You are on page 1of 23

‫ل‬ ‫ا‬

‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ــــــــات‬‫م‬
‫ن‬‫ل‬
‫ــــدو ـــــة‬ ‫ال‬
‫السداس السادس ‪ -‬قانون عام‬
‫ي‬
‫ذ‪ .‬حـم ـزاوي‬

‫مالحظة‪ :‬الجزء المحذوف من المقرر هو المتعلق بالموظف الدولي‬

‫مقـدم ــة‬
‫الت‬ ‫يقصد بنظرية المنظمات الدولية‪ :‬مجموع المبادئ العامة ي‬
‫الت تحكم نشأة هذه الهيئات ونشاطها واألجهزة ي‬
‫والت تختلف من منظمة ألخرى طبقا لنصوص‬‫تتوفر عليها‪ ،‬بغض النظر عن األحكام الخاصة بكل منظمة دولية‪ ،‬ي‬
‫ومساع تكوين أية منظمة دولية‬
‫ي‬ ‫المعاهدة المنشئة لها‪ ،‬وذلك طبقا للسياقات الخاصة بإرادة‬
‫الدول العام والفاعل المؤثر يف مجرى العالقات الدولية‪ .‬إال أنها‬
‫ي‬ ‫تعتب الدول األشخاص الرئيسية يف القانون‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الدول وتجسيدا لظاهرة الشاكة‬‫ي‬ ‫تعتب نتاجا لنظرية التنظيم‬ ‫ليست الفاعل الوحيد‪ :‬هناك المنظمات الدولية ي‬
‫الت ر‬
‫والتعاون بي الدول‪.‬‬
‫الدول‪:‬‬
‫ي‬ ‫أساس نظريات التنظيم‬
‫العالم أو‬
‫ي‬ ‫الدول‪ ،‬سواء عىل المستوى‬
‫ي‬ ‫الدول من خالل إجراءات وتدابب التعاون‬
‫ي‬ ‫إمكانية الحد من الرصاع‬
‫يعتب منظرو السياسة الدولية أن أعىل منافع ر‬
‫البشية وخبها يوجد يف سيادة القانون‪.‬‬ ‫اإلقليم‪ .‬و ر‬
‫ي‬
‫الدول المعاص وسيلة لتنمية العالقات بي الدول يف مختلف المجاالت‬
‫ي‬ ‫أصبحت المنظمات الدولية يف المجتمع‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫ي‬ ‫السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬العسكرية‪ ،‬االجتماعية والفنية وغبها من مجاالت النشاط‬
‫الدول‪:‬‬
‫ي‬ ‫أهم مبادئ التنظيم‬
‫‪ .1‬مبدأ المساواة يف السيادة بي الدول؛‬
‫‪ .2‬مبدأ حظر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها يف العالقات الدولية؛‬
‫‪ .3‬مبدأ التسوية السلمية للباعات الدولية؛‬
‫الدول يف مواجهة العدوان؛‬
‫ي‬ ‫الجماع والتضامن‬
‫ي‬ ‫‪ .4‬مبدأ األمن‬
‫الدول المتبادل‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .5‬مبدأ االعتماد‬

‫‪1‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫المبحث األول‬
‫والمفاهيم‬
‫ي‬ ‫يخ‬
‫اإلطار التار ي‬

‫المطلب األول‬
‫يخ‬
‫التطور التار ي‬
‫تقتض اإلقامة الطويلة‬
‫ي‬ ‫شكل اكتشاف الزراعة عامال أساسيا الستقرار اإلنسان يف حب ومكان محدد وذلك لكونها‬
‫الجماع والفردي لألرض وظهور جماعات إنسانية متمبة من حيث‬
‫ي‬ ‫والمستمرة‪ .‬ونتيجة ذلك بروز فكرة التملك‬
‫الت عرفها العرص‬‫واإلمباطوريات والحضارات ي‬
‫ر‬ ‫العقائد والتقاليد‪ .‬هذه الجماعات تطورت معظمها لتشكل الدول‬
‫اإلمباطوريات من جهة‪ ،‬ودول‪/‬المدن من جهة‬‫القديم‪ .‬وتمبت هذه المرحلة بنوعي من التنظيمات السياسية‪ :‬ر‬
‫أحرى‪ ،‬كما كان الحال عند اإلغريق‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫الدول يف العصور القديمة‬
‫ي‬ ‫المجتمع‬

‫يمكن القول أن العالقات الدولية الحديثة‪ ،‬خصوصا منذ ظهور الدولة القومية‪ ،‬خصوصا مع مؤتمر ويستفاليا‪،‬‬
‫أورن‪ .‬إال أن هناك مسارا طويال قطعته هذه الممارسة قبل أن تصل إل صورتها المعاصة‪ ،‬وهذه‬ ‫ه نتاج ر ي‬‫ي‬
‫واإلمباطوريات والشعوب‪.‬‬
‫ر‬ ‫ه نتاج تطور ساهمت فيه العديد من الحضارات‬ ‫ي‬ ‫ورة‬‫الصب‬
‫الدول بعدة مراحل‪ .‬واتفق بعض الفقهاء عىل أن العصور القديمة عرفت البعض من‬ ‫ي‬ ‫لقد مر تطور المجتمع‬
‫اإلنسان مارست أشكاال من العمليات‬
‫ي‬ ‫الت عرفها المجتمع‬ ‫واإلمباطوريات ي‬
‫ر‬ ‫الدول‪ .‬فالحضارات‬
‫ي‬ ‫جوانب القانون‬
‫والت‬
‫ي‬ ‫الت كانت متناسبة مع مالبسات العرص وخصوصيته‪ ،‬وإن كانت محدودة من حيث المكان والمضمون‪،‬‬ ‫ي‬
‫تعتب امتدادا طبيعيا لنمو وتطور أنساق من‬
‫الت ر‬‫ي‬ ‫الدولية‪،‬‬ ‫بالعالقات‬ ‫حاليا‬ ‫عليه‬ ‫يصطلح‬ ‫بما‬ ‫جوهرها‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ترتبط‬
‫الت وصلت يف صبورتها إل مرحلة الدولة الحديثة‪ .‬وهذه األمور‬ ‫ية‬ ‫العالقات بي الجماعات والتجمعات ر‬
‫البش‬
‫ي‬
‫يمكن مالحظتها لدى مهد الحضارة اإلنسانية‪ ،‬أي بالد ما بي النهرين‪ ،‬وذلك منذ الحضارة السومرية حيث نجد‬
‫الت تهم التحكيم يف المنازعات‪ ،‬مرورا بالحضارة‬ ‫ر‬
‫أثر معاهدة ترجع إل ‪ 3100‬قبل الميالد تضمنت بعض الشوط ي‬
‫الت عرفت عدة نماذج لمعاهدات تمحورت حول التبعية والتحالف والحماية‪ ،‬ثم عىل‬ ‫الفرعون ي‬
‫ي‬ ‫المرصية يف العهد‬
‫الشق األقض فيما يخص كل من الصي حيث نجد من الفالسفة من اهتم بالحد من الحروب‬ ‫مستوى ر‬
‫الت تعود إل ألف‬ ‫الت تطبق عىل المخالفي‪ ،‬والهند حيث يمكن ذكر‪ ،‬مثال‪ ،‬ما يسم بقواني مانو ي‬ ‫والجزاءات ي‬
‫الت ضمت مدنا متعددة مستقلة عن بعضها‪ ،‬أنشأت فيما بينها‬ ‫سنة قبل الميالد‪ .‬وبعد ذلك الحضارة اليونانية ي‬
‫الت تنظم العالقات بي هذه المدن يف وقت السلم أو يف وقت الحرب‪ ،‬مثال‪:‬‬ ‫الدول ي‬
‫ي‬ ‫نوعا من قواعد القانون‬
‫‪.‬‬
‫وجوب إعالن الحرب قبل الدخول فيها ولكن‪ ،‬كانت هذه القواعد خاصة بالتطبيق فيما بي المدن اليونانية‬
‫الديت‬
‫ي‬ ‫فقط‪ .‬يضاف إل ذلك إسهام الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ثم أوربا يف العصور الوسىط ي‬
‫الت عرفت نفوذ البابوية‬
‫والسياس‪ ،‬والذي جاءت معاهدة ويستفاليا لتضع حدا له بصفة نهائية‪.‬‬ ‫ي‬
‫ومن زاوية أخرى‪ ،‬هناك جانب من الفقه يرفض ما سبق قوله بخصوص إسهام مختلف الحضارات القديمة يف‬
‫الدول‪ ،‬وذلك بالنظر لالعتبارات التالية‪:‬‬
‫ي‬ ‫التأسيس لباكمات جنينية لما أصبح يعرف حاليا بفكرة التنظيم‬
‫عدم وجود قانون مشبك بي الدول القائمة آنذاك؛‬ ‫‪.1‬‬
‫عدم االعباف بالمساواة لمختلف األجناس؛‬ ‫‪.2‬‬
‫الوع باحبام اإلنسان بوصفه إنسانا؛‬
‫ي‬ ‫غياب‬ ‫‪.3‬‬
‫سيادة قانون القوة بي الدول‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪2‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الثان‬
‫الفرع ي‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫األسس الحديثة للتنظيم‬
‫سع الدول إل إيجاد سبل للتفاهم‬ ‫ر‬
‫كانت النتيجة المباشة لخطر الحرب واتساع مداها والخسائر الناجمة عنها‪ ،‬ي‬
‫الودي إليجاد حلول مقبولة لما بينها من تنافس وصاع تجنبها الحرب وتحفظ بينها نوعا من التوازن المقبول‪.‬‬

‫أهم المراحل‪:‬‬
‫المؤتمرات الدولية‬ ‫‪.I‬‬
‫ر‬
‫المباش‪ .‬ولجأت الدول‪ ،‬خصوصا األوربية منها‪ ،‬لعقد المؤتمرات الدولية لحل‬ ‫تعتب المؤتمرات وسيلة للتفاوض‬‫ر‬
‫الباعات القائمة بينها‪.‬‬

‫أهم المؤتمرات‬
‫أ‪ .‬مؤتمر وستفاليا سنة ‪1648‬؛‬
‫ب‪ .‬مؤتمر فيينا سنة ‪1815‬؛‬
‫ج‪ .‬مؤتمر صلح باريس سنة ‪.1856‬‬
‫ً‬ ‫أثبتت هذه المؤتمرات جدواها‪ ،‬األمر الذي أضف عليها خالل القرن التاسع ر‬
‫عش طابعا شبه دوري فيما يعرف‬
‫األورن‪.‬‬
‫ري‬ ‫بالوفاق‬

‫األورن (دور مؤتمر ويستفاليا)‬


‫ري‬ ‫‪ .1‬عهد التوازن‬
‫الت دامت ثالثي سنة (‪ 1618‬ـ ‪ )1648‬بي الدول الكاثوليكية‬
‫وضعت معاهدة ويستفاليا حدا للحرب ي‬
‫البوتستانتية‪.‬‬
‫والدول ر‬
‫كبى يف تاري ــخ العالقات السياسية الدولية‪ ،‬بحيث يعد نقطة‬ ‫لقد كان مؤتمر ”ويستفاليا“ نقطة تحول ر‬
‫‪.‬‬
‫االنطالق يف تنظيم العالقات الدولية عىل أسس جديدة لقد شكلت هذه المعاهدة أهمية خاصة يف مجال‬
‫الدول المعاص‪.‬‬
‫ي‬ ‫يعتبونها "عهدة ميالد" للقانون‬‫الدول ر‬
‫ي‬ ‫العالقات الدولية إل حد جعل أغلب فقهاء القانون‬
‫يىل‪:‬‬
‫األورون والمتمثلة فيما ي‬
‫ري‬ ‫كما أرست هذه المعاهدة المبادئ األساسية للقانون العام‬
‫الديت وهذا معناه القضاء عىل نفوذ البابا‬
‫ي‬ ‫• زوال السلطة البابوية من الناحية المادية وبقائها يف النطاق‬
‫عىل الدول؛‬
‫• إقرار مبدأ سيادة الدولة واالعباف بتساوي الدول يف السيادة بغض النظر عن عقائدها الدينية وعن‬
‫أشكال حكوماتها؛‬
‫الدبلوماس بواسطة سفارات دائمة بدال من البعثات المؤقتة؛‬
‫ي‬ ‫• نشوء نظام التمثيل‬
‫األورون‬
‫ري‬ ‫اض الدول وسيلة المحافظة عىل النظام‬
‫الت تقوم عىل أساس تر ي‬
‫• أصبحت المعاهدات الدولية ي‬
‫الجديد‪.‬‬

‫أهمية معاهدة ويستفاليا‪:‬‬


‫األورون الذي يرتكز عىل األسس التالية‪:‬‬
‫ري‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫لقد سمحت هذه المعاهدة بإقرار مبدأ التوازن‬
‫عدم السماح لدولة ما بالتوسع والوصول إل درجة من القوة بحيث تشكل خطرا عىل الدول األخرى‪ ،‬وإذا‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫حاولت دولة التوسع عىل حساب الدول األخرى يكون لهذه الدول أن تتكتل للمحافظة عىل التوازن‬
‫ومنع تلك الدولة من التوسع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫والنتيجة تجسدت يف نشأة سياسة توازن القوى بي الدول األوروبية‪ .‬تقوم هذه السياسة عىل عدم السماح‬
‫الكاف من القوة الذي يخولها الهيمنة عىل غبها من الدول يف حالة نشوب‬
‫ي‬ ‫ألي دولة بالحصول عىل القدر‬
‫حرب‪ .‬وهذا ما أدى إل تأمي السلم لمدة معينة وإل حماية الدول الصغبة‪.‬‬

‫األورون‪ :‬دور معاهدة فيينا‬


‫ري‬ ‫‪ .2‬عهد التحالف‬
‫األورون عن مؤتمر فيينا الذي انعقد سنة ‪ 1815‬والذي سع إل‪:‬‬
‫ري‬ ‫نجم التحالف‬
‫وعشين ً‬
‫عاما‬ ‫• تسوية الباعات الت نجمت عن الحرب بي فرنسا وبقية دول أوروبا واستمرت خمسة ر‬
‫ي‬
‫ً‬
‫تقريبا؛‬
‫السياس يف أروبا؛‬
‫ي‬ ‫• ضمان االستقرار‬
‫يىل‪:‬‬
‫الت سميت "باالتحاد المقدس" عىل ما ي‬
‫• أكدت هذه االتفاقية ي‬
‫األورون؛‬
‫ري‬ ‫• إعادة تنظيم التوازن‬
‫الت يمكن أن تحصل يف إحدى الدول األوروبية‬
‫• مبدأ التدخل للقضاء عىل الحركات الثورية ي‬
‫(الحفاظ عىل األنظمة القائمة)‪.‬‬
‫دول جديد يأخذ‬‫يعد مؤتمر فيينا مرحلة جديدة يف تطور العالقات السياسية الدولية والذي سع إل إقرار توازن ي‬
‫الحقيف لهذا المؤتمر‪.‬‬
‫ي‬ ‫السياس النمساوي "مبنيخ" المهندس‬
‫ي‬ ‫عىل عاتقه مهمة األمن واالستقرار يف أوربا‪ .‬وقد كان‬
‫الت تتعلق بوضعية المبعوثي الدبلوماسيي وإقرار بعض التنظيمات القانونية‬ ‫أسس هذا المؤتمر لبعض القواعد ي‬
‫الت تم‬
‫كتنظيم المالحة يف األنهار الدولية وتحريم تجارة الرق ووضع سويشا يف حالة حياد‪ ،‬كما ساعدت التسوية ي‬
‫التوصل إليها يف إطار هذا المؤتمر عىل تفادي أي نزاعات أوروبية خالل المائة عام التالية للمؤتمر‪.‬‬

‫الدول‬
‫ي‬ ‫‪ .II‬التحكيم‬
‫ً‬
‫يعد التحكيم واحدا من أهم وسائل تسوية الباعات الدولية بالطرق السلمية‪.‬‬
‫مؤتمرا الهاي لسنة ‪ 1899‬و‪ :1907‬أقرا مبدأ التحكيم اإلجباري ووضعا قواعد وإجراءات التحكيم‪ .‬إال أنهما فشال‬
‫يف إنشاء محكمة تنظر يف منازعات الدول‪.‬‬

‫‪ .III‬اللجان الدولية‪:‬‬
‫يعد إنشاء هذه اللجان خطوة مهمة يف طريق إنشاء المنظمات الدولية‪.‬‬
‫يف األصل أنشئت هذه اللجان كوسيلة لتعزيز وضمان حرية المالحة يف بعض األنهار‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الت أنشأت سنة ‪،1814‬‬
‫• لجنة الرون ي‬
‫الت أنشأت سنة ‪.1856‬‬
‫• لجنة الدانوب ي‬

‫‪ .IV‬االتحادات الدولية اإلدارية‪:‬‬


‫الت تم إنشاؤها‪:‬‬
‫من بي أهم االتحادات ي‬
‫اتحاد التلغراف العالم الذي ر ئ‬
‫أنش بمقتض اتفاقية باريس لسنة ‪1865‬؛‬ ‫•‬
‫ي‬
‫ئ‬ ‫ر‬
‫أنش باتفاقية برلي لسنة ‪1874‬؛‬ ‫العالم الذي‬ ‫البيد‬
‫اتحاد ر‬ ‫•‬
‫ي‬
‫الدول للمقاييس والموازين عام ‪1875‬؛‬
‫ي‬ ‫االتحاد‬ ‫•‬
‫اتحاد حماية الملكية الصناعية عام ‪1882‬؛‬ ‫•‬

‫‪4‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫اتحاد حماية الملكية األدبية المنشأ بموجب اتفاقية برلي لسنة ‪.1886‬‬ ‫•‬
‫سياس‪ ،‬كما أنشئت لتلبية حاجيات‬
‫ي‬ ‫وهذه االتحادات غلبت عليها الصبغة الفنية والتقنية مع غياب أي طابع‬
‫الجماعة الدولية آنذاك يف مجاالت محددة‪.‬‬
‫يىل‪:‬‬
‫الدول آنفة الذكر ال يمكن وصفها بالمنظمات الدولية‪ ،‬بالنظر لما ي‬
‫ي‬ ‫والواقع أن كل وسائل التعاون‬
‫• ال تتخذ طابع الديمومة واالستقرار يف عملها؛‬
‫• ال يحكم نشاطها دستور نافذ يف مواجهة الدول المنضمة إليها؛‬
‫• كان االلبام بمقرراتها مرتبطا بإرادة األعضاء‪.‬‬
‫الدول‪ ،‬األمر الذي‬
‫ي‬ ‫يعت عدم جدواها‪ ،‬فتلك المحاوالت حققت خطوات متقدمة يف مجال التنظيم‬ ‫إال أن ذلك ال ي‬
‫دول يف أعقاب الحرب العالمية األول (عصبة األمم)‪.‬‬
‫مهد لقيام أول تنظيم ي‬

‫الجماع‬
‫ي‬ ‫الدول يف إطار مبدأ األمن‬
‫ي‬ ‫‪ .V‬التنظيم‬
‫الدول التقليدي وإنشاء منظمة دولية‬
‫ي‬ ‫لقد أكدت تبعات وكوارث الحرب العالمية األول صورة تغيب التنظيم‬
‫تهدف إل الحد من التسلح وتحقيق األمن والسالم لجميع الدول ومنع الدول من استخدام القوة لحل الباعات‬
‫الجماع‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدولية وإحالل نظام األمن‬
‫الت سعت‪ ،‬يف‬ ‫الجماع يف العالقات الدولية من خالل تجربة عصبة األمم ي‬
‫ي‬ ‫لقد جاءت أول تطبيقات فكرة األمن‬
‫العالم‬ ‫ر‬
‫أعقاب الحرب العالمية األول‪ ،‬ألول مرة يف تاري ــخ البشية‪ ،‬إل تجسيد الحلم القديم المتمثل يف السلم‬
‫ي‬
‫الدائم‪ .‬وعىل سبيل المثال‪ ،‬نذكر إيمانويل كانط الذي اقبح ميثاقا للسلم يتأسس عىل قواعد قانونية مبنية عىل‬
‫األخالق والعقل ويكون قادرا عىل كبح كل إرادة يمكن أن تشكل مصدرا للحرب‪ .‬وبــهذا الصدد‪ ،‬ر‬
‫تعتب عصبة األمم‬
‫األمريك "وودرو ويلسون" الذي كان يعتقد‬ ‫وه من إبداع الرئيس‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫أول منظمة سياسية عالمية يف تاري ــخ البشية‪ ،‬ي‬
‫مشوعه هذا يف آخر نقطة من نقطه األربعة‬ ‫أن لديه مهمة تتمثل ف بناء السلم الدائم لإلنسانية‪ .‬وقد تم تضمي ر‬
‫ي‬
‫السياس‬ ‫لالستقالل‬ ‫المتبادل‬ ‫الضمان‬ ‫مبدإ‬ ‫عىل‬ ‫تتأسس‬ ‫لألمم‬ ‫جمعية‬ ‫تكوين‬ ‫إل‬ ‫الداعية‬ ‫"‬ ‫ر‬
‫عش بمؤتمر "فرساي‬
‫ي‬
‫والوحدة البابية بي أعضائها بغض النظر عن حجمهم وقوتهم‪.‬‬
‫وبالنظر إل الطبيعة التعاقدية لعصبة األمم‪ ،‬يمكن القول إن ميثاقها شكل أول محاولة لالنتقال بالعالقات الدولية‬
‫الجماع‪.‬‬
‫ي‬ ‫من حالة الطبيعة إل حالة المجتمع المنظم القائم عىل مبدأ األمن‬
‫عالم‪ ،‬والنواة األول للمنظمات الدولية المعروفة اآلن‪ .‬وعىل‬
‫ي‬ ‫تعد عصبة األمم أول منظمة سياسية ذات طابع‬
‫الت برزت عىل الساحة‬ ‫الرغم من نجاحها عىل هذا المستوى‪ ،‬إال أنها لم تتمكن من حل الباعات والمشاكل ي‬
‫ر ئ‬
‫المنش لهذه المنظمة‪.‬‬ ‫الدولية‪ ،‬وكان مفروضا أن تجد حال يف إطار الميثاق‬
‫ه عليه وتعقد اعبافات‬ ‫يتمثل المبدأ المؤسس لهذه المنظمة يف قبول الدول ببعضها البعض عىل الشكل الذي ي‬
‫متبادلة فيما بينها‪ ،‬كما تعقد فيما بينها ميثاقا يحدد حقوقها وواجباتها وينص عىل التدابب الالزمة يف حالة خرق‬
‫الت يمكن تلخيصها يف أمرين‪:‬‬
‫إحدى الدول أو مجموعة من الدول القواعد المتفق عليها‪ ،‬و ي‬
‫• العمل عىل منع الحروب؛‬
‫• إجراءات مواجهة العدوان‪.‬‬
‫يىل‪:‬‬
‫الت اضطلعت بها عصبة األمم تتمثل فيما ي‬‫وبصفة عامة‪ ،‬يمكن القول إن المهام ي‬
‫‪ .1‬تسوية الباعات الدولية بالطرق السلمية؛‬
‫‪ .2‬ضمان سالمة وأمن أقاليم الدول األعضاء يف العصبة؛‬
‫‪ .3‬المحافظة عىل التوازن يف التسلح‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الجماع وهو ما يرجع إل مجموعة من األسباب‪ ،‬أهمها‪:‬‬


‫ي‬ ‫ولكن نظام عصبة األمم فشل يف تحقيق األمن‬
‫أساس عىل إجماع الدول األعضاء للموافقة عىل قراراتها وتوصياتها الهادفة‬
‫ي‬ ‫• كانت العصبة تعتمد بشكل‬
‫الجماع‪ ،‬وهو ما لم يمكن تحقيقه بسبب التوترات السياسية بي الدول األعضاء؛‬
‫ي‬ ‫إل تحقيق األمن‬
‫• عانت عصبة األم من سيطرة البعة األوروبية عىل العضوية فيها‪ ،‬فضال عن غياب القوى العظم عنها‬
‫السوفيت إال يف عام ‪ ،1934‬يف حي لم تنضم الواليات المتحدة عىل اإلطالق)؛‬
‫ي‬ ‫(إذ لم ينضم االتحاد‬
‫• زيادة عىل فتح الباب أمام االنسحاب من عضوية العصبة‪ ،‬األمر الذي أضعف كثبا هذه التجربة الجديدة‬
‫الدول‪.‬‬
‫ي‬ ‫يف التنظيم‬
‫مشوع بمبادرة بعض‬ ‫وف أعقاب فشل تجربة عصبة األمم ودخول العالم ف منعطف خطب سنة ‪ ،1939‬ظهر ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ه منظمة األمم المتحدة‪ .‬وقد تمت صياغة نظام األمن‬ ‫ي‬ ‫جديدة‬ ‫دولية‬ ‫منظمة‬ ‫بتشكيل‬ ‫سمح‬ ‫ى‪،‬‬ ‫الكب‬
‫ر‬ ‫الدول‬
‫الجماع ف إطار المنظمة السالفة الذكر ف خضم الحرب العالمية الثانية وما شهدته هذه المرحلة من تفاؤل‬ ‫ي‬
‫وف هذا اإلطار‪ ،‬حاول ميثاق منظمة األمم المتحدة أن‬
‫ي‬ ‫‪.‬‬‫الدولية‬ ‫المنظمة‬ ‫تلعبه‬ ‫أن‬ ‫الممكن‬ ‫من‬ ‫الذي‬ ‫الدور‬ ‫بطبيعة‬
‫الجماع‪،‬‬
‫ي‬ ‫األمن‬ ‫لنظام‬ ‫كة‬
‫المشب‬ ‫اإلدارة‬ ‫عن‬ ‫المسؤول‬ ‫الدول‪ ،‬بصفته الجهاز‬
‫ي‬ ‫يضع تحت ترصف مجلس األمن‬
‫الوسائل واإلمكانيات واألطر المؤسسية الكفيلة بإدارة العمليات العسكرية الميدانية عىل نحو يكفل تحقيقها‬
‫للنتائج المرجوة منها‪ .‬وهنا‪ ،‬نذكر للمادتي ‪ 43‬و‪ 47‬من الميثاق‪ ،‬حيث تم التنصيص عىل اإلجراءات والصالحيات‬
‫المرتبطة بلجنة أركان الحرب باعتبارها المسؤولة‪ ،‬تحت رإشاف مجلس األمن‪ ،‬عىل توجيه عمليات حفظ السلم‬
‫واألمن الدوليي‪.‬‬
‫العمىل من هذه التجربة‪ ،‬يمكن القول إن ظروف الحرب الباردة وما شهدته من تحول الحلفاء‬ ‫ي‬ ‫وعىل المستوى‬
‫المنترصين يف الحرب العالمية الثانية إل متنافسي يف إطار ما اصطلح عليه بالحرب الباردة أدت إل منع األمم‬
‫الدول إل إحدى أدوات‬
‫ي‬ ‫الجماع‪ ،‬خاصة مع تحول مجلس األمن‬‫ي‬ ‫المتحدة من الوصول لهدفها يف تحقيق األمن‬
‫الدول‪،‬‬
‫ي‬ ‫الت شهدها المجتمع‬‫قطت الحرب المذكورة‪ ،‬وعجزه عن الترصف يف الباعات العديدة ي‬ ‫الرصاع بي ر ي‬
‫بسبب إشاف أعضائه الدائمي يف استخدام حق النقض "الفيتو"‪.‬‬
‫دول‪ ،‬فإن آليات‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬يمكن القول أنه إذا كان تحقيق األمن والسلم الدوليي الغاية النهائية ألي تنظيم ي‬
‫الدول وخصوصيات كل حقبة حسب ثالث حاالت ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫الوصول إليها تطورت واختلفت مع تطور المجتمع‬
‫أوال‪ :‬لقد ساد مفهوم الهيمنة يف مرحلة ر‬
‫اإلمباطوريات؛‬
‫ثانيا‪ :‬ساد مفهوم توازن القوى يف مرحلة الدولة القومية‪ .‬يرتكز هذا المفهوم عىل تحالفات مستمرة ومتغبة‪،‬‬
‫وبذلك فهو يستبعد فكرة التنظيم القائمة عىل المؤسسات‪.‬‬
‫الجماع الذي يتطلب قيام مؤسسات دائمة‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدول إل مفهوم األمن‬
‫ي‬ ‫ثالثا‪ :‬يف المرحلة الثالثة‪ ،‬انتقل المجتمع‬
‫وهو النظام الذي تتحمل فيه الجماعة الدولية المنظمة مسؤولية حماية كل عضو من أعضائها والسهر عىل‬
‫الدول أو إحداث خلل فيه بالشكل‬
‫ي‬ ‫أمنه من االعتداء‪ .‬ويمكن تحديد أهدافه يف الحيلولة دون تغيب الواقع‬
‫الذي يخدم مصلحة إحدى الدول عىل حساب غبها‪ .‬والوسيلة المعتمدة يف هذا اإلطار تتمثل يف اتخاذ‬
‫إجراءات وتدابب دولية جماعية مضادة لمحاولة التغيب‪ .‬وتمثل كل من عصبة األمم ومنظمة األمم المتحدة‬
‫نموذج التطبيقات العملية لهذه الحالة‪.‬‬
‫ر ي‬
‫الجماع يقوم‪ ،‬من الناحية النظرية‪ ،‬عىل فكرة محورية قوامها عدم السماح باإلخالل بالوضع القائم‬
‫ي‬ ‫فنظام األمن‬
‫ر‬
‫الدول بطريقة غب مشوعة‪ ،‬وذلك من خالل تكوين قوة دولية متفوقة تتمكن من إحباط العدوان أو‬ ‫يف النظام‬
‫ي‬
‫الت‬
‫الت تشكل جوهر الفكرة ي‬ ‫ردعه‪ .‬ويتطلب قيام مؤسسات دائمة تقع عليها مسؤولية تنفيذ الضمانات المتبادلة ي‬
‫يقوم عليها‪.‬‬
‫الت تقف من ورائه‪.‬‬
‫العدوان بغض النظر عن مصادره أو الدول ي‬ ‫الجماع يف ردع‬
‫ي‬ ‫يتمثل أساس فكرة نظام األمن‬
‫ً‬
‫لهذا فهو ال يستهدف جهات معينة بالذات أو أطرافا دون أخرى‪ ،‬وإنما يطبق لمجابهة أي دولة أو دول تتجه إل‬
‫استخدام العنف المسلح ف عالقاتها الدولية بطرق غب ر‬
‫مشوعة‪.‬‬ ‫ي‬

‫‪6‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الجماع ال ينكر التناقضات يف مصالح وسياسات الدول‪ ،‬ولكنه يستنكر‬


‫ي‬ ‫وتجدر اإلشارة إل أن نظام األمن‬
‫استخدام القوة لحل هذه التناقضات‪ ،‬ويؤكد عىل استخدام الوسائل السلمية كأداة لحل الخالفات‪.‬‬
‫الت تتناول هذا المفهوم‪ ،‬فمن الممكن تحديد العناص الالزم توفرها يف نظام‬
‫وعىل الرغم من تعدد التعريفات ي‬
‫ه‪:‬‬‫لك يكون مثاليا‪ ،‬وهذه العناص ي‬
‫الجماع ي‬
‫ي‬ ‫األمن‬
‫‪ .1‬تحريم استخدام القوة يف العالقات بي الدول؛‬
‫الجماع لألمن؛‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬الضمان‬
‫‪ .3‬استخدام القوة كرادع وكعقاب يف نفس الوقت؛‬
‫الجماع؛‬
‫ي‬ ‫‪ .4‬تلقائية العمل‬
‫الجماع عىل ما عداها من تحالفات؛‬
‫ي‬ ‫‪ .5‬أولوية عضوية نظام األمن‬
‫‪ .6‬التوافق عىل معت االعتداء أو العدوان؛‬
‫‪ .7‬ديمومة وعمومية النظام‪.‬‬

‫الجماع‪:‬‬
‫ي‬ ‫نظريت توازن القوى واألمن‬
‫ي‬ ‫مقارنة بي‬
‫‪ ‬تتفق النظريتان‪ ،‬من حيث المبدإ‪ ،‬يف مواجهة استخدام القوة عىل صعيد العالقات الدولية‪:‬‬
‫الدول؛‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬تحاوالن فرض األسلوب األمثل الذي يساعد عىل استقرار الوضع داخل المجتمع‬
‫كما تتفقان أيضا يف أسلوب مواجهة األعداء وذلك عن طريق اشباك الدول كلها أو بعضها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬وتختلف يف النقط التالية‪:‬‬
‫عالم يف مواجهة العدوان‪.‬‬
‫ي‬ ‫الجماع يف جوهره عىل ترابط‬
‫ي‬ ‫• يقوم األمن‬
‫تقوم سياسة توازن القوى عىل أساس ترابط عددي لبعض الدول يف مواجهة البعض اآلخر‪.‬‬ ‫•‬
‫• األصل يف نظرية توازن القوى هو استمرارية الرصاع بي القوى المختلفة لتحقيق التوازن‬
‫المطلوب‪.‬‬
‫الجماع هو التعاون بي الدول لتحقيق السالم فيما بينها‪.‬‬
‫ي‬ ‫• األصل يف نظرية األمن‬

‫الجماع‬
‫ي‬ ‫• تقييم رلشوط نظرية األمن‬
‫الجماع تنازل الدول عن قدر من سيادتها لسلطة مركزية تعلوها‪ ،‬أشبه ما تكون‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬تفبض نظرية األمن‬
‫بالحكومة يف القواني الداخلية للدول‪ :‬هذه مسألة صعبة التحقيق يف مجال العالقات الدولية والسبب‬
‫هو تمسك الدول بسيادتها ومصالحها‪.‬‬
‫الجماع‪ :‬هذا األمر صعب التحقق والسبب هو وجود قوى وأقطاب‬ ‫ي‬ ‫الجماع التنسيق‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬يتطلب األمن‬
‫دولية وإقليمية غب متجانسة من حيث الفكر‪ ،‬الثقافة‪ ،‬المصلحة والخلفيات اإليديولوجية‪.‬‬
‫الجماع هو تحريم العدوان‪ ،‬والسؤال المركزي الذي يطرح هنا هو‪ :‬ما هو معيار تحديد‬
‫ي‬ ‫‪ .3‬األساس يف األمن‬
‫نست ويختلف تحديده من زمن آلخر‪ ،‬كما يرتبط بطبيعة المشكل والقوى المعنية به‬ ‫العدوان؟ فالمفهوم ر ي‬
‫وعالقاته بالقوى الدولية المؤثرة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الثان‬
‫المطلب ي‬
‫المفاهيم‬
‫ي‬ ‫اإلطار‬
‫الدول‪ ،‬من حيث األساس عىل رضا الدول‪ :‬المنظمة الدولية ليست حكومة عالمية أو دولة فوق‬ ‫ي‬ ‫يقوم التنظيم‬
‫ه رابطة اختيارية تنتج عن اتحاد إرادات الدول يف إطار مبدأ التضامن والتعاون الدوليي‬
‫الدول‪ ،‬وإنما ي‬

‫الفرع األول‬
‫التعريف‬
‫تكتش أهمية خاصة يف حقل العالقات‬ ‫ي‬ ‫والت‬
‫تعريف المنظمة الدولية يتطلب تميبها عن بعض المفاهيم األخرى ي‬
‫ه‪:‬‬‫الدولية‪ ،‬وهذه المفاهيم ي‬
‫• أوال‪ :‬التنظيم الدول‪ :‬اصطالح عام يشب إل كل الجهود الت تبذل لتكون العالقات الدولية ر‬
‫أكب نظاما‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وانضباطا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الدول ليس نظاما مكتوبا أو نظاما رسميا أو قانونا ينظم العالقات بي الدول‪ ،‬هو‬
‫ي‬ ‫الدول‪ :‬النظام‬
‫ي‬ ‫• ثانيا‪ :‬النظام‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫إطار يساعد عىل تحليل شكل العالقات بي الدول‪ ،‬ومعرفة األطراف األكب قوة واألكب نفوذا مقارنة بغبها‪.‬‬
‫الدول هو نمط التفاعل بي الفاعلي الدوليي يف مختلف المجاالت‪ .‬ويمكن‬ ‫ي‬ ‫وبالتال‪ ،‬يمكن القول إن النظام‬
‫ي‬
‫لدول إل ثالثة أنواع‪:‬‬
‫ي‬ ‫ا‬ ‫النظام‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫السياسية‬ ‫القوة‬ ‫تصنيف‬
‫‪ .1‬النظام متعدد األقطاب‪ :‬يقوم هذا النظام عىل توازن القوى (األقطاب)‪ ،‬وتتم العالقات بي القوى‬
‫عىل أساس أنها عالقات صاع وتنافس يف الغالب‪.‬‬
‫ثنان القطبية‪ :‬يقوم هذا النظام عىل وجود قوتي سياسيتي تلعبان دور القيادة يف النظام‬‫ئ‬
‫‪ .2‬النظام ي‬
‫الدول‪.‬‬
‫ي‬
‫‪ .3‬النظام أحادي القطبية‪ :‬يقوم هذا النظام عىل سيطرة قوة سياسية واحدة فقط عىل كافة تفاعالت‬
‫الدول‪ ،‬بمعت احتكار طرف واحد للقوة السياسية يف العالم بحيث تنعدم تقريبا منافسته من‬‫ي‬ ‫النظام‬
‫قبل األطراف األخرى‪ ،‬وذلك لفبة من الزمن‪.‬‬

‫يقتض توافر عناص محددة‪ .‬وهناك تعاريف متعددة ترتكز يف مهمتها‬


‫ي‬ ‫• ثالثا‪ :‬المنظمة الدولية‪ :‬اصطالح محدد‬
‫عىل خصائص المنظمة الدولية‪.‬‬
‫• التعريف األول‪:‬‬
‫الت قررت إنشائها بموجب اتفاقية‬
‫ه تجمع يبع إل الديمومة‪ ،‬يبكب أساسا من الدول ي‬ ‫”المنظمة الدولية ي‬
‫متعددة األطراف ويتوفر عىل أجهزة معينة واختصاص محدد“‪.‬‬
‫الثان‪:‬‬
‫• التعريف ي‬
‫”كل هيئة دائمة تتمتع باإلرادة الذاتية و بالشخصية القانونية الدولية حي تتفق مجموعة من الدول عىل انشائها ‪،‬‬
‫ر ئ‬
‫المنش للمنظمة“‪.‬‬ ‫كوسيلة من وسائل التعاون االختياري ‪ ،‬بينها يف مجال أو مجاالت معينة يحددها االتفاق‬
‫• التعريف الثالث‪:‬‬
‫الدول العام ينشأ من اتحاد إرادات مجموعة من‬
‫ي‬ ‫"المنظمة الدولية شخص معنوي من أشخاص القانون‬
‫وف مواجهة الدول‬
‫الدول ي‬
‫ي‬ ‫الدول لرعاية مصالح مشبكة دائمة بينها‪ ،‬ويتمتع بإرادة ذاتية يف المجتمع‬
‫األعضاء“‪.‬‬
‫يىل‪:‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة‪ ،‬يمكن تحديد العناص األساسية للمنظمة الدولية فيما ي‬
‫‪ .1‬تجمع لعدد من الدول (خاصية الدولية)؛‬

‫‪8‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫أنشأ بمقتض اتفاقية دولية (بمثابة دستور المنظمة)؛‬ ‫‪.2‬‬


‫الدول)؛‬
‫ي‬ ‫يتوفر عىل بنيات دائمة توفر عنرص االستمرارية (عكس المؤتمر‬ ‫‪.3‬‬
‫يتوفر عىل الشخصية القانونية الدولية؛‬ ‫‪.4‬‬
‫التمتع بقدر معي من الحصانات واالمتيازات؛‬ ‫‪.5‬‬
‫االعباف للمنظمة بسلطة إصدار القرارات؛‬ ‫‪.6‬‬
‫البام الدول أعضاء المنظمة بالعمل عىل تنفيذ ما قد تصدره من قرارات؛‬ ‫‪.7‬‬
‫البام الدول أعضاء المنظمة باالشباك يف تمويل نفقاتها‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫الثان‬
‫الفرع ي‬
‫تصنيف المنظمات الدولية‬

‫الدول المعاص بتعدد المنظمات الدولية وتنوعها تبعا الختالف الميادين والمجاالت ي‬
‫الت تنشط‬ ‫ي‬ ‫يتسم الواقع‬
‫وبالتال لم يتفق الفقهاء عىل‬
‫ي‬ ‫الت ينظر منها إليها‪،‬‬
‫فيها‪ ،‬لذلك تتعدد وتتنوع المنظمات الدولية بتعدد الزوايا ي‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫تقسيم موحد للمنظمات الدولية‪ .‬وبصفة عامة‪ ،‬فإنها تستهدف‪ ،‬من حيث المبدأ‪ ،‬تنظيم المجتمع‬
‫العالم والجهوي‪.‬‬
‫ي‬ ‫الجماع ورفاهية الشعوب عىل المستويي‬
‫ي‬ ‫وتحقيق األمن‬
‫إن انتشار المنظمات الدولية واتساع أنشطتها أفرز لنا تعددا يف تصنيفها‪ .‬وهناك ثالثة جوانب رئيسية يمكن‬
‫اعتمادها يف تصنيفها‪:‬‬
‫‪ .1‬العضوية؛‬
‫‪ .2‬االختصاص؛‬
‫‪ .3‬السلطات‪.‬‬

‫التصنيف حسب نطاق العضوية‬ ‫‪.I‬‬


‫المقصود بالتصنيف وفق نطاق العضوية عالمية أو إقليمية المنظمة‪:‬‬
‫عالم إذا كانت عضويتها مفتوحة لكل الدول دون تميب إعماال لمبدأ المساواة‬
‫ي‬ ‫تعتب المنظمة ذات اتجاه‬
‫ر‬ ‫‪.1‬‬
‫يف السيادة‪ ،‬وطبقا لما ينص عليه ميثاقها لتحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫تنتم إل مناطق معينة أو تجمع بينها‬
‫ي‬ ‫الت‬
‫‪ .2‬هناك منظمات أخرى تقترص العضوية فيها عىل بعض الدول ي‬
‫تعتب منظمات‬‫وبالتال فهذه المنظمات ر‬
‫ي‬ ‫مصالح مشبكة مثل منظمة الدول المصدرة للنفط ‪.OPEC‬‬
‫الت توصف باإلقليمية‪.‬‬
‫وه المنظمات ي‬
‫مغلقة‪ ،‬ي‬
‫اإلقليم للمنظمات الدولية‪:‬‬
‫ي‬ ‫معيار التصنيف‬
‫اف‪:‬‬
‫• معيار الجوار الجغر ي‬
‫وبالتال تكون‬ ‫أساس لقبول عضوية إحدى الدول يف المنظمة‪.‬‬ ‫كشط‬‫هنا يطرح الجوار الجغراف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫تنتم لمنطقة جغرافية محددة‪.‬‬
‫ي‬ ‫دوال‬ ‫نطاقها‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫تجمع‬ ‫المنظمة إقليمية عندما‬
‫سياس بي مجموعة من الدول‪ :‬يكون بناء عىل األصل‬
‫ي‬ ‫يف معت ثان‪ ،‬تكون اإلقليمية تعببا عن تضامن‬
‫والحضارة والتاري ــخ واإليديولوجية والمصالح المشبكة‪.‬‬
‫اف ليس هو المعيار الحاسم الذي يمب المنظمات اإلقليمية‪:‬‬
‫• الجوار الجغر ي‬
‫‪ .1‬قد تتعلق أهداف المنظمة اإلقليمية بإدارة مرفق مشبك بي مجموعة من الدول مثل (المنظمة‬
‫األوروبية للسكك الحديدية)؛‬
‫‪9‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫‪ .2‬أو تتعلق بمصالح اقتصادية عليا للدول األعضاء مثل (منظمة الدول المصدرة للببول ‪-‬أوبك‪)-‬؛‬
‫السياس بي الدول األعضاء مثل منظمة الدول‬
‫ي‬ ‫‪ .3‬وقد تكون هذه األهداف مرتبطة بنوع من التضامن‬
‫اإلفريف‪ ،‬أو جامعة الدول العربية؛‬
‫ي‬ ‫األمريكية‪ ،‬أو منظمة االتحاد‬
‫ر ي‬
‫اإليديولوج والعسكري مثل منظمة حلف‬ ‫‪ .4‬كما يمكن أن تقوم المنظمة اإلقليمية عىل وحدة الهدف‬
‫األطلش ‪.NAT0‬‬
‫ي‬ ‫شمال‬

‫التصنيف حسب االختصاص‬ ‫‪.II‬‬


‫حسب هذا المعيار‪ ،‬تصنف المنظمات الدولية إل‪:‬‬
‫الت تعت بجميع القضايا‬
‫‪ .1‬منظمات ذات اختصاص عام يشمل جميع الميادين كمنظمة األمم المتحدة ي‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫الت يقترص نشاطها عىل موضوع معي‪ ،‬مثل صندوق النقد‬ ‫وه ي‬ ‫‪ .2‬منظمات ذات اختصاص محدود ي‬
‫والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية وحلف الناتو‪.‬‬

‫التصنيف حسب الصالحيات‬ ‫‪.III‬‬


‫الت تتمتع بها إل‪:‬‬
‫يمكن تقسيم المنظمات الدولية من حيث الصالحيات ي‬
‫‪ .1‬منظمات تتمتع بصالحيات فعلية بحيث تنشأ قراراتها البامات عىل عاتق الدول األعضاء‪ ،‬ومن األمثلة‬
‫(ف حالة تهديد‬
‫عىل ذلك قرارات مجلس األمن وفقا للفصل السابع من ميثاق منظمة األمم المتحدة ي‬
‫السلم واألمن الدوليي)‪.‬‬
‫‪ .2‬منظمات ليست لها سلطات حقيقية عىل الدول األعضاء حيث تتحدد صالحياتها يف اقباح االتفاقيات‬
‫الت يتوقف تنفيذها عىل رغبات الدول االعضاء (المنظمة االستشارية‬
‫وإصدار التوصيات واالقباحات ي‬
‫البحرية‪ ،‬منظمة األرصاد الجوية)‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الثان‬
‫المبحث ي‬
‫التنظيم للمنظمة الدولية‬
‫ي‬ ‫اإلطار‬
‫تنشأ المنظمة الدولية نتيجة اتحاد إرادات مجموعة من الدول يف اتفاقية جماعية يطلق عليها اصطالح‬
‫”الميثاق“‪.‬‬
‫ر ئ‬
‫المنش للمنظمة الدولية‪ ،‬نجد‪ :‬وضعية الدول األعضاء واألجهزة‬ ‫الت يحددها الميثاق‬
‫من بي األمور الهامة ي‬
‫الخاصة بها‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫ر ئ‬
‫المنش للمنظمة الدولية‬ ‫الميثاق‬
‫الت يتفق عليها‬ ‫ر‬
‫تنشأ المنظمات الدولية بمقتض معاهدة دولية متعددة األطراف وفقا للشوط واألوضاع ي‬
‫األساس الذي يحدد اختصاصاتها وأهدافها وأسلوب‬
‫ي‬ ‫وتعتب الوثيقة المنشئة للمنظمة بمثابة نظامها‬
‫ر‬ ‫أطرافها‪.‬‬
‫دول ينشئها ويخرجها إل حب الوجود (الميثاق)‪.‬‬
‫عملها‪ .‬فوجود المنظمة الدولية يستند إل اتفاق ي‬
‫تتمب المواثيق المنشئة للمنظمات الدولية بطبيعة مزدوجة‪ :‬من ناحية ر‬
‫تعتب معاهدات‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬
‫تتمب بطبيعتها الدستورية‪:‬‬
‫ه القانون األسم للمنظمة‪:‬‬
‫• ي‬
‫• تحدد هيكل المنظمة وتوزع االختصاصات بي فروعها وأجهزتها‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫طرق إعداد الميثاق‬


‫دول‪ ،‬أو بواسطة منظمة دولية‪.‬‬ ‫ر‬
‫يتم إعداد مشوع الميثاق إما بواسطة مؤتمر ي‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫‪ .I‬المؤتمر‬
‫ممثىل الحكومات‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لمؤتمر” دومبارتن‬
‫ي‬ ‫الدول يف أغلب األحوال‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬يضم المؤتمر‬
‫ر‬
‫الت أعدت مشوع ميثاق‬ ‫أوكس“ سنة ‪ 1944‬و "يالتا“ سنة ‪ 1945‬وسان فرانسسكو سنة ‪ ،1945‬ي‬
‫منظمة األمم المتحدة‪.‬‬
‫ويتم توجيه الدعوة إل المؤتمر الدول من قبل دولة أو ر‬
‫أكب من الدول المعينة بإنشاء المنظمة‪ ،‬وتتدخل‬ ‫ي‬
‫الت توجه إليها الدعوات‪ ،‬فإذا كانت‬
‫ي‬ ‫الدول‬ ‫تحديد‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫افية‬
‫ر‬ ‫والجغ‬ ‫االعتبارات السياسية واالقتصادية‬
‫المنظمة ذات طبيعة عالمية‪ ،‬تستدع جميع الدول بدون تميب أما إذا كانت منظمة إقليمية فيستدع لها‬
‫من يعنيهم تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫لمشوع ميثاق منظمة العمل‬ ‫‪ .2‬كما قد يضم المؤتمر الدول ممثىل هيئات خاصة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدولية‪ ،‬الذي تم إعداده بواسطة مؤتمرات نقابية تمت يف الفبة من ‪ 1916‬إل ‪.1918‬‬

‫‪11‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫المنظمة الدولية‬ ‫‪.II‬‬


‫مشوع الميثاق‪ ،‬ومثال ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 59‬من ميثاق منظمة األمم‬ ‫قد تتول منظمة دولية إعداد ر‬
‫المتحدة‪" :‬تدعو الهيئة عند المناسبة إل إجراء مفاوضات بي الدول ذات الشأن بقصد إنشاء أية وكالة متخصصة‬
‫جديدة يتطلبها تحقيق المقاصد المبينة يف المادة ‪."55‬‬
‫مشوع‬ ‫غالبا ما يسبق المؤتمرات الدولية لقاءات تمهيدية تضم عددا محدودا من الدول الت تتول مهمة إعداد ر‬
‫ي‬
‫الميثاق وتحديد من توجه إليهم الدعوة لحضور المؤتمر‪.‬‬
‫مشوع الميثاق وذلك بالتصويت عليه باألغلبية‪ ،‬لتبدأ بعد ذلك مرحلة التصديق عليه‬ ‫ينته المؤتمر عادة بإقرار ر‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫‪.‬‬
‫وفقا لألوضاع الدستورية يف كل دولة وتخرج المنظمة إل حب الوجود فور توافر الشوط الخاصة بموعد إتمام‬
‫التصديقات والعدد الالزم منها‪ ،‬طبقا ألحكام الميثاق‪.‬‬

‫الثان‬
‫الفرع ي‬
‫الطبيعة القانونية للميثاق‬

‫ر ئ‬
‫المنش للمنظمة الدولية معاهدة دولية تخضع لألحكام الخاصة بصحة انعقاد المعاهدات‪:‬‬ ‫الميثاق‬

‫• من حيث الشكل‪ :‬مشكلة التصديقات الناقصة‪ ،‬بمعت يجب احبام المساطر الخاصة بالتصديق حسب‬
‫كل دولة‪.‬‬

‫يىل‪:‬‬
‫• من حيث الموضوع‪ :‬يتعلق األمر هنا بسالمة الرضا من العيوب‪ .‬وهذه العيوب يمكن حرصها فيما ي‬
‫الغلط‪ ،‬الغش أو التدليس‪ ،‬إفساد ممثل الدولة‪ ،‬اإلكراه الواقع عىل ممثل الدولة مثل اإلكراه الذي مارسه هتلر‬
‫إقليم بوهيميا‬
‫ي‬ ‫عىل رئيس تشيكوسلوفاكيا إلرغامه عىل توقيع معاهدة ‪ 1939‬بهدف الحماية األلمانية عىل‬
‫ومورافيا‪ ،‬اإلكراه الواقع عىل الدولة من خالل استخدام القوة ضدها أو التهديد باستخدامها‪ ،‬كما يمكن إضافة‬
‫مشوعية موضوع المعاهدة‪.‬‬ ‫حالة اإلكراه االقتصادي‪ .‬هذا‪ ،‬باإلضافة طبعا إل ر‬
‫بالنسبة للطبيعة القانونية‪ ،‬يمكن القول أنه يف حالة الميثاق‪ ،‬نكون بصدد معاهدة من نوع خاص‪ ،‬وذلك لألسباب‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬تعدد أطرافها؛‬
‫الت تنظمها؛‬
‫‪ .2‬طبيعة العالقات ي‬
‫التنظيم الذي ينشأ عنها‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .3‬الهيكل‬
‫والقاعدة العامة أنه خالفا للمعاهدات الدولية األخرى‪ ،‬ال يجوز التحفظ عىل بعض أحكام المواثيق المنشئة‬
‫للمنظمات الدولية ما لم تنص نصوص المعاهدات المنشئة للمنظمات عىل غب ذلك‪ ،‬ألنه إعماال لمبدأ المساواة‬
‫يف السيادة بي الدول فإن أعضاء المنظمة يقفون عىل قدم المساواة يف قبول اآلثار المبتبة عنها‪ .‬فأحكام الميثاق‬
‫تشي يف مواجهة الدول األعضاء بصورة واحدة ودون تجزئة ألحكامه‪.‬‬
‫يتكون الميثاق‪ ،‬من ديباجة وأحكام تكون عادة يف شكل مواد‪ ،‬قد تتبعها مالحق إن تتطلب األمر ذلك‪.‬‬
‫الت دعت إل إنشاء المنظمة‪.‬‬
‫تحدد الديباجة األسباب والحيثيات ي‬
‫أما األحكام فتتضمن كل ما يتعلق بـ‪:‬‬
‫• أهداف المنظمة؛‬
‫• مبادئها؛‬

‫‪12‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الشوط الخاصة بالعضوية فيها؛‬ ‫ر‬ ‫•‬


‫شخصيتها القانونية؛‬ ‫•‬
‫فروعها؛‬ ‫•‬
‫اختصاصاتها والقواعد الخاصة بنظام عمل الفروع واللجان وقواعد التصويت وطرق تنفيذ القرارات ‪..‬‬ ‫•‬

‫تعديل الميثاق‬
‫ه جواز إعادة النظر يف المعاهدات‪ ،‬يف أي وقت وبناء عىل‬ ‫الدول ي‬
‫ي‬ ‫من المعروف أن القواعد المقررة يف القانون‬
‫تقتض العالقات الدولية وما يطرأ عليها من تطور إل مسايرة الظروف وتغيب‬ ‫ي‬ ‫طلب أي عضو فيها‪ ،‬بحيث‬
‫النصوص المنشئة للمنظمة الدولية‪ ،‬وذلك حت تتمكن من مسايرة الحاجات الجديدة للجماعة الدولية وتتالءم‬
‫مع ظروف الدول األعضاء بالمنظمة ومصلحتهم الجماعية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬وبصفة عامة‪ ،‬تنص المعاهدات المنشئة للمنظمات الدولية عىل إمكانية تعديل مواثيقها إذا توافرت‬
‫وبالتال‪ ،‬يجوز تعديل الميثاق‪ ،‬كأي معاهدة دولية‪،‬‬
‫ي‬ ‫رشوط معينة تتعلق بالنصاب المطلوب لحصول التعديل‪.‬‬
‫بموافقة الدول األعضاء‪ ،‬إذا ما برزت صورة لتغيب بعض األحكام‪.‬‬
‫بالنسبة للمعاهدات الجماعية‪ ،‬يمكن تسجيل حالتي‪:‬‬
‫‪ .1‬معاهدات تضع قيودا عىل التعديل تجعله يف حكم المتعذر‪ ،‬مثل اشباط إجماع كل الدول األعضاء‬
‫(المعاهدات الجامدة)؛‬
‫الشوط العادية‪ ،‬مثل موافقة أغلبية الدول األعضاء‬ ‫‪ .2‬معاهدات يمكن تعديلها عند توفر بعض ر‬
‫(المعاهدات المرنة)‪.‬‬
‫وتكتف معظم‬
‫ي‬ ‫تتضمن المواثيق المنشئة للمنظمات الدولية نصوصا تحدد رشوط تعديل الميثاق وإجراءاته‪.‬‬
‫الت لم توافق عليه حق االنسحاب‬‫المواثيق باشباط موافقة أغلبية الثلثي إلجراء التعديل‪ ،‬عىل أن يكون للدول ي‬
‫من المنظمة‪ ،‬مثال ذلك منظمات‪:‬‬
‫• اليونسكو؛‬
‫• الصحة العالمية؛‬
‫المدن؛‬
‫ي‬ ‫• الطبان‬
‫األطلش‪ .‬بينما نجد مواثيق‬
‫ي‬ ‫يف حي تتشدد بعض المواثيق األخرى‪ ،‬فتشبط اإلجماع مثل معاهدة حلف شمال‬
‫الت‬ ‫‪:‬‬
‫يىل "التعديالت ي‬ ‫تشبط أغلبية من نوع خاص‪ :‬ميثاق منظمة األمم المتحدة الذي يقرر يف المادة ‪ 108‬ما ي‬
‫ثلت أعضاء الجمعية‬ ‫ر‬
‫تدخل عىل هذا الميثاق تشي عىل جميع أعضاء "األمم المتحدة" إذا صدرت بموافقة ي‬
‫العامة وصدق عليها ثلثا أعضاء "األمم المتحدة" ومن بينهم جميع أعضاء مجلس األمن الدائمي‪ ،‬وفقا لألوضاع‬
‫الدستورية يف كل دولة"‪.‬‬
‫ثلت أعضاء الجمعية‬‫ر‬
‫ما يالحظ هو أن ميثاق األمم المتحدة وإن كان يبدو مرنا من الناحية النظرية الكتفائه بأغلبية ي‬
‫يعتب جامدا من الناحية العملية‪ ،‬ألن اعباض أي من الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس األمن‬ ‫العامة‪ ،‬فإنه ر‬
‫يحول دون إجراء التعديل المطلوب‪.‬‬

‫الثان‬
‫المطلب ي‬
‫العضوية يف المنظمة الدولية‬
‫لقد اتسع نطاق عضوية الدول يف المنظمات الدولية القائمة ويرجع هذا األمر إل عاملي‪:‬‬
‫السوفيان‪ ،‬يوغوسالفيا ‪)..‬‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬تحرر الدول المستعمرة ونشأة دول جديدة بسبب تفكك الدول األصلية (االتحاد‬
‫‪ .2‬إحساس الدول وإيمانها باستحالة اعبال الحياة السياسية الدولية وبرصورة التعاون والتضامن الدوليي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الفرع األول‬

‫االنضمام إل المنظمة الدولية‬


‫يكتش االنضمام إل المنظمة الدولية طابعا إراديا مزدوجا من جانب كل من الدولة والمنظمة‪.‬‬
‫ي‬
‫يجب التميب بي األعضاء االصليي واألعضاء المقبولي‪:‬‬

‫ر ئ‬
‫المنش للمنظمة‪ ،‬وكمثال عىل‬ ‫الت شاركت يف المفاوضات ووقعت االتفاق‬ ‫‪ .1‬األعضاء األصليون‪ :‬هم الدول ي‬
‫يىل‪ ”:‬األعضاء األصليون لألمم‬
‫الت تنص عىل ما ي‬ ‫ذلك نذكر المادة ‪ 3‬من ميثاق منظمة األمم المتحدة ي‬
‫الت اشبكت يف مؤتمر األمم المتحدة لوضع نظام الهيئة الدولية المنعقد يف سان‬ ‫المتحدة هـم الدول ي‬
‫ً‬
‫الت وقعت من قبل‬ ‫والت توقع هذا الميثاق وتصدق عليه طبقا للمادة ‪ ،110‬وكذلك الدول ي‬ ‫فرانسيسكو‪ ،‬ي‬
‫الثان‪/‬يناير سنة ‪ ،1942‬وتوقع هذا الميثاق وتصدق عليه“‪.‬‬
‫ترصي ــح األمم المتحدة الصادر يف أول كانون ي‬
‫لشوط مسطرية وموضوعية تتضمنها المواثيق الدولية‪.‬‬ ‫‪ .2‬األعضاء المقبولون‪ :‬يتم انضمامهم وفقا ر‬
‫وكمثال عىل ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 4‬من ميثاق منظمة األمم المتحدة‪" :‬العضوية يف "األمم المتحدة"‬
‫الت يتضمنها هذا الميثاق‪،‬‬‫والت تأخذ نفسها بااللبامات ي‬
‫مباحة لجميع الدول األخرى المحبة للسالم‪ ،‬ي‬
‫والت ترى الهيئة أنها قادرة عىل تنفيذ هذه االلبامات وراغبة فيه‪.‬‬
‫ي‬
‫ً‬
‫قبول أي دولة من هذه الدول يف عضوية "األمم المتحدة" يتم بقرار من الجمعية العامة‪ ،‬بناء عىل توصية‬
‫مجلس األمن"‪.‬‬

‫الثان‬
‫الفرع ي‬
‫انتهاء العضوية‬
‫تنته العضوية بذات األسلوب اإلرادي الذي انضمت‬‫ي‬ ‫االنضمام اإلرادي يف عضوية منظمة دولية يستتبع أن‬
‫بمقتضاه الدولة إل عضوية المنظمة‪ .‬فما ي‬
‫ه حاالت انتهاء عضوية الدولة يف المنظمة الدولية؟‬
‫فقدان العضوية‬ ‫‪.I‬‬
‫الجماع للعضوية‪ :‬تتحقق هذه الحالة عندما يتم إنهاء العمل بالمعاهدة المنشئة للمنظمة أو‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬الفقدان‬
‫حلها‪.‬‬
‫‪ .2‬الفقدان الفردي للعضوية‪:‬‬
‫أ‪ .‬الفص ــل‪ :‬قد يكون الفصل منصوصا عليه يف الميثاق‪ ،‬كما هو الحال مثال بالنسب للمادة ‪ 6‬من‬
‫ميثاق منظمة األمم المتحدة‪" :‬إذا أمعن عضو من أعضاء "األمم المتحدة" يف انتهاك مبادئ الميثاق‬
‫جاز للجمعية العامة أن تفصله من الهيئة ً‬
‫بناء عىل توصية مجلس األمن"‪.‬‬
‫وف هذه الحاالت قد يتم اللجوء إل رتبيرات واقعية حسب‬
‫وقد ال يكون الفصل منصوصا عليه‪ ،‬ي‬
‫اإلقليم‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدول أو‬
‫ي‬ ‫الظروف والسياق‬
‫ب‪ .‬االنسح ــاب‬
‫الت يتم طبقا لها االنسحاب من المنظمة (مثال‬
‫قد تنص المواثيق المنشئة للمنظمات عىل المسطرة ي‬
‫عصبة األمم وجامعة الدول العربية)‪ ،‬كما قد تغفل ذلك كما هو الحال بالنسبة لميثاق منظمة األمم‬
‫المتحدة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫مشوع ميثاق األمم المتحدة عىل عدم وجود مثل هذا النص بالقول‪” :‬وإن لم ينص‬ ‫وقد علقت لجنة ر‬
‫تجب عضوا عىل التعاون مع المنظمة‪ ،‬إذ‬ ‫ر‬
‫المشوع عىل تلك القاعدة‪ ،‬إال أنه ليس من غرض المنظمة أن ر‬
‫أن ذلك ال يتالءم مع نصوص الميثاق“‪.‬‬
‫فخلو الميثاق من قاعدة تجب االنسحاب ال يحرم الدول من هذه اإلمكانية‪ .‬والسؤال يطرح بخصوص‬
‫يىل‪:‬‬ ‫التفسب الذي يتم بناء عليه رتبير هذا اإلجراء‪ .‬ويمكن حرص هذه ر‬
‫التبيرات يف ما ي‬
‫‪ .i‬الحق يف االنسحاب نتيجة لسيادة الدولة‬
‫يرى أنصار هذا االتجاه أن للدولة العضو يف المنظمة أن تنسحب منها دون الحاجة إل تقديم رتبير‪ ،‬وإن‬
‫قدمت رتبيرا لم تقتنع به المنظمة‪ ،‬فإن هذه األخبة ال تستطيع منع االنسحاب ألن الجزاء يف هذه‬
‫الحالة مفقود‪.‬‬

‫‪ .ii‬االنسحاب بسبب العضوية االختيارية‬


‫تعىط للدولة حق االنسحاب بناء‬
‫ي‬ ‫يذهب هذا االتجاه إل أن العضوية االختيارية يف المنظمة الدولية‬
‫الت اشبطت ”أن تكون‬‫عىل مفهوم المخالفة للفقرة األول من المادة ‪ 4‬من ميثاق األمم المتحدة ي‬
‫الدولة راغبة يف االلبام بالميثاق“‪.‬‬

‫‪ .iii‬االنسحاب عىل أساس تغب الظروف‬


‫الدول العام إل القول بأن سبب تخويل الدولة حق االنسحاب إنما‬
‫ي‬ ‫يذهب جانب كبب من فقه القانون‬
‫الدول‪ ،‬األمر الذي يجعل الدولة دائما يف حاجة إل قواعد مرنة تستطيع‬
‫ي‬ ‫يكمن يف تغب ظروف المجتمع‬
‫من خاللها الموائمة بي الباماتها الدولية وبي ما يجد من ظروف تجعل تنفيذ االلبام مستحيال‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫أجهزة المنظمة الدولية‬
‫الت قامت من أجلها‪ ،‬البد لها من‬
‫حت تتمكن المنظمة الدولية من ممارسة اختصاصاتها وتحقيق األهداف ي‬
‫التوفر عىل مجموعة من األجهزة ومن الموارد ر‬
‫البشية الرصورية ألداء أعمالها ومهامها‪ .‬ومن الصعوبة أن تقوم‬
‫المنظمة يف أداء أعمالها عىل عاتق جهاز واحد فقط‪ ،‬بل يتم توزي ــع وظائفها عىل أجهزة متعددة يتخصص كل‬
‫منها يف مجال معي من مجاالت أنشطة المنظمة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إل أن كل جهاز من أجهزة المنظمة يمارس عمله يف حدود ما هو مقرر يف المعاهدة المنشئة‬
‫للمنظمة‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫تصنيف األجهزة‬
‫التصنيف حسب المصدر‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫يتم التميب هنا بي األجهزة الرئيسية واألجهزة الثانوية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫مباشة بواسطة المعاهدة األصلية‪ ،‬وتبك للمنظمة سلطة إنشاء ما تحتاج إليه من أجهزة‬ ‫تنشأ األجهزة الرئيسية ر‬
‫ً‬
‫ثانوية ‪ ،organes subsidiaires‬مثال المادة ‪ 7‬فقرة ‪ 2‬من ميثاق األمم المتحدة‪” :‬يجوز أن ينشأ وفقا ألحكام‬
‫هذا الميثاق ما يرى صورة إنشائه من فروع ثانوية أخرى“‪.‬‬

‫التصنيف حسب البكيب‬ ‫‪.II‬‬


‫يمكن التميب هنا بي األجهزة الحكومية واألجهزة الموحدة‪.‬‬

‫ممثىل الحكومات األعضاء يف المنظمة‪ .‬وهم ر‬


‫يعبون‪ ،‬من الناحية القانونية عىل‬ ‫ي‬ ‫تتكون األجهزة الحكومية من‬
‫موظف‬
‫ي‬ ‫إرادة المنظمة‪ ،‬ومن الناحية السياسية عىل مواقف الدول األعضاء‪ .‬بينما تتكون األجهزة الموحدة من‬
‫المنظمة الذين يدينون لها بالوالء أثناء مزاولة مهامهم‪.‬‬

‫التصنيف حسب مدى األجهزة‪:‬‬ ‫‪.III‬‬


‫الت تتكون من جميع الدول األعضاء)‬
‫هنا‪ ،‬يتم التميب بي األجهزة العمومية (كالجمعية العامة لألمم المتحدة ي‬
‫الت أعطيت لها مسؤوليات خاصة‬ ‫الت ال تضم سوى عددا معينا من الدول األعضاء ي‬ ‫وبي األجهزة المحدودة ي‬
‫يف بعض المجاالت‪ ،‬األمر الذي يخلق ما يمكن تسميته بالالمساواة الوظيفية بي األعضاء‪.‬‬
‫تقت يكمن يف عقلنة نشاط المنظمة عن طريق تخصص‬
‫كما يمكن أن تنجم هذه الالمساواة عن سبب ي‬
‫أجهزتها والحفاظ عىل انتظام اجتماعاتها ومداوالتها‪.‬‬

‫التصنيف حسب الوظائف‬ ‫‪.IV‬‬


‫حسب هذا التصنيف‪ ،‬نجد‪:‬‬
‫الت تضع التوجهات العامة لسياسة المنظمة؛‬ ‫• األجهزة السياسية ي‬
‫السياس للمنظمة عن طريق إعداد المذكرات والتقارير‬ ‫ئ‬
‫تهت اتخاذ القرار‬ ‫الت تساهم يف‬
‫ي‬ ‫• األجهزة اإلدارية ي‬
‫وتنفيذ التوصيات والقرارات‪ ،‬وتدخل هنا األمانة العامة للمنظمة؛‬
‫الت تقوم‪:‬‬
‫• األجهزة القضائية ي‬
‫‪ .1‬بتنوير المنظمة عن طريق إصدار آراء استشارية بطلب من أجهزتها السياسية؛‬
‫الت تدخل يف اختصاصها‬
‫‪ .2‬يف حي تكمن وظيفتها األساسية يف حل المنازعات القائمة يف القضايا ي‬
‫بموجب الميثاق الخاص بالمنظمة‪.‬‬

‫الثان‬
‫الفرع ي‬
‫الموظفون الدوليون‬

‫الدول‬
‫ي‬ ‫يف صفة الموظف‬ ‫‪.I‬‬
‫تستعي المنظمة الدولية يف أداء مهامها وأعمالها وإنجاز مهامها بموظفي إداريي وفنيي يعملون معها بصفة‬
‫مؤقتة أو دائمة إلنجاز مهام محددة تتمثل يف تسيب األعمال اإلدارية والمالية والفنية للمنظمة يطلق عليهم‬
‫الموظفون الدوليون‪ .‬يكون ارتباط بعضهم بالمنظمة يف إطار عالقة تعاقدية‪ ،‬والبعض اآلخر يف إطار عالقة‬
‫تنظيمية‪ .‬ويطلق الفقه عىل كل هؤالء اصطالح” المستخدمون الدوليون ‪.“Agents internationaux‬‬

‫‪16‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫لمستخدم المنظمات الدولية هو‪" :‬كل موظف بأجر أو بدون‬


‫ي‬ ‫والتعريف الذي تقدمه محكمة العدل الدولية‬
‫أجر‪ ،‬يعمل بصفة دائمة أم ال يعي بواسطة أحد فروع المنظمة لممارسة أو للمساعدة يف ممارسة إحدى‬
‫وظائف المنظمة‪ .‬وباختصار كل شخص تترصف المنظمة بواسطته"‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬يعد مستخدما يف المنظمة الدولية كل شخص يؤدي مهمة باسمها ولحسابها‪ ،‬وفق تعليمات أجهزتها‬
‫المختصة‪.‬‬
‫لقد جاء تعريف محكمة العدل الدولية للعاملي الدوليي عاما يضم كل من العامل والموظف الدوليي‪.‬‬
‫قانون‬
‫ي‬ ‫الدول هو كل من يؤدي عمال يف خدمة إحدى المنظمات بصفة منتظمة ويخضع لمركز‬ ‫ي‬ ‫فالموظف‬
‫الدول توافر العناص التالية‪:‬‬
‫ي‬ ‫وبالتال‪ ،‬يشبط لتحقق صفة الموظف‬
‫ي‬ ‫خاص تضعه المنظمة‪.‬‬
‫‪ .i‬أن يؤدي المستخدم العمل خدمة لمنظمة دولية‪ ،‬أو لفرع من فروعها؛‬
‫‪ .ii‬أن يستهدف نشاط المستخدم مصالح المنظمة وليس مصالح دولة معينة؛‬
‫‪ .iii‬أن يؤدي المستخدم عمله تحت رإشاف أجهزة المنظمة الدولية ووفق أحكام ميثاقها ولوائحها‪،‬‬
‫وبتعليمات وأوامر من رؤسائه فيها وحدهم؛‬
‫‪ .iv‬أن يتفرغ المستخدم يف أداء عمله بالمنظمة‪ ،‬أي أن يكرس لها كل نشاطه‪ ،‬وأن يكون ذلك عىل سبيل‬
‫االستمرار وليس بصفة مؤقتة أو محددة بمهمة معينة‪.‬‬
‫تسب المنظمات الدولية بخصوص موظفيها عىل ثالثة مبادئ عامة‪:‬‬
‫‪ .1‬التعيي‪:‬‬
‫يقوم عىل اعتبارين أساسيي‪:‬‬
‫سياس أو‬
‫ي‬ ‫تتمتع المنظمة الدولية بحرية واستقالل كاملي يف اختيار وتعيي موظفيها بعيدا عن أي ضغط‬
‫شخض‪ ،‬فتعيي الموظفي الدوليي من اختصاص المنظمة الدولية وليس الدول‪ .‬ويقوم التعيي عىل اعتبارين‬
‫ي‬
‫أساسي‪:‬‬
‫مواطت الدول‬
‫ي‬ ‫اف بي‬
‫• انتقاء الموظف الذي يتوفر عىل الكفاءة والحرص عىل نوع من التوزي ــع الجغر ي‬
‫مواطت دولة المقر عىل إدارة المنظمة؛‬
‫ي‬ ‫األعضاء دون تميب‪ ،‬مع تجنب هيمنة‬
‫• قد تلجأ المنظمة إل طريقة إجراء المباراة أو أسلوب الحصة المخصص لكل بلد أو التعيي من طرف‬
‫األجهزة السياسية بالنسبة للمناصب العليا‪.‬‬
‫ر‬
‫مباشة الوظائف‬ ‫‪.2‬‬
‫عند أدائه لمهامه‪ ،‬يلزم الموظف بمجموعة من القواعد العامة مثل العمل بباهة واستقالل وفقا لتعليمات‬
‫الت‬
‫تلف توجيهات أو أوامر من دولة أو من أي جهة أخرى غب المنظمة ي‬ ‫رؤسائه يف المنظمة‪ .‬فال يجب عليه ي‬
‫يعمل بها‪ .‬كما يلزم بصون األشار المهنية للمنظمة‪.‬‬
‫وبالمقابل‪ ،‬يكتسب الموظف مجموعة من الحقوق والضمانات مثل حق تكوين الجمعيات وحق اإلصاب‬
‫وحق حمايته ضد كل ما يمكن أن يقع عليه من صر أن اعتداء بسبب تأدية عمله‪.‬‬

‫‪ .3‬االستقالل‬
‫• فيما يتعلق باستقالل الموظف تجاه الدول األعضاء‪ ،‬فإن أحسن ضمانة تكمن يف وجود حصانات‬
‫وه حصانات وامتيازات ذات طبيعة‬
‫وامتيازات وظيفية يتفاوت مداها حسب أهمية المنصب‪ ،‬ي‬
‫دبلوماسية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الدول والمنظمة الدولية‬


‫ي‬ ‫القانون للعالقة بي الموظف‬
‫ي‬ ‫التكييف‬ ‫‪.II‬‬

‫لقد انقسم الفقه يف تكييف الطبيعة القانونية لعالقة الموظفي الدوليي بالمنظمة الدولية إل ثالث اتجاهات‪:‬‬

‫‪ .1‬االتجاه التعاقدي‪:‬‬
‫يذهب هذا االتجاه إل القول بأن الوظيفة الدولية تخلق عالقة بي الموظف والمنظمة يمكن تكييفها عىل أنها‬
‫عالقة تعاقدية‬

‫الالئخ‪:‬‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬االتجاه‬
‫القواعد الخاصة بالموظفي الدوليي تشبه عادة إل حد كبب القواعد األساسية المتعلقة بالتعيي والبقية‬
‫تنظيم يجعله خاضعا تماما‬
‫ي‬ ‫الدول يوجد يف مركز‬
‫ي‬ ‫المعمول بها يف القانون اإلداري المقارن‪ ،‬بمعت أن الموظف‬
‫للمنظمة الدولية‪.‬‬

‫‪ .3‬االتجاه المختلط‪:‬‬
‫التنظيم‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدول يجمع بي المركز التعاقدي والمركز‬
‫ي‬ ‫يتجه إل القول بأن الموظف‬
‫الدول قبل بمقتض العقد الذي ريبمه مع المنظمة وضعا معينا وما يطرأ عليه من تغيبات محتملة‬
‫ي‬ ‫فالموظف‬
‫الدول مرتبط بهذه التغيبات‪.‬‬
‫ي‬ ‫بحيث يكون احبام الحقوق المكتسبة للموظف‬

‫المبحث الثالث‬
‫سب المنظمة الدولية‬
‫القانون‬
‫ي‬ ‫تتمتع المنظمة الدولية باعتبارها كيانا يضم عددا من الدول بالشخصية القانونية‪ ،‬مع العلم أن النظام‬
‫الذي يشي عىل أنشطتها يختلف عن النظام الذي يضبط أنشطة األعضاء المكوني لها‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الشخصية القانونية للمنظمة الدولية‬
‫قانون محدد‪ .‬تتمثل هذه العالقة يف‬
‫ي‬ ‫الت تقوم بي مؤسسة معينة ونظام‬‫الشخصية القانونية تعبب عن العالقة ي‬
‫قانون أشخاصه الذين تخاطبهم‬
‫ي‬ ‫إسناد هذا النظام مجموعة من الحقوق أو االلبامات لهذه المؤسسة‪ .‬ولكل نظام‬
‫قواعده ببتيب الحقوق أو فرض االلبامات‪ ،‬ذلك أنه ال توجد أشخاص قانونية بالطبيعة‪.‬‬
‫التــعريف‪:‬‬
‫تعت من ناحية‬
‫ه أهلية المنظمة الكتساب الحقوق وتحمل االلبامات الدولية‪ ،‬كما ي‬‫"الشخصية القانونية ي‬
‫الدول العام من أجل المساهمة يف إرساء قواعد‬ ‫أخرى تمتع المنظمة بأهلية ر‬
‫التشي ــع يف مجال القانون‬
‫ي‬
‫الدول‪ ،‬إما عن طريق إبرام معاهدات دولية‪ ،‬أو االشباك يف إرساء القواعد العرفية الدولية‪ ،‬أو إمكانية‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫الدول"‪.‬‬
‫ي‬ ‫رفع الدعاوى القضائية أمام القضاء‬
‫الطبيع أو االعتباري يف اكتساب الحقوق وتحمل‬
‫ي‬ ‫قانون يقصد به أهلية الشخص‬
‫ي‬ ‫فالشخصية القانونية تعبب‬
‫االلبامات والقيام بالترصفات القانونية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الدول التقليدي أ ن وصف الشخصية القانونية الدولية ال يثبت إال للدول‪،‬‬


‫ي‬ ‫كان من المتفق عليه يف فقه القانون‬
‫الت يكون لها‪ :‬اكتساب الحقوق‪ ،‬االلبام بالواجبات‪ ،‬القيام‬‫الدول ي‬
‫ي‬ ‫ه أشخاص القانون‬ ‫فالدول وحدها ي‬
‫بالترصفات القانونية‪ ،‬اللجوء إل القضاء‪.‬‬
‫الدول وحدات تمتعت‬‫ي‬ ‫إال أن تطور الحياة الدولية أدى إل تجاوز االعتقاد السابق بحيث ظهرت يف المجتمع‬
‫بالشخصية الدولية‪ ،‬واألمر يتعلق بالمنظمات الدولية الحكومية‪ .‬عىل أن منح الشخصية القانونية للمنظمات‬
‫الدولية ليس غاية يف ذاتها بل وسيلة لتمكينها من الدخول يف عالقات مع غبها من الكيانات القانونية األخرى‬
‫وبذلك يمكنها المساهمة يف الحياة القانونية الدولية‪.‬‬
‫تمتع المنظمة الدولية بالشخصية القانونية تبتب عنه اآلثار التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حق المنظمة يف إبرام االتفاقيات الدولية الثنائية أو الجماعية مع الدول األعضاء أو مع المنظمات الدولية‬
‫األخرى؛‬
‫ثانيا‪ :‬حق المنظمة يف التقدم بمطالبات دولية حماية لمصالحها ومصالح موظفيها‪ ،‬والمطالبة بالتعويضات عن‬
‫الت تصيب المنظمة أو موظفيها أثناء تأدية وظائفهم‪ ،‬وتقديم الدعاوي أمام المحاكم الدولية‪ .‬كما لها‬‫األصار ي‬
‫الحق يف التعاقد وتملك األموال الثابتة والمنقولة والترصف فيها وحق تبادل التمثيل مع أشخاص القانون‬
‫الدول؛‬
‫ي‬
‫ثالثا‪ :‬تتمتع المنظمة الدولية وموظفوها وممثلو الدول األعضاء فيها بالمزايا والحصانات الدبلوماسية الالزمة‬
‫الت أنشئت من أجلها المنظمة وذلك يف مواجهة الدول األعضاء ودولة المقر‪ ،‬بقصد‬ ‫لتحقيق األهداف ي‬
‫تسهيل ممارسة المنظمة ألعمالها‪.‬‬
‫لقد أثار موضوع االعباف بالشخصية القانونية للمنظمات الدولية جدال بي الفقهاء‪ ،‬ويمكن حرص االختالف يف‬
‫المواقف بهذا الخصوص يف النقط التالية‪:‬‬

‫اآلراء المنكرة لتمتع المنظمة الدولية بالشخصية القانونية‬ ‫‪.I‬‬


‫الدول تمتع المنظمة الدولية بوصف الشخصية القانونية الدولية وال يقرون إال للدول‬
‫ي‬ ‫ينكر جانب من الفقه‬
‫يىل‪:‬‬
‫وحدها بهذا الوصف‪ .‬ومن رتبيرات ذلك ما ي‬
‫دول‪:‬‬
‫قانون بمقتض اتفاق ي‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬استحالة إنشاء شخص‬
‫الت‬
‫الدول ينظم العالقات بي الدول‪ ،‬وعىل ذلك فإن المعاهدة ي‬
‫ي‬ ‫تقوم هذه النظرية عىل أساس أن القانون‬
‫تنش فيما بي الدول المؤسسي إال البامات متبادلة خاصة بالمساهمة يف إنشاء‬‫تنش منظمة دولية ال ر ئ‬
‫ر ئ‬
‫قانون جديد‪.‬‬
‫ي‬ ‫المنظمة‪ ،‬ولكن ال يبتب عنها قيام شخص‬
‫القانون الذي تخضع له المنظمات الدولية‪.‬‬
‫ي‬ ‫يرجع فشل هذه النظرية إل عدم تمكن أنصارها من تحديد النظام‬

‫‪ .2‬نظرية األجهزة المشبكة‪:‬‬


‫الت أنشأتها‪ .‬هذه األجهزة‪ ،‬بحكم نشأتها‪:‬‬
‫حسب هذه النظرية‪ ،‬ليست المنظمات الدولية إال أجهزة مشبكة للدول ي‬
‫الت أنشأتها؛‬ ‫ر‬
‫• تخضع كلية يف مباشة أنشطتها للدول ي‬
‫• وليست سوى تعببا عن إرادة ورغبة هذه الدول‪.‬‬
‫قانون معي‪ ،‬قدم جانب من الفقه حال يتمثل يف إنكار تمتع المنظمة‬
‫ي‬ ‫أمام صورة ربط المنظمات الدولية بنظام‬
‫بالشخصية الدولية‪ ،‬ولكنه أصبغ عليها وصف األهلية الدولية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫مضمون الفكرة‪:‬‬
‫دول بما أنها‬
‫وه أهلية خاصة ذات طابع ي‬ ‫يمكن لهذه الهيئات أن تتمتع باألهلية القانونية الالزمة لقيامها بمهامها‪ ،‬ي‬
‫‪:‬‬
‫الدول العام ألنه ال تالزم‬
‫ي‬ ‫الدول‪ .‬إال أن هذا األمر ال يستتبع حتما اعتبارها من أشخاص القانون‬
‫ي‬ ‫تعمل يف المحيط‬
‫حتم بي هذه األهلية وبي الشخصية الدولية بمفهومها الدقيق‪:‬‬ ‫ي‬
‫الدول بأهلية كاملة‪ ،‬وال يحول هذا مع ذلك دون اعتبارها من‬
‫ي‬ ‫• الدول ناقصة السيادة ال تتمتع يف المحيط‬
‫الدول العام؛‬
‫ي‬ ‫أشخاص القانون‬
‫• أما المنظمات الدولية فليست محل عناية هذا القانون لذاتها‪ :‬ال تخرج عن كونها أداة يستخدمها يف‬
‫تطبيق قواعده عىل أشخاصه الحقيقيي (الدول)‪.‬‬

‫اآلراء المؤيدة لتمتع المنظمة الدولية بالشخصية القانونية‪:‬‬ ‫‪.II‬‬


‫حسب هذا االتجاه‪ ،‬يتطلب تمتع المنظمة الدولية بالشخصية القانونية توفر رشطي‪:‬‬
‫ر‬
‫الشط األول‪ :‬مدى قدرة المنظمة عىل إنشاء قواعد قانونية دولية؛‬ ‫•‬
‫الثان‪ :‬توفر هذه المؤسسة عىل أهلية الوجوب وأهلية األداء‪ ،‬أي أهلية التمتع بالحقوق وأهلية‬ ‫ر‬
‫الشط‬ ‫•‬
‫ي‬
‫االلبام بالواجبات‪.‬‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫الدول وتطور عدد المنظمات الدولية‪ ،‬سلم معظم فقهاء القانون‬
‫ي‬ ‫أمام الزخم الذي عرفته ظاهرة التنظيم‬
‫بالشخصية الدولية للمنظمات الدولية‪ ،‬عىل اعتبار قدرتها عىل إنشاء قواعد جديدة‪ ،‬باإلضافة إل قدرتها عىل‬
‫التمتع بالحقوق وااللبام بالواجبات‪.‬‬
‫نص ميثاق منظمة األمم المتحدة يف المادة ‪ 104‬عىل هذا المعت‪ ” :‬تتمتع الهيئة يف بالد كل عضو من أعضائها‬
‫الت يتطلبها قيامها بأعباء وظائفها وتحقيق مقاصدها“‪.‬‬
‫باألهلية القانونية ي‬
‫رأي محكمة العدل الدولية‪:‬‬ ‫‪.III‬‬

‫الدول ليعبف بتمتع المنظمات الدولية بالشخصية القانونية‪ ،‬ومثال ذلك ما أكدته محكمة‬
‫ي‬ ‫لقد جاء القضاء‬
‫ئ‬
‫اإلفتان الصادر يف ‪ 11‬أبريل ‪ 1949‬بصدد بحث مدى تمتع األمم المتحدة بالشخصية‬ ‫العدل الدولية يف رأيها‬
‫ي‬
‫القانونية الدولية‪.‬‬
‫وقد صدرت هذه الفتوى بمناسبة إصابة بعض العاملي باألمم المتحدة خالل تأديتهم لمهامهم يف خدمة األمم‬
‫عام ‪ 1947‬و‪ ،1948‬وكان من أهم هذه اإلصابات مقتل "الكونت برنادوت" وسيط األمم‬ ‫ي‬ ‫المتحدة خالل‬
‫المتحدة يف الحرب العربية اإلشائيلية األول يف فلسطي‪ .‬لقد أعلنت المحكمة بخصوص هذه المسألة أنه يجب‬
‫بحثها عىل ضوء خصائص واختصاصات هذه الهيئة‪.‬‬
‫وقد الحظت المحكمة أن المنظمة تمارس وظائف وتكتسب حقوقا ال يمكن تفسبها إل عىل ضوء االعباف‬
‫وف ذلك المعت تقول‪” :‬يجب اإلقرار بأن‬
‫بتمتعها بشخصية قانونية دولية لها حجية إزاء سائر األشخاص األخرى‪ .‬ي‬
‫أعضاء األمم المتحدة‪ ،‬وهم يكلفونها ببعض الوظائف وما يصاحبها من واجبات ومسؤولية‪ ،‬قد خولوها من‬
‫االختصاص ما يمكنها من ر‬
‫مباشة هذه الوظائف بصفة فعالة“‪.‬‬
‫وأضافت‪” :‬إن مثل هذه الشخصية القانونية ”أمر الزم“ لتحقيق أهداف ومبادئ الميثاق‪ ،‬وإن وظائف وحقوق‬
‫المنظمة ال يمكن فهمها إال عىل أساس تمتع الهيئة بقدر وافر من الشخصية القانونية“‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الثان‬
‫المطلب ي‬
‫اختصاص المنظمة الدولية‬
‫الدول العام‪ ،‬فإن المنظمة الدولية تستمد‬
‫ي‬ ‫واألصىل يف القانون‬
‫ي‬ ‫الطبيع‬
‫ي‬ ‫تعتب الشخص‬
‫الت ر‬
‫عىل عكس الدولة ي‬
‫القانون الذي يؤسسها (الميثاق) ويمنحها كل ما يلزمها من اختصاصات‪ .‬لهذا‬
‫ي‬ ‫اختصاصها وسلطتها من العمل‬
‫فإن الدول األعضاء يف المنظمة تملك اختصاصا عاما‪ ،‬يف حي ال تملك المنظمة سوى سلطة استثنائية حيث‬
‫أن اختصاصها ناتج عن قبول الدول األعضاء فيها التنازل عن بعض سلطتها‪.‬‬
‫فالمواثيق المنشئة للمنظمات الدولية تمنح فروع المنظمات السلطات الت تمكنها من ر‬
‫مباشة اختصاصاتها‪،‬‬ ‫ي‬
‫سعيا وراء تحقيق أهداف المنظمة والمصالح المشبكة للدول األعضاء‪ .‬وتختلف هذه السلطات من منظمة‬
‫الت تقوم بها المنظمة والغرض الذي من أجله تم إنشاؤها ووفقا لما‬ ‫إل أخرى‪ ،‬بحسب طبيعة الوظائف ي‬
‫تقرره المواثيق المؤسسة لكل منها‪.‬‬
‫أشكال سلطات المنظمات الدولية‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬سلطة البحث والدراسة‬
‫ه سلطة أساسية تخولها المواثيق المنشئة للمنظمات الدولية يف إعداد الدراسات واألبحاث حول المواضيع‬ ‫ي‬
‫ه أولية يعبف بها عادة لكل‬ ‫ي‬ ‫سلطة‬ ‫ال‬ ‫هذه‬ ‫آخر‪،‬‬ ‫وبتعبب‬ ‫‪.‬‬ ‫الدولية‬ ‫المنظمة‬ ‫اختصاص‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫تدخل‬ ‫الت‬
‫ي‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬وتتمثل يف إعداد دراسات وأبحاث حول مواضيع من اختصاص المنظمة‪ .‬فقد يكون من‬
‫خبائها‪ ،‬مثل دراسات اليونسكو حول األمية‪ ،‬ودراسات‬ ‫مباشة بواسطة ر‬ ‫ر‬ ‫سلطة المنظمة إجراء دراسات‬
‫منظمة الصحة العالمية عن األوبئة (لقد رأينا طبيعة حضورها خالل أزمة كورونا)‪ ،‬ومثل ما تقرره المادة ‪13‬‬
‫الدول يف الميادين‬
‫ي‬ ‫من ميثاق منظمة األمم المتحدة من قيام الجمعية العامة بدراسات بقصد إنماء التعاون‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية ‪...‬‬
‫تباش المنظمة سلطة البحث والدراسة عن طريف الدعوة إل مؤتمر خاص لبحث موضوع معي‬ ‫كما قد ر‬
‫يدخل يف اختصاصها‪ .‬ومثال ذلك ما تقرره المادة ‪ 62‬الفقرة ‪ 4‬من ميثاق منظمة األمم المتحدة من تخويل‬
‫الت تدخل يف‬ ‫واالجتماع سلطة الدعوة إل عقد مؤتمرات دولية لدراسة المسائل ي‬ ‫ي‬ ‫”المجلس االقتصادي‬
‫الت تضعها األمم المتحدة“‪.‬‬ ‫دائرة اختصاصه‪ ،‬وفقا للقواعد ي‬
‫‪ .2‬سلطة إصدار قرارات غب ملزمة‬
‫إن ما يمب استقال ل المنظمة الدولية عن الدول األعضاء هو مدى قدرة المنظمة عىل اتخاذ القرارات المتعلقة‬
‫الت أنشئت من أجلها هذه المنظمة‪ .‬والقرار بمعناه الواسع هو كل‬ ‫ر‬
‫بمباشة مهامها الوظيفية لتحقيق األهداف ي‬
‫وف‬
‫الت تتخذها المنظمة قد تكون ملزمة وقد تكون غب ملزمة‪ ،‬ي‬ ‫تعبب إرادي صادر من منظمة دولية‪ .‬والقرارات ي‬
‫هذه الحالة ال يبتب عىل مخالفتها أية مسؤولية قانونية‪ ،‬وإنما مجرد مسؤولية أدبية‪ .‬وتأخذ هذه القرارات ثالثة‬
‫أشكال‪:‬‬
‫‪ .i‬الرغبات‪:‬‬
‫ر‬
‫المباش‬ ‫تهدف إل لفت نظر الدول األعضاء أو منظمة دولية أخرى بخصوص مسألة ال تدخل يف االختصاص‬
‫األدن‪ ،‬ونظرا ألهمية المسألة‪ ،‬إبداء وجهة نظرها‬
‫تعب عن هذه الرغبات‪ ،‬وإنما ترى من واجبها ر ي‬
‫الت ر‬
‫للمنظمة ي‬
‫حولها‪.‬‬
‫‪ .ii‬اآلراء‪:‬‬
‫وه إجابات المنظمة الدولية عن أسئلة طرحت عليها يف مسائل تدخل يف اختصاصها واستشبت فيها عىل سبيل‬ ‫ي‬
‫االستئناس بالرأي‪ .‬ومثال ذلك ما تقدمه محكمة العدل الدولية من آراء إفتائية لألمم المتحدة والمنظمات الدولية‬
‫حول مسائل قانونية تدخل يف نطاق أعمال هذه المنظمات‪ :‬المادة ‪ 96‬من ميثاق منظمة األمم المتحدة‪" :‬ألي‬
‫من الجمعية العامة أو مجلس األمن أن يطلب إل محكمة العدل الدولية إفتاءه يف أية مسألة قانونية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫ولسائر فروع الهيئة والوكاالت المتخصصة المرتبطة بها‪ ،‬ممن يجوز أن تأذن لها الجمعية العامة بذلك يف أي‬
‫ً‬
‫وقت‪ ،‬أن تطلب أيضا من المحكمة إفتاءها فيما يعرض لها من المسائل القانونية الداخلة يف نطاق أعمالها"‪.‬‬
‫‪ .iii‬التوصيات‪:‬‬
‫قانون إال إذا قبل بها من وجهت إليه‪،‬‬
‫ي‬ ‫ليس للتوصية أية قوة قانونية ملزمة‪ ،‬وال يبتب عىل مخالفتها أي أثر‬
‫وال تبتب عىل مخالفتها أية مسؤولية دولية‪ ،‬إال أنها تتمتع بقيمة أدبية وسياسية يف مواجهة أعضاء المنظمة‪.‬‬
‫الت تشبطها المواثيق المنشئة‬
‫والسياس إال إذا صدرت وفق األغلبية ي‬
‫ي‬ ‫األدن‬
‫والتوصية ال يكون لها التأثب ر ي‬
‫للمنظمة الدولية‪.‬‬
‫‪ .3‬سلطة إصدار قرارات ملزمة‪:‬‬
‫تتمتع بعض المنظمات الدولية بسلطة التعبب عن إرادتها بقرارات ترتب آثارا قانونية‪ .‬ويتمثل ذلك يف الصور‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ .i‬إبرام االتفاقيات الدولية‬
‫تملك بعض المنظمات عن طريق جمعياتها العامة سلطة إعداد مشاري ــع اتفاقيات دولية تعرضها عىل الدول‬
‫القانون لهذه الصالحية‪ ،‬كما‬ ‫ئ‬
‫النهان لالتفاقية هو من يحدد األثر‬ ‫األعضاء إلقرارها‪ ،‬مع اإلشارة إل أن النص‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تبدأ به فبة انضمام الدول إل المعاهدة‪ .‬ويطلق بعض الفقهاء عىل هذه السلطة اسم الوظيفة شبه‬
‫التشيعية‪ .‬وبخصوص الجهاز الذي يختص بإبرام االتفاقيات الدولية‪ ،‬هناك جانب من الفقهاء من يرى‪،‬‬ ‫ر‬
‫اط‪ ،‬أن يكون االختصاص للجمعية العامة باعتبارها تمثل كل الدول األعضاء‪ ،‬يف حي‬ ‫إعماال للمبدإ الديموقر ي‬
‫هناك من يرجع هذا االختصاص للمجلس التنفيذي باعتباره الجهاز األقوى واألشع يف اتخاذ القرارات‪ .‬وهناك‬
‫آخرون يرون أن هذه المهمة يجب أن تعود للجهاز اإلداري (األمانة العامة) باعتباره الجهاز المسؤول عن سب‬
‫اليوم للمنظمة‪.‬‬
‫ي‬ ‫العمل‬
‫إصدار القرارات التنفيذية ‪décisions exécutoires‬‬ ‫‪.ii‬‬
‫الداخىل للمنظمة‬
‫ي‬ ‫قد تتمتع المنظمة الدولية بسلطة إصدار قرارات تتمتع بقوة تنفيذية إما يف مجاالت العمل‬
‫مثل القرار الخاص باعتماد بنود المبانية‪ ،‬أو يف مجاالت األنشطة المختلفة للمنظمة‪ ،‬مثل أحكام محكمة‬
‫دول‪ ،‬وكذا القرارات المتعلقة بتنفيذ‬
‫ي‬ ‫العدل الدولية وقرارات المنظمة يف حالة اختيارها للتحكيم يف نزاع‬
‫برنامج معي (المساعدة الفنية يف المسائل االقتصادية واالجتماعية والثقافية)‪.‬‬
‫إصدار اللوائح التنظيمية (‪)règlements‬‬ ‫‪.iii‬‬
‫تتمتع فروع المنظمة المختلفة بسلطة إصدار لوائح تنظيمية من أجل تحديد أساليب العمل داخلها وداخل‬
‫يىل‪" :‬تضع الجمعية‬
‫اللجان واإلدارات التابعة لها‪ :‬تنص المادة ‪ 21‬من ميثاق األمم المتحدة مثال عىل ما ي‬
‫العامة الئحة إجراءاتها‪ ،‬وتنتخب رئيسها لكل دورة انعقاد"‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 30‬عىل نفس المعت بالنسبة لمجلس األمن‪" :‬يضع مجلس األمن الئحة إجراءاته ويدخل فيها‬
‫طريقة اختيار رئيسه"‪.‬‬
‫واالجتماع الئحة إجراءاته‬
‫ي‬ ‫واالجتماع‪" :‬يضع المجلس االقتصادي‬
‫ي‬ ‫والمادة ‪ 72‬بالنسبة للمجلس االقتصادي‬
‫ومنها طريقة اختيار رئيسه"‪.‬‬
‫تتناول هذه اللوائح ما يتعلق بتشكيل المجالس واللجان الفرعية وطريقة التصويت ونظام تعيي الموظفي‬
‫المال للجان واإلدارات‪.‬‬
‫الحسان و ي‬
‫ري‬ ‫والخباء وكل ما يتعلق بالتنظيم‬
‫ر‬
‫تأن يف درجة‬
‫وه‪ ،‬يف مجموعها‪ ،‬ي‬ ‫تتدرج اللوائح التنظيمية الداخلية يف قوتها حسب الجهاز الذي تصدر عنه‪ .‬ي‬
‫أقل من ميثاق المنظمة وقرارات الفروع الرئيسية الملزمة‪ .‬وتطبيقا لمبدإ تدرج القواعد القانونية‪ ،‬فإن هذه‬
‫اللوائح ال يمكن أن تخالف أحكام قرار ملزم صادر عن الجمعية العامة أو المجلس التنفيذي وال أحكام الميثاق‬
‫ر ئ‬
‫المنش للمنظمة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المنظمات الدولية ‪2023 / 2022 -‬‬

‫الت ترد عىل سلطات المنظمات الدولية‪:‬‬


‫القيود ي‬ ‫‪.II‬‬
‫الت تحد من سلطات المنظمات الدولية‪ .‬فما زالت الدول‪،‬‬ ‫تحاول الدول‪ ،‬تمسكا منها بسيادتها‪ ،‬أن تضع القيود ي‬
‫وه تعبف‬‫فه تحرص‪ ،‬ي‬ ‫‪.‬‬
‫الدول‪ ،‬تسع إل االحتفاظ بحرية الترصف كاملة من هنا ي‬‫ي‬ ‫رغم إيمانها بأهمية التضامن‬
‫‪.‬‬
‫للمنظمات بسلطات معينة‪ ،‬أن تضيق من نطاق هذه السلطات ما أمكن فيأ ين الميثاق يف صيغة توفق بي صورة‬
‫تمتع المنظمات بسلطات تمكنها من تحقيق أهدافها‪ ،‬وبي رغبة الدول يف االحتفاظ بسيادتها كاملة‪.‬‬
‫‪ .1‬االقتصار عىل إصدار التوصيات‪:‬‬
‫لك تحتفظ الدول‬ ‫ه تمتع المنظمات بسلطة إصدار توصيات غب ملزمة قانونا‪ ،‬وذلك ي‬ ‫الصورة السائدة ي‬
‫فتعتب استثناء‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪.‬‬
‫الت تخالف مصالحها أما سلطة إصدار قرارات ملزمة‬
‫لنفسها بحرية عدم االلبام بالتوصية ي‬
‫الدول‪.‬‬
‫ي‬ ‫خاصة بالنسبة للمنظمات ذات االختصاص بحل المنازعات السياسية وتحقيق األمن‬
‫وإذا كانت بعض المنظمات تتمتع بسلطة إصدار قرارات ملزمة‪ ،‬فإن ذلك يتحقق أساسا بالنسبة للمنظمات‬
‫الت تتجه نحو الوحدة االقتصادية الكاملة بي أعضائها‪.‬‬
‫المتخصصة أو بالنسبة للمنظمات اإلقليمية ي‬
‫الداخىل للدول‪:‬‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬حرمان المنظمات الدولية من التدخل يف المسائل المتعلقة باالختصاص‬
‫األصل هو عدم تجاوز سلطات المنظمات نطاق المسائل الداخلية الخاصة بالدول األعضاء بحيث ال توجد‬
‫تشف عىل ممارسة الحكومات لوظائفها‪.‬‬ ‫منظمات ر‬
‫وتحرص بعض مواثيق المنظمات الدولية عىل تأكيد هذه القاعدة يف نصوص صيحة وقاطعة‪ ،‬ومثال ذلك ما‬
‫تقرره المادة ‪ 2‬الفقرة ‪ 7‬من ميثاق منظمة األمم المتحدة‪" :‬ليس يف هذا الميثاق ما يسوغ لألمم المتحدة أن‬
‫يقتض األعضاء أن يعرضوا‬
‫ي‬ ‫الداخىل لدولة ما‪ ،‬وليس فيه ما‬
‫ي‬ ‫الت تكون من صميم السلطان‬ ‫تتدخل يف الشؤون ي‬
‫مثل هذه المسائل ألن تحل بحكم هذا الميثاق‪ ،‬عىل أن هذا المبدأ ال يخل بتطبيق تدابب القمع الواردة يف‬
‫الفصل السابع"‪.‬‬
‫ع‪:‬‬ ‫ر‬
‫‪ .3‬حق الدفاع الش ي‬
‫الدول‪ ،‬وهو يقوم عىل تحريم استخدام القوة أو التهديد‬ ‫ي‬ ‫الجماع الهدف األول للتنظيم‬
‫ي‬ ‫يعتب مفهوم األمن‬
‫ر‬
‫بها ومعاقبة المعتدي عقابا جماعيا تقرره المنظمة الدولية نفسها‪ .‬إال أن الدول األعضاء يف المنظمات الدولية‬
‫ع عند وقوع عدوان عليها‪ .‬مثال ذلك ما تقرره المادة ‪ 51‬من‬ ‫ر‬
‫تحرص عىل االحتفاظ لنفسها بحق الدفاع الش ي‬
‫الطبيع للدول‪ ،‬فرادى أو‬
‫ي‬ ‫ميثاق منظمة األمم المتحدة‪" :‬ليس يف هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق‬
‫جماعات‪ ،‬يف الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة عىل أحد أعضاء "األمم المتحدة" وذلك إل أن‬
‫الت اتخذها األعضاء استعماال لحق‬‫الدول‪ ،‬والتدابب ي‬
‫ي‬ ‫يتخذ مجلس األمن التدابب الالزمة لحفظ السلم واألمن‬
‫الدفاع عن النفس تبلغ إل المجلس فورا‪ ،‬وال تؤثر تلك التدابب بأي حال فيما للمجلس ‪ -‬بمقتض سلطته‬
‫ومسؤولياته المستمدة من أحكام هذا الميثاق ‪ -‬من الحق يف أن يتخذ يف أي وقت ما يرى صورة التخاذه من‬
‫الدول أو إعادته إل نصابه“‪.‬‬
‫ي‬ ‫األعمال لحفظ السلم واألمن‬
‫ع وما تؤدي إليه من اتخاذ التدابب الالزمة من جانب الدولة‬ ‫ر‬
‫خالصة القول هو أن ممارسة حق الدفاع الش ي‬
‫يىل‪:‬‬ ‫ر‬
‫المعتدى عليها دون الحاجة إل استئذان مجلس األمن‪ ،‬مشوطة بما ي‬
‫يكف مجرد‬‫حرن من طرف قوة مسلحة) يمثل عدوانا‪ ،‬وال ي‬ ‫أن يكون هناك هجوم مسلح (أي عمل ر ي‬ ‫‪.i‬‬
‫الت تمس مصالح الدولة‪.‬‬
‫التهديد أو األعمال التحضبية أو اإلجراءات الدبلوماسية ي‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فإن المادة ‪ 51‬السالفة الذكر ال تسمح باإلجراءات الوقائية‪ ،‬أي استخدام القوة من جانب‬
‫دولة تتوقع هجوما عليها وتريد منع وقوعه‪ .‬هذا‪ ،‬مع اإلشارة إل أن الميثاق لم يعرف العدوان ولم يحدد‬
‫وشوط وقوعه‪.‬‬ ‫معايب ر‬
‫ع‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت اتخذتها الدولة المعتدى عليها تطبيقا لحق الدفاع الش ي‬
‫أن يتم إبالغ مجلس األمن فورا بالتدابب ي‬ ‫‪.ii‬‬
‫أن توقف الدولة هذه التدابب عند تدخل مجلس األمن بما يراه صوريا لحفظ السلم‪.‬‬ ‫‪.iii‬‬

‫‪23‬‬

You might also like