Professional Documents
Culture Documents
ماستر ()20
تخصص :قانون عقاري
مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة ماستر تخصص قانون عقاري بعنوان :
لجنة المناقشة:
..................رئيسا -األستاذ :
-األستاذ :محديد حميد ................مشرفا مقر ار
.............عضوا مناقشا -األستاذ:
مقدمة
إذا كان الهدف األسمى للجوء إلى القضاء من طرف المواطنين هو تحقيق العدالة
واستعادة الحقوق ،فإن القاضي وحده ال يمكنه ذلك بمفرده خاصة إذا كان النزاع يشوبه
اللبس والغموض وعدم اإللمام بكل جوانب الموضوع خاصة إذا تعلق النزاع بوقائع لها
طابع علمي أو فني يصعب على القاضي فهمه ليس بسبب نقص الذكاء أو الخبرة أو
اإلدراك ،بل أن تكوين القاضي في حد ذاته وخبرته القانونية ال تتيحان له إدراك أمور
لها أهلها من التقنيين والمتخصصين ،هؤالء منحهم المشرع إمكانية المساهمة في حل
النزاعات وذلك باستعانة القضاء بهم فهم من مساعدي القضاء و يسمون الخبراء
القضائيون.
تعد الخبرة من أهم وسائل التحقيق سواء في القضاء أو في مجاالت أخرى كالتأمين
والطب و غيرهما وموضوعنا يدور حول الخبرة القضائية كوسيلة من وسائل التحقيق
بالنسبة للقاضي اإلداري.إن منازعات القضاء اإلداري وان كانت لها خصوصياتها
المتعلقة بطبيعة النزاعات و االختصاص القضائي إال أنه بالنسبة للخبرة القضائية
أوردها المشرع الجزائري في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ضمن األحكام
المشتركة ،سواء من حيث أسباب اللجوء إليها وأنواعها والتخصصات التي تفرضها
طبيعة النزاع ،وكذا إجراءاتها و حجيتها وآثارها تكاد تكون واحدة بالنسبة للقضاء ين
العادي واإلداري.
و قد تناولنا بعض المواد 1التي تضمنها قانون اإلجراءات المدنية القديم و مستحدثا
لبعض المواد الجديدة والبحث في موضع الخبرة هو محاولة أمام ضخامة النصوص
في هذا التقنين العمالق ،للمساهمة ولو بجزء بسيط في دراسة بعض أحكامه التي
1
-انظرالموادمن521إلى،511منقانوناإلرجرااا المدنة واإلدارة 80-80المؤرخفي،2880/82/21المتعلقبمهن الخبةر
أ
مقدمة
تتطلب مشاركة جميع المختصين لتسهيل تطبيقه ميدانيا نظ ار لصعوبة المادة و قلة
الفقه فيها في بالدنا.
و ان مهنة الخبرة من اهم المهن و اخطرها فالخبير هو عون القاضي يضع تحت
تصرفه معارفه وتجاربه ويكشف له ما خفى او اشكل من االمور وينير ويهيئ له
الطريق للفصل في النزاع المعروض عليه على اساس سليم ولما كانت االمور التي
تطلب االستعانة بأهل الخبرة قد تشعبت واتسع نطاقها باتساع ميادين الحياة وازدياد
مجاالت العمل فقد اقتضى ذلك وضع قانون ينظم هذه المهنة ويكفل حسن اختيار
الخبراء.
يعتبر الخبير من مساعدي القضاء ويمارسون مهامهم وفق الشروط المنصوص عليها
في هذا القانون وفي النصوص الصادرة تطبيقا له ،الخبير هو المختص الذي يتولى
بتكليف من المحكمة التحقيق في نقط تقنية وفنية ،ويمنع عليه أن يبدي أي رأي في
الجوانب القانونية،
يمكن للمحاكم أن تستعين بآراء الخبراء على سبيل االستئناس دون أن تكون ملزمة لها
اإلشكالية
ب
مقدمة
و ماهي االجراءات الجزائية و العقوبات التي تترتب على مهنة الخبير العقاري؟
هناك عدة أسباب ذاتية وموضوعية ،جعلتنا نتناول هذا الموضوع بالدراسة أهمها:
-رغبتنا في التعرف على الخبير والقاء الضوء على المشاكل التي يتسبب فيها.
نظ اًر للتحديات التي يواجهها موضوع الخبير ،والتي أفرزتها التحوالت ،التي
تتطلب منها التطوير والتجديد ،حيث أن االهتمام وتطوير أساليب والقوانين – في رأينا
– يعد أحد متطلبات عملية الموضوع ،ولعل من أكثر التي هي في حاجة ماسة إلى
هذا التطوير مهنة الخبير.
ونظ اًر لألهمية الحالية للمواضيع المرتبطة بمهنة الخبير العقاري ،إضافة إلى قلة
الدراسات – حسب إطالعنا – التي تناولت بمهنة الخبير العقاري التي تعاني منها
بعض الدول وآثارها ،وربطها باتجاهات نحو العمل ،فإننا رأينا أن هذا الموضوع جدير
بالد ارسة والبحث الذي نهدف من خالله إلى:
ج
مقدمة
منهج البحث:
و يستعان عند اعتماد هذا المنهج بأساليب التحليل اإلحصائي ويتم جمع
المعلومات من خالل المراجع المختلفة ،وعدة أساليب لجمع المعلومات هي :المالحظة
المباشرة ،والمقابلة الشخصية ،واجراء.
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه و الفصل الثاني :مسؤولية
الخبير العقاري.
د
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
1
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
الخبير العقاري مهمته األساسية تقدير قيمة األمالك العقارية محل االعتبار – هذه القيمة
و يتعامل الخبير العقارى مع جهات عديدة مثل قد يكون الحافز لتقديرها أسباب عديدة
القضاء و المحاكم أو مؤسسات حكومية أو شركات أو وسطاء عقاريين – و المعتاد
اللجوء إلى خبير العقاري و الذى يجب ان يكون القته الوحيدة بالعقار هو التقييم فقط دون
أى عالقة أخرى .
و لهذا قسمنا هذا الفصل الى مبحثين :حيث تطرقنا في المحث األول إلى مفهوم الخبير
العقاري ،و اما في المبحث الثاني الى مهام الخبير العقاري و مجاالته
2
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
قد يكون القاضي المختص هو القاضي المدي أو القاضي الجنائي أو القاضي اإلداري
بجب األحوال ،فاختيار اإلج ارء المناسب يعود بالدرجة األولى إلى الطرف الذي يلجأ إلي
القضاء ( المدعي أو الشاكي ).
فصاحب الملكية العقارية التي تنزع منه اإلدارة ملكيته من أجل المنفعة العامة وال يرض
بالتعويض الذي تقترحه عليه تلك اإلدارة يمكنه أن يرفع دعواه أمام القضاء اإلداري الذي
يعين خبي ار لتقدير التعويض المستحق .و إذا كان الضرر ناتجا عن جناية أو جنحة أو
مخالفة ،يمكن للمضرور أن يلجأ إل القاضي الج ازئي عن طريق تقدم شكوى أو إدعاء
مدني و يطلب تعين خبير لفحصه و تقدير األض ارر الالحقة به.
و لهذا قسمنا بحثنا هذا إلى مطلبين :حيث تطرقنا في المطلب األول إلى مفهوم الخبير
العقاري و مركزه القانوني في الدعوى و اما في المطلب الثاني فتطرقنا إلى المعايير
المعتمدة قضائيا في تعيين الخبير العقاري.
3
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
ان دور خبير العقاري تضع مسئولية أخالقية على كل من يمارسها .هذه االشتراطات
تبدأ بقاعدة أخالق المهنة و التى توضح متطلبات االحترام و الحياد و الموضوعية و
الرأي المستقل و السلوك األخالقي إضافة إلى ذلك تحتوى هذه االشتراطات قاعدة الكفاءة
و لهذا تطرقنا في هذا المطلب إلى تعريف الخبير العقاري .
تعريف الخبير
لقد أوجد الفقه عدة تعريفات للخبير فمنهم من عرفه على أنه شخص توافرت لديه معرفة
علمية وفنية لتخصصه في مادة معينة ،تستعين به السلطة القضائية لمساعدتها في تقدير
المسائل الفنية إستكماال لنقص معلومات القاضي في هذه النواحي لمساعدته له في
إكتشاف الحقيقة وتحقيقا لهذا الغرض ال يكفي المعرفة النظرية للخبير بل يجب أن تتوافر
له القدرة على تطبيق تلك القواعد النظرية على الحاالت الواقعية وال يتحقق هذا إال
بالخبرات العلمية 1كما يعرف الخبير على أنه شخص له دراية خاصة بمسألة من المسائل
فيلجأ إلى الخبرة كلما قامت في الدعوى مسائل تتطلب لحلها معلومات خاصة ال يأنس
2
القاضي من نفسه الكفاية العلمية أو الفنية لها.
وعليه فإن الخبير يمتاز بخاصيتين األولى أن مهمته فنية لكونها تفترض إستعانة الخبير
بمعلومات علمية وفنية والثانية ذات طابع قضائي فهو مساعد للقاضي يقدم له معونته في
ناحية فنية ال إختصاص فيها للقاضي.
4
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
األصل أن القاضي الذي ينظر في موضوع النزاع هو الذي يأمر بالتحقيق أو الخبرة ،
فالقاضي الذي يعرض عليه النزاع هو الذي يأمر بالتحقيق أو بالخبرة متى تبين له أن
1
ذلك ضروري لتوضيح عناصر الدعوى و تكوين الراي القضائي بشأنها
هذه القاعدة معتمدة من المادتين 42و 52من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،و
أيضا من المادة 041من نفس القانون التي تجيز للقاضي أن يأمر من تلقاء نفسه أو
بناء على طلب أحد الخصوم بتعين خبير أو عدة خبراء من نفس التخصص أو من
تخصصات مختلفة.
و نفس القاضي يكون مختصا كذلك بالنظر في طلبات رد الخبير ،إذا توفرت شروط الرد
،أو استبداله بغيره إذا تعذر عليه إنجاز المهمة المسندة إليه أو رفض إنجازها و يتم
2
االستبدال بموجب أمر على عريضة
قد يكون هذا االمر اإلستعجالي صادر عن قاضي اإلستعجال أو عن قاضي الموضوع
من أهم حاالته ما يعرف ي القضاء الفرنسي باالستعجال االحتياطي أو الوقائي ،و يكون
الهدف منه اتخاذ إجارء إحتياطي قبل ظهور الخطر ،ويتعلق األمر عادة بالمشاكل
الخاصة التي يطرحها البناء في المناطق العمرانية ،ال سيما ما يترتب عليها من أخطار
1
-نصرالدةنهنونيونعةم تراعي،الخبرةالقضائة فيمرجالالمتازعا القضائة ،دارهوم ،2882،ص 20
2
-عثمانآمالعبدالرحةم،المررجعالسابق،ص 19
5
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
.0ما نصت عليه المادة 092/4من القانون التجاري عندما يكون النزاع قائما بين
المؤجر و المستأجر من أجل إنهاء عالقة اإليجار التجاري ،فإذا طالب المستأجر
بتعويض االستحقاق ،جاز للطرف الذي يهمه التعجيل أن يرفع دعواه أمام رئيس
المحكمة الناظرة في القضايا المستعجلة ليأمر بإج ارء الخبرة الالزمة.
و قد نصت المحكمة العليا بضرورة التقيد بهذه القاعدة ،إذ أكدت بأن اإلختصاص
في المنازعات المتعلقة باإلج ارءات التجارية يكون لجهة القضاء العادي ،إال في
حالة ن ازع يحصر في مبلغ التعويض بعد اإلتفاق حول اإلخالء ،فيجوز االلتجاء
1
إلي القضاء المستعجل
.4ما نصت عليه المادة 092من نفس القانون في حالة اإليجارات التجارية أيضا
إذا وافق المستأجر على تجديد اإليجار وكان الخالف ينحصر في تحديد بدل
اإليجار أو المدة أو الشروط الالحقة أو بمجموع هذه العناصر ،إذ يمكن للطرفين
أو أحدهما أن يرفع دعوى إستعجالية أمام رئيس المحكمة المختصة التي يكون
موقع العمارة تابعا لها من أجل تعيين خبير يكلف بمهمة البحث عن كل عناصر
التقدير التي من شأنها أن تحدد بإنصاف شروط اإليجار الجديد .و قد كرست
المحكمة العليا هذه القاعدة أيضا في تطبيقاتها ،إذ اعتبرت الدعوى الي رفعها
المؤجر ضد المستأجر لم ارجعة بدل اإليجار أمام رئيس المحكمة المختص الذي
1
-قرارالمحكم العلةا،الغرف الترجارة والحرة ،بتارةخ5000/80/81ملفرقم،11550المرجل القضائة ،5008عدد 551،1
6
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
على خبي ار لتحديد بدل اإليجار طبقا لما هو مقرر في قضايا األمور المستعجلة،
يعد ق ار ار صائبا فيما قضى به.
إن قاضي شؤون األسرة؛ مث ال يمكنه أن يمارس الصالحيات المخولة لقاضي اإلستعجال
،و له في هذا الصدد أن بصدر أم ار استعجاليا من أجل تعيين خبير محلي إذا كان
الن ازع المعروض عليه يتطلب ذلك ،كأن يأمر بإج ارء فحص طبي أو نفساني أو عقلي
للقاصر إذا كانت الدعوى المرفوعة أمامه تهدف إلى إنهاء ممارسة الوالية على القاصر
و يصدر القاضي هذا األمر إما من تلقاء نفسه أو بناء على طلب أحد الوالدين أو ممثل
النيابة العامة.
و تجدر المالحظة في هذا الصدد أن طلب إنهاء ممارسة الوالية على القاصر أو سحبها
المؤقت يقدم إلي قاضى شؤون األسرة بدعوى استعجالية يرفعها أحد الوالدين أو ممثل
النيابة العامة طبقا للمادة 224من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.
غير أن طلب التحقيق أو الفحص الطبي ال يمكن تقديمه من طرف كل من يهمه األمر،
فالمادة 224السالف ذكرها تخول ذلك ألحد الوالدين أو ممثل النيابة العامة فقط.
و عندما يكون الطلب يهدف إلى تعديل أمر سابق له عالقة بممارسة الوالية أو بالحضانة
فيمكن تقديمه حق من طرف القاصر نفسه إذا كان ممي از،1و هذا يشكل خروجا على
قاعدة أساسية من القواعد الي تقوم عليها الدعوى القضائية و تتوقف عليها صحة
إجراءاتها ،و هي القاعدة المتعلقة باألهلية ٠
1
-المادة198الفقرتةن0و1منقانوناإلرجرااا المدنة واإلدارة
7
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
فطبقا للمادة 12من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تعتبر األهلية لدى جميع أط ارف
الدعوى شرطا لصحة إجراءات الدعوى ،و تخلفها يرتب بطالن تلك اإلجراءات ،و األهلية
المقصودة هي أهلية التقاضي ،أي بلوغ الشخص سن تسعة عشر سنة كاملة طبقا للمادة
21من القانون المدني ،غير أن الدعوى الهادفة إل تعديل أمر سابق متعلق بالوالية أو
بالحضانة يمكن أن يقدمها القاصر بنفسه إذا كان قد بلغ سن التمييز و هي ثالثة عشر
سنة طبقا للمادة 24فقرة 4من القانون المدني.
و يمكن لقاضي شؤون األسرة أيضا أن يصدر أم ار استعجاليا يقضي بإج ارء خبرة طبية
لفحص و تحديد الحالة الصحية للشخص الم ارد الحجر عليه و تتعين مقدم لرعاية شؤونه،
و يمكنه أن يقرر إج ارء الخبرة المذكورة حتى بأمر والئي ،1كما يمكن لنفس القاضي أن
يصدر أم ار بإج ارء أي تحقيق أو تدبير يراه مفيدا للتأكد من قدرة الكافل على رعاية
2
المكفول
و يستطيع قاضي القسم التجاري من جهته أن يتخذ عن طريق اإلستعجال ما ي اره من
3
إجراءات مؤقتة أو تحفظية للحفاظ على الحقوق المتنازع عليها
تجيز المادة 55من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية للقاضي أن يأمر بأي إج ارء من
إجراءات التحقيق بناء على طلب كل ذي مصلحة حق قبل مباشرة الدعوى متى توفر
لذلك سبب مشروع و كان الهدف هو إقامة الدليل واالحتفاظ به إلثبات الوقائع التي قد
تحدد مآل النزاع مستقبال .
1
-المادة109منقانوناإلرجرااا المدنة واإلدارة تنص(::ةمكنللقاضيتلقيآرااأعضااالعائل قبلالفصلفيالطلبالمقدمإلةه،و
ةمكنهقبلاتخاذالقرارأنةأمربخبرةطبة لتحدةدالحال الصحة للمعنىوذلكبأمروالئي) .
2
-المادة101مننفسالقانون
3
-المادة109مننفسالقانون
8
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
و يأمر القاضي باإلجراء المطلوب بموجب أمر على عريضة أو بأمر إستعجالي ،كما
يمكنه أن يأمر بعدة إجراءات للتحقيق في أن واحد أو بشكل متتال ،1و في الدعاوى
الهادفة إلى تعين مقدم ،تجيز المادة 221فقرة 4من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية
لقاضي شؤون األسرة أن يعين خبي ار طبيا بأمر والئي لتحديد الحالة الصحية للمعني كما
سلفت ذكره ٠
كما يمكن للقاضي المكلف بالقسم العقاري أن يتخذ أي تدبير مستعجل بموجب أمر على
عريضة أو بأمر والئي في الحاالت التي ال تتطلب المناقشة أو الوجاهية أو في الحاالت
المنصوص عليها قانونا ،2كأن يعين خبي ار أثناء سير إجراءات الدعوى إلج ارء معاينة أو
إلثبات مسألة فنية ال يمكن للمحضر القضائي القيام بها أو إج ارء تحاليل مخبرية تفيد في
تكوين الرأي القضائي فيما يخص المسألة المتنازع عليها
و إذا تطلب األمر استبدال الخبير في جميع الحاالت السالف ذكرها ،فإن ذلك يتم بأمر
على عريضة يصدره القاضي الذي عين الخبير.3
1
-المادة20منقانوناإلرجرااا المدنة واإلدارة
2
-المادة102مننفسالقانون
3
-المادة502مننفسالقانون
9
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
إن تحديد مهمة الخبير في أغلب التشريعات يتم عن طريق حكم قضاتي فالقاضي الذي
يعين الخبير هو الذي بحدد في حكمه مضمون المهمة التي يكلفه بها وكذا جميع
العناصر المكونة لهذه المهمة و المدة التي يجبب إنجازها فيها.
عندما يحدد الخبير مهامه و يرسم المجال الذي تنصب عليه و المدة المحددة إلنجازها و
إلى الضوابط التي يتقيد بها يتطرق إلى مجموعة من مهام و الضوابط و لهذا قسمنا هذا
المطلب إلى :
الفرع األول :الضوابط التي تحكم سلطة القاضي في تحديد مهمة الخبير
تستوجب المادة 801من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية أن يتضمن الحكم أو القرار
الذي يأمر بإجراء الخبرة ما يلي:
عرض األسباب التي بررت اللجوء إل الخبرة ،و عند االقتضاء تبرير تعين عدة
خبراء .
بيان إسم وعنوان الخبير أو الخبراء المعينين مع تحديد التخصص.
تحديد مهمة الخبير تحديدا دقيقا.
تحديد آجال إيداع تقرير الخبرة بأمانة الضبط.
10
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
و بعض التشريعات األخرى تلزم القاضي فضال عن ذكر العناصر االلفة ذكرها أن يبرر
سبب إلتجائه للخبرة بصفة خاصة بدال من االعتماد على اإلجراءات األخرى مثل المعاينة
1
أو اإلشارة
و وجوب ذكر العناصر السالف ذكرها في الحكم اآلمر بالخبرة يهدف إلى توجيه القاضي
للتقيد بالمادة 042من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي تجعل االلتجاء للخبراء
يكون فقط من أجل توضيح واقعة مادية تقنية أو علمية ،و إذا كان أحد األطراف هو
الذي طلب الخبرة ،فيجب عليه أن يبرر سبب طلبه لها.
و إذا لم يحدد القاضي بدقة عناصر المهمة التي يكلف نها الخبير و أعطاه مهمة عامة
فإن ذلك يكون بمثابة تفويض للمسلة ،وهو غير جائز .كما ال يجوز للقاضي أن يكلف
الخبير بمهمة القيام بتحريات عامة ،بل بحب أن تكون المهمة محددة بصفة واضحة و
دقيقة
غير أنه في بعض القضايا تكون مهمة الخبير تتمثل في معاينة األض ارر و تقدير حجمها
و اقتراح الحلول الالزمة إلصالحها ،و هذا النوع من المهام له طابع عام و في هذا
المجال يتعين الوقوف عند مسألتين هامتين ،األول تتعلق بمدى إمكانية تعديل القاضي
لمهمة الخبير أثناء إنجازها ،و الثانية تتعلق بمدى إمكانية تكليف الخبير بإج ارء الصلح
بين األط ارق.
1
-المادة290منقانوناإلرجرااا المدنة الفرنسي
11
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
فهذا األخير يبقى دائما هو المشرف على إجراءات الخبرة إلى غاية نهايتها ،و في هذا
اإلطار له أن يستبدل الخبير بموجب أمر على عريضة إذا رفض هذا األخير إنجاز
المهمة المسندة إليه أو تعذر عليه ذلك ،كما له أن يحكم على الخبير الذي يقبل المهمة
ثم ال يقوم نها أو ال يودع تقريره في األجل المحدد مما تسبب فيه من مصاريف وحق
بالتعويضات المدنية إن اقتضى األمر ذلك ،فضال عن استبداله.1
و للقاضي أيضا أن يتدخل للنظر في جميع اإلشكاالت التي تعترض الخبير أثناء تنفيذ
مهمته و الفصل فيها ،و له أن يأمر بإتخاذ أي إج ارء يراه ضروريا . 2و في هذا المجال
يمكن للقاضي توسيع و تمديد مهمة الخبير أو تقليصها سواء بناء على طلب الخبير أو
من تلقاء نفسه ،وقد يتدخل القاضي لمساعدة الخبير على االستعانة بمترجم إذا تطلبت
3
إجراءات الخبرة ترجمة بعض الوثائق والمسندات
و الوسيلة المثلى الي يعتمدها القاضي في هذا المجال هي األوامر الوالئية ابتي يصدرها
و لو من تلقاء نفسه ،كما له أن يتدخل عن طريق األوامر على الع ارئض إذا كان تدخله
بناء على طلب الخبير أو أحد األطراف .و من جهة أخرى ،إذا رأى القاضي أن
العناصر التي بنى عليها الخبير تقريره غير وافية ،فالمادة 020من قانون اإلجراءات
المدنية و اإلدارية تجيز له أن يتخذ جيع اإلجراءات الالزمة ،كأن يأمر باستكمال التحقيق
1
-المادة502منقانوناإلرجرااا المدنة واإلدارة
2
-المادة509مننفسالقانون
3
-المادة501مننفسالقانون
12
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
حول مسائل معينة أو بتوسيع مهمة الخبير لتشمل بعض النقاط التي لم تكن مدرجة في
مهمته األصلية ،كما له أن يأمر بحضور الخبير أمامه لتوضيح بعض عناصر الخبرة أو
إعطاء بعض التوضيحات و المعلومات الضرورية أو للرد على بعض االستفسارات التي
يطلبها منه القاضي أو األطراف ،و هذه اإلجراءات يقوم بها القاضي قبل إصدار حكمه
في موضوع الخبرة ،ذلك أن مهمة الخبير ال تنتهي بمجرد إيداع تقريره بأمانة الضبط ،بل
تستمر إلى غاية اتخاذ القاضي ق ارره النهائي بخصوص نتائج الخبرة .و في هذا الحال
استقر اجتهاد محكمة النقض الفرنسية منذ أكثر من خمسة عقود على أن القاضي بعد
إصداره لحكمه بتعين خبير ،يمكنه أن يتدخل في أي وقت أثناء سير إجراءات الخبرة و
يقرر تعديل المهمة التي أمر بها ،سواء بتمديدها و توسيعها أو بتقليصها ،يشرط أن
1
يعطي التسبب الالزم لق ارره
و الحكم الذي أمر بالخبرة ال يلزم القاضي ،فهذا األخير يمكنه أن يفصل في الن ازع بشكل
مغاير لرأي الخبير و مغاير حق للمهام المحددة له أصال يشرط أن يعطي التسبيب
الكافي لحكمه
لكن القاضي ال يمكنه أن يفصل في النزاع قبل انتهاء الخبير من مهامه ،كما ال يمكنه
تجاهل الخبرة و عدم مناقشتها
الفرع الثالث :عدم جواز تكليف الخبير بإجراء الصلح بين األطراف
درج العمل القضائي في الجزائر على تضمين الحكم القاضي بإج ارء خبرة تكليفا للخبير
بمحاولة تحقيق الصلح بين األطراف إن أمكن ذلك ،و أن ال يشرع في إنجاز مهامه
المتعلقة بالخبرة إال بعد فشل-محاولة الصلح.
1
-محكم النقضالفرنسة ،قرارمدنيبتارةخ،5011/1/50دالوزالدوري،5011،ص 10
13
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
و هذا التقليد ليس له أساس تشريعي ،بل هر إج ارء أوجدته و كرمته التطبيقات القضائية
في فرنسا منذ القدم ،و سار عليه القضاء الجزائري منذ االستقالل و في غياب نص قانوي
يقضي يمثل هذا التوجه ،فقد انتقده بعض الفقهاء الذين رءوا فيه تفويضا حقيقيا
1
للصالحيات من القاضي للخبير
و مع ذلك ،فقد رأت محكمة النقض الفرنسية بأن تكليف الخبير بمهمة تحقيق الصلح بين
األطراف هو إج ارء عادي و ال يتضمن أي تفويض لسلطة من جانب القاضي
غير أن البحث بشكل دائم على الصلح جعل الخبراء يعتبرون ذلك مهمتهم االساسية ،ما
أدى في كثير من األحيان إلى تأخير عمليات الخبرة دون الوصول إلى نتيجة فيما يخص
المصالحة.
و هو ما جعل المشرع الفرنسي في قانون اإلجراءات المدنية الجديد يمنع ص ارحة القاضي
من تكليف الخبير بمهمة مصالحة األطراف
و هذه القاعدة المستحدثة تنسجم مع نص المادة 40من نفس القانون التي تجعل تحقيق
الصلح من مهام القاضي ،الذي يمكنه القيام بذلك خالل مراحل الدعوى .أما في الجزائر،
فال يوجد أي نص ،سواء في قانون اإلجراءات المدنية القديم أو في قانون اإلجراءات
المدنية و االدارية الجديد يسمح للقاضي بأن يكلف الخبير بمهمة تحقيق الصلح بين
األطراف ،لكن ال يوجد أيضا أي نص يمنع ذلك.
و قد بقي العمل القضائي شبه مستقر على إعطاء المهمة المذكورة للخبراء كمجرد تقليد
معهود.2
1
-محكم النفضالفرنسة ،قرارإرجماعيبتارةخ،5090،5090/2/50ص 20
2
-امةلأنطواندةرانةنالخبرةالقضائة ،المنشورا الحقوقة ،بةرو ،5022،ص 01
14
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
غير أن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجديد نص على الصلح كإجراء مستقل
إلنهاء الخصومة في المواد من 991إلى ، 994و أجاز فيها للخصوم التصالح تلقائيا
أو بسعي من القاضي في جميع مراحل الخصومة ،و القاضي هو الذي يختار المكان و
النهاز المناسبين إلجراء الصلح
و المالحظ أن هذه النصوص الجديدة تكرس دور القاضي في تحقيق الصلح ،و ال تشير
إلى إمكانية تكليف الخبير بذلك.
أما في القانون المدني فيهتم المشرع أكثر من خالل المواد 229و ما يليها بإدارة
األطراف في تحقيق الصلح إلنهاء تنازعاهم ،أو إتقاء نزاعات محتملة .غير أن الخبير
حتى و إن لم يكلفه القاضي بإج ارء الصلح ،فإنه أثناء قيامه بأعمال الخبرة يمكنه أن
يشرح لألطراف قيمة ومدى أهمية المسائل التي يتمسكون بها (أي ادعاءاتهم) من الناحية
التقنية أو العلمية ،و هو ما قد يساعدهم على فهم أكثر لتلك المسائل الخالفية ،و قد
يؤدي بهم ذلك إلى التصالح.
و في هذه الحالة يكون الصلح بمبادرة من األطراف و ليس باقتراح من الخبير ،و عندما
يالحظ هذا األخير أن مهمته أصبحت بدون موضوع بسبب تصالح الخصوم،؛يتعين عليه
عندئذ إخبار القاضي بذلك بموجب تقرير بعد أن يتأكد مما إذا كان صلح األطراف يشمل
1
مع النقاط المحددة في المهمة الموكولة إليه
و قد صاغ المشرع الجزائري هذه القاعدة في المادة 024من قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية الجديد ،الي جاء نصها كما يلي (( :إذا تبين للخبير أن مهمته أصبحت بدون
موضوع ،بسب صالح الخصوم ،يتعين عليه إخبار القاضي عن ذلك بموجب تقرير))
1
SAGNOL Georges, Livre blanc de l’expertise judiciaire, fev.2880.,P 66
15
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
غير أنه ال يمكن للخبير في هذه الحالة أن يوقع أية وثيقة نجسد تصالح األطراف كما ال
يمكنه أن يحرر محض ار بالصلح بصفته خبي ار معينا من طرف القاضي.
و إذا كان الصلح الذي توصل إليه األطراف جزئيا ،أي يشمل بعض النقاط المحددة في
مهمة الخبير دون نقاط أخرى ،فإنه يتعين على الخبير مواصلة تحرياته فيما يخص النقاط
التي لم يشملها الصلح.
و التقرير الذي يقدمه الخبير يكون في شكل عرض حال مبوقا بمختلف األدلة ،حتى
يتسنى للقاضي أن يأمر بصرف أتعاب الخبير أو ما تبقى منها
و يمكن لألطراف أن يحصلوا على نسخة من محضر الصلح من أمانة الضبط بعد أن
يوقعوا عليه مع القاضي و أمين الضبط.
و وفقا للمادة 994من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية يعد هذا المحضر سندا تنفيذيا
بمجرد إيداعه بأمانة الضبط دون ما حاجة إل تبليغه ،شريطة أن يكون مستوفيا للشروط
المحددة في المادة 062من القانون المدني.
و بناء على ذلك ال يمكن ألي طرف أن يعيد طرح نفس النازع من جديد على القضاء .
مجال الخيرة القضائية يجب أن يكون مقصو ار على الجوانب التقنية أو العلمية للنزاع فقط،
و أن ال يمس بالجوانب القانونية التي تبقى من صالحيات القاضي وحده .لذلك ،يتعين
على القاضي عندما يقرر إجراء الخبرة أن بحرص على جعل مهام الخبير محصورة في
الوقائع المادية التقنية أو العلمية المحضة ،و أن يحتفظ لنفسه بجميع الصالحيات
القانونية .
16
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
إن الحكم القاضي بتعين الخبير يجب أن يحدد بدقة النقاط التي تتناولها الخبرة ،و هو
يستتبع بالنسبة لألطراف ضرورة التزامهم بمناقشة هذه النقاط ٠فالحكم ال يمكن أن يمنح
للخبير مهمة غير محددة أو ذات طابع عام حتى ال تتحول المهمة إى تفويض
للصالحيات.
و القاضي بعد أن يصدر حكمه ،يمكنه في أي وقت أثناء سير إجراءات الخبرة أن يعدل
مهمة الخبير كما سلف بيانه سواء بالتوسيع أو بالتقليص ،غير أن ق ارره في هذا الشأن
يجب أن يكون دائما سببا. 1
لكن ،ال يستطيع القاضي أن يت ارجع عن حكمه القاضي بالخبرة إذا لم يكن هناك تنازل
2
من األطراف ،و لو أنه يستطيع استبعاد الخبرة و الفصل في القضية
بناء على عناصر أخرى في الملف أو ببناء على ما يظهر من عناصر جديدة تسمح
بتكوين قناعة فيما بخص موضوع النزاع (. )045
و نظ ار ألن إجراءات الدعوى المدنية هي ملك لألطراف ،فإن هؤالء يمكنهم التخلي عن
الحكم الذي أمر بالخبرة ،وفي هذه الحالة يخرج الن ازع عن والية المحكمة.
لما كانت هذه األوصاف مستمدة من مقتضيات المادة042من قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارة ،فالدقة في تحديد المهمة باتت ضرورية حق يعرف الخبير ما يريده منه القاضي
1
-خالدالشؤقاويالسموي،الخبرةالقضائة فيضواالمسطرةالمدنة واالرجتهادالقضائي،دارالفكر،المغرب،5000،ص 21
2
- OLIVIER Michel, l’expertise judiciaire et le droitRevue Experts n°15, 1994, p89
17
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
بالضبط و يتفادى النقاشات غير المجدية التي قد يطرحها بعض األطراف بهدف إبعاد
الخبير عن المسائل الجوهرية في النزاع.
كما ال ينبغي أن تؤدي عدم دقة المهمة إلى جعل الخبير ملزم بالدخول في نقاش مطول
مع األطراف لمعرفة ما إذا كانت عمليات أو أبحاث معينة تدخل في إطار مهمته أم ال
فعندما تكون مهمة الخبير غير محددة أو غير دقيقة فإن ذلك يؤدي إلى جعل الخبرة
تتحول إلى تفويض للصالحيات من جهة كما سلف بيانه ،و يجعل الخبير ينساق إلى
التدخل في مهام القاضي من جهة أخرى.
كما أن البالغة في تقييد الخبير يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية ،إذ يجد من حرية
الخبير ال يسمح له بالوصول إلى النتائج المرجوة و هي اكتشاف حقيقة وقائع النزاع
بعد قيام القاضي بتحليل معمق لعناصر الن ازع المعروض عليه ،يتعين عليه عرض هذه
العناصر على الخبير حتى يتسنى لهذا األخير حصرها و تقدمها من الناحية التقنية
واعطاء رأيه فيها .
و المادة 041من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تسمح للقاضي بالتدخل أثناء سير
إجراءات الخبرة لحل أي إشكال يعترض الخبير ،أو التخاذ أية تدابير يراها ضرورية .
18
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
التقنية و الوقائع التي يتعين على الخبير الرد عليها حتى يتسنى له (أي للقاضي) بعد
ذلك الفصل في النزاع.
حسب نص المادة 042من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية " تهدف الخبرة إلى
توضيح واقعة مادية تقنية أو علمية محضة للقاضي " ،و هذا النص يجعل دور الخبير
مقصو ار على توضيح الوقائع المادية التقنية أو العلمية المحضة ،أي ال يمكنه أن يعطي
للقاضي رأيا قانونيا.
هذه القاعدة لم يكن ينص عليها قانون اإلجراءات المدنية القديم ،و مع ذلك استقر اجتهاد
المحكمة العليا حق قبل صدور قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجديد على عدم
جواز تكليف الخبير بالمسائل القانونية و عدم جواز تنازل القاضي عن صالحياته
1
القانونية للخبير
و بعض التشريعات تذهب إلى حد منع الخبير من الرد على األسئلة الواردة في الحكم
القاضي بالخبرة إذا كانت تلك األسئلة تخرج عن اختصاصه الفني و لها عالقة بالقانون،
من ذلك أن المادة 29من قانون المسطرة المدنية المغربي تنص; (...كما يمنع عليه( أي
الخبير) الجواب على أي سؤال يخرج عن اختصاصه الفني و له عالقة بالقانون)).
و هذا المبدأ سبق للقضاء المغري أن كرسه في أكثر من مرة ،حيث جاء في حيثيات
قرار المجلس األعلى المغربي الصادر في 14ماي 0994ما يلي (( :أن مهمة الخبير
الذي تعينه المحكمة تنحصر في جالء أمر تقني يرى القاضي أن االطالع عليه ضروري
1
-قرارالمحكم العلةا،الغرف االرجتماعة بتارةخ82رجوةلة 5000ملفرقم،02221المرجل القضائة ،العددالثاني5001ص .580.
19
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
للفصل في النازع المعروض عليه ،أما اإلجراءات التي تتعلق بالقانون كمعرفة األرض
المتنازع عليها ،هل هي ملك من األمالك الخاصة أم هي ملك من أمالك الدولة أو
الجماعات ،و هل المدعون يتصرفون في تلك األرض عن طريق المنفعة و االستغالل
فقط أم عن طريق التملك ،فهذه كلها إجراءات قانونية من صميم أعمال القاضي ،الذي ال
يجوز أن يتنازل هنها للخبير أو يفوض له النظر فيها.))...
فدور الخبير في إنارة القاضي يجب أن يكون من خالل معارفه التقنية أو العلمية التي
يقدمها في تقريره ،سواء كان ذلك في المجال الج ازئي أو اإلداري أو المدني ،إذ ال يمكن
أن ترد الخبرة إال على مسائل مادية تقنية أو علمية من شأنها أن تساعد القاضي على
فهم الوقائع و استخالص النتائج القانونية. 1
ذلك أن الوقائع المادية يمكن كقاعدة عامة إثباتها بكافة الوسائل ،و للقاضي في هذا
المجال سلطة تقدمية الختيار وسيلة اإلثبات المناسبة قصد الوقوف على حقيقة الواقعة
المادية ،وله في هذا الصدد أن يأمر بإج ارء استشارة أو خبرة إذا كانت وقائع التنازع لها
جانب فني أو علمي يتطلب توضيحات من متخصص في ميادين معينة كالمحاسبة و
الهندسة و البناء وسح األ ارضي والتقييم العقاري والطب ٠ . .و غيرها ٠فإذا كان النزاع
يتعلق مثال بقسمة عقار ،فالقاضي يعين خبي ار مختصا بناء على طلب األطراف أو من
تلقاء نفسه للتأكد من قابلية العقار للقسمة و إعداد دراسة فنية عن كيفية قسمته و تقييم
الحصص الممنوحة لألطراف.
ففي هذه الحاالت و مثيالتها يجد القاضي نفسه مضط ار لالستعانة بأهل الخبرة سواء في
المجال التقني أو العلمي إلنارته بآرائهم و معارفهم المتخصصة حق يتسنى له القضاء
بشكل موضوعي في النزاع المطروح عليه.
1
-محمودتوفةقإسكندر،الخبرةالقضائة ،دارهوم ،الرجزائر،2882،ص 09
20
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
ففي قضية تتعلق بصدور قرار من والية البليدة يقضي بنزع جزء من ملكية خاصة إلنجاز
شطر من الطريق السريع شرق _ غرب ،قدرت الوالية التعويض المستحق لمالك األرض
بمبلغ 4.411.111دينار ،و نازع المالك في هذا التقدير أمام المحكمة اإلدارة التي
اضطرت لتعين خبير من أجل تقدير التعويض المستحق بالنظر إلى طبيعة األرض و
األسعار المعمول نها في المنطقة و قت نزع الملكية ،و قد قدر الخبير التعويض
بمبلغ 2.111.111دينار ،و صادقت المحكمة اإلدارية على هذه الخبرة ،لكن بعد
االستئناف المرفوع من طرف المالك ،ين مجلس الدولة خبي ار ثانيا بهدف القيام بخبرة
مضادة ،و خلص الخبير الثاني إلى تقدير التعويض المستحق بمبلغ 04.111.111
قر ار بتاريخ
دينار ،و على إثر إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة أصدر مجلس الدولة ا
42أفريل 4100رقم 129114يقضي بتقدير مبلغ التعويض المستحق بمبلغ
1
9.211.111دينار قرار غير منشور.،
إن القاضي يحتفظ بكل الصالحيات فيما يخص الجانب القانوي ،فالمادة 42من قانون
اإلجراءات المدنية و اإلدارية السالف ذكرها تستعمل عبارة وقائع مادية و تستعمل مقابل
هذه العبارة ق ترجمتها الفرنسية عبارة << >>Questionالتي معناها مسألة واقع و هي
ال تفيد نفس المعنى ،و يستفاد من الن ص السالف ذكره أن الخبير ال يجوز له أبدا التطرق
للمسائل القانونية.
و هكذا ،فإن صالحيات الخبير محددة ،و هي ال تخص إال المجال التقني ،أو العلمي
دون المجال القانوني و الهدف من هذا التحديد هو الفصل بين المجال المخصص للخبير
و المجال المخصص للقاضي.
1
-عبدالعزةزسعد،أبحاثتحلةلة فيقانوناإلرجرااا المدنة ،دارهوم ،الرجزائر،2880،ص 20
21
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
ذلك أن دور القاضي سيادي فيما يتعلق بالمسائل القانونية وهذا منذ القدم ،فهو الذي
1
يبلور االجتهاد القضائي و من خالله القيم القضائية
و صياغة المادة 042المشار إليها تؤكد رغبة المشرع في تثبيت سلطة القاضي و انف ارده
بصالحية اتخاذ الق ارر في المجال القانوني و القضائي.
و عليه ،ال يمكن لرأي الخبير أن يكون بديال عن حكم القاضي ،ذلك أن طبيعة عمل
القاضي تجعل منه المختص الوحيد بالبحث في المسائل القانونية و إيجاد النص الواجب
التطبيق على الواقعة المعروضة عليه ،ألن ذلك من صميم سلطته كقاضي ،إذ يفترض
فيه العلم بالقانون و اإللمام بتطبيقه ،و ال يجوز له أن يكلف غيره بالبحث عن القاعدة
القانونية و تطبيقها على واقعة المزمع حق و لوكان هذا الغير خبي ار في العلوم القانونية.
فتحديد النص القانوني و تطبيقه ال يحتاج إلى استشارة فنية أو خبرة يقوم بها شخص
آخر ،بل القاضي هو المختص وحده بعملية التكييف القانوني للوقائع و هو ما نصت
عليه المادة 49من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية بقولها (( :يكيف القاضي الوقائع
و التصرفات محل النازع التكييف القانوني الصحيح دون التقيد بتكييف الخصوم و
يفصل في النزاع وفقا للقواعد القانونية الطبقة عليه)).
أي أن وصف الوقائع الوصف الصحيح المطابق للقانون و تحديد النص القانوني الواجب
التطبيق على ما تم استخالصه من وقائع الدعوى ،هي مسالة قانونية تدخل في
اختصاص القاضي وحده.2
1
-بغاشيكرةم ،الخبرةالقضائة فيالموادالمدنة ،دةوانالمطبوعا الرجامعة ،الرجزائر،2880،ص 09
2
-نعاشكرةم ،الخب القضائة فيالموادالمدنة ،دةوانالمطبوعا الرجامعة ،2880،ص 10
22
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
ثانيا :حدود الحضر المفروض على الخير فيما يخص المسائل القانونية
عدم جواز تعرض الخبير للمسائل القانونية ال يمنعه مثال من إعطاء رأيه حول مسؤولية
طرف أو بعض األطراف في وقوع الضرر
و عليه ،ال يمكن للقاضي أن يؤاخذ الخبير الذي يقوم بإعداد جدول لتوضيح مسؤوليات
األطراف المتدخلة في عملية البناء مثال ،فالخبير هنا يقدم وجهة نظره باعتبار متخصصا
في الميدان ،و لو أن رايه في هذا المجال ينطوي على تجاوز
للمهمة المحدد له و المتمثلة في إعطاء القاضي كل العناصر التقنية أو العلمية التي من
شانها ان تساعده على تحديد مسؤولية
و من ثم فراي الخبير حول مسؤولية المتدخلين في عملية البناء يبقى مجرد اري .و
فضال عن ذلك ،إذا كانت العناصر التي توصل إليها الخبير في مجملها تتجه إلى تأكيد
مسؤولية بعض األطراف ،فإن الخبير ال يمكنه عدم اإلشارة إلى هذه المسؤولية حق ال
يقال أنه تعمد إخفاء معلومات
و بالرجوع إلى المادة 042من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية التي تحصر مهمة
الخبير في توضيح الوقائع المادية للقاضي من الناحية التقنية أو العلمية نالحظ أنها ال
ترتب جزاء البطالن على مخالفة هذه القاعدة .و المادة 11من نفس القانون تنص على
أنه (( :ال يتقرر بطالن األعمال اإلجرائية شكال إال إذا نص القانون صراحة على ذلك،
و على من يتمسك به أن يثبت الضرر الذي لحقه)) .
و هذا النص التعلق ببطالن األعمال اإلجرائية يسري على إجراءات التحقيق بما فيها
الخبرة عمال بالمادة 92من نفس التقنين و على سبيل المقارنة نالحظ أن قانون
اإلجراءات المدنية الفرنسي الجديد ذهب إلى حد النص صراحة في المادة 442منه على
23
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
عدم جواز إعطاء الخبير اارء قانونية ،و لو أن محكمة النقض الفرنسية قضت بعدم
بطالن الخبرة التي لم يتقيد فيها الخبير بهذا نص
لكن ،على الرغم من ذلك ،ال يمكن للقاضي أن يكلف الخبير بمهمة البحث في مدى قيام
1
مسؤولية أحد األطراف في النزاع ،ألن ذلك يكون بمثابة تفويض لصالحياته
و إذا كان الرأي التقني للخبير قد يمتد إلى مجال مسؤولية األطراف بشكل مقبول في
بعض األحيان ،فإنه ال يمكن للخبير بأي حال من األحوال أن يعطي رأيا فيما بخص
الطبيعة القانونية للعقد أو قيمته الثبوتية ،و ال فيما يخص الدوافع و نوايا األطراف ،ألن
هذه المسائل خارجة عن الطابع التقني لموضوع الن ازع.
1
-قرارالمحكم العلةاالرجزائرة ،الغرف المدنة ،5000/82/82ملفرقم،02221المرجل القضائة ،5001ص 580
24
الفصــــل الثــــاني:
تقييم الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و
تحديد مسؤولياته
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
من الد ارسة السابقة ،عرفنا أن الخبير العقاري يقوم على جملة من اإلجراءات القانونية
واإلدارية والفنية .وهي تتم عبر عدة مراحل ،ومن خالل عدة قنوات لتنتج في األخير
مجموعة من اآلثار الهامة ،وحتى تشكل هذه البيانات صورة حقيقية عن الواقع العقاري،
وتكون محل ثقة بين األفراد وتحقق ما يسمى باالئتمان في ميدان التعامل ،البد من تنظيم
عمليات إستقاء هاته البيانات وفق إجراءات وشكليات كفيلة بنقل الواقع الطبيعي والقانوني
للعقارات بشكل دقيق وموثوق به.
هذه العمليات التي سنتطرق إليها من خالل هذا الفصل بمبحثيه األساسيين ،فنتناول أوال
تقييم خبرة الخبير العقاري ،وفيه نعرج على المراحل التي تتم في تقييم الخبرة من حيث
الموضوع و الشكل (المبحث األول) ،ثم ندرس مسؤولية الخبير العقاري و االجراءات
التأديبية المتخذة عليه (المبحث الثاني).
25
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
الفرع األول :مدى حرية القاضي في األخذ بالخبرة أو عدم األخذ بها
تخول المادة 020من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية للقاضي سلطة تقديرية واسعة في
تقييم العناصر التي بني عليها الخبير تقديره و له أن يأمر باستكمال التحقيق أو بحضور
الخبير أمامه ليتلقى منه اإليضاحات والمعلومات الضرورية.
و قد كرس المشرع أيضا هذه السلطة التقديرية الواسعة للقاضي في المادة 022من نفس
القانون فيما يتعلق بتأسيس حكمه على نتائج الخبرة أو عدم تأسيسه عليها فهو غير ملزم
برأي الخبير ال في التحاليل و المعاينات التي ،قام نها و ال في الخالصة التي توصل إليها.
26
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
فاألطراف يمكنهم مناقشة تقرير الخبرة و انتقاده أو الدفاع عليه بما لهم من وسائل قانونية ،و
هو ما كرسه القضاء داخل و خارج الجزائر.1
و حرية القاضي في هذا المجال كاملة ،فهو يقيم اري الخبير ويتفحص المعلومات و البيانات
الواردة في الخبرة ،ويستبعد ما ي اره غير مجد أو غير منتج في الدعوى و يبقي على ما يراه
مفيدا.
غير أن مبدأ حرية القاضي في األخذ بالخبرة أو عدم األخذ بها قد ال يكون مطلقا ،ذلك أنه
مثال في حالة اتفاق األطراف مسبقا و بكل حرية على اإللمام بما يتوصل إليه الخبير ،فإن
القاضي ال يمكنه مخالفة ذلك ،ألن األطراف أح ارر في التصرف في حقوقهم ،2كما أنه tي
حالة موافقة جميع األطراف على نتائج الخبرة بعد إنجازها ،فإن القاضي ال يمكنه رفض تلك
الخبرة خاصة من الناحية الموضوعية أي ال يمكنه رفض الخبرة موضوعا.
ومن جهة أخرى ال يمكن للقاضي و هو يتفحص المعلومات و البيانات التقنية الواردة في
الخبرة أن يرجح رأيه الشخصي على اري الخبير في هذه المسائل التقنية.
كما أن القاضي و إن كانت له صالحية تفسير الخبرة ،إال أنه يتعين عليه أن ال بحرف
مضمون هذه الخبرة ،و قد عرف القضاء حاالت عديدة تم فيها إلغاء األحكام و الق اررات
بسبب تحريفها لتقارير الخبرة ،أو لخطئها في فهم مضمونها.
أوال :المصادقة على الخبرة
إذا قدر القاضي أن الخبرة وافية وتسمح له بإصدار حكم في موضوع النزاع و قرر بالتالي
المصادقة عليها ،فعليه أن يدرس قبل ذلك ما قدمه األطراف من مالحظات و انتقادات
دراسة دقيقة و معمقة ،و أن يجيب على ما يشيرون إليه من نقائص و أخطاء في الخبرة.
1
- FRISON-ROCHE Marie-anne et MAZEAU DenisL’expertise, thèmes et commentaires,éd.Dalloz Paris1995,
P1066
2
- Michel Olivier, Mesures d’instruction.., Op.cit 29 P 112
27
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
غير أن القاضي غير ملزم بشرح كيفية اقتناعه بكل عنصر من العناصر التي اعتمد عليها
الخبير في تقريره فعندما يصادق القاضي على تقرير الخبرة يعتمد على نتائج هذه الخبرة في
تسبيب حكمه و له أن يستبعد بعض هذه النتائج أو يصحح ما شبها من عيوب كأن يستبعد
المخطط المرفق بالخبرة مثال و يأخذ بباقي نتائج الخبرة ،فهو غير ملزم بأن يأخذ بالخبرة كما
هي أو يستبعدها بكاملها.
و يمكن للقاضي أن يأخذ بكل ما جاء في الخبرة ،كأن يأمر أحد األطراف بأن يسدد لخصمه
المبلغ الذي قدره الخبير ،أو يقضي بتثبيت األط ارف في الحصص ،العائدة لهم وفقا لمعالم
الحدود المرسومة من طرف الخبير العقاري.
غير أن القاضي الذي يصادق على الخبرة ال يمكنه أن يبني حكمه على أساب مناقصة
1
للنتائج التي توصلت إليها الخبرة.
إن القاضي غير ملزم بشرح األسباب التي جعلته ال يوافق الخبير في رأيه ،غير أنه إذا قرر
استبعاد الخبرة ،فإنه يتعين عليه تسبيب ق ارره ببيان العناصر التي استند إليها في تكوين
قناعته ،أي أنه ملزم كما نصت على ذلك المادة 022من قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية بأن يذكر أسباب استبعاده نتائج الخبرة.
1
-نصرالدةنهنونيونعةم تراعي،المررجعالسابق،ص 588
28
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
ذلك أنه ال يمكن استبعاد ما يقدمه األطراف من وثائق بمناسبة مناقشتهم لنتائج الخبرة ،و
على القاضي أن يوازن بين ما لهذه الوثائق من قيمة في اإلثبات ،و بين ما توصل إليه
الخبير في تقريره.
يميز الفقه و القضاء في هذا المجال بين " الخبرة الجديدة " و "الخبرة الثانية " و "الخبرة
المضادة" و "الخبرة التكميلية" ،والقاضي يلجأ إل إحدى هذه األنواع
من الخبرات في حالة رفضه للخبرة األصلية أو رغبته في تمديد تلك الخبرة لتشمل عناصر
جديدة لم يتم التطرق لها ،أو رغبته في م ارقبة مدى صحة المعطيات التي جاءت نها الخبرة
األول ،أو تغطية النقائص الي إنطوت عليها تلك الخبرة .ولم ينص قانون اإلجراءات المدنية
القديم؛ على هذه الخب ارت بشكل مباشر بل نصت المادة 22منه على أنه((:إذا رأى القاضي
أن العناصر التي بنى عليها الخبير تقريره غير وافية ،فله أن يتخذ جمع اإلجراءات الالزمة،
و له على الخصوص أن يأمر باستكمال التحقيق أو أن يستدعي الخبير أمامه ليحصل منه
على اإليضاحات و المعلومات الضرورية)) .
و يستخلص من هذا النص أن من بين اإلجراءات التي قد ي ارها القاضي الزمة األمر بخبرة
أخرى .
أما قانون اإلجراءات المدنية و االدارية الجديد ،فقد احتفظ في مادته 020بنفس األحكام
الني كانت في القانون القديم ،و أضاف في المادة 022أن القاضي يمكنه تأسيس حكمه
على نتائج الخبرة ،كما يمكنه استبعاد نتائج الخبرة كليا بشرط أن يذكر أسباب هذا االستبعاد.
و إذا كان استبعاد الخبرة في مجملها يقتضى منطقيا االلتجاء إلى خبرة جديدة خاصة إذ
كانت الدعوى لها جوانب فنية دقيقة ،فان عدم كفاية عناصر الخبرة أو عدم وضوح بعض
29
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
هذه العناصر قد ال يستدع بالضرورة االلتجاء إلى خبرة جديدة ،إذ يجيز المشرع في هذه
الحالة للقاضي أن يلجأ إلى إج ارء تحقيق لتوضيح مواطن الغموض ،كما له أن يستدعي
الخبير ليطلب منه التوضيحات و المعلومات الضرورية ،و يستطيع الخبير في هذه الحالة
تكملة خبرته و تدقيق بعض عناصرها أو شرحها سواء كتابيا أو شفويا.1
و إذا إلتجأ القاضي إلى إجراء التحقيق فقد يساهم األطراف من خالل توضيحاتهم و
شروحهم في انارة القاضي و تسهيل فهم بعض عناصر الدعوى.
و بناء على ما تقدم ،فالغاية من االلتجاء إلى خبرة أخرى تختلف باختالف السبب الذي جعل
القاضي بأمر بها ،لذلك فهذه الخبرة قد تتخذ شكل خبرة ثانية ،أو خبرة مضادة ،أو خبرة
جديدة ،أو خبرة تكميلية
1
-أحمدفاضل،الدوراالةرجابيللقاضيفيالدعوىالمدنة ،مذكرةتخرجلنةلشهادةدكتوراه،رجامع الرجزائر،2850-2852،5ص 518،
30
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
الخبرة الثانية :هي الخبرة التي تتعلق بنفس القضية ،لكن بخصوص نقاط تختلف تماما عن
النقاط التي تنوولتها الخبرة األولى ، ،و يمكن إسناد هذه الخبرة إلى نفس الخبير الذي أنجز
الخبرة األول أو إلى خبير آخر ،و يأمر بها القاضي بناء على طلب أحد األطراف أو من
تلقاء نفسه إذا تبين أن جانبا من الوقائع لم؛ تتناوله الخبرة االولى
الخبرة المضادة :و يكون موضوعها م ارقبة مدى صحة المعطيات الواردة في الخبرة األول،
و مدى سالمة و صدق النتائج التي خلصت إليها ،و تأمر الهيئة القضائية بإج ارء خبرة
مضادة إما بناء على طلب أحد الخصوم أو من تلقاء نفسها.
الخبرة الجديدة :و يتم االلتجاء إليها عندما ترفض الهيئة القضائية الخيرة األول بكاملها ألي
سبب من األسباب سواء لعيب في الشكل أو في الموضع فيتم تكليف الخبير الجديد ينفس
المهام التي كانت مستندة للخبير السابق ،و األمر نهذه الخبرة الجديد قد يكون أيضا بناءا
على طلب أحد الخصوم أو تلقائيا من القاضي.
الخبرة التكميلية :تلجأ إليها الهيئة القضائية عندما يتبين لها أن الخبرة المنجزة تنطوي على
نقائص واضحة ،أو أن الخبير لم يجب على جميع األسئلة الفنية أو العلمية المحددة له ،و
قد يعهد بالخبرة التكميلية إلى نفس الخبير الذي أنجز الخبرة األصلية أو إلى أي خبير آخر
حسب تقدير القاضي ،و يكون ذلك بناء على طلب أحد األطراف أو من طرف القاضي
تلقائيا .
للقاضي سلطة تقديرية واسعة في هذا المجال كما سلف بيانه ،فله أن يأمر بخبرة أخرى أو
ال يأمر بها ،و يمكنه أن يأمر بتلك الخبرة بشكل تلقائي إذا قضي يبطالن الخبرة األول أو
31
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
قدر بأنها غير صحيحة أو غير منتجة في الدعوى ،آو ان هناك النتائج التي توصلت إليها
غير صحيحة أو غير منتجة في الدعوى ،أو أن هناك عناصر تتطلب التوضيح بخبرة ثانية
و حتى في الحالة التي يستدعي فيها القاضي الخبير لتوضيح بعض عناصر الخبرة األصلية
فقد يتبين له أن المعلومات و التوضيحات اإلضافية التي قدمها له الخبير غير كافية أو غير
صحيحة فيأمر بخبرة أخرى.1
و القاضي يمكنه أن يأمر بخبرة أخرى حتى ولو لم يطلب منه األطراف ذلك أو لم ينتقدوا
الخبرة األول ،و عكس ذلك يمكن للقاضي أن يرفض االلتجاء إلى خبرة أخرى حتى و لو
طلبها األطراف ،متى تبين له وجود عناصر كافية في الملف لتكوين قاعته
و يمكن أيضا للقاضي أن يرفض تعيين خبير آخر إذا كان أحد األطراف قد تعمد عرقلة
عمل الخبير األول بامتناعه عن موافاته بالوثائق الالزمة أو رفضه السماح له باالطالع على
مستنداته أو أية وثائق أخرى يرى الخبير أنها ضرورية إلنجاز مهمته ،فقد نصت المادة
045من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية على أنه؛(( يجوز للخبير أن يطلب من
الخصوم تقديم المستندات التي يراها ضرورية إلنجاز مهمته دون تأخير .
و يطلع الخبير القاضي على أي إشكال يعترضه ،و يمكن للقاضي أن يأمر الخصوم تحت
طائلة غرامة تهديديه بتقديم المستندات.
و عندما يقرر القاضي اإللتجاء إلى خبرة أخرى ،فله أن يكلف بها نفس الخبير السابق أو
خبير آخر أو أكثر ،غير أنه يكون ملزما بتعيين خبير آخر إذا ألغى الخبرة األول ألسباب
2
تتعلق بعدم حياد الخبير أو عدم كفاءته.
1
- Jean Baynel, Op.Cit ,P 81
2
- Michel Olivier, OP.cit , P 28
32
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
و على مستوى االستئناف يمكن للمجلس أن يأمر بخبرة أخرى بدون أن يلغي الحكم
المستأنف ،و تأتي هذه الخبرة في إطار تحريات المجلس للتأكد من مدى تأسيس الحكم
المستأنف ،وبعد ذلك يقضي بتأييده أو بإلغائه أو تعديله
و الحكم القاضي بتعين خبير آخر يجب أن يحدد النقاط التي تنصب عليها الخبرة المسندة
له ،و يمكنه أن يكتفي بتكليف الخبير بنفس المهام المحددة سابقا
يتم إبالغ الخبير الجديد بالمهمة الموكولة إليه بنفس الطريقة التي يبلغ بها الخبراء عند
تعيينهم ألول مرة ،و تطبق نفس القواعد اإلجرائية فيما يخص استدعاء األطراف و حضورهم
و اإلسماع إلى مالحظاتهم و طلباتهم إلى غاية تحرير التقرير و إيداعه.
و يجب بصفة خاصة أن تكون عمليات الخبرة الجديدة وجاهية و ال يمكن للخبير أن يغفل
استدعاء األطراف حتى و لوكان بعضهم قد تغيب أثناء الخبرة األول أو رفض حضور
إجراءاتها
و بعد إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة الجديدة ،ينظر القاضي في نتائج هذه الخبرة فقط،
و ال يمكنه الصادقة على الخبرة األول و استبعاد الثانية ،أو االعتماد على األول و إهمال
الثانية.
غير أنه يمكن للقاضي أن يستعين بالخبرة األول على سبيل االستعالم ،كما يمكنه أن يجري
مقارنة يبين الخبرتين إذا كانت الخبرة الجديدة قد أمر نها كخبرة مضادة .1
1
- Georges Sagnol, Op.Cit , P 73
33
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
يكون تقرير الخبرة دائما محال لمناقشة أط ارف الن ازع و موضوعا لطعونهم و مالحظاتهم فمن
جاء التقرير في مصلحته ،يسعى لتثمين ما جاء به و اإلسناد إلى ما تضمنه من أبحاث و
حجج و آراء و ما توصل إليه الخبير من نتائج ،و ما اشتمل عليه التقرير من أقوال و
مالحظات للتدليل على صحة ادعائه ،كما يسعى هذا الطرف إلى تفسير ما قد يرد من
غموض في بعض عناصر الخبرة بهدف إعطاء قراءة واضحة للتقرير.
أما الطرف اآلخر فيناقش التقرير في جوانبه السلبية و يسعى إلب ارز ما شابه من عيوب
إجرائية ،و ما جاء فيه من نقائض أو أخطاء أو تناقضات في بياناته ،أو فساد في الراي أو
في االستدالل و االستنباط ،و له أن يطعن في المقدرة العلمية أو الفنية للخبير انطالقا من
الهفوات الواردة في تقريره.
أما الهيئة القضائية فتناقش تقرير الخبرة على النحو الذي أثارت إليه المادة 020من قانون
اإلجراءات المدنية و اإلدارية بالتأكد مما إذا كانت العناصر التي بني عليها الخبير تقرير
وافية و تكفي إلظهار الحقيقة و السماح بإصدار حكم في الموضوع ،أم انها ناقصة و
تستدعي استكمال التحقيق أو إعادة القيام بالهمة من جديد عن طريق تكليف خبير آخر.
لكن ،قبل كل ذلك يتعين على القاضي أن يتأكد من مدى صحة اإلجراءات التي ،قام بها
األطراف في إطار إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة ،ثم يقيم الخبرة من الناحية الشكلية ،و
يناقش مالحظات و دفوع األطراف المتعلقة بهذا الجانب .فالقاضي هنا يبدأ بالتأكد مما إذا
كانت إجراءات إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة قد تمت بشكل سليم ،ثم يتأكد بعد ذلك
مما إذا كانت عمليات الخبرة مستوفية للشروط الشكلية و ال يشوبها البطالن.
34
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
تتم إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة وفقا لنفس القواعد المنظمة لرفع الدعوى و ذلك عن
طريق عريضة مكتوبة و موقعة و مؤرخة توقع بأمانة الضبط من قبل الطرف الذي يهمه
التعجيل في مواصلة إجراءات الدعوى أو وكيله أو محاميه .و يجب أن تتضمن العريضة
البيانات المحددة في المادة 02من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية و ذلك تحت طائلة
عدم القبول شكال .كما يجب أن تشتمل العريضة على ذكر جميع األطراف األصلية في
الدعوى ،و أن يتم تكليفهم جميعا بالحضور وفقا لمقتضيات المادتين 02و 09من قانون
اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،و يتأكد القاضي من مدى صحة إجراءات إعادة السير في
الدعوى بعد الخبرة ومدى احترامها لإلطار القانوني المحدد في مختلف النصوص المنظمة
1
للخبرة.
لقد أقر قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية جملة من المبادئ في هذا المجال يمكن حصرها
في ما يلي:
.0في إجراءات التحقيق بصفة عامة بما في ذلك الخبرة ،ال يترتب على األمر بإج ارء
من إجراءات التحقيق تخلي القاضي عن الفصل في القضية و الدعوى ال تخرج عن
2
واليته
و هو ما يستوجب إعادة السير في الدعوى أمام نفس الجهة القضائية التى أمرت
بالخبرة.
1
-أحمدفاضل،،المررجعالسابق،ص 510
2
-المادة08منقانوناإلرجرااا المدنة واإلدارة ،وهوماتؤكدهأةضاالفقرة0منالمادة200مننفسالقانون
35
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
.4الحكم الصادر قبل الفصل في الموضوع ،أي الحكم اآلمر بإجراء تحقيق أو خبرة أو
1
أي تدبير آخر مؤقت ال يجوز حجية الشيء المقضي فيه
و لذلك ،فالقاضي يمكنه تعديل مهمة الخبير أو عناصر التحقيق ق أية مرحلة.
.4ال تقبل المعارضة في األوامر و األحكام و القرارات التي تأمر بإجراء التحقيق و ال
يقبل استئنافها أو الطعن فيها بالنقض ،إال مع الحكم الذي يفصل الحقا في موضوع
2
الدعوى
و يبدو أن المشرع يهدف من خالل هذه القاعدة إلى تقليص إجراءات الدعوى و أجالها ،غير
أن تقرير عدم جواز المعارضة قد يجعل األمر أو الحكم أو القرار القاضي بالخبرة مبني على
الرواية التي أعطاها أحد األطراف للوقائع ،و قد يؤدي ذلك إلى تحديد القاضي لمهمة الخبير
بشكل ال يتماشى مع المعطيات الحقيقية للن ازع ،و في هذه الحالة ال تتحقق النتيجة التي
قصدها المشرع من خالل المادة 20من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية عندما سن
قاعدة عدم جواز المعارضة في األحكام اآلمرة بالتحقيق و الخبرة إال مع الحكم الذي يفصل
الحقا في موضوع الدعوى ،بل تتحقق نتيجة عكسية تتمثل في إطالة إجراءات الدعوى و
نيابة تكاليفها.
و من جهة أخرى نص المادة 20السالف ذكرها يبدو غير منسجم مع نص المادة 110من
نفس القانون التي ال تجيز تنفيذ أي سن د تنفيذي بما فيها األحكام القضائية إال إذا كان
3
ممهو ار بالصيغة التنفيذية
و الحصول على الصيغة التنفيذية للحكم ال يتم بدوره إال بعد تبليغ هذا الحكم ألطراف الن ازع
و استيفاء إجراءات الطعن العادية على األقل أي المعارضة و االستئناف.
1
-المادة200السالفالذكر
2
-المادة05مننفسالقانون،وكذاالمادة،001فةماةتعلقباالستئناف
3
-المادة985منقانوناإلرجرااا المدنة واإلدارة ،ترجابلهافيقانوناإلرجرااا المدنة
36
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
فالشخص الذي يحصل على حكم حضوري أو غيابي يقضي بتعين خبير ال يمكنه طبقا
للمادة 110المشار إليها تنفيذ الحكم بالشروع في إجراءات الخبرة إال إذا استخرج الصيغة
التنفيذية للحكم المذكور من كتابة الضبط ،و ال تسلم له هذه الصيغة التنفيذية إال إذا قام
بتبليغ الحكم لألطراف األخرى ،و تمت إجراءات الطعن العادية أو انتهت اآلجال المقررة
لها.
و قد عرفت التطبيقات القضائية أمثلة عديدة تجسد قاعدة عدم جواز الشروع في إجراءات
1
الخبرة إال بعد الحصول على الصيغة التنفيذية للحكم القاضي بالخبرة
كما أن المادة 20من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية السالف ذكرها تبدو غير منسجمة
كذلك مع نص المادة 022فقرة 0من نفس القانون
فيما يعلق بعدم جواز الطعن في األحكام اآلمرة بالخبرة ،فالمادة 20ال تجيز المعارضة و
االستئناف و الطعن بالنقض في األحكام المذكورة ،بينما المادة 022فقرة 0تجعل عدم الجواز
مقصو ار على االستئناف و الطعن بالقض فقط و ال يمتد إلى المعارضة.
فحتى و إن كانت المادة 022تخص إجراءات الخبرة وحدها ،فالمادة 20تخص جميع
إجراءات التحقيق بما فيها الخبرة التي نظمها المشرع أيضا تحت عنوان إجراءات التحقيق.
إن المبادرة إلى إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة متروكة لألطراف كما سلفت بيانه فعلى
الطرف الذي يهمه التعجيل أن يسعى لدى أمانة الضبط للحصول على نسخة من الخبرة بعد
أن يسدد المصاريف المستحقة للخبير ،و يقوم إجراءات إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة.
1
-مرجلسقضااالبلةدة،الغرف العقارة قراربتارةخ،08/52/2882قضة رقم101/2882قضة رقم(9810/2882غةرمنشور) .
37
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
و طبقا للمادة 94من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية يتم استئناف السير في الدعوى
بعد الخبرة عن طريق طلب بسيط ،غير أن هذا النص يفتقر للوضوح.
إذ ال يبين الشكل الذي يرد فيه هذا "الطلب البسيط" ،وال اإلجراءات الواجب اتباعها لتقديمه،
و ال الجهة التي يقدم إليها.
فعبارة طلب بسيط " توحي بأن هذا الطلب ال يخضع لإلجراءات الشكلية الصارمة المتعلقة
برفع الدعوى ،و ال لإلجراءات الدقيقة المتعلقة بالتكليف بالحضور
و عمليا تتم إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة بنفس األشكال و اإلجراءات المقررة لرفع
الدعوى ،إذ تقدم عريضة مكتوبة و موقعة و مؤرخة تودع بأمانة الضبط من الطرف المعني
أو وكيله أو محاميه بعدد من النسخ حب عدد األطراف ،و يجب أن تتوفر في تلك العريضة
كل الشروط الني يتطلبها القانون في عريضة إفتتاح الدعوى ،كما يجب على الطرف الذي
يبادر إلى إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة أن يدل الرسوم المحددة قانونا حسب طبيعة
الدعوى و أن يكلف األطراف األخرى بالحضور.
و إذا كانت الخبرة قد أمر بها المجلس القضائي ،فإن إجراءات الدعوى بعد الخبرة يجب أن
يقوم بها محام نيابة عن صاحب الشأن ،باستثناء الحاالت الني يجيز فيها القانون ص ارحة
لألطراف التقاضي بأنفسهم أمام المجلس
و القاضي هو الذي يراقب مدى صحة جميع اإلجراءات المشار إليها ،و ذلك قبل النظر
في نتائج الخبرة.
38
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
ان المادة 09من مرسوم التنفيذي رقم 92/401السالف ذكره تحدد اإلطار العام لألخطاء
المهنية للخبير على أنها كل إخالل باإللزاميات المرتبطة بمهمة الخبير أو بااللتزامات
الناتجة عن أداء هذه المهمة .
أما المادة 41من نفس المرسوم فتذكر جملة من المخالفات تعتبرها أخطاء مهنية على
الخصوص ،و هي :
و يعزف الفقه األخطاء المهنية للخبير بأنها ((:كل محالفة للقوانين واألنظمة المتعلقة بمهنته
أو بمهمته كخبير ،وكل إخالل بنزاهته و شرفه حتى و لو كانت المخالفة متعلقة بوقائع
خارجة عن المهمة المسندة إليه)) .وتحدد المادة 09السالف ذكرها العقوبات التأديبية التي
يمكن أن يتعرض لها الخبير و هي :اإلنذار ،التوبيخ ،لمدة لمدة ال تتجاوز ثالث سنوات ،و
النهائي. الشطب
39
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
إذ المادة 40من المرسوم 401/92السالف ذكره تخول للنائب العام سلطة مباشرة التابعة
التأديبية ضد الخبير بناء على شكوى من أحد األطراف ،أو من تلقاء نفسه في حالة وجود
قرئن كافية تدل على إخالله بالتزاماته.
ا
غير أن هذا النص ال يوضح ما إذا كانت هذه السلطة مخولة للنائب العام على مستوى
المجلس القضائي فقط أم أنها مخولة أيضا للنائب العام على مستوى محكمة العليا.
و نظ ار ألن الجهات القضائية التي يمكنها تعيين الخبير هي المحاكم و المجالس القضائية
فقط دون الم حكمة العليا ،فإنه يستنتج من ذلك أن النائب العام على مستوى المجلس
القضائي هو وحده صاحب سلطة تحريك التابعة التأديبية دون النائب العام على مستوى
المحكمة العليا
بإستثناء الحاالت التي تكون فيها المحكمة العليا مدعوة للفصل في الموضوع إما على إثر
طعن ثاني أو ثالث طبقا للمادة 452فقرة 4و 2من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية
متى كانت المحكمة العليا هي عينت الخبير المرتكب للمخالفة ـ أما على المستوى جهات
القضاء اإلداري ،فيمكن لكل من محافظ الدولة بالمحكمة اإلدارية ،و محافظ الدولة بمجلس
1
الدولة تحريك المتابعة التأديبية ضد الخبير باعتبار الجهتين تفصالن في الموضوع
-أحمدفاضل،المررجعالسابق،ص 590
1
40
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
يقوم النائب العام بالتحريات الالزمة للتأكد من وجود قرائن كافية تدل على إخالل الخبير
باألمانة ،و يمكنه في هذا اإلطار أن يطلب من الخبير تقدم توضيحاته بشأن الوقائع
المنسوبة إليه ،و ذلك قبل أن يباشر التابعة التأديبية ضده ،ثم يحيل الملف التأديبي إلى
رئيس المجلس الذي يستدعي بدونه الخبير و يستمع إلى أقواله للتأكد من ثبوت ما نسب
إليه ،ثم يصدر العقوبة إذا كانت المخالفة تتطلب عقوبة اإلنذار أو التوبيخ .
اما إذا مانت المخالفة تتطلب عقوبة التوقيف لمدة ال تتجاوز ثالث سنوات أو الشطب
1
النهائي ،فإن رئيس المجلي يحيل الملف إلى وزير العدل إلصدار العقوبة
و المالحظ أن المادة 40من المرسوم رقم 401/92السالف الذكر تخول سلطة إصدار
العقوبة التأديبية لرئيس المجلس أو لوزير العدل شخصيا ،و ال تشير إلى وجود هيئة تأديبية
جماعية ،و هو أمر مخالف للقواعد العامة المنظمة لإلجراءات التأديبية التي تنص على
وجود هيئات تأديبية جماعية
و من جهة أخرى لم يبين المرسوم 401/92المشار إليه الطريقة التي يتم بها استدعاء
الخبير للمثول أمام السلطة التأديبية ،و المدة التي تمنح له من أجل الحضور ،و ما إذا
كانت الجلسة علنية أم سرية
كما لم يبين المرسوم ما هي طرق الطعن المتاحة ضد الق اررات التأديبية التي يصرح بها
رئيس المجلس أو وزير العدل
و لم يبين المرسوم أيضا ما هي األخطاء التي يمكن أن تؤدي إلى تسليط عقوبة التوقيف أو
الشطب النهائي ،و ماهي األخطاء التي تسلط فيها عقوبتي اإلنذار و التوبيخ فقط ،و هل
1
-المادة25منالمرسومرقم058/01المؤرخفي58أكتوبر 5001
41
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
تسلط هذه العقوبات على الخبير المعين قضائي ا وحده أم يمكن تسليطها حتى الخبير المعين
باتفاق األطراف يتحملوها أثناء ممارسة مهمتهم .1
ال توجد مهمة قضائية أو غير قضائية بدون مسؤولية ،و لو أن المشرع لم يجرم أفعاال معينة
خاصة بالخبراء ،باستثناء المادة 442من قانون العقوبات التي قصد بها المشرع الخبير
المعين من السلطة القضائية دون سواه في حالة إبدائه رأيا شفويا أو كتابيا كاذبا أو مؤيدا
لوقائع غير مطابقة للحقيقة.
أما فيما عدا ذلك فيتعن الرجوع إلى القواعد العامة ،و بالتالي يكون الخبير مسؤوال جنائيا
عندما يخالف نصا من نصوص قانون العقوبات أثناء ممارسته لمهامه و لو أن التابعات
الجزائية ضد الخبراء محدودة و حاالت إدانتهم قليلة نسبيا.
و ال يمكن حصر الحاالت التي يتعرض فيها الخبير للمتابعة الجرائية ،غير أن أهم هذه
الحاالت هي إفشاء السر المهني ،و التصريح الكاذب أو اإلدالء بتقرير يعلم أنه غير مطابق
للحقيقة ،و الرشوة ،و الجروح الغير العمدية الناتجة عن عدم الحيطة و الحذر.
الخبراء الفضائيون ملزمون بواجب الحفاظ على السر المهني سواء كان ذلك في إطار الهام
المسندة لهم أو خارج هذا اإلطار فهم يندرجون ضمن الفئات المذكورة في المادة 410من
قانون العقوبات باعتبارهم المؤتمنين بحكم مهنتهم أو بحكم المهام المنوطة لهم على اسرار
2
أدلي بها إليهم أو اطلعوا عليها بمناسبة ممارسهم لمهامهم
1
-القانونرقم85/58منشوربالرجرةدةالرسمة رقم12الصادرةبتارةخ55رجوةلة 2858
2
-المادة085فقرة5منقانونالعقوبا
42
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
كما تنص المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 92/401المؤرخ في 01أكتوبر 0992
التعلق بشروط التسجيل في قوائم الخبراء القضائيين على أن ((:الخبير القضائي هو
المسؤول الوحيد عن الدراسات و األعمال التي ينجزها.
و يمنع على الخبير القضائي أن يكلف غيره بمهمة أسندت إليه ،و يتعين عليه في جميع
الحاالت أن يحفظ سر ما اطلع عليه )).
و تنص المادة 02من نفس المرسوم على أنه (( :يتعرض الخبير الذي يفشي األسرار التي
اطلع عليها أثناء تأديته لمهامه إلى العقوبات المنصوص عليها في المادة 414من قانون
العقوبات )) .
و المالحظ أن هذا النص يفتقر للدقة ،ألن المادة 414من قانون العقوبات المشار إليها تنم
على نوعين من العقوبات:
عندما يتم اإلدالء باألس ارر إلى أجانب أو إل جزائريين يقيمون في بالد أجنبية تكون العقوبة
هي الحبس من سنتين إل خمس سنوات و غرامة من 211الى 01.111دينار.
و من جهة أخرى فالمادة 414من قانون العقوبات تتعلق بإفشاء أسرار المؤسسات فقط ،في
حي ن أن الخبرة مجالها أوسع إذ يشمل إل جانب المؤسسات الممتلكات العقارية و المنقولة ،و
التحاليل المخبرية ،و الطبية ،و مضاهاة الخطوط والجواب النفسية و العقلية و الجسدية
1
-أحمدفاضل،المررجعالسابق،ص 510
43
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
لألشخاص التطبيعين...و غيرها ،و في أغلب هذه الحاالت ال تكون ثمة جدوى للتفرقة بين
إفشاء األس ارر ألشخاص أجانب أو جزائريين سواء مقيمين في الجزائر أو في بالد أجنبية.
و بناء على ذلك ،نرى أن المادة 02من المرسوم رقم92/401السالف ذكرها كان من
األفضل أن تحيل فيما يخص العقوبة بالنسبة للخبراء إلى المادة 410من قانون العقوبات
بدال من المادة 414من نفس القانون.
و يتبين مما سبق أن الخبير الذي يفشي اسرار أو يدل بوقائع ذات طابع سري إلى أشخاص
آخرين غير القاضي و أط ارف الدعوى يكون مسؤوال جزائيا و يتعرض للعقوبة المنصوص
عليها في المادة 410من قانون العقوبات ،كما يتحمل المسؤولية المدنية الناتجة عن
مسؤوليته الجزائية.1
و بعض التشريعات تتوسع في تقييد الخبير بواجب عدم إفشاء السر المهني إذ ال تجيز له
أن يتناول في تقريره الكتابي أو في تصريحاته الشفوية إال المعلومات التي تحصل عليها
بطريقة قانونية و تتضمن توضيحات لعناصر تدخل ضمن المهمة النوطة به ،و ال تسمح له
بكشف أية معلومات أخرى يكون قد توصل إليها بمناسبة قيامه بمهمته.2
إذ المادة 05من رسوم التنفيذي 92/401المشار إليه اعال تنص على أنه ((:يتعرض
الخبير الذي يبدي رأيا كاذبا أو يؤيد وقائع يعلم أنها غير مطابقة للحقيقة إلى العقوبات
المنصوص عليها في المادة 031من قانون العقوبات )).
1
-محكم النقضالفرنسة ،الغرف الرجنائة ،قراربتارةخ،5000/85/51دالوزالدوري 500،5000
2
- Marie- Anne Frison Rouche et denis mazeaud, L’ expertise, Themes et commentaires, 5001, éd. Dalloz, P 529
et s
44
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
و المادة 442المشار إليها تنص؛ (( الخبير المعين من السلطة القضائية الذي يبدي شفاهه
أو كتابة رأيا كاذبا أو يؤيد وقائع يعلم أنها غير مطابقة للحقيقة ،و ذلك في أية حالة كانت
عليها اإلجراءات ،تطبق عليه العقوبات المقررة لشهادة الزور وفقا للتقسيم المنصوص عليه
في المواد 030الى . )) 032
و التقسيم المبين في المواد 444إلى 442المذكورة يميز بين ما إذا كانت شهادة الزور في
المواد الجنايات أم في مواد الجنح أم في مواد المخالفات أم في مواد اإلدارية المدنية و
1
اإلدارية
فتكون العقوبة هي السجن من خمس إلى عشر سنوات في الجنيات ،و الحبس من سنتن الى
خمس سنوات و غ ارمة من 211إلى 5.211دينار في الجنح ،و من سنة إلى ثالث
سنوات و غ ارمة من 211إلى 0.211دينار في المخالفات .أما في المواد المدنية و
غرمة من 211الى 4.111
اإلدارية ،فالعقوبة هي الحبس من سنتين إلى خمس سنوات و ا
دينار .و إذا كان من ادلي بشهادة قد حصر مقابل تلك الشهادة على مبلغ مالي أو أية
مكافأة أو تلقى وعودا ،فيجوز رفع العقوبة لتصبح على النحو التالي:
1
-بطاهرتواتي،الخبرةالقضائة فياالحوالالمدنة والترجارة واالدارة فيالتشرةعالرجزائريوالمقارن،دةوانالوطنيلالشغالالتربوة ،
الرجزائر،2880،ص 581
45
الفصل الثاني :تقيين الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
لقد ألغى المشرع الجزائري المواد من 041إلى 040من قانون العقوبات المتعلقة بالرشوة و
استغالل النفوذ ،و استبدلها بالمواد من 42إلى 42من القانون رقم 10/11المؤرخ في 41
فبراير 4111المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته.
غير أن نصوص هذا القانون الجديد ال تشير إل فئة الخبراء ،و بالتالي ال تسري عليهم ،و
يبقى هؤالء يخضعون ألحكام المواد من 444الى 442من قانون العقوبات مع ظرف
التشديد إذا ثبت أنهم حصلوا على مقابل مالي أو مكافآت من أي نوع كانت او تلقوا وعودا
مقابل إدالئهم بآراء كاذبة أو تأييدهم لوقائع يعلمون أنها غير مطابقة للحقيقة.
و تطبق نفس األحكام على الخبير الذي يتعتد إعطاء رأي يهدف من ورائه إلى منح امتياز
ألحد األطراف على حساب الطرف اآلخر ،أو يقوم ببعض العمليات أو بمنح عن القيام
بعمليات أخرى تحقيقا لمصلحة أحد األطراف.
يمكن تصور قيام المسؤولية الجنائية للخبير في حالة الجروح غير العمدية التي يسببها ألحد
األطراف خاصة أثناء إنجاز لمهمته ،متى ثبت أن ذلك ،كان بسبب إهماله أو ال مباالته أو
عدم مراعاته للحيطة و الحذر الالزمين و في هذه الحالة تطبق على الخبير أحكام المادة
429قانون العقوبات إذا كان العجز الناتج عن اإلصابة يتجاوز ثالثة أشهر
أما إذا كانت مدة العجز الذي أصاب الطرف التضرر أقل من ثالثة أشهر ،فتطبق الفقرة
1
الثانية من المادة 224من نفس القانون
خاتمة
47
خاتمة
الخاتمة :
ان أهمية الخبي ر ودوره في القضاء إلنارة سبيل القاضي على أال يحيد عن روح القانون
يوما بعد يوم ،وذلك في ظل النهضة العلمية وعصر اإلكتشافات التكنولوجية وأخذت
تستقطب نظر المؤتمرات الدولية والتي تعرض الكثير منها إلى هذه األخيرة للدراسة
والتمحيص.
وتجدر بنا اإلشارة إلى أن الخبير ما هو إال مرآة يستعين بها القاضي ليعكس ويكشف عن
الحقيقة إ لى جانب غيرها من الوسائل التي يستعين بها لتحقيق العدالة في أجمل صورها .
وينبغي أن ال ننسى أن المشرع الجزائري وعلى غرار غيره من المشرعين اولى إهتماما
بالغا لهذه اإلستشارة الفنية وحفظ حقوق وأتعاب القائمين بها ،إال أن هذا اإلهتمام يبقى
ضئيال مقارنة بما وصلت إليه الدول الغربية ،مما يؤكد أن التشريع الجزائري وان كان
يسعى جاهدا إلى الكمال إال أنه لم يستنفذ كامل الجهود إلعطاء الوجه األمثل والدور
البارز الذي تلعبه الخبرة القضائية ،خاصة وأنها صورة واضحة على مقدار التطور
العلمي
ومن خالل ما سبق ذكره فقد توصلنا إلى العديد من النتائج والمالحظات التي البد من
إبرازها والمتمثلة في :
وجوب تعيين خبير في مجاالت محددة إذا نص القانون صراحة على ذلك أو في
القضايا التي اليمكن الفصل فيها دون إجراء خبرة
عدم إلزامية تقرير الخبير بالنسبة للقاضي كمبدأ عام ،إال أنه إستثناءا وفي
بعض النزاعات تكون الخبرة هي السبيل الوحيد في اإلثبات ومنه يكون القاضي
مجب ار على األمر بإنجازها واألخذ بنتيجتها ،والحجة له في إستبعادها.
48
خاتمة
على الخبير أن يخضع أثناء تعيينه إلى عدة إجراءات أهمها أداء اليمين ،حيث
يصبح محل ثقة وائتمان وهذا ما يبرزه دوره ويجعله أساسيا في الدعوى ومكمال
لدور القاضي
إن مسؤولية الخبير عن أعماله وأخطائه المهنية قد تعرضه إلى الشطب من قائمة
الخبراء أو التعويض المادي دون اإلخالل بالمتابعات الجزائية ،هذا ما يجعله
حريصا على القيام بتقاريره بكل نزاهة ويوليها العناية الالزمة حتى تكون كالملة
ومستوفية لكل الشروط حتى تكون دليال صحيحا ومصد ار موثوقا لما تتضمنه من
نتائج
وكما سبق قوله فإن المشرع الجزائري ورغم إهتمامه بالخبرة القضائية إال أنه لم يعطيها
العناية والمكانة التي تليق بها ،ولم يسع إلى تطويرها مقارنة بتطور العلوم التي تعتمد
عليها خاصة أمام تزايد الحاجة إليها في الوقت الراهن لتطور طبيعة النزاعات المعروضة
على القضاء ،مما يجعل اإللتفات إلى ضرورة تطوير الخبرة القضائية أمر ضروري
وحتمي ويتجلى ذلك من خالل
ضبط إجراءات الخبرة بصورة دقيقة وذلك تجنبا إلطالة الفصل في النزاع وتخفيف
األعباء على المحاكم
تحديد الحاالت التي تكون فيها الخبرة إجبارية والحاالت التي تكون فيها إستشارية
فقط
وضع نظام لتوزيع المهام بين الخبراء كل حسب تخصصه وبصورة عادلة.
فسح المجال للخبير للقيام ببعض المهام التي لم يسطرها له القاضي والتي يراها
ضرورية وتخدم الموضوع وذلك بعد عرضها على القاضي
إجراء دورات تكوينية للخبراء لمسايرة التطورات العلمية
49
خاتمة
وأخي ار نتمنى أننا قد وفقنا في معالجة هذا الموضوع بهذا العرض المتواضع ،وتمكنا من
إثارة بعض الجوانب الهامة والمحاور الرئيسية فيه ،ونرجوا أن تستمر الدراسات في هذا
الموضوع وذلك لما تتميز به الخبرة من خصائص ومميزات ولتعدد مجاالتها.
50
قائمة المراجع
قائمة المراجع
باللغة العربية
أوال :الكتب
.2بغاشي كريمة ،الخبرة القضائية في المواد المدنية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،
الجزائر2227 ،
.5عثمان آمال عبد الرحيم ،الخبرة في المسائل الجنائية ،دار النهضة العربية القاهرة
.1نصر الدين هنوني و نعيمة تراعي ،الخبرة القضائية في مجال المتازعات القضائية
.7عبد العزيز سعد ،أبحاث تحليلية في قانون اإلجراءات المدنية ،دار هومة ،
الجزائر2221 ،
52
قائمة المراجع
الجامعية2227 ،
.1أحمد فاضل ،الدور االيجابي للقاضي في الدعوى المدنية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
رابعا :المحاكم
1744
.3محكمة النفض الفرنسية ،قرار إجماعي بتاريخ 1791 ،1791/2/13
53
قائمة المراجع
54
الفهرس
الصفحة العناوين
شكر و تقدير
اهداء
أ.ب.ج مقدمة
الفصل األول :ماهية الخبير العقاري و تحديد مهامه
30 املبحث األول :مفهوم اخلبري العقاري
30 املطلب األول :مفهوم اخلبري العقاري و مركزه القانوين يف الدعوى
30 املطلب الثاين :املعايري املعتمدة قضائيا يف تعيني اخلبري العقاري
30 الفرع األول :تعيني اخلبري بأمر إستعجايل
30 الفرع الثاين :تعيني اخلبري بأمر على عريضة
03 املبحث الثاين :مهام اخلبري العقاري و جماالته
03 املطلب األول :مهام اخلبري العقاري
03 الفرع األول :الضوابط اليت حتكم سلطة القاضي يف حتديد مهمة اخلبري
01 الفرع الثاين :إمكانية تعديل مهمة اخلبري أثناء إجنازها
00 الفرع الثالث :عدم جواز تكليف اخلبري بإجراء الصلح بني األطراف
01 املطلب الثاين :حتديد جمال اخلربة و أجل إجنازها
01 الفرع األول :حتيد الوقائع اليت تنصب عليها اخلربة
01 الفرع الثاين :استبعاد املسائل القانونية من جمال اخلربة .
الفص ـ ـل الثـ ــاني :تقييم الخبرة المنجزة من طرف الخبير العقاري و تحديد مسؤولياته
11 املبحث األول :تقييم خربة اخلبري العقاري
11 املطلب األول :تقييم اخلربة من حيث املوضوع
11 الفرع األول :مدى حرية القاضي يف األخذ باخلربة أو عدم األخذ اها
11 الفرع الثاين :األمر خبربة أخرى
00 املطلب الثاين :تقييم اخلربة من حيث الشكل
00 الفرع األول :اإلطار القانوين للخربة و إجراءات الرجوع بعد اخلربة
01 الفرع الثاين :إجراءات إعادة السري يف دعوى بعد اخلربة
01 املبحث الثاين :مسؤولية اخلبري العقاري
03 املطلب االول :املسؤولية التأديبية للخبري العقاري
03 الفرع األول :دور اهليئات القضائية يف مباشرة املتابعة الـتأديبية
00 الفرع الثاين :إجراءات املساءلة التأديبية.
01 املطلب الثاين :املسؤولية اجلزائية للخبري العقاري
01 الفرع األول :إفشاء السر املهين.
00 الفرع الثاين :التصريح الكاذب أو اإلدالء بتقرير غري مطابق للحقيقة
01 الفرع الثالث :الرشوة
01 الفرع الرابع :اجلروح الناجتة عن عدم احليطة و احلذر
01 خامتة
قائمة املراجع
الفهرس