You are on page 1of 3

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫الجامعة اإلفريقية – احمد دراية – والية ادرار‬

‫كلية العلوم االنسانية واالجتماعية واالسالمية‬


‫قسم العلوم االنسانية‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬
‫مقياس‪ :‬المذاهب الفلسفية الكبرى‪.‬‬

‫األستاذ‪ :‬بن عبد الكبير محمد السالم‬


‫أستاذ مشارك محاضر بالجامعة األفريقية احمد دراية ادرار‬
‫عضو في مختبر األبعاد القيمية للتحوالت الفكرية والسياسية بالجزائر‪.‬‬
‫تابع المذهب العقلي‪:‬‬
‫مضامين المحاضرة‪:‬‬
‫يرى أنصار المذهب العقلي أن األفكار والموضوعات مركوزة في أعماق النفس بشكل‬
‫وإن إدراكها ال يكون إالَّ عن طريق العقل َّ‬
‫ألن العقل هو الضامن‬ ‫قبلي؛ أي أنها سابقة‪َّ ،‬‬
‫أن هناك بعض المؤاخذات المسجلة‬‫الحقيقي لها‪ ،‬فهل هذه التفسير تفسير موضوعي؟ أم َّ‬
‫على هذا التفسير؟ وما هي؟‬
‫أن للعقل جانب كبير في إدراك االشياء ولكن ال يمكن أن يكون هو الضامن‬ ‫صحيح َّ‬
‫والمرجع الوحيد لها بدليل مجموعة من اإلعتبارات منها ‪:‬‬
‫يتحدث محمد باقر الصدر في كتابه " فلسفتنا "؛ إن النظرية العقلية إذا كانت تعني‬
‫وجود أفكار فطرية بالفعل لدى الَّنفس اإلنسانية أمكننا القول أن النفس بسيطة بالذات‪،‬‬
‫فكيف ولدت ذلك العدد الضخم من األفكار الفطرية؟ بل لو كان العقليون يجنحون إلى‬
‫اإليمان يذلك حقا ً لكفى وجداننا البشري في الرد على نظريتهم ألننا حميعا ً نعلم أن اإلنسان‬
‫لحظة وجوده على وجه األرض ال توجد له أية فكرة مهما كانت واضحة وعامة في‬
‫الذهنية البشرية(‪. )1‬‬

‫‪ 1‬محمد باقر الصدر‪ ،‬فلسفتنا‪ ،‬دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري بين مختلف التيارات‬
‫الفلسفية وخاصة الفلسفة اإلسالمية والمادية والديالكتيكية ( الماركسية )‪ ،‬دار التعارف للمطبوعات‪،‬‬
‫العراق‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬س‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪1‬‬
‫إن النظر إلى العقل نظرة موضوعية يجعلنا نقر بحقيقة ثابتة‪ ،‬وهي أن هذا العقل من‬
‫الممكن أن يكون مصدر للمعرفة والعلم‪ ،‬لكن ال يمكن أن يكون لوحده‪ ،‬ولو حدث ذلك فإن‬
‫هذه المعرفة المتوصل إليها تحتمل الكثير من الخطأ‪ ،‬وعلَّة ذلك هو غياب الموضوعية‬
‫التي يجب أن تتوفر عي العلم الصحيح‪ ،‬وهذا ما يجعلنا نقول أن هذا العقل ليس بعقل‬
‫مطلق مادام يصدر أحكاما ً تحتمل جانبا ً من الخطأ (‪.)1‬‬
‫أما من ناحية أخرى نجد أن ديكارت يبني المعرفة باالعتماد على الشك‪ ،‬لكن لو أمعننا‬
‫الريب إلى نفوسنا‬‫النظر إلى فكرة الشك التي نطلب بها اليقين‪ ،‬حينها سيتسرب شئ من ّ‬
‫وهو كيف نطلب اليقين بالشك؟ وحينها أن الحقيقة ال يمكن طلبها بالشك‪ ،‬بل يجب أن‬
‫نطلبها باليقين‪ " .‬فالشك الديكارتي شك مبالغ فيه إذ أنه يحكم على ما هو مشكوك فيه كما‬
‫لو كان باطالً‪ .‬ومن المعلوم أن المشكوك فيه يكون باطالً كما يمكن أن يكون صحيحاً"(‪.)2‬‬
‫وفي حقيقة األمر أن هذا الشك عند ديكارت عينه هو شك مؤقت وليس دائم‪.‬‬
‫وبالعود إلى األفكار الفطرية التي يراها العقالنيون وقبلهم المثاليون كافالطون‪ ،‬الذين‬
‫يرون أن العقل محمل بأفكار ّجبِلَت عليها النفس‪ ،‬نجد أن القران الكريم يبطل ذلك بالنَّص‬
‫حيث يقول تعالى ‪ " :‬وهللا الذي أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شئا ً وجعل لكم‬
‫السمع واالبصار واألفئدة لعلكم تشكرون " (‪.)3‬‬
‫وال يمكن أن ننفي تلك التناقضانت الديكارتية في مجموع فلسفته العقالنية إذ يمكن أن‬
‫نذكر منها‪ ،‬انه في تأمالته " أن العقل يستطيع إدراك الجسم بالفكر إالَّ أَنَّه يعود ويعترف‬
‫إن العقل يعجز عن إدراك اإلتحاد الغامض بين النفس‬ ‫في كتاب " إنفعاالت النفس " َّ‬
‫أن باستطاعة العقل اإلنساني أن يتصور بجالء وفي نفس الوقت‬ ‫والجسم فيقول‪ :‬ال يلوح َّ‬
‫أن ذلك يقتضي تصورهما شيئا ً واحدا ً وشيئين‪ ،‬وهذا‬ ‫تمايز النفس والجسم واتحادهما‪ ،‬إذ َّ‬
‫تناقض"‪ .4‬ولكن بالرغم من ذلك إالَّ أنَّه ال يجب أن ننكر محاوالت فيلسوف العقل الجادة‬
‫في فصله بين النفس والجسم فصال تاماً‪.‬‬
‫ا) القرآن الكريم‪ ،‬رواية ورش عن نافع‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ 1‬ابراهيم مصطفى إبراهيم‪ ،‬مفهوم العقل في الفكر الفلسفي‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬د‪.‬ط‪.1993 ،‬‬

‫‪ 1‬محمد السالم بن عبد الكبير‪ ،‬نقد المثل األفالطونية من منظور أرسطو‪ ،‬رساله ماجستير قسم الفلسفة‪،‬‬
‫جامعة وهران ‪ 2‬محمد بن أحمد‪ 07 ،‬ماي ‪ ،2015‬ص‪.117‬‬
‫‪ 2‬ميمون الربيع‪ ،‬مشكلة الدور الديكارتي‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،2،1982‬‬
‫ص‪.28‬‬
‫‪ 3‬القرآن الكريم سورة النحل‪ ،‬اآلية ‪ ،78‬رواية ورش عن نافع‪.‬‬
‫‪ 4‬ابراهيم مصطفى إبراهيم‪ ،‬مفهوم العقل في الفكر الفلسفي‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،1993 ،‬ص‪.87‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 2‬محمد السالم بن عبد الكبير‪ ،‬نقد المثل األفالطونية من منظور أرسطو‪ ،‬رساله ماجستير‬
‫قسم الفلسفة‪ ،‬جامعة وهران ‪ 2‬محمد بن أحمد‪ 07 ،‬ماي ‪.2015‬‬
‫‪ 3‬محمد باقر الصدر‪ ،‬فلسفتنا‪ ،‬دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري بين مختلف‬
‫التيارات الفلسفية وخاصة الفلسفة اإلسالمية والمادية والديالكتيكية ( الماركسية )‪ ،‬دار‬
‫التعارف للمطبوعات‪ ،‬العراق‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬
‫‪ 4‬ميمون الربيع‪ ،‬مشكلة الدور الديكارتي‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ط‪.2،1982‬‬

‫‪3‬‬

You might also like