You are on page 1of 15

‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬


‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة التكوين المتواصل‬
‫محاضرات في مقياس الملكية الفكرية خاصة بالسداسي الثاني‬
‫من إعداد األستاذ ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ‬
‫جامعة التكوين المتواصل مركز معسكر‬
‫مسؤول تخصص القانون الخاص‬

‫المقطع الرابع‪ :‬الرسوم والنماذج الصناعية‬


‫مقدمــــــــة‬
‫تعتبر الرسوم والنماذج الصناعية من أهم حقوق الملكية الصناعية التي تعنى بأهمية قصوى من‬
‫قبل التشريعات الحديثة‪ ،‬لما لها من أثار ايجابية على تقدم الدول وانخراطهم في خانة الدول المتقدمة‬
‫ومشاركتها في التطور التكنولوجي واإلبداعي في جميع الميادين‪.‬‬
‫فحماية المنشآت الصناعية من حيث الشكل تساعد على التقدم االقتصادي لما من شأنها من دعم‬
‫عوامل التصنيع وتسويق المنتجات وزيادة المشروعات االقتصادية والتجارية‪ ،‬وتشجيع االستثمارات على‬
‫اختالف أنواعها وطنية كانت أم أجنبي ة‪ ،‬وبتالي فإن وجود قوانين تحمي هذه المنشآت الصناعية وغيرها‬
‫من حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬تكون حافزا للمستثمرين على القيام بأنشطتهم في ظل سوق يحميهم من كل‬
‫‪1‬‬
‫التجاوزات‪.‬‬
‫كما تعد هذه الحماية شرطا الزما لتشجيع اإلبداع الوطني‪ ،‬ولقد قال فرانلكين روزفلت قديما‪ ،‬أن‬
‫نظام حماية الرسوم والنماذج الصناعية هو الوقود الذي يشعل نار اإلبداع‪ ،‬بمعنى أن التقدم الوطني يظل‬
‫مرهونا بتوفر نظام حماية قوي يضمن لرأس المال المناخ المالئم المحفز على االستثمار‪ 2‬في اإلبداع‪،‬‬
‫لثقته في أنه قادر على أن يسترد استثماره من خالل االستغالل التجاري لتأجج اإلبداع‪ 3،‬فالحماية هي‬
‫‪4‬‬
‫المناخ الذي يستقطب االستثمار‪.‬‬
‫وذلك ألن توفير الحماية للرسوم والنماذج الصناعية سيكون قادرا على جلب االستثمارات‬
‫الداخلية والخارجية‪ ،‬لما يراه رجال األعمال والمستثمرين في المجاالت الصناعية على وجه الخصوص‬
‫من ضمانات أساسية لنشاطهم الصناعي وحماية فعالة لحقوقهم الفكرية والمالية‪ 5،‬فالدولة التي تحترم‬
‫حماية الرسوم والنماذج الصناعية وباقي حقوق الملكية الصناعية تكون جديرة باالحترام‪ .‬كما أن الشركات‬
‫االستثمارية الكبرى ورجال األعمال يفضلون دائما الدول التي تحمي استثماراتهم‪ 6،‬ولهذا يعد عامل‬

‫‪ . 1‬بلعوج بولعيد‪ ،‬معوقات االستثمار في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،04‬سنة‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.85-84‬‬
‫‪ .2‬بمعنى أن رأس المال يذهب إلى المكان الذي يحتاج إليه‪ ،‬ويبقى في المكان الذي يحسن معاملة رأس المال‪.‬‬
‫‪ .3‬طالل أبو غزالة‪ ،‬دور الملكية الفكرية في تطوير المنشآت وتنافسيتها في البلدان النامية‪ ،‬مقال منشور في موقع مجموعة‬
‫طالل أبو غزالة الدولية‪ ،‬سنة ‪ ،2002‬ص ‪ ،07‬ينظر الموقع التالي على شبكة االنترنيت‪:‬‬
‫‪http://www.tagorg.com/Speeches.aspx?lang=ar. Consulter le 14/06/2013 à 17:35 m.‬‬
‫‪ .4‬بقدار كمال‪ ،‬التنظيم القانوني الدولي للملكية الصناعية وأثرها على اقتصاد السوق‪ ،‬المجلة الجزائرية لالقتصاد واإلدارة‪،‬‬
‫جامعة معسكر‪ ،2011 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ .5‬عبد الرحيم عنتر عبد الرحمان‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية وأثرها االقتصادي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص ‪.440‬‬
‫‪ .6‬عامر محمود الكسواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪1‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫الحماية شرطا لنمو المجتمعات الديمقراطيات واألنظمة االقتصادية‪ 7.‬وبتالي فإن الدولة التي ال تحمي هذه‬
‫الحقوق الفكرية ال تكون جديرة بثقة المستثمر‪.‬‬
‫وهذا بالرغم من وجود العديد من الدراسات التطبيقية التي أجريت لتحديد العالقة بين حماية‬
‫الرسوم والنماذج الصناعية واالستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬وقد أثبتت معظمها بأن األولى ال تعد عامال مهما‬
‫بالنسبة لجذب االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬واألمر كذلك بالنسبة ألنشطة البحث والتطوير التي تقوم بها‬
‫الشركات الكبرى‪ 8.‬غير أن حماية هذه المنشآت الصناعية وإن لم تكن عامال أساسيا في تشجيع االستثمار‪،‬‬
‫إال أن لها دورا مهما في التطور االقتصادي‪ ،‬ألن أي مستثمر ال يقرر استثمار أمواله داخل أيه دولة ومن‬
‫بينها الجزائر ما لم يشعر باالطمئنان (أي الحماية) على أمواله‪ ،‬وهذا األخير ال يتحقق بمجرد تشريع‬
‫قانون ما‪ ،‬وإنما يتجسد بتطبيق فعال لهذا القانون‪ 9،‬فكلما كان نظام الحماية قويا لدى البلد المضيف‪ ،‬كلما‬
‫أدى ذلك إلى زيادة تدفق رأس المال األجنبي إليه‪.‬‬
‫إضافة على ما تقدم‪ ،‬فإن النشاط االقتصادي يتطلب إعطاء تحفيزات للمستثمرين ووضع ضوابط‬
‫قانونية لحماية أصحاب الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬من أجل حماية المستهلكين وقمع التقليد والمنافسة‬
‫غير المشروعة عن طريق وضع منظومة قانونية تحمي حقوق األطراف‪ ،‬وتساعد على تجنب المخاطر‬
‫‪10‬‬
‫الناتجة عن تجاوزها‪.‬‬
‫فاإلنتاج في عصرنا الحديث يرتكز إلى أبعد الحدود على اإلبداع واالبتكار‪ ،‬وتتعرض القطاعات‬
‫االقتصادية والصناعية إلى مخاطر كبيرة في سبيل تطويرها لالبتكارات‪ ،‬ومن أبرز هذه المخاطر‬
‫االعتداء على الرسوم والنماذج الصناعية وباقي عناصر الملكية الصناعية‪ 11،‬وبتالي فإن حماية حق‬
‫المبتكر من شأنه دفع حركة االبتكار واالختراع‪ ،‬ومن ثم ظهور منتجات جديدة وقيام المشروعات‬
‫االقتصادية إلنتاج هذه المنتجات‪ ،‬األمر الذي يفيد النمو االقتصادي للبالد ويشجع االستثمارات‪.‬‬
‫لذلك فإن حماية المنشآت الصناعية من حيث الشكل تلعب دورا ً فعاالً في تحقيق مصلحة كل من‬
‫المنتج والمستهلك والدولة في الوقت نفسه‪ ،‬حيث يمثل نظام الحماية القانونية للرسوم والنماذج الصناعية‬
‫وسيلة فعالة لتشجيع اإلبداع والمنافسة المشروعة والممارسات التجارية الشريفة‪ ،‬إلى جانب ما يحققه من‬
‫نمو اقتصادي وتعزيز للثقة في البيئة االستثمارية بالدولة‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف المنشآت الصناعية ذات الطابع التزييني‬
‫إن التطور الكبير الذي عرفه المجال التقني في السنوات األخيرة طرح عدة مشاكل متعلقة بحماية‬
‫هذه التقنيات‪ ،‬فإذا كانت براءة االختراع والعالمات التجارية والصناعية تحتل مكانا مرموقا في الحياة‬
‫االقتصادية الدولية المتعلقة بالملكية الصناعية‪ ،‬فال يمكن من جهة أخرى التقليل من أهمية الرسوم والنماذج‬
‫الصناعية‪ ،‬حيث ينبغي وضعها أيضا ضمن إطارها القانوني الذي يتناسب وأهميتها االقتصادية‪ ،‬وذلك‬
‫لكونها تلعب دورا كبيرا في قطاعات عديدة من الصناعة والتجارة‪ .‬ولقد ظهرت في اآلونة األخيرة طائفة‬
‫جديدة لالبتكارات من حيث الشكل تدعى "‪ "Design‬والتي تتسم بأنها تؤدي وظيفة معينة وتوفير في حالة‬
‫الصناعة بتسلسل ( ‪ )Industrie en chaine‬وأن تكون جميلة للنظر (‪ .)esthétique‬كما أن عمليات‬
‫التقليد أصبحت تمس كافة مجاالت الملكية الفكرية بما في ذلك الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬وال يوجد أي‬
‫شك في أن هذه األعمال غير المشروعة تسبب ضررا جسيما للمستهلك من جهة وللصناعة والتجارة من‬

‫‪ .7‬حفيظ صواليلي‪ ،‬مواجهة الغش والتقليد من أولوياتنا في األسواق الجزائرية‪ ،‬مقال منشور بجريدة الخبر‪ ،‬بتااري‬
‫‪ 09‬أكتوبر‪ ،2012‬ع ‪ ،6860‬ص ‪.07‬‬
‫‪ .8‬السيد أحمد عبد الخالق‪ ،‬منظمة التجارة العالمية‪-‬اتفاق التريبس وخيارات السياسات‪ ،‬ترجمة لكتاب كارلوس‪.‬م‪.‬كوريا‪ ،‬ط‬
‫غير موجودة‪ ،‬دار المري للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬سنة ‪ ،2002‬ص ‪.46‬‬
‫‪ .9‬عمر الجازي‪ ،‬دور القطاع الخاص في إنفاذ حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬حلقة الويبو التدريبية‪ ،‬تنظمها المنظمة العالمية للملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬األردن‪ ،‬سنة ‪ ،2005‬ص ‪.03‬‬
‫‪ .10‬حميد محمد علي اللهبي‪ ،‬الحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية في إطار منظمة التجارة العالمية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المركز‬
‫القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪ ،2011‬ص ‪.01‬‬
‫‪ .11‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬الحماية القانونية للملكية الصناعية وفقا التفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫جهة أخرى‪ 12،‬وبسبب ذلك كان البد من وجود نظام قانوني متكامل يحمي مصالح أصحاب هذه المنشآت‬
‫الصناعية عند طرحها وتداولها في السوق‪ ،‬ويساعد على كسب ثقة المستثمرين‪.‬‬
‫و ال شك أن عدم منح العناية الالزمة للرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬عالوة على تقصير الباحثين‬
‫الجزائريين في إعطائها حقها من التعريف‪ ،‬قد لعب دورا ً كبيرا ً وساعد على انتشار ظاهرة التقليد التي‬
‫تستنزف االقتصاد‪ ،‬وتتسبب في هروب المستثمرين المهتمين باألسواق الجزائرية‪.‬‬
‫الغاية من تعريف الرسوم والنماذج الصناعية هي الوصول إلى توضيح هذا المصطلح‪ ،‬إضافة‬
‫إلى فهم التعريف الذي وضعه المشرع الجزائري مقارنة مع تعريفات أخرى‪ ،‬وبيان خصائص هذه‬
‫المنشآت الصناعية حتى تستفيد من الحماية القانونية المخصصة لها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرسم الصناعي‬
‫حسب المشرع الجزائري للرسم الصناعي معنى يختلف عن النموذج الصناعي‪ ،‬بخالف بعض‬
‫التشريعات التي قامت بالجمع بينهما في تعريف واحد‪ ،‬لذلك سنقوم بتعريف الرسم الصناعي مستقال عن‬
‫النموذج الصناعي والعكس صحيح قصد التمييز بينهما‪.‬‬
‫الرسم لغة‪ ،‬األثر و الجمع هو أرسم أو رسوم‪ ،‬و ثوب مرسم بالتشديد مخطط‪ ،‬والثياب المرسمة‪،‬‬
‫هي المخططة خيوطا خفية‪ .‬ويقال رسمت له كذا فارتسمه إذا امتثله‪ ،‬واالسم هو راسم‪ 13،‬والرسم أيضا كل‬
‫تشكيل للخطوط يمثل شخصا أو منظرا‪ ،‬ويقصد به التزيين والتجميل مثل الرسم على السجاد‪ ،‬ومصدره‬
‫رسم يرسم‪ ،‬وهو كل فن جميل يقوم على تمثيل الطبيعة بحيها وجامدها بقلم الرصاص أو بالماء واأللوان‬
‫أو بالزيت واأللوان‪ ،‬وجمعه رسوم أو أرسم‪ 14.‬وهو التخطيط والحفر والنحت‪ ،‬واالسم رسام‪ ،‬مصور‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫واضع التصميم‪.‬‬
‫وبالنسبة للتعريف القانوني للرسم الصناعي‪ ،‬فقد نص المشرع الجزائري في المادة األولى من‬
‫األمر ‪ 16،86-66‬على أنه‪":‬يعتبر رسما كل تركيب خطوط أو ألوان يقصد به إعطاء مظهر خاص لشيء‬
‫صناعي أو خاص بالصناعة التقليدية‪".‬‬
‫ما يالحظ على هذا النص‪ ،‬أنه جاء مفتقرا لتعريف دقيق للرسم الصناعي‪ ،‬ألنه لم يبين الوسيلة‬
‫‪17‬‬

‫التي تستعمل لتنفيذه‪ ،‬بل اكتفى بتجسيده ميدانيا فقط‪ ،‬كما أنه لم يقدم أمثلة محددة عنه‪.‬‬

‫يعني الرسم الصناعي صور األشكال أو الزخارف المستعملة ألية مادة بعملية أو وسيلة‬
‫اصطناعية‪ ،‬سواء كانت آلية أو كيماوية منفصلة أو مركبة مما تستحسنه أو تقدره العين المجردة‪ 18.‬وعرفه‬
‫الدكتور صالح الدين عبد اللطيف الناهي بقوله‪":‬كل رسم أو شكل ذا طابع فني‪ ،‬وأنه يطبق على المنتجات‬
‫‪19‬‬
‫عند صنعها إلكسائها ذوقا ومظهرا جميال يجذب العمالء ويميزها عن غيرها‪".‬‬
‫أما حسني محمد عباس عرفه بالقول‪":‬التنسيق الجديد للخطوط على سطح المنتجات بألوان أو‬
‫بغير ألوان‪ ،‬والغرض منه تجميل المنتجات الصناعية‪ ،‬كما تقتضي النظرة المثالية بعدم انفصاله عن‬
‫‪20‬‬
‫المنتجات‪".‬‬

‫‪ .12‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري‪ ،‬الحقوق الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.288-287‬‬
‫‪ .13‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب المحيط‪ ،‬إعداد وتصنيف يوسف خياط‪ ،‬ط غير موجودة‪ ،‬دار لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫المجلد األول‪ ،‬س غير موجودة‪ ،‬ص ‪.1168-1167‬‬
‫‪ .14‬جبران مسعود‪ ،‬رائد الطالب المصور‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬لبنان‪ ،‬س ‪ ،2007‬ص ‪.416-415‬‬
‫‪ .15‬سهيل إدريس‪ ،‬جبور عبد النور‪ ،‬المنهل‪ ،‬قاموس عربي فرنسي‪ ،‬الطبعة الحادية عشر‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬دار العلم للماليين‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬سنة ‪1990‬م‪ ،‬ص ‪.323‬‬
‫‪ .16‬األمر ‪ 86-66‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪1966‬م يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.406‬‬
‫‪ .17‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪ .18‬ربا طاهر قليوبي‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬ط غير موجودة‪ ،‬دار الثقافة لنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬سنة ‪1998‬م‪ ،‬ص ‪-51‬‬
‫‪.52‬‬
‫‪ .19‬صالح الدين عبد اللطيف الناهي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211-210‬‬
‫‪ .20‬محمد حسني عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.227-226‬‬
‫‪3‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫يتضح من هذه التعاريف أن جانبا من الفقه جمع بين الرسم والنموذج في تعرف واحد‪ ،‬حيث يرى‬
‫أن هذه المنشآت الصناعية عبارة عن أشكال أو رسوم لها طابع فني بغض النظر عن طريقة استعمالها‪،‬‬
‫وهو أمر يؤدي إلى الخلط بين األمرين لدرجة أن البعض قد يعتقد أن كال العنصرين هما شيئا واحد‪ ،‬وكان‬
‫من األفضل أن تعرف الرسوم الصناعية مستقلة عن النماذج الصناعية بهدف التمييز بينها‪ .‬ويتجه فريق‬
‫آخر من الفقهاء إلى التركيز على طريقة استخدامها‪ ،‬سواء كانت بعملية آلية أو كيماوية بشرط أن تلفت‬
‫نظر المستعمل النهائي لهذه المنتجات‪ ،‬أما البعض اآلخر فقام بالبحث عن الغاية من هذه الرسوم‬
‫الصناعية‪ ،‬ومدى ارتباطها بالمنتجات التي توضع عليها‪.‬‬
‫مجمل القول أن الرسم الصناعي عبارة عن جمع للخطوط واأللوان ينتج عنه عمل أصلي له تأثير‬
‫تزييني خاص على سطح المنتجات‪ ،‬يضفي عليها شكال جذابا ورونقا جميال‪ ،‬والمنطق يقضي بعدم قبول‬
‫انفصاله عن البضاعة المودع فيها‪ ،‬ألنه يصبح جزءا من المنتجات التي وضع عليها من أجل تزيينها‪،‬‬
‫وبتالي فهو يتعلق بالفن الصناعي‪ .‬وما يجب اإلشارة إليه أن له وظيفة فنية‪ ،‬أي يجب أن يلفت نظر‬
‫المستهلك وأن يكون قابال للتطبيق في المجال الصناعي‪ ،‬وإذا أفتقد هذا العنصر فإن هذا االبتكار يدخل في‬
‫فئة األعمال الفنية التي يجب حمايتها بموجب نظام المؤلف وليس بموجب قانون الملكية الصناعية‪ ،‬ويجب‬
‫أن يكون جديدا وأصيال وفقا لما تتطلبه القوانين‪.‬‬
‫فالرسم الصناعي هو كل ترتيب وتنسيق جديد للخطوط واأللوان‪ ،‬التي تمثل صورا لها معنى‬
‫‪21‬‬

‫محددا وأثرا جماليا تضفي على المنتجات خاصية اإلنفراد بذاتها‪ 22،‬بمعنى أنها تستخدم لمنح السلع رونقا‬
‫جميال وشكال جذابا‪ 23،‬أي كل عمل منفرد للخطوط واأللوان ينتهي إلى ظاهرة تزيينية أصلية‪ 24،‬ويستمد‬
‫الرسم الصناعي قيمته من مدى تجانسه مع البضاعة والذوق العام لدى الجمهور‪ ،‬وذلك بإكساب البضاعة‬
‫شكال جذابا يميزها عن غيرها‪ 25.‬ولذلك يظهر تداخل الفن مع الصناعة‪ ،‬خاصة في المنشآت التي تسمى‬
‫‪26‬‬
‫"‪."design‬‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬قد يستعمل الرسم الصناعي آليا كما في اآلالت الصناعية‪ ،‬أو يدويا كما هو الحال في‬
‫الزركشة والتطريز‪ ،‬وقد يستخدم بصورة كيماوية‪ 27،‬كالصباغة‪ 28‬أو بالحفر على السلع ذاتها أو قد يكون‬
‫ذلك االستخدام بطريق الحفر على السلعة الخشبية‪ ،‬مثل النقش على الخشب‪ ،‬أو الزجاجية أو الحديدية أو‬
‫طالء السلع بألوان متجانسة‪ 29‬أو غير متجانسة‪ ،‬وقد يكون بواسطة الليزر أو بأي ابتكارات في فن الرسم‬
‫المستحدثة‪ 30.‬وال يشترط فيه أن يعبر عن شيء حقيقي‪ ،‬فقد يكون من نسج الخيال أو صورة لشيء مألوف‬
‫أو مجر د خطوط متوازية أو مربعات ذات ألوان مختلفة‪ 31.‬وال يشترط في ترتيب الخطوط أن يؤدي إلى‬
‫شكل معين أو منظر جميل‪ ،‬أو ينطوي على قيمة فنية عالية‪،‬كذلك ال أهمية الستعمال األلوان في هذه‬
‫‪32‬‬
‫الخطوط أو عدم استعمالها‪.‬‬
‫أما المنظمة العالمية للملكية الفكرية "‪ "OMPI‬عرفت الرسم الصناعي بأنه‪":‬المظهر الزخرفي‬
‫أو الجمالي لسلعة ما‪ ،‬ومن الممكن أن يتألف الرسم أو النموذج الصناعي من عناصر مجسمة من شكل‬

‫‪ .21‬سميحة القليوبي‪ ،‬الملكية الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.637-636‬‬


‫‪ .22‬السيد عبد الوهاب عرفة‪ ،‬الوسيط في حماية حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،2004 ،‬ص ص ‪-155‬‬
‫‪.156‬‬
‫‪ .23‬سائد أحمد الخولي‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪24‬‬
‫‪. Albert Chavanne et Jean – Jacques Burst, Droit de la Propriété Industrielle, Op. Cit, p 403.‬‬
‫‪ .25‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬ط غير موجودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.350‬‬
‫‪ .26‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري‪ ،‬الحقوق الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫‪ .27‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني (حق الملكية)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.462‬‬
‫‪ .28‬محمد حسني عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪ .29‬صالح زين الدين‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ .30‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ .31‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.350‬‬
‫‪ .32‬سميحة القليوبي‪ ،‬الملكية الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.636‬‬
‫‪4‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫ويرى الفقيه‬ ‫السلعة أو سطحها أو من عناصر ثنائية األبعاد‪ ،‬مثل الرسوم أو الخطوط أو األلوان‪".‬‬
‫‪33‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ Pierre Greffe‬أن اختيار لون محدد ال يمكن اعتباره ابتكار يحض بالحماية‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫وليس بغريب أن الرسم الصناعي يختلف عن الرسم الفني على أساس القابلية لتطبيق الصناعي‪،‬‬
‫وعليه يجب استبعاد الفكرة الفنية (‪ 36)L’ idée artistique‬من إطار تطبيق النص المتعلق بالرسوم‬
‫والنماذج الصناعية‪ ،‬وهذا بصرف النظر عن القيمة الفنية للرسم أو المنظر الجميل الذي يتركه في‬
‫‪37‬‬
‫المنتجات‪ ،‬فإنه يعد رسما صناعيا ما دام يمنح السلع أو المنتجات مظهرا متميزا وشكال جذابا‪.‬‬
‫في حين يعرف المشرع األردني‪ 38‬في المادة الثانية من قانون الرسوم والنماذج الصناعية رقم ‪14‬‬
‫سنة ‪2000‬م عبارة رسم صناعي تعني‪ ،‬أي تركيب أو تنسيق للخطوط يضفي على المنتج رونقا أو يكسبه‬
‫شكال خاصا‪ ،‬سواء تم باستخدام اآللة أو بطريقة يدوية بما في ذلك المنسوجات‪.‬‬
‫من المالحظ تغير موقف التشريع األردني الذي كان يعتبر الرسم والنموذج الصناعي شيئا واحد‬
‫‪39‬‬
‫من خالل قانون رقم ‪ 22‬لسنة ‪1953‬م‪ ،‬وذلك عكس الفقه الذي كان يعتبرهما مختلفان‪.‬‬
‫أما القانون المقارن في مصر فسار على نهج المشرع الجزائري واألردني في تعريفه للرسم‬
‫الصناعي‪ ،‬فحسب المادة ‪ 119‬يعد تصميما ونموذجا صناعيا كل ترتيب للخطوط وكل شكل مجسم بألوان‬
‫‪41‬‬
‫أو بغير ألوان‪ 40،‬يتخذ مظهرا مميزا يتسم بالجدة ويكون قابال للتطبيق في المجال الصناعي‪.‬‬
‫وال يفوتنا اإلشارة في هذا السياق‪ ،‬أن المشرع الفرنسي يعرف الرسم الصناعي بالقول‪ ،‬هو ذلك‬
‫المظهر القابل للحماية‪ ،‬ويتمثل في خصائص المنتوج أو في تزينه‪ ،‬وبتالي تصبح محمية الخطوط‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫والتقطيعات واأللوان والشكل ومواده وحبكة النسيج‪.‬‬
‫فالرسم الصناعي كل ترتيب جديد لخطوط واأللوان يتم استخراجه في اإلنتاج الصناعي بوسيلة‬
‫يدوية أو آلية أو كيماوية‪ 43،‬وهو يكسب المنتج الطابع المميز‪ 44‬وذاتيته الخاصة به‪ 45،‬ومثاله الرسم بالشمع‬
‫‪46‬‬
‫والرسم على األواني الفخارية‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫يتضح مما سبق‪ ،‬أن الرسم الصناعي هو ظاهرة تزيين تعطي ألي شيء طابع خاص وجديد‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف النموذج الصناعي‬
‫‪48‬‬
‫النموذج في اللغة‪ ،‬هو مثال الشيء يحتذى ويصنع على نمطه‪ ،‬وجمعه نماذج ونموذجات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪. Les dessins et modèles‬‬
‫‪http://www.wipo.int/designs/ar/designs.html. Consulter le 15/07/2011 a 16:30 m.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪. Mélange de Daniel Bastian, thème 02, Droit de la propriété industrielle, librairie technique, 1974, p 136.‬‬
‫‪ .35‬فالرسم الصناعي حتى يكون مشموال بالحماية يشترط أن يكون قابال للتطبيق الصناعي‪.‬‬
‫‪ .36‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري‪ ،‬الحقوق الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫‪ .37‬فاضلي إدريس‪ ،‬مدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ .38‬ينظر‪ ،‬عبد هللا حسين الخشروم‪ ،‬الوجيز في حقوق الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫سنة ‪ ،2008‬ص ‪.272‬‬
‫‪ .39‬عامر محمود الكسواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ .40‬محمود حلمي حجازي‪ ،‬الملكية الفكرية والقضايا المعاصرة إلعداد المصمم‪ ،‬الطبعة غير موجودة‪ ،‬مركز النشر بنقابة‬
‫مصممي الفنون التطبيقية‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪ 2003‬م‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ .41‬المادة ‪ 119‬من القانون المصري رقم ‪ 82‬لسنة ‪ 2002‬الخاص بالملكية الفكرية‪ ،‬الباب الثاني‪ ،‬التصميمات والنماذج‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫‪. Article 511/1 de la loi no 92-597 du code français de la propriété intellectuelle, 12 ème édition, Dalloz, année‬‬
‫‪42‬‬

‫‪2012.‬‬
‫‪ .43‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني (حق الملكية)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.462‬‬
‫‪ .44‬محمد أنور حمادة‪ ،‬النظام القانوني لبراءة االختراع والرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ .45‬محمود إبراهيم الوالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫ص‬ ‫‪ .46‬هاني ديوادر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬ط غير موجودة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪،2004‬‬
‫‪.284‬‬
‫‪47‬‬
‫‪. Mélange de Daniel Bastian, Op. Cit, p 137.‬‬
‫‪ .48‬جبران مسعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.851‬‬
‫‪5‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫أما التعريف القانوني للنموذج فلم يخرج عن المعنى اللغوي‪ ،‬وعرفه المشرع الجزائري في‬
‫الجملة األولى من المادة األولى من قانون الرسوم والنماذج الصناعية بقوله‪":‬يعتبر نموذجا كل شكل قابل‬
‫للتشكيل ومركب بألوان أو بدونها أو كل شيء صناعي أو خاص بالصناعة التقليدية يمكن استعماله‬
‫‪49‬‬
‫كصورة أصلية لصنع وحدات أخرى ويمتاز عن النماذج المشابهة له بشكله الخارجي‪".‬‬
‫‪50‬‬
‫يتبين من نص هذه المادة‪ ،‬أن المشرع الجزائري أعطى أمثلة عن النموذج الصناعي‪.‬‬
‫فالشكل الصناعي هو القالب الخارجي الجديد الذي تظهر فيه المنتجات فيعطي لها صفة الجاذبية‬
‫والجمال‪ 51،‬أي الوعاء المادي الذي يحتوي المنتج أو يعبر عنه‪ 52،‬وعليه يعتبر نموذجا صناعيا شكل‬
‫السلعة أو اإلنتاج ذاته‪ 53،‬أي الشكل الذي تنسجم فيه اآللة المبتكرة أو السلعة ذاتها كالشكل الخارجي لسيارة‬
‫"رنو" أو "بجو" أو "فولسفاقن" وكذلك زجاجة مشروبات كوكاكوال‪ 54،‬وكذلك الروائح والعطور ولعب‬
‫األطفال ومواد الزينة واألحذية‪ 55.‬وبتالي يعتبر موديل "‪ "model‬الهيكل‪ 56‬الخارجي للمنتج أو السلعة‬
‫المبتكرة‪ ،‬وكل شكل‪ 57‬مجسم ثالثي األبعاد تظهر فيه المنتجات‪ ،‬فالنموذج هو قالب أو قولبة (أي إنتاج‬
‫القوالب)‪ ،‬وهو ذلك الشكل البالستيكي أوكل عمل لنحت األكاديمي‪ ،‬وكذلك كل نموذج جديد للحالقة‪،‬‬
‫القبعات‪ ،‬الدمى‪ ،‬المجسمات‪ ،‬ويمكن أن يكون تشكيل القالب بالشمع والجبس‪ 58،‬فالنموذج الصناعي هو‬
‫الش كل المجسم الذي أعد لمماثلته عند اإلنتاج فتأتي المنتجات مطابقة للنموذج‪ 59،‬وهو يمنح السلع‬
‫‪60‬‬
‫والمنتجات حجما مبتكرا‪.‬‬
‫وال يشترط في النموذج الصناعي أن يكون مصنوع بآلة ميكانيكية أو كيماوية أو بطريقة يدوية أو‬
‫غيرها‪ 61،‬وإنما يشترط الوجود‪ 62.‬كما ال توجد أهمية لميدان تطبيقه‪ ،‬سواء كان يطبق على أشياء عادية‬
‫‪63‬‬
‫كطاولة التلميذ‪ ،‬أو فرشاة الشعر‪ ،‬أو أشياء طريفة ليست مستخدمة في حياتنا اليومية‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم‪ ،‬إلى أن النموذج الصناعي يختلف عن الرسم الصناعي‪ ،‬في كونه الشكل أو‬
‫الوعاء أو المظهر الخارجي للسلعة المبتكرة‪ ،‬بينما الرسم الصناعي عبارة عن ترتيب وتنسيق جديد‬
‫للخطوط واأللوان يظهر على سطح المنتجات فيكسبها رونقا ومظهرا جذابا‪ ،‬فالرسم الصناعي‪ 64‬يتم على‬
‫‪65‬‬
‫مسطح مادي‪ ،‬أما الشكل البالستيكي (النموذج الصناعي) فيتم في الفضاء‪.‬‬
‫يمكن القول‪ ،‬أن الرسم الصناعي يضفي على المنتجات رونقا جميال‪ ،‬أما النموذج الصناعي‬
‫‪66‬‬
‫فيمنحها رونقا مبتكرا‪.‬‬

‫‪ .49‬األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ .50‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪ .51‬أسامة نائل المحيسن‪ ،‬الوجيز في حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫سنة ‪ ،2011‬ص ‪.147‬‬
‫‪ .52‬حميد محمد علي اللهبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ .53‬سائد أحمد الخولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ .54‬فاضلي إدريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ .55‬صالح زين الدين‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ .56‬هاني ديودار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪ .57‬ينظر‪ ،‬السيد عبد الوهاب عرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪58‬‬
‫‪. Albert Chavanne et jean – Jacques Burst, Op. Cit, page 403.‬‬
‫‪ .59‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني (حق الملكية)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.462‬‬
‫‪ .60‬محمود إبراهيم الوالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ .61‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫ينظر‪ ،‬السيد عبد الوهاب عرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ .62‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫‪ .63‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ .64‬الفن الشكلي‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫‪. Albert Chavanne et Jean – Jacques Burst, Op. Cit, page 404.‬‬
‫‪ .66‬محمد حسني عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬

‫‪6‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫ومع هذا االختالف الواضح بين النماذج والرسوم الصناعية‪ ،‬فإن العديد من القوانين الوطنية‬
‫تعرفها بالدمج بينها في تعريف واحد‪ 67،‬ومن ذلك قانون الحق الفكري اليمني الذي يعرفها بالقول‪":‬الرسم‬
‫أو النموذج الصناعي هو قالب خارجي مبتكر يتميز بالجدة يهدف إلى إعطاء صنف من المنتجات‬
‫الصناعية زخرفة مميزة باستخدام ترتيب معين للخطوط أو األلوان‪ ،‬أو بانتقاء شكل معين سواء جرى ذلك‬
‫‪68‬‬
‫بوسيلة آلية أو يدوية أو كيماوية‪".‬‬
‫ويتضح من استقراء المادة األولى من األمر ‪ 86-66‬المتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬أن‬
‫المشرع الجزائري أعطى للرسم الصناعي تعريفا مختلف عن النموذج الصناعي أسوة بتشريعات‬
‫‪69‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ومن األهمية بما كان التذكير بأن األمر‪ 86-66‬يستبعد من نطاق تطبيقه االبتكارات ذات الشكل‬
‫‪70‬‬
‫النفعي‪ ،‬ألنها تخضع لنظام براءة االختراع‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬شروط حماية الرسوم والنماذج الصناعية‬
‫حتى يحض الرسم والنموذج الصناعي بالحماية القانونية البد من تحقق الشروط التالية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط الموضوعية للحماية القانونية‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعية اإليجابية‬
‫أوال‪ -‬الوجود والتأثير الخارجي‬
‫على الرغم من أن نص المادة ‪ 02‬من قانون الرسوم والنماذج الصناعية ينص على إيداع الرسم‬
‫والنموذج‪ ،‬إال أن المنطق يفرض وجود هذه المنشآت الصناعية قبل إيداعها‪ ،‬لذلك يرى بعض الفقهاء أن‬
‫مصدر الملكية ليس اإليداع كقاعدة عامة‪ ،‬بل وجود الرسم والنموذج الصناعي‪ 71‬بغض النظر عن إيداعه‬
‫‪72‬‬
‫لدى الجهة المختصة‪.‬‬
‫ويمكن التمييز بين الرسوم والنماذج الصناعية المبتكرة من جهة والموجودة من جهة أخرى عن‬
‫طريقة تأثيرها الخارجي في الصناعة‪ ،‬ألن المظهر الجمالي لهذه المنشآت الصناعية هو الذي يؤدي إلى‬
‫جذب انتباه الجمهور بشكله العام ال بالعناصر المكونة له‪ ،‬وهذا ما نستنتجه من نص المادة ‪ 01‬من األمر‬
‫‪.86-66‬‬
‫عالوة على ذلك فإن للرسوم والنماذج الصناعية وظيفة فنية‪ ،‬بمعنى أن تكون ظاهرة وأن تجذب‬
‫نظر المستهلك‪ 73،‬حيث يفرض المشرع الجزائري أن يكون لهذه المنشآت الصناعية مظهر خاص‪ ،‬فكلما‬
‫كان الرسم والنموذج الصناعي أكثر رونقا وجماال‪ ،‬كلما كان أكثر جذابا للجمهور بشكله العام ال بالعناصر‬
‫الداخلة في تركيبه‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة األولى ‪ 01‬من قانون الرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬االبتكار والجدة‬
‫يقصد بعنصر الجدة في الرسم والنموذج الصناعي أن يكون له طابعا خاصا يميزه عن غيره من‬
‫الرسوم والنماذج المماثلة والمعروفة‪ ،‬فالجدة متصلة بالشكل الذي يميز هذا الرسم عن ذلك الرسم‬

‫‪ .67‬المادة ‪ 119‬من القانون المصري قم ‪ 82‬لسنة ‪.2002‬‬


‫ينظر‪ ،‬حميد محمد علي اللهبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ .68‬المادة ‪ 103‬من القانون الملكية الفكرية اليمني رقم ‪ 19‬لسنة ‪ .1994‬وينظر المادة ‪ 119‬من القانون المصري‪.‬‬
‫‪ .69‬مثل ما فعل المشرع األردني في المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 2000‬والمشرع الفرنسي في م ‪.511‬‬
‫‪ .70‬المادة ‪ 03‬من األمر ‪ 07-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬يتعلق ببراءة االختراع‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪23‬‬
‫جويلية ‪ ،2003‬العدد ‪ ،44‬ص ‪.28‬‬
‫‪ .71‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪ . 72‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.357‬‬
‫‪ .73‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬

‫‪7‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫المشابه‪ 74،‬بحيث ال يكون عبارة عن نقل أو تكرار لرسم أو نموذج سابق‪ 75،‬ألن الحماية التي يقررها‬
‫‪76‬‬
‫القانون هي جزاء لمن أضاف مجهودا شخصيا‪ ،‬وأبرز في الرسم والنموذج تعبيرا متميزا‪.‬‬
‫ومعنى الجدة حسب المشرع الجزائري ينصرف إلى االبتكار على النقيض من المشرع الفرنسي‬
‫الذي يعتبرهما مختلفان‪ ،‬كما أن طبيعة االختراعات المحمية تحمي الرسوم والنماذج الجديدة واألشياء‬
‫الصناعية التي يمكن تمييزها بموجب أشكال مختلفة ويسهل التعرف عليها‪ ،‬واألشياء التي لها مظهرا‬
‫‪77‬‬
‫خاصا وجديدا والتي تتميز بمؤثرات خارجية‪.‬‬
‫وإذا اجتمعت في االختراع خصوصيات تقنية وأخرى تزيينية (العناصر التكوينية) ال يمكن‬
‫الفصل بينها‪ ،‬وجب حماية هذه المنشآت وفقا للقانون الساري على براءة االختراع‪ ،‬وهذا ما نصت عليه‬
‫المادة األولى من األمر ‪ 86-66‬التي تسمح بتطبيق القانون الخاص ببراءات االختراع‪ ،‬أي األمر ‪07-03‬‬
‫المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪.2003‬‬
‫واستنادا لذلك‪ ،‬فهذا المبدأ يضع قاعدة جوهرية مفادها أن القانون المتعلق بالرسم والنموذج‬
‫الصناعي يتوقف عن التطبيق لصالح قانون براءة االختراع‪ ،‬كلما كان المظهر الخارجي للشيء المصنوع‬
‫أو شكله لم يعد له طابع فني أو جمالي (تزييني)‪ ،‬وإنما من شأنه أن يعطيه نتيجة صناعية‪ ،‬ومثاله اختراع‬
‫جهاز تلفاز بشكله الخارجي أي النموذج الصناعي‪ 78،‬فإذا كان األثر التقني غير قابل للفصل عن الشكل‪،‬‬
‫فال يمكن حمايته بقانون النماذج والرسوم الصناعية‪ 79،‬ألن الرسم أو النموذج يشترط فيه أن يكون قد تم‬
‫‪80‬‬
‫ابتكاره بصورة مستقلة عن المنتج‪ ،‬حتى يكون قابال للحماية‪.‬‬
‫ونشير في سياق منفصل‪ ،‬أن اختصاص المعهد الوطني للملكية الصناعية يقتصر على فحص‬
‫طلب تسجيل اإليداع من حيث استيفائه الشروط الشكلية‪ ،‬ومعنى ذلك أن اإلدارة المختصة ليست لها سلطة‬
‫فحص اإليداع للتحقق من جدة الرسم والنموذج ومن ملكية المودع له‪ ،‬بل تتمثل صالحياتها في التأكد من‬
‫كون هذا األخير قد قام بجميع إجراءات المنصوص عليها قانونا وأن اإليداع صحيح بتضمنه كافة‬
‫‪81‬‬
‫المستندات اإلجبارية‪ ،‬ألن اإليداع مصرح للحقوق وليس منشأ لها‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬استخدام الرسم والنموذج في المجال الصناعي‬
‫نص المشرع الجزائري على هذا الشرط الموضوعي في نص المادة ‪ 01‬من األمر‪86-66‬‬
‫بقوله‪":‬يعتبر رسما كل تركيب خطوط أو ألوان يقصد به إعطاء مظهر خاص لشيء صناعي أو خاص‬
‫بالصناعة التقليدية‪ ،‬ويعتبر نموذجا كل شكل قابل للتشكيل‪ ،‬ومركب بألوان أو بدونها‪ ،‬أو كل شيء صناعي‬
‫أو خاص بالصناعة التقليدية‪ ،‬يمكن استعماله كصورة أصلية لصنع وحدات أخرى ويمتاز عن النماذج‬
‫المشابهة له بشكله الخارجي‪".‬‬
‫من المالحظ‪ ،‬أن المشرع استبعد من مجال تطبيق النص الرسوم والنماذج التي ليست قابلة‬
‫لالستغالل الصناعي‪ ،‬هذا ما يمكن استنتاجه من تكرار عبارة الصناعة‪ ،‬ذلك أننا لسنا في مجال الملكية‬
‫الفنية بل نحن في مجال الملكية الصناعية‪ ،‬والتي من المفروض أن تأتي في شكل أفكار مجسدة صناعيا‬
‫في منتجات قابلة الستخدامها في المجال الصناعي‪ ،‬وتعني القابلية الرسم والنموذج للتصنيع أن يكون قد تم‬
‫‪82‬‬
‫ابتكاره ليصبح جزءا مكونا السلعة أو ليكون شكال للسلعة ذاتها‪.‬‬

‫‪ .74‬سائد أحمد الخولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬


‫‪ .75‬أنور طلبة حماية‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،2010 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ .76‬محمد حسني عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪77‬‬
‫‪. Albert Chavanne et Jean – Jacques Burst, Op. Cit, page 416.‬‬
‫‪ .78‬إدريس فاضلي‪ ،‬مدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ .79‬بقدار كمال ومصدق خيرة‪ ،‬الشروط الموضوعية لبراءة االختراع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪ . 80‬صالح زين الدين‪ ،‬شرح تشريعات الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ .81‬صالح زين الدين‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ .82‬حميد محمد علي اللهبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬

‫‪8‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫وشرط التطبيق الصناعي "‪ "caractère ou application industrielle‬يعتبر النقطة الفاصلة‬


‫بين الرسم والنموذج‪ ،‬باعتباره مصنفا فنيا يدخل في نطاق الفن البحت‪ ،‬ويخضع لقانون حق المؤلف‬
‫والحقو ق المجاور‪ ،‬وبين اعتباره شكال صناعيا يدخل في نطاق الفن التطبيقي الصناعي‪ ،‬ويخضع لقانون‬
‫الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬وقد أشار المشرع الجزائري إلى ضرورة أن يعكس الرسم أو النموذج مظهرا‬
‫خاصا‪ ،‬يستوعب شيئا صناعيا أو خاصا بالصناعة التقليدية‪ 83،‬وعل هذا األساس ال تستفيد من الحماية‬
‫القانونية إال الرسوم والنماذج الجديدة التي يكون لها مظهر خاص‪ ،‬ويتم استخدامها فعليا على المنتجات‬
‫والسلع‪ 84،‬فيكون لها دور في جلب نظر المستهلك متى تم استعمالها كصورة أصلية لصنع وحدات أخرى‬
‫‪85‬‬
‫في مجال الصناعة الحديثة أو الصناعة التقليدية‪.‬‬
‫وبتالي ال يمك ن اعتبار الرسوم والنماذج الصناعية المطبوعة على الكتالوجات واإلعالنات لغايات‬
‫الترويج ونماذج المباني والمنشآت‪ ،‬رسما أو نموذجا صناعيا‪ 86،‬ألنها ال تطبق على الكتالوج كسلعة بقصد‬
‫تجميله‪ ،‬بل هي معدة على الكتالوج من أجل تقليدها‪ ،‬وتعرض للبيع والتداول على هذا األساس‪ 87،‬وبالتالي‬
‫ال تخضع للحماية القانونية وفق قانون الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬على أنه يمكن حمايتها بموجب قوانين‬
‫‪88‬‬
‫الملكية األدبية والفنية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬الشروط الموضوعية السلبية‬
‫وهي الشروط الموضوعية التي ال يجب أن تتحقق في الرسم والنموذج الصناعي‪ ،‬لكي ال تنعدم‬
‫الحماية القانونية‪.‬‬
‫أوال‪ -‬أن ال يرتبط النموذج بالجانب الوظيفي للمنتوج‬
‫تقتصر الحماية القانونية على الناحية الجمالية للرسم والنموذج الصناعي‪ ،‬وال يجوز حماية‬
‫المنشآت الشكلية التي ترتبط بالوظيفة التقنية للمنتج‪ ،‬فعلى سبيل المثال ال يمكن تسجيل الشكل االنسيابي‬
‫‪89‬‬
‫للطائرة كون هذا الشكل يعد ضروريا لعملية الطيران‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أال يكون الرسم والنموذج الصناعي مخفيا في الشيء المصنوع‬
‫هذا ما أكده المشرع الفرنسي بوضوح عندما تطرق إلى المنشآت المركبة‪ ،‬حيث قام باستبعاد‬
‫القطع المكونة لها من الحماية القانونية‪ ،‬إذا كانت غير مرئية في حالة االستعمال العادي للمنتج من طرف‬
‫المستخدم النهائي‪ ،‬إذ البد أن تبقى القطعة المدرجة ضمن منتج مركب مرئية للمستعمل األخير أثناء‬
‫االستعمال العادي للمنتج‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أال يكون في الرسم والنموذج الصناعي إخالل باآلداب أو النظام العام‬
‫نص المشرع الجزائري صراحة على أن ه يرفض كل طلب يتضمن أشياء تحتوي على طابع رسم‬
‫‪90‬‬
‫أو نموذج غير مطابق للمعنى الوارد في هذا األمر أو تمس باآلداب العامة‪.‬‬
‫ولذلك يجب استبعاد المنشآت المخلة باآلداب العامة واألخالق الحسنة خصوصا في الجزائر‪ ،‬التي‬
‫ال تقبل بعض الرسوم أو النماذج المقبولة في الدول األوروبية وغير اإلسالمية باعتبار اإلسالم دين‬

‫‪ . 83‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.364‬‬
‫‪ .84‬محمد حسني عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪ . 85‬فرحات حمو‪ ،‬حماية الرسوم والنماذج الصناعية بين قانون حقوق المؤلف‪ ،‬وقانون الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مقال‬
‫منشور في المجلة الجزائرية للقانون المقارن‪ ،‬تصدر عن مخبر القانون المقارن‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،‬دار كوثر لإلنتاج والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ . 86‬سائد أحمد الخولي‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫صالح زين الدين‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ .87‬محمد حسني عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪ .88‬سميحة القليوبي‪ ،‬الملكية الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪ . 89‬حسام الدين الصغير‪ ،‬مدخل إلى حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬ندوة الويبو الوطنية عن الملكية الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.11-10‬‬
‫‪ .90‬المادة ‪ 07‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫الدول‪ 91،‬كنماذج شرب الخمور أو الرسوم الخالعية التي دوما ما تكون مقبولة في التشريعات الغريبة‬
‫وتحض بالحماية‪ 92،‬حتى وإن لم يكن الرسم أو النموذج يخالف اآلداب العامة من حيث الشكل بل يخالفها‬
‫‪93‬‬
‫من حيث المعنى أيضا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪-‬الشروط الشكلية للحماية القانونية‬
‫‪94‬‬
‫يجب على صاحب الرسم أو النموذج الصناعي أن يقوم بإجراءات اإليداع والتسجيل والنشر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ -‬شرط اإليداع‬
‫إن اإليداع المنصوص عليه كشرط لحماية الرسوم والنماذج الصناعية ال يختلف عن اإليداع في‬
‫باقي عناصر الملكية الصناعية والتجارية‪ 95،‬وهو يعد الركيزة األساسية للمطالبة بالحماية الجزائية‪ ،‬أي أن‬
‫صاحب الحق ال يستطيع رفع الدعوى الجزائية التي تتعلق بالتقليد‪ ،‬إال بإتمام إجراءات اإليداع‪ ،‬بمعنى أدق‬
‫سقوط دعوى التقليد بتخلف شرط اإليداع‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المشرع الجزائري لم يحدد أي مهلة زمنية للقيام بإجراءات اإليداع‪ ،‬كما أن‬
‫‪96‬‬

‫هذا الشرط يسمح للمودع أن يستفيد من قرينة ملكية الرسم أو النموذج الصناعي وهي قرينة تقبل إثبات‬
‫‪97‬‬
‫العكس‪.‬‬
‫غير أن السؤال الذي يمكن طرحه في هذا المجال‪ :‬من هم األشخاص الذين لهم الحق في اإليداع؟‬
‫البند األول‪ -‬أشخاص اإليداع‬
‫يتضمن تصريح اإليداع بيانات إلزامية منها اسم وعنوان صاحب الحق في الحماية‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫هذه المنشآت الصناعية موضوعة من قبل عدة أشخاص‪ ،‬فيجب ذكر أسمائهم كل على حدا ولقبه ومسكنه‬
‫وجنسيته‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بمؤسسة صناعية يجب ذكر اسمها وعنوان مقرها‪ ،‬وإذا كان المودع (شخص‬
‫معنوي أو طبيعي) يمثله وكيل في اإليداع يلتزم هذا األخير بتقديم وكالة ممضاة بخط اليد مع ذكر اسمه‬
‫‪98‬‬
‫وعنوانه‪.‬‬
‫البند الثاني‪ -‬تاريخ اإليداع‬
‫إن نشر الرسوم والنماذج الصناعية قبل إيداعها ال يفقدها كل الضمانات القانونية‪ ،‬ألن األحكام‬
‫القانونية صريحة في هذا ا لشأن‪ ،‬حيث يرى المشرع الجزائري أن النشر الذي خص به رسم أو نموذج قبل‬
‫إيداعه‪ ،‬ال يترتب عليه سقوط أي حق ملكية وال الحماية الممنوحة بموجب هذا األمر بالنسبة لكل ما يتعلق‬
‫‪99‬‬
‫باألعمال الواقعة بعد اإليداع‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬تسجيل اإليداع‬
‫البند األول‪ -‬تعريف التسجيل‬

‫‪ .91‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.312‬‬


‫وأنظر المادة ‪ 02‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 438-96‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪ 1996‬يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور‪،‬‬
‫المصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1996‬و‪ 08‬ديسمبر ‪1966‬م‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،76‬ص ‪.06‬‬
‫‪ .92‬فاضلي إدريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪ . 93‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.366‬‬
‫‪ .94‬المواد من ‪ 09‬إلى ‪ 14‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ .95‬المادة ‪ 20‬من األمر ‪ 07-03‬يتعلق ببراءة االختراع‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 06-03‬يتعلق بالعالمات‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫في نفس المعنى‪ ،‬جميل حسين سمير الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.367‬‬
‫‪ .96‬ينظر المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫في نفس المعنى‪ ،‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪ .97‬فرحة صالح زراوي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪ .98‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التطبيقي رقم ‪ 87-66‬يتضمن تطبيق األمر ‪ ،86-66‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪ ،1966‬ج ر‪،‬‬
‫المؤرخة في ‪ 03‬ماي ‪ ،1966‬العدد ‪ ،35‬ص ‪.410‬‬
‫‪ .99‬المادة ‪ 19‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫يقصد بالتسجيل القرار الذي يتخذه مدير المعهد الوطني للملكية الصناعية والذي يؤدي إلى قيد‬
‫الرسم والنموذج الصناعي في السجل الخاص بها لدى المعهد‪ ،‬والذي تقيد فيه هذه المنشآت الصناعية‬
‫وجميع التصرفات الواردة عليها‪.‬‬
‫البند الثاني‪ -‬وضع دفتر للرسوم والنماذج الصناعية‬
‫وتقوم اإلدارة المختصة بعد التأكد من صحة اإليداع بتحرير دفتر للرسوم والنماذج الموجودة لديها‬
‫وتذكر فيه ساعة وتاري تسليم المستندات أو الظرف الذي يتضمنها‪ ،‬وتضع له تسلسال في الدفتر المذكور‬
‫وتختم كل من نظائر التصريح والصندوق وتضع على كل منها رقم تسجيل ودمغة المصلحة المختصة‪ ،‬ثم‬
‫تسلم إلى المودع نسخة من التصريح المختوم‪ 100‬يكون بمثابة شهادة تسجيل الرسم أو النموذج الصناعي‪،‬‬
‫‪101‬‬
‫أو تقدمها إلى وكيله إن وجد‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ -‬مدة اإليداع وطابعه‬
‫البند األول‪ -‬زمن اإليداع‬
‫باستقراء نص المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 86-66‬الذي يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية فإن مدة‬
‫الحماية تبلغ عشرة سنوات تبدأ من تاري اإليداع‪ ،‬وتنقسم هذه المدة إلى فترتين إحداها من سنة واحدة‬
‫‪102‬‬
‫واألخرى من ‪ 09‬سنوات‪ ،‬ولتمديد الحماية إلى ‪ 10‬سنوات يتعين على المودع دفع رسوم محددة‪.‬‬
‫وتمنح الحماية في التشريع الجزائري في حالة عدم بيان إرادة صاحب الرسم أو النموذج لمدة‬
‫سنة‪ ،‬وإذا أراد المعنى باألمر تمديد مدة الحماية فيجب عليه تقديم طلب إلى المعهد الوطني للملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬ويقدم الطلب قبل انتهاء الفترة الحماية األولى مع دفع الرسم الواجب أداؤه‪ 103،‬أي رسم‬
‫االحتفاظ‪.‬‬
‫ويجب تقديم طلب تمديد الحماية إلى عشر (‪ )10‬سنوات‪ ،‬إما في التصريح اإليداع مع طلب‬
‫‪104‬‬
‫النشر‪ ،‬وإما قبل انتهاء سنة‪ ،‬وإما خالل ستة أشهر الموالية لهذه المدة‪.‬‬
‫وتنتهي الحماية بانتهاء الفترة األولى البالغة عاما واحدا‪ ،‬وذلك إذا لم تجر المطالبة بتمديد مدة‬
‫‪105‬‬
‫الحماية أو إذا لم يتم دفع الرسم‪.‬‬
‫البند الثاني‪ -‬طابع اإليداع‬
‫يتضح من النصوص القانونية أن حماية اإليداع تنقسم إلى مدتين‪ :‬األولى من سنة والثانية من ‪09‬‬
‫سنوات مرتبطة بدفع رسوم معينة (رسوم االحتفاظ)‪ 106‬وعليه يتمتع اإليداع بطابع سري وتارة بطابع‬
‫علني‪ ،‬وهذا ما يدفعنا إلى طرح السؤال التالي‪ :‬ما هي الحاالت التي تستوجب نشر اإليداع واإلجراءات‬
‫الواجب إتباعها في هذا المجال؟‬
‫البند الثالث‪ -‬حاالت نشر اإليداع‬
‫من البديهي أن أصحاب الصناعة يريدون ترويج منتجاتهم‪ ،‬وذلك قبل اإلفصاح عن منجزاتهم‬
‫الفكرية‪ 107،‬نتيجة لذلك فأنهم يحتفظون بالطابع السري لإليداع‪ ،‬وكما أشرنا فهذه الحماية تنقسم إلى مدتين‬
‫األولى من سنة والثانية من ‪ 09‬سنوات‪ ،‬وال يتمتع اإليداع بالطابع السري‪ ،‬إال خالل الفترة الحماية األولى‬
‫‪108‬‬
‫شريطة عدم المطالبة بنشره من قبل المودع أو أصحاب حقوقه‪.‬‬

‫‪ .100‬المادة ‪ 11‬و‪ 12‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ .101‬المادة ‪ 08‬الفقرة ‪ 01‬و ‪ 02‬و ‪ 03‬من المرسوم التطبيقي ‪ 87-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ .102‬المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪ .103‬المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪ .104‬المادة ‪ 14‬من المرسوم التطبيقي ‪ 87-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪ .105‬المادة ‪ 13‬فقرة ‪ 04‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪ .106‬المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪ .107‬فرحة صالح زراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.321‬‬
‫‪ .108‬المادة ‪ 13‬من األمر‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫وفي سياق متصل‪ ،‬فإن تحريك دعوى التقليد أمام المحاكم الجزائية يفترض نشر هذا اإليداع‪،‬‬
‫وعليه يعد كشف الرسوم أو النماذج السرية ضروريا وهاما لتحقيق وتأسيس القضية‪ ،‬ولهذا يجوز للقاضي‬
‫الذي رفعت لديه الدعوى تقديم طلب لإلطالع على المستندات والوثائق أو الشيء المودع إذا رأى في ذلك‬
‫حال لموضوع النزاع‪ ،‬وذلك بتقديم هذا الطلب إلى الجهة المختصة باإليداع‪ 109،‬وليس بغريب أن الحكم‬
‫الصادر من المحكمة يمتاز بالطابع العلني‪ 110،‬كما أن الرسم أو النموذج الذي تقرر تمديده طبقا للمادة ‪13‬‬
‫‪111‬‬
‫من األمر ‪ 86-66‬السالف ذكرها‪ ،‬يصبح عند انتهاء فترة الحماية األولى علينا بصفة إلزامية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ -‬إجراءات نشر اإليداع‬
‫وتطبيقا لنص المادة العاشرة ‪ 10‬من األمر ‪ 87-66‬يلتزم المودع بتقديم العريضة المتضمنة‬
‫اإلعالن عن اإليداع إلى الديوان الوطني الجزائري للملكية الصناعية‪ 112،‬الذي يعد الوحيد المؤهل لفتح‬
‫الصندوق المختوم‪ ،‬وهذا حسب المادة ‪ 11‬من المرسوم التطبيقي رقم ‪.87-66‬‬
‫ويجوز نشر طلب اإليداع مع التصريح باإليداع في وقت واحد أو خالل فترة الحماية األولى‪ ،‬كما‬
‫أن المشرع لم يفرض أن يشمل طلب نشر اإليداع كافة الرسوم والنماذج المودعة‪ 113،‬بمفهوم المخالفة‬
‫يجوز أن يشمل نشر اإليداع بعض الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مع ترك األشياء التي لم يطلب نشرها في‬
‫صندوق خاص بها مغلق يحمل ختم المعهد الجزائري للملكية الصناعية‪.‬‬
‫ويتضمن النشر المتعلق باإليداع عدة بيانات إلزامية حسب ما نص عليه قانون الرسوم والنماذج الصناعية‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حماية الرسوم والنماذج الصناعية‬


‫تنقسم الحماية الوطنية إلى حماية مدنية وجزائية وحماية مشتقة من حقوق المؤلف‪ ،‬إضافة إلى‬
‫إجراءات تحفظية وتنفيذية‪ ،‬وهذا ما سيتم توضيحه تسهيال للمستثمرين في مجال الرسوم والنماذج سواء‬
‫كانوا وطنيين أو أجانب‪ ،‬حتى يستطيعون التمتع بهذه الحماية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الحماية المدنية‬
‫أقر المشرع الجزائري لكل صاحب رسم ونموذج تعرض العتداء على حقه فعليا أو افتراضيا أن‬
‫‪114‬‬
‫يتمسك بحقه في التعويض المدني عما لحقه من ضرر بسبب الفعل غير المشروع لكن بصفة ضمنية‪،‬‬
‫وهذا عكس باقي عناصر الملكية الصناعية‪ ،‬فقد نص المشرع فيما يتعلق بالعالمات التجارية والصناعية‬

‫‪ .109‬المادة ‪ 28‬من األمر‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬


‫‪ .110‬المادة ‪ 16‬من األمر‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪ .111‬المادة ‪ 16‬من األمر‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪ .112‬المعهد الوطني للملكية الصناعية حاليا ‪I.N.A.P.I‬‬
‫‪ .113‬المادة ‪ 09‬فقرة ‪ 03‬من الرسوم التطبيقي رقم ‪": 87-66‬وال يجب أن يتعلق هذا الطلب إلزاميا بجميع الرسوم والنماذج‬
‫التي يتضمنها اإليداع‪".‬‬
‫‪ .114‬ينظر األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫وعالمة الخدمة على أنه‪":‬إذا أثبت صاحب العالمة أن تقليد قد ارتكب أو يرتكب فإن الجهة القضائية‬
‫‪115‬‬
‫تقضي بالتعويضات المدنية‪".‬‬
‫وما يجب اإلشارة إليه‪ ،‬أن دعوى المنافسة غير المشروعة يلجأ إليها صاحب الرسوم والنماذج‬
‫الصناعية عندما ال تتوافر شروط اإلدانة في الجريمة المرتكبة في حقه‪ ،‬حيث ال يستطيع اللجوء إلى‬
‫المطالبة بالتعويض عن طريق الدعوى المدنية األصلية أو بواسطة الدعوى المدنية التبعية أمام القضاء‬
‫الجزائي‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن رفض الدعوتين ال يمنع من رفع دعوى مدنية أخرى أساسها المنافسة غير‬
‫المشروعة‪ ،‬ذلك كله أن هذه الدعاوى باإلضافة إلى توقيع العقاب على المجرمين فهي تهدف إلى جبر‬
‫الضرر المادي والمعنوي وتعويض المتضرر‪ ،‬كما ال يعتد بحجية األمر المقضي فيه‪ ،‬ذلك أن هذه الدعاوى‬
‫‪116‬‬
‫حتى وإن اتحدت في الموضوع فهي تختلف من حيث السبب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية الجزائية‬
‫‪117‬‬
‫تتحقق حماية الرسوم والنماذج المودعة بفضل األحكام الجزائية التي تتعلق بدعوى التقليد‪،‬‬
‫ويتعلق األمر باألعمال التي يقوم بها المقلد بما يسمح له بإنتاج أو صنع رسم أو نموذج محمى‪ ،‬إذ ال يجوز‬
‫ألي شخص أثناء سريان مدة الحماية القانونية المقررة للرسم والنموذج المودع القيام بأي تقليد أو تعديل‬
‫لهذا الرسم والنموذج الصناعي‪ ،‬إال بموافقة صاحبه األصلي‪ ،‬وبتالي فاصطناع رسم أو نموذج مطابق‬
‫‪118‬‬
‫تماما للرسم أو النموذج األصلي يعد جريمة تقليد‪.‬‬
‫وتحرك الدعوى الجزائية طبقا ً للقواعد العامة المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫الجزائري‪ ،‬والتي نميّز فيها بين شكوى عادية مقدمة إلى وكيل الجمهورية الذي وقعت في دائرة‬
‫‪119‬‬
‫اختصاصه جريمة التقليد‪.‬‬
‫وعيب هذا اإلجراء أنّه يتطلب مدة زمنية طويلة إلحالة النزاع إلى محكمة الجنح من أجل الفصل‬
‫‪120‬‬
‫فيه‪ ،‬بسب بطئ إجراءات التحقيق االبتدائي‪.‬‬
‫وإما عن طريق إدعاء مدني طبقا ً لنص المادة ‪ 72‬من قانون اإلجراءات الجزائية وهو الطريق‬
‫األسرع‪ ،‬لكنه مكلف نوعا ما بسبب وجوب تسديد كفالة مالية يتناسب مبلغها مع حجم الرسم والنموذج‬
‫محل دعوى التقليد‪ ،‬وفي كل األحوال يخضع تقدير الكفالة للسلطة التقديرية لقاضي التحقيق‪ 121،‬وحتى‬
‫يتمكن الطرف المدني من قبول دعواه الجزائية يجب أن تتوفر في الوقائع أركان جنحة التقليد‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أركان جنحة تقليد‬
‫يجب أن تتوفر في جريمة تقليد الرسم والنموذج الصناعي ثالثة أركان‪ ،‬باإلضافة إلى تحقق‬
‫النتيجة (الضرر)‪:‬‬
‫البند األول‪ -‬عناصر جنحة التقليد‬
‫وتتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الركن الشرعي‬

‫‪ .115‬المادة ‪ 29‬فقرة ‪ 01‬من األمر ‪ 06-03‬يتعلق بالعالمات‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ .116‬فاضلي إدريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪ .117‬المادة ‪ 23‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ . 118‬محمد أنور حماده‪ ،‬النظام القانوني لبراءات اإلختراع والرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ .119‬ينظر المواد من ‪ 29‬إلى ‪ 37‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ .120‬تتكفل الضبطية القضائية بالتحقيق االبتدائي عمالً بأحكام المادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ .121‬ينظر المواد ‪ 75 -74 -73 -72‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬
‫‪122‬‬
‫وهذا ما يسمى بمبدأ شرعية الجرائم والعقوبات وقد قضت بذلك المادة ‪ 01‬من قانون العقوبات‪،‬‬
‫حيث ال يمكن معاقبة الشخص‪ ،‬إال بوجود نص قانوني يقرر تلك العقوبة‪ ،‬وبما أن قانون الرسوم والنماذج‬
‫الصناعية قد وضع الجريمة وبين عناصرها المادية والمعنوية والعقوبة الواجبة‪ ،‬لذلك تعتبر جريمة التقليد‬
‫‪123‬‬
‫جريمة معاقبا عليها‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الركن المادي‬
‫هو الفعل الذي بواسط ته تكتمل الجريمة‪ ،‬فال توجد جريمة بدون ركن مادي يتجسد في تقليد الرسم‬
‫أو النموذج الصناعي‪ ،‬وال يعد تقليدا إذا صنعت هذه المنشآت الصناعية قبل إيداعها لدى المعهد الوطني‬
‫‪124‬‬
‫للملكية الصناعية‪ ،‬ألن هذه الحقوق ال يمكن حمايتها‪ ،‬إال بعد اإليداع‪.‬‬
‫إن التقليد الواقع بموافق ة صاحب هذه الحقوق ال يعد تقليدا معاقبا عليه‪ ،‬فقد يكون بموجب عقد مع‬
‫‪125‬‬
‫صاحب الرسوم والنماذج باستغاللها‪ ،‬أو وفقا لترخيص جبري يمنح له بموجب القانون‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬الركن المعنوي‬
‫ال يمكن أن يكتمل جسم جريمة التقليد‪ ،‬إال بتوافر الركن المعنوي وهو القصد الجنائي أو سوء نية‬
‫المقلد‪ ،‬لذا ال تعتبر جريمة تقليد تلك التي ال تتضمن الركن المعنوي وهي تعتبر كذلك إذا توافر فيها هذا‬
‫الركن‪ .‬لكن ليس في كل مرة يضطر المعتدى عليه إلى إثبات القصد الجنائي لدى المعتدي‪ ،‬حيث يمكن أن‬
‫تتوفر في الفعل قرائن تفترض قطعا أن من ارتكبه قصد بسوء نيته إلحاق الضرر بصاحب الحق‪ ،‬وبالتالي‬
‫‪126‬‬
‫فإن القصد الجنائي قد يكون مفترض وقد يكون واجب اإلثبات حسب حالة التقليد‪.‬‬
‫ففي حالة التقليد المباشر للرسم أو النموذج الصناعي يكون القصد الجنائي مفترض بغض النظر‬
‫بعد ذلك إن استعمل الشيء المقلد أو قام بتسويقه أو بيعه‪ ،‬ألن القيام بمثل هذه األفعال يعتبر مساسا مباشر‬
‫بحقوق صاحب الرسم أو النموذج الصناعي‪ ،‬وال يمكنه أن يتمسك بذلك للتهرب من الجريمة لوجود قرينة‬
‫كافية تفترض القصد الجنائي في صاحبه وهذا ما يتبين من نص المادة ‪ 23‬من األمر‪ 86-66‬حيث لم تنص‬
‫صراحة أن يكون الفاعل قد قام بفعله متعمدا‪ ،‬مما يدل أن القصد الجنائي في هذه الحالة مفترض وعلى‬
‫‪127‬‬
‫المتهم أن يثبت خالف ذلك أي حسن نيته‪.‬‬
‫أما في حالة التقليد غير المباشر‪ ،‬كبيع الشيء المقلد أو عرضه للبيع أو استيراده فيفترض في هذه‬
‫األعمال حسن نية من ارتكبها حتى تثبت إدانته‪ ،‬ألن القيام بهذه األفعال ال ينطوي على قرينة قاطعة على‬
‫‪128‬‬
‫العلم بملكية الرسم والنموذج الصناعي أو سوء النية في ارتكاب هذه الجرائم‪.‬‬
‫كما يجب توافر عنصر النتيجة (تحقق الضرر) في جميع الجرائم وعند عدم توفرها ال توجد‬
‫جريمة‪ ،‬فقد يكون تقليد الرسم أو النموذج الصناعي في فائدة صاحب الحق لما يحقق من فائدة في اإلشهار‬
‫وكسب العمالء والسمعة بشرط عدم استغالله أو استعماله أو التصرف فيه‪ .‬إذ يحدث الضرر حتى ولو كان‬
‫التقليد بقصد استغالله أو التصرف فيه واستعماله بصورة رديئة أو ضعيف التجارة‪ ،‬أو تم البيع بسعر‬
‫بخص‪ ،‬سواء أدى إلى منافسة غير مشروعة من عدمه‪ ،‬فإذا تبين للمحكمة المختصة أن االعتداء قد وقع‬
‫وتوافرت أركانه حكمت بالعقوبات القانونية الواجبة على هذا االعتداء‪.‬‬

‫‪ .122‬المادة ‪ 01‬من األمر‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪ ،1966‬الذي يتضمن قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 11‬جوان ‪ ،1966‬العدد ‪.49‬‬
‫‪ .123‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.402‬‬
‫‪ .124‬المادة ‪ 25‬من األمر ‪ 86-66‬يتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪ . 125‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.403‬‬
‫‪ .126‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.404‬‬
‫‪ .127‬فرحة صالح زراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫‪ .128‬أسامة نائل المحسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪14‬‬
‫ناصر موسى أستاذ محاضر قسم أ بجامعة التكوين المتواصل‬ ‫األستاذ مصمم الدرس‪:‬‬

‫وتتمثل أهم الجرائم التي تعتبر تقليدا في مجال الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬بيع مواد تحمل رسما‬
‫أو نموذج مقلدا‪ ،‬أو وضع بيانات بدون وجه حق تؤدي إلى االعتقاد بأن الرسم أو النموذج مودع‬
‫‪130‬‬
‫ومسجل‪ 129،‬إدخال قيد بدون وجه حق في سجل الرسوم والنماذج‪.‬‬

‫‪ .129‬سميحة القليوبي‪ ،‬الملكية الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.743-742‬‬


‫‪ . 130‬صالح زين الدين‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫وينظر زينة غانم عبد الجبار الصفار‪ ،‬المنافسة غير المشروعة للملكية الصناعية‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،2007 ،‬ص ص ‪ 100‬إلى ‪.102‬‬
‫‪15‬‬

You might also like