Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في مادة
السداسي الثاني
أ.د.عبدالوهاب بن خليف
المقرر
-1مخل عام
-4الدولة القومية
-10الطبقات-جماعات المصالح-النخب
تتبنى حكومة لدولة ما سلوكا ما في الساحة الدولية تتعارض مع القيم والمبادئ اإلنسانية والقوانين واألعراض
تبرز أهمية وقوة الرأي العام العالمي عندما ّ
الدولية .هنا يبدأ الرأي العام العالمي في التش ّكل والتبلور للتعبير عن رفضهم لهذا السلوك أو السياسة من خالل اتخاذ موقف موحد ومشترك ضد تلك الدول
بهدف ممارسة الضغط عليها بوسائل مختلفة من أجل التراجع عن سياستها ومواقفها.
هنا ،نتساءل :إلى أي مدى يمكن للرأي العام العالمي كأحد الفواعل الدولية التأثير في مواقف وسياسات الدول؟.
هناك اختالف في تحديد أهمية وقدرة الرأي العام العالمي على التأثير في توجهات السياسة الداخلية الخارجية للدول.
نبد أ بالمدرسة المثالية ،التي يرى أنصارها بأن الرأي العام العالمي هو أفضل وسيلة وأسلوب من أجل تحقيق السلم واألمن الدوليين ،وهو الذي ساهم في
نشأة عصبة األمم ومنظمة األمم المتحدة ،خاصة وأن ميثاق األمم المتحدة اعتبر الرأي العام العالمي "السند القوي الذي ترتكز عليه الجمعية العامة لألمم
المتحدة في تحديد سياساتها الدولية.
في هذا اإلطار ،ساهم الرأي العام العالمي من خالل منبر الجمعية العامة لألمم المتحدة في تعبئة الشعوب واألمم ضد سياسات الهيمنة والسيطرة والتمييز
العنصري الممارسة على الشعوب الضعيفة .كما يزال أنصار الرأي العام العالمي (المثاليون ،الليبراليون ،الليبراليون الجدد ،)...يراهنون على أهمية الرأي
العام العالمي كفاعل مؤثر في العالقات الدولية وكأساس إلعادة االعتبار للمبادئ اإلنسانية والدمقرطة الدولية وحقوق اإلنسان من أجل الوصول إلى بناء
عالقات دولية سلمية قائمة على مبدأ التعاون والتقارب واالحترام المتبادل...
يحد من سياسة أي دولة أو يجعلها تتراجع عن مواقف معينة على سبيل المثال،
أما المدرسة الواقعية ،فيرى الواقعيون أن الرأي العام العالمي ال يمكنه أن ّ
يتصرفون كأفراد في
ّ هانس مورجانثو أنه في ظل غياب إجماع عالمي حول بعض القضايا االجتماعية األساسية المشتركة بين اإلنسانية ،فإن األف ارد ال
مجتمع عالمي واحد يطبق معايير األخالق العالمية بل كأعضاء في مجتمعاتهم القومية ،ويستلهمون منها معاييرهم األخالقية .وفي مثل هذا الوضع ،تصبح
األمة وليس اإلنسانية ،هي الحقيقة المطلقة التي تقرر السياسة الخارجية للدول.
وعليه ،يذهب الواقع يون إلى أنه مادام ال يوجد مجتمع عالمي موحد تسيطر عليه أخالق مشتركة ،تحتكم إليها اإلنسانية في أي عمل سياسي دولي ،فإنه ال
يمكن المراهنة على الرأي العام العالمي من خالل الضغط والتأثير في سياسات الحكومات وليس له القدرة على منع التهديد بنشوب الحروب أو تحديد
السياسات الخارجية للدول.
قدمته الثورة التكنولوجية في ميدان اإلعالم واالتصال والمواصالت المختلفة من خدمات لإلنسانية
أما المدرسة السلوكية ،فلها رأي آخر ،بحيث ترى بأن ما ّ
سواء في تغطية األحداث الجارية في العالم أو سرعة نقل وانتشار األخبار والمعلومات وانسياب األفكار والثقافات والقيم عبر الحدود بين الشعوب والدول
والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ،ساهمت كل هذه الوسائل االتصالية في تشكيل وتكوين رأي عام عالمي موحد يتفاعل وجدانيا وأخالقيا وانسانيا مع
القضايا والمسائل اإلنسانية التي تحدث في أي مكان في العالم.
يرى ال سلوكيون كذلك أن في السابق لم تكن أهمية للرأي العام العالمي بسبب صعوبة االتصال بين الشعوب لغياب المؤسسات الخاصة بذلك ،لكن مع
تطور تكنولوجيات اإلعالم واالتصال وتأسيس المنظمات غير الحكومية وتشكيل مؤسسات المجتمع المدني ،قد أثّرت بطريقة مباشرة على قوة وتأثير الرأي
العام العالمي وجعله فاعال مؤث ار على سياسات الدول وحكوماتها وكذلك على السياسات الدولية بصفة عامة ،ألنه اليوم بفضل االنتشار الواسع لوسائل
اإلعالم واالتصال ،أصبحت الدول تخشى انعكاسات الرأي العام العالمي على سمعتها الدولية ومركزها في المجتمع الدولي والعالقات الدولية.
مشوه في بعض
لكن ،تجدر اإلشارة هنا ،إلى أن االحتكار اإلعالمي من قبل دول كبرى ،قد أدى إلى صياغة و تكوين في الكثير من األحيان رأي عام ّ
صناع الرأي بهذه المراكز اإلعالمية في الدول الكبرى وفي خدمة أهدافها السياسية.
الدول عندما يرتبط ّ
-2عالقة الرأي العام باإلعالم :ال يمكن الحديث عن وجود رأي عام بدون إعالم ،ألن هذا األخير هو الذي يساهم بشكل مؤثر في تشكيل وتوجيه الرأي
تتجسد هذه العالقة من خالل التأثير والتأثر.فكالهما يؤثر في اآلخر ويتأثّر به،
ّ العام .إذا سلّمنا جدال بأن هناك عالقة متينة بين اإلعالم والرأي العام ،فإنها
وذلك يعني أن مؤشرات السبق -أي أيهما يسبق اآلخر – غير واضحة ،ألن العوامل التي آلت إلى ازدياد قوة اإلعالم ونفوذه هي نفسها التي أدت إلى ازدياد
قوة الرأي العام ونفوذه.
كما أن الرأي العام الوطني أو الرأي العام العالمي ،يزداد تأثيره على الدول ،إال من خالل وسائل اإلعالم المختلفة.
تزداد أهمية العالقة القائمة بين الرأي العام والسلطة في المجتمعات الديمقراطية ،التي ال تكترث لرأي األغلبية ،وبالتالي ال تتأثر بتوجهات الرأي العام
بصفة عامة.
عندما نثير دور اإلعالم في توجيه الرأي العام العا لمي ،نتعرض إلى دور اإلعالم في العالقات الدولية أو ما أصبح يعرف بحرب اإلعالم في العالقات
الدولية ،والتي تتحدد في النقاط التالية:
-الحرب من أجل اإلعالم :يدخل في هذا المجال كل أنواع االستعالم والذكاء السياسي واالقتصادي وغيره...
-الحرب باإلعالم :هذه الحرب بإمكانها استهداف المجال الصناعي وكذا استهداف الهياكل القاعدية للدول .مثال :الحرب االقتصادية هي حرب معرفة،
بمعنى أية إستراتيجية من أجل ربح الحرب االقتصادية :العلم ،المعرفة ،االستثمار في الكائن البشري ( الواليات المتحدة األمريكية والصين تسعيان من أجل
قيادة العالم).
أما بخصوص العولمة وتكنولوجيات اإلعالم الجديدة ،فإنه يمكن استخالص مايلي:
-العبر قومية التي تعني عجز الدولة في المراقبة والتحكم في التفاعالت عبر حدودها بين مختلف الفاعلين الدوليين.
-االعتماد المتبادل بين الدول مهما كانت قوتها ومقدراتها ،بمعنى استحالة قيام دولة بالتعاطي مع كل التحديات التي تواجهها بمفردها بما في ذلك القوى
العظمى ،وخير مثال على ذلك وباء كورونا في .2020
-استحالة التمييز بين ما هو داخلي وما هو خارجي (السيادة /الشؤون الداخلية) .الحدود الذكية وتعني أن الحدود تمتد من الرقعة الجغرافية لدولهم
ولمواطنيهم وشركاتهم المتعددة الجنسية ،إلى أي مكان آخر في العالم تتواجد فيه مصالحهم والمصالح الحيوية.
المحاضرة التاسعة :األقليات واإلثنيات
-1مفهوم األقلية واإلثنية :ال يوجد اتفاق بين الباحثين في تحديد مفهوم األقلية واإلثنية .لكن يمكن أن نعرف األقلية والجماعة اإلثنية على أنها ":تلك
الجماعة الفرعية من سكان دولة ما ،والتي يشترك أفرادها بواحدة أو أكثر من المقومات الطبيعية ،كاللغة أو الدين أوالعرق أو القبيلة أو بانتمائهم إلى قومية
خاصة ،بما يميزهم عن األغلبية العددية في الدولة ،مما ينشأ عنه اختالف في وضعهم االجتماعي سلبا أو إيجابا عن األغلبية العددية ،مع وعي أو إدراك
كال الطرفين األقلية واألغلبية ،بذلك االختالف واعتباره ظاهرة طبيعية ،قد نجدها تقريبا في كل دول العالم.
تعرف على أنها ":جماعة بشرية تتميز بسماتها الطبيعية من لغة ،دين ،عرق ،قومية ،قبيلة ،عن غيرها من الجماعات البشرية
أما الجماعة اإلثنية ّ :
األخرى داخل الدولة الواحدة ،بصرف النظر عن حجمها أو عددها ،ألن الجماعة اإلثنية قد تكون أقلية أو أغلبية في عددها.
يمكن اعتبار األقلية بأنه ا":مجموعة من المواطنين الذين يقيمون على جزء من إقليم دولة لهم خصائص عرقية ،لغوية أو دينية ،يشتركون في منظومة من
العادات والتقاليد والقيم الثقافية التي تميزهم عن أغلبية المواطنين في نفس الدولة.
وقد تتعرض المجتمعات والدول غي المتجانسة قوميا ،دينيا وطائفيا إلى صراعات داخلية فيما بينها قد تتسبب في حدوث أزمة على المستوى الدولي (أزمة
كشمير بين الهند وباكستان منذ عام 1947وكذا األكراد في شمال العراق منذ االحتالل األمريكي عام 2003وكذا أزمة السودان منذ عام .)...1983
وبالنسبة ،لتأثير البعد القبلي في العملية السياسية ،فإن هناك العديد من الدول في العالم ،مازالت حبيسة سياسات وتوجهات األقليات واإلثنيات .ومن أهم
األمثلة على ذلك ،نجدها في الدول اإلفريقية التي مازالت توظف األبعاد القرابية ،القبلية ،اإلثنية والعرقية في العملية السياسية واالنتخابات المختلفة وفي بناء
المؤسسات الدستورية ،بالرغم من أن عملية تفكيك البناء االجتماعي التقليدي (النظام القبلي) قد طالت دوال إفريقية عديدة.
-1مفهوم الطبقة :يوجد اتفاق فيما يتعلق بأن المجتمعات تتشكل من شرائح اجتماعية مختلفة اعتمادا على مراكزها وثقلها من حيث الثروة والنفوذ ,وقد
تكون هناك طبقات مسيطرة على الحياة العامة في المجتمع سواء من االقتصاد أو اإلعالم أو األحزاب...فهي التي تتحكم في السلطة أو في عملية صنع
السياسة العامة للدولة من خالل ممثليهم الذين يصنعون السياسات ويتخذون الق اررات التي تتماشى ومصالح الطبقة أو الطبقات المسيطرة في المجتمع .ويتم
التركيز في التحليل السياسي في هذا المجال على الدور الذي تلعبه الطبقة المهيمنة في عملية رسم السياسة الوطنية للدولة ،باعتبارها من الفواعل الرئيسية
في الدولة.
حسب التحليل الماركسي ،فإن الطبقة هي المتغير الرئيس لجميع أنماط التفاعل في السياسة الوطنية والدولية ،وبالتالي فإن الدولة بالنسبة للطرح الماركسي،
ما هي إال أداة تستخدمها الطبقة المسيطرة في المجتمع لخدمة مصالحها على المستويين الوطني والدولي.
أما الطرح الغ ربي الرأسمالي ،فإن الطبقة الرأسمالية ممثلة في رجال األعمال ،رجال السياسة ،والعسكريين واإلعالميين وحتى رجال الدين ،لهم إيديولوجية
مشتركة تجمع هذه القوى ،وبالتالي تؤثر الطبقة الرأسمالية في تشكيل السياسة الداخلية والخارجية للدولة.
عموما ،فإن الطبقات االجتماعية المهيمنة في إي دولة ومهما كانت عقيدتها وايديولوجيتها رأسمالية ماركسية وحتى إسالمية ،...فإن هذه الطبقات لها من
القوة والنفوذ والعالقات مع مراكز القوى السياسية في النظام القائم ،بطريقة تمكنها من التأثير في توجهات السياسة الداخلية والخارجية للدولة ،بما يتماشى
والمصالح االقتصادية والسياسية في البيئة الخارجية ،خاصة وأن السياسة الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية.
-2جماعات المصالح :يقول موريس دي فرجي " :الجماعات الضاغطة تبقى خارج السلطة" .وتعني الجماعة أو المجموعة الضاغطة":مجموعة من األفراد
وتبنت الوسائل لتحقيقها ،فتش ّكلت في صورة مجموعة منظّمة تسعى لتحقيق مصالحها بواسطة الـتأثير والضغط على
وعت مصالحها وألدركت أهدافها ّ
السلطة".
-التصنيف المهني :نعني بها جماعات الضغط المهنية التي تس عى للحصول على مكاسب مهنية ،ومن بينها جماعات الضغط العمالية ،الفالحين ،رجال
األعمال...
-جماعات الضغط المؤقتة :تسعى لتحقيق مصالحها ولكنها بمجرد االنتهاء تختفي.
-جماعات الضغط المحلية :وهي جماعة تستمد قوتها من منطقة معينة بحم انتمائها الجغرافي المرتبط ببعدها القبلي أو اإلثني.
-جماعات الضغط اإلقليمية :هي جماعات لها بعد إقليمي أي ما فوق الوطني ،بحيث يمتد تأثير هذه الجماعات إلى أكثر من دولة ،مثل :إتحاد النقابات
اإلقليمية التي تضم في عضويتها أكثر من دولة.
-جماعات الضغط الدولية :تتضمن جماعات الضغط التي لها بعد دولي مثل منظمات حقوق اإلنسان...
-القوة المالية.
-القوة التنظيمية.
-وسيلة اإلقناع.
-وسيلة الترغيب.
-وسيلة القوة.
في هذا اإلطار ،يرى كارل دويتش ":أن التعامل في السياسة الدولية يجري عادة بين مجموعات المصالح والدول ،ففي كل أنواع
السياسة يتصرف األف ارد عن طريق المجموعات ،يمارسون عليها بعض التأثير من الخارج أو عن طريق التأثير على الحكومة ،وهكذا يمكن
فهم سلوك الحكومات في إطار التفاعل بين مصالح وجهود بعض المجموعات التي تقف من ورائها.
-3الصفوة/النخبة:
أ-مفهوم الصفوة/النخبة :ارتبط مفهوم الصفوة تاريخيا بالسلطة ومحيطها الطبيعي .وعندما نتعرض إلى هذا المفهوم ،فإننا نعني به وجود
طبقتين داخل المجتمع .الطبقة األولى التي تمثل األقلية وهي الصفوة أو النخبة ،والطبقة الثانية التي تعني بها عامة الناس.
عموما ،فإن الطبقة األولى وهي الصفوة ،فإنها حسب المفكر باريتو " :تتكون من جميع األشخاص الذين يظهرون نوعا من االستعدادات
البارزة في ميدانهم أو أنشطة أخرى ذات عالقة ،ويدخل في نطاق الصفوة كل من بواسطة عمله أو مواهبه الطبيعية ،يحقق نجاحا بار از
بالنسبة لباقي أفراد المجتمع".
-االتجاه التنظيمي :ويمثله "موسكا" الذي يرى بأن الصفوة تمتلك مقاليد القوة لما لها من قدرات تنظيمية تتمتع بها داخل المجتمع.
-االتجاه السيكولوجي (النفسي) :يمثل هذا االتجاه "باريتو" الذي ارتبط اسمه بدراسة موضوع الصفوة في المجتمع ،وكان من أبرز
المفكرين الذين حلّلوا ظاهرة الصفوة في المجتمع .ويرى أنها تعني المؤهالت واالستعدادات التي يكتسبها الفرد في ميدان معين عبر التاريخ،
أي خالل فترات مختلفة من حياته .فهو بذلك يركز على الجوانب السيكولوجية التي يتحصل عليها الفرد من خالل التجارب والخبرات مع
مرور الوقت.
االتجاه االقتصادي :يمثل ها االتجاه "جيمس برنهايم" الي أبرز أن النظام الرأسمالي في تقهقر وتراجع مستمرين ،األمر الذي سيؤدي إلى
تحول المجتمع الرأسمالي إلى مجتمع تبرز فيه صفوة أو نخبة إدارية تكنوقراطية واقتصادية وسياسية تقوم بقيادة وتسيير الشؤون العامة
ّ
قسم المجتمع إلى طبقتين :طبقة رأسمالية مسيطرة على وسائل اإلنتاج،
للمجتمع .يتضح أن هذا المفكر قد تأثر بالطرح الماركسي ،الذي ّ
وطبقة ثانية ممثلة في العمال وهي األكثر وعيا في المجتمع.
تعود
االتجاه النظامي :يمثله "ميلز" الذي درس موضوع العالقة بين الصفوة والقوة ،حيث يرى بأن القائد الذي بيده السلطة أو القوة ،قد ّ
على ممارستها ،وبالتالي فإنه ال يستطيع التنازل عنها ومن ثم فإن القائد أو الزعيم الذي يشغل مناصب عليا ذات نفوذ يصبح يمثّل الصفوة
الحاكمة .لذلك ،فإن الصفوة حسب "ميلز" هي نتيجة للصفة النظامية التي تحكم المجتمع وتؤدي إلى ظهور منظمات كبيرة.
-الصفوة الكارزمية :هي مجموعة من األفراد الذين يتمتعون بمؤهالت واستعدادات خارقة للعادة تساعدهم في قيادة مجال معين.
-الصفوة الرمزية :هي مجموعة من األفراد ينظر لهم في المجتمع على أنهم يمثلون قيمة رمزية ،على سبيل المثال :أبطال الثورات
التحريرية ،الفنانون ،الكتاب ،المفكرون...
النحاتين...
رسامين ،الشعراءّ ،
-الصفوة الثقافية :هم المثقفون في المجتمع :كال ّ
-1مفهوم المركب الصناعي االعسكري :نعني به العالقة المالية والسياسية القائمة بين رجال السياسة (السلطة) والقوات المسلحة والصناعات العسكرية التي
تدعمها .هذه العالقة تضمن المساهمة السياسية والموافقة السياسية على اإلنفاق العسكري للدولة.
ظهر هذا المفهوم ألول مرة عندما استخدمه الرئيس األمريكي األسبق إيزنهاور خالل آخر خطاب له بإيطاليا في 17جانفي .1961
تعد تجارة األسلحة وتصديرها من أهم الصناعات الثقيلة التي تجلب أرباحا كبيرة تعد بالماليير سنويا ،وذلك من قبل النخب المالية والعسكرية من جهة ،ومن
قبل الدول الصناعية الكبرى كالواليات المتحدة األمريكية ،روسيا ،بريطانيا ،فرنسا ،الصين...
CIPRIوهناك دراسة قام بها معهد ستوكهولم ( ) حول حجم الدول المصدرة لألسلحة بين عامي 2011و:2015
بالنسبة للدول األكثر شراءا لألسلحة ،تأتي الهند في المرتبة األولى بنسبة 14بالمائة ،ثم الملكة السعودية في المرتبة الثانية 7بالمائة ،
ثم الصين في المرتبة الثالثة 4.7بالمائة.
إن الشركات المتعددة الجنسيات المصنع لألسلحة هي من تقوم بتسليح أساطيل الدول في العالم على غرار الشركة األمريكية المختصة
في التسليح البحري (شركة لوكاهيتد مارتن) والشركة الفرنسية (
) DSNC
إن المصالح السياسية الغربية تتجاوز في الكثير من األحيان القوانين واألعراف الدولية ،حيث تقوم المركبات الصناعية العسكرية التي
تسيطر على السلطة في الواليات المتحدة األمريكية ودول صناعية أخرى بممارسة الضغط على حكامها من أجل عقد صفقات التسلح
الضخمة مع دول غنية وفقيرة.
-األحالف العسكرية :أهمها وأخطرها منظمة حلف شمال األطلسي الذي تأسس عام .1949
-التحكم بشبكة االتصاالت :شبكة االتصاالت العالمية بالواليات المتحدة األمريكية ،فالرسائل البريدية اإللكترونية كلها تذهب إلى الواليات
المتحدة األمريكية ،ثم توزع عل مختلف مناطق العالم.
-الهيمنة على منظمة األمم المتحدة :تمويل الواليات المتحدة األمريكية لهذه المنظمة أكثر من 50بالمائة.
-التحكم في االقتصاد العالمي من خالل المؤسسات المالية الدولية وكذا التعامل بالدوالر ،باإلضافة إلى دور الشركات المتعددة
الجنسيات الكبرى.
الحساسة
ّ النتيجة :إن التطبيق األمريكي لجيوبوليتيكية القوة العسكرية وغير العسكرية ،أدى إلى منظور كوني مهيمن على أهم المفاصل
للعالم ،سواء عن طريق القوة الناعمة أو القوة الصلبة.
المحاضرة الثانية عشرة :الجماعات المسلحة اإلرهابية
تتبنى
ارتبط مفهوم الجماعات المسلحة بالجماعات اإلرهابية التي تستعمل السالح خارج إطار القانون ،ومن ثم فإن الجماعات التي ّ
استعمال العنف المسلح بالجماعات اإلرهابية.
ويتضح منا التداخل الكبير بين العنف المسلح (السياسي) والعمل اإلرهابي .فكالهما يسعى إلى تحقيق غايات وأهداف سياسية وكل منهما
بمثابة استخدام أو تهديد باستخدام وسائل عنيفة وكالهما عمل غير مشروع قانونيا.
يختلف العنف السياسي عن العنف اإلرهابي في أن اإلرهاب أهدافه عادة ما تكون الدعاية لقضية ما يرغب اإلرهابيون في إثارتها وجذب
يسمى بإستراتيجية األثر االنتشاري للعمل اإلرهابي وكذلك أن اإلرهاب هو الصورة الوحيدة من صور العنف
االنتباه إليها من خالل ما ّ
السياسي التي يحرص الفاعلون من خالل قيامهم بالعمل العنيف على تجاوز نطاق وحدود الهدف المباشر للعمل العنيف.
يختلف العمل اإلرهابي عن العنف السياسي في كونه يعتمد على وسائل اإلعالم واالتصال في تحقيق أهدافه ويأخذ بعدا دوليا يتجاوز
اإلطارين المحلي واإلقليمي.
أما ما يفرق اإلرهاب عن الجريمة المنظمة بكافة أشكالها :الهجرة غير الشرعية ،تبييض األموال ،تجارة المخدرات ،االتجارة بالبشر،
االتجار باألسلحة الخفيفة والتهريب ،في أن اإلرهاب يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية ،في حين تهدف الجريمة المنظمة إلى تحقيق
مكاسب مالية واقتصادية .لكن هناك عالقات عضوية بين اإلرهاب والجريمة المنظمة ،فال يمكن لإلرهاب أن يتغ ّذى ويستمر بدون الجريمة
المنظمة.
-المرحلة األولى :هي المرحلة التي ساد فيها اإلراب خالل القرنين التاسع عشر والعشرين في أوروبا ،على غرار ما قامت به المافيا في
إيطاليا والمتطرفين في بعض الدول األوروبية.
-المرحلة الثانية :هي المرحلة التي اختلط فيها مفهوم اإلرهاب بحركات المقاومة والتحرير الوطني ضد االحتالل األجنبي في أفريقيا ،آسيا
وأمريكا الالتينية.
-المرحلة الثالثة :هي المرحلة التي عرفت موجات اإلرهاب ذات األبعاد اإلثنية ،خاصة الدينية ،الطائفية ،العرقية ،وارتبط هذا العمل
اإلرهابي خاصة مع تفاقم الصراعات الداخلية في الدول ،وامتد إلى خارج الحدود.
-المرحلة الرابعة :هي ما يعرف بإرهاب الجيل الرابع والذي انتشر في التسعينيات من القرن الماضي ،وعرف هذا النوع من اإلرهاب بأنه
يتسم بكونه أكثر تنظيما وتطو ار من حيث األساليب واألشكال ،وتعد أحداث 11سبتمبر 2001خير مثال على ذلك.
المرحلة الخامسة :هي مرحلة أكثر تطو ار تعتمد أساسا على اإلرهاب اإللكتروني (القرصنة اإللكترونية ،االختراقات للمواقع اإللكترونية
لجهات رسمية وغيرها.)...
عموما ،يمكن القول أن الجماعات المسلحة اإلرهابية أصبح ينظر للها على أنها من أهم الفواعل المحلية ،اإلقليمية والدولية ،ألنها
أضحت تؤثر في توجهات السياسة الوطنية ،اإلقليمية والدولية .ونستحضر هنا مثال :تنظيم القاعدة اإلرهابي بقيادة أسامة بن الدن الذي
انطلق من أفغانستان وباكستان وانتشر غربا في منطقة الشرق األوسط والمغرب العربي .ونفس الشيء بالنسبة لتنظيم بوكوحرام في شمال
نيجيريا لينتشر خارج الحدود ويمتد لدول أفريقيا أخرى ،وأخي ار تنظيم داعش الذي بدأ في سوريا والعراق ثم امتد لعدة دول في العالم.