You are on page 1of 48

‫دروس في المنظمات الدولية‬

‫التنظيم الدولي‬
‫التنظيم الدولي فكرة تاريخية ‪ ،‬تتطلب تضامن الدول على الصعيد العالمي‬
‫من أجل تحقيق أهداف معينة ‪ ،‬كما هو الحال في التنظيم الداخلي ‪.‬‬
‫وحتى تكون المنظمة فاعلة يجب أن تحتوي على عدد من الدول التي تقبل اخضاع منازعاتها مع الدول الخرى للقانون الدولي ‪ ،‬والتي يجب أن يضمن احترام‬
‫جميع المبادئ القانونية الساسية ‪.‬‬
‫والتنظيم الدولي أرسى فكرة المنظمة الدولية ‪.‬الذي ينطوي على عدد من الدول المستقلة‪ ،‬والذي بدأت ارهاصاته في مؤتمر فيينا عام ‪ 1815‬كان هدفه حفظ‬
‫السلم الوربي بعد هزيمة نابليون بونابرت‪.‬‬
‫انشئت المنظمات النهرية أو بشكل لجان النهار الدولية لتقرير حرية الملحة في النهار الدولية‪ ،‬ثم تلتها التحادات الدارية للبريد والتصال ‪ ،‬ثم أقيم‬
‫التحاد الجمركي ‪ .‬وهكذا توالت الهيئات الجماعية للتعبير عن ارادة الدول ‪ ،‬والتي ل تتناقض مع مبدأ سيادة الدول مادامت أنها لتقوم على نظام الجماع ‪.‬‬
‫غير أن هذه المنظمات كانت الخميرة التي أنتجت عصبة المم والمنظمات الدولية المتخصصة مثل منظمة العمل الدولي ‪.‬‬
‫إل أن العصبة قد فشلت لسباب متعددة منها العجز الكامل عن منع الحرب والمنازعات والتسليح وحل المشاكل بالطرق السلمية ‪.‬‬
‫لكن العصبة نجحت في تكريس نظام النتداب في عهدها ‪ ،‬وجسدته على فلسطين وجنوب افريقيا ‪ ،‬فخلقت لنا النظام الستعماري ‪.‬‬
‫قامت الحرب العالمية الثانية وانتهت في سان فرانسيسكو الى اقامة منظمة المم المتحدة عام ‪. 1945‬‬

‫تستند هيئة المم المتحدة على ميثاق دولي يأخذ صورة التفاق الدولي متعدد الطراف ‪.‬‬
‫تتساوى الدول في هذا الميثاق ‪ ،‬الذي تسمو مبادؤه وأهدافه على كافة القواعد الوطنية في مقاصد الهيئة ومبادئها‪:‬‬
‫مقاصد المم المتحدة هي ‪:‬‬
‫المادة الولى‪:‬‬
‫‪ - 1‬حفظ السلم والمن الدولي ‪ ،‬وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع السباب التي تهدد السلم ولزالتها وتقمع أعمال العدوان وغيرها‬
‫من وجوه الخلل بالسلم ‪ ،‬وتتذرع بالوسائل السلمية ‪ ،‬وفقا لمبادىء العدل والقانون الدولي ‪ ،‬لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الخلل بالسلم أو لتسويتها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إنماء العلقات الودية بين المم على أساس احترام المبدأ القاضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها ‪ ،‬وكذلك اتخاذ التدابير‬
‫الخرى الملئمة لتعزيز السلم العام ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة القتصادية والجتماعية والثقافية والنسانية‪ ،‬وعلى تعزيز احترام حقوق النسان والحريات الساسية‬
‫للناس جميعا والتشجيع على ذلك إطلقا بل تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ‪ ،‬ول تفريق بين الرجال والنساء ‪.‬‬
‫‪ - 4‬جعل هذه الهيئة مرجعا لتنسيق أعمال المم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات المشتركة‬
‫المادة الثانية ‪:‬‬
‫تعمل الهيئة وأعضاؤها في سعيها وراء المقاصد المذكورة في المادة الولى وفقا للمبادئ التية‪:‬‬
‫تقوم الهيئة على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها‬ ‫‪-1‬‬
‫لكي يكفل أعضاء الهيئة لنفسهم جميعا الحقوق المترتبة على صفة العضوية يقومون في حسن نية باللتزامات التي أخذوها على أنفسهم بهذا الميثاق ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يفض جميع أعضاء الهيئة منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه ليجعل السلم والمن والعدل الدولي عرضة للخطر‬ ‫‪-3‬‬
‫يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في علقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلمة الراضي أو الستقلل السياسي لية دولة أو على أي‬ ‫‪-4‬‬
‫وجه ليتفق ومقاصد المم المتحدة ‪.‬‬
‫يقدم جميع العضاء ما في وسعهم من عون إلى المم المتحدة في أي عمل يتخذه وفق هذا الميثاق ‪ ،‬كما يمتنعون عن مساعدة أية دولة تتخذ المم‬ ‫‪-5‬‬
‫المتحدة إزاءها عمل من أعمال المنع أو القمع ‪.‬‬
‫تعمل الهيئة على أن تسير الدول غير العضاء فيها على هذه المبادئ بقدر ما تقتضيه ضرورة حفظ السلم والمن الدولي‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ليس في هذا الميثاق ما يسوغ للمم المتحدة أن تتدخل في الشئون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما ‪ ،‬وليس فيه ما يقتضي العضاء أن‬ ‫‪-7‬‬
‫يعرضوا مثل هذه المسائل لن تحل بحكم هذا الميثاق ‪،‬على أن هذا المبدأ ليخل بتطبيق تدابير القمع الواردة في الفصل السابع ‪.‬‬
‫ماهية المنظمة الدولية ‪:‬‬
‫يتداخل هذا المفهوم مصطلحا مع مفاهيم قانونية أخرى ‪ ،‬كالنظم الدولية ‪ ،‬والتنظيم الدولي ‪ ،‬والمنظمة الدولية ‪.‬‬
‫فالنظم الدولية ينصرف في مفهومه الضيق إلى مجموعة من القواعد القانونية المنظمة لموضوع رئيسي معين ‪ ،‬أو المرتبطة بإطار موضوعي محدد مثل نظم‬
‫الحياد والتمثيل الدبلوماسي والقنصلي ‪ ،‬ويذهب أبعد من ذلك إلى المعاهدات الدولية والمؤتمرات والحروب ‪ ،‬فهذا الكائن الجتماعي كما يراه )هوريو( دائم الوجود‬
‫والتطور من خصائصه الذاتية خلق القانون وتطبيقه والتطور به بما يتلءم وحاجات الجماعة المتغيرة ‪.‬‬
‫أما التنظيم الدولي فيقصد به التركيب المعنوي للجماعة الدولية منظورا إليه من وجهة نظر ديناميكية تشمل احتمالت تطوره إلى ماهو أفضل ‪،‬‬
‫أما المنظمة الدولية فيعرفها الستاذ سامي عبد الحميد) ‪ ( 1‬هي كل هيئة دائمة تتمتع بالرادة الذاتية وبالشخصية القانونية الدولية حين تتفق‬
‫مجموعة من الدول على انشائها ‪ ،‬كوسيلة من وسائل التعاون الختياري ‪ ،‬بينها في مجال أو مجالت معينة يحددها التفاق المنشئ للمنظمة ‪.‬‬
‫ويخرج الستاذ الغنيمي ) ‪ ( 2‬على المألوف ويسميها المنتظمات الدولية فيرى أن المنتظم الدولي هو مؤتمر دولي –الصل فيه أن يكون على مستوى‬
‫الحكومات – مزود بأجهزة لها صفة الدوام ومكنة التعبير عن إرادته الذاتية‬
‫ويعرفها الستاذ أبو هيف )‪ (3‬تلك المؤسسات المختلفة التي تنشئها مجموعة من الدول على وجه الدوام للضطلع بشأن من الشؤون الدولية العامة‬
‫المشتركة ‪.‬‬
‫ويرى الستاذ محمد حافظ غانم) ‪ ( 4‬بأنها هيئات تنشئها مجموعة من الدول للشراف على شان من شئونها وتمنحها اختصاصا ذاتيا معترفا به تباشره هذه‬
‫الهيئات في المجتمع الدولي وفي مواجهة الدول العضاء نفسها ‪.‬‬
‫وقد تلقت الستاذه عائشة راتب )‪ (5‬مع هذا التعريف ‪ ،‬أما الدكتور عبد العزيز سرحان ‪ (6)،‬فيرى بأنه وحدة قانونية تنشئها الدول لتحقيق غاية معينة ‪،‬‬
‫وتكون لها إرادة دولية ‪ .‬أما أستاذ مفيد شهاب ) ‪ ( 7‬انه شخص معنوي من أشخاص القانون الدولي العام ينشأ من اتحاد أرادات مجموعة من الدول لرعاية مصالح‬
‫مشتركة دائمة بينهما ‪ ،‬ويتمتع بإرادة ذاتية في المجتمع الدولي وفي مواجهة الدول العضاء ‪ ،‬ويلخص الدكتور العناني ) ‪ ( 8‬الوضع ليقرر أن التعريفات العديدة‬
‫التي يضعها الفقهاء للمنظمة الدولية تتشابه جميعا من حيث المضمون وتتجه إلى المنظمة الدولية في معناها الدقيق ‪ ،‬فهي الهيئة التي تضم مجموعة من الدول على‬
‫نحو دائم سعيا وراء تحقيق أغراض ومصالح مشتركة بينها ‪ ،‬وتتمتع هذه الهيئة باستقلل وأهلية للتعبير عن إرادة ذاتية في المجال الدولي‬
‫ويعرفها الدكتور سعيد الدقاق ‪ (9) ،‬ذلك الكيان الدائم ‪ ،‬الذي تقوم الدول بانشائه ‪ ،‬من اجل تحقيق أهداف مشتركة ‪ ،‬يلزم لبلوغها منح هذا الكيان ارادة ذاتية ‪.‬‬
‫وبناء عليه فلكل منظمة عناصر أساسية وهي الكيان الدائم ‪ ،‬والصفة الدولية ‪ ،‬والهداف المشتركة ‪ ،‬والرادة الذاتية أي الشخصية القانونية الدولية‬
‫ويشترط بول رويتير) ‪ ( 10‬أن التعبير يستدعي تجمع عنصرين ‪ ،‬فمن حيث هو منتظم لبد أن تكون له إرادة قانونية متميزة عن إرادة أعضائه ‪ ،‬ومن حيث هو‬
‫دولي يتكون عادة وليس على سبيل الحصر من الدول ‪.‬‬
‫ويقول ايكهيرس في معرض تحليل المصطلح ‪ ،‬انه يصف عادة منظمة دولية تقام عن طريق التفاق بين دولتين أو أكثر ‪ ،‬إن المصطلح بمعنى المنظمات‬
‫الحكومية قد وجد منذ ‪ 1815‬ألم يكن أبكر من ذلك ‪ ،‬ولكنه لم يكتسب أهميته السياسية إل بعد الحرب العالمية الولى ‪ ،‬بل إن إسباغ الشخصية القانونية على المنظمة‬
‫جاء في مرحلة أحدث ‪ ،‬وتقيم الدول المنظمات الدولية لتحقيق أهداف بعينها ‪ ،‬فهي بهذا أكثر ما تكون شبها بالشركات في القانون الخاص لن الشركات تسعى هي‬
‫الخرى لتحقيق أغراض محددة ‪ ،‬وتختلف السلطات من منظمة إلى أخرى ‪.‬‬
‫إن نقطة النطلق في تعريف المنظمة الدولية هي النظر إليه من حيث هو تطبيق للظاهرة التحادية أي انه يحقق المساهمة والذاتية ‪ ،‬ولذا فان المركز‬
‫الساسي الذي يقوم عليه مدرك المنظمة الدولية هو مايزود به من أجهزة دائمة قادرة على أن تعبر عن إرادته ‪ ،‬تلك الجهزة هي التي تمايز بين المنظمة الدولية‬
‫إن المنظمة الدولية هي التي تملك قدرا من الذاتية يفصله عن مؤسسيه والدول العضاء فيه يتمتع بأهلية تجانس لوحدة وقدرتها على أن‬ ‫والمؤتمر الدولي ‪.‬‬
‫تعمل باسمها الخاص في نطاق القانون الدولي‬
‫ويورد العناصر الساسية للمنظمة الدولية ‪،‬حيث تباينت الراء حولها ‪:‬‬
‫الستناد إلى اتفاقية دولية ذات طابع دستوري ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫عنصر الدوام‬ ‫‪-2‬‬
‫وجود أمانة عامة دائمة‬ ‫‪-3‬‬
‫الشخصية القانونية‬ ‫‪-4‬‬
‫التمتع بقدر معين من الحصانات والمتيازات‬ ‫‪-5‬‬
‫العتراف بالمنظمة كشخص من أشخاص القانون الدولي الخرى‬ ‫‪-6‬‬
‫الستعانة ضرورة بعدد من العاملين الدوليين ‪ ،‬وبممثلي الدول العضاء‬ ‫‪-7‬‬
‫العتراف للمنظمة بسلطة إصدار القرارات‬ ‫‪-8‬‬
‫التزام الدول أعضاء المنظمة بالعمل على تنفيذ ماقد تصدره من قرارات‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬التزام الدول أعضاء المنظمة بالشتراك في تمويل نفقاتها ‪.‬ومع تعدد هذه العناصر ‪ ،‬يحصر الستاذ سامي عبد الحميد العناصر الربعة التالية ‪:‬‬
‫أ – عنصر الرادة الذاتية‬
‫ب‪ -‬عنصر الكيان المتميز‬
‫ج – الستناد الى اتفاقية دولية‬
‫د‪ -‬عدم انتقاص المنظمة من سيادة الدول المشتركة في عضويتها باعتبارها في الواقع مجرد وسيلة للتعاون الختياري بين مجموعة معينة في مجال أو مجالت‬
‫محددة يتفق عليها سلفا ‪.‬‬
‫مصادر الشرعية الدولية ‪:‬‬
‫تنشأ المنظمة الدولية بموجب اتفاقية دولية متعددة الطراف تدخل حيز التنفيذ عندما تنظم اليها أو تصادق عليها مجموعة من الدول يحددها ميثاق المنظمة‬
‫الدولية‬
‫وقد يأخذ التفاق صورة عالمية بأن يفسح المجال لكل دولة مستقلة ذات سيادة أن تنظم اليه بغض النظر عن كونها تقع في أي بقعة جغرافية ‪.‬‬
‫أو يكتسى طابعا اقليميا محددا ‪ ،‬فيسمح لعدد من الدول ذات روابط جغرافية أو حضارية أو اقتصادية أو سياسية بالنضمام اليه ‪.‬‬
‫ويتم عادة اعداد الميثاق في مؤتمر دولي ‪ ،‬تدعى اليه اما الدول المنتصرة في الحرب ‪ ،‬أو الدول القليمية كما حصل بالنسبة لجامعة الدول العربية ‪.‬‬
‫ويحتاج هذا الميثاق الى تصديق الدول العضاء عليه خاصة من يتضمن سلطات تمس سيادة الدول ‪ ،‬والتصديق لم يعد حقا خالصا لرئيس الدولة بل يشاركه فيه‬
‫مؤسسات قانونية أو استفتاء شعبي ‪ ،‬لكي تعبر بأمانة عن ارادة الدولة ‪.‬‬
‫ويمتاز الميثاق بصفة عامة على أنه مفتوح لكافة الدول للنضمام اليه كقاعدة عامة ‪ ،‬غير أنه يفرض عليها سلوكا محددا ‪ ،‬اذ يشترط عدم جواز التحفظ علي‬
‫أحكام الميثاق ‪.‬‬
‫أما قيمته القانونية فيعد القانون السمى للدول العضاء في المنظمة الدولية وهو مأأكدته المادة ‪ 103‬من الميثاق بصفته القانون الساسي للتنظيم الدولي ‪.‬‬
‫غير أن هذا الميثاق ليس كتابا مقدسا ‪ ،‬اذ يمكن تعديله بموافقة الدول العضاء فيه بالغلبية استنادا الى نصالمادة ‪ 108‬من ميثاق المم المتحدة ‪.‬‬
‫أعطى الميثاق الحق للدولة التي لتوافق على التعديل حق النسحاب منه شريطة أن توفي بالتزاماتها المالية ‪.‬‬
‫وتنظم الحياة الداخلية للمنظمة من خلل المؤتمرات والجتماعات الدورية التي تعقد عادة في مقر المنظمة ‪ ،‬أو في أي مكان يتفق عليه‬
‫ولكل منظمة لئحة داخلية تنظم الحياة الداخلية فيها ‪ ،‬وينفذه عدد من الموظفين الدوليين الذين ليمثلون دولهم في المنظمة الدولية ويتمتعون‬
‫بالحصانات الدبلوماسية ‪.‬‬
‫غير أن الدول تمثل لدى المنظمة الدولية بوفد رسمي يتألف عادة من عدد محدد ‪ ،‬يتم التحقق من أوراق تفويضهم سنويا ‪ ،‬ولمدة محددة لتتجاوز السنة‬
‫الواحدة ‪ ،‬وقد تكون ثابتة بالنسبة لبعض المنظمات القليمية ‪.‬‬
‫ويتم التصويت في المنظمات الدولية اما على أساس الجماع ‪ ،‬أو على أساس الغلبية ‪ ،‬وقد يأخذ شكل السهم كما هوالحال في المنظمات الدولية ‪.‬‬
‫غير أن بعض الهيئات تمنح لبعض أعضائها استثناء صوتا مميزا يسمى حق التحفظ او الفيتو في مجلس المن الدولي ‪ ،‬وهو منظم ويمنح الدول امتيازات عن‬
‫الدول الخرى ‪ ،‬وتستطيع من خلله اسقاط أي قرار دولي لتوافق عليه‬
‫انواع أو أقسام المنظمات الدولية ‪:‬‬
‫يمكن تقسيم المنظمات الدولية الى ‪:‬‬
‫المنظمات الدولية العالمية والمنظمات الدولية القليمية‬
‫المنظمات الدولية الشاملة العامة والمنظمات الدولية المتخصصة‬ ‫‪-1‬‬
‫المنظمات الدولية الحكومية والمنظمات الدولية غير الحكومية‬ ‫‪-2‬‬
‫منظمات دولية قضائية ومنظمات دولية ادارية او تشريعية‬ ‫‪-3‬‬
‫منظمات دولية مفتوحة ومنظمات دولية مغلقة ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الشخصية القانونية للمنظمة الدولية‬
‫أي الهلية لكتساب الحقوق ‪ ،‬وتحمل الواجبات واللتزامات ‪ ،‬والقيام بالتصرفات القانونية ‪ ،‬ورفع الدعاوى امام القضاء ‪.‬‬
‫وكانت الشخصية القانونية لتمنح ال للدول وتمتعت التحادات الدارية بوصف الشخص القانوني الدولي عام ‪ ، 1897‬وتمتع معهد الزراعة الدولي عام ‪1914‬‬
‫بوصفه الشخص القانوني الدولي ‪ ،‬وتمتع اتحاد الدانوب ولجنة التعويضات بعد الحرب العالمية الولى بنفس الصفة وقد اعترفت محكمة العدل الدولية عام ‪1949‬‬
‫بالشخصية القانونية ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫إن المنظمة طبيعة خاصة متميزة عن الدول ‪ ،‬تتمتع باهلية تتناسب في ااتساع مجالها او ضيقه مع الهداف التي أنشئت المنظمة من أجل تحقيقها ‪ ،‬وترجع‬
‫المسألة الى قضية الكونت برنادوت ‪ ،‬حيث ثار البحث ‪ ،‬هل يحق للمنظمة رفع دعوى قانونية ‪ ،‬أي دعوى المسئولية الدولية عن الضرار التي لحقت بموظفيها ابان‬
‫قيامه بمهمته ‪.‬‬
‫قررت المحكمة ‪ ،‬أن الشخاص في نظام قانوني معين ليسوا بالضرورة متماثلين في طبيعتهم ‪ ،‬وفي نطاق حقوقهم ‪ ،‬بل تتوقف على طبيعة ظروف المجتمع الذي‬
‫ينشأ فيه على متطلباته ‪ ،‬كما انتهت الى أن الدول ليست وحدها أشخاص القانون الدولي العام ‪ ،‬اذ قد يتمتع بالشخصية القانونية الدولية كائنات أخرى غير الدول ‪ ،‬إذا‬
‫ما اقتضت ظروف نشأتها وطبيعة الهداف المنوطة بها تحقيقها العتراف لها بهذه الشخصية ‪ .‬وقد لحظت المحكمة وبحق أنه بينما تتمتع الدول كأصل عام بكافة‬
‫الحقوق واللتزامات الدولية التي يعرفها القانون الدولي ‪ ،‬ل تتمتع المنظمات الدولية ضرورة بكل هذه الحقوق واللتزامات ‪ ،‬بل يتوقف مقدار ما تتمتع به من حقوق‬
‫والتزامات على أهدافها ووظائفها الخاصة صراحة أو ضمنا من الوثيقة التأسيسية المنشئة ‪ ،‬وما جرت عليه المنظمة نفسها في حياتها الواقعية ‪(11).‬‬
‫ان الوحدة التي تتمتع بحصانات وامتيازات معينة ولها حق الدخول على قدم المساواة في معاهدات مع الدول العضاء هي وحدة يجب العتراف لها بالشخصية‬
‫القانونية‬
‫اذا وعلى ضوء هذا التحليل ان المنظمة شخص من أشخاص القانون الدولي العام ‪ ،‬وبأن طبيعة اهدافها ووظائفها تقتضي ضرورة العتراف لها بالحق في تحريك‬
‫دعوى المسؤولية الدولية في حالة اصابة احد العاملين فيها بالضرر بسبب قيامه بخدمتها ‪.‬غير أن للستاذ صادق أبو هيف رأي آخر ‪ ،‬فيرى آ ن الشائع في االفقه‬
‫الدولي اعتبار الهيئات الدولية التي لها كيان مستقل من أشخاص القانون الدولي العام كما هو شان الدول ‪ ،‬والبابا ‪ ،‬غير أن في هذا الشائع انحراف تلك الهيئات عن‬
‫وضعها الحقيقي خلط بين الشخصية الدولية والهلية القانونية ‪ ،‬فهذه الهيئات وبل نزاع يمكن أن تتمتع بالهلية القانونية لقيامها بمهامها ‪ ،‬وهي اهلية خاصة ذات‬
‫طابع دولي بما أنها تعمل في المحيط الدولي ‪ ،‬انما هذا ل يستتبع حتما اعتبارها من أشخاص القانون الدولي العام ‪ ،‬لنه لتلزم حتمي بين هذه الهلية وبين الشخصية‬
‫الدولية بمفهومها الدقيق ‪ ،‬فالدول ناقصة السيادة لتتمتع في المحيط الدولي بأهلية كاملة ‪ ،‬ول يحول هذا مع ذلك اعتبارها من أشخاص القانون الدولي العام ‪ ،‬لن‬
‫هذا القانون يعني بها مباشرة عنايته بالدول الخرى كاملة الهلية ‪ ،‬وليس هذا مركز الهيئات الدولية ‪ ،‬فهذه الهيئات ليس محل عناية هذا القانون لذاتها ‪ ،‬وكل ما‬
‫هنالك أنه يخلقها وينظمها لمجرد الستعانة بها على تنفيذ احكامه ‪ ،‬فهي لتخرج عن كونها أداة يستخدمها في تطبيق قواعده على أشخاصه الحقيقيين ‪ .‬وأشخاص‬
‫القانون الدولي العام هم الذين من اجلهم وجد هذا القانون ‪ ،‬ووجوده هو نتيجة لوجودهم لحق له ‪ ،‬والشخصية التي تتمع بها الدولة ليست مستمده من هذا القانون ‪،‬‬
‫وانما هي مستمدة من وجودها ذاته ‪ ،‬ول يملك القانون الدولي أن يغير في هذه الشخصية اذا ثبت للدولة بوجودها ‪ ،‬ول يملك أن يمنح الشخصية الدولية لية هيئة لم‬
‫تجمع عناصر الدولة ‪ ،‬لن الدولة كما قلنا تقوم بنفسها على عناصرها الخاصة ول تنشأ عن طريق نص او اتفاق ‪ .‬اما الهيئات الدولية فتستمد وجودها من نص في‬
‫القانون تتفق عليه جماعة الدول فحياتها ترتبط بهذا النص وتخضع لرادة هذه الجماعة ‪ ،‬وللدول أن تغير فيها ما شاءت وفقا للوضاع التي تتفق عليها ‪ ،‬بل ولها أن‬
‫تقضي على وجودها القانوني بالغاء النص الذي أنشأها ‪ ،‬فهي في يد جماعة الدول كما ذكرنا مجرد اداة يمكن الستغناء عنها او استبدالها بغيرها اذا رؤي عدم‬
‫صلحيتها لتحقيق الغرض من وجودها ‪ ،‬ول تملك جماعة الدول أن تفعل ذلك بالنسبة لحد أعضائها ‪ ،‬لن وجود هؤلء العضاء ليتوقف على ارادتها وانما يخضع‬
‫لعوامل أخرى لسيطرة لها عليها ويؤيد وجهة نظر ابو هيف ماورد أخيرا في تعليق المين العام للمم المتحدة عام ‪ 1956‬عن الدور الذي تقوم به الهيئة الدولية‬
‫العامة ‪ ،‬حيث يقول " واذا ما اخذنا الميثاق ككل لوجدنا أنه ليسبغ على المم المتحدة أي صفة من الصفات التي تجعل منها دولة عليا فوق الدول أو هيئة عاملة خارج‬
‫اطار قرارات حكومات الدول العضاء فيها ‪.‬‬
‫ان المم المتحدة هي بالحرى وسيلة للتفاوض بين الحكومات ‪ ،‬ولجلها الى حد ما ‪ ،‬وهي أيضا وسيلة تضاف الى الوسائل الدبلوماسية التي أقرها الزمن‬
‫لتوحيد جهود الحكومات في سبيل تأييد اهداف هذا الميثاق ‪ "....‬الى أن قال" وحري بنا أن ندرك المم المتحدة على حقيقتها – فهي اداة للمم ‪ ،‬معترف بعدم كمالها ‪،‬‬
‫ولكنها ضرورية للعمل على ايجاد تطور سلمي نحو اقامة نظام عالمي أعدل وأوطد ‪ .‬وعلى ذلك يكون وضع الهيئات الدولية التي يكون لها كيان قائم بذاته في عداد‬
‫أشخاص القانون الدولي العام أمرا ليتفق مع طبيعة هذه الهيئات ‪ ،‬ويكون الصحيح ان هذه الهيئات تشغل مكانها في المحيط الدولي بوصفها مؤسسات ذات أهلية‬
‫قانونية خاصة ل أكثر ول أقل ‪.‬‬
‫اما الستاذ عبد العزيز سرحان فيرى توفر خمسة شروط لبد في نظره من توافرها لتصاف المنظمة الدولية بالشخصية القانونية الدولية وهي ‪:‬‬
‫توافر غاية معينة للمنظمة – ب‪ -‬تمتع المنظمة بالرادة الذاتية –ج – تمتع المنظمة بسلطات تباشرها في مواجهة الدول العضاء ‪ ،‬وقد تباشرها‬ ‫‪-1‬‬
‫أيضا في حدود معينة في مواجهة الدول غير العضاء ‪.‬‬
‫د ‪-‬التنظيم – أي وجود أجهزة تعبر عن ارادة المنظمة ‪ ،‬وهو الذي يجسد وجود الشخص المعنوي ‪ ،‬وعن طريقه يباشر حقوقه ويدافع عنها‬
‫هـ ‪ -‬الشتراك في خلق قواعد القانون الدولي‬
‫أما الستاذ الغنيمي الذي يغرد دائما خارج السرب ‪ ،‬فيرى النظام القانوني وأشخاصه الذين تخاطبهم قواعده بترتيب الحقوق وفرض الحلول‪ ،‬فيرى ان للمنظمات‬
‫الدولية ذاتية دولية ‪ ،‬وينطلق من النقطة الولية في دراسة الشخصية القانونية في تعريف المقصود بهذا التعبير ‪ ،‬وهنا نجد ان الفقه ينشطر الى مذهبين ‪ ،‬فهناك من‬
‫يعرف الشخصية بانها القدرة على كشف الحقوق واللتزام بالواجبات ‪ ،‬الشخصية القانونية تعبير عن العلقة التي تقوم بين وحدة معينة ونظام قانوني محدد ‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه العلقة في اسناد هذا النظام مجموعة من الحقوق واللتزامات لهذه الوحدة ولكل نظام التزامات ‪ ،‬ذلك انه لتوجد أشخاص قانونية بالطبيعة ‪ ،‬ولأشخاص قانونية‬
‫بالنسبة لكل النظمة ‪ ،‬وتقابل هذا الرأي مدرسة اخرى لتكتفي بالوصف السابق فحسب بل تضيف اليه وصفا آخر فتشترط الى جانب هذه الهيئة القانونية أن تكون‬
‫قادرة على انشاء القواعد الدولية بالتراضي مع غيرها من الوحدات المماثلة ‪ ،‬ولما كان جليا ان الجماعة الدولية – على عكس الجماعة الداخلية – لتعرف خطوات‬
‫رتيبة مقننة لضفاء الشخصية المعنوية ‪ ،‬فان النظرية التقليدية في القانون الدولي العام تتمسك – أيا كان التعريف الذي نأخذ به – بان أشخاص هذا القانون هي‬
‫الدول فحسب ‪ ،‬وعذرها في ذلك انها تعتبر السيادة معيار الشخصية القانونية الدولية ‪ ،‬وركيزة السيادة في نظرها هذة توافر القليم والشعب ‪ ،‬وما دام أن المنظمات‬
‫الدولية لتتمتع بالسيادة لعدم توافر الشعب على القل فهي ليست من أشخاص القانون الدولي ‪ ،‬ولكن هذا الرأي معيب ‪ ،‬اذ أن للمنظمات ولية كما هو الحال في ولية‬
‫الدول تمارس ولية انفرادية يطلق عليها البعض الولية العضوية تمنحها سلطات تشريعية وتنفيذية بل وقضائية على أجهزتها الخاصة وموظفيها ‪ ،‬واذن ليس هناك‬
‫من خلف جوهري بين الدول والمنظمات الدولية ‪ ،‬صحيح أن السيادة عند الكثيرين هي معيار الشخصية القانونية للدول ‪ ،‬ولكن مناقشة الشخصية القانونية بالنسبة‬
‫للمنظمات الدولية تحتاج الى نظرة شاملة وأفق أوسع ‪ ،‬غير ان اتجاها يرى أن المنظمات لتتمتع بالشخصية القانونية الدولية ‪:‬اذ أن الشخصية القانونية بطبيعنها‬
‫مركز قانوني يحاج به ا لجميع فمن يكون شخصا من أشخاص نظام قانوني معين يجب أن يقر له بالشخصية من قبل كافة أشخاص هذا النظام ‪ ،‬ان الشخص القانوني‬
‫ذى الشخصية النسبية والذي يتسم بمعنى محدود ونطاق خاص ول يقر به بعض أشخاص النظام القانوني ليس ال حيلة ‪ .‬ان الشخصية القانونية في نظام قانون معين‬
‫ليمكن ان توجد وان تنعدم في الوقت ذاته ‪ ،‬اذ لبد أن نختار بين احد الفرضين ‪ .‬واذا فبناء الشخصية القانونية على ميثاق المنظمة والقول تبعا بان الشخصية القانونية‬
‫للمنظمة هي شخصية نسبية ‪ ،‬وهو قول ينزع منزعا وضعيا في ايجاد حل للمشكلة ‪ ،‬هو عند المنكرين للشخصية رأي خطل ول وزن له ‪.‬‬
‫ولنذكر بجانب ما سلف أن عددا كبيرا من الفقهاء يعتبر ان الشخصية القانونية للمنظمات الدولية هي صياغة فنية خالصة لتتأسس على أية حقيقة سببية ‪ .‬ان‬
‫هؤلء الفقهاء ينظرون الى الحقوق واللتزامات المضفاة على المنظمات على انها في الواقع حقوق والتزامات الدول العضاء ‪.‬‬
‫الرأي الخاص للستاذ الغنيمي ‪ ،‬الحق اننا قل أن نجد اليوم فقيها ينكر على المنظمات الدولية الشخصية القانونية انكارا مطلقا لسيما ‪ ،‬وأن دساتير هذه‬
‫المنظمات دأبت في تواتر يكاد يكون رتيبا على إضفاء هذه الشخصية على المنظمة المعنية ‪ ،‬ثم ان القضاء الدولي اتخذ لنفسه موقفا واضحا من هذه المشكلة ‪،‬‬
‫ولكننالنستطيع رغم الدفعة الغالبة في الفقه ‪ ،‬والموقف المتحيز للقضاء الدولي ان نقول ببساطة ان مشكلة الشخصية القانونية الدولية قد حلت بالقياس الى‬
‫المنظمات الدولية ‪ ،‬بل ان المشكلة تظل قائمة مع وجود نص صريح في دستور المنظمة ‪ ،‬وذلك أن قصور ميثاق المنظمة عن إيراد نص في شان الشخصية القانونية‬
‫ليعني نفي هذه الشخصية عن المنظمة الدولية ‪ ،‬كما ان ايراد نص في هذا الشان ليغير من الحقيقة شيئا ‪ ،‬ان القواعد التي من هذا القبيل لتخلق حكما ‪ ،‬وانما تفصح‬
‫عن فكرة يحتاج بيان مداها الى أن تدبر معطيات وضعية ‪ ،‬ان وجود او عدم وجود هذه القواعد ليس بذي بال بالنسبة للفقيه الذي يجب عليه ال يضع في اعتباره بعض‬
‫الفكار التي هي في حاجة الى لفت النظر ‪.‬‬
‫ان الجدل الذي شغل الفقه حول الشخصية القانونية للمنظمات الدولية هو في نظره جعجعة بل طحين ‪ ،‬والحديث عن الشخصية القانونية للمنظمة الدولية‬
‫لينضبط بمعايير الحديث عن الشخصية القانونية للدولة لن الذين اعترفوا للمنظمة الدولية بالشخصية القانونية اعترفوا في الوقت ذاته بان هذه الشخصية تكسب‬
‫المنظمة أهلية محدودة وليست مطلقة كأهلية الدولة ‪ .‬والذين انكروا الشخصية القانونية اعتمدوا في تفنيدهم لحجج المؤيدين على نشاط المنظمة الدولية في‬
‫مظهريه السلبي واليجابي – انما يقع في حقيقته على الدول العضاء وليس على المنظمة الدولية الذي ليعدو ان يكون حيلة قانونية ‪.‬‬
‫ان أنصار الشخصية القانونية الدولية للمنظمة يركزون على ما تعنيه هذه الشخصية من أهلية اذ يعتبرون ان اختصاص المنظمة الدولية بمجموعة معينة من‬
‫الوظائف يرتب اضفاء الشخصية على المنظمة كما ان كسب المنظمة للشخصية يخوله اتيان تصرفات بذاتها ‪ ،‬والمر عند الغنيمي ان هذه ليست هي الزاوية الصحيحة‬
‫التي نعالج بها ومنه مدرك الشخصية القانونية الدولية للمنظمة الدولية ‪ ،‬ذلك لن الختصاصات للمنظمة انما تحدد صراحة او ضمنا من دستوره سواء اعترفنا له‬
‫بالشخصية الدولية ام لم نعترف ‪ ،‬وتبعا فان التذرع بالشخصية القانونية الدولية لن يقدم او يؤخر في شان ما للمنتظم من سلطات وما عليه من التزامات ‪ .‬ان الذي‬
‫يهم هو توفر الشخصية من حيث هي اما مضمون تلك الشخصية فتفضيل يرجع الى ظروف الشخص القانوني ومركزه الشرعي ‪ ،‬وتلك مسألة ثانوية في بحث‬
‫الشخصية القانونية من حيث هي أصل ومبدأ ‪.‬‬
‫كذلك ليمكن أن نأخذ رأي المنكرين للشخصية المعنوية كفكرة من حيث هي على علتها ‪ ،‬ذلك ان وصف الشخصية القانونية للمنظمة الدولية بانها حيلة‬
‫قانونية انما ينصرف كذلك الى الدولة ن والقرار بالشخصية القانونية هي ركيزة أساسية في القانون الدولي لنه نظام قام اصل كي يخاطب الشخاص المعنويين ‪.‬‬
‫ان الشخص القانوني هو القادر على المساهمة في خلق القواعد القانونية ‪ ،‬أي تتمتع في خلق وتكوين الرادة الدولية الشارعة ‪.‬‬
‫ان التمتع بالذاتية ليكفي لسباغ الشخصية القانونية على المنظمة الدولية بل لبد ان تصل هذه الذاتية الى حد القدرة على التعبير عن الرادة الدولية الشارعة ‪.‬‬
‫ان الشخصية القانونية تتطلب توافر عنصرين الول أهلية لكتساب الحقوق واللتزام بها والثاني ‪ ،‬القدرة على خلق قواعد قانونية ‪ ،‬وهذا لن يتأتى مالم تتميز ارادة‬
‫المنظمة عن ارادة الدول العضاء ‪ ،‬ولهذا يمكن ان تكون الشخصية كاملة او ناقصة فالولى هي التي ليرتبط نشاطها بارادة الدول العضاء فيها ‪ ،‬وهو المر الذي‬
‫اتسمت به المم المتحدة حين اعترفت لها الدول بالشخصية القانونية ‪.‬‬
‫والثاني ‪ ،‬الناقصة وهي التي تتمتع بذاتية متميزة عن الدول العضاء تسمح لها القيام بعض التصرفات القانونية ‪.‬‬
‫لذلك ينتهي الستاذ الغنيمي الى القرار بالشخصية القانونية النسبية قاصرة على الدول العضاء التي تعترف بهذه الشخصية ‪.‬‬
‫أما الدكتور فايز انجاك أستاذ القانون الدولي المقتدر فيرى أن الشخصية القانونية مسألة تحتاج الى معرفة خصائص المنظمة الدولية وهي كالتالي ‪:‬‬
‫الخاصية الولى تتألف المنظمة حصرا من مجموعة من الدول ذات السيادة ‪ ،‬وهذه القاعدة الرئيسية لحداث المنظمات الدولية ‪.‬‬
‫الخاصية الثانية ‪ :‬ان المنظمة تتمتع بصفة الديمومة ‪ ،‬تختلف عن المؤتمرات الدبلوماسية في حين أن المنظمة ليست أزلية ولكنها قابلة للدوام والتطور وقد تحدد‬
‫الوثيقة التأسيسية عمر المنظمة مثل الحديد والصلب التي قدرت عمرها بخمسين سنة ‪ ،‬ثم تطورت الى السوق الوربية المشتركة وأخيرا التحاد الوربي‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬أن الساس القانوني في أغلب الحيان هو عبارة عن معاهدة دولية‬
‫الخاصية الرابعة ‪ ،‬أنها تفترض وجود هدف مشترك تتفق الدول العضاء على تحقيقه ‪ ،‬سياسي اقتصادي أمني أو صحي تجاري زراعي ثقافي ‪.‬‬
‫الخاصية الخامسة هي أن كل منظمة دولية تتضمن أجهزة وهيئات مختلفة ومتنوعة ‪ ،‬هذه الهيئات تسمح للمنظمة بأن يكون لها كيان أو شخصية متميزة عن شخصية‬
‫وكيان كل دولة عضوة في المنظمة ‪.‬‬
‫الخاصية السادسة ‪ ،‬هي أن كل منظمة تملك قسطا من الشخصية القانونية تسمح لها بممارسة عدد من الحقوق والواجبات ‪ ،‬ويفرق عادة التوضيح بين نوعين من‬
‫الشخصية القانونية للمنظمات الدولية ‪ ،‬الشخصية القانونية الداخلية ‪ ،‬والشخصية القانونية الدولية‬
‫ان الشخصية القانونية الداخلية للمنظمات الدولية تسمح للمنظمة أن تمارس عددا من الحقوق التي تناسب الحقوق الممنوحة للشخاص الطبيعيين والعتباريين ضمن‬
‫المجال الوطني لدولة ما ‪ ،‬مثل لها المقر تشتريه أو تستأجره ‪ ،‬وابرام العقود والمثول أمام القضاء ‪ ،‬أما الشخصية القانونية على المستوى الدولي ‪ ،‬اذ تتمتع‬
‫بالمتيازات والحصانات في أراضي الضرورية لبلوغ الهداف ‪ .‬وينتهي الستاذ انجاك الى أن القضاء الدولي من خلل الرأي الستشاري في قضية الكونت برنادوت عام‬
‫‪ 1949‬يرى أن المنظمة مؤهلة لممارسة وظائف والتمتع بحقوق ليمكن أن تبرر ال اذا كانت تملك قسطا كبيرا من الشخصية الدولية ‪ ،‬وأهلية التصرف على‬
‫المستوى الدولي وبهذا تكون المنظمة الدولي مجموعة من الدول ذات السيادة ‪ ،‬تتمتع بصفة الديمومة ‪ ،‬أساسها القانوني معاهدة ‪ ،‬هدفها مشترك ‪ ،‬ولها اجهزة وهيئات‬
‫مختلفة ‪ ،‬تتمتع بقسط من الشخصية القانونية ‪.‬‬
‫المسؤولية الدولية للمنظمات الدولية‬
‫يرى الستاذ مفيد شهاب أن احكام المسؤولية القانونية تمتد لتشمل المنظمات الدولية ‪ ،‬باعتبارها اشخاصا قانونية ‪ ،‬على عكس مايراه الفقه التقليدي من قصر‬
‫هذه الحكام على الدول ذات السيادة ‪.‬وتخضع هذه المسؤولية لنفس القواعد التي يقررها القانون الدولي العام بشان مسؤولية الدولة ‪ ،‬مالم يوجد اتفاق على غير ذلك ‪.‬‬
‫تقرير مسؤولية المنظمات الدولية ‪:‬‬
‫ثارت مناقشة احتمال قيام المسؤولية في مواجهة المنظمات الدولية عندما بدات هذه المنظمات تمارس من الوظائف والختصاصات ما يمكنها من القيام بتصرفات‬
‫قد تلحق أضرارا بمصالح أشخاص القانون الوطني مثال ذلك أن تمنع احدى المنظمات من تنفيذ عقد مع احد التجار ‪ ،‬او أن يلحق احد موظفيها ضررا بأحد الفراد ‪،‬‬
‫ومثال ذلك أيضا أن تتسبب قوات مسلحة تابعة للمم المتحدة في اصابة بعض الفراد ‪ ،‬فقد ترى الدول التي يتبعها هؤلء الفراد ان هذه التصرفات تخالف أحكام‬
‫القانون بما يوجب اعمال قواعد المسؤولية ‪ ،‬وعندئذ يثور التساؤل عن احتمال قيام حق المطالبة الدولية ‪ ،‬في مثل هذه الحوال ‪ ،‬لصالح هؤلء الفراد ‪.‬‬
‫ثم بدا التساؤل عن هذه المسؤولية يمتد ليشمل احتمال قيامها لصالح أشخاص القانون الدولي في حالت اخلل المنظمة الدولية باتفاقية مبرمة مع احدى‬
‫الدول او المنظمات الخرى ‪ ،‬أو اذا قامت احدى المنظمات بتصرف يلحق ضررا بدولة او منظمة دولية اخرى ‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أن تترتب مسؤولية المنظمة الدولية عن مثل هذه التصرفات ذلك ان المبادىء المسلم بها ‪ ،‬ان من يملك سلطة التصرف يتحمل عبء المسؤولية‬
‫وليمكن ان يؤدي تمتع المنظمة الدولية بحصانة عدم الخضوع للقضاء الوطني الى عدم مسؤوليتها عن آثار تصرفاتها ‪ ،‬لذلك يجمع الفقه الذي يعترف للمنظمات‬
‫الدولية بالشخصية القانونية على وجوب قيام هذه المسؤولية ‪ .‬كما أن المم المتحدة تقبل من الناحية الواقعية ‪ ،‬تحمل المسؤولية عن تصرفات وكلئها وموظفيها ‪.‬‬
‫ويؤكد القضاء الدولي نفس المبدأ ‪ ،‬فقد أعلنت محكمة العدل الدولية في رأيها الستشاري الصادر في ‪ 13‬جويلية سنة ‪ 1954‬بشان آثار احكام المحكمة الدارية للمم‬
‫المتحدة مسؤولية الهيئة العالمية عن تنفيذ العقود التي أبرمتها مع موظفيها ‪ .‬كما أعلنت نفس المحكمة في رأيها الستشاري الصادر في ‪ 11‬افريل ‪ 1949‬اهلية‬
‫المم المتحدة في مطالبة دولة غير عضو بالتعويض عن الضرار التي لحقتها والتي لحقت بأحد موظفيها بسبب اغتيال هذا الموظف أثناء تاديته واجباته ‪ .‬واذا كان‬
‫هذا الرأي الخير يؤكد حق المنظمة في المطالبة الدولية ‪ ،‬ال انه يقرر في الحقيقة مبدأ صلحياتها لن تكون طرفا في علقة المسؤولية الدولية سواء بصفتها‬
‫مدعية أو مدعى عليها ‪ .‬وقد اكدت محكمة العدل الدولية من جديد في رأيها الستشاري الصادر في ‪ 30‬يوليو ‪ 1962‬بشان بعض مصروفات المم المتحدة ‪ ،‬مبدأ‬
‫المسؤولية القانونية للمنظمة العالمية في مواجهة الغير ‪.‬‬
‫احكام مسؤولية المنظمة الدولية ‪:‬‬
‫تخضع مسؤولية المنظمة الدولية ‪ ،‬سواء من حيث شروطها الموضوعية او الشكلية لنفس الحكام التي وضعها القانون الدولي بشان مسؤولية الدولة ‪ ،‬وبالتالي‬
‫فانها تكون مسؤولية تعاقدية ‪ ،‬اذا امتنعت منظمة دولية عن تنفيذ التزام تعاقدي ‪ ،‬او اذا قامت بتنفيذه على وجه مخالف لشروط التعاقد ‪ .‬كما تكون مسؤولية‬
‫تقصيرية في حالة وقوع ضرر تسببت المنظمة في الحاقه بالغير ‪ .‬وتؤكد التطبيقات العملية قيام مسؤولية المنظمة الدولية اما با لستناد الى عنصر الخطأ او‬
‫بالستناد الى عنصر الضرر نظرية المخاطر ‪ .‬وليجوز للفراد كقاعدة عامة مساءلة المنظمة الدولية ال عن طريق الدول التي يتبعونها ‪ ،‬استنادا الى قواعد الحماية‬
‫الدبلوماسية ‪ ،‬وذلك مالم يوجد نص استثنائي صريح يخولهم حق مساء لة المنظمة مباشرة ‪ .‬اما فيما يتعلق بتطبيق احكام المسؤولية فل تثور ‪ ،‬في العادة أية صعوبات‬
‫اذا كانت هناك هيئات تملك سلطة اصدار قرارات نهائية وملزمة في شان التصرفات غير المشروعة ‪ .‬فيرى البعض انه تنشا خلفات كثيرة بشان تحديد شرعية‬
‫تصرفات المنظمة الدولية اذا لم توجد مثل هذه الهيئات ‪ ،‬وبصفة خاصة اذا لم تكن هناك هيئة قضائية دولية تملك سلطة اصدار احكام نهائية ‪ .‬وتعتبر الجماعات‬
‫الوربية صورة فريدة في هذا الشان حيث يوجد فيها محكمة عدل اوربية لممارسة هذه الوظيفة ‪ .‬أما على صعيد المنظمات الدولية الخرى ‪ ،‬فان محكمة العدل‬
‫الدولية لتملك بالنسبة للمنظمات الدولية ال حق اصدار آراء استشارية غير ملزمة وذلك اعمال للمادة ‪ 24‬من النظام الساسي لهذه المحكمة التي تقصر على الدول‬
‫وحدها حق اللتجاء اليها في منازعات قضائية تصدر فيها احكاما ملزمة ‪ .‬ومع ذلك ففي المكان التحايل على هذا النص اذا اتفقت دولة مع منظمة دولية على ان تقوم‬
‫المنظمة بطلب ابداء رأي استشاري من المحكمة حول تصرف ثار النزاع بسببه بين المنظمة والدولة والتزام الطرفين مسبقا بقبول الرأي كحكم ملزم ‪ .‬وقد أخذت‬
‫بهذه الفكرة بالفعل اتفاقية حصانات وامتيازات المم المتحدة المبرمة عام ‪ 1946‬عندما قرر الطراف اعتبار آراء المحكمة الستشارية فيما يتعلق بتفسير هذه‬
‫التفاقية ملزم لهم ‪.‬‬
‫واذا كانت آراء محكمة العدل الدولية بشأن تصرفات المنظمات الدولية لتحمل صفة اللزام ‪ ،‬فان ذلك يعني أن يبقى تنفيذها رهنا بارادة المنظمة الدولية‬
‫المعنية بها ‪ ،‬واحيانا ‪ ،‬تستجيب المنظمات الدولية لها ‪ ،‬ولكنها تعرض عنها أحيانا أخرى ‪ .‬ومن أمثلة حالت الخذ بالراء الستشارية لمحكمة العدل برأيها الصادر في‬
‫‪ 8‬يناير ‪ 1960‬الذي قررت فيه عدم شرعية انتخابات لجنة تأمين الملحة التي اجرتها الجمعية العامة للمنظمة الستشارية الدولية لملحة البحرية في ‪ 15‬جانفي‬
‫‪ . 1959‬فقد قبلت هذه المنظمة اعادة تشكيل اللجنة المذكورة على ضوء ما ارتأته محكمة العدل الدولية ‪ ،‬ومن امثلة الحالت التي لم تاخذ بها المنظمات برأي‬
‫المحكمة ما حدث بشان رأيها الستشاري الصادر عام ‪ 1960‬بخصوص مصروفات المم المتحدة ‪ ،‬فقد أفتت المحكمة بأن نفقات قوات األمم المتحدة لحفظ السلم في‬
‫الشرق الوسط عام ‪ ، 1956‬وفي الكونغو عام ‪ 1960‬تعد جزءا من مصروفات المم المتحدة وفقا للمادة ‪ 17/2‬من ميثاق الهيئة العالمية ‪ ،‬ويجوز ان يطبق الجزاء الذي‬
‫تقرره المادة ‪ 19‬والذي يقضي بحرمان العضو المتأخر في تسديد اشتراكاته المالية من حق التصويت في الجمعية العامة ‪ .‬ورغم قبول الجمعية العامة لهذا الرأي ‪ ،‬ال‬
‫ان رفض بعض الدول العضاء ‪ ،‬وخاصة التحاد السوفييتي وفرنسا الخذ به فيما يتعلق بتحديد التزاماتهم المالية في مواجهة الهيئة أدى الى نشوب ازمة خطيرة في‬
‫المم المتحدة ‪ ،‬تجنبت الجمعية العامة تفجيرها بأ ن تغاضت من الناحية العملية عن المطالبة بتطبيق رأي المحكمة ‪ .‬وفي الحقيقة فطالما كانت آراء محكمة العدل‬
‫غير ملزمة قانونا للمنظمات الدولية ‪ ،‬فانه ليمكن اعتبار رفض اعمالها تصرفا غير قانوني ‪ .‬وازاء هذا الوضع فقد يتعذر حل نزاع يكون احد طرفيه منظمة دولية ال‬
‫عن طريق التفاق اوالتحكيم ‪.‬‬
‫وتجدر الشارة الى ان مسؤولية المنظمة في مواجهة دولة بها تتقرر طبقا لحكام ميثاق المنظمة ولوائحها الداخلية ‪ ،‬بحيث يكون لهذه الحكام اولوية في‬
‫التطبيق حتى في حالة تعارضها مع قواعد القانون الدولي المتعلقة بالمسؤولية ‪ ،‬وذلك ان هذه القواعد ليست من النظام العام بحيث ليجوز التفاق على ما يخالفها ‪.‬‬
‫اما مسؤولية المنظمة في مواجهة دولة غير عضو فل تثور ال اذا أقرت هذه الدولة بتمتع المنظمة بالشخصية القانونية ‪ ،‬أو اذا كان هناك اتفاق خاص ينظم هذه‬
‫المسؤولية الدولية او تلك التي يمكن ان يكون قد تم التفاق عليها ‪.‬‬
‫ماهي نتائج العتراف بالشخصية القانونية للمنظمة الدولية ؟‬
‫‪ -‬حق ابرام اتفاقيات دولية في الحدود اللزمة لتحقيق اهدافها‬
‫‪ -‬مجلس المن يبرم اتفاقيات مع الدول العضاء لوضع قوات مسلحة تحت تصرف المجلس‬
‫اتفاقيات المقر في الدول الكائن مقر المنظمة فيها‬
‫‪ -‬التفاقات مع الوكالت المتخصصة استنادا الى المادة ‪ -57‬والمادة ‪63‬‬
‫‪ -‬أسهمت في تكوين قواعد عرفية دولية ‪ ،‬وتتولى احلل قوة الحجة محل حجة القوة في حل المنازعات الدولية ‪ ،‬واتخاذ التوصيات غير الملزمة قانونا لكن حديثا‬
‫يعترف بالكثير من الحترام كقوة ادبية ليجوز مجافاتها ‪ ،‬وعندما تتكرر المناداة بها فانه تنقلب الى أعراف دولية لها ما للعرف من قوة قانونية ‪.‬‬
‫‪ -‬حق تحريك دعوى المسؤولية الدولية لتوفير الحماية الوظيفية‬
‫‪ -‬حق التقاضي أ مام محاكم التحكيم الدولية ‪ ،‬تمتع ممثلي الدول العضاء في المنظمة ببعض المتيازات الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬حق التمتع بالحصانات والمتيازات في مواجهة الدول العضاء ودول المقر ‪.‬وذلك استنادا الى المادة ‪ 104‬حيث تتمتع المنظمة في بلد كل عضو من أعضائها‬
‫بالهلية القانونية التي تتطلبها قيامها لها بأعباء وظائفها وتحقيق مقاصدها ‪ ،‬فلها حق التعاقد في مجال القانون الداخلي للمنظمة بوضع لوائح داخلية ‪ ،‬لتنظيم‬
‫المراكز القانونية على النحو الذي تراه مناسبا وملئما لصدار قرارات ‪ ،‬وانشاء اجهزة فرعية لزمة للقيام بوظائفها مثل لجنة القانون الدولي ‪ ،‬والمحكمة الدارية‬
‫الدولية ‪.‬‬
‫‪ -‬الختصاصات الضمنية للمنظمات الدولية‬
‫المنظمةالدولية ‪ ،‬كيان دائم تقوم الدول بانشائه ‪ ،‬من أجل تحقيق أهداف مشتركة ‪ ،‬يلزم لبلوغها منح المنظمة الدولية ذاتية مستقلة ‪.‬‬
‫أ – كيان دائم ‪ :‬تعقد دورات بشكل منظم تباشر نشاطها تختلف عن المؤتمرات الدولية‬
‫ب – الصفة الدولية ‪ :‬تنشىء الدول منظمات لها صفة دولية وهي اختيارية في عضويتها عن طريق النضمام ‪.‬‬
‫ج – أهداف المنظمة ‪ :‬تقوم المنظمة من اجل تحقيق اهداف مشتركة بين هذه الدول ‪ ،‬قد تكون سياسية أو امنية أو اقتصادية أو ثقافية ‪.‬‬
‫د – الرادة الذاتية المستقلة – أو الشخصية القانونية الدولية ‪.‬‬
‫للمنظمة اجهزة تصدر عنها أعمال قانونية ‪ ،‬تنصرف آثارها على المنظمة ‪ ،‬ل على الدول ‪ .‬ويجب أن يكون للمنظمة بنيان تنظيمي يستلزم وجود موظفين دوليين‬
‫يدينون بالولء للمنظمة ‪ ،‬ويتمتعون بامتيازات وحصانات داخل اقليم الدول العضاء ‪ ،‬وهكذا يستقر أن للمنظمة شخصية قانونية دولية ونتيجة هذا تتمتع المنظمة‬
‫بالمزايا التالية ‪:‬‬
‫‪ :‬في النطاق الدولي ‪ ،‬لها حق ابرام التفاقيات الدولية وحق المشاركة في انشاء قواعد القانون الدولي ‪ .‬وحق تحريك دعوى المسؤولية الدولية وحق التقاضي‬ ‫اول‬
‫امام محاكم التحكيم والمحاكم الدولية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬في النطاق الداخلي للمنظمة نفسها ‪ ،‬لها حق التعاقد مع من تحتاج اليهم وتنظم مراكزهم القانونية وحق وضع قواعد مالية ‪ ،‬وحق التقاضي امــام المحــاكم‬
‫الداخلية للمنظمة مثل محكمة العمل الدولية ‪.‬‬
‫غير أن هذه الشخصية محكومة ومحدودة بالوظائف التي تقوم بها المنظمة لتحقيق اهدافها ‪ ،‬ول تثبت إل في الحدود الني ذكرها الميثاق‬
‫وعليه آن من يحدد معالم الشخصية الدولية القانونية هم الدول العضاء في المنظمة ‪.‬‬
‫الميثاق المنشىء للمنظمة ‪:‬‬
‫لكل منظمة ميثاق ‪ ،‬بغض النظر عن مسمياته فهو معاهدة أو دستور المنظمة ينظم ويحكم سير عملها ‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بممارساتها الداخلية والخارجية ‪.‬‬
‫وهذا الميثاق ينشئه الدول عبر مؤتمر دولي عن طريق اغلبية الدول‬
‫الطبيعة القانونية للميثاق ‪:‬‬
‫تسرى احكام الميثاق بمواجهة الدول العضاء بصورة واضحة ول يجوز ابداء التحفظات عليها ‪ .‬وازاء الغموض في نصوصه وعدم تحديد مضمونها وكذلك‬
‫ازدواجيتها والتنازع فيما بينها والتداخل بين القواعد العامة والستثناءات ومن هنا يأتي لسد الثغرات والنقائص في ذلك الميثاق عن طريق تفسير الميثاق وذلك باعمال‬
‫نظرية الختصاصات الضمنية ‪.‬‬
‫نظرية الختصاصات الضمنية‪:‬‬
‫قوام هذه النظرية‪ ،‬أنه عندما تنشأ اوضاعا جديدة يعترف للمنظمات بمباشرة الختصاصات الضمنية التي لم ترد صراحة في الميثاق المؤسس للمنظمة‪،‬‬
‫واستخلصها ضمنا باعتبارها ضرورية لتحقيق اهداف المنظمة وممارسة وظائفها على أساس افتراض آن الدول عندما قررت انشاء المنظمة انما قررت لها في نفس‬
‫الوقت كل ما يلزم من اختصاصات تمكنها من تحقيق الهداف بصورة فعالة ويتيح الفرصة للمنظمة الدولية من أجل تحقيق استقللية شبه كاملة تجاه الدول ومن‬
‫ثم يختفي أي دور فعال للدول تجاه المنظمات الدولية‪.‬‬
‫تطبيقات نظرية الختصاصات الضمنية ‪:‬‬
‫ترتب المسؤولية الدولية على أساس المبادىء المسلم بها آن من يملك سلطة التصرف يتحمل عبء المسؤولية الدولية‪ ،‬ول يحق لهــا آن تعتــد بحصــاناتها لعــدم‬
‫الخضوع للقضاء بعدم مسئولياتها عن آثار تصرفاتها‬
‫مسئولية الجمعية العامة للمم المتحدة ازاء السلم والمن الدوليين في قضي التحاد من أجل السلم ‪.‬‬
‫نظرا للشل الذي انتاب مجلس المن الدولي نتيجة مقاطعة التحاد السوفييتي آنذاك جلسات المجلس جراء استعمال امريكا حق الفيتو ضد انضمام الدول‬
‫الشتراكية للمم المتحدة ‪ ،‬وبعد انفجار الحرب بين الكوريتين التي كادت آن تورط العالم بحرب عالمية ثالثة ‪ ،‬اخذت الجمعية العامة على عاتقها استنادا إلى المادة‬
‫العاشرة قرار التحاد من اجل السلم بارسال قوات دولية إلى كوريا لفض النزاع ونجحت في ذلك وأثار جدل قانونيا نتيجة المصاريف التي تكبدتها المم المتحدة‬
‫هناك ‪.‬‬
‫قضية الرأي الستشاري الخاص بتعويض الضرار التي تصب موظفي المم المتحدة أثناء تادية وظائفهم في افريل عام ‪1949‬‬
‫وجهت الجمعية العامة بعد اغتيال اسرائيل الكونت برنادوت وسيط المم المتحدة في فلسطين عام ‪ 1948‬بطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية حول مااذا‬
‫كانت المنظمة تملك حق المطالبة بالتعويض عن الضرار التي تلحق بموظفيها أثناء تأدية وظائفهم ‪.‬‬
‫تبين للمحكمة بعد بحث قواعد الحماية الدبلوماسية من الدولة لمواطنيها ‪ ،‬أن هذه القواعد قاصرة على حماية الدول لمواطنيها ‪ ،‬ومن ثم ليمكن تطبيقها على الحالة‬
‫المعروضة ‪.‬‬
‫غير أن المحكمة لحظت وضعا جديدا لم يتعرض له مؤسسو الميثاق ‪ .‬لذا واستنادا إلى حق التفسير الموسع ‪ ،‬أن تلجأ إلى روح الميثاق ومعرفة إذا كانت‬
‫المبادىء تعترف بذا الحق ام ل ؟‬
‫فقررت انه يلزم العتراف بان اعضاء المنظمة الدولية حينما يحددون وظائفها بما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات يمنحون المنظمة في نفس الوقت‬
‫الختصاص اللزم لداء وظائفها ‪ ،‬وان حقوق وواجبات المنظمة ترتبط إلى حد كبير بالهداف والوظائف المعلنة في الميثاق المؤسس لها والتطورات التي لحقتها في‬
‫العمل ‪.‬‬
‫وأكدت المحكمة انه يجب العتراف للمنظمة بالختصاصات غير المنصوص عليها صراحة في الميثاق ‪ ،‬إذا كانت هذه الختصاصات لزمة لها من أجل ممارسة‬
‫وظائفها ‪ ،‬ومن هنا أجابت المحكمة على السؤال المطروح باليجاب معترفة بنوع من الحماية الوظيفية لموظفي المم المتحدة على أساسان ميثاق الهيئة يحتمها‬
‫بالضرورة ‪ ،‬فقررت تطبيق نظرية الختصاصات الضمنية لتسد قصورا في الميثاق وتزيد من فعالية المم المتحدة‬
‫بالنسبة لقضية جنوب غرب إفريقيا ناميبيا‪:‬‬
‫تساءلت الجمعية العامة حول رفض جنوب افريقيا وضع القليم تحت الوصاية الدولية ‪ ،‬وطلبت الجمعية العامة إيضاحات حول هذا الموقف ‪.‬‬
‫لم تجد المحكمة نصا تستند اليه ‪ ،‬خاصة ما ورد في عهد العصبة ولم يرد في ميثاق المم المتحدة ‪ ،‬ومع ذلك قررت المحكمة آن الرسالة الحضارية التي استندت إليها جنوب افريقي‬
‫لترقية الشعوب وتطويرها تعني فيما تعنيه منح الشعوب حقها في تقرير المصير بنفسها ‪ ،‬وبالتالي فان من حق الجمعية العامة كجهة مختصة بالمراقبة على القليم ناميبيا – بحك‬
‫وظائفها العامة استنادا إلى المادة العاشرة من الميثاق التي تخول الجمعية العامة مناقشة جميع المسائل التي تدخل في نطاق الميثاق ومن ثم تطور الموضوع ليطرح مسئولية مجلس‬
‫المن الدولي فت تأسيس مجلس المم المتحدة لناميبيا‬
‫الرأي الستشاري بأثر أحكام المحكمة الدارية للمم المتحدة عام ‪1954‬‬
‫بحثت المحكمة بهذا الصدد ردا على تساؤل يتعلق بمعرفة ما إذا كانت الجمعية العامة تمتلك سلطة إنشاء محكمة تصدر أحكاما نهائية في المنازعات التي تثور بين المنظمة وموظ‬
‫ام ل؟‬
‫لحظت المحكمة ‪ ،‬أن ميثاق المم المتحدة ل يتضمن أي نص صريح يتعلق بهذا الموضوع ومع ذلك فقد أعلنت آن المنظمة الدولية ل يمكن آن تترك موظفيها دون حماية قضائية ‪،‬‬
‫ذلك يحول دون شعورهم بالستقرار والطمأنينة ‪ ،‬مما ل يمكنهم من أداء اعمالهم وبالتالي تحقيق أهداف المنظمة بالصورة الواجبة ‪ ،‬وبناء عليه قررت آن الختصاص بانشاء المحك‬
‫الدارية اختصاص ضمني يجب العتراف به للجمعية العامة باعتبار انه حتمي لتحقيق أهداف المنظمة ووظائفها ‪.‬‬
‫الخلصة‬
‫آن محكمة العدل الدولية اعترفت للمنظمة الدولية بمجموعة من الختصاصات التي لم ترد في الميثاق وقد تمسكت بذلك التفسير الواسع من سد أكثر من نقص في الميثاق بل وخ‬
‫قواعد جديدة في بعض الحيان مثل مسألة نفقات المم المتحدة حيث اعتبرت المحكمة آن النفقات في قضية التحاد من أجل السلم وإرسال قوات طوارىء دولية إلى مصر والكونغو‬
‫وقصة موظفي المم المتحد المسرحين ‪ ،‬هي نفقات قانونية وشرعية وتقع على كاهل المنظمة الدولية ‪.‬‬
‫ومن شأن هذا التفسير بل شك آن يجعل المنظمة الدولية أكثر قدرة على تحقيق اهدافها وفقا لمتطلبات العلقات الدولية المتطورة ‪.‬‬
‫الجهزة الرئيسية للمنظمة الدولية ‪:‬‬
‫تحتم مسألة التخصص ‪ ،‬والتوازن الوقعي بين الدول العضاء ‪ ،‬ول يعقل أن تعهد كافة الختصاصات لجهاز واحد ‪ ،‬لذا أقر الميثاق تعدد أجهزة المنظمة الرئيسية ‪،‬‬
‫وهي مجلس المن الدولي‬
‫‪ ،‬ومحكمة العدل الدولية‬
‫‪ ،‬والجمعية العامة ‪،‬‬
‫والمجلس القتصادي والجتماعي ‪،‬‬
‫ومجلس الوصاية‬
‫‪ ،‬والمانة العامة ‪.‬‬
‫غير أننا سندرس أهمم جهازين ‪ ،‬نظرا لفعاليتهما العملية وهما ‪ ،‬مجلس المن الدولي والمحكمة ‪.‬محكمة العدل الدولية ‪.‬‬
‫مجلس المن الدولي‬
‫يتكون مجلس المن الدولي من خمسة أعضاء دائمين وهم الصين الشعبية – وفرنسا واتحاد الجمهوريات الروسية ‪ ،‬والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندة‬
‫والوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬وتنخب الجمعية العامة عشرة أعضاء آخرين غير دائمين لمدة سنتين ‪ ،‬ويكون لكل عضو مندوب واحد ‪ ،‬ويؤخذ بعين العتبار مدى‬
‫مساهمة أعضاء المم المتحدة في حفظ السلم والمن الدوليين وفي مقاصد الهيئة الخرى ‪ ،‬وكذا يراعا التوزيع الجغرافي ‪ .‬ويتناوب على رئاسة المجلس العضاء‬
‫بصورة دورية كل شهر ‪.‬‬
‫ويعتمد المجلس على اللجان الرئيسية وهي لجنة الخبراء ‪ ،‬لجنة قبول العضاء الجدد ‪ ،‬لجنة الجراءات الجماعية ‪ ،‬لجنة أركان الحرب من رؤساء اركان الحرب‬
‫الدول الدائمة ‪ ،‬وتعمل تحت اشراف المجلس ‪ ،‬ولها حق انشاء لجان فرعية اقليمية ‪ ،‬يعقد المجلس دوراته في مقر المجلس ‪،‬او في أي مكان يراه مناسبا ‪.‬‬
‫التصويت ‪:‬‬
‫لكل دولة عضو في المجلس صوت واحد ‪ .‬غير ان الدولة التي تكون طرف في النزاع ليس لها حق التصويت باستعمال حق الفيتو ‪ ،‬وهنا نميز بين المسائل الموضوعية‬
‫والمسائل الجرائية ‪ ،‬فاما المسائل الجرائية فتصدر قرارات المجلس في شانها باغلبية تسعة من اعضائه على القل ‪ ،‬أيا كانت الدول المكونة لهذه الغلبية ‪.‬‬
‫أما المسائل الموضوعية فل تصدر قرارات المجلس في شأنها ال بأغلبية تسعة من العضاء ‪ ،‬بشرط أن يكون من بينهم أصوات العضاء الدائمين متفقة ‪ ،‬أي أغلبية‬
‫موصوفة ‪ ،‬تستلزم اجماع الدول الخمس الكبرى ‪ ،‬وهو ماجرىالعمل على تسميته حق العتراض او الفيتو ‪ ،‬على ان هذه التسمية غير دقيقة لن حق العتراض يصدر‬
‫بحق قرار صدر فعليا ‪ ،‬ولكن ‪...‬وحق العتراض على قرار مازال في مرحلة العداد ‪ ،‬وتؤدي عدم موافقتها الى عدم صدوره ‪.‬ويكرس هذا الحق مبدأ عدم المساواة‬
‫والتمييز بين الدول ‪ ،‬لكن الدول الكبرى أصرت على هذا الشرط ‪ ،‬كشرط لنضمامها ‪ ،‬وتعهدت بعدم استعمال هذا الحق ال في أضيق الحدود ‪.‬‬
‫التفرقة بين المسائل الجرائية والمسائل الموضوعية‬
‫المسائل الجرائية ‪:‬‬
‫لم يحدد ميثاق المم المتحدة ماهو متعلق بالموضوع ‪ ،‬فيمكن استخدام حق الفيتو بشانه ‪ ،‬وما هو متعلق باجراءات فتصدر القرارات الخاصة بأغلبية تسعة اعضاء ‪،‬‬
‫بصرف النظر عن موافقة أو عدم موافقة اعضاء ‪ ،‬غير ان التصريح ان المواد والمسائل الواردة بالمواد من ‪ -28‬الى ‪ 32‬من الميثاق تعد مسائل اجرائية ‪ ،‬وهي ‪ :‬تمثيل‬
‫أعضاء المجلس تمثيل دائما في مقر المنظمة ‪ ،‬ووجوب عقد اجتماعات دورية لمجلس المن ‪ ،‬وعقد اجتماعات المجلس في غير المقر ‪ ،‬وانشاء فروع ثانوية تابعة‬
‫للمجلس ‪ ،‬ووضع لئحة الجراءات ‪ ،‬واشتراك عضو من أعضاء المم المتحدة بدون تصويت في مناقشة أي مسالة تعرض على المجلس اذا كانت مصالح العضو تتأثر‬
‫بها بصفة خاصة ‪ ،‬ودعوة اية دولة تكون طرفا في النزاع دون تصويت ‪ ،‬وتقرير اذا كان نزاع او موقف ما محل للنقاش في المجلس ‪ ،‬ودعوة الجمعية العامة للنعقاد‬
‫طبقا للمادة عشرين ‪ ،‬والعلقة بين الجهزة الرئيسية للمنظمة ‪ .‬ويتم التصويت بتسعة أعضاء من الدائمين او المتناوبين ‪.‬‬
‫ا لمسا ئل الموضوعية ‪:‬‬
‫لم يتضمن الميثاق تحديدا للمقصود بالمسائل الموضوعية ‪ ،‬بل أنه لم يستعمل الكلمة ذاتها وهو ما يتضح من نص المادة ‪ 27‬بعد تعديلها ‪ ،‬ان تصدر القرارات في‬
‫المسائل الخرى كافة بموافقة تسعة أعضاء ‪ ،‬يكون من بينها أصوات العضاء الدائمين متفقة ‪ ،‬غير ان المذكرة التوضيحية عام ‪ 1945‬تضمنت عبارات عامة بشأن‬
‫التفرقة بين وظيفتين للمجلس ‪ :‬إحداهما تتضمن إصدار قرارات ل تدعو إلى اتخاذ مثل تلك التدابير ‪ ،‬واعتبرت الثانية من المسائل الجرائية وبمفهوم المخالفة تكون‬
‫الولى من المسائل الموضوعية ‪ ،‬واتفق على أن مسالة التكييف تعتبر مسالة موضوعية‬
‫ويصوت المجلس على المسائل الموضوعية بأغلبية تسعة أصوات بشرط ان يكون من بينهم أصوات الدول الدائمة العضوية ‪ ،‬والعتراض يرتب عدم التعرض للمسالة‬
‫مثل الدعوة إلى تعديل الميثاق ‪ ،‬وانتخاب قضاة محكمة العدل الدولية وتطبيق الحلول السلمية ‪ ،‬والتفرقة بين النزاع والموقف ‪ ،‬وانتخاب المين العام للمم المتحدة‬
‫إن امتناع عضو عن التصويت ل يعتبر اعتراضا عليه ‪ ،‬وكذا فان غياب عضو عن الجلسات ل يحول دون إصدار قرار بذلك ‪ ،‬وقد ثار هذا الموضوع بعد تكرر غياب‬
‫التحاد السوفييتي سابقا وروسيا الحالية ‪ ،‬وجرى تفسير للغياب والمتناع يمكن إجمالها ‪ :‬أول ‪ :‬إن الهدف من وراء المتناع عن الجلسات بمثابة استعمال لحق‬
‫العتراض يخالف المادة ‪ ، 28‬ويكون الغياب إما إخلل أو تنازل ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إن استعمال حق الفيتو يكون برفع اليدي ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إن الغياب والمتناع لهما هدف واحد الرغبة في اتخاذ موقف سلبي ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إن العمل في المجلس وكالة والغياب يعتبر إخلل بها‬
‫غيرأن اتجاها آخر يرى أن الباعث على المتناع عن التصويت والمتناع عن الحضور مختلف تماما فالتغيب اعتراض‪ ،‬ول يوجد نص في الميثاق يقرر شكل العتراض‪،‬‬
‫ول يوجد نص يلزم الدول العضاء بحضور جلسات المجلس‪ .‬غير أن هذا الرأي غير موضوعي ول منطقي‪ ،‬وابسط ما يمكن وصفه به هو التعسف باستعمال الحق‪،‬‬
‫وأخيراأن الدول الدائمة اتفقت على ان الغياب ليس اعتراضا والعتراض قد يكون مزدوجا وقد يكون خفيا فعندما يعترض على المسائل الجرائية يحولها إلى مسائل‬
‫موضوعية‪ ،‬ثم يعترض عليها مرة ثانية‪ .‬أما المستتر فهو السيطرة على أصوات العضاء غير الدائمين ويصوتوا لصالح الدولة الدائمة‬
‫اختصاصات المجلس ووظائفه‪:‬‬
‫يختلف مجلس المن عن مجلس العصبة في أن قراراته ملزمة‪ ،‬وفي انه المختص في تسوية المنازعات الدولية‪ ،‬واتخاذ تدابير قسرية‪ ،‬ولقد حددت المدة ‪24‬‬
‫بمايلي‪:‬‬
‫‪-1‬رغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به منظمة المم المتحدة سريعا وفعال‪ ،‬يعهد أعضاء تلك الهيئة إلى مجلس المن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السلم‬
‫والمن الدوليين‪ ،‬ويعترفون بأن هذا المجلس يعمل باسمهم عند قيامه بواجباته التي تفرضها عليه تلك التبعات‪.‬‬
‫‪-2‬يعمل مجلس المن في أداء هذه الواجبات‪ ،‬وفقا لمقاصد المم المتحدة ومبادئها والسلطات الخاصة المخولة لمجلس المن لتمكينه من القيام بهذه الواجبات‬
‫مبينه في الفصول ‪12-8-7-6‬‬
‫يرفع مجلس المن تقارير سنوية‪ ،‬وتقارير خاصة عند القتضاء الى الجمعية العامة لتنظر فيها‬ ‫‪-3‬‬
‫رأينا في المادة ‪: 24‬‬
‫‪ -1‬إن صياغة الفقرة الولى غير موفقة‪ ،‬فهي تنص على أن أعضاء المم المتحدة هم الذين يعهدون إلى مجلس المن بتبعاته الرئيسية في حفظ السلم والمن‬
‫الدوليين ‪.‬وهذا غير سليم قانونا ‪ ،‬لن الذي يعهد بهذه التبعات الى المجلس هو الميثاق الممي وليس الدول العضاء ‪ ،‬ثم ان المدة تقول ان المجلس يعمل كنائب عن‬
‫الدول وباسمهم جميعا ‪ ،‬والحقيقة ان المجلس ليس نائبا عن العضاء بل هو فرع من فروع المم المتحدة ‪ ،‬وهل كلفت الدول المجلس باتخاذ قرارات بحرب الخليج ‪،‬‬
‫أو بقبول احتلل العراق ‪ ،‬أو أذنت لدولة باستعمال حق الفيتو حتى في المسائل النسانية التي تخص الشعب الفلسطيني ‪ ،‬وهل الدول تقبل بموقف المجلس الذي يحمي‬
‫العدوان السرئيلي على الشعب الفلسطيني من خلل عجزه عن اتخاذ قرارات تمنع الستيطان ‪ ،‬وتلزم اسرائيل بالجلء عن الراضي الفلسطينية ‪.‬واقامة دولة مستقلة‬
‫استنادا الى قرارات الجمعية العامة منذ عام ‪ 1948‬وتمنعها من اقامة الجدار المني العازل خاصة وأن محكمة العدل الدولية قالت في رأيها الستشاري ‪ ،‬أن الجدار‬
‫ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ‪ ،‬واقامة دولة فلسطينية مستقلة يتمتع فيها النسان الفلسطيني بكافة حقوق النسان التي أقرتها التفاقيتين‬
‫لحقوق النسان ‪ * 1966‬الرأي الستشاري الصادر من محكمة العدل الدولية سنة ‪2004‬‬ ‫الدوليتين‬
‫‪ -2‬ان استعمال واجبات في الفقرة الثانية غير موفق ‪ ،‬لن الواجب يتضمن التزاما ويفرض عقوبة ‪ ،‬وليس هناك عقوبات مفروضة على المجلس للقيام بتبعاته ‪،‬‬
‫فالصلح اذن استعمال كلمة وظائف أو اختصاصات لسيما وأن المادة ‪ 24‬ق ذكرت تحت عنوان الوظائف والصلحيات‬
‫‪ -3‬إن مقارنة بسيطة بين الفقرة الولى والفقرة الثانية تطلعنا على وجود عدم تطابق بينهما ‪ ،‬اذ أن الفقرة الولى تتحدث عن " أمر حفظ السلم والمن الدوليين "‬
‫دون تحديد ما يجعلنا نعتقد ان هذا المر يجب أن يؤخذ بمعناه الواسع ‪ ،‬بينما حددت الفقرة الثانيةالقيام بهذه الوظيفة ضمن حدود مقاصد المم المتحدة ومبادئها ‪،‬‬
‫أي حسب ما جاء في المادتين الولى والثانية ‪ ،‬وهذا يعني تقييد أو تحديداختصاص المجلس ‪ ،‬ومع أن التحليل الدقيق للفقرتين يمكن ان يسفر عن وجود تناقض أو‬
‫عدم انسجام بينهما فاننا نرى ان المشرع الدولي قد قصد من المادة ‪ 24‬منح مجلس المن مهمة حفظ السلم والمن الدوليين بشكل واسع وفقا لما اورده الميثاق في‬
‫ديباجته ‪.‬‬
‫ان المادة ‪ 24‬لتبين لنا بوضوح جميع الختصاصات التي يتمتع بها المجلس وفي رأينا أن هذه الختصاصات توجز بثلث وظائف رئيسية ‪:‬‬
‫‪ :‬معاونة فروع الهيئة على أداء مهامها ‪.‬‬ ‫الوظيفة الولى‬
‫فالمجلس ينفرد باصدار توصيات الى الجمعية العامة في بعض المسائل التي ليجوز لها ان تنظر فيها ال باجازته ‪،‬كما يجوز لها ان تفصل فيها ال وفق التوصية التي‬
‫أصدرها لها في هذا الشان ‪ ،‬وقد حدد الميثاق هذه المسائل على سبيل الحصر وهي ‪:‬‬
‫• التوصية بقبول العضاء الجدد في هيئة المم م ‪4‬‬
‫• التوصية بايقاف عضو ما م ‪5‬‬
‫• التوصية بفصل عضو ما م ‪6‬‬
‫التوصية بانتخاب المين العام م ‪97‬‬ ‫•‬
‫• انتخاب قضاة محكمة العدل الدولية بالشتراك مع الجمعية العامة م ‪ 10-8-4‬من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية ‪.‬‬
‫• القيام بالشتراك مع الجمعية العامة بتحديد الشروط التي تبيح لدولة ليست عضوا في المم المتحدة النضمام الى النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية م‬
‫‪ ،93‬ويحدد المجلس الشروط التي يجوز بموجبها لسائر الدول الخرى أن تتقاضى امام المحكمة م ‪ 35‬من النظام الساسي ‪ ،‬وله ان يقدم توصياته او يصدر‬
‫قراراته بالتدابير التي يجب اتخاذها لتنفيذ أحكام المحكمة عند امتناع احد المتقاضين عن القيام بما يفرضه عليه حكم تصدره المحكمة م ‪94‬‬
‫• القيام بوظائف هيئة المم التي وردت في المادة ‪ 83‬حول المناطق الستراتيجية‬
‫• الموافقة بالشتراك مع الجمعية العامة على تعديل الميثاق م ‪109‬‬
‫وضع خطط لتنظيم التسلح وعرضعا على الدول العضاء ‪.‬‬ ‫•‬
‫الوظيفة الثانية ‪ :‬تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية ‪:‬‬
‫يقوم المجلس بالنسبة للمواقف أو النزاعات التي يكون من شأنها ‪ ،‬لو استمرت تعريض السلم والمن الدوليين للخطر ‪ ،‬وذلك حينما يرفعه المتنازعون اليه ‪.‬‬
‫والمجلس هو الذي يقدر متى يتعرض السلم للخطر‪ ،‬ويكتفي بادعاء أحد الطراف‬
‫بأن ذلك يعرض السلم للخطر ‪ ،‬واستنادا الى الماد ة ‪ 33‬التي تقرر أن الطراف يلتمسوا حل النزاع بطريق المفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم‬
‫والتسوية القضائية ‪ ،‬واذا فشلت الطراف في حل النزاع عليها عرضه على المجلس للنظر والبت فيه ‪ ،‬وللمجلس أن يفحص أي نزاع او موقف قد يؤدي الى احتكاك او‬
‫نزاع دولي ‪ ،‬وان استمراره يؤدي الى الخلل بالسلم والمن الدوليين ‪ ،‬ولكل دولة أن تنبه المجلس ‪ ،‬وكل دولة ليست عضوة في الهيئة متى كانت طرفا في النزاع ‪،‬‬
‫وهذه مسألة موضوعية تحتاج الى تسعة أصوات من بينها العضاء الدائمين ‪ ،‬ويحق للمجلس استخدام طرق الكراه‬
‫الوظيفة الثالثة ‪:‬اختصاصه في حالت تهديد السلم او الخلل به او وقوع عدوان ‪:‬‬
‫استنادا الى المادة ‪ ، 39‬وعلى الطراف المتناع عن العمال الحربية ‪ ،‬وان اخلل أحد الطرفين تعد اخلل بالسلم يستوجب تطبيق الفصل السابع ‪ ،‬ويتخذ المجلس ‪:‬‬
‫‪ -1‬تدابير مؤقته بدعوة الطراف المتنازعة لما يراه مناسبا ‪.‬‬
‫‪-2‬تدابير لتستدعي استعمال العنف ‪ ،‬مثل وقف العلقات القتصادية والمواصلت وقطع العلقات جزئيا او كليا ‪.‬‬
‫‪ -3‬تدابير عنيفة ‪ ،‬استخدام أعمال العنف كالحصار والعمليات الحربية ‪ ،‬اذا لم تف التدابير السابقة بالغرض ‪ ،‬وذلك بأن تضع الدول قوات مسلحة تحت تصرف هيئة‬
‫أركان المجلس ‪.‬‬
‫محكمة العدل الدولية ‪:‬‬
‫استخلفت محكمة العدل الدولية المحكمة السابقة ابان العصبة ‪ ،‬والنظام الساسي للمحكمة جزء من ملحق بالميثاق واعتبرها جزء ليتجزأ منه ‪.‬‬

‫اختصاص المحكمة ‪:‬‬


‫حق التقاضي ‪:‬‬
‫للدول العضاء في المم المتحدة ‪ ،‬والدول العضاء في النظام الساسي للمحكمة حق التقاضي مباشرة أمامها ‪ ،‬وللمحكمة اختصاصان أاختياري واجباري ‪.‬‬
‫ان اختصاصها في الصل اختياري ‪ ،‬وهذا يعني أن وليتها لتمتد الى غير المسائل التي اتفق الخصوم على احالتها اليها قبل قيام النزاع او عند قيامه ‪ ،‬فالمادة ‪ 36‬من‬
‫النظام الساسي تقرر ان ولية المحكمة تشمل جميع القضايا التي يرفعها اليها الخصوم ‪ ،‬كما تشمل جميع المسائل المنصوص عليها بصفة خاصة في ميثاق المم‬
‫المتحدة او في المعاهدات الدولية والتفاقات المعمول بها ‪ .‬والمادة ‪ 95‬من الميثاق تنص على انه ليس في الميثاق ما يمنع اعضاء المم المتحدة من أن يعهدوا بحل ما‬
‫ينشأ بينهم من خلف الى محاكم أخرى بمقتضى اتفاقات قائمة من قبل او يمكن أن تعقد بينهم في المستقبل ‪.‬‬
‫أما التقاضي ا لجباري ‪ ،‬فمرهون بتصريح خاص يصدر عن الدول التي تقبله ‪ ،‬فالمادة ‪ 36‬تنص على انه يحق وبدون حاجة الى اتفاق خاص تقر المحكمة بوليتها‬
‫الجبرية في نظر جميع المنازعات القانونية التي تقوم بينها وبين دول تقبل اللتزام نفسه متى كانت هذه المنازعات القانونية تتعلق بالمسائل التية ‪:‬‬
‫‪ -‬تفسير معاهدة من المعاهدات الدولية ‪.‬‬
‫‪ -‬أية مسألة من مسائل القانون الدولي‬
‫‪ -‬نوع ومقدار التعويض المترتب على خرق التزام دولي ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق واقعة من الوقائع التي اذا ثبتت أنها كانت خرقا للتزام دولي ‪.‬‬
‫وقد اعطت لجنة القانون الدولي تفسيرا لمعنى انتهاك التزام دولي في المادة ‪ 19‬من مشروع مسئولية الدولة ‪.‬اتجهت لجنة القانون الدولي الى التفرقة بين النتهاك‬
‫الجسيم والنتهاك البسيط ‪ ،‬واعتبرت الجريمة الدولية هي النتهاك الجسيم ‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 19‬الجرائم ‪ ،‬التي تشكل الفعل غير المشروع انتهاك التزام دولي عندما‬
‫تنجم الجريمة عن عدة أمور ‪:‬‬
‫أ – انتهال خطير للتزام دولي ذي أهمية جوهرية للحفاظ على السلم والمن الدوليين ‪ ،‬كالتزام حظر العدوان‬
‫ب – انتهاك التزام خطير ذ[ أهمية جوهرية لضمان حق الشعوب في تقرير مصيرها ‪ ،‬كالتزام فرض سيطرة استعمارية أو مواصلتها بالقوة ‪.‬‬
‫ج – انتهاك التزام دولي خطير وواسع النطاق للتزام دولي ذي أهمية جوهرية لحماية البشر ‪ ،‬كألتزام حظر الرق والبادة الجماعية والفصل العنصري‬
‫د – انتهاك خطير للتزام دولي ذي أهمية جوهرية لحماية البيئة البشرية والحفاظ عليها كالتزام حظر التلوث الجسيم للجو أو البحار ‪.‬‬
‫والمادة ‪ 36‬تعني أنه اذا قام نزاع بين دولتين من هذه الدول ‪ ،‬وكان يتعلق بمسألة من المسائل المذكورة ‪ ،‬فليس هناك ضرورة لعقد اتفاق خاص من أجل عرض هذا‬
‫النزاع على المحكمة ‪ .‬ففي هذه الحالة يكفي ان ترفع احدى الدولتين شكواها الى المحكمة حتى يكون لهذه المحكمة حق الفصل في النزاع ‪.‬‬
‫ان المور تجري كما لوكانت الشكوى دعوى مرفوعة من احد المواطنين امام محكمة وطنية ‪.‬‬
‫وتخلف الدولة المدعى عليها عن الحضور ليمنع المحكمة الدولية من النظر في النزاع واصدار حكم ملزم للطرفين ‪.‬‬
‫وظيفة المحكمة في الفتاء ‪:‬‬
‫تستشار المحكمة في أية مسألة قانونية تعرضها عليها الجمعية العامة أو مجلس المن ‪ ،‬أو احدى الفروع الخرى لهيئة المم المتحدة ‪ ،‬والمواضيع التي يطلب من‬
‫المحكمة الفتوى فيها تعرض عليها في طلب كتابي يتضمن بيانا دقيقا للمسألة المستفتى فيها ‪ ،‬وترفق بكل المستندات التي قد تساعد على توضيحها ‪.‬‬
‫ويبلغ المسجل طلب الفتاء ‪ ،‬دون ابطاء الى الدولة التي يحق لها الحضور امام المحكمة ‪ ،‬او الى اية هيئة دولية ترى المحكمة ‪ ،‬اويرى رئيسها في حالة عدم انعقادها‬
‫أنها قد تستطيع أن تقد م معلومات في الموضوع ‪،‬وغرض التبليغ هوالطلب منها تقديم هذه المعلومات كتابة اوشفاهة في جلسة علنية تنعقد لهذا الغرض ‪.‬‬
‫وتصدر المحكمة فتواها او رأيها الستشاري في جلسة علنية بعد اخطار المين العام ومندوبي أعضاء المم المتحدة ولمندوبي الدول الخرى والهيئات الدولية التي‬
‫يعنيها المر مباشرة‬
‫ماهي القواعد التي تطبقا المحكمة عندما تفصل في المنازعات التي ترفع اليها؟‪.‬‬
‫تفصل المحكمة وفقا لحكام القانو ن الدولي ‪ ،‬وهي تطبق في هذا الشان ‪:‬‬
‫أ – التفاقيات الدولية العامة والخاصة التي تقر ر القواعد التي تعترف بها صراحة الدول المتنازعة ‪.‬‬
‫ب – العرف الدولي الذي يعتبر بمثابة قانون دل عليه تواترالستعمال ‪.‬‬
‫ج –مبادىء القانون العامة التي أقرتها المم المتمدنة ‪.‬‬
‫د – احكام المحاكم والمذاهب لكبار الفقهاء في القانون العام في مختلف الدول ‪.‬‬
‫العلقة بين محكمة العدل الدولية ومجلس المن الدولي‬
‫تثير العلقة بين المجلس والمحكمة عدة مسائل قانونية أهمها تحديد طبيعة النزاع هل هي سياسية ‪ ،‬أم قانونية ‪ ،‬ومفهوم المسألة والنزاع في الرأي الستشاري ‪ ،‬دور‬
‫مجلس المن في تنفيذ أحكام المحكمة ‪.‬‬
‫المنازعات القانونية والسياسية ‪:‬‬
‫حاول ميثاق المم المتحدة وضع نوعا من توزيع الختصاص بين الليات التي وضعها لتسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية ‪ ،‬بحيث عهد ألى اجهزة المم المتحدة‬
‫تسوية المنازعات السياسية ‪ ،‬وأوكل الى محكمة العدل الدولية تسوبة النزاعات القضائية استنادا الى المادة ‪ 33‬من الميثاق ‪.‬‬
‫غير أن المشكلة ‪ ،‬ماهو المعيار للتفرقة بينهما ‪ ،‬بحيث متى نقرر هذا نزاع سياسي وهذا نزاع قانوني ؟ واذا جمع النزاع الطبيعتين السياسية والقانونية ؟‬

‫مفهوم النزاع ‪:‬‬


‫قررت محكمة العدل الدولية الدائمة في قضية الدفوع الختلف حول مسألة قانون او واقع تنازع او تعارض وقررت في قضية مصنع شورزو ومحكمة العدل الدولية‬
‫في قضية الملجأ وقضية المقر ‪.‬‬
‫وحقيقة أن الطراف يمكن أن يحددوا النزاع اذا لجأوا الى المحكمة ‪ ،‬وعليها الفض فيه ‪ ،‬وقد تختلف الطراف المتنازعة مثل المم المتحدة وامريكا حول المقر ‪ ،‬فما‬
‫هي المعايير لتحديد طبيعة النزاع ؟‬
‫المعايير الفقهية للتمييز بين المنازعات القانونية والسياسية ‪:‬‬
‫يرى لوترباخت أن النزاع قد يكون قانوني وغير قانوني ‪ ،‬أو نزاعات قابلة أو غير قابلة للتسوية القضائية ‪ ،‬ولقد حددت اتفاقات لهاي ‪ 1907 -1899‬النزاعات‬
‫القانونية ‪ ،‬والذهاب الى التحكيم الدولي وفي تفسير وتطبيق التفاقات الدولية‬
‫ويرى الفقيه الستاذ الدكنور الخير قشي* في بحوثه القيمة ودراساته المعمقة واناراته الساطعة ‪ ،‬واضافاته المشهودة ‪ ،‬ومحاكماته الناضجة ان كافة النزاعات لها‬
‫طبيعة اقتصادية وقانونية وسياسية ‪ ،‬فهو نزاع سياسي نظرا للمصالح التي ينطوي عليها ‪ ،‬وقانوني نظرا للنظام الذي يتحكم في هذه المصالح‪ ،‬واعتبر مورجانثو ان‬
‫النزاعات الخالصة ‪ ،‬او تنطوي على توتر ‪ ،‬او تمثل التوتر ‪ ،‬وهي قابلة للتسوية القضائية فهي نزاعات قانونية ‪.‬‬
‫ويرى كيلسين ‪ ،‬ان المسالة لتتعلق بطبيعة المسالة موضوع النزاع ‪ ،‬ولكن على القواعد التي تطبق لتسويته ‪ ،‬فاذا تمت تسويته ضمن قواعد العدل والنصاف باتفاق‬
‫الدول يعتبر سياسي او اذاتمت بوسائل المفاوضات والتوفيق والتحقيق الوساطة ‪.‬واذا تمت تسويته بتطبيق القواعد القائمة يعتبر قانوني ‪.‬‬

‫المعيار القضائي استنادا الى المادة ‪ 36/1‬من النظام الساسي لمحكمة العدل الدولية‬
‫قررت المادة ان المحكمة تفصل في جميع المنازعات التى ترفع اليها وفقا لحكام القانون الدولي ‪ ،‬وهناك بعض الدول ادرجت ان القبول ليشمل سوى المنازعات‬
‫القانونية المحددة ‪ ،‬وهي اربعة ‪:‬‬
‫تفسير معاهدة من المعاهدات الدولية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أية مسألة من مسائل القانون الدولي‬ ‫‪-2‬‬
‫تحقيق واقعة من الوقائع التي اذا ثبتت كانت خرقا للتزام دولي‬ ‫‪-3‬‬
‫نوع التعويض المنرتب على خرق التزام دولة ومدى التعويض ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ ،‬غير أن المادة ‪38‬أضافت أن المحكمة تفصل في المنازعات التي ترفع اليها ‪ ،‬غير أن المحكمة قررت ‪ ،‬اذا لم تكن المسألة قانونية فان المحكمة لتملك سلطة تقديرية ‪.‬‬
‫لن وظيفة المحكمة اعلن القانون ‪ ،‬الواجب التطبيق ويجب أن يكون لحكم المحكمة أثر قانوني عملي ‪ ،‬ويبعد الشكوك عن علقاتهم القانونية ‪ .‬وبهدف البتعاد عن‬
‫المسائل السياسية والخلقية ‪.‬‬
‫ان المحكمة تفترض أن النزاع المعروض عليها نزاع قانوني ‪ ،‬فمتى تقرر ان النزاع سياسي‪.‬؟ان المحكمة غير مؤهلة لقياس الثر السياسي للنزاع ‪ ،‬لذا فان‬
‫المحكمة لتمتلك سوى المادة ‪ 36‬كمعيار لتحديد طبيعة النزاع ‪.‬‬
‫لقد دفعت المحكمة بعد صلحيتها للبت في قضة المصايد لنها لتدخل في اطار المادة ‪ 36‬وطلبت من الدول تطبيق قواعد العدل والنصاف‬
‫وفي قضية الرهائن في طهران ‪ ،‬اعتبرت ايران أن القضية سياسية ولم تكن المسألة قانونية لنها تتعلق بالثورة اليرانية ‪ ،‬غير أن المحكمة اعتبرت موقف ايران‬
‫مساس بالعلقات القنصلية والدبلوماسية ‪ ،‬لذا أصدرت أمرا يتعلق بالتدابير المؤقتة للحماية ‪ ،‬وهنا دمجت المحكمة بين القضايا القانونية والخرى أي السياسية في‬
‫نزاع ذو طبيعة مختلطة ترفع الى المحكمة ‪ ،‬ويبدو أن المحكمة مستعدة للفصل في أية قضية تعرض عليها ‪ ،‬وبهذا رفضت موقف نيكارغوا وموقف حكومة طهران ‪،‬‬
‫وموقف أمريكا في قضية المقر ‪،‬وحكمت في القضايا المطروحة عليها ‪.‬‬
‫مفهوم المسالة والنزاع في فتاوى المحكمة ‪:‬‬
‫استنادا الى المادة ‪ 65/1‬للمحكمة أن تفتي في أية مسألة قانونية بناء على طلب أية هيئة رخص لها ميثاق المم المتحدة باستقصائها ‪ ،‬او حصل الترخيص لها بذلك‬
‫طبقا لحكام الميثاق ‪ ،‬فما هي المسألة ‪ ،‬وما هو النزاع ؟‬
‫المسألة القانونية ‪:‬‬
‫قانونية ‪ ،‬تعني لديها جواب يعتمد على القانون ‪ ،‬والذي بدوره يعتمد على المسائل التاريخية المثبتة ‪ ،‬وفي الحقيقة وردت نزاع ‪ ،‬ومسألة مصطلحات استعملت‬
‫في مرحلة العصبة ‪ ،‬غير ان هيئة المم استعملت النزاعات القانونية ‪ ،‬لذا ان الطلب يجب أن ينصب حول الجوانب القانونية المهمة للمسألة ‪ .‬لذا لحظت المحكمة‬
‫الروابط القانونية في قضية الصحراء وهي مسألة انهاء الستعمار‬
‫لقد انحرفت المحكمة عن المسار القانوني في قضية ناميبيا حين رفضت دعوى ليبريا والحبشة ‪ ،‬على أساس انتفاء المصلحة القانونية برفع الدعوى ‪.‬‬
‫والختصاص الستشاري للمحكمة مقيد اذن بمقتضى الميثاق م ‪ 96‬والنظام الساسي م ‪ 65/1‬بالمسائل القانونية ‪ ،‬وهي تقرر ما اذا كانت مختصة بنظر الطلب‬
‫المقدم اليها لصدار رأي استشارى ‪ ،‬وهي لتقدم آراء الحول المسائل القانونية فقط ‪ ،‬واذا كانت غير قانونية عليها ان تمتنع عن تقديم الرأي المطلوب‬
‫ان المحكمة تتمتع بسلطة تقديرية لبحث ما اذا كانت ظروف القضية ذات طابع يفرض عليها ممارسة اختصاصاتها ‪ ،‬ونظرا لكونها أحد الجهزة ‪ ،‬فان رأيها يشكل‬
‫مساهمة في نشاطات المنظمة ‪ ،‬ولترفض ممارسة اختصاصاتها ال لسباب قهرية ‪ ،‬خاصة وأن طلب الجهزة دائما قانونية ‪ ،‬وأنها لتكترث بالدوافع السياسية او السباب‬
‫الكامنة وراءها ‪ ،‬ففي قضية العضوية في المم المتحدة فان الطلب سياسي ‪ ،‬غير أنه وارد من مجلس المن ‪ ،‬فقد نظرت اليها المحكمة في شكلها المجرد ‪ ،‬وقد تكون‬
‫الظروف السياسية محفزا لطلب الرأي الستشاري ‪ ،‬وفي قضية المحكمة الدارية ‪ ،‬قالت ان مجرد حقيقة ان المسألة لتتعلق بحقوق الدول لتكفي لتجريد المحكمة من‬
‫اختصاص منح لها بمقتضى نظامها الساسي ‪.‬‬
‫مفهوم النزاع ‪:‬‬
‫تنطلق المحكمة دائما قاعدة بأنها يجب أن تبقى وفية لمتطلبات طابعها القضائي‬
‫ان المحكمة تقرر وجود نزاع يستوجب وجود نزاع فعلي بين دولتين ‪ ،‬وأن يقدم احد الطراف شكوى او ادعاء او احتجاج حول عمل ‪ ،‬يدحضه الخر‪.‬‬
‫ففي قضية المقر ‪ ،‬تقضى التفاقية ‪ ،‬أن امريكا دولة المقر لتعرقل وصول ممثلي الدول او أسرهم أو أي شخص تتم دعوته لغراض رسمية او تنقلهم ‪ ،‬بل تتعهد‬
‫بحمايتهم ومنحهم الحصانات والمتيازات اللزمة ‪ ،‬غير أن مجلس الشيوخ اعتبر وجود منظمة التحرير امرا غير قانوني على أسلس أنها منظمة ترعى الرهاب ‪ ،‬وعليه‬
‫يجب اغلق مقر منظمة التحرير الفلسطينية ‪ ،‬المر الذي دفع الجمعية العامة الى طلب رأي استشاري ‪ ،‬والسؤال المطروح ‪ ،‬هل المنظمة بعد التفاقية ملزمة باللجوء‬
‫الى التحكيم الدولي ‪ .‬ان الموضوع ذو أصول سياسية ‪ ،‬وخلفيات القرا رسياسية ناجمة عن العزلة الدولية التي تعيشها دولة اسرائيل نتجة ممارساتها بحق الشعب‬
‫الفلسطيني ‪ ،‬ان النزاع الذي ثار بين المنظمة وأمريكا قائم بسبب تحلل امريكا من التزاماتها مع المم المتحدة حول اتفاقية المقر ‪ ،‬في حين اعتبرت امريكا أنه ليوجد‬
‫نزاع مع المنظمة ‪ ،‬حيث ان امريكا تكافح الرهاب الدولي الذي يشكل خطرا على السلم والمن الدولي‬
‫لقد اعتبرت المحكمة وجود نزاع بين المم المتحدة والوليات المتحدة وهو نزاع قانوني وأمريكا ملزمة باتفاقية المقر وملزمة باللجوء الى التحكيم لتسوية‬
‫النزاع‬
‫ان المحكمة لتهتم بالجوانب السياسية للنزاع ‪ ،‬بل تعتد بجوانبه القانونية فقط ‪.‬‬

‫العلقة بين مجلس المن الدولي ومحكمة العدل الدولية‬


‫تعبر المادة ‪ 94‬من ميثاق المم المتحدة المنظم للعلقة بين المجلس والمحكمة ‪.‬‬
‫اذ ان المحكمة ليس لديها القدرة على ضمان قراراتها ‪ ،‬وقد أثيرت هذه المسألة ‪ ،‬هل هي تابعة للجنة الفرعية التابعة للجنة الثالثة ‪ ،‬اذ يخول لمجلس المن سلطة‬
‫التنفيذ الجبري باستخدام الوسائل الملئمة ‪ ،‬ولكن السؤال المطروح من يخطر مجلس المن‬
‫لقد قيدت المادة ‪ 2/ 94‬بالدولة المضرورة التي صدر الحكم لصالحها ‪ ،‬غير ان عدم التنفيذ قد يعرض السلم والمن للخطر ‪ ،‬حينئذ يتدخل مجلس المن الدولي من‬
‫تلقاء نفسه ‪.‬‬
‫سلطات مجلس المن استنادا الى المادة ‪ 2 / 94‬تقديرية‬
‫غير ان بعض المعلقين يحللون ويرون ان احكام المحكمة ليست نهائية خلفا لما قررته المادة ‪ 60‬من النظام الساسي ‪ ،‬لنها تبقى تحت رحمة السلطة‬
‫التقديرية للمجلس ‪ ،‬ول يمكن تنفيذها قسرا ال اذا أصدر مجلس المن قرارا وفقا للمادة ‪ 25‬من الميثاق وتعهد بتنفيذ تلك القرارات اذا اقتضى المر ‪ ،‬وهنا يتضح‬
‫الطابع السياسي لعملية التنفيذ الجبري‬
‫ال أنه برأينا أنه ليوجد أي نص في الميثاق يخول مجلس المن اختصاص يتعلق بمراجعة أحكام محكمة العدل الدولية ‪ ،‬واذا جرى خلف ذلك فان المر سيتناقض‬
‫مع المادة ‪ 59‬من النظام الساسي بان الحكم نهائي وغير قابل للستئناف ‪.‬‬
‫ان منح مجلس المن سلطة المراجعة تتعارض مع المبادىء القانونية المعروفة في مختلف النظم القانونية الرئيسية ومن أهمها الفصل بين السلطات‬
‫ان سلطات مجلس المن الدولي تنحصر اما باحالة النزاع الى المحكمة أو طلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية ‪.‬‬
‫والسؤال المطروح ‪ ،‬اذا كان يرفض تنفيذ القرار دولة كبرى مثل الوليات المتحدة في قضية نيكاراغوا ‪ ،‬ان ذلك يسبب حرجا للمجلس والمحكمة مجتمعتين ‪.‬‬
‫ففي قضية النشطة الحربية وشبه الحربية في نيكارجوا وضدها ‪ ،‬اذ لجأت نيكاراجوا الى مجلس المن بسبب رفض الوليات المتحدة المريكية الحكم ‪ ،‬عام‬
‫‪ 1986‬واعتبرت الحكم باطل ‪ ،‬بصدد العديد من الوقائع ‪ ،‬ورغم أن هذا التحفظ سيحدث ضررا خطيرا ‪ ،‬سيما أن الدول تقبل طواعية الذهاب الى المحكمة وبالتالي‬
‫يجب القبول الطوعي بأحكامها‬
‫واذا رفضت دولة الرأي الستشاري الصادر من محكمة العدل الدولية ؟‬
‫لقد رفضت اسرائيل وأمريكا الرأي حول الجدار المني العازل في فلسطين ‪.‬وقياساعلى هذه الحالة ‪ ،‬لقد سبق للتحاد السوفييتي سابقا أن رفض الرأي الستشاري‬
‫للمحكمة حول نفقات المم المتحدة ‪ ،‬فقد أشار ممثل الوليات المتحدة الى مايلي ‪ :‬لقد حددت المحكمة في رأيها الستشاري معايير الخدمة القضائية ‪ ،‬وترى‬
‫حكومتنا انه لحاجة لقيام هذه الجمعية بمناقشة او حتى التعرض الى استدلل المحكمة ‪ ،‬ان قبول رأي المحكمة حول المسألة التي عرضت عليها ليعني بالضرورة‬
‫قبول أي حجة خاصة يتضمنها الرأي ‪ .‬فل تمدح المحكمة ول تنتقد بسبب استدللها ‪ ،‬وليست هذه هي وظيفتنا ‪ ....‬وسنقبل الجواب الدقيق المقدم من المحكمة على‬
‫السؤال الدقيق الذي طرحته عليها الجمعية ‪.‬‬
‫ان مراجعة رأي المحكمة أو حكمها انحراف عن القصد الواضح للميثاق ‪ ،‬ان تنفيذ احكام المحكمة من واجب الجهزة التابعة للمم المتحدة‬
‫واذا رفض الطرفان حكم المحكمة ‪ ،‬فمن البديهي ان يعتبر ذلك نزاعا سياسيا وليس نزاعا قانونيا حينئذ يختص مجلس المن بهذه القضية ‪.‬‬
‫ان احكام المحكمة يجب أن تنفذ وال فما مصير محكمة العدل الدولية ؟ فما هو أساس سلطة المجلس الخاصة بتنفيذ أحكام محكمة العدل الدولية وفقا للمادة‬
‫‪94/2‬؟‬
‫لقد انقسمت الراء حول تفسير هذه المادة ‪ ،‬فمن يرى أنها لتشكل مصدرا مستقل لختصاص مجلس المن الدولي ‪ ،‬وعليه ان ينفذ احكام المحكمة‬
‫ان مجلس المن ليمكن ان يتمتع ال وفقا لسلطاته ‪ ،‬ول يستطيع ان يوسع من واجباته ‪ ،‬وعليه المتثال لقرارالمحكمة كما يرى المستشار القانوني باسفوليسكي ‪.‬‬
‫في حين يرى كلسن ان لمجلس المن حق الختيار بين تصرفين مختلفين ‪ ،‬فقد يقرر التنفيذ الجبري ‪ ،‬أو يقرر اجراءات أخرى ‪ ،‬ان عدم المتثال ليعتبر تهديدا‬
‫للسلم والمن الدوليين حيث ان المادة ‪ 94‬تقرر اذا رأى ضرورة لذلك ‪.‬‬
‫ان الخلل بالسلم والمن واضحة مصادره ‪ ،‬ومن يخطر بذلك محدد في الميثاق ‪ ،‬ول يوجد من بينها المادة ‪94/2‬‬
‫سلطة مجلس المن لتنفيذ أحكام التحكيم ‪:‬‬
‫تناولت لجنة القانون الدولي هذا الموضوع في مجال تعليقها على المادة ‪ 60‬من مشروع قواعد المسئولية الدولية ‪ ،‬حيث أشارت الى أنه ليمكن اللجوء الى مجلس‬
‫المن طبقا للمادة المذكورة لتنفيذ حكم تحكيمي دولي حتى لو أكده حكم قضائي صادر عن محكمة العدل الدولية ‪.‬ومجلس المن ليملك مراجعةأحكام المحكمة‬
‫الانه قادر على اصدار توصيات طبقا للمادة ‪ 39‬لتتطابق مع قرار المحكمة ‪ ،‬وقد لتقدم أية ضمان بتنفيذ الحكم ‪ ،‬بل يعمل على تسوية النزاع ‪.‬‬
‫غير أن لجنة القانون الدولي ترى في اجتهادها لتوفير آلية عمل المحكمة ‪ ،‬أنها يجب أن تدرس الطعون المتعلقة بصحة الحكم وتختص بصحة الحكم التحكيمي‬
‫أو اعلن بطلنه الكلي أو الجزئي ‪.‬‬
‫غير أن سلطة مجلس المن الدولي مكبلة بحق الفيتو ال اذا كانت المسألة اجرائية ‪.‬‬
‫وفي موضوع النشطة الحربية وشبه الحربية في نيكارغوا وغيرها ‪ ،‬صدرحكم من محكمة العدل الدولية وطلبت نيكاراغوا اتخاذ التدابير اللزمة لتنفيذ الحكم ‪ ،‬ال ان‬
‫المجلس اعتبر المسألة موضوعية تشملها الحكام المتعلقة بالفصل السابع ومن ثم يمكن العتراض عليها باستخدام حق الفيتو وقد استعملته أمريكا مرتين وحالت دون‬
‫اصدار قرار من المجلس ‪ ،‬وهكذا حطم مجلس المن حكم المحكمة ونفوذها ‪ ،‬وهكذا فقدت المادة ‪ 94‬محتواها وتحول تنفيذ الحكم طوعيا تتوقف على اردة الدول ‪،‬‬
‫وماادراك مالدول اذا كانت دولة عظمى وتعارض الحكم مع مصالحها الحيوية ‪ ،‬والتي لن تتردد في استعمال حق الفيتو ‪ ،‬وهل يمكن اجبار الدولة هذه على تنفيذ حكم‬
‫المحكمة أو يفرض تدابير قسرية لتنفيذ حكم نهائي حاز على قوة الشيء المقضي به المر الذي يدفع على السف الشديد لتحويل حتى مجلس المن اى جهاز سياسي‬
‫بسب الشك في قدراته والنسداد الدائم بسبب الفراط بحق الفيتو ‪.‬‬
‫نطاق مجلس المن تنفيذ اوامر التدابير المؤقته للحماية ‪ ،‬فهل الوامر الزامية ؟‬
‫انقسم الفقه الدولي حول تفسير المادة ‪ 41‬من النظام الساسي ‪،‬فقد ذهب البعض الى عدم الزامية الوامر المقررة للتدابير المؤقتة ‪ ،‬بينما يرى اتجاها الزاميتها ‪،‬‬
‫فمن يفسر كلمة تأمر بمعنى اللزام ‪ ،‬غير ان البعض يرى ان التدابير المؤقتة لتتمع بطابع الزامي ‪ ،‬ومن فسر كلمة تبين أي تقترح ‪ ،‬وهذا يعني انها تفتقد القوة‬
‫اللزامية ‪ ،‬وهناك من فسر ان التدابير تتخذ بمقتضى اوامر ل الحكم وهناك اختلف وهناك من يفسر كلمة تبين بتقترح أو تشير او ترى باللغة الفرنسية‬
‫والنكليزية والعربية ‪ ،‬لكنها تصب في خانة غير اللزامية للتدابير المؤقته ‪.‬‬
‫غير أن اتجاها آخر يرى أن التدابير المؤقتة جزءا ليتجزا من الوظيفة القضائية‬
‫ويفترض أنه بعد عرض القضية على القضاء عدم اتيان أي عمل يمكنه أن يؤثر على القرار او يجعل منه مستحيل التنفيذ ‪.‬‬
‫ثم أن الجهزة يجب أن تتمتع بالسلطات الضرورية لتحقيق اهدافها ‪ ،‬وبل الضرورية المطلقة ‪ ،‬خاصة وأن التدابير المؤقتة باتت مبدامن مبادىء القانون المقررة‬
‫في أغلب النظم القانونية الرئيسية ‪ ،‬وال سيصبح الحكم عديم القيمة ‪ ،‬وباعتبارها تهدف الى تامين قوة تلك الحكام النهائية ‪.‬‬
‫والسؤال المطروح ‪ ،‬هل يحق لمجلس المن أن يفرض أوامر المحكمة التي تقرر بمقتضاها هذه التدابير في حالة رفض الطرف المعنى المتثال لها ؟‬
‫لقد فرقت المادة ‪ 94‬من الميثاق بين الحكام والقرارات ‪ ،‬الفقرة الولى تشير الى تعهد الدول بالنزول على قرار المحكمة ‪ ،‬في حين ان الفقرة الثانية تمنح مجلس‬
‫المن سلطة التنفيذ الجبري للحكم الذي صدر عن محكمة العدل الدولية ‪.‬‬
‫والقرار ‪ ،‬يشمل هذا المصطلح الوامر ويدخلها في نطاق اللتزام الذي فرضته هذه الفقرة ‪ ،‬اما القرة الثانية الحكام ‪ ،‬فل تشير سوى إلى ما يحوز حجية الشيء‬
‫ومن يرى أن الجراءات جزء من الحكم تتمتع بالقوة ذاتها ‪ ،‬وبل هي حكم‬ ‫المقضي به ويفصل في النزاع بصفة إلزامية ومجلس المن ل يستطيع تنفيذها جبرا ‪.‬‬
‫مؤقت ويمكن ان يتحول إلى قرار نهائي ‪.‬‬
‫ال أن خروج التدابير المؤقتة من نطاق المادة ‪ 94‬ل يعني تجريد مجلس المن من السلطات التي منحتها له مواد أخرى في الميثاق ‪.‬وهو ما ثبت في موضوع‬
‫قضية الرهائن ‪،‬حيث اتخذت محكمة العدل الدولية هذا الجراء ‪ ،‬واعترضت عليه إيران واستند اليه مندوب أمريكا ‪ ،‬وقبله المجلس وقرر وطلب من إيران أن تطلق‬
‫سراح الرهائن فورا ‪ ،‬واستند إليه المجلس في إطار سلطات المجلس وفقا للفصل السابع على أساس ان المر يتعلق بنزاع يهدد السلم والمن الدوليين ‪.‬‬
‫لقد حصر ميثاق المم المتحدة دور مجلس المن في التنفيذ الجبري لحكام محكمة العدل الدولية في الممارسة ‪ ،‬إل إذا تطور النزاع المتعلق بعدم تنفيذ أحكام‬
‫المحاكم ‪ ،‬بحيث أصبح يهدد السلم والمن الدوليين ‪.‬‬
‫العلقة بين مجلس المن الدولي ومحكمة العدل الدولية على ضوء حادثة لوكربي‬
‫من المعلوم أن مجلس المن ومحكمة العدل الدولية جهازان رئيسيان من أجهزة المم المتحدة الجهاز القضائي الرئيسي لهذه المنظمة الدولية لفض المنازعات ‪ ،‬حتى‬
‫ل تندفع الدول الى استعمال القوة وطبقا لقواعد توزيع الختصاص ‪ ،‬فان المجلس والجمعية هي التي يعهد اليها بوظيفة التسوية السلمية للمنازعات الدولية ذات‬
‫الطابع السياسى ‪ ،‬في حين ان محكمة العدل الدولية تقوم بتسوية المسائل ذات الطابع القانوني ‪.‬‬
‫ولهذا حرص واضعو الميثاق على ان مجلس المن يوصي أطراف النزاع الى الذهاب الى محكمة العدل الدولية للفصل فيه طبقا لحكام القانون ‪ ،‬ومن جهة اخرى‬
‫تجد المحكمة نفسها مضطرة لمناقشة أمور تدخل من حيث الصل في نطاق اختصاص جهاز آخر ‪ ،‬ولعل المسألة الخاصة بالتدابير المؤقتة التي ينبغي المبادرة الى‬
‫اتخاذها للمحافظة على المراكز القانونية للطراف المتنازعة لحين يتم الفصل في النزاع بشكل نهائي ‪ ،‬تعتبر من بين الحالت المهمة التي تثور فيها قضية العلقة‬
‫بين محكمة العدل الدولية وبين الجهزة الرئيسية الخرى للمم المتحدة وبخاصة مجلس المن ‪.‬‬
‫والجدير بالعلم أن المحكمة الجهة الوحيدة المخولة باتخاذ التدابير المؤقتة استنادا الى المادة ‪1/ 41‬من النظام الساسي ‪ ،‬ومع ذلك فقد رفضت وبشكل يبعث على‬
‫التساؤل اتخاذ التدابير المؤقتة بناء على الطلب الليبي ‪ ،‬الذي يحظر على الدول الغربية المعنية بأزمة الطائرتين اتخاذ أية إجراءات قسرية عسكرية او غير عسكرية‬
‫ضد ليبيا لحين أن يتسنى للمحكمة الفصل في الموضوع ‪ ،‬إنما هو موقف غير مبرر وجانبه الصواب ‪ ،‬لننا نرى أن هذا النزاع أصل هو نزاع قانوني أول وأخيرا ‪ ،‬وأن‬
‫مجلس المن ليس هو الجهة المؤهلة لنظر هذه الزمة واتخاذ قرار بشأنها ‪ ،‬خاصة وان العلقات الليبية المريكية يشوبها عداء واضح ‪ ،‬حيث سبق لمريكا أن اتخذت‬
‫إجراءات مست من حقوق الدولة الليبية ومركزها القانوني ‪ ،‬وأن أية إجراءات مستقبلية سترتب نتائج يصعب تداركها إذا ما قدر للمحكمة أن تفصل في هذا الموضوع‬
‫‪ ،‬خاصة وأن أسلوب إدارة مجلس المن الدولي قد غلب العتبارات السياسية على العتبارات القانونية في إدارة الزمة دون أن يستند إلى أسباب صحيحة تسوغه ‪ ،‬ودون‬
‫*المرجع احمد الرشيدي‬ ‫عرض الموضوع على محكمة العدل الدولية للفتاء به –‬
‫لقد صدر القرار رقم ‪748‬الذي يقضي بفرض حصار اقتصادي وجوي ودبلوماسي جزئي على ليبيا إذا لم تستجب للقرار الدولي رقم ‪ ، 731‬فقد زاد المور تعقيدا‬
‫وينذر بعواقب وخيمة في ضوء عاملين ‪:‬‬
‫الول ‪ ،‬إن الحكم السياسي الذي صدر من محكمة العدل الدولية في يوم ‪ 14/4/1992‬برفض الطلبات الليبية مستندا في ذلك إلى اعتبارات المواء مة السياسية الدولية ‪،‬‬
‫وعدم التدخل في نزاع معروض على مجلس المن وأصدر بشأنه قرارين دوليين نافذين في مواجهة ليبيا ‪.‬‬
‫العامل الثاني ‪ ،‬إن القرار رقم ‪ 748‬قد أعطى للوليات المتحدة الحق في طلب تصعيد الجراءات القمعية ضد ليبيا إذا لم تستجب لطلبات الحكومة المريكية ‪ ،‬وستواجه‬
‫ضربات تحت العباءة الدولية وستمارس العدوان بحجة مكافحة الرهاب الدولي ‪.‬‬
‫محكمة العدل الدولية ونظام المن الجماعي‪:‬‬
‫إن محكمة العدل جهاز دولي في مجتمع التنظيم الدولي الذي يهدف الى تحقيق فكرة المن الجماعي ‪ ،‬فلقد تضمنت ديباجة الميثاق النص على ضرورة تحقيق العدالة‬
‫واحترام اللتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي ‪ ،‬ويقضي الفصل السادس الرجوع إلى محكمة العدل الدولية لفض المنازعات التي قد‬
‫تثور بين الدول ‪ ،‬ولذلك أوجبت المادة ‪ 36‬على أطراف أي نزاع في المنازعات القانونية أن يعرضوها على محكمة العدل الدولية ‪.‬‬
‫وبذلك اظهر الميثاق الرابطة بين محكمة العدل الدولية وبين هدف تحقيق المن الجماعي‪ ....‬بل تعتبر المحكمة أكثر فاعلية في تحقيق الحل السلمي للمنازعات‬
‫الدولية باعتبارها الفرع الوحيد في المم المتحدة الذي يملك إصدار قرارات ملزمة للدول دون تأثر بالصراعات السياسية وبالتكتلت داخل الهيئة الدولية ‪ ،‬وباعتبارها‬
‫وسيلة إلزامية لتسوية المنازعات الدولية عن طريق القانون ‪ ،‬وذلك لن محكمة العدل الدولية هي الداة القضائية الرئيسية للمم المتحدة م ‪ 92‬من الميثاق و ينص‬
‫الميثاق على أن الدول تتعهد باحترام الحكام الصادرة عنها م ‪ 94‬من الميثاق ‪.‬‬

‫ا ختصاص محكمة العدل الدولية بنظر حادثة لوكربي ‪:‬‬


‫هناك مجموعة من الحقائق على صعيد القانون الدولي الكفيلة – عند اللتزام بها من قبل الدول المتنازعة مع ليبيا – بقطع أول خطوة سليمة في سبيل حل مشكلة‬
‫لوكربي حل قانونيا عادل وهي ‪:‬‬
‫أ – إن اتهام ليبيا بتفجير الطائرتين المريكية والفرنسية هو قول غير صحيح من الناحية القانونية ‪ ،‬فالمتهم في الجريمة الدولية هو الشخص الطبيعي ‪ ،‬وبذلك ل‬
‫تعدو المسألة أن تكون اتهام مواطنين من رعايا ليبيا بارتكاب جريمة هي تفجير الطائرتين المريكية والفرنسية ‪.‬‬
‫ب – أن للمتهمين الليبيين – على فرض ارتكابهما للجريمة – مجموعة من الحقوق والواجبات تكفلت بتحديدها المواثيق الدولية ‪ ،‬كما ان لدول التحالف الغربي‬
‫مصلحة أكيدة في محاكمة هؤلء المتهمين ومعاقبتهم في حالة اثبات ارتكابهما هذه الجريمة ‪ ،‬فل يجوز ان يفلت أي متهم من العقاب ‪.‬‬
‫ج – في ضوء ما تقدم – يصبح المطلوب الوحيد هو محاكمة هؤلء المتهمين محاكمة قانونية وقضائية عادلة ونزيهة ونظرا لعدم وجود قضاء دولي جنائي‬
‫لمحاكمة هؤلء المتهمين فان المشكلة القانونية التي تثار في هذا الطار هي ‪:‬‬
‫تحديد القضاء الجنائي الوطني المختص بمحاكمتهما وفقا لقواعد الختصاص المعمول به دوليا ‪ ،‬فلو فرضنا ان القضاء الفرنسي او المريكي يختص بالمحاكمة ‪،‬‬
‫فان ليبيا غير ملزمة بتسليم المتهمين من رعاياها الوطنيين ‪ ،‬فما هي حدود ولية محكمة العدل الدولية بنظر هذا النزاع ؟‬
‫الجواب على هذا السؤال تحدده المادة ‪ 34‬من نظام المحكمة الساسي والتي قضت بان " الدول وحدها الحق في ان تكون اطرافا في الدعاوى التي ترفع للمحكمة ‪،‬‬
‫وتشمل ولية محكمة العدل جميع القضايا التي يعرضها الطراف عليها ‪ " .‬كما تشمل جميع المسائل المنصوص عليها بصفة خاصة في ميثاق المم المتحدة او في‬
‫المعاهدات والتفاقات المعمول بها‬
‫في الختصاص القضائي‬
‫اذا كانت محكمة العدل الدولية هي الداة القضائية الرئيسية للمم المتحدة ‪ ،‬وتتمتع بالسلطات اللزمة لممارسة وظائفها ‪ ،‬ال أن الدول العضاء لم تعترف بالولية‬
‫الجبرية للمحكمة ‪ ،‬وما زال قبول الدول لعرض الزاع على المحكمة شرطا اوليا لوليتها ‪ ،‬وبمعنى آخر فان الولية اختيارية تستند الى رضاء المتنازعين باللجوء اليها‬
‫‪ ،‬وتلك سمة تميز القضاء الدولي ‪ ،‬وتكون محكمة العدل الدولية مختصة بنظر النزاع في الحالت التية ‪:‬‬
‫أ – حالة حدوث اتفاق الطراف المتنازعة على اللتجاء الى المحكمة بمناسبة نشأة نزاع معين ‪ ،‬وتشمل جميع المنازعات القانونية والسياسية‬
‫ب – حالة وجود اتفاقيات ثنائية أو جماعية تقرر الولية الجبارية بشان المنازعات المتعلقة بتفسير هذه التفاقيات او تنفيذها ‪.‬‬
‫ج – حالة اعلن قبول الختصاص اللزامي للمحكمة ‪ ،‬ومقتضاه ان لي من الدول التي تملك حق التقاضي امام المحكمة ان تلتزم مسبقا ‪ ،‬أي قبل نشوء أي نزاع‬
‫وبصفة عامة ‪ ،‬وليس بمناسبة نزاع معين بالعتراف بالولية الجبرية للمحكمة ففي المنازعات القانونية التي تقوم بينها وبين دولة تقبل نفس اللتزام ‪ ،‬وقد نصت على‬
‫مايلي المادة ‪ 36‬من النظام الساسي للمحكمة ‪.‬‬
‫وقد قبلت الوليات المتحدة سنة ‪ 1947‬بمبدا الختصاص اللزامي للمحكمة ‪ ،‬ولكنها وضعت قيدا مهما على هذا المبدأ مؤداه ضرورة ال يشمل الختصاص‬
‫اللزامي للمحكمة المنازعات التي تدخل في صميم سلطانها الداخلي وأطلقت عليه التحفظ التلقائي أو حق التفسير الذاتي واخذت به كل من بريطانيا فرنسا‬
‫وبريطانيا ‪ .‬ثم عدلت الدول الثلث عن الصيغة وتركت أمر تقرير ما اذا كانت مسألة ما من الختصاص الداخلي للدول أم ل ‪ ،‬من سلطة محكمة العدل الدولية‬
‫نفسها ‪ ، .‬وأن لمجلس المن الدولي طبقا للمادة ‪ 39‬من الميثاق أن يوصي في أي مرحلة من مراحل نزاع معين بعرضه على محكمة العدل الدولية ‪ ،‬ان توصية مجلس‬
‫المن بعرض نزاع قانوني على المحكمة ‪ ،‬مصدرا من مصادر الختصاص الجباري لمحكمة العدل الدولية ‪ .‬واعتبرته العديد من الدول قرارا ملزما ‪.‬ومن هنا فان‬
‫محكمة العدل الدولية تعد بوصفها الداة القضائية ملزمة دون غيرها بتحديد القانون الواجب التطبيق على حادثة لوكربي ‪ ،‬وبالتالي تعيين وتحديد القضاء الوطني‬
‫الجنائي المختص بمحاكمة الليبيين المتهمين في هذه الحادثة ‪ .‬ول يوجد في الميثاق ما يمنع المحكمة ما يحول دون انعقاد اختصاص المحكمة بنظر النزاع القانوني‬
‫بالرغم من نظر مجلس المن الدولي وتصديه لهذا النزاع ‪.‬‬
‫حكم محكمة العدل الدولية في حادثة لوكربي ‪:‬‬
‫بداية لينبغي التسرع باطلق الحكام حول القيمة القانونية لحكم محكمة العدل الدولية الصادر في يوم ‪ 14‬افريل والقاضي برفض التدابير المؤقتة ‪ ،‬قبل معالجة‬
‫أمرين الول ‪ ،‬مضمون الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل ‪ .‬والثاني مضمون القرار الصادر من محكمة العدل الدولية ‪.‬‬
‫مضمون الدعوى المرفوعة امام محكمة العدل والحكم الصادر فيها ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بهدف فض النزاع بالطرق السلمية ‪ ،‬رفعت ليبيا دعوى قضائية أمام قضاء محكمة العدل الدولية تطلب فيها التصدي للنزاع القانوني بشان حادثة لوكربي ‪ ،‬بهدف‬
‫اصدار حكم قضائي ملزم بتحديد القانون الواجب التباع في هذا النزاع ‪ ،‬وبالتالي تعيين القضاء الجنائي الوطني المختص بمحاكمة المتهمين ‪ ،‬وتحديد القانون‬
‫الواجب التطبيق وثلث طلبات عارضة هي‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن تأمر المحكمة الوليات المتحدة بالكف عن تهديد الجماهيرية واتخاذ اجراءات ضدها ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تأمر بريطانيا كذلك بالكف عن تهديد الجماهيرية واتخاذ اجراءات ضدها‬
‫‪ – 3‬ان تتخذ المحكمة تدابير مؤقته ‪ ،‬مثل الحيلولة دون تنفيذ قرارات مجلس المن أو اصدار قرارات جديدة لحين البت في الموضوع الصلي ‪ ،‬وتقدمت أمام‬
‫المحكمة بطلبين ‪:‬‬
‫الول طلب أصلي ‪ ،‬وهو الذي نشأت به الخصومة أمام محكمة العدل الدولية وهوطلب تحديد القانون الواجب التطبيق على النزاع القائم بشأن حادثة لوكربي ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬طلبات عارضة‪ ،‬وهي الطلبات التي تبدي في أثناء سير الخصومة او سببها ‪ ،‬وبهدف حفظ حقوق الدول المتنازعة الى أن يصدر الحكم النهائي ‪.‬‬
‫وعليه فل يعد الحكم الصادر من المحكمة برفضه التدابير المؤقتة حكما نهائيا في الدعوى ‪ ،‬لن الموضوع الصلي تحديد القانون واجب التطبيق مازال معروضا‬
‫ولم تقض به بعد ‪.‬فما هي القيمة القانونية لهذا الحكم ؟‬
‫ان القيمة القانونية لحكام المحكمة ينظر اليها من وجهين ‪ ،‬فهي أحكام قطعية ‪ ،‬وغبر قطعية ‪ .‬وهي أحكام ابتدائية ‪ ،‬وحائزة لقوة الشيء المقضي به ‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 59‬من النظام الساسي على " تتمتع حكم محكمة العدل الدولية بقوة الشيء المحكوم فيه في مواجهة أطراف النزاع دون غيرهم ‪ ،‬وبخصوص النزاع الذي‬
‫تم الفصل فيه ‪ .‬والسؤال الن ‪ ،‬هل يعد الحكم الصادر في طلبات التدابير المؤقته حكما قطعيا حائزا لقوة الشىء المحكوم فيه ‪.‬؟‬
‫الجواب ان نص المادة ‪ 59‬يضفي صفة القطعية على الحكم النهائي الذي يحسم موضوع النزاع الرئيسي ‪ ،‬وبالتالي يتمتع الحكم القطعي بقوة الشيء المحكوم فيه ‪،‬‬
‫اما الحكم الصادر بشان التدابير المؤقته وفقا لنص المادة ‪ 41‬من النظام الساسي ‪ ،‬فانه يعد حكما غير قطعي أي ليتمتع بقوة الشيء المحكوم فيه ‪ ،‬لنه ليفصل في‬
‫نزاع ما ‪ ،‬وانما يتعلق بتنظيم اجراءات السير في الخصومة ‪ ،‬أو اتخاذ اجراءات قانونية أو مادية معينة ‪ ،‬الهدف منها مجرد دفع ضرر أو حفظ حق الدولة ‪ ،‬الى أن يصدر‬
‫الحكم النهائي القطعي في موضوع النزاع ‪ .‬وعليه فان الحكم الصادر من محكمة العدل برفض الطلبات الليبية الثلثة مجرد حكم غير قطعي ‪ ،‬وبالتالي فليس هناك‬
‫تأثير قانوني سلبي على الموقف القانوني الليبي نتيجة لصدور هذا القرار ‪ ،‬فما زال الموضوع الرئيسي تحديد القانون الواجب التباع بشأن حادث لوكربي منظورا‬
‫أمام المحكمة ولم تقض فيه بعد ‪.‬‬
‫أما عن التأثيرات السياسيةلقرار محكمة العدل الدولية فهي لتعدو مجرد محاولة الوليات المتحدة استغلل هذا القرار لضفاء مزيد من القوة على شرعية‬
‫الهيمنة الدولية الجديدة بقيادة الول يات المتحدة ‪.‬‬
‫صلحيات مجلس المن الدولي ‪:‬‬
‫حدد الفصل السادس والسابع صلحيات مجلس المن ‪ ،‬فهي سلطات واختصاصات في حل المنازعات حل سلميا‬
‫أ ‪ -‬يقدم توصيات بقصد حل النزاع سلميا‬
‫ب‪ -‬له سلطات التدخل المباشر طبقا للمادة ‪ 34‬من الميثاق‬
‫ج‪ -‬لكل دولة أن تنبه المجلس الى أي نزاع اوموقف يؤدي استمراره الى تهديد السلم م ‪35‬‬
‫د‪ -‬لكل من الجمعية العامة والمين العام ان ينبها المجلس الى أية مسالة يحتمل ان تعرض السلم والمن الدوليين للخطر ‪ .‬م ‪99 -11‬‬
‫سلطات مجلس المن في حالة تهديد السلم والخلل به ووقوع العدوان ‪:‬‬
‫أ – لمجلس المن تقرير وقوع عدوان‬
‫ب – اتخاذ التدابير المؤقتة ‪ ،‬كالمطالبة بوقف اطلق النار او سحب القوات او عقد هدنة‬
‫ج –التدابير غير العسكرية التي ليستلزم تنفيذها استخدام القوة مثل وقف الصلت القتصادية والمواصلت الحديدية والجوية والبرية والبرقية وقفا كليا او جزئيا ‪،‬‬
‫وقطع العلقات الدبلوماسية‬
‫د‪ -‬التدابير العسكرية وفق المادة ‪42‬‬
‫تطبيق صلحيات مجلس المن على حادثة لوكربي‬
‫اتخذ المجلس القرار رقم ‪ ، 731‬والقرار ‪ 748‬ويمكن اجمال مضمونها بتوقيع عقوبات غير عسكرية على ليبيا وفرض حصار اقتصادي ودبلوماسي وجوي وبهدف‬
‫سيادة قانون القوة والهيمنة المريكية بتسليم المتهمين الى أمريكا واتهام ليبيا بأنها دولة تمارس الرهاب الدولي‬
‫لقد خالفت القرارات الصل العام في فض النزاعات بالطرق السلمية ‪ ،‬ولم تدع الطراف للمفاوضة والتحقيق او الوساطة والتحكيم او اللتجاء الى المنظمات‬
‫القليمية ‪ ،‬ولم يقبل عرض النزاع على محكمة العدل الدولية ولم يفسح المجال لجامعة الدول العربية او منظمة الوحدة الفريقية لتسوية النزاع بالطرق السلمية‬
‫مدى اختصاص محكمة العدل الدولية بنظر النزاع ‪:‬‬
‫لمحكمة العدل الدولية وفق نظامها الساسي الملحق بميثاق المم المتحدة اختصاص قضائي عبر الفصل في النزاع المعروض بحكم نهائي وملزم وفق أحكام‬
‫القانون الدولي ‪ ،‬ويتم عرض النزاع اما باتفاق خاص بين الطراف المتنازعة ‪ ،‬او على أساس الختصاص الجباري للمحكمة ‪.‬‬
‫فقد تقدمت ليبيا بطلب الى المحكمة لنظر النزاع المتعلق بتسليم الليبيين وتفسير ااتفاقية مونتريال لعام ‪ ،1971‬وباعتبار أن الوليات المتحدة سبق لها وأن قبلت‬
‫الختصاص اللزامي للمحكمة ‪ ،‬كما أن النزاع يندرج ضمن المادة ‪ 2/ 36‬من النظام الساسي اذ يتعلق بتفسير المعاهدات الدولية ‪،‬‬
‫الساس القانوني للفصل في النزاع ‪:‬‬
‫محكمة العدل الدولية محكمة قانون ‪ ،‬بمعنى تفصل في النزاعات التي تعرض عليها وفق قواعد القانون الدولي وهو ما قررته المادة ‪ 38‬من النظام الساسي لمحكمة‬
‫العدل الدولية ‪.‬‬
‫أن أمام المحكمة للفصل في النزاع الليبي الغربي مصدرين أساسيين هما اتفاقية مونتريال لعام ‪1971‬وقواعد العرف الدولي ‪.‬‬
‫وبمراجعة اتفاقية مونتريال بمكافحة العمال غير المشروعة ضد أمن الطيران المدني نجد أنها تفرض التزاما على عاتق الدول الطراف باتخاذ ما يلزم من تدابير‬
‫لمنع هذه العمال ‪ ،‬وتتبع مرتكبيها ومعاقبتهم والتعاون فيما بينهم لذات الغرض ‪ ،‬وتقرر المادة الخامسة من هذه التفاقية أن على كل دولة طرف في التفاقية أن‬
‫تتخذ التدابير الضرورية لمباشرة اختصاصها القضائي بنظر الفعال المجرمة بمقتضى هذه التفاقية في الحوال التالية ‪:‬‬
‫عندما يرتكب الفعل فوق أراضي تلك الدولة‬ ‫‪-1‬‬
‫عندما يرتكب الفعل ضد طائرة مسجلة في تلك الدولة أو على متنها‬ ‫‪-2‬‬
‫عندما تهبط الطائرة المرتكب ضدها الفعل غير المشروع على أرض تلك الدولة ويكون المتهم ما يزال على متنها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عندما ترتكب الجريمة على متن طائرة مؤجرة إلى مستأجر يكون مركز أعماله الرئيسي في تلك الدولة أو يكون له إقامة دائمة فيها إذا لم يكن له فيها‬ ‫‪-4‬‬
‫مثل هذا المركز‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بتسليم المجرمين تعتبر من الفعال القابلة للتسليم شريطة وجود معاهدة دولية أو أن قانون الدولة يسمح بالتسليم‪ .‬وبهذا يتضح سلمة الموقف‬
‫الليبي بانتفاء ما يجبرها على التسليم ‪.‬‬
‫للمحكمة سلطة في اتخاذ اجراءات تحفظية ‪:‬‬
‫للخصوم في القضية حق طلب اجراءات تحفظية للحفاظ على حقوق الطراف النزاع ومراكزهم او على حقوقهم ‪ ،‬وللمحكمة ان تبادر بتقرير ذلك حتى ولو لم‬
‫يطلبه الخصوم ‪ ،‬استنادا الى المادة ‪ " 1/ 41‬للمحكمة أن تقرر التدابير المؤقتة التي يجب اتخاذها لحفظ حق كل من الطراف متى رأت أن الظروف تقضي ذلك الى أن‬
‫يصدر الحكمم النهائي يبلغ فورا أطراف الدعوى ومجلس المن نبأ التدابير التي يرى اتخاذها ‪ ،‬وبناء على الطلب الليبي قررت المحكمة بأغلبية ‪11‬صوتا مقابل ‪5‬‬
‫أصوات أن ملبسات القضية ليست على نحو يستدعي أن تمارس سلطاتها بموجب المادة ‪ 41‬من النظام الساسي بتقرير التدابير المؤقتة ‪.‬‬
‫وكانت ليبيا قد طلبت من المحكمة أن تعلن أنها وفت بالتزاماتها بموجب اتفاقية مونتريال ‪ ،‬وأن الوليات المتحدة قد أخلت ول تزال تخل بالتزاماتها‬
‫القانونية تجاه ليبيا ‪ ،‬وأنها ملزمة قانونيا بالتوقف والكف فورا عن هذه النتهاكات وعن استعمال أي شكل من أشكال القوة ضد ليبيا بما في ذلك التهديد باستعمال‬
‫القوة ضد ليبيا وعن كل النتهاكات لسيادة ليبيا وسلمتها القليمية واستقللها السياسي ‪ .‬وضمان عدم اتخاذ أي خطوات تضر بأي شكل من الشكال بحقوق ليبيا فيما‬
‫يتصل بالجراءات القانونية التي تشكل موضوع طلب ليبيا ‪.‬‬
‫وكانت المذكرة ترد على طلب الحكومتان المريكية والبريطانية من ليبيا وذلك ‪ -1‬ان تسلم جميع المتهمين بارتكاب الجريمة لتقديمهم الى المحاكمة ‪ ،‬وان‬
‫تقبل المسئولية عن أعمال المسئولين الليبيين ‪.‬‬
‫‪-2‬ان تكشف النقاب عن كل ما تعرفه عن هذه الجريمة بما في ذلك اسماء جميع المسئولين عنها وان تتيح على نحو كامل امكانية الوصول الى جميع الشهود والوثائق‬
‫وسائر الدلة المادية ‪ ،‬بما في ذلك جميع اجهزة التوقيت المتبقية ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن تدفع التعويضات المناسبة‬
‫‪ -4‬يحث الحكومة الليبية على أن تستجيب على الفور استجابة كاملة فعالة لهذه الطلبات لكي تسهم في القضاء على الرهاب الدولي ‪ .‬ووقف جميع أشكال المساعدة الى‬
‫المجموعات الرهابية ‪ ،‬وأن تظهر على الفور باجراءات ملموسة تخليها عن الرهاب‬
‫وبعد أن أشارت الى الملحظات التي أبداها الطرفان على قرار مجلس المن ‪ 748‬عام ‪ 1992‬استجابة لدعوة المحكمة تابعت النظر في المسألة على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬
‫حيث أنه يتوجب على المحكمة وفقا للمادة ‪ 41‬من النظام الساسي ان تنظر في سياق الجراءات الحالية المتعلقة بطلب تقرير تدابير مؤقته في الظروف التي استرعى‬
‫انتباهها اليها بوصفها تستدعي تقرير هذه التدابير ‪ ،‬لكنها غير قادرة على الوصول الى نتائج محددة حول المسائل المتصلة بجوهر القضية لمن ناحية الوقائع ول من‬
‫ناحية القانون ‪ ،‬وحيث انه يتوجب ان يبقى حق الطراف في الطعن بهذه المسائل في مرحلة بحث جوهر القضية غير متأثر بقرار المحكمة ‪.‬‬
‫وحيث ان ليبيا والوليات المتحدة كعضوين في المم المتحدة ملتزمتان بقبول وتنفيذ قرارات مجلس المن وفقا للمادة ‪ 25‬من الميثاق ‪ ،‬وحيث أن المحكمة‬
‫وهي في مرحلة الجراءات المتعلقة بالتدابير المؤقتة ‪ ،‬تعتبر ان هذا اللتزام يشمل للوهلة الولى الحكم الوارد في القرار ‪ 748‬عام ‪ 1992‬وحيث ان التزامات‬
‫الطراف في ذلك المضمار تطغى وفقا للمادة ‪ 103‬من الميثاق على التزاماتها بموجب أي اتفاق دولي آخر بما في ذلك اتفاقية مونتريال ‪.‬‬
‫وحيث أن المحكمة رغم انه لم يطلب اليها بعد في هذه المرحلة أن تبت بصورة محددة في الثر القانوني المترتب على قرار مجلس المن رقم ‪ 1992 748‬تعتبر أنه‬
‫مهما كانت الحالة السابقة لعتماد ذلك القرار ‪ ،‬فان الحقوق التي تدعيها ليبيا بمقتضى اتفاقية مونتريال ليمكن أن تعتبر الن حقوقا جديرة بالحماية التي يوفرها‬
‫تقرير تدابير مؤقتة ‪.‬‬
‫وحيث أن من المرجح علوة على ذلك ‪ ،‬ان يؤدي تقرير التدابير التي طلبتها ليبيا الى اضعاف الحقوق التي يبدو لول وهلة أن الوليات المتحدة تتمتع بها بحكم قرار‬
‫مجلس المن ‪. 748‬‬
‫وحيث أن المحكمة من أجل الفصل في الطلب الراهن المتعلق بالتدابير المؤقتة لم يطلب اليها البت في أي من المسائل المعروضة عليها في الدعوى الحالية ‪ ،‬بما في‬
‫ذلك مسألة اختصاصاتها للنظر في جوهر القضية ‪ ،‬وحيث ان القرار الذي ينطق به في هذه الدعوى ليمس بأي صورة من الصور تلك المسألة ول يؤثر في حقوق‬
‫حكومتي ليبيا والوليات المتحدة في تقديم حجج تتعلق بتلك المسائل لهذه السباب ‪ ،‬فان المحكمة بأغلبية ‪ 11‬صوتا مقابل خمسة أصوات تقرر أن ملبسات القضية‬
‫ليست على نحو يستدعي أن تمارس سلطاتها بموجب المادة ‪ 41‬من النظام الساسي بتقرير تدابير مؤقتة ‪.‬‬
‫تصريح نائب الرئيس القاضي أودا الرئيس بالنيابة ‪:‬‬
‫ألحق الرئيس بالنيابة القاضي اودا تصريحا اعرب فيه عن اتفاقه مع قرار المحكمة لكنه أبدى رأيا مفاده انه ما كان للقرار ان يستند فقط الى نتائج قرار مجلس المن‬
‫‪ 748‬لسنة ‪ 1992‬لن ذلك ينطوي على احتمال مفاده ان المحكمة قبل اعتماد ذلك القرا ر كان يمكن أن تتوصل الى نتائج قانونية لتتماشى آثارها مع اجراءات‬
‫المجلس ‪ ،‬واحتمال لوم المحكمة في تلك الحالة لعدم التصرف في وقت أبكر ‪ .‬وما حصل بالفعل هو أن مجلس المن ‪ ،‬الذي كان يطبق منطقه الخاص ‪ ،‬قد تصرف على‬
‫عجل عند اعتماده قراره الجديد قبل أن يكون في وسع المحكمة التوصل الى رأي مدروس وهي حقيقة كان يتحتم عليه ادراكها ‪ .‬واعرب الرئيس بالنيابة اودا عن‬
‫قناعته بأن المحكمة تتمتع ظاهريا باختصاص النظر في المسألة بالرغم من قاعدة الستة أشهر المنصوص عليها في المادة ‪ 14‬من اتفاقية مونتريال ‪ ،‬لن الظروف لم‬
‫تترك مجال ‪ ،‬فيما يبدو للتفاوض على تنظيم تحكيم ‪ .‬غير أن الحق الساسي الذي طلبت الحماية في اطاره ‪ ،‬وهو الحق في عدم اجبارها على تسليم أحد مواطنيها ‪ ،‬هو‬
‫حق من الحقوق السيادية بمقتضى القانون الدولي العمومي في حين أن جوهر الطلب المقدم من ليبيا يتألف من حقوق محددة تدعيها بموجب اتفاقية مونتريال ‪ ،‬وفي‬
‫ضوء المبدأ القاضي بأن الحقوق المتوخى حمايتها بالدعوى المتعلقة بالتدابير المؤقتة يجب أن تكون ذات صلة بموضوع القضية ‪ ،‬فذلك بعني انه كان يتعين على‬
‫المحكمة أن ترفض على أي حال طلب تقرير تدابير مؤقتة ‪ .‬فوجود مثل هذا التعارض بين موضوع الطلب والحقوق المتوخى حمايتها كان يجب أن يكون حسب رأي‬
‫الرئيس بالنيابة ‪ ،‬السبب الرئيسي لتخاذ قرار سلبي وهو قرار ليمس من سلمته اتخاذه قبل اعتماد قرار مجلس المن ‪ 1992- 748‬او بعده ‪.‬‬
‫تصريح القاضي ني ‪:‬‬
‫أعرب القاضي ني في تصريحه عن رأيه أن عرض مسألة على مجلس المن ليمنع المحكمة طبقا لختصاصاتها من معالجة المسألة ‪ .‬وبالرغم من ان الجهازين كليهما‬
‫يعالجان نفس المسألة فان نقاط تركيز كل منهما تختلف عن الخر ‪ ،‬ففي القضية قيد البحث يولي مجلس المن بوصفه جهازا أساسيا اهتماما اكبر للقضاء على‬
‫الرهاب الدولي وصون السلم والمن الدوليين ‪ ،‬في حين تولي محكمة العدل الدولية بوصفها الجهاز القضائي الرئيسي في المم المتحدة اهتماما أكبر للجراءات‬
‫القانونية مثل مسائل تسليم المجرمين والملحقات المتعلقة بمحاكمة المجرمين وتقييم التعويض وغير ذلك من المور ‪.‬وفيما يتعلق بطلب ليبيا تقرير تدابير‬
‫مؤقته ‪ ،‬يشير القاضي ني الى الحكام الواردة في اتفاقية مونتيريال لعام ‪ 1971‬المتعلقة بقمع العمال غير المشروعة التي ترتكب ضد سلمة الطيران المدني التي‬
‫تستند اليها ليبيا ‪ ،‬فعمل بالمادة ‪ 1/ 14‬من تلك التفاقية يجوز لي طرف من أطراف النزاع ان يحيله الى محكمة العدل الدولية اذا لم يتفق الطراف على هيئة التحكيم‬
‫في غضون ستة أشهر من تاريخ طلب الحالة الى التحكيم ‪ ،‬وفي هذه القضية اقترحت ليبيا التحكيم بموجب رسالة مؤرخة ‪ 18‬جانفي ‪ 1992‬ولما يمضي سوى شهر‬
‫ونصف قبل شروع ليبيا برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية في ‪ 3‬مارس ‪. 1992‬‬
‫ويرى القاضي ني انه كان ينبغي رفض طلب ليبيا لمجرد عدم استيفائه لشرط الستة أشهر دون الفصل في المسائل الخرى في ذات الوقت ‪ .‬وبناء علي ذلك ‪ ،‬لن يكون‬
‫هناك ما يمنع ليبيا من التماس وسيلة انتصاف من المحكمة وفقا لحكام اتفاقية مونتريال لعام ‪ 1971‬لو أن النزاع ظل مستمرا لشهور لحقة ولو شاء المدعي القيام‬
‫بذلك ‪.‬‬
‫تصريح مشترك من القضاة ايفنيس وتاراسوف وغيوم وأغيل ‪:‬‬
‫أعرب القضاة في تصريح مشترك عن اتفاقهم الكامل مع قرار المحكمة ‪ ،‬ولكنهم أبدوا تعليقات اضافية عليه ‪ .‬فقد أكدوا انه كان يحق للوليات المتحدة والمملكة‬
‫المتحدة أن تطلبا الى ليبيا قبل تناول مجلس المن للقضية ‪ ،‬تسليم المتهمين ‪ ،‬وأن تتخذ تحقيقا لتلك الغاية أية اجراءات يتفق مع القانون الدولي ‪ ،‬وكان يحق لليبيا ‪،‬‬
‫من جانمبها أن ترفض طلبات التسليم هذه وان تشير في ذلك السياق الى انه تمشيا مع القانون المتبع في كثير من البلدان الخرى ‪ ،‬فان قانونها الداخلي يحظر تسليم‬
‫مواطنيها ‪ .‬ثم أوضح أصحاب هذا الرأي أن مجلس المن في هذه القضية بالذات لم يكن يعتبر تلك الحالة مرضية باعتبار انه كان يتصرف في اطار الفصل السابع من‬
‫ميثاق المم المتحدة بهدف القضاء على الرهاب الدولي ‪ .‬واستنادا الى ذلك قرر المجلس انه يتعين على ليبيا تسليم المتهمين الى البلدين الذين طلبا تسليمهما ‪ .‬وفي‬
‫ظل الظروف اتخذ القضاة ذاتهم رأيا مفاده ان محكمة العدل نطقت بحكمها المتعلق بطلب ليبيا تقرير تدابير مؤقتة من أجل المحافظة على الحالة القانونية التي‬
‫كانت قائمة قبل اعتماد مجلس المن لقراراته ‪ ،‬كانت محقة تماما في ملحظة التغيرات التي احدثتها تلك القرارات على الحالة ‪ ،‬وكانت محقة تماما أيضا في قولها‬
‫نتيجة لذلك ‪،,‬أن ملبسات القضية ليست على نحو يستدعي أن تمارس المحكمة سلطاتها بتقرير تدابير من هذا القبيل ‪.‬‬
‫رأي مستقل للقاضي لخس ‪:‬‬
‫أدت القضايا الحالية وضرورة بت المحكمة في وقت مبكر بطلب خلفي الى نشوء مشكلة الولية ‪ ،‬ومشكلة ما يعرف بوصفه القضية قيد النظر ‪ .‬والمحكمة في واقع‬
‫المر ‪ ،‬هي ضامن المشروعية امام المجتمع الدولي ككل ‪ ،‬سواء داخل المم المتحدة أو خارجها ‪ ،‬ول شك ان وظيفة المحكمة هي ضمان احترام القانون الدولي ‪ ،‬وهي‬
‫ضامنة رئيسية في القضايا الحالية ‪ ،‬فان مسألة الرهاب الدولي الوسع نطاقا لم تكن مدرجة على جدول اعمال مجلس المن فحسب وانما اعتمد المجلس بشانها‬
‫قراريه ‪ 731‬و ‪ 1992 748‬ول ينبغي أن ينظر المر بمثابة تنازل منها عن سلطاتها وسواء طبقت الجزاءات المفروضة بموجب قرار مجلس المن ‪ 748‬في نهاية‬
‫المطاف أم ل فان المأمول فيه على أي حال ان يتمكن الجهازان الرئيسيان المعنيان من العمل ‪ ،‬ومع ايلء المراعاة الواجبة لمشاركتهما المتبادلة في المحافظة على‬
‫حكم القانون ‪.‬‬
‫الرأي المستقل للقاضي شهاب الدين ‪:‬‬
‫أعرب القاضي شهاب الدين في رأيه المستقل عن اعتقاده ان ليبيا قدمت قضية قابلة للخذ والرد فيما يتعلق بتقرير التدابير المؤقته ‪ ،‬ولكن الثر القانوني المترتب‬
‫على قرار مجلس المن ‪ 1992- 748‬عطل امكانية انفاذ الحقوق التي تدعيها ليبيا ‪ .‬وقال ان قرار المحكمة لم ينشا عن تضارب التزامات ليبيا بموجب قرار مجلس‬
‫المن وأية التزامات واقعة على كاهلها بمقتضى الميثاق تطغى اللتزامات الناشئة عن قرار مجلس المن على سواها من اللتزامات ‪.‬‬
‫ورأى القاضي شهاب الدين ان طلب المدعي عليه " بأن تدفع ليبيا تعويضا ملئما على الفور وبالكامل " يفرض مقدما وجود حكم مسبق من المدعى عليه بأن المتهمين‬
‫مذنبين ‪ ،‬ويرى القاضي شهاب الدين أن اقامة محاكمة محايدة في الدولة المدعى عليها تترتب عليها آثار هامة ‪ ،‬وقد ساد هذا التجاه نتيجة وجود احساس أساسي بانه‬
‫يمكن القول ان مسألة اقامة محاكمة محايدة تكمن في صلب المسألة الخلفية بأسرها المتصلة بطلب المدعى عليه تسليم المتهمين الثنين وموقف المدى عليه المعلن‬
‫أنه ليمكن اقامة محاكمة محايدة في ليبيا ‪.‬‬
‫الرأ ي المخالف للقاضي بجاوي ‪:‬‬
‫انطلق القاضي بجاوي من فكرة مفادها أن هناك نزاعين متميزين تماما عن بعضهما ‪ ،‬أحدهما نزاع قانوني والخر نزاع عملي ‪ .‬ويتعلق أولهما بتسليم مواطنين اثنين‬
‫ويتم معالجته ‪ ،‬كمسألة قانونية امام محكمة العدل الدولية ‪ ،‬وبناء على طلب من ليبيا ‪ ،‬وفي حين يتعلق النزاع الثاني بمسألة أوسع نطاقا هي مسألة ارهاب الدولة‬
‫فضل عن المسئولية الدولية الواقعة على كاهل دولة ليبيا ويتم معالجته بدوره من الناحية السياسية أمام مجلس المن بناء على طلب من امريكا وبريطانيا ‪ .‬واعتبر‬
‫القاضي بجاوي أن ليبيا محقة تماما في رفع النزاع المتعلق بالتسليم الى المحكمة بهدف تسويته قضائيا كما هو الحال بالنسبة للملكة المتحدة والوليات المتحدة‬
‫المحقتين تماما في رفع النزاع المتعلق بالمسؤولية الدولية الواقعة على ليبيا امام مجلس المن بهدف تسويته سياسيا ‪ ،‬وتتلخص الحالة بنظر القاضي بجاوي على‬
‫النحو التالي ‪:‬فهو من ناحية يرى أن الحقوق التي تدعيها ليبيا لها أساس ظاهريا ‪ ،‬ويرى من ناحية أخرى ان جميع الشروط التي تطبقها المحكمة عادة لتقرير تدابير‬
‫مؤقتة مستوفاة في هذه القضية على نحو يكفل المحافظة على هذه الحقوق وفقا للمادة ‪ 41‬من النظام الساسي للمحكمة ‪.‬‬
‫وعلى هذه النقطة بالذات ‪ ،‬أبدى القاضي بجاوي تحفظاته فيما يتعلق بالمرين الصادرين عن المحكمة ‪ .‬ولكن تجدر الشارة أيضا الى ان قرار مجلس المن ‪-748‬‬
‫‪ 1992‬قضى نهائيا على حقوق ليبيا دون ان تتمكن المحكمة ان تقرر من تلقاء نفسها في هذه المرحلة المتعلقة بالتدابير المؤقتة ‪ ،‬أو أن تجري بعبارة اخرى فحصا‬
‫أوليا من حيث الظاهر ‪ ،‬وقبل الوان للصلحية الدستورية لذلك القرار من الناحية الموضوعية مما ادى الى انتفاع القرار من افتراض صلحيته الدستورية مسبقا ومن‬
‫وجوب اعتباره للوهلة الولى قرارا قانونيا ملزما ‪ .‬ولهذه فهو يتفق مع المحكمة حول هذه النقطة الثانية‬
‫لذا فان الحالة بالشكل الذي وصفت فيه ‪ ،‬أي أن الحقوق التي تستحق الحماية عن طريق تقرير تدابير مؤقتة أبطلت ‪ ،‬بالرغم من ذلك على الفور تقريبا بقرار صادر‬
‫من مجلس المن يستحق النظر اليه ظاهريا كقرار ملزم ‪ ،‬هي حالة لتقع تماما في اطار حدود المادة ‪ 103‬من الميثاق ‪ ،‬بل تتعدى نطاقها الى حد ما ‪.‬‬
‫وفي ظل هذا الغموض ‪ ،‬من الواضح أن المحكمة لم يكن في مستطاعها ال الحاطة علما بهذه الحالة والحكم في هذه المرحلة من الجراءات القانونية بأن "نزاعا " من‬
‫هذا القبيل خاضعا لحكام المادة ‪ 103‬من الميثاق قد أسفر عمليا عن ابطال مفعول أي تقرير بالتدابير المؤقتة ‪ .‬غير أن أجزاء المنطوق من المرين الصادرين عن‬
‫المحكمة بقيت على عتبة العملية بأسرها لن المحكمة تذكر فيها أن ملبسات القضية ليست على نحو يستدعي أن تمارس سلطاتها بتقرير تدابير مؤقته ‪ .‬والشرط‬
‫الذي وضعهه القاضي بجاوي هو أن هناك في القضية الحالية ما يبرر الممارسة الفعلية لهذه الصلحية ‪ ،‬لكنه أبدى كذلك تعليقا مفاده ان القرار ‪ 1992-748‬قدأبطل‬
‫الثار الناجمة عن تلك الممارسة ‪ ،‬واستنادا الى ذلك توصل القاضي بجاوي بصورة ملموسة الى نفس النتيجة التي توصلت اليها المحكمة ولكن عن طريق مختلف‬
‫كليا ‪ ،‬وان كان متضمنا الغموض الهام المشار اليه أيضا أن آثار ه قد زالت ‪ .‬وبناء على ما تقدم رأى القاضي بجاوي انه لم يكن في استطاعة المحكمة تجنب تقرير‬
‫تدابير مؤقتة على أساس ملبسات القضية المعروضة عليها حتى برغم من بطلن آثار حكم من هذا القبيل نتيجة للقرار ‪ . 1992- 748‬وتجدر الشارة أيضا انه أمر‬
‫ليشاطرهم به شخصيا ‪ ،‬حول ما اذا كان في استطاعة المحكمة أن تستخدم صلحيتها لتقرير من تلقاء نفسها أي تدابير مؤقته تراها أكثر ملءمة من التدابير التي‬
‫تلتمسها الدولة مقدمة الطلب ذاتها ‪ .‬وبناء عليه ‪ ،‬كان في استطاعة المحكمة ان تقرر اتخاذ تدابير مؤقتة في شكل نصيحة مصاغة بعبارة عامة للغاية موجهة الى جميع‬
‫الطراف بعدم مفاقمة النزاع أو توسيع نطاقه ‪ .‬وهكذا ‪ ،‬ومع افتراض ان المحكمة كانت محقة في قولها في هذه الحالة بعدم وجود هذا الشرط او ذاك من الشروط‬
‫المسبقة اللزمة لتقرير تدابير محددة معينة فانه كان في حوزتها ما ل يقل عن وسيلة واحدة وهي اعتماد تدابير متميزة عامة بشكل نداء موجه الى الطراف بعدم‬
‫مفاقمة النزاع او توسيع نطاقه او توجيه نصيحة اليهم بالجتماع معا بهدف تسوية النزاع وديا ‪ ،‬اما بصورة مباشرة او عن طريق المانة العامة للمم المتحدة ‪ ،‬او‬
‫عن طريق الجامعة العربية بعملها هذا تتماشى مع الممارسة الراسخة المتبعة في الوقت الحاضر ‪ .‬وعلوة على ذلك ‪ ،‬وفي ضوء الخطوة الملبسات الخطيرة التي‬
‫تحيط بهذه القضية ‪ ،‬ألم يكن تقرير تدبير مؤقت من هذا الطابع ليمثل طريقة لبقة لكسر الجمود الناشىء في التعرض القائم بين التدابير المؤقتة الكثر تحديدا‬
‫التي كان يتعين على المحكمة أن تأمر بها لتلبية رغبات الدولة مقدمة الطلب ‪ ،‬ومن ناحية وبين قرار مجلس المن ‪ 1992 – 748‬الذي كان سيبطل على أي حال من‬
‫ناحية اخرى الثار الناشئة عن امر من هذا النوع ؟ نعم كان يمكن أن يكون أيضا طريقة مفيدة حقيقية للجميع وتلبيى مصالح كل منها عن طريق المساعدة في‬
‫تسوية النزاع من خلل الطرق التي يبدو من المرجح انها ستستخدم ‪.‬‬
‫ولهذا أعرب القاضي بجاوي عن أسفه لعدم قدرة المحكمة على تقرير التدابير المؤقتة المحددة من النوع الذي تلتمسه الدول مقدمة الطلب ولعدم قيامها بالمثل من‬
‫تلقاء نفسها بتقرير تدابير عامة وفي طريقة كانت ستمكنها من السهام من جانبها بصورة ايجابية في تسوية النزاع ‪ .‬وهذا مايفسر ‪ ،‬في التحليل النهائي ‪ ،‬عدم‬
‫استطاعته ال التصويت ضد المرين الصادرين عن المحكمة ‪.‬‬
‫الرأي المخالف للقاضي ويرمانتري‬
‫أعرب القاضي المذكور في رأيه المخالف عن قناعته ان الملبسات التي احتج بها المدعي العام توفر ‪ ،‬لول وهلة ‪ ،‬فيما يبدو أساسا لولية المحكمة ‪.‬‬
‫ويوجه هذا الرأي النتباه الى الطابع الفريد الذي تتميز به القضية الحالية من حيث كونها تمثل المرة الولى التي تعرض فيها الطراف المتصارعة نفس النزاع على‬
‫المحكمة الدولية ومجلس المن معا ‪ .‬وهذا يثير أسئلة جديدة تستلزم البحث في ضوء الصلحيات التي يتمتع بها كل من المجلس والمحكمة بموجب ميثاق المم‬
‫المتحدة وفي ضوء علقة كل منهما بالخر ‪.‬‬
‫وبعد امعان النظر في المواد ذات الصلة من الميثاق والعمال التحضيرية للمادتين ‪ 24/2‬و ‪ 1‬على وجه الخصوص ‪ ،‬استنتج القاضي في رأيه المخالف أنه ليس هناك‬
‫مايمنع المحكمة من النظر في المسائل التي نظر فيها المجلس بموجب الفصل السادس من الميثاق ‪ ،‬وعلوة على ذلك ‪ ،‬فانه يتعين على مجلس المن لدى القيام‬
‫بواجباته التصرف وفقا لمبادىء القانون الدولي ‪.‬‬
‫والمحكمة هي هيئة نظيرة لمجلس المن ومساوية له في الهمية وهي تدرس في مجال اختصاصها الصحيح في الفصل في المنازعات مسائل القانون الدولي وتبت بها‬
‫وفقا للمبادىء القانونية والساليب القضائية ‪ ،‬وفيما يتعلق بالمسائل المعروضة عليها على الوجه الملئم تتمثل وظيفة المحكمة في اتخاذ القرارات القضائية وفقا‬
‫للقانون ولن يحرفها عن هذا السبيل نظر مجلس المن في نفس المسألة ‪ .‬غير ان القرارات التي يتخذها مجلس المن بموجب الفصل السابع من الميثاق تعتبر ظاهريا‬
‫ملزمة لجمسع الدول العضاء في المم المتحدة ول تكون موضوع دراسة من قبل المحكمة ‪ .‬واستنتج القاضي ويرامانتري أن القرار ‪ 1992 / 731‬ليزيد عن كونه‬
‫مجرد توصية وهو بالتالي غير ملزم ولكن القرار ‪ 1992 / 748‬يعتبر للوهلة الولى ملزما ‪ .‬واختتم القاضي رأيه بالقول انه كان بامكان المحكمة أن تقرر تدابير‬
‫مؤقته على نحو ليتعارض مع أحكام القرار ‪ 748‬وان تقرر من تلقاء نفسها تدابير ضد الطرفين على السواء مما يحول دون مفاقمة النزاع او توسيع نطاقه وهو‬
‫احتمال يمكن ان ينشأ عن استعمال القوة من قبل احد الطرفين أو كليهما والى المواد ‪ 75 ، 74 ،73‬من لئحة المحكمة ‪.‬‬
‫الرأي المخالف للقاضي رانجيفا ‪:‬‬
‫أعرب القاضي رانجيفا في رأيه المخالف عن قناعته بأن النزاع الحالي يتخطى اطار العلقات بين اطراف النزاع ويتعلق بحق جميع الدول الملتزمة باتفاقية‬
‫مونتريال ‪ ،‬وفي ضوء حق الختيار الذي يتمتع بع المدعي وفقا لمبدأاما التسليم او المحاكمة ‪ ،‬هناك مايبرر طلبه الى المحكمة أان تقرر تدابير مؤقته وهذا الحق لم‬
‫يكن قابل للجدل حتى تاريخ اتخاذ القرار ‪ 748‬وقد منع تغير الملبسات الجذري الذي حدث بعد تقديم الطلب والذي لم يرافقه أي تغيير في ملبسات وقائع القضية ‪،‬‬
‫مع المحكمة من ممارسة وظيفتها القانونية الى الحد الكامل الذي تسمح به صلحيتاها ‪.‬‬
‫ولكن القاضي المذكور رأى خلفا لرأي أغلبية أعضاء المحكمة وبعد مراعاة التطور الحاصل في الجتهادات المتصلة بتطبيق المادة ‪ 41‬من النظام الساسي والمادة‬
‫‪ 75‬من لئحة المحكمة فضل عن صلحية المحكمة بان تقوم من تلقاء نفسها بتوجيه نداء الى الطراف فيما يتعلق بتقرير تدابير مؤقتة ')القضية المتعلقة بالمرور‬
‫عبر الحزام الكبير فلندا ضد الدانمرك ( يرى أن التدابير التي التي تضم في جملة امور توجيه نداء الى الطراف تحضهم فيه على انتهاج سلوك معين من شأنها أن‬
‫تمنع مفاقمة النزاع او توسيع نطاقه ‪ .‬وقد سبق للمحكمة أن اتخذت هذا الموقف في قضية النشطة العسكرية وشبه العسكرية في نيكاراغوا وضدها وقضية نزاع‬
‫الحدود ‪.‬ورأى القاضي رانيفا أن البعاد الجديدة للمشكلة تعني أن المحكمة لم تكن قادرة على تقييد نفسها باتباع نهج سلبي في معالجة وظيفتها القانونية التي تقع ‪،‬‬
‫من ناحية دينامية ‪،‬ضمن نطاق التزامها الساسي المبين في الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 1‬من ميثاق المم المتحدة وهو صون السلم في سياق القيام بدورها ‪.‬‬
‫الرأي المخالف للقاضي اجيول‬
‫اعرب القاضي اجيول في رأيه المخالف عن أسفه لمتناع المحكمة بقرار صادر باغلبية اعضائها ‪ ،‬عن تقرير تدابير مؤقتة بالرغم من أن ليبيا أثبتت بما فيه الكفاية‬
‫وجود مايبرر قيامها بذلك بموجب الحكام النافذة من النظام الساسي للمحكمة ومن لئحتها ‪ ،‬واعرب عن اعتقاده القوي ان المحكمة حتى وان استنتجت انه ينبغي‬
‫المتناع عن اتخاذ تدابير من هذا القبيل بسبب الثر الممكن لقرار مجلس ‪ 1992 / 748‬فان القرار المذكور لم يضع أمام المحكمة ما يمنعها من أن تدخل في‬
‫أوامرها مسائل خارجية بكل وضوح عن موضوع القرار ول تتعارض معه بكل تاكيد ‪.‬ومضى مؤكدا ان صلحيات المحكمة ‪ ،‬ولسيما الصلحيات التي تتمتع بها‬
‫بموجب بموجب المادة ‪ 75‬من لئحتها المتعلقة بتقرير تدابير مؤقته من تلقاء نفسها وبصورة مستقلة تماما عن طلب المدعي بهدف كفالة السلم والمن بين الدول‬
‫وبين اطراف القضية بوجه خاص ‪ .‬ولهذا كان عليها ان تقرر خلل النظر في الدعوى اتخاذ تدابير مؤقته استنادا الى المادة ‪ 41‬من النظام الساسي والمواد ‪ 73‬و ‪ 74‬و‬
‫‪ 75‬من لئحة المحكمة بهدف منع مفاقمة النزاع أو توسيع نطاقه مما قد يؤدي الى استخدام القوة من قبل أحد الطرفين او كلهما‬
‫رأي مخالف للقاضي الكشيري ‪:‬‬
‫ركز القاضي الكشيري في رأيه المخالف بصورة رئيسية على السباب القانونية التي دفعته الى الول بان الفقرة ‪ 1‬من قرار مجلس المن ‪ 1992 / 748‬لينبغي ان‬
‫يكون لها أي أثر قانوني على ولية المحكمة حتى من حيث الظاهر ‪ ،‬وبناء عليه يتعين تقييم الطلب الليبي بتقرير تدابير مؤقته على نحو يتماشى مع النمط المعتاد‬
‫الذي يتحلى بالجتهاد الثابت للمحكمة وفي ضوء القواعد التي استند اليها في القضايا الخيرة توصل الى نتيجة مفادها انه ينبغي للمحكمة ان تقرر من تلقاء نفسها‬
‫اتخاذ تدابير مؤقتة مفادها ‪:‬‬
‫انتظارا لتخاذ قرار نهائي من قبل المحكمة بوضع المتهمان اللذان وردت اسماؤهم في الدعوى الحالية تحت حراسة سلطات حكومية في دولة اخرى بامكانها أن توفر‬
‫في نهاية المطاف مكانا مناسبا متفقا عليه بصورة متبادلة لمحاكمتهم‬
‫علوة على ذلك بامكان المحكمة ان تقرر بان يكفل الطرفان كلهما عدم اتخاذ أي اجراء عن أي نوع قد يؤدي الى مفاقمة النزاع المعروض على المحكمة او توسيع‬
‫نطاقه او من المرجح ان يعيق اقامة العدل على النحو الملئم ‪.‬‬
‫العلقة بين مجلس المن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية‬
‫إن الدول الطراف في مؤتمر روما للقانون الدولي الجنائي ‪ ،‬والتي قررت أقامة محكمة جنائية دولية ‪ ،‬قد عقدت العزم من أجل بلوغ هذه الغايات ‪ ،‬ولصالح‬
‫الجيال الحالية والمقبلة ‪ ،‬على إنشاء محكمة جنائية دائمة مستقلة ‪ ،‬ذات علقة بمنظومة المم المتحدة ‪ ،‬ومنها مجلس المن الدولي ‪.‬‬
‫ونصت المادة الثانية من النظام الساسي على تنظم العلقة بين المحكمة والمم المتحدة بموجب اتفاق تعتمده جمعية الدول الطراف في هذا النظام الساسي ‪ ،‬ويبرمه‬
‫بعد ذلك رئيس المحكمة الدولية نيابة عنها‬
‫وقررت المادة ‪ 13‬ممارسة الختصاص ‪:‬‬
‫للمحكمة أن تمارس اختصاصاتها فيما يتعلق بجريمة مشار إليها في المادة ‪ – 5 -‬وفقا لحكام هذا النظام الساسي في الحوال التالية‪:‬‬
‫أ – إذا أحالت دولة‪.......‬‬
‫ب – إذا أحال مجلس المن متصرفا بموجب الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة ‪ ،‬حالة إلى المدعي العام يبدوان فيها جريمة أو أكثر من هذه الجرائم قد ارتكبت‬
‫وتشير المادة ‪ 15‬أن المدعي العام بالتماس المعلومات من أجهزة المم المتحدة‬
‫وتشير المادة ‪ 16‬إرجاء التحقيق أو المقاضاة ‪ :‬ليجوز البدء أو المضي في تحقيق أو مقاضاة بموجب هذا النظام الساسي لمدة اثني عشر شهرا بناء على طلب من‬
‫مجلس المن إلى المحكمة بهذا المعنى يتضمنه قرار يصدر عن المجلس بموجب الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة ويجوز للمجلس تجديد هذا الطلب بالشروط‬
‫ذاتها ‪.‬‬
‫وتشير المادة ‪ 53‬إلى الشروع في التحقيق ‪ ،‬ولدى اتخاذ قرار الشروع في التحقيق ينظر المدعي العام في ‪:‬‬
‫ب‪ -‬ج‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ – 2‬إذا تبين للمدعي العام بناء على تحقيق انه ليوجد أساس كاف للمقاضاة ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أ – لنه ليوجد أساس قانوني ‪.‬‬
‫ب –لن القضية غير مقبولة‬
‫ج – لنه رأى بعد مراعاة جميع الظروف ‪ ،‬بما فيها مدى خطورة الجريمة ومصالح المجني عليهم ‪ ،‬وسن أو اعتلل الشخص المنسوب اليه الجريمة او دوره في‬
‫الجريمة المدعاة أن المقاضاة لن تخدم مصالح العدالة وجب عليه أن يبلغ دائرة ماقبل المحاكمة والدولة المقدمة للحالة بموجب المادة ‪ 14‬أو مجلس المن في‬
‫الحالت التي تندرج في اطار الفقرة ب من المادة ‪ 13‬بالنتيجة التي انتهى اليها والسباب التي ترتبت عليها هذه النتيجة ‪.‬‬
‫‪ – 3‬بناء على طلب الدولة القائمة بالحالة بموجب المادة ‪ 14‬أو طلب مجلس المن بموجب الفقرة ب – من المادة ‪ 13‬يجوز لدائرة ماقبل المحاكمة مراجعة قرار‬
‫المدعي العام بموجب الفقرة ‪-1‬او ‪ – 2‬بعدم مباشرة اجراء ولها ان تطلب من المدعي العام اعادة النظر في ذلك القرار ‪.‬‬
‫وفي المادة ‪ 87‬حول طلبات التعاون بين الدول ال طراف ‪ ،‬وفي حالة عدم امتثال دولة طرف لطلب تعاون مقدم من المحكمة بما يتنافى واحكام هذا النظام الساسي ‪،‬‬
‫ويحول دون ممارسة المحكمة وظائفها وسلطاتها بموجب هذا النظام ‪ ،‬يجوز للمحكمة ان تتخذ قرار بهذا المعنى وان تحيل المسألة الى جمعية الدول الطراف او الى‬
‫مجلس المن اذا كان مجلس المن قد احال المسالة الى المحكمة ‪.‬‬
‫الحالة من قبل مجلس المن ‪:‬‬
‫أعطت المادة ‪/ 13‬ب من النظام الساسي لمجلس المن سلطة احالة قضية الى المدعي العام للمحكمة الجنائية ‪ ،‬وذلك اذا تبين للمجلس ان هناك جريمة أو أكثر من‬
‫الجرائم الداخلة في اختصاصه قد ارتكبت ‪ ،‬وتجد سلطة مجلس المن – طبقا لهذه الفقرة – أساسها فيما يتمتع به من سلطات طبقا للفصل السابع من ميثاق المم‬
‫المتحدة‬
‫ويستخلص من ذلك أنه اذا رأى مجلس المن أن ارتكاب جريمة أو أكثر من تلك الداخلة باختصاص المحكمة ‪ ،‬من شانه تهديد السلم والمن الدوليين ‪ ،‬يكون له‬
‫الضطلع بمسئولياته واحالة القضية الى المدعي العام للمحكمة ‪ ،‬اذا رأى أن من شأن اتخاذ هذا الجراء ‪ ،‬المساهمة في حفظ السلم والمن الدوليين واعادتهما الى‬
‫نصابهما ‪ .‬فاذا كان مجلس المن ‪ -‬مستندا الى سلطاته طبقا للفصل السابع – قد أنشأ محاكم جنائية خاصة في كل من يوغسلفيا السابقة ورواندا ‪ ،‬طالما رأى أن‬
‫انشاء مثل هذه المحاكم يعد أحد التدابير اللزمة لحفظ السلم والمن الدوليين ‪ ،‬فان القائمين على وضع النظام الساسي للمحكمة الجنائية قد أعطوا لمجلس المن‬
‫سلطة احالة قضية أو حالة ما الى المدعي العام ‪ ،‬اذا تبين له أن من شان هذه القضية أو تلك الحالة أن تهدد السلم والمن الدوليين ‪ .‬وبذلك فان عمل مجلس المن في‬
‫هذا الطار يجد أساسه القانوني في نصوص ميثاق المم المتحدة وأيضا نص المادة ) ‪ ( 13‬من النظام الساسي لمحكمة روما ‪.‬‬
‫ورغم ما يمكن أن يمثله اعطاء مجلس المن هذه السلطة من مساهمة في حفظ السلم والمن الدوليين واستتباهما ‪ ،‬ال أنه يشكل – بل شك – توسعا في‬
‫السطات الممنوحة لمجلس المن بموجب الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة‬
‫اضافة الى ذلك فان اضطلع مجلس المن بهذه السلطة ‪ ،‬يمكن أن تتحكم فيه الظروف السياسية ‪ ،‬فقرار مجلس المن بهذه السلطة ‪ ،‬يمكن أن تتحكم فيه‬
‫الظروف السياسية ‪ ،‬فقرار مجلس المن بخصوص احالة معينة الى المحكمة الجنائية يعتبر من المسائل الموضوعية ‪ ،‬وبالتالي لبد أن يحصل قرار مجلس المن‬
‫بالحالة على موافقة ‪ 9‬أعضاء من أعضاء المجلس يكون من بينهم أصوات العضاء الدائمين في المجلس ‪ ،‬ومن هنا فان اضطلع المجلس بهذه السلطة سيتوقف من‬
‫الناحية العملية على مدى تعاون ومؤازرة الدول العضاء الدائمة في مجلس المن والتي تعارض – أساسا قيام محكمة جنائية دولية ‪ ،‬والتي ليمكنها أيضا أن تحول دون‬
‫اضطلع المجلس بهذه المهمة كلما كان ذلك في غير صالحها أو صالحج الدول الموالية لهاحيث أنه يستطيع المجلس أن يحيل حالة من تلك الداخلة في اختصاص‬
‫المحكمة الجنائية الى المدعي العام اذا كانت هذه الحالة قد اتهم بها أحد رعايا احدى الدول العضاء الدائمين في مجلس المن او بخصوص الجرائم التي ارتكبت على‬
‫اقليمها ‪ ،‬في حين أن هذا الوضع المتميز سيكون غير متوفرا بالنسبة للدول الخرى ‪ ،‬حتى ولولم يكونوا أطرافا في النظام الساسي ولم يقبلوا اختصاص المحكمة ‪،‬‬
‫حيث يكون لمجلس المن في هذه الحالة الخيرة ايضا احالة أي حالة متعلقة بجريمة مرتكبة من مواطني هذه الدول او مرتكبة على اقليمها الى المحكمة ‪ ،‬ال اذا‬
‫اتخذت بالطبع هذه الدول الجراءات اللزمة للتحقيق ومحاكمة مرتكبي الجرائم والشيء المؤسف له ‪ .‬ان عمل مجلس المن في هذا الخصوص يكون محكوما بمبدأ‬
‫الختصاص التكميلي للمحكمة الجنائية ‪ ،‬بمعنى أن مجاس المن عندما يكون بصدد احالة حالة من تلك الداخلة في اختصاص المحكمة ‪ ،‬عليه أن يضع في اعتباره رغبة‬
‫الدولة المعنية وقدرتها على مساء لة مرتكبي هذه الجرائم ‪.‬‬
‫فاذا لم ياخذ المجلس ذلك في اعتباره يمكن ان يواجه بعدم قبول هذه الحالة من قبل المحكمة الجنائية ‪ ،‬طبقا لنص المادة ' ‪ 17‬من النظام الساسي لمحكمة‬
‫روما '‪ .‬فالمور المتعلقة بقبول الدعوى امام المحكمة الجنائية ‪ ،‬يجب مراعاتها ‪ ،‬سواء في حالة الحالة اليها من قبل احدى الدول العضاء طبقا لنص المادة ‪– 13‬‬
‫أ – أو من قبل مجلس المن طبقا لنص المادة ‪13‬‬
‫ب‪ -‬من النظام الساسي لروما ‪.‬‬
‫نخلص من ذلك الى أن مجلس المن يمكنه أن يحيل حالة ما الى المحكمة الجنائية لنظرها ‪ ،‬اذا كان من شأن استمرار هذه الحالة تهديد السلم والمن الدوليين ‪،‬‬
‫وكان من شأن هذه الحالة المساهمة في حفظهما والعمل على اعادتهما الى نصابهما ‪ ،‬وان كان على المجلس ‪ ،‬وهو بصدد ممارسته لهذه الوظيفة ‪ ،‬أن يراعي القواعد‬
‫المتعلقة بأولوية الختصاص القضائي الوطني على الختصاص الدولي للمحكمة الجنائية ‪ ،‬أو ما يعرف بمبدأ الختصاص التكميلي ‪ ،‬كما سبق توضيحه ‪.‬‬
‫ولكن اذا كانت المادة ‪ 13‬من النظام الساسي قد خولت مجلس المن سلطة ذات طبيعة ايجابية متمثلة في احالة ما الى المدعي العام للمحكمة على نحو ما أشرنا فان‬
‫المادة ‪ 16‬من هذا النظام قد خولت هي الخرى مجلس المن سلطة أخرى أكثر خطورة وهي سلطة ذات طبيعة سلبية ‪ ،‬يكون لهذا الجهاز وبموجبها امكانية وقف أو‬
‫عرقلة عمل المحكمة بخصوص بدء التحقيق او المحاكمة أو المضي فيهما لمدة اثنى عشر شهرا قابلة للتجديد ‪ ،‬وذلك بموجب قرار يصدره المجلس ‪ ،‬استنادا‬
‫للسلطات المخولة له بموجب الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة ‪.‬‬
‫وبذلك يدخل في سلطة مجلس المن أن يطلب من المحكمة عدم البدء أو المضي قدما في التحقيقات او المحاكمة لمدة اثني عشر شهرا ‪ ،‬مع امكانية تجديد‬
‫الطلب مرة اخرى ‪ ،‬اذا كان يرى ان مثل هذا الجراء تقتضيه ضرورات حفظ السلم والمن الدوليين واعادتهما الى نصابهما وحسن سير العدالة الجنائية ‪.‬‬
‫ومما لشك فيه ان ضرورات حفظ السلم والمن الدوليين واعادتهما الى نصابهما قد تقضي في بعض الحيان تأخير أو تأجيل الجراءات المتعلقة بتحقيق العدالة‬
‫الجنائية ‪ ،‬ولكنها ليمكن أن تحل محلها أو تستبعدها نهائيا ‪.‬‬
‫وقرار مجلس المن الصادر بموجب نص المادة ‪ – 16‬هو قرار بخصوص مسألة موضوعية يلزم أن يحرز على موافقة تسعة أعضاء يكون من بينهم أصوات‬
‫الخمسة الدائمين مجتمعين ‪ ،‬وبذلك يمكننا القول‪ :‬أن عمل المحكمة الجنائية الدولية يكون تابعا في بعض الحالت لرادة مجلس المن وبالتحديد لرادة الدول‬
‫الدائمة العضوية في المجلس ‪ ،‬بالشكل الذي يؤثر بل شك على عمل المحكمة وتحقيقها للهداف التي أنشئت من أجلها ‪ ،‬وذلك اذا كان للعتبارات السياسية دورها في‬
‫اضطلع مجلس المن بالسلطات الممنوحة له بموجب المادتين ‪13‬و ‪ 16‬من النظام الساسي‬
‫المرجع وبتصرف ‪ :‬د عادل عبد ال المسدي ‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة سنة ‪ 2002‬ص ‪228-223‬‬
‫حق الدفاع الشرعي أمام المحكمة الجنائية الدولية‬
‫الدفاع الشرعي حسب المادة ‪ 51‬من الميثاق ‪ ،‬في هذه المادة تحتكر الهيئة الدولية حق استعمال القوة المسلحة ‪ ،‬وأعطى الميثاق للدول حق ممارسة الدفاع شريطة‬
‫ابلغ المجلس فورا عن التدابير المتخذه ‪ ،‬وهو حق مؤقت ومرهون بتدخل مجلس المن‬
‫وتبدو المادة متممة للمادة ‪ 24‬من الميثاق ‪.‬‬
‫وعادة فان هذا الحق يستعمل عند وقوع عدوان‪ ،‬فهل العمال العسكرية من تحضير وحشد عدوان‪ ،‬وهل يجوز استعمال الحرب الوقائية‪.‬‬
‫يرى كلسن ‪ ،‬ان الهجوم المسلح فقط ‪ ،‬الذي يعتبر عدوان ‪ ،‬والمسلح وشيك الوقوع ليبرر حق الدفاع الشرعي ‪.‬‬
‫تعريف العدوان ‪ :‬كثرت مشاريع تعريف العدوان ‪ ،‬غير اننا لنعتد سوى بقرار الجمعية العامة ‪3314‬عام ‪ .1974‬ويشترط لوقع العدوان الشروط التالية ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عدوان مسلح غير مشروع ‪ ،‬وقد يكون عدوان عسكري ‪ ،‬أو عدوان اقتصادي ‪ ،‬وقد يكون تقني عن طريق النترنيت واختراق المعلومات والتلعب في الحسابات‬
‫وسرقة السرار العسكرية‬
‫الثاني ‪ :‬أن يكون العدوان المسلح حال ومباشرا ‪ ،:‬ومن هنا فان العدوان المحتمل ليعتبر عدوان ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن يرد العدوان المسلح على الدولة وأملكها ‪ ،‬في حدودها القليمية البرية ‪ ،‬والبحر القليمي ‪ ،‬وأن يمس الحقوق الجوهرية ‪ ،‬وهي سلمة القليم ‪ ،‬الستقلل‬
‫السياسي ‪ ،‬حق تقرير المصير ‪ ،‬فالجزائر التي استخدمت القوة المسلحة ضد فرنسا استعمال لحق الدفاع الشرعي سعيا للحصول على الستقلل ‪ .‬و التي تكافح من أجل‬
‫الستقلل كالشعب الفلسطيني والعراقي ‪ ،‬تجسيدا لحق الدفاع الشرعي‬
‫شروط فعل الدفاع الشرعي ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬لزوم أفعال الدفاع وينطوي على العناصر التالية ‪:‬‬
‫العنصر الول ‪ ،‬بان تكون أفعال العنف او الدفاع هي الوسيلة الوحيدة لدرء العدوان المسلح وليس لدى الدولة وسيلة أخرى ‪.‬‬
‫العنصر الثاني ‪ :‬أن توجه افعال الدفاع ضد مصدر الخطر ‪ ،‬الى الدولة وأجهزتها‬
‫ثانيا ‪ :‬تناسب أفعال الدفاع ‪ ،‬فاذا كان العدوان محدود النطاق ‪ ،‬فل يكون حق الدفاع الشرعي حربا شاملة ‪ ،‬ول يكون تدمير أسطول امريكي باستعمال أسلحة نووية‬
‫ومجلس المن الدولي هو الجهة الوحيدة التي تقرر حق الدفاع الشرعي ‪.‬‬
‫الدفاع الشرعي في المحكمة الجنائية الدولية ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 31‬في الفقرة ‪/1‬ج –تحت عنوان امتناع المسئولية الدولية على أساس حق الدفاع الشرعي ‪.‬‬
‫لقد تبنى نظام المحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬النظرية الفردية في حق الدفاع الشرعي بمعنى ان الفرد يحق له استخدام الدفاع الشرعي في دفع الجريمة الدولية التي تقع‬
‫عليه بصفته فردا من مجموعة أو شعب أو جماعة أو أقلية ومنها ‪ ،‬جريمة ابادة الجنس البشري ‪ ،‬وجرائم الحرب ‪ ،‬ولم يعط ميثاق روما حقا للدول مثل المادة ‪.51‬‬
‫وذلك لسببين ‪ ،‬الول ‪ :‬ان المعول عليه في نص القانون الجنائي الدولي ‪ ،‬وما استقر عليه العرف الدولي ‪ ،‬والمواثيق الدولية ‪ ،‬هو اعمال المسئولية الجنائية الدولية‬
‫للفرد ‪ ،‬باعتباره من أشخاص القانون الدولي يتحمل التزاماته التي يقررها القانون الدولي‬
‫الثاني ‪ :‬أنه حتى في حالة ما ان كانت أفعال العتداء واقعة على الدولة ضمن حرب شاملة ‪ ،‬فان الفرد ذاته ‪ -‬بصفته الشخص الطبيعي ‪-‬هو الذي سيتولى رد ذلك‬
‫العتداء ‪ ،‬وليس الدولة ن بصفتها شخص معنوي ‪ ،‬ولذلك يمكن القول أن الفرد ينوب عن دولته في استعمال حق الدفاع الشرعي ‪ ،‬وهنا يبدو التكامل ل التناقض بين‬
‫المادتين في الميثاق ‪ ،‬وفي نظام روما ‪.‬‬
‫ان ما تقرره محكمة روما هو مااخذ به العرف الدولي ‪ ،‬لذا يحق لسير ان يدافع عن نفسه ‪ .‬وتقول المادة ‪ 51‬أنه يحق للدولة المعتدى عليها ان تدافع عن‬
‫نفسها ‪.‬‬
‫وكذا يحق للشخص استعمال حق الدفاع الشرعي في حالة وقوع عدوان على املكه وأموال الغير ن شريطة أن تكون أفعال العتداء تشكل جريمة دولية مما ورد في‬
‫ميثاق روما ‪ ،‬وأن تكون هذه الموال لزمة لبقائه على قيد الحياة ‪ ،‬وهو مادحث لللف في معسكرات العتقال ‪ ،‬غير انه يحق له تدمير ممتلكات العدو التي ستستعمل‬
‫ضده ‪ ،‬وبالتالي حرمانه من ادوات العدوان ‪،‬‬
‫وقد اشترط المشرع في نظام روما ان تكون أفعال الدفاع ضد استخدام وشيك وغير مشروع للقوة‬
‫ويجوز استحدام الدفاع الشرعي ضد فعل العتداء غير المشروع الذي وقع ولم ينته‪.‬مثل الغتصاب وتناوب العتداء وتعذيب السير ‪ ،‬والدفاع بهدف منع المعتدى من‬
‫استمرار عدوانه وبالتالي تفاقم جسامة الضرار المتولدة عن هذا العتداء ‪.‬‬
‫ويذهب نظام روما الى العتداء الوشيك او استخدام للقوة وشيك وهو خلف للمادة ‪ ، 51‬واشترط المشرع ان يكون استخدام القوة الوشيك غير مشروع ‪ ،‬أي عدم‬
‫مشروعية العدوان ‪ ،‬ويشترط كذلك في نظام روما التناسب ما بين العدوان الذي لزال مستمرا او على وشوك الوقوع ‪ ،‬وما بين فعل الدفاع ضد العدوان بطريقة‬
‫تتناسب مع درجة الخطر الذي يهدد هذا الشخص الخر او الممتلكات المقصود حمايتها )كما نصت فقرة ‪/1‬من المادة ‪.( 31‬‬
‫ومقدار التناسب يتعلق بمقدار الدفاع ‪ .‬ويقصد به أن يكون استخدام القوة في فعل الدغاع متناسبا مع العدوان ‪ .‬وفي القانون الدولي الجنائي تطبق نفس معيار جسامة‬
‫الفعل الذي لجأت اليه الدولة او الشخص في سبيل رد العدوان ‪.‬‬
‫غير ان حالة الشتراك في عملية دفاعية تقوم بها قوات ليشكل في حد ذاته سببا لمتناع المسئولية الجنائية فقرة أ‪/‬ج مادة ‪( 31‬‬
‫ان استعمال حق الدفاع الشرعي محكوم بتوافر جريمة من الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة المذكورة مثل البادة ‪ ،‬والجرائم ضد النسانية ‪ ،‬وجرائم الحرب‬
‫وخلف ذلك ليعتبر استعمال حق الدفاع الشرعي ‪ ،‬مثل الرهاب والقرصنة وخطف الطائرات ‪ ،‬أما في الجرائم المنظمة وهي كثيرة التجار في المخدرات وغسيل‬
‫الموال وفي حالة توافر شرط العدوان المسلح فيحق للدولة استخدام حق الدفاع الشرعي ‪.‬‬

‫المنظمات أو الوكالت الدولية المتخصصة‬


‫هي هيئات تنشأ عن اتحاد ارادات الدول ‪ ،‬وتعمل على دعم التعاون الدولي في مجال متخصص من المجالت القتصادية او الجتماعية او الثقافية او الفنية أو تتولى‬
‫تنظيم اداء خدمات دولية ‪ ،‬تمس المصالح المشتركة للدول العضاء‬
‫وقد عرفت المادة ‪1/ 57‬من ميثاق المم المتحدة بانها هي التي تنشا بمقتضى اتفاق بين الحكومات والتي تضطلع بمقتضى نظمها الساسية بتبعات دولية واسعة في‬
‫القتصاد والجتماع والثقافة والتعليم والصحة ‪ ،‬وما يتصل بذلك من الشئون ‪ ،‬يوصل بينها وبين المم المتحدة وفقا لحكام المادة ‪. 63‬وهكذا يتبين انها تنشأ بمقتضى‬
‫اتفاق حكومي ‪ ،‬وأنها تقوم بتبعات دولية واسعة في الميادين غير السياسية ‪ ،‬وان يتم الوصل بينها وبين المم المتحدة بواسطة اتفاقات دولية يبرمها المجلس‬
‫القتصادي والجتماعي ‪ ،‬وتمنح كالمنظمات الدولية الشخصية القانونية ‪ ،‬ونتيجة لذلك تتمتع بالمتيازات والحصانات التي تتمتع بها المنظمات الدولية بصفة عامة ‪،‬‬
‫بل ان لها مزايا خاصة قننتها في اتفاقية دولية عام ‪ ،1947‬ولها حرمة في مقراتها ‪ ،‬واخيرا تتحمل المسئولية الدولية عن اعمال موظفيها في حال احداث ضرر للغير‬
‫ناجم عن تصرفاتها الضارة ‪ ،‬وتنظم العلقة بين المنظمات المتخصصة والمم المتحدة عن طريق ابرام اتفاقت الوصل او الربط والتي لتنال من الشخصية القانونية‬
‫المستقلة لتلك الوكالت ‪ ،‬وتتضمن اتفاقيات الوصل المجلت التية ‪:‬‬
‫• يكون المجلس القتصادي والجتماعي هو الجهاز المسئول عن ربط الوكالت المتخصصة مع المم المتحدة ‪ ،‬والتنسيق حتى ليتم التعارض والمنافسة بينهما ‪.‬‬
‫غير أن وكالة الطاقة الذرية ترتبط مع مجلس المن الدولي نظرا لخصوصية مهامها ‪.‬وسرية برامجها ‪ ،‬ودقة تقنياتها ‪ ،‬خاصة وأن الدول الذرية هي الدول‬
‫الكبرى الدائمة العضوية في مجلس المن الدولي ‪.‬‬
‫• يكون للمم المتحد ةان تصدر توصيات للوكالت المتخصصة بشان مجالت نشاطها ونظام عملها ولوائحها المالية ‪.‬‬
‫• يكون للوكالة المتخصصة والمم المتحدة حق تبادل الممثلين الذين يحق لهم حق حضور الجتماعات والمناقشة وتقديم المقترحات دون حق التصويت‬
‫• يستعين مجلس الوصاية كلما كان ذلك مناسبا ‪ ،‬بالوكالت المتخصصة في كل ما يضطلع به من مهام‬
‫• تلتزم الوكالت في معاونة مجلس المن الدولي في تنفيذ الجزاءات القتصادية والجتماعية والثقافية ‪ ،‬التي يمكن أن يقررها المجلس في حالت وقوع‬
‫العدوان ‪ ،‬او الخلل بالسلم والمن الدوليين ‪.‬‬
‫• تعرض الوكالت ميزانيتها على الجمعية العامة وابداء الملحظات عليها‬
‫• تملك الوكالت عن طريق الجمعية العامة طلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية يعرض لها من مسائل قانونية ‪ ،‬بشان مباشرتها لوظائفها ‪.‬‬
‫ومن ابرز المنظمات او الوكالت التي تستحق الهتمام والدراسة منظمة التجارة العالمية‬
‫منظمة التجارة العالمية‬
‫كانت الجات ‪ ،‬وكان الهدف لها تحرير التجارة العالمية ‪ ،‬وتوطيد دعائم نظام عالمي يقوم على أساس السواق الحرة المفتوحة ‪ ،‬وعلى كل دول تنظم أن تزيل كافة‬
‫الحواجز المفروضة على تجارتها الخارجية تصديرا أو استيرادا ‪ ،‬ووضعت نصب عينيها من خلل تسهيل الوصول الى السواق ومصادر المواد الولية ‪ ،‬وتشجيع حركة‬
‫رؤو س الموال قصد تشجيع التنمية القتصادية بزيادة الستثمارات وخلق فرص عمل جديدة ‪ ،‬ودأبت الجات على تحقيق ذلك من خلل اربعة مبادىء ‪/‬‬
‫قاعدة حظر استخدام القيود الكمية ‪ ،‬قاعدة تخفيض والغاء التعريفة والحواجز ‪ ،‬قاعدة شرط الدولة الولى بالرعاية ‪ ،‬قاعدة المعاملة الوطنية ‪،‬‬
‫دخلت الدول المنظوية في اطار اتفاقية الجات في مفاوضات دؤوبة الى ان توصلت الى عقد مؤتمر دولي في مراكش ‪.‬‬
‫تعد جولة الوروغواي أطول جولة وأصعبها وأكثرها اهمية جرت في ظل متغيرات دولية بعد انهيار التحاد السوفييتي‪ ،‬وبقاء نظام اقتصادي دولي وحيد يفرض نفسه‬
‫على النظم القتصادية الدولية ‪ ،‬ووضعت الدول النامية في حيرة ‪ ،‬نظرا لنسداد برامجها التنموية التي كانت تعتمد على منظومة الدول الشتراكية ‪ ،‬فوجدت‬
‫انفسهاأمام خيارين ‪ ،‬اما النهيار الكامل ‪ ،‬أو اللتحاق بعجلة النظام الدولي الجديد المعولم ‪.‬وهذا يحتم عليها اجراءات اقتصادية من شانها تحويل كافة المؤسسات‬
‫والمنشآت القتصادية العمومية الى القطاع الخاص ‪ ،‬والذي سيدخل شريكا فاعل في عملية التنمية والقرار السياسي ‪ ،‬تبعه تحرير الصرف وتحرير التجارة الخارجية ‪،‬‬
‫وفتح المجال واسعا للستثمارات الجنبية ‪ ،‬التي تقف على رأسها الشركات المتعددة الجنسيات ‪.‬واقامة المناطق القتصادية الحرة في اقليم الدول وبشكل متسع ‪.‬‬
‫اتفاقية مراكش ‪:‬‬
‫ان فكرة انشاء منظمة التجارة العالمية فكرة أمريكية لتكمل بانشائها نظام بريتن وودز كنظام اقتصادي عالمي ‪ ،‬ووضعت الحكام الساسية والتوقيع عليها في مراكش‬
‫في ‪ ،1994-4-14‬ودخلت حيز التنفيذ عام ‪1995‬ن وركزت على الهداف التالية ‪:‬‬
‫*رفع مستوى المعيشة وتحقيق العمالة الكاملة واستمرار كبير في نمو حجم الدخل الحقيقي والطلب الفعلي ‪.‬‬
‫* زيادة النتاج المتواصل والتجار في السلع والخدمات‬
‫ا*لستخدام المثل لموارد العالم وفقا لهدف التنمية‬
‫* توخي حماية البيئة والحفاظ عليها ودعم الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك ‪ .‬تامين حصول الدول النامية على نصيب في نمو التجارة الدولية يتماشى واحتياجات‬
‫التنميــــــــــــة القتصادية‬
‫*تحقيق خفض كبير للتعريفات الجمركية وغيرها من الحواجز‬
‫* القضاء على المعاملة التمييزية في العلقات التجارية الدولية‬
‫* انشاء نظام تجاري متعدد الطراف متكامل وأكثر قدرة على البقاء والدوام‬
‫وقد تضمنت اتفاقية مراكش الحكام الساسية التالية‬
‫الحكام المتعلقة بالمركز القانوني للمنظمة ‪:‬‬
‫حددت المادة الولى من التفاقية عنوان هذه المؤسسة أنها تفاقية دولية تختص بالمسائل التجارية الدولية تتمتع حسب المادة الثامنة بالشخصية القانونية التي يمنحها‬
‫لها أعضاؤها ‪ ،‬وما يلزمها من امتيازات وحصانات لمباشرة مهامها ‪ ، .‬وكذا تمنح موظفي المنظمة وممثلي العضاء امتيازات وحصانات التي تكفل لهم استقلليتهم‬
‫للمارسة وظائفهم المتصلة بالمنظمة ‪ ،‬وهذه المنظمة وكالة دولية متخصصة ينطبق عليها النظام القانوني للوكالت ‪،‬وذلك للعتبارات التالية ‪:‬‬
‫كونها نشأت بمقتضى اتفاقية دولية تعد القانون الساسي لها‬ ‫‪-‬‬
‫كونها تتمتع بالشخصية القانونية تمنحها صفة الموظف الدولي لموظفيها‬ ‫‪-‬‬
‫كونها ذات نشاط غير محدد بمنطقة معينة من العالم‬ ‫‪-‬‬
‫كونها ذات أهداف متعلقة بمسائل دقيقة في مجال العلقات التجارية الدولية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب الحكام المتعلقة بنطاق أحكام التفاقية‬
‫أشارت المادة ‪ 2/1‬من اتفاقية مراكش ‪ ،‬أن منظمة التجارة العالمية تعتبر الطار الرسمي الذي يقنن العلقات التجارية الدولية ‪ ،‬فيما بين أعضائها في المسائل‬
‫المتعلقة بالتفاقات والدوات القانونية المقترنة بها ‪ ،‬وهي ملزمة لجميع العضاء التي انظمت الى المنظمة دون سواها ‪ ،‬وعلى هذه الدول أن تتخذ الجراءات الكفيلة‬
‫لتنفيذها ‪ ،‬ذلك أن التوقيع على المعاهدة الدولية يترتب عليه وجوب التزام أطرافها بما تشمل عليه من احكام واللتزام بتنفيذها تطبيقا لقاعدة العقد شريعة‬
‫المتعاقدين ‪ ،‬وعليه فان اتفاقية مراكش والدوات القانونية المقترنة بها تسمو على التفاقات والتشريعات الداخلية للدول العضاء ‪،‬‬
‫واذا حدث تعارض بين أحكام هذه التفاقية وحكم وارد في حدود التعارض واتفاقية دولية اخرى ‪ ،‬يتم ايقاف ما يتعارض مع اتفاقية مراكش سارية المفعول‬
‫ول تواجه مشكلة مع الدول التي تعطي سموا للقانون الدولي على القانون الوطني كالقانون الجزائري والفرنسي ‪ ،‬اما التي لتفعل كذلك ‪ ،‬ووجد تعارض فان الحل‬
‫العملي برأي الستاذ مصطفى سلمة هو اعمال قواعد التفسير مع مراعاة مسألتين الولى ‪،‬اذا كانت المعاهدة لحقة في اقرارها للتشريع المتعارض مع احكامها هنا‬
‫تطبق قاعدة تفضيل اللحق على السابق ‪ ،‬والثاني ‪ :‬اذاكان التشريع لحقا للمعاهدة هذا تطبق قاعدة العام يقيد الخاص حيث نعتبر المعاهدة بمثابة قاعدة خاصة يقيد‬
‫التشريع ذو الصفة العمومية ‪.‬‬
‫ج – الحكام المتعلقة بمهام منظمة التجارة العالمية‬
‫حددت المادة الثالثة من اتفاقية مراكش المهام المناطة بالمنظمة هذه المهام ‪:‬‬
‫‪ – 1‬تنفيذ وادارة واعمال اتفاقية مراكش والتفاقات الملحقة بها‬
‫‪ – 2‬تنظيم المفاوضات التجارية متعددة الطراف‬
‫‪ – 3‬الشراف على ارساء القواعد والجراءات التي تنظم تسوية المنازعات‬
‫‪ – 4‬ادارة آلية مراحعة السياسات التجارية‬
‫‪ – 5‬بغية تحقيق قدر أكبر من التناسق في وضع السياسة القتصادية العالمية تتعاون المنظمة على النحو المناسب مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للنشاء‬
‫والتعمير والوكالت التابعة له ‪.‬‬
‫د – الحكام المتعلقة بالهيكل التنظيمي للمنظمة ‪:‬‬
‫تتميز الجهزة بانها متعددة والتنوع في الختصاص لعتبارات تقسيم العمل وتوخي السرعة والفاعلية في اتخاذ القرارات وتحقيق المساواة‬
‫‪ – 1‬الجهزة ذات الختصاص العام ‪:‬‬
‫وهي المؤتمر الوزاري كاعلى هيئة يضطلع بالمهام الرئيسية يجتمع مرة كل سنتين‬
‫المجلس العام ويتميز ويتمتع يأربعة اختصاصات ‪ ،‬المحورية والحلول ‪ ،‬والستمرارية والسناد‬
‫ه – الحكام المتعلقة بالعضوية في المنظمة ‪:‬‬
‫العضوية الصلية ‪ ،‬وهي الثابتة لعضاء الجات‬
‫العضوية بالنضمام ‪ ،‬تمنح لي اقليم جمركي منفصل يملك استقلل ذاتيا وكامل في ادارة علقاته التجارية متعددة الطراف ‪،‬وتفتح العضوية لجميع الدول المعترف‬
‫يها من قبل منظمة المم المتحدة والمنظمات القليمية ‪.‬‬
‫ويحق للعضو النسحاب بعد ابلغ المدير العام بستة أشهر‬
‫تؤخذ القرارات بالتوافق ‪ ،‬ول يوجد حق للعتراض اذ لكل دولة عضو صوت‬
‫مجالت عمل منظمة التجارة العالمية ‪:‬‬
‫تعمل المنظمة في ثلث مجالت ‪ ،‬التجارة في السلع ‪ ،‬والتجارة في الخدمات ‪ ،‬وحقوق الملكية الفكرية المتتصلة بالتجارة ‪.‬‬
‫التجارة في السلع ‪:‬‬
‫استمرت المفوضات حول هذه النقطة خمسين عاما حتى توصلوا الى تخفيض القيود المفروضة على هذه السلع المصنعة ‪ ،‬وتأمين وصول السلع الى أسواق الدول‬
‫العضاء ‪ ،‬وأهم سلعة خضعت للحماية الجمركية السلع الزراعية ‪ ،‬واشتد الخلف بين التحاد الوربي والوليات المتحدة المريكية التي تطالب بالغاء السياسات التي‬
‫كانت الدول الوربية تنتهجها المعروفة بالسياسة الزراعية المشتركة والسير نحو التحرير الكلي لقطاع الزراعة ‪ ،‬وتركزت المفاوضات على دعم الصادرات‬
‫الزراعية ‪ ،‬والعانات الداخلية للنتاج الزراعي ‪ ،‬وفرص الوصول للسواق‬
‫سويت المشاكل بين الدول الوربية والوليات المتحدة على حساب الدول النامية في اتفاقية بلير هاوس التي تضمنت ‪:‬اتفاقية خفض الدعم ‪ ،‬بروتوكول الوصول الى‬
‫السواق ‪ ،‬اتفاق خاص بالجراءات الصحية ‪ ،‬قرار تعويض الدول النامية ‪.‬‬
‫المنسوجات والملبس ‪:‬‬
‫تمثل أهم القطاعات النتاجية والتصديرية للدول النامية ‪ ،‬كونها تعتمد على المواد الطبيعية وابرمت اتفاقية لها سميت اتفاقية اللياف‬
‫غير ان التفاقية الجديدة فرضت تحرير قطاع المنسوجات والملبس مما أدى الى تحقيق معدلت نمو مرتفعة في حجم التجارة ‪ ،‬غير ان قدرة الدول النامية على‬
‫المنافسة محدودة ‪ ،‬في مواجهة الدول المصنعة ‪ ،‬المر الذي يؤدي الى البقاء فيه للجود والفضل سعرا ‪.‬‬
‫التجارة في الخدمات ‪:‬‬
‫الخدمة هو كل شيء يتداول في عملية تجارية ول يمكن أن يسقط على قدميك مثل خدمات البنوك وخدمات التأمين والسياحة والخدمات الطبية والخبراء‬
‫ان التوقيع على التفاقية العامة للتجارة في الخدمات ينشىء نوعين من اللتزام ‪ ،‬التزامات عامة ‪ ،‬والتزامات محددة وتحكم ذلك الشفافية ومبدأ الدولة الولى بالرعاية‬
‫وذلك بعدم التمييز بين موردي الخدمات من حيث الدخول الى السواق ‪ ،‬والعتراف بنتائج التعليم والخبرة المكتسبة بمنح التراخيص والشهادات لموردي الخدمات‬
‫وتطبيق القواعد التي تحكم الحتكارات وموردي الخدمات‬
‫ان المنافسة في قطاع الخدمات سوف تشتد وتكون عاتية فيما بين الدول ‪ ،‬ولن تستفيد منها ال الدول القادرة على المنافسة في هذا المجال‬

‫حقوق الملكية الفكرية‬


‫كانت الدول النامية تقتبس الختراعات والبداعات من الدول الصناعية دون اداء أيا من الحقوق ‪ ،‬وبعد مفاوضات طويلة اتفق المتفاوضون تم التفاق على توفير‬
‫حماية دولية معقولة وفعالة لحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة أو ذلك من خلل وضع قواعد لمعايير مطلوبة لهذه الحماية بما يحقق المنفعة المشتركة ‪.‬‬
‫وتضمن الملكية الفكرية حقوقا للمؤلف الفنية والدبية ‪ ،‬وكذا الحقوق الصناعية والعلمات التجارية ‪ ،‬والجديد في الموضوع أن تطبيق المعاملة الوطنية ‪ ،‬يقضي‬
‫بمنح مواطني الدول العضاء نفس المعاملة ول تقل عن تلك التي تمنحها الدولة لمواطنيها فيما يتعلق بحماية الملكية الفكرية ‪ ،‬وعدم التمييز بينهم والشفافية بأن‬
‫ليتخذ اجراءات تعسفية ضده‬
‫أما حقوق الملكية الصناعية ‪ ،‬فيشمل الختراعات والعلمات التجارية ‪،‬شريطة أل تولد آثارا سلبية على النظام العام والداب والخلق في الدولة وكذا الختراعات التي‬
‫تضر بالحياة الصحية والبشرية والحيوانية والنباتية أو تلك التي تلحق آثارا ضارة وشديدة بالبيئة ‪ ،‬وأن تمتد الحماية لمدة عشرين عاما وتحمي التفاقية تسميات‬
‫المنشأ والتصميمات الصناعية والنماذج الصناعية ‪.‬‬
‫قواعد تنظيم التجارة الدولية ‪:‬‬
‫نظمت اتفاقية الجات مسألتين الولى حماية الصناعات الوطنية والثانية القواعد المتعلقة بتسهيل اجراءات التجارة الدولية ‪.‬‬
‫قواعد حماية الصناعة الوطنية ‪:‬‬
‫أولى التفاقيات الدولية المبرمة في هذا المجال لحماية التجارة الوطنية هي‬
‫أ – مكافحة الغراق ‪:‬‬
‫يقصد بالغراق بيع بضائع أجنبية في الدولة المستوردة بأسعار أقل من ثمن تكلفتها ‪ ،‬لمنافسة المنتجات الوطنية ‪ ،‬ويهدف من الغراق اختراق أسواق التصدير وتحقيق‬
‫مركز تجاري للمنتج ‪ ،‬واخراج المنافسين من العملية واحتكار السوق ثم يعمد الى رفع أسعاره وتوليد الرباح ‪ ،‬فهو تجارة غير عادلة ‪ ،‬وأسلوب غير مشروع يخل‬
‫بالمنافسة و سيلحق أضرارا كبيرة بالمنتوج الوطني ‪،‬ومن هنا يحق للدولة وضع رسوم لمدة خمس سنوات‬
‫ب – الحماية الوقائية ‪:‬‬
‫وذلك بفرض تدابير وقائية تتضمن عوائق وقيود تعرقل وقيد من انسياب التجارة الدولية ‪ ،‬وتتعلق الحماية بكميات الواردات المتدفقة الى السوق المحلية بغض النظر‬
‫عن أسعارها ‪ ،‬وعند وقوع الضرار لها الحق اتخاذ تدابير سريعة سواء من جهة زيادة الرسوم او تدابير كمية الحصص ‪.‬‬
‫ج – الدعم والجراءات التعويضبة ‪:‬‬
‫ويقصد بالدعم تقديم المساعدات والعانات والتسهيلت من قبل الدولة للمنتجين والمصدرين بغية التوسع في الصادرات ‪ ،‬واعفائهم من الضرائب وكذا اعفاء‬
‫مستلزمات النتاج وتقديم تسهيلت مصرفية ‪.‬‬
‫قواعد تسهيل الجراءات المتعلقة بالتجارة الدولية‬
‫ومن اهم القواعد ماتم التفاق عليها وتحويلها من اتفاقات عديدة الى متعددة الطراف ‪ ،‬وهي التفاق حول العوائق الفنية ‪ ،‬والتقييم الجمركي ‪.‬والتفاق الجمركي أ –‬
‫التفاق حول العوائق الفنية ‪:‬‬
‫وذلك بأن تلتزم الدول بقواعد المعاملة الوطنية ‪ ،‬ومبدأ الدولة الولى بالرعاية من خلل منح المنتجات المستوردة معاملة لتقل عن المعاملة التي تحظى بها‬
‫المنتجات المماثلة ذات المنشأ الوطني واجراء المطابقة والتوافق شريطة ال تشكل وسيلة للتمييز بين المنتجات الوطنية ‪ ،‬والمنتجات الجنبية ‪.‬‬
‫التقييم الجمركي ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ويقصد به تحديد قيمة السلع المستوردة بهدف فرض أداء الرسوم الجمركية الصحيحة أو تهريب رؤوس الموال ‪.‬‬
‫ج – قواعد المنشأ ‪:‬‬
‫وهي مجموعة القوانين والنظم والحكام الدارية ذات التطبيق العام والتي يطبقها أي عضو لتحديد بلد المنشأ ‪ ،‬ويقصد بالبلد ‪ ،‬الذي وقع فيه الحصول على السلعة‬
‫بالكامل او البلد الذي تم فيه آخر تحول جوهري عندما يشترك أكثر من بلد في انتاج السلعة ‪.‬‬
‫د – فحص القواعد قبل الشحن ‪:‬‬
‫وهي عملية مفيدة للدول النامية التي لتمتلك امكانات بشرية وأجهزة فنية وادارية للقيام بهذه العملية ‪.‬‬
‫علقة منظمة التجارة العالمية بالدول النامية ‪:‬‬
‫شرعت الدول النامية الى النضمام الى منظمة التجارة الدولية ‪ ،‬ومنها الجزائر ‪ ،‬ايمانا من هذه الدول بدور المنظمة والفائدة التي يمكن ان تجنيها من هذا النضمام‬
‫تارة وتارة أخرى تحت ضغط الخوف من التخلف عن ركب التقدم القتصادي‬
‫ان هذا الختلف ‪ ،‬يتكرر في تقدير النعكاسات السلبية أو اليجابية‬
‫ان اللغاء التدريجي للدعم المقدم للمنتجين الزراعيين في الدول المصنعة سيؤدي الى ارتفاع استيراد السلع الغذائية في الدول النامية نتيجة ارتفاع أسعار‬ ‫‪-‬‬
‫المدخلت الزراعية المر الذي يترتب عنه مباشرة انخفاض دخول المزارعين نتيجة لزيادة تكاليف النتاج الزراعي ‪ ،‬مما يفقدها القدرة على المنافسة في‬
‫السوق الدولية‬
‫صعوبة تصدي الدول النامية لمنافسة المنتجات المستوردة من الخارج بتكلفة أقل وبجودة أفضل مما سيكون له آثار سلبية على الصناعات المحلية ‪ ،‬المر‬ ‫‪-‬‬
‫الذي قد يساهم في حدوث أو زيادة البطالة‬
‫صعوبة المنافسة مع الدول المتقدمة في تجارة الخدمات ‪ ،‬مما قد يؤدي الى الضرار بالصادرات الخدمية للدول النامية باعتبار ان الشركات متعددة‬ ‫‪-‬‬
‫الجنسيات التي تقدم الخدمات ستعامل معاملة الشركات الوطنية ‪ ،‬وهذا يعني أن هذه الخيرة ستدخل في منافسة غير متكافئة مع الشركات متعددة‬
‫الجنسيات التي تمتلك كل أساليب التكنلوجيا الحديثة‬
‫صعوبة حصول الدول النامية الحصول على التكنلوجيا الحديثة أو المنتجات التي تتضمنها نظرا لرتفاع أسعار أي نوع من انواع التكنلوجيا ‪ ،‬كونها‬ ‫‪-‬‬
‫أصبحت محمية بنصوص اتفاقية دولية‬
‫ان تطبيق الشرط الجتماعي والمستقبل سيقضي على كل المزايا النسبية التي تتمتع بها الدول النامية في مختلف القطاعات التي تعتمد على عنصر العمل‬ ‫‪-‬‬
‫بشكل أساسي كما هي الحال في الصناعات النسيجية والملبس ‪.‬‬
‫الثار المحتملة لتفاقية التجارة الدولية على الدول النامية ‪:‬‬
‫تجد الدول النامية نفسها في وضعية حرجة ‪ ،‬وخوف من المستقبل ‪ ،‬ومبعث ذلك الخوف هو الفجوة الواسعة بين المستويات النتاجية ‪ ،‬ومن ثم القدرات التنافسية‬
‫للدول النامية مقارنة بتلك التي تتمتع بها الدول المتقدمة ‪ ،‬هذه الفجوة التي هي في تزايد مستمر نظرا للعوائق الداخلية والخارجية التي تجابه عملية التنمية‬
‫والتصنيع ومحاولة رفع المقدرة النتاجية والتنافسية ‪ ،‬أضف الى ذلك توسيع نطاق عمل منظمة التجارة الذي تميز بالشمولية التي أصبحت تنذر برفع تكلفة واردات‬
‫الدول النامية ‪ ،‬وأحكام المنافسة في السواق العالمية فيما بينها ‪ ،‬الى جانب التهديد بزيادة أعباء وقيود نقل التكنلوجيا من الدول المتقدمة الى الدول النامية عبر‬
‫اجراءات حماية حقوق الملكية الفكرية ‪.‬‬
‫أثر تحرير تجارة السلع الزراعية ‪:‬‬
‫آثار الخلف وبقوة بين معسكر تقوده الوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬ومعسكر اوربي ‪ ،‬ويريد المعسكر الول تحرير هذا القطاع ورفع جميع صور الدعم عنه ‪ ،‬في حين‬
‫يتشبث المعسكر الوربي بموقفه الداعي الى ادراج هذا الموضوع ضمن مفاوضات الجات والبقاء على سياستها الزراعية المشتركة‬
‫والدول النامية لم تشارك أصل في هذه المفاوضات التي تمت بين الطرفين المريكي والوربي ‪ ،‬ولهذا فانها ستعاني من ارتفاع أسعار المواد الغذائية ‪ ،‬وسترتفع‬
‫السعار نتيجة رفع الدعم وتحرير التجارة في المنتجات الزراعية ‪ ،‬ونتيجة هذا الوضع ستنخفض نسبة المنتجات ‪ ،‬وسترتفع أسعارها‬
‫ان ذلك سيضع الدول النامية في وضعية صعبة ‪ ،‬المر الذي يحتم على الدول المتقدمة ايلء طلبات المعونة الفنية والمالية في القطاع الزراعي ‪ ،‬الذي يواجه أزمات في‬
‫الحصول على السمدة والبذور والتقنيات الزراعية‬
‫أثر تحرير التجارة على المنسوجات والملبس ‪:‬‬
‫ييمثل قطاع المنسوجات في الكثير من الدول النامية خطوة اولى نحو التصنيع باعتبارها أهم قطاع تتمتع به هذه الدول بقدرة تنافسية وذلك لبساطة التكنلوجيا في‬
‫هذه الصناعة ‪ ،‬وهي كثيفة الستخدام لليدي العاملة ‪ ،‬ان قدرتها على المنافسة مع الدول المصنعة ضعيفة جدا ‪ ،‬المر الذي يضعف بنية الصناعات النسيجية‬
‫أثر تحرير تجارة الخدمات‬
‫تشكل خدمات المصارف والنقل والتصال والسياحة والخدمات المهنية ‪ ،‬وينص مشروع التفاق العام بشأن الخدمات الذي عارضته الدول النامية ‪ ،‬على التحرير‬
‫التدريجي للتجارة في الخدمات ‪ ،‬كما يعترف بالوضع الخاص للدول النامية ‪ ،‬لذلك فقد الزمت التفاقية الدول النامية بتقديم اللتزامات الولية ن كما تضمنت‬
‫نصوصا تنطوي على تسهيلت لزيادة مشاركتها في تجارة الخدمات العالمية من خلل التفاوض على التزامات محددة بشان تعزيز قطاعاتها المحلية وتحسين وصولها‬
‫الى قنوات توزيع وشبكات المعلومات وتحرير الوصول الى السواق في القطاعات ‪ .‬ان اقرار اتفاقية الجات معاملة خاصة للدول النامية ليمكن أن يحجب حقيقة هذه‬
‫التفاقية ‪ ،‬فقد صيغت بما يتوافق ومصالح الدول المتقدمة المصدرة للخدمات ‪ ،‬وبما ينعكس سلبا على اوضاع الدول النامية ‪ ،‬لسيما وان هذه الدول تعتبر المستورد‬
‫الصافي للخدمات نظرا لضعف مؤسساتها العاملة في هذا القطاع ‪ ،‬لعدم تمتعها بالمزايا التكنلوجية التي تتمتع بها الشركات العابرة للحدود الوطنية ‪ ،‬مما دفع الدول‬
‫النامية الى معارضة ادخال تجارة الخدمات في اتفاقية الجات ‪ ،‬لنها لتملك مقومات المنافسة في السوق الدولية ‪ ،‬وتوافق تحت الضغوط والوعود بحصول مزايا من‬
‫تلك الدول‬
‫أثر اتفاقية التجارة في حقوق الملكية الفكرية ‪:‬‬
‫أن أساس تنازع المصالح بين الدول الصناعية والدول النامية بشأن هذه التفاقية ينبع من اهتمام الدول الصناعية بتحصيل جميع العائدات من الجهود المبذولة في‬
‫مجال البحث والتطوير ‪ ،‬في حين ينصب جام اهتمام الدول النامية الى تحقيق التنمية التي تقتضي الحصول على التكنلوجيا الحديثة واعتمادها في المشاريع التنموية‬
‫كجزء من عملية اللحاق بركب الدول ‪.‬‬
‫لقد أدرجت حقوق الملكية الفكرية ضمن اعمال جولة أوروغواي بناء على طلب ملح من جانب الوليات المتحدة المريكية لحماية شركاتها التي ارتفعت شكواها من‬
‫اتساع نطاق عمليات السطو والقرصنة على جوانب هذه الحقوق‬
‫ان اقحام الحقوق الفكرية ضمن أعمال منظمة التجارة العالمية قد برر بصلة هذه الحقوق بالتجارة ‪ ،‬ومع ذلك فان الهداف التي توخى التفاق تحقيقها قد تركزت‬
‫حول تشجيع البتكارات وتسيير نقل التكنلوجيا وانتشارها ‪ ،‬ولم يذكر شيء عن علقتها بالتجارة ‪ .‬من هذا المنطلق رأت الدول النامية في هذا التفاق أنه وسيلة‬
‫لتحويل المزيد من دخلها الى الدول المتقدمة ‪ ،‬وتقوية نفوذ الشركات متعددة الجنسيات في مجال احتكار التكنلوجيا ‪ ،‬كما رأت أن هذه التفاقية تنطوي على اعاقة‬
‫لنمو في التجارة العالمية من خلل ما سينجر عنها من زيادة تكلفة الواردات التي تتضمن أعمال ابتكارية زيادة في تكاليف نقل التكنلوجيا في حد ذاتها ‪ ،‬ومن ثم فمن‬
‫المتوقع أن تنتقل الثاراليجابية لهذه التفاقية الى أصحاب الحقوق المتواجدين بكثرة في الشركات متعددة الجنسيات المستقرة في الدول المتقدمة والتي تتعدد‬
‫لديها مراكز البحاث والتنمية والتطوير ‪ .‬اما بالنسبة للدول النامية فان أثر هذه التفاقية سيعود على اقتصاداتها بالسلب على المدى القصير ‪ ،‬ذلك لن مقدرة هذه‬
‫الدول على استخدام التقنيات التي اكتشفت في الدول الخرى ستصبح ضعيفة نظرا لرتفاع أسعارها ‪ .‬غير ان هناك من يرى بأن هذه التفاقية ستؤدي الى تسهيل‬
‫النتشار الدولي للمعرفة والتقنية ‪ ،‬هذا ما يؤدي الى زيادة النتاجية والمنافسة والدخل ‪ ،‬بالضافة الى كون هذه التفاقية سوف توفر الحماية بالنسبة لصحاب‬
‫البتكارات والختراعات ‪ ،‬كما أنها تحفز على البداع والبتكار والختراع وللتطوير ‪ ،‬بعد أن سدت منظمة التجارة العالمية على الدول النامية بهده التفاقية جميع‬
‫أبواب الكسب السهل فلم يعد امام هذه الدول ال التوجه نحو بناء قاعدتها الوطنية للعلوم والتكنلوجيا ‪ ،‬وعليها أن تدفع مقابل ما تحتاجه من تقنيات ومقابل البحاث‬
‫والخبرات العلمية التي يمكن ان تساعدها في ذلك‬
‫ان ادراج احقوق الملكية الفكرية ضمن مهام منظمة التجارة العالمية يعد بمثابة رسالة رمزية موجهة للدول النامية مفادها أن عصر تكرار المعجزة اليابانية ومعجزة‬
‫جنوب شرق آسيا قد ولى ول يمكن تكراره ‪.‬‬
‫لقد أصبحت ظاهرة التكتلت اهم مايميز العلقات الدولية بصفة عامة ‪ ،‬هذا ماسيصعب من مهام منظمة التجارة العالمية التي عملت على مسايرة هذه التطورات من‬
‫خلل وضعها نظاما خاصا باتكتلت القليمية يتماشى ومبادئها الرامية الى تحرير التجارة الدولية في جو يطبعه عدم التمييز بين جميع العضاء ‪ .‬غير أن هذا النظام‬
‫الذي أوجدته منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬وان كان يتوافق من حيث الشكل مع توجه الدول الى اقامة تكتلت ‪ ،‬فانه يختلف عنه من حيث النطاق ذلك ان الهدف النهائي‬
‫الذي تسعى اليه منظمة التجارة العالمية هو ايجاد نظام تجاري دولي متعدد الطراف تسري جميع مبادئه وقواعده على الدول العضاء ‪ ،‬فالمنظمة تسعى لوضع نظام‬
‫عام وشامل يهدف الى تحقيق المصالح المشتركة لجميع اعضاء المجموعة الدولية ليصبح بمرور الزمن عالمي التطبيق ‪ ،‬في حين نجد أن الهدف الذي تسعى التجمعات‬
‫القليمية لتحقيقه هو هدف محدود محصور في نطاق الدول العضاء في التكتل ‪ ،‬وكثيرا ما يكون مجاله أيضا محدود ‪،‬تحرير المبادلت التجارية لمدة زمنية محددة‬
‫الى جانب هذا قد يؤدي انشاء تجمعا اقليميا تعمل في اتجاه معاكس لمسعى منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬فعلى الرغم من اشتراط المنظمة في اقامة تكتل اقليمي أن‬
‫ليؤدي هذا الى الحاق الضرر بمصالح الدول غير العضاء فيه ‪ ،‬ال أن هذا الشرط يكاد يكون صحيحا فقط من الناحية النظرية ‪،‬كون هذا الشرط ذاته يتنافى مع الغاية‬
‫التي تنشأ لجلها التكتل القليمي ‪ ،‬من هنا تتجلى صعوبة مهمة منظمة التجارة العالمية في محيط دولي يتسارع الى التكتل ‪ ،‬ومن ثم ستكون علقة التكتلت ببعضها‬
‫البعض احدى اهم النقاط الحساسة التي ستحدد لمنظمة التجارة العالمية بقاءها الفعلي من عدمه ‪ ،‬خصوصا في وجود الدول النامية التي أدركت أن نيل المطالب لن‬
‫يكون بالتمني ‪ ،‬في عالم يتصارع فيه الغنياء اول والغنياء والغبياء ثانيا ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫دور المنظمات الدولية في التنمية المستدامة‬

‫دراسة تطبيقية‬

‫ًا على أطراف فاعلة أخرى ‪ .‬و أولها المنظمات الدولية ‪ ،‬التي يتعمق دورها مع‬
‫ًا أساسيا في التنمية المستدامة ‪ ،‬فإنه ينبغي عليها أن تعتمد أيض‬
‫إذا كانت الدول طرف‬
‫إنتشار العولمة ‪.‬‬
‫ً المؤسسات التي هي في الغالب الغاية‬
‫و بعدها المنظمات غير الحكومية ‪ ،‬التي هي في نفس الوقت لسان حال تطلعات المجتمع و الخبيرة في مجال التنمية ‪ .‬و أخيرا‬
‫ً فيما يلي‪:‬‬
‫الخيرة للسياسات المرسومة المر الذي يحتم دراسته مفصل‬

‫الفرع الول ‪:‬المؤسسات الدولية ‪.‬‬

‫وعلى إثر ندوة إستوكهولم لعام ‪ ،1972‬أنشأت الجمعية العامة للمم المتحدة هيئة فرعية هي برنامج المم المتحدة للبيئة ))‪ ،PNUE‬مهمتها تشجيع النشاطات التي‬

‫في صالح البيئة‪ ،‬و تطبيق برنامج العمل المحدد في ندوة إستوكهولم‪.‬‬

‫إن برنامج المم المتحدة للبيئة هو الصل في صياغة العديد من التفاقيات الدولية حماية "المياه القليمية" المختلفة‪ ،‬أو كبريات القضايا مثل بروتوكول مونتريال‬

‫حول طبقة الوزون‪ ،‬وإتفاقيات بال حول حركة النفايات السامة‪.‬‬

‫و مع ذلك‪ ،‬كان الـ ‪ PNUE‬رغم الجهد المبذول منذ ‪ 1972‬ورغم دوره الفعال في عقد الندوة حول التنوع البيولوجي‪،‬لم ينجح في فرض نفسه كهيئة مركزية‬

‫لندوة ريو‪.‬‬

‫ًا‪ ،‬فإن هناك لجنة التنمية المستدامة‪ ،‬التي هي هيئة‬


‫ًا من فقدان المصداقية‪ .‬وأخير‬
‫ًا فشيئ‬
‫إن هذا البرنامج الذي كان موضوع خلف مع هيئات عليا أخرى‪ ،‬قد عانى شيئ‬

‫إنبثقت عن التغيير المؤسساتي لمنظمة المم المتحدة أثناء ندوة ريو‪ ،‬و التي كانت مكلفة بتنفيذ المفكرة ‪.21‬‬

‫رغم إعادة التمركز هذه داخل هيئة خاصة‪ ،‬فإن حكامة التنمية المستدامة داخل نظام المم المتحدة معقد بسبب وجود عدة وكالت لمنظمة المم المتحدة تهتم من‬
‫قريب أو بعيد بقضايا البيئة و التنمية‪ -‬منظمة المم المتحدة للتغذية و الزراعة‪ ،‬المنظمة العالمية للصحة‪ ،‬برنامج المم المتحدة للتنمية‪ ... ،‬ويضاف إلى ذلك‪ ،‬عدد‬
‫من البرامج والمنظمات الدولية وأمانات التفاقيات الدولية عن التغير المناخي و التصحر‪.‬‬

‫هناك مسألتان أساسيتان ينبغي طرحهما‪:‬‬

‫الولى تتعلق بالتعاون بين منظمات المم المتحدة‪.‬‬

‫والثانية تتعلق بوزن هذه الشكال المؤسساتية بالنسبة للمؤسسات القتصادية الدولية‪ ،‬و بشكل عام تطرح مسالة إعادة تنظيم جذري لهندسة مؤسسات التنمية‬

‫المستدامة‪ .‬و في هذا السياق إقترحت عدة شخصيات سياسية فكرة إنشاء بنية فوقية‪ ،‬أي منظمة لجنة التنمية المستدامة يتمثل الهدف الرئيسي للجنة التنمية المستدامة‬

‫في ضمان تقييم و تطبيق المفكرة ‪ 21‬و تعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات في كافة المجالت و قد ركزت اللجنة على ب‬

‫ًا جدامنذ تأسيسها و ذلك بإرساء قاعدة مشتركة للعمل بين الدول المتطورة والدول السائرة في طريق النمو‪.‬‬
‫ً هام‬
‫و لقد لعبت لجنة التنمية المستدامة دورا‬

‫إن غالبية هذه الدول مزودة بلجنة وطنية للتنمية المستدامة و الستراتيجيات الوطنية‪ .‬كما سمحت لجنة التنمية المستدامة بخلق مجال للمناقشة‪ ،‬حيث توجد ممثلة‬

‫بصورة واسعة المنظمات الحكومية وأكثر فأكثر المؤسسات القتصادية‪.‬‬

‫ًا من نقصين‪ ،‬فهي من جهة ل تملك سلطة فعلية تمكنها من فرض إحترام إلتزامات ندوة ريو‪.‬‬
‫غير أن لجنة التنمية المستدامة تعاني حالي‬

‫ًا من وزارات البيئة للدول العضاء‪.‬‬


‫ومن جهة أخرى فهي مؤلفة أساس‬

‫ًا لصياغة السياسات الدولية‪ ،‬ل بد أن تؤكد مفكرة عملها على المواضيع القتصادية وأن تكون قادرة على تجنيد‬
‫ً حقيقي‬
‫وحتى تصبح لجنة التنمية المستدامة مجال‬

‫وزارات القتصاد و المالية‪.‬‬

‫فبتأكيدها على السياسة القتصادية تستطيع لجنة التنمية المستدامة إرساء قاعدة مؤسساتية لتحقيق إجماع حول السياسات و خلق حد أدنى من تجانس المعايير‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬المنظمات الدولية المتخصصة ‪:‬‬


‫هي هيئات تنشأ عن إتحاد إرادات الدول ‪ ،‬وتعمل على دعم التعاون الدولي في مجال متخصص من المجالت القتصادية والجتماعية ‪ ،‬أو تتولى تنظيم أداء خدمات‬
‫ًا المنظمة العالمية للتجارة ‪ ،‬والجدير بالمعرفة أن هذه‬
‫دولية تمس المصالح المشتركة للدول العضاء ومن هذه المنظمات منظمة الغذية والزراعة ‪ ،‬وحديث‬
‫المنظمات ترتبط بالمم المتحدة عن طريق المجلس القتصادي والجتماعي الذي ينظم العلقة القانونية معها عن طريق إتفاقات الوصل والربط والتنسيق ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬منظمة الغذية والزراعة‬
‫حتمت المشاكل الزراعية والغذائية في العالم ‪ ،‬الدعوة إلى مؤتمر دولي في ولية فرجينيا المريكية للنظر في هذه المشاكل ‪ ،‬وقد تفرع عن هذا المؤتمر‬
‫لجنة دولية توصلت في نهاية المطاف إلى إتفاقية دولية خاصة بإنشاء منظمة الغذية والزراعة‪ ،‬وفي عام ‪ 1945‬ظهرت المنظة بعد أن وقع على المعاهدة المنشئة لها‬
‫ممثلي ‪ 24‬دولة ‪ ،‬إجتمعوا في مدينة كوبيك بكندا ‪ ،‬وفي عام ‪ 1951‬إنتقلت المنظمة إلى مقرها الدائم بمدينة روما بايطاليا‬

‫‪- 1‬أهداف المنظمة ‪:‬‬

‫تهدف المنظمة إلى البحث في ظروف الزراعة واستقرار في السوق العالمية للمنتجات الزراعية ‪ ،‬ودراسة مصادر المياه والتربة ‪ ،‬ومحاولة تبادل أنواع جديدة من‬

‫النباتات واستعمال طرق زراعية متطورة لخدمة العامل والتغذية في العالم ‪ ،‬والمساعدة في برامج المساعدات الفنية ‪ ،‬فهي تعمل على رفع مستوى التغذية وزيادة‬

‫القدرة على الإنتاج وحسن توزيع جميع المواد الغذائية والزراعية وما يرتبط بذلك من تحسين أحوال المزارع ومصائد السماك والغابات ‪.‬وتعمل على رفع مستوى‬

‫سكان الريف وتزويدهم بالخبراء والحصاءات ‪ ،‬وتعمل على زيادة مصادر الإنتاج لمسايرة زيادة الإستهلك وما يقتضيه ذلك من إيجاد إستقرار في السوق العالمية‬

‫للمنتجات الزراعية ودراسة مصادر المياه والتربة ومحاولة تبادل انواع جديدة من النباتات واستعمال طرق زراعية متطورة لخدمة العاملين بها ولزيادة الإنتاج وعدم‬

‫إستهلك التربة ‪.‬ونشر المعلومات الفنية عن المراض الحيوانية مثل ‪ :‬الطاعون ‪ ،‬وتنمية الثروة المائية والسمكية وإشاعة استعمال السمدة الكيماوية والعضوية ‪،‬‬

‫والإهتمام بالغابات ‪ ،‬وتطوير هندسة الري وأساليبه‪.‬‬

‫(‬

‫كذلك تعمل المنظمة على نشر المعلومات المتعلقة بالتغذية الصحية ‪ ،‬ووسائل حفظ المنتجات وبالذات الغذية المحفوظة ‪.‬وقد أعلنت المنظمة عن حملة عالمية‬

‫للتحرر من الجوع من أول يناير ‪ – 1960‬لمدة خمس سنوات تقرر زيادتها إلى عشر ثم تقرر بعد ذلك جعلها غير محددة المدة كمحاولة للقضاء على النقص‬
‫الواضح للمواد الغذائية خاصة البروتين ‪ ،‬والذي تعاني منه معظم بلد العالم ويساعد برنامج الطعام العالمي مشاريع التنمية خاصة الزراعية ‪ ،‬ويمول من التبرعات ‪.‬‬

‫بتداء من عام ‪ ، 1984‬من تجنب الهلك الجماعي حيث ساعدت في نقل‬


‫ً‬ ‫وقد كان للمنظمة دور هام في تمكين سكان كثير من المناطق التي أصابها الجفاف إ‬

‫المواد الغذائية وعملت على توفير مصادر للشرب والعيش في المناطق التي هاجروا إليها مثل السودان وغيره من البلد الفريقية ‪ .‬وتشرف المنظمة على بعض‬

‫المشاريع التي يقوم به الصندوق الخاص للمم المتحدة ‪ ،‬وهي مشاريع تهدف إلى تنمية الزراعة والغابات وصيد السماك‬

‫أ ‪ -‬مواجهة التصحر‬

‫تعود ظاهرة التصحر قبل كل شيء إلى استغلل الإنسان المفرط للراضي ‪ ،‬وفقدت نتيجتها ‪ 1‬و ‪ 2‬مليار هكتار من الراضي الخصبة ولذا ساهمت المنظمة في‬

‫إبرام الإتفاقية الدولية حول التصحر في جوان ‪ 1994‬بتوصيات لتحسين الرأي العام منبهة بخطورة التأثيرات السلبية العالمية التي تنجم من جراء ظاهرة التصحر‬

‫التي يتعرض سكانها للفقر وتزايد الهجرة ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬المياه ‪:‬‬

‫يعد الحصول على المياه الصالحة للشرب بمثابة رهانات محلية وعالمية وبخاصة الدول النامية إذ نجد أن مليار ونصف نسمة محرومة من هذه المادة ‪ ،‬وهناك‬

‫ً‪ ،‬و ‪ %80‬يموتون من هذه المراض وأكثر من ‪ 1/3‬يتوفون‬


‫ً من جراء المراض المتنقلة من المياه الملوثة من بينهم ‪ 4‬مليين طفل‬
‫خمسة مليين يموتون سنويا‬

‫بسبب المياه غير الشروب ‪ ،‬من جهة أخرى تحول الماء غير الشروب إلى أرضية صراع عالمي للحصول على الماء بين العديد من الدول حول منابع مياه الأنهار ‪ ،‬أو‬

‫أنها استعملت النهار في النزاعات وتلويثها لحرمان الشعوب من مصادر القوة وحصارها وإهلكها ‪ ،‬لذا فإن هذه المشاكل طرحت في الملتقى العالمي لسنة ‪1997‬‬

‫وشاركت فيه منظمة الغذية والزراعة بحيوية تم الإتفاق فيه على خطورة ندرة هذه المادة وبعدها الدولي ولكن جهود التسوية التي بذلتها المجموعة الدولية مازالت‬

‫ضعيفة وغير كافية ‪.‬‬

‫الحفاظ على الغابات ‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫ً لتسارع إتلف الغابات الإستوائية من جهة ولن الجراءات المتخذة أثناء ندوة ريو لحماية الغابات ليست سوى مجموعة من المبادئ العامة غير إلزامية من‬
‫نظرا‬

‫جهة أخرى اقترحت منظمة الأغذية والزراعة والصندوق العالمي للطبيعة في خريف ‪ 1992‬إقامة مجلس لحسن تسيير الغابات ‪ ،‬وتأسس المجلس في أكتوبر ‪1993‬‬
‫ضافة إلى المنظمات غير الحكومية وفروع الصناعة والتوزيع في قطاع الغابات ‪.‬‬
‫ً‬ ‫بلدا إ‬
‫ً‬ ‫ً قدموا من ‪125‬‬
‫من قبل جمعية تضم ‪ 130‬مشاركا‬

‫ثم وضعت اللجنة المديرة للمجلس قائمة المبادئ والمقاييس التي صادق عليها الأعضاء المؤسسون والقابلة للتطبيق على كافة الغابات التي تقع في المناطق‬

‫المدارية والمعتدلة والشمالية التي تستغل لإنتاج الخشب ‪ ،‬واعتماد معايير وطنية في تقييم إستدامة العمليات الغابية الخاصة ‪.‬‬

‫د‪ -‬السماك‪:‬‬

‫ً‬
‫ستغلل‬ ‫خلل سنة ‪ 1995‬كشف تقرير منظمة الغذية عن حصيلة مقلقة للمخزون العالمي للسماك قرابة ‪ %70‬من المخزون تم إستنفاذه واستغلله إ‬

‫ً لإخفاق إجراءات التسيير المعمول بها وقتئذ دعت منظمة الغذية والزراعة المجموعة الدولية إلى المصادقة‬
‫مفرطا أو بشكل كامل أو هو في طور التجديد ‪ ،‬ونظرا‬

‫على مدونة سلوك من أجل صيد مسؤول ‪ ،‬ودفع المؤسسات إلى إعمال المدونة لتسيير المسمكات وتعيين مقاييس التسيير الدائم التي تنطبق على المسمكات وانتقاء‬

‫التنظيمات المؤهلة لإشهاد المسمكات التي تحترم المقاييس‪* .‬‬

‫جهود التكيف بالموازاة مع التغيرات الجارية داخل نظام المم المتحدة فإن المنظمات القتصادية‪ ،‬و في مقدمتها البنك الدولي للنشاء والتعمير بصفته منظمة دولية‬

‫ل‪ ،‬وكانت‬
‫ً‬‫متخصصة ‪ ،‬تقترح أن تجعل من التنمية المستدامة مبدأ لعادة تنظيم نشاطاتها غير أن هذه المنظمات لم تكن محضرة لمواجهة هذا الرهان الجديد إل قلي‬

‫ًا ما تنعت " بالتلميح " الطريقة التي تأخذ بها هذه‬
‫ًا في الوقت الراهن‪ ،‬من الوساط اليكولوجية‪ ،‬التي غالب‬
‫محاولت إعادة التوحيد هذه محل نقد شديد‪ ،‬خصوص‬

‫المنظمات القضايا البيئية بعين العتبار‪.‬‬

‫لقد تم تحويل منظمة التعاون و التنمية القتصادية‪ .‬على إثر النتائج المتوصل إليها من طرف فريق من الخبراء‪ ،‬إقترحت أمانة منظمة التعاون و التنمية القتصادية‬

‫أن تكون التنمية المستدامة هي المبدأ الموجه لعمالها‪.‬‬

‫إن التعديل المقترح من المانة ل بد من أخذه مأخذ الجد‪.‬‬

‫فهو ليس مجرد يقظة سياسية لمؤسسة قلقة على مستقبلها‪ ،‬بل هو تعبير عن إنشغالت المؤسسات الكبرى للصناعة لتجانس السياسات القتصادية الرامية إلى توجيه‬

‫عولـمة القتصاد‪.‬‬

‫وكغيرها من المؤسسات القتصادية المتعددة الطراف‪ ،‬فإن أمانة منظمة التعاون و التنمية القتصادية ترى في التنمية المستدامة وسيلة لعطاء مؤسستها شرعية من‬

‫جديد و تحضير المفاوضات القتصادية للجيل القادم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المنظمة العالمية للتجارة ‪:‬‬


‫أ‪ -‬التفاعلت بين قواعد المنظمة العالمية للتجارة والجراءات البيئية المتعددة الطراف‬
‫تتدخل السياسات البيئية في تخصيص إدارة الموارد الطبيعية لتفضيل إستعمالها العقلني والمستدام وهكذا تتداخل مع عزم تيارات التبادلت الدولية حيث تقلق‬
‫ً يسمى‪ :‬الحماية الخضراء ‪ ،‬ومن جهة أخرى فإنهم يرون أن هذه‬
‫ًا جديدا‬
‫أصحاب حرية التبادل ‪ ،‬بالنسبة لهؤلء ‪ ،‬فالمحافظة على البيئة سوف تخلق ل محالة نوع‬
‫السياسات تضعف المنافسة الدولية بين المم ‪ ،‬وبهذا الشكل يطرح النقاش حول النتائج التجارية لهذه السياسات البيئية ‪.‬‬
‫التخوف من الغراق البيئي ‪ :‬دعمت عولمة التبادلت المنافسة بين الدول التي أصبحت أكثر فأكثر مترابطة ‪ ،‬وبدورها قيدت المنافسة المتزايدة قدرة الدول على‬
‫ً ‪ ،‬فالبلد الذي يضع سياسة بيئية تلزم مؤسساته المحلية من خلل إجراءات مناسبة ‪ ،‬بإدخال المؤثرات الخارجية‬
‫ل كبيرا‬
‫ً‬‫وضع سياسات بيئية ‪ .‬لهذا ‪ ،‬فإنها تواجه مشك‬
‫للبيئة يكون أكثر معاناة لتنافس مؤسسات الدول الجنبية التي تقوم بممارسات تجارية تحيل إلى الغراق البيئي ‪ ،‬يعني أنها ل تدمج المحافظة على البيئة في‬
‫ًا ما يعارض الصناعيين السياسات البيئية لخطرها على قدرة مؤسساتهم التنافسية‬
‫نشاطاتها النتاجية وتقدم إذن منتوجات بأسعار أقل ‪ ،‬وغالب‬
‫ومن هنا تلجأ إلى ترحيل إنتاجها إلى البلدان التي تطبق قواعد بيئية أقل صرامة والمسماة ملجأ التلوث ‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد دويدار‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬

‫ًا لحقوق الجمركة ‪ ،‬لكن هذا التراجع للحماية التعريفية إستبدل‬


‫ًا عام‬
‫الحماية الخضراء تنظم وثيقة مراكش النهائية التي أنشات المنظمة العالمية لتجارة تخفيض‬
‫ًا بحماية غير تعريفية تظهر خاصة مع وضع قواعد صحية أو بتحويل القواعد البيئية تبدو آثارها المباشرة من خلل المشاكل اليكولوجية التي تفرض‬
‫ًا فشيئ‬
‫شيئ‬
‫ً تجارية جديدة وتكمن صعوبة الدخال في الخذ بعين العتبار تكاليف البيئة الناجمة عن مختلف أطوار حياة المنتوج ) إنتاج ‪،‬إستهلك ‪،‬إتلف( في حين أن شكل‬
‫قيودا‬
‫القامة ومستوى الضرر الناجم يتغيران أثناء هذه المراحل ‪ ،‬لكن تقدير التكاليف البيئية يتوقف على التفضيلت الجماعية لكل مجتمع ‪.‬‬
‫بالنسبة للمنتجات القاعدية التي تحظى بتدفق تجاري من الجنوب إلى الشمال فإن طلب المحاسبة البيئية للمنتوج يكون أقوى في بلدان الشمال المستهلكة منه في بلدان‬
‫ًا مع الضرار التي يتسبب فيها إنتاج هذه المنتوجات على سكان‬
‫ًا تناسبي‬
‫ً على المنتوجات المستوردة رسم‬
‫الجنوب المنتجة ‪ ،‬ولهذا ل يستطيع بلد‪ -‬أ ‪ -‬أن يفرض رسوما‬
‫ًا من البلد أ – ولهذا الغرض ل يستطيع فرض أي تعويض على البلدان التي تتخذ خيارات أخرى ‪.‬‬
‫ً أحادي‬
‫البلد ‪ -‬ب ‪ -‬التي تعتبر نوعية البيئة خيارا‬
‫ومن جهة أخرى ‪ ،‬وحتى لو أجبرت البلدان النامية نفسها على إدخال التكاليف البيئية ل تقدر لضعف وسائلها أن تأخذ على عاتقها الستخراجات الدولية المتعلقة‬
‫بالمنتوجات المشتركة الشاملة ) الطقس ‪ ،‬التنوع البيولوجي ( ولهذا فإن تنظيم المشاكل الشاملة تمر بتنظيم إتفاقيات متعددة الطراف حول البيئة لتلعب دورا‬
‫ً‬
‫ًا نستطيع إستعمال إجراءات تجارية للسهر على إحترام أحكام التفاقيات مثل بروتوكول مونتريال حول‬
‫ًا في هذا المجال ‪ ،‬وفي هذه الحالة إستثنائي‬
‫ًا عالمي‬
‫سلطوي‬
‫المحافظة على طبقة الوزون ‪.‬‬
‫ًا تمييز تجاري ‪ ،‬وهنا تتأثر‬
‫ونجد من بين هذه الجراءات برنامج العنونة البيئية ‪ ،‬وهو إجراء يعطي لكل مؤسسة أن تتخذ إجراءات بكل حرية دون أن يكون نظري‬
‫المؤسسات من قبل المستهلكين المتحمسين للبيئة ‪.‬‬
‫ولقد قام هؤلء المدافعون عن حق البيئة بحماية الدولفين المعرض للنقراض في أمريكا ‪ ،‬غير أن الشركات حولتها لصالحها في ترقية تجارة التونة ‪.‬‬

‫ً من البرامج الوطنية للعنونة البيئية ‪ ،‬التي ترى إمكانية وجود تأثيرات مميزة لها منذ‬
‫غير أن منظمة التجارة العالمية فضلت التصنيف الرادي إيزو ‪ 14000‬بدل‬
‫نشأتها كان لمنظمة إيزو الرادة القوية في تسهيل التبادلت الدولية حين وضعت مقاييس إنتاج منسجمة ‪.‬‬
‫غير أن المنظمات غير الحكومية شككت في قدرة هذه المقاييس البيئية على تحسين المحافظة على البيئة ‪ ،‬لن قدرات البلدان النامية التكنولوجية والموارد المالية‬
‫وضعف المؤسسات وقلة معلوماتها ل تحظى بقدرات تتيح لها تطبيق معايير إيزو ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬البيئة في اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة ‪.‬‬
‫تشير المادة ‪ XX‬فقط من اتفاقية الجات إلى مسألة البيئة فهي تعني الستثناءات الخاصة بأحكام التجارة العامة التي تسعى لحماية صحة النسان والحيوان والنباتات‬
‫والموارد غير المتجددة ‪ ،‬ويدرج أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة في مدخل النص التأسيسي للمنظمة العالمية للتجارة ‪،‬و الذي إنعكس تفتحه على‬
‫ًا لهدف التنمية‬
‫القضايا البيئية بوضع لجنة التجارة والبيئة ‪ ،‬بهدف تنمية إنتاج وتجارة السلع والخدمات مع السماح بالستعمال الحسن للموارد العالمية طبق‬
‫المستدامة والدفاع والمحافظة على البيئة في نفس الوقت ‪ ،‬وتهدف لجنة التجارة والبيئة إلى تحديد العلقات بين الحكام التجارية والجراءات البيئية بطريقة تسمح‬
‫بترقية التنمية المستدامة وهناك جانبان هامان يوجهان عمل لجنة التجارة والبيئة ‪.‬‬
‫ً ‪ :‬إن صلحيات المنظمة العالمية للتجارة في ميدان تنسيق السياسات تقتصر على التجارة وعلى جوانب سياسات البيئة التي قد تكون لها آثار معتبرة على التبادل‬
‫أو ل‬
‫بين البلدان ‪.‬‬
‫ً ‪ :‬ليست المنظمة العالمية للتجارة هي الهيئة المحافظة على البيئة ول تتدخل في البحث عن الولويات الوطنية أو لوضع معايير فيما يخص البيئة ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ثاني ا‬
‫أن لجنة التجارة والبيئة وفي حال وجود مشاكل تنسيق متعلقة بتدعيم المحافظة على البيئة ‪ ،‬يجب حلها بطريقة تحفظ مبادئ النظام التجاري المتعدد الطراف‬
‫وبهذا تكون النتيجة مخيبة للدول النامية‬

‫إن مكونات التنمية المستدامة‪ ،‬كممتلكات دولية مشتركة‪ ،‬ليست إذن محددة من طرف‬

‫ديمقراطية دولية شبيهة للحكومة‪ .‬مع ذلك فإنه في مجالت أخرى مثل المالية و التجارة تشكل بعض الجوانب‪ ،‬التي و صلت إلى مصاف الممتلكات العالمية الجماعية‪،‬‬

‫موضوع هيئة دولية أكيد‪ ،‬رغم مؤاخذته على أنه غير ديمقراطي‪.‬‬

‫هل يمكن إعادة إنتاج ما سبق إعداده منذ ‪ 40‬سنة لصالح حرية المبادلت‪ ،‬بإنشاء المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬من أجل النضال ضد الفقر و تدهور النظمة البيئية؟‬

‫هيئة فوقية لبرنامج المم المتحدة للبيئة أو توزيع فرق الخبراء؟ إن إقامة الـمعايير البيئية العالمية التي تسمح برفع التحدي في مجال أحكامه التي تطرحها‬
‫ًا‪.‬‬
‫ً متزايد‬
‫القواعد التجارية العالمية والضغوطات التنافسية تثير إهتماما‬
‫ً بتجميع جزء من هذه النشطة‪.‬‬
‫إن إنشاء هيئة وحيدة متعددة الطراف و التي تتكفل بالمسائل العالمية المرتبطة بالبيئة والتنمية المستدامة يمكن لها أن تسمح إحتمال‬
‫كان هذا القتراح محل نقاش عالمي حاد منذ عدة سنوات‬

‫ً في تنسيق التفاقيات المتعددة الطراف للبيئة على القل تلك التي‬


‫ً فعال‬
‫من جهة طالبت عدة حكومات من أجل أن يلعب برنامج المم المتحدة للبيئة )‪ (PNUE‬دورا‬

‫ً مساندا‬
‫ً‬ ‫ً أن يلعب دورا‬
‫تأوي المانات‪ ،‬و تطالب بإنشاء منظمة عالمية للبيئية‪ ،‬حيث يكون فيها برنامج المم المتحدة للبيئة هو عنصرها الجنيني‪ ،‬يمكنه أيضا‬

‫للستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة و في تنسيق الدوات القتصادية و المالية‪ .‬و من جهة أخرى‪ ،‬فإن بعض الحكومات والمنظمات مثل )منظمة التعاون و‬

‫التنمية القتصادية )‪ (OCDE‬تحبذ تدعيم الخبرة البيئية في الهيئات حيث تعتبر فيها البيئة ليست هي الهدف المركزي‪ ،‬مع زيادة الدعم المالي الكفيل بالبقاء على‬

‫النشطة البيئية قوية مثل برنامج المم المتحدة للبيئة )‪ .(PNUE‬سيكون لهذا الخير دور في تحليل سير النظمة البيئية وانعكاسات النشطة القتصادية بغية إعداد‬

‫المعايير‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬المنظمات غير الحكومية )‪( ONG‬‬

‫ظهر الطلب الجتماعي على التنمية مع ظهور كبريات المنظمات غير الحكومية ذات الصيت العلمي الكبير مثل "السلم الخضر" )‪ ،(GRENNPACE‬الصندوق‬

‫الدولي للطبيعية )‪ (WWF‬أو " أصدقاء الرض" ‪:‬‬

‫)‪، (EARTH FRIENDS OF‬و قد أدركت هذه المنظمات مدى هشاشة توازن البيئات الطبيعية‬

‫ً تعديل قواعد العمل الدولية الجاري العمل بها من لدن الدول و المؤسسات الدولية‪ .‬شكلت كبريات هذه المنظمات غير‬
‫ًا بوسائل مثيرة‪ .‬حاولت مؤخرا‬
‫و عملت أحيان‬

‫ً من أعضائه‪ ،‬و هذا فقط في الوليات المتحدة المريكية‪،‬‬


‫الحكومية جماعة ضغط ل يستهان بها‪ ،‬و كمثال على ذلك‪ ،‬فإن الصندوق الدولي للطبيعة يضم مليون فردا‬

‫ناهيك عن ‪ 4,7‬مليون من أعضائه الـموزعين على مئات من البلدان‪.‬‬

‫ًا‬
‫وحسب تقدير الخصائيين‪ .‬فقد أنشئت العديد من المنظمات غير الحكومية القطاعية منها و المحلية بجانب تلك المنظمات ذات الوزن الثقيل… و صارت تلعب حالي‬
‫ً في تشكيل وعي بيئي في الهيئات الدولية للتنمية المستدامة‪.‬‬
‫ً محددا‬
‫دورا‬
‫ًا في مجال التحسس والتوعية حول مشاكل البيئة وساهم مساهمة فعالة في إعداد و‬
‫ل هام‬
‫ً‬‫ًا‪ ،‬فإنه أنجز عم‬
‫البعض من هذه المنظمات ‪ ،‬وإن كان غير معروف إعلمي‬
‫متابعة كبريات الندوات الدولية‪.‬‬
‫وكمثال على ذلك‪ ،‬شبكة عمل المناخ )‪ (RAC‬تتابع عن قرب تنفيذ إجراءات بروتوكول طوكيو حول التغير المناخي و تقدم تحاليل من أجل اتخاذ الجراءات‬
‫الممكنة للكفاح ضد الحتباس الحراري ) آليات إقتصادية ومالية…( وبصفة عامة‪ ،‬فإن إندماج مجتمع مدني منظم ضمن السلطة الدولية يدل على ثلث تطورات‬
‫جوهرية‬

‫وبسبب إحترافية المنظمات غير الحكومية‪ .‬لم تعد المنظمات ترتكز فقط على‬

‫ًا على قدرتها على التحليل و التفكير والقتراح الذي إزدادت أهميته بعد مؤتمر "ريو"‪ .‬بعدما كانت في السابق مهمتها‬
‫قوتها التجنيدية على الصعيد الدولي‪ ،‬بل أيض‬

‫تنحصر على برامج المحافظة على الطبيعة‪ ،‬صارت تميل‪ ،‬و منذ سنوات‪ ،‬للستثمار في كبريات المسائل السياسية والقتصادية للتنمية المستدامة‪.‬‬

‫ل‪ ،‬يتوفر على وحدة للتجارة والستثمارات‪.‬‬


‫ً‬‫إن الصندوق الدولي للطبيعة مث‬

‫هناك العديد من المنظمات غير الحكومية على هيئة شبكات أفقية في ميدان الخبرة‪ ،‬مثل "المركز العالمي لقانون البيئة و التنمية" )‪ (CIEL‬والمؤسسة من أجل‬

‫التنمية للدولة و القانون ))‪ FIELD‬المختصة في ميدان القانون الدولي للبيئة و التي تقدم خبرة ذات مستوى عالي‪ ،‬مثل إدراج قواعد البيئة في المنظمة العالمية‬

‫للتجارة‪.‬‬

‫لقد باتت قواعد سير المؤسسات الدولية منفتحة على المنظمات غير الحكومية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن المم المتحدة أعطت للمئات من هذه المنظمات مكانة المراقب في النقاش الدولي‪ ..‬لكن ما يلحظ بالخصوص هو النفتاح التدريجي لكبريات المنظمات‬
‫القتصادية الدولية على المجتمع المدني‪.‬‬
‫و من أجل تدعيم الحوار‪ ،‬قام عدد من هذه المنظمات بإنشاء منظمات غير حكومية‪ ،‬مثل المركز العالمي للتجارة و التنمية المستدامة يترأسها مدير سابق لبرامج‬
‫التحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة )‪ ،(UICN‬الذي يقوم بتنسيق تبادل المعلومات بين المنظمات غير الحكومية والمنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬

‫ًا‪ :‬صارت مواقف المنظمات غير الحكومية أكثر دقة اليوم عما كانت عليه في العشرية السابقة‪.‬‬
‫و لشبكة البيئة والتنمية المستدامة في أفريقيا مواقف أكثر تباين‬

‫ًا داخل المنتظم الممي الذي نسجت معه علقات متينة منذ ندوة‬
‫إنتقلت هذه المنظمات من موقف إتسم بالطابع الحتجاجي الـمحض إلى موقف فعال‪ ،‬خصوص‬

‫إستكهولم‪.‬‬

‫المر لم يعد يتعلق بإدانة و رفض العولمة والتلوث ‪ ،‬بقدر ما يتعلق بإقتراح حلول مقبولة والبحث عن تسوية بالتراضي و إيجاد أرضية للتفاهم والدفاع عن المبادئ‬
‫الخلقية في حل المعضلت الدولية‪ .‬على الرغم من أن المنظمات غير الحكومية ل زالت تعبر عن عدائها للنهج الليبرالي الذي تدافع عنه المؤسسات القتصادية‬
‫الدولية‪ ،‬إل أنها لم تعد متغافلة عن التطورات الجوهرية للعولـمة‪ .‬لم يبق إل عدد قليل من هذه المنظمات غير الحكومية تطالب‪ ،‬بصفة جذرية‪ ،‬بحذف الهيئات مثل‬
‫سحب دول أعضاء في المنظمة العالمية للتجارة )‪ . (OMC‬و على وجه العموم‪ ،‬فإن التجاه العام للمنظمات غير الحكومية يسير في اتجاه وضع قواعد دولية تؤمنها‬
‫*‬ ‫من النحراف أكثر من تبني إستراتيجيات التراجع الوطني‪.‬‬
‫ًا بتطبيق السياسات العمومية المستلهمة من التنمية‬
‫أحزاب الخضر‪ :‬تجدر الشارة أيضا إلى ظهور التشكيلت السياسية المطالبة ليس فقط بالدفاع عن البيئة لكن أيض‬
‫ًا إلى التواجد والنتشار في دول الجنوب‪ ،‬وتعمل على نشر الوعي بالمشاكل و التجنيد لصالح‬
‫ً في الدول الوروبية‪ ،‬تؤول حالي‬
‫المستدامة‪ ،‬بعدما جرى إنشاؤها أول‬
‫المحافظة على البيئة‪ .‬و على غرار المنظمات غير الحكومية‪ ،‬فإن أغلبية أحزاب الخضر إنتقلت من إدانة النظام الرأسمالي إلى مواقف أكثر إصلحية‪ ،‬البعض منها‬
‫ً في حظيرة الحكومات‪.‬‬
‫أبدى موافقته في أن يكون ممثل‬
‫ًا‪ ،‬لنها تخلق صلة مع عالم‬
‫ًا هام‬
‫ًا في ترجمة الطلب الجتماعي للبيئة على المستوى السياسي‪ .‬ويشكل ذلك دعم‬
‫ً أصبحت هناك نقابات العمال طرف‬
‫النقابات‪ :‬وأخيرا‬
‫الشغل والمؤسسة‪ ،‬مساهمة بذلك في نشر مبادئ التنمية المستدامة باتجاه مجالت جديدة‪ .‬وتشكل في هذا الصدد معاهدة مارس ‪ 1992‬للكونفيدرالية الدولية للنقابات‬
‫ً في إدانة المشاكل‬
‫ً متزايدا‬
‫ً دورا‬
‫الحرة لصالح أهداف التنمية والبيئة مرحلة هامة لهذه الحركة وزن ليجاد مكونات المجتمع )المجتمع المدني( فهذه تلعب دائما‬
‫ً في كبريات الخيارات و‬
‫ً جوهريا‬
‫ًا عامل‬
‫ً في عدد من ندوات المم المتحدة‪ ،‬كما بات أيض‬
‫البيئية و النضمام إلى البرامج الوطنية و الدولية‪ .‬و بات هذا الوزن بارزا‬
‫التوجهات القتصادية الدولية‪ ،‬كما أمكن ذلك ملحظته في فشل مشروع التفاق المتعدد الطراف حول الستثمار)‪ (AMI‬في بداية سنة ‪.1998‬‬

‫ً مستقبلنا المشترك هو ‪( OUR FUTURE).‬‬


‫إن المفوضية العالمية حول البيئة والتنمية طرحت شعارا‬

‫لقد أصبحت اليوم المنظمات الدولية غير الحكومية من الشركاء الساسيين لكل من الطراف الحكومية منها و غير الحكومية‪ .‬إن أي تنمية مستدامة مبنية على نمو‬

‫إقتصادي منصف ومسؤول يحتاج إلى تعاون الشركات‪.‬‬

‫ل يمكن أن يكتب النجاح لي سياسة بيئية‪ ،‬ول لي مشروع إقتصادي يتسم بالعدالة و النصاف من غير مشاركتها‪.‬‬

‫ًا بقضايا التنمية المستدامة‪ .‬وقد تشكلت في هذا الصدد شبكات وطنية ودولية من المؤسسات‬
‫لقد أبدى عدد من هذه المؤسسات في السنوات الخيرة هذه إهتمام‬

‫شاركت في الندوات الدولية حول البيئة… إن هذا الشغف في المشاركة يمكن تفسيره بوجود إرادة لممارسة ضغط قوي تجاه السلطات العمومية للحفاظ على‬

‫المصالح القتصادية‪ .‬وإذا كانت بعض هذه الشركات معادية أساسا لسياسات التنمية المستدامة‪ ،‬فإن البعض منها يرى فيها إمكانية جديدة للنمو‪.‬‬

‫ًا‬
‫ًا في وجه حريتها للستثمار والبتكار و بالتالي للتنمية‪ .‬إن هذا التخوف بات حقيقي‬
‫ترى بعض المؤسسات في السياسات الوطنية والدولية للتنمية المستدامة عائق‬
‫ًا‪ ،‬خاصة في مجال التكنولوجيات الحيوية أو الصناعات النووية‪.‬‬
‫ًا في قطاعات ينعدم اليقين العلمي فيها حول المخاطر البيئوية لبعض النشطة أضحى كبير‬
‫خصوص‬
‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬ترى مؤسسات أخرى أن الشغف العام حول التنمية المستدامة يحمل معه إنفتاح أسواق جديدة‪ .‬وبتطويرها للستراتيجيات الخضراء‪ ،‬تحاول هذه‬
‫المؤسسات أن تحتل مواقع فروع خاصة للستهلك والحصول على مزايا تنافسية ضرورية لنموها ‪ ،‬وضمن هذا الخيار‪ ،‬تحاول أن تقيم تحالفات مع المنظمات غير‬
‫الحكومية‪ ،‬ول سيما في إطار تطبيق التفاقيات الطوعية )إقتصادية‪ ،‬قواعد السلوك(‪ .‬و هكذا نجد تحالف كل من "الصندوق الدولي للطبيعة" و"أنيلفر" )‪(Unilever‬‬
‫لنشاء ما يعرف بـ ))‪ ،Marine steward ship Concil‬الهيئة التي تستهدف ترقية التسيير المستدام للصيد البحري بواسطة ما يعرف بـالشهاد اليكولوجي‪.‬‬

‫خلصة الفصل الثاني ‪:‬‬


‫* ل يمكن أن يترجم التحسن البيئي الحقيقي الدائم الى واقع ملموس دون مشاركة المنظمات النابعة من قاعدة المجتمع )جراس روت ' على المستوى العالمي‬
‫* عدم المساواة في التنمية الإجتماعية ل يزال يتصاعد في العديد من البلدان خاصة ذات الكثافة السكانية المتغيرة ‪.‬‬
‫* إستنزاف الوزون العلوي سيؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض فتاكة لا براء منها وهي السرطان ونقص المناعة وأمراض الكبد ‪ ،‬وسيعيد المراض والوبئة‬
‫المنقرضة ‪ ،‬وسيؤثر على الكائنات الحية التي يستفيد منها الإنسان ‪.‬‬
‫ل تزال التفاقيات الدولية قاصرة في تحقيق الهداف المرجوة في بيئة نظيفة لذا ل بد للمجتمع الدولي من البحث عن أساليب حيوية للحفاظ على البيئة ‪ ،‬ولعل هذا‬
‫يتأتى من خلل المؤتمرات الدولية‪.‬‬
‫نتائج محتشمة لمنظمة التجارة‬

‫* النفتاحيات المحتشمة للمنظمة العالمية للتجارة في ‪ ،1997‬عند المصادقة على إتفاق مراكش‪ ،‬تزودت المنظمة العالمية للتجارة هي الخرى بجهاز يختص‬

‫ًا ميدان النشاط هذا‪.‬‬


‫بموضوع البيئة بإنشائها لجنة التجارة و البيئة‪ ،‬في حين أن أمانة الـ ‪ GATT‬أهملت دائم‬

‫‪ -‬إن المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬التي أوجدت لضبط التبادل السلعي‪ ،‬قد إصطدمت في الواقع بمسألة الترابط بين طرق تنفيذ المفكرة ‪ 21‬وبين النظام التجاري‬

‫ًا على أن المنظمة‬


‫ً للخلفات التجارية‪ .‬في الواقع‪ ،‬إذا كانت أمانة المنظمة العالمية للتجارة تؤكد أيض‬
‫المتعدد الطراف‪ .‬تبدو السياسيات البيئية أكثر فأكثر مصدرا‬

‫ليست مكلفة إل بضبط المبادلت الدولية‪ ،‬فإنه يبدو من المحتمل أن الدورات القادمة تدرج ضمنها سلسلة من القضايا العصيبة ذات العلقة مع التنمية المستدامة‪.‬‬

‫* تحسين المؤسسات الدولية للتنمية المستدامة‬


‫ًا‪.‬‬
‫ًا علمي‬
‫منح سلطة علمية‪.‬إن استخدام أدوات التنمية المستدامة يتطلب إجماع‬
‫المر يتعلق بمواجهة الطوارئ والتعامل معها‪.‬‬
‫و هذا هو المقصود من إنشاء فريق من خبراء المناخ ما بين الدول‪ ،‬مكون من عدد من العلماء‪ ،‬و الذي ل يمكن تصور وجود إتفاق إطار حول التغيرات المناخية بدونه‪.‬‬
‫و هناك جملة من التفاقيات المتعددة الطراف‪ ،‬ل سيما التفاقية المتعلقة بالتعدد البيولوجي‪ ،‬يمكنها أن تستلهم من مثل هذه الجراءات للحصول على إجماع واسع‬
‫ً )‪(OGM‬‬
‫حول المسائل محل خلفات مثل مخاطر إنتشار المورثات المرتبطة بالعضاء المعدلة وراثيا‬
‫تنسيق إستعمال الدوات القتصادية و المالية‪.‬‬
‫أصبح تطبيق التفاقيات المتعلقة بالبيئة يحتاج أكثر فأكثر إلى الستعانة بالدوات الجبائية و القتصادية‪ .‬و يمكن‪ ،‬دون شك تدعيم فعالية هذه الدوات إذا ما كانت‬
‫المؤسسات الملتزمة بها تتبادل الخبرات والتجارب فيما بينها‪ .‬كان ذلك هو جوهر إقتراح برنامج المم المتحدة للبيئة )‪ ، (PNUE‬وهو مشروع إنشاء فريق بين‬
‫الحكومات حول إستعمال الدوات القتصادية للتفاقيات الذي لم يحظ‪ ،‬مع السف‪ ،‬بإهتمام المجموعة الدولية‪.‬‬
‫إدماج القطاع الخاص و المجتمع المدني‪ :‬لقد أحرز تقدم ملحوظ في إشراك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في العملية الدولية لتخاذ القرار‪ .‬غير أن‬
‫المنظمات غير الحكومية ل زالت تشكو من نقائص ديمقراطية‪ ،‬مثل ما هو الحال في الطعن القانوني‪.‬‬
‫إن فكرة إعطاء دور مركزي لـمحكمة العدل الدولية عن طريق إنشاء غرفة بيئية لم تتكلل بالنجاح‪ ،‬والستفادة من خدمات المحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬
‫هناك إقتراحات تتعلق بإنشاء وظيفة الوساطة الدولية للبيئة‪ ،‬التي يمكن أن تتيح للمنظمات غير الحكومية التدخل لحمل الدول على تطبيق التفاقية المتعددة الطراف‬
‫ًا‪ ،‬هناك إقتراح أخير يتعلق بإنشاء شبكات دولية للكفاءة وعلى عدد محدود من الرهانات ذات الهمية الشاملة‪ ،‬التي تعمل على إشراك كل من ممثلي‬
‫))‪ . AME‬وأخير‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬القطاع الخاص والحكومات‪ .‬إن من شأن هذه الشبكات المتقاطعة أن تزيل الجمود ‪.‬‬
‫رأينا في الموضوع ‪:‬‬
‫انشأت منظمة اقتصادية جديدة تسهر تنفيذ احكام التفاقية الجديدة ‪ ،‬تصبح نافذة عام ‪ ، 1995‬وبهذا تنظم لومسي الى صندوق النقد والبنك الدولي ‪ .‬لتغلق مثلثا‬
‫للرعب‬
‫وتهدف الى تحويل القتصاد الدولي الى سوق واحدة لتعرف الحواجز الجمركية‬
‫وتجعل العالم حقل قانوني واحد تتوحد فيه القواعد القانونية الموضوعية التي تحكم العلقات التجارية الدولية ‪.‬‬
‫ومن أبرز مخاطرها على الدول النامية ‪ ،‬أنها ستعمل على احتواء اقتصادات الدول الدول النامية في اقتصاد واحد من خلل احتواء العالم في في منظمة المم المتحدة‬
‫والوكالت المتخصصة ‪ ،‬والسعي لستخدامها في تحقيق اهداف رأس المال في اطار من الشرعية الدولية ‪.‬‬
‫وستعمل على تفتيت الوحدات الوطنية للقضاء على مقاومة الدولة الوطنية للنظام القتصادي والشركات المتعددة الجنسيات ‪.‬‬
‫وستوسع الهوة والفجوة وزيادة البطالة واستبعاد فئات واسعة عن العمليات النتاجية بفعل التكنلوجيا والخوصصة ‪.‬‬
‫وتسعى الى تنظيم السوق التجارية الدولية من حيث يتضمن احكاما لتنظيم قانوني يفرض على الخرين من اطرافه احترام قواعده عند الممارسة وفرضها بواسطة‬
‫قوة الدول العظمى والمصنعة وخاصة الوليات المتحدة المريكية‬
‫ومن مبادئ المنظمة التي أقرتها نقل عن اتفاقية الجات ‪:‬‬
‫المعاملة الوطنية بالقضاء على كل تمييز ضد الواردات الجنبية ‪ .‬وهذا سيؤدي الى اقبال المواطنين على الواردات الجنبية لعتبارات نفسية تكمن في ذهنية مواطني‬
‫العالم الثالث ‪.‬‬
‫الدولة الولى بالرعاية ‪ ،‬وتوحيد السياسات الحكومية على أساس ليبرالي في ظل احتكار الدول للبحث العلمي والتكنلوجيا ‪.‬‬
‫ادخلت الزراعة في الومسي مقابل أن تدخل الخدمات المالية والمصرفية والسياحية في الومسي ‪.‬‬
‫وأعطت الدول بعض الستثناءات البسيطة والمؤقتة للدول النامية مثل ‪:‬‬
‫مكافحة الغراق ن والضرائب التنازلية لمدة عشر الى اثنى عشر سنة ‪.‬‬
‫ضمان انتاج مواد الغذائية أو السلعية ‪ ،‬وتفادي أي ضرر يقع على صناعة ما ‪.‬‬
‫الواقع القانوني ‪:‬‬
‫لقد تكامل الومسي وصندوق النقد الدولي ‪ ،‬وتوحدت الواعد الموضوعية التي تحكم عقود التبادل الدولي ‪ ،‬وتوحدت القواعد الموضوعية التي تحكم ممارسة مشاط‬
‫الخدمات مثل المحاماة والهندسة والدراسات ‪ .‬وتوحدت القواعد الموضوعية التي تحكم الملكية الفكرية ‪ ،‬وحددت السلع التي ستكون محل للتبادل ‪.‬‬
‫ان هذا الواقع لن يسمح للطبقة العاملة ان تناضل وتنتزع المكاسب من الدولة الوطنية التي باتت رهينة لمنظمة التجارة العالمية ‪ ،‬بل ان هذا النظمام سيسمح للدول‬
‫أن تتحول الى اداة قهر وقمع اكثر وعلى أستاس وبدعم دولي ‪.‬‬
‫وسيتحول العالم الى حقل قانوني واحد ‪ ،‬سيزيل الحواجز الجمركية امام حركة رأس المال وستتحول الدولة الى الدولة الخادمة والحارسة والمنظمة ‪ ،‬وستتخلى‬
‫عن سيادتها القتصادية تدريجيا لمصلحة الستثمارات والشركات المتعددة الجنسيات ‪.‬‬
‫ونلحظ بكل الحرص الواجب أن المر خطير ‪ ،‬اذ أن تنظيم العلقات القانونية لمجالت التبادل الدولي التي غطتها التفاقية العامة مستندة الى القانون النكلو‬
‫سكسوني الذي استغنى عن الحضارات الخرى اللتينية والسلمية ‪ ،‬وهو قانون مقرر لمنشئ والناس فيه على أديان ملوكهم ‪ ،‬وستعمل احتواء المستعمرات السابقة‬
‫من أجل أسواقها واليد العاملة الرخيصة وثرواتها الطبيعية وبهدف تنظيم الهجرة السرية غير المنظمة ‪ ،‬ومكافحة العنف والرهاب الدولي ‪.‬‬
‫وسوف تتوارى القواعد الوطنية المنظمة للدولة ليقتصر دورها على الحوال الشخصية والتي سوف تفرغ من محتواها الديني الى العصمة بيد الرجل والخلع‬
‫والزواج دون موافقة الولي والتبني والمرأة العزباء‬
‫الثار القانونية على الدول النامية ‪:‬‬
‫يعتبر التشريع المصدر الول في الدول النامية والتشريع مقتبس من الشريعة السلمية ول يتناقض معها ‪ ،.‬غير ان مصدر النظام النكلوسكسوني هو العرف والسوابق‬
‫القضائية وسيكرس أعراف القوياء ‪ ،‬وستجد الدول النامية نفسها في مواجهات مع الشركات المتعددة الجنسيات التي تساوي بين الجنبي والوطني على ترابه الوطني ‪،‬‬
‫خاصة في مزاولته للمهن التي ترتبط بسيادتة وطنه مثل المحاماة ‪.‬‬
‫وهناك مخاطر النزلق اللواعي في تبعية قانونية بحيث تصبح اداة التهام المصالح الوطنية ‪ ،‬ومن المحاذير المنتظرة ‪ ،‬أن الصفقات والعقود التي تبرم بواسطة‬
‫المفاوضات الدولية تستبدل بواسطة الضغوط ‪ ،‬وستؤدي حتما الى عقود الذعان أو ابرام اتفاقيات غير متكافئة ‪ ،.‬خاصة وان هذه الشركات الدولية مملوكة لكبار‬
‫المسئولين المريكيين مثل جورج بوش وتشيني ورامزفيلد وكولن باول وغيرهم‬
‫وستتشدق بحقوق النسان لتجعل من انتهاك هذه الحقوق وهي صحيحة وجزء من سياسات الدول في العالم الثالث ن حيث تنتهك هذه الحقوق بشكل منظم وممنهج‬
‫تستغل لتعطيل تطبيق مبدا الدولة الولى بالرعاية‬
‫وأخير هناك اشتراطات بان يكون ثلث رأس المال في الشركات المتعاقدة اسرائيلي حتة يتسنى ابرام العقود مع الدول العربية ‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪www. Google . com‬‬


‫لحماية البيئة ‪ ،‬سنة ‪، ( 2002‬‬ ‫د فهمي حسن أمين العلي ‪ ،‬الواقع المأمول من مؤتمر القمة العالمي حول التنمية المستدامة‪ )،‬مؤتمر جوهانسبرغ‬

‫ص؟ ‪117‬‬

‫*المعهد الدولي للتنمية المستدامة برنامج المم المتحدة للبيئة ‪ 2002 ،‬توقعات البيئة العالمية ‪. 03 ،‬‬

‫مرجع سابق ص ‪90‬‬ ‫د صلح الدين عامر ‪ :‬السياسة في عالم مضطرب‬


‫وكالة البيئة الوربية‪ ،‬القمة العالمية للتنمية المستدامة ‪) ،‬السياسة الدولية ‪،‬العدد ‪ ،( 2002 ،150‬ص؟‪118‬‬
‫مرجع سابق ص ‪90‬‬ ‫د صلح الدين عامر ‪ :‬السياسة في عالم مضطرب‬
‫وكالة البيئة الوربية‪ ،‬القمة العالمية للتنمية المستدامة ‪) ،‬السياسة الدولية ‪،‬العدد ‪ ،( 2002 ،150‬ص؟‪118‬‬

‫لمتكافئة ‪) ،‬منظمة المم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ‪ ،‬مؤشرات التنمية المستدامة ‪ ،‬بطاقة ‪ 3‬أ ‪ ، (1998،‬ص ‪.4‬‬
‫ّ‬ ‫ستيفان قينو ‪ ،‬العولمة والتنمية ال‬

‫ص‬ ‫أشرف سويلم ‪ ،‬الدرس المستفاد من إحداث سويتل ‪ ) ، 1999‬الهرام الدولي‪ ،‬العدد ‪ ،41277‬ديسمبر ‪، (1999‬‬

‫‪Hiyam Mallat, le droit de l’environnement et de l eau au Liban librairie générale de‬‬


‫‪droit et de jurisprudence e.j.a. paris 2003 p 219‬‬

‫د‪ .‬ابراهيم شلبي‪ ،‬أصول التنظيم الدولي ‪) ،‬القاهرة ‪ :‬الدار الجامعية ‪ ، ( 1985 ،‬ص ‪. 518‬‬

‫وثائق المم المتحدة‪ ،‬برنامج المم المتحدة للبيئة ‪ ،‬روما ‪ 29 -25‬نوفمبر‪2002 ،‬‬

‫الإجتماع السادس لمؤتمر الطراف في اتفاقية فيينا لحماية طبقة الوزون روما‪ 29 – 25 ،‬نوفمبر ‪2002‬‬

‫د‪ .‬الفت حسن أغا ‪ :‬العلم العربي والقضايا البيئية ‪ ،‬المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية المتجدد‬

‫)السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪ ، ( 1992 ، 110‬ص ‪. 149‬‬

‫د‪ .‬محمد سعد أبو عمرة ‪ ،‬دور العلم في معالجة قضايا البيئة‪)،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،(110،1992‬ص ‪143‬‬

‫ايمان المطيري ‪ :‬حول الثار الجتماعية والقتصادية والثقافية للعولمة – مركز البحاث في النتربولوجيا الجتماعية والثقافية وهران –الجزائر ‪2002‬ص ‪48‬‬

‫أسامة غيث‪ ،‬هل توجه الضربة القاضية لقتصاديات الدول النامية ‪) ،‬الهرام الدولي‪ ،‬السنة ‪ ،124‬العدد ‪ ، 41277‬ديسمبر ‪. (1999‬‬

‫مدبولي ‪ ، ( 2004 ،‬ص ‪. 9‬‬ ‫هيئة د‪ .‬سمير أمين ‪ » ،‬العولمة ومفهوم الدولة الوطنية « ‪ ،‬الدولة الوطنية وتحديا العولمة ‪) ،‬القاهرة ‪ :‬مكتبة‬
‫‪Caldwell d environnment labeling in therade and environnment context 1989 p 12‬‬
‫لحسن عبد المكي ‪» ،‬التجارة الدولية والبييئة علقات متناقضة« ‪)،‬منظمة المم المتحدة للتربية والعلوم و الثقافة بطاقة ‪ 5‬ب‪، (1998 ،‬ص ‪. 6-1‬‬
‫العولمة ‪) ،‬القاهرة ‪ :‬مكتبة مدبولي‪،‬‬ ‫د‪ .‬محمد دويدار‪» ،‬المنظمة العالمية للتجارة فلسفتها القتصادية وأبعادها القانونية « ‪ ،‬الدولة الوطنية و تحديات‬
‫‪ ، (2004‬ص ‪. 19‬‬

‫سنة ‪ ،9‬العدد ‪ ، ( 1985 ، 1‬ص ‪65‬‬ ‫د‪ .‬بدرية العوضي ‪ ،‬دور المنظمات الدولية في تطوير القانون الدولي للبيئة ‪ ) ،‬جامعة الكويت‪ ،‬مجلة الحقوق‪،‬‬

‫سارة مونقرويل ‪ ،‬أدوات سياسية دولية للبيئة ‪) ،‬منظمة المم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ‪ ،(1998،‬ص ‪.5‬‬

‫النظام الدولي الجديد ومستقبل المنظمة الدولية والشرعية الدولية ‪:‬‬

‫منذ انهيار التحاد السوفييتي وحرب الخليج عام ‪ 1990‬وحرب البوسنة والهرسك وما آلت اليه من جرائم ابادة وتطهير عرقي للمسلمين في جمهريا يوغسلفيا‬
‫السابقة ‪ ،‬ان هذا النظام يحمل فيطياته مخاطر على المنظمة الدولية بصفتها مستودع الشرعية الدولية ‪.‬‬
‫لقد بأ النحراف بالشرعية الدولية في حرب الخليج ‪ ،‬حيث تغاضت المم المتحدة عن عدوان اسرائيل المستمر على الدول العربية وعدم زجرها وارغامها على احترام‬
‫الشرعية الدولية نالى الوصول الى امتهانها بارغام الفلسطينيين على التفاوض مع اسرائيل من أجل الوصول الى الحكم الذاتي ‪ ،‬في حين ان الشعب الفلسطينى شعب وله‬
‫الحق في دولة مستقلة ذات سيادة أسوة بالشعب الناميبي والشعب الرتيري والشعب الفيتنامي والخ ‪....‬‬
‫وفي حرب الخليج ‪ ،‬حيث تواطأت الوليات المتحدة المريكية في نشوء الزمة ثم سخرتها واستغلتها لتحقيق اهداف عديدة اهمها ‪ :‬القضاء على العراق كقوة أساسية‬
‫ودعامة هامة للمة العربية ‪ ،‬من خلل تدمير منشآته العلمية والنووية لنها ثورة علمية قومية يمكن الستفادة منها للمة العربية ‪ ،‬ثم السيطرة على منابع النفط‬
‫وفوائده المالية ن وتدعيم اسرائيل وترسيخ أقدامها في المنطقة ‪.‬‬
‫من جهة أخرى وبعد احتلل العراق جرى تقطيع اوصاله الى منطقة كردية في الشمال وشيعية في الجنوب وسنية في الوسط ‪ ،‬ومصادرة سيادتهم ‪ ،‬وهو امر ليمت‬
‫الى الشرعية بصلة اذ من واجب الدول احترام السيادة القليمية ووحدة الراضي لكل دولة ‪ .‬وباعتراف البتاغون المريكي ان البنية الساسية في العراق قد تعرضت‬
‫لضرار أثناء حرب الخليج أكثر مما أعلن ووما تستوجبه مقتضيات الحرب‬
‫ان انشاء مناطق محظورة على الدولة العراقية الغاء كامل لسيادة تلك الدولة كما جرى في اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل باقامة مناطق منزوعة السلح ‪،‬‬
‫او مناطق عازلة تحتلها قوات دولية متعددة الجنسيات ‪ ،‬تستعمل وقت الضرورة في العدوان على الشعوب‬
‫العودة الى تحكم الدول الكبرى بما يشبه الحكومة العالمية وتجسد ذلك في العديد من المواقف ‪،‬‬
‫* فلقد أرغمت الجمعية العامة للمم المتحدة على الغاء قرارها باعتبار الصهيونية مساوية للعنصرية ‪ ،‬وحركة استعمارية تهدد السلم والمن الدوليين ‪ ،‬ان ذلك يعنى‬
‫الغاء العديد من القرارات مستقبل ‪ ،‬المر الذي يهز جذور الشرعية الدولية ويقوض منظومة حقوق النسان‬
‫*مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك‬
‫بعد تفكك يوغسلفيا اعلنت البوسنة والهرسك استقللها والتي يمثل المسلمين فيها اكثر من ‪ /70‬ن غير ان الصرب والكروات كاقلية قاموا بحرب ابادة ضد المسلمين‬
‫الذين يجب ان يختفوا من أوربا ‪ ،‬وانسحبت الجيوش الدولية ‪ ،‬وسحبت المم المتحدة مراقبيها ليجري التفاق بين الصرب والكروات على تقسيم البوسنة فيما بينهم‬
‫وحرمان الغلبية المسلمة من حقوقها ‪ ،‬وتقدم المساعدات الوربية لهم لبادة المسلمين‪ ،‬وتجويعه وحشده في معسكرات الموت وحرمانهم من مقومات الحياة‬
‫لقد انتهت المأساة بارغام المسلمين على قبول التقسيم واقامة حكم ذاتي لهم ‪.‬‬
‫ان مواقف الدول العظمى من شأنه أن يحط من قيمة المم المتحدة ‪ ،‬وانتقال بؤرة لقرار الى الدول العظمى التي ينفرد قطب واحد في تقرير السياسة الدولية‬
‫أثر النظام الدولي على دول العالم الثالث ‪:‬‬
‫تتضامن الدول الكبرى لتحجيم ماعداهاها من الدول ال خرى ‪ ،‬على أساس أنها تمثل العدل والخلق ‪ .‬فقد جرى الستيلء على أرصدة العراق وليبيا وايران ومنظمة‬
‫التحرير الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية بحجة ممارسة الرهاب الدولي‬
‫ويتكامل النظام الدولي وتوزع الدوار ‪ ،‬فتكلف الدول الوربية واليابان بالمهام الثانوية ‪ ،‬وتبقى الساسية للدولة المريكية التي لن تسمح بصعود أية قوة أخرى‬
‫تنافسها ‪ ،‬لن مصالح أوربا فوق كل شيء واعتبار ‪ ،‬وأنها كما قال الرئيس نيكسون لترغب في أن ترى أمة عربية موحدة ‪ ،‬لن اسرائيل مفضلة لديها عن سائر العرب‬
‫بأموالهم وبامكاناتهم الستراتيجية وثرواتهم الطبيعية‬
‫منظمة حلف شمال الطلسي ‪:‬‬
‫نعد هذه المنظمة التي أنشئت بمقتضى معاهدة شمال الطلنطي في ‪ 4‬افريل من منظمات الكتلة الغربية او المعسكر الغربي ‪ ،‬بالمعنى المستقر لذلك في العلقات‬
‫الدولية ‪ ،‬ولذلك فهي تضم بجانب دول أوربا الغربية دول أخرى خارج اوربا مثل الوليات المتحدة المريكية ن وكندا ‪ ،‬وهي بالمعنى القليمي الضيق ليست قاصرة‬
‫على أوربا الغربية ‪ ،‬وقد أدى ذلك الى نشوء محاولت فقهية ترمي الى تعريف القليمية في دائرة التنظيم الدولي تعريفا يسمح باستقطاب هذه الظاهرة والقول بان‬
‫القليمية لتعني فقط مجرد الروابط التي تنشأ بين دول متجاورة جغرافيا ‪ ،‬بل يمكن التأكيد بتوافرها اذا كانت المنظمة تربط بين دول متباعدة جغرافيا ‪ ،‬ولكنها‬
‫متماسكة ايديولوجيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ‪ ،‬أي تربطها روابط فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية متشابهة ومتجانسة ن وهذا هو حال الدول العضاء في‬
‫حلف شمال الطلسي ‪ ،‬وقد زادت اهمية هذا الحلف بعد انهيار حلف وارسو في عام ‪ 1991‬وتقارب جميع الدول الوربية ‪ ،‬مما ساعد على ابرام معاهدة التعاون والأمن‬
‫الأوربي التي بدأ نفاذها في ‪ 92/ 11/ 10‬مما يؤكد الدور الوربي المريكي في النظام الدولي ن ويعيده الى مرحلة الهيمنة الوربية ‪.‬‬
‫ومن ناحية اخرى ‪ ،‬فهناك تساؤل هام عن حقيقة الحلف العسكرية ومدى انسجامها مع مبادىء التنظيم الدولي القليمي التي أرساها ميثاق المم المتحدة ‪ ،‬ويرجع هذا‬
‫التساؤل الى أن ميثاق المم المتحدة في جملته ابتداء من من المقدمة وحتى الحكام الواردة في الفصلين السابع والثامن منه يهدف الى القضاء على فكرة استعمال‬
‫القوة في العلقات الدولية وتحريم حروب العتداء ن واذا كانت المنظمات القليمية ذات الهداف السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية لتتعارض مع الهدف‬
‫الساسي الذي يسعى اليه ميثاق المم المتحدة فان المر بالنسبة للتنظيمات القليمية العسكرية على النقيض ‪ ،‬لن هذه التنظيمات التي تعرف باسم الحلف العسكرية ‪،‬‬
‫قد يؤدي انتشارها الى اضعاف نظام المن الجماعي المقرر في ميثاق المم المتحدة ‪ ،‬لما قد ينشأ عن هذا النتشار من التنافس بين المناطق العسكرية المختلفة ‪ ،‬المر‬
‫الذي قد يتنتهي الى انقسام المجتمع الدولي معسكرات تزيد من حدة التوتر في العلقات الدولية ‪ ،‬ومحاولة بسط نفوذها السياسي والعسكري على المشكلت الدولية ‪،‬‬
‫ليس فقط في الحدود القليمية التي يقع فيها المعسكران المتنازعلن ‪ ،‬بل أيضا على حلول المشكلت الدولية التي تنشأ خارج هذه المناطق ‪ .‬ولقد تأكدت هذه‬
‫الحقيقة بعد أن واجه المعسكر الشرقي حلف شمال الطلنطي تكتل عسكري مقابل له هو حلف وارسو‬
‫ويهدف حلف شمال الطلنطي الى ضمان الحماية العسكرية لدول اوربا الغربية بمساعدة الوليات المتحدة المريكية وكندا ‪.‬‬
‫ويلحظ ان الحلف يرتبط بوسائل عديدة بطائفة من التفاقية الدولية ‪ ،‬ولنها تربط بين عدد من أشخاص القانون الدولي – الدول العضاء فيها – ومن ثم فهي جزء‬
‫من العلقات الدولية لهذه الدول ن وبهذا المعنى تكون الحلف العسكرية احد الموضوعات التي يهتم بها القانون الدولي العام ‪ ،‬ولكن من المؤكد ان التطبيق العملي‬
‫لنظام الحلف العسكرية يقوي من حجج المترددين في اعتبارها من المنظمات الدولية‪.‬‬
‫دور المنظمات الدولية المتخصصة في الحفاظ على الشرعية الدولية ‪:‬‬
‫لشك أن الوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬أبرز الأعضاء في المنظمات الدولية المتخصصة ‪ ،‬لذلك تعمل على اخضاع هذه الوكالت اما عن طريق افلسها ماليا ‪ ،‬او اسقاط‬
‫كبار موظفيها الذين غلبوا ضمائرهم على البقاء في مناصبهم والخنوع لمحاولت ابتزازهم ‪ ،‬ولعل أبلغ مثال لذلك ارغام المدير العام السابق لمنظمة اليونسكو على‬
‫التخلي عن منصبه وهو عالم افريقي مسلم حاول ان يحافظ على الشرعية الدولية ‪ ،‬وان تكون قرارات اليونسكو متفقة معها ‪ ،‬عندما تصدت المنظمة للجراءات‬
‫السرائيلية المتعلقة بالمسجد القصى وغيره من التراث العربي السلمي في فلسطين ن وذلك بهدمها وطمس معالمها ‪ ،‬فانسحبت الوليات المتحدة من اليونسكو‬
‫وتبعتها بعض الدول الوربية ‪ ،‬في حين امتنعت دول اوربية اخرى عن سداد التزاماتها المالية ‪ ،‬واتخذن اجراءات مماثلة ضد منظمات العمل الدولية والصحة العالمية‬
‫والغذية والزراعة كلما حاولت الوقوف ضد انتهاكات اسرائيل للشرعية الدولية ‪ ،‬واذا استمرت هذه الساسات فان ذلك قد يؤدي الى الى ان تفقد النسانية والمجتمع‬
‫الدولي صروحا هامة تعمقت جذورها وترسخت انجازاتها منذ النشأة المبكرة للتنظيم الدولي ‪ ،‬مما يشكل معول هداما للشرعية الدولية والنظام العالمي المؤسس على‬
‫دعائمها ‪.‬‬
‫غموض اهداف النظام الدولي الجديد ‪:‬‬
‫يشهد العالم انماطا جديدة في مرحلة انتقالية تتشكل فيها أنماطا جديدة من العلقات الدولية ‪ ،‬ومن ثم فان ما تشهده هذه الدورة ليس وضعا دوليا مستقرا ‪ ،‬وانما جزء‬
‫من عملية تطور مستمرة لتزال تاخذ مجراها بحيث يصعب التكهن على وجه اليقين بمستقبل العالم ونظامه في السنوات والعقود القادمة ‪ ،‬ال ان عملية التغير غير‬
‫المنقطعة هذه تتطلب تاكيد عد امور ترقى في رأينا لمرتبة الساسات التي يجدر ان تحدد ملمح صورة المستقبل ‪ ،‬وعملية التطور لبد ان تكون انسانية المضمون ن‬
‫فلتقدم ولحضارة لتنطلق من احترام النسان وحقوقه وحرياته وكرامته دون تفرقة بسبب لون او دين أو من احترام حقوق الشعوب وحضارتها ومنجزاتها وتحقيق‬
‫مطالبها العادلة ‪ ،‬وان التعاون الدولي والعتماد المتبادل على أساس من العدالة والنصاف هما أساس التطور الصحي واقتحام المستقبل ايجابيا ‪ ،‬وان الأمن والسلم‬
‫الدوليين في ظل التحديات القائمة هما مسئولية جماعية يتحمل الجميع شمال وجنوبا باعبائها والتزاماتها ‪ ،‬ومن ثم يجب ان يتقاسموا مغانمها ومردوداتها المواتية ن‬
‫وفي هذا الشان فل شك ان الدور المتعاظم لمجلس المن الدولي يفرض اعادة النظر في عضويته ونطاق مسئولياته ليكون انعكاسا صادقا للقوى الدولية والقليمية ‪.‬‬
‫وان العلقات الدولية بمفهومها الجديد يجب أن تكون متكاملة في صلبها معقولة في مضمونها ديمقراطية في اطارها ‪ ،‬وعليه فان صياغتها تتطلب المشاركة الجماعية‬
‫ن حتى تجيء معبرة عن مصالح المجتمع الدولي بمختلف عناصره تتوازن فيها الحقوق والواجبات ووتكامل السلطات والمسئوليات ‪.‬‬
‫ولشك ان العلقات الدولية في تطورها الراهن تعكس وعيا اعمق وادراكا أوسع يتداخل المستقبل والمصير ‪ ،‬مثلما تعكس تحركا ثابتا نحو الواقعية في التعامل مع‬
‫المعضلت القائمة ‪ ،‬ال انها لم تستطع ان تزيل عناصر الشك ومشاعر الحباط لدى الكثير من الدول وبخاصة في العالم الثالث ‪ ،‬بل ادت الى مضاعفتها في اكثر من‬
‫موضع وموضوع ‪ .‬واذا كانت بذور التغير تشير الى انحسار المواجهة العسكرية على المستوى العالمي ‪ ،‬فنها بلورت رواسب موروثة من التوترات القليمية والعرقية ‪،‬‬
‫وهي وان طرحت أنماطا جديدة في الموازين من القطبية الثنائية الى القطبية الواحدة ‪ ،‬ربما مرورا الى القطبية المتعددة فقد حولت معادلة المناقشة بين الشرق‬
‫والغرب الى معادلة لم تنته صياغتها بعد بين الشمال والجنوب ‪ ،‬حيث لم تتعرض ول يبدو انها تنوي التعرض بطريقة رشيدة للختلل التاريخي الهام والهائل بين‬
‫اقاليم الوفرة واقاليم الندرة‪ ،‬بين اقاليم التقدم والتخلف ‪ ،‬وهناك خشية حقيقية ان تؤدي عملية ابلتغيير الجارية ‪ ،‬ان هي جرت دون ضوابط متفق عليها ‪ ،‬الى تقنين‬
‫هذا الختلل ليكون طابعا للنظام الدولي الجديد بكل مايعنيه ذلك من اضطراب وفوضى ‪ .‬هذه الملمح من صور العالم اليوم وارهاصات العالم الغد تعكس مخاوف‬
‫جدية من سيطرة اللعدالة واللتكافؤ في العلقات الدولية ‪ ،‬سياسية وامنية واقتصادية واجتماعية ‪.‬‬
‫ون اهم عناصر بناء العصر الجديد ‪ ،‬ان نجعل من اهداف الميثاق اساسا له ‪ ،‬حتى نكون قادرين وأيضا ضامنين لكفالة العدالة وتعزيز الرقي الجتماعي ورفع مستوى‬
‫الحياة في جو افسح من الحرية ‪ ،‬كماقال السيد بطرس غالي في خطته للسلم ‪.‬‬
‫ان هذا في رأي الستاذ سرحان ونحن تلمذته هو الجوهر الحجقيقي لتطور اليجابي ‪ ،‬كما انه الجوهر الحقيقي لي نظام دولي يحرص على الستقرار ويستهدف‬
‫اقامة السلم ‪ .‬ولكن اهداف الميثاق ليمكن أن تتحقق والرغبة العارمة في كفالة العدالة وتعزيز الرقي الجتماعي والتقدم القتصادي ليمكن أن تتبلور ‪ ،‬في عصر‬
‫تنبعث فيه من جديد مؤشرات عنصرية حادة واخطار تستثار لتهدد حياة بعض المجتمعات ‪ ،‬وارهاصات لعودة التدخل الخارجي في شئون الدول والشعوب ‪ ،‬ومن هنا جاء‬
‫على رأس الهداف الساسية التي ركز عليها المين العام في خطته ‪ :‬التصدي بالمعنى الوسع لعمق أسباب التوتر أي العجز القتصادي والجتماعي ‪.‬‬
‫ويجدر ان يشكل علج هذا القصور حجر الزاوية او الساس في العصر الدولي الجديد ‪ .‬وارتباطا بذلك نشير الةى ماقله المين العام ‪ :‬من الممكن أن نلحظ مفهوما‬
‫اخلقيا مشتركا يتزايد في الظهور يشيع بين الشعوب وامم العالم ‪ ،‬ويجد تعبيرا عن نفسه في القوانين الدولية التي يعود نشوء الكثير منها الى جهد المم المتحدة ن‬
‫ان هذه العبارة تشكل في رأي الستاذ سرحان نقطة تستلزم التوقف عندها ‪ ...‬نحن في حاجة حقا الى مفهوم اخلقي مشترك ‪ ،‬فقد بقى العالم يعاني من سياسات‬
‫التفرقة العنصرية عقودا طويلة ‪ ،‬حتى حانت لحظة او فرصة التخلص منها ‪ ،‬فاذا بصراعات عرقية المغزى تثور ودعوات النقاء العرقي تنطلق ‪ ،‬مما يؤكد ان العالم ما‬
‫يزال يفتقد ثبات هذا المفهوم الخلقي المشترك او التطور الصحيح والصحي له ‪ .‬والذي يجب ان ينبنى على توافق في الرأي بين مختلف مجتمعاتنا ‪ ،‬على اطار‬
‫وقواعد تستند الى محصلة التجارب السياسية التي خضناها منذ الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬وتحليل ما تم تحقيقه وما لم يتم ‪ ،‬وما اذا كانت الوثائق العاملة في مجال‬
‫حقوق النسان قد أدت دورها ام ان الوقت حان لتطويرها او لستبدالها ‪.‬‬

‫تقييم النظام الدولي الجديد‬


‫مجلس المن نظرة على المستقبل صلح الدين عامر و تقرير بطرس غالي‬
‫عبر واضعو ميثاق المم المتحدة عن نظرتهم الى مجلس المن ‪ ،‬وأهمية الدور الذي يمكن ات يقوم به في مجال المحافظة على السلم والمن ىالدوليين في المادة‬
‫الراابعة والعشرين من الميثاق والتي نصت على ذلك في فقرتيها الولى والثانية على أن ‪:‬‬
‫رغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به المم المتحدة سريعا فعال ‪ ،‬يعهد أعضاء تلك الهيئة الى مجلس المن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ البسلم والمن‬ ‫‪-1‬‬
‫الدوليين على أن هذا المجلس يعمل نائبا عنهم في قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه التبعات‬
‫يعمل مجلس المن ‪ ،‬في أداء هذه الواجبات وفقا لمقاصد المم المتحدة ومبادئها والسلطات الخاصة المخولة لمجلس المن لتمكينه من القيام بهذه الواجبات‬ ‫‪-2‬‬
‫مبينة في الفصول ‪-12-8-6-6‬‬
‫ول ريب ان هذه النظرة الى مجلس تالمن باعتباره الجهاز التنفيذي لهيئة المم المتحدة ‪ ،‬والذي أنيط به أخطر الختصاصات ‪ ،‬اختصاص المحافظة على السلم والمن‬
‫الدوليين ‪ ،‬والتصدي للعدوان والعمل على قمعه ‪ ،‬ومنح في سبيل ذلك أخطر السلطات التي تتيح له أن يعمل عمل مباشرا باستخدام القوة المسلحة باسم المجتمع‬
‫الدولي الذي يمثل المم المتحدة بنيانه التنظيمي ‪ ،‬هذه النظرة هي التي فرضت تكوينم مجلس المن من عدد محدود من الدول العضاء حيث بدأ باحدى عشر دولة ثم‬
‫ارتفع العدد الى خمس عشر دولة ‪ ،‬وفي الحالين ركزت السلطات الحقيقية في أيدي ذلك العدد المحدود من الدول والذ ليتعدى أصابع اليد الواحدة ‪ ،‬والتي منحت‬
‫عضوية دائمة بالمجلس والتي تمتعت أيضا بحق العتراض على أي قرار يصدر عن المجلس في مسألة موضوعية بحيث شكلت الدول الخمس الدائمة العضوية في‬
‫المجلس منذ البداية ومن الناحية النظرية على القل حكومة واقعية للعالم ‪.‬ومن هنا كان حرص الميثاق على أن يكفل لمجلس المن أقصى قدر من الحترام أمام ما‬
‫يصدر عنه من قرارات ‪ ،‬حيث نصت المادة الخامسة والعشرين على أن " يتعهد أعضاء المم المتحدة بقبول قرارات مجلس المن وتنفيذها وفق هذا الميثاق "‪ .‬كما‬
‫كفلت المادة الثامنة والعشرون قدرا كبيرا من حرية الحركة للمجلس تتناسب وتتلءم مع جسامة المهام الملقاة على عاتقه بنصها على ‪:‬ينظم مجلس المن على‬
‫وجه يستطيع معه العمل باستمرار ‪ ،‬ولهذا الغرض يمثل كل عضو من أعضائه تمثيل دائما في مقر الهيئة ‪ .‬كما عهدت المادة السادسة والعشرين الى مجلس المن‬
‫بمهام بالغة الهمية والخطورة في مجال تنظيم التسليح حيث نصت على أنه " رغبة في اقامة السلم والمن الدوليين وتوطيدهما بأقل تحويل لموارد العالم النسانية‬
‫والقتصادية الى ناحية التسلح ‪ ،‬يكون مجلس المن مسئول عن بمساعدة لجنة أركان الحرب المشار اليها في المادة ‪ 47‬عن وضع خطط تعرض على أعضاء المم‬
‫المتحدة لوضع منهاج لتنظيم التسليح ‪.‬‬
‫لشك أن سنوات الحرب الباردة التي هيمنت على المساحة الزمنية الغالبة من عمر المم المتحدة حتى الن قد انعكست سلبا على فاعلية دور مجلس المن في مواجهة‬
‫كثير من المشاكل الدولية الساخنة‪ ،‬وحسبنا أن نشير الى عجز مجلس المن الدولي عن اصدار قرارات ليواجه بها بعض المشاكل الحادة التي واجهت المم المتحدة‬
‫والتي كانت وراء مبادرة الجمعية العامة للمم المتحدة في عام ‪1950‬الى اصدار ما يعرف بقرار التحاد من اجل السلم وهو القرار الذي نقل سلطات مجلس المن‬
‫الدولي الى الجمعية العامة في تلك الحوال التي يعجز فيها مجلس المن عن اتخاذ قرار بصدد مسألة من المسائل التي تهدد السلم والمن الدوليين‪.‬‬
‫وهذا القرار والدور الذي قامت به الجمعية العامة وان كان قد نجح في احتواء بعض المشاكل والزمات الحادة مثل أزمة العدوان الثلثي ضد مصر في عام‬
‫‪1956‬حين اعتدت ثلث دول على مصر‪ ،‬فرنسا بسبب دعم مصر للثورة الجزائرية‪ ،‬وبريطانيا بسبب تأميم قناة السويس واسرائيل بسبب دعم مصر للفدائيين‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬فانها لم تفلح في أزمات أخرى كثيرة ولعل حرب يونيو ‪ 1967‬واستمرار بعض آثارها الى يومنا هذا حيث ترفض اسرائيل تطبق قرار مجلس المن‬
‫الدولي ‪ 242‬والذي يقضي بانسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من جوان ‪ 1967‬ان ذلك يكشف السلوب الذي آثر مجلس المن أن يعالج بعض المواقف معالجة تحتسب‬
‫لتحقيق الحد الدنى من التفاق بين العضاء الدائمين‪ ،‬حتى ولو كان ذلك على حساب الدور الذي ينبغي له أن يضطلع به‪.‬‬
‫ولئن كان من المتفق عليه بواجه عام أن مجلس المن قد أصابه العجز والشلل ابان الحرب الباردة ‪ ،‬بحيث بدد المال التي عقدت عليه على مدى العقود الربعة‬
‫المنصرمة على القل ‪ ،‬فان بداية عقد التسعينات ‪ ،‬وقد شهدت انقضاء الحرب الباردة ‪ ،‬عرفت نوعا من التجاه الجديد الذي يحاول به مجلس المن أن يظهر بوصفه‬
‫الجهاز التنفيذي القوي للمم المتحدة ‪ ،‬وقد تجلى هذا التجاه الجديد في القرارات التي أصدرها بصدد أزمة الخليج في عام ‪ 1991-1990‬والتي نجمت عن الغزو‬
‫العراقي للكويت ‪ ،‬والتي أثار البعض منها وخاصة القرار ‪687‬الكثير من الجدل والتساؤل حول مدى التزام المجلس بحدود سلطاته المقررة طبقا للميثاق ‪ .‬ثم مالبث‬
‫المجلس أن قفز خطوات في ذات السبيل عندما فوجئ العالم بالقرارين ‪ 731‬و ‪748‬بشأن الزمة الليبية ‪ /‬الغربية ‪ ،‬حيث خلط المجلس الوراق السياسية بالوراق‬
‫القانونية ‪ ،‬وتصدى بمعالجة سياسية خالصة لمسائل قانونية بحتة ‪ ،‬وهو المر الذي خرج به مجلس المن على السوابق التي أرساها بصدد حالت أخرى كثيرة ‪.‬‬
‫واذا كانت هذه القرارات قد تعرضت للنتقاد الجاد في مناسبات عديدة وفي أنحاء متفرقة ‪ ،‬فقد كان من المفهوم بصفة عامة أن هذه القرارات ما كان لها أن‬
‫تصدر لول ان الحرب الباردة قد طويت صفحتها ‪ ،‬وأن شبح الفيتو في مجلس المن الدولي قد توارى وراء أوضاع وحسابا جديدة جعلت التحاد السوفييتي السابق ) )او‬
‫وريثته روسيا التحادية ( يقف في صف واحد مع الدول الغربية ‪ ،‬وجعلت الصين تتريث كثيرا قبل التفكير في القدام على استخدامه ‪ ،‬وهي تتعامل مع معطيات‬
‫جديدة رتبتها الوضاع المفاجئة في أوربا الشرقية والتي توجت باختفاء التحاد السوفييتي من الخريطةو السياسية لعالم اليوم ‪.‬‬
‫واذا كان الحساس البعام في أوساط دول العالم الثالث بصفة خاصة قدتراوح بين أمل في دعم دور المم المتحدة ومجلس المنبوجه خاص ‪ ،‬وبين مخاوف متزايدةمن‬
‫أن ينقلب مجلس المن الى اداة في أيدي الدول الكبرى وخاصة الوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬فان مواقف وتعقيبات دول العالم الثالث ورجال القانون فيها على أول قمة‬
‫عقدها مجلس المن في نهاية شهر يناير جانفي ‪ 1992‬على مستوى رؤساء الدول العضاء بالمجلس مناسبة قد تبددت فيها تلك المال ‪.‬‬
‫ذلك لنه كان أول ما يلحظ على هذه القمة والبيان الختامي الصادر عنها أنها اعلن رسمي بان صفحة الحرب الباردة قد طويت ولو الى حين ‪ ،‬فاجتماع رؤساء دول‬
‫وحكومات العضاء الخمسة الدائمين وهم قاب قوسين او أدنىمن يكونوا على قلب رجل واحد ‪ ....‬أمر أدهش العالم الذي اعتاد على مدى العقود المنصرمة ‪ ،‬أن يشهد‬
‫مجلس المن ساحة تتبدى فيها أعنف الخلفات بين هذه الدول ‪ ،‬أو بين الكتلتين المتصارعتين فيها ‪ -‬الشرقية والغربية – ثم تتبارز فيه بحق العتراض الفيتو – كي‬
‫تجهض أي محاولة لمجلس المن للقيام بمهامه المقررة بموجب أحكام الميثاق والفصل السابع منه بوجه خاص ‪ ،‬والمتعلق بوقوع عدوان أو اخلل خطير بالسلم‬
‫والمن الدوليين ‪.‬‬
‫فإن قدرة مجلس المن على اصدار قرارات ماكان يستطيع أن يصدرها ابان الحرب الباردة ‪ ،‬مثلما حدث في حرب الخليج ‪ ،‬وخاصة بانلسبة للشروط الثقيلة التي‬
‫فرضت على العراق كشروط لوقف اطلق النار أو بالنسبة لقراريه بشأن الزمة الليبية – الغربية ‪ ،‬قد جعلت النظار تنظر لقمة مجلس المن الدولي ولما تشير اليه‬
‫من توجهات بغير قليل من القلق والنزعاج ‪ ،‬لما يمكن أن يسفر عنه هذا التوجه بالنسبة للعديد من دول العالم الثالث التي تحاول أن تقود مسيرتها وسط أنواء‬
‫وعواصف عالم يموج بالتغيير بعد التحولت الكبرى التي شهدها في العوام ‪ ،‬بل في هذه الشهور الماضية ‪.‬‬
‫ومن هنا فان الوقوف طويل عند البيان الذي أصدرته قمة مجلس المن الدولي بالتحليل والدراسة يمكن أن يكون على جانب غير قليل من الهمية ‪.‬‬
‫ول شك أن من ابرزها ماورد في البيان ‪ ،‬العلن عن أن اجتماع مجلس المن للمرة الولى على مستوى القمة قد جاء ادراكا من الدول العضاء لحقيقة الظروف‬
‫الدولية المواتية التي يمكن أن يبدأ فيها مجلس المن مارسة أكثر فاعلية لمهمته الساسية ‪ .‬وهي حفظ السلم والمن الدوليين ‪ .‬وطلب مجلس المن على مستوى‬
‫القمة من الكتور ؤبطرس غالي المين العام لهيئة المم المتحدة ان يقدم تقريرا يتضمن توصياته ومقترحاته بشأن دعم وتقوية دور المم المتحدة في مجال '‬
‫الدبلوماسية الوقائية ' التي تعني صنع السلم في العالم ‪ ،‬وطالب البيان المين العام للمم المتحدة أن يضمن تقريره أسباب عدم الستقرار والسباب المحتملة‬
‫والتكاليف المادية والفنية اللزمة لقيام المنظمة بهذا الدور الصيل من أدوارها ‪ ،‬وأكد البيان تأييد الدول العضاء في مجلس المن لعملية السلم في الشرق الوسط‬
‫التي تقودها الوليات المتحدة تالمريكية وروسيا التحادية ‪ ،‬وتأمل في الوصول بها الى نهاية ناجحة على أساس قراري مجلس المن ‪ 242‬و ‪ 388‬وأعرب بيان القمة‬
‫عن استعداد الدول العضاء العمل على تشجيع السلم والستقرار خلل فترة التغيرات الهائلة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن ‪ ،‬وما تنطوي عليه من أخطار تهدد‬
‫السلم والمن الدوليين ‪.‬‬
‫ودعا المجتمع الدولي الى العمل الدؤوب في المجالت القتصادية والنسانية والبيئة ‪ ،‬لن المشاكل الضخمة التي يواجهها العالم في هذه المجالت تشكل تهديدا حقيقيا‬
‫للسلم والمن الدوليين ‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى أعرب البيان عن القلق البالغ ازاء أعمال الرهاب وبضرورة مواجهتها مواجهة فعالة ‪ .‬وأكد البيان ضرورة تسوية وحل جميع المنازعات بين الدول‬
‫وفقا لميثاق المم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ‪.‬‬
‫ولئن كان ما سلف جميعه مضافا اليه اعلن القمة عن اللتزام بالمن الجماعي في عبارات حاسمة والعزم على وضع السلم وصيانته يعبر عن مبادئ لخلف عليها ‪،‬‬
‫فان الكثير من المخاوف قد أثارها ما ورد في البيان حول نزع السلح وتحديد السلحة وأسلحة الدمار الشامل والتي جاء بها ‪ " :‬قي حين يدرك أعضاء مجلس المن‬
‫ادراكا تاما مسئوليات أجهزة المم المتحدة الخرى في ميادين نزع السلح وتحديد السلحة وعدم انتشارها فهم يؤكدون من جديد المساهمة الحاسمة التي يستطيع‬
‫التقدم في هذه المجالت أن يسهم بها في صون السلم والمن الدوليين ويعربون عن التزامهم باتخاذ خطوات محددة لتعزيزظ فعالية المم المتحدة في هذه المجالت ‪.‬‬
‫ويؤكد أعضاء مجلس المن ضرورة ان تقوم جميع الدول العضاء بالوفاء بالتزاماتهاالمتعلقة بالحد من السلحة ونزع السلح وان تمنع انتشار كافة أسلحة التدمير‬
‫الشامل بجميع جوانبه ‪ ،‬وأن تتجنب تكديس ونقل السلحة على نحومفرط ومخل بالستقرار وان تسوي بالوسائل السلمية أي نزاع في هذه المسائل يهدد أو يعطل‬
‫المحافظة على الستقرار القليمي والعالمي ‪.‬‬
‫ويؤكدون أهمية قيام الدول المعنية في وقت مبكر بالتصديق على جميع الترتيبات الدولية والقليمية للحد من السلحة ةتنفيذها لسيما المحادثات المتعلقة‬
‫بتخفيض السلحة الستراتيجية ومعاهدات السلحة التقليدية في اوربا ‪.‬‬
‫ويشكل انتشار كافة أسلحةالتدمير الشامل تهديدا للسلم والمن الدوليين ويلتزم أعضاء المجلس بالعمل على منع انتشار التكنلوجيا المتعلقة ببحوث هذه السلحة‬
‫وانتاجها وباتخاذ الجراءات اللزمة المناسبة لبلوغ هذه الغاية ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالنتشار النووي ينوهون بأهمية القرار الذي اتخذته بلدان كثيرة بالنضمام الى معاهدة عدم النتشار ويؤكدون الدور الساسي لضمانات الوكالة‬
‫الدولية للطاقة الذرية الفعالة تماما في تنفيذ هذه المعاهدة ‪ ،‬وكذلك أهمية التدابير الفعالة للرقابة على الصادرات وسيتخذ أعضاء المجلس التدابير المناسبة في‬
‫حالة أي انتهاكات تخطرهم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ‪ ،‬وفيما يتعلق بالسلحة الكيمياوية يؤيد أعضاء المجلس جهود مؤتمر جنيف للتوصل الى اتفاق بشأن‬
‫عقد اتفاقية شاملة بنهاية عام ‪ 1992‬بما في ذلك نظام التحقق من أجل حظر السلحة الكيماوية ‪ ،‬وفيما يتعلق بالسلحة التقليدية يحيطون علما بتصويت الجمعية‬
‫العامة المؤيد لوضع سجل في المم المتحدة لعميات نقل السلحة وذلك كخطوة أولى ويدركون في هذا الصدد أهمية قيانم جميع الدول بتزويد المم المتحدة‬
‫بجميع المعلومات المطلوبة في قرار الجمعية العامة ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من الصياغة البراقة لهذه الفقرات فانها تكشف عن اتجاه نحو تقليم أظافر الدول الصغيرة أو متوسطة القوة نظرا للقيود التي ستفرض على امكانيات‬
‫انتاجها للسلحة أو الحصول عليه وهو امر يمكن أن يؤدي الى نتائج بالغة الخطورة فيما لو نفذ مجلس المن بتشكيله الحالي ‪ ،‬وفي ضوء الوضاع الدولية الحالية ‪،‬‬
‫هذه السياسة الجديدة التي يمكن ان تكون لها معقبات بالغة الخطورة ‪.‬‬
‫واذا كان الجماع يكاد ينعقد بين الباحثين والمحللين على ان هيئة المم المتحدة تمر في الوقت الحالي بمنعطف مهم سيؤدي الى زيادة دورها في اطار ما يطلق عليه‬
‫النظام العالمي الجديد الذي تتشكل ملمحه في الوقت الراهن – ويتنبأ هؤلء بان تطورات مهمة لبد لها أن تطرأ في المستقبل القريب على بنيان هيئة المم المتحدة ‪،‬‬
‫وعلى فاعلية دورها في الحياة الدولية – فان مجلس المن هو في القلب من هذه التطورات ‪ .‬وقد جاءت مقترحات الرئيس السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف في‬
‫خطابه الذي ألقاه مؤخرا في جامعة وسمنستر بمدينة فالتون بولية ميسوري في الوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬آخر وأحدث الملحظات والتعقيبات في هذا الصدد ‪.‬‬
‫وتكمن أهمية مقترحات الرئيس السابق جورباتشوف وملحظاته في أنه القى بها في نفس الموقع الذي القى به رئيس الوزراء البريطاني تشرشل عام ‪ 1946‬وأعلن فيه‬
‫أن ستارا حديديا قد نزل الى أوربا ‪ ،‬وأن العالم قد انقسم الى عالمين أحدهما رأسماتلي والخر شيوعي ‪ ،‬وهذا الستار الحديدي وما ترتب عنه من حرب باردة استمرت‬
‫ما يربو على أربعة عقود كاملة ‪ ،‬كان له أسوأ الثر على دور هيئة المم المتحدة وفاعلية دورها وهيبة جهازها التنفيذي الرئيسي مجلس المن الدولي ‪.‬‬
‫وجاء غورباتشوف ليعلن من نفس المكان والى جواره تمثال ونستون تشرشل صاحب الستار الحديدي – أن العالم قد أصبح عالما واحدا لغالب فيه ول مغلوب‬
‫وأنه يحلم أن الشيوعية قد تحققت لكن بطريقة أخرى ‪ ،‬وأن التحاد السوفييتي والوليات المتحدة قد اضاعا فرصا نادرة عندما دخل في حرب باردة بينهما ‪ ،‬وكان‬
‫من الممكن أن تتعاون الدولتان ‪ ،‬ووصف جورباتشوف المرحلة الراهنة التي يمر بها العالم نقطة انطلق وتغيير في كل أنماط العلقات الدولية ‪ ،‬ومرحلة ارتقاء في‬
‫العلم والمعرفة والحضارة والتطور الجتماعي ‪ ،‬ونادى بضرورة قيام عالم جديد تتكامل فيه الحضارات والثقافات والقتصاد والمن والتطور ‪.‬‬
‫غير ان غورباتشوف تجاهل حقيقة أساسية ان العالم ينقسم الى عالم الغنياء والفقراء عالم الشمال والجنوب‪ ،‬عالم تمتلك فيه الدول الغنية السلحة والتكنلوجيا والعلم‬
‫والموال‪ ،‬وعالم فقير يمتلك اليدي العاملة والسواق والثروات المنهوبة والحروب الهلية بفعل التخلت الخارجية والدفع للتسليح‪.‬‬
‫إن هذه المقترحات المهمة تعبر عن حقيقة مهمة وهي أن العالم المعاصر سيما في القرن الحالي قد عرف انشاء منظمة دولية عالمية في أعقاب حرب كونية ‪،‬‬
‫وان العصبة قامت بعد الحرب العالمية الولى ‪ ،‬فثمة تساؤل يطرح ‪ ،‬هل أن الوقت حان لقامة تنظيم جديد يأخذ بعين العتبار مكانة دول العالم الثالث وما طرأ على‬
‫العالم ؟‬
‫المر الذي يحتم اعادة النظر في هياكل المم المتحدة وخاصة مجلس المن الدولي وتوسيعه واضافة دول عملقة مثل اليابان وامانيا والهند واندونوسيا‬
‫أم ثمة حاجة الىقيام منظمة جديدة ؟‬
‫ويختم البيان ان العالم يمتلك فرصة افضل لتحقيق السلم والمن الدوليين منذ تاسيس المم المتحدة في الجهود التي تبذلها لبلوغ ذلك الهدف وذلك لمعالجة كافة‬
‫المشاكل الخذه في التكاثر والمتعلقة بالتنمية القتصادية والجتماعية بصورة عاحلة ‪ ،‬وهم يدركون السلم والرخاء لينفصمان ‪ ،‬وأن السلم والستقرار الدائمين‬
‫يتطلبان تعاونا دوليا فعال من أجل القضاء على الفقر والعمل على توفير حياة أفضل للجميع في ظل حرية أكبر ‪.‬‬
‫كما أعلنت القمة التزام الدول بنظام المن الجماعي كما ورد بميثاق المم المتحدة حيث أكد أعضاء المجلس من جديد التزامهم بنظام المن الجماعي المنصوص‬
‫عليه في الميثاق لمعالجة الخطار التي تهدد السلم وتمنع العدوان ‪.‬‬
‫واذا كان غورباتشوف قد لمس موضوعات تثير انشغالت المفكرين والمحللين المشتغلين في مجال المم المتحدة ‪ ،‬ال وهو ضرورة احداث تغييرات واجراء تعديلت‬
‫في البنيان التنظيمي لهيئة المم المتحدة كي تستطيع الضطلع بالمهام الموكولة اليها في هذه المرحلة المهمة ‪،‬ة ودعوته بصفة خاصة الى توسيع دائرة العضوية‬
‫في مجلس المن بوصفه أهم أجهزة المنظمة الدولية والى انشاء هيئة جديدة تابعة له تعمل على تسوية المنازعات الدولية المتفجرة ‪ ،‬تعبر عن تصوره لدور أكثر‬
‫فعالية للمم المتحدة في المستقبل ‪.‬‬
‫ان دول العالم الثالث وان كانت ترحب باحداث تعديلت على ميثاق المم المتحدة تكفل لها مزيدا من الفعالية فانها ترقب المستقبل بمزيد من الحذر ‪ ،‬آملة في النهاية‬
‫أن يكون عمل المم المتحدة لصالح جميع الدول بما فيها شعوب العالم الثالث ‪ ،‬وليس لصالح مجموعة دون أخرى وبال تنقلب الى حكومة عالمية تفرض ارادة القوياء‬
‫على الضعفاء ‪.‬‬
‫ومن هنا فان الجهود الحالية الرامية الى تحديد ملمح دور المم لمتحدة ينبغي لها بالضروةرة ان تفسح مجال واسعا لحوار تشارك فيه جميع التيارات والثقافات‬
‫والحضارات والتكتلت القليمية بهدف الوصول الى تصور مشترك للشكل المثل الذي ينبغي ان تكون عليه المم المتحدة في المستقبل شكل ومضمونا كي تغدو بحق‬
‫أداة مشتركة تلتقي فيها ارادات شعوب العالم ودوله من أجل العمل على تحقيق عالم أفضل يسوده السيلم وتتحقق فيه المساواة بين الدول والشعوب ويتحرر فيه‬
‫الفراد من الفاقة والجوع والخوف ‪.‬‬
‫واذا كانت هذه النظرة الى المم المتحدة بصفة عامة فان النظرة الى مجلس المن الدولي بصفة خاصة وبخصوصية بالغة ‪ ،‬ذلك لن المأمول أن يحدث من‬
‫التعديل على تشكيل مجلس المن ما يفسح مجال اوسع للمشاركة بحيث يضم في عضويته عددا من الدول يتناسب طرديا مع عدد العضاء في المم المتحدة ‪ ،‬فليس‬
‫من المعقول أن يكون عدد العضاء في المجلس احدى عشر عضوا عندما كان عدد أعضاء الجمعية العامة احدى وخمسين دولة ‪ ،‬وثبت رقم العضوية خمسة عشر عضوا‬
‫منذ عام ‪ ،1968‬في الوقت الذي ثبت فيهىعدد أعضاء المم المتحدة ما يقرب من مائتي دولة ‪ ،‬وأن يحث تطورا على نوع العتراض بالغاء الحق او بتقريره الى عدد من‬
‫الدول وان يحصر في مسائل محددة لعله ينجح في ترشيد مجلس المن في ممارساته واختصاصاته المقررة بموجب الميثاق ‪ .‬ان بقاء المجلس بصيغته الحالية‬
‫واستمرار سياسته الراهنة التي تمثل نوعا من الحكومة العالمية الواقعية المحدودة النطاق ‪ ،‬فانها ستثمر على مراليام مزيدال من المرارة لدى دول وشعوب غالبية‬
‫أعضاء المم المتحدة ‪ ،‬وستؤدي بمجلس المن الى أن يكون أداة باطشة شديدة البأس في يد هذا العدد المحدود من الدول العضاء الدائمة العضوية فيها وعلى رأسها‬
‫الوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬وقد تؤدي التداعيات الى صيرورة مجلس المن يدا حديدية وجسدا هشا هزيل يبطش بها أينما أراد ‪ ،‬ولكن هذا الجسد العليل سينهار مع‬
‫أول ضربة توجه اليه حتى ولو كانت خبطة عشوائية من اليد الحديدية التي ركبت فيه بغير اتقان او تنسيق ‪ .‬من صفحة ‪ 0232-219‬صلح الدين عامر‬
‫تقييم النظام الدولي الجديد‬
‫ل شك أن التنظيم الدولي بالمعنى الضيق ‪ ،‬يقوم على أساس وجود وحدات قانونية متميزة عن الدول ‪ ،‬وهناك عنصران ضروريان لقيام المنظمة الدولية ‪ ،‬وهما‬
‫عنصر التنظيم والعنصر الدولي ‪ ،‬والهدف من التنظيم رعاية المصالح المشتركة ‪.‬‬
‫وللمنظمة ارادة مستقلة عن ارادة أعضائها ‪ ،‬ولكن يلحظ التناقض بين التحليل القانوني لما يجب أن تكون عليه المنظمة الدولية وما وصل اليه العمل بخصوص‬
‫التطبيق العملي‬
‫صلح الدين عامر ‪ ،‬النظام الدولي في وضع مضطرب ‪ ،‬السياسة الدولية العدد السنة ‪2004‬‬
‫بطرس بطرس غالي ‪ ،‬تقرير المين العام للمم المتحدة الى الجمعية العامة للمم المتحدة حول وعية المجتمع الدولي سنة ‪1995‬‬

‫تتسم المرحلة الحالية من عمر المجتمع الدولي بأنها مرحلة التنظيم الدولي‪ ،‬امتدت إلى كافة مناطق العالم لتقام منظمــات دوليــة ومتخصصــة‪ ،‬اختصــت‬
‫بتعزيز العمل الجتماعي‪ ،‬والمشاركة في حل العديد من المنازعات التي ثارت بين أعضائها‪.‬‬
‫وأيا كان المر‪ ،‬فإن الشيء الذي ل خلف فيه بين جمهور المشتغلين في مسائل القانون الدولي والعلقات والتنظيم الدولي‪ ،‬فإن العالم وقف على أعتاب‬
‫مرحة جديدة ستؤثر على مسار حركة الحداث وأنماط التفاعل بين القوى والمجتمعات السياسية الدولية والعالمية والقليمية على حد سواء ‪ ،‬غير أن المقطوع‬
‫بصحته أن تأثيراته قد أخذت تظهر بشيء من الوضوح بالنسبة إلى بعض مجالت منها العلقة بين المم المتحدة والمنظمات القليمية‪ ،‬وبدأت التصورات المختلفة‬
‫لشكل العلقة المستقبلية‪ ،‬وهل هناك إمكانية للتصدي للمشكلت الدولية كالبيئة والتلوث والطاقة والسيدا والرهاب والتنمية‪ ،‬وبدأت الدراسات الستراتيجية حول‬
‫الدور التكميلي أو اللحاقي للمنظمات القليمية ومدى ملئمة لطار القانوني بشأن علقة هذه المنظمات في الواقع الدولي الراهن‪ ،‬وهل يجب علينا نبحث عن أهميتها‬
‫من حيث هي مصدر قوة أم ضعف للمنظمة الدولية والتنظيم الدولي؟‬
‫لذا سنركز في مسألتين‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫الولى‪ :‬مكانة التنظيم القليمي في التنظيم الدولي‪.‬‬
‫‪ -1‬أن التنظيم القليمي بحكم وجوده في منظمة جغرافية معينة ومحدودة مكانيا عادة ما يكون أكثر قدرة على التعامل اليجابي مع قضايا المنظمة ومشكلتها‪.‬‬
‫‪ -2‬يساعد على إبعاد المنظمة التي توجد فيها المنظمة القليمية عن الصراع الدولي للقوى الكبرى‪.‬‬
‫‪ -3‬يخفف العبء عن كاهل التنظيم الدولي ويقسم العمل والدوار كما في المجتمعات الداخلية‪.‬‬
‫‪ -4‬هو اعتراف بأمر واقع فعل‪ ،‬ول يمكن إنكار هذه الحقيقة والروابط التي تربط بين المجموعات القليمية‪ ،‬العربية‪ ،‬الفريقية‪ ،‬الوروبية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الدور السلبي للمنظمات القليمية‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫يرى أنصار هذا التجاه أن القليمية عامل إضعاف وتجزئة وتفتيت للمنظمة الدولية أو للتنظيم الدولي‪.‬‬
‫فهي ل تستطيع أن تقدم حلول للحلول والمنازعات بدليل أن بعض التنظيمات تؤثر الذهاب إلى محكمة العدل الدولية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إنه في الوقت الذي يتلحم العالم وتتوحد الشعوب وتقام العلقات القتصادية الدولية تعمل تلك المنظمات القليمية على تفتيت الوحدة وتجزئة‬ ‫‪-2‬‬
‫العمل الدولي وتعقيد المشاكل‪.‬‬

‫ناصيف حتي القليمية الجديدة في فترة ما بعد الحرب العالمية الباردة مركزدراسات الوحدة العربية ‪1996‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعيد الدقاق‪ :‬المنظمات الدولية دار الشباب السكندرية ‪1998‬‬ ‫‪2‬‬


‫إن بعض الدول المتجاورة جغرافيا تحكمها عداوات حدود راسخة تاريخيا بينها غير قابلة للتراجع أن أي مدخل لحل مشكل هو عالمي لن فكرة‬ ‫‪-3‬‬
‫القليمية تتعارض مع المصالح الدولية‪.‬‬
‫وفي الحقيقة أن كل الرأيين ل يخلو من موضوعية وتكامل‪ ،‬وأن التعارض بينهما مؤقت وعارض وهي من العوامل الهامة التي تزيد من فعالية التنظيم‬
‫الدولي‪.‬‬
‫استقرار المنظمات القليمية في المجتمع الدولي‪:‬‬
‫ورد في ميثاق عصبة المم في المادة ‪ 21‬أنه ل تعتبر متعارضة مع عهد العصبة أي من التعهدات الدولية …‪.‬‬
‫وواضح من هذا النص أن عهد العصبة قد أجاز إمكان إنشاء تنظيمات إقليمية بجانب العصبة‪ ،‬شريطة أل تتعارض مع عهد العصبة ذاتها‪ ،‬وبين المنظمات‬
‫القليمية‪.‬‬
‫غير أن القليمية‪ ،‬كانت واضحة جلية في ميثاق المم المتحدة‪ ،‬حيث أفرد لها فصل كامل أسمتها الترتيبات القليمية‪ ،‬فاستقر الطار القانوني المنظم‬
‫للعلقة بين المنظمات القليمية والدولية‪ ،‬بل وأصبحت جزء من النظام الدولي‪ ،‬سيما أن الميثاق ل يمانع من إنشاء منظمات إقليمية تعالج مسائل متعلقة بالسلم والمن‬
‫القليمي كجزء من المن الدولي‪ ،‬غير أن الميثاق نظم هذه العلقة‪ ،‬برخصة تمنحها المنظمة الدولية من مجلس المن والذي يجب أن يكون على علم بالجراءات‬
‫المتخذة في مسائل كثيرة أبرزها‪:‬‬
‫التسوية السلمية للمنازعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدور الزجري أو الكراهي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العلقات الدولية في التنمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مسائل حقوق النسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫أول‪ :‬تسوية النزاعات بالطرق السلمية‪:‬‬
‫أكد ميثاق المم المتحدة في المواد)‪ (52‬على أنة يبذل أعضاء المم المتحدة الداخلون في مثل هذه التنظيمات أو الذين تتألف منهم هذه الوكالت كل جهدهم‬
‫لتدبير الحل السلمي للمنازعات المحلية عن كريق التنظيمات القليمية أو بواسطة هذه الوكالت القليمية‪ ،‬وفي فقرة تالية على مجلس المن الدولي أن يشجع‬
‫على الستكثار من الحل السلمي لهذه المنازعات المحلية بطريق التنظيمات القليمية أو بواسطة هذه الوكالت‪ ،‬تلك الوكالت القليمية بطلب من الدول التي‬
‫يعنيها المر بالحالة من جانب مجلس المن‪.‬‬

‫و قد أثار هذا النص تغيرات متباينة‪ ،‬فهل الدول ملزمة باللجوء إلى مجلس المن الدولي‪ ،‬هل الهدف طلب المعاونة‪ ،‬أم أن أعضاء التنظيم عليهم بذل جل‬
‫جهودهم لحل المشاكل قبل اللجوء إلى مجلس المن‪ ،‬سيما أن الخير أعطاها الضوء الخضر لحل منازعاتها سيما أنه قد سهل العلمية بتحديد الوسائل التي يمكن‬
‫اللجوء إليها لحل تلك الزمات‪ ،‬وهي مسألة يمكن اعتبارها تكييف قانوني أو‪ ،‬وإلزام قانوني ثانيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العلقة إكراهية زجرية‬
‫جاء في المادة)‪ (53‬من الميثاق‪ ،‬أن مجلس المن يستخدم هذه التنظيمات والوكالت القليمية في أعمال القمع كلما رأى ذلك ملئما‪ ،‬ويكون ذلك تحت إشرافه‪،‬‬
‫وعلى المنظمات أل تقوم بأي عمل بغير المجلس‪ ،‬باستثناء تلك الجراءات التي تمنع العدوان من جانب أية دولة من تلك الدول‪ ،‬ومن هنا تتحدد العلقة على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪-1‬مجلس المن الدولي‪ ،‬الجهاز الساسي الذي كلف بمسؤولية حفظ و المن الدوليين‪ ،‬والذي يقرر متى يمكن اللجوء إلى القوة العسكرية‪ ،‬ويضعوها تحت تصرفه‪ ،‬أو‬
‫يعهد إلى عدد من الدول العضاء مثل دول التحالف وهي مسألة من اختصاص المجلس الذي يقرر ذلك وله أن يتجاوز صلحيات المنظمة القليمية‪.‬‬
‫‪-2‬إن نصوص الميثاق غامضة في مسالة العهد‪ ،‬فهل المقصود التسوية السلمية؟ أم استعمال القوة؟ وما هو مدى إلزاميته ؟ وهل بإمكان المجلس أن يعهد لمنظمة إقليمية‬
‫بصلحيات خارج الختصاص المكاني لهذه المنظمة؟ ‪ ،‬وفي الحقيقة فإن المواد)‪ (25‬و)‪ (301‬من الميثاق تشير إلى أن أعضاء المم المتحدة يتعهدون بقبول قرارات‬
‫المم المتحدة‪ ،‬إضافة إلى علوية التزامات المم الخرى‪ ،‬إضافة إلى شروط العضوية‪ ،‬التي تقرر أن الدولة قادرة على تحمل التزاماته إذا كان المجلس يحتاج إلى‬
‫معاونة الدول غير العضاء فمن الولى أن يطلب مساعدة المنظمات القليمية‪.‬‬
‫التحليل والرأي ‪:‬‬
‫يرصد المشتغلون في مسائل القانون الدولي والعلقات الدولية أن حالة من الغموض تفضل الكتفاء بالمكانات القليمية‪ ،‬بعدما رسمت المم المتحدة‬
‫صورة سلبية على مقدرتها في مجال حفظ السلم في بعض الماكن مثل الكونغو‪ ،‬المر الذي سمح للمنظمة القليمية أن توجد تسوية سلمية للنزاع القائم لديها‪ ،‬كما‬
‫جسدت ذلك جامعة الدول العربية في ضرورة التعامل مع الزمة في إطار جامعة الدول العربية القادرة على احتوائها ووقف تصعيدها‪ ،‬وبالرغم من التدخلت الدولية‬
‫والسرائيلية فقد نجحت الجامعة العربية بوقف النزيف وتوفير الطار المؤسسي للتباحث‪،‬وإيجاد المظلة التي تجمع أطراف النزاع تحتها ليجاد التسوية الممكنة‪ ،‬وهو‬
‫مظهر إيجابي يمكن للمم المتحدة أن تستفيد منه مستقبل تدعيما لعلقاتها مع المنظمات الدولية القليمية‪.‬‬
‫أما الحالة الثانية فهي ترى ضرورة اللجوء إلى المم المتحدة‪:‬‬

‫‪3‬حسن ناشف ‪:‬دور المم المتحدة في تحقيق السلم والمن الدوليين في ظل التحولت العالمة الراهنة مركز دراسات بيروت‬
‫‪.1996‬‬
‫وإذا كانت المم المتحدة شر فلبد منه‪ ،‬وقد تفرضه ظروف إقليمية ونزاعات تاريخية يصعب حلها خاصة إذا ما ارتبطت بنزاعات الحدود إذ لبد من‬
‫اللجوء إلى جهاز مسامح هو محكمة العدل الدولية‪ ،‬وقد تعزف بعض الدول عن اللجوء إلى المنظمة القليمية لعتبارات سياسية‪،‬فقضية الصحراء الغربية تدفع الدول‬
‫التقدمية إلى التأييد الجزائري للقضية‪ ،‬أما منظمة الوحدة الفريقية فقد حددت سلفا موقفها المبدئي فيما يتعلق بمنازعات الحدود بوجوب احترام الوضع الراهن‬
‫للحدود السياسية الموروثة عن الستعمار وهو ما كان يتناقض بالطبع مع المطالب المغربية‪.‬‬
‫خلصة القول أن قدرات المنظمة القليمية تظل محكومة بالطار القانوني الذي يحكم المنظمة الدولية والمكانات المتاحة‪ ،‬إضافة إلى مجموعة الضوابط‬
‫الخارجية منها قيد تضعها المنظمة الدولية‪ ،‬ويتعلق المر بالفصل الثامن من الميثاق الذي بكشف حقيقة أساسية مؤداها أن فعالية هذه المنظمات في التعامل اليجابي‬
‫مع المشكلت القليمية كانت تتناسب طردا وإلى حد كبير مع زيادة حدة الصراع الدولي حيث كانت المنظمات القليمية تتنافس مع المنظمة الدولية‪ .‬ويلخص‬
‫‪‬‬
‫الفقيه "هاس" الموقف بالصور التالية‪:‬‬
‫العمل القليمي ودور السيطرة البديلة‪ ،‬حيث تتعامل المنظمة القليمية مع النزاع خارج المنظمة الدولية وإبقاها في إطارها القومي والقليمي‬ ‫‪-1‬‬
‫والحيلولة دون تدوينها بنقلها إلى المم المتحدة‪.‬‬
‫من جهة ثانية قد يستقل عن التنظيم الدولي إذا هيء لها قدرة عسكرية لتهيمن حتى على دور المم المتحدة كما يفعل الحلف الطلسي في‬ ‫‪-2‬‬
‫تعامله مع الزمات القليمية في البوسنة والهرسك‪ ،‬وبدأ هذا العمل وكأنه منافسا يتخطى المنظمة الدولية بفعل الثقل السياسي لوزن دولة إقليمية‪.‬‬
‫العمل القليمي مكمل للعمل الدولي‪ ،‬وهو الريح في العلقات الدولية‪ ،‬حيث يرمي بالحبال على قارب المم المتحدة لتضطلع بمسؤولياتها وتبقى‬ ‫‪-3‬‬
‫للمنظمة القليمية مهمة تكميلية يوفر الطار المناسب للبحث من قبل الطرفين المتنازعين نفسيهما في سبيل الوصول إلى مثل هذه التسوية لتصل إلى‬
‫إطار الحل المناسب‪.‬‬
‫غير أن العامل تعتريه مشكلة المكانات حيث تعجز القليمية عن تقديم أي عون مادي للدولية وأبسطها توفير الحماية الواجبة للمدنيين بسبب عناد‬
‫الطراف المتنازعة ورفض التنازل قيد أنملة عن مواقفها كما هو الحال في النزاع العربي اليراني على الجزر الثلث‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫القليمية في إطار النظام الدولي الجديد‬

‫ل شك أن النظام الحالي ومنذ الثمانينات‪ ،‬لم تعد العلقات فيه بين الدول‪ ،‬بل أصبح علقات دولية فرضت المنظمات الدولية المتخصصة نفسها‪ ،‬وكذا أثرت‬
‫المنظمات غير الحكومية والشركات الدولية نتيجة الثورة التكنولوجية الهائلة وسرعة التصالت وتوثيق الصلت والروابط بين مختلف مناطق العالم فأصبح العالم‬
‫يبدو وكأنه قرية صغيرة ودون أي اعتبار لمبدأ السيادة والحدود السياسية‪.‬‬
‫كذلك فرضت بعض الملمح تأثيراتها فالحاجة للطاقة ونقص المياه وزيادة وتيرة المراض القديمة والجديدة والتلوث البيئي‪ ،‬والرهاب الدولي والجريمة المنظمة‪،‬‬
‫هذه المشاكل تجاوزت الحدود السياسية ولم يعد بمقدور أية دولة مواجهة الزمات المذكورة‪.‬‬
‫أما أسلحة التدمير الشامل سواء فيما يتعلق بإنتاجها ونقلها وتخزينها لبد من تنشيط الدبلوماسية الدولية والقليمية الوقائية ضد هذه السلحة التي تذرى ول تذر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫مفهوم القليمية على ضوء المتغيرات الدولية‪:‬‬
‫يجدر بنا الشارة إلى أنه ل يوجد ثمة اتفاق على ماهية القليمية حيث يرى البعض أن ل مصلحة من تقييد أنفسنا بتعريف جامد قد ل يؤدي إلى خدمة‬
‫الغرض في حين يرى اتجاه آخر ضرورة تعريف محدد للقليمية ينهض عليه العمل الجماعي لمجموعة من الدول كما كان الحال في العصبة‪ ،‬وثمة اتجاه يرى أن‬
‫الحلف العسكرية يجب أن تبقى خارج إطار المجتمع المدني‪.‬‬
‫‪- 1‬على المستوى الفقهي‪ :‬الدولي حيث ركز فقهاء القانون الدولي على مفاهيم الجغرافي الثقافي السياسي‪.‬‬
‫أ‪ -‬القليمية الجغرافية‪ ،‬حيث يمثل العامل الجغرافي القاسم المشترك الذي ل يمكن إغفاله إذ أن الروابط الجغرافية المتمثلة في علقات التجاور‬
‫المكاني‪ ،‬هو الذي يوفر المصلحة للمجموعة القليمية‪،‬غير لن هذا المفهوم المجرد من أية دللة حقيقية والتي تبدو وكأنها مفهوم تجاري يخلط بين فكرة التعاون‬
‫الدولي التي تبعد كل ما هو خارج القليم‪ ،‬وهو متناقض مع الواقع الراهن‪.‬‬
‫ب‪-‬القليمية الثقافية والحضارية‪ :‬ل يستبعد هذا العامل دور العنصر الجغرافي بل يركز على الروابط الثقافية والتاريخية المشتركة التي تتميز‬
‫فيما بينها بالترابط الحضاري والتشابه في الظروف الجتماعية وهي الرضية للتكامل القتصادي والعسكري وهو الحال الذي تقوم عليه الجامعة العربية والفريقية‪.‬‬
‫ج‪-‬القليمية السياسية‪ :‬حيث ينهض هذا التنظيم لتحقيق مصالح مرتكزة لعضائه تلتقي مصالحها السياسية والقتصادية بصرف النظر عن موقعها‬
‫الجغرافي أو انتمائها الثقافي‪ ،‬والذي يمكن أن تندرج في إطاره صور التعاون الدولي‪ ،‬لكن هذا الرأي وإن كانت له وجهاته يبقى قاصرا ل يمكن التسليم به حيث أن‬
‫المصالح متغيرة‪.‬‬
‫‪- 2‬على المستوى التنظيمي والممارسة العلمية‪:‬‬
‫بداية يبدو أن الفقه لم يتفق على تعريف للقليمية‪ ،‬ولم تسد الثغرة مواثيق المنظمات الدولية المر الذي يسمح للخبرة الدولية للعتماد عليها في هذا الشأن‬
‫خاصة المم المتحدة وما يدور في فلكها‪.‬‬

‫‪ERNT B.HAAS :the united nation and regionalism international organisation herald tribune 1994 p6 ‬‬
‫‪ 4‬بطرس غالي ‪:‬المم المتحدةبين متناقضات المرحلة النتقالية و المسئولية المشتركة السياسة الدولية ‪ 1994‬ص ‪89‬‬
‫‪ 5‬احمد الرشيدي‪ :‬المنظمات الدولية القليمية و الدور الجديد للمم المتحدة في النظام الدولي ‪،‬دراسات الوحدة العربية بيروت‬
‫‪1996‬‬
‫الجمعية العامة والقليمية‬

‫انطلقا من روح الفصل الثامن من ميثاق المم المتحدة الذي أولى للمنظمات القليمية دورا متميزا‪ :‬من خلل حالتين‪:‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬اعتراف الجمعية العامة بالجامعة العربية كمنظمة دولية إقليمية قد قبلت القتراح المصري بتعريف المنظمة "بأنها الهيئات الدائمة التي‬
‫تظم في منطقة جغرافية معينة عددا من الدول تجمع بينها روابط التجاور والمصالح المشتركة والتقارب الثقافي واللغوي والتاريخي والروحي‪ ،‬وتتعاون جميعا على‬
‫حل ما ينشأ من منازعات حل سلميا وعلى حفظ السلم والمن الدوليين في منطقتها وحماية مصالحها وتنمية علقاتها القتصادية والثقافية"‪ ،‬وبناء عليه تعاملت‬
‫الجمعية العامة مع جامعة الدول العربية وأقامت علقاتها معها باعتبارها منظمة دولية إقليمية وفقا لحكام الفصل الثامن من ميثاق المم المتحدة‪ ،‬بل وأعطتها صفة‬
‫المراقب في المم المتحدة‪ ،‬بل وذهبت إلى عدم إلزامها بقبول كافة الدول الموجودة في المحيط الجغرافي مثل إسرائيل‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫مفهوم القليمية في تجربة المجلس القتصادي والجتماعي‪:‬‬
‫لما كان للمجلس القتصادي والجتماعي الحق في إنشاء لجان مختلفة يتسنى له من خللها مباشرة اختصاصاته في المجالت القتصادية والجتماعية‬
‫والنسانية أو تعزيز العمل من أجل تعزيز حقوق النسان فأقامت مجموعة من اللجان القليمية إلى جانب لجان أخرى المر الذي يكرس القليمية في السلوك اللحق‬
‫للمم المتحدة حيث أنشأت اللجنة القتصادية لسيا‪ ،‬واللجنة القتصادية لفريقيا ولغرب آسيا وانتهج المجلس القتصادي منهجا موسعا في تحديد مفهوم القليمية إذ‬
‫قبل العضوية القتصادية للوليات المتحدة في اللجنة القتصادية لوربا ولسيا وقبول بعض الدول الوربية في اللجنة الفريقية وهكذا تجاوز المجلس القتصادي‬
‫المعيار الجغرافي في البحث والثقافي‪ ،‬واتجه إلى المعيار الواقعي البراجماتي الذي يراعي توازنات القوى على الصعيد الدولي‪.‬‬
‫القليمية الثقافية في منظمة اليونسكو حيث استقر العمل على توزيع المقاعد على مجموعات أوربية وأمريكية وآسيوية وعربية وإفريقية‪ ،‬وهكذا لم تكرس اليونسكو‬
‫العامل الجغرافي فقصر نشاطاته على معايير ثقافية متميزة وحددت فحوى المعيار الثقافي بقدرة الدولة على المساهمة في معاونة اليونسكو على الضطلع بالمهام‬
‫المنوطة بها على أساس التقاليد التاريخية والثقافية والجتماعية مكرسة في ذلك مفهوم القليمية الثقافية‪.‬‬
‫خلص التحليل إنه ل يوجد ثمة تصور محدد متفق عليه لمفهوم ظاهرة القليمية‪ ،‬والمسرح الن أن التطور الحضاري المفاجئ قلل من قيمة التحليلت السابقة وفرض‬
‫طرح تساؤل‪ ،‬أل يوجد إلى جانب المفاهيم الكلسيكية مشاريع أخرى يمكن أن تتزاوج أو يتم التنسيق بين هذه المفاهيم جميعا‪ ،‬وهل يمكن أن ترقى إلى مسميات جديدة‬
‫مثل فوق القليمية أو مرافق دولية خاصة؟‬
‫دور المنظمات القليمية في النظام الدولي الحالي‪:‬‬
‫لشك أن التحولت الجديدة أثرت على كافة المنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬بل أنها أزالت من الوجود منظمات سياسية واقتصادية وعسكرية كانت ذات يوم‬
‫ذى شأن كبير مثل حلف وارسو‪ ،‬والكوميكون‪ ،‬وهناك وقائع تطرح نفسها مثل التضامن الدولي في مواجهة العدوان والعودة من جديد إلى تطوير مفهوم التدخل‬
‫النساني والدبلوماسية الوقائية‪ ،‬والتركيز على العلقات القتصادية وحقوق النسان‪.‬‬
‫فما عسى أن تقدم المنظمات القليمية من عون للمم المتحدة وفقا للدور الجديد الذي ترسمه المم المتحدة‪ ،‬وهو ‪ -1:‬التعاون الدولي‪-2-‬تسوية المنازعات‪-3-‬عمليات‬
‫حفظ السلم‪-4 -‬الدبلوماسية الوقائية‪.‬‬
‫‪- 1‬التعاون الدولي في إطار المن الجماعي‪:‬‬
‫ورد المن الجماعي في الفصل السابع‪ ،‬حيث بقيت حبرا على ورق حتى جاءت مناسبة حرب الخليج حيث شكلت الظرف الموضوعي المواتي لعادة الروح في‬
‫هذه الحكام ووضعها موضع التطبيق‪.‬‬
‫وإذا كان نظام المن الجماعي يهدف إلى احترام الشرعية الدولية وتمكين أية دولة من استعادة أرضها‪ ،‬على أساس العدل والقانون‪ ،‬غير أن المور سارت بما‬
‫يدفع إلى حالة من التشاؤم‪.‬‬
‫وقد كشفت التطورات أن العلقة بين المنظمات القليمية والدولية تركزت على ثلث مسائل‪:‬‬
‫الولى‪ :‬المساندة في اتخاذ القرارات حيث أجمعت المنظمات القليمية والدولية على دعم القرارات الدولية أن على مستوى جامعة الدول العربية أو دول الخليج العربي‪،‬‬
‫المر الذي أضفى شرعية على مواقف المم المتحدة من جهة أخرى كانت المساندة مالية إذ تحمل أعباء العمليات العسكرية إلى درجة أن هذه الدول قد حلت الزمة‬
‫المالية للمم المتحدة التي بدأت تعاني من ضيق مالي‪ ،‬وإلى درجة أن التمويل بالنابة قد أخرج المنظمة من أزمتها‪ ،‬بصورة مدهشة بالرغم من الزمة المالية التي‬
‫تعاني منها المنظمات القليمية غير أن الدعم المادي أو التدخل بالنابة يعتبر نقطة سلبية في علقات المنظمات القليمية بالمنظمة الدولية والحلف الطلسي في‬
‫يوغسلفيا قد ألحق المنظمة في ذيل مسيرته وكان لها دورا هامشيا في الزمة‪.‬‬
‫‪- 2‬أما في مجال التعاون في مجال التسوية السلمية للمنازعات‪:‬‬
‫فإن المنظمات القليمية التي تشارك في الجهود التكميلية مع المم المتحدة في مهام مشتركة لكي تشجع الدول من خارج منطقتها على اتخاذ إجراءات‬
‫داعمة لكي تلبس العمليات ثوب الشرعية القليمية والدولية‪ ،‬إحدى فرص التعاون بين المنظمات الدولية والقليمية لتعمل على حل بعض الزمات في داخل أنظمة‬
‫الدول الكبرى والتي باتت تختفي وراء أطروحات وهمية كإعادة المل في الصومال‪ ،‬ثم تراجعت بعد مقتل عدد مكن جنودها المر الذي يكشف زيف شعاراتها‬
‫وأطروحتها‪.‬‬
‫‪- 3‬أما المسألة العملية والحية فهي التعاون في عمليات حفظ السلم ‪:‬‬

‫ناصيف حتي‪ :‬مرجع سابق‬ ‫‪6‬‬


‫بعد إعداد قوات حفظ السلم وإرسالها فيصعب تكيفها‪ ،‬أهي عمليات زجرية أم تدابير سلمية‪ ،‬أم تهدف إلى تثبيت وقف إطلق النار أو مراقبة الوضع في‬
‫منطقة النزاع‪ ،‬وقد تكاملت جهود المم المتحدة في تلك العمليات‪ ،‬لعبت المنظمات القليمية دورا بارزا‪ ،‬وامتدت إلى القارة الفريقية والوربية والمريكية وقد أضيف‬
‫إلى مهامها عمليات جديدة كحفظ المدنيين‪ ،‬وتأمين وصول المدادات الغذائية والطبية إليهم‪ ،‬والشراف على سير العمليات النتخابية في الموزمبيق وبعثة المم‬
‫المتحدة في الصحراء الغربية وإدارة البلد لفترة انتقالية بكمبوديا‪ ،‬ولقد أثبتت المنظمات القليمية أن لديها إمكانات يجب استثمارها للوفاء بالمهام الجديدة للمم‬
‫المتحدة بالرغم من فقدان العديد من الدول للعناصر المؤهلة للقيام بدور إيجابي في مجال حفظ السلم‪ ،‬كما تأكد أن بإمكان المنظمات أن تلعب دورا في النذار‬
‫المبكر عن حالت التوتر التي يمكن أن تؤدي إلى قيام نزاعات دولية‪.‬‬
‫‪- 4‬الدبلوماسية الوقائية‪:‬‬
‫عرف المين العام تلك العمليات"بأنها العمل الرامي إلى منع نشوء منازعات بين الطراف ومنع تصاعد المنازعات القائمة وتحولها إلى صراعات ووقف‬
‫انتشار هذه الصراعات عند وقوعها" وهي فكرة جديدة من بين الفكار الساسية المطروحة‪ ،‬والتي تحقق التكامل الوظيفي إذ تجمع بين المهام المنية والقتصادية‬
‫والجتماعية أو بمعنى آخر أرادت القول أن السلم والمن يرتبطان بالسلم والمن الجتماعي والقتصادي‪ ،‬وأن الزمات ناتجة عن الخفاق في التعامل اليجابي مع‬
‫المشكلت القتصادية والجتماعية‪ ،‬وأن نشاط المنظمة في المجالت غير السياسية تهدف لخدمة أهداف سياسية سيما أن الحرب دائما تفرز لنا إما فكرة جديدة أو‬
‫منظمة جديدة‪.‬‬
‫وتأكد أن الدبلوماسية الوقائية كآلية لتفادي نشوب المنازعات والحيلولة دون تصاعدها عندما ل تفلح الجهود الدولية قس تخفيف حدة الصراع التي‬
‫تنشب في المجالت القتصادية والنسانية والبيئية‪.‬‬
‫وبواسطة الدبلوماسية الوقائية التي يمكن أن تضطلع بها المنظمات القليمية أن تعزز الثقة ما بين الطراف المعنية وأن تخفف عن كاهل المم المتحدة‬
‫مهام حفظ السلم المر الذي سيضفي طابع الديموقراطية في العلقات الدولية‪.‬‬
‫من جهة أخرى سيكرس نوعا من المشاركة مبنية على السس التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن المنظمات القليمية أكثر دراية بظروف الواقع أو بموقف دولي معين‪ ،‬وتراعي الظروف الخاصة بكل منظمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن النزاعات القائمة تعود لسباب اقتصادية وعرقية ودينية‪ ،‬لذا فإن المجال الساسي لحلها التعاون بين المنظمات القليمية والمجلس القتصادي والجتماعي‪.‬‬
‫ج‪ -‬يمكن للمنظمات القليمية أن تقوم بتدريب عناصر عسكرية ومدنية وإعدادها لتقوم بمهام عند اللزوم بأعمال المراقبة وتقصي الحقائق وهي قادرة على الداء‬
‫اليجابي وتوقيع الجزاء وفي نفس الوقت سيكون ذلك حافزا لها لتدارك القصور في آلية عملها كمنظمة إقليمية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫القليمية بين التعامل والتبعية‪:‬‬
‫قضايا حقوق النسان ومبدأ التدخل النساني‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية أضحت حقوق النسان المبادئ الرئيسية بل الحاكمة للتنظيم الدولي‪ ،‬قد تم التعبير عنها في العديد من التفاقات والمواثيق الوربية‬
‫القليمية مثل التفاقية الوربية لحقوق النسان‪ ،‬والتي توقر الضمانات في أماكن تخل المجتمع الدولي لكفالة الحترام الواجب لهذه الحقوق وتلك الحريات‪ ،‬وفي‬
‫الونة الخيرة بات التدخل النساني على قائمة الجراءات التي يتم اللجوء إليها لفرض مثل هذا الحترام ودونما تفرقة في هذا الشأن بين المواطنين وغيرهم من‬
‫الجانب‪ ،‬وأضحى الحقل المشترك ليس لهتمامات المم المتحدة والمنظمات القليمية فحسب بل ومن جانب المنظمات غير الحكومية كمنظمة العفو الدولية‬
‫كمنظمة رائدة‪ ،‬وإذا دققنا في اتفاقية ما ستريخت التي دخلت حيز التنفيذ فنرى أنه قد قدر لها أن تسهم بنصيب أكبر في مجال تعزيز هذه الحقوق وما يرتبط‬
‫بها من حريات أساسية للفراد سيما أنها أنجزت جهازين قضائيين متخصصين هما محكمة العدل الوربية‪ ،‬والمحكمة الوربية لحقوق النسان التي نبط بها الفصل‬
‫في كافة النزاعات التي يمكن أن تثور‪ .‬وتجدر الشارة أن التفاقية تمد الحماية إلى كافة الشخاص الذين يوجدون داخل هذا النطاق المكاني الصرف بصرف‬
‫النظر عن جنسيتهم‪.‬‬

‫أما في منظمة الوحدة الفريقية وفي مجال حقوق النسان فقد أكد مؤتمر رؤساء الدول والحكومات الفريقية في جوان ‪1981‬الميثاق الفريقي لحقوق‬
‫النسان والشعوب‪ ،‬وبرغم تصديق بعض الدول عليه‪ ،‬لكنه لم تنشأ رقابة فعالة تشرف على احترامه‪ ،‬غير أن هناك شخصيات مستقلة للتحقيق في مخالفة الحقوق‬
‫والحريات‪ ،‬فإن مباشرتها لختصاصها يتوقف على موافقة الدول المعنية‪ ،‬خلفا لرقابة المم المتحدة التي ل تحتاج إلى مثل هذا الموقف‪ ،‬وهذا يعني أن حقوق النسان‬
‫في المنظمات القليمية ل تجد أساسها في نبل المبادئ التي يتم السعي لتحقيقها‪ ،‬ول في طبيعة النصوص القانونية التي يحتويها‪ ،‬وإنما تجد هذا الساس في إطار ما‬
‫تستند إليه العلقات الدولية‪ ،‬ونقصد بذلك مصلحة كل دولة ول نعتقد أن الدول الفريقية تتجرأ على المغامرة في حقوق النسان‪ ،‬ويكفي للتدليل على أنت التغييرات‬
‫التي تتم في إفريقيا شأنها شأن كافة الدول في العالم الثالث إل عن طريق النقلبات العسكرية أو الغتيالت أو الوفاة ونادرا ما تتم عن طريق الستقالة أو التخلي عن‬
‫الستقالة‪.‬‬
‫التمييز العنصري‬
‫أقرت بعض الدول سياسة التمييز العنصري أو الفصل العنصري‪ ،‬ويعود للمنظمة الدولية‪ ،‬منظمة المم المتحدة الفضل الول في القضاء على التمييز‬
‫العنصري بتكريس ذلك في ميثاق المم المتحدة‪.‬‬
‫وإذا كانت العنصرية موروثة عن نظام النتداب الذي أقرته عصبة المم‪ ،‬فإن منظمة المم كافحت هذا الفعل المهين بأساليب عملية متعددة سواء من خلل‬
‫مجلس المن الدولي الذي أنشأ‪.‬‬

‫علي هلل ‪،‬جميل مطر‪ :‬النظام القليمي العربي مركز دراسات الوحدة العربية بيروت ‪1989‬‬ ‫‪7‬‬
‫التفاقات الدولية للقضاء على العنصرية في شتى المجالت‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إخراج النظام العنصري من منظمة المم المتحدة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫توقع الجزاء على جنوب إفريقيا‪ ،‬وتشكيل مجلس المم المتحدة لناميبيا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أخذت العديد من القرارات بمقاطعة النظام العنصري وتوقيع جزاءات اقتصادية‪ ،‬واعتباره تهديدا للسلم و المن الدوليين‪.‬‬
‫ويتجسد التكامل القليمي والدولي في أرقى تجلياته إذ أن أهداف ومبادئ المنظمة الفريقية في تحرير القارة‪ ،‬وتحلي التعاون في مجال القضاء على آفة‬
‫العنصرية‪ ،‬بعدما قامت المنظمة بإنجاز تاريخي بتصفية الستعمار‪ ،‬والذي بقيت ذيوله في ناميبيا ووجود النظام العنصري في جنوب إفريقيا ذو الساس الستعماري‪،‬‬
‫لذلك سعت منظمة الوحدة الفريقية لدى الدول الكبرى لوقف مساعداتها للدول الستعمارية‪ ،‬وكذلك الشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬بل وقطع العلقات الدبلوماسية‬
‫مع الدول غير الفريقية والتي تساعد الدول الستعمارية‪.‬‬
‫وبعد تفاقم نضال الشعوب الفريقية‪ ،‬نجحت المجموعة الفريقية من خلل حركة عدم النحياز في الحصول على قرار من مجلس المن بشأن بطلن‬
‫الدستور الجديد المعمول به في جنوب إفريقيا اعتبارا من عام ‪ ،1984‬واستمر نضال شعب جنوب إفريقية حتى انتصر وأقام نظامه الشرعي الممثل للغلبية ‪.‬‬
‫وإذا كان يأخذ على المنظمة الدولية أنها كرست الستعمار في ميثاق من خلل نظام الوصايا الدولية‪ ،‬فإن الفضل يعود إلى المنظمات القليمية التي أنهت‬
‫الستعمار‪ ،‬عندما حصلت أغلبية الدول على الستقلل الذي لم يتم تصفيته بسهولة‪ ،‬بل إنها وقفت وراء إقرار قواعد قانونية مثل قطع العلقات الدبلوماسية والقنصلية‬
‫مع الدول الستعمارية‪ ،‬مقاطعة الدول اقتصاديا‪ ،‬وقف المساعدات الستعمارية استبعاد الدول الستعمارية من المنظمات الدولية‪.‬‬
‫غير أن للمنظمة للدولية الفضل في تعزيز الستقلل السياسي‪ ،‬الذي قرر عام ‪ 1962‬بالقرار ‪ ،1514‬بإقرار حق الشعوب في تقرير مصيرها القتصادي‬
‫والثقافي والجتماعي ‪ 1970‬ويرتبط هذا الحدث بنضال الشعوب ومواقف المنظمات مثل حركة عدم النحياز‪ ،‬كذلك المنظمات القليمية‪.‬‬
‫استخدامها في أعمال القمع‪ :‬استنادا لنص المادة ‪53/1‬من الميثاق‪ ،‬إن المنظمة تستخدم في أعمال القمع‪ ،‬إذا رأى ذلك ملئما‪ ،‬ويكون ذلك تحت إشرافه ورقابته‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى حظر اتخاذ إجراءات أل من جانب المنظمات القليمية بدون استئذان مجلس المن‪ ،‬إل من جانب الدول العداء‪ ،‬ولم يعد لها وجود بانتهاء الحرب‬
‫العالمية الثانية واستسلم العداء بل وتوحد ألمانيا وانضمامها إلى المم المتحدة مؤخرا‪.‬‬
‫غير أن الفقرة الموالية من المادة ‪ 53‬باسم حق الدفاع الشرعي لبرام مجموعة من التفاقات المنشئة للحلف وأنظمة الدفاع المشترك بحجة أنها تدخل في إطار‬
‫المن الجماعي‪ ،‬ولهذا تستطيع استعمال القوة بشكل وؤقت حيث تخضع لرقابة مجلس المن الدولي‪ ،‬وهي رقابة عامة ولحقة‪.‬‬
‫من الناحية العملية تطرح هذه الدراسة واقع جامعة الدول العربية على ضوء جديد وليس مفهوم عاطفي وجداني فحسب ول مسألة تبررها اعتبارات التاريخ‬
‫ووحدة اللغة والعادات والتقاليد والماني‪ ،‬بل لبد من النظر إليها من خلل حجم التفاعلت التي تتم بين الدول العربية وكثافتها ومن خلل التحليل النوعي والكمي‬
‫لبراز هذه الحقيقة ودراسة الواقع من وجهة نظر ديناميكية‪ ،‬لن أي نظام من التفاعلت والعلقات المتشابكة ليس حقيقة ساكنة بل إنه يشهد تغيرات جمة في حجم‬
‫كثافته وأطراف وطبيعة التفاعلت من مرحلة لخرى وتبرز دللته ونحن على مشارف اللفية الثالثة‪.‬‬
‫لقد كشفت الحداث أن التنظيم القليمي العربي نظام دولي تابع إذا ما قورن مع الوحدات القليمية الخرى القتصادية والفنية والمالية المعبرة عنها‬
‫بالمنظمات المتخصصة‪ ،‬أو الشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬والتي تبدو أكثر فاعلية وأكثر قدرة على الحركة‪ ،‬لسباب منهجية‪ .‬إن التنظيم القليمي هو خطوة نحو‬
‫تحقيق العالمية‪ ،‬في حين تبدو أنها مجرد امتداد أو رد فعل للسياسات الخارجية للدول الكبرى‪.‬‬
‫من جهة أخرى أن القليمية‪ ،‬هي التكامل القتصادي والجتماعي والثقافي‪ ،‬فإن الواقع يشير إلى تكتلت إقليمية جغرافية غير متماسكة‪ ،‬يميل إلى النمط‬
‫الصراعي‪ ،‬وتمتاز بأن مكوناتها مركز أو قلب النظام وأطرافه من ناحية و الدول الهامشية‪ ،‬وما أكثرها ويعمل القطب على ترويج النظام الدولي‪ ،‬والسمسرة والتوسط‬
‫والحياد في الصراع واحتواء الزمات ويعمل أصحاب القرار في النظام القليمي العربي على تكريس مفاهيم سياسية‪ ،‬غير قانونية مثل الشرق الوسط على أساس‬
‫المفهوم الغربي كمنطقة تضم خليط من القوميات والسللت والديان واللغات والطوائف وذلك بهدف إدخال دول غير عربية في المنطقة‪ ،‬وإخراج دول عربية منها‪،‬‬
‫ويشهد هذا النظام انفجار سكاني‪ ،‬في المناطق زراعية‪ ،‬شعوبها يغلب عليها طابع المية المقترنة مع الفقران وسوء الحوال الصحية ليتكرس التخلف‪.‬‬
‫لدراسة حالة تطبيقية‪ ،‬أثر منظمة التجارة العالمية على النظام القليمي‪: 8‬أفضت المفاوضات الدولية التي ابتدأت باتفاقية الجات عام ‪ 1974‬إلى مؤتمر‬
‫مراكش عام ‪ 1994‬بإنشاء منظمة التجارة العالمية ومن أبرز المبادئ التي قررتها مبدأ عدم التميز والتخفيض العام والمتوالي للرسوم الجمركية على أساس التبادل‪،‬‬
‫إزالة القيود الجمركية وتنظيم سياسة الغراق او إعانة التصدير‪.‬‬
‫والهدف الساسي من المنظمة إسقاط كافة المفاهيم التي تقررت عام ‪ 1974‬والتي سميت بالنظام القتصادي الدولي الجديد‪ ،‬المقترح في مؤتمر حركة‬
‫عدم النحياز في الجزائر والذي تبنته المم المتحدة‪ ،‬ووضعت برنامج عمل له‪ .‬واستبداله بحرية التجارة والستثمارات والبقاء على مبدأ شرط الدولة الكثر رعاية‬
‫الذي يعطي فائدة للغير لحقا‪ ،‬ومبدأ شرط المعاملة الوطنية إذ على الدولة أن تطبق على كل المنتجات المستوردة إن الدول الخرى ذات المعاملة السارية على‬
‫المنتجات الوطنية المماثلة فيما يتعلق بكل من الرسوم والتنظيمات‪ ،‬ومبدأ الشفافية بإزالة كل القيود التي تمنع وتقر التفاقية إقامة تكتلت إقليمية اقتصادية‪،‬‬
‫وتطبيق مبدأ الرقابة الدولية بفحص سياسة الدول العضاء‪ ،‬وسمو اتفاقية مراكش على غيرها من التفاقيات والتشريعات الداخلية للدول العضاء‪.‬‬
‫ومن أبرز خصائص التجارة العالمية إلغاء الدعم على المنتجات الزراعية المر الذي سيؤدي إلى ارتفاعها‪ ،‬وفتح سوق المنافسة للمنتجات والملبس‪.‬‬
‫ومن أبرز النظم القتصادية التي كرستها التحاديات الجمركية ومناطق التجارة الحرة والتحاد الجمركي يقضي بإزالة الرسوم الجمركية والقواعد‬
‫المقيدة للتجارة وإنشاء تعريفة مشتركة وتنظيم تجاري مشترك تجاه الدول الخرى‪ ،‬أما مناطق التجارة الحرة كصورة للندماج القتصادي ومن الناحية التنظيمية‬

‫د‪/‬مصطفى سلمة ‪ :‬منظمة التجارة العالمية دار النهضة العربية القاهرة ‪.1999‬‬ ‫‪8‬‬
‫أعادت شروط تأسيس التجمعات القليمية حيث تلتزم بشمول التجمع للمبادلت التجارية الساسية بين الدول العضاء واللتزام بتقديم برنامج تأسيس التكتل‪،‬‬
‫واللتزام بعدم التأثير سلبا على مسار تدفقات المبادلت التجارية الدولية‪ ،‬واللتزام بعدم زيادة العوائق تجاه الدول الخرى واللتزام بتدابير محددة لدى زيادة سعر‬
‫رسم مربوط على أساس حسن النية‪.‬‬
‫أثر العالمية على القليمية‪ :‬لشك أن اتفاقية مراكش صفقة بين الدول القوية اقتصاديا مع مراعاة مصالح الدول المختلفة على أساس المساواة‪ ،‬غير أن هذا‬
‫المبدأ يؤدي إلى عدم العدالة‪ ،‬حيث المساواة القانونية تؤثر على الوضاع الفعلية بين الدول النامية وتكرس تفاوت لحق‪ ،‬والمساواة القانونية تغطي حق التصويت لكل‬
‫دولة صوت واحد وتأخذ الصوات بالغلبية المر الذي سيكرس نوعا من الديموقراطية المبهرة والذي ل يمحو اختلل الدول فيما بينها من الناحية الفعلية غير أن‬
‫الدول النامية لم تستفد شيئا من المساواة القانونية‪ ،‬فاتجهت لقرار نظم قانونية للدول وفقا لوضاعها الفعلية‪ ،‬فتعدد النظام القانوني أمر ل بد منه‪ ،‬بمعنى وجود‬
‫قواعد قانونية مختلفة وفقا لوضع الدول بحيث يتم إقرار قواعد معينة خاصة بكل مجموعة من الدول بالنظر إلى وجود أسباب فعلية لذلك‪ ،‬أي إقرار سيادة فعلية‪ ،‬لن‬
‫لتصبح غير صالحة وغير مفيدة المر الذي يدفع‬ ‫حرية التجارة تقتضي التبادل التجاري‪ ،‬وهو أمر يصعب تجسيده بين دول العالم الثالث‪ ،‬وهكذا تراد هذه المبادئ‬
‫بالمطالبة باقتضاء عدم التبادل وهو منطقي ومقبول‪ ،‬وكذلك يجب منح افضليات لدول نامية أن تكون هناك إعفاءات عامة وخاصة بكل دولة واستثناء من تطبيق بعض‬
‫الحكام‪ ،‬وإقرار معاملة خاصة وتفضيلية لبعض الدول النامية وأكثر رعاية والسماح لها بمكافحة سياسة الغراق‪3.‬‬
‫مستقبل القليمية الجديدة‪:‬‬
‫إقليمية الجنوب مقابل إقليمية الشمال‪:‬‬
‫إن موقع أية إقليمية على المدى الفسيح للقليمية الجديدة يتخذ بدرجة إقليمية المنظمة وبهذا القياس سوف تكون معظم منظمات الجنوب على الجانب‬
‫المنخفض للقليمية‪ ،‬في حين تصعد منظمات الشمال في مراتب القياس‪ ،‬ويعود ذلك إلى الفجوة بين القاليم الشمالية والجنوبية فمثل نصيب الفرد من الناتج المحلي‬
‫الجمالي بالنسبة إلى البلدان المتقدمة كان بآلف الدولرات وصل إلى ‪ 22161‬في حين كان الرقم في الجنوب ‪ 18.405‬وتكشف الفجوة قدرات المنظمات في الشمال‬
‫التعاون القتصادي وفي الجنوب السيطرة القتصادية‪ ،‬وتسيطر منظمات الشمال على التجارة العالمية في حين تسير منظمات الجنوب في أرض مجهولة‪ ،‬وفي حين أقام‬
‫النظام الوربي هياكل للتعاون‪ ،‬ويمتد نحو الجنوب لقامة نظام متوسطي وتحاول الوليات المتحدة إقامة نظام خليجي هشا وغير مستكمل بسبب غياب العمود الفقري‬
‫إيران والعراق‪ ،‬وأمام المشاكل المتفاقمة‪ ،‬طرحت جامعة الدول العربية حل للتعاون القليمي لمنظمات الجنوب يمكون تعاونا منهجيا وشمل ويعزز التنظيم القليمي‪،‬‬
‫وإن يقوم لمن التعاوني على التشاور ل على المواجهة وعلى التظمين ل على الردع وعلى التكافل ل على النفرادية‪.‬‬
‫ولقد طرح أحد الباحثين‪ 9‬فكرة التعاون لحل الزمات الداخلية‪ ،‬على أساس المعايير النسانية للتدخل ودعا على مزراعي إلى فكرة الستعمار الحميد‪ ،‬وإعادة‬
‫الستعمار الذاتي هو الحل بدل من الستعمار القادم بصورة مستترة‪ ،‬وعلى الدول إن تقيم مجلس المن القتصادي‪ ،‬وأن تمنح المنظمات القليمية فرصة لصنع القرار‬
‫في المجلس القتصادي والجتماعي‪ ،‬وإذا ما أخفقت في أداء مهامها‪ ،‬فإن المواجهة والتوتر سوف يسود والسوأ من ذلك أن البديل للقليمية الناجحة سيكون تهميش‬
‫الجنوب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ALI MAZRUI : decoying parts of africa need colonization ,international herald tribune 1994 p6‬‬

You might also like