Professional Documents
Culture Documents
التنظيم الدولي
التنظيم الدولي فكرة تاريخية ،تتطلب تضامن الدول على الصعيد العالمي
من أجل تحقيق أهداف معينة ،كما هو الحال في التنظيم الداخلي .
وحتى تكون المنظمة فاعلة يجب أن تحتوي على عدد من الدول التي تقبل اخضاع منازعاتها مع الدول الخرى للقانون الدولي ،والتي يجب أن يضمن احترام
جميع المبادئ القانونية الساسية .
والتنظيم الدولي أرسى فكرة المنظمة الدولية .الذي ينطوي على عدد من الدول المستقلة ،والذي بدأت ارهاصاته في مؤتمر فيينا عام 1815كان هدفه حفظ
السلم الوربي بعد هزيمة نابليون بونابرت.
انشئت المنظمات النهرية أو بشكل لجان النهار الدولية لتقرير حرية الملحة في النهار الدولية ،ثم تلتها التحادات الدارية للبريد والتصال ،ثم أقيم
التحاد الجمركي .وهكذا توالت الهيئات الجماعية للتعبير عن ارادة الدول ،والتي ل تتناقض مع مبدأ سيادة الدول مادامت أنها لتقوم على نظام الجماع .
غير أن هذه المنظمات كانت الخميرة التي أنتجت عصبة المم والمنظمات الدولية المتخصصة مثل منظمة العمل الدولي .
إل أن العصبة قد فشلت لسباب متعددة منها العجز الكامل عن منع الحرب والمنازعات والتسليح وحل المشاكل بالطرق السلمية .
لكن العصبة نجحت في تكريس نظام النتداب في عهدها ،وجسدته على فلسطين وجنوب افريقيا ،فخلقت لنا النظام الستعماري .
قامت الحرب العالمية الثانية وانتهت في سان فرانسيسكو الى اقامة منظمة المم المتحدة عام . 1945
تستند هيئة المم المتحدة على ميثاق دولي يأخذ صورة التفاق الدولي متعدد الطراف .
تتساوى الدول في هذا الميثاق ،الذي تسمو مبادؤه وأهدافه على كافة القواعد الوطنية في مقاصد الهيئة ومبادئها:
مقاصد المم المتحدة هي :
المادة الولى:
- 1حفظ السلم والمن الدولي ،وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع السباب التي تهدد السلم ولزالتها وتقمع أعمال العدوان وغيرها
من وجوه الخلل بالسلم ،وتتذرع بالوسائل السلمية ،وفقا لمبادىء العدل والقانون الدولي ،لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الخلل بالسلم أو لتسويتها .
- 2إنماء العلقات الودية بين المم على أساس احترام المبدأ القاضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها ،وكذلك اتخاذ التدابير
الخرى الملئمة لتعزيز السلم العام .
- 3تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة القتصادية والجتماعية والثقافية والنسانية ،وعلى تعزيز احترام حقوق النسان والحريات الساسية
للناس جميعا والتشجيع على ذلك إطلقا بل تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ،ول تفريق بين الرجال والنساء .
- 4جعل هذه الهيئة مرجعا لتنسيق أعمال المم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات المشتركة
المادة الثانية :
تعمل الهيئة وأعضاؤها في سعيها وراء المقاصد المذكورة في المادة الولى وفقا للمبادئ التية:
تقوم الهيئة على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها -1
لكي يكفل أعضاء الهيئة لنفسهم جميعا الحقوق المترتبة على صفة العضوية يقومون في حسن نية باللتزامات التي أخذوها على أنفسهم بهذا الميثاق . -2
يفض جميع أعضاء الهيئة منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه ليجعل السلم والمن والعدل الدولي عرضة للخطر -3
يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في علقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلمة الراضي أو الستقلل السياسي لية دولة أو على أي -4
وجه ليتفق ومقاصد المم المتحدة .
يقدم جميع العضاء ما في وسعهم من عون إلى المم المتحدة في أي عمل يتخذه وفق هذا الميثاق ،كما يمتنعون عن مساعدة أية دولة تتخذ المم -5
المتحدة إزاءها عمل من أعمال المنع أو القمع .
تعمل الهيئة على أن تسير الدول غير العضاء فيها على هذه المبادئ بقدر ما تقتضيه ضرورة حفظ السلم والمن الدولي. -6
ليس في هذا الميثاق ما يسوغ للمم المتحدة أن تتدخل في الشئون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما ،وليس فيه ما يقتضي العضاء أن -7
يعرضوا مثل هذه المسائل لن تحل بحكم هذا الميثاق ،على أن هذا المبدأ ليخل بتطبيق تدابير القمع الواردة في الفصل السابع .
ماهية المنظمة الدولية :
يتداخل هذا المفهوم مصطلحا مع مفاهيم قانونية أخرى ،كالنظم الدولية ،والتنظيم الدولي ،والمنظمة الدولية .
فالنظم الدولية ينصرف في مفهومه الضيق إلى مجموعة من القواعد القانونية المنظمة لموضوع رئيسي معين ،أو المرتبطة بإطار موضوعي محدد مثل نظم
الحياد والتمثيل الدبلوماسي والقنصلي ،ويذهب أبعد من ذلك إلى المعاهدات الدولية والمؤتمرات والحروب ،فهذا الكائن الجتماعي كما يراه )هوريو( دائم الوجود
والتطور من خصائصه الذاتية خلق القانون وتطبيقه والتطور به بما يتلءم وحاجات الجماعة المتغيرة .
أما التنظيم الدولي فيقصد به التركيب المعنوي للجماعة الدولية منظورا إليه من وجهة نظر ديناميكية تشمل احتمالت تطوره إلى ماهو أفضل ،
أما المنظمة الدولية فيعرفها الستاذ سامي عبد الحميد) ( 1هي كل هيئة دائمة تتمتع بالرادة الذاتية وبالشخصية القانونية الدولية حين تتفق
مجموعة من الدول على انشائها ،كوسيلة من وسائل التعاون الختياري ،بينها في مجال أو مجالت معينة يحددها التفاق المنشئ للمنظمة .
ويخرج الستاذ الغنيمي ) ( 2على المألوف ويسميها المنتظمات الدولية فيرى أن المنتظم الدولي هو مؤتمر دولي –الصل فيه أن يكون على مستوى
الحكومات – مزود بأجهزة لها صفة الدوام ومكنة التعبير عن إرادته الذاتية
ويعرفها الستاذ أبو هيف ) (3تلك المؤسسات المختلفة التي تنشئها مجموعة من الدول على وجه الدوام للضطلع بشأن من الشؤون الدولية العامة
المشتركة .
ويرى الستاذ محمد حافظ غانم) ( 4بأنها هيئات تنشئها مجموعة من الدول للشراف على شان من شئونها وتمنحها اختصاصا ذاتيا معترفا به تباشره هذه
الهيئات في المجتمع الدولي وفي مواجهة الدول العضاء نفسها .
وقد تلقت الستاذه عائشة راتب ) (5مع هذا التعريف ،أما الدكتور عبد العزيز سرحان (6)،فيرى بأنه وحدة قانونية تنشئها الدول لتحقيق غاية معينة ،
وتكون لها إرادة دولية .أما أستاذ مفيد شهاب ) ( 7انه شخص معنوي من أشخاص القانون الدولي العام ينشأ من اتحاد أرادات مجموعة من الدول لرعاية مصالح
مشتركة دائمة بينهما ،ويتمتع بإرادة ذاتية في المجتمع الدولي وفي مواجهة الدول العضاء ،ويلخص الدكتور العناني ) ( 8الوضع ليقرر أن التعريفات العديدة
التي يضعها الفقهاء للمنظمة الدولية تتشابه جميعا من حيث المضمون وتتجه إلى المنظمة الدولية في معناها الدقيق ،فهي الهيئة التي تضم مجموعة من الدول على
نحو دائم سعيا وراء تحقيق أغراض ومصالح مشتركة بينها ،وتتمتع هذه الهيئة باستقلل وأهلية للتعبير عن إرادة ذاتية في المجال الدولي
ويعرفها الدكتور سعيد الدقاق (9) ،ذلك الكيان الدائم ،الذي تقوم الدول بانشائه ،من اجل تحقيق أهداف مشتركة ،يلزم لبلوغها منح هذا الكيان ارادة ذاتية .
وبناء عليه فلكل منظمة عناصر أساسية وهي الكيان الدائم ،والصفة الدولية ،والهداف المشتركة ،والرادة الذاتية أي الشخصية القانونية الدولية
ويشترط بول رويتير) ( 10أن التعبير يستدعي تجمع عنصرين ،فمن حيث هو منتظم لبد أن تكون له إرادة قانونية متميزة عن إرادة أعضائه ،ومن حيث هو
دولي يتكون عادة وليس على سبيل الحصر من الدول .
ويقول ايكهيرس في معرض تحليل المصطلح ،انه يصف عادة منظمة دولية تقام عن طريق التفاق بين دولتين أو أكثر ،إن المصطلح بمعنى المنظمات
الحكومية قد وجد منذ 1815ألم يكن أبكر من ذلك ،ولكنه لم يكتسب أهميته السياسية إل بعد الحرب العالمية الولى ،بل إن إسباغ الشخصية القانونية على المنظمة
جاء في مرحلة أحدث ،وتقيم الدول المنظمات الدولية لتحقيق أهداف بعينها ،فهي بهذا أكثر ما تكون شبها بالشركات في القانون الخاص لن الشركات تسعى هي
الخرى لتحقيق أغراض محددة ،وتختلف السلطات من منظمة إلى أخرى .
إن نقطة النطلق في تعريف المنظمة الدولية هي النظر إليه من حيث هو تطبيق للظاهرة التحادية أي انه يحقق المساهمة والذاتية ،ولذا فان المركز
الساسي الذي يقوم عليه مدرك المنظمة الدولية هو مايزود به من أجهزة دائمة قادرة على أن تعبر عن إرادته ،تلك الجهزة هي التي تمايز بين المنظمة الدولية
إن المنظمة الدولية هي التي تملك قدرا من الذاتية يفصله عن مؤسسيه والدول العضاء فيه يتمتع بأهلية تجانس لوحدة وقدرتها على أن والمؤتمر الدولي .
تعمل باسمها الخاص في نطاق القانون الدولي
ويورد العناصر الساسية للمنظمة الدولية ،حيث تباينت الراء حولها :
الستناد إلى اتفاقية دولية ذات طابع دستوري . -1
عنصر الدوام -2
وجود أمانة عامة دائمة -3
الشخصية القانونية -4
التمتع بقدر معين من الحصانات والمتيازات -5
العتراف بالمنظمة كشخص من أشخاص القانون الدولي الخرى -6
الستعانة ضرورة بعدد من العاملين الدوليين ،وبممثلي الدول العضاء -7
العتراف للمنظمة بسلطة إصدار القرارات -8
التزام الدول أعضاء المنظمة بالعمل على تنفيذ ماقد تصدره من قرارات -9
-10التزام الدول أعضاء المنظمة بالشتراك في تمويل نفقاتها .ومع تعدد هذه العناصر ،يحصر الستاذ سامي عبد الحميد العناصر الربعة التالية :
أ – عنصر الرادة الذاتية
ب -عنصر الكيان المتميز
ج – الستناد الى اتفاقية دولية
د -عدم انتقاص المنظمة من سيادة الدول المشتركة في عضويتها باعتبارها في الواقع مجرد وسيلة للتعاون الختياري بين مجموعة معينة في مجال أو مجالت
محددة يتفق عليها سلفا .
مصادر الشرعية الدولية :
تنشأ المنظمة الدولية بموجب اتفاقية دولية متعددة الطراف تدخل حيز التنفيذ عندما تنظم اليها أو تصادق عليها مجموعة من الدول يحددها ميثاق المنظمة
الدولية
وقد يأخذ التفاق صورة عالمية بأن يفسح المجال لكل دولة مستقلة ذات سيادة أن تنظم اليه بغض النظر عن كونها تقع في أي بقعة جغرافية .
أو يكتسى طابعا اقليميا محددا ،فيسمح لعدد من الدول ذات روابط جغرافية أو حضارية أو اقتصادية أو سياسية بالنضمام اليه .
ويتم عادة اعداد الميثاق في مؤتمر دولي ،تدعى اليه اما الدول المنتصرة في الحرب ،أو الدول القليمية كما حصل بالنسبة لجامعة الدول العربية .
ويحتاج هذا الميثاق الى تصديق الدول العضاء عليه خاصة من يتضمن سلطات تمس سيادة الدول ،والتصديق لم يعد حقا خالصا لرئيس الدولة بل يشاركه فيه
مؤسسات قانونية أو استفتاء شعبي ،لكي تعبر بأمانة عن ارادة الدولة .
ويمتاز الميثاق بصفة عامة على أنه مفتوح لكافة الدول للنضمام اليه كقاعدة عامة ،غير أنه يفرض عليها سلوكا محددا ،اذ يشترط عدم جواز التحفظ علي
أحكام الميثاق .
أما قيمته القانونية فيعد القانون السمى للدول العضاء في المنظمة الدولية وهو مأأكدته المادة 103من الميثاق بصفته القانون الساسي للتنظيم الدولي .
غير أن هذا الميثاق ليس كتابا مقدسا ،اذ يمكن تعديله بموافقة الدول العضاء فيه بالغلبية استنادا الى نصالمادة 108من ميثاق المم المتحدة .
أعطى الميثاق الحق للدولة التي لتوافق على التعديل حق النسحاب منه شريطة أن توفي بالتزاماتها المالية .
وتنظم الحياة الداخلية للمنظمة من خلل المؤتمرات والجتماعات الدورية التي تعقد عادة في مقر المنظمة ،أو في أي مكان يتفق عليه
ولكل منظمة لئحة داخلية تنظم الحياة الداخلية فيها ،وينفذه عدد من الموظفين الدوليين الذين ليمثلون دولهم في المنظمة الدولية ويتمتعون
بالحصانات الدبلوماسية .
غير أن الدول تمثل لدى المنظمة الدولية بوفد رسمي يتألف عادة من عدد محدد ،يتم التحقق من أوراق تفويضهم سنويا ،ولمدة محددة لتتجاوز السنة
الواحدة ،وقد تكون ثابتة بالنسبة لبعض المنظمات القليمية .
ويتم التصويت في المنظمات الدولية اما على أساس الجماع ،أو على أساس الغلبية ،وقد يأخذ شكل السهم كما هوالحال في المنظمات الدولية .
غير أن بعض الهيئات تمنح لبعض أعضائها استثناء صوتا مميزا يسمى حق التحفظ او الفيتو في مجلس المن الدولي ،وهو منظم ويمنح الدول امتيازات عن
الدول الخرى ،وتستطيع من خلله اسقاط أي قرار دولي لتوافق عليه
انواع أو أقسام المنظمات الدولية :
يمكن تقسيم المنظمات الدولية الى :
المنظمات الدولية العالمية والمنظمات الدولية القليمية
المنظمات الدولية الشاملة العامة والمنظمات الدولية المتخصصة -1
المنظمات الدولية الحكومية والمنظمات الدولية غير الحكومية -2
منظمات دولية قضائية ومنظمات دولية ادارية او تشريعية -3
منظمات دولية مفتوحة ومنظمات دولية مغلقة . -4
الشخصية القانونية للمنظمة الدولية
أي الهلية لكتساب الحقوق ،وتحمل الواجبات واللتزامات ،والقيام بالتصرفات القانونية ،ورفع الدعاوى امام القضاء .
وكانت الشخصية القانونية لتمنح ال للدول وتمتعت التحادات الدارية بوصف الشخص القانوني الدولي عام ، 1897وتمتع معهد الزراعة الدولي عام 1914
بوصفه الشخص القانوني الدولي ،وتمتع اتحاد الدانوب ولجنة التعويضات بعد الحرب العالمية الولى بنفس الصفة وقد اعترفت محكمة العدل الدولية عام 1949
بالشخصية القانونية ،فقالت :
إن المنظمة طبيعة خاصة متميزة عن الدول ،تتمتع باهلية تتناسب في ااتساع مجالها او ضيقه مع الهداف التي أنشئت المنظمة من أجل تحقيقها ،وترجع
المسألة الى قضية الكونت برنادوت ،حيث ثار البحث ،هل يحق للمنظمة رفع دعوى قانونية ،أي دعوى المسئولية الدولية عن الضرار التي لحقت بموظفيها ابان
قيامه بمهمته .
قررت المحكمة ،أن الشخاص في نظام قانوني معين ليسوا بالضرورة متماثلين في طبيعتهم ،وفي نطاق حقوقهم ،بل تتوقف على طبيعة ظروف المجتمع الذي
ينشأ فيه على متطلباته ،كما انتهت الى أن الدول ليست وحدها أشخاص القانون الدولي العام ،اذ قد يتمتع بالشخصية القانونية الدولية كائنات أخرى غير الدول ،إذا
ما اقتضت ظروف نشأتها وطبيعة الهداف المنوطة بها تحقيقها العتراف لها بهذه الشخصية .وقد لحظت المحكمة وبحق أنه بينما تتمتع الدول كأصل عام بكافة
الحقوق واللتزامات الدولية التي يعرفها القانون الدولي ،ل تتمتع المنظمات الدولية ضرورة بكل هذه الحقوق واللتزامات ،بل يتوقف مقدار ما تتمتع به من حقوق
والتزامات على أهدافها ووظائفها الخاصة صراحة أو ضمنا من الوثيقة التأسيسية المنشئة ،وما جرت عليه المنظمة نفسها في حياتها الواقعية (11).
ان الوحدة التي تتمتع بحصانات وامتيازات معينة ولها حق الدخول على قدم المساواة في معاهدات مع الدول العضاء هي وحدة يجب العتراف لها بالشخصية
القانونية
اذا وعلى ضوء هذا التحليل ان المنظمة شخص من أشخاص القانون الدولي العام ،وبأن طبيعة اهدافها ووظائفها تقتضي ضرورة العتراف لها بالحق في تحريك
دعوى المسؤولية الدولية في حالة اصابة احد العاملين فيها بالضرر بسبب قيامه بخدمتها .غير أن للستاذ صادق أبو هيف رأي آخر ،فيرى آ ن الشائع في االفقه
الدولي اعتبار الهيئات الدولية التي لها كيان مستقل من أشخاص القانون الدولي العام كما هو شان الدول ،والبابا ،غير أن في هذا الشائع انحراف تلك الهيئات عن
وضعها الحقيقي خلط بين الشخصية الدولية والهلية القانونية ،فهذه الهيئات وبل نزاع يمكن أن تتمتع بالهلية القانونية لقيامها بمهامها ،وهي اهلية خاصة ذات
طابع دولي بما أنها تعمل في المحيط الدولي ،انما هذا ل يستتبع حتما اعتبارها من أشخاص القانون الدولي العام ،لنه لتلزم حتمي بين هذه الهلية وبين الشخصية
الدولية بمفهومها الدقيق ،فالدول ناقصة السيادة لتتمتع في المحيط الدولي بأهلية كاملة ،ول يحول هذا مع ذلك اعتبارها من أشخاص القانون الدولي العام ،لن
هذا القانون يعني بها مباشرة عنايته بالدول الخرى كاملة الهلية ،وليس هذا مركز الهيئات الدولية ،فهذه الهيئات ليس محل عناية هذا القانون لذاتها ،وكل ما
هنالك أنه يخلقها وينظمها لمجرد الستعانة بها على تنفيذ احكامه ،فهي لتخرج عن كونها أداة يستخدمها في تطبيق قواعده على أشخاصه الحقيقيين .وأشخاص
القانون الدولي العام هم الذين من اجلهم وجد هذا القانون ،ووجوده هو نتيجة لوجودهم لحق له ،والشخصية التي تتمع بها الدولة ليست مستمده من هذا القانون ،
وانما هي مستمدة من وجودها ذاته ،ول يملك القانون الدولي أن يغير في هذه الشخصية اذا ثبت للدولة بوجودها ،ول يملك أن يمنح الشخصية الدولية لية هيئة لم
تجمع عناصر الدولة ،لن الدولة كما قلنا تقوم بنفسها على عناصرها الخاصة ول تنشأ عن طريق نص او اتفاق .اما الهيئات الدولية فتستمد وجودها من نص في
القانون تتفق عليه جماعة الدول فحياتها ترتبط بهذا النص وتخضع لرادة هذه الجماعة ،وللدول أن تغير فيها ما شاءت وفقا للوضاع التي تتفق عليها ،بل ولها أن
تقضي على وجودها القانوني بالغاء النص الذي أنشأها ،فهي في يد جماعة الدول كما ذكرنا مجرد اداة يمكن الستغناء عنها او استبدالها بغيرها اذا رؤي عدم
صلحيتها لتحقيق الغرض من وجودها ،ول تملك جماعة الدول أن تفعل ذلك بالنسبة لحد أعضائها ،لن وجود هؤلء العضاء ليتوقف على ارادتها وانما يخضع
لعوامل أخرى لسيطرة لها عليها ويؤيد وجهة نظر ابو هيف ماورد أخيرا في تعليق المين العام للمم المتحدة عام 1956عن الدور الذي تقوم به الهيئة الدولية
العامة ،حيث يقول " واذا ما اخذنا الميثاق ككل لوجدنا أنه ليسبغ على المم المتحدة أي صفة من الصفات التي تجعل منها دولة عليا فوق الدول أو هيئة عاملة خارج
اطار قرارات حكومات الدول العضاء فيها .
ان المم المتحدة هي بالحرى وسيلة للتفاوض بين الحكومات ،ولجلها الى حد ما ،وهي أيضا وسيلة تضاف الى الوسائل الدبلوماسية التي أقرها الزمن
لتوحيد جهود الحكومات في سبيل تأييد اهداف هذا الميثاق "....الى أن قال" وحري بنا أن ندرك المم المتحدة على حقيقتها – فهي اداة للمم ،معترف بعدم كمالها ،
ولكنها ضرورية للعمل على ايجاد تطور سلمي نحو اقامة نظام عالمي أعدل وأوطد .وعلى ذلك يكون وضع الهيئات الدولية التي يكون لها كيان قائم بذاته في عداد
أشخاص القانون الدولي العام أمرا ليتفق مع طبيعة هذه الهيئات ،ويكون الصحيح ان هذه الهيئات تشغل مكانها في المحيط الدولي بوصفها مؤسسات ذات أهلية
قانونية خاصة ل أكثر ول أقل .
اما الستاذ عبد العزيز سرحان فيرى توفر خمسة شروط لبد في نظره من توافرها لتصاف المنظمة الدولية بالشخصية القانونية الدولية وهي :
توافر غاية معينة للمنظمة – ب -تمتع المنظمة بالرادة الذاتية –ج – تمتع المنظمة بسلطات تباشرها في مواجهة الدول العضاء ،وقد تباشرها -1
أيضا في حدود معينة في مواجهة الدول غير العضاء .
د -التنظيم – أي وجود أجهزة تعبر عن ارادة المنظمة ،وهو الذي يجسد وجود الشخص المعنوي ،وعن طريقه يباشر حقوقه ويدافع عنها
هـ -الشتراك في خلق قواعد القانون الدولي
أما الستاذ الغنيمي الذي يغرد دائما خارج السرب ،فيرى النظام القانوني وأشخاصه الذين تخاطبهم قواعده بترتيب الحقوق وفرض الحلول ،فيرى ان للمنظمات
الدولية ذاتية دولية ،وينطلق من النقطة الولية في دراسة الشخصية القانونية في تعريف المقصود بهذا التعبير ،وهنا نجد ان الفقه ينشطر الى مذهبين ،فهناك من
يعرف الشخصية بانها القدرة على كشف الحقوق واللتزام بالواجبات ،الشخصية القانونية تعبير عن العلقة التي تقوم بين وحدة معينة ونظام قانوني محدد ،وتتمثل
هذه العلقة في اسناد هذا النظام مجموعة من الحقوق واللتزامات لهذه الوحدة ولكل نظام التزامات ،ذلك انه لتوجد أشخاص قانونية بالطبيعة ،ولأشخاص قانونية
بالنسبة لكل النظمة ،وتقابل هذا الرأي مدرسة اخرى لتكتفي بالوصف السابق فحسب بل تضيف اليه وصفا آخر فتشترط الى جانب هذه الهيئة القانونية أن تكون
قادرة على انشاء القواعد الدولية بالتراضي مع غيرها من الوحدات المماثلة ،ولما كان جليا ان الجماعة الدولية – على عكس الجماعة الداخلية – لتعرف خطوات
رتيبة مقننة لضفاء الشخصية المعنوية ،فان النظرية التقليدية في القانون الدولي العام تتمسك – أيا كان التعريف الذي نأخذ به – بان أشخاص هذا القانون هي
الدول فحسب ،وعذرها في ذلك انها تعتبر السيادة معيار الشخصية القانونية الدولية ،وركيزة السيادة في نظرها هذة توافر القليم والشعب ،وما دام أن المنظمات
الدولية لتتمتع بالسيادة لعدم توافر الشعب على القل فهي ليست من أشخاص القانون الدولي ،ولكن هذا الرأي معيب ،اذ أن للمنظمات ولية كما هو الحال في ولية
الدول تمارس ولية انفرادية يطلق عليها البعض الولية العضوية تمنحها سلطات تشريعية وتنفيذية بل وقضائية على أجهزتها الخاصة وموظفيها ،واذن ليس هناك
من خلف جوهري بين الدول والمنظمات الدولية ،صحيح أن السيادة عند الكثيرين هي معيار الشخصية القانونية للدول ،ولكن مناقشة الشخصية القانونية بالنسبة
للمنظمات الدولية تحتاج الى نظرة شاملة وأفق أوسع ،غير ان اتجاها يرى أن المنظمات لتتمتع بالشخصية القانونية الدولية :اذ أن الشخصية القانونية بطبيعنها
مركز قانوني يحاج به ا لجميع فمن يكون شخصا من أشخاص نظام قانوني معين يجب أن يقر له بالشخصية من قبل كافة أشخاص هذا النظام ،ان الشخص القانوني
ذى الشخصية النسبية والذي يتسم بمعنى محدود ونطاق خاص ول يقر به بعض أشخاص النظام القانوني ليس ال حيلة .ان الشخصية القانونية في نظام قانون معين
ليمكن ان توجد وان تنعدم في الوقت ذاته ،اذ لبد أن نختار بين احد الفرضين .واذا فبناء الشخصية القانونية على ميثاق المنظمة والقول تبعا بان الشخصية القانونية
للمنظمة هي شخصية نسبية ،وهو قول ينزع منزعا وضعيا في ايجاد حل للمشكلة ،هو عند المنكرين للشخصية رأي خطل ول وزن له .
ولنذكر بجانب ما سلف أن عددا كبيرا من الفقهاء يعتبر ان الشخصية القانونية للمنظمات الدولية هي صياغة فنية خالصة لتتأسس على أية حقيقة سببية .ان
هؤلء الفقهاء ينظرون الى الحقوق واللتزامات المضفاة على المنظمات على انها في الواقع حقوق والتزامات الدول العضاء .
الرأي الخاص للستاذ الغنيمي ،الحق اننا قل أن نجد اليوم فقيها ينكر على المنظمات الدولية الشخصية القانونية انكارا مطلقا لسيما ،وأن دساتير هذه
المنظمات دأبت في تواتر يكاد يكون رتيبا على إضفاء هذه الشخصية على المنظمة المعنية ،ثم ان القضاء الدولي اتخذ لنفسه موقفا واضحا من هذه المشكلة ،
ولكننالنستطيع رغم الدفعة الغالبة في الفقه ،والموقف المتحيز للقضاء الدولي ان نقول ببساطة ان مشكلة الشخصية القانونية الدولية قد حلت بالقياس الى
المنظمات الدولية ،بل ان المشكلة تظل قائمة مع وجود نص صريح في دستور المنظمة ،وذلك أن قصور ميثاق المنظمة عن إيراد نص في شان الشخصية القانونية
ليعني نفي هذه الشخصية عن المنظمة الدولية ،كما ان ايراد نص في هذا الشان ليغير من الحقيقة شيئا ،ان القواعد التي من هذا القبيل لتخلق حكما ،وانما تفصح
عن فكرة يحتاج بيان مداها الى أن تدبر معطيات وضعية ،ان وجود او عدم وجود هذه القواعد ليس بذي بال بالنسبة للفقيه الذي يجب عليه ال يضع في اعتباره بعض
الفكار التي هي في حاجة الى لفت النظر .
ان الجدل الذي شغل الفقه حول الشخصية القانونية للمنظمات الدولية هو في نظره جعجعة بل طحين ،والحديث عن الشخصية القانونية للمنظمة الدولية
لينضبط بمعايير الحديث عن الشخصية القانونية للدولة لن الذين اعترفوا للمنظمة الدولية بالشخصية القانونية اعترفوا في الوقت ذاته بان هذه الشخصية تكسب
المنظمة أهلية محدودة وليست مطلقة كأهلية الدولة .والذين انكروا الشخصية القانونية اعتمدوا في تفنيدهم لحجج المؤيدين على نشاط المنظمة الدولية في
مظهريه السلبي واليجابي – انما يقع في حقيقته على الدول العضاء وليس على المنظمة الدولية الذي ليعدو ان يكون حيلة قانونية .
ان أنصار الشخصية القانونية الدولية للمنظمة يركزون على ما تعنيه هذه الشخصية من أهلية اذ يعتبرون ان اختصاص المنظمة الدولية بمجموعة معينة من
الوظائف يرتب اضفاء الشخصية على المنظمة كما ان كسب المنظمة للشخصية يخوله اتيان تصرفات بذاتها ،والمر عند الغنيمي ان هذه ليست هي الزاوية الصحيحة
التي نعالج بها ومنه مدرك الشخصية القانونية الدولية للمنظمة الدولية ،ذلك لن الختصاصات للمنظمة انما تحدد صراحة او ضمنا من دستوره سواء اعترفنا له
بالشخصية الدولية ام لم نعترف ،وتبعا فان التذرع بالشخصية القانونية الدولية لن يقدم او يؤخر في شان ما للمنتظم من سلطات وما عليه من التزامات .ان الذي
يهم هو توفر الشخصية من حيث هي اما مضمون تلك الشخصية فتفضيل يرجع الى ظروف الشخص القانوني ومركزه الشرعي ،وتلك مسألة ثانوية في بحث
الشخصية القانونية من حيث هي أصل ومبدأ .
كذلك ليمكن أن نأخذ رأي المنكرين للشخصية المعنوية كفكرة من حيث هي على علتها ،ذلك ان وصف الشخصية القانونية للمنظمة الدولية بانها حيلة
قانونية انما ينصرف كذلك الى الدولة ن والقرار بالشخصية القانونية هي ركيزة أساسية في القانون الدولي لنه نظام قام اصل كي يخاطب الشخاص المعنويين .
ان الشخص القانوني هو القادر على المساهمة في خلق القواعد القانونية ،أي تتمتع في خلق وتكوين الرادة الدولية الشارعة .
ان التمتع بالذاتية ليكفي لسباغ الشخصية القانونية على المنظمة الدولية بل لبد ان تصل هذه الذاتية الى حد القدرة على التعبير عن الرادة الدولية الشارعة .
ان الشخصية القانونية تتطلب توافر عنصرين الول أهلية لكتساب الحقوق واللتزام بها والثاني ،القدرة على خلق قواعد قانونية ،وهذا لن يتأتى مالم تتميز ارادة
المنظمة عن ارادة الدول العضاء ،ولهذا يمكن ان تكون الشخصية كاملة او ناقصة فالولى هي التي ليرتبط نشاطها بارادة الدول العضاء فيها ،وهو المر الذي
اتسمت به المم المتحدة حين اعترفت لها الدول بالشخصية القانونية .
والثاني ،الناقصة وهي التي تتمتع بذاتية متميزة عن الدول العضاء تسمح لها القيام بعض التصرفات القانونية .
لذلك ينتهي الستاذ الغنيمي الى القرار بالشخصية القانونية النسبية قاصرة على الدول العضاء التي تعترف بهذه الشخصية .
أما الدكتور فايز انجاك أستاذ القانون الدولي المقتدر فيرى أن الشخصية القانونية مسألة تحتاج الى معرفة خصائص المنظمة الدولية وهي كالتالي :
الخاصية الولى تتألف المنظمة حصرا من مجموعة من الدول ذات السيادة ،وهذه القاعدة الرئيسية لحداث المنظمات الدولية .
الخاصية الثانية :ان المنظمة تتمتع بصفة الديمومة ،تختلف عن المؤتمرات الدبلوماسية في حين أن المنظمة ليست أزلية ولكنها قابلة للدوام والتطور وقد تحدد
الوثيقة التأسيسية عمر المنظمة مثل الحديد والصلب التي قدرت عمرها بخمسين سنة ،ثم تطورت الى السوق الوربية المشتركة وأخيرا التحاد الوربي
الخاصية الثالثة :أن الساس القانوني في أغلب الحيان هو عبارة عن معاهدة دولية
الخاصية الرابعة ،أنها تفترض وجود هدف مشترك تتفق الدول العضاء على تحقيقه ،سياسي اقتصادي أمني أو صحي تجاري زراعي ثقافي .
الخاصية الخامسة هي أن كل منظمة دولية تتضمن أجهزة وهيئات مختلفة ومتنوعة ،هذه الهيئات تسمح للمنظمة بأن يكون لها كيان أو شخصية متميزة عن شخصية
وكيان كل دولة عضوة في المنظمة .
الخاصية السادسة ،هي أن كل منظمة تملك قسطا من الشخصية القانونية تسمح لها بممارسة عدد من الحقوق والواجبات ،ويفرق عادة التوضيح بين نوعين من
الشخصية القانونية للمنظمات الدولية ،الشخصية القانونية الداخلية ،والشخصية القانونية الدولية
ان الشخصية القانونية الداخلية للمنظمات الدولية تسمح للمنظمة أن تمارس عددا من الحقوق التي تناسب الحقوق الممنوحة للشخاص الطبيعيين والعتباريين ضمن
المجال الوطني لدولة ما ،مثل لها المقر تشتريه أو تستأجره ،وابرام العقود والمثول أمام القضاء ،أما الشخصية القانونية على المستوى الدولي ،اذ تتمتع
بالمتيازات والحصانات في أراضي الضرورية لبلوغ الهداف .وينتهي الستاذ انجاك الى أن القضاء الدولي من خلل الرأي الستشاري في قضية الكونت برنادوت عام
1949يرى أن المنظمة مؤهلة لممارسة وظائف والتمتع بحقوق ليمكن أن تبرر ال اذا كانت تملك قسطا كبيرا من الشخصية الدولية ،وأهلية التصرف على
المستوى الدولي وبهذا تكون المنظمة الدولي مجموعة من الدول ذات السيادة ،تتمتع بصفة الديمومة ،أساسها القانوني معاهدة ،هدفها مشترك ،ولها اجهزة وهيئات
مختلفة ،تتمتع بقسط من الشخصية القانونية .
المسؤولية الدولية للمنظمات الدولية
يرى الستاذ مفيد شهاب أن احكام المسؤولية القانونية تمتد لتشمل المنظمات الدولية ،باعتبارها اشخاصا قانونية ،على عكس مايراه الفقه التقليدي من قصر
هذه الحكام على الدول ذات السيادة .وتخضع هذه المسؤولية لنفس القواعد التي يقررها القانون الدولي العام بشان مسؤولية الدولة ،مالم يوجد اتفاق على غير ذلك .
تقرير مسؤولية المنظمات الدولية :
ثارت مناقشة احتمال قيام المسؤولية في مواجهة المنظمات الدولية عندما بدات هذه المنظمات تمارس من الوظائف والختصاصات ما يمكنها من القيام بتصرفات
قد تلحق أضرارا بمصالح أشخاص القانون الوطني مثال ذلك أن تمنع احدى المنظمات من تنفيذ عقد مع احد التجار ،او أن يلحق احد موظفيها ضررا بأحد الفراد ،
ومثال ذلك أيضا أن تتسبب قوات مسلحة تابعة للمم المتحدة في اصابة بعض الفراد ،فقد ترى الدول التي يتبعها هؤلء الفراد ان هذه التصرفات تخالف أحكام
القانون بما يوجب اعمال قواعد المسؤولية ،وعندئذ يثور التساؤل عن احتمال قيام حق المطالبة الدولية ،في مثل هذه الحوال ،لصالح هؤلء الفراد .
ثم بدا التساؤل عن هذه المسؤولية يمتد ليشمل احتمال قيامها لصالح أشخاص القانون الدولي في حالت اخلل المنظمة الدولية باتفاقية مبرمة مع احدى
الدول او المنظمات الخرى ،أو اذا قامت احدى المنظمات بتصرف يلحق ضررا بدولة او منظمة دولية اخرى .
ومن الطبيعي أن تترتب مسؤولية المنظمة الدولية عن مثل هذه التصرفات ذلك ان المبادىء المسلم بها ،ان من يملك سلطة التصرف يتحمل عبء المسؤولية
وليمكن ان يؤدي تمتع المنظمة الدولية بحصانة عدم الخضوع للقضاء الوطني الى عدم مسؤوليتها عن آثار تصرفاتها ،لذلك يجمع الفقه الذي يعترف للمنظمات
الدولية بالشخصية القانونية على وجوب قيام هذه المسؤولية .كما أن المم المتحدة تقبل من الناحية الواقعية ،تحمل المسؤولية عن تصرفات وكلئها وموظفيها .
ويؤكد القضاء الدولي نفس المبدأ ،فقد أعلنت محكمة العدل الدولية في رأيها الستشاري الصادر في 13جويلية سنة 1954بشان آثار احكام المحكمة الدارية للمم
المتحدة مسؤولية الهيئة العالمية عن تنفيذ العقود التي أبرمتها مع موظفيها .كما أعلنت نفس المحكمة في رأيها الستشاري الصادر في 11افريل 1949اهلية
المم المتحدة في مطالبة دولة غير عضو بالتعويض عن الضرار التي لحقتها والتي لحقت بأحد موظفيها بسبب اغتيال هذا الموظف أثناء تاديته واجباته .واذا كان
هذا الرأي الخير يؤكد حق المنظمة في المطالبة الدولية ،ال انه يقرر في الحقيقة مبدأ صلحياتها لن تكون طرفا في علقة المسؤولية الدولية سواء بصفتها
مدعية أو مدعى عليها .وقد اكدت محكمة العدل الدولية من جديد في رأيها الستشاري الصادر في 30يوليو 1962بشان بعض مصروفات المم المتحدة ،مبدأ
المسؤولية القانونية للمنظمة العالمية في مواجهة الغير .
احكام مسؤولية المنظمة الدولية :
تخضع مسؤولية المنظمة الدولية ،سواء من حيث شروطها الموضوعية او الشكلية لنفس الحكام التي وضعها القانون الدولي بشان مسؤولية الدولة ،وبالتالي
فانها تكون مسؤولية تعاقدية ،اذا امتنعت منظمة دولية عن تنفيذ التزام تعاقدي ،او اذا قامت بتنفيذه على وجه مخالف لشروط التعاقد .كما تكون مسؤولية
تقصيرية في حالة وقوع ضرر تسببت المنظمة في الحاقه بالغير .وتؤكد التطبيقات العملية قيام مسؤولية المنظمة الدولية اما با لستناد الى عنصر الخطأ او
بالستناد الى عنصر الضرر نظرية المخاطر .وليجوز للفراد كقاعدة عامة مساءلة المنظمة الدولية ال عن طريق الدول التي يتبعونها ،استنادا الى قواعد الحماية
الدبلوماسية ،وذلك مالم يوجد نص استثنائي صريح يخولهم حق مساء لة المنظمة مباشرة .اما فيما يتعلق بتطبيق احكام المسؤولية فل تثور ،في العادة أية صعوبات
اذا كانت هناك هيئات تملك سلطة اصدار قرارات نهائية وملزمة في شان التصرفات غير المشروعة .فيرى البعض انه تنشا خلفات كثيرة بشان تحديد شرعية
تصرفات المنظمة الدولية اذا لم توجد مثل هذه الهيئات ،وبصفة خاصة اذا لم تكن هناك هيئة قضائية دولية تملك سلطة اصدار احكام نهائية .وتعتبر الجماعات
الوربية صورة فريدة في هذا الشان حيث يوجد فيها محكمة عدل اوربية لممارسة هذه الوظيفة .أما على صعيد المنظمات الدولية الخرى ،فان محكمة العدل
الدولية لتملك بالنسبة للمنظمات الدولية ال حق اصدار آراء استشارية غير ملزمة وذلك اعمال للمادة 24من النظام الساسي لهذه المحكمة التي تقصر على الدول
وحدها حق اللتجاء اليها في منازعات قضائية تصدر فيها احكاما ملزمة .ومع ذلك ففي المكان التحايل على هذا النص اذا اتفقت دولة مع منظمة دولية على ان تقوم
المنظمة بطلب ابداء رأي استشاري من المحكمة حول تصرف ثار النزاع بسببه بين المنظمة والدولة والتزام الطرفين مسبقا بقبول الرأي كحكم ملزم .وقد أخذت
بهذه الفكرة بالفعل اتفاقية حصانات وامتيازات المم المتحدة المبرمة عام 1946عندما قرر الطراف اعتبار آراء المحكمة الستشارية فيما يتعلق بتفسير هذه
التفاقية ملزم لهم .
واذا كانت آراء محكمة العدل الدولية بشأن تصرفات المنظمات الدولية لتحمل صفة اللزام ،فان ذلك يعني أن يبقى تنفيذها رهنا بارادة المنظمة الدولية
المعنية بها ،واحيانا ،تستجيب المنظمات الدولية لها ،ولكنها تعرض عنها أحيانا أخرى .ومن أمثلة حالت الخذ بالراء الستشارية لمحكمة العدل برأيها الصادر في
8يناير 1960الذي قررت فيه عدم شرعية انتخابات لجنة تأمين الملحة التي اجرتها الجمعية العامة للمنظمة الستشارية الدولية لملحة البحرية في 15جانفي
. 1959فقد قبلت هذه المنظمة اعادة تشكيل اللجنة المذكورة على ضوء ما ارتأته محكمة العدل الدولية ،ومن امثلة الحالت التي لم تاخذ بها المنظمات برأي
المحكمة ما حدث بشان رأيها الستشاري الصادر عام 1960بخصوص مصروفات المم المتحدة ،فقد أفتت المحكمة بأن نفقات قوات األمم المتحدة لحفظ السلم في
الشرق الوسط عام ، 1956وفي الكونغو عام 1960تعد جزءا من مصروفات المم المتحدة وفقا للمادة 17/2من ميثاق الهيئة العالمية ،ويجوز ان يطبق الجزاء الذي
تقرره المادة 19والذي يقضي بحرمان العضو المتأخر في تسديد اشتراكاته المالية من حق التصويت في الجمعية العامة .ورغم قبول الجمعية العامة لهذا الرأي ،ال
ان رفض بعض الدول العضاء ،وخاصة التحاد السوفييتي وفرنسا الخذ به فيما يتعلق بتحديد التزاماتهم المالية في مواجهة الهيئة أدى الى نشوب ازمة خطيرة في
المم المتحدة ،تجنبت الجمعية العامة تفجيرها بأ ن تغاضت من الناحية العملية عن المطالبة بتطبيق رأي المحكمة .وفي الحقيقة فطالما كانت آراء محكمة العدل
غير ملزمة قانونا للمنظمات الدولية ،فانه ليمكن اعتبار رفض اعمالها تصرفا غير قانوني .وازاء هذا الوضع فقد يتعذر حل نزاع يكون احد طرفيه منظمة دولية ال
عن طريق التفاق اوالتحكيم .
وتجدر الشارة الى ان مسؤولية المنظمة في مواجهة دولة بها تتقرر طبقا لحكام ميثاق المنظمة ولوائحها الداخلية ،بحيث يكون لهذه الحكام اولوية في
التطبيق حتى في حالة تعارضها مع قواعد القانون الدولي المتعلقة بالمسؤولية ،وذلك ان هذه القواعد ليست من النظام العام بحيث ليجوز التفاق على ما يخالفها .
اما مسؤولية المنظمة في مواجهة دولة غير عضو فل تثور ال اذا أقرت هذه الدولة بتمتع المنظمة بالشخصية القانونية ،أو اذا كان هناك اتفاق خاص ينظم هذه
المسؤولية الدولية او تلك التي يمكن ان يكون قد تم التفاق عليها .
ماهي نتائج العتراف بالشخصية القانونية للمنظمة الدولية ؟
-حق ابرام اتفاقيات دولية في الحدود اللزمة لتحقيق اهدافها
-مجلس المن يبرم اتفاقيات مع الدول العضاء لوضع قوات مسلحة تحت تصرف المجلس
اتفاقيات المقر في الدول الكائن مقر المنظمة فيها
-التفاقات مع الوكالت المتخصصة استنادا الى المادة -57والمادة 63
-أسهمت في تكوين قواعد عرفية دولية ،وتتولى احلل قوة الحجة محل حجة القوة في حل المنازعات الدولية ،واتخاذ التوصيات غير الملزمة قانونا لكن حديثا
يعترف بالكثير من الحترام كقوة ادبية ليجوز مجافاتها ،وعندما تتكرر المناداة بها فانه تنقلب الى أعراف دولية لها ما للعرف من قوة قانونية .
-حق تحريك دعوى المسؤولية الدولية لتوفير الحماية الوظيفية
-حق التقاضي أ مام محاكم التحكيم الدولية ،تمتع ممثلي الدول العضاء في المنظمة ببعض المتيازات الخاصة .
-حق التمتع بالحصانات والمتيازات في مواجهة الدول العضاء ودول المقر .وذلك استنادا الى المادة 104حيث تتمتع المنظمة في بلد كل عضو من أعضائها
بالهلية القانونية التي تتطلبها قيامها لها بأعباء وظائفها وتحقيق مقاصدها ،فلها حق التعاقد في مجال القانون الداخلي للمنظمة بوضع لوائح داخلية ،لتنظيم
المراكز القانونية على النحو الذي تراه مناسبا وملئما لصدار قرارات ،وانشاء اجهزة فرعية لزمة للقيام بوظائفها مثل لجنة القانون الدولي ،والمحكمة الدارية
الدولية .
-الختصاصات الضمنية للمنظمات الدولية
المنظمةالدولية ،كيان دائم تقوم الدول بانشائه ،من أجل تحقيق أهداف مشتركة ،يلزم لبلوغها منح المنظمة الدولية ذاتية مستقلة .
أ – كيان دائم :تعقد دورات بشكل منظم تباشر نشاطها تختلف عن المؤتمرات الدولية
ب – الصفة الدولية :تنشىء الدول منظمات لها صفة دولية وهي اختيارية في عضويتها عن طريق النضمام .
ج – أهداف المنظمة :تقوم المنظمة من اجل تحقيق اهداف مشتركة بين هذه الدول ،قد تكون سياسية أو امنية أو اقتصادية أو ثقافية .
د – الرادة الذاتية المستقلة – أو الشخصية القانونية الدولية .
للمنظمة اجهزة تصدر عنها أعمال قانونية ،تنصرف آثارها على المنظمة ،ل على الدول .ويجب أن يكون للمنظمة بنيان تنظيمي يستلزم وجود موظفين دوليين
يدينون بالولء للمنظمة ،ويتمتعون بامتيازات وحصانات داخل اقليم الدول العضاء ،وهكذا يستقر أن للمنظمة شخصية قانونية دولية ونتيجة هذا تتمتع المنظمة
بالمزايا التالية :
:في النطاق الدولي ،لها حق ابرام التفاقيات الدولية وحق المشاركة في انشاء قواعد القانون الدولي .وحق تحريك دعوى المسؤولية الدولية وحق التقاضي اول
امام محاكم التحكيم والمحاكم الدولية .
ثانيا :في النطاق الداخلي للمنظمة نفسها ،لها حق التعاقد مع من تحتاج اليهم وتنظم مراكزهم القانونية وحق وضع قواعد مالية ،وحق التقاضي امــام المحــاكم
الداخلية للمنظمة مثل محكمة العمل الدولية .
غير أن هذه الشخصية محكومة ومحدودة بالوظائف التي تقوم بها المنظمة لتحقيق اهدافها ،ول تثبت إل في الحدود الني ذكرها الميثاق
وعليه آن من يحدد معالم الشخصية الدولية القانونية هم الدول العضاء في المنظمة .
الميثاق المنشىء للمنظمة :
لكل منظمة ميثاق ،بغض النظر عن مسمياته فهو معاهدة أو دستور المنظمة ينظم ويحكم سير عملها ،خاصة فيما يتعلق بممارساتها الداخلية والخارجية .
وهذا الميثاق ينشئه الدول عبر مؤتمر دولي عن طريق اغلبية الدول
الطبيعة القانونية للميثاق :
تسرى احكام الميثاق بمواجهة الدول العضاء بصورة واضحة ول يجوز ابداء التحفظات عليها .وازاء الغموض في نصوصه وعدم تحديد مضمونها وكذلك
ازدواجيتها والتنازع فيما بينها والتداخل بين القواعد العامة والستثناءات ومن هنا يأتي لسد الثغرات والنقائص في ذلك الميثاق عن طريق تفسير الميثاق وذلك باعمال
نظرية الختصاصات الضمنية .
نظرية الختصاصات الضمنية:
قوام هذه النظرية ،أنه عندما تنشأ اوضاعا جديدة يعترف للمنظمات بمباشرة الختصاصات الضمنية التي لم ترد صراحة في الميثاق المؤسس للمنظمة،
واستخلصها ضمنا باعتبارها ضرورية لتحقيق اهداف المنظمة وممارسة وظائفها على أساس افتراض آن الدول عندما قررت انشاء المنظمة انما قررت لها في نفس
الوقت كل ما يلزم من اختصاصات تمكنها من تحقيق الهداف بصورة فعالة ويتيح الفرصة للمنظمة الدولية من أجل تحقيق استقللية شبه كاملة تجاه الدول ومن
ثم يختفي أي دور فعال للدول تجاه المنظمات الدولية.
تطبيقات نظرية الختصاصات الضمنية :
ترتب المسؤولية الدولية على أساس المبادىء المسلم بها آن من يملك سلطة التصرف يتحمل عبء المسؤولية الدولية ،ول يحق لهــا آن تعتــد بحصــاناتها لعــدم
الخضوع للقضاء بعدم مسئولياتها عن آثار تصرفاتها
مسئولية الجمعية العامة للمم المتحدة ازاء السلم والمن الدوليين في قضي التحاد من أجل السلم .
نظرا للشل الذي انتاب مجلس المن الدولي نتيجة مقاطعة التحاد السوفييتي آنذاك جلسات المجلس جراء استعمال امريكا حق الفيتو ضد انضمام الدول
الشتراكية للمم المتحدة ،وبعد انفجار الحرب بين الكوريتين التي كادت آن تورط العالم بحرب عالمية ثالثة ،اخذت الجمعية العامة على عاتقها استنادا إلى المادة
العاشرة قرار التحاد من اجل السلم بارسال قوات دولية إلى كوريا لفض النزاع ونجحت في ذلك وأثار جدل قانونيا نتيجة المصاريف التي تكبدتها المم المتحدة
هناك .
قضية الرأي الستشاري الخاص بتعويض الضرار التي تصب موظفي المم المتحدة أثناء تادية وظائفهم في افريل عام 1949
وجهت الجمعية العامة بعد اغتيال اسرائيل الكونت برنادوت وسيط المم المتحدة في فلسطين عام 1948بطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية حول مااذا
كانت المنظمة تملك حق المطالبة بالتعويض عن الضرار التي تلحق بموظفيها أثناء تأدية وظائفهم .
تبين للمحكمة بعد بحث قواعد الحماية الدبلوماسية من الدولة لمواطنيها ،أن هذه القواعد قاصرة على حماية الدول لمواطنيها ،ومن ثم ليمكن تطبيقها على الحالة
المعروضة .
غير أن المحكمة لحظت وضعا جديدا لم يتعرض له مؤسسو الميثاق .لذا واستنادا إلى حق التفسير الموسع ،أن تلجأ إلى روح الميثاق ومعرفة إذا كانت
المبادىء تعترف بذا الحق ام ل ؟
فقررت انه يلزم العتراف بان اعضاء المنظمة الدولية حينما يحددون وظائفها بما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات يمنحون المنظمة في نفس الوقت
الختصاص اللزم لداء وظائفها ،وان حقوق وواجبات المنظمة ترتبط إلى حد كبير بالهداف والوظائف المعلنة في الميثاق المؤسس لها والتطورات التي لحقتها في
العمل .
وأكدت المحكمة انه يجب العتراف للمنظمة بالختصاصات غير المنصوص عليها صراحة في الميثاق ،إذا كانت هذه الختصاصات لزمة لها من أجل ممارسة
وظائفها ،ومن هنا أجابت المحكمة على السؤال المطروح باليجاب معترفة بنوع من الحماية الوظيفية لموظفي المم المتحدة على أساسان ميثاق الهيئة يحتمها
بالضرورة ،فقررت تطبيق نظرية الختصاصات الضمنية لتسد قصورا في الميثاق وتزيد من فعالية المم المتحدة
بالنسبة لقضية جنوب غرب إفريقيا ناميبيا:
تساءلت الجمعية العامة حول رفض جنوب افريقيا وضع القليم تحت الوصاية الدولية ،وطلبت الجمعية العامة إيضاحات حول هذا الموقف .
لم تجد المحكمة نصا تستند اليه ،خاصة ما ورد في عهد العصبة ولم يرد في ميثاق المم المتحدة ،ومع ذلك قررت المحكمة آن الرسالة الحضارية التي استندت إليها جنوب افريقي
لترقية الشعوب وتطويرها تعني فيما تعنيه منح الشعوب حقها في تقرير المصير بنفسها ،وبالتالي فان من حق الجمعية العامة كجهة مختصة بالمراقبة على القليم ناميبيا – بحك
وظائفها العامة استنادا إلى المادة العاشرة من الميثاق التي تخول الجمعية العامة مناقشة جميع المسائل التي تدخل في نطاق الميثاق ومن ثم تطور الموضوع ليطرح مسئولية مجلس
المن الدولي فت تأسيس مجلس المم المتحدة لناميبيا
الرأي الستشاري بأثر أحكام المحكمة الدارية للمم المتحدة عام 1954
بحثت المحكمة بهذا الصدد ردا على تساؤل يتعلق بمعرفة ما إذا كانت الجمعية العامة تمتلك سلطة إنشاء محكمة تصدر أحكاما نهائية في المنازعات التي تثور بين المنظمة وموظ
ام ل؟
لحظت المحكمة ،أن ميثاق المم المتحدة ل يتضمن أي نص صريح يتعلق بهذا الموضوع ومع ذلك فقد أعلنت آن المنظمة الدولية ل يمكن آن تترك موظفيها دون حماية قضائية ،
ذلك يحول دون شعورهم بالستقرار والطمأنينة ،مما ل يمكنهم من أداء اعمالهم وبالتالي تحقيق أهداف المنظمة بالصورة الواجبة ،وبناء عليه قررت آن الختصاص بانشاء المحك
الدارية اختصاص ضمني يجب العتراف به للجمعية العامة باعتبار انه حتمي لتحقيق أهداف المنظمة ووظائفها .
الخلصة
آن محكمة العدل الدولية اعترفت للمنظمة الدولية بمجموعة من الختصاصات التي لم ترد في الميثاق وقد تمسكت بذلك التفسير الواسع من سد أكثر من نقص في الميثاق بل وخ
قواعد جديدة في بعض الحيان مثل مسألة نفقات المم المتحدة حيث اعتبرت المحكمة آن النفقات في قضية التحاد من أجل السلم وإرسال قوات طوارىء دولية إلى مصر والكونغو
وقصة موظفي المم المتحد المسرحين ،هي نفقات قانونية وشرعية وتقع على كاهل المنظمة الدولية .
ومن شأن هذا التفسير بل شك آن يجعل المنظمة الدولية أكثر قدرة على تحقيق اهدافها وفقا لمتطلبات العلقات الدولية المتطورة .
الجهزة الرئيسية للمنظمة الدولية :
تحتم مسألة التخصص ،والتوازن الوقعي بين الدول العضاء ،ول يعقل أن تعهد كافة الختصاصات لجهاز واحد ،لذا أقر الميثاق تعدد أجهزة المنظمة الرئيسية ،
وهي مجلس المن الدولي
،ومحكمة العدل الدولية
،والجمعية العامة ،
والمجلس القتصادي والجتماعي ،
ومجلس الوصاية
،والمانة العامة .
غير أننا سندرس أهمم جهازين ،نظرا لفعاليتهما العملية وهما ،مجلس المن الدولي والمحكمة .محكمة العدل الدولية .
مجلس المن الدولي
يتكون مجلس المن الدولي من خمسة أعضاء دائمين وهم الصين الشعبية – وفرنسا واتحاد الجمهوريات الروسية ،والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندة
والوليات المتحدة المريكية ،وتنخب الجمعية العامة عشرة أعضاء آخرين غير دائمين لمدة سنتين ،ويكون لكل عضو مندوب واحد ،ويؤخذ بعين العتبار مدى
مساهمة أعضاء المم المتحدة في حفظ السلم والمن الدوليين وفي مقاصد الهيئة الخرى ،وكذا يراعا التوزيع الجغرافي .ويتناوب على رئاسة المجلس العضاء
بصورة دورية كل شهر .
ويعتمد المجلس على اللجان الرئيسية وهي لجنة الخبراء ،لجنة قبول العضاء الجدد ،لجنة الجراءات الجماعية ،لجنة أركان الحرب من رؤساء اركان الحرب
الدول الدائمة ،وتعمل تحت اشراف المجلس ،ولها حق انشاء لجان فرعية اقليمية ،يعقد المجلس دوراته في مقر المجلس ،او في أي مكان يراه مناسبا .
التصويت :
لكل دولة عضو في المجلس صوت واحد .غير ان الدولة التي تكون طرف في النزاع ليس لها حق التصويت باستعمال حق الفيتو ،وهنا نميز بين المسائل الموضوعية
والمسائل الجرائية ،فاما المسائل الجرائية فتصدر قرارات المجلس في شانها باغلبية تسعة من اعضائه على القل ،أيا كانت الدول المكونة لهذه الغلبية .
أما المسائل الموضوعية فل تصدر قرارات المجلس في شأنها ال بأغلبية تسعة من العضاء ،بشرط أن يكون من بينهم أصوات العضاء الدائمين متفقة ،أي أغلبية
موصوفة ،تستلزم اجماع الدول الخمس الكبرى ،وهو ماجرىالعمل على تسميته حق العتراض او الفيتو ،على ان هذه التسمية غير دقيقة لن حق العتراض يصدر
بحق قرار صدر فعليا ،ولكن ...وحق العتراض على قرار مازال في مرحلة العداد ،وتؤدي عدم موافقتها الى عدم صدوره .ويكرس هذا الحق مبدأ عدم المساواة
والتمييز بين الدول ،لكن الدول الكبرى أصرت على هذا الشرط ،كشرط لنضمامها ،وتعهدت بعدم استعمال هذا الحق ال في أضيق الحدود .
التفرقة بين المسائل الجرائية والمسائل الموضوعية
المسائل الجرائية :
لم يحدد ميثاق المم المتحدة ماهو متعلق بالموضوع ،فيمكن استخدام حق الفيتو بشانه ،وما هو متعلق باجراءات فتصدر القرارات الخاصة بأغلبية تسعة اعضاء ،
بصرف النظر عن موافقة أو عدم موافقة اعضاء ،غير ان التصريح ان المواد والمسائل الواردة بالمواد من -28الى 32من الميثاق تعد مسائل اجرائية ،وهي :تمثيل
أعضاء المجلس تمثيل دائما في مقر المنظمة ،ووجوب عقد اجتماعات دورية لمجلس المن ،وعقد اجتماعات المجلس في غير المقر ،وانشاء فروع ثانوية تابعة
للمجلس ،ووضع لئحة الجراءات ،واشتراك عضو من أعضاء المم المتحدة بدون تصويت في مناقشة أي مسالة تعرض على المجلس اذا كانت مصالح العضو تتأثر
بها بصفة خاصة ،ودعوة اية دولة تكون طرفا في النزاع دون تصويت ،وتقرير اذا كان نزاع او موقف ما محل للنقاش في المجلس ،ودعوة الجمعية العامة للنعقاد
طبقا للمادة عشرين ،والعلقة بين الجهزة الرئيسية للمنظمة .ويتم التصويت بتسعة أعضاء من الدائمين او المتناوبين .
ا لمسا ئل الموضوعية :
لم يتضمن الميثاق تحديدا للمقصود بالمسائل الموضوعية ،بل أنه لم يستعمل الكلمة ذاتها وهو ما يتضح من نص المادة 27بعد تعديلها ،ان تصدر القرارات في
المسائل الخرى كافة بموافقة تسعة أعضاء ،يكون من بينها أصوات العضاء الدائمين متفقة ،غير ان المذكرة التوضيحية عام 1945تضمنت عبارات عامة بشأن
التفرقة بين وظيفتين للمجلس :إحداهما تتضمن إصدار قرارات ل تدعو إلى اتخاذ مثل تلك التدابير ،واعتبرت الثانية من المسائل الجرائية وبمفهوم المخالفة تكون
الولى من المسائل الموضوعية ،واتفق على أن مسالة التكييف تعتبر مسالة موضوعية
ويصوت المجلس على المسائل الموضوعية بأغلبية تسعة أصوات بشرط ان يكون من بينهم أصوات الدول الدائمة العضوية ،والعتراض يرتب عدم التعرض للمسالة
مثل الدعوة إلى تعديل الميثاق ،وانتخاب قضاة محكمة العدل الدولية وتطبيق الحلول السلمية ،والتفرقة بين النزاع والموقف ،وانتخاب المين العام للمم المتحدة
إن امتناع عضو عن التصويت ل يعتبر اعتراضا عليه ،وكذا فان غياب عضو عن الجلسات ل يحول دون إصدار قرار بذلك ،وقد ثار هذا الموضوع بعد تكرر غياب
التحاد السوفييتي سابقا وروسيا الحالية ،وجرى تفسير للغياب والمتناع يمكن إجمالها :أول :إن الهدف من وراء المتناع عن الجلسات بمثابة استعمال لحق
العتراض يخالف المادة ، 28ويكون الغياب إما إخلل أو تنازل .
ثانيا :إن استعمال حق الفيتو يكون برفع اليدي .
ثالثا :إن الغياب والمتناع لهما هدف واحد الرغبة في اتخاذ موقف سلبي .
رابعا :إن العمل في المجلس وكالة والغياب يعتبر إخلل بها
غيرأن اتجاها آخر يرى أن الباعث على المتناع عن التصويت والمتناع عن الحضور مختلف تماما فالتغيب اعتراض ،ول يوجد نص في الميثاق يقرر شكل العتراض،
ول يوجد نص يلزم الدول العضاء بحضور جلسات المجلس .غير أن هذا الرأي غير موضوعي ول منطقي ،وابسط ما يمكن وصفه به هو التعسف باستعمال الحق،
وأخيراأن الدول الدائمة اتفقت على ان الغياب ليس اعتراضا والعتراض قد يكون مزدوجا وقد يكون خفيا فعندما يعترض على المسائل الجرائية يحولها إلى مسائل
موضوعية ،ثم يعترض عليها مرة ثانية .أما المستتر فهو السيطرة على أصوات العضاء غير الدائمين ويصوتوا لصالح الدولة الدائمة
اختصاصات المجلس ووظائفه:
يختلف مجلس المن عن مجلس العصبة في أن قراراته ملزمة ،وفي انه المختص في تسوية المنازعات الدولية ،واتخاذ تدابير قسرية ،ولقد حددت المدة 24
بمايلي:
-1رغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به منظمة المم المتحدة سريعا وفعال ،يعهد أعضاء تلك الهيئة إلى مجلس المن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السلم
والمن الدوليين ،ويعترفون بأن هذا المجلس يعمل باسمهم عند قيامه بواجباته التي تفرضها عليه تلك التبعات.
-2يعمل مجلس المن في أداء هذه الواجبات ،وفقا لمقاصد المم المتحدة ومبادئها والسلطات الخاصة المخولة لمجلس المن لتمكينه من القيام بهذه الواجبات
مبينه في الفصول 12-8-7-6
يرفع مجلس المن تقارير سنوية ،وتقارير خاصة عند القتضاء الى الجمعية العامة لتنظر فيها -3
رأينا في المادة : 24
-1إن صياغة الفقرة الولى غير موفقة ،فهي تنص على أن أعضاء المم المتحدة هم الذين يعهدون إلى مجلس المن بتبعاته الرئيسية في حفظ السلم والمن
الدوليين .وهذا غير سليم قانونا ،لن الذي يعهد بهذه التبعات الى المجلس هو الميثاق الممي وليس الدول العضاء ،ثم ان المدة تقول ان المجلس يعمل كنائب عن
الدول وباسمهم جميعا ،والحقيقة ان المجلس ليس نائبا عن العضاء بل هو فرع من فروع المم المتحدة ،وهل كلفت الدول المجلس باتخاذ قرارات بحرب الخليج ،
أو بقبول احتلل العراق ،أو أذنت لدولة باستعمال حق الفيتو حتى في المسائل النسانية التي تخص الشعب الفلسطيني ،وهل الدول تقبل بموقف المجلس الذي يحمي
العدوان السرئيلي على الشعب الفلسطيني من خلل عجزه عن اتخاذ قرارات تمنع الستيطان ،وتلزم اسرائيل بالجلء عن الراضي الفلسطينية .واقامة دولة مستقلة
استنادا الى قرارات الجمعية العامة منذ عام 1948وتمنعها من اقامة الجدار المني العازل خاصة وأن محكمة العدل الدولية قالت في رأيها الستشاري ،أن الجدار
ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ،واقامة دولة فلسطينية مستقلة يتمتع فيها النسان الفلسطيني بكافة حقوق النسان التي أقرتها التفاقيتين
لحقوق النسان * 1966الرأي الستشاري الصادر من محكمة العدل الدولية سنة 2004 الدوليتين
-2ان استعمال واجبات في الفقرة الثانية غير موفق ،لن الواجب يتضمن التزاما ويفرض عقوبة ،وليس هناك عقوبات مفروضة على المجلس للقيام بتبعاته ،
فالصلح اذن استعمال كلمة وظائف أو اختصاصات لسيما وأن المادة 24ق ذكرت تحت عنوان الوظائف والصلحيات
-3إن مقارنة بسيطة بين الفقرة الولى والفقرة الثانية تطلعنا على وجود عدم تطابق بينهما ،اذ أن الفقرة الولى تتحدث عن " أمر حفظ السلم والمن الدوليين "
دون تحديد ما يجعلنا نعتقد ان هذا المر يجب أن يؤخذ بمعناه الواسع ،بينما حددت الفقرة الثانيةالقيام بهذه الوظيفة ضمن حدود مقاصد المم المتحدة ومبادئها ،
أي حسب ما جاء في المادتين الولى والثانية ،وهذا يعني تقييد أو تحديداختصاص المجلس ،ومع أن التحليل الدقيق للفقرتين يمكن ان يسفر عن وجود تناقض أو
عدم انسجام بينهما فاننا نرى ان المشرع الدولي قد قصد من المادة 24منح مجلس المن مهمة حفظ السلم والمن الدوليين بشكل واسع وفقا لما اورده الميثاق في
ديباجته .
ان المادة 24لتبين لنا بوضوح جميع الختصاصات التي يتمتع بها المجلس وفي رأينا أن هذه الختصاصات توجز بثلث وظائف رئيسية :
:معاونة فروع الهيئة على أداء مهامها . الوظيفة الولى
فالمجلس ينفرد باصدار توصيات الى الجمعية العامة في بعض المسائل التي ليجوز لها ان تنظر فيها ال باجازته ،كما يجوز لها ان تفصل فيها ال وفق التوصية التي
أصدرها لها في هذا الشان ،وقد حدد الميثاق هذه المسائل على سبيل الحصر وهي :
• التوصية بقبول العضاء الجدد في هيئة المم م 4
• التوصية بايقاف عضو ما م 5
• التوصية بفصل عضو ما م 6
التوصية بانتخاب المين العام م 97 •
• انتخاب قضاة محكمة العدل الدولية بالشتراك مع الجمعية العامة م 10-8-4من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية .
• القيام بالشتراك مع الجمعية العامة بتحديد الشروط التي تبيح لدولة ليست عضوا في المم المتحدة النضمام الى النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية م
،93ويحدد المجلس الشروط التي يجوز بموجبها لسائر الدول الخرى أن تتقاضى امام المحكمة م 35من النظام الساسي ،وله ان يقدم توصياته او يصدر
قراراته بالتدابير التي يجب اتخاذها لتنفيذ أحكام المحكمة عند امتناع احد المتقاضين عن القيام بما يفرضه عليه حكم تصدره المحكمة م 94
• القيام بوظائف هيئة المم التي وردت في المادة 83حول المناطق الستراتيجية
• الموافقة بالشتراك مع الجمعية العامة على تعديل الميثاق م 109
وضع خطط لتنظيم التسلح وعرضعا على الدول العضاء . •
الوظيفة الثانية :تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية :
يقوم المجلس بالنسبة للمواقف أو النزاعات التي يكون من شأنها ،لو استمرت تعريض السلم والمن الدوليين للخطر ،وذلك حينما يرفعه المتنازعون اليه .
والمجلس هو الذي يقدر متى يتعرض السلم للخطر ،ويكتفي بادعاء أحد الطراف
بأن ذلك يعرض السلم للخطر ،واستنادا الى الماد ة 33التي تقرر أن الطراف يلتمسوا حل النزاع بطريق المفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم
والتسوية القضائية ،واذا فشلت الطراف في حل النزاع عليها عرضه على المجلس للنظر والبت فيه ،وللمجلس أن يفحص أي نزاع او موقف قد يؤدي الى احتكاك او
نزاع دولي ،وان استمراره يؤدي الى الخلل بالسلم والمن الدوليين ،ولكل دولة أن تنبه المجلس ،وكل دولة ليست عضوة في الهيئة متى كانت طرفا في النزاع ،
وهذه مسألة موضوعية تحتاج الى تسعة أصوات من بينها العضاء الدائمين ،ويحق للمجلس استخدام طرق الكراه
الوظيفة الثالثة :اختصاصه في حالت تهديد السلم او الخلل به او وقوع عدوان :
استنادا الى المادة ، 39وعلى الطراف المتناع عن العمال الحربية ،وان اخلل أحد الطرفين تعد اخلل بالسلم يستوجب تطبيق الفصل السابع ،ويتخذ المجلس :
-1تدابير مؤقته بدعوة الطراف المتنازعة لما يراه مناسبا .
-2تدابير لتستدعي استعمال العنف ،مثل وقف العلقات القتصادية والمواصلت وقطع العلقات جزئيا او كليا .
-3تدابير عنيفة ،استخدام أعمال العنف كالحصار والعمليات الحربية ،اذا لم تف التدابير السابقة بالغرض ،وذلك بأن تضع الدول قوات مسلحة تحت تصرف هيئة
أركان المجلس .
محكمة العدل الدولية :
استخلفت محكمة العدل الدولية المحكمة السابقة ابان العصبة ،والنظام الساسي للمحكمة جزء من ملحق بالميثاق واعتبرها جزء ليتجزأ منه .
المعيار القضائي استنادا الى المادة 36/1من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية
قررت المادة ان المحكمة تفصل في جميع المنازعات التى ترفع اليها وفقا لحكام القانون الدولي ،وهناك بعض الدول ادرجت ان القبول ليشمل سوى المنازعات
القانونية المحددة ،وهي اربعة :
تفسير معاهدة من المعاهدات الدولية . -1
أية مسألة من مسائل القانون الدولي -2
تحقيق واقعة من الوقائع التي اذا ثبتت كانت خرقا للتزام دولي -3
نوع التعويض المنرتب على خرق التزام دولة ومدى التعويض . -4
،غير أن المادة 38أضافت أن المحكمة تفصل في المنازعات التي ترفع اليها ،غير أن المحكمة قررت ،اذا لم تكن المسألة قانونية فان المحكمة لتملك سلطة تقديرية .
لن وظيفة المحكمة اعلن القانون ،الواجب التطبيق ويجب أن يكون لحكم المحكمة أثر قانوني عملي ،ويبعد الشكوك عن علقاتهم القانونية .وبهدف البتعاد عن
المسائل السياسية والخلقية .
ان المحكمة تفترض أن النزاع المعروض عليها نزاع قانوني ،فمتى تقرر ان النزاع سياسي.؟ان المحكمة غير مؤهلة لقياس الثر السياسي للنزاع ،لذا فان
المحكمة لتمتلك سوى المادة 36كمعيار لتحديد طبيعة النزاع .
لقد دفعت المحكمة بعد صلحيتها للبت في قضة المصايد لنها لتدخل في اطار المادة 36وطلبت من الدول تطبيق قواعد العدل والنصاف
وفي قضية الرهائن في طهران ،اعتبرت ايران أن القضية سياسية ولم تكن المسألة قانونية لنها تتعلق بالثورة اليرانية ،غير أن المحكمة اعتبرت موقف ايران
مساس بالعلقات القنصلية والدبلوماسية ،لذا أصدرت أمرا يتعلق بالتدابير المؤقتة للحماية ،وهنا دمجت المحكمة بين القضايا القانونية والخرى أي السياسية في
نزاع ذو طبيعة مختلطة ترفع الى المحكمة ،ويبدو أن المحكمة مستعدة للفصل في أية قضية تعرض عليها ،وبهذا رفضت موقف نيكارغوا وموقف حكومة طهران ،
وموقف أمريكا في قضية المقر ،وحكمت في القضايا المطروحة عليها .
مفهوم المسالة والنزاع في فتاوى المحكمة :
استنادا الى المادة 65/1للمحكمة أن تفتي في أية مسألة قانونية بناء على طلب أية هيئة رخص لها ميثاق المم المتحدة باستقصائها ،او حصل الترخيص لها بذلك
طبقا لحكام الميثاق ،فما هي المسألة ،وما هو النزاع ؟
المسألة القانونية :
قانونية ،تعني لديها جواب يعتمد على القانون ،والذي بدوره يعتمد على المسائل التاريخية المثبتة ،وفي الحقيقة وردت نزاع ،ومسألة مصطلحات استعملت
في مرحلة العصبة ،غير ان هيئة المم استعملت النزاعات القانونية ،لذا ان الطلب يجب أن ينصب حول الجوانب القانونية المهمة للمسألة .لذا لحظت المحكمة
الروابط القانونية في قضية الصحراء وهي مسألة انهاء الستعمار
لقد انحرفت المحكمة عن المسار القانوني في قضية ناميبيا حين رفضت دعوى ليبريا والحبشة ،على أساس انتفاء المصلحة القانونية برفع الدعوى .
والختصاص الستشاري للمحكمة مقيد اذن بمقتضى الميثاق م 96والنظام الساسي م 65/1بالمسائل القانونية ،وهي تقرر ما اذا كانت مختصة بنظر الطلب
المقدم اليها لصدار رأي استشارى ،وهي لتقدم آراء الحول المسائل القانونية فقط ،واذا كانت غير قانونية عليها ان تمتنع عن تقديم الرأي المطلوب
ان المحكمة تتمتع بسلطة تقديرية لبحث ما اذا كانت ظروف القضية ذات طابع يفرض عليها ممارسة اختصاصاتها ،ونظرا لكونها أحد الجهزة ،فان رأيها يشكل
مساهمة في نشاطات المنظمة ،ولترفض ممارسة اختصاصاتها ال لسباب قهرية ،خاصة وأن طلب الجهزة دائما قانونية ،وأنها لتكترث بالدوافع السياسية او السباب
الكامنة وراءها ،ففي قضية العضوية في المم المتحدة فان الطلب سياسي ،غير أنه وارد من مجلس المن ،فقد نظرت اليها المحكمة في شكلها المجرد ،وقد تكون
الظروف السياسية محفزا لطلب الرأي الستشاري ،وفي قضية المحكمة الدارية ،قالت ان مجرد حقيقة ان المسألة لتتعلق بحقوق الدول لتكفي لتجريد المحكمة من
اختصاص منح لها بمقتضى نظامها الساسي .
مفهوم النزاع :
تنطلق المحكمة دائما قاعدة بأنها يجب أن تبقى وفية لمتطلبات طابعها القضائي
ان المحكمة تقرر وجود نزاع يستوجب وجود نزاع فعلي بين دولتين ،وأن يقدم احد الطراف شكوى او ادعاء او احتجاج حول عمل ،يدحضه الخر.
ففي قضية المقر ،تقضى التفاقية ،أن امريكا دولة المقر لتعرقل وصول ممثلي الدول او أسرهم أو أي شخص تتم دعوته لغراض رسمية او تنقلهم ،بل تتعهد
بحمايتهم ومنحهم الحصانات والمتيازات اللزمة ،غير أن مجلس الشيوخ اعتبر وجود منظمة التحرير امرا غير قانوني على أسلس أنها منظمة ترعى الرهاب ،وعليه
يجب اغلق مقر منظمة التحرير الفلسطينية ،المر الذي دفع الجمعية العامة الى طلب رأي استشاري ،والسؤال المطروح ،هل المنظمة بعد التفاقية ملزمة باللجوء
الى التحكيم الدولي .ان الموضوع ذو أصول سياسية ،وخلفيات القرا رسياسية ناجمة عن العزلة الدولية التي تعيشها دولة اسرائيل نتجة ممارساتها بحق الشعب
الفلسطيني ،ان النزاع الذي ثار بين المنظمة وأمريكا قائم بسبب تحلل امريكا من التزاماتها مع المم المتحدة حول اتفاقية المقر ،في حين اعتبرت امريكا أنه ليوجد
نزاع مع المنظمة ،حيث ان امريكا تكافح الرهاب الدولي الذي يشكل خطرا على السلم والمن الدولي
لقد اعتبرت المحكمة وجود نزاع بين المم المتحدة والوليات المتحدة وهو نزاع قانوني وأمريكا ملزمة باتفاقية المقر وملزمة باللجوء الى التحكيم لتسوية
النزاع
ان المحكمة لتهتم بالجوانب السياسية للنزاع ،بل تعتد بجوانبه القانونية فقط .
دراسة تطبيقية
ًا على أطراف فاعلة أخرى .و أولها المنظمات الدولية ،التي يتعمق دورها مع
ًا أساسيا في التنمية المستدامة ،فإنه ينبغي عليها أن تعتمد أيض
إذا كانت الدول طرف
إنتشار العولمة .
ً المؤسسات التي هي في الغالب الغاية
و بعدها المنظمات غير الحكومية ،التي هي في نفس الوقت لسان حال تطلعات المجتمع و الخبيرة في مجال التنمية .و أخيرا
ً فيما يلي:
الخيرة للسياسات المرسومة المر الذي يحتم دراسته مفصل
وعلى إثر ندوة إستوكهولم لعام ،1972أنشأت الجمعية العامة للمم المتحدة هيئة فرعية هي برنامج المم المتحدة للبيئة )) ،PNUEمهمتها تشجيع النشاطات التي
في صالح البيئة ،و تطبيق برنامج العمل المحدد في ندوة إستوكهولم.
إن برنامج المم المتحدة للبيئة هو الصل في صياغة العديد من التفاقيات الدولية حماية "المياه القليمية" المختلفة ،أو كبريات القضايا مثل بروتوكول مونتريال
و مع ذلك ،كان الـ PNUEرغم الجهد المبذول منذ 1972ورغم دوره الفعال في عقد الندوة حول التنوع البيولوجي،لم ينجح في فرض نفسه كهيئة مركزية
لندوة ريو.
إنبثقت عن التغيير المؤسساتي لمنظمة المم المتحدة أثناء ندوة ريو ،و التي كانت مكلفة بتنفيذ المفكرة .21
رغم إعادة التمركز هذه داخل هيئة خاصة ،فإن حكامة التنمية المستدامة داخل نظام المم المتحدة معقد بسبب وجود عدة وكالت لمنظمة المم المتحدة تهتم من
قريب أو بعيد بقضايا البيئة و التنمية -منظمة المم المتحدة للتغذية و الزراعة ،المنظمة العالمية للصحة ،برنامج المم المتحدة للتنمية ... ،ويضاف إلى ذلك ،عدد
من البرامج والمنظمات الدولية وأمانات التفاقيات الدولية عن التغير المناخي و التصحر.
والثانية تتعلق بوزن هذه الشكال المؤسساتية بالنسبة للمؤسسات القتصادية الدولية ،و بشكل عام تطرح مسالة إعادة تنظيم جذري لهندسة مؤسسات التنمية
المستدامة .و في هذا السياق إقترحت عدة شخصيات سياسية فكرة إنشاء بنية فوقية ،أي منظمة لجنة التنمية المستدامة يتمثل الهدف الرئيسي للجنة التنمية المستدامة
في ضمان تقييم و تطبيق المفكرة 21و تعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات في كافة المجالت و قد ركزت اللجنة على ب
ًا جدامنذ تأسيسها و ذلك بإرساء قاعدة مشتركة للعمل بين الدول المتطورة والدول السائرة في طريق النمو.
ً هام
و لقد لعبت لجنة التنمية المستدامة دورا
إن غالبية هذه الدول مزودة بلجنة وطنية للتنمية المستدامة و الستراتيجيات الوطنية .كما سمحت لجنة التنمية المستدامة بخلق مجال للمناقشة ،حيث توجد ممثلة
ًا من نقصين ،فهي من جهة ل تملك سلطة فعلية تمكنها من فرض إحترام إلتزامات ندوة ريو.
غير أن لجنة التنمية المستدامة تعاني حالي
ًا لصياغة السياسات الدولية ،ل بد أن تؤكد مفكرة عملها على المواضيع القتصادية وأن تكون قادرة على تجنيد
ً حقيقي
وحتى تصبح لجنة التنمية المستدامة مجال
فبتأكيدها على السياسة القتصادية تستطيع لجنة التنمية المستدامة إرساء قاعدة مؤسساتية لتحقيق إجماع حول السياسات و خلق حد أدنى من تجانس المعايير.
تهدف المنظمة إلى البحث في ظروف الزراعة واستقرار في السوق العالمية للمنتجات الزراعية ،ودراسة مصادر المياه والتربة ،ومحاولة تبادل أنواع جديدة من
النباتات واستعمال طرق زراعية متطورة لخدمة العامل والتغذية في العالم ،والمساعدة في برامج المساعدات الفنية ،فهي تعمل على رفع مستوى التغذية وزيادة
القدرة على الإنتاج وحسن توزيع جميع المواد الغذائية والزراعية وما يرتبط بذلك من تحسين أحوال المزارع ومصائد السماك والغابات .وتعمل على رفع مستوى
سكان الريف وتزويدهم بالخبراء والحصاءات ،وتعمل على زيادة مصادر الإنتاج لمسايرة زيادة الإستهلك وما يقتضيه ذلك من إيجاد إستقرار في السوق العالمية
للمنتجات الزراعية ودراسة مصادر المياه والتربة ومحاولة تبادل انواع جديدة من النباتات واستعمال طرق زراعية متطورة لخدمة العاملين بها ولزيادة الإنتاج وعدم
إستهلك التربة .ونشر المعلومات الفنية عن المراض الحيوانية مثل :الطاعون ،وتنمية الثروة المائية والسمكية وإشاعة استعمال السمدة الكيماوية والعضوية ،
(
كذلك تعمل المنظمة على نشر المعلومات المتعلقة بالتغذية الصحية ،ووسائل حفظ المنتجات وبالذات الغذية المحفوظة .وقد أعلنت المنظمة عن حملة عالمية
للتحرر من الجوع من أول يناير – 1960لمدة خمس سنوات تقرر زيادتها إلى عشر ثم تقرر بعد ذلك جعلها غير محددة المدة كمحاولة للقضاء على النقص
الواضح للمواد الغذائية خاصة البروتين ،والذي تعاني منه معظم بلد العالم ويساعد برنامج الطعام العالمي مشاريع التنمية خاصة الزراعية ،ويمول من التبرعات .
المواد الغذائية وعملت على توفير مصادر للشرب والعيش في المناطق التي هاجروا إليها مثل السودان وغيره من البلد الفريقية .وتشرف المنظمة على بعض
المشاريع التي يقوم به الصندوق الخاص للمم المتحدة ،وهي مشاريع تهدف إلى تنمية الزراعة والغابات وصيد السماك
أ -مواجهة التصحر
تعود ظاهرة التصحر قبل كل شيء إلى استغلل الإنسان المفرط للراضي ،وفقدت نتيجتها 1و 2مليار هكتار من الراضي الخصبة ولذا ساهمت المنظمة في
إبرام الإتفاقية الدولية حول التصحر في جوان 1994بتوصيات لتحسين الرأي العام منبهة بخطورة التأثيرات السلبية العالمية التي تنجم من جراء ظاهرة التصحر
ب -المياه :
يعد الحصول على المياه الصالحة للشرب بمثابة رهانات محلية وعالمية وبخاصة الدول النامية إذ نجد أن مليار ونصف نسمة محرومة من هذه المادة ،وهناك
بسبب المياه غير الشروب ،من جهة أخرى تحول الماء غير الشروب إلى أرضية صراع عالمي للحصول على الماء بين العديد من الدول حول منابع مياه الأنهار ،أو
أنها استعملت النهار في النزاعات وتلويثها لحرمان الشعوب من مصادر القوة وحصارها وإهلكها ،لذا فإن هذه المشاكل طرحت في الملتقى العالمي لسنة 1997
وشاركت فيه منظمة الغذية والزراعة بحيوية تم الإتفاق فيه على خطورة ندرة هذه المادة وبعدها الدولي ولكن جهود التسوية التي بذلتها المجموعة الدولية مازالت
ً لتسارع إتلف الغابات الإستوائية من جهة ولن الجراءات المتخذة أثناء ندوة ريو لحماية الغابات ليست سوى مجموعة من المبادئ العامة غير إلزامية من
نظرا
جهة أخرى اقترحت منظمة الأغذية والزراعة والصندوق العالمي للطبيعة في خريف 1992إقامة مجلس لحسن تسيير الغابات ،وتأسس المجلس في أكتوبر 1993
ضافة إلى المنظمات غير الحكومية وفروع الصناعة والتوزيع في قطاع الغابات .
ً بلدا إ
ً ً قدموا من 125
من قبل جمعية تضم 130مشاركا
ثم وضعت اللجنة المديرة للمجلس قائمة المبادئ والمقاييس التي صادق عليها الأعضاء المؤسسون والقابلة للتطبيق على كافة الغابات التي تقع في المناطق
المدارية والمعتدلة والشمالية التي تستغل لإنتاج الخشب ،واعتماد معايير وطنية في تقييم إستدامة العمليات الغابية الخاصة .
د -السماك:
ً
ستغلل خلل سنة 1995كشف تقرير منظمة الغذية عن حصيلة مقلقة للمخزون العالمي للسماك قرابة %70من المخزون تم إستنفاذه واستغلله إ
ً لإخفاق إجراءات التسيير المعمول بها وقتئذ دعت منظمة الغذية والزراعة المجموعة الدولية إلى المصادقة
مفرطا أو بشكل كامل أو هو في طور التجديد ،ونظرا
على مدونة سلوك من أجل صيد مسؤول ،ودفع المؤسسات إلى إعمال المدونة لتسيير المسمكات وتعيين مقاييس التسيير الدائم التي تنطبق على المسمكات وانتقاء
جهود التكيف بالموازاة مع التغيرات الجارية داخل نظام المم المتحدة فإن المنظمات القتصادية ،و في مقدمتها البنك الدولي للنشاء والتعمير بصفته منظمة دولية
ل ،وكانت
ًمتخصصة ،تقترح أن تجعل من التنمية المستدامة مبدأ لعادة تنظيم نشاطاتها غير أن هذه المنظمات لم تكن محضرة لمواجهة هذا الرهان الجديد إل قلي
ًا ما تنعت " بالتلميح " الطريقة التي تأخذ بها هذه
ًا في الوقت الراهن ،من الوساط اليكولوجية ،التي غالب
محاولت إعادة التوحيد هذه محل نقد شديد ،خصوص
لقد تم تحويل منظمة التعاون و التنمية القتصادية .على إثر النتائج المتوصل إليها من طرف فريق من الخبراء ،إقترحت أمانة منظمة التعاون و التنمية القتصادية
فهو ليس مجرد يقظة سياسية لمؤسسة قلقة على مستقبلها ،بل هو تعبير عن إنشغالت المؤسسات الكبرى للصناعة لتجانس السياسات القتصادية الرامية إلى توجيه
عولـمة القتصاد.
وكغيرها من المؤسسات القتصادية المتعددة الطراف ،فإن أمانة منظمة التعاون و التنمية القتصادية ترى في التنمية المستدامة وسيلة لعطاء مؤسستها شرعية من
ً من البرامج الوطنية للعنونة البيئية ،التي ترى إمكانية وجود تأثيرات مميزة لها منذ
غير أن منظمة التجارة العالمية فضلت التصنيف الرادي إيزو 14000بدل
نشأتها كان لمنظمة إيزو الرادة القوية في تسهيل التبادلت الدولية حين وضعت مقاييس إنتاج منسجمة .
غير أن المنظمات غير الحكومية شككت في قدرة هذه المقاييس البيئية على تحسين المحافظة على البيئة ،لن قدرات البلدان النامية التكنولوجية والموارد المالية
وضعف المؤسسات وقلة معلوماتها ل تحظى بقدرات تتيح لها تطبيق معايير إيزو .
ب -البيئة في اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة .
تشير المادة XXفقط من اتفاقية الجات إلى مسألة البيئة فهي تعني الستثناءات الخاصة بأحكام التجارة العامة التي تسعى لحماية صحة النسان والحيوان والنباتات
والموارد غير المتجددة ،ويدرج أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة في مدخل النص التأسيسي للمنظمة العالمية للتجارة ،و الذي إنعكس تفتحه على
ًا لهدف التنمية
القضايا البيئية بوضع لجنة التجارة والبيئة ،بهدف تنمية إنتاج وتجارة السلع والخدمات مع السماح بالستعمال الحسن للموارد العالمية طبق
المستدامة والدفاع والمحافظة على البيئة في نفس الوقت ،وتهدف لجنة التجارة والبيئة إلى تحديد العلقات بين الحكام التجارية والجراءات البيئية بطريقة تسمح
بترقية التنمية المستدامة وهناك جانبان هامان يوجهان عمل لجنة التجارة والبيئة .
ً :إن صلحيات المنظمة العالمية للتجارة في ميدان تنسيق السياسات تقتصر على التجارة وعلى جوانب سياسات البيئة التي قد تكون لها آثار معتبرة على التبادل
أو ل
بين البلدان .
ً :ليست المنظمة العالمية للتجارة هي الهيئة المحافظة على البيئة ول تتدخل في البحث عن الولويات الوطنية أو لوضع معايير فيما يخص البيئة ،إضافة إلى
ثاني ا
أن لجنة التجارة والبيئة وفي حال وجود مشاكل تنسيق متعلقة بتدعيم المحافظة على البيئة ،يجب حلها بطريقة تحفظ مبادئ النظام التجاري المتعدد الطراف
وبهذا تكون النتيجة مخيبة للدول النامية
إن مكونات التنمية المستدامة ،كممتلكات دولية مشتركة ،ليست إذن محددة من طرف
ديمقراطية دولية شبيهة للحكومة .مع ذلك فإنه في مجالت أخرى مثل المالية و التجارة تشكل بعض الجوانب ،التي و صلت إلى مصاف الممتلكات العالمية الجماعية،
موضوع هيئة دولية أكيد ،رغم مؤاخذته على أنه غير ديمقراطي.
هل يمكن إعادة إنتاج ما سبق إعداده منذ 40سنة لصالح حرية المبادلت ،بإنشاء المنظمة العالمية للتجارة ،من أجل النضال ضد الفقر و تدهور النظمة البيئية؟
هيئة فوقية لبرنامج المم المتحدة للبيئة أو توزيع فرق الخبراء؟ إن إقامة الـمعايير البيئية العالمية التي تسمح برفع التحدي في مجال أحكامه التي تطرحها
ًا.
ً متزايد
القواعد التجارية العالمية والضغوطات التنافسية تثير إهتماما
ً بتجميع جزء من هذه النشطة.
إن إنشاء هيئة وحيدة متعددة الطراف و التي تتكفل بالمسائل العالمية المرتبطة بالبيئة والتنمية المستدامة يمكن لها أن تسمح إحتمال
كان هذا القتراح محل نقاش عالمي حاد منذ عدة سنوات
ً مساندا
ً ً أن يلعب دورا
تأوي المانات ،و تطالب بإنشاء منظمة عالمية للبيئية ،حيث يكون فيها برنامج المم المتحدة للبيئة هو عنصرها الجنيني ،يمكنه أيضا
للستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة و في تنسيق الدوات القتصادية و المالية .و من جهة أخرى ،فإن بعض الحكومات والمنظمات مثل )منظمة التعاون و
التنمية القتصادية ) (OCDEتحبذ تدعيم الخبرة البيئية في الهيئات حيث تعتبر فيها البيئة ليست هي الهدف المركزي ،مع زيادة الدعم المالي الكفيل بالبقاء على
النشطة البيئية قوية مثل برنامج المم المتحدة للبيئة ) .(PNUEسيكون لهذا الخير دور في تحليل سير النظمة البيئية وانعكاسات النشطة القتصادية بغية إعداد
المعايير.
الفرع الثالث :المنظمات غير الحكومية )( ONG
ظهر الطلب الجتماعي على التنمية مع ظهور كبريات المنظمات غير الحكومية ذات الصيت العلمي الكبير مثل "السلم الخضر" ) ،(GRENNPACEالصندوق
)، (EARTH FRIENDS OFو قد أدركت هذه المنظمات مدى هشاشة توازن البيئات الطبيعية
ً تعديل قواعد العمل الدولية الجاري العمل بها من لدن الدول و المؤسسات الدولية .شكلت كبريات هذه المنظمات غير
ًا بوسائل مثيرة .حاولت مؤخرا
و عملت أحيان
ًا
وحسب تقدير الخصائيين .فقد أنشئت العديد من المنظمات غير الحكومية القطاعية منها و المحلية بجانب تلك المنظمات ذات الوزن الثقيل… و صارت تلعب حالي
ً في تشكيل وعي بيئي في الهيئات الدولية للتنمية المستدامة.
ً محددا
دورا
ًا في مجال التحسس والتوعية حول مشاكل البيئة وساهم مساهمة فعالة في إعداد و
ل هام
ًًا ،فإنه أنجز عم
البعض من هذه المنظمات ،وإن كان غير معروف إعلمي
متابعة كبريات الندوات الدولية.
وكمثال على ذلك ،شبكة عمل المناخ ) (RACتتابع عن قرب تنفيذ إجراءات بروتوكول طوكيو حول التغير المناخي و تقدم تحاليل من أجل اتخاذ الجراءات
الممكنة للكفاح ضد الحتباس الحراري ) آليات إقتصادية ومالية…( وبصفة عامة ،فإن إندماج مجتمع مدني منظم ضمن السلطة الدولية يدل على ثلث تطورات
جوهرية
وبسبب إحترافية المنظمات غير الحكومية .لم تعد المنظمات ترتكز فقط على
ًا على قدرتها على التحليل و التفكير والقتراح الذي إزدادت أهميته بعد مؤتمر "ريو" .بعدما كانت في السابق مهمتها
قوتها التجنيدية على الصعيد الدولي ،بل أيض
تنحصر على برامج المحافظة على الطبيعة ،صارت تميل ،و منذ سنوات ،للستثمار في كبريات المسائل السياسية والقتصادية للتنمية المستدامة.
هناك العديد من المنظمات غير الحكومية على هيئة شبكات أفقية في ميدان الخبرة ،مثل "المركز العالمي لقانون البيئة و التنمية" ) (CIELوالمؤسسة من أجل
التنمية للدولة و القانون )) FIELDالمختصة في ميدان القانون الدولي للبيئة و التي تقدم خبرة ذات مستوى عالي ،مثل إدراج قواعد البيئة في المنظمة العالمية
للتجارة.
لقد باتت قواعد سير المؤسسات الدولية منفتحة على المنظمات غير الحكومية.
وهكذا ،فإن المم المتحدة أعطت للمئات من هذه المنظمات مكانة المراقب في النقاش الدولي ..لكن ما يلحظ بالخصوص هو النفتاح التدريجي لكبريات المنظمات
القتصادية الدولية على المجتمع المدني.
و من أجل تدعيم الحوار ،قام عدد من هذه المنظمات بإنشاء منظمات غير حكومية ،مثل المركز العالمي للتجارة و التنمية المستدامة يترأسها مدير سابق لبرامج
التحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة ) ،(UICNالذي يقوم بتنسيق تبادل المعلومات بين المنظمات غير الحكومية والمنظمة العالمية للتجارة.
ًا :صارت مواقف المنظمات غير الحكومية أكثر دقة اليوم عما كانت عليه في العشرية السابقة.
و لشبكة البيئة والتنمية المستدامة في أفريقيا مواقف أكثر تباين
ًا داخل المنتظم الممي الذي نسجت معه علقات متينة منذ ندوة
إنتقلت هذه المنظمات من موقف إتسم بالطابع الحتجاجي الـمحض إلى موقف فعال ،خصوص
إستكهولم.
المر لم يعد يتعلق بإدانة و رفض العولمة والتلوث ،بقدر ما يتعلق بإقتراح حلول مقبولة والبحث عن تسوية بالتراضي و إيجاد أرضية للتفاهم والدفاع عن المبادئ
الخلقية في حل المعضلت الدولية .على الرغم من أن المنظمات غير الحكومية ل زالت تعبر عن عدائها للنهج الليبرالي الذي تدافع عنه المؤسسات القتصادية
الدولية ،إل أنها لم تعد متغافلة عن التطورات الجوهرية للعولـمة .لم يبق إل عدد قليل من هذه المنظمات غير الحكومية تطالب ،بصفة جذرية ،بحذف الهيئات مثل
سحب دول أعضاء في المنظمة العالمية للتجارة ) . (OMCو على وجه العموم ،فإن التجاه العام للمنظمات غير الحكومية يسير في اتجاه وضع قواعد دولية تؤمنها
* من النحراف أكثر من تبني إستراتيجيات التراجع الوطني.
ًا بتطبيق السياسات العمومية المستلهمة من التنمية
أحزاب الخضر :تجدر الشارة أيضا إلى ظهور التشكيلت السياسية المطالبة ليس فقط بالدفاع عن البيئة لكن أيض
ًا إلى التواجد والنتشار في دول الجنوب ،وتعمل على نشر الوعي بالمشاكل و التجنيد لصالح
ً في الدول الوروبية ،تؤول حالي
المستدامة ،بعدما جرى إنشاؤها أول
المحافظة على البيئة .و على غرار المنظمات غير الحكومية ،فإن أغلبية أحزاب الخضر إنتقلت من إدانة النظام الرأسمالي إلى مواقف أكثر إصلحية ،البعض منها
ً في حظيرة الحكومات.
أبدى موافقته في أن يكون ممثل
ًا ،لنها تخلق صلة مع عالم
ًا هام
ًا في ترجمة الطلب الجتماعي للبيئة على المستوى السياسي .ويشكل ذلك دعم
ً أصبحت هناك نقابات العمال طرف
النقابات :وأخيرا
الشغل والمؤسسة ،مساهمة بذلك في نشر مبادئ التنمية المستدامة باتجاه مجالت جديدة .وتشكل في هذا الصدد معاهدة مارس 1992للكونفيدرالية الدولية للنقابات
ً في إدانة المشاكل
ً متزايدا
ً دورا
الحرة لصالح أهداف التنمية والبيئة مرحلة هامة لهذه الحركة وزن ليجاد مكونات المجتمع )المجتمع المدني( فهذه تلعب دائما
ً في كبريات الخيارات و
ً جوهريا
ًا عامل
ً في عدد من ندوات المم المتحدة ،كما بات أيض
البيئية و النضمام إلى البرامج الوطنية و الدولية .و بات هذا الوزن بارزا
التوجهات القتصادية الدولية ،كما أمكن ذلك ملحظته في فشل مشروع التفاق المتعدد الطراف حول الستثمار) (AMIفي بداية سنة .1998
لقد أصبحت اليوم المنظمات الدولية غير الحكومية من الشركاء الساسيين لكل من الطراف الحكومية منها و غير الحكومية .إن أي تنمية مستدامة مبنية على نمو
ل يمكن أن يكتب النجاح لي سياسة بيئية ،ول لي مشروع إقتصادي يتسم بالعدالة و النصاف من غير مشاركتها.
ًا بقضايا التنمية المستدامة .وقد تشكلت في هذا الصدد شبكات وطنية ودولية من المؤسسات
لقد أبدى عدد من هذه المؤسسات في السنوات الخيرة هذه إهتمام
شاركت في الندوات الدولية حول البيئة… إن هذا الشغف في المشاركة يمكن تفسيره بوجود إرادة لممارسة ضغط قوي تجاه السلطات العمومية للحفاظ على
المصالح القتصادية .وإذا كانت بعض هذه الشركات معادية أساسا لسياسات التنمية المستدامة ،فإن البعض منها يرى فيها إمكانية جديدة للنمو.
ًا
ًا في وجه حريتها للستثمار والبتكار و بالتالي للتنمية .إن هذا التخوف بات حقيقي
ترى بعض المؤسسات في السياسات الوطنية والدولية للتنمية المستدامة عائق
ًا ،خاصة في مجال التكنولوجيات الحيوية أو الصناعات النووية.
ًا في قطاعات ينعدم اليقين العلمي فيها حول المخاطر البيئوية لبعض النشطة أضحى كبير
خصوص
وعلى العكس من ذلك ،ترى مؤسسات أخرى أن الشغف العام حول التنمية المستدامة يحمل معه إنفتاح أسواق جديدة .وبتطويرها للستراتيجيات الخضراء ،تحاول هذه
المؤسسات أن تحتل مواقع فروع خاصة للستهلك والحصول على مزايا تنافسية ضرورية لنموها ،وضمن هذا الخيار ،تحاول أن تقيم تحالفات مع المنظمات غير
الحكومية ،ول سيما في إطار تطبيق التفاقيات الطوعية )إقتصادية ،قواعد السلوك( .و هكذا نجد تحالف كل من "الصندوق الدولي للطبيعة" و"أنيلفر" )(Unilever
لنشاء ما يعرف بـ )) ،Marine steward ship Concilالهيئة التي تستهدف ترقية التسيير المستدام للصيد البحري بواسطة ما يعرف بـالشهاد اليكولوجي.
* النفتاحيات المحتشمة للمنظمة العالمية للتجارة في ،1997عند المصادقة على إتفاق مراكش ،تزودت المنظمة العالمية للتجارة هي الخرى بجهاز يختص
-إن المنظمة العالمية للتجارة ،التي أوجدت لضبط التبادل السلعي ،قد إصطدمت في الواقع بمسألة الترابط بين طرق تنفيذ المفكرة 21وبين النظام التجاري
ليست مكلفة إل بضبط المبادلت الدولية ،فإنه يبدو من المحتمل أن الدورات القادمة تدرج ضمنها سلسلة من القضايا العصيبة ذات العلقة مع التنمية المستدامة.
المراجع
ص؟ 117
*المعهد الدولي للتنمية المستدامة برنامج المم المتحدة للبيئة 2002 ،توقعات البيئة العالمية . 03 ،
لمتكافئة ) ،منظمة المم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ،مؤشرات التنمية المستدامة ،بطاقة 3أ ، (1998،ص .4
ّ ستيفان قينو ،العولمة والتنمية ال
ص أشرف سويلم ،الدرس المستفاد من إحداث سويتل ) ، 1999الهرام الدولي ،العدد ،41277ديسمبر ، (1999
د .ابراهيم شلبي ،أصول التنظيم الدولي ) ،القاهرة :الدار الجامعية ، ( 1985 ،ص . 518
وثائق المم المتحدة ،برنامج المم المتحدة للبيئة ،روما 29 -25نوفمبر2002 ،
الإجتماع السادس لمؤتمر الطراف في اتفاقية فيينا لحماية طبقة الوزون روما 29 – 25 ،نوفمبر 2002
د .الفت حسن أغا :العلم العربي والقضايا البيئية ،المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية المتجدد
د .محمد سعد أبو عمرة ،دور العلم في معالجة قضايا البيئة)،السياسة الدولية ،العدد ،(110،1992ص 143
ايمان المطيري :حول الثار الجتماعية والقتصادية والثقافية للعولمة – مركز البحاث في النتربولوجيا الجتماعية والثقافية وهران –الجزائر 2002ص 48
أسامة غيث ،هل توجه الضربة القاضية لقتصاديات الدول النامية ) ،الهرام الدولي ،السنة ،124العدد ، 41277ديسمبر . (1999
مدبولي ، ( 2004 ،ص . 9 هيئة د .سمير أمين » ،العولمة ومفهوم الدولة الوطنية « ،الدولة الوطنية وتحديا العولمة ) ،القاهرة :مكتبة
Caldwell d environnment labeling in therade and environnment context 1989 p 12
لحسن عبد المكي » ،التجارة الدولية والبييئة علقات متناقضة« )،منظمة المم المتحدة للتربية والعلوم و الثقافة بطاقة 5ب، (1998 ،ص . 6-1
العولمة ) ،القاهرة :مكتبة مدبولي، د .محمد دويدار» ،المنظمة العالمية للتجارة فلسفتها القتصادية وأبعادها القانونية « ،الدولة الوطنية و تحديات
، (2004ص . 19
سنة ،9العدد ، ( 1985 ، 1ص 65 د .بدرية العوضي ،دور المنظمات الدولية في تطوير القانون الدولي للبيئة ) ،جامعة الكويت ،مجلة الحقوق،
سارة مونقرويل ،أدوات سياسية دولية للبيئة ) ،منظمة المم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ،(1998،ص .5
منذ انهيار التحاد السوفييتي وحرب الخليج عام 1990وحرب البوسنة والهرسك وما آلت اليه من جرائم ابادة وتطهير عرقي للمسلمين في جمهريا يوغسلفيا
السابقة ،ان هذا النظام يحمل فيطياته مخاطر على المنظمة الدولية بصفتها مستودع الشرعية الدولية .
لقد بأ النحراف بالشرعية الدولية في حرب الخليج ،حيث تغاضت المم المتحدة عن عدوان اسرائيل المستمر على الدول العربية وعدم زجرها وارغامها على احترام
الشرعية الدولية نالى الوصول الى امتهانها بارغام الفلسطينيين على التفاوض مع اسرائيل من أجل الوصول الى الحكم الذاتي ،في حين ان الشعب الفلسطينى شعب وله
الحق في دولة مستقلة ذات سيادة أسوة بالشعب الناميبي والشعب الرتيري والشعب الفيتنامي والخ ....
وفي حرب الخليج ،حيث تواطأت الوليات المتحدة المريكية في نشوء الزمة ثم سخرتها واستغلتها لتحقيق اهداف عديدة اهمها :القضاء على العراق كقوة أساسية
ودعامة هامة للمة العربية ،من خلل تدمير منشآته العلمية والنووية لنها ثورة علمية قومية يمكن الستفادة منها للمة العربية ،ثم السيطرة على منابع النفط
وفوائده المالية ن وتدعيم اسرائيل وترسيخ أقدامها في المنطقة .
من جهة أخرى وبعد احتلل العراق جرى تقطيع اوصاله الى منطقة كردية في الشمال وشيعية في الجنوب وسنية في الوسط ،ومصادرة سيادتهم ،وهو امر ليمت
الى الشرعية بصلة اذ من واجب الدول احترام السيادة القليمية ووحدة الراضي لكل دولة .وباعتراف البتاغون المريكي ان البنية الساسية في العراق قد تعرضت
لضرار أثناء حرب الخليج أكثر مما أعلن ووما تستوجبه مقتضيات الحرب
ان انشاء مناطق محظورة على الدولة العراقية الغاء كامل لسيادة تلك الدولة كما جرى في اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل باقامة مناطق منزوعة السلح ،
او مناطق عازلة تحتلها قوات دولية متعددة الجنسيات ،تستعمل وقت الضرورة في العدوان على الشعوب
العودة الى تحكم الدول الكبرى بما يشبه الحكومة العالمية وتجسد ذلك في العديد من المواقف ،
* فلقد أرغمت الجمعية العامة للمم المتحدة على الغاء قرارها باعتبار الصهيونية مساوية للعنصرية ،وحركة استعمارية تهدد السلم والمن الدوليين ،ان ذلك يعنى
الغاء العديد من القرارات مستقبل ،المر الذي يهز جذور الشرعية الدولية ويقوض منظومة حقوق النسان
*مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك
بعد تفكك يوغسلفيا اعلنت البوسنة والهرسك استقللها والتي يمثل المسلمين فيها اكثر من /70ن غير ان الصرب والكروات كاقلية قاموا بحرب ابادة ضد المسلمين
الذين يجب ان يختفوا من أوربا ،وانسحبت الجيوش الدولية ،وسحبت المم المتحدة مراقبيها ليجري التفاق بين الصرب والكروات على تقسيم البوسنة فيما بينهم
وحرمان الغلبية المسلمة من حقوقها ،وتقدم المساعدات الوربية لهم لبادة المسلمين ،وتجويعه وحشده في معسكرات الموت وحرمانهم من مقومات الحياة
لقد انتهت المأساة بارغام المسلمين على قبول التقسيم واقامة حكم ذاتي لهم .
ان مواقف الدول العظمى من شأنه أن يحط من قيمة المم المتحدة ،وانتقال بؤرة لقرار الى الدول العظمى التي ينفرد قطب واحد في تقرير السياسة الدولية
أثر النظام الدولي على دول العالم الثالث :
تتضامن الدول الكبرى لتحجيم ماعداهاها من الدول ال خرى ،على أساس أنها تمثل العدل والخلق .فقد جرى الستيلء على أرصدة العراق وليبيا وايران ومنظمة
التحرير الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية بحجة ممارسة الرهاب الدولي
ويتكامل النظام الدولي وتوزع الدوار ،فتكلف الدول الوربية واليابان بالمهام الثانوية ،وتبقى الساسية للدولة المريكية التي لن تسمح بصعود أية قوة أخرى
تنافسها ،لن مصالح أوربا فوق كل شيء واعتبار ،وأنها كما قال الرئيس نيكسون لترغب في أن ترى أمة عربية موحدة ،لن اسرائيل مفضلة لديها عن سائر العرب
بأموالهم وبامكاناتهم الستراتيجية وثرواتهم الطبيعية
منظمة حلف شمال الطلسي :
نعد هذه المنظمة التي أنشئت بمقتضى معاهدة شمال الطلنطي في 4افريل من منظمات الكتلة الغربية او المعسكر الغربي ،بالمعنى المستقر لذلك في العلقات
الدولية ،ولذلك فهي تضم بجانب دول أوربا الغربية دول أخرى خارج اوربا مثل الوليات المتحدة المريكية ن وكندا ،وهي بالمعنى القليمي الضيق ليست قاصرة
على أوربا الغربية ،وقد أدى ذلك الى نشوء محاولت فقهية ترمي الى تعريف القليمية في دائرة التنظيم الدولي تعريفا يسمح باستقطاب هذه الظاهرة والقول بان
القليمية لتعني فقط مجرد الروابط التي تنشأ بين دول متجاورة جغرافيا ،بل يمكن التأكيد بتوافرها اذا كانت المنظمة تربط بين دول متباعدة جغرافيا ،ولكنها
متماسكة ايديولوجيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ،أي تربطها روابط فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية متشابهة ومتجانسة ن وهذا هو حال الدول العضاء في
حلف شمال الطلسي ،وقد زادت اهمية هذا الحلف بعد انهيار حلف وارسو في عام 1991وتقارب جميع الدول الوربية ،مما ساعد على ابرام معاهدة التعاون والأمن
الأوربي التي بدأ نفاذها في 92/ 11/ 10مما يؤكد الدور الوربي المريكي في النظام الدولي ن ويعيده الى مرحلة الهيمنة الوربية .
ومن ناحية اخرى ،فهناك تساؤل هام عن حقيقة الحلف العسكرية ومدى انسجامها مع مبادىء التنظيم الدولي القليمي التي أرساها ميثاق المم المتحدة ،ويرجع هذا
التساؤل الى أن ميثاق المم المتحدة في جملته ابتداء من من المقدمة وحتى الحكام الواردة في الفصلين السابع والثامن منه يهدف الى القضاء على فكرة استعمال
القوة في العلقات الدولية وتحريم حروب العتداء ن واذا كانت المنظمات القليمية ذات الهداف السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية لتتعارض مع الهدف
الساسي الذي يسعى اليه ميثاق المم المتحدة فان المر بالنسبة للتنظيمات القليمية العسكرية على النقيض ،لن هذه التنظيمات التي تعرف باسم الحلف العسكرية ،
قد يؤدي انتشارها الى اضعاف نظام المن الجماعي المقرر في ميثاق المم المتحدة ،لما قد ينشأ عن هذا النتشار من التنافس بين المناطق العسكرية المختلفة ،المر
الذي قد يتنتهي الى انقسام المجتمع الدولي معسكرات تزيد من حدة التوتر في العلقات الدولية ،ومحاولة بسط نفوذها السياسي والعسكري على المشكلت الدولية ،
ليس فقط في الحدود القليمية التي يقع فيها المعسكران المتنازعلن ،بل أيضا على حلول المشكلت الدولية التي تنشأ خارج هذه المناطق .ولقد تأكدت هذه
الحقيقة بعد أن واجه المعسكر الشرقي حلف شمال الطلنطي تكتل عسكري مقابل له هو حلف وارسو
ويهدف حلف شمال الطلنطي الى ضمان الحماية العسكرية لدول اوربا الغربية بمساعدة الوليات المتحدة المريكية وكندا .
ويلحظ ان الحلف يرتبط بوسائل عديدة بطائفة من التفاقية الدولية ،ولنها تربط بين عدد من أشخاص القانون الدولي – الدول العضاء فيها – ومن ثم فهي جزء
من العلقات الدولية لهذه الدول ن وبهذا المعنى تكون الحلف العسكرية احد الموضوعات التي يهتم بها القانون الدولي العام ،ولكن من المؤكد ان التطبيق العملي
لنظام الحلف العسكرية يقوي من حجج المترددين في اعتبارها من المنظمات الدولية.
دور المنظمات الدولية المتخصصة في الحفاظ على الشرعية الدولية :
لشك أن الوليات المتحدة المريكية ،أبرز الأعضاء في المنظمات الدولية المتخصصة ،لذلك تعمل على اخضاع هذه الوكالت اما عن طريق افلسها ماليا ،او اسقاط
كبار موظفيها الذين غلبوا ضمائرهم على البقاء في مناصبهم والخنوع لمحاولت ابتزازهم ،ولعل أبلغ مثال لذلك ارغام المدير العام السابق لمنظمة اليونسكو على
التخلي عن منصبه وهو عالم افريقي مسلم حاول ان يحافظ على الشرعية الدولية ،وان تكون قرارات اليونسكو متفقة معها ،عندما تصدت المنظمة للجراءات
السرائيلية المتعلقة بالمسجد القصى وغيره من التراث العربي السلمي في فلسطين ن وذلك بهدمها وطمس معالمها ،فانسحبت الوليات المتحدة من اليونسكو
وتبعتها بعض الدول الوربية ،في حين امتنعت دول اوربية اخرى عن سداد التزاماتها المالية ،واتخذن اجراءات مماثلة ضد منظمات العمل الدولية والصحة العالمية
والغذية والزراعة كلما حاولت الوقوف ضد انتهاكات اسرائيل للشرعية الدولية ،واذا استمرت هذه الساسات فان ذلك قد يؤدي الى الى ان تفقد النسانية والمجتمع
الدولي صروحا هامة تعمقت جذورها وترسخت انجازاتها منذ النشأة المبكرة للتنظيم الدولي ،مما يشكل معول هداما للشرعية الدولية والنظام العالمي المؤسس على
دعائمها .
غموض اهداف النظام الدولي الجديد :
يشهد العالم انماطا جديدة في مرحلة انتقالية تتشكل فيها أنماطا جديدة من العلقات الدولية ،ومن ثم فان ما تشهده هذه الدورة ليس وضعا دوليا مستقرا ،وانما جزء
من عملية تطور مستمرة لتزال تاخذ مجراها بحيث يصعب التكهن على وجه اليقين بمستقبل العالم ونظامه في السنوات والعقود القادمة ،ال ان عملية التغير غير
المنقطعة هذه تتطلب تاكيد عد امور ترقى في رأينا لمرتبة الساسات التي يجدر ان تحدد ملمح صورة المستقبل ،وعملية التطور لبد ان تكون انسانية المضمون ن
فلتقدم ولحضارة لتنطلق من احترام النسان وحقوقه وحرياته وكرامته دون تفرقة بسبب لون او دين أو من احترام حقوق الشعوب وحضارتها ومنجزاتها وتحقيق
مطالبها العادلة ،وان التعاون الدولي والعتماد المتبادل على أساس من العدالة والنصاف هما أساس التطور الصحي واقتحام المستقبل ايجابيا ،وان الأمن والسلم
الدوليين في ظل التحديات القائمة هما مسئولية جماعية يتحمل الجميع شمال وجنوبا باعبائها والتزاماتها ،ومن ثم يجب ان يتقاسموا مغانمها ومردوداتها المواتية ن
وفي هذا الشان فل شك ان الدور المتعاظم لمجلس المن الدولي يفرض اعادة النظر في عضويته ونطاق مسئولياته ليكون انعكاسا صادقا للقوى الدولية والقليمية .
وان العلقات الدولية بمفهومها الجديد يجب أن تكون متكاملة في صلبها معقولة في مضمونها ديمقراطية في اطارها ،وعليه فان صياغتها تتطلب المشاركة الجماعية
ن حتى تجيء معبرة عن مصالح المجتمع الدولي بمختلف عناصره تتوازن فيها الحقوق والواجبات ووتكامل السلطات والمسئوليات .
ولشك ان العلقات الدولية في تطورها الراهن تعكس وعيا اعمق وادراكا أوسع يتداخل المستقبل والمصير ،مثلما تعكس تحركا ثابتا نحو الواقعية في التعامل مع
المعضلت القائمة ،ال انها لم تستطع ان تزيل عناصر الشك ومشاعر الحباط لدى الكثير من الدول وبخاصة في العالم الثالث ،بل ادت الى مضاعفتها في اكثر من
موضع وموضوع .واذا كانت بذور التغير تشير الى انحسار المواجهة العسكرية على المستوى العالمي ،فنها بلورت رواسب موروثة من التوترات القليمية والعرقية ،
وهي وان طرحت أنماطا جديدة في الموازين من القطبية الثنائية الى القطبية الواحدة ،ربما مرورا الى القطبية المتعددة فقد حولت معادلة المناقشة بين الشرق
والغرب الى معادلة لم تنته صياغتها بعد بين الشمال والجنوب ،حيث لم تتعرض ول يبدو انها تنوي التعرض بطريقة رشيدة للختلل التاريخي الهام والهائل بين
اقاليم الوفرة واقاليم الندرة ،بين اقاليم التقدم والتخلف ،وهناك خشية حقيقية ان تؤدي عملية ابلتغيير الجارية ،ان هي جرت دون ضوابط متفق عليها ،الى تقنين
هذا الختلل ليكون طابعا للنظام الدولي الجديد بكل مايعنيه ذلك من اضطراب وفوضى .هذه الملمح من صور العالم اليوم وارهاصات العالم الغد تعكس مخاوف
جدية من سيطرة اللعدالة واللتكافؤ في العلقات الدولية ،سياسية وامنية واقتصادية واجتماعية .
ون اهم عناصر بناء العصر الجديد ،ان نجعل من اهداف الميثاق اساسا له ،حتى نكون قادرين وأيضا ضامنين لكفالة العدالة وتعزيز الرقي الجتماعي ورفع مستوى
الحياة في جو افسح من الحرية ،كماقال السيد بطرس غالي في خطته للسلم .
ان هذا في رأي الستاذ سرحان ونحن تلمذته هو الجوهر الحجقيقي لتطور اليجابي ،كما انه الجوهر الحقيقي لي نظام دولي يحرص على الستقرار ويستهدف
اقامة السلم .ولكن اهداف الميثاق ليمكن أن تتحقق والرغبة العارمة في كفالة العدالة وتعزيز الرقي الجتماعي والتقدم القتصادي ليمكن أن تتبلور ،في عصر
تنبعث فيه من جديد مؤشرات عنصرية حادة واخطار تستثار لتهدد حياة بعض المجتمعات ،وارهاصات لعودة التدخل الخارجي في شئون الدول والشعوب ،ومن هنا جاء
على رأس الهداف الساسية التي ركز عليها المين العام في خطته :التصدي بالمعنى الوسع لعمق أسباب التوتر أي العجز القتصادي والجتماعي .
ويجدر ان يشكل علج هذا القصور حجر الزاوية او الساس في العصر الدولي الجديد .وارتباطا بذلك نشير الةى ماقله المين العام :من الممكن أن نلحظ مفهوما
اخلقيا مشتركا يتزايد في الظهور يشيع بين الشعوب وامم العالم ،ويجد تعبيرا عن نفسه في القوانين الدولية التي يعود نشوء الكثير منها الى جهد المم المتحدة ن
ان هذه العبارة تشكل في رأي الستاذ سرحان نقطة تستلزم التوقف عندها ...نحن في حاجة حقا الى مفهوم اخلقي مشترك ،فقد بقى العالم يعاني من سياسات
التفرقة العنصرية عقودا طويلة ،حتى حانت لحظة او فرصة التخلص منها ،فاذا بصراعات عرقية المغزى تثور ودعوات النقاء العرقي تنطلق ،مما يؤكد ان العالم ما
يزال يفتقد ثبات هذا المفهوم الخلقي المشترك او التطور الصحيح والصحي له .والذي يجب ان ينبنى على توافق في الرأي بين مختلف مجتمعاتنا ،على اطار
وقواعد تستند الى محصلة التجارب السياسية التي خضناها منذ الحرب العالمية الثانية ،وتحليل ما تم تحقيقه وما لم يتم ،وما اذا كانت الوثائق العاملة في مجال
حقوق النسان قد أدت دورها ام ان الوقت حان لتطويرها او لستبدالها .
تتسم المرحلة الحالية من عمر المجتمع الدولي بأنها مرحلة التنظيم الدولي ،امتدت إلى كافة مناطق العالم لتقام منظمــات دوليــة ومتخصصــة ،اختصــت
بتعزيز العمل الجتماعي ،والمشاركة في حل العديد من المنازعات التي ثارت بين أعضائها.
وأيا كان المر ،فإن الشيء الذي ل خلف فيه بين جمهور المشتغلين في مسائل القانون الدولي والعلقات والتنظيم الدولي ،فإن العالم وقف على أعتاب
مرحة جديدة ستؤثر على مسار حركة الحداث وأنماط التفاعل بين القوى والمجتمعات السياسية الدولية والعالمية والقليمية على حد سواء ،غير أن المقطوع
بصحته أن تأثيراته قد أخذت تظهر بشيء من الوضوح بالنسبة إلى بعض مجالت منها العلقة بين المم المتحدة والمنظمات القليمية ،وبدأت التصورات المختلفة
لشكل العلقة المستقبلية ،وهل هناك إمكانية للتصدي للمشكلت الدولية كالبيئة والتلوث والطاقة والسيدا والرهاب والتنمية ،وبدأت الدراسات الستراتيجية حول
الدور التكميلي أو اللحاقي للمنظمات القليمية ومدى ملئمة لطار القانوني بشأن علقة هذه المنظمات في الواقع الدولي الراهن ،وهل يجب علينا نبحث عن أهميتها
من حيث هي مصدر قوة أم ضعف للمنظمة الدولية والتنظيم الدولي؟
لذا سنركز في مسألتين:
1
الولى :مكانة التنظيم القليمي في التنظيم الدولي.
-1أن التنظيم القليمي بحكم وجوده في منظمة جغرافية معينة ومحدودة مكانيا عادة ما يكون أكثر قدرة على التعامل اليجابي مع قضايا المنظمة ومشكلتها.
-2يساعد على إبعاد المنظمة التي توجد فيها المنظمة القليمية عن الصراع الدولي للقوى الكبرى.
-3يخفف العبء عن كاهل التنظيم الدولي ويقسم العمل والدوار كما في المجتمعات الداخلية.
-4هو اعتراف بأمر واقع فعل ،ول يمكن إنكار هذه الحقيقة والروابط التي تربط بين المجموعات القليمية ،العربية ،الفريقية ،الوروبية.
الثانية :الدور السلبي للمنظمات القليمية.
2
يرى أنصار هذا التجاه أن القليمية عامل إضعاف وتجزئة وتفتيت للمنظمة الدولية أو للتنظيم الدولي.
فهي ل تستطيع أن تقدم حلول للحلول والمنازعات بدليل أن بعض التنظيمات تؤثر الذهاب إلى محكمة العدل الدولية. -1
إنه في الوقت الذي يتلحم العالم وتتوحد الشعوب وتقام العلقات القتصادية الدولية تعمل تلك المنظمات القليمية على تفتيت الوحدة وتجزئة -2
العمل الدولي وتعقيد المشاكل.
ناصيف حتي القليمية الجديدة في فترة ما بعد الحرب العالمية الباردة مركزدراسات الوحدة العربية 1996 1
3
أول :تسوية النزاعات بالطرق السلمية:
أكد ميثاق المم المتحدة في المواد) (52على أنة يبذل أعضاء المم المتحدة الداخلون في مثل هذه التنظيمات أو الذين تتألف منهم هذه الوكالت كل جهدهم
لتدبير الحل السلمي للمنازعات المحلية عن كريق التنظيمات القليمية أو بواسطة هذه الوكالت القليمية ،وفي فقرة تالية على مجلس المن الدولي أن يشجع
على الستكثار من الحل السلمي لهذه المنازعات المحلية بطريق التنظيمات القليمية أو بواسطة هذه الوكالت ،تلك الوكالت القليمية بطلب من الدول التي
يعنيها المر بالحالة من جانب مجلس المن.
و قد أثار هذا النص تغيرات متباينة ،فهل الدول ملزمة باللجوء إلى مجلس المن الدولي ،هل الهدف طلب المعاونة ،أم أن أعضاء التنظيم عليهم بذل جل
جهودهم لحل المشاكل قبل اللجوء إلى مجلس المن ،سيما أن الخير أعطاها الضوء الخضر لحل منازعاتها سيما أنه قد سهل العلمية بتحديد الوسائل التي يمكن
اللجوء إليها لحل تلك الزمات ،وهي مسألة يمكن اعتبارها تكييف قانوني أو ،وإلزام قانوني ثانيا.
ثانيا :العلقة إكراهية زجرية
جاء في المادة) (53من الميثاق ،أن مجلس المن يستخدم هذه التنظيمات والوكالت القليمية في أعمال القمع كلما رأى ذلك ملئما ،ويكون ذلك تحت إشرافه،
وعلى المنظمات أل تقوم بأي عمل بغير المجلس ،باستثناء تلك الجراءات التي تمنع العدوان من جانب أية دولة من تلك الدول ،ومن هنا تتحدد العلقة على النحو
التالي:
-1مجلس المن الدولي ،الجهاز الساسي الذي كلف بمسؤولية حفظ و المن الدوليين ،والذي يقرر متى يمكن اللجوء إلى القوة العسكرية ،ويضعوها تحت تصرفه ،أو
يعهد إلى عدد من الدول العضاء مثل دول التحالف وهي مسألة من اختصاص المجلس الذي يقرر ذلك وله أن يتجاوز صلحيات المنظمة القليمية.
-2إن نصوص الميثاق غامضة في مسالة العهد ،فهل المقصود التسوية السلمية؟ أم استعمال القوة؟ وما هو مدى إلزاميته ؟ وهل بإمكان المجلس أن يعهد لمنظمة إقليمية
بصلحيات خارج الختصاص المكاني لهذه المنظمة؟ ،وفي الحقيقة فإن المواد) (25و) (301من الميثاق تشير إلى أن أعضاء المم المتحدة يتعهدون بقبول قرارات
المم المتحدة ،إضافة إلى علوية التزامات المم الخرى ،إضافة إلى شروط العضوية ،التي تقرر أن الدولة قادرة على تحمل التزاماته إذا كان المجلس يحتاج إلى
معاونة الدول غير العضاء فمن الولى أن يطلب مساعدة المنظمات القليمية.
التحليل والرأي :
يرصد المشتغلون في مسائل القانون الدولي والعلقات الدولية أن حالة من الغموض تفضل الكتفاء بالمكانات القليمية ،بعدما رسمت المم المتحدة
صورة سلبية على مقدرتها في مجال حفظ السلم في بعض الماكن مثل الكونغو ،المر الذي سمح للمنظمة القليمية أن توجد تسوية سلمية للنزاع القائم لديها ،كما
جسدت ذلك جامعة الدول العربية في ضرورة التعامل مع الزمة في إطار جامعة الدول العربية القادرة على احتوائها ووقف تصعيدها ،وبالرغم من التدخلت الدولية
والسرائيلية فقد نجحت الجامعة العربية بوقف النزيف وتوفير الطار المؤسسي للتباحث،وإيجاد المظلة التي تجمع أطراف النزاع تحتها ليجاد التسوية الممكنة ،وهو
مظهر إيجابي يمكن للمم المتحدة أن تستفيد منه مستقبل تدعيما لعلقاتها مع المنظمات الدولية القليمية.
أما الحالة الثانية فهي ترى ضرورة اللجوء إلى المم المتحدة:
3حسن ناشف :دور المم المتحدة في تحقيق السلم والمن الدوليين في ظل التحولت العالمة الراهنة مركز دراسات بيروت
.1996
وإذا كانت المم المتحدة شر فلبد منه ،وقد تفرضه ظروف إقليمية ونزاعات تاريخية يصعب حلها خاصة إذا ما ارتبطت بنزاعات الحدود إذ لبد من
اللجوء إلى جهاز مسامح هو محكمة العدل الدولية ،وقد تعزف بعض الدول عن اللجوء إلى المنظمة القليمية لعتبارات سياسية،فقضية الصحراء الغربية تدفع الدول
التقدمية إلى التأييد الجزائري للقضية ،أما منظمة الوحدة الفريقية فقد حددت سلفا موقفها المبدئي فيما يتعلق بمنازعات الحدود بوجوب احترام الوضع الراهن
للحدود السياسية الموروثة عن الستعمار وهو ما كان يتناقض بالطبع مع المطالب المغربية.
خلصة القول أن قدرات المنظمة القليمية تظل محكومة بالطار القانوني الذي يحكم المنظمة الدولية والمكانات المتاحة ،إضافة إلى مجموعة الضوابط
الخارجية منها قيد تضعها المنظمة الدولية ،ويتعلق المر بالفصل الثامن من الميثاق الذي بكشف حقيقة أساسية مؤداها أن فعالية هذه المنظمات في التعامل اليجابي
مع المشكلت القليمية كانت تتناسب طردا وإلى حد كبير مع زيادة حدة الصراع الدولي حيث كانت المنظمات القليمية تتنافس مع المنظمة الدولية .ويلخص
الفقيه "هاس" الموقف بالصور التالية:
العمل القليمي ودور السيطرة البديلة ،حيث تتعامل المنظمة القليمية مع النزاع خارج المنظمة الدولية وإبقاها في إطارها القومي والقليمي -1
والحيلولة دون تدوينها بنقلها إلى المم المتحدة.
من جهة ثانية قد يستقل عن التنظيم الدولي إذا هيء لها قدرة عسكرية لتهيمن حتى على دور المم المتحدة كما يفعل الحلف الطلسي في -2
تعامله مع الزمات القليمية في البوسنة والهرسك ،وبدأ هذا العمل وكأنه منافسا يتخطى المنظمة الدولية بفعل الثقل السياسي لوزن دولة إقليمية.
العمل القليمي مكمل للعمل الدولي ،وهو الريح في العلقات الدولية ،حيث يرمي بالحبال على قارب المم المتحدة لتضطلع بمسؤولياتها وتبقى -3
للمنظمة القليمية مهمة تكميلية يوفر الطار المناسب للبحث من قبل الطرفين المتنازعين نفسيهما في سبيل الوصول إلى مثل هذه التسوية لتصل إلى
إطار الحل المناسب.
غير أن العامل تعتريه مشكلة المكانات حيث تعجز القليمية عن تقديم أي عون مادي للدولية وأبسطها توفير الحماية الواجبة للمدنيين بسبب عناد
الطراف المتنازعة ورفض التنازل قيد أنملة عن مواقفها كما هو الحال في النزاع العربي اليراني على الجزر الثلث.
4
القليمية في إطار النظام الدولي الجديد
ل شك أن النظام الحالي ومنذ الثمانينات ،لم تعد العلقات فيه بين الدول ،بل أصبح علقات دولية فرضت المنظمات الدولية المتخصصة نفسها ،وكذا أثرت
المنظمات غير الحكومية والشركات الدولية نتيجة الثورة التكنولوجية الهائلة وسرعة التصالت وتوثيق الصلت والروابط بين مختلف مناطق العالم فأصبح العالم
يبدو وكأنه قرية صغيرة ودون أي اعتبار لمبدأ السيادة والحدود السياسية.
كذلك فرضت بعض الملمح تأثيراتها فالحاجة للطاقة ونقص المياه وزيادة وتيرة المراض القديمة والجديدة والتلوث البيئي ،والرهاب الدولي والجريمة المنظمة،
هذه المشاكل تجاوزت الحدود السياسية ولم يعد بمقدور أية دولة مواجهة الزمات المذكورة.
أما أسلحة التدمير الشامل سواء فيما يتعلق بإنتاجها ونقلها وتخزينها لبد من تنشيط الدبلوماسية الدولية والقليمية الوقائية ضد هذه السلحة التي تذرى ول تذر.
5
مفهوم القليمية على ضوء المتغيرات الدولية:
يجدر بنا الشارة إلى أنه ل يوجد ثمة اتفاق على ماهية القليمية حيث يرى البعض أن ل مصلحة من تقييد أنفسنا بتعريف جامد قد ل يؤدي إلى خدمة
الغرض في حين يرى اتجاه آخر ضرورة تعريف محدد للقليمية ينهض عليه العمل الجماعي لمجموعة من الدول كما كان الحال في العصبة ،وثمة اتجاه يرى أن
الحلف العسكرية يجب أن تبقى خارج إطار المجتمع المدني.
- 1على المستوى الفقهي :الدولي حيث ركز فقهاء القانون الدولي على مفاهيم الجغرافي الثقافي السياسي.
أ -القليمية الجغرافية ،حيث يمثل العامل الجغرافي القاسم المشترك الذي ل يمكن إغفاله إذ أن الروابط الجغرافية المتمثلة في علقات التجاور
المكاني ،هو الذي يوفر المصلحة للمجموعة القليمية،غير لن هذا المفهوم المجرد من أية دللة حقيقية والتي تبدو وكأنها مفهوم تجاري يخلط بين فكرة التعاون
الدولي التي تبعد كل ما هو خارج القليم ،وهو متناقض مع الواقع الراهن.
ب-القليمية الثقافية والحضارية :ل يستبعد هذا العامل دور العنصر الجغرافي بل يركز على الروابط الثقافية والتاريخية المشتركة التي تتميز
فيما بينها بالترابط الحضاري والتشابه في الظروف الجتماعية وهي الرضية للتكامل القتصادي والعسكري وهو الحال الذي تقوم عليه الجامعة العربية والفريقية.
ج-القليمية السياسية :حيث ينهض هذا التنظيم لتحقيق مصالح مرتكزة لعضائه تلتقي مصالحها السياسية والقتصادية بصرف النظر عن موقعها
الجغرافي أو انتمائها الثقافي ،والذي يمكن أن تندرج في إطاره صور التعاون الدولي ،لكن هذا الرأي وإن كانت له وجهاته يبقى قاصرا ل يمكن التسليم به حيث أن
المصالح متغيرة.
- 2على المستوى التنظيمي والممارسة العلمية:
بداية يبدو أن الفقه لم يتفق على تعريف للقليمية ،ولم تسد الثغرة مواثيق المنظمات الدولية المر الذي يسمح للخبرة الدولية للعتماد عليها في هذا الشأن
خاصة المم المتحدة وما يدور في فلكها.
ERNT B.HAAS :the united nation and regionalism international organisation herald tribune 1994 p6
4بطرس غالي :المم المتحدةبين متناقضات المرحلة النتقالية و المسئولية المشتركة السياسة الدولية 1994ص 89
5احمد الرشيدي :المنظمات الدولية القليمية و الدور الجديد للمم المتحدة في النظام الدولي ،دراسات الوحدة العربية بيروت
1996
الجمعية العامة والقليمية
انطلقا من روح الفصل الثامن من ميثاق المم المتحدة الذي أولى للمنظمات القليمية دورا متميزا :من خلل حالتين:
الحالة الولى :اعتراف الجمعية العامة بالجامعة العربية كمنظمة دولية إقليمية قد قبلت القتراح المصري بتعريف المنظمة "بأنها الهيئات الدائمة التي
تظم في منطقة جغرافية معينة عددا من الدول تجمع بينها روابط التجاور والمصالح المشتركة والتقارب الثقافي واللغوي والتاريخي والروحي ،وتتعاون جميعا على
حل ما ينشأ من منازعات حل سلميا وعلى حفظ السلم والمن الدوليين في منطقتها وحماية مصالحها وتنمية علقاتها القتصادية والثقافية" ،وبناء عليه تعاملت
الجمعية العامة مع جامعة الدول العربية وأقامت علقاتها معها باعتبارها منظمة دولية إقليمية وفقا لحكام الفصل الثامن من ميثاق المم المتحدة ،بل وأعطتها صفة
المراقب في المم المتحدة ،بل وذهبت إلى عدم إلزامها بقبول كافة الدول الموجودة في المحيط الجغرافي مثل إسرائيل.
6
مفهوم القليمية في تجربة المجلس القتصادي والجتماعي:
لما كان للمجلس القتصادي والجتماعي الحق في إنشاء لجان مختلفة يتسنى له من خللها مباشرة اختصاصاته في المجالت القتصادية والجتماعية
والنسانية أو تعزيز العمل من أجل تعزيز حقوق النسان فأقامت مجموعة من اللجان القليمية إلى جانب لجان أخرى المر الذي يكرس القليمية في السلوك اللحق
للمم المتحدة حيث أنشأت اللجنة القتصادية لسيا ،واللجنة القتصادية لفريقيا ولغرب آسيا وانتهج المجلس القتصادي منهجا موسعا في تحديد مفهوم القليمية إذ
قبل العضوية القتصادية للوليات المتحدة في اللجنة القتصادية لوربا ولسيا وقبول بعض الدول الوربية في اللجنة الفريقية وهكذا تجاوز المجلس القتصادي
المعيار الجغرافي في البحث والثقافي ،واتجه إلى المعيار الواقعي البراجماتي الذي يراعي توازنات القوى على الصعيد الدولي.
القليمية الثقافية في منظمة اليونسكو حيث استقر العمل على توزيع المقاعد على مجموعات أوربية وأمريكية وآسيوية وعربية وإفريقية ،وهكذا لم تكرس اليونسكو
العامل الجغرافي فقصر نشاطاته على معايير ثقافية متميزة وحددت فحوى المعيار الثقافي بقدرة الدولة على المساهمة في معاونة اليونسكو على الضطلع بالمهام
المنوطة بها على أساس التقاليد التاريخية والثقافية والجتماعية مكرسة في ذلك مفهوم القليمية الثقافية.
خلص التحليل إنه ل يوجد ثمة تصور محدد متفق عليه لمفهوم ظاهرة القليمية ،والمسرح الن أن التطور الحضاري المفاجئ قلل من قيمة التحليلت السابقة وفرض
طرح تساؤل ،أل يوجد إلى جانب المفاهيم الكلسيكية مشاريع أخرى يمكن أن تتزاوج أو يتم التنسيق بين هذه المفاهيم جميعا ،وهل يمكن أن ترقى إلى مسميات جديدة
مثل فوق القليمية أو مرافق دولية خاصة؟
دور المنظمات القليمية في النظام الدولي الحالي:
لشك أن التحولت الجديدة أثرت على كافة المنظمات الدولية والقليمية ،بل أنها أزالت من الوجود منظمات سياسية واقتصادية وعسكرية كانت ذات يوم
ذى شأن كبير مثل حلف وارسو ،والكوميكون ،وهناك وقائع تطرح نفسها مثل التضامن الدولي في مواجهة العدوان والعودة من جديد إلى تطوير مفهوم التدخل
النساني والدبلوماسية الوقائية ،والتركيز على العلقات القتصادية وحقوق النسان.
فما عسى أن تقدم المنظمات القليمية من عون للمم المتحدة وفقا للدور الجديد الذي ترسمه المم المتحدة ،وهو -1:التعاون الدولي-2-تسوية المنازعات-3-عمليات
حفظ السلم-4 -الدبلوماسية الوقائية.
- 1التعاون الدولي في إطار المن الجماعي:
ورد المن الجماعي في الفصل السابع ،حيث بقيت حبرا على ورق حتى جاءت مناسبة حرب الخليج حيث شكلت الظرف الموضوعي المواتي لعادة الروح في
هذه الحكام ووضعها موضع التطبيق.
وإذا كان نظام المن الجماعي يهدف إلى احترام الشرعية الدولية وتمكين أية دولة من استعادة أرضها ،على أساس العدل والقانون ،غير أن المور سارت بما
يدفع إلى حالة من التشاؤم.
وقد كشفت التطورات أن العلقة بين المنظمات القليمية والدولية تركزت على ثلث مسائل:
الولى :المساندة في اتخاذ القرارات حيث أجمعت المنظمات القليمية والدولية على دعم القرارات الدولية أن على مستوى جامعة الدول العربية أو دول الخليج العربي،
المر الذي أضفى شرعية على مواقف المم المتحدة من جهة أخرى كانت المساندة مالية إذ تحمل أعباء العمليات العسكرية إلى درجة أن هذه الدول قد حلت الزمة
المالية للمم المتحدة التي بدأت تعاني من ضيق مالي ،وإلى درجة أن التمويل بالنابة قد أخرج المنظمة من أزمتها ،بصورة مدهشة بالرغم من الزمة المالية التي
تعاني منها المنظمات القليمية غير أن الدعم المادي أو التدخل بالنابة يعتبر نقطة سلبية في علقات المنظمات القليمية بالمنظمة الدولية والحلف الطلسي في
يوغسلفيا قد ألحق المنظمة في ذيل مسيرته وكان لها دورا هامشيا في الزمة.
- 2أما في مجال التعاون في مجال التسوية السلمية للمنازعات:
فإن المنظمات القليمية التي تشارك في الجهود التكميلية مع المم المتحدة في مهام مشتركة لكي تشجع الدول من خارج منطقتها على اتخاذ إجراءات
داعمة لكي تلبس العمليات ثوب الشرعية القليمية والدولية ،إحدى فرص التعاون بين المنظمات الدولية والقليمية لتعمل على حل بعض الزمات في داخل أنظمة
الدول الكبرى والتي باتت تختفي وراء أطروحات وهمية كإعادة المل في الصومال ،ثم تراجعت بعد مقتل عدد مكن جنودها المر الذي يكشف زيف شعاراتها
وأطروحتها.
- 3أما المسألة العملية والحية فهي التعاون في عمليات حفظ السلم :
أما في منظمة الوحدة الفريقية وفي مجال حقوق النسان فقد أكد مؤتمر رؤساء الدول والحكومات الفريقية في جوان 1981الميثاق الفريقي لحقوق
النسان والشعوب ،وبرغم تصديق بعض الدول عليه ،لكنه لم تنشأ رقابة فعالة تشرف على احترامه ،غير أن هناك شخصيات مستقلة للتحقيق في مخالفة الحقوق
والحريات ،فإن مباشرتها لختصاصها يتوقف على موافقة الدول المعنية ،خلفا لرقابة المم المتحدة التي ل تحتاج إلى مثل هذا الموقف ،وهذا يعني أن حقوق النسان
في المنظمات القليمية ل تجد أساسها في نبل المبادئ التي يتم السعي لتحقيقها ،ول في طبيعة النصوص القانونية التي يحتويها ،وإنما تجد هذا الساس في إطار ما
تستند إليه العلقات الدولية ،ونقصد بذلك مصلحة كل دولة ول نعتقد أن الدول الفريقية تتجرأ على المغامرة في حقوق النسان ،ويكفي للتدليل على أنت التغييرات
التي تتم في إفريقيا شأنها شأن كافة الدول في العالم الثالث إل عن طريق النقلبات العسكرية أو الغتيالت أو الوفاة ونادرا ما تتم عن طريق الستقالة أو التخلي عن
الستقالة.
التمييز العنصري
أقرت بعض الدول سياسة التمييز العنصري أو الفصل العنصري ،ويعود للمنظمة الدولية ،منظمة المم المتحدة الفضل الول في القضاء على التمييز
العنصري بتكريس ذلك في ميثاق المم المتحدة.
وإذا كانت العنصرية موروثة عن نظام النتداب الذي أقرته عصبة المم ،فإن منظمة المم كافحت هذا الفعل المهين بأساليب عملية متعددة سواء من خلل
مجلس المن الدولي الذي أنشأ.
علي هلل ،جميل مطر :النظام القليمي العربي مركز دراسات الوحدة العربية بيروت 1989 7
التفاقات الدولية للقضاء على العنصرية في شتى المجالت. -1
إخراج النظام العنصري من منظمة المم المتحدة. -2
توقع الجزاء على جنوب إفريقيا ،وتشكيل مجلس المم المتحدة لناميبيا. -3
أخذت العديد من القرارات بمقاطعة النظام العنصري وتوقيع جزاءات اقتصادية ،واعتباره تهديدا للسلم و المن الدوليين.
ويتجسد التكامل القليمي والدولي في أرقى تجلياته إذ أن أهداف ومبادئ المنظمة الفريقية في تحرير القارة ،وتحلي التعاون في مجال القضاء على آفة
العنصرية ،بعدما قامت المنظمة بإنجاز تاريخي بتصفية الستعمار ،والذي بقيت ذيوله في ناميبيا ووجود النظام العنصري في جنوب إفريقيا ذو الساس الستعماري،
لذلك سعت منظمة الوحدة الفريقية لدى الدول الكبرى لوقف مساعداتها للدول الستعمارية ،وكذلك الشركات المتعددة الجنسيات ،بل وقطع العلقات الدبلوماسية
مع الدول غير الفريقية والتي تساعد الدول الستعمارية.
وبعد تفاقم نضال الشعوب الفريقية ،نجحت المجموعة الفريقية من خلل حركة عدم النحياز في الحصول على قرار من مجلس المن بشأن بطلن
الدستور الجديد المعمول به في جنوب إفريقيا اعتبارا من عام ،1984واستمر نضال شعب جنوب إفريقية حتى انتصر وأقام نظامه الشرعي الممثل للغلبية .
وإذا كان يأخذ على المنظمة الدولية أنها كرست الستعمار في ميثاق من خلل نظام الوصايا الدولية ،فإن الفضل يعود إلى المنظمات القليمية التي أنهت
الستعمار ،عندما حصلت أغلبية الدول على الستقلل الذي لم يتم تصفيته بسهولة ،بل إنها وقفت وراء إقرار قواعد قانونية مثل قطع العلقات الدبلوماسية والقنصلية
مع الدول الستعمارية ،مقاطعة الدول اقتصاديا ،وقف المساعدات الستعمارية استبعاد الدول الستعمارية من المنظمات الدولية.
غير أن للمنظمة للدولية الفضل في تعزيز الستقلل السياسي ،الذي قرر عام 1962بالقرار ،1514بإقرار حق الشعوب في تقرير مصيرها القتصادي
والثقافي والجتماعي 1970ويرتبط هذا الحدث بنضال الشعوب ومواقف المنظمات مثل حركة عدم النحياز ،كذلك المنظمات القليمية.
استخدامها في أعمال القمع :استنادا لنص المادة 53/1من الميثاق ،إن المنظمة تستخدم في أعمال القمع ،إذا رأى ذلك ملئما ،ويكون ذلك تحت إشرافه ورقابته،
ومن جهة أخرى حظر اتخاذ إجراءات أل من جانب المنظمات القليمية بدون استئذان مجلس المن ،إل من جانب الدول العداء ،ولم يعد لها وجود بانتهاء الحرب
العالمية الثانية واستسلم العداء بل وتوحد ألمانيا وانضمامها إلى المم المتحدة مؤخرا.
غير أن الفقرة الموالية من المادة 53باسم حق الدفاع الشرعي لبرام مجموعة من التفاقات المنشئة للحلف وأنظمة الدفاع المشترك بحجة أنها تدخل في إطار
المن الجماعي ،ولهذا تستطيع استعمال القوة بشكل وؤقت حيث تخضع لرقابة مجلس المن الدولي ،وهي رقابة عامة ولحقة.
من الناحية العملية تطرح هذه الدراسة واقع جامعة الدول العربية على ضوء جديد وليس مفهوم عاطفي وجداني فحسب ول مسألة تبررها اعتبارات التاريخ
ووحدة اللغة والعادات والتقاليد والماني ،بل لبد من النظر إليها من خلل حجم التفاعلت التي تتم بين الدول العربية وكثافتها ومن خلل التحليل النوعي والكمي
لبراز هذه الحقيقة ودراسة الواقع من وجهة نظر ديناميكية ،لن أي نظام من التفاعلت والعلقات المتشابكة ليس حقيقة ساكنة بل إنه يشهد تغيرات جمة في حجم
كثافته وأطراف وطبيعة التفاعلت من مرحلة لخرى وتبرز دللته ونحن على مشارف اللفية الثالثة.
لقد كشفت الحداث أن التنظيم القليمي العربي نظام دولي تابع إذا ما قورن مع الوحدات القليمية الخرى القتصادية والفنية والمالية المعبرة عنها
بالمنظمات المتخصصة ،أو الشركات المتعددة الجنسيات ،والتي تبدو أكثر فاعلية وأكثر قدرة على الحركة ،لسباب منهجية .إن التنظيم القليمي هو خطوة نحو
تحقيق العالمية ،في حين تبدو أنها مجرد امتداد أو رد فعل للسياسات الخارجية للدول الكبرى.
من جهة أخرى أن القليمية ،هي التكامل القتصادي والجتماعي والثقافي ،فإن الواقع يشير إلى تكتلت إقليمية جغرافية غير متماسكة ،يميل إلى النمط
الصراعي ،وتمتاز بأن مكوناتها مركز أو قلب النظام وأطرافه من ناحية و الدول الهامشية ،وما أكثرها ويعمل القطب على ترويج النظام الدولي ،والسمسرة والتوسط
والحياد في الصراع واحتواء الزمات ويعمل أصحاب القرار في النظام القليمي العربي على تكريس مفاهيم سياسية ،غير قانونية مثل الشرق الوسط على أساس
المفهوم الغربي كمنطقة تضم خليط من القوميات والسللت والديان واللغات والطوائف وذلك بهدف إدخال دول غير عربية في المنطقة ،وإخراج دول عربية منها،
ويشهد هذا النظام انفجار سكاني ،في المناطق زراعية ،شعوبها يغلب عليها طابع المية المقترنة مع الفقران وسوء الحوال الصحية ليتكرس التخلف.
لدراسة حالة تطبيقية ،أثر منظمة التجارة العالمية على النظام القليمي: 8أفضت المفاوضات الدولية التي ابتدأت باتفاقية الجات عام 1974إلى مؤتمر
مراكش عام 1994بإنشاء منظمة التجارة العالمية ومن أبرز المبادئ التي قررتها مبدأ عدم التميز والتخفيض العام والمتوالي للرسوم الجمركية على أساس التبادل،
إزالة القيود الجمركية وتنظيم سياسة الغراق او إعانة التصدير.
والهدف الساسي من المنظمة إسقاط كافة المفاهيم التي تقررت عام 1974والتي سميت بالنظام القتصادي الدولي الجديد ،المقترح في مؤتمر حركة
عدم النحياز في الجزائر والذي تبنته المم المتحدة ،ووضعت برنامج عمل له .واستبداله بحرية التجارة والستثمارات والبقاء على مبدأ شرط الدولة الكثر رعاية
الذي يعطي فائدة للغير لحقا ،ومبدأ شرط المعاملة الوطنية إذ على الدولة أن تطبق على كل المنتجات المستوردة إن الدول الخرى ذات المعاملة السارية على
المنتجات الوطنية المماثلة فيما يتعلق بكل من الرسوم والتنظيمات ،ومبدأ الشفافية بإزالة كل القيود التي تمنع وتقر التفاقية إقامة تكتلت إقليمية اقتصادية،
وتطبيق مبدأ الرقابة الدولية بفحص سياسة الدول العضاء ،وسمو اتفاقية مراكش على غيرها من التفاقيات والتشريعات الداخلية للدول العضاء.
ومن أبرز خصائص التجارة العالمية إلغاء الدعم على المنتجات الزراعية المر الذي سيؤدي إلى ارتفاعها ،وفتح سوق المنافسة للمنتجات والملبس.
ومن أبرز النظم القتصادية التي كرستها التحاديات الجمركية ومناطق التجارة الحرة والتحاد الجمركي يقضي بإزالة الرسوم الجمركية والقواعد
المقيدة للتجارة وإنشاء تعريفة مشتركة وتنظيم تجاري مشترك تجاه الدول الخرى ،أما مناطق التجارة الحرة كصورة للندماج القتصادي ومن الناحية التنظيمية
د/مصطفى سلمة :منظمة التجارة العالمية دار النهضة العربية القاهرة .1999 8
أعادت شروط تأسيس التجمعات القليمية حيث تلتزم بشمول التجمع للمبادلت التجارية الساسية بين الدول العضاء واللتزام بتقديم برنامج تأسيس التكتل،
واللتزام بعدم التأثير سلبا على مسار تدفقات المبادلت التجارية الدولية ،واللتزام بعدم زيادة العوائق تجاه الدول الخرى واللتزام بتدابير محددة لدى زيادة سعر
رسم مربوط على أساس حسن النية.
أثر العالمية على القليمية :لشك أن اتفاقية مراكش صفقة بين الدول القوية اقتصاديا مع مراعاة مصالح الدول المختلفة على أساس المساواة ،غير أن هذا
المبدأ يؤدي إلى عدم العدالة ،حيث المساواة القانونية تؤثر على الوضاع الفعلية بين الدول النامية وتكرس تفاوت لحق ،والمساواة القانونية تغطي حق التصويت لكل
دولة صوت واحد وتأخذ الصوات بالغلبية المر الذي سيكرس نوعا من الديموقراطية المبهرة والذي ل يمحو اختلل الدول فيما بينها من الناحية الفعلية غير أن
الدول النامية لم تستفد شيئا من المساواة القانونية ،فاتجهت لقرار نظم قانونية للدول وفقا لوضاعها الفعلية ،فتعدد النظام القانوني أمر ل بد منه ،بمعنى وجود
قواعد قانونية مختلفة وفقا لوضع الدول بحيث يتم إقرار قواعد معينة خاصة بكل مجموعة من الدول بالنظر إلى وجود أسباب فعلية لذلك ،أي إقرار سيادة فعلية ،لن
لتصبح غير صالحة وغير مفيدة المر الذي يدفع حرية التجارة تقتضي التبادل التجاري ،وهو أمر يصعب تجسيده بين دول العالم الثالث ،وهكذا تراد هذه المبادئ
بالمطالبة باقتضاء عدم التبادل وهو منطقي ومقبول ،وكذلك يجب منح افضليات لدول نامية أن تكون هناك إعفاءات عامة وخاصة بكل دولة واستثناء من تطبيق بعض
الحكام ،وإقرار معاملة خاصة وتفضيلية لبعض الدول النامية وأكثر رعاية والسماح لها بمكافحة سياسة الغراق3.
مستقبل القليمية الجديدة:
إقليمية الجنوب مقابل إقليمية الشمال:
إن موقع أية إقليمية على المدى الفسيح للقليمية الجديدة يتخذ بدرجة إقليمية المنظمة وبهذا القياس سوف تكون معظم منظمات الجنوب على الجانب
المنخفض للقليمية ،في حين تصعد منظمات الشمال في مراتب القياس ،ويعود ذلك إلى الفجوة بين القاليم الشمالية والجنوبية فمثل نصيب الفرد من الناتج المحلي
الجمالي بالنسبة إلى البلدان المتقدمة كان بآلف الدولرات وصل إلى 22161في حين كان الرقم في الجنوب 18.405وتكشف الفجوة قدرات المنظمات في الشمال
التعاون القتصادي وفي الجنوب السيطرة القتصادية ،وتسيطر منظمات الشمال على التجارة العالمية في حين تسير منظمات الجنوب في أرض مجهولة ،وفي حين أقام
النظام الوربي هياكل للتعاون ،ويمتد نحو الجنوب لقامة نظام متوسطي وتحاول الوليات المتحدة إقامة نظام خليجي هشا وغير مستكمل بسبب غياب العمود الفقري
إيران والعراق ،وأمام المشاكل المتفاقمة ،طرحت جامعة الدول العربية حل للتعاون القليمي لمنظمات الجنوب يمكون تعاونا منهجيا وشمل ويعزز التنظيم القليمي،
وإن يقوم لمن التعاوني على التشاور ل على المواجهة وعلى التظمين ل على الردع وعلى التكافل ل على النفرادية.
ولقد طرح أحد الباحثين 9فكرة التعاون لحل الزمات الداخلية ،على أساس المعايير النسانية للتدخل ودعا على مزراعي إلى فكرة الستعمار الحميد ،وإعادة
الستعمار الذاتي هو الحل بدل من الستعمار القادم بصورة مستترة ،وعلى الدول إن تقيم مجلس المن القتصادي ،وأن تمنح المنظمات القليمية فرصة لصنع القرار
في المجلس القتصادي والجتماعي ،وإذا ما أخفقت في أداء مهامها ،فإن المواجهة والتوتر سوف يسود والسوأ من ذلك أن البديل للقليمية الناجحة سيكون تهميش
الجنوب.
9
ALI MAZRUI : decoying parts of africa need colonization ,international herald tribune 1994 p6