‬
‫شتات بني تكسير‬ ‫ال يوجد‬ ‫موسى(ع)‬ ‫منطقي‬ ‫السكينة – كبير‬ ‫الغضب‬ ‫‪1‬‬
‫األلواح‬ ‫إسرائيل‬ ‫لفظ‪،‬إنما‬ ‫وملتزم‬ ‫كتم الغيض‬
‫ألفاظ‬ ‫الن‬
‫الغضب ضد‬ ‫الخالق‬
‫الكافرين‬ ‫غضب‬
‫ويمكن‬ ‫عليهم‬
‫اعتبار ان‬ ‫أيضا‬
‫كل‬
‫الطواغيت‬
‫يغضبون‬
‫سمع‬ ‫فلما سكت‬ ‫السكون‬ ‫كبير‬
‫تفسيرا من‬ ‫طبيعي بعد عن موسى‬
‫أخيه هارون‬ ‫الغضب‬ ‫معاتبة‬
‫أو دوافع‬ ‫أخيه‬
‫أخرى‬
‫عدم طاعة ذهب‬ ‫كبير‬
‫مغاضبا‬ ‫قومه له‬
‫وابتلعه‬ ‫ذو النون‬
‫الحوت‬

‫حب صادق‬ ‫استعباد‬ ‫حب زليخة‬ ‫متطرف‬ ‫الكراهية‪-‬‬ ‫الحب‬ ‫‪2‬‬


‫ودائم‬ ‫يوسف‬ ‫في في بدايته‬ ‫نسبي‬ ‫الحقد‬
‫وغير‬ ‫بدايته‬
‫منطقي‬
‫الخوف على النجاة ببني‬ ‫موسى(ع) يوم ترونها‬ ‫الشجاعة‬ ‫الخوف‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫اسرائيل‬ ‫رسالته‬ ‫خرج خائفا تذهل كل‬ ‫منطقي‬ ‫نسبي‬ ‫الجبن‪-‬‬
‫مرضعة‬ ‫من أعدائه‬ ‫لخوفه على‬ ‫الخشية‬
‫مع هذا فان عما‬ ‫رسالته و‬
‫أرضعت‪/‬‬ ‫إحساسه‬ ‫لخوفه‬
‫بالشجاعة‬ ‫الكبير من‬
‫عال ‪/‬‬ ‫هللا‬
‫الصخور‬
‫تشقق من‬
‫خشية هللا‬
‫تمنت الموت‬ ‫اإلتيان‬ ‫مريم(ع)‬ ‫منطقي‬ ‫كبير‬ ‫النزق‬ ‫الخجل‬ ‫‪4‬‬
‫بطفل من‬
‫دون زواج‬

‫القسوة‬ ‫العطف‪-‬‬ ‫‪5‬‬


‫الشفقة‬

‫تمنوا‬ ‫أهل عذاب شديد‬ ‫اآلم‬ ‫اللذة‬ ‫األلم‬ ‫‪6‬‬


‫الموت‬ ‫النار فقالوا‬
‫يا مالك قطنا‬

‫ابيضت‬ ‫فقدان ابنه‬ ‫حزن يعقوب‬ ‫منطقي‬ ‫السعادة‬ ‫الحزن‪-‬‬ ‫‪7‬‬


‫عيناه‬ ‫لفقدانه‬ ‫كبير‬ ‫القلق‬
‫وريث‬
‫النبوة‬

‫والدة طفل ضحكت‬ ‫زوجة‬ ‫إعجازي‬ ‫اليقين‬ ‫المفاجأة‪/‬‬ ‫‪8‬‬


‫اندهشت‬ ‫بعد كبر‬ ‫إبراهيم(ع)‬ ‫الدهشة‬

‫الرضا‬ ‫السخط‬ ‫‪9‬‬

‫إيثار أبيه له محاولة‬ ‫إخوة‬ ‫غرائزي‬ ‫كبير أدى‬ ‫الغبطة‬ ‫الحسد‬ ‫‪10‬‬
‫القتل‬ ‫من دونهم‬ ‫يوسف‬ ‫إلى القتل‬
‫وهم‬
‫كثيرون‬
‫هللا قتل أخاه‬ ‫تقبل‬ ‫قابيل‬ ‫هابيل‬ ‫غرائزي‬
‫قربانه‬ ‫كبير أدى‬
‫إلى القتل‬

‫أهلكهم هللا‬ ‫ذل في‬ ‫النمرود‬ ‫غرائزي‬ ‫كبير‬ ‫التكبر‬ ‫‪11‬‬


‫نفوسهم‪/‬‬ ‫فرعون‬ ‫التواضع‬
‫المساس‬ ‫هامان‬
‫بمصالحهم‪/‬‬ ‫كل‬
‫سلبهم‬ ‫الطواغيت‬
‫في التاريخ سلطانهم‬
‫الهرب‬ ‫منظر‬ ‫إرعاب‬ ‫أصحاب‬ ‫صورة‬ ‫كبير‬ ‫الرعب‪-‬‬ ‫‪12‬‬
‫مرعب‪/‬‬ ‫الكفار‪/‬‬ ‫الكهف‬ ‫غير‬ ‫الطمأنينة‪-‬‬ ‫الخوف‬
‫ترعبون به تصور غير‬ ‫منطقية‪/‬لم (لوليت‬ ‫السالم‬
‫هللا معهود‬ ‫عدو‬ ‫نعتد عليها منهم فرارا)‬
‫وعدوكم‬
‫الم‬ ‫عذاب شديد‬ ‫أهل النار‬

‫الندم‬ ‫‪14‬‬
‫نظرة عامة حول االحساس في القران‬

‫‪ -1‬قليلة هي ألفاظ الحسد في القران ‪ ،‬فهي ال تتعدى الخمس ألفاظ منها ‪ /‬من شر حاسد‬
‫(الفلق‪ / )5/‬فسيقولون بل تحسدوننا (الفتح ‪ / )15/‬أم يحسدون الناس على ما آتاهم‬
‫(النساء‪ / )54/‬حسدا (البقرة‪ / )109/‬حاسد (الفلق‪، )5/‬وهي تمثل اإلحساس الداخلي‬
‫لإلنسان الذي يشعر فيه برغبة لالستحواذ على ما لآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -2‬توجد ألفاظ عديدة ومتنوعة للغضب في القران (‪، )19‬وهي بعامتها تخص الغضب‬
‫اإللهي على الكافرين والظالمين والمنافقين والذي ال عالقة له بالغضب اإلنساني ‪.‬‬

‫‪ -3‬تختلف أحاسيس األنبياء واألولياء عن أحاسيس الناس ‪،‬وهم بشر مثل بقية الناس في‬
‫المشاعر واألحاسيس الجميلة إال انها أحاسيس منضبطة مقيدة ‪،‬ال تعمل باإلفراط‬
‫والتفريط ‪،‬وتعد قمة المشاعر اإلنسانية الملتزمة ‪،‬ومن هذه المشاعر ما نلمسه في‬
‫شفقة ومحبة يعقوب النبي ويوسف(عليهما السالم)وقصة نوح (ع) مع ابنه ومحبة‬
‫وأخالق واآلم المسيح(ع)وصبر أيوب(ع)على األلم وسكينة وحلم إبراهيم (ع)‬
‫ورحمة رسول هللا محمد (صلى هللا عليه واله وسلم)وغير ذلك من صفات األنبياء‬
‫والصالحين التي ذكرها القران الكريم ‪.‬‬

‫‪ -4‬ان قيمة وحجم أحاسيس األنبياء هي دائما قيمة كبيرة ولها اتصال مهم بالتعقل والعقل‬
‫‪،‬فهي مقيدة غير مفرطة لهذا ال يصح وصفها بالدافعية غير المرتبطة باهلل سبحانه ‪.‬‬

‫‪ -5‬النتيجة المحصلة مما بعد أحاسيس األنبياء واألولياء هي نتيجة واقعية وعاقلة‬
‫ومنضبطة ‪ ،‬فالمشاعر موجودة وهي ليست مشاعر آلية باردة ال جدوى منها ‪،‬وهي‬
‫ليست صورة شكلية لكي يعلموا البشر مفاهيم المحبة و السكينة واإلحساس بقيمة‬
‫األشياء ‪،‬بل إن األنبياء بشر لديهم الغرائز والعواطف المختلفة ‪،‬لكنها ال تسيطر عليهم‬
‫‪.‬‬

‫‪ -6‬من الموضوعات المهمة ان أحاسيس األنبياء وعقولهم تواكب وتستشعر المستقبل‬


‫‪،‬الن اغلب الرساالت استمرت لمدة طويلة ويقوم األنبياء بجهد كبير لمواكبة القادم من‬
‫السنوات ‪.‬‬

‫‪- 19‬انظر محمد فؤاد عبد الباقي‪،‬المعجم المفهرس أللفاظ القران الكريم ‪،‬ص‪.632‬‬
‫من موضوعات اإلحساس في القران‬

‫‪ -1‬ان من المسلمات التي يجب إيرادها هنا ان الخوف من هللا والمحبة هلل هي من أهم ما‬
‫يتصف به األنبياء واألولياء والصالحون ‪،‬وهما من األحاسيس العالية القيمة التي‬
‫تتجاوز الحس اإلنساني لتتسم بالمفهوم العقلي ‪.‬‬
‫‪ -2‬يتعامل األنبياء واألوصياء بأدوات المشاعر اإلنسانية –العالية القيمة –مع بقية الناس‬
‫التي منها الغضب والشفقة والرحمة والحياء والحزن والحب والعطف ‪ ،‬وهم سالم هللا‬
‫عليهم ال يتعاملون بالحقد والحسد والكره والشك وغير ذلك من األلفاظ التي تقترب من‬
‫الواقع اإلنساني ‪.‬‬
‫‪ -3‬ذكرت قصة نوح (ع) في ست آيات في القران الكريم ومن مميزات القصة هو إحساس‬
‫قومه بالكبر واالستعالء واتخاذ بعضهم أربابا لبعض ‪،‬وهو إحساس يؤدي إلى استذالل‬
‫العباد واستعباد الناس وتحكم القوي في الضعيف وهذا ما استمر على مر التاريخ حتى‬
‫يومنا هذا ‪.‬‬
‫‪ -4‬قال تعالى على لسان نوح(ع) يا قوم اعبدوا هللا مالكم من اله غيره إني أخاف عليكم‬
‫عذاب يوم عظيم ‪،‬والخوف هنا إحساس متعقل بحجم المصيبة التي يرتكبها قوم‬
‫نوح(ع) ‪ ،‬وبالمقابل فان رد القوم كان شعورا باالستعالء فكان ردهم (ما نراك إال بشر‬
‫مثلنا وما نراك اتبعك إال الذين هم أراذلنا بادي الرأي) ‪،‬ولك ان ترى حجم الحسية التي‬
‫ينظر بها القوم فهم ال ينظرون بعقل بل بحس محض كما في قولهم (ما نراك) وهم ال‬
‫ينظرون إلى قدرة بل إلى بشر طبيعي ‪،‬والشعور بالكبر والنظر بدونية إلى الغير تمثل‬
‫بنظرتهم إلى اآلخرين على أنهم أراذل ال غير ‪.‬‬
‫‪ -5‬ان وحي رب العالمين إلى نوح بان قومه لن يؤمنوا واألمر الصادر بصنع الفلك ‪ ،‬يشير‬
‫إلى معرفة نوح(ع)بالمستقبل القادم واستشعاره للمرحلة الجديدة ‪.‬‬
‫‪ -6‬من المهم معرفة إحساس القوم عندما فار التنور ومسير السفينة في اللجج الغامرة ‪،‬بل‬
‫في موج من كالجبال ‪.‬‬
‫‪ -7‬علينا بحث إحساس ابن نوح في تلك اللحظة وإحساس األب الحنون المسؤول عن‬
‫مصير ابنه ومصير اإلنسانية ‪ ،‬سيما عند قوله (ع) ان ابني من أهلي وسؤاله لرب‬
‫العالمين ‪.‬‬
‫‪ -8‬قوله تعالى في سفينة نوح (ع)(ولقد تركناها آية فهل من مدكر ) تمثل دعوة لحث‬
‫الشعور على وجود هذه السفينة في الوقت الحالي‪.‬‬
‫‪ -9‬في استشعار قصة هاجر زوج إبراهيم(ع)وابنها إسماعيل وتركهما في واد غير ذي‬
‫زرع عبرة ورحمة ‪ ،‬كما ان حزمة من المشاعر تلوح لنا في مسالة ذبح إسماعيل (ع)‬
‫وهي تتعلق بمشاعر األب وإالم واالبن ‪.‬‬
‫ان من المشاعر النقية أيضا ما تمثل بحزن أم موسى حين رمي في النهر وقلق‬ ‫‪-10‬‬
‫أخته التي راحت تراقب أين يذهب ومشاعره الثابتة الصدق نحو الحق والعدل ال الظلم‬
‫وهو في بيت فرعون وتحكيمه العقل حين حارب فرعون بإظهار العقل ‪،‬هذه مجموعة‬
‫مشاعر تختلف عن إحساسات المرحلة الالحقة ومنها الخوف على رسالته عندما خرج‬
‫خائفا يترقب أو عندما حضر مجلس فرعون ليريهم معاجزه أو يدعوه إلى عبادة الرب‬
‫الواحد ‪،‬أو خوفه عندما صعق لرؤيته الجبل يندك أو حزنه عندما شاهد انحراف بني‬
‫إسرائيل وعبادة العجل أو إحساسه وهو يكلم هللا من وراء حجاب ‪.‬‬
‫ومن ذلك اآلم المسيح عيسى(ع) وعاطفته تجاه الناس وحزنه الدائم ‪،‬باإلضافة‬ ‫‪-11‬‬
‫إلى مشاعر الرسول محمد(ص) وعاطفته تجاه أهل بيته وأمته ‪.‬‬
‫يوسف(ع)أنموذجا لألحاسيس القرآنية‬

‫ليس تحديدا مقصودا ان تكون قصة الصديق يوسف(ع) أول ما يمكن تناوله في هذا الصدد‪،‬‬
‫فنحن نجد أحاسيس أخرى عالية المضمون في قصة أوالد ادم ونوح وإبراهيم وفي قصص‬
‫موسى وأمه وعيسى وأمه عليهم وعلى نبينا صلوات هللا ورحمته وبركاته‪.‬‬

‫وعلىىى أي حىىال فىىان قصىىة الصىىديق فىىي القىىران تزخىىر بالتعىىابير الحسىىية المؤلمىىة والمفرحىىة‬
‫والحاسدة والكائىدة وغيىر ذلىك وهىي أيضىا مشىكلة االبىن التىي تتنىوع فىي سىيرة حيىاة ادم ونىوح‬
‫وإبىىراهيم وأم موسىىى وعيسىىى (علىىيهم السىىالم) ومىىن األسىىئلة التىىي تبىىرز فىىي قصىىة يوسىىف(ع)‬
‫والتي تدل على مؤشر تفاعل اإلحساسات اآلتي‪.‬‬

‫‪ -1‬كان يوسف جميل الصورة أثيرا على أبيه لذا خص بقسط عظىيم مىن محبتىه ممىا سىبب حقىد‬
‫إخوته عليه وغيرتهم منه‪.‬‬

‫تعقيب‪ :‬السبب في إحساس أبيه ليس العاطفة االعتيادية فيوسف(ع) طفل صىغير وضىعيف وقىد‬
‫فقد أمه وهو يتمتىع بىالبراءة والجمىال كمىا انىه وارث النبىوة وكميىة المعطيىات والهبىات االلهيىة‬
‫التي وهبت له لكونه وارث النبوة بداللة الرؤية العظيمة تلك التي البت عليه إخوتىه ‪ ،‬والصىورة‬
‫العامة الخاصة بيوسف هنا تخص العقل باإلضافة إلى اإلحسىاس المبنىي علىى العطىف والمحبىة‬
‫اإللهية‪ ،‬ويقابل كل ذلك تحسس عال بالحقد والغيرة من إخوة يوسىف‪ ،‬وردة الفعىل هىذه شىابهت‬
‫ردة فعل‬
‫قابيل تجاه أخيه‪.‬‬

‫وربما يقال بان الحسد والحقد عبارة عن غرائز قد ال تنتمىي إلىى األحاسىيس وهىذا غيىر صىحيح‬
‫الن الفرد يحقد ويكره ويشىعر بىالغيرة ويتكبىر مىن دون تحكىيم العقىل معتمىدا فىي ذلىك علىى هىذه‬
‫الغرائز التي تنتمي إلى الحس(الداخلي) وتفلت من سيطرة العقل‪.‬‬

‫‪ -2‬إحسىاس الغىم والحىزن والشىفقة الىذي الىم بيعقىوب(ع) اثىر رؤيىة يوسىف الخاصىة بالكواكىب‬
‫ومعرفىىة الىىبالء المحىىدق بهىىذه الرؤيىىة‪ ،‬لهىىذا منعىىه مىىن سىىردها ومىىع هىىذا فقىىد انتشىىر السىىر ‪.‬‬
‫‪ -3‬أحاسيس وغرائز إخوة يوسف الشاذة التي يمكن حملها علىى الىوهم فلىيس لهىا دافىع حقيقىي‬
‫أو واقعي وال غاية نافعة أو صادقة وقد أدت إلى نتائج سيئة منها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلعداد بخطة مرسومة للقتل ‪.‬‬


‫ب‪ -‬إقناع أبيهم ومن ثم استسالمه للقضاء اإللهي‬
‫ج‪ -‬تعلمهم من أبيهم حيلة الذئب‪.‬‬
‫د‪ -‬قتل زمن األسرة النبوية وشتات االبن وثبات إحساس المحبة والعشق والغربة والفراق‪.‬‬
‫ويالحظ ان أفعال وأحاسيس إخوة يوسف حسية غريزية تستند إلى دافع الحسد والغيرة وهي‬
‫ال تؤشر إلى منهج عقلي يجاري ما سينتهي إليه السلوك في المستقبل ‪،‬بل يرتد إلى نكوص إلى‬
‫الماضي الذي يحمل بين جنباته الكراهية والحسد وتنميتهما خالل تلك األيام الماضية‪ ،‬وكانت‬
‫النتيجة انهم قاموا برمي أخيهم على األرض وضربه بقسوة ثم محاولة ذبحه وعدلوا عن ذلك‬
‫بأثر عاطفة احدهم فجردوه من قميصه ورموه في البئر وانتظروا كي يتأكدوا من موته!!!! من‬
‫كل ذلك وبعد حيلة وسم قميص أخيهم بالدم إلقناع أبيهم بان الذئب أكله‪ ،‬ال نجد إحساسا بالندم‬
‫أو الذنب أو بالشفقة والرأفة والورع ونالحظ أيضا غياب العقل وبروز الغرائز واألحاسيس‬
‫السيئة‪.‬‬

‫وبشكل اعتراضي علينا ان نسال على سبيل الموعظة والرحمة‪ ،‬كيف كان حال وشعور أبيه‬
‫وهو يودعه ويبكي وقد البسه ثيابه وأصلح شعره(كما تروي الروايات) وكيف أوصى أوالده‬
‫بإلحاح بحراسته وإطعامه وسقيه والتظليل له من الشمس وحمله عند التعب ألنه طفل صغير‬
‫في بيئة قاسية‪ ،‬وكيف كان شعور وإحساس يوسف(ع) وهو يضرب أو حينما أرادوا قتله أو‬
‫تركه عند البئر وهو طفل صغير هل اختلفت مشاعره كطفل في تلك اللحظة مع قضية استيعابه‬
‫للوحي اإللهي الذي كان يقول له (لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم ال يشعرون) هل قال بأنه سوف‬
‫ينتقم من هؤالء الذين عدموا الرحمة ‪،‬هل فقد تحكمه بالعقل لتظهر غرائزه التي ستحمل‬
‫مسوغا معقوال على وفق نظرتنا نحن البشر – ال األنبياء – على اعتبار ان إخوته ظلموه‬
‫وأرادوا قتله من دون مسوغ ‪،‬الجواب كال بالتأكيد ‪،‬ونهاية القصة تدل على هذا النفي ‪.‬‬

‫إذ‬ ‫الثابت‬ ‫يوسف(ع)‬ ‫وعقل‬ ‫المفرط‬ ‫زليخة‬ ‫‪ -1‬إحساس‬


‫مر يوسف بابتالءات عديدة لعل أشدها (كما افهم) بالء زليخة‪ ،‬ومن الواضح ان صورة‬
‫الجمال اليوسفي جعلها تفقد السيطرة (مع نسوة المدينة) على مشاعرها وعقلها ومركزها‬
‫االجتماعي‪ ،‬ولقد أدى فقدان السيطرة على األحاسيس إلى ان تعرض على يوسف نفسها ثم‬
‫هاجمته واتهمته وشكته وسجنته‪ ،‬ولكن أليس هذا تناميا سريعا ومتفجرا ومتسلسال لتلك‬
‫المشاعر‪ ،‬انا أظنها(بالرغم من سوء استخدامها) مشاعر صادقة وإنها لغرابة ان تحس‬
‫امرأة بهذا الجمال اليوسفي وهي ال ترتبط بصلة رحم مع الصديق بعكس إخوته الذين‬
‫حاولوا قتله‪ ،‬بل ان المرأة شعرت بالندم كإحساس صادق منذ البداية وقالت اآلن حصحص‬
‫الحق‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى أنت ال تجد مشاعر وأحاسيس متفجرة لدى الصديق يوسف بالرغم من‬
‫اإلغراءات‪ ،‬هذا ألنه ملك عقله وكان إحساسه مزيج من العزة بالكرامة واأللم والحياء‬
‫(برغم عدم ارتكابه ذنب )‪.‬‬
‫‪ -2‬كان إحساس يوسف في السجن مزيجا من الحزن واأللم والبكاء‪ ،‬وأيضا إحساس بالمحبة‬
‫للناس ‪ ،‬وبعاطفة الرحمة تذكر أباه وكانت ملكاته الرحيمة تتوزع على إعانة الضعيف‬
‫والمريض في السجن‪ ،‬وذلك يعني انه لم يتأثر بحالة الترف التي عاشها ولكنه أحس‬
‫بالضيق من السجن ولهذا قام بالدعاء والفرج‪.‬‬

‫‪ -3‬وفي قصة يوسف جملة أخرى من األحاسيس منها‬

‫أ‪ -‬إحساس يوسف عند رؤية إخوته بعد ‪ 40‬سنة‪.‬‬


‫ب‪ -‬أحاسيس أخوه الشقيق وإحساسه بأخيه عند رؤيته‪.‬‬
‫ج‪ -‬إحساس أبيه الذي اعتمد على حاسة شم عطره في القميص‪.‬‬
‫وال توجد صورة تعج بالمشاعر في هذه القصة أكثر من التقاء يوسف بابيه وفيها اجتمع‬
‫الحزن والبكاء والرحمة‪ ،‬وهي صورة تدلل على قيمة المشاعر اإلنسانية وأهميتها‪.‬‬
‫المصادر‬

‫القران الكريم‬ ‫‪‬‬


‫انظر محمد فؤاد عبد الباقي‪،‬المعجم المفهرس أللفاظ القران الكريم ‪،‬طبعة ذوي القربى‬ ‫‪‬‬
‫‪،‬ط‪،3‬قم‪1384،‬هـ‪.‬‬
‫الميرزا محمد المشهدي ‪،‬تفسير كنز الدقائق ‪،‬ط‪،1‬جماعة المدرسين ‪،‬قم ‪1407،‬ق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪.‬احمد عزت راجح‪،‬اصول علم النفس‪،‬ط‪،7‬القاهرة ‪. 1968،‬‬ ‫‪‬‬
‫الصدوق ‪،‬علل الشرائع‪ ،‬النجف ‪1966،‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫محمد باقر المجلسي ‪ -‬ت‪1111‬هـ‪ ،‬بحار األنوار ‪،‬مؤسسة الوفاء‪ 110،‬جزء ‪،‬بيروت‬ ‫‪‬‬
‫‪1983،‬م‬
‫د‪ .‬محمود البستاني‪،‬دراسات في علم النفس اإلسالمي ‪2،‬مجلد‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬ ‫‪‬‬
‫البالغ‪،‬بيروت‪1408،‬هـ‪1988-‬م ‪.‬‬
‫د‪.‬محمود البستاني‪،‬علم النفس في ضوء المنهج اإلسالمي‪،‬ط‪،1‬قم‪1382،‬هـ ‪،‬ص‪. 18‬‬ ‫‪‬‬
‫احمد ابن علي الطبرسي ‪/‬ت‪560‬هـ‪،‬االحتجاج‪،‬تحقيق السيد محمد باقر الخرسان‪،‬دار‬ ‫‪‬‬
‫النعمان‪،‬النجف ‪ 1386،‬هـ‪1966-‬م ‪.‬‬
‫اإلمام علي ‪،‬نهج البالغة ‪،‬شرح محمد عبده ‪،‬دار المعرفة‪ 4،‬أجزاء‪،‬بيروت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫علي ابن ناصر السرخسي ‪ /‬ق‪، 6‬أعالم نهج البالغة ‪،‬ط‪، 1‬طهران‪ 1415،‬هـ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫محمد باقر المحمودي‪،‬نهج السعادة في مستدرك نهج البالغة‪8،‬مجلد‪،‬ط‪،8‬‬ ‫‪‬‬
‫النجف‪1386،‬هـ‪1966-‬م ‪.‬‬
‫الشيخ الطوسي ‪،‬تفسير التبيان‪،‬تحقيق وتصحيح احمد حبيب قصير‪،‬قم‪. 1409،‬‬ ‫‪‬‬
‫واالسالمي‪،‬ط‪،1‬دار‬ ‫اليوناني‬ ‫الفكر‬ ‫في‬ ‫الساعدي‪،‬المستقبل‬ ‫د‪.‬رحيم‬ ‫‪‬‬
‫الفراهيدي‪،‬بغداد‪2010،‬م ‪.‬‬
‫علي بن إبراهيم القمي‪ ،‬تفسير القمي ‪،‬تصحيح وتعليق ‪،‬طيب الجزائري‪،‬ط‪،3‬قم‪1404،‬‬ ‫‪‬‬
‫القاضي سعيد القمي (ولد‪1049‬هـ‪ ،‬التعليقة على الفوائد الرضوية‪،‬قم‪1415،‬ق‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1374‬هـ‪.‬ش ‪.‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like