You are on page 1of 15

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة احمد دراية – أدرار‪-‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫الفوج‪08 :‬‬ ‫مقياس اإلعالم واالتصال‬

‫الموضوع‪):‬‬

‫جمعية العلماء املسلمين ودورها في الحركة الوطنية‬

‫األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬

‫حسناوي‬ ‫باحسن عائشة‬


‫روماني عائشة‬

‫السنة الدراسية‪.2022 2021 :‬‬


‫خطة البحث‪:‬‬

‫املقدمة‬

‫املبحث األول‪ :‬نشأة جمعية العلماء املسلمين‬

‫املطلب األول‪ :‬نشأة جمعية علماء املسلمين‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أهداف جمعية العلماء املسلمين املسطرة للجزائريين‬

‫املطلب الثالث‪ :‬أعضاؤها‬

‫املبحث الثاني‪ :‬نشاط جمعية العلماء املسلمين في الحركة الوطنية‬

‫املطلب األول‪ :‬ابن‪ ‬باديس‪ ‬واملطالبة‪ ‬باالستقالل‬

‫املطلب الثاني‪ :‬موقف‪ ‬جمعية‪ ‬العلماء‪ ‬من‪ ‬الثورة‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الدور اإلعالمي لجمعية العلماء‬

‫املطلب الرابع‪ :‬لدور السياسي لجمعية العلماء‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة املراجع‬

‫املق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة‪R:‬‬

‫‪2‬‬
‫تعد جمعية العلماء املسلمين الجزائريين من أبرز تشكيالت الحركة الوطنية‪ ،‬التي ساهمت في‬

‫الحف اظ على الهوي ة الوطني ة الجزائري ة بمقوماته ا املختلف ة‪ ،‬من خالل بث ال وعي ومحارب ة‬

‫سياسية التجهيل وزرع القيم الوطنية والعقدية‪ ،‬كما كان لها دورا بارزا في الكفاح املسلح الذي‬

‫انطلقت ش رارته في الف اتح نوفم بر ‪، 1954‬حيث تلقى رج االت جمعي ة العلم اء في مدارس ها‬

‫ومعاهدها مبادئ الوطنية التي جعلتهم يقدمون أرواحهم وأموالهم في سبيل الوطن‪.‬‬

‫مم ا ال ينك ره أح ٌد من املنص فين جه ُ‬


‫ود جمعي ة العلم اء املس لمين الجزائ ريين من ذ نش أتها في‬

‫مج ال العلم والتعليم واإلرش اد والت أليف‪ ،‬غ ير أن كث يرا من املثقفين واملنتمين إلى األح زاب‬

‫السياسية والحركة الوطنية ينقص ويقلل من شأن الجمعية ودورها في العمل السياسي والحركة‬

‫الوطني ة وث ورة الف اتح نوفم بر ‪1954‬م‪ ،‬وه و الج انب املغم ور من جه دها‪ ،‬ويس عى كث ير من‬

‫السياس يين لنفي ه وتجاهل ه‪ ،‬وه ذا املق ال يح اول تس ليط الض وء على الحق ائق املجهول ة وإثباته ا‬

‫باألدلة التاريخية‪ ،‬ويعيد صياغتها بالطرق املوضوعية العلمية حتى يظهر الدور الحقيقي للجمعية‬

‫في الجانب السياسي‪.‬‬

‫تندرج إشكالية املوضوع في ما يلي‪:‬‬

‫م‪RR‬ا م‪RR‬دى مس‪RR‬اهمة جمعي‪RR‬ة العلم‪RR‬اء املس‪RR‬لمين الجزائ‪RR‬ريين في حركي‪RR‬ة النش‪RR‬اط الث‪RR‬وري الجزائ‪RR‬ري؟‬ ‫‪‬‬

‫وما الدور الذي قام به رجاالتها طيلة سنوات الثورة؟‬

‫املبحث األول‪ :‬نشأة جمعية العلماء املسلمين‬

‫املطلب األول‪ :‬نشأة جمعية علماء املسلمين‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫جمعي ة العلم اء املس لمين الجزائ ريين في ‪ 5‬م اي ‪ 1391‬م ب الجزائر العاص مة وانتخب الش يخ‬

‫عبد الحميد بن باديس رئيسا لها‪ ،‬وتولى املناصب الهامة نخبة من العلماء املصلحين‪ ،‬بعد أن اعترفت‬

‫به ا الحكومة الفرنس ية‪ .‬لقد كان ه دف الجمعية كم ا بينه رئيس ها ابن ب اديس عام ‪ 1935‬م يتلخص‬

‫فيم ا يلي‪ :‬الق رآن إمامن ا‪ ،‬والس نة س بيلنا‪ ،‬والس لف الص الح ق دوتنا في خدم ة اإلس الم واملس لمين‪.‬‬

‫وإيصال الخير لجميع سكان الجزائر غايتنا‪.1‬‬

‫كانت جمعية العلماء املسلمين تسعى إلى نشر الدعوة اإلسالمية وتطهير اإلسالم من الشعوذة‬

‫والخرافات وتك وين كي ان جزائري قوامه اإلس الم واللغة العربية‪.‬كما كان لها مواق ف كث يرة تجاه‬

‫قضايا االستعمار وما كان يجري من محاوالت الستئصال األمة الجزائرية من جذورها‪ ،‬بل عبرت‬

‫عن رأيه ا ص راحة في املطالب ة باس تقالل الجزائ ر الت ام‪ ،‬حيث ك ان ابن ب اديس يخط ط ل ذلك وك ان‬
‫‪2‬‬
‫سيعلن الثورة على فرنسا لو لم توافه املنية سنة ‪ 1940‬م‬

‫لق د أدرك أبن ب اديس حقيق ة االس تعمار الص ليبي للبالد ال ذي ك ان هدف ه إفس اد الش عور اإلس المي‬

‫لدى املسلمين‪ ،‬فتصدى لألساليب االستعمارية الخسيسة الرامية إلى إشاعة الفساد والزيغ الفكري‬

‫وتشكيك املس لمين في دينهم‪ ،‬فغاي ة الجمعية ‪-‬إذن‪ -‬هو الرج وع باألمة الجزائرية إلى عقائد اإلس الم‬

‫املبني ة على العلم‪ ،‬وفض ائله املبني ة على الق وة والرحم ة‪ ،‬وأحكام ه املبني ة على الع دل واإلحس ان‬

‫ونظمه املبنية على التعاون بين األفراد والجماعات‪ ...‬وأن ال فضل ألحد على أحد إال بتقوى هللا‪ .‬لقد‬

‫جاهد ابن باديس وجمعيته بالقلم واللسان ضد األباطيل والشعوذة والخرافات‪ .‬يقول ابن باديس‪:‬‬

‫"هذا نبينا صلى هللا عليه وسلم نور وبيان وهذا كتابنا نور وبيان فاملسلم املؤمن بهما املتبع لهما له‬
‫‪3‬‬
‫خطة من هذا النور وهذا البيان …‪..‬يبينه وينشره‪ ،‬يعرف به الجاهل ويرشد به الضال"‪.‬‬

‫‪ 1‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬احلركة الوطنية اجلزائرية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬اجلزائر ‪ ،1992‬ص ‪.94‬‬
‫‪  2‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص‪ 87‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬جمالس التذكري لالمام عبد احلميد بن باديس ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 1982‬ص ص‪55-54 ،‬‬

‫‪4‬‬
‫ولم تكن فك رة التجدي د أو اإلص الح في ذهن ابن ب اديس فك رة فلس فية مج ردة أو نظري ة خيالي ة‪،‬‬

‫وإنما كانت تستوحي تعاليمها من الكتاب والسنة‪ ،‬فقد طرح على نفسه سؤاال دقيقا ومحددا ‪ " :‬ملن‬

‫أعيش ؟" فك ان جواب ه واض حا‪" :‬أعيش لإلس الم والجزائ ر" ‪ ،‬من أج ل ذل ك ك ان العم ل التجدي دي‬

‫لإلمام بأوسع معاني التجديد ألمر دين األمة الجزائرية املسلمة وإعدادها للجهاد في سبيل هللا بعد‬

‫تطهيره ا من الطرقي ة املش ؤومة وم ا له ا من س لطان على األرواح ‪،‬حيث نج ده يتج ه مخاطب ا ه ذا‬

‫الش عب ‪" :‬أيه ا الش عب املس لم الجزائ ري الك ريم ‪ ،‬تاهلل لن تك ون مس لما إال إذا ح افظت على‬
‫‪4‬‬
‫اإلسالمولن تحافظ على اإلسالم إال إذا فقهته ولن تفقهه إال إذا كان فيك من يفقهك فيه"‪...‬‬

‫كما صرح قائال‪ " :‬إن كل بالء العالم من هذه الروح االستعمارية "(‪ .)6‬لذلك كانت جمعية العلماء‬

‫سباقة لالستجابة لنداء الثورة الجزائرية‪ ،‬فقدمت العالم واإلمام واملعلم واألب واألم واالبن والشيخ‬

‫فداء لنصرة اإلسالم وتحرير الوطن من براثن االحتالل‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أهداف جمعية العلماء املسلمين املسطرة للجزائريين‬

‫لقد لخص بن باديس مبادئ وأهداف الجمعية في الشعار الذي وضعه وهو ) القرآن إمامنا‪ ،‬والسنة‬

‫س بيلنا‪ ،‬والس لف الصالح ق دوتنا وخدم ة اإلس الم واملس لمين وإيصال الخ ير لجمي ع س كان الجزائر‬
‫‪5‬‬
‫غايتنا‪.‬‬

‫‪ 4‬جريدة البصائر ‪ ،‬ديسمرب ‪.1936‬‬


‫‪ 5‬سليمة كبري‪ M:‬الشيخ عبد احلميد بن باديس باعث النهضة العربية اإلسالمية يف اجلزائر‪ ،‬املكتبة اخلضراء‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دط‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪5‬‬
‫يمكن تلخيص برنامج الجمعية في هدفين‪ :‬هدف قريب يتمثل في تصفية اإلسالم مما علق به‬

‫من شوائب خالل العصور املتأخرة‪ ،‬وهدف بعيد يمثل في استرجاع استقالل ‪ 3‬الجزائر وتكوين دولة‬

‫عربية إسالمية‪.‬‬

‫جاء في جريدة لسان العرب سنة ‪ 1947‬بأن أهداف الجمعية تتلخص في نقطتين مهمتين هما‪ :‬إحياء‬
‫‪6‬‬
‫ما اندثر من تعاليم اإلسالم وإحياء ما مات من مظاهر اللغة العربية‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1934‬حددت الشهاب في عددها الصادر في ماي‪ ،‬هدف الجمعية فقالت أنه يتمثل في إصالح‬

‫الش عب الجزائ ري الع ربي من الوجه ة الديني ة والوطني ة واألدبي ة والعلمي ة‪ 7.‬وتتض من األه داف‬

‫الرئيسة للجمعية كما صاغها اإلبراهيمي‪:8‬‬

‫إحياء الدين اإلسالمي وتاريخه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫استعادة املساجد وكل األوقاف العمومية للجمعية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫استقاللية القضاء‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫الحرية التامة للتعليم العربي وإحياء اللغة العربية واألدب‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫حفظ الهوية الوطنية الجزائرية وتعزيز العالقات مع العرب اآلخرين واملسلمين‬ ‫‪.5‬‬

‫ومما يالحظ أن أهداف الجمعية كانت أهداف دينية وأخالقية وتربوية محضة ‪ ،‬فقد كانت هناك‬

‫جمعية العلماء بطبيعتها ومهامها الروحية والتربوية وما كان لها من تحالفات حزبية ‪.‬‬
‫‪ 6‬بوقاعدة البشري‪ :‬البعد التارخيي لشعار مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني ) اإلسالم ديننا والعربية لغتنا واجلزائر وطننا(‪ ،‬جملة‪ M‬قضايا تارخيية‪،‬‬
‫اجلزائر‪،‬ع‪، 2016، 4‬ص‪.105‬‬
‫‪ 7‬أبو القاسم سعد هلال‪ :‬احلركة الوطنية اجلزائرية (‪)، 1930- 1900‬ج‪، 2‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪397. ، 3‬ص‪1992 ،‬‬
‫‪ 8‬يل تابليت‪ :‬حبوث يف تاريخ اجلزائر‪ ،‬ج‪، 2‬وزارة اجملاهدين‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دط‪، 2014 ،‬ص‪.502‬‬

‫‪6‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أعضاؤها‪:‬‬

‫عين مجلس إدارة الجمعي ة وأعض اؤها فك ان الش يخ عب د الحمي د بن باديس رئيس ا‪ ،‬ومحم د‬

‫البشير اإلبراهيمي نائب للرئيس‪.‬‬

‫وملا كان أعضاء الجمعية من مناطق مختلفة‪ ،‬والعمل ‪B‬لعاصمة يتطلب حضور األعضاء باستمرار‪،‬‬

‫لزم تعيين لجنة العمل الدائمة والتي شكلت من سكان العاصمة ومن ضواحيها‪.‬‬

‫ومن أجل توزيع أعضائها في مختلف أنحاء البالد تولى ابن ‪B‬ديس مدينة قسنطينة وعمالتها‪ ،‬بينما‬

‫تولى ة اإلصالح في إقليم الجزائر‪ ،‬أما اإلبراهيمي فاستقر في عمالة وهران‪ ،‬غير أ‪ ،‬مركزه كان الطيب‬

‫العق بي مهم مدين ة تلمس ان‪ ،‬كم ا أص درت ع دة جرائ د منه ا ‪ :‬الس نة النبوي ة‪ ،‬والش ريعة املحمدي ة‪،‬‬

‫والصراط السوي‪ ،‬وجريدة البصائر‪ ،‬أما الشهاب فقد كانت لصاحب امتيازها ومؤسسها الشيخ عبد‬

‫الحميد بن باديس‪ ،‬ولكنها كانت تخصص مساحة معينة للجمعية‪ ،‬وكانت هذه الصحف تنشر أفكار‬
‫‪9‬‬
‫العلماء ومبادئهم‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬نشاط جمعية العلماء املسلمين في الحركة الوطنية‬

‫املطلب األول‪ :‬ابن‪ ‬باديس‪ ‬واملطالبة‪ ‬باالستقالل‬

‫إن أهلية ابن باديس وكفاءاته الفذة وجرأته على مزاحمة سير األحداث‪ ،‬جعلت منه يشعر‬

‫بضرورة تطهير البالد من براثن االحتالل‪ ،‬لذلك نجده عام ‪ ،1936‬يعلن موقفه املساند ملطالب‬

‫االستقالل من قبل حزب الشعب الجزائري‪ ،‬حيث قال معلقا على هذا املطلب ‪" :‬وهل يمكن ملن‬
‫‪10‬‬
‫شرع في تشييد منزل أن يتركه بدون سقف‪ ،‬وما غايتنا من عملنا إال تحقيق االستقالل"‪.‬‬

‫‪ 9‬عبد احلميد بن باديس‪ :‬الشهاب‪ ،‬افتتاحية الشهاب‪ ،‬جملة رقم ‪، 7‬السنة السابعة‪، 1931 ،‬ص ‪.355‬‬
‫‪10‬عمار طاليب‪ ،‬ابن باديس‪ ،‬حياته وآثاره‪ ،‬اجلزء األول ص ‪. 89‬‬

‫‪7‬‬
‫هك ذا ك ان اإلم ام العالم ة ابن ب اديس وجمعية العلم اء تع د املش اتل للث ورة الجزائري ة وتتص دى‬

‫للمش روع االس تعماري ال ذي ك ان يس تهدف خاص ة التفرق ة بين م ا يس مى "برب ر" و"ع رب" وه و‬

‫أخطر املشاريع االستعمارية التخريبية بهذا القطر‪ ،‬ولكن كما قال ابن باديس" ما جمعته يد هللا‬

‫ال تفرقه يد الشيطان"‪ .‬كما أكد على حقيقة األمة الجزائرية ودافع عن وحدتها بكل قوة‪" :‬األمة‬

‫الجزائرية أمة متكونة موجودة‪ ،‬كما تكونت ووجدت كل أمم الدنيا‪ .‬ولهذه األمة تاريخها الحافل‬

‫بجالئل األعمال‪ ،‬ولها وحدتها الدينية واللغوية ولها ثقافتها الخاصة وعوائدها وأخالقها بما فيها‬

‫من حسن وقبيح شأن كل أمم الدنيا‪ ،‬ثم أن هذه األمة الجزائرية ليست هي فرنسا وال يمكن أن‬
‫‪11‬‬
‫تكون فرنسا وال تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت "‪.‬‬

‫لم تكن الث ورة الجزائري ة مقطوع ة الج ذور ب ل ك انت قب ل أن تن دلع حلم ا غالي ا ي راود فك ر‬

‫وخيال أغلبية أفراد املجتمع الجزائري املقهور‪ ،‬بل كانت تعيش في أعماقه منذ بداية االحتالل إلى‬

‫غاي ة انتفاض ة م اي ‪ ،1945‬ولق د ك ان التي ار االس تقاللي وريث ا ش رعيا للمقاوم ة الوطني ة وس ائر‬
‫‪12‬‬
‫الثورات الجزائرية ‪.‬‬

‫ولعل أبرز مثال في تاريخ جمعية العلماء‪ ،‬قبل انطالقة الثورة الجزائرية‪ ،‬وهو ما قدمته هذه‬

‫الجمعية من تضحيات في سبيل هللا وتحرير الوطن‪ ،‬فقد أعدم أكثر من سبعين رجال من أتباعها‬

‫في مجازر ‪ 8‬ماي ‪1945‬م التي اقترفتها أيادي اإلجرام االستعمارية بمدينة سطيف وقاملة وخراطة‬

‫بالشرق الجزائري(‪.)10‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬موقف‪ ‬جمعية‪ ‬العلماء‪ ‬من‪ ‬الثورة‬

‫‪ 11‬املرجع نفسه ص ‪83‬‬


‫‪ 12‬د‪ .‬كمال عبد اللطيف‪ ،‬حركة التحرير العريب‪ ،‬مفهوم األهداف‪ ،‬جملة العريب‪ ،‬العدد ‪ ،1989 ،199‬ص ‪5‬‬

‫‪8‬‬
‫لقد حدد صباح يوم االثنين الفاتح من نوفمبر ‪ 1954‬م على الساعة الصفر‪ ،‬البدء بالهجوم‬

‫في وقت واحد وفي كل أنحاء الوطن على كثير من املراكز االستعمارية‪.‬‬

‫ك ان ان دالع الث ورة الجزائري ة مفاجئ ا‪ ،‬ألنه ا ك انت محاط ة بكام ل الس رية‪ ،‬ولم تتفاج أ جمعي ة‬

‫العلماء وحدها بهذه االنطالقة‪ ،‬بل كانت مفاجئة لكل األحزاب الجزائرية‪.‬‬

‫لقد كان بيان أول نوفمبر ‪ 1954‬م دعوة صريحة ملن أراد أن يحمل لقب املجاهد على شرط أن‬

‫ي نزع من نفس ه ك ل لقب و ي أتي فردي ا ال يحم ل مع ه إال ني ة الجه اد في س بيل هللا وال وطن(‪،)13‬‬
‫‪13‬‬
‫"دون أي اعتبار آخر"‪.‬‬

‫يقول أحمد توفيق املدني‪ ،‬أحد رموز جمعية العلماء (‪ ..." :)15‬وبعد مذكرات طويلة‪ ..‬رأينا أننا‬

‫من الثورة ومع الثورة وال يمكن إطالقا أن ال نكون إال مع الثورة "‪.‬كان أحمد توفيق املدني قد‬

‫انض م إلى الث ورة الجزائري ة في م ارس ‪ 1965‬م‪ ،‬عين وزي را للثقاف ة في أول حكوم ة مؤقت ة‬

‫للجمهورية الجزائرية (‪ 1960-1958‬م)‪.‬‬

‫لم تت أخر جمعي ة العلماء املس لمين ح تى أعلن رئيس ها الش يخ العالمة البشير اإلب راهيمي عن‬

‫طريق راديو القاهرة‪ ،‬باسم الجمعية يوم ‪ 15‬نوفمبر ‪ 1954‬م هذا النداء لكل الشعب الجزائري‪:‬‬

‫"أيها املسلمون الجزائريون هذا هو الصوت الذي يسمع األذان الصم هذا هو النور الذي يفتح‬

‫األعين املغلقة‪ ،‬إن فرنسا لم تبق لكم دينا وال دنيا وكل إنسان في هذا الوجود يعيش لدين ويحيا‬

‫ب دنيا ف إذا فق دهما فبطن األرض خ ير ل ه من ظهره ا‪ ،‬إنكم م ع فرنس ا في موق ف ال خي ار في ه‬

‫ونهايت ه املوت‪ ،‬فاخت اروا موت ة الش رف على حي اة العبودي ة ال تي هي ش ر من املوت‪ ،‬س يروا على‬

‫‪ 13‬بيان أول نوفمرب ‪.1954‬‬

‫‪9‬‬
‫بركة هللا وبعونه وتوفيقه إلى ميدان الكفاح املسلح فهو السبيل األوحد إلى إحدى الحسنيين‪ ،‬إما‬

‫موت وراءه جنة وإما حياة وراءها العزة والكرامة"‪.‬‬

‫لقد استجابت جمعية العلماء لنداء الجهاد واملقاومة فالتحقت بجبهة التحرير الوطني وأصبحت‬

‫بعض عناص رها تش غل مناص ب حساس ة في الث ورة‪ ،‬ن ذكر على س بيل املث ال الش يخ اإلب راهيمي‬

‫مزه ودي ال ذي حض ر م ؤتمر الص ومام (‪ 20‬أوت ‪ 1956‬م) برتب ة رائ د وكواح د من أق رب‬

‫مس اعدي الش هيد زيغ وت يوس ف رحم ة هللا علي ه‪ ،‬الس يد مص طفي بوغاب ة ال ذي لعب دورا‬

‫أساسيا في املجال التنظيمي بالوالية الثانية والسيد محمد امليلي الذي جند قلمه لخدمة "املقاومة‬

‫الجزائرية " ومن بعدها " املجاهد "‬

‫اللسان املركزي لجبهة التحرير‪.‬‬

‫كما كانت جمعية العلماء تقوم بتبليغ البريد السري‪ .‬تلك املهمة التي اضطلع بها رجاالت من‬

‫الجمعي ة من أمث ال الش يخ حم زة بوكوش ة‪ ،‬الش يخ أحم د س حنون‪ ،‬الش يخ الجياللي الفارس ي‪،‬‬

‫الشيخ مصباح الحويذق‪ ،‬وغيرهم من رجاالت الجمعية األمناء‪ ،‬كانوا يمتطون متن عربات سكة‬

‫الحديد لتبليغ األوامر وغيرها الى قيادات الثورة الجزائرية‪ ،‬وهم يشعرون بأن ما يحملونه ربما‬
‫‪14‬‬
‫قد أوصلهم آللة اإلعدام أو السجن الضيق الطويل‪...‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الدور اإلعالمي لجمعية العلماء‪:‬‬

‫تظهر أهمية هذا الدور في التعريف بالثورة‪ ،‬وتصديها للدعاية الفرنسية املظللة التي عملت‬

‫على تشويهها‪ ،‬ففي هذا املجال استغل العلماء املناسبات الدينية وغيرها‪ ،‬لبث رسائل ضمنية أحيانا‬

‫وأخرى صريحة في أحايين كثيرة‪ ،‬تحث الشعب وتحرضه على الثورة‪ ،‬وتقدم كل الدعم لها‪ ،‬متخذة‬

‫‪ 14‬أمحد توفيق املدين‪ ،‬حياة كفاح اجلزء الثالث‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪ ،‬اجلزائر ‪ 1982‬ص ص ‪.23-21‬‬

‫‪10‬‬
‫من املساجد واملدارس منبرا لها ‪ ،‬حتى ال يكون مشكوك في أمرها‪ ،‬كانت تقدم رسائل بطرائق خفية‬

‫غير مباشرة لتضلل املستعمر‪.‬‬

‫ولع ل أهم وس يلة اس تعملتها الجمعي ة له ذا الغ رض‪ ،‬هي جري دة البص ائر‪ ،‬ه ذه األخ يرة ال تي‬

‫مثلت لس ان الجمعي ة‪ ،‬وع برت عن مواقفه ا‪ ،‬وال تي كتب عنه ا اإلب راهيمي مق ال بعن وان ) املطبع ة‬

‫واملدافع( حلل فيه دور اإلعالم وأهميته‪ ،‬ودعا فيه األمة إلى مساعدة البصائر ماديا ومعنويا‪ ،‬حين‬

‫ق ال‪" :‬إن املطبع ة تف وق في أثره ا على األم ة وعلى االس تعمار من امل دفع" ‪ ،15‬حيث لعبت جري دة‬

‫البص ائر دورا هام ا في تق ديم ال دعم اإلعالمي والنفس ي للث وار وذل ك من خالله ا نفيه ا ملا ت ردده‬

‫الحكوم ة الفرنس ية من دعاي ات تش وه الث ورة وتحب ط * مس عاها‪ ،‬وقوله ا بأنه ا ستقض ي على تل ك‬

‫العص ابات‪ ،‬وت ذكر جري دة البص ائر أن العملي ة العس كرية ال تي ق امت به ا الس لطة الفرنس ية ببالد‬

‫األوراس لم تأت بنتائج‪ ،‬وذلك في قولها "بأن الوحدات الجندية الحكومية قد أنهكها التعب ونال منها‬

‫اإلعي اء نظ را لص عوبة األرض ال تي تج ري به ا العملي ات لم تح رز إال مق در ض عيف من النت ائج‬


‫‪16‬‬
‫اإليجابية "‪.‬‬

‫نالحظ أن ما جاء في البصائر هو مناصرة ودعم نفسي كبير للثورة‪ ،‬ولو أنه لم يكن مباشرا‪ ،‬حتى أن‬

‫أحد أعضاء الجمعية يذهب إلى أن البصائر كانت منذ اندالع الثورة مرآة ‪ 4‬تعكس املسيرة الجهادية‬

‫بصدق ومثابرة األمر الذي جعل منها لسان الثورة ‪ ،‬ولعل هذا ما فرض الرقابة عليها‪ ،‬حيث جعل‬
‫‪17‬‬
‫اإلدارة الفرنسية تحجز أعداد البصائر‪ ،‬كما شددت الرقابة على كل ما يطبع فيها‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬لدور السياسي لجمعية العلماء‪:‬‬


‫‪ 15‬لبصائر‪ :‬مقال"الثورة الفرنسة الصغرى"‪ ،‬ع‪ ، 355‬ص‪.1‬‬
‫‪ 16‬البصائر‪ :‬مقال" بيان من مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني"‪ ،‬ع‪ ، ، 304‬ص‪.1‬‬
‫‪ 17‬محد توفيق املدين‪ :‬حياة كفاح مع ركب الثورة التحريرية‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.37‬‬

‫‪11‬‬
‫أيدت جمعية العلماء املسلمين الجزائريين الثورة سياسيا منذ اندالعها‪ ،‬ولكن كان ذلك سريا‬

‫وبتحف ظ‪ ،‬وه ذا ما أك ده العلم اء في مب ادئ الجمعية‪ ،‬على أنه ا غ ير معني ة بالسياس ية‪ ،‬إال أن ه ذا ال‬

‫يعني بأنها غير مهتمة بها‪ ،‬وفي هذا الصدد يقر الشيخ محمد خير الدين بدورها السياسي‪ ،‬ويؤكد بأن‬

‫الجمعية قد عملت في ميدان السياسية العامة بقوله‪ ":‬لم تكن جمعية العلماء املسلمين الجزائريين‬

‫حزب ا سياس يا ولم تعم ل في مي دان السياس ية الحزبي ة ال تي تك ونت في بالدن ا خالل ف ترة تأس يس‬

‫الجمعية‪ ،‬وإنما عملت في ميدان السياسية العامة التي تهدف إلى توعية األمة وتكوين املواطن الصالح‬
‫‪18‬‬
‫وتبصيره بحقوقه في الحرية واالستقالل‪.‬‬

‫وب ذلك أعطى انض مام جمعي ة العلم اء للث ورة دفع ا للقض ية الجزائري ة والتعري ف به ا‪ ،‬ب النظر إلى‬

‫مكانتها الدينية في أوساط الجزائريين‪ ،‬وبالتالي قوت وسندت نفوذ جبهة ‪ 5‬التحرير‪.‬‬

‫ويمكن الق ول إن النش اط السياس ي ال ذي أب داه بعض ش باب الجمعي ة ك إبراهيم مزه ودي‪،‬‬

‫ومصطفى بوغابة وغيرهما كان له دور هام في تفعيل االتصال‪ ،‬ونقل األخبار بين املناضلين خاصة‬

‫طلب ة معه د بن ب اديس‪ ،‬ال ذين نهض وا بمس ؤوليات جس يمة عس كرية وسياس ية خالل الث ورة‪ ،‬وك ان‬
‫‪19‬‬
‫لطبيعة تكوينهم الديني باللغة العربية دور في تقديم خدمات هامة للثورة ‪.‬‬

‫واملتتب ع للنش اط السياس ي لرج ال الجمعي ة بع د م ؤتمر الص ومام‪ ،‬يالح ظ أن هن اك تهميش لوج ود‬

‫عناص ر من العلم اء من خالل استعراضنا لق وائم املجلس الوط ني للث ورة الجزائرية ولجن ة التنسيق‬

‫والتنفي ذ‪ ،‬حيث إن تمثي ل العلم اء ك ان ض عيفا‪ ،‬فنج د توفي ق املدني ال ذي أرس ل في وف د الق اهرة‬

‫الوحي د من جمعي ة العلم اء ض من قائم ة أعض اء املجلس ال دائمين‪ ،‬أم ا املزه ودي فك ان في قائم ة‬

‫االحتياطيين‪.‬‬

‫البصائر‪ :‬مقال" قوة السالح ال تقهر األفكار"‪ ،‬ع‪، 357‬ص‪5 5‬‬


‫‪18‬‬

‫‪ 19‬عبد هلال مقاليت‪ :‬خرجيو معهد عبد احلميد بن باديس بقسنطينة ودورهم يف الثورة التحريرية‪ ،‬دار العلم واملعرفة اجلزائر‪ ،‬دط‪، 2013 ،‬ص‪119‬‬

‫‪12‬‬
‫الخاتمة‬

‫ان املتتبع لنشاط جمعية العلماء منذ تأسيسها ‪ 1931‬إلى غاية اندالع الثورة ‪ ، 1954‬يالحظ‬

‫أن نشاطها كان إصالحها تعليميا‪ ،‬تربويا ودينيا‪ ،‬وكان هدفه إنشاء جيل متشبع بالروح الوطنية‬

‫‪13‬‬
‫متمسك بالقيم اإلسالمية ّ‬
‫متحد حضاريا مع الدول العربية والساملية حيث عملت جمعية العلماء‬

‫على إنتاج نخب ذات تكوين ديني ووطني يتماشى مع مصلحة الشعب‪ ،‬تحت شعار "اإلسالم ديننا‪،‬‬

‫العربية لغتنا‪ ،‬والجزائر وطننا"‬

‫نخلص من ه ذا البحث إلى أن مس اهمة جمعي ة العلم اء املس لمين الجزائ ريين ك انت ج ادة‬

‫وفعالة في الحفاظ على كيان األمة والدفاع عن مقوماتها‪ ،‬فقد وظفت ما اسعفها من إمكانيات‬

‫في ظرف حضاري صعب‪ ،‬تكالبت فيه قوى االستعمار على الدول املستعمرة‪ ،‬ونشط فيه‬

‫أص حاب املش اريع التغريبي ة الرامي ة إلى احت واء أوط ان وش عوب بإكماله ا ولكن هللا قيض له ذا‬

‫ال وطن رج اال ب ذلوا الغ الي والنفيس فك انوا بحق س دا منيعا حف ظ للجزائ ر كيانه ا‪ .‬وس لمت له ا‬

‫بفضلهم شخصيتها وهويته‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق عرضه يتبين لنا بوضوح أن رجال جمعية العلماء أد وا أدوارا مختلفة‬

‫س واء سياس يا‪ ،‬أو إعالمي ا أو دبلوماس يا أو عس كريا أو مادي ا من أج ل دعم ومس اندة مس يرة‬

‫القض ية الجزائري ة س واء على املس توى ال داخلي أو الخ ارجي‪ ،‬وق د تكمن رج ال جمعي ة العلم اء‬

‫بفضل خطاباتهم التي تلقي داخل وخارج الجزائر من حشد الدعم للثورة التحريرية ومساندتها‬

‫سرا وعالنية‪.‬‬

‫قائمة املراجع‬

‫‪ 5‬البصائر‪ :‬مقال" قوة السالح ال تقهر األفكار"‪ ،‬ع‪، 357‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ا لبصائر‪ :‬مقال"الثورة الفرنسة الصغرى"‪ ،‬ع‪ ، 355‬ص‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أبو القاسم سعد هلال‪ :‬الحركة الوطنية الجزائرية (‪)، 1930- 1900‬ج‪، 2‬دار الغرب‬ ‫‪.3‬‬

‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪1992 ، 3‬‬

‫‪14‬‬
‫أحمد توفي ق املدني‪ ،‬حياة كف اح الجزء الثالث‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪.4‬‬

‫الجزائر ‪1982‬‬

‫البصائر‪ :‬مقال" بيان من جمعية العلماء املسلمين الجزائريين"‪ ،‬ع‪، ، 304‬‬ ‫‪.5‬‬

‫بوقاعدة البشير‪ :‬البعد التاريخي لشعار جمعية العلماء املسلمين الجزائريين ) اإلسالم‬ ‫‪.6‬‬

‫ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا(‪ ،‬مجلة قضايا تاريخية‪ ،‬الجزائر‪،‬ع‪، 2016، 4‬‬

‫بيان أول نوفمبر ‪.1954‬‬ ‫‪.7‬‬

‫جريدة البصائر ‪ ،‬ديسمبر ‪.1936‬‬ ‫‪.8‬‬

‫حمد توفيق املدني‪ :‬حياة كفاح مع ركب الثورة التحريرية‪ ،‬ج‪، 3‬‬ ‫‪.9‬‬

‫د‪ .‬كمال عبد اللطيف‪ ،‬حركة التحرير العربي‪ ،‬مفهوم األهداف‪ ،‬مجلة العربي‪ ،‬العدد‬ ‫‪.10‬‬

‫‪،1989 ،199‬‬

‫س ليمة كب ير‪ :‬الش يخ عب د الحمي د بن ب اديس ب اعث النهض ة العربي ة اإلس المية في‬ ‫‪.11‬‬

‫الجزائر‪ ،‬املكتبة الخضراء‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪،‬‬

‫عبد الحميد بن باديس‪ :‬الشهاب‪ ،‬افتتاحية الشهاب‪ ،‬مجلة رقم ‪، 7‬السنة السابعة‪،‬‬ ‫‪.12‬‬

‫‪1931‬‬

‫عبد هللا مقالتي‪ :‬خريجو معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ودورهم في الثورة‬ ‫‪.13‬‬

‫التحريرية‪ ،‬دار العلم واملعرفة الجزائر‪ ،‬دط‪، 2013 ،‬‬

‫عمار طالبي‪ ،‬ابن باديس‪ ،‬حياته وآثاره‪ ،‬الجزء األول ‪.‬‬ ‫‪.14‬‬

‫لي تابليت‪ :‬بحوث في تاريخ الجزائر‪ ،‬ج‪، 2‬وزارة املجاهدين‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪، 2014 ،‬‬ ‫‪.15‬‬

‫مجالس التذكير لالمام عبد الحميد بن باديس ‪ ،‬الجزائر ‪، 1982‬‬ ‫‪.16‬‬

‫‪15‬‬

You might also like